التحدي الأساسي على الصعيد الداخلي يتمثل في التشويه لصورة المسلم وارتباط الإسلام بالإرهاب من ناحية، وتهديد ما تمّ إنجازه بالنسبة للجالية الإسلامية كمكون من مكونات المجتمع الأمريكي، والمرحلة الحالية تحدي الردّ على الإجراءات القانونية التي تحاول المس بحقوق ليس فقط المسلمين، ولكن الحقوق المدنية والسياسية للمواطنين الأمريكيين تحت تبرير محاربة الإرهاب.
بالنسبة للقضية الفلسطينية، حاولت إسرائيل وأصدقائها هنا استغلال هذه الأحداث للربط بين المقاومة الفلسطينية الشرعية والأرهاب، وتصوير إسرائيل على أنها ضحية من ضحايا الإرهاب، لكن هذه المحاولات لم تلق نجاحا وافيا، على الأقل في البدايات، وذلك بسبب حرص الولايات المتحدة على تركيز جهودها في متابعة حركة القاعدة وطالبان، وضمان تأييد دول إسلامية وعربية في تحالف دولي شبيه بالتحالف الذي تم تشكيله أثناء حرب الخليج الثانية، وكان هناك رد الفعل الفلسطيني الرسمي والشعبي واضحا في إدانة قتل الأبرياء بشكل عشوائي، وتوضيح حق الشعوب في مقاومة الإحتلال، ولم تستطع إسرائيل من تعميق الربط بين المقاومة الفلسطينية والإرهاب إلا بعد التفجيرات الثلاثة الأخيرة، حيث تحرك أصدقاء إسرائيل والمسؤولين الإسرائيلين في الإعلام واستطاعوا الحصول على ضوء أخضر من الإدارة الأمريكية في محاربة السلطة والجماعات الإسلامية المقاومة. |
كيف استطاعت إسرائيل أن تحول أحداث أيلول إلى صالحها، وتتجرأ على انتهاكات ربما كانت لم تحلم أن يسمح لها بها قبل الأحداث؟ وماذا كان دور الدول العربية في مواجهة هذه الانتهاكات؟
|
كما ذكرنا فقد قامت إسرائيل بالربط بين التفجيرات الإنتحارية ومقارنتها بالإنتحاريين الذين قاموا بالهجوم على مبنى التجارة العالمية وعملت الدعاية الإسرائيلية هنا على تشبيه حركات المقاومة الإسلامية على أنها ابن لادن، والسلطة الفلسطينية على أنها حركة طالبان التي تؤوي الإرهابيين، ولمسنا تحولا في الموقف الأمريكي الذي تخلى عن حثـّه إسرائيل على ضبط النفس، مما شكل تأييدا ضمنيا للحرب الإجرامية التي يقودها شارون ضد الشعب الفلسطيني.
ومع الأسف الشديد، فقد تمثل الموقف الرسمي العربي بالتخلي الكامل عن تأييد الفلسطينيين، مما عكس حالة الضعف والتفرقة التي كانت متفشية قبل حوادث سبتمبر، وانعكست في فشل الدول العربية في التوصل إلى موقف الحد الأدنى في كيفية تصديه لسياسات شارون العدوانية، ثم خلقت حرب أمريكا على الإرهاب حالة من الذعر غير المبرر في المنطقة العربية. |
من المعروف ان احداث سبتمبر وضعت الامة الاسلامية في تحدٍ امام العالم 00 ولكننا وللأسف نجد ان هنالك فئة من المحللين السياسين الغربيين والمسلمين من يقول ان المسلمين دائما يفكرون بنظرية المؤامرة على الاسلام 00 ولعل هذه الاحداث اكدت لنا حقيقة الغزو الفكري المنظم ضد الاسلام بكافة مناحي الحياة حيث ان الاحداث كانت ذريعة للغرب للمناداة بتغيير المناهج التعليمية 00 سبق ذلك اسلحتم الخفية من خلال فرض القوانين الوضعية وبارادة قيادات الدول الاسلامية 00 اضافة الى السيطره الاقتصاديه والسياسية والاعلامية 00
الا ان اخطر ماقام به الغرب هو التأثير على زعماء العالم الاسلامي وقد قال في ذلك المستشرق الانجليزي " جب " ( هناك ظاهرة كثيرا مايهملها الباحثون في حركات المجتمع الاسلامي ، مهما كان نوعها ، وهي انها تنضج بسرعة مدهشة حتى ان وجودها يندر ان يخطر على باب احد قبل ان يندلع لهيبها ويرّوع العالم ، والمسألة الكبرى هي الزعامة "فحينما يجد الاسلام " صلاح الدين " الجديد ، رجلا يجمع بين الحنكة السياسية العظيمة ، وبين الشعور برسالته الدينية التي تبلغ اعماق نفسه ، فان ذلك ينحل من تلقاء نفسه ) لذلك فتخطيط الغرب وكا يتضح لنا تربية الزعامات الاسلامية على غير الاسلام ومحاولة ضرب وتصفية من يرون انه قادر على حركة الامه 00وحماية بعض الزعامات في الدول الاسلامية طالما انها تحمي مصالحهم 00 اتمنى ان اجد تحليلا لهذا المفهوم ان كان صحيحا او تحليلا مخالفا ان لم يكن صواب 00 وهل تتوقع ان هنالك لوجود زعيم اسلامي قادم في ظل الاحداث الراهنه 00 اعتذر عن الاطالة والاسهاب 00 |
ما هي التاثيرات المتوقعة على ما يعرف بعملية السلام في الشرق الاوسط ( سؤال موجه من الشيخ أبي الأطفال) ؟
|
في الحقيقة كانت إدارة الرئيس بوش قد تخلت عن القيام بدور فعال في عملية السلام قبل الحوادث، ثم ما لبثت أن أعلنت عن عزمها في استئناف عملية السلام من خلال إرسال مبعوثين جدد لتحقيق نوع من وقف إطلاق النار وتثبيته من خلال تطبيق تقرير ميتشل، وحث الطرفين على العودة إلى مائدة المفاوضات.
التطور الهام الذي حصل كان في إعلان الرئيس بوش ورئيس خارجيته باول عن اقتناعهما بأن الدولة الفلسطينية هي جزء من الحل النهائي للصراع العربي الإسرائيلي، والحقيقة بأنه لا يمكن التقليل من أهمية هذا الإعلان إلا أنه مع الأسف – وبعد العمليات الانتحارية الأخيرة- فقد اتسم الموقف الأمريكي الرسمي بلوم عرفات ومطالبته – لوحده – بإيقاف العنف دون طلب الأمر نفسه من شارون، مما يعني تحول أو انحياز صارخ اتجاه الحكومة الإسرائيلية. الإشكالية القائمة في طروحات السلام أن أكثر ما عرض على الطرف الفلسطيني هو ما تم أثناء قمة كامب ديفيد في صيف عام 2000 من قبل حكومة باراك، وبالنسبة لإسرائيل وحليفتها الولايات المتحدة، فإن هذا يعتبر أكثر العروض سخاء، وهو ما لم يقبل به الطرف الفلسطيني، الأزمة الحالية تكمن في أن العروض الإسرائيلية هي أقل بكثير مما قدم في كامب ديفيد، مما يضع السلطة الفلسطينية بين ناري العدوان الإسرائيلي الشرس، وإصرار الشعب الفلسطيني على المقاومة حتى تحقيق مطالب انسحاب إسرائيل من الضفة والقطاع، وهي الحدود الدنيا التي يمكن أن يقوم عليها أي تسوية مستقبلية. |
(جواب الأخت اليمامة):
يشير السؤال إلى أهمية عنصر القيادة السياسية في تحقيق أهداف الأمة – هذا لا شك مهم جدا - ، ولكن لا أعتقد بأن مشاكل العالم العربي والإسلامي تحل من خلال فكرة القائد المنقذ والمخلص، من دون وجود المتطلبات الأساسية للتنمية بكل مجالاتها بما في ذلك التخلص من الجهل والتخلف والأمية وبناء دولة المؤسسات والقانون التي تعكس أهداف الأمة وتطلعاتها. |
وننهي بهذا السؤال، كيف يمكن للمنطقة العربية مواجهة مثل هذه التحديات مستقبليا؟
|
أعتقد أن أهم قضيتين تواجهان المنطقة العربية هما:
أولا: حل إشكالية الفصام بين المجتمع والدولة... والثانية: قضية التجزئة.. فلا يمكن للمنطقة العربية أن تكون قادرة على التعامل مع التحديات الخارجية والقيام بأعباء التنمية من دون وجود مصالحة بين الانظمة العربية وشعوبها من ناحية وبين مختلف القوى السياسية من ناحية أخرى، وقناعة الجميع بأن تحقيق أهداف الأمة يتم من خلال التعبير عن هويتها، والتنافس على أصوات الشعوب من أجل تحقيق هذه الأهداف... أما بالنسبة لقضية التجزئة فلا بد من تحول اتجاه التكامل المنطلق من القواعد والمستند إلى تواصل الشعوب والمصالح واستثمار التطورات الحديثة من تكنولوجيا المعلومات وتكثيف الاتصال للانتقال نحو تكامل اجتماعي اقتصادي ثقافي ثم سياسي، قادر على حماية مصالح المنطقة العربية في وجه العولمة القادمة من الغرب. |
وختاما، نشكر باسم إدارة الخيمة العربية وزوارها الدكتور نجيب الغضبان أستاذ العلوم السياسية في جامعة أركنسا الأمريكية، على هذا الحوار القيم، ونأمل في الاستمرار في حوارات أخرى قادمة – إن شاء الله – لمناقشة ما يدور في الساحة السياسية العالمية.
لكم تحية من إدارة الخيمة والقائمين عليها، والسلام عليكم ورحمة الله . |
Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.