أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية

أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com/index.php)
-   الخيمة المفتوحة (http://hewar.khayma.com/forumdisplay.php?f=7)
-   -   (الهجرة) وحق الإنسان في التفكير والاختيار (http://hewar.khayma.com/showthread.php?t=3297)

الدكتور2000 09-04-2001 04:55 PM

هلا بيك يا صلاح الدين
وإلى الأخت (بسمة أمل) المراقبة مع ابتسامة ربما نفتقدها عند كثير من الناس: شكراً

صلاح الدين 09-04-2001 11:21 PM

وفي سياق التطبيق وعدم الاكتفاء بالتنظير علينا أن نقف عند النموذج العملي الذي بناه المصطفى (صلى الله عليه وسلم) في المدينة، من موقعه في السلطة بالإضافة إلى موقعه في التبليغ عن الله، وفي القضاء بين الناس فيما اختلفوا فيه، وفي كل مواقع حركته اليومية أباً وزوجاً وإماماً، وهلمجرا.

فقد اعتدنا من بعض السياسيين المغامرين أو القياديين الطموحين أن يعارضوا الظلم الذي يواجههم أو يواجه جماعتهم في فترة نضالهم، وأن يطالبوا النظام الحاكم أو المجتمع السياسي بتحقيق العدالة والإقرار بالحقوق المهضومة، سياسية كانت أو غير سياسية، فإذا ما قفزوا إلى السلطة أداروا ظهورهم لكل المطالب، وتجاهلوا كل الشعارات التي رفعوها، وتنكروا لأقرب المقربين إليهم حفاظاً على مواقعهم الجديدة.

غير أن النموذج الذي رأيناه في المدينة بعد الهجرة، بقيادة النبي (صلى الله عليه وسلم) والنخبة من أهل الحل والعقد والشورى من المهاجرين والأنصار ومن تبعهم بإحسان، كان البر التام بكل الشعارات المرفوعة في فترة الاستضعاف.

= يتبع =

صلاح الدين 11-04-2001 10:49 AM

فالنبي (صلى الله عليه وسلم) لم يدر ظهره لشعار العدالة الذي رفعه في وجه الملأ من قريش، ولا لشعار حرية الاختيار الذي حث المكيين والقبائل المحيطة بهم على العمل به، ولا لشعار التفاضل على أساس التقوى والعمل الصالح دون العرق واللسان واللون.

كانت الهجرة – بهذا المعنى – مفصلا تاريخياً بين الظلم والعدالة، وبين الإنسانية والحيوانية، والروحية والمادية، والسمو والضعة، والعالمية والإقليمية.

= يتبع =

بسمة امل 11-04-2001 12:29 PM

السلام عليكم

سبحان الله لو تاملنا حياة الرسول عليه افضل الصلاة والسلام

لادركنا مدى رقي حياتهم ومدى الرقي في التفكير والمعاملات بين الناس

بارك الله فيكم اخي

بســمة امــل



twix 11-04-2001 01:06 PM

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
جزاك الله الف خير على هذا الموضوع الشيق
اختكم..
twix

صلاح الدين 11-04-2001 09:10 PM

الشكر كل الشكر بعد الله للخيمة وأهلها لما أتاحته لنا من فرصة للتعبير والمشاركة والتعارف. وكل ذلك من مقاصد الشريعة الحنيفية السمحاء.


صلاح الدين 12-04-2001 11:15 AM

كانت الهجرة – بهذا المعنى – مفصلا تاريخياً بين الظلم والعدالة، وحوّلت المدينة في كنف العهد الجديد إلى موئل لكل مستضعف ولو لم يكن مسلماً، بل إن العهد المذكور (صحيفة المدينة) أمّن أهل الشرك على أصنامهم، وترك الفرصة لهم ليخبروا الإسلام عن كثب وليعتنقوه عن رضا وليتخلوا عن عقائد الجاهلية عن قناعة، ففي رأس قواعد الإسلام: {لا إكراه في الدين} [البقرة/256] وهي قاعدة ترتبط ارتباطاً وثيقاً بممهدات تعترف للإنسان بقدراته وقابلياته وحرية اختياره.

وهو أمر فاق بكثير ما تدعيه الأمم المتحضرة خلال تاريخها القديم والمعاصر. بل إن الولايات المتحدة الأمريكية، لم تعرف حتى اليوم، معنى التعددية التي عرفتها المدينة المنورة في العهد النبوي والراشدي على حد سواء.

وهي صورة حضارية إسلامية رائعة ومتميزة لم تتوقف بوفاة النبي (صلى الله عليه وسلم) ولا بانتقال خلفائه إلى الرفيق الأعلى، بل استمرت في تاريخنا، إلا ما كان في أيام معدودة من الجور والظلم أصابت المسلمين قبل غيرهم.


صلاح الدين 13-04-2001 09:03 PM

ولمستفسر أن يتساءل عن أهمية (التفكير الفردي) أو فلنقل المسؤولية الفردية في التفكير، حتى نتطرق إليها في قضية (الهجرة النبوية الشريفة) ودلالالتها، ولهذا نقول إن أول أسس الحضارة والعمران البشري أن يتحمل الفرد مسؤولية نفسه تفكيراً وتدبيراً ومسؤولية {وقفوهم إنهم مسؤولون} ثم يتعاون مع الجماعة في الإنماء والنماء (يد الله على الجماعة) بعد أن تتضح له معرفة الواجب والحق والحرام والحلال وسواها من القواعد والضوابط التي لا تقوم الحياة إلا بها.

والتفكير الفردي، أو قل: تحمل الفرد لمسؤولية التفكير والاختيار الحر، هو مفتاح الاجتهاد في الفقه، والإبداع في الصناعة، والابتكار في وسائل الزراعة، والنجاح في التجارة، والريادة في الاختراع، ذلك لأنه يحرر الفرد من عبودية (القطيع). وهي غير الالتزام بالجماعة والعمل الجماعي الذي دعا إليه الله ورسوله (صلى الله عليه وسلم).

ولتأكيد هذا المعنى في التفاضل بين حرية الفرد في الاختيار والعبودية للسياق العام في بناء الحياة نقرأ النص التالي لـ(ديفيد لانديس) عن التفاضل بين الصين السبّاقة في ميدان الاختراع وأوروبا التلميذ النجيب الذي فاق في العصر الخير أساتذته في الأندلس والصين معاً، حيث يقول:

(اخترعت الصين البارود والورق والطباعة والبورسلين وأنظمة الري وزراعة الشاي وصناعة الحرير ما بين العامين 900 – 1200 ميلادية، لكنها عجزت عن تطوير واستثمار اختراعاتها التي أخذتها عنها أوروبا وركزت عليها ثورتها الصناعية ..... والفارق كان نظام السوق، حيث المبادرة كانت حرة في أوروبا ومقيدة في الصين التي حصرت التجارة والتعليم في يد الدولة).




صلاح الدين 16-04-2001 05:54 AM

ولعلنا في حاجة إلى أن نتذكر بشكل دائم ومستمر أن إطلاق الإسلام للعقل البشري من عقال الخمول والأسطورة والشعوذة إلى رحابة العلم والتمييز والصحة في الأسس والقواعد وشروط الاستنباط والاستقراء – التي هي مناط التكليف – لا يعني دعوة الفرد إلى الانطواء والإنغلاق على النفس والبعد عن الجماعة، فيد الله – كما جاء في الحديث الشريف – على الجماعة. ولهذا حديث مستقل قادم إن شاء الله.

التفكير الفردي الذي نذكّر به هنا، هو مسؤولية الفرد عن التفكير، وليس إنغلاق الفرد على نفسه دون العالمين.


بسمة امل 17-04-2001 03:36 AM

ياسبحان الله !!

اجد متعة كبيرة في قراءة هذا الموضوع

جزيتم خيرا اخي


Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.