أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية

أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com/index.php)
-   الخيمة الإسلامية (http://hewar.khayma.com/forumdisplay.php?f=8)
-   -   تربية الأسرة المسلمة 2 (http://hewar.khayma.com/showthread.php?t=34965)

الحقاق 02-04-2004 10:35 AM

الدرس العاشر



ما جاء في رواية الشيخين وملخصه ( أن ثلاثة نفر أصابهم مطر فأووا إلى غار في جبل فانطبقت عليهم صخرة ، فتوسل أحدهم ببر والديه ، والثاني بترك ما حرم الله عليه ، والثالث برد حق إلى مستحقه بعد أن قال بعضهم لبعض انظروا اعمالا صالحة عملتموها لله فادعوا الله بها لعله يفرجها عنكم ، فدعوا وتوسلوا ففرّج عنهم الصخرة وخرجوا من الغار سالمين )


الشــرح :-

النفر الثلاثة هم من أمة كانت قبل أمتنا الإسلامية ، لقول الرسول صلى الله عليه وسلم كان فيمن كان قبلكم ثلاثة نفر ..... إلخ . ومعنى أوَوْا إلى غار أي اضطرهم المطر إلى النزول في غار جبل ليتقوا المطر والبرد . ومعنى بر الوالدين طاعتهما في المعروف وعدم الإساءة إليهما وإسداء الخير والمعروف إليهما . ومعنى بترك ما حرّم الله عليه أن نفسه زينت له فعل زنية فخاف من الله وتركه لأجله . ومعنى برد حق إلى مستحقه أنه كان قد استأجر أجيراّ فعمل له ولم يأخذ أجرته فنماها للرجل المستأجر فأصبحت أموالاً عظيمة ولما جاء صاحب الحق أعطاه إياها كاملة خوفاً من الله وطاعة له ، وهكذا دلّ هذا الخبر على أن التوسل كما يكون بفعل الصالحات يكون بترك المحرمات خوفاً من الله وطاعة له ورغبة فيما عنده .

إرشادات للمربي :

1- اقرأ عليهم الملخص بتأنٍ وكرر تلاته حتى ترى أن أكثرهم قد استوعبه .

2- اقرأ الشرح قراءة جيّدة جملة وقف عند كل معنى وفسره لهم بحسب قدرتهم على الفهم ولا تسعجلهم .

3- اذكر لهم أن الذي توسل بترك زَنية أنه كان قد رواد بنت عم له سنة كاملة وهي تأبى عليه ذلك اضطرها الحاجة أي الفقر فسلمت نفسها له ، ولما جلس منها مجلس الرجل من امرأته قالت له :- أما تخاف الله تفتض خاتماً بغير حقه ؟ فقام عنها وتركها وما طلبت من مال .

4- ذكرهم بأن التوسل إلى الله تعالى لقضاء الحاجات أو النجاة من المهلكات أو رفع الدرجات يكون بالإيمان وصالح الأعمال وبترك الشرك والسيئات لا بدعاء الصالحين والنذر والذبح لهم كما يفعل جهال الناس وضلالهم .

وقفه :-

قال ملحد لأحد المؤمنين : ألست تقول لن يصيبك إلا ماكتب الله عليك ؟ قال :- بلى . قال :- فارم بنفسك من ذروة هذا الجبل فإذا قدر الله لك السلامة تسلم . فقال له :- يا هذا إن الله تعالى يختبر عباده وليس لعبد أن يختبر ربه .

الحقاق

12/2/1425 هجري

الحقاق 03-04-2004 10:42 AM

الدرس الحادي عشر




قوله تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183) أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ...... (184) " البقرة :183-184 "


الشرح :-

هذه الآية دلت على مشروعية الصيام ووجوبه على هذه الأمة ، كما كان واجباً على الأمم السابقة فمن بلغ سنّ التكليف وجب عليه الصيام ، وبين تعالى أن المراد من هذا الصيام هو صيام شهر رمضان بقوله ( شهر رمضان ) إلى قوله ( فمن شهد منكم الشهر فليصمه ) . وخص المؤمنين بالنداء وأعلمهم بواجب الصيام ؛ لأنهم بإيمانهم قادرون على التكليف بخلاف الكافرين . وقوله ( كما كتب على الذين من قبلكم ) : فيه تهوين لمشقة الصوم عليهم بإعْلاَمِهم أنه كتبه على من قبلهم أيضاً ولو كان صعباً لا يطاق ما كلفهم به . وقوله تعالى ( لعلكم تتقون ) فيه بيان أن الصوم يُورثُ المؤمن ملكة القدرة على الطاعات بفعل المأمورات وترك المنهيات ، فالصوم يؤهل العبد للتقوى وهي فائدة عظيمة زيادة على ما للصائم من أجر عظيم . وقوله تعالى ( أياماً معدودات ) فيه التهوين أيضا على نفس المؤمن إذ أعلمه أن هذا الصوم الذي فرضه عليه ليس شهوراً ولا دهوراً وإنما هو ايام معدودات ثلاثون يوماً أو تسعة وعشرون يوماً . ورفعاً للحراج أيضا أذن للمريض والمسافر أن يفطر حتى إذا عاد من سفره أو شفى من مرضه صام ما أفطره من أيام .

إرشادات للمرابي :

1- اقرأ الآية ورتلها والمستمعون يرددونها معك سرّا حتى ترى أنهم قد حفظوها أو كادوا .

2- اقرأ الشرح جملة جملة مبيناً لهم ما يخفى عليهم فهمه أو يصعب عليهم .

3- علّمهم أن حقيقة الصيام هي الامتناع عن الأكل والشرب والجماع من طلوع الفجر إلى غروب الشمس ، وأن النية شرط في صحته وهي عزم القلب على الصوم طاعة لله تعالى أو تقرباً إليه .

4- علمهم أن الحائض والنفساء كالمريض الذي يخاف الهلاك على نفسه فإنه يحرم عليه الصيام وهما كذلك يحرم عليهما الصيام في حال الحيض والنفاس وإذا طهرتا قضتا بعدد الأيام التي أفطرتا فيها .

5- علمهم أن المريض الذي لا يُرجى برؤه والشيخ الكُبََّارُ يفطران ويطعمان عن كل يوم كِيلُو أرز ؛ كما أن المرضع والحامل إذا خافتا على نفسيهما أفطرتا وقضتا ، وإذا خافتا على ولديهما أفطرتا وأطعمتا مع الصيام كيلو أرز عن كل يوم .

وقفه :-

قال الرشيد لأعرابي : بم بلغ فيكم هشام بن عروة هذه المنزلة ؟ قال :- بحلمه عن سفيهنا وعفوه عن مسيئنا وحمله عن ضعيفنا ، لا منان إذا وهب ولا حقود إذا غضب ، رحب الحنان سمح البنان ماضى اللسان . قال : فأومأ الرشيد إلى كلب صيد كان بين يديه وقال :- والله لو كانت هذه في هذا الكلب لا ستحق بها السؤدد .

الحقاق

13/2/1425 هجري

الحقاق 05-04-2004 07:55 AM

الدرس الثاني عشر



قول النبي صلى الله عليه وسلم ( قال الله عز وجل : كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به ، والصيام جنّة فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فإن سابه أحد أو قاتله فليقل : إني صائم ، والذي نفسي بيده لخلوف فم الصّائم اطيب عند الله من ريح المسك . للصائم فرحتان يفرحهما ، إذا أفطر فرح ، وإذا لقي ربه فرح بصومه )


الشرح :


قوله صلى الله عليه وسلم كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به ، دال على أن الصيام لا يدخله الرياء فيكون كله لله تعالى ، ومن هنا أخبر تعالى أنه هو الذي يجزي به فدل على عظم الأجر . قوله : الصيام جنة يريد وقاية من الوقوع في الآثام ، وورد كجنّة أحدكم من القتال أي ما يقي به المقاتل نفسه من بيضة على الرأس أو درع على الجسم ولذا قال : مالم يخرقها أي بارتكاب الذنوب كالغيبه والنميمة مثلا . وقوله في هذا الحديث : فلا يرفث ولا يخب يريد لا يبطل ثواب صومه بالرفث وهو كل كلام يدل على الغريزة الجنسية ، والصخب الصياح برفع الصوت بالضحك وغيره من الكلام الباطل المثير للفتن والشر . وقوله :- لخلوف فم الصائم : يريد رائحة فم الصائم المتغيره بسبب الإمساك عن الطعام والشراب ساعات عديدة ، وقوله : إذا افطر فرح أي بفطره وهو فرح فطريّ لا تكلف فيه . وقوله : وإذا لقي ربه فرح بصومه أي إذا مات ودخل الجنة ورأى جزاء الصيام الذي كان سبب سعادته فرح بصيامه .

إرشادات للمربي :-

1- اقرأ الحديث بتأنٍ وكرّر قراءته مرّات حتى يحفظه أكثر المستمعين .

2- اقرأ الشرح بتأنٍ وبين المعاني بشرح مناسب للمستمعين حتى يفهموها .

3- علمهم أن العبادة نفعها متوقف على إحسانها وإحسانها أن تُـخْـلَـصَ كلها لله وأن تؤدي وفق ما بيّن رسول الله صلى الله عليه وسلم .

4- ذكرهم بأن للصيام سُنناً وهي السحور وتأخيره ، وتعجيل الفطر وكونه على رطب أو تمر .

5- علمهم أن صيام الأيام البيض كصيام الدهر ، وصيام ستة من سوال كصيام الدهر كذلك ، وأن صيام عرفة يكفر ذنوب سنتين وصيام عاشوراء يكفر ذنوب سنة ، إذ كل هذا ثابت بالسنة الشريفة الثابتة في الصحاح .

وقفه :-

قال سفيان بن عيينه : سمعت اعرابيا يقول عشية عرفه :- اللهم لا تحرمنى خير ما عندك لشر ما عندي ، وإن لم تقبل تعبى ونصبي فلا تحرمني أجر المصاب على مصيبته .

الحقاق

15/2/1425 هجري

الحقاق 12-09-2004 03:12 PM

الدرس الثالث عشر / 2





قول الله جل جلاله وعظم سلطانه : ( حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين )


الـــشــرح :-


قوله تعالى (حافظوا على الصلوات ) إن المراد من المحافظة على الصلوات هو أداؤها في أوقاتها المحددة لها ، فوقت الصبح من طلوع الفجر إلى طلوع الشمس ، ووقت الظهر من الزوال إلى زيادة ظل كل شيء مثله ، ووقت العصر من زيادة ظل كل شيء مثله إلى غروب الشمس ، ووقت المغرب من غروب الشمس إلى ذهاب الشفق الأحمر ، ووقت العشاء من ذهاب الشفق الأحمر إلى طلوع الفجر . كما أن من المحافظة على الصلوات أداؤها مستوفاة الشروط من دخول الوقت والطهارة وستر العورة ، واستقبال القبلة ، ووافية الأركان والسنن وفي جماعة في بيوت الله تعالى . والمراد (بالصلاة الوسطى ) صلاة العصر أو الصبح ومعنى الوسطى الفضلى ، ولذا قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( من صلى البردين دخل الجنة ) ويعني بالبردين : صلاة الصبح وصلاة العصر . وقوله تعالى (وقوموا لله قانتين ) يريد ترك الكلام في الصلاة إذ كانوا يتكلمون في الصلاة حتى نزلت هذه الآية فكفوا عن الكلام . ومن معاني الفنوت الخشوع ، والخشوع مستلزم للسكوت وعدم الكلام .



إرشادات للمربي :-


1- اقرأ الآية وكررها حتى يحفظها المستمعون حفظاً جيداً .

2- اقرأ الشرح بتأن وقف عند كل معنى وبينه بمزيد من الشرح .

3- علمهم بأن المحافظة على الصلوات أمر واجب وتاركه آثم .

4- علمهم أن الذي يُخرج الصلاة عن وقتها ما حافظ عليها ويدخل في الويل المتوعد به الساهون عن صلاتهم .

5- ذكرهم أن الصلاة نور فمن تركها انطفأ نور إيمانه وكفر والعياذ بالله .

6- ذكرهم أن أثقل صلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الصبح .

7 - علمهم أن من صلى العشاء في جماعة كأنما قام نصف الليل ومن صلى الصبح في جماعة كأنما قام الليل كله .


وقفه :-

إذا رأيت مبتدعاً في طريق فخذ في طريق آخر ، ولا يُرفع لصاحب البدعة إلى الله عزوجل عمل ، ومن أعان صاحب بدعة فقد أعان على هدم الإسلام . " فضيل بن عياض "

الحقاق

الحقاق 14-09-2004 12:02 AM



الدرس الرابع عشر /2




قول النبي صلى الله عليه وسمل ( بُنى الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة ، وحج البيت ، وصوم رمضان ) رواه الشيخان

الـشـرح :-

قوله صلى الله عليه وسلم ( بني الإسلام على خمس ) معناه أن الله تعالى أقام الدين الإسلامي على خمس قواعد ، بينها وهي الشهادتان ، وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة ، وصوم رمضان وحج بيت الله الحرام . فالشهادتان شرط في صحة دونهما من الصلاة والزكاة والصوم والحج ، إذ المرء لا يكلف بأية عبادة حتى يشهد أن لا إله الله وأن محمداً رسول الله . ومعنى شهادة أن لا إله إلا الله : أن المرء يخبر عن علمه واعتقاده الصحيح بأنه - سبحانه - يستحق التأليه وهو العبادة التي هي الطاعة مع غاية الحب والتعظيم له ، وغاية الرهبة والخوف منه . ومعنى شهادة أن محمد رسول الله : أن المرء يخبر عن علمه واعتقاده الصحيح أن محمد رسول أرسله الله إلى الناس كافة لهدايتهم فيخرجهم من ظلمات الكفر إلى نور الإيمان . ومعنى إقام الصلاة : إداء اصلوات الخمس التي هي الصبح والظهر والعصر والمغرب والعشاء مستوفاة الشروط تامة الأركان مراعي فيها واجباتها وسننها . ومعنى إيتاء الزكاة إخراجها وإعطاؤها مستحقيها المذكورين في آية :- ( إنما الصدقات .... ) " التوبه :60 " . وأخر في الحديث الصوم لأنه أسهل القواعد وأخفها .

إرشــادات للـمــربـي :-

1- اقرأ الحديث بتأن والمستمعون يتابعون سراً حتى يحفظه أكثرهم .

2- اقرأ الشرح جملة جملة مفسراً مبيناً لهم المعاني كل معنى على حدة حتى يفهموه .

3- علمهم أن القواعد الأربع متوقف صحتها وقبولها على الشهادتين فمن لم يؤمن بالله ويشهد أنه لا معبود إلا لا تقبل منه عبادة ، وأن من لم يشهد أن محمداً رسول الله كذلك .

4- ذكرهم بأن من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، ثم لم يصل فإنه يقتل شرعاً ، وأن من منع الزكاة تؤخذ منه كرهاً . وأن من رفض الصوم أو الحج وهو قادر عليهما يقتل شرعاً .

5- علمهم أن الحج موسع ليس على الفور لكن على المسلم أن لا يضيع الفرصة ، فمتى قدر على الحج عليه أن يبادر به .

وقفه :-

ترك الأمر عند الله أعظم من ارتكاب النهي ، لأن آدم نُهي عن أكل الشجرة فأكل منها فتاب عليه ، وإبليس أمر أن يسجد لآدم فلم يسجد فلم يتب عليه . " سهل بن عبدالله - الفوائد لبن القيم الجوزية "

الحقاق



الحقاق 15-09-2004 12:25 AM

الدرس الخامس عشر /2




قوله تعالى ( وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ) " فصلت :33 "

الـــشــــرح :-

قوله تعالى (ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله ) الآية . تضمن بشرى ثانية لأهل الإيمان والا ستقامة فقد بشروا أولا بأن الملائكة تتنزل عليهم عند الوفاة تطمئنهم بأن لا خوف عليهم ولا حزن يصيبهم بعد موتهم وتبشرهم بالجنة التي وعدوا بها في كتاب الله وعلى لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم وبشروا في هذه الآية بأن قولهم في دعوتهم إلى الإيمان بالله وعبادته وتوحيده فيها هو قول لا أحسن منه قولا على الإطلاق ، وحسُنَ قولهم وفَضُلَ كل قول ، لأنهم عملوا الصالحات وتجنبوا كل السيئات ، وفاخروا بإسلامهم الله قلوبهم ووجوههم في جملة المسلمين . ويشمل هذا الإنعام الإلهي أولاً رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم أصحابه ثم علماء هذه الأمة العاملين بعلمهم الداعين إلى ربهم ثم المؤذنين والمتقين .

إرشــادات للــمـــربــي :-

1- اقرأ الآية قراءة مرتلة والمستمعون يرتلونها سرا أمامك حتى يحفظوها .

2- اقرأ الشرح بتأن جملة جملة مبينا لهم معاني كل جملة حتى يفهموا .

3- ذكرهم بفضل الدعوة إلى الله تعالى وشرف أصحابها .

4- بين لهم فضل الأذان وعظم أجر المؤذنين بقول الرسول صلى الله عليه وسلم : " المؤذنون أطول الناس أعناقاً يوم القيامة " رواه مسلم وقول عمر رضي الله عنه " لولا أعباء الخلافة لكنت مؤذناً " وقول الرسول صلى الله عليه وسلم لأبي سعيد الخدري رضي الله عنه :- إني أراك تحب الغنم والبادية ، فإذا كنت في غنمك أو باديتك فأذنت للصلاة فارفع صوتك بالنداء فإنه لا يسمع مدى صوت المؤذن جن ولا إنس ولا شيء إلا شهد له يوم القيامة . رواه البخاري .

5- علمهم الأذان حتى يتقنوه فإن أكثر المسلمين لا يحسنون الأذان .

وقــفــه :-

بعض المؤذنين يأتي للمسجد وهو غير متوضىء فيؤذن ثم يخرج فيتوضأ ثم يعود وهذا جائز ، ولكن الأولى والأكمل أن يكون المؤذن على طهارة فيستعد لذلك قبل دخول الوقت . كما أن الأذان على طهارة هو من باب تعظيم شعائر الله والصلاة والمساجد . ( مفاهيم مغلوطه )

الحقاق

الحقاق 16-09-2004 10:26 AM

الدرس السادس عشر /2



وقول النبي صلى الله عليه وسلم ( لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لا ستهموا ولو يعلمون ما في التهجير لاستبقوا إليه ولو يعلمون ما في العتمة والصبح لأتوهما ولو حبوا ) رواه البخاري ومسلم


الــــشـــرح :-

قوله صلى الله عليه وسلم : ( لو يعلم الناس ) أي من عظيم الأجر وحسن المثوبة والمراد من النداء ، النداء للصلاة وهو لأذان والمراد من الصف الأول الصف في الصلاة وهو الذي يلي الإمام . وقوله ثم لو يجدوا أي من حل لتحقيق رغبتهم في الحصول على الأذان والصف الأول إلا أن يستهموا أي يقترعوا لاقترعوا ، والمراد من التهجير : التبكير في الذهاب إلى الصلاة لا سيما صلاة الجمعة والظهر ، لأن التهجير مأخوذ من الهاجرة وهي شدة حر النهار ومعنى استبقوا إليه أي كل واحد منهم يرغب أن يسبق فيذهب أول ليسبق غيره . والمراد من العتمة صلاة العشاء والحبو المشي على اليدين والرجلين كما يحبو الطفل الصغير .

إرشــادات للـــمــربـــي :-

1- اقرأ الحديث بتأن والمستمعون يرددونه معك سراً حتى ترى أنهم قد حفظه أكثرهم .

2- اقرأ الشرح مبيناً معنى كل جملة منه حتى يفهموا ما تضمن من المعاني التي جاءت في الحديث الشريف .

3- رغبهم في الأذان بذكر ما ورد فيه من الأجر في الدرس قبل هذا .

4- ذكرهم أن الصف الأول كما يكون فاضلا في الصلاة يكون فاضلا في القتال وفي كل سبق إلى خير ومعروف .

5- علمهم أن القرعة مشروعة بهذا الحديث وقد ذُكرت في القرآن في قول الله تعالى ( فساهم فكان من المدحضين ) فالمساهمة هي الاقتراع .

6- ذكرهم بفضل صلاتي العشاء والصبح في جماعة لقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( من صلى العشاء في جماعة كأنما قام نصف الليل ، ومن صلى الصبح في جماعة كأنما قام الليل كله )

7- علمهم أن من قال مثل ما يقول المؤذن " إلا في حي على الصلاة وحي على الفلاح فإنه يقول لا حول ولا قوة إلا بالله ثم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة الإبراهيمية ثم يقول " اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمداً الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاما محمودا الذي عدته " فإنه يستوجب شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم إذ به صح الحديث .

وقفه :-

لا يزال دين العبد متمزقاً مادام قلبه بحب الدنيا متعلقا " يحي بن معاذ الرازي رحمه الله - زاد المتقين "

الحقاق

الحقاق 23-09-2004 09:53 AM

الدرس السابع عشر /2



قولُ الله تعالى : ( وهو الذي يبدؤا الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه وله المثل الأعلى في السموات والأرض وهو العزيز الحكيم )

الــــشـــرح :-

قوله تعالى ( يبدؤا الخلق ثم يعيده ) يخبر تعالى مقرراً قدرته وعلمه وحكمته الموجبة لعبادته وحده دون من سواه بأنه هو الذي بدأ خلق الإنسان آدم ودريته فأحياهم ثم يميتهم ثم يحييهم ، ولما أنكر المشركون المعاد أعلم أن الإعادة أسهل من البداية ، فالقادر على البدء قادر على الإعادة وهي أهون عليه ، وهذا من باب البيان بما تعارف عليه الناس ، وإلا فالله الذي يقول للشيء كن فيكون لا يقال فيه الإعادة أهون عليه من البدء ، لذا كلمة أهون ليس هي من باب التفضيل بل هي بمعنى هين . وقوله ( وله المثل الأعلى ) أي الوصف الأكمل الأتم وهو الأولوهية في السموات والأرض ، كقوله تعالى ( وهو الذي في السماء إله وفي الأرض له ) وقوله ( وهو العزيز الحكيم ) أي الغالب القاهر الذي لا يمتنع عنه شيء أراده الحكيم في تدبيره وتصريفه لشؤون عبادة وخلقه .

إرشادات للمربي :-

1- اقرأ الآية مرتلة وليقرأها معك المستمعون سراً حتى ترى أن أكثرهم قد حفظها .

2- اقرأ الشرح جملة جملة مبيناً لهم ما يصعب عليهم فهمه .

3- علمهم أن أول ما خلق الله القلم ثم خلق السموات والأرض ثم خلق آدم .

4- علمهم أن الله تعالى كان ولم يكن شيء غيره ثم خلق العرش والماء ثم خلق القلم ثم خلق السموات والأرضين ثم خلق آدم ثم خلق ذريته .

5- ذكرهم بأن الآية تقرر المعاد أي البعث والجزاء يوم القيامة ، لأن المشركين تعجبوا من إعادة الخلق بعد فنائهم .

6- ذكرهم بأن العبادة هي سر الحياة وعلة الوجود لقوله تعالى ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) " الذاريات :56" فلذا كان الكفار مخلدين في النار .

وقفه :-

عن القاسم بن راشد الشيباني قال :- كان زمعة نازلاً بالمحصب وكان له أهل وبنات وكان يقوم فيصلي ليلاً طويلاً فإذا كان السحر نادى بأعلى صوته :- ( أيها الركب المُعَرسون أكُل هذا الليل ترقدون أفلا تقومون فترحلون ؟ فيتواثبون ، فيسمع من ههنا باك ، ومن ههنا داع ، ومن ههنا متوضىء ، فإذا اطلع الفجر نادى بأعلى صوته " عند الصباح يحمدُ القوم السري "




الحقاق

الحقاق 03-10-2004 12:13 AM

الدرس الثامن عشر /2



قوله صلى الله عليه وسلم ( كان الله ولم يكن شيء غيره ، وكان عرشه على الماء وكتب في الذكر كل شيء ) رواه البخاري


الـــشـــــرح :-

قوله صلى الله عليه وسلم : كان الله ، ولم يكن شيء غيره ، أخبر صلى الله عليه وسلم بما عـلّمه ربه أن الله تعالى كان قبل كل شيء ، إذ كان ولم يكن قبله ولا معه شيء ، وكان صلى الله عليه وسلم يقول في قيام الليل ( أنت الاول فليس قبلك شيء ، وأنت الآخر فليس بعدك شيء ) . وقوله صلى الله عليه وسلم ( وكان عرشه على الماء دال على أن الماء خلق قبل العرش وأن العرش خلقه بعده ) . وقوله ( وكتب في الذكر أي في محل الذكر وهو اللوح المحفوظ الذي عرضه مسيرة مائة عام ، وذلك بعد ما خلق القلم وقال له : اكتب فقال وما أكتب ؟ قال : اكتب ماهو كائن إلى قيام الساعة أي حيث يستقر أهل الجنة في الجنة وأهل النار في النار .

إرشـــادات للــــمــربي :-

1- اقرأ الحديث وكرر قراءته حتى يحفظه أكثر المستمعين .

2- اقرأ الشرح بتأن ووضح المعاني للمستمعين بقدر الحاجة .

3- علِّمهم أن الله تعالى لم يسبق وجوده شيء ، إذ هو الأول في الأزل ، فكان ولم يكن معه شيء .

4- علِّمهم أن ترتيب المخلوقات كالتالي : الماء ثم العرش ثم القلم ثم السموات والأرضين ثم الملائكة ثم الجن ثم آدم وذريته .

5- علِّمهم أن القدر ما كتبه القلم من سائر المخلوقات قبل خلقها ، لذا قال آدم لموسى : أتَلُومُني على شيء كتبه الله عليَّ قبل أن يخلق السموات بخمسين ألف سنة .

6- ذكِّرهم أن الأيمان بالقدر يستلزم أن ما أصاب العبد من خير أو شر لم يكن ليخطئه ، وأن ما أخطأه من خير أو شرِّ لم يكن ليصيبه .

وقفه :-

إن الذي تشتهي نفسه المعاصي ويتركها لله عزوجل من ( الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى لهم مغفرة وأجر عظيم ) " عمر بن الخطاب رضي الله عنه "

الحقاق

الحقاق 10-10-2004 09:06 AM

الدرس التاسع عشر /2




قولُ الله تعالى ( ولقد خلقنا الإنسان من صلصال من حماء مسنون والجآن خلقناه من قبل من نار السموم ) " الحجرات 26 ، 27 "



الــــشــرح :-

قوله تعالى ( ولقد خلقنا الإنسان ) المراد بالإنسان هنا آدم عليه السلام ، والصلصال الطين الممزوج بشيء من الرمل إذا يبس صار له صلصلة قيل فيه صلصال . والحمأ طين أسود ، والمسنون المتغيّر الرائحة ، وترتيب هذا الخلق هو أنه تراب بُلَّ بالماء فصار طيناً ثم ترك حتى أنتن فصار حماً مسنوناً ، ثم يبس فصار صلصالاً . وقوله تعالى ( والجآن خلقناه من قبل ) أي من قبل آدم . وقوله ( من نار السموم ) وهي النار التي لا دخان لها تنفذ في مسام الجسم . وقد جاء في حديث مسلم بيانُ مادة كل مخلوق إذ قال صلى الله عليه وسلم ( خُلقَت الملائكة من نور وخلقت الجان من مارج من نار ، وخلق آدم مما وصف لكم ) . والجان هو أبو الجن وإبليس هو أبو الشياطين ولا يموتون إلا معه ، وآدم أبو الإنس ، والجن منهم الكافر ومنهم المؤمن كالإنس .

إرشـــــادات للــــمــــربي :-

1- اقرأ الآيتين مرتلاً لهما ، والمستمعون يرددونهما معك سراً حتى ترى أن أكثرهم قد حفظهما .

2- اقرأ الشرح بتأنٍ مبيناً المعاني معنى بعد آخر حتى يفهم المستمعون المراد من الآيتين إذ هو المقصود من اجتماعهم وطلبهم العلم .

3- آدم والإنسان والبشر هذه أسماء أطلقها الله تعالى في القرآن الكريم على آدم إذ قال ( يا دم أنبئهم بأسمآئهم ) البقرة : 33 وقال ( ولقد خلقنا الإنسان من صلصال ) الحجرات : 26 . وقال ( إني خالق بشرا من طين ) ص :71 .

4- ذَكِّر المستمعين بشرف أبيهم آدم إذ خلقه الله بيديه ونفخ فيه من روحه وأسجد له ملائكته ، وأن من تشريف آدم احترام بنيه وإكرام الصالحين منهم .

5- علمهم أن إبليس وذريته تحرقهم النار ويعذبون بها كما يحرق بها ويعذب الإنسي والجني ، ولا يقال كيف يعذب بالنار وهو مخلوق منها ، لأن المادة الأولى تغيَّرت كما تغيَّرت في الجان والإنسان ، وأصبحت تقبل ما يعرض لها مما يضر أو ينفع .

وقفه :-

إذا رأيتم أخاكم ذا زلَّةٍ فقوِّمُوهُ ، وسدِّدوه ، وادعوا الله أن يرجع به إلى التوبة فيتوب عليه ، ولا تكونوا أعواناً للشيطان على أخيكم " أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه "

الحقاق

الحقاق 05-12-2004 08:26 AM

الدرس العشرون /2
عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً : ( إنَّ اللَّهَ خَلَقَ آدمَ من تُرابٍ فجعَلهُ طيناً ثُمَّ تَرَكهُ حَتى إذَا كَان حَمأً مَسْنُوناً خَلَقَهُ وصوَّرَهُ ثمَّ تركَهُ حتى إذا كان صَلصَالاً كالفخار كان إبليس يمرُ بِه فيقول : لقد خُلِقتَ لأمر عظِيم ، ثم نَفَخَ فيه من رُوحِه وكان أول ما جَرَى فيه الرُّوحُ بَصَرَهُ وخَيَاشِيمَهُ فَعَطَسَ فقال : الحَمدُ الله ، فقال الله يَرْحَمُكَ رَبُّكَ )

" رواه الترمذي والنسائي والبزار وصححه ابن حبان "

الــشــرح :-

يشهد لقوله صلى الله عليه وسلم : إن الله خلق آدم من تراب قوله تعالى من سورة فاطر (والله خلقكم من تراب ثم من نطفة ) فاطر :11 . أي خلق آدم من تراب وخلق ذرّيَّته من نطفة . وقوله : فجعله طيناً بأن بَلّهُ بالماء حتى صار طيناً ، ثم تركه زمناً حتى حمأ مسنوناً أي متغير اللون والرائحة ثم خلقه وصوره بأن جعله جسماً وجسداً كأجسام وأجساد الناس اليوم ، وتركه زمناً حتى صار صلصالاً كالفخَّار ، ثم نفخ فيه من روحه . قوله : وخياشيمه الخياشيم جمع خيشوم وهي أقصى الأنف وعروق أيضاً في باطن الأنف . قوله : فعطس فقال : الحمدالله أي بإلهام من الله تعالى .


إرشــادات للــمربي :-

1- اقرأ الحديث قراءة هادئة جملة جملة والمستمعون يقرأون سراً حتى ترى أن أكثرهم قد حفظ الحديث .

2- اقرأ الشرح بتأنٍ جملة جملة مبيناً لهم مالبس عليهم وصعب فهمه ز

3- علمهم أن الأمر الذي كان إبليس يقوله لما يمرُ بجسد آدم قبل نفخ الروح فيه ، هذا الأمر العظيم هو التكليف بالعبادة والجزاء عليها بالجنَّة والرضوان .

4-ذكِّرهم بسنّة قول :- الحمدالله لمن عطس ، وقول : يرحمك الله لمن سمعه ، والرد عليه يقول : يغفر الله لي وللك وهو الغفور الرحيم أو يهديك الله ويصلح بالك حيث ثبتت السنة بذلك .

5- علّمهم أن لفظ الحمد معناه الوصف بالجميل ، وهو رأس الشكر ، وهو متعيّن عند حصول كل نعمة ، وخاصة بعد الفراغ من الأكل والشراب وتجدّد النعمة .

لـلفائده

السؤال:

هل يجوز بعد العلم بضعف حديث أن نأخذ به ؛ وذلك من باب فضائل الأعمال " إذا كانت ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا نهارها " علماً أن الصوم نفلاً في تعبد لله وكذلك قيام الليل .

الجواب:

الحمد لله

أولاً :

ما ورد في فضل الصلاة والصيام والعبادة في النصف من شعبان ليس من قسم الضعيف ، بل هو من قسم الموضوع والباطل ، وهذا لا يحل الأخذ به ولا العمل بمقتضاه لا في فضائل الأعمال ولا في غيرها .

وقد حكم ببطلان الروايات الواردة في ذلك جمعٌ من أهل العلم ، منهم ابن الجوزي في كتابه " الموضوعات " ( 2 / 440 - 445 ) ، وابن قيم الجوزية في " المنار المنيف " رقم 174 – 177 ) ، وأبو شامة الشافعي في " الباعث على إنكار البدع والحوادث " ( 124- 137 ) ، والعراقي في " تخريج إحياء علوم الدين " ( رقم 582) ، وقد نقل شيخُ الإسلام الاتفاق على بطلانها في " مجموع الفتاوى " ( 28 / 138 )

وقال الشيخ ابن باز – رحمه الله - : في " حكم الاحتفال بليلة النصف من شعبان "

إن الاحتفال بليلة النصف من شعبان بالصلاة أو غيرها وتخصيص يومها بالصيام : بدعة منكرة عند أكثر أهل العلم ، وليس له أصل في الشرع المطهر .

وقال – رحمه الله - :

ليلة النصف من شعبان ليس فيها حديث صحيح ، كل الأحاديث الواردة فيها موضوعة وضعيفة لا أصل لها ، وهي ليلة ليس لها خصوصية لا قراءة ولا صلاة خاصة ولا جماعة ، وما قاله بعض العلماء أن لها خصوصية : فهو قول ضعيف ، فلا يجوز أن تُخصَّ بشيءٍ ، هذا هو الصواب ، وبالله التوفيق .

" فتاوى إسلامية " ( 4 / 511 ) .

انظر السؤال رقم ( 8907 )

ثانياً :

وإن سلَّمنا أنها ضعيفة وليست موضوعة : فإن الصحيح من أقوال أهل العلم هو عدم الأخذ بالحديث الضعيف مطلقاً وإن كان في فضائل الأعمال والترغيب والترهيب ، وفي الصحيح ما يغني المسلم عن الأخذ بالضعيف ، ولا يُعرف تخصيص هذه الليلة ونهارها بشيء في الشرع لا عند النبي صلى الله عليه وسلم ولا عند أصحابه .

وقال العلاَّمة أحمد شاكر: لا فرقَ بين الأحكام وبين فضائل الأعمال ونحوها في عدم الأخذ بالرواية الضعيفة ، بل لا حجةَ لأحدٍ إلا بما صحَّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من حديث صحيحٍ أو حسنٍ .

" الباعث الحثيث " ( 1 / 278 ) .

وانظر لزيادة البيان " القول المنيف في حكم العمل بالحديث الضعيف " .

وانظر جواب السؤال رقم : ( 44877 ) .

والله أعلم .

الإسلام سؤال وجواب (www.islam-qa.com)

وقفه :-

ما أخاف على هذه الأمة من مؤمن ينهاه أيمانه ، ولا من فاسق بيّن فسقه ، ولكني أخاف عليها رجلاً قد قرأ القرآن حتى أزلقه بلسانه ثم تأوله على غير تأويله . " عمر بن الخطاب رضي الله عنه "

الحقاق

الحقاق 05-12-2004 08:28 AM

أود الأعتذار بأن الموضوع الأخير خالي من الألوان لعدم عمل ايقونة الألوان

وأرجو من المشرف مراعات هذا

الحقاق

الحقاق 18-12-2004 05:45 AM

الدرس الحادي والعشرون /2



قولُ الله تعالى : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ) النساء : 1 .

الـــشــــرح :-

قوله تعالى : ( يأيها الناس اتقوا ربكم ) هذا نداء إلهي عام لكل البشر كافرهم ومؤمنهم ، من كان موجوداً يوم نزول هذه الآية ، ومن كان غير موجود إلى يوم القيامة ، إذ البشرية كلها عبيد له وهو أرحم بها من أنفسها ، لذا أمرها بتقواه ، وتكون تقواه بالإيمان به وطاعته وتوحيده في عبادته والإيمان برسوله الخاتم محمد صلى الله عليه وسلم وطاعته في أمره ونهيه . وقوله ( الذى خلقكم من نفس واحدة ) وهي آدم عليه السلام . وقوله ( وخلق منها زوجها ) يعني خلق من آدم جواء إذ خلقها من ضلعه وزوَّجه بها فكانت زوجاً له . وقوله ( وبثَّ منهما رجالا كثيراً ونسآءَ ) إذ الناس كلهم رجالاً ونساءً من ذرِّيَّة آدم وحواء ومعنى بثّ أنشأ وفرق .

إر شــــادات للمربي :-

1- اقرأ الآية ويقرؤها معك المستمعون سراً حتى ترى أنهم قد حفظوها .

2- علِّمهم أن في الآية تذكيراً بنعمة الخلق المقتضية لشكر الله بعبادته وحده .

3- علّمهم أن تقوى الله بطاعته بعد الإيمان به وتوحيده هي سبيل نجاة العبد وفوزه ونجاحه في الدنيا والآخرة .

4- علّمهم بأن في الآية إشارة إلى بدء الخلق ، وقد مضى عليه آلاف السنين ، وفي ذلك تربية لهم على شكر الله ومحبته لواسع أفضاله وعظيم نعمائه .

5- علمهم أن لفظ الزوج يطلق على الذكر والأنثى ، ويقال للمرأة زوجة وزوج أفصح ، لأن كلاً من المرأة والرجل زوج لصاحبه .

6- في الآية تقرير للأخوة الإنسانية التي جهلها أكثر الناس ، ولم يعطوها حقها وعلة ذلك الجهل .







وقفه :-

موت ألف عابدٍ أهون من موت عالمٍ بصير بحلال الله وحرامه " عمر بن الخطاب رضي الله عنه "



الحقاق

الحقاق 18-12-2004 05:47 AM

الدرس الثاني والعشرون /2




قول النبي صلى الله عليه وسلم ( اسْتَوصُوا بالنْسَاءِ خيراً فَإِنَّ المرأةَ خُلِقَت من ضِلْع ، وإنَّ أعْوَجَ شيء في لضِلْع أعلاهُ ، فإذا ذَهَبْتَ تُقيمهُ كَسَرْتَهُ ، وإن تَرَكْتَهُ لم يَزل أعْوج ، فاستوصوا بالنساء ) رواه البخاري .

الـــــشـــرح :-

قوله صلى الله عليه وسلم : استوصوا أي ليوص بعضكم بعضاً بالنساء خيراً فلا تعاملوهن بحسب سلوكهن لكثرة إساءتهن لما فطرن عليه من ضعف الخَلْق والخُلُق . وقوله صلى الله عليه وسلم : فإن المرأة خلقت من ضلع أي خلقها الله تعالى من ضلع آدم بكلمة التكوين أي بقوله : كوني فكانت . وفي هذا القول : فإن المرأة .... إلخ إشارة إلى علة ضعف المرأة الملازم لها بحسب الفطرة . وقوله صلى الله عليه وسلم : فإن أعوج شيء في الضلع أعلاه إشارة إلى أن ضعف المرأة في خلقها الملازم لها سلاطة لسانها ، وعليه فإن من ذهب يقيمها كسرها أي طلقها وحُرِمَ أنْسَهَا والسعادة معها . ومن ترك ما فطرت عليه من الاعوجاج وتحمَّل إساءتها ، دامت عشرته معها وسعدا بذلك .

إرشادات للمربي :-

1- اقرأ الحديث قراءة متأنية وكرر القراءة حتى ترى أن أكثر المستمعين قد حفظ الحديث .

2- اقرأ الشرح أي شرح الحديث بتأنٍ جملة جملة وبيِّن المعنى المراد من كل جملة فيه .

3- علُمهم أن الأخذ بوصيَّة رسول الله صلى الله عليه وسلم في النساء واجب وأنها الوصية بالخير لقوله صلى الله عليه وسلم في خطبة حجة الوداع : واستوصوا بالنساء خيراً ، ومن جملة الخير أن يحسن إليها ولا يُسيءُ ، وأن يعفُو عن زلة لسانها لضعف خلقها .

4- ذكرهم أن الطلاق لغير رفع الضرر عن أحد الزوجين لا يشرع لما فيه من الأذى وأذى المؤمن حرام وإن قلّ .

5- علمهم أن على الزوج أن يتحمل الأذى اليسير من زوجته لعدم سلامة المرأة من ذلك ، وذلك لضعفها الخَلُقِي و الخُلُقِي معاً .


** *** **



للفائدة


السؤال:

هل صحيح ما يقال بأن صوت المرأة عورة ؟.

الجواب:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله .. وبعد : ليس صوت المرأة عورة بإطلاق , فإن النساء كن يشتكين إلى النبي صلى الله عليه وسلم ويسألنه عن شئون الإسلام , ويفعلن ذلك مع الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم وولاة الأمور بعدهم , ويسلمن على الأجانب ويردون السلام , ولم ينكر ذلك عليهن أحد من أئمة الإسلام , ولكن لا يجوز لها أن تتكسر في الكلام , ولا تخضع في القول , لقول تعالى : ( يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفا ) الأحزاب/32 لأن ذلك يغري بها الرجال ويكون فتنة لهم كما دلت عليه الآية المذكورة . وبالله التوفيق .ا.هـ .

من فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء ( 6 / 83 ) .

وتجد في السؤال رقم ( 1121 ) حدود وضوابط الكلام مع المرأة الأجنبية ؛فراجعه للأهمية .

الإسلام سؤال وجواب الشيخ محمد صالح المنجد (www.islam-qa.com)

وقفه :-

تفقهوا في الدين فإنه لا يعذر أحد باتباع باطل وهو يرى أنه حق ، ولا يترك حق وهو يرى أنه باطل . " خطاب عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى أمراء الأجناد "

الحقاق

الحقاق 18-12-2004 05:49 AM

الدرس الثالث والعشرون /2



قولُ الله جل جلاله : (تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ) القصص : 83 .

الشرح :-

قوله تعالى : ( تلك الدَّرُ الأخرةُ ) هذه جملة ابتدائية وهو بَدْءٌ مُشَوّقٌ ووصف للدار الآخرة ، لأنها سبقتها هذه الدار الأولى الفانية ، وأخبر عنها بقوله ( نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا ) ، أي نجعلها مَأوى ومسكناً للذين لا يريدون في هذه الحياة الدنيا استطالة على الناس ولا تعالياً ولا تكبراُ عليهم ولا فساداً بارتكاب المعاصي كالشراك والقتل والزنى والسرقة وشرب الخمر . وقله تعالى ( والعاقبة للمتقين ) جملة تذييلية تابعة للسابقة تحمل البشرى بحسن العاقبة في الدارين الأولى والآخرة ، وأهلها هم المتقون أي الذين اتقوا عقاب الله بطاعته في أوامره ونواهيه ، لأن فعل الأوامر يزكي النفس فيعدها لنعيم الدار الآخرة ، وكما يزكي النفس يجنب صاحبه مهالك الدنيا ورزاياها ، كما أن احتناب المناهي يحفظ للنفس طهارتها ، ويَقي المكروه في هذه الحياة الدنيا .

إرشــادات للمربي :-

1- اقرأ الآية قراءة جيدة ، ويقرأها معك المستمعون حتى يحفظها أكثرهم .

2- اقرأ الشرح مبيناً معاني كل جملة على حدة وكرر البيان حتى يفهم المستمعون .

3- علمهم أن هذه الآية أذهبت أماني الذين يقولون إنه لا يضر مع الإيمان شيء ، وأن المؤمنين كلهم ناجُون ، كما قال الفضيل بن عياض ، إذ اشترطت لأهل الدار الآخرة شروطٌ وهي أنهم يريدون علواً في الأرض ولا فساداً .

4- ذكرهم أن عليَّ بن الحسين بن عليِّ مرَّ وهو راكب على مساكين يأكلون كِسراً أي خبزاً لهم فسلّم عليهم فدعوه إلى طعامهم ، فقرأ هذه الآية ( تلك الدّار الأخرة ....) إلخ ثم نزل من على فرسه وأكل معهم .

5- ذكرهم أن العاقبة الحميدة في الدنيا والآخرة خاصة بالمتقين الذين يتقون الشرك والمعاصي فلا يَقْرَبُوها .


** *** **


للفائدة :-


السؤال:

كيف نجمع بين هاتين الآيتين : ( إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ) وقوله تعالى : ( وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى ) وهل بينهما تعارض ؟

الجواب:

الحمد لله ليس بينهما تعارض ، فالآية الأولى في حق من مات على الشرك ولم يتب منه فإنه لا يغفر له ومأواه النار كما قال الله سبحانه : (إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ )( المائدة :72) وقال عز وجل : ( وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ )( الأنعام : 88) والآيات في هذا المعنى كثيرة . أما الآية الثانية وهي قوله سبحانه : ( وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى)( طه :82) فهي في حق التائبين ، وهكذا قوله سبحانه : ( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ )( الزمر :53 ) أجمع العلماء على أن هذه الآية في التائبين . والله ولي التوفيق .

مجموع فتاوى ومقالات متنوعة لسماحة الشيخ ابن باز رحمه الله ( 4/ 419) (www.islam-qa.com)


وقفه :-

قال أحمد بن محمد بن سليمان التستري ( سمعت أبا زرعة يقول :- إذا رأيت الرجل ينتقص أحداً من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلم أنه زنديق ، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم عندنا حق ، والقرآن حق ، وإنَّما أدَّى إلينا هذا القرآن والسنن أصحابُ رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإنما يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة ، والجرح بهم أولى ، وهم زنادقة .....

" أبو زرعة هو عبيد الله بن عبدالكريم الزازي ، توفي سنة 264 هجري من موالي بني مخزوم "

الحقاق

الحقاق 18-12-2004 05:53 AM

الدرس الرابع والعشرون /2



قول سَلَمةَ بن الأكَوع رضي الله عنه أنَّ رجلاً أكلَ عِند رسُول الله صلى الله عليه وسلم بشماله ، فقال كُلْ بِيَمينِك ، قال : لا أسْتَطِعُ ، قال : لا اسْتَطَعتَ ما مَنَعهُ إلاَ الكِبْرُ . قال : فَمَا رَفَعها إلى فِيهِ . رواه مسلم .

الشرح :-

قول سلمة رضي الله عنه إن رجلاًَ أكل عند رسول الله صلى الله عليه وسلم بشماله ، لم يذكر اسم الرجل اتقاء للغيبة إذ هي ذكرك أخاك بما يكره .

وقوله بشماله يعني بيده اليسرى ، وقوله ، كل بيمينك أي قال الرسول صلى الله عليه وسلم للرجل الذي أكل بشماله كل بيمينك تعليماً وإرشاداً لما هو خير له ، لأن الأكل بالشمال تشبه بالشيطان ، إذ الشيطان يأكل بشماله . وقوله لا أستطيع أي قال الرجل الذي أمره أن يأكل بيمينه ، وكان قادراً مستطيعاً أن يأكل بيمينه ، ولكن منعه الكبر ، فدعا عليه الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله : لا استطعت أي لا جعلك الله تستطيع ، لأنه متكبر ، والكبر صاحبه ينازع الله تعالى في صفته وهي الكبر والكبرياء ، ومن نازع الله أهلكه وقول سلمة رضي الله عنه : فما رفعها إلى فيه أي من تلك الساعة أصيبت بالشلل الفوري فلم يقدر أن يأكل بها حتى مات .

إرشادات للمربي :-

1- اقرأ الحديث وردد قراءته حتى يحفظه أكثر المستمعين ز

2- اقرأ الشرح بتأنٍ وبيّن للمستمعين المعاني معنى بعد آخر حتى يفهموا المراد من الحديث للعمل به .

3- علمهم أن الأكل والشرب يكونان باليمين أي باليد اليمنى ، ومن أكل أو شرب بشماله فقد تشبه بالشياطين ، ومن تشبه بقوم فهو منهم ز

4- حذرهم من الكبر إذ المتكبر لا يدخل الجنة لحديث مسلم : ( إن الله لا يدخل الجنة من كان في قلبه ذرة من كبر ) .

5- ذكرهم بوجوب تجنب غيبة المسلم وهي ذكره وهو غائب بما يكره .

6- حذِّرهم من مخالفة أمر الرسول صلى الله عليه وسلم تَكَبُراً أو عِنَاداً فإنها تقود إلى الهلاك .


للفائدة



السؤال بتاريخ 2004-08-23 05:27 م

باب سد الذرائع وحماية جناب التوحيد باب واسع يستعمله البعض لمنع بعض الأمور المباحة والتضييق على الناس في الأقوال والأعمال، فما وجاهة ذلك؟


الجواب بتاريخ 2004-08-23 05:28 م

سد الذرائع التي تفضي إلى الحرام أمر واجب، قال الإمام ابن القيم في "إعلام الموقعين": فإذا حرم الرب تعالى شيئًا وله طرق ووسائل تفضي إليه فإنه يحرمها ويمنع منها تحقيقًا لتحريمه وتثبيتًا له ومنعًا أن نقرب حماه. ولو أباح الوسائل والذرائع المفضية إليه لكان ذلك نقضًا للتحريم وإغراءً للنفوس به وحكمته تعالى وعلمه يأبى ذلك كل الإباء بل سياسة زعماء الدنيا تأبى ذلك، فإن أحدهم إذا منع جنده أو رعيته أو أهل بيته من شيء ثم أباح لهم الطرق والأسباب والذرائع الموصلة إليه لعد منتاقضًا ولحصل من رعيته وجنده ضد مقصوده. انتهى[1].

فالذرائع إنما تحرم إذا كانت تفضي إلى محرم، أما التي لا تفضي إلى محرم فإنها لا تحرم، ويعد تحريمها تضييقًا على الناس، والمرجع في ذلك إلى الأدلة وأقوال العلماء لا إلى أقوال الجهال.

ومثال الذرائع التي حرمها الشارع لأنه تفضي إلى محرم: الصلاة عند القبور، والدعاء عندها، والذبح لله في مكان يذبح فيه لغير الله، والصلاة عند طلوع الشمس وعند غروبها ـ أعني: صلاة النافلة ـ ومثل البناء على القبور كل هذه الأمور تحرم؛ لأنها تفضي إلى الشرك.

--------------------------------------------------------------------------------

[1] انظر: إعلام الموقعين عن رب العالمين" (3/147).

المنتقى من فتاوى فضيلة الشيخ صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان ج 3

الشيخ صالح بن فوزان الفوزان



وقفه :-

علامة الجهل ثلاث :- العجب ، وكثرة المنطق فيما لا يعنيه ، وأن يهنى عن شيء ويأتيه .

" أبو الدرداء رضي الله عنه "

الحقاق

الحقاق 19-12-2004 02:43 AM

الدرس الخامس والعشرون /2



قولُ الله سبحانه وتعالى (يأيها الذين ءامنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين ) التوبة : 119 .

الــــشـــرح :-

قوله تعالى ( يأيها الذين ءامنوا ) هو نداؤه تعالى للمؤمنين من عباده ناداهم بعنوان الإيمان ، لأنهم بإيمانهم قادرون على امتثال ما يأمرهم به أو ينهاهم عنه أو يرغبهم فيه أو يحذرهم منه ، لأن المؤمن حيٌّ بإيمانه يسمع ويبصر ويعقل ويفهم ويقدر على النهوض بالتكاليف بخلاف غير المؤمن وهو الكافر فإنه شبيه بالميت إن لم يكن ميتاً فعلاً ، لأن الذي ينادي فلا يسمع ويكلف فلا يقدر هو إلى الموت أقرب منه إلى الحياة . وقول الله تعالى ( اتقوا الله ) هذا واحد من اثنين ناداهم من أجلهما ، والثاني قوله ( وكونوا مع الصادقين ) ، أمرهم بالتقوى وهي اتقاء عذاب الله بطاعته فيما يأمر به من اعتقاد وقول وعمل ، وفيما ينهى عنه أيضاً من اعتقاد باطل وقول سيئ وعمل فاسد . وأمرهم بأن يصدقوا في نياتهم وأقوالهم وأعمالهم ليعدهم بذلك ، لأن يكونوا مع الصادقين ، في الدنيا والآخرة إذ قال تعالى : والذي جاء بالصدق وهو رسو الله صلى الله عليه وسلم وصدق به وهو أبو بكر الصديق رضي الله عنه أولئك هم المتقون لهم ما يشاؤون عند ربهم ذلك جزاء المحسنين .

إرشادات للمربي :-

1- اقرأ الآية وليقرأها معك المستمعون وواصلوا قراءتها حتى تحفظ .

2- اقرأ الشرح بتأن جملة جملة وبيِّن لهم معاني ذلك ورغبهم في فهمه .

3- ذكرهم بصدق الثلاثة الذين خلفوا عن غزوة تبوك وهم كعب بن مالك وهلال بن أمية ومرارة بن الربيع ، ولما عاد الرسول صلى الله عليه وسلم والمؤمنون من تبوك جاء غيرهم ممَّن تَخَلَّلُوا يعتذرون بالحق والباطل وأبى هؤلاء أن يعتذروا بالكذب فأمر الله بمقاطعتهم فقوطعوا وصبروا فأنزل الله توبتهم وتاب عليهم وأصبحوا مَضْرب َ المثل في الصدق ودعا الله تعالى في هذه الآية المؤمنين أن يكونوا معهم ، جعلنا الله منهم آمين .

4- حثثَّهُمْ على الصدق ولزومه ، فإنه يهدي إلى البر ، والبر يهدي إلى الجنة .

5- علمهم أن الصدق يكون ظاهراً وباطناً كما قال ابن العربي لما قرأ تفسير الصادقين بأنهم الذين استوت ظواهرهم وبواطنهم قال :- هذا القول هو الحقيقة والغاية التي إليها المنتهى .


للفائدة



السؤال:

ما هي صورة مدارسة جبريل للرسول صلى الله عليه وسلم في رمضان للقرآن ؟ وهل يدل على أن الاجتماع أفضل من الانفراد على القرآن ؟ وهل هناك مزية لليل على النهار؟ نرجو التوضيح .

الجواب:

الحمد لله

قال الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله :

" أولاً :

أما كيفية المدارسة فلا أعلم عن كيفيتها.

ثانياً :

وأما هل المستحب أن يجتمع الناس على القرآن أو أن يقرأ كل إنسان بمفرده ؟

فهذه ترجع إلى الإنسان نفسه ، إن كان إذا اجتمع إلى إخوانه لتدارس القرآن صار أخشع لقلبه ، وأنفع في العلم فالاجتماع أفضل ، يعني إذا كان الاجتماع صار هناك حضور قلب وخشوع وتدبر للقرآن ، وتساؤل فيما بينهم فهذا أفضل ، وإن كان الأمر بالعكس فالانفراد أفضل .

ثالثاًَ :

وأما مدارسة جبريل للنبي عليه الصلاة والسلام فهو من أجل تثبيت القرآن بقلب النبي صلى الله عليه وسلم .

وأما الفقرة الثالثة من السؤال وهي : هل هناك مزية لليل على النهار فهذا نعم ، لكن قد يكون للإنسان أعمال لا يستطيع معها أن يدرس القرآن في الليل ، فيجعل أكثر دراسته في النهار ، فالإنسان ينظر ما هو أنفع له ، لعموم قول الرسول عليه الصلاة والسلام : « احرص على ما ينفعك » فما كان أنفع لك إذا لم يكن محظوراً شرعاً فهو أفضل "

انتهى مجموع الفتاوى 8/78 . (www.islam-qa.com)


وقفه :-

لا يزال الإسلام منيعاً ما استد السلطان ، وليست شدة السلطان قتلاً بالسيف أو ضرباً بالسوط ، ولكن قضاءٌ بالحق وأخذاً بالعدل .

" عمير بن سعد رضي الله عنه - امير حمص في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه "

الحقاق

الوافـــــي 19-12-2004 03:59 PM

جزاك الله خيرا شيخنا الكريم ... ونفعنا بعلمك

الحقاق 21-12-2004 12:51 AM

الأخ الفاضل / الوافي

بارك الله فيك وجزاك الله خير ، أو جعلتني شيخ ؟! ياشيخ ، غفر الله لك


الحقاق

الحقاق 21-12-2004 12:53 AM

الدرس السادس والعشرون /2



قوله صلى الله عليه وسلم ( عليكم بالصدق فإنّ الصدق يهدي إلى البر وإنّ البر يهدي إلى الجنة . ولا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يُكتب عند الله صديقاً وإياكم والكذب فإن الكذب يهدي غلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار ، وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يُكتب عند الله كذّابا ) رواه مسلم .

الــشـرح :-



قوله صلى الله عليه وسلم " عليكم بالصدق يُريد الزموه ولا يفارقكم ولا تفارقوه ، اصدقوا نياتكم وأقوالكم وأعمالكم أي في ظاهركم وباطنكم حتى تكونوا من الصادقين في الدنيا وهم أهل الطهر ولصفاء ومع الصادقين في الآخرة مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً . وعلل لهم أمره إياهم بالصدق وملازمته فقال :- إن الصدق الحق الكامل الظاهر والباطن يهدي أي صاحبه الملازم يهديه إلى البر . والبر يهدي إلى الجنة ، إذ من لازم الصدق كان من أهل الجنة وهو كذلك . وزادهم حثاً على الصدق وترغيباً فيه بقوله :- ولا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق أي يقصده ويطلبه ليحصل عليه حتى يكتب عند الله صديقاً ، وعندها فقد فاز بصحبة مواكب الجنة الأربعة والكمال عنايته صلى الله عليه وسلم بأمته لتكمل وتسعد في الدارين بعدما رغبهم في الصدق حذرهم من ضده وهو الكذب فقال : إياكم والكذب أي احذروه واجتنبوه وعلل ذلك بأن الكذب يهدي إلى الفجور وهو معصية الله ورسوله بالخروج عن طاعتهما في الأمر والنهي ، والفجور يهيد إلى النار ، وزاد في التحذير فبيّن لهم أن المرء إذا كذب وواصل الكذب ولم يتب من فإن عاقبته أن يكتب عند الله كذاباً وعندها يُواكب الاذبين المفترين على الله الكذب ، وهم أهل جهنم وبئس المصير .

إرشــادات للمربي :-

1- اجتهد في تحفيظ الحديث للمستمعين حتى يحفظه كلهم .

2- اقرأ الشرح قراءة بتأن واشرح المعاني الخفية حتى ترى أنهم فهموا المراد من الحديث .

3- رغبهم في الصدق وملازمته ، وحذرهم من الكذب ورغبهم في البعد عنه والتوبة منه .

4- علمهم أن المرء إذا اعتاد الصدق لازمه ولم يفارقه ، وأنه إذا اعتاد الكذب لازمه ولم يفارقه وهي سنة الله في الناس ، لذا على العبد أن يبادر بالتوبة كلما أذنب وإلا يتوالى الذنب وتصعب عليه التوبة لقول رسو الله صلى الله عليه وسلم : وأتبع السيئة الحسنة تمحها ، وقول الله تعالى ( إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب ) النساء :17 .


للفائدة



دعاة السوء والفرقة


السؤال بتاريخ 2003-07-24 06:30 ص

فضيلة الشيخ، نرجو منك توجيه نصيحة للشباب في هذه المدينة، والسبب أن بينهم فجوة كبيرة؛ فكلٌ يقول: إنه على الحق. والله يعلم من معه الحق. فنرجو أن توجهوا نصيحة في طلب العلم وكيف ينهجون خاصة في بداية تعلمهم وفي بداية طلبهم للعلم؟


الجواب بتاريخ 2003-07-24 06:32 ص

بسم الله الرحمن الرحيم.

لا شك أن الشيطان لعنه الله يريد أن يفرق بين المسلمين، وكذلك أعوان الشيطان من بني الإنسان يريدون أن يفرقوا بين المسلمين؛ شبابهم وشيبهم، هذا أمر معروف منذ تعهد الشيطان بذلك حين قال ما ذكره الله عنه: {قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلاً (62) قَالَ اذْهَبْ فَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَاؤُكُمْ جَزَاءً مَوْفُوراً (63) وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُوراً (64) إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلاً} [الإسراء: 62 ـ 65]؛ يعني آدم عليه السلام.

هذا مهنة الشيطان، ولا يقاوم الشيطان وأعوان الشيطان إلا بالرجوع إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم والعمل بذلك، مع الرجوع لأهل العلم والبصيرة بالتعلم منهم ومشاورتهم، ثم الحذر من الدسائس التي تتخلل المجتمع من هنا وهناك على أيدي دعاة السوء الذين يريدون أن يفرقوا هذا المجتمع؛ لأن هذا المجتمع في هذه البلاد ولله الحمد ما زال بخير، يمتاز به على سائر الناس في البلدان الأخرى... يحكم فيه شرع الله سبحانه وتعالى، والولاية فيه ولله الحمد ولاية مسلمة مؤمنة؛ لا نقول: إن عندها الكمال في كل شيء، وما عندنا من النقص يمكن إصلاحه بالمناصحة الشرعية، كذلك هذه البلاد على عقيدة التوحيد، ليس فيها قباب أو أضرحة تعبد من دون الله، ليس فيها مزارات شركية كما في البلاد الأخرى، وهي بلاد الحرمين الشريفين، ترفل بالأمن والاستقرار، نأمن على أنفسنا وأموالنا وعلى أولادنا، بينما البلاد الأخرى على تخوف.

فكروا يا عباد الله بهذه النعمة، والنعمة تستوجب الشكر، فإن لم تشكر فإنها تزول {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ} [إبراهيم: 7]، فعلى شباب المسلمين أن يتذكروا هذه النعمة، وأن يسعوا في بقائها وإصلاح ما يحصل فيها من خلل بالطرق الصحيحة، وعليهم أن يحذروا كل الحذر من المفسدين الذين يتسمون باسم الدعوة وباسم الإسلام، وهم ينشرون العداوة والأحقاد بين المسلمين، ويتصيدون في الماء العكر، ويتلمسون الزلات البسيطة ليكبروها، حتى يجعلوها كأنها جرائم ليس لها علاج وليس لها إصلاح، وأنها كفر، وأنها، وأنها...

علينا أن نحذر من هذا النوع من الناس، وإن تلبسوا باسم الإسلام وباسم الدعاة؛ لأن الداعية من صفاته الإخلاص والسعي بالإصلاح والسعي بإزالة الفرقة بين المسلمين.

أما هذه الدعوة التي تفرق بين الناس وتشتتهم؛ فهذه دعوة إلى الفتنة؛ فالذي يشهر بالأخطاء والذي ينشر المخازي والذي يقنط الناس من الإصلاح؛ فهذا داعية سوء، علينا أن نحذر من أمثال هؤلاء، وأن نعود إلى رشدنا، وأن نشكر نعمة الله علينا، وأن نقبل على تعلم العلم النافع، وأن نزيل ما بيننا من الاختلاف بالرجوع إلى كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم .

{فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً} [النساء: 59].

الشيخ صالح بن فوزان الفوزان


وقفه :-

قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه لرجل همّ بطلاق امرأته ( لِمَ تطلِّقها ؟ ) قال : لا أحبها . فقال عمر رضي الله عنه ( أوكلُّ البيوت بُنيت على الحب ؟ فأين الرعاية والتذمم )

الحقاق

الحقاق 26-12-2004 12:58 AM

الدرس السابع والعشرون / 2



قولُ الله سبحانه وتعالى (إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ (13)وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ(14)يَصْلَوْنَهَا يَوْمَ الدِّينِ(15)وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَائِبِينَ ) الانفطار : 13-16 .

الــشــرح :-

بعد الإخبار عن فناء هذه الحياة الدنيا وقيام الساعة ، وسؤال الله تعالى الإنسان عن سبب اغتراره بربّه حتى لم يعبده ولم يوحده إذ قال عزَّ من قائل ( يأيها الإنسان ما غرك بربك الكريم ) الآية ثم إخباره تعالى عن الكرام الكاتبين وأن أعمال الإنسان محصيّة مدونة وسَيُجْزَى بها الخير بالخير والغير بالغير . أخبر مؤكداً الخبر عمّا قضى به بين عباده وهم ما بين بار وفاجر ، فقال ( إن الأبرار ) وهم أهل الإيمان والطاعة والصدق في ذلك ، وأحدهم بَرٌّ ، ( لفى نعيم ) وهو نعيم الجنة دار الأبرار وهو نعيم دائم لم تره عين ولم تسمعه أذن ولم خطر على قلب بشر في هذه الحياة الدنيا وقال ( وإن الفجّار ) وهم جمع فاجر وهو من فجر عن طاعة الله ورسول الله صلى الله عليه وسلم وفسق عن أمرهما فلم يؤمن ولم يوحد ولم يركع ولم يسجد ، ولم يفعل برّا ولم يجتنب باطلاً ولا ظلماً ولا شراً ( لفى جحيم ) وهو جحيم النار وعذابها وهو عذاب دائم سرمدي أبديٌّ . يتم لهم ذلك ( يوم الدين ) وهو يوم الجزاء وهو يوم القيامة يلازمهم ويلازمونه ولا يغيبون عنه يوماً يُفَتَّرث عنهم ساعة إذ قال ( وماهم عنها بغائبين ) وقال ( لا يفتر عنهم وهم فيه مبلسون ) الزخرف :75 .

إرشادات للمربي

1 - اقرأ الآية وليقرأها معك المستمعون حتى تحفظ عن ظهر قلب .

2 - اقرأ الشرح بتأن مبيناً لهم معاني الجمل وما يراد فهمه من الآية .

3- رغبهم في الطاعة لله ورسوله بذكر ما أعد الله لأهل طاعته من النعيم والمقيم .

4- حذّرهم من معصية الله ورسول الله صلى الله عليه وسلم ، واذكر لهم مصير العصاة في قول الله تعالى من سورة الجن ( وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا الجن : 23 .

5 - علمهم أنه لا بد للمطيع أن يعرف فيما يُطيعُ ، وهذا يوجب على العبد أن يعرف انواع العبادات وكيفية أدائها ، وأن يعرف أنواع المنهيات واسباب تجنبها والبعد عنها .

للفائدة


السؤال : سؤالي يتعلق بالبدعة ، حيث رأيت في المسجد الذي أتردد عليه بعض الأخوة يقومون بأفعال أظنها بدعة ولكني أحتاج إلى تأكيد ذلك من المصادر . وأود أن أحاول تصحيح هذه الأفعال ، بالحكمة إن شاء الله ، إذا لم تكن صحيحة . 1. النفخ على الأصابع ومسح العينين بالإبهام بعد الدعاء . 2. ختم الدعاء دائماً بالفاتحة . 3. تقبيل القرآن عند تناوله وقبل وضعه . 4. التمايل أثناء الجلوس في الصلاة أو قراءة القرآن .

الجواب: الحمد لله لا بدّ في العبادات أن تكون قائمة على الدليل من القرآن والسنّة الصحيحة ومن قواعد هذه الشّريعة أن الله لا يُعبد إلا بما شرع ولا يُعبد بالبدع وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : " من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو ردّ " أي عمله حابط مردود عليه لا يقبله الله ، وختْم الدعاء بالفاتحة لا دليل عليه من الكتاب والسنّة وكذلك النفخ في الأصابع ومسح العينين بها بعد الدعاء ، وقد ذكر الشقيري رحمه الله من البدع تقبيل أظافر الإبهامين ومسح العينين بها بعد الدعاء عقب الصلاة ، وكذلك جمع رؤوس أصابع اليدين وجعلها على العينين بعد الصّلاة مع ما يقرؤونه بدعة سمجة : السنن والمبتدعات ( ص :71 ) ، وعن مسألة تقبيل المصحف أجابت اللجنة الدائمة للإفتاء عن سؤال وُجّه إليها حول الموضوع بالفتوى التالية : لا نعلم لتقبيل الرجل القرآن أصلا . وفي جواب آخر : لا نعلم دليلا على مشروعية تقبيل القرآن الكريم وهو أنزل لتلاوته وتدبره وتعظيمه والعمل به . فتاوى اللجنة الدائمة (رقم4172) .

وجاء في الآداب الشرعية ( 2/273 ط. الرسالة ) لابن مفلح ما نصه :

وعنه ( أي جاء عن الإمام أحمد ) التوقف فيه (أي في تقبيل المصحف) وفي جَعْلِه على عينيه . قال القاضي في الجامع الكبير : إنما توقف عن ذلك وإن كان فيه رفعة وإكرام لأن ما طريقه القُرَب إذا لم يكن للقياس فيه مدخل لا يُستحب فعله وإن كان فيه تعظيم إلا بتوقيف ألا ترى أن عمر لما رأى الحجر قال : لا تضر ولا تنفع ولولا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قبَّلك ما قبَّلتُك .ا.هـ. رواه البخاري (1597) ومسلم (1270). أما التمايل والاهتزاز عند القراءة والصلاة فإنّه من فعل اليهود وهو هيئة من هيئاتهم في عبادتهم فلا ينبغي لمسلم أن يتعمّد فعله . ( انظر بدع القراء : بكر أبو زيد ص:57) . ومن الحكمة في الدّعوة والإنكار التي أشرت إليها مشكورا في سؤالك أن تطالبهم بالدّليل على ما يفعلونه من العبادات وهيئاتها لأنّه لا تجوز عبادة إلا بدليل كما تقدّم ، والدّليل على الفاعل لا على المُنْكِر وفقنا الله وإياك لكل خير وصلى الله على نبينا محمد

الإسلام سؤال وجواب الشيخ محمد صالح المنجد (www.islam-qa.com)

وقفه :-

روى عكرمة بن عمار : حدثنا الأصفر ، قال : قيل لسعد بن أبي وقاص : تُستجابُ دعوتُك من بين أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم !! فقال : ما رفعتُ إلى فمي لقمةٌ إلا وأنا عالمٌ من أين مجيئها ، ومن أين خرجت .

الحقاق

الحقاق 01-01-2005 12:58 PM

الدرس الثامن والعشرون /2



قوله صلى الله عليه وسلم (إنّ أهل الجنة ليتراءون أهل الغُرفِ كما تراءون الكوكب الدُّري الغابر في الأفق من المشرق أو المغرب لتفاضل ما بينهم ، قالوا يا رسول الله تلك منازل الأنبياء لا يبلغها غيرهم ، قال : بلى والذي نفسي بيده رجال آمنوا بالله وصدّقوا المرسلين )

الــشــرح

قوله صلى الله عليه وسلم : إن أهل الجنة ... إلخ يخبر صلى الله عليه وسلم عن تفاضل أهل الجنة في درجاتهم ، وعلو منازلهم ، وذلك لتفاوتهم في قوة إيمانهم وكثرة أعمالهم الصالحة . وقوة بعدهم عما حرّم الله ورسوله من الذنوب والسيئات ، فأخبر صلى الله عليه وسلم أنهم يتراءون أهل الغرف في سموها وبعدها عمن دونهم كما يتراءى الناس اليوم الكوكب الدريّ أي المُضيء المشرق الغابر في الأفق . ولما أخبر أصحابه بهذا الخبر قالوا يا رسول الله : تلك أي المنازل منازل الأنبياء لايبلغها غيرهم أجابهم قائلاً : بلى ليس الأمر كما تصورتم وقلتم وحلف لهم قائلاً : والذي نفسي بيده رجال آمنوا أي هي منازل رجال آمنوا بالله وصدقوا المرسلين ، وليست خاصة بالأنبياء كما قلتم .

إرشــادات للـمــربــي

1- اقرأ الحديث وكرر قراءته والمستمعون يرددون قراءته سرَّاً حتى ترى أن أكثرهم قد حفظه .

2- ذكرهم بأن سبب تفاضل أهل الجنة في منازلهم هو تفاوتهم في الصالحات عملاً وفي المنهيات تركاً وبعداً .

3 - حثهم على المسابقة إلى الخيرات والتنافس في الصالحات والرغبة في ذلك ليفوزوا بأعلى المنازل في الدار الآخرة .

4- علمهم أن الحلف بالله مشروع لتأكيد الخبر وصحته .

5 - علمهم أن هذه اليمين وهي والذي نفسي بيده كانت عائشة رضي الله عنها تقول فيها :- هذه يمين رسول الله صلى الله عليه وسلم لكثرة ما يحلف بها .

6- ذكرهم بفضل الإيمان بالله ورسله في قوله تعالى ( سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السمآء والأرض أعدت للذين ءامنوا بالله ورسله ) الحديد : 21 .


للفائدة



السؤال:

هل هذا الحديث الذي يذكره المتصوفة صحيح " ما وسعني لا سمائي ولا أرضي ولكن وسعني قلب عبدي المؤمن ".

الجواب:

الحمد لله

سئل شيخ الإسلام ابن تيمية عما يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم عن الله عز وجل قال : " ما وسعني لا سمائي ولا أرضي ولكن وسعني قلب عبدي المؤمن " .

أجاب :

الحمد لله

هذا ما ذكروه في الإسرائيليات ليس له إسناد معروف عن النبي صلى الله عليه وسلم . ومعناه وضع في قلبه محبتي ومعرفتي .

وما يروى : " القلب بيت الرب " ، هذا من جنس الأول ، فإن القلب بيت الإيمان بالله تعالى ومعرفته ومحبته .

وما يروونه : " كنت كنزا لا أعرف فأحببت أن أعرف فخلقت خلقا فعرفتهم بي فبي عرفوني " .

هذا ليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم ولا أعرف له إسناداً صحيحاً ولا ضعيفاً . وما يروونه عن النبي صلى الله عليه وسلم : " إن الله خلق العقل ، فقال له : أقبل ، فأقبل ، ثم قال له : أدبر ، فأدبر ، فقال : وعزتي وجلالي ما خلقت خلقا أشرف منك ، فبك آخذ وبك أعطي " .

هذا الحديث باطل موضوع باتفاق أهل العلم بالحديث .

وما يروونه : " حب الدنيا رأس كل خطيئة " هذا معروف ، عن جندب بن عبد الله البجلي وأما عن النبي صلى الله عليه وسلم فليس له إسناد معروف .

وما يروونه : " الدنيا خطوة رجل مؤمن " ، هذا لا يعرف عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا غيره من سلف الأمة ولا أئمتها .

وما يروونه : " من بورك له في شيء فليلزمه " ، " ومن ألزم نفسه شيئا لزمه " .

الأول : يؤثر عن بعض السلف ، والثاني : باطل فإن من ألزم نفسه شيئاً قد يلزمه وقد لا يلزمه بحسب ما يأمر به الله ورسوله .

وما يروونه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم : " اتخذوا مع الفقراء أيادي فإن لهم في غد دولة وأي دولة " ، " الفقر فخري وبه أفتخر " ، كلاهما كذب لا يعرف في شيء من كتب المسلمين المعروفة .

وما يروونه عن النبي صلى الله عليه وسلم : " أنا مدينة العلم وعلي بابها " ، هذا الحديث ضعيف ، بل موضوع عند أهل العلم بالحديث ، ولكن قد رواه الترمذي وغيره ووقع هذا وهو كذب .

وما يروونه : أنه صلى الله عليه وسلم " يقعد الفقراء يوم القيامة ، ويقول : وعزتي وجلالي ما زويت الدنيا عنكم لهوانكم علي ولكن أردت أن أرفع قدركم في هذا اليوم انطلقوا إلى الموقف فمن أحسن إليكم بكسرة أو سقاكم شربة ماء أو كساكم خرقة انطلقوا به إلى الجنة " ، قال الشيخ : الثاني كذب لم يروه أحد من أهل العلم بالحديث ، وهو باطل خلاف الكتاب والسنة والإجماع .

وما يروونه ، عن " النبي صلى الله عليه وسلم لما قدم إلى المدينة خرجن بنات النجار بالدفوف وهن يقلن : طلع البدر علينا من ثنيات الوداع إلى آخر الشعر فقال لهن رسول الله صلى الله عليه وسلم : هزوا غرابيلكم بارك الله فيكم " :

حديث النسوة وضرب الدف في الأفراح صحيح فقد كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأما قوله : " هزوا غرابيلكم " هذا لا يعرف عنه .

وما يروونه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " اللهم إنك أخرجتني من أحب البقاع إلي فأسكني في أحب البقاع إليك " ، هذا حديث باطل كذلك ، وقد رواه الترمذي وغيره ، بل إنه قال لمكة : " إنك أحب بلاد الله إلي " ، وقال : " إنك لأحب البلاد إلى الله " .

وما يروونه عن النبي صلى الله عليه وسلم : " من زارني وزار أبي إبراهيم في عام دخل الجنة " ، هذا كذب موضوع ولم يروه أحد من أهل العلم بالحديث .

وما يروونه ، عن علي رضي الله عنه : أن أعرابيا صلى ونقر صلاته ، فقال علي : " لا تنقر صلاتك " ، فقال الأعرابي : يا علي لو نقرها أبوك ما دخل النار . هذا كذب . وما يروونه ، عن عمر أنه قتل أباه ، هذا كذب فإن أباه مات قبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم .

وما يروونه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم : " كنت نبيا وآدم بين الماء والطين ، وكنت وآدم لا ماء ولا طين " هذا اللفظ كذلك باطل .

وما يروونه : " العازب فراشه من نار ، مسكين رجل بلا امرأة ، ومسكينة امرأة بلا رجل " ، هذا ليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم ، ولم يثبت عن إبراهيم الخليل عليه السلام لما بنى البيت صلى في كل ركن ألف ركعة فأوحى الله تعالى إليه : " يا إبراهيم ما هذا سد جوعة أو ستر عورة " ، هذا كذب ظاهر ليس هو في شيء من كتب المسلمين . وما يروونه : " لا تكرهوا الفتنة فإن فيها حصاد المنافقين " ، هذا ليس معروفا عن النبي صلى الله عليه وسلم .

وما يروونه : " من علم أخاه آية من كتاب الله ملك رقه " ، هذا كذب ليس في شيء من كتب أهل العلم .

وما يروونه عن النبي صلى الله عليه وسلم : " اطلعت على ذنوب أمتي فلم أجد أعظم ذنبا ممن تعلم آية ثم نسيها " وإذا صح هذا الحديث فهذا عنى بالنسيان التلاوة ، ولفظ الحديث أنه قال : " يوجد من سيئات أمتي الرجل يؤتيه الله آية من القرآن فينام عنها حتى ينساها " والنسيان الذي هو بمعنى الإعراض عن القرآن وترك الإيمان والعمل به ، وأما إهمال درسه حتى ينسى فهو من الذنوب .

وما يروونه : " إن آية من القرآن خير من محمد وآل محمد ، القرآن كلام الله منزل غير مخلوق فلا يشبه بغيره " ، اللفظ المذكور غير مأثور .

وما يروونه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم : " من علم علما نافعا وأخفاه عن المسلمين ألجمه الله يوم القيامة بلجام من نار " ، وهذا معناه معروف في السنن ، عن النبي صلى الله عليه وسلم : " من سئل عن علم يعلمه فكتمه ألجمه الله يوم القيامة بلجام من نار " .

وما يروونه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم : " إذا وصلتم إلى ما شجر بين أصحابي فامسكوا ، وإذا وصلتم إلى القضاء والقدر فأمسكوا " ، هذا مأثور بأسانيد منقطعة .

وما يروونه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم " قال لسلمان الفارسي وهو يأكل العنب : دو دو " ، يعني عنبتين عنبتين ، هذا ليس كلام النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو باطل .

وما يروونه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم : " من زنى بامرأة فجاءت منه ببنت فللزاني أن يتزوج بابنته من الزنا " ، وهذا يقوله من ليس من أصحاب الشافعي وبعضهم ينقله عن الشافعي ، ومن أصحاب الشافعي من أنكر ذلك عنه ، وقال : إنه لم يصرح بتحليل ذلك ولكن صرح بحل ذلك من الرضاعة إذا رضع من لبن المرأة الحامل من الزنا ، وعامة العلماء كأحمد وأبي حنيفة وغيرهما متفقون على تحريم ذلك ، وهذا أظهر القولين في مذهب مالك.

وما يروونه : " أحق ما أخذتم عليه أجرة كتاب الله " ، نعم ثبت ذلك أنه قال : " أحق ما أخذتم عليه أجرة كتاب الله " ، لكنه في حديث الرقية ، وكان الجعل على عافية مريض القوم لا على التلاوة .

وما يروونه عن النبي صلى الله عليه وسلم : " من ظلم ذميا كان الله خصمه يوم القيامة أو كنت خصمه يوم القيامة " ، هذا ضعيف ، لكن المعروف عنه أنه قال : " من قتل معاهدا بغير حق لم يرح رائحة الجنة " .

وما يروونه ، عنه : " من أسرج سراجا في مسجد لم تزل الملائكة وحملة العرش تستغفر له ما دام في المسجد ضوء ذلك السراج " ، هذا لا أعرف له إسنادا عن النبي صلى الله عليه وسلم .

" الفتاوى الكبرى " ( 5 / 88 - 93 ) . (www.islam-qa.com)



وقفه :-

حدِّث الناس ما حدَّجوك بأسماعهم ولحظوك بأبصارهم ، فإذا رأيت منهم فتوراً فأمسك .

" عبدالله بن مسعود رضي الله عنه "

الحقاق

الحقاق 03-01-2005 11:17 PM

الدرس التاسع والعشرون /2




قولُ الله سبحانه وتعالى (ومآ أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفآء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة ) البينة : 5 .

الــشـــرح :-

قوله تعالى ( وما أمروا إلا ليعبدوا الله ..... ) إلخ أي لم يأمر الله تعالى أهل الكتاب ولا غيرهم من أهل الشرك والكفر إلا بعبادة الله ربهم فعبادته تعالى لا غضاضة فيها ولا ذل ولا إهانة للعباد ؛ لأن الله تعالى هو خالقهم ورازقهم ومدبر حياتهم فعبادته واجبة فطرة وعقلاً ، فلم إذاً يختلفون فيها ويترددون ؟ وقوله ( مخلصين له الدين ) أي حال كون عبادتهم المأمورين بها خالصة لله تعالى ، فلا يُشْركوا فيها غيره ؛ إذ الشرك فيها يفسدها فلا تزكى أنفسهم . وقوله ( حُنفاء ) أي مائلين عن ملل الشرك والكفر إلى ملّة الإسلام التي هي ملة إبراهيم عليه السلام . وقوله ( ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة ) أي بعد الإقرار بالتوحيد والإشهاد به إذ لا بد لمن أراد الدخول في الإسلام أن يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، ثم يقيم الصلاة ويؤتي الزكاة ، ثم يأتي بباقي العبادات . وهذا هو ( دين ) الملة ( القيمة ) أي المستقيمة الموصلة إلى رضا الرب وجنات الخلد .

إرشادات للمربي :-

1- اقرأ الآية وردد قراءتها والمستمعون يرددونها حتى يحفظها أكثرهم .

2- اقرأ الشرح بتأن وقف عند كل معنى وبيّنه وردد بيانه حتى يفهم .

3- علمهم أن إخلاص العبادة لله يحتاج إلى نية وهي عزم القلب على العمل ، لذا دلّت هذه الآية على وجوب النية لكل عبادة يعبد بها العبد ربه تعالى .

4- علمهم أن سائر الأديان باطلة إلا الإسلام ، إذ هو دين الملة القيّمة ، فاليهودية والنصرانية والمجوسية والبوذية كلها باطلة وأهلها كافرون .

5- ذكّرهم بأن الإسلام قام على خمس قواعد وهي الشهادتان وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت الحرام . فإذا سقطت قاعدة من هذه الخمس سقط كله ولا يقبل من صاحبة .


** *** **




للفائدة



السؤال:

أَيُّمَا أَوْلَى مُعَالَجَةُ مَا يَكْرَهُ اللَّهُ مِنْ قَلْبِك مِثْلُ : الْحَسَدِ وَالْحِقْدِ وَالْغِلِّ وَالْكِبْرِ وَالرِّيَاءِ وَالسُّمْعَةِ وَرُؤْيَةِ الأَعْمَالِ وَقَسْوَةِ الْقَلْبِ ، وَغَيْرِ ذَلِكَ ، مِمَّا يَخْتَصُّ بِالْقَلْبِ مِنْ دَرَنِهِ وَخُبْثِهِ ؟ أَوْ الاشْتِغَالُ بِالأَعْمَالِ الظَّاهِرَةِ : مِنْ الصَّلاةِ وَالصِّيَامِ وَأَنْوَاعِ الْقُرُبَاتِ : مَنْ النَّوَافِلِ وَالْمَنْذُورَاتِ مَعَ وُجُودِ تِلْكَ الأُمُورِ فِي قَلْبِهِ ؟ أَفْتُونَا مَأْجُورِينَ .

الجواب:

الحمد لله مِنْ ذَلِكَ مَا هُوَ عَلَيْهِ وَاجِبٌ : وَأَنَّ لِلأَوْجَبِ فَضْلا وَزِيَادَةً ، كَمَا قَالَ تَعَالَى فِيمَا يَرْوِيه عَنْهُ رَسُولُهُ صلى الله عليه وسلم : { مَا تَقَرَّبَ إلَيَّ عَبْدِي بِمِثْلِ أَدَاءِ مَا افْتَرَضْت عَلَيْهِ } ، ثُمَّ قَالَ : { وَلا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ } وَالأَعْمَالُ الظَّاهِرَةُ لا تَكُونُ صَالِحَةً مَقْبُولَةً إلا بِتَوَسُّطِ عَمَلِ الْقَلْبِ فَإِنَّ الْقَلْبَ مَلِكٌ وَالأَعْضَاءُ جُنُودُهُ ، فَإِذَا خَبُثَ الْمَلِكُ خَبُثَتْ جُنُودُهُ ; وَلِهَذَا قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : { أَلا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ } وَكَذَلِكَ أَعْمَالُ الْقَلْبِ لا بُدَّ أَنْ تُؤَثِّرَ فِي عَمَلِ الْجَسَدِ وَإِذَا كَانَ الْمُقَدَّمُ هُوَ الأَوْجَبُ [ سَوَاءٌ ] سُمِّيَ بَاطِنًا أَوْ ظَاهِرًا فَقَدْ يَكُونُ مَا يُسَمَّى بَاطِنًا أَوَجَبَ مِثْلُ تَرْكِ الْحَسَدِ وَالْكِبْرِ فَإِنَّهُ أَوَجَبَ عَلَيْهِ مِنْ نَوَافِلِ الصِّيَامِ وَقَدْ يَكُونُ مِمَّا سُمِّيَ ظَاهِرًا أَفْضَلَ : مِثْلُ قِيَامِ اللَّيْلِ فَإِنَّهُ أَفْضَلُ مِنْ مُجَرَّدِ تَرْكِ بَعْضِ الْخَوَاطِرِ الَّتِي تَخْطُرُ فِي الْقَلْبِ مِنْ جِنْسِ الْغِبْطَةِ وَنَحْوِهَا وَكُلُّ وَاحِدٍ مِنْ عَمَلِ الْبَاطِنِ وَالظَّاهِرِ يُعِينُ الآخَرَ وَالصَّلاةُ تَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَتُورِثُ الْخُشُوعَ وَنَحْوَ ذَلِكَ مِنْ الآثَارِ الْعَظِيمَةِ : هِيَ أَفْضَلُ الأَعْمَالِ وَالصَّدَقَةُ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ ." انتهى كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ( مجموع الفتاوى 6/381)

فلا فصل بين صلاح الباطن وإصلاح الظاهر .

والعبادات الظاهرة التي يمارسها الإنسان بجوارحه فإنها – إذا أراد بها وجه الله – تؤثر إيجاباً في باطنه ولا شك .

ومن أمثلة ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم : " أَلا أُخْبِرُكُمْ بِمَا يُذْهِبُ وَحَرَ الصَّدْرِ صَوْمُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْر " رواه النسائي (2386) وصححه الألباني في صحيح النسائي (2249)

ووحر الصدر : غيظة وحقده وحسده .

ومن العلاجات المهمة لأمراض القلب التدبر والتفكر في نصوص الوعيد على من ترك هذه الأمراض ترتع في قلبه كقول النبي صلى الله عليه وسلم : " لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرةٍ من كبر " رواه مسلم (91) .

وحديث قول النار : " أُوثرت بالمتكبرين " رواه البخاري (4850) ومسلم (2846)

وحديث : " يُحشر المتكبرون يوم القيامة أمثال الذر في صور الرجال " رواه الترمذي (2492) وحسنه الألباني في صحيح الترمذي (2025) .

وقول النبي صلى الله عليه وسلم : " دَبَّ إِلَيْكُمْ دَاءُ الأُمَمِ قَبْلَكُمْ الْحَسَدُ وَالْبَغْضَاءُ هِيَ الْحَالِقَةُ لا أَقُولُ تَحْلِقُ الشَّعَرَ وَلَكِنْ تَحْلِقُ الدِّينَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لا تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا وَلا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا أَفَلا أُنَبِّئُكُمْ بِمَا يُثَبِّتُ ذَاكُمْ لَكُمْ أَفْشُوا السَّلامَ بَيْنَكُمْ " رواه الترمذي (2510) وحسنه الألباني في صحيح الترمذي (2038)

فمن تأمل بعين البصيرة مثل هذا الوعيد على هذه الأمراض القلبية فإنه ولا شك سيجاهد نفسه في تطهير قلبه منها ، ويستعين على ذلك بأعمال الجوارح ويدعو ربه أن ينقي قلبه من الغلِّ والحسد والحقد وغيرها كما قال تعالى عن دعاء المؤمنين : { ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا } .

والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد .

الإسلام سؤال وجواب (www.islam-qa.com)

وقفه :-

أطوع الناس لله اشدهم بغضاً لمعصيته " أبو بكر الصديق رضي الله عنه "

الحقاق

الحقاق 19-01-2005 03:37 AM

الدرس الثلاثون / 2




قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إنَّ بالمدينة أقواماً ما قطعنا وادياً ولا وظئنا موطئاً يغيظ الكفار ، ولا أنفقنا نفقة ولا أصابنتنا مخمصةٌ إلا شركونا في ذلك وهم في المدينة ، فقيل له :- كيف ذلك يا رسول الله ؟ فقال حبسهم العُذر فشركوا بحسن النية ) رواه أبو داود والبخاري مختصراً



الــــشـــرح :-

قوله صلى الله عليه وسلم : إن بالمدينة أقواماً يعني رجالاً عجزوا عن الخروج إلى الجهاد وذلك في غزوة تبوك لعدم قدرتهم على الخروج . وقوله صلى الله عليه وسلم : ما قطعنا وادياً إلى قوله : مخمصة أي جوع شديد بيان لما تحملوه من جهد وتعب في سبيل الله . وقوله صلى الله عليه وسلم : إلا شركونا في ذلك أي في أجر ذلك الجهد والتعب والجوع ، وهم بالمدينة لم يخرجوا منها لعجزهم عن الخروج ، إما لمرض وإما لقلة النفقة أو لعدم ما يركبون عليه . فلما أخبر صلى الله عليه وسلم بهذا سأله بعض أصحابه قائلاً كيف ذلك أي كيف يكونون معنا ويشركوننا في الأجر وهم بالمدينة فأجابه قائلاً : حبسهم العذر فشركونا بحسن النية ؛ لأنهم تخلفوا لعجز ولا زمهم الأسف والحزن على عدم خروجهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما علم الله صدق نياتهم أعطاهم من الأجر مثل ما أعطى للخارجين للجهاد .

إرشــــادات للــمــربـي

1 - اقرأ الحديث مرات والمستمعون يرددونه معك سرّا حتى يحفظه أكثرهم .

2- اقرأ الشرح قراءة جيدة جملة جملة مبيناً معنى كل جملة على حدة حتى يفهموا المراد من كل جملة .

3 - علمهم فضل النيّة الصالحة وأن المرء قد يبلغ أجراً بنيته الحسنة لا يبلغه بعمله وأن الأعمال التعبدية كلها مفتقرة إلى النيّة الحسنة .

4 - ذكرهم بحديث البخاري : ( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امريء مانوى ) .

5 - علمهم أن من عجز عن عمل صالح كان يفعله يُعطى أجره كاملاً كما كان يعمله وهو قادر عليه ، فمن كان يصلي صلاة نافلة أو يصوم صياماً نافلة ثم مرض أو سافر فإنه يكتب له الأجر كما كان صحيحاً مقيماً .



** *** **




للفائدة



السؤال:

سمعت أن من صلى في المسجد النبوي أربعين صلاة تكتب له براءة من النفاق . فهل هذا الحديث صحيح ؟.
الجواب:

الحمد لله

هذا الحديث رواه أحمد (12173) عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : ( مَنْ صَلَّى فِي مَسْجِدِي أَرْبَعِينَ صَلاةً لا يَفُوتُهُ صَلاةٌ كُتِبَتْ لَهُ بَرَاءَةٌ مِنْ النَّارِ ، وَنَجَاةٌ مِنْ الْعَذَابِ ، وَبَرِئَ مِنْ النِّفَاقِ ) . وهو حديث ضعيف .

ذكره الشيخ الألباني في "السلسلة الضعيفة" (364) وقال : ضعيف اهـ . وذكره في "ضعيف الترغيب" (755) وقال : منكر اهـ .

وذكر الألباني في كتابه "حجة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" (ص185) أن من بدع زيارة المدينة النبوية "التزام زوار المدينة الإقامة فيها أسبوعا حتى يتمكنوا من الصلاة في المسجد النبوي أربعين صلاة ، لتكتب لهم براءة من النفاق وبراءة من النار" اهـ .

وقال الشيخ ابن باز :

أما ما شاع بين الناس من أن الزائر يقيم ثمانية أيام حتى يصلي أربعين صلاة فهذا وإن كان قد روي في بعض الأحاديث : ( أن من صلى فيه أربعين صلاة كتب الله له براءة من النار ، وبراءة من النفاق ) إلا أنه حديث ضعيف عند أهل التحقيق لا تقوم به الحجة ولا يعتمد عليه . والزيارة ليس لها حد محدود ، وإذا زارها ساعة أو ساعتين ، أو يوماً أو يومين ، أو أكثر من ذلك فلا بأس اهـ باختصار .

فتاوى ابن باز (17/406) .

ويغني عن هذا الحديث الضعيف حديثٌ حسن رواه الترمذي (241) في فضل المحافظة على تكبيرة الإحرام مع الجماعة عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ صَلَّى لِلَّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا فِي جَمَاعَةٍ يُدْرِكُ التَّكْبِيرَةَ الأُولَى كُتِبَتْ لَهُ بَرَاءَتَانِ بَرَاءَةٌ مِنْ النَّارِ وَبَرَاءَةٌ مِنْ النِّفَاقِ " حسنه الألباني في صحيح الترمذي (200) .

والفضل المترتب على هذا الحديث عام في كل مسجد جماعة ، في أي بلد ، وليس خاصاً بالمسجد الحرام أو المسجد النبوي .

وبناءً عليه فمن حافظ على صلاة أربعين يوماً يدرك فيها تكبيرة الإحرام مع الجماعة كتبت له براءتان براءة من النار وبراءة من النفاق ، سواء كان مسجد المدينة أو مكة أو غيرهما من المساجد .

والله أعلم .

الإسلام سؤال وجواب (www.islam-qa.com)




وقفه :-


من استهزاء الصوفيه واستخفافهم بالكعبة المشرفه والطواف حولها

ما ذكره السهلجي عن البسطامي حيث روى عنه انه قال :-

( كنت أطوف حول بيت الله الحرام ، فلما أن وصلت إليه رأيت البيت يطوف حولي ) النور من كلمات أبي طيفور للسهلجي ص 139 .

وليس هذا فحسب بل قال الحسن بن علوية :-

( ذهب أبو يزيد إلى مكة مع واحد من تلامذته . فلما دخل المدينة جاءت مكة إلى المدينة فطافت حوالي أبي يزيد ، فغشى على تلميذه وقع على الأرض . فلما أفاق مسح رأسه وقال : تعجبت ؟ فقال : نعم ، قال : والله إن جاءت إليّ بسطام لكانت مقصرة في حقي ) النور من كلمات أبي طيفور للسهلجي ص 185 .

نسأل الله السلامه والعافيه .....

الحقاق

الحقاق 19-01-2005 03:38 AM

الدرس الأول /3




قولُ الله تعالى (وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون ) العنكبوت : 43



الشرح :-

قوله تعالى ( وتلك الأمثال ) . الأمثال جمع مَثَل : بفتح الميم والثاء : الشبيه والنظير وقوله ( نضربها ) أي نجعلها ( للناس ) ليعتبروا بها فينجوا من هلكةٍ أو يظفروا بمغنم والإشارة في قوله وتلك إلى مثل ضربه للناس وهو أن حال المشركين في عبادتهم غير الله تعالى كحال العنكبوت في اتخاذها بيتاً لها من لعابها ظناً منها أنه يقيها من الهلاك وهو لا يغني عنها شيئاً كذلك المشركون في اتخاذهم آلهة دون الله ظناً منهم أنها تنفعهم بجلب خيرٍ أو دفع ضر وهي في ضعفها وعدم نفعها كبيت العنكبوت سواء بسواء وقوله تعالى ( وما يعقلها ) أي الأمثال المضروبة للناس للاعتبار بها حتى يظفروا بالمحبوب المرغوب وينجوا من المخوف المرهوب . ما يعقلها ويفهم معناها ومغزاها حتى ينتفع بها .

( إلا العالمون ) أي ذا العلم بالله وشرائعه وأسرار كلامه ، وما تهدي إليه آياته . ففي هذه الآية الإشادة بالعلم والعلماء والحط من قيمة الجهل والجهلاء ، ويكفي في فضل العلم قوله تعالى ( قل هل يستوى الذين يعلمون والذين لا يعلمون ) الزمر : 9 ، وقوله تعالى ( وإنه لذو علمٍ لما علّمناه ) يوسف : 68 ، وقوله ( وقل رب زدني علماً ) طه :114 .

إرشادات للمربي :-

1- اقرأ الآية حتى تحفظ من المستمعين .

2 - اقرأ الشرح بتأنٍ وأفهم المستمعين المعاني معنى بعد آخر حتى يفهموا .

3 - ذكرهم بخيبة المشركين في عبادتهم غير الله تعالى . وأن حالهم في ذلك كحال العنكبوت التي تواصل البناء ليل ونهار لتقي نفسها وإذا بها لم تجن من بنائها سوى الخسران .

4- علمهم باستحسان ضرب الأمثال من أجل الهداية والتعليم والتبصير .

5 - ذكرههم بفضل العلم الشرعي وأنه من أوجب الواجبات وأن صاحبه شريف رفيع القدر وأن فاقده لأشبه بالحيوان إن لم يكن مثله سواء بسواء .



للفائدة




السؤال:

يتحرج بعض طلبة العلم الشرعي عند قصدهم العلم والشهادة فكيف يتخلص طالب العلم من هذا الحرج ؟.
الجواب:

الحمد لله

يجاب على ذلك بأمور :

أحدها : أن لا يقصدوا الشهادة لذاتها , بل يتخذون هذه الشهادات وسيلة للعمل في الحقول النافعة للخلق ؛ لأن الأعمال في الوقت الحاضر مبنية على الشهادات , والناس غالباً لا يستطيعون الوصول إلى منفعة الخلق إلا بهذه الوسيلة وبذلك تكون النية سليمة .

الثاني : أن من أراد العلم قد لا يجده إلا في هذه الكليات فيدخل فيها بنية طلب العلم ولا يؤثر عليه ما يحصل له من الشهادة فيما بعد .

الثالث : أن الإنسان إذا أراد بعمله الحسنيين حسنى الدنيا , وحسنى الآخرة فلا شيء عليه في ذلك ؛ لأن الله يقول : ( ومن يتق الله يجعل له مخرجاً - ويرزقه من حيث لا يحتسب ) الطلاق/2-3 ، وهذا ترغيب في التقوى بأمر دنيوي .

فإن قيل : من أراد بعمله الدنيا كيف يُقال بأنه مخلص ؟



فالجواب :

أنه أخلص العبادة ولم يرد بها الخلق إطلاقاً فلم يقصد مراءاة الناس ومدحهم على عبادته بل قصد أمراً مادياً من ثمرات العبادة , فليس كالمرائي الذي يتقرب من الناس بما يتقرب به إلى الله ويريد أن يمدحوه به , لكنه بإرادة هذا الأمر المادي نقص إخلاصه فصار معه نوع من الشرك وصارت منزلته دون منزلة من أراد الآخرة إرادة محضة .

وبهذه المناسبة أود أن أنبه على أن بعض الناس عندما يتكلمون على فوائد العبادات يحولونها إلى فوائد دنيوية ؛ فمثلاً يقولون في الصلاة رياضة وإفادة للأعصاب , وفي الصيام فائدة لإزالة الفضلات وترتيب الوجبات , والمفروض ألا تجعل الفوائد الدنيوية هي الأصل ؛ لأن ذلك يؤدي إلى إضعاف الإخلاص والغفلة عن إرادة الآخرة , ولذلك بيَّن الله تعالى في كتابه حكمة الصوم - مثلاً -

أنه سبب للتقوى , فالفوائد الدينية هي الأصل , والدنيوية ثانوية , وعندما نتكلم عند عامة الناس فإننا نخاطبهم بالنواحي الدينية , وعندما نتكلم عند من لا يقتنع إلا بشيء مادي فإننا نخاطبه بالنواحي الدينية والدنيوية ولكل مقام مقال .

من فتاوى الشيخ محمد بن صالح العثيمين ، كتاب العلم ، الصفحة ( 100) . (www.islam-qa.com)

وقفه :-

قال الحسن بن علي رضي الله عنهما لابنه : يا بني ، إذا جالست العلماء فكن على أن تسمع أحرص منك على أن تقول ؛ وتعلم حسن الاستماع كما تتعلم حسن الصمتت ؛ ولا تقطع على أحد حديثاً وإن طال حتىى يمسك .

الحقاق

الحقاق 23-01-2005 12:40 PM

الدرس الثاني /3




قوله صلى الله عليه وسلم ( مَنْ طََلَبَ عِلْماً مِمَّا يُبتغي به وجه الله عزوجل لا يتعلمه إلا ليصيب به رضاً من الدنيا لم يجد عرف الجنة يوم القيامة )رواه أبو داود بإسناد صحيح .



الـــشـــرح :-



المراد من العلم الذي يبتغي به وجه الله تعالى هو علم الكتاب والسنة إذ به يُعرف الله تعالى ويعرف ما يحب وما يكره وما عنده لأوليائه وما لديه لأعدائه يوم القيامة ، وعبادته تعالى التي خلق الجن والإنس لها لا بد من معرفتها ومعرفة كيفيات أدائها ومعرفة الأسباب المعينة عليها كعلم اللغة وفنونها ومعرفة الأحكام الشرعية وكيفية تطبيقها هذه كلها علوم مما ينبغى به وجه الله عزّ وجل فمن تعلمها ليصيب بها عرضاً أي شيئاً من الدنيا جزاؤه أنه يحرم شم رائحة الجنة يوم القيامة لذا وجب على من يطلب العلم الديني الشرعي أن ينوي بطلبه وجه الله تعالى ومن طلب علماً دنيوياً كالهندسة والطب والكيمياء والصناعات إن نوى بها وجه الله أي التَقَوِّي بها على عبادة الله ونفع المسلمين بها نال أجر طلبه ومن لم ينو لم يؤجر ولم يأثم .


إرشـــادات للـــمربــــي :-


1 - اقرأ الحديث وكرر قراءته والمستمعون يرددونه في أنفسهم حتى يحفظه أكثرهم ز

2 - اقرأ الشرح قراءة متأنية جملة جملة وقف عند كل جملة حتى تبين معناها ويفهم عنك .

3 - ذكِّر المستمعين بوجوب الإخلاص لله تعالى في طلب العلم الشرعي وأن من أراد به الله وأراد به الدنيا لا يقبل منه فإن الله لا يقبل إلا ما كان مخلصاً له .

4 - ذكرهم بفضل العلم الشرعي الوارد في الأحداديث النبوية كقوله صلى الله عليه وسلم ( فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم ) . وقوله ( إن الله وملائكته وأهل السموات والأرض حتى النملة في جحرها وحتى الحوت يصلون على معلمي الناس الخير ) . وفي هذا دليل على أن العلم يطلب للعمل به ، ولتعليمه الناس ليعملوا به لذا يحرم الأجر ويناله العقاب من يطلب العلم للدنيا .

5 - علمهم أن طلب العلم الشرعي لضروري واجب على كل مسلم ومسلمة إذ من لا يعرف بم يعبد الله وكيف يعبد الله لا يتأتى له أن يعبد الله وإن لم يعبده خسر دنيا وأخرى .





** *** **






للفائدة




السؤال:

نريد نصيحة في الكتب التي يقتنيها طالب العلم الشرعي ويدرسها ويرجع إليها ؟.

الجواب:

الحمد لله

أولاً : العقيدة :

1- كتاب ( ثلاثة الأصول ) .

2- كتاب ( القواعد الأربعة ) .

3- كتاب ( كشف الشبهات ) .

4- كتاب ( التوحيد ) .

وهذه الكتب الأربعة لشيخ الإسلام الإمام محمد بن عبد الوهاب ـ رحمه الله ـ .

5- كتاب ( العقيدة الواسطية ) وتتضمن توحيد الأسماء والصفات , وهي من أحسن ما أُلف في هذا الباب وهي جدير بالقراءة والمراجعة .

6- كتاب ( الحموية ) .

7- كتاب ( التدمرية ) وهما رسالتان أوسع من ( الواسطية ) .

وهذه الكتب الثلاثة لشيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله تعالى ـ .

8- كتاب ( العقيدة الطحاوية ) للشيخ أبي جعفر أحمد بن محمد الطحاوي .

9- كتاب ( شرح العقيدة الطحاوية ) لأبي الحسن علي بن أبي العز .

10- كتاب ( الدرر السنية في الأجوبة النجدية ) جمع الشيخ عبد الرحمن بن قاسم ـ رحمه الله تعالى ـ .

11- كتاب ( الدرة المضية في عقيدة الفرقة المرضية ) لمحمد بن أحمد السفاريني الحنبلي , وفيها بعض الإطلاقات التي تخالف مذهب السلف كقوله :

وليس ربنا بجوهر ولا عرض ولا جسم تعالى في العلى

لذلك لا بد لطالب العلم أن يدرسها على شيخ مُلم بالعقيدة السلفية لكي يبين ما فيها من الإطلاقات المخالفة لعقيدة السلف الصالح .

ثانياً : الحديث :

1- كتاب ( فتح الباري شرح صحيح البخاري ) لابن حجر العسقلاني ـ رحمه الله تعالى ـ .

2- كتاب ( سبل السلام شرح بلوغ المرام ) للصنعاني , وكتابه جامع بين الحديث والفقه .

3- كتاب ( نيل الأوطار شرح منتقى الأخبار ) للشوكاني .

4- كتاب ( عمدة الأحكام ) للمقدسي , وهو كتاب مختصر , وأحاديثه كلها في الصحيحين أو في أحدهما فلا يحتاج إلى البحث عن صحتها .

5- ( كتاب الأربعين النووية ) لأبي زكريا النووي - رحمه الله تعالى - وهذا كتاب طيب ؛ لأن فيه آداباً , ومنهجاً جيداً , وقواعد مفيدة جداً مثل حديث ( من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه ) أخرجه الإمام أحمد ( 1 - 201 ) , والترمذي ( 2318 ) , وحسنه النووي في ( رياض الصالحين ) صلى الله عليه وسلم 73 , وصححه أحمد شاكر ( المسند ) ( 1737 ) . فهذه قاعدة لو جعلتها هي الطريق الذي تمشي عليه لكانت كافية , وكذلك قاعدة في النطق حديث : ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت ) أخرجه البخاري , كتاب الأدب , ومسلم , كتاب اللقطة , باب الضيافة .

6- كتاب ( بلوغ المرام ) للحافظ ابن حجر العسقلاني وهو كتاب نافع ومفيد , لا سيما وأنه يذكر الرواة , ويذكر من صحح الحديث ومن ضعفه , ويعلق على الأحاديث تصحيحاً أو تضعيفاً .

7- كتاب ( نخبة الفكر ) للحافظ ابن حجر العسقلاني , وتعتبر جامعة , وطالب العلم إذا فهمها تماماً وأتقنها فهي تغني عن كتب كثيرة في المصطلح , ولابن حجر ـ رحمه الله تعالى ـ طريقة مفيدة في تأليفها وهي السبر والتقسيم , فطالب العلم إذا قرأها يجد نشاطاً لأنها مبنية على إثارة العقل وأقول : يَحْسُن على طالب العلم أن يحفظها لأنها خلاصة مفيدة في علم المصطلح .

8- الكتب الستة ( صحيح البخاري , ومسلم , والنسائي , وأبو داود , وابن ماجه , والترمذي ) وأنصح طالب العم أن يكثر من القراءة فيها ؛ لأن في ذلك فائدتين :

الأولى : الرجوع إلى الأصول .

الثانية : تكرار أسماء الرجال على ذهنه , فإذا تكررت أسماء الرجال لا يكاد يمر به رجل مثلاً من رجال البخاري في أي سند كان إلا عرف أنه من رجال البخاري فيستفيد هذه الفائدة الحديثية .

ثالثاً : كتب الفقه :

1- كتاب ( آداب المشي إلى الصلاة ) لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب ـ رحمه الله تعالى ـ.

2- كتاب ( زاد المستقنع في اختصار المقنع ) للحجاوي , وهذا من أحسن المتون في الفقه , وهو كتاب مبارك مختصر جامع , وقد أشار علينا شيخنا العلامة عبد الرحمن السعدي ـ رحمه الله تعالى ـ بحفظه , مع أنه قد حفظ متن ( دليل الطالب ) .

3- كتاب ( الروض المربع شرح زاد المستقنع ) للشيخ منصور البهوتي .

4- كتاب ( عمدة الفقه ) لابن قدامة ـ رحمه الله تعالى ـ .

5- كتاب ( الأصول من علم الأصول ) وهو كتاب مختصر يفتح الباب للطالب .

رابعاً : الفرائض :

1- كتاب ( متن الرحبية ) للرحبي .

2- كتاب ( متن البرهانية ) لمحمد البرهاني , وهو كتاب مختصر مفيد جامع لكل الفرائض , وأرى أن ( البرهانية ) أحسن من (الرحبية) لأن (البرهانية) أجمع من (الرحبية) من وجه , وأوسع معلومات من وجه آخر .

خامساً : التفسير :

1- كتاب ( تفسير القرآن العظيم ) لابن كثير ـ رحمه الله تعالى ـ وهو جيد بالنسبة للتفسير بالأثر ومفيد ومأمون , ولكنه قليل العرض لأوجه الإعراب والبلاغة .

2- كتاب ( تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان ) للشيخ عبد الرحمن السعدي ـ رحمه الله تعالى ـ وهو كتاب جيد وسهل ومأمون وأنصح بالقراءة فيه .

3- كتاب ( مقدمة شيخ الإسلام في التفسير ) وهي مقدمة مهمة وجيدة .

4- كتاب ( أضواء البيان ) للعلامة محمد الشنقيطي ـ رحمه الله تعالى ـ وهو كتاب جامع بين الحديث والفقه والتفسير وأصول الفقه .

سادساً : كتب عامة في بعض الفنون :

1 - في النحو ( متن الأجرومية ) وهو كتاب مختصر مبسط .

2 - في النحو (ألفية ابن مالك ) وهي خلاصة علم النحو .

3 - في السيرة وأحسن ما رأيت كتاب ( زاد المعاد ) لابن القيم ـ رحمه الله تعالى ـ وهو كتاب مفيد جداً يذكر سيرة النبي صلى الله عليه وسلم في جميع أحواله ثم يستنبط الأحكام الكثيرة .

4 - كتاب (روضة العقلاء ) لابن حبان البُستي ـ رحمه الله تعالى ـ وهو كتاب مفيد على اختصاره , وجمع عدداً كبيراً من الفوائد ومآثر العلماء والمحدثين وغيرهم .

5 - كتاب ( سير أعلام النبلاء ) للذهبي وهذا الكتاب مفيد فائدة كبيرة ينبغي لطالب العلم أن يقرأ فيه ويراجع .

من فتاوى الشيخ محمد بن صالح العثيمين , كتاب العلم الصفحة ( 92 ) . (www.islam-qa.com)



وقفه :-


الناس طالبان : فطالبٌ يطلبُ الدنيا فارفضوها في نحره ؛ فإنه ربما أدرك الذي طلب منها فهلك بما أصاب منها ، وطالب يطلب الآخرة ، فإذا رأيتم طالب الآخرة فنافسوه . " امير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه "

الحقاق

الحقاق 11-02-2005 11:16 PM

الدرس الثالث /3





قولُ الله تعالى (لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ (6)ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ(7) ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ) التكاثر :6 - 8




الــشـــــرح :-

قوله تعالى ( لترون الجحيم ) يقسم تعالى بعزته وجلاله ودل على الإقسام اللام في قوله لترون إذ هذه اللام يقال فيها موطئة للقسم أو واقعة في جواب القسم ، والقسم محذوف يقدر بمثل وعزتي وجلالي ، والجحيم هي النار وهذه الرؤية في عرصات القيامة إذ الخليقية واقفة تنتظر حكم الله تعالى فيها حتى تبرز لهم النار ويرونها بأعينهم . قال تعالى : ( وبرزت الجحيم للغاوين ) " الشعراء :91 " وقال ( وجاىء يومئذ بجهنم ) وقوله ( ثم لترونها عين اليقين ) أي ترونها بأعينكم فتصبح الرؤية يقينية إذ عين اليقين آكد من علم اليقين . وقوله تعالى ( ثم لتسئلن يومئذ عن النعيم ) أي نعيم الدنيا من العقل والسمع والبصر واللسان وأنواع الطعام والشراب والملابس والمراكب والمساكن إذ كل هذه نعم أنعم الله بها على عباده يُسألون عن شكرها هل شكروا الله المنعم بصرف هذه النعم فيما من أجله أنعم الله تعالى بها عليهم ؟ فهل حَمَدوه عليها وشكروه بصرفها فيما أحب أن تصرف فيه ؟ فمن كان شاكراً فاز مع الشاكرين ومن كان كافراً خسر مع الكافرين .

إرشــــادات للــمــربــي :-

1 - اقرأ الآية وكررها حتى تحفظ .

2 - اقرأ الشرح بتأنٍ وبين معاني الجمل للمستمعين شيئاً حتى يفهموا .

3- علمهم أن أنواع النعم كثيرة منها الصحة والفراغ لقول الرسول صلى الله عليه وسلم " نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس : الصحة والفراغ " ومنها الأمن والعافية وحتى الماء البارد فقد أكل النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر رُطباً وشربوا ماءً بارداً فقال لهم صلى الله عليه وسلم " هذا من النعيم الذي تسألون عنه " .

4 - علمهم أن شكر النعم يكون بحمد الله والثناء عليه باللسان والاعتراف به المنعم في القلب وصرف كل نعمة فيما من أجله أنعم الله تعالى بها فنعمة المال أن يُنفق في ما أحب الله أن ينفق فيه ، ونعمة السمع أن يسمع به الخير ويعرض عن الشر ، وكذا نعمة اللسان يقول به الحق ويمسك عن الباطل ، ونعمة البصر أن يبصر به ما أذن له في ويغضه عما لم يؤذن له فيه .


** *** **



ــــــــــــــــــ



للفائدة



السؤال:

أنا طالبة في كلية البنات ونحن نعيش وبيننا أعداد هائلة من الشيعة وهم حالياً يرتدون الثياب السوداء بمناسبة عاشوراء فهل يجوز لنا بالمقابل لبس الألوان الزاهية وزيادة التزين لا لشيء إلا إغاظة لهم ؟! وهل يجوز لنا غيبتهم والدعاء عليهم علماً بأنهم يظهرون لنا البغضاء كما وأني شاهدت إحداهن ترتدي تمائم كتبت عليها طلاسم وبيدها عصا تشير لإحدى الطالبات وكنت متضررة منه ولا زلت ؟.

الجواب:

الحمد لله

لا يجوز لَكُنَّ التزين بشيء من الألبسة ولا غيرها في عاشوراء لأن هذا قد يفهم منه الجاهل والمغرض فرح أهل السنة بمقتل الحسين بن علي رضي الله عنهما ، وحاشا لله أن يكون ذلك برضى من أهل السنة .

وأما بالنسبة للتعامل معهن بغيبة والدعاء عليهن وغير ذلك من التصرفات التي تدل على البغضاء فإنها لا تجدي فالذي يجب علينا الاجتهاد في دعوتهن ومحاولة التأثير عليهن وإصلاحهن ، فإن لم يكن للإنسان بذلك طاقة فليعرض عنهم ويترك المجال لمن يستطيعه ، ولا يتصرف تصرفات تضع العراقيل في طريق الدعوة.

الشيخ : سعد الحميد .

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

(وصار الشيطان بسبب قتل الحسين رضي الله عنه يحدث للناس بدعتين : بدعة الحزن والنوح يوم عاشوراء من اللطم والصراخ والبكاء وإنشاد المراثى . . . وبدعة السرور والفرح . . . فأحدث أولئك الحزن ، وأحدث هؤلاء السرور ، فصاروا يستحبون يوم عاشوراء الاكتحال والاغتسال والتوسعة على العيال وإحداث أطعمة غير معتادة . . . وكل بدعة ضلالة ، ولم يستحبَّ أحدٌ من أئمة المسلمين الأربعة وغيرهم لا هذا ولا هذا . . . ) اهـ منهاج السنة (4/554-556) باختصار .

الشيخ محمد صالح المنجد (www.islam-qa.com)



وقفه :-

مر أبو الدرداء على رجل قد أصاب ذنباً والناس يسبونه .

فقال : أرأيتم لو وجدتموه في قليب ، ألم تكونوا مستخرجيه ؟

قالوا :- نعم

قال :- فلا تسبوا اخاكم ، واحمدوا الله الذي عافاكم .

قالوا :- أفلا تبغضه ؟

قال :- إنما أبغض عمله ، فإذا تركه فهو أخي .

الحقاق

الحقاق 05-03-2005 09:17 AM

الدرس الرابع /3




قال صلى الله عليه وسلم ( لن تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يُسأل عن أربع خصال : عن عمره فيم أفناه وعن شبابه فيمَ أبلاه ، وعن ماله من أين اكتسبه وفيمَ أنفقه ، وعن علمه ماذا عمل فيه ) رواه البزار والطبراني بإسناد صحيح .
الـــشــــرح :-

قوله صلى الله عليه وسلم : لن تزول قدما عبد يوم القيامة أي لا ينتقل من الموقف إلى الجنة أو النار . وقوله : حتى يسأل أي يسأله الله تعالى عن الخصال الأربع المذكورة في الحديث . قوله عن شبابه فيم أبلاه هذا من ذكر الخاص بعد العام إذ العمر يشمل الشباب والكهولة والشيخوخة ، ولكن لما كان وقت الشباب هو وقت السعي الجاد والعمل الضار أو النافع أفرده وخصه بالذكر إذ من استقام في شبابه دامت استقامته غالباً ومن انحرف في شبابه قد يدوم انحرافه وقوله : وعن ماله من أين اكتسبه أمِنْ طرق مشروعة أو ممنوعة وفيم أنفقه أفي ما أحلّه الله أم ما حرمه ؟ فإن اكتسب المال من طرق مشروعة وأنفقه فيما أذن الله فيه وأباحه نجا وإلا هلك . وقوله : عن علمه ماذا عمل فيه أي ويسأله تعالى عن علمه هل عمل به وعلمه غيره أو لم يعمل به ولم يعلمه غيره . فإن كان قد عمل به وعلمه فاز وإلا خاب وخسر .


إرشــــادات للــمــــربي :-

1- اقرأ الحديث وكرر قراءاته حتى ترى أن المستمعين قد حفظه أكثرهم .

2 - اقرأ الشرح بتأنٍ وبين لهم معاني الجمل جملة جملة حتى يفهموا المراد من كل جملة .

3- ذكرهم بالموت والبعث والجزاء وحضهم على التزود للدار الآخرة بصالح الأعمال .

4 - انصح لهم بأن يأخذوا بالحزم في هذه الخصال الأربع ولا يهملوها حتى ينجوا من عذاب الله ويفوزوا بجواره ورضوانه في دار السلام .

5 - بين لهم أن العلم طلبه واجب والعمل به وتعليمه أوجب فليأخذوا بالجد والحزم في هذه القضية فمن تعلم علماً عمل به وعلمه غيره .


** *** **




للفائدة



السؤال:

أرجو تفسير قوله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة ) المائدة/35 ، وذلك ردّاً على الصوفية في التوسل ، حيث إن بعضهم الله فسرها بجواز التوسل بالأنبياء والأولياء ، أما بالنسبة لحديث آدم لما اقترف الخطيئة فيقولون : إن البيهقي صحح الحديث ، وإن الذهبي أثنى على هذا الكتاب .

الجواب:

الحمد لله

أولاً :

حديث اقتراف آدم للخطيئة وتوسله بالنبي صلى الله عليه وسلم حديث موضوع مكذوب على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى آدم عليه السلام .

وقد سبق بيان ذلك في جواب السؤال رقم (34715) ونقلنا عن أهل العلم تبيينهم لكذبه ، ومن هؤلاء العلماء الإمام الذهبي رحمه الله .

والبيهقي رحمه الله لم يرو الحديث في سننه ، بل رواه في "دلائل النبوة" (5/489) وضعَّفه ، فقد قال بعد سياقه للحديث : " تفرد به عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ، وهو ضعيف " .

ومما يرجح نكارة المتن وبطلانه : أن الدعاء الذي قبِل الله به توبة آدم هو ما قاله الله في سورة الأعراف : ( قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ) الأعراف/23 ، فهذا هو الدعاء الذي دعا به آدم وحواء ، وفيه دعاء الله تعالى وحده ، والتوسل بأسمائه وصفاته ، والتوسل بذكر حالهم ، وهي الكلمات التي تلقاها آدم من ربه ثم قالها فتاب الله تعالى عليه ، كما قال تعالى : ( فَتَلَقَّى آَدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ) البقرة/37 .

ثانياً :

أما تفسير لفظ " الوسيلة " في قوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) المائدة/35 : فهي الطريق الموصلة إلى الله تعالى ، ولا طريق موصلة إليه عز وجل إلا الطريق التي يحبها الله ويرضى عنها ، وتكون بطاعته وترك معصيته .

قال ابن كثير رحمه الله :

" يقول تعال آمراً عباده المؤمنين بتقواه ، وهي إذا قرنت بطاعته كان المراد بها الانكفاف من المحارم وترك المنهيات ، وقد قال بعدها : ( وابتغوا إليه الوسيلة ) قال سفيان الثوري عن طلحة عن عطاء عن ابن عباس : أي : القربة ، وكذا قال مجاهد وأبو وائل والحسن وقتادة وعبد الله بن كثير والسدي وابن زيد وغير واحد ، وقال قتادة : أي : تقربوا إليه بطاعته والعمل بما يرضيه ، وقرأ ابن زيد : ( أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة ) ، وهذا الذي قاله هؤلاء الأئمة لا خلاف بين المفسرين فيه .

والوسائل والوسيلة : هي التي يتوصل بها إلى تحصيل المقصود " انتهى .

"تفسير ابن كثير" (2/53، 54) .

وقال الشنقيطي رحمه الله :

" اعلم أن جمهور العلماء على أن المراد بالوسيلة هنا هو القربة إلى الله تعالى بامتثال أوامره ، واجتناب نواهيه على وفق ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم بإخلاص في ذلك لله تعالى ؛ لأن هذا وحده هو الطريق الموصلة إلى رضى الله تعالى ، ونيل ما عنده من خير الدنيا والآخرة .

وأصل الوسيلة : الطريق التي تقرب إلى الشيء ، وتوصل إليه وهي العمل الصالح بإجماع العلماء ؛ لأنه لا وسيلة إلى الله تعالى إلا باتباع رسوله صلى الله عليه وسلم ، وعلى هذا فالآيات المبينة للمراد من الوسيلة كثيرة جدّاً كقوله تعالى : ( وَمَآ ءَاتَـٰكُمُ ٱلرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَـٰكُمْ عَنْهُ فَٱنتَهُواْ ) ، وكقوله : ( قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ ٱللَّهَ فَٱتَّبِعُونِى ) ، وقوله : ( قُلْ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ ) ، إلى غير ذلك من الآيات .

وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما أن المراد بالوسيلة الحاجة . . .

وعلى هذا القول الذي روي عن ابن عباس فالمعنى : ( وَٱبْتَغُواْ إِلَيهِ ٱلْوَسِيلَةَ ) : واطلبوا حاجتكم من الله ؛ لأنه وحده هو الذي يقدر على إعطائها ، ومما يبين معنى هذا الوجه قوله تعالى : ( إِنَّ ٱلَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ لاَ يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقاً فَٱبْتَغُواْ عِندَ ٱللَّهِ ٱلرِّزْقَ وَٱعْبُدُوهُ ) ، وقوله : ( وَٱسْأَلُواْ ٱللَّهَ مِن فَضْلِهِ ) ، وفي الحديث : ( إذا سألتَ فاسأل الله ) .

ثم قال الشنقيطي رحمه الله : التحقيق في معنى الوسيلة هو ما ذهب إليه عامة العلماء من أنها التقرب إلى الله تعالى بالإخلاص له في العبادة ، على وفق ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ، وتفسير ابن عباس داخل في هذا ؛ لأن دعاء الله والابتهال إليه في طلب الحوائج من أعظم أنواع عبادته التي هي الوسيلة إلى نيل رضاه ورحمته .

وبهذا التحقيق تعلم أن ما يزعمه كثير من ملاحدة أتباع الجهَّال المدعين للتصوُّف من أن المراد بالوسيلة في الآية الشيخ الذي يكون له واسطة بينه وبين ربه : أنه تخبط في الجهل والعمى وضلال مبين ، وتلاعب بكتاب الله تعالى ، واتخاذ الوسائط من دون الله من أصول كفر الكفار ، كما صرح به تعالى في قوله عنهم : ( مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَآ إِلَى ٱللَّهِ زُلْفَىۤ ) وقوله : ( وَيَقُولُونَ هَـٰؤُلاۤءِ شُفَعَـٰؤُنَا عِندَ ٱللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ ٱللَّهَ بِمَا لاَ يَعْلَمُ فِى ٱلسَّمَـوَتِ وَلاَ في ٱلأرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ ) ، فيجب على كل مكلف أن يعلم أن الطريق الموصلة إلى رِضى الله وجنته ورحمته هي اتباع رسوله صلى الله عليه وسلم ، ومن حاد عن ذلك فقد ضل سواء السبيل ، ( لَّيْسَ بِأَمَـٰنِيِّكُمْ وَلاۤ أَمَانِىِّ أَهْلِ ٱلْكِتَابِ مَن يَعْمَلْ سُوۤءًا يُجْزَ بِهِ ) .

وهذا الذي فسرنا به الوسيلة هنا هو معناها أيضاً في قوله تعالى : ( أُولَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ ٱلْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ ) ، وليس المراد بالوسيلة أيضاً المنزلة التي في الجنة التي أمرنا صلى الله عليه وسلم أن نسأل له الله أن يعطيه إياها ، نرجو الله أن يعطيه إياها ؛ لأنها لا تنبغي إلا لعبد ، وهو يرجو أن يكون هو " انتهى باختصار .

"أضواء البيان" (2/86– 88) .

والله أعلم .

الإسلام سؤال وجواب (www.islam-qa.com)



وقفه :-

قيل لحكيم : متى يُحمد الكذب ؟

قال : إذا جُمع به بين متقاطعين .

قيل : فمتى يذم الصدق ؟

قال : إذا كان غيبة .

قيل : فمتى يكون الصمت خيراً من النطق ؟

قال عند المراء .

الحقاق

eftikarm 05-03-2005 09:55 AM

أشكرك على الدروس ولكن ما معنى المراء؟ حقيقة أحاول أن أقوي لغتي العربية فهي سيئة قليلا لا أظن كثيرا هههههه

الحقاق 11-03-2005 11:14 PM

اشكرك على مرورك وعلى سؤالك وبارك الله فيك .. وجواب ما سئلت عنه :-


المراء في اللغة : المماراة والجدل .... واصله في اللغة الجدال ، وأن يستخرج الرجل من مناظره كلاماً ومعاني الخصومة وغيرها ، من مريت الشاة إذا حلبتها و استخرجت لبنها .
عن أبي أمامة رضي الله عنه قال : قال رسول الله رضي الله صلى الله عليه وسلم : (( أنا زعيمٌ ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كا محقاً ، وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحاً ، وببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه ))
ففي الحديث : ان من ترك الجدال ولو كان صادقاً محقا ، فإنه موعود على لسان نبينا صلى الله عليه وسلم ببيت في ربض الجنة ، قال في التحفة [ وذلك ] لتركه كسر قلب من يجادله ودفعه رفعة نفسه وإظهار نفاسة فضله . وعن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال : (( المراء في القران كفر )) . أي المجادلة فيه . وعن جندب بن عبدالله رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( اقرءوا القرآن ما ائتلفت قلوبكم ، فاذا اختلفتم فقوموا عنه )). يحتمل الاختلاف هنا في فهم معانيه ، ويحتمل الاختلاف في كيفية الأداء ، وعند الاختلاف الجالب للشر في القرآن فإن المسلم مأمور بأن ينته عن ذلك حتى لا يقع الشر ، وتكثر المنازعة . فال النووي : والامر بالقيام عند الاختلاف في القرآن محمول عند العلماء على اختلاف لا يجوز أو اختلاف يوقع فيما لا يجوز كاختلاف في نفس القرآن ، أو في معنى منه لا يسوغ فيه الاجتهاد ، او اختلاف يوقع في شك أو شبهة أو فتنة وخصومة أو شجار ونحو ذلك . وأما الاختلاف في فروع الدين منه و مناظرة اهل العلم في ذلك على سبيل الفائدة وإظهار الحق فليس منهياً عنه بل هو مأموٌ به و فضيلة ظاهرة ، وقد اجمع المسلمون على هذا من عهد الصحابة إلى الآن والله اعلم .
فائدة : قال الشيخ السعدي في تأويل قوله تعالى { فلا تمار فيهم إلا مراء ظاهراً }
قال : { فلا تمار } تجادل و تحاج فيهم . { إلا مراءً ظاهراً } أي : مبنياً على العلم و اليقين ، ويكون أيضاً فيه فائدة . و أما الممارة المبنية على الجهل والرجم بالغيب أو التي لا فائدة فيها ، ولا تحصل فائدة دينية بمعرفتها ، كعدد أصحاب الكهف ، ونحو ذلك ، فان في كثرة المناقشات فيها ، و البحوث المتسلسة ، تضييعاً للزمان ، وتأثيراً في مودة القلب بغير فائدة

والله تعالى أعلم


للفائدة المصدر :-http://www.alsakifah.org/vb/showthread.php?t=207


الحقاق

eftikarm 12-03-2005 05:43 AM

شكرا لك اخي الحقاق على اهتمامك بالشرح لي واحب طرح موضوع عليك وهو: انا لم أنشأ بمنزل متدين ولا حتى مثقف دينيا وقرأت القرآن الكريم لأول مرة منذ سنتين ولاحظت شيئا استوقفني وهو عندما الله اراد جعل أدم خليفة له بالأرض فكان رد الملائكة هو اتجعل بالارض من يسفك الدماء ووو بسورة البقرة هيدا وسؤالي هو كيف علمت الملائكة بأنهم سيسفكون الدماء مع العلم أن الملائكة مخلوقات نورانية لاتعلم شيئا الا ما علمها اياه الله تعالى.. بوجهة نظري أظن ان الارض كانت مأهولة قبل أدم عليه السلام وبعد نهاية العالم الاول جاء التاني نحن وسيبقى هكذا... لأنه لا أعتقد أن الملائكة تقصد الجان وقد وجد الجان على سطح الارض قبل الانسان بوقت طويل ولكنني لا اعقد اها تقصد الجان بسبب انها اصرت على ان الانسان من سيسفك الدماء ارجوك شاركني برأيي وشكرا لك فأنا الان أتعلم العلم الوحيد الذي فاتني عبر السنين وهو الدين واحاول وربنا يهدي الكل امين

الحقاق 12-03-2005 09:28 AM

الأخ الفاضل /eftikarm


أهلا وسهلا بك ، اخي الكريم أسأل الله لنا ولك الهدايه وأن يبصرك بأمور دينك ويجعلك من أتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم . ما سألت عنه تجده في هذا الرابط :-

http://quran.al-islam.com/Tafseer/Di...ra=2& nAya=30


وهو موقع للقرأن الكريم وتفسيره ، وارجو من اخي الكريم بأن لا تحكم بضنك خصوصا إذا كان من القرأن والسنه النبويه فإذا عرفت تفسير الآيه من الكتب المعتمده فالحمدالله وإذا لم تعرف قل لا اعرف ولا يضرك هذا .

احذر ان تفسر القران او تفتي من غير علم بارك الله فيك وجزاك الله خيرا.




للفائدة :-




السؤال:


السؤال: قرأت في القرآن الكريم عن ما هم الجن، ولكني لا أدري ما هم في الحقيقة. أرجو تزويدي بمزيد من المعلومات عنهم إن أمكن. والسلام عليكم.

الجواب:

الجواب :
لقد دلت نصوص الكتاب والسنة على وجود الجن وأن لإيجادهم غاية في هذه الحياة وهي عبادة الله وحده لا شريك له قال تعالى : ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) الذاريات : 56 وقال تعالى : ( يا معشر الجن والإنس ألم يأتكم رسل منكم يقصون عليكم آياتي ) الأنعام : 130 وعالم الجن عالم مستقل بذاته ، له طبعه الذي يتميز به وصفاته التي تخفى على عالم البشر. وبينهم وبين الإنسان قدر مشترك من حيث الاتصاف بالعقل والإدراك ومن حيث القدرة على اختيار طريق الخير والشر. وسموا جنا لاجتنانهم أي استتارهم عن العيون قال تعالى ( إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم) الأعراف : 27

أصل الجن :


أخبرنا الله في كتابه الكريم عن أصل خلق الجن فقال تعالى : ( والجان خلقناه من قبل من نار السموم ) وقال تعالى : ( وخلق الجان من مارج من نار ) الرحمن : 15 وفي الحديث عن عائشة عن النبي قال : " خلقت الملائكة من نور وخلق الجان من نار وخلق آدم مما وصف لكم " رواه مسلم 5314 .
أصناف الجن :
خلق الله الجن على أصناف مختلفة . فمن الجن من يتحول إلى أشكال مختلفة كالكلاب والحيات ومنهم الريح الطيارة ذوو الأجنحة ومنهم من يحل ويضعن . عن أبي ثعلبة الخشني قال : قال رسول الله : " الجن ثلاثة أصناف : صنف لهم أجنحة يطيرون في الهواء وصنف حيات وكلاب وصنف يحلون ويظعنون ." رواه الطحاوي في مشكل الآثار (4/95) ورواه الطبراني في الكبير (22/214) وقال الشيخ الألباني في المشكاة (2/1206 رقم 4148) : ورواه الطحاوي وأبو الشيخ بسند صحيح .


الجن وابن آدم :


كل فرد من بني آدم قد وكل به قرينه من الجن . عن ابن مسعود أنه قال : قال رسول الله : " ما منكم من أحد إلا وقد وكل به قرينه من الجن . قالوا : وإياك يا رسول الله ؟ قال : وإياي إلا أن الله أعانني عليه فأسلم فلا يأمرني إلا بخير . رواه مسلم (2814) قال النووي في شرحه لمسلم (17/175) : فأسلم .. صار مسلما مؤمنا وهذا هو الظاهر ، قال القاضي : واعلم أن الأمة مجتمعة على عصمة النبي من الشيطان في جسمه وخاطره ولسانه . وفي هذا الحديث إشارة إلى التحذير من فتنة القرين ووسوسته وإغوائه فأعلمنا بأنه معنا لنحترز منه بحسب الإمكان .ا.هـ.


قدراتهم :


أعطى الله الجن قدرة لم يعطها للبشر ، وقد حدثنا الله عن بعض قدراتهم فمن ذلك سرعة الحركة والانتقال فقد تعهد عفريت من الجن لنبي الله سليمان بإحضار عرش ملكة اليمن إلى بيت المقدس في مدة لا تتجاوز قيام الرجل من جلوس قال تعالى : ( قال عفريت من الجن أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك وإني عليه لقوي أمين . قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك فلما رآه مستقرا عنده قال هذا من فضل ربي ) النمل : 39-40 .


طعام الجن وشرابهم :


الجن يأكلون ويشربون : عن ابن مسعود قال : قال رسول الله : " أتاني داعي الجن فذهبت معه فقرأت عليهم القرآن قال : فانطلق بنا فأرانا آثارهم وآثار نيرانهم وسألوه الزاد فقال : لكم كل عظم ذكر اسم الله عليه يقع في أيديكم لحما وكل بعرة علف لدوابكم فقال النبي : " فلا تستنجوا بهما فإنهما زاد إخوانكم " رواه مسلم (450) . وفي رواية : إِنَّهُ أَتَانِي وَفْدُ جِنِّ نَصِيبِينَ وَنِعْمَ الْجِنُّ فَسَأَلُونِي الزَّادَ فَدَعَوْتُ اللَّهَ لَهُمْ أَنْ لا يَمُرُّوا بِعَظْمٍ وَلا بِرَوْثَةٍ إِلا وَجَدُوا عَلَيْهَا طَعَامًا . " رواه البخاري 3571 ، فالمؤمنون من الجن لهم كل عظم ذكر اسم الله عليه لأن الرسول لم يبح لهم متروك التسمية ، وأما متروك التسمية فإنه لكفرة الجن

دواب الجن :


في حديث ابن مسعود السابق أن الجن سألوا الرسول الزاد فقال : .. وكل بعرة علف لدوابكم .


مساكن الجن :

الجن يسكنون هذه الأرض التي نعيش فوقها ويكثر تواجدهم في الخراب ومواقع النجاسات كالحمامات والحشوش والمزابل والمقابر ولهذا جاء الهدي النبوي باتخاذ الأسباب عند الدخول على مثل هذه الأماكن وذلك بالأذكار المشروعة ومن ذلك ما جاء عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل الخلاء قال : اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث . رواه البخاري (142) ومسلم (375) ، قال الخطابي : الخُبُث جماعة الخبيث . والخبائث جمع الخبيثة يريد ذكران الشياطين وإناثهم .


الجنّ منهم المؤمن ومنهم الكافر


قال الله عزّ وجل عن الجنّ : وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا (14) وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا (15) سورة الجنّ ، بل المسلمون منهم يتفاوتون في الصلاح والطاعة ، قال تعالى في السورة نفسها : ( وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا(11)
وقصة إسلام أوائل الجن في هذه الأمة قد جاءت عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : " انْطَلَقَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي طَائِفَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ عَامِدِينَ إِلَى سُوقِ عُكَاظٍ وَقَدْ حِيلَ بَيْنَ الشَّيَاطِينِ وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ وَأُرْسِلَتْ عَلَيْهِمْ الشُّهُبُ فَرَجَعَتْ الشَّيَاطِينُ إِلَى قَوْمِهِمْ فَقَالُوا مَا لَكُمْ فَقَالُوا حِيلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ وَأُرْسِلَتْ عَلَيْنَا الشُّهُبُ قَالُوا مَا حَالَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ إِلا شَيْءٌ حَدَثَ فَاضْرِبُوا مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا فَانْظُرُوا مَا هَذَا الَّذِي حَالَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ فَانْصَرَفَ أُولَئِكَ الَّذِينَ تَوَجَّهُوا نَحْوَ تِهَامَةَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ بِنَخْلَةَ عَامِدِينَ إِلَى سُوقِ عُكَاظٍ وَهُوَ يُصَلِّي بِأَصْحَابِهِ صَلاةَ الْفَجْرِ فَلَمَّا سَمِعُوا الْقُرْآنَ اسْتَمَعُوا لَهُ فَقَالُوا هَذَا وَاللَّهِ الَّذِي حَالَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ فَهُنَالِكَ حِينَ رَجَعُوا إِلَى قَوْمِهِمْ وَقَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنْ الْجِنِّ وَإِنَّمَا أُوحِيَ إِلَيْهِ قَوْلُ الْجِنِّ . " رواه البخاري 731


حسابهم يوم القيامة

والجن سيحاسبون يوم القيامة ، قال مجاهد رحمه الله في قوله تعالى : ( وَلَقَدْ عَلِمَتْ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ ) قال : سَتُحْضَرُ لِلْحِسَابِ . صحيح البخاري : باب ذكر الجن وثوابهم وعقابهم .


الوقاية من أذى الجن


لما كان الجن يروننا ولا نراهم علّمنا النبي صلى الله عليه وسلم سبلا كثيرة للوقاية من أذاهم مثل الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم ومثل قراءة سورة الفلق وسورة الناس .
ومثل الاستعاذة الواردة في قوله تعالى : ( وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ(97)وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ(98) سورة المؤمنون
وكذلك فإن التسمية وهي قول بسم الله قبل دخول البيت وقبل الطعام والشراب وقبل الجماع يمنع الشيطان من المبيت ومشاركة الإنسان في مطعمه ومشربه ومنكحه وكذلك ذكر اسم الله قبل دخول الخلاء وقبل خلع اللباس يمنع الجنّ من رؤية عورة الإنسان ومن إيذائه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : " سَتْرُ مَا بَيْنَ أَعْيُنِ الْجِنِّ وَعَوْرَاتِ بَنِي آدَمَ إِذَا دَخَلَ أَحَدُهُمْ الْخَلاءَ أَنْ يَقُولَ بِسْمِ اللَّهِ رواه الترمذي 551 وهو في صحيح الجامع 3611
وقوة الإيمان والدّين عموما لدى الإنسي تمنع الجنّ من إيذائه بل ربما لو تقابلا في معركة لانتصر صاحب الإيمان كما روى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قال : لَقِيَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ رَجُلا مِنْ الْجِنِّ فَصَارَعَهُ فَصَرَعَهُ الإِنْسِيُّ فَقَالَ لَهُ الإِنْسِيُّ إِنِّي لأَرَاكَ ضَئِيلا شَخِيتًا كَأَنَّ ذُرَيِّعَتَيْكَ ذُرَيِّعَتَا كَلْبٍ فَكَذَلِكَ أَنْتُمْ مَعْشَرَ الْجِنِّ أَمْ أَنْتَ مِنْ بَيْنِهِمْ كَذَلِكَ قَالَ لا وَاللَّهِ إِنِّي مِنْهُمْ لَضَلِيعٌ وَلَكِنْ عَاوِدْنِي الثَّانِيَةَ فَإِنْ صَرَعْتَنِي عَلَّمْتُكَ شَيْئًا يَنْفَعُكَ قَالَ نَعَمْ قَالَ تَقْرَأُ : اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ .. ( وهي آية الكرسي ) ، قَالَ نَعَمْ قَالَ فَإِنَّكَ لا تَقْرَؤُهَا فِي بَيْتٍ إِلا خَرَجَ مِنْهُ الشَّيْطَانُ لَهُ خَبَجٌ كَخَبَجِ الْحِمَارِ ثُمَّ لا يَدْخُلُهُ حَتَّى يُصْبِحَ . قَالَ أَبُو مُحَمَّد الضَّئِيلُ الدَّقِيقُ وَالشَّخِيتُ الْمَهْزُولُ وَالضَّلِيعُ جَيِّدُ
الأَضْلاعِ وَالْخَبَجُ الرِّيحُ رواه الدارمي 3247
هذه نبذة عن الجنّ وخلقتهم وطبيعتهم والله خير حافظا وهو أرحم الراحمين .
للمزيد يُراجع كتاب عالم الجن والشياطين : عمر سليمان الأشقر .


الإسلام سؤال وجواب
الشيخ محمد صالح المنجد (www.islam-qa.com)









وقفه :-



شتم رجل أبا ذر رضي الله عنه فقال لشاتمه : لا تغرق في شتمنا ودع للصلح موضعاً فإنا لا نكافىء من عصى الله فينا بأكثر من أن نطيع الله فيه .


الحقاق

الحقاق 12-03-2005 03:05 PM

الدرس الخامس /3



قولُ الله تعالى ( وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ) آل عمران :97

الـشــرح :-

قوله تعالى ( والله على الناس حج البيت ) لما ادعى اليهود أن أول المساجد بُني هو بيت المقدس رد الله قولهم وكذبهم بقوله ( إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركاً وهدى للعالمين فيه ءايات بينان مقام إبراهيم ومن دخله كان ءامناً ) فرض حجه على المؤمنين بصيغة هي آكد صيغ الإيجاب وهي ( والله على الناس حج البيت ) أي لله تعالى حق واجب لازم على عباده هو حج بيته الحرام بمكة المكرمة أي زيارته وأداء مناسك خاصة به ولما كان البيت يبعد عن أنحاء متباعدة من الأرض وما كل إنسان يقدر على حجة قال ( من استطاع إليه سبيلا ) أي هذا الحق وهو حج البيت على من استطاع غليه سبيلاً وفسر نبيه صلى الله عليه وسلم السبيل بأنه الزاد والراحلة يريد بالزاد ما ينفقه على نفسه وا يتركه لأهله إن كان له أهل من زوجة وولد والراحلة هي ما يرحل عليه من أنواع المراكب وقوله ( ومن كفر ) أي بالله ورسوله وعبادته ومنها الحج فكفره عائد على نفسه بالعذاب والخسران . أما الله فهو ( غنى عن العالمين ) فلا تنفعه طاعة ولا تضره معصية لغناه المطلق عن سائر خلقه .

إرشادات للمربي :-

1- اقرأ الآية ورددها حتى يحفظها أكثر المستمعين .

2- اقرأ الشرح جملة جملة مبيناً معانيها شيئاً فشينا حتى تفهم جيداً .

3- علمهم أن أركان الحج أربعة وهي :

أ -الإحرام وهو التجرد من المخيط والتلبية من الميقات .

ب - الوقوف بعرفة وهو تاسع شهر ذي الحجة من زوال الشمس إلى قبيل فجر عاشر ذي الحجة .

ج- طواف الإفاضة بالبيت سبعة أشواط .

د - السعي بين الصفا والمروة سبعة أشواط .

4 - علمهم أن للحج واجبات تجبر بالدم وهي المبيت بمزدلفة ليلة العيد ورمي جمرة العقبة صباح العيد والمبيت بمنى ورمي الجمرات الثلاث بعد الزوال ثاني العيد وثالثه إن تعجل وإلا فرابع العيد كذلك ورمي كل جمرة بسبع حصيات يكبر مع كل حصاة .

5 - علمهم أن للإحرام محظورات وهي : حلق الشعر وتغطية الرأس ومس الطيب والرفث وهو الجماع والكلام الذي يدعو إليه ، والصيد فمن صاد فعليه جزاؤه . ومن جامع فسد حجه ، ومن مس طيباً أو لبس مخيطاً أو غطى رأسه أو حلق شعراً فعليه فدية وهي صيام ثلاثة أيام أو إطعام ستة مساكين أو ذبح شاة .



** *** **






للفائدة



السؤال:


لقد علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أن زيارة قبره بعد موته كزيارته وهو على قيد الحياة ولهذا عندما نزور قبره في المدينة لا يعد حراما أن نتحدث إليه كما لو كان حيا وأن نطلب منه الشفاعة لنا عند الله يوم الحساب ، لكني قلق من أن يكون هذا من الشرك في شيء .

الجواب:

الحمد لله
روى الدارقطني في سننه (2/278) بإسناده عن حاطب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من زارني بعد موتي فكأنما زارني في حياتي .. الحديث " وهذا حديث حكم عليه كثير من علماء الحديث بالبطلان وأنه لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم فممن حكم عليه بذلك الحافظ الذهبي في لسان الميزان (4/285) عند ترجمته لأحد رواته وهو هارون بن أبي قزعة فقال الذهبي : هارون بن أبي قزعة المدني عن رجل " عن زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم " قال البخاري : لا يتابع عليه .
وقال الحافظ ابن حجر في لسان الميزان (6/217) : قال الأزدي : هارون أبوقزعة يروي عن رجل من آل حاطب المراسيل . قلت : ( أي الحافظ ) : فتعين أنه الذي أراد الأزدي وقد ضعفه أيضا يعقوب بن شيبة ..
وقد ذكره الحافظ ابن حجر أيضا في التلخيص الحبير في تخريج أحاديث الرافعي الكبير (2/266) وقال : وفي إسناده الرجل المجهول . ومقصود الحافظ بالرجل هو رجل من آل حاطب .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في التوسل والوسيلة (ص134) عن الحديث : إن هذا كذبه ظاهر مخالف لدين المسلمين ، فإن من زاره في حياته ، وكان مؤمنا به ، كان من أصحابه ، لاسيما إن كان من المهاجرين إليه ، المجاهدين معه . وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : " لا تسبوا أصحابي ، فوالذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهباً ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه " أخرجاه في الصحيحين . والواحد من بعد الصحابة لايكون مثل الصحابة بأعمال مأمور بها واجبة ؛ كالحج والجهاد والصلوات الخمس والصلاة عليه ، فكيف بعمل ليس بواجب باتفاق المسلمين ، بل ولا شرع السفر إليه ، بل هو منهي عنه . وأما السفر إلى مسجده للصلاة فيه ، والسفر إلى المسجد الأقصى للصلاة فيه هو مستحب ، والسفر إلى الكعبة للحج فواجب . فلو سافر أحد السفر الواجب والمستحب لم يكن مثل واحد من الصحابة الذين سافروا إليه في حياته ، فكيف بالسفر المنهي عنه .
وقال أيضاً في ( ص 133 ) : فإن أحاديث زيارة قبره كلها ضعيفة ، لا يعتمد على شيء منها في الدين ؛ ولهذا لم يرو أهل الصحاح والسنن شيئا منها ، وإنما يرويها من يروي الضعاف كالدارقطني والبزار وغيرهما .
وقال الشيخ الألباني في الضعيفة (رقم1021) عن الحديث : باطل . وذكر علل الحديث وهي الرجل الذي لم يسم وضعف هارون أبي قزعة وعلة ثالثة وهي الاختلاف والاضطراب ثم قال الشيخ : وبالجملة فالحديث واهي الإسناد .
وقال أيضا في الضعيفة رقم ( 47) : يظن كثير من الناس أن شيخ الإسلام ابن تيمية ومن نحى نحوه من السلفيين يمنع من زيارة قبره صلى الله عليه وسلم ؛ وهذا كذب وافتراء وليست أول فرية على ابن تيمية رحمه الله تعالى ، وعليهم ، وكل من له اطلاع على كتب ابن تيمية يعلم أنه يقول بمشروعية زيارة قبره صلى الله عليه وسلم واستحبابها إذا لم يقترن بها شيء من المخالفات والبدع ، مثل شد الرحل والسفر إليها لعموم قوله صلى الله عليه وسلم : " لا تشد الرحل إلا إلى ثلاثة مساجد " . والمستثنى منه في الحديث ليس هو المساجد فقط كما يظن كثيرون بل هو كل مكان يقصد للتقرب إلى الله فيه سواء كان مسجداً أو قبراً أو غير ذلك ، بدليل ما رواه أبو هريرة قال ( في الحديث له ) :
" فلقيت بصرة بن أبي بصرة الغفاري فقال : من أين أقبلت ؟ فقلت : من الطّور ، فقال : لو أدركتك قبل أن تخرج إليه ما خرجت ! سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " لا تُعْمل المُطيّ إلا إلى ثلاثة مساجد " الحديث أخرجه أحمد وغيره بسند صحيح .
فهذا دليل صريح على أن الصحابة فهموا الحديث على عمومه ، ويؤيده أنه لم ينقل عن أحد منهم أنه شدّ الرّحْل لزيارة قبر ما ، فهم سلف ابن تيمية في هذه المسألة ، فمن طعن فيه فإنما يطعن في السلف الصالح رضي الله عنهم، ورحم الله من قال :
وكل خير في اتباع من سلف وكل شر في ابتداع من خلف . انتهى
والخلاصة أنّ السّفر بنية زيارة القبر النبوي بدعة وحرام لأجل الحديث الوارد في النهي عن شد الرّحال إلى بقعة للعبادة غير المساجد الثلاثة ، وأمّا زيارة قبره صلى الله عليه وسلم لمن كان بالمدينة فهو أمر صحيح ومشروع وكذلك السّفر بنية الصّلاة في المسجد النبوي قربة وطاعة وعبادة لله تعالى وإنما يقع في الخطأ والإشكال من لم يفهم الفرق بين ما هو مشروع وما هو ممنوع والله أعلم .


الشيخ محمد صالح المنجد (www.islam-qa.com)




وقفه :-

قال رجل للمبرد :-

أسمعني فلان في نفسي فأهملته ، وأسمعني فيك فاحتملته .

فقال المبرد : احتمالك في نفسك حلم ، وفي صديقك غدر .



الحقاق

الحقاق 02-06-2005 02:55 AM

الدرس السادس /3



قوله صلى الله عليه وسلم ( أفضَلُ الأعمالِ إيمانٌ باللَّهِ ورسولهِ ، ثم جِهَادٌ في سبيلهِ ، ثم حَجٌ مَـْرُورٌ ) . متفق عليه




الـــشــرح :-

قوله صلى الله عليه وسلم : أفضل الأعمال ، يريد الأعمال الصالحة وهي تشمل أعمال القلوب من الاعتقادات والنيات والإرادات والأقوال كقول الحق والشهادة وقراءة القرآن والذكر والدعاء والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأعمال الجوارح كالجهاد والحج والصلاة والصيام والصدقات والرباط ، فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أفضل هذه الأعمال ثلاثة وهي :- الإيمان بالله ورسوله وقدمه لأنه هو الذي يثمر غيره ولولاه ما عمل امرؤ عملاً صالحاً . ثم الجهاد في سبيله تعالى وهو يشمل جهاد الفساق بأمرهم ونهيهم ، وجهاد الكفار بدعوتهم وقتالهم إن قاتلوا ، وجهاد النفس وهو حملها على ان تتعلم محاب الله ومكارهه وحملها على أن تعمل المحبوب وتتجنب المكروه . وحملها على أن تعلمه غيرها من الناس . ثم الحج والمبرور والمبرور هو الذي يؤدى وفق ما شرع الله وبَينَ رسوله صلى الله عليه وسلم ثم البعد الكامل عن سائر الذنوب كبيرها وصغيرها مع الإكثار من فعل الخيرات ويكفي في فضل الحج المبرور قول الرسول صلى الله عليه وسلم ( الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة

وقوله ( من حج هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه ) .



إرشادات للمربي :-


1- كرر قراءة الحديث حتى يحفظه المستمعون حفظاً جيداً .

2 - اقرأ الشرح قراءة هادئة وقف عند كل معنى توضحه وتقربه للمستمعين .

3 - ذكرهم بأن هناك أعمالاً أخرى هي من أفضل الأعمال منها الصلاة على وقتها وبرّ الوالدين لورود الحديث الصحيح بذلك .

4 - ذكرهم بأن سر أفضلية الجهاد كامنة في المشاق والإنفاق اللذين يتحملهما المجاهد في سبيل الله .

5 - علمهم أن قيد في سبيل الله للجهاد قيدٌ معتبر فلو سقط لما أثيب المجاهد على ما يبذله من جهدٍ ومال ونفس أيضاً . مع العلم أن كل الأعمال لا تصح ولا تقبل إلا إذا كانت خالصة لله تعالى . ولعظم أجر الجهاد اشترط فيه أن يكون في سبيل الله لا في سبيل سمعة ورياء ولا في سبيل مغنم ولا من أجل حمية قبيلة أو شعب أو وطن .



====================



للفائدة



السؤال:


ما هي علامات حب الله للعبد ؟ . وكيف يكون العبد على يقين تام بأن الله جل وعلا يحبه وعلى رضا تام لهذا العبد ؟.



الجواب:

الحمد لله

لقد سألت عن عظيم .. وأمرٍ جسيم .. لا يبلغه إلا القلائل من عباد الله الصالحين ..

فمحبة الله " هي المنزلة التي فيها تنافس المتنافسون .. وإليها شخص العاملون .. إلى عَلَمها شمر السابقون .. وعليها تفانى المحبون .. وبِرَوحِ نسيمها تروَّح العابدون .. فهي قوت القلوب وغذاء الأرواح .. وقرة العيون ..

وهي الحياة التي من حُرِمها فهو من جملة الأموات .. والنور الذي من فقده فهو في بحار الظلمات .. والشفاء الذي من عدمه حلت بقلبه الأسقام .. واللذة التي من لم يظفر بها فعيشه كله هموم وآلام ..

وهي روح الإيمان والأعمال .. والمقامات والأحوال .. التي متى خَلَت منها فهي كالجسد الذي لا روح فيه "

فاللهـــــم اجعلنا من أحبابــــــك

ومحبة الله لها علامات وأسباب كالمفتاح للباب ، ومن تلك الأسباب :

1 - اتباع هدي النبي صلى الله عليه وسلم ؛ قال تعالى في كتابه الكريم { قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم } .

2 – 5 - الذل للمؤمنين ، والعزة على الكافرين ، والجهاد في سبيل الله ، وعدم الخوف إلا منه سبحانه .

وقد ذكر الله تعالى هذه الصفات في آية واحدة ، قال تعالى : { يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم } .

ففي هذه الآية ذكر الله تعالى صفات القوم الذين يحبهم ، وكانت أولى هذه الصفات : التواضع وعدم التكبر على المسلمين ، وأنهم أعزة على الكافرين : فلا يذل لهم ولا يخضع ، وأنهم يجاهدون في سبيل الله : جهاد الشيطان ، والكفار ، والمنافقين والفساق ، وجهاد النفس ، وأنهم لا يخافون لومة لائم : فإذا ما قام باتباع أوامر دينه فلا يهمه بعدها من يسخر منه أو يلومه .

6 - القيام بالنوافل : قال الله عز وجل – في الحديث القدسي - : " وما زال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبَّه " ، ومن النوافل : نوافل الصلاة والصدقات والعمرة والحج والصيام .

8 - 12 - الحبّ ، والتزاور ، والتباذل ، والتناصح في الله .

وقد جاءت هذه الصفات في حديث واحد عن الرسول صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل قال : " حقَّت محبتي للمتحابين فيَّ ، وحقت محبتي للمتزاورين فيَّ ، وحقت محبتي للمتباذلين فيَّ ، وحقت محبتي للمتواصلين فيَّ " . رواه أحمد ( 4 / 386 ) و ( 5 / 236 ) و " التناصح " عند ابن حبان ( 3 / 338 ) وصحح الحديثين الشيخ الألباني في " صحيح الترغيب والترهيب " ( 3019 و 3020 و 3021 ) .

ومعنى " َالْمُتَزَاوِرِينَ فِيَّ " أي أَنْ يَكُونَ زِيَارَةُ بَعْضِهِمْ لِبَعْضٍ مِنْ أَجْلِهِ وَفِي ذَاتِهِ وَابْتِغَاءِ مَرْضَاتِهِ مِنْ مَحَبَّةٍ لِوَجْهِهِ أَوْ تَعَاوُنٍ عَلَى طَاعَتِهِ .

وَقَوْلُهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى " وَالْمُتَبَاذِلِينَ فِيَّ " أي يَبْذُلُونَ أَنْفُسَهُمْ فِي مَرْضَاتِهِ مِنْ الِاتِّفَاقِ عَلَى جِهَادِ عَدُوِّهِ وَغَيْرِ ذَلِكَ مِمَّا أُمِرُوا بِهِ ." انتهى من المنتقى شرح الموطأ حديث 1779

13- الابتلاء ، فالمصائب والبلاء امتحانٌ للعبد ، وهي علامة على حب الله له ؛ إذ هي كالدواء ، فإنَّه وإن كان مُرّاً إلا أنَّـك تقدمه على مرارته لمن تحب - ولله المثل الأعلى - ففي الحديث الصحيح : " إنَّ عِظم الجزاء من عظم البلاء ، وإنَّ الله عز وجل إذا أحب قوماً ابتلاهم ، فمن رضي فله الرضا ، ومن سخط فله السخط " رواه الترمذي ( 2396 ) وابن ماجه ( 4031 ) ، وصححه الشيخ الألباني .

ونزول البلاء خيرٌ للمؤمن من أن يُدَّخر له العقاب في الآخرة ، كيف لا وفيه تُرفع درجاته وتكفر سيئاته ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : " إذا أراد الله بعبده الخير عجَّل له العقوبة في الدنيا ، وإذا أراد بعبده الشر أمسك عنه بذنبـــه حتى يوافيه به يوم القيامة " رواه الترمذي ( 2396 ) ، وصححه الشيخ الألباني .

وبيَّن أهل العلم أن الذي يُمسَك عنه هو المنافق ، فإن الله يُمسِك عنه في الدنيا ليوافيه بكامل ذنبه يوم القيامة .

فاللـــهم اجعلنا من أحبابـــــك

فإذا أحبك الله فلا تسل عن الخير الذي سيصيبك .. والفضل الذي سينالك .. فيكفي أن تعلم بأنك " حبيب الله " .. فمن الثمرات العظيمة لمحبة الله لعبده ما يلي :

أولاً : حبُّ الناسِ له والقبول في الأرض ، كما في حديث البخاري (3209) : " إذا أحبَّ الله العبد نادى جبريل إن الله يحب فلاناً فأحببه فيحبه جبريل فينادي جبريل في أهل السماء إن الله يحب فلانا فأحبوه فيحبه أهل السماء ثم يوضع له القبول في الأرض " .

ثانياً : ما ذكره الله سبحانه في الحديث القدسي من فضائل عظيمة تلحق أحبابه فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ اللَّهَ قَالَ : مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا وَإِنْ سَأَلَنِي لأُعْطِيَنَّهُ وَلَئِنْ اسْتَعَاذَنِي لأُعِيذَنَّهُ وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ نَفْسِ الْمُؤْمِنِ يَكْرَهُ الْمَوْتَ وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ " رواه البخاري 6502

فقد اشتمل هذا الحديث القدسي على عدة فوائد لمحبة الله لعبده :

1- " كنت سمعه الذي يسمع به " أي أنه لا يسمع إلا ما يُحبه الله ..

2- " وبصره الذي يبصر به " فلا يرى إلا ما يُحبه الله ..

3- " ويده التي يبطش بها " فلا يعمل بيده إلا ما يرضاه الله ..

4- " ورجله التي يمشي بها " فلا يذهب إلا إلى ما يحبه الله ..

5- " وإن سألني لأعطينه " فدعاءه مسموع وسؤاله مجاب ..

6- " وإن استعاذني لأعيذنه " فهو محفوظٌ بحفظ الله له من كل سوء ..

نسأل الله أن يوفقنا لمرضاته .......

والله أعلم .



الإسلام سؤال وجواب (www.islam-qa.com)




وقفه :-


الناس ثلاث طبقات تسوسهم ثلاث سياسات : طبقة من خاصة الأحرار تسوسهم بالعطف واللين والإحسان ، وطبقة من خاصة الأشرار تسوسهم بالغلظة والعنف والشدة ، وطبقة من العامة تسوسهم باللين والشدة لئلا تخرجهم الشدة ويبطرهم اللين .

" أحد الحكماء "




الحقاق

الحقاق 06-06-2005 10:11 AM

الدرس السابع /3




قولُ الله تعالى ( وأتموا الحج والعمرة لله فإن أحصرتم فما استيسر من الهدى ولا تحلقوا رءوسكم حتى يبلغ الهدى محله ) البقرة :196



الــــشـــرح :-

قوله تعالى ( وأتموا الحج والعمرة لله ) يأمر تعالى عباده المؤمنين إذا شرعوا في الحج أو العمرة أن يواصلوا العمل فيهما حتى يُكْملوهما إذ لا يجوز لمن أحرم بالعمرة أو الحج أن يقطعه بغير مانع شرعي وهو الإحصار أو المرض الشديد كما أن إتمامهما يستلزم عدم نقص شيء من أركانهما وواجباتهما كما أن الإخلاص فيهما لله ضروري فلا يجوز أن يلتفت في أداء شيء منهما لغير الله تعالى . كل هذا يقتضيه لفظ الإتمام لله في قوله وأتموا الحج والعمرة لله . وقوله ( فما استيسر من الهدى ) أي ما سهل وتيسر وهو شاة أو بقرة أو بعير ، وذلك عندما يقع الإحصار بذبح المحصر نسكاً ويتحلل كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه عام الحديبية حيث منعتهم قريش وقوله تعالى ( ولا تحلقوا رءوسكم حتى يبلغ الهدى محله ) نهى الله تعالى عباده المؤمنين عن التحلل بحلق الرأس قبل وصول الهدي إلى مكة وإتمام الحج والعمرة هذا في غير الإحصار ، أما في الإحصار فإنه يذبحه في مكان الإحصار ويتحلل من إحرامه كما فعل الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه في صلح الحديبية .



إرشــــــادات للـــمــــربي :-



1 - اقرأ الآية وكرر قراءتها حتى يحفظها جل المستمعين .

2 - اقرأ الشرح جملة مبيناً للمستمعين معانيها حتى يفهموها .

3 - علمهم أن أركان العمرة : هي الإحرام من الميقات والطواف بالبيت سبعاً والسعي بين الصفا والمروة سبعاً وأن لها واجباً واحداً وهو الحلق أو التقصير .

4 - علمهم أن المراد من المحل هو مكة والحرم كله محل .

5 - نبهم إلى حرمة الدخول في العبادة ثم الخروج منها قبل إتمامها سواءً كانت صلاة أو صياماً أو حجاً أو عمرة إلا لعلة شرعية .

6 - نبهم على وجوب الإخلاص لله تعالى في العبادة بدءاً وختاماً لقوله تعلى ( وأتموا الحج والعمرة لله ) كما تقدم في الشرح .





للفائدة




السؤال:


ما حكم قول الإمام قبل تكبيرة الإحرام " وجهوا قلوبكم إلى الله " ، وأيضاً " صلوا صلاة مودَع " ؟.



الجواب:

الحمد لله

أولاً :

من السنَّة أن يسوِّي الإمام الصفوف بنفسه ، وأن يأمر المأمومين بتسوية الصفوف ، وقد تنوعت العبارات الواردة في السنَّة ، وكلها تأمر المأمومين بتسوية الصفوف ، وتحذرهم من مخالفة ذلك ، ومما ورد : " أقيموا صفوفكم وتراصوا " ، " سووا صفوفكم فإن تسوية الصفوف من إقامة الصلاة " ، " سووا صفوفكم فإن تسوية الصف من تمام الصلاة " ، " أقيموا الصف في الصلاة فإن إقامة الصف من حسن الصلاة " ، " استووا ولا تختلفوا فتختلف قلوبكم " ، " أقيموا الصفوف وحاذوا بين المناكب وسدوا الخَلل " ، وغير ذلك من الألفاظ .

ولا حاجة لشيء من هذه الألفاظ وغيرها إذا كان الإمام قد رأى الصفَّ مستوياً .

قال الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله - :

لكن لو التفت – يعني الإمام – ووجد الصف مستقيماً متراصاً ، والناس متساوون في أماكنهم ، فالظاهر أنه لا يقول لهم استووا ، لأنه أمر قد حصل إلا أن يريد اثبتوا على ذلك ؛ لأن هذه الكلمات لها معناها ، ليست كلمات تقال هكذا بلا فائدة ...

" أسئلة الباب المفتوح " ( رقم 62 ) .

ولا نعلم في السنة الصحيحة شيئاً يأمر الإمام به المصلين فيما يتعلق بصلاتهم من حيث الخشوع وتوجيه القلوب إلى الله والصلاة كأنها صلاة مودِّع وما أشبه هذا ، فمداومة الإمام على ذلك يُخشى أن يدخل في باب البدعة ، ولا بأس أن يقول مثل هذا التذكير لكن أحياناً دون الاستمرار عليه والالتزام به في كل صلاة .

ولفظة " وجهوا قلوبكم إلى الله " لم نجد لها أصلاً ، وأما لفظة " صلِّ صلاة مودِّع " فقد صحَّت عن النبي صلى الله عليه وسلم لكنها وصية عامة ، ولا تعلق لها بما يقوله الإمام قبل تكبيرة الإحرام .

عن أبي أيوب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا قمت في صلاتك فصلِّ صلاة مودع ، ولا تكلم بكلام تعتذر منه واجمع الإياس مما في أيدي الناس " .

رواه ابن ماجه ( 4171 ) . وصححه الشيخ الألباني في " السلسلة الصحيحة " ( 401 ) .

وعن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " صل صلاة مودع كأنك تراه فإن كنت لا تراه فإنه يراك وأيس مما في أيدي الناس تعش غنيا وإياك وما يعتذر منه " .

رواه البيهقي في " الزهد الكبير " ( 2 / 210 ) . وهو صحيح بشواهده كما قاله الشيخ الألباني في " السلسلة الصحيحة " ( 1914 ).



الإسلام سؤال وجواب (www.islam-qa.com)






وقفه :-



قيل لسحنون : إنك تُسأل في المسألة لو سئل عنها أحد أصحابك لأجاب عنها فتتوقف فيها فقال :- إن فتنة الجواب بالصواب أشد من فتنة المال .



الحقاق

الحقاق 10-06-2005 09:31 AM

الدرس الثامن /3



قوله صلى الله عليه وسلم " العُمْرةُ إلى العُمَْرةِ كفارةٌ لِِمَا بَيْنَهُما والحَجُ المبرورُ ليس لَهُ جَزاءٌ إلا الجنة " رواه البخاري


الـــشـــــــرح :-

قوله صلى الله عليه وسلم : العمرة إلى العمرة يعني العمرة الكاملة التامة المستوفاة الأركان والواجبات والمستحبات الباعث عليها طاعة الله والرغبة فيما عنده من عظيم الأجر وحسن المثوبة ، هذه العمرة يكفر الله بها ذنوب العبد التي ارتكبها في الفترة الزمانية بين العمرة الأولى والثانية . أما صغائر الذنوب فلا شك في تكفيرها بالعمرتين ، وأما كبائر الذنوب فلا بدّ من مصاحبة التوبة عند الاعتمار بأن يعزم على ألا يعود إلى الكبيرة وهو نادم على ما سلف مستغفرٌ ربه منه . وقوله : والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة فيه بشرى عظيمة لمن حج وبرّ في حجة بأن أجره زيادة على تطهيره من سائر ذنوبه هو الجنة ولا شيء أسمى من الجنة إذ هي دار السلام والأبرار وفيها من النعيم المقيم ما لا يأتي على مثله عدٌ ولا حصر وأعظم من ذلك رضا الله وجواره الكريم .



إرشـــادات للــمــربـــي :-

1 - اقرأ الحديث وكرر قراءته حتى يحفظه جل المستمعين أو كلهم .

2 - اقرأ الشرح جملة جملة مفسراً ومبيناً المعنى المراد منها .

3 - علمهم أن العمرة هي زيارة بيت الله تعالى للطواف به والسعي بين الصفا والمروة ثم التحلل بحلق شعر الرأس أو تقصيره والمرأة تقصر فقط .

4 - ذكرهم بأن العمرة قد تقرن مع الحج وقد تفعل قبله فإذا فرغ منها أحرم بالحج وهذا هو التمتع بالعمرة إلى الحج وعلى صاحبه ذبح شاة أو يشترك مع ستة في بعير أو بقرة فإن لم يجد صام ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجع إلى بلاده وأفضل أنواع النسك أن يحرم بعمرة ويعود إلى بلاده ثم إذا دخل شهر الحج أحرم بالحج مفرداً له .

5 - علمهم أن مكة بلد الله الحرام وأن المعصية فيها قبيحة جداً فليحذر العبد أن يغشى فيها ذنباً صغيراً أو كبيراً بل يحذر أن ينوي فيها سوءاً لقوله تعالى ( ومن يُرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم ) الحج : 25 .

6 - علمهم أن صلاة ركعتين بعد الطواف مشروعة بعد أي طواف فلو كرر الطواف عشر مرات صلى بعد كل طواف ركعتين خلف المقام . لقوله تعلى ( واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى ) البقرة : 125 . ولفعل الرسول صلى الله عليه وسلم ذلك .


=======================


للفائدة


السؤال :
ما هو رأي الإسلام في الطائفة التي ظهرت وتدعى بـ (الأحباش)؟ ما هو موقفنا تجاههم؟ وما هي أخطاؤهم في العقيدة ؟.

الجواب :

الحمد لله

الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، وعلى آله وصحبه أما بعد ك

فقد ورد إلى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء أسئلة واستفسارات حول ( جماعة الأحباش ) والشخص الذي تنتمي إليه ، المدعو / عبد الله الحبشي ، القاطنة في لبنان ، ولها جمعيات نشطة في بعض دول أوروبا وأمريكا وأستراليا ، فاستعرضت اللجنة لذلك ما نشرته هذه الجماعة من كتب ومقالات ، توضح فيها اعتقادها وأفكارها ودعوتها ، وبعد الاطلاع والتأمل فإن اللجنة تبين لعموم المسلمين ما يلي :
أولاً : ثبت في الصحيحين من حديث ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " خير الناس قرني ، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم " وله ألفاظ أخر ، وقال عليه الصلاة والسلام : " أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة ، وإن تأمر عليكم عبد ، وإنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافاً ، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين ، عضوا عليها بالنواجذ ، وإياكم ومحدثات الأمور ، فإن كل بدعة ضلالة " رواه أحمد وأبوداود والترمذي وقال : حديث حسن صحيح .
وإن من أهم الخصال التي امتازت بها تلك القرون المفضلة ، وحازت بها الخيرية على جميع الناس : تحكيم الكتاب والسنة في جميع الأمور، وتقديمها على قول كل أحد كائناً من كان ، وفهم جميع الأمور ، وتقديمها على قول كل أحد كائناً من كان ، وفهم نصوص الوحيين الشريفين حسب القواعد الشرعية واللغة العربية ، وأخذ الشريعة كلها بعمومها وكلياتها ، وآحادها وجزئياتها ، ورد النصوص المتشابهات إلى النصوص المحكمات ، ولهذا استقاموا على الشريعة وعملوا بها ، وعضوا عليها بالنواجذ ، ولم يزيدوا فيها ولم ينقصوا ، وكيف يحدث منهم زيادة أو نقص في الدين وهم مستمسكون بالنص المعصوم من الخطأ والزلل ؟
ثانياً : ثم خلفت من بعدهم خلوف كثرت فيهم البدع والمحدثات ، وأعجب كل ذي رأي برأيه ، وهجرت النصوص الشرعية ، وأولت وحرفت لتوافق الأهواء والمشارب ، فشاقّوا بذلك الرسول الأمين ، واتبعوا غير سبيل المؤمنين ، والله سبحانه يقول : ( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيراً ) ، ومن فضل الله عز وجل على هذه الأمة أنه يقيض لها في كل عصر من العلماء الراسخين في العلم من يقوم في وجه كل بدعة تشوه جمال الدين ، وتعكر صفوه ، وتزاحم السنة أو تقضي عليها ، وهذا تحقيق لوعد الله بحفظ دينه وشرعه في قوله سبحانه : ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ) ، وقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الثابت في الصحاح والسنن والمسانيد وغيرها : " لا تزال طائفة من أمتي قائمة بأمر الله عز وجل ، لا يضرها من خذلهم أو خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون على الناس " ، وله ألفاظ أخرى .
.
.(((( حذف بعض من الإجابه وذلك بسبب الطور .... ارجو مراجعة موقع سؤال وجواب او منتدى الساحات - الساحة الإسلاميه ))))))))))سادساً : وبناء على ما سبق ذكره ، وغيره مما لم يذكر ؛ فإن اللجنة تقرر ما يلي :
1- أن جماعة الأحباش فرقة ضالة ، خارجة عن جماعة المسلمين ( أهل السنة والجماعة ) ، وأن الواجب عليهم الرجوع إلى الحق الذي كان عليه الصحابة والتابعون في جميع أبواب الدين والعمل والاعتقاد ، وذلك خير لهم وأبقى .
2- لا يجوز الاعتماد على فتوى هذه الجماعة ؛ لأنهم يستبيحون التدين بأقوال شاذة ، بل ومخالفة لنصوص القرآن والسنة ، ويعتمدون الأقوال البعيدة الفاسدة لبعض النصوص الشرعية ، وكل ذلك يطرح الثقة بفتاويهم والاعتماد عليها من عموم المسلمين .
3- عدم الثقة بكلامهم على الأحاديث النبوية ، سواء من جهة الأسانيد أو من جهة المعاني.
4- يجب على المسلمين في كل مكان الحذر والتحذير من هذه الجماعة الضالة ، ومن الوقوع في حبائلها تحت أي اسم أو شعار ، واحتساب النصح لأتباعه والمخدوعين بها ، وبيان فساد أفكارهم وعقائدهم .
واللجنة إذ تقرر ذلك وتبينه للناس تسأل الله سبحانه بأسمائه الحسنى وصفاته العلى ، أن يجنب المسلمين الفتن ما ظهر منها وما بطن ، وأن يهدي ضال المسلمين ، وأن يصلح أحوالهم ، وأن يرد كيد الكائدين في نحورهم ، وأن يكفي السلمين شرورهم ، والله على كل شيء قدير ، وبالإجابة جدير . وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان .
من فتاوى اللجنة الدائمة 12 / 323 . (www.islam-qa.com)

وقفه :-

يحكى أن أعرابياً دخل على الرشيد فقال : أمير المؤمنين : ثبت الله عليك النعم التي أنت فيها بإدامة شكرها ، وحقّق لك النعم التي ترجوها بحسن الظن به ودوام طاعته ، وعرّفك النعم التي أنت فيها ولا تعرفها لتشكرها فأعجبه ذلك منه وقال : ما أحسن تقسيمه !


Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.