وكنّا كندماني جذيمة حقبةً
من الدهر حتى قيل لن يتصدعا
فلمّا تفرّقناكأنّي ومالكاً
لطول إجتماعٍ لم نبت ليلةًمعا

عزيزي عمر
وكأن الجرح القديم ينكأ والجراح تعاود نزفها
أشعر بذاك الكم من المشاعر التي تتلاطم بين حناياك الآن
وإن كانت حدة الألم لا توازي ذاك الألم قبل عشر سنوات
ومقدار الحزن قد خفت حدته
فكل شيء يبدأ صغيرا ثم يكبر
إلا المصيبة فتبدأ عظيمة ثم تصغر شيئا فشيئا
وهذا من رحمة الله بنا لكي لا يهلكنا الأسى والحزن
وما فقد الأخ إلا إحدى المصائب العظام التي يبتلى بها الإنسان
وهو جرح لا يندمل وإن مرت الأعوام
وهل هناك مثل الأخ أو يساويه

أخاك أخاك إنّ من لا أخا له
كساعٍ إلى الهيجا بغير سلاح

ولا نريد أن نبعث الأحزان ولكن قولك
(شعوري غريب وانا استقبل التعازي بعد كل هذه السنين)
ذكرني بقول متمم بن نويرة

قال أتبكي كل قبر رأيته
لقبر ثوى بين اللوى والدكادك
فقلت له إنّ الأسى يبعث الأسى
فدعني فهذي كلّها قبر مالك


وحرك ما حرك في الدواخل من المشاعر
نعم قد نختلف في الأفكار وتتشعب بنا المذاهب الدينية والسياسية
لكننا في آخر الأمر أبناء أمة الإسلام نعود ونلتقي تحت مظلته
قد لا تجمعناالأفراح إذن فلتجمعنا المصائب ولنواسي بعضنا
وهذا أقل القليل من واجب الأخوة الإسلامية

ويكفي أخاك أنه مات مسلما رحمه الله