![]() |
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ابن الماء مداخلتك جميلة للغاية وقد طرحت عدة نقاط لكني سوف أختار منها ما يُلقي الضوء على مبدأ هام في هذا الموضوع لذلك سوف أركَّز على آخر السطور حيث قلت : إقتباس:
تنويه ضروري أخي ابن الماء !!! أنت وأنا والجميع يعلم بأن التغيير من القمة يبدو مستحيلاً , إنه أشبه بالصدفة . فكم من العقود مرّت ونحن في إنتظار صدفة تغيير من القمة تأخذ بأحوال المسلمين للأفضل . والجميع يعلم بأن العمل الإسلامي لا يقوم على الصدفة أبداً , بل يقوم على العمل المتسلسل الدؤوب والصبور . هل سوف نظل في إنتظار حاكماً تقياً وورعاً وزاهداً مثل عمر بن عبد العزيز (رحمه الله) أن يأتي ويتولى شؤون المسلمين ؟ ذلك مثل الحلم الجميل الذي لا يتوقع أحدٌ ما حدوثهُ !!! ابن الماء العزيز.........! أحترم تشخيصك للحالة وفرزك لتلك النقاط المثارة في مسألة تساؤلك المشروع عن بدايات التغيير, ولكني أعتقد بأن التغيير الأفضل يبدأ من الأسفل...إلى أن يثبت العكس . هكذا يخبرنا التاريخ.....أليس كذلك ؟ ولكي أقنعك بأن أفضل طريقة للتغيير هي التي تبدأ من القاع وصولاً للقمة ! لن أذكر أمثلة من التاريخ الأوروبي كالثورة الفرنسية أو تاريخ التغييرات في أفريقيا كحركة نيلسون مانديلا في جنوب أفريقيا أوالثورة الصامتة التي أسسها المهاتما غاندي على الإستعمار البريطاني في الهند , بل أقول بأن رسالة محمد صلى الله عليه وسلم بدأت من تعليم الناس البسطاء وشرح الدين الإسلامي لهم , لقد كان الرسول العظيم صلى الله عليه وسلم يدعو الناس سِراً للإسلام في مكه لثلاث سنين متتالية . ولم يجهر بالدعوة إلى أن أسلم حمزة بن عبد المطلب ثم عمر بن الخطاب رضوان الله عليهم أجمعين . وخلال ذلك الوقت تحالف سادة قريش ورؤسائها وكبار القوم ضدهُ صلى الله عليه وسلم وضد كل من نطق بالشهادة , بل وصل الأمر للتعذيب والتشهير بكل من أسلم ونبذهِ من قومهِ والتكالب عليه بكل الطرق . وحينما إنتشر الإسلام في عددٍ كبير من قريش شكلوا بذلك النواه الأولى للتغيير , وتلك النواة لم تكن إلا أناسٌ بسطاء بها الكثير من الموالي والعبيد ,لم يكن بينهم الكثير من أشراف قريش وسادات مكه ورؤساء قبائلها . ومع ذلك , غيرت تلك المجموعة وجه الدنيا ولم تيأس لقلتها أو لضعفها أو لعدم شهرتها بين الناس . لأنهم كانوا على حق,,,,,كانوا مع الله ! ومن توكل على الله فهو حسبه . ملاحظة للجميع إذا كان كل تفكيرك وأكبر أهدافك وأهم أحلامك هو إعلاء كلمة الله والنهوض بالأمة الإسلامية , فهل نتوقع بأن الله تعالى سوف يتخلى عنّا ؟ بسم الله الرحمن الرحيم (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ)(1).. صدق الله العظيم وإذا كان الله قد كفل لنا النصر لأننا نريد أن نعلي كلمتهُ ,,,,فمن ذا الذي سوف يغلبنا ؟ (إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكِّلِ الْمُؤْمِنُونَ)(2) صدق الله العظيم أعلم أن المشوار طويل ويحتاج للصبر والمثابرة والجهد والتفكير , خاصة ونحن نشاهد وكما قلت أخي ابن الماء بأن الفساد بدأ في الإنتشار بشكل مخيف في أبنائنا وبناتنا . ولهذا يجب أن نتحرك بسرعة قبل أن يبلغ الفساد منا مبلغاً لا طائل لنا بهِ . يجب أن نتحرك بإصلاح أمتنا قبل أن تحلَّ علينا العقوبة الإلهية . عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقابا منه ثم تدعونه فلا يستجاب لكم ) صدق الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم . ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, (1): ( محمد : 7 ) (2): (آل عمران : 160 ) |
الحقيقة أن منهج الأنبياء في التغيير هو من أعلى الهرم و من أسفله أيضا...
الأنبياء جاءوا بمنهج متكامل و طالبوا بالتغيير الثوري و الجذري لأنظمة الحكم و المجتمع. و إذا كانت حركة الافساد متسارعة بشكل أكبر من القدرة على الاصلاح فلا بد من التغيير من أعلى الهرم. و لكن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، هذا يأخذنا مرة أخرى لأهمية التغيير من إبتداءا من أنفسنا أيضا. المسألة في غاية التعقيد و ينبع تعقيدها من تعقيد الوضع الحالي الذي نعيشه. إذا أردت الحل في رأيي هو عودة الاسلام السياسي كما ذكرت سابقا. و الله أعلم. و الحمد لله رب العالمين |
Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.