أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية

أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com/index.php)
-   الخيمة الإسلامية (http://hewar.khayma.com/forumdisplay.php?f=8)
-   -   غزواته وبعوثه ( صلى الله عليه وسلم ) (http://hewar.khayma.com/showthread.php?t=40549)

الوافـــــي 27-08-2004 07:28 AM

غزوة بحران

خرج صلى الله عليه وسلم في ربيع الآخر يريد قريشا
واستخلف ابن ام مكتوم فبلغ بحران معدنا في الحجاز ثم رجع ولم يلق حربا

غزوة بني قينقاع

نقض بنو قينقاع أحد طوائف اليهود بالمدينة العهد وكانوا تجارا وصاغة وكانوا نحو السبعمائة مقاتل فخرج النبي صلى الله عليه وسلم لحصارهم واستخلف على المدينة بشير بن عبد المنذر
فحاصرهم صلى الله عليه وسلم خمس عشرة ليلة ونزلوا على حكمه صلى الله عليه وسلم فشفع فيهم عبدالله بن أبي بن سلول لأنهم كانوا حلفاء الخزرج وهو سيد الخزرج فشفعه فيهم بعد ما ألح على رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانوا في طرف المدينة
قتل كعب بن الأشرف وأما كعب بن الأشرف اليهودي فانه كان رجلا من طيء وكانت امه من بني النضير وكان يؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين ويشبب في اشعاره بنساء المؤمنين وذهب بعد وقعة بدر الى مكة وألب على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى المؤمنين فندب رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلمين الى قتله فقال من لي بكعب بن الأشرف فإنه قد آذى الله ورسوله
فانتدب رجال من الأنصار ثم من الأوس وهم محمد بن مسلمة وعباد بن بشر بن وقش وأبو نائلة واسمه سلكان بن سلامة بن وقش وكان أخا كعب بن الأشرف من الرضاعة والحارث بن أوس بن معاذ وأبو عبس بن جبر
وأذن لهم صلى الله عليه وسلم أن يقولوا ما شاؤوا من كلام يخدعونه به وليس عليهم فيه جناح
فذهبوا اليه واستنزلوه من أطمه ليلا وتقدموا إليه بكلام موهم التعريض برسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمأن اليهم فلما استمكنوا منه قتلوه - لعنه الله - وجاؤوا في آخر الليل وكانت ليلة مقمرة فانتهوا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو قائم يصلي فلما انصرف دعا لهم
وكان الحارث بن أوس قد جرح ببعض سيوف أصحابه فتفل عليه الصلاة والسلام على جرحه فبرأ من وقته ثم أصبح اليهود يتكلمون في قتله
فأذن صلى الله عليه وسلم في قتل اليهود

.. يتبع ..

الوافـــــي 29-10-2004 02:55 PM

غزوة بدر الأولى

ثم خرج بعدها بنحو من عشرة أيام الى بدر الأولى وذلك أن كرز بن جابر الفهري أغار على سرح المدينة فطلبه فبلغ واديا يقال له سفوان في ناحية بدر ففاته كرز وقد كان قد استخلف على المدينة زيد بن حارثة رضي الله عنه وبعث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه في طلب كرز بن جابر فيما قيل والله أعلم وقيل بل بعثه لغير ذلك بعث عبدالله بن جحش ثم بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عبدالله بن جحش بن رئاب الأسدي وثمانية من المهاجرين وكتب له كتابا وأمره ألا ينظر فيه حتى يسير يومين ثم ينظر فيه ولايكره أحدا من أصحابه ففعل ولما فتح الكتاب وجد فيه إذا نظرت في كتابي هذا فامض حتى تنزل نخلة بين مكة والطائف وترصد بها قريشا وتعلم لنا من أخبارهم فقال سمعا وطاعة وأخبر اصحابه بذلك وبأنه لا يستكرههم فمن أحب الشهادة فلينهض ومن كره الموت فليرجع وأما هو فناهض فنهضوا كلهم فلما كان في أثناء الطريق أضل سعد بن أبي وقاص وعتبة بن غزوان بعيرا لهما كانا يعتقبانه فتخلفا في طلبه وتقدم عبدالله بن جحش حتى نزل بنخلة فمرت به عير لقريش تحمل زبيبا وأدما وتجارة فيها عمرو بن الحضرمي وعثمان ونوفل ابنا عبدالله بن المغيرة والحكم بن كيسان مولى بني المغيرة فتشاور المسلمون وقالوا نحن في آخر يوم من رجب الشهر الحرام فإن قاتلناهم انتهكنا الشهر الحرام وإن تركناهم الليلة دخلوا الحرم ثم اتفقوا على ملاقاتهم فرمى أحدهم عمرو بن الحضرمي فقتله وأسروا عثمان والحكم وأفلت نوفل ثم قدموا بالعير والأسيرين قد عزلوا من ذلك الخمس فكانت أول غنمية في الإسلام وأول خمس في الإسلام وأول قتيل في الإسلام وأول أسير في الاسلام إلا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنكر عليهم ما فعلوه وقد كانوا رضي الله عنهم مجتهدين فيما صنعوا واشتد تعنت قريش وإنكارهم ذلك وقالوا محمد قد أحل الشهر الحرام فأنزل الله عزوجل في ذلك يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير وصد عن سبيل الله وكفر به والمسجد الحرام وإخراج أهله منه أكبر عند الله يقول سبحانه هذا الذي وقع وإن كان خطأ لأن القتال في الشهر الحرام كبير عند الله إلا أن ما أنتم عليه أيها المشركون من الصد عن سبيل الله والكفر به وبالمسجد الحرام وأخراج محمد وأصحابه الذين هم أهل المسجد الحرام في الحقيقة أكبر عند الله من القتال في الشهر الحرام ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل الخمس من تلك الغنيمة وأخذ الفداء من ذينك الأسيرين

غزوة بدر الصغرى

وقد كان أبو سفيان يوم أحد عند منصرفه نادى موعدكم وإيانا بدر العام المقبل فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض أصحابه أن يجيب بنعم فلما كان شعبان في هذه السنة نهض رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أتى بدرا للموعد واستخلف على المدينة عبد الله ابن عبد الله بن أبي فأقام هناك ثماني ليال ثم رجع ولم يلق كيدا وذلك أن أبا سفيان خرج بقريش فلما كان ببعض الطريق بدا لهم الرجوع لأجل جدب سنتهم فرجعوا وهذه الغزوة تسمى بدرا الثالثة وبدر الموعد

.. يتبع ..

الوافـــــي 29-10-2004 02:57 PM

غزوة بدر الكبرى

نذكر فيه ملخص وقعة بدر الثانية وهي الوقعة العظيمة التي فرق الله فيها بين الحق والباطل وأعز الإسلام ودمغ الكفر وأهله وذلك أنه لما كان في رمضان من هذه السنة الثانية بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن عيرا مقبلة من الشام صحبة أبي سفيان صخر بن حرب في ثلاثين أو أربعين رجلا من قريش وهي عير عظيمة تحمل أموالا جزيلة لقريش فندب صلى الله عليه وسلم الناس للخروج إليها وأمر من كان ظهره حاضرا بالنهوض ولم يحتفل لها إحتفالا كثيرا إلا أنه خرج في ثلاثمائة وبضعة عشر رجلا لثمان خلون من رمضان واستخلف على المدينة وعلى الصلاة ابن ام مكتوم فلما كان بالروحاء رد أبا لبابة واستعمله على المدينة ولم يكن معه من الخيل سوى فرس الزبير وفرس المقداد بن الأسود الكندي ومن الإبل سبعون بعيرا يعتقب الرجلان والثلاثة فأكثر على البعير الواحد ورسول الله صلى الله عليه وسلم وعلي مرثد بن أبي مرثد الغنوي يعتقبون بعيرا وزيد بن حارثة وأبو كبشة وأنسة موالي رسول الله صلى الله عليه وسلم وحمزة يعتقبون جملا وأبو بكر وعمر وعبدالرحمن ابن عوف على جمل آخر وهلم جرا ودفع صلى الله عليه وسلم اللواء الى مصعب بن عمير والراية الواحدة الى علي بن أبي طالب والراية الأخرى الى رجل من الأنصار وكانت راية الأنصار بيد سعد بن معاذ وجعل على الساقة قيس بن أبي صعصعة وسار صلى الله عليه وسلم فلما قرب من الصفراء بعث بسبس بن عمرو الجهني وهو حليف بني ساعدة وعدي بن أبي الزعباء الجهني حليف بني النجار الى بدر يتحسسان أخبار العير وأما أبو سفيان فإنه بلغه مخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وقصده إياه فاستأجر ضمضم ابن عمرو الغفاري مستصرخا لقريش بالنفير الى عيرهم ليمنعوه من محمد وأصحابه وبلغ الصريخ أهل مكة فنهضوا مسرعين وأوعبوا في الخروج ولم يتخلف من اشرافهم أحد سوى أبي لهب فإنه عوض عنه رجلا كان له عليه دين وحشدوا ممن حولهم من قبائل العرب ولم يتخلف عنهم أحد من بطون قريش إلا بني عدي فلم يخرج معهم منهم أحد وخرجوا من ديارهم كما قال الله عزوجل بطرا ورئاء الناس ويصدون عن سبيل الله وأقبلوا في تحامل وحنق عظيم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه لما يريدون من أخذ عيرهم وقد أصابوا بالامس عمرو بن الحضرمي والعير التي كانت معه فجمعهم الله على غير ميعاد لما أراد في ذلك من الحكمة كما قال تعالى ولو تواعدتم لا ختلفتم في الميعاد ولكن ليقضي الله أمرا كان مفعولا الآية ولما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم خروج قريش استشار أصحابه فتكلم كثير من المهاجرين فأحسنوا ثم استشارهم وهو يريد بما يقول الأنصار فبادر سعد بن معاذ رضي الله تعالى عنه فقال يا رسول الله كأنك تعرض بنا فوالله يا رسول الله لو استعرضت بنا البحر لخضناه معك فسر بنا يا رسول الله على بركة الله فسر صلى الله عليه وسلم بذلك وقال سيروا وأبشروا فإن الله قد وعدني إحدى الطائفتين ثم رحل رسول الله صلى الله عليه وسلم ونزل قريبا من بدر وركب صلى الله عليه وسلم مع رجل من أصحابه مستخبرا ثم انصرف فلما أمسى بعث عليا وسعدا والزبير الى ماء بدر يلتمسون الخبر فقدموا بعبدين لقريش ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم يصلي فسألهما أصحابه لمن أنتما فقالا نحن سقاة لقريش فكره ذلك أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وودوا أن لو كانا لعير أبي سفيان وأنه منهم قرييب ليفوزوا به لأنه اخف مؤونة من قتال النفير من قريش لشدة بأسهم واستعدادهم لذلك فجعلوا يضربونهما فاذا آذاهما الضرب قالا نحن لأبي سفيان فاذا سكتوا عنهما قالا نحن لقريش فلما انصرف رسول اله صلى الله عليه وسلم من صلاته قال والذي نفسي بيده إنكم لتضربونهما إذا صدقا وتتركونهما إذا كذبا ثم قال لهما أخبرني أين قريش قالا وراء هذا الكثيب قال كم القوم قالا لا علم لنا فقال كم ينحرون كل يوم فقالا يوما عشرا ويوما تسعا فقال صلى الله عليه وسلم القوم ما بين التسعمائة الى الألف وأما بسبس بن عمرو وعدي بن أبي الزغباء فإنهما وردا ماء بدر فسمعا جارية تقول لصاحبتها ألا تقضيني ديني فقالت الأخرى إنما تقدم العير غدا أو بعد غد فأعمل لهم وأقضيك فصدقها مجدي بن عمرو فانطلقا مقبلين لما سمعا ويعقبهما ابو سفيان فقال لمجدي بن عمرو هل أحسست أحدا من أصحاب محمد فقال لا إلا أن راكبين نزلا عند تلك الأكمة فانطلق أبوسفيان الى مكانهما وأخذ من بعر بعيرهما ففته فوجد فيه النوى فقال والله هذه علائف يثرب فعدل العير الى طريق الساحل فنجا وبعث الى قريش يعلمهم أنه قد نجا هو والعير ويأمرهم ان يرجعوا وبلغ ذلك قريشا فأبى ذلك أبو جهل وقال والله لا نرجع حتى نرد ماء بدر ونقيم عليها ثلاثا ونشرب الخمر وتضرب على رؤوسنا القيان فتهابنا العرب أبدا فرجع الأخنس بن شريق بقومه بني زهرة قاطبة وقال إنما خرجتم لتمنعوا عيركم وقد نجت ولم يشهد بدرا زهري إلا عما مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب بن عبدالله والد الزهري فإنهما شهداها يومئذ وقتلا كافرين فبادر رسول الله صلى الله عليه وسلم قريشا الى ماء بدر ونزل على أدنى ماء هناك فقال له الحباب بن المنذر بن عمرو يا رسول اله هذا المنزل الذي نزلته أمرك الله به أو منزل نزلته للحرب والمكيدة قال بل منزل نزلته للحرب والمكيدة فقال ليس هذا بمنزل فانهض بنا حتى نأتي أدنى ماء من مياه القوم فننزله ونعور ما وراءنا من القلب ثم نبني عليه حوضا فنملؤه فنشرب ولا يشربون فاستحسن رسول الله صلى الله عليه وسلم منه ذلك وحال الله بين قريش وبين الماء بمطر عظيم أرسله وكان نقمة على الكفار ونعمة على المسلمين مهد لهم الأرض ولبدها وبني لرسول الله صلى الله عليه وسلم عريش يكون فيه ومشى صلى الله عليه وسلم في موضع المعركة وجعل يريهم مصارع رؤوس القوم واحدا واحدا ويقول هذا مصرع فلان غدا إن شاء الله وهذا مصرع فلان وهذا مصرع فلان قال عبدالله بن مسعود فوالذي بعثه بالحق ما أخطأ واحد منهم موضعه الذي أشار إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم

.. يتبع ..

الوافـــــي 29-10-2004 03:03 PM

وبات رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك الليلة يصلي الى جذم شجرة هناك وكانت ليلة الجمعة السابع عشر من رمضان فلما أصبح وأقبلت قريش في كتائبها قال صلى الله عليه وسلم اللهم هذه قريش قد أقبلت في فخرها وخيلائها تحادك وتحاد رسولك ورام حكيم بن حزام وعتبة بن ربيعة أن يرجعا بقريش فلا يكون قتال فأبى ذلك أبو جهل وتقاول هو وعتبة وأمر أبو جهل أخا عمرو بن الحضرمي ان يطلب دم أخيه عمرو فكشف عن إسته وصرخ واعمراه فحمي القوم ونشبت الحرب وعدل رسول الله صلى الله عليه وسلم الصفوف ثم رجع الى العريش هو وأبو بكر وحده وقام سعد بن معاذ وقوم من الأنصار على باب العريش يحمون رسول الله صلى الله عليه وسلم وخرج عتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة والوليد بن عتبة ثلاثتهم جميعا يطلبون البراز فخرج إليهم من المسلمين ثلاثة من الأنصار وهم عوف ومعوذ ابنا عفراء وعبدالله بن رواحة فقالوا لهم من أنتم فقالوا من الأنصار فقالوا أكفاء كرام وإنما نريد بني عمنا فبرز لهم علي وعبيدة بن الحارث وحمزة رضي الله عنهم فقتل علي الوليد وقتل حمزة عتبة وقيل شيبة واختلف عبيدة وقرنه بضربتين فأجهد كل منهما صاحبه فكر حمزة وعلي فتمما عليه واحتملا عبيدة وقد قطعت رجله فلم يزل طمثا حتى مات بالصفراء رحمه الله تعالى ورضي عنه وفي الصحيح أن عليا رضي الله عنه كان يتأول قوله تعالى هذان خصمان اختصموا في ربهم في برازهم يوم بدر ولا شك أن هذه الآية في سورة الحج وهي مكية ووقعة بدر بعد ذلك الا أن برازهم من أول ما دخل في معنى الآية ثم حي الوطيس واشتد القتال ونزل النصر واجتهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في الدعاء وابتهل ابتهالا شديدا حتى جعل رداؤه يسقط عن منكبيه وجعل ابو بكر يصلحه عليه ويقول يا رسول الله بعض مناشدتك ربك فإنه منجز لك ما وعدك ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اللهم إن تهلك هذه العصابة لا تعبد في الأرض فذلك قوله تعالى إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين ثم أغفى رسول الله صلى الله عليه وسلم إغفاءه ثم رفع رأسه وهو يقول أبشر يا أبا بكر هذا جبريل على ثناياه النقع وكان الشيطان قد تبدى لقريش في صورة سراقة بن مالك بن جعشم زعيم مدلج فأجارهم وزين لهم الذهاب الى ما هم فيه وذلك أنهم خشوا بني مدلج أن يخلفوهم في أهاليهم وأموالهم فذلك قوله تعالى وإذ زين لهم الشيطان أعمالهم وقال لا غالب لكم اليوم من الناس وإني جار لكم فلما تراءت الفئتان نكص على عقبيه وقال إني برئ منكم إني أرى ما لا ترون وذلك أنه رأى الملائكة حين نزلت القتال ورأى ما لا قبل له به ففر وقاتلت الملائكة كما أمرها الله وكان الرجل من المسلمين يطلب قرنه فإذا به وقد سقط أمامه ومنح الله المسلمين أكتاف المشركين فكان أول من فر منهم خالد بن الأعلم فأدرك فأسر وتبعهم المسلمون في آثارهم يقتلون ويأسرون فقتلوا منهم سبعين وأسروا سبعين وأخذوا غنائمهم فكان من جملة من قتل من المشركين ممن سمى رسول الله صلى الله عليه وسلم موضعه بالأمس أبو جهل وهو أبو الحكم عمرو بن هشام لعنه الله قتله معاذ بن عمرو بن الجموح ومعوذ بن عفراء وتمم عليه عبدالله بن مسعود فاحتز رأسه وأتى به رسول الله صلى الله عليه وسلم فسر بذلك وعتبة وشيبة ابنا ربيعة والوليد بن عتبة وأمية بن خلف فأمر بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فسحبوا إلى القليب ثم وقف عليهم ليلا فبكتهم وقرعهم وقال بئس عشيرة النبي كنتم لنبيكم كذبتموني وصدقني الناس وخذلتموني ونصرني الناس وأخرجتموني وآواني الناس ثم أقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بالعرصة ثلاثا ثم ارتحل بالأسارى والمغانم وقد جعل عليها عبدالله بن كعب بن عمرو النجاري وأنزل الله في غزوة بدر سورة الأنفال فلما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصفراء قسم المغانم كما أمره الله تعالى وأمر بالنضر بن الحارث فضربت عنقه صبرا وذلك لكثرة فساده وأذاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فرثته أخته وقيل ابنته قتيلة بقصيدة مشهورة ذكرها ابن هشام فلما بلغت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فيما زعموا لو سمعتها قبل أن أقتله لم أقتله ولما نزل عرق الظبية أمر بعقبة بن أبي معيط فضربت عنقه أيضا صبرا ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم استشار أصحابه في الأسارى ماذا يصنع بهم فأشار عمر بن الخطاب رضي الله عنه بأن يقتلوا وأشار أبو بكر رضي الله عنه بالفداء وهوي رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال أبو بكر فحلل لهم ذلك وعاتب الله في ذلك بعض المعاتبة في قوله تعالى ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة والله عزيز حكيم الآيات وقد روى مسلم في صحيحه عن ابن عباس رضي الله عنهما حديثا طويلا فيه بيان هذا كله فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم فداءهم أربعمائة أربعمائة ورجع رسول الله صلى الله عليه وسلم الى المدينة مظفرا منصورا قد أعلى الله كلمته ومكن له وأعز نصره فأسلم حينئذ بشر كثير من أهل المدينة تقية ومن ثم دخل عبد الله بن أبي بن سلول وجماعته من المنافقين في الدين

.. يتبع ..

الوافـــــي 08-11-2004 02:59 PM

غزوة بني المصطلق

غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم بني المصطلق من خزاعة في شعبان من السنة السادسة وقيل كانت في شعبان سنة خمس والأول أصح وهو قول ابن إسحاق وغيره واستعمل على المدينة أبا ذر وقيل نميلة بن عبدالله الليثي فأغار عليهم وهم غارون على ماء لهم يسمى المريسيع وهو من ناحية قديد الى الساحل فقتل من قتل منهم وسبى النساء والذرية وكان شعار المسلمين يومئذ أمت أمت وكان من السبي جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار ملك بني المصطلق وقعت في سهم ثابت بن قيس بن شماس فكاتبها فأدى عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم وتزوجها فصارت أم المؤمنين فأعتق المسلمون بسبب ذلك مائة بيت من بني المصطلق قد أسلموا
وفي مرجعه صلى الله عليه وسلم قال الخبيث عبدالله بن أبي سلول لئن رجعنا الى المدينة ليخرجن الاعز منها الأذل يعرض برسول الله صلى الله عليه وسلم فبلغها زيد بن أرقم رسول الله صلى الله عليه وسلم وجاء عبدالله بن أبي معتذرا ويحلف ما قال فسكت عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أنزل الله عزوجل تصديق زيد بن أرقم في سورة المنافقين

.. يتبع ..

الوافـــــي 08-11-2004 03:00 PM


قصة الإفك

وكان في هذه الغزوة من الحوادث قصة الإفك الذي افتراه عبدالله بن أبي هذا الخبيث وأصحابه وذلك أن أم المؤمنين عائشة بنت الصديق رضي الله عنها كانت قد خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه السفرة وكانت تحمل في هودج فنزلوا بعض المنازل ثم أرادوا أن يرتحلوا أول النهار فذهبت الى المبرز ثم رجعت فإذا هي فاقدة عقدا لأختها أسماء كانت أعارتها إياه فرجعت تلتمسه في الموضع الذي كانت فيه فجاء النفر الذين كانوا يرحلون بها فحملوا الهودج حملة رجل واحد وليس فيه أحد فرحلوه على البعير ولم يستنكروا خفته لتساعدهم عليه ولأن عائشة رضي الله عنها كانت في ذلك الوقت لا تحمل اللحم بل كانت طفلة في سن أربع عشرة سنة فلما رجعت وقد أصابت العقد لم تر بالمنزل أحدا فجلست في المنزل وقالت إنهم سيفقدونها فيرجعون إليها والله غالب على أمره وله الحكم فيما يشاء وأخذتها سنة من النوم فلم تستيقظ إلا بترجيع صفوان بن المعطل السلمي ثم الذكواني فكان قد عرس في أخريات القوم لانه كان شديد النوم كما جاء ذلك عنه في رواية ابي داود فلما رأى ام المؤمنين قال إنا لله وإنا إليه راجعون زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم أناخ بعيره فقربه إليها فركبته ولم يكلمها كلمة واحدة ولم تسمع منه إلا ترجيعه ثم سار بها يقودها حتى قدم بها وقد نزل الجيش في نحر الظهيرة فلما رأى ذلك الناس تكلم المنافقون بما الله مجازيهم به وجعل عبدالله بن أبي الخبيث مع ما تقدم له من الخزي في هذه الغزوة يتكلم في ذلك ويستحيله ويظهره ويشيعه ويبديه وكان الأمر في ذلك كما هو مطول في الصحيحين من حديث الزهري عن سعيد بن المسيب وعروة بن الزبير وعلقمة بن وقاص الليثي وعبيدالله بن عبدالله بن عتبة كلهم عن عائشة رضي الله عنها الصديقة بنت الصديق المبرأة من فوق سبع سموات مما اتهمها به أهل الإفك في هذه الغزوة في قوله تعالى إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم الآيات فلما أنزل الله تعالى ذلك وكان بعد قدومهم من هذه الغزوة بأكثر من شهر جلد الذين تكلموا في الإفك وكان ممن جلد مسطح بن أثاثة وحمنة بنت جحش وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل ذلك صعد على المنبر فخطب المسلمين واستعذر في عبدالله بن أبي وأصحابه فقال من يعذرني من رجل بلغني أذاه في اهلي والله ما علمت على أهلي إلا خيرا وذكروا رجلا ما علمت عليه إلا خيرا وما يدخل على أهلي إلا معي فقام سعد بن معاذ أخو بني عبد الاشهل فقال يا رسول الله أنا أعذرك منه فإن كان من الأوس ضربت عنقه وإن كان من إخواننا من الخزرج أمرتنا ففعلنا أمرك فقام سعد بن عبادة فقال كذبت لعمر الله لا تقتله ولا تستطيع قتله ولو كان من رهطك لما أحببت أن يقتل فقال أسيد بن الحضير والله لنقتلنه فإنك منافق تجادل عن المنافقين فتثاروا الحيان حتى كادوا يقتتلون فلم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم يخفضهم ويسكنهم حتى سكنواالحديث وهكذا وقع في الصحيحين ان المقاول لسعد بن عباد هو سعد بن معاذ وهذا من المشكلات التي أشكلت على كثير من أهل العلم بالمغازي فإن سعد بن معاذ لا يختلف أحد منهم أنه مات إثر قريظة وقد كانت عقب الخندق وهي سنة خمس على الصحيح ثم حديث الإفك لا يشك أنه في غزوة بين المصطلق هذه وهي غزوة المريسيع وقال الزهري في غزوة المريسيع وقد اختلف الناس في الجواب عن هذا فقال موسى بن عقبة فيما حكاه البخاري عنه إن غزوة المريسيع كانت في سنة أربع وهذا خلاف الجمهور ثم في الحديث ما ينفي ما قال لأنها قالت وذلك بعد ما أنزل الحجاب ولا خلاف انه نزل صبيحة دخوله صلى الله عليه وسلم بزينب بنت جحش وقد سأل صلى الله عليه وسلم زينب عن شأن عائشة في ذلك فقالت أحمي سمعي وبصري قالت عائشة وهي التي كانت تساميني من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وقد ذكر أهل التواريخ أن تزويجه بها كان في ذي القعدة في سنة خمس فبطل ما كان ولم ينجل الإشكال وأما الإمام محمد بن إسحاق بن يسار فقال إن غزوة بني المصطلق كانت في سنة ست وذكر فيها حديث الإفك إلا أنه قال عن الزهري عن عبيدالله بن عبدالله عن عائشة فذكر الحديث قال فقام أسيد بن الحضير فقال أنا أعذرك منه لم يذكر سعد بن معاذ قال أبو محمد بن حزم وهذا الصحيح الذي لا شك فيه وذلك عندنا وهم وبسط الكلام في ذلك مع اعترافه بأن ذكر سعد جاء من طرق صحاح قلت وهو كما قال إن شاء الله وقد وقع من هذا النمط في الحديث مما لا يغير حكما أحاديث ذوات عدد وقد نبه الناس على أكثرها وقد حاول بعضهم أجوبة لها فتعسف
والله سبحانه وتعالى أعلم

تحياتي

:)

muslima04 21-01-2005 09:20 AM

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين ومن والاهم بإحسان إلى يوم الدين.

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته،

للرفع بإذن الله تعالى،،

الوافـــــي 26-01-2005 03:16 PM

الأخت الفاضلة / مسلمة

جزاك الله خيرا على رفعك للموضوع

تحياتي

:)

الوافـــــي 26-01-2005 03:21 PM

غزوة بني النضير

نهض رسول الله صلى الله عليه وسلم بنفسه الكريمة الى بني النضير ليستعين على دية قتيلين لما بينه وبينهم من الحلف ، فقالوا نعم
وجلس صلى الله عليه وسلم هو وأبو بكر وعمر وعلي وطائفة من أصحابه رضي الله عنهم تحت جدار لهم فاجتمعوا فيما بينهم وقالوا من رجل يلقي بهذه الرحا على محمد فيقتله
فانتدب لذلك عمرو بن جحاش لعنه الله
وأعلم الله رسوله بما هموا به
فنهض صلى الله عليه وسلم من وقته من بين أصحابه فلم يتناه دون المدينة
وجاء من أخبر أنه رآه صلى الله عليه وسلم داخلا في حيطان المدينة
فقام أبو بكر ومن معه فاتبعوه فأخبرهم بما أعلمه الله من أمر يهود فندب الناس الى قتالهم
فخرج واستعمل على المدينة ابن ام مكتوم
وذلك في ربيع الأول فحاصرهم ست ليال منه
وحينئذ حرمت الخمر كذا ذكره ابن حزم ولم أره لغيره ودس عبدالله بن ابي بن سلول وأصحابه من المنافقين الى بني النضير أنا معكم نقاتل معكم وإن أخرجتم خرجنا معكم فاغتر أولئك بهذا فتحصنوا في أطمهم
فأمر صلى الله عليه وسلم بقطع نخيلهم وإحراقها
فسألوا رسول الله أن يجليهم ويحقن دماءهم على أن لهم ما حملت إبلهم غير السلام
فأجابهم الى ذلك فتحمل أكابرهم كحيي بن أخطب وسلام بن أبي الحقيق بإبلهم وأموالهم الى خيبر فدانت لهم
وذهبت طائفة منهم الى الشام ولم يسلم منهم الا رجلان وهما أبوسعد بن وهب ويامين بن عمير بن كعب وكان قد جعل لمن قتل ابن عمه عمرو بن جحاش جعلا لما كان قد هم به من الفتك برسول الله صلى الله عليه وسلم فأحرزا أموالهما
وقسم رسول الله صلى الله عليه وسلم أموال الباقين بين المهاجرين الأولين خاصة إلا أنه أعطى أبا دجانة وسهل بن حنيف الأنصاريين لفقرهما وقد كانت أموالهم مما أفاء الله على رسوله فلم يوجف المسلمون بخيل ولا ركاب
وفي هذه الغزوة أنزل الله سبحانه سورة الحشر
وقد كان عبدالله ابن عباس رضي الله عنهما يسميها سورة بني النضير

تحياتي

:)

الوافـــــي 04-05-2005 06:50 PM

غزوة بني سليم

نهض بنفسه الكريمة صلى الله عليه وسلم لغزو بني سليم فمكث ثلاثا ثم رجع ولم يلق حربا وقد كان استعمل على المدينة سباع بن عرفطة وقيل ابن ام مكتوم

تحياتي

:)


Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.