![]() |
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله،
وهذا هو يا أخ أبو صالح ما يعرف "بسبق اللسان" في عرف الفقهاء وهو أن يتكلم الشخص بشىء ما من غير إرادة بل جرى على لسانه ولم يقصد أن يقوله بالمرة. وسبق اللسان مستثنى قائله من الوقوع بالكفر لجريانه على لسانه من غير إرادة كما أسلفنا. والله من وراء القصد. |
أكرمك الله أبا صالح،
يستثنى من الكفر القولي الحالات التالي: أولا: حالة غيبوبة العقل و هي التي أشرنا إليها سابقا ثانيا: حالة الإكراه بالقتل و نحوه بشرط ان يكون القلب مطمئنا بالإيمان ثالثا: حالة حكاية الكفر عن الغير بشرط عدم الإستحسان رابعا: حالة سبق اللسان و هو أن يجري اللفظ على اللسان من غير إرادة له نحو قول الفرح اللهم أنت عبدي و أنا ربك، فإنه لا كفر فيه جزما، و هذا هو معنى الخطأ الذي ليست فيه المؤاخذة و ليس معناه أن يجري الكلام بإرادته و هو لا يعتقد معناه، فإن هذا مما يكون كفرا اتفاقا، و هو نحو ما يتفوه به بعض الغاضبين من كلمات كفرية و هم لا يعتقدون معناها فإنهم يكفرون بالإتفاق مثل قول بعض المتهورين في حال الغضب "عقدت ربي"، فإنه يكفر و لا يلتفت إليه هل يعتقد حدوث التعقيد في ذات الله أم لا، و مثل ذلك كثير جدا. وقد يحترز بعض الفقهاء بذكر كلمة "عامدا" لإخراج سبق اللسان من الكفر القولي، و ليس مرادهم من ذلك اجتماع القول و الإعتقاد للحكم بالكفر، فانتبه يا طالب العلم. أما قولنا لا يلتفت إلى القصد فمرادنا قصد المعنى و ليس اللفظ، فإنه إن لم يقصد اللفظ كان سبق لسان و سبق اللسان لا مؤاخذة فيه. ملاحظة: قال العلماء يستحيل على الأنبياء سبق اللسان. خامسا: حالة الاجتهاد في فهم النص و قد يعبر عنها بعض الفقهاء بالتأويل كمن منع الزكاة فإن الصحابة لم يكفروهم كما أسلفنا في غير هذا الموضع. و هذه القاعدة ليست مطلقة، فإن إطلاقها انحلال و مروق من الإسلام فإن كثيرا ممن يكفرون إنما يكفرون باجتهاد منهم. والله من وراء القصد. |
Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.