![]() |
بارك الله فيك أخي على هذه المعلومات القيمة والمفيدة وجعله في موازين حسناتك والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
|
وفيك بار ك أخي الكريم وجزاك الله خير على مرورك
الحقاق |
40- ومن الأخطاء ( قول بعض الناس : هذا يوم نحس أو يوم أقشر ، أو هذا عام نحس أو عام سوء )
هذه العبارات مما يكثر وقوعه على ألسنة الناس ، وهذه العبارات تقع على وجهين :- 1- أن تكون سباً وشتماً للزمن نفسه أو لليوم أو للعام نفسه فهذا حرام لا يجوز ، لأن ما يحصل في اليوم أو في السنة أو في الزمن عموماً هو من الله - عزوجل - فمن سبه فقد سب الله تعالى ، وقد قال الله تعالى في الحديث القدسي ( يؤذيني ابن آدم يسب الدهر وأنا الدهر بيدي الأمر أقلب الليل والنها ) رواه البخاري . 2- أن يكون ذلك الوصف لليوم أو العام أو الزمن على سبيل الإخبار فهذا لا بأس به ، ومن قوله تعالى عن لوط عليه السلام ( .... وهذا يوم عصيب ) سورة هود أية 77 . أي يوم شديد ، وكل الناس يقولون هذا يوم شديد أو ثقيل أو كذا وكذا قاصدين ما يحصل فيه . 41 - ومن الأخطاء قول بعض الناس ( الشرع هندي أو الدين هندي ) ولا شك أن الإنسان يقول هذه الكلمات من باب الاستهانة بالدين والاستهزاء به ، والتنقص له ، أو أن الإسلام لا يعرف المروءة ، ولا يُقدر أحوال الناس أو حاجاتهم . فحسب مفهمومهم : أنه لو في الهندي مروءة ، أو أنه يقدر الناس ويعرف مقاماتهم ، لكان في الشريعة عدل وإنصاف . وهذا الكلام خطير جداً يُهدد العقيدة كلها لأن كراهية الدين أو الاستهزاء به أو كراهة حكمه يؤدي بالإنسان إلى الكفر ، فضلاً عن أن في تلك الكلمات تنقص للناس واستهزاء بهم فما الشخص الهندي إلا بشر من مخلوقات الله تعالى ، وهو مسلم موحد بالله تعالى - أقصد المسلمين منهم - فلا يجوز احتقاره ولا تنقصه . 42 - ومن الأخطاء قول بعض الناس ( يعلم الله أني فعلت كذا ، أو حدث كذا ...) إن هذا القول يرد على ألسنة بعض الناس عندما يريد أحدهم تأكيد كلامه فيقول : يعلم الله إن فعلت كذا وكذا ، وقول : يعلم الله هذه مسالة خطيرة حتى رأيت في كتب الحنفية - أن من قال عن شيء يعلم الله والأمر بخلافه صار كافراً خارجاً عن الملة - فإذا قلت يعلم الله أني ما فعلت هذا وأنت فاعله فمعنى ذلك أن الله تعالى لا يعلم بما يقع ، ومعلوم أن من نفى عن الله تعالى العلم فقد كفر ، أما إن كان قائل تلك العبارة صادقاً ولأمر على وفق ما قاله ذلك فلا بأس بذلك ، لأنه صادق في قوله ولأن الله تعالى بكل شيء عليم ، وما قال ذلك إلا لتبرئة نفسه أو لتأكيد كلامه . 43 - ومن الاخطاء قول بعض الناس ( فلان أسرع من فرج الله ) وهذا قول منكر وخطير على عقيدة الإنسان ، وفيه تعد على مقام الله تعالى ، والله تعالى هو القريب المجيب . وبعض الناس يقول تلك العبارة لمن يقوم بنجدتهم أو مساعدتهم العاجلة ، ولكن ينبغي للإنسان أن يُدقق ويتحرى في ألفاظه خاصة إن كانت ألفاظاً تمس العقيدة . توعلى من قال مثل ذلك أن يستغفر ربه ويتوب إليه ولا يعود لذلك . 44 - ومن العبارات الخاطئة ، قول بعضهم ( نسيك الموت أو الموت نسيه ) هذه العبارة يستخدمها الناس عندما ينسى واحدهم صاحبه في أمر ما فيقول له :- نسيتني نسيك الموت ، أو تقال لشخص كبير في السن ( نسيه الموت ) . وهذه من عبارات سوء الأدب في الألفاظ فيما يخص العقيدة ، كما أنها عبارة فيها كذب صريح ، لأن الموت لا ينسى أحداً ، وهل الموت هو الذي يُميت أو نيسى أو يفعل شيئاً ، كلا ! فإن الموت بيد الله تعالى وأجل الإنسان مقدر من الله تعالى وهو سبحانه الذي يأمر ملك الموت بقبض الأرواح . فالواجب على الإنسان الابتعاد عن مثل تلك الألفاظ . وللأخطاء بقية بإذن الله تعلى ومنها قولهم ( لعب الله بفلان أو لعب بحسبة فلان ...) وقفه :- سُئل حذيفة بن اليمان رضي الله عنه عن ميت الأحياء ، فقال :- الذي لا ينكر المنكر بيده ولا بلسانه ولا بقلبه الحقاق |
45 - ومن الأخطاء اللفظية أيضاً قولهم ( لعب الله بفلان ، أو لعب بحسبة فلان )
وهم يقولون هذه العبارات لمن حلت به مصيبة من المصائب أو جاءته مصائب متتالية ، فيقولون : الله لعب بفلان أو يقولون باللجهة الشعبية ( الله لعب بحسبة فلان ) . وهذا القول تطاول وتعد على ذات الله تعالى وهذا إفك وزور ونقص في الإيمان وبُعد عن شريعة الله تعالى ، فالله تعالى حكيم خبير عدل ، كل شيء عنده بمقدار ، وهو يُقدر الأقدار ويقضي بما شاء وهو أرحم الراحمين وأعدل العادلين . وإن كان من يقول ذلك مستهزئاً بالله أو متندراً في المجالس فإنه يكفر . فليحذر الإنسان من إطلاق العنان للسانه بكلمات لا يعرف معناها ولا نتائجها . 46- ومن الأخطاء الشائعه أيضا قول بعض الناس ( الله يظلمك ) هذا القول يردده من أراد أن يدعو على شخص ظلمه فيقول : الله يظلمك مثلما ظلمتني أو يقول : الله يخونك كما خنتني أو الله يبهتك كما بهتني . ولا شك أن تلك الأقوال منكر عظيم وخطير وبعد على مقام الله تعالى وتنقص له سبحانه ، فالله تعالى مُنزه عن الظلم وعن الكذب وعن الخيانه ولا يُوصف سبحانه بهذه الأوصاف مطلقاً لأنها أوصاف نقص دائماً ، فالله تعالى لا يظلم ولا يخون ولا يكذب ، ولا شك أن من يقول تلك العبارات لا يعلم هل ما يقوله هو صحيح أم خطأ . ولكن يجب أن يعلم أن في مثل تلك الألفاظ وصف الله تعالى بما لم يصف به نفسه سبحانه ، وأنها صفات نقص لا يوصف بها الله جل جلاله فعليه التوبة والاستغفار . 47 - ومن الأخطاء الشائعة بكثرة قول بعض الناس ( لماذا ياربي هكذا أو لماذا ياربي تفعل كذا .... أو أين كنت ياربي وقت ذلك ..) إن قول تلك الكلمات محرم لا يجوز ، لأن فيه اعتراض على حكم الله تعالى وعدم رضا بالقضاء والقدر ، كما أن فيها إنكاراً على الله تعالى لماذا فعل كذا ولماذا قدر كذا . وفيها أيضا وصف الله تعالى بصفات النقص من أنه سبحانه لم يعلم ذلك الشيء أو لم يره أو لم يسمعه أو لم يقدر على رده . فهذه العبارات وأمثالها خطيرة على عقيدة الإنسان ، فإن قصد قولها مع علمه بمعانيها فإنه يكفر . فالواجب على المسلم أن يتأنى في كلماته ، وأن يؤمن بربه حق الإيمان ، ويعلم أن كل شيء من الله تعالى ، وأن ما أصابه من شر فمن نفسه وما أصابه من خير فمن الله تعالى ، وأنه ما نزل بلاء إلا بذنب ولا يُرفع إلا بتوبة . 48 - ومن الأخطاء الشائعة - غير المقصودة - ( قول بعضهم ( يأكل معكم الرحمن ) وهذه الكلمامت تقال عندما يدخل شخص - مثلا - على أناس يأكلون فيقولون له تفضل إلى الأكل معنا فيعتذر بأنه قد أكل أو أنه لا يشتهي ثم يقول لهم شكراً يأكل معكم الرحمن . وهذه كلمة خطيرة وخبيثة ، فالله تعالى منزة عن الأكل والشرب فهو سبحانه يُطعم ولا يُطعَم ، فهذه العبارة لا تُقال وعلى قائلها أن يستغفر ويتوب إلى الله تعلى ، وعليه أن يُنزه ربه عن النقائص وعن المماثلة والتشبيه وأن يصفه بما يليق به سبحانه من صفات الكمال والجلال والعظمة . 49 - ومن الأخطاء قولهم عند مدح إنسان ما ( فلان وجه رحمن ، أو فلان أخو رحمن ) وهذه العبارات لا تجوز ، ويجب على المسلم أن يُمجد الله تعالى ويُقدسه ويُنزهه عن النقائص والمماثله والتشبيه فالله تعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ولا يعدله شيء سبحانه ، فهذا القائل هل رأى وجه الله تعلى ، ثم هو بذلك يُشبه بوجه الرحمن أو يُشبه وجه ذلك الشخص بوجه الله تعالى أو يُشبه فعل ذلك الرجل بفعل الله تعالى . وكذلك عبارة " أخو الرحمن " فالرحمن سبحانه وتعالى هو الواحد الأحد لا شريك له ولا صاحبة ولا ولداُ ولا أخاً ولا أباً حتى وإن كان القائل يقصد أن ذلك الرجل كريم ورحيم ومتسامح وغير ذلك من الصفات ، فإنه لا يجوز أن يقول تلك العبارة . ومثل ذلك - أيضاً - قولهم ( نم على كف الرحمن ) فهي عبارة فيها تجاوز وسوء أدب وعدم تعظيم الله تعالى ولا تقدير له سبحانه حق قدره . فليحذر المسلم من هذه المزالق اللفظية الخطيرة التي قد تُخرج من الدين . إلى اللقاء في أخطاء شائعه ..... قولهم ( هذا راي الله ....) وقفه :- ما على وجه الأرض شيء أحوج إلى طول سجن من لسان " عبدالله بن مسعود رضي الله عنه " الحقاق |
50- ومن العبارات الخاطئة - كذلك - قولهم : ( هذا رأي الله )
وهذه العبارة تُقال عندما يُبدي أحد رأياً ثم يُسأل عنه فيقول ( هذا رأي الله ) . وهذا جهل وكلام غير جائز ، فكيف يجعل هذا الشخص - القائل - تفكيره وآراءه وهذيانه أنه رأي الله تعالى ، فتعالى الله وتقدس عن وصف الجاهلين . 51- حكم قول ، صاحب الجلالة أو جلالة فلان أو صاحب السمو . قال أهل العلم :- لا بأس بهذه الألفاظ إذا كان الشخص الذي قيلت له أهلاً لذلك ولم يُخش منه الترفع والإعجاب بالنفس . 52- حكم إطلاق اسم ( السيدة ) على النساء وخاصة أمهات المؤمنين كقولنا ( السيدة عائشة أو السيدة خديجة ) لا شك أن أمهات المؤمنين من سيدات نساء الأمة ولكن إطلاق ( السيدة ) على المرأة مأخوذ من الغرب حيث يُسمون كل أمرأة " سيدة " حتى ولو كانت من أوضع الناس . وإن تسمية المرأة بالسيدة على الإطلاق ليس بصحيح إلا أن تكون تلك المرأة سيدة فعلا في شرفها أو دينها أو جاهها أو غير ذلك ، فلنا حينئذ أن نسميها سيدة ولكن ليس لنا أن نُسمي كل امرأة " سيدة " . وإن التعبير بالسيدة عائشة أو السيدة خديجة - رضي الله عنهما - لم يكن معروفاً عند السلف ، بل كانوا يقولون ، أم المؤمنين عائشة ، وأم المؤمنين خديجة .... وهكذا . 35- ومن الأخطاء قول بعض الناس ( إن الله غير مادي ) القول بأن الله غير مادي ، قول منكر لان الخوض في مثل هذا بدعة منكرة ، قال الله تعالى ( ليس كمثله شيء ) وهو سبحانه الأول والآخر وهو الخالق لكل شيء ، وإن ذلك القول شبيه بقول المشركين وسؤالهم عن الله تعالى هل هو من ذهب أو من فضة أو من كذا وكذا وكل هذا حرام لا يجوز السؤال عنه ، وجوابه في كتاب الله تعالى حيث يقول تعالى ( قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد ) . 45- حكم قول بعض الناس عن نفسه ( أنا مؤمن إن شاء الله ) قول الشخص عن نفسه ( أنا مؤمن إن شاء الله ) هذا يُسمى مسألة الاستثناء في الإيمان . وفيه تفصيل :- 1- إن كان قوله ( أنا مؤمن إن شاء الله ) صادراً عن شك في وجود أصل الإيمان ، فهذا محرم ، بل كفر ، لأن الإيمان جزم ويقين ، والشك ينافيه . 2- إن كان قوله ذاك ناتجاً عن خوف من تزكية النفس والشهادة لها بأنها حققت الإيمان قولاً وعملاً واعتقاداً فقوله " إن شاء الله " واجب وذلك خوفاً من هذا المحذور . 3- وإن كان المقصود بذلك القول التبرك بذكر مشيئة الله أو لبيان أن ما قام في قلبه من الإيمان هو بمشيئة الله فهذا جائز ويُلحق به إن كان ذلك القول لبيان التعليل أو للتعليق فهذا لا يُنافي تحقيق الشيء المُعلق فقد ورد التعليق على هذا الوجه في الأمور المحققه كقوله تعالى ( لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين محلقين رؤوسكم ....) الفتح 27 . وكذلك الدعاء في زيارة القور " وإنا إن شاء الله بكم لا حقون " فاللحاق متحقق ، ومع ذلك نقول : إن شاء الله . إلى اللقاء في أخطاء شائعه ....... حكم قول ( رب البيت أو رب المنزل ..... ) وقفه :- قال أبو الدرادء رضي الله عنه ( أضحكني ثلاث وأبكاني ثلاث : أضحكني : مؤمل الدنيا والموت يطلبه ، وغافل ولا يُغْفَلُ عنه ، وضاحك ملء فيه ولا يدري أساخط ربه أم راض . وأبكاني : هول المطلع ، وانقطاع العمل ، وموقفي بين يدي الله لا أدري أيأمر بي إلى الجنة أم إلى النار . الحقاق |
54 - حكم قول ( رب البيت أو رب المنزل أو رب الأسرة )
هذا القول ينقسم إلى أربعة أقسام :- 1- أن تكون الإضافة إلى ضمير المخاطب في معنى لا يليق بالله تعالى ، كأن يقول :- أطعم ربك ( وهو يقصد سيده ) فهذا منهي عنه لوجهين :- أ - من وجه الصيغة ، لأنه يوهم معنى فاسداً بالنسبة لكلمة ( رب ) لأن الرب من أسماء الله تعالى وهو سبحانه يُطعِم ولا يُطعَم ، ولا شك هنا أن الرب غير الرب سبحانه وتعالى . ب - من جهة أنك تُشعر العبد أو الأمة بالذل لأنه إن كان السيد رباً فالعبد مربوباً . وأما إن كان ضمير المخاطب في معنى يليق بالله تعالى مثل : أطع ربك ( أي : سيدك ) فهو منهي عنه أيضا بسبب ما ذكر في الفقرة (أ) السابقة . 2- أن تكون الإضافة إلى ضمير الغائب مثل :- ربه وربها ( بمعنى سيدة وسيدها ) فإن كان في معنى لا يليق بالله تعالى كان من الأدب اجتناب ذلك مثل ( أطعم العبد ربه ) لكي لا يتبادر للذهن معنى لا يليق بالله وهو الأكل . وإن كان في معنى يليق بالله تعالى مثل ( أطاع العبد ربه ) فلا بأس بذلك بسبب انتفاء المحذور . 3- أن تكون الإضافة إلى ضمير المتكلم ، كأن يقول العبد لسيده ( ربي ) فإن قوله ذاك يقتضي الذلة فلا يجوز . وإن لم يكن يقتضي الذلة فهو مثل ما ورد عن يوسف عليه السلام في قوله تعالى ( إنه ربي أحسن مثواي وكان يقصد العزيز ، والإذلال منتف هنا . 4- أن يُضاف إلى الاسم الظاهر فيُقال :- هذا رب الغلام أي سيده ، فظاهر هذا الجواز ما لم يُوجد محذور بحيث يظن السامع أن السيد هو رب حقيقي فيمتنع حيئذ قول : رب الغلام ، وإن لم يوجد ذلك المحذور فظاهره الجواز . 56 - حكم قول بعض الناس عندما ينزل المطر مطرنا بنوء كذا وبنجم كذا : من قال إن المطر نزل بسبب النوء الفلاني أو النجم الفلاني فهو قول لا يجوز وإنما تُنسب الأشياء إلى الله تعالى فيقول ( مُطرنا بفضل الله ورحمته ) " جزء من حديث متفق عليه " وأما الأنواء والنجوم والكواكب فما هي إلا مواقع وأوقات وعلامات لا تُحمد ولا تُذم ، وما يكون فيها من النعمة والرخاء فهو من الله تعالى ولا يُنسب إلا لله تعالى وكذلك قولهم هذا نوء حسن وهذا نجم سيئ وهكذا فحكمه مثلما سبق ذكره . وكل ذلك ومثله كان في الجاهلية فأبطله الإسلام . 57 - حكم قول بعض الناس ( يا أحبائي في رسول الله .... أو أحبك في رسول الله ) إن مثل ذلك التعبير هو خلاف ما جاءت به السنة فقد ورد في الحديث ( ... من أحب في الله أو أبغض في الله ..... ) فالذي ينبغي أن يقوله الإنسان هو ( يا أحبائي في الله ) أما قولهم :- يا أحبائي في رسول الله فهو خلاف ما كان يقوله السلف ولأنه ربما يُوقع في الغلو في النبي صلى الله عليه وسلم والغفلة عن الله تعالى ، وإن المعروف عن اهل السنة والسلف الصالح فولهم :- أحبك في الله . وإن كان قصد القائل لعبارة " أحبك في رسول الله " أنه يجتمع وإياهم في محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو منهي عنه أيضا لأنه خلاف ما جاءت به السنة كما سبق بيانه . 58 - حكم قول ( السيد ) لفظ " السيد " بمعنى السيادة المطلقة ، هو وصف يختص بالله تعالى فالله تعالى هو السيد . أما غير الله تعالى فيوصف بسيادة مقيدة ، مثل أن النبي صلى الله عليه وسلم هو سيد ولد آدم ، أو أننا نصف شخصاً بالسيد لعلمه ونسبه أو لكرمه أو شجاعته ... أو نقول لمالك العبد ( سيد المملوك ) أو يقال للزوج أنه سيد بالنسبة لزوجته ، أو يُقال لمن كان من أهل البيت أنه سيد وذلك لشرف نسبه . ويجوز كذلك توجيه لقب ( السيد ) لكل من كان أهلا للسيادة بشرط عدم وجود محذور مثل إعجاب المخاطب بذلك أو تكبُّره أو إحساسه بالعظمة ، أو يكون هناك ذلة أو خضوع من القائل فحينئذ لا يجوز قول : السيد . كما لا يجوز وصف من لم يكن أهلا للسيادة بالسيد . ولا يجوز وصف الكافر أو الفاسق أو المنافق بالسيادة حتى لو كانت له سيادة في العلم أو النسب أو الكرم ..... وقد ورد في الحديث عن رسول الله صلى ا لله عليه وسلم قوله ( لا تقولوا للمنافق سيد ، فإنه إن يك سيداً فقد أسخطتكم ربك عزوجل ) رواه البخاري في الأدب المفرد . ويُكره التسمي باسم السيد بصيغة المفرد أو بإضافة ( ال ) ويجوز التسمي باسم ( سيد ) إن كان له سيادة فعلا بشرط أن لا يكون كافراً ولا فاسقاً ولا منافقاً . 59 - حكم قول ( فال الله ولا فالك ) هذا التعبير صحيح لأن المراد هو الفأل الذي هو من الله ، وهو أني أتفاءل بالخير ولا أتفاءل بما قلت ، وهو معنى صحيح فالإنسان يتمنى ألفأل وهو الكلمة الطيبة من الله دون يتفاءل بما سمعه من ذلك الشخص الذي تشاءم من كلامه . إلى اللقاء في الأخطاء الشائعه ( وصف أم المؤمنين على زوجته .... ) وقفه :- ما أضمر أحدٌ في نفسه سراً ، إلا ظهر على صفحات وجهه وفلتات لسانه . " علي بن ابي طالب رضي الله عنه " الحقاق |
60- ومن الأخطاء ( أن يطلق الإنسان وصف أم المؤمنين على زوجته )
قد يطيب لبعض الأزواج أن يُطلق على زوجته وصف أم المؤمنين ، وهذا حرام لا يجوز فلا يحل لأحد أن يُسمى زوجته بأم المؤمنين ، لأن مقتضى ذلك أن يكون هو نبياً اللائي يوصفن بأمهات المؤمنين هن زوجات النبي صلى الله عليه وسلم . فلحذر الإنسان من هذا ، وليحذر من تلك المبالغات التي تدل على نقص في الدين والعقل . 61 - ومن الأخطاء ( أكل ذبائح غير أهل الكتاب ) يجوز للمسلم أن يأكل من ذبائح أهل الكتاب وهم : اليهود والنصارى ، إن كان من يُباشر الذبح هو منهم ، ولا نسأل في هذه الحالة عن كيفية ذبحهم ولا عن التسمية هل ذكروا اسم الله تعالى أم لا . أما أكل ذبائح غير أهل الكتاب من المجوس والوثنيين ومن لا دين لهم فإنه لا يحل ، لأن الله تعالى لم يُبح من طعام غير المسلمين إلا طعام أهل الكتاب . وإذا شككنا في أن الذابح هو ممن تحل ذبيحته أو لا فإن الأصل هو التحريم فلا نأكل منها ، لكن إذا غلب على الظن أن الذابح هو ممن تحل ذبيحته فلا بأس . وإذا كانت الذبائح ممن تحل ذبائحهم من اليهود والنصارى وكان بعضهم يذبح بطريقة شرعية بإنهار الدم ، وبعضهم يذبح بطريقة غير شرعية ولكن الأكثر والأغلب هو الطريقة الشرعية فإننا نأكل والأولى تجنب ذلك من باب الورع . 62- استعمال كلمة صدفة :- بالنسبة للمصادفات العادية التي تحدث للإنسان ، كأن يقول :- قابلت فلاناً صدفة ، أو صادفتُ فلاناً والمصادفة والصدفة بالنسبة لفعل الإنسان أمر واقع لأن الإنسان لا يعلم الغيب ، فقد يُصادف الشيء من غير شعور به ومن غير مقدمات له ولا توقٌّع ... فهذا لا بأس به وهو أمر متعارف . أما بالنسبة لفعل الله تعالى فلا يقال صدفة مطلقاً ، لأن كل شيء عنده - سبحانه - معلوم وكل شيء عنده بمقدار ولا تقع الأشياء بالنسبة إليه سبحانه صدفة أبداً ، وهذا يتضمن أيضاً أفعال الإنسان فهي ليست صدفة بل قدر ، ولكن ما يقع للإنسان من أمور متعارف عليها في الحياة كالمقابلة بدون ميعاد .... فهذا يقال له صدفة ولا حرج ، وأما بالنسبة لفعل الله تعالى فهو ممتنع ولا يجوز قوله . إلى اللقاء في ( أخطاء شائعة تتعلق بأسماء الناس ) وقفه :- إذا سمعت الكلمة تؤذيك فطأطىء لها حتى تتخطاك " عمر بن الخطاب رضي الله عنه " الحقاق |
ثانيا :- أخطاء شائعة تتعلق بأسماء الناس
أ - الـتَّـســمي بأسماء الله تعالى :- 1- ما كان من أسماء الله تعالى شخص : فإنه يمتنع التسمي به ، لأن مسماه معين لا يقبل الشراكة مثل أسم ( الله ) وكذلك ما كان في معناه في عدم قبول الشركة مثل الخالق والباريء والرحمن والقيوم والقدوس والصمد العلي والرب والقهار ومالك الملك والأحد والخلاّق و ذو الجلال والإكرام وبديع السماوات والأرض والإله والشافي وغيرها من الأسماء التي لا تقتضي المشاركة بحال . فلا يجوز التسمى بها ولا اشتقاق الأسماء منها حتى بدون ( ال ) فلا يجوز أن نسمي شخصاً بـــــ قدوس أو صمد أو خالق أو رب أو قيوم أو باريء أو احد ... 2- ما كان من أسماء الله تعالى معنى كلي تتفاوت فيه أفراده من الأسماء والصفات فيجوز تسمية غيره سبحانه بها حتى مع وجود ( ال ) مثل تسمية ملك أو الملك وعزيز أو العزيز ورحيم أو الرحيم وكريم أو الكريم ... ولا يلزم من ذلك التماثل لا ختصاص كل مسمى بسمات تميزه عن غيره ، فقد سمّى الله نفسه العزيز ، وسمّى بعض عباده - العزيز - ( وقالت أمرأة العزيز ..... ) ولكن يجب ألا تدل هذه الأسماء على لمح الأصل : وهو المعنى الذي تضمَّنه هذا الاسم بل تكون - فقط - مجرد أعلام وإلا فإنه لا يجوز التسمي بها . 3- أن تكون الاسم المسمى به غير مقترن ( بأل ) ولكن قُصد به معنى الصفة فإنه لا يُسمى به ولهذا غّير النبي صلى الله عليه وسلم كنية أبي الحكم لأن الناس كان يتحاكمون إليه فدل ذلك على أنه إذا تسمّى أحد بأسم من أسماء الله تعالى مُلا حظاُ معنى الصفة التي تضمنها ذلك الاسم فإنه لا يجوز التسمى به ، لأن تلك التسمية تكون مطابقة الأسماء الله تعالى ، لأن أسماء الله تعالى أعلام وأوصاف تدل على المعنى الذي تضمنه الاسم . 4- أن يكون الاسم بغير ( ال ) ولا يُقصد به معنى الصفة فيجوز ، ولا بأس بالتسمي بأسماء حكم وعادل عزيز ورحيم وكريم .. ولا ينبغي التسمي باسم جبّار حتى بدون أل ولو لم يُقصد به معنى الصفة ، لأنه قد يؤثر في نفس المسمى به فيكون معه علو واستكبار على الخلق وهكذا الحال في كل اسم يؤثر على صاحبه بمثل ذلك . الـخــلاصــــــــة :- أنه قد يُسمي المخلوق بما سمّى الله تعالى به نفسه ولا يلزم من ذلك التماثل حتى وإن حصلت الشركة في التعبير والمعنى الكلي للفظ ، لأن المعنى الكلي ذهني لا وجود له في الخارج و المراد من أن ( لله الأسماء الحسنى ) هو قصر كمال الحسن في أسمائه سبحانه ، لأن كلمة ( الحسنى ) اسم تفضيل وهي صفة للأسماء وليس قصرٌ المطلق أسمائه تعالى ، مثل قوله تعالى ( والله هو الغني الحميد ) فالمراد قصر كمال الغنى والحمد عليه تعالى ، وليس قصر اسم الغني والحميد عليه ، فإن غيره سبحانه يُسمي غنياً وحميداً . الموضوع القادم بإذن الله ( ما عبِّد لغير الله تعالى ) وقفه :- ما أبردها على القلب ! إذا سُئل أحدُكم فيما لا يعلم ، أن يقول الله أعلم ، وإنّ العالم مَن عرف أنّ ما يعلم فيما لا يعلم قليل " علي بن أبي طالب رضي الله عنه " الحقاق |
ب - ما عبِّد لغير الله تعالى
يحرم التسمي بأي اسم فيه نسبة العبودية لغير الله تعالى ، فيحرم التسمي بعبد النبي وعبد الحارث وعبدالرسول وعبدالكعبة وعبدالحسين ..... وكذلك يحرم التسمي بنسبة العبودية لما لم يثبت من أسماء الله تعالى أو بما لم يُسم الله تعالى به نفسه فلا يجوز التسمي بعبد الفضيل ولا عبدالحارث ولا عبدالباقي ولا عبد السامع ولا عبدالعالم ولا عبدالسريع ولا عبدالباطش ولا عبدالحنّان ولا عبد الدائم ولا عبد الساتر ولا عبد الستَّار ولا عبدالموجود ولا عبدالضار ولا عبدالصاحب ولا عبدالعارف ولا عبد العال ولا عبد المعبود ولا عبد المضل ولا عبدالفالق ولا عبدالمعين ولا عبد المغني ولا عبدالمقصود ولا عبدالمنعم ولا عبدالمنتقم .... فكل تلك الأسماء وغيرها لم تثبت لله تعالى ، فلا يُسمى بها سبحانه وإنما يوصف بها وصفاً ، ويُخير بها عنه واعلم أنه لا يجوز اشتقاق أسماء الله تعالى من كل فعل أخبر به سبحانه عن نفسه . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــ وللحديث بقية إن شاء الله مع بعض الأسماء المحرّمة والمكروهة ............. للفائدة :- هل هنالك أسماء ممنوعة شرعا لا يجوز التسمية بها ؟ وما هي ؟. الجواب: الحمد لله نعم هناك أسماء ممنوعة شرعاً لا يجوز التسمية بها ومن أمثلـة ذلك : (1) تحرم التسمية بكل اسم خاص بالله سبحانه وتعالى ، كالخالق والقدوس ، أو بما لا يليق إلا به سبحانه وتعالى كملك الملوك وهذا محل اتفاق بين الفقهاء . وأورد ابن القيم فيما هو خاص بالله تعالى : الله والرحمن والحكم والأحد ، والصمد ، والخالق ، والرزاق ، والجبار ، والمتكبر ، والأول ، والآخر ، والباطن ، وعلام الغيوب . تحفة المودود ص 98 . ومما يدل على حرمة التسمية بالأسماء الخاصة به سبحانه وتعالى كملك الملوك مثلاً : ما أخرجه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه – ولفظه في البخاري – قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أخنى الأسماء يوم القيامة عند الله رجل تسمى ملك الملوك " . حديث رقم ( 2606 ) ولفظه في صحيح مسلم : " أغيظ رجل على الله يوم القيامة ، أخبثه واغيظه عليه : رجل كان يسمى ملك الأملاك ، لا ملك إلا الله " . حديث رقم ( 2143 ) أما التسمية بالأسماء المشتركة التي تطلق عليه تعالى وعلى غيره فيجوز التسمي بها كعليّ ولطيف وبديع . قال الحصكفي : ويراد في حقّنا غير ما يراد في حق الله تعالى . (2) وتحرم التسمية بالأسماء التي لا تليق إلا بالنبي صلى الله عليه وسلم كسيد ولد آدم ، وسيد الناس ، وسيد الكل ، لأن هذه الأسماء كما ذكر الحنابلة لا تليق إلا به صلى الله عليه وسلم . (3) وتحرم التسمية بكل اسم معبد مضاف إلى غير الله سبحانه وتعالى كعبد العزى ، وعبد الكعبة ، وعبد الدار ، وعبد علي ، وعبد الحسين ، وعبد المسيح أو عبد فلان ... إلخ . حاشية ابن عابدين 5/268 ، ومغني المحتاج 4/295 ، وتحفة المحتاج 10/373 ، وكشاف القناع 3/27 ، وتحفة المودو ص 90 . هذا والدليل على تحريم التسمية بكل معبّد مضاف إلى غير الله سبحانه وتعالى ما رواه ابن أبي شيبة عن يزيد بن المقدام بن شريح عن أبيه عن جده هانئ بن يزيد رضي الله عنه قال : " وفد على النبي صلى الله عليه وسلم قوم ، فسمعهم يسمون : عبد الحجر ، فقال له : ما اسمـك ؟ فقال : عبد الحجر ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنما أنت عبد الله " من الموسوعة الفقهية 11/335 (4) التسمي بأسماء الأصنام المعبودة من دون الله . (5) ويحرم التسمية بأسماء الشياطين ، كإبليس وخنزب ، وقد وردت السنة بتغيير اسم من كان كذلك . أما الأسماء المكروهة فيمكن تصنيفها على ما يلي : (1) تكره التسمية بما تنفر منه القلوب ، لمعانيها ، أو ألفاظها ، أو لأحدهما ، لما تثيره من سخرية وإحراج لأصحابها وتأثير عليهم فضلاً عن مخالفة هدي النبي صلى الله عليه وسلم بتحسين الأسماء . (2) ويكره التسمي بأسماء فيها معان رخوة شهوانية وهذا في تسمية البنات كثير ، كفاتن ومغناج . (3) ويكره تعمد التسمي بأسماء الفساق المجّان من الممثلين والمطربين وعُمار خشبات المسارح باللهو الباطل . ومن ظواهر فراغ بعض النفوس من عزة الإيمان أنهم إذا رأو مسرحية فيها نسوة خليعات سارعوا متهافتين إلى تسمية مواليدهم عليها ، ومن رأى سجلات المواليد التي تزامن العرض ، شاهد مصداقية ذلك فإلى الله الشكوى . (4) ويكره التسمية بأسماء فيها معان تدل على الإثم والمعصية . (5) وتكره التسمية بأسماء الفراعنة والجبابرة . (6) التسمية بالأسماء الأعجمية المولدة للكافرين الخاصة بهم . والمسلم المطمئن بدينه يبتعد عنها وينفر منها ولا يحوم حولها ، وقد عظمت الفتنة بها في زماننا ، فيلتقط اسم الكافر من أوربا وأمريكا ، وهذا من أشد مواطن الإثم وأسباب الخذلان . وهذا التقليد للكافرين في التسمي بأسمائهم ، إن كان عن مجرد هوى وبلادة ذهن ، فهو معصية كبيرة وإثم ، وإن كان عن اعتقاد أفضليتها على أسماء المسلمين ، فهذا على خطر عظيم يزلزل أصل الإيمان ، وفي كلتا الحالتين تجب المبادرة إلى التوبة منها ، وتغييرها شرط في التوبة منها . وبعض المسلمين يسمي ابنته في هذه الأيام ليندا ونانسي وديانا وغيرها وإلى الله المشتكى . (7) ويكره التسمي بأسماء الحيوانات المشهورة بالصفات المستهجنة مثل كلب وحمار وتيس ونحو ذلك . (8) وتكره التسمية بكل اسم مضاف من اسم أو مصدر أو صفة مُشبّهة مضاف إلى لفظ ( الدين ) ولفظ ( الإسلام ) مما يحمل معنى التزكية للمسمى مثل : نور الدين ، ضياء الدين ، سيف الإسلام ، نور الإسلام .. وقد يكون المسمى بخلاف ذلك إذا كبُر فيكون وبالا على أهل الإسلام ومن أعداء الدين واسمه ناصر الدين وذلك لعظيم منزلة هذين اللفظين ( الدين ) و ( الإسلام ) ، فالإضافة إليهما على وجه التسمية فيها دعوى فجة تطل على الكذب ، ولهذا نص بعض العلماء على التحريم ، والأكثر على الكراهة ، لأن منها ما يوهم معاني غير صحيحة مما لا يجوز إطلاقه . وقد يكون الاسم من هذه الأسماء منهياً عنه من جهتين ؛ مثل : شهاب الدين ؛ فإن الشهاب الشعلة من النار ، ثم إضافة ذلك إلى الدين ، وقد بلغ الحال في بعضهم التسمية بنحو : ذهب الدين ، ماس الدين . بل أن بعضهم سمى : جهنم ، ركعتين ، ساجد ، راكع ، ذاكر . وكان النووي رحمه الله تعالى يكره تلقيبه بمحيي الدين ، وشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى يكره تلقيبه بتقي الدين ، ويقول : ( ولكن أهلي لقبوني بذلك فاشتهر ) . (9) وكره جماعة من العلماء التسمي بأسماء الملائكة عليهم السلام . أما تسمية النساء بأسماء الملائكة ، فظاهره الحرمة ، لأن فيها مضاهاة للمشركين في جعلهم الملائكة بنات الله ، تعالى الله عن قولهم . (11) وكره جماعة من العلماء التسمية بأسماء سور القرآن الكريم ، مثل : طه ، يس ، حم .. ، ( وأما ما يذكره العوام أن يس وطه من أسماء النبي صلى الله عليه وسلم ، فغير صحيح ) . (12) الأسماء التي تحمل تزكية مثل : بّرة وتقي وعابد ... ينظر تحفة المودود لابن القيم وتسمية المولود : بكر أبو زيد . والله اعلم . الشيخ محمد صالح المنجد (www.islam-qa.com) وقفه :- استوصوا بأهل السنّة خيراً فإنهم غرباء " سفيان الثوري " الحقاق الاخ المشرف الفاضل ارجو تفعيل لوحة الألوان بارك الله فيك وجزاك الله خير |
بارك الله فيك الحقاق
جميل انو نسمي اسماء على اسماء الانبياء والاولياء ولكن اخي ما يفزني ويقهرني جدا عندما اسمع ان كان من الاهل او من الاصدقاء بشتم او سب فلان ولعنة الله على فلان ولعنه الله والى اخره وهنا نرى ان ذلك الشخص يحمل اسم نبي من الانبياء اللهم لا تواخزنا بما فعلو السفهاء منا جزاك الله خير |
ج- بعض الأسماء المحرّمة والمكروهة :-
- يحرم التسمي بملك الملوك ( وما شابهه ) وشاهنشاه وقاضي القضاه ، وفي الحديث ( إن أخنع - أي أبغض - اسم عند الله عزوجل رجل تسمَّى ملك الأملاك ) متفق عليه . - ويكره التسمي بأسماء الطغاة والعصاة مثل : فرعون وهامان وقارون والنمرود وأبي جهل وأبي لهب . " راجع تحفة المورود لابن قيم الجوزية ص 93 طبعة دار الكتب العلمية " - يكره التسمي بالأسماء التي تدل على الاستهزاء والسخرية مثل :- كلب وفأر وجدي والأعور والأبكم وهكذا . - يُكره التسمّي بأسماء الملائكة مثل جبرائيل وميكائيل وإسرافيل . - يُكره من الأسماء ما يدل على الفسق والعصيان مثل شيطان وعاصي وفاسق . - يُكره من الأسماء ما يدل على الشؤم مثل : عسير ومصيبة داهية وصعب وحرب ومرة وشهاب ونار وجمرة . - ويكره التسمي بأسماء اليهود والنصارى والكفار وقد تصل إلى درجة التحريم إن كانت من باب التشبه بهم ومحبتهم وموالاتهم . - ويكره من الأسماء ما فيه تميُّع وغرام مثل غرام وهيام وهيفاء ونهاد وسوسن وميادة .... - ويكره التسمي بالاسماء التي تحمل التزكية مثل : إيمان وبرة ....إلا إذا كان عَلَماً مجرداً لا يُفهم منه التزكية فيجوز مثل : صالح وحامد .... - ويُكره التكنّي بكنى الكفار والعصاة وما يدل على العصيان مثل أبي جهل وأبي لهب وأبي البلاء . - ويحرم أن تُلقب أي امرأة أو تُكنى بأم المؤمنين . - اسم قاضي القضاة : لا يجوز إلا لله تعالى إلا أن يكون مقيداً بعلم من العلوم أو بزمان أو بنسب مثل قولنا : قاضي قضاة الشام أو قاضي قضاة عصره وهكذا والأولى - كذلك - ترك ذلك لكي لا يكون داعياً إلى الاغترار والإعجاب والكبر . - الألقاب مثل : حجة الله - حجة الأسلام - آية الله ، هي ألقاب حادثة لا بنبغي ، ولا حجة لأحد على الله تعالى أما لقب " آية الله " فإن كان يراد به أنه آية خارق فهذا لا يجوز ، وأن أُريد المعنى العام فيدخل فيه كل شيء ، لآن الله تعالى له في كل شيء آية ، والأفضل ترك هذا اللقب . - لقب شيخ الأسلام : إن كان على إطلاقه وأنه الشيخ المطلق الذي يرجع إليه الإسلام فإنه لا يجوز ولا يوصف به شخص وإن قُصد به أنه شيخ كبير له باع في العلم ، فلا بأس . - لا يجوز أن يُقال عن شخص أنه " المثل الأعلى " على إطلاقه بدون تحديد فهذا لا ينبغي إلا لله تعالى ويحرم قوله لغير الله سبحانه . وإن أُريد أن فلاناً هو المثل الأعلى في المنهج والسيرة والخُلق فهذا خاص بالرسول صلى الله عليه وسلم " فتوى للشيخ ابن باز - رحمه الله - مجلة البحوث الإسلامية عدد 27 " _____________________________________ وللحديث بقية إن شاء الله ..... اصطلاحات خاطئة في بعض المسميات
للفائدة
السؤال: ما المراد بالوسط في الدين ؟. الجواب: الحمد لله الوسط في الدين أن لا يغلو الإنسان فيه فيتجاوز ما حد الله عز وجل ولا يقصر فيه فينقص مما حد الله -سبحانه وتعالى . الوسط في الدين أن يتمسك بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم , والغلو في الدين أن يتجاوزها , والتقصير أن لا يبلغها . مثل ذلك , رجل قال أنا أريد أن أقوم الليل ولا أنام كل الدهر, لأن الصلاة من أفضل العبادات فأحب أن أحيي الليل كله صلاة فنقول : هذا غالٍ في دين الله وليس على حق , وقد وقع في عهد النبي صلى الله عليه وسلم مثل هذا ، اجتمع نفر فقال بعضهم : أنا أقوم ولا أنام , وقال : الآخر أنا أصوم ولا أفطر, وقال الثالث أنا لا أتزوج النساء , فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال عليه الصلاة والسلام : ( ما بال أقوام يقولون كذا وكذا أنا أصوم وأفطر , وأنام وأتزوج النساء , فمن رغب عن سنتي فليس مني ) فهؤلاء غلو في الدين فتبرأ منهم الرسول صلى الله عليه وسلم لأنهم رغبوا عن سنته صلى الله عليه وسلم التي فيها صوم وإفطار , وقيام ونوم , وتزوج نساء . أما المقصر : فهو الذي يقول لا حاجة لي بالتطوع فأنا لا أتطوع وآتي بالفريضة فقط , وربما أيضاً يقصر في الفرائض فهذا مقصرّ . والمعتدل : هو الذي يتمشى على ما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم , وخلفاؤه الراشدون . مثال آخر : ثلاثة رجال أمامهم رجل فاسق , أحدهم قال : أنا لا أسلم على هذا الفاسق وأهجره وابتعد عنه ولا أكلمه . والثاني يقول : أنا أمشي مع هذا الفاسق وأسلم عليه وأبش في وجهه وأدعوه عندي وأجيب دعوته وليس عندي إلا كرجل صالح . والثالث يقول : هذا الفاسق أكرهه لفسقه وأحبه لإيمانه ولا أهجره إلا حيث يكون الهجر سبباً لإصلاحه , فإن لم يكن الهجر سبباً لإصلاحه بل كان سبباً لازدياده في فسقه فأنا لا أهجره. فنقول الأول مُفرط غالٍٍ - من الغلو - والثاني مفرّط مقصّر , والثالث متوسط . وهكذا نقول في سائر العبادات ومعاملات الخلق ، الناس فيها بين مقصر وغال ومتوسط . ومثال ثالث : رجل كان أسيرا لامرأته توجهه حيث شاءت لا يردها عن إثم ولا يحثها على فضيلة , قد ملكت عقله وصارت هي القوامة عليه . ورجل آخر عنده تعسف وتكبر وترفع على امرأته لا يبالي بها وكأنها عنده أقل من الخادم . ورجل ثالث وسط يعاملها كما أمر الله ورسوله : ( وَلَهُنَّ مثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ ) البقرة/ 228 . ( لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كان كره منها خلقا رضي منها خلقا آخر ) . فهذا الأخير متوسط والأول غالٍ في معاملة زوجته, والثاني مقصر. وقس على هذه بقية الأعمال والعبادات . مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين ج/1 ص 42. (www.islam-qa.com) وقفه :- يزعم البعض أن الاستغاثة بغير الله جائزة ويقولون : المغيث على الحقيقة هو الله ، والاستغاثة بالرسول والأولياء تكون مجازاً كما تقول شفاني الدواء والطبيب ، وهذا مردود عليهم في قول ابراهيم عليه السلام :- ( الذي خلقني فهو يهدين والذي هو يُطعمني ويسقين وإذا مرضتُ فهو يشفين ) سروة الشعراء : آية 80 . أكد بالضمير ( هو ) في كل آية ليدل على أن الهادي والرازق والشافي هو الله وحده لا غيره ، وأن الدواء قد يسبب الشفاء وليس شافياً . " محمد بن جميل زينو " الحقاق |
د- اصطلاحات خاطئة في بعض المسميات
1- عبّاد الشمس :- هو اسم يُطلق على نوع معروف من النبات ، له ساق طويلة وأوراق صفراء جميلة ، وله حبٌ يؤكل ، ويُسمونه بهذا الاسم لأنه يتجه دائماً إلى الشمس . ولا تجوز التسمية بهذا الاسم ، بل فيها مخالفة صريحة وواضحة فهو مُعبَّد للشمس وليس لله تعالى وهذا محرم لأنه يجب تعبيد كل شيء لله تعالى . والواجب تعديل اسم ذلك النبات من المعاجم والكتب العلمية . ويطلق على هذا النبات في بعض بلدان الشام " عين الشمس " وأرى أنه اسم مناسب لذلك النبات وليس فيه محظور . 2-تسمية العنب " بالكرم " يطلقون على أشجار العنب اسم ( الكَرْم ) وهذا منهي عنه ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ... ويقولون الكرم ، إنما الكرم قلب المؤمن ) وفي رواية أخرى ( لا تُسموا العنب الكرم ، فإنما الكرم الرجل المسلم ) رواه البخاري ومسلم . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ يتبع بإذن الله ..... أخطاء شائعة في موضوعات وقضايا عقدية مختلفة
للفائدة
السؤال: هل يغير المنكر باليد ؟ ولمن يكون التغيير باليد ؟. الجواب: الحمد لله الله جل جلاله وصف المؤمنين بإنكار المنكر ، والأمر بالمعروف قال تعالى : ( َالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ) التوبة/71 . وقال تعالى : ( َلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ ) آل عمران/104 . وقال تعالى : ( كنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ ) آل عمران /110. والآيات في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كثيرة جداً ، وما ذاك إلا لأهميته وشدة الحاجة إليه . وفي الحديث الصحيح يقول صلى الله عليه سلم : ( من رأي منكم منكراً فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه ، وذلك أضعف الإيمان ) . رواه مسلم في الصحيح . فالإنكار يكون باليد في حق من استطاع ذلك كولاة الأمور والهيئة المختصة بذلك ، فيما جعل إليها ، وأهل الحسبة فيما جعل إليهم ، والأمير فيما جعل إليه ، والقاضي فيما جعل إليه ، والإنسان في بيته مع أولاده . وأهل بيته فيما يستطيع . أما من لا يستطيع ذلك ، أو إذا غيره بيده يترتب عليه الفتنة والنزاع ، والمضاربات ، فإنه لا يغير بيده ، بل ينكر بلسانه ويكفيه ذلك لئلاًّ يقع بإنكاره باليد ما هو أنكر من المنكر الذي أنكره ، كما نص على ذلك أهل العلم . أما هو فحسبه أن ينكر بلسانه فيقول يا أخي : اتق الله هذا لا يجوز ، هذا يجب تركه ، هذا يجب فعله ، ونحو ذلك من الألفاظ الطيبة ، والأسلوب الحسن . ثم بعد اللسان القلب ، يعني يكره بقلبه المنكر ، ويظهر كراهته ولا يجلس مع أهله ، فهذا من إنكاره بالقلب .. والله ولي التوفيق . من فتاوى الشيخ عبد العزيز بن باز "مجلة البحوث الإسلامية" (36/121-122) . (www.islam-qa.com) وقفه :- ليس حسن الجوار كفَّ الأذى ، بل الصبر على الأذى. " علي بن أبي طالب رضي الله عنه " الحقاق |
ثالثاً :- أخطاء شائعة في موضوعات وقضايا عقدية مختلفة
أ - خطأ بعض الناس في فهم القضاء والقَدَر :- الإيمان بالقضاء والقدر ركن من أركان الإيمان الستة ، ومقتضى ذلك :- أن نؤمن بأن الله تعالى قد قدَّر كل شيء في هذا الكون العظيم بما تقتضيه حكمته سبحانه ، من غايات حميدة ، وعواقب نافعة للعباد . ويجب أن نعلم ونؤمن بأن الله تعالى قد قدّر كل شيء يجري في هذا الوجود ، وكتب ذلك في اللوح المحفوظ قبل خلق السماوات والأرض ، وإنّ كل ما يجري في هذا الوجود ، وكل مايصيب الإنسان من خير أو شر ، حتى الشوكة يُشاكها الإنسان فهي بقضاء الله تعالى وقدره ، وإن كل إنسان قد كُتب له رزقه وعمله وعمره وشقي هو أو سعيد . وعلى الإنسان أن يؤمن بالقدر خيره وشره . معنى القضاء والقدر :- القدر :- هو تقدير الله في الأزل . القضاء :- هو حكم الله بالشيء عند وقوعه . فإذا قدّر الله تعالى أن يكون الشيء المعين في وقته ، فهذا قدر ، فإذا جاء الوقت الذي يحدث فيه هذا الشيء فإنه يكون قضاء ، والقضاء إذا ذكر بمفرده شمل القدر ، وكذلك القدر إذا ذكر بمفرده شمل القضاء ولكن إذا اجتمعا مع بعضهما ( القضاء والقدر ) صار بينهما فرق ، فإذا اجتمعا افترقا ، وإذا افترقا اجتمعا ، فالقضاء ما يقضيه الله تعالى من إيجاد أو إعدام أو تغيير ... والقدر ما قدّر الله في الأزل ، فالقدر سابق والقضاء لا حق والإيمان بالقدر يتضمن ما يلي :- 1- العلم :- بأن نؤمن أن الله تعالى قد أحاط بكل شيء علماً أحاط بكل ما مضى وبما هو حاضر وماهو مستقبل . 2- الكتابة :- وهي أن نؤمن بأن الله تعالى كتب مقادير كل شيء إلى أن تقوم الساعة . 3- الإيمان بأن كل ما في الكون هو بمشيئة الله تعالى ، وكل شيء حادث بمشيئته سبحانه ، ويشمل ذلك أفعال العباد فهي واقعة بمشيئة الله تعالى . 4- الإيمان بأن الله تعالى خالق كل شيء ، وما سواه مخلوق وما يصدر عن المخلوقات فهو مخلوق أيضاً . _________________________ وللحديث بقية إن اشاء الله تعالى
للفائدة
السؤال: هل كل ما يقع في هذا الكون هو بإرادة الله تعالى ؟ وإذا كان كذلك فكيف تقع الأشياء التي لا يحبها الله في ملك الله وبإرادته ؟. الجواب: الحمد لله اعلم وفقك الله تعالى أن بعض الناس قد ضل في باب القدر لأنهم ظنوا أن إرادة الله للفعل تقتضي محبته له فجرهم ذلك إلى القول بأن أفعال الشر تقع بغير إرادة الله ، فنسبوا إلى الله العجز والضعف حيث أثبتوا أنه يقع في ملكه ما لا يريد ، وبالتالي فقد يريد الشيء ولا يقع ـ تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا ـ ، والحق أنه لا تلازم بين ما يحبه الله ويريده شرعا ، وبين ما يقضيه ويريده ويقدره كوناً ويتضح ذلك بالنقاط التالية : أولاً: إرادة الله عز وجل الواردة في الكتاب والسنة على قسمين : القسم الأول : الإرادة الكونية القدرية : وهي مرادفة للمشيئة ، وهذه الإرادة لا يخرج عن مرادها شيء ؛ فالكافر والمسلم تحت هذه الإرادة الكونية سواء ؛ فالطاعات ، والمعاصي ، كلها بمشيئة الرب ، وإرادته . ومن أمثلتها قوله تعالى : ( وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلا مَرَدَّ لَهُ ) الرعد/11 وقوله : ( فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ ) الأنعام/125 القسم الثاني : الإرادة الشريعة الدينية : وهي مختصة بما يحبه الله ويرضاه . ومن أمثلتها قوله ـ تعالى ـ : ( يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْر ) البقرة/185 وقوله : ( وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ ) النساء/27 ، وقوله ( مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ ) المائدة/6 . ثانياً : الفرق بين الإرادتين : بين الإرادة الكونية والإرادة الشرعية فروق تميز كل واحدة منهما عن الأخرى ، ومن تلك الفروق ما يلي : 1ـ الإرادة الكونية تتعلق بما يحبه الله ويرضاه ، وبما لا يحبه ولا يرضاه . أما الشرعية فلا تتعلق إلا بما يحبه الله ويرضاه فالإرادة الكونية مرادفة للمشيئة ، والإرادة الشرعية مرادفة للمحبة . 2ـ الإرادة الكونية قد تكون مقصودة لغيرها كخلق إبليس مثلاً ، وسائر الشرور ؛ لتحصل بسببها أمور كثيرة محبوبة لله تعالى كالتوبة ، والمجاهدة ، والاستغفار . أما الإرادة الشرعية فمقصودة لذاتها ؛ فالله تعالى أراد الطاعة وأحبها ، وشرعها ورضيها لذاتها . 3ـ الإرادة الكونية لابد من وقوعها ؛ فالله إذا شاء شيئاً وقع ولا بد ، كإحياء أحد أو إماتته ، أو غير ذلك . أما الإرادة الشرعية ـ كإرادة الإيمان من كل أحد ـ فلا يلزم وقوعها ، فقد تقع وقد لا تقع ، ولو كان لابد من وقوعها لأصبح الناس كلهم مسلمين . 4ـ الإرادة الكونية متعلقة بربوبية الله وخلقه ، أما الشرعية فمتعلقة بألوهيته وشرعه . 5ـ الإرادتان تجتمعان في حق المطيع ، فالذي أدى الصلاة ـ مثلاً ـ جمع بينهما ؛ وذلك لأن الصلاة محبوبة لله ، وقد أمر بها ورضيها وأحبها ، فهي شرعية من هذا الوجه ، وكونها وقعت دل على أن الله أرادها كوناً فهي كونية من هذا الوجه ؛ فمن هنا اجتمعت الإرادتان في حق المطيع . وتنفرد الكونية في مثل كفر الكافر ، ومعصية العاصي ، فكونها وقعت فهذا يدل على أن الله شاءها ؛ لأنه لا يقع شيء إلا بمشيئته ، وكونها غير محبوبة ولا مرضية لله دليل على أنها كونية لا شرعية . وتنفرد الشرعية في مثل إيمان الكافر المأمور به ، وطاعة العاصي المطلوبة منه بدل معصيته ، فكونها محبوبة الله فهي شرعية ، وكونها لم تقع ـ مع أمر الله بها ومحبته لها ـ دليل على أنها شرعية فحسب ؛ إذ هي مرادة محبوبة لم تقع . هذه بعض الفوارق بين الإرادتين ، فمن عرف الفرق بينهما سلم من شبهات كثيرة ، زلت بها أقدام ، وضلت بها أفهام ، فمن نظر إلى الأعمال الصادرة عن العباد بهاتين العينين كان بصيراً ومن نظر إلى الشرع دون القدر أو العكس كان أعور . ثالثاً : أفعال الله كلها خير وحكمة وعدل : فالله سبحانه وتعالى يفعل ما يفعل لحكمة يعلمها هو ، وقد يُعْلم العباد أو بعضهم من حكمته ما يطلعهم عليه ، وقد يعجز العباد بعقولهم القاصرة عن إدراك كثير من الحكم الإلهية . والأمور العامة التي يفعلها سبحانه تكون لحكمة عامة ، ورحمة عامة كإرساله محمداً صلى الله عليه وسلم كما قال تعالى : ( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ) الأنبياء/107 يقول ابن القيم ـ رحمه الله ـ " إنه سبحانه حكيم ، لا يفعل شيئاً عبثاً ولا لغير معنى ومصلحة وحكمة ، وهي الغاية المقصودة بالفعل ، بل أفعاله سبحانه صادرة عن حكمة بالغة لأجلها فَعَل ، كما هي ناشئة عن أسباب بها فعل ، وقد دل كلامه وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم على هذا " هذا والله تعالى أعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبيه محمد وعلى آله وصحبه أجمعين يراجع ( أعلام السنة المنشورة 147 ) ( القضاء والقدر في ضوء الكتاب والسنة للشيخ الدكتور / عبد الرحمن المحمود ) و ( الإيمان بالقضاء والقدر للشيخ / محمد الحمد ) . الإسلام سؤال وجواب (www.islam-qa.com) وقفه :- حق لميزان يوضع فيه الحق أن يكون ثقيلاً ، وحق لميزان يوضع فيه الباطل أن يكون خفيفاً " أبو بكر الصديق رضي الله عنه " الحقاق __________________ |
- واعلم أنه يجب الرضا بقضاء الله وقدره والتسليم لذلك ، ولا يجوز الاعتراض أو التسخط .
وحكم الرضا بالقضاء أنه مستحب في المصائب التي تصيب الإنسان وواجب في القضاء الديني الشرعي في الأمر والنهي ، ولا يجوز الرضا به بالكفر والمعاصي فإن الله تعالى نهى عن الرضا بقضاء الكفر والمعاصي مع أنه سبحانه قدّره لكنه لم يأمر به ، وعلى ذلك فإن الإنسان إذا وقع في الكفر والمعاصي فإنه يؤمن بقضاء الله وقدره من حيث الأصل ولكنه لا يرضى بذلك الكفر وتلك المعاصي وعليه أن يتركها ويعمل الطاعة والإيمان . - وأعلم أن الإيمان بالقدر لا يُنافي فعل الأسباب ، بل فعل الأسباب واجب أمر به الشرع ، فلا يجوز الاحتجاج بالقدر على ارتكاب المعاصي أو ترك العمل وطلب الرزق بحجة أن كل شيء قد قدره الله وكتبه فالإنسان بذلك مجبر عليه ولا داعي للعمل الديني أو الدنيوي ! فنقول لأولئك القوم : - إن الله تعالى قد وهب للإنسان عقلاً ومدارك ، وأرسل له الرسل وأنزل عليه الكتب وبيّن له طريق الخير وطريق الشر ، وأعطاه حرية الاختيار والتمييز بين الأشياء ، ثم أمره بالسعي والعمل وهو سبحانه لم يُجبر أحداً على فعل معصية أو ترك طاعة وقد ربط سبحانه الأسباب بالمسببات وأمر الإنسان بتعاطي كل سبب لما يخصه من جلب نفع أو دفع ضرر ز وهاهو الإنسان بتعاطي كل سبب لما يخصه من جلب نفع أو دفع ضرر . وهاهو الإنسان أمامنا يسعى ويتجه لما يرى أن فيه مصلحته ، ويبتعد عما فيه شر وضرر ، وأنه يفكر ويجتهد في سلوك السبل الصحيحة في دنياه ، فلماذا لا يفعل ذلك فيما يخص عمل الآخرة من أداء الواجبات والطاعات . ولا أحد من البشر يسلك الطريق الصعب ويترك السهل ثم يقول هذا قد قُدّر علي بل سوف يسلك الطريق السهل المأمون . وهناك لفتة مهمة وهي :- أنك حين تقوم بفعل معصية أو مشكلة لم يكن لديك العلم بأنها مقدرة عليك إلا بعد ما تقع ، فلماذا لم تُقدِّر في نفسك قبل أن تفعل المعصية أن الله تعالى لم يُقدرها لك وأنه قد قدَّر لك الطاعة .... فتفعلها ، وبذلك فإن ما وقع باختيار الإنسان فلا حجة له بالقدر ، لأنه لا يعلم اصلاً ماذا قُدِّر عليه لكي يحتج به . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ وللحديث بقية إن شاء الله عن القدر ........ للفائدة :- السؤال: هل يحاسب الإنسان على كل ما عمل في الدنيا ؟. الجواب: الحمد لله كل إنسان بما كسب رهين فمن آمن وعمل صالحاً دخل الجنة ومن كفر بالله ورسوله دخل النار قال تعالى : ( إن الذين كفروا بآياتنا سوف نصليهم ناراً كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلوداً غيرها ليذوقوا العذاب إن الله كان عزيزاً حكيماً ، و الذين آمنوا وعملوا الصالحات سندخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبداً لهم فيها أزواج مطهرة وندخلهم ظلاً ظليلاً ) النساء/56-57 . والأعمال الصالحة , إنما تنفع صاحبها , والله غني عنا والأعمال السيئة إنما تضر صاحبها , ولا تضر الله شيئاً , كما قال سبحانه : ( من عمل صالحاً فلنفسه ومن أساء فعليها وما ربك بظلام للعبيد ) فصلت/46 . وقال سبحانه : ( ومن جاهد فإنما يجاهد لنفسه إن الله لغني عن العالمين ) العنكبوت/6 . والله سبحانه كريم يضاعف الحسنات ، كما قال تعالى : ( من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها و من جاء بالسيئة فلا يجزي إلاّ مثلها وهم لا يظلمون ) الأنعام/160 . والأعمال الصالحة كالصلاة والزكاة والصوم والحج والأمر بالمعروف والنهي من المنكر والجهاد , وتلاوة القرآن وغيرها من شعائر الإسلام كلها جزاؤها الجنة كما قال تعالى : ( ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيراً ) النساء/124 . والأعمال السيئة والمعاصي كالظلم والشرك والقتل والفساد والكبر وغيرها من المعاصي كلها جزاؤها النار إلاّ من تاب قال تعالى : ( ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله ناراً خالداً فيها وله عذاب مهين ) النساء/14 . والأقوال والأعمال , خيراً كانت أو شراً , كلها مقيدة عند رب العالمين , قال تعالى : ( هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق إنّا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون ) الجاثية /29 . ولا يقبل الله من الأعمال إلاّ ما كان خالصاً لله موافقاً لهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم كما قال سبحانه : ( فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحداً ) الكهف/110 . ويوم القيامة يرى كل إنسان ما عمل من طاعة أو معصية من خير أو شر كما قال سبحانه : ( يومئذٍ يصدر الناس أشتاتاً ليروا أعمالهم ، فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره ) الزلزلة/6 - 8 . وفي يوم القيامة كل إنسان سيعطى كتابه ويقال له : ( اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيباً ) الإسراء/14 . فمن آمن وعمل صالحاً أخذ كتابه بيمينه مسروراً ودخل الجنة ومن عصى الله ورسوله أخذ كتابه بشماله , أو من وراء ظهره , ودخل النار كما قال سبحانه : ( فأما من أوتي كتابه بيمينه ، فسوف يحاسب حساباً يسيراً ، و ينقلب إلى أهله مسروراً ، و أما من أوتي كتابه وراء ظهره ، فسوف يدعو ثبوراً ، ويصلي سعيراً ) الانشقاق/7 - 12 . وشتان بين الإيمان والكفر وبين الطاعات والمعاصي وبين أهل الجنة وأهل النار : ( أفمن كان مؤمناً كمن كان فاسقاً لا يستوون ، أما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم جنات المأوى نزلاً بما كانوا يعملون ، وأما الذين فسقوا فمأواهم النار كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها وقيل لهم ذوقوا عذاب النار الذي كنتم به تكذبون ) السجدة/18 - 20 . وقد بين الله أن أهل الإيمان هم الفائزون وأهل الكفر هم الخاسرون كما قال سبحانه : ( والعصر ، إن الإنسان لفي خسر ، إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر ) سورة العصر . اللهم ارزقنا الجنة وأجرنا من النار وارحمنا برحمتك يا أرحم الراحمين .. من كتاب أصول الدين الإسلامي للشيخ محمد بن ابراهيم التويجري . (www.islam-qa.com) وقفه :- عن الحسن رضي الله عنه أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه قال في الخوف والرجاء : ( ألم تر أن الله ذكر آية الرخاء عند آية الشدة وآية الشدة عند آية الرخاء ، ليكون المؤمن راغباً راهباً ، لا يتمنى على الله غير الحق ، ولا يُلقي بيده إلى التهلكة ). الحقاق |
فعلْم الله تعالى بما وقع ويقع وما سوف يقع هو علمٌ كاشف لا علم مُكرِه للإنسان ، فقدر الله تعالى هو علم الله تعالى بما سيكون ، وليس هو إجبار لفعل الأعمال ، لأن الإنسان لا يحتج بالقدر إلا بعد فعله للشيء الذي عمله - أصلاً - باختياره ، وعلى ذلك لا حجة لأحد بالقدر .
- واعلم أن الدعاء يرد القضاء ن ولكن الدعاء - نفسه - هو من الأسباب التي أُمر الإنسان بفعهلا لحصول نفع أو دفع ضر . ولا إشكال في أن - الدعاء يرد القضاء - فالمريض مثلاً يدعو الله بالشفاء فيشفيه الله تعالى ن فهنا نقول : لولا الدعاء لبقي المرض ، ولكن بالدعاء شُفي . ونقول في نفس الوقت : إن الله سبحانه وتعالى قد قضي بأن هذا المرض سيشفى منه المريض بواسطة ذلك الدعاء ، فهذا هو المكتوب فصار الدعاء يرد القضاء ظاهرياُ ، حيث أن الإنسان يظن أنه لولا الدعاء لبقي المرض ، لكن في الحقيقة لا يرد القضاء لأن الدعاء نفسه مكتوب ، ومكتوب - أيضاً - أن الشفاء سوف يكون بهذا الدعاء وهذا هو القدر الاصلي الذي كُتب في الأزل ، فكل شيء مقرون بسبب ، وإن هذا السبب جعله الله تعالى سبباً يحصل به الشيء ، وكلاهما مكتوب في الأزل قبل حدوثهما . وكذلك الكفار قد كُتب عملهم في الأزل أنهم كفار ، ( ولكن قد يقول قائل : ما دام أن الله قد كتب عليهم الكفر وقدّره لهم فيكف يعذبهم ) فنقول : إنه يعذبهم لأبهم لأنه أقام عليهم الحُجة وبيَّن لهم طريق الهداية وأرسل إليهم الرسل وأنزل عليهم الكتب ، وبيّن لهم الهُدى من الضلال ، وأعطاهم عقولاً وإرادة واختياراً ن بدليل أنهم يسعون إلى المصالح الدنيا بكل دقة وتخطيط وتركيز ، ويتحرون أسلم السبل لتحقيق المصالح ويفعلون كل ذلك بإرادتهم واختيارهم ، ولا تجد واحداُ منهم يسعى لما يضره في دنياه ، وأنه لا يتهاون ولا يتكاسل في أمرٍ ينفعه ، فكيف يقول عن الكفر أنه مكتوب عليه ولماذا لا يُقدِّر في نفسه أن الهداية مكتوبة له . ثم هناك حقيقة واضحة وهي أن الإنسان لا يعلم أن الشيء مقدَّر ومكتوب عليه إلا بعد وقوعه ، أما قبل وقوعه فإنه لا يعلم ماذا كُتب له . وبذلك بطل الاعتراض والاحتجاج . واعلم - أيضاً - أن أعمال الشر والفسق لا تُضاف إلى الله تعالى ، لأن ما يصيب الإنسان من خير فهو من الله وما يصيبه من شرٍ فهو من نفسه وفعله ، وليس معنى هذا أن الله لم يخلق الشر ، بل هو سبحانه خالق الخير والشر ، ولكن الشر لايُضاف إلى الله سبحانه لأن فعل الله تعالى إن كان شراً على الإنسان المُقدر عليه الشر فليس شراً بالنسبة الله تعالى ، وذلك لصدوره عن حكمة بالغة تتضمن الخير قطعاً حتى وإن رآه الإنسان شراً ففعل الله تعالى كله خيراً ، أما مفعولاته ومخلوقاته البائنة عنه ففيها الخير والشر . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ وللحديث بقية إن شاء الله .... في التعامل مع الكفار .....
للفائدة :-
قال الله تعالى منكراً على الذين يدعون الأنبياء والأولياء والجن : (قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا(56)أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا) الإسراء :56-57 . عن ابن مسعود قال :- كان نفرٌ من الإنس يعبدون نفراً من الجن ، فأسلم النفر من الجن ، فاستمسك الآخرون بعبادتهم فنزلت : ( أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة ) . قال الحافظ بن حجر : استمر الإنس الذين كانوا يعبدون نفراً من الجن على عبادة الجن والجن لا يرضون بذلك لكونهم أسلموا ، وهم الذين صاروا يبتغون إلى ربهم الوسيلة . وروى الطبري من وجه آخر عن ابن مسعود فزاد فيه : والإنس الذين كانوا يعبدونهم لا يشعرون بإسلامهم وهذا هو المعتمد في تفسير الآية . والوسيلة : هي القربة ، كما قال قتادة ولهذا قال :- ( أيُّهم أقرب) . أقول : في هذه الآية رد على الذين يدعون غير ربهم من الأنبياء والأولياء ويتوسلون بهم ، ولو توسلوا بإيمانهم بهم ، وحبهم لهم - وهو من العمل الصالح - لكان حسنا ، لأنه من التوسل المشروع . يقول بن كثير في تفسير هذه الآية ما خلاصته :- نزلت هذه الآية في جماعة من الإنس كانوا يعبدون الجن ويدعونهم من دون الله : فأسلم الجن وقيل نزلت في جماعة الإنس كانوا يدعون المسيح والملائكة . فهذه الآية تنكر على من يدعو غير الله ولو كان نبياً أو وليا . " محمد بن جميل زينو " وقفه :- خير العباد مَن عصم واعتصم بكتاب الله تعالى ، ونظر إلى قبر فبكى ، وقال : هو أول منازل الآخرة وآخر منازل الدنيا ، فمن شُدَّد عليه فما بعده أشدّ ، ومن هُوِّن عليه فما بعده أهون . " عثمان بن عفان رضي الله عنه " الحقاق |
ب - في التعامل مع الكفار :-
لقد شرع الإسلام منهجاً مفصلاً في التعامل مع الكفار ، وهذا المنهج يقوم على العدل والتسامح بعيداً عن الإفراط والتفريط ، ومحتواه منع الظلم عنهم أو التشديد عليهم في غير موضع الشدة ، وعدم معاملتهم معاملة غاشمة بل يُعاملون بيسر وسهولة ، يُعطون حقوقهم المشروعة ، ويُعاملون بالعدل والرحمة والتسامح ، ولا يجوز الاعتداء عليهم بالقتل ولا على أعراضهم ولا أموالهم ز ويحرم على المسلم موالاتهم ومودتهم ومناصرتهم أو اتخاذهم بطانة بل تجب معاداتهم وبغضهم في الله . وإليك تفصيل ذلك:- 1- وجوب معاداة اليهود والنصارى وغيرهم من الكفار وبُغضهم وعدم موالاتهم . فيجب على المسلم أن يُعادي جميع الكفار عداوة دينية بسبب كفرهم قال تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ ) الممتحنة : 1 . وعلى المسلم أيضاً أن يُبغضهم ولا يواليهم ولا يودهم . قال تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ .....) المائدة :51 . وقال تعالى (لاَ تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ ......) المجادلة :22 . والآيات في وجوب معاداة الكفار ، وعدم موالاتهم كثيرة جداً . 2- عدم تقريبهم ومعاشرتهم ، أو استعمالهم في قضايا المسلمين . فيحرم على المسلم أن يُقربهم أو يتودد إليهم أو يُخالطهم في المسكن والمأكل والعمل ، إلا ما دعت إليه الحاجة والضرورة . 3- يحرم تقليدهم مسئولين أو رؤساء على المسلمين . قال تعالى : ( وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا) النساء : 141 . فلا يجوز أن نجعل الكافر متحكماً في المسملين : يأمرهم وينهاهم ويتسلط عليهم . 4- يجب منع دعاتهم من الدعوة إلى أديانهم ومذاهبهم في بلاد المسلمين ، لأن ذلك من باب التساهل وقد يكون من باب مودتهم فيكون الخطر أعظم . 5- لا يجوز السماح للكفار ببناء معابدهم أو كنائسهم في بلاد المسلمين إلا ما كان موجوداً قبل دخول الإسلام فيبقى على حاله ولكن لا يسمح لهم بإنشاء معابد جديدة . 6- يحرم تحكيم قوانينهم وتطبيقها على المسلمين ، وأننا نرى أن هذا الأمر قد حدث بكثرة فقد أخذت كثير من أقطار المسلمين تلك القوانين ونقلوها إلى العربية ثم طبقوها وألزموا المسلمين بها . 7- عدم أخذ ثقافاتهم الفكرية ومناهجهم التعليمية ولكن هذا قد حدث - بكل أسف - فقد أخذ المسلمون تلك المناهج التعليمية والتربوية وصاروا يُدرونها في مدارسهم ويُنشئون الأجيال المسلمة عليها . 8- يحرم التشبه بالكفار في لباسهم عاداتهم وسلوكياتهم ، أما ما انتشر بين المسلمين وصار لا يتميز به الكفار فإنه لا يكون تشبيهاً ، وقد حرّم الإسلام ايضاً التشبه بهم ف طُرق أداء العبادات أو موافقتهم فيها . 9 - يحرم السفر إلى بلاد الكفار والإقامة فيها ، لأن في ذلك خطر عظيم على الدين والخُلق . ويجوز السفر إلى بلادهم والإقامة فيها بشروط هي :- 1- أن يأمن المسلم هناك على دينه بحيث يكون لديه ن الإيمان والعلم والعزيمة ما يجعله يثبت عليه فلا ينحرف أو يضل . 2- ومن أراد الإقامة في بلادهم فليس له ذلك إلا أن يُقيم للدعوة أو للدراسة أو للعلاج الضروري أو لحاجة تخدم مصالح المسلمين في علم أو في تنظيم العلاقات . 3- أن يتمكن من إظهار دينه في بلادهم ويؤدي شعائر الإسلام بدون ممانعة . 4- أن يقيم لحاجة خاصة مباحة كتجارة أو علاج . 5 - أن يقيم للدراسة التي فيها نفع للمسلمين وغير موجودة في بلاد الإسلام ، ولكن يجب أن يكون الدارس على معرفة بدينه ونضوج في عقله ، ومحافظ على شعائر دينه . 10 - يحرم بدء الكفار بالسلام والتحية ، قال صلى الله عليه وسلم ( لاتبدؤوا اليهود والنصارى بالسلام ، وإذا لقيتموهم في طريق فاضطروهم إلى أضيقه) رواه مسلم . ولكن إذا سلّموا هم وجب علينا الرد عليهم بقولنا ( وعليكم ) فقط إلا إن قالوا بلفظ صريح واضح ( السلام عليكم ) فنقول ( وعليكم السلام ) وكذلك لا نبدأهم بأي تحية أخرى مثل :- مرحباً أو أهلاً وسهلاً أو غيرها لأن في كل ذلك إكراماً وتعظيماً لهم ، وكذلك لا نبدأهم بالمصافحة إلا إذا مدّوا أيديهم فإننا نصافحهم . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ يتبع بإذن الله تعالى ...................
للفائدة
السؤال بتاريخ 2003-08-02 11:29 ص السؤال : ما الواجب على المسلم تجاه غير المسلم سواء كان ذمياً فى بلاد المسلمين ، أو كان فى بلاده ، أو المسلم يسكن فى بلاد ذلك الشخص غير المسلم . والواجب الذى أريد توضيحه هو : المعاملات بكل أنواعها ابتداءً من إلقاء السلام ، وانتهاءً بالإحتفال مع غير المسلم فى أعياده ، وهل يجوز اتخاذ صديق عمل فقط ؟ أفيدونا أثابكم الله ! الجواب بتاريخ 2003-08-02 11:32 ص فأجاب - رحمه الله - : إن من المشروع للمسلم بالنسبة إلى غير المسلم إموراً متعددة منها : الدعوة إلى الله عز وجل بأن يدعوه إلى الله ويبين له حقيقة الإسلام حيث أمكنه ذلك ، وحيث كانت لديه بصيرة لأن هذا هو أعظم الإحسان وأهم الإحسان الذى يهديه المسلم إلى مواطنه ، وإلى من اجتمع به من اليهود أو النصارى أو غيرهم من المشركين لقول النبى صلى الله عليه وسلم ( من دل على خير فله مثل أجر فاعله ) ... رواه مسلم . وقوله عليه السلام لعلى - رضى الله عنه - لما بعثه إلى خيبر وأمره أن يدعو إلى الإسلام قال : ( فو الله لأن يهدى الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم ) ... متفق عليه . وقال عليه الصلاة والسلام : ( من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لاينقص ذلك من أجورهم سيئاً ، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الأثم مثل آثام من تبعه من تبعه لاينقص ذلك من آثامهم شيئاً ) ... رواه مسلم . فدعوته إلى الله من أهم المهمات ومن أفضل القربات . ثانياً : لايجوزأن يظلمه فى نفسٍ ولا فى مال ولا فى عرض إذا كان ذمياً أو مستأمناً أو معاهداً ، فإنه يؤدى إليه حقه . ثالثاً : لا مانع من معاملته فى البيع والشراء والتأجير ونحو ذلك فقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنه اشترى من الكفار عباد الأوثان ومن اليهود وهذه معاملة . رابعاً : فى السلام لا يبدؤه بالسلام لقوله صلى الله عليه وسلم : ( لاتبدأوا اليهود والنصارى بالسلام ) ... رواه مسلم . فالمسلم لايبدأ الكافر بالسلام ولكن يرد عليه بقوله " وعليكم " كما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم . ومن ذلك أيضاً حسن الجوار إذا كان جاراً تحسن إليه ولاتؤذيه فى جواره ، وتتصدق عليه إن كان فقيراً ، وتهدى إليه النصح لأن هذا مما يرغبه فى الإسلام . وإذا كان الجار كافراً كان له حق الجوار ، وإذا كان قريباً وهو كافر صار له حق الجوار وحق القرابة . ومن المشروع للمسلم أن يتصدق على جاره الكافر وغيره من الكفار غير المحاربين من غير الزكاة لقوله تعالى (( لاينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم فى الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين )) ... الممتحنة 8 . وللحديث الصحيح عن أسماء بنت أبى بكر أن أمها وفدت إليها بالمدينة وهى مشركة تريد المساعدة فاستأذنت النبى صلى الله عليه وسلم ، أن تصلها ؟ فقال : ( صليها ) . أما الزكاة فلا مانع من دفعها للمؤلفة قلوبهم من الكفار لقوله تعالى (( إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم )) ... التوبة 60 . أما مشاركة الكفار فى احتفالاتهم بأعيادهم فليس للمسلم أن يشاركهم فى ذلك الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز وقفه :- لما وقف سليمان ( الخليفة الأموي ) وعمر بن عبدالعزيز بعرفة ، ورأى سليمان كثرة الناس ، قال له عمر :- هؤلاء رعيتك اليوم ، وأنت المسؤول عنهم غداً ، وفي رواية : وهم خصماؤك يوم القيامه . فلكى سليمان وقال :- بالله نستعين . الحقاق |
ومن التعامل مع الكفار :-
11- يحرم على المسلم أن يُشارك الكفار في أعيادهم واحتفالاتهم ويحرم تهنئتهم ومشاركتهم بعيد ( الكرسمس ) أو عيد الفصح أو غيرها من الأعياد لأن في ذلك إقراراً لما هم عليه من شعائر الكفر ، ورضاً به ز 12 - يُكره للمسلم أن يقوم على خدمتهم كأن يُقدم لهم الطعام والشراب ، أو يكنس ويغسل لهم ، لأن في ذلك إذلالاً ومهانة للمسلم . 13- يحرم على المسلم أن يُجاملهم في عبادتهم ومعتقداتهم . 14 - إذا هنؤونا بأعيادهم فإننا لا نجيبهم على ذلك لأنها ليست باعياد لنا ، ولأنها أعياد لا يرضاها الله تعالى ز 15- يحرم على المسلم الذهاب إلى احتفالاتهم وأعيادهم ومشاركتهم بها . فهذا منكر عظيم يُخشى على صاحبه . 16- يحرم على المسلم أن يقول للكافر يا سيد ، إلا إن كان سيداً في قومه ، وتركه أولى . 17- يحرم على المسلم أن يخاطب الكافر بعبارة : يا اخي أو يا عزيزي إلا أن يقصد منادته إن جهل اسمه . 18 - يحرم على المسلم الذهاب إليهم وتهنئتهم بسلامة الوصول من السفر . 19 - يحرم على المسلم ان يُفضل الكافر على المسلم في العمل فيقول : هو أحسن من المسلم . ما دام هناك من العمل ما يقوم به المسلم فلا حاجة للكافر إلا أن يكون ذلك العمل لا يعرفه إلا الكافر ، فيجوز . 20 - لا يجوز للمسلم مدح الكفار والثناء عليهم ، وإن كان فيهم صدق وأمانة فإنه يذكر ذلك من باب الإخبار وليس من باب المدح لأن فيهم - بشكل عام - من الكذب والخيانة الكثير ويكفيهم كذباً وخيانة أنهم أنكروا حق الله تعالى ، فمهما عملوا من الخير فإنما هو فعل مغمور بجانب سيئاتهم وكفرهم وظلمهم . 21- يجوز للمسلم أن يُساعدهم ويُركبهم في سيارته ويُطعمهم ويُحسن إلى الجيران منهم . وهذا من أخلاق الإسلام . 22- يحرم على المسلم التعدي على أنفسهم أو أوموالهم أو أعراضهم ، ولا يجوز له إذاؤهم بالضرب والإهانة أو السب والشتم ز 23- لا يجوز للمسلم سب أديانهم لكيلا يتخذوا ذلك ذريعة لسب الدين الإسلامي ز 24- يجوز للمسلمين أن يستفيدوا مما عند الكفار من الصناعات والتطور ، ويجوز كذلك تعلُّم ما عندهم من التقنيات الحديثة ودراستها ، لتقوى بذلك شوكة المسلمين . إن تلك الأحكام .. وغيرها هي التي ينبغي للمسلم اتباعها مع الكفار ، وقد سردناها هنا إجمالاً فدخل فيها الخطأ الشائع وغير الشائع . وإن تلك الأحكام هي ما أمر بها الإسلام تجاه الكفار لتبقى عزة المسلم ولكي يسلم دينه من الشوائب . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ يتبع بإن الله .. أخطاء عقدية وشركية شائعة .....
للفائدة
تمرد الناس على الحكام والعلماء فساد للشريعة السؤال بتاريخ 2003-12-13 10:43 م فضيلة الشيخ: ذكرتم في كلامكم بعض ضوابط السلفية فالسؤال هنا : أن هناك رجلاً يظهر عليه اتباع السلف وعقيدته سليمة وعنده من الحسنات الكثير ، لكنه خالف السلف في منهج معاملة الحاكم ، فهل يخرج من السلفية ويبدع ؟ الجواب بتاريخ 2003-12-13 10:45 م لا شك أن منهج السلف هو الصبر على أذى الحكام ، والدعاء لهم ، وإقامة الجمع والأعياد معهم ، كما قال شيخ الإسلام في العقيدة الواسطية من طريقة أهل السنة والجماعة إقامة الجمع والأعياد والحج والجهاد مع الأمراء أبراراً كانوا أو فجاراً . وكما كان الإمام أحمد وغيره من الأئمة يعاملون الأمراء بما يقتضيه الحال من الدعاء لهم وسؤال الهداية لهم ، وعدم إفشاء معايبهم أمام الناس ، فالسكوت على الخطأ غلط ، ونشر الخطأ غلط ، والصواب بين هذا وهذا كما هو في جميع الأشياء الوسط هو الخير {والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواماً}. أما مسألة كونه يخرج عن السلفية أم لا يخرج فهذا شيء آخر ، إنما الكلام على أن مذهب السلف هو الصبر على الأمراء والدعاء لهم وعدم إثارة الناس عليهم وتسكين الأمور . بل قال الرسول –عليه الصلاة والسلام- : ((اسمع وأطع وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك)). ففي هذه المسالة التي وقع السؤال عنها خرج هذا الرجل عن مذهب السلف في معاملة الحكام لكن قد يكون على مذهب السلف من وجه آخر . وهذه المسألة من أخطر ما يكون على العامة وعلى ولاة الأمور وعلى الجميع لأن الناس إذا شحنت قلوبهم على ولي الأمر فسدوا وصاروا يتمردون على أمره ويخالفونه ، ويرون الحسنة منه سيئة ، وينشرون السيئات ويخفون الحسنات وإذا زيد على ذلك التقليل من شأن العلماء فسد الدين أيضاً . فتمرد الناس على الأمراء اختلال للأمن ، وتمرد الناس على العلماء فساد للشريعة . في لقاء الباب الفتوح ، اللقاء57 (ص/176-178س1343) الشيخ محمد بن صالح العثيمين وقفه :- لما توفي عمر بن عبدالعزيز رضي الله عنه بكى عليه عدوه ( ليو الثالث ) إمبراطور البيزنطيين بكاء أذهل حاشيته واساقفته ، فقال لهم :- لقد مات والله ملك عادل ليس لعدله مثيل ، وليس ينبغي أن يعجب الناس لراهب ترك الدنيا ليعبد الله في صومعته .. إنما العجب لهذا الذي صارت الدنيا تحت قدميه فزهد فيها .. لقد كان حرياً أن يعجل به ، فأهل الخير لا يلبثون مع أهل الشر إلا قليلاً . الحقاق |
ج - أخطاء عقدية وشركية شائعة :-
1- من الأخطاء الشائعة :- ضرب المثل بالأنبياء والرسل أو بالملائكة في الأمور المستحقرة أو بما لا يليق ، فإن بعض الناس تجده إن فقل شيئاً مخالفاً أو أراد تأييد فعل مخالف جاء ببعض الأمثلة والقصص عن الأنبياء ، فيقول :- إن النبي الفلاني فعل كذا وكذا والرسول الفلاني حدث منه كذا وكذا ويستدل بما جرى لبعض الأنبياء من الحوادث والأمور على ما عمله من باطل ومنكر ، دون أن يعرف صحة ماجرى ولا حقيقة ما حدث ، ومن الأمثلة ما يلي :- - ذكرهم لقصة داود وفهمهم الخاطىء لقصة التسعة والتسعين نعجة ، فيفسرونها بأن المراد هم ( النساء ) وليس النعاج . أو يقولون : إن النبي يوسف - عليه السلام - قد دخل السجن أو أن النبي صلى الله عليه وسلم كان شهوانياً ويحب النساء أو غير ذلك مما لا يعرفون صحته أو حكمته . وأن ذلك الفعل محرم لا يجوز ، وإن قاله على سبيل السخرية والتنقص فإنه يكفر . وقد قال الإمام مالك - رحمه الله - في رجل عيّر رجلاً بالفقر فقال الآخر : تعيرني بالفقر وقد رعى النبي صلى الله عليه وسلم الغنم ، فقال الإمام مالك : قد عرّض بذكر النبي صلى الله عليه وسلم في غير موضعه أرى أن يُؤدب . وقال عمر بن عبدالعزيز رحمه الله لكاتب له ، انظر لنا كاتباً يكون ابوه عربياً ، فقال له الكاتب : لقد كان أبو النبي صلى الله عليه وسلم كافراً ، فقال له عمر :- جعلت هذا مثلاً ، فعزله ، وقال : لا تكتب لي أبداً . وقال القابسي عن رجل قال لرجل قبيح كأنه وجه نكير ، وقال لرجل عبوس كأنه وجه مالك الغضبان ، فقال القابسي : في الأدب بالسوط نكال للسفهاء ، وإن قصد ذم الملك قُتل . - يحرم الاستشهاد بأن النبي صلى الله عليه وسلم كان أُمياً على سبيل التنقص وفعل ذلك جهل بالحكمة العظيمة والآية الكبيرة من جعل النبي صلى الله عليه وسلم أمياً . وورد في شذرات الذهب ، في وفيات سنة 704 هجري قال :- وفيه ضُرب رقبة رجل يُسمى ( الكمال الأحدب ) وسببه أنه جاء إلى القاضي جمال الدين المالكي يستفتيه ... فقال : ماتقول في رجل تخاصم هو ورجل ، فقال له الخصم : تكذب ولو كنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال له القاضي من قال هذا ؟ قال أنا فأشهد عليه من كان حاضراً وحبسه ثم أحضره من الغد إلى دار العدل وحكم بقتله . ورُوي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال : من حدّث بحديث داود عليه السلام على مايرويه القُصَّاص ..... جلدته .
للفائدة
السؤال: هل يجوز تعيين شخص بأنه ولي لله مع صلاحه وتقواه سواء كان حيّاً أو ميتاً كأن أقول مثلا : العالم الفلاني من أولياء الله ؟. الجواب: الحمد لله ذكر الله تعالى علاماتٍ يُعرف بها أولياؤه ، وهي : الإيمان والتقوى ، قال الله تعالى : { أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ . الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ } يونس / 62 ، 63 ، ولا يمكن أن نجزم بتعيين شخص أنه ولي من أولياء الله ؛ لأن تحقيق الإيمان والتقوى فيهما أمور قلبية خفية ، ولا يمكن للناس الاطلاع عليها ، لذا يمكن للإنسان أن يُغلِّب الظن على شخص معين لكن دون جزم . قال الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله - : ويجب على جميع المسلمين أن يَزِنوا أعمال مَن يدَّعي الولاية بما جاء في الكتاب والسنة ، فإن وافق الكتاب والسنَّة : فإنه يُرجى أن يكون من أولياء الله ، وإن خالف الكتاب والسنَّة : فليس من أولياء الله ، وقد ذكر الله في كتابه ميزاناً قسطاً عدلاً في معرفة أولياء الله حيث قال : { ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون . الذين آمنوا وكانوا يتقون } ، فمَن كان مؤمناً تقيّاً كان لله وليّاً ، ومَن لم يكن كذلك فليس بولي لله ، وإن كان معه بعض الإيمان والتقوى كان فيه شيءٌ من الولاية . ومع ذلك فإننا لا نجزم لشخص بعينه بشيءٍ ، ولكننا نقول على سبيل العموم : كل من كان مؤمناً تقيّاً كان لله وليّاً . " فتاوى مهمَّة " ( ص 83 ، 84 ) . والله أعلم . الإسلام سؤال وجواب (www.islam-qa.com) وقفه :- لا تكثر العتاب ، فإنّ العتاب يورّثُ الضغينة والبغضة ، وكثرته من سوء الادب " علي بن أبي طالب رضي الله عنه " الحقاق |
2- ومن الأخطاء الشركية الذبح لغير الله تعالى :-
إن الذبح عبادة يجب صرفها لله تعالى ، فالإنسان يذبح ذبيحته ويذكر اسم الله ويُكبر ، وهو بذلك يتقرب إلى ربه بهذا الذبح ، قال تعالى ( قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين ) الأنعام 162 . وقال تعالى ( فصل لربك وانحر ) الكوثر 2 . فمن ذبح لغير الله فهو مشرك شركاً أكبر يُخرج من الإسلام سواء ذبح لملك أو لرسول أو لحاكم أو لولي أو لصنم أو لأي مخلوق . وما ذبح لغير الله تعالى فإنه يحرم الأكل منه قال تعالى ( حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أُهل لغير الله به .. ) وما أهل لغير الله به أي : ما ذُبح لغير الله تعالى . والذبح عبادة داخلة في توحيد الألوهية الذي هو توحيد الله تعالى وعبادته وطاعته بأفعال العباد ، كالدعاء والنذر والذبح . 3- ومن الأخطاء : مايفعله بعض الجهلة من الذبح للأموات وللقبور أو للجن أو للأولياء والأضرحة تقرباً إليهم وظناً منهم أن أولئك ينفعون أو يضرون ، أو يقضون الحاجات ، فسبحان الله ! كيف الميت قد بَلى أن يفعل شيئاً ! أو ينفع ويضر ! فلو كان له أدنى قدرة لنفع نفسه ، ولكن أهل البدع من الصوفية وغيرهم لبَّسوا على الناس دينهم ، واقتادوهم إلى طرائق الشرك والكفر . وهذا الفعل خطاً عظيم ، بل لا تنفع معه كلمة ( خطأ ) لأنه أعظم من تلك الكلمة فهو شرك أكبر يُخرج الإنسان من الإسلام . قال صلى الله عليه وسلم ( لعن الله من ذبح لغير الله ) رواه مسلم رقم 19878 . وإن زعم من يفعل ذلك أنه يذكر اسم الله عند الذبح فنقول : إن مجرد ذهابك للذبح عند القبور والأضرحة هو مخالفة عظيمة ، فضلاً عن أنك تنوي بذلك الذبح التقرب إلى ذلك القبر أو ذلك الولي المزعوم . 4- ومن الأخطاء أيضا :- إن بعض الناس من ضعاف الإيمان قد يُنذر نذراً لغير الله تعالى ، كأن يذهب إلى تلك القبور أو اضرحة الأولياء المزعومين ويدعوهم ، أو يدعو عندهم بأنه إن تحقق لي ما أريد فإن علي نذراًً - لذلك القبر أو لذلك الولي - أن أذبح كذا أو أفعل كذا ، وهذا شرك أكبر يُخرج من الإسلام ، لأنه صرف شيء من العبادة لغير الله - وهو النذر - ومن صرف شيئاً من العبادة لغير الله فهو مشرك كافر . وبعض الناس يُنذرون الشموع والأنوار والزهور لأصحاب القبور ، وكل ذلك من الشرك . 5- من مظاهر الشرك المنتشر في كثير من بلاد المسلمين :- عبادة القبور واعتقاد أن أولئك الأولياء والعلماء أو غيرهم يستطيعون قضاء الحاجات أو تفريج الكربات ، فتجدهم يستغيثون ويستعينون بهم ، ويدعونهم من دون الله ، ويطلبون منهم قضاء حوائجهم ، ومثله - أيضاً - دعاء الأنبياء والصالحين وغيرهم من الموتى للشفاعة لهم أو لتخليصهم من الشدائد . ومعظم أولئك المشركين هم من الجهلة العامة الذين غرر بهم المبتدعة من الصوفية وأمثالهم . ألم يعلم أولئك أن الله تعالى هو الخالق الرازق المحي المميت الشافي الرحمن الرحيم .... وأنه سبحانه هو الذي يُغيث ويُعين ويُعطي وبيده سبحانه النفع والضر ... وهو على كل شيء قدير ، وحسبهم هذه الآية : ( أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض أءله مع الله ... ) النمل : 62 . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ يتبع بإذن الله ................
للفائدة
السؤال : إذا مات إنسان وهو يذبح للجن ، ومصر على ذلك هل يصلى عليه ويدعى له ؟. الجواب : الحمد لله لا يجوز أن يصلى عليه ، ولا يغسل ، ولا يكفن ، ولا يعتبر من المسلمين ، ولا يقبر معهم ؛ لأنه مشرك . وهكذا الذي يدعو الجن أو الأولياء أو أهل القبور ، وينذر لهم والعياذ بالله . كتاب مجموع فتاوى ومقالات متنوعة لسماحة الشيخ العلامة عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله . ص / 149. الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز وقفه :- عليكم بذكر الله فإنه شفاء ، وإياكم وذكر الناس فإنه داءٌ " عمر بن الخطاب رضي الله عنه " الحقاق |
6 - ومن االأخطاء : ما يفعله بعض الناس من اتخاذ اسم النبي صلى الله عليه وسلم أو الشيخ أو الولي أو اسم علي أو الحسين ..
يتخذ ذلك عادة له وذكراً إن قام وإن قعد وإن عثر وإن وقع في كربه ، فهذا يقول يا محمد وذاك يقول ياعلي والآخر يقول يا بدوي وغيرهم يقول يا فلان ويا فلان .. ألم يسمع أولئك قول الله تعالى ( إن الذين تدعون من دون الله عباد أمثالكم ) سورة الأعراف : 194 . إن ما يفعله أولئك الناس هو من الشرك ، وإن اعتقدوا أن أولئك الذين يدعونهم ينفعون أو يضرون فهو شرك أكبر . 7 - ومن الأخطاء الشركية الشائعة :- إن بعض أولئك الجهلة يطوفون حول القبور ويتمسحون بها ويُقبلون أعتابها وأركانها ، ويسجدون لها ، ويفقون أمامها خاشعين متذللين متضرعين سائلين مطالبهم من شفاء مريض أو طلب ولد أو قضاء دين أو غير ذلك .. وتجدهم يُنادون أولئك الاموات : يا سيدي جئتك من بلاد معيدة فلا تردني ولا تُخيّب رجائي !! فسبحان الله ! أين أدنى إيمان أولئك الناس ، بل أين عقولهم . إن الله تعالى يقول ( ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون ) سورة الأحقاف : 5 ، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم ( من مات وهو يدعو من دون الله نداً دخل النار ) رواه البخاري . 8 - ومن الأخطاء الشركية أيضا :- أن بعض أولئك الجهلة وأسيادهم من الصوفية يعتقدون أن الأولياء يتصرفون في أمور الكون وشئونه ، وأن ما يحدث في هذا العالم هو من فعلهم وتدبيرهم ، كما يعتقدون أن أولئك الاولياء ينفعون ويضرون !! . إن هذه الاعتقادات الباطلة توصل صاحبها إلى الكفر الأكبر الموجب للخلولد في النار ، فليحذر الناس من هذا ويجب أن يعلموا أن الله تعالى هو خالق كل شيء وهو رب كل شيء ومليكه وبيده سبحانه تصريف الأمور والنفع والضر . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــ يتبع بإذن الله تعالى ............................................ للفائدة السؤال: ما حكم قول الإمام قبل تكبيرة الإحرام " وجهوا قلوبكم إلى الله " ، وأيضاً " صلوا صلاة مودَع " ؟. الجواب: الحمد لله أولاً : من السنَّة أن يسوِّي الإمام الصفوف بنفسه ، وأن يأمر المأمومين بتسوية الصفوف ، وقد تنوعت العبارات الواردة في السنَّة ، وكلها تأمر المأمومين بتسوية الصفوف ، وتحذرهم من مخالفة ذلك ، ومما ورد : " أقيموا صفوفكم وتراصوا " ، " سووا صفوفكم فإن تسوية الصفوف من إقامة الصلاة " ، " سووا صفوفكم فإن تسوية الصف من تمام الصلاة " ، " أقيموا الصف في الصلاة فإن إقامة الصف من حسن الصلاة " ، " استووا ولا تختلفوا فتختلف قلوبكم " ، " أقيموا الصفوف وحاذوا بين المناكب وسدوا الخَلل " ، وغير ذلك من الألفاظ . ولا حاجة لشيء من هذه الألفاظ وغيرها إذا كان الإمام قد رأى الصفَّ مستوياً . قال الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله - : لكن لو التفت – يعني الإمام – ووجد الصف مستقيماً متراصاً ، والناس متساوون في أماكنهم ، فالظاهر أنه لا يقول لهم استووا ، لأنه أمر قد حصل إلا أن يريد اثبتوا على ذلك ؛ لأن هذه الكلمات لها معناها ، ليست كلمات تقال هكذا بلا فائدة ... " أسئلة الباب المفتوح " ( رقم 62 ) . ولا نعلم في السنة الصحيحة شيئاً يأمر الإمام به المصلين فيما يتعلق بصلاتهم من حيث الخشوع وتوجيه القلوب إلى الله والصلاة كأنها صلاة مودِّع وما أشبه هذا ، فمداومة الإمام على ذلك يُخشى أن يدخل في باب البدعة ، ولا بأس أن يقول مثل هذا التذكير لكن أحياناً دون الاستمرار عليه والالتزام به في كل صلاة . ولفظة " وجهوا قلوبكم إلى الله " لم نجد لها أصلاً ، وأما لفظة " صلِّ صلاة مودِّع " فقد صحَّت عن النبي صلى الله عليه وسلم لكنها وصية عامة ، ولا تعلق لها بما يقوله الإمام قبل تكبيرة الإحرام . عن أبي أيوب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا قمت في صلاتك فصلِّ صلاة مودع ، ولا تكلم بكلام تعتذر منه واجمع الإياس مما في أيدي الناس " . رواه ابن ماجه ( 4171 ) . وصححه الشيخ الألباني في " السلسلة الصحيحة " ( 401 ) . وعن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " صل صلاة مودع كأنك تراه فإن كنت لا تراه فإنه يراك وأيس مما في أيدي الناس تعش غنيا وإياك وما يعتذر منه " . رواه البيهقي في " الزهد الكبير " ( 2 / 210 ) . وهو صحيح بشواهده كما قاله الشيخ الألباني في " السلسلة الصحيحة " ( 1914 ). الإسلام سؤال وجواب (www.islam-qa.com) وقفه :- روى سعيد بن بشير عن ابيه أن عبد الملك بن مروان الخليفة الأموي قال حين ثَقُل ، وقد رأى غسالاً يلوي ثوباً بيده :- وددت لو كنت عسالاً لا أعيش إلا مما أكتسب يوماً بيوم ... فذكر ذلك لأبي جازم فقال : الحمدالله الذي جعلهم عند الموت يتمنون ما نحن فيه ، ولا نتمنى عند الموت ماهم فيه . الحقاق |
9 - ومن الأخطاء العظيمة والكثيرة التي يقع فيها الناس ، الذهاب للسحرة والكهان والعرافين .
ويجب أن تعلم أولاً :- أن السحر كفر بالله تعالى ، وأنه من السبع الموبقات والمهلكات ، وأنه يحرم تعلمه أو تعليمه وأن الساحر كافر ، لقوله تعالى ( وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يُعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين بباهل هاروت وماروت وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر ) سورة البقره آيه 102 . وحكم الساحر وأن يُقتل إمّا ردة عن الإسلام وإما حداً كما أن كسب الساحر حرام وخبيث . وإن الكاهن والعراف كلاهما كافر بالله العظيم إذا ادعيا معرفة الغيب لأنه لا يعلم الغيب إلا الله تعالى ، وبعد هذا فاعلم :- أنه لا يجوز للمسلم أن يذهب للسحرة ولا للكهان ولا للعرافين ، فإن السحر يضر ولا ينفع ، وإن الذهاب للساحر معناه تصديق بما يفعل - وأنه لايفعل إلا الكفر والشرك والاستعانة بالشياطين - وإنما يذهب أولئك الناس للسحرة لكي يعملوا لهم سحراً لإيذاء فلان أو فلانه أو للانتقام من شخص أو لفك مسحور ، وكل ذلك محرم على المسلم فعله ، لأن النفع والضر بيد الله والشفاء من الله وكل ما يجزي في هذا الكون هو بفعله وقدرته سبحانه ، وعلى الإنسان أن يلجأ إلى ربه ويحافظ على دينه ، ولا يذهب لللسحرة مطلقاً ، وإن ازدياد أعداد أولئك السحرة دليل على ضعف إيمان الكثير من الناس ؛ و إلا لما وجد ساحر واحد . - أما الذهاب للكاهن أو العراف وهما اللذان يدعيان معرفة الغيب والأمور الخافيه ، وأنهم يدلون على أماكن المسروقات وما شابه ذلك فكل ذلك كذب وبهتان ؛ فإن الغيب لا يعلمه إلا الله تعالى ؛ وإن أولئك الكهان يضحكون على الناس ببعض الأقوال والافعال ، واعلم أنه يحرم على الإنسان الذهاب إليهم وتصديقهم : فمن ذهب إليهم وصدّقهم بما يقولون فهو كافر ، والدليل قوله صلى الله عليه وسلم ( من أتى كاهناً أو عرافاً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أُنزل على محمد ) رواه أحمد وصححه الألباني 5939 . ومن ذهب إليهم ولكنه لم يُصدقهم بما يقولون فإنه لا يكفر ولكنه ارتكب منكراً عظيماً ولا تُقبل له صلاة أربعين يوماً ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من أتى عرافاً فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة اربعين ليلة ) رواه مسلم ، هذا مع وجوب الصلاة عليه والتوبة . فأحذر أيها المسلم من الذهاب إلى السحرة والكهان ؛ فإن خطرهم على العقيدة عظيم ، وشرهم في المجتمع وبيل . 10 - ومن الأخطاء : إن بعض الناس يظن ويعتقد أن السحر يؤثر بنفسه وهذا فهم خاطىء . فإن السحر لا يؤثر بنفسه ، وأما ما يحصل للإنسان فإنما هو بأمر الله تعالى ، وبما قضاه وقدره سبحانه ، قال تعالى عن السحرة والسحر ( ... وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله ) سورة البقره : 102 . واعلم أن الأسباب لاتؤثر بنفسها وإنما هي وسيلة لحصول المسبَّب ، فالعمل ، مثلاً : سبب للحصول على المال ولكن العمل نفسه ليس هو الذي يأتي بالمال - حقيقة - إنما هو سبب للحصول عليه ، ولكن الذي يرزق في الحقيقة هو الله تعالى وهكذا في باقي الامور والأحوال . 11 - ومن الأخطاء :- الاعتقاد في تأثير النجوم والكواكب في الكون وفي حياة الناس : وهذا خطأ كبير وشرك بالله ، ومن ذلك ما يعتقده الناس في بروج الحظ التي تُنشر في الصحف والمجلات وتجد الناس يُؤملون فيها آمالاً كبيرة ويعتقدون فيها ويأخذون بما فيها . فنقول : إنْ اعتقد الإنسان أن تلك الأشياء لها أثر في الكون أو حياة الناس فهو مشرك ، وإن قرأ ذلك للتسلية فإنه لا يجوز له ذلك ، أما إن قرأها للرد عليها وتفنيد مزاعم من كتبها فذلك جائز . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ يتبع بإذن الله تعالى ... عن التمائم والعزائم والخرز والودع للفائدة ما حكم الذهاب إلى السحرة والكهان والمنجمين السؤال بتاريخ 2003-01-18 08:43 م فتوى رقم (6291): س: أولا: يوجد في بعض المناطق من بلادنا أن بعض الأفراد يعالجون مرضاهم بلحوم السباع والطير والدواب سواء منها حلال اللحم أو حرامه فما حكم هذا الصنيع سواء كان ذلك مجربا عدة مرات أو غير ذلك؟ أفتونا مأجورين. ثانيا: ما حكم الذهاب إلى السحرة والكهان والمنجمين. الجواب بتاريخ 2003-01-18 08:44 م أولا: كل ما كان مفترسا بنابه كالأسد والذئب والنمر من السباع، وكل ذي مخلب يفترس به كالحدأة والصقر من الطيور، وكالحمر الأهلية والبغال من الدواب - أكله حرام، لما ثبت عن أبي ثعلبة الخشني رضي الله عنه أنه قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكل كل ذي ناب من السباع. رواه البخاري ومسلم، وعن ابن عباس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم: نهى عن أكل كل ذي ناب من السباع، وكل ذي مخلب من الطير. وهذه الأحاديث مخصصة لعموم الآية: قل لا أجد في ما أوحي إلي محرما على طاعم يطعمه إلا أن يكون ميتة أو دما مسفوحا أو لحم خنزير فإنه رجس أو فسقا أهل لغير الله أو يقال: إن الأحاديث جاءت لتحريم ما ذكر فيها زيادة على ما كان قد حرمه الله من قبل في الآيات المكية، ولما كانت هذه محرمة لم يجز التداوي بها ولا بغيرها من المحرمات. أما ما كان حلالا أكله فيجوز التداوي به. ثانيا: لا يجوز الذهاب إلى السحرة ولا إلى الكهان والمنجمين ولا تصديقهم؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة خرجه مسلم في صحيحه والعراف يعم الكاهن والمنجم والساحر، وقوله صلى الله عليه وسلم: من أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد أخرجه أهل السنن وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد, وآله وصحبه وسلم. اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي عضو عبد الله بن غديان عضو عبد الله بن قعود اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء وقفه :- أوصى ابن هبيرة ولده فقال :- لا تكن اول مشير ، وإياك والهوى والرأي الفطير ، ولا تشيرن على مستبد ، ولا على وغد ، ولا على متلون ، ولا لجوج . وخف الله في موافقة هوى المستشير ، فإن التماس موافقته لؤم ، وسوء الاستماع منه خيانة . الحقاق |
شكرااااااااااا جزيلا
أشكرك أخى على هذه المعلومات القيمة ......وبارك الله في كتاباتك.
|
الأخ الفاضل /hicham.m80
وفيك بارك ، أشكرك على مرورك |
12 - ومن الأخطاء :-
اعتقاد بعض الناس في التمائم والعزائم الشركية والخرز والودع أو بعض الحلقات المعدنية أو الخيوط أو ما شابه ذلك من الخرافات التي يظنون أنها تدفع العين والحسد أو تدفع البلاء وتحمي صاحبها ، فكل ذلك محرم وشرك بالله ، ويُنافي التوكل على الله تعالى ؛ بل لا يزيد الإنسان إلا وهناً وهو من التداوي المحرّم . وإن اعتقد أن تلك الأشياء تنفع وتضر فهو مشرك شركاً أكبر ، وإن اعتقد أنها سبب للنفع والضرر فهو مشرك شركاً أصغر لأنها ليست أسباباً شرعية . 13- ومن الأخطاء الشائعة : التطير والتشائم فإنك ترى بعض الناس يتشاءم من الطيور أو من بعض الأشخاص أو من أصحاب العاهات أو من بعض الأصوات ، أو يتشاءم من بعض الأيام أو الشهور ، ويعتقد بأنها نحس وغير ذلك من الخرافات . فهذا كله من الشرك ، وهو ضعف في الإيمان والتوكل على الله ، وقد برْي النبي صلى الله عليه وسلم من مثل هؤلاء ، فعن عمران ابن حصين رضي الله عنه - ( مرفوعاً ) - قال صلى الله عليه وسلم [ ليس منا من تطيّر ولا تُطّير له ولا تكَهَّن ولا تُكُهِّن له ، أو سحر أو سُحر له ] رواه الطبراني في الكبير وصححه الألباني رقم 5435 ، وعلاج ذلك أن يتوكل الإنسان على ربه ويعلم أن كل شيء بأمره سبحانه وتعالى ، ومن وقع في شيء من التشاؤم فعليه أن يقول : [ اللهم لا خير إلا خيرك ولا طير إلا طيرك ولا إله غيرك ] رواه الإمام أحمد والطبراني . 14 - ومن الأخطاء الشائعة :- تعليق بعض الناس التمائم والحجب وبعض الآيات القرآنية على أولادهم أو في البيوت أو في السيارات . فهذه التمائم والرُقى إن كان فيها شرك ودعاء غير الله أو ألفاظ مجهولة وطلاسم مبهمة فهي شرك . وإن كانت تلك التمائم والحروز من القرآن الكريم - كما هو الغالب - فهذا محرم لا يجوز وذلك لعموم الأدلة التي تنهى عن التمائم ولأنها قد تكون وسيلة إلى الشرك - لا حقاً - ولأنها قد تتعرض للنجاسات والعبث ، ولأنه قد يُعتقد أنها مؤثرة بنفسها فيقع صاحبها في الشرك مباشرة . وعلى الإنسان أن يتوكل على ربه ، ويُحسن العمل ، ويترك كل تلك الأمور . وأعلم أنه لا يُباح للإنسان إلا الرقية الشرعية بقراءة القرآن والأدعية الصحيحة الواردة ، أو الأخذ من بقية العائن ثم يشربه أو يغتسل به . 15- ومن الأخطاء أيضا :- اعتقاد بعض الناس أن الجن أو الكهان والعراقين يعلمون الغيب :- وهذا اعتقاد باطل ، وظنٌ فاسد ، فإن الغيب لا يعلمه إلا الله تعالى ، وإنّ علم ما في غدٍ لا يستطيع أحد معرفته غيره سبحانه - وهذه حقيقة يجب أن يعلمها كل الناس - قال تعالى ( قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله ... ) النمل : 24 . فالجن لا يعلمون الغيب - أبداً - ومن ظن أنهم يعلمون الغيب لأن خلقهم مختلف وأن لهم القدرة على التّشكل والتخفي ، وأن لهم سرعة كبيرة .... فكل ذلك لا دخل له في معرفة الغيب والدليل على ذلك قوله تعالى ( فلما قضيا عليه الموت ما دلهم على موته إلا دابة الأرض تأكل منسأته فلما خرّ تبينت الجن أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين ) سبا : 14 . فالجن لو كانوا يعلمون الغيب لعلموا أن سليمان - عليه السلام - قد مات ، وحيث أنهم لم يعلموا ذلك فقد لبثوا في العمل التعب ظناً منهم أن سليمان عليه السلام حي . وكذلك الكاهن أو العراف أو الساحر أو غيرهم ممن يدعون معرفة الغيب عن طريق علم التنجيم أو الرمل أو الودع أو الفنجان أو غيرهم من الكذابين فإنهم جميعاً لا يعلمون الغيب ولا المستقبل . ومن ادعى معرفة علم الغيب فهو كافر ، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الذهاب إلى أمثال هؤلاء لأنهم كذّابون - دجالون . 16 - ومن الأخطاء : الاستغاثة ولاستعانه بغير الله كأن يطلب الإنسان قضاء حوائجه من غير الله ، والأمر فيه تفصيل :- 1- إن استغاث الإنسان بشخص في شيء يقدر عليه الإنسان من الأمور المعتادة ، كأن يطلب من شخص مساعدته في حمل شيء أو في الحصول على عمل أو في أي شيء آخر من أمور الحياة المعروفه التي يقدر عليها البشر ، فهذا أمر مباح لا شيء فيه . 2- إن استغاث الإنسان بغير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله تعالى كشفاء المريض أو تفريج الكروب أو طلب الرزق فهو مشرك شركاً أكبر ، سواء طلب ذلك من نبي أو ولي أو ملك أو غيرهم من المخلوقات . 17 - ومن الأخطاء العظيمة :- الذبح للجن أو النذر لهم أو الاستعاذة بهم :- فهذه أخطاء تُفضي بالإنسان إلى الشرك الأكبر ، فإذا خاف أحدهم من الجن ذبح لهم ذبيحة ثم يقول ( نعوذ بكبرائكم من صغاركم ) ، وبعضهم إذا بنى بيتاً جديداً ذبح ذبيحة وجمع دمها وصبه على أساسات البيت قرباناً منه للجن لكي لا يمسوه بسوء وبعضهم يقوم بنفس العمل إذا سكن في المنزل ويصب دم الذبيحة على عتبة الباب ، كما أن بعض الناس الذين يذهبون للسحرة بقصد طلب العلاج والشفاء من مرض او مس ، يقول له الساحر اذبح ذبيحة للجن لإرضائهم لكي يقوموا بإزالة الداء أو المس ، وبعضهم يُنذر النذور للجن أو للساحر إن حصل مراده وتحقق ما يريده ، فكل هذا من الشرك الأكبر الذي يُخرج الإنسان من الإسلام ، لأن الذبح والنذر عبادات لا يجوز صرفها إلا لله تعالى ومن صرفها لغير الله فقد كفر بالله واشرك ، وناقَضَ توحيد الألوهية قال تعالى ( قل إن صلاتي ونُسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين .. ) الأنعام : 162 . وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ( لعن الله من ذبح لغير الله ) والبعض من ضعاف الإيمان يستغيثون بالجن في قضاء حوائجهم أو لتأمينهم من الخوف فيقول مثلاً :- " إنا نعوذ بكبائركم من صغركم أو يقول :- نعوذ بعزيزكم أو بعزيز هذا المكان أو يقول : دستور يا أصحاب المكان أو غير ذلك من العبارات التي فيها استغاثه بغير الله وهذا شرك عظيم ، فعلى الإنسان أن يستغيث بربه ويدعو بما ورد من الآيات والأحاديث ويتعوذ بالله ويُسمِّي فإنه لا يضره شيء بإذن الله . ــــــــــــــــــــــــــ يتبع بإذن الله تعالى ....
للفائدة
السؤال: أنا متزوج منذ أربع سنوات ولم أرزق بأطفال ، والحمد لله تلقيت مؤخراً خبراً أن زوجتي حامل ، فقمت وبناءاً على نصيحة والدي بذبح ذبيحتين ( فدو) وتوزيعهم على المحتاجين من المسلمين خالصاً لوجه الله تعالى عني وعن زوجتي ، فما حكمه في الشرع ؟. الجواب: الحمد لله إذا كان ذبحُك هذا وإطعامك المحتاجين شكراً لله تبارك وتعالى : فإنه يجوز ، فإن إطعام الطعام من الإحسان إلى الناس ، والله تعالى يحب المحسنين . وإذا كان ذبحك هذا دفعاً للسوء وجلباً للخير : فإنه لا يجوز ، وهذا هو المشهور عند عامة الناس من كلمة ( الفدو ) فهم يظنون أن في فعلهم هذا دفعاً للسوء ، وهم يفعلونه في حال حدوث الحوادث أو الأمراض التي تصيبهم أو تصيب بعض أفرادهم . وليس الذبح في الشرع مانعاً من وقوع المقدور خيراً كان أو شرّاً . وقد سئل الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله – عن الذبح عند اكتمال البناء أو انتصافه فقال : هذا التصرف فيه تفصيل ، فإن كان المقصود من الذبيحة اتقاء الجن أو مقصداً آخر يقصد به صاحب البيت أن هذا الذبح يحصل به كذا وكذا كسلامته وسلامة ساكنيه فهذا لا يجوز ، فهو من البدع ، وإن كان للجن فهو شرك أكبر ؛ لأنها عبادة لغير الله . أما إن كان من باب الشكر على ما أنعم الله به عليه من الوصول إلى السقف أو عند اكتمال البيت فيجمع أقاربه وجيرانه ويدعوهم لهذه الوليمة : فهذه لا بأس بها ، وهذا يفعله كثير من الناس من باب الشكر لنعم الله حيث منَّ عليهم بتعمير البيت والسكن فيه بدلاً من الاستئجار ، ومثل ذلك ما يفعله بعض الناس عند القدوم من السفر يدعو أقاربه وجيرانه شكراً لله على السلامة ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا قدِم من سفر نحر جزوراً ودعا الناس لذلك عليه الصلاة والسلام . رواه البخاري ( 3089 ) " مجموع فتاوى الشيخ ابن باز " ( 5 / 388 ) . وقال الشيخ محمد الصالح بن عثيمين – رحمه الله - : ما يفعله بعض الناس إذا نزل منزلاً جديداً ذبح ودعا الجيران والأقارب : هذا لا بأس به ما لم يكن مصحوباً بعقيدة فاسدة ، كما يُفعل في بعض الأماكن إذا نزل منزلاً فإن أول ما يفعل أن يأتي بشاة ويذبحها على عتبة الباب حتى يسيل الدم عليها ، ويقول : إن هذا يمنع الجن من دخول البيت ، فهذه عقيدة فاسدة ليس لها أصل ، لكن من ذبح من أجل الفرح والسرور : فهذا لا بأس به . " الشرح الممتع " ( 7 / 550 ، 551 ) . والله أعلم . الإسلام سؤال وجواب (www.islam-qa.com) وقفه :- قال الوليد بن عبدالملك لأبيه : يا أبت ما السياسة ؟ قال :- هيبة الخاصة مع صدق مودتها ، واقتياد قلوب العامة بالإنصاف لها ، واحتمال هفوات الصنائع الحقاق |
د - أخطاء عقدية عامة :-
1- من الأخطاء الشائعة والتي نسمعها كثيرا :- أن بعض الجُهال يقولون : إن الله تعالى في كل مكان فتعالى الله عن قولهم علواً كبيراً ، فمن قال : إن الله في كل مكان وأراد أنه بذاته سبحانه في كل مكان فهذا كفرا ؛ لأنه تكذيب بما دلت عليه النصوص ، ولأنه يقتضي عدم تنزيه الله تعالى عن النجاسات والأماكن المستقذرة . والقول الحق في هذا :- إن الله تعالى فوق السماوات متوٍ على عرشه استواء يليق بمقامه سبحانه ، وهو في كل مكان بعلمه وقدرته . 2- ومن الأخطاء الشائعة :- الاستهزاء بالله أو رسوله أو بآياته أو بالدين على سبيل المزاح . فإنك ترى وتسمع من بعض الناس أنهم يستهزئون بالله أو بالرسول أو بالقرآن أو بشيء من الدين فهذا كفر وردة عن الإسلام . قال تعالى ( وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ (65 ) لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ ..... ) التوبه : 65 . ومعنى الآية : أن كل من استهزأ بالله أو برسوله أو بآياته فإنه كافر مرتد يجب عليه العودة للإسلام والتوبة ، وكذلك الاستهزاء بالله أو بالرسول أبو بالدين على سبيل المزاح أو الضحك فهو كافر ونفاق ، فإن جانب الربوبية والرسالة والوحي والدين جانب محترم معظم لا يجوز لأحد أن يعبث فيه بالاستهزاء وإضحاك القوم أو السخرية ؛ لأن في ذلك استهانة بالله عزوجل ورسله وكتبه ، لذلك صار من الكفر ، ومن فعله فعليه العودة إلى الإسلام والتوبة وعدم الرجوع لذلك مطلقاً 3- ومن الأخطاء الشائعة بكثرة :- الاستهزاء بالملتزمين ( المستقيمين ) بالدين أو كراهيتهم : وهذا فعل محرم يكثر عند الناس : فتراهم يسخرون ويستهزئون بالملتزمين ( المستقيمين ) بالإسلام ويقولون : أنظر إلى لحيته أو إلى ثوبه القصير ، أو انظر إلى ذلك ( المطوّع شكله يُضحك ) أو غير ذلك من ألفاظ الاستهزاء وسوء الأدب فالا ستهزاء بالملتزمين بأوامر الله تعالى وأوامر رسوله صلى الله عليه وسلم لكونهم التزموا بذلك هذا محرم خطير جداً لأنه يُخشى أن يكون وحينئذ يكون استهزاؤهم بهم استهزاء بما هو عليه من الدين فيشبه بذلك حال المنافقين والكافرين الذين استهزئوا برسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه . وإن استهزأ الإنسان بالملتزمين من أجل ماهم عليه من الشريعة فهذا استهزاء بالشريعة وهو كفر . وإن كان الاستهزاء باشخاص الملتزمين لشخصهم وليس لما هم عليه من الدين فهذا ليس كفر والكنه فعل محرم لأنه استهزاء بالناس وبخاصة أهل العلم والصلاح . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ يتبع بإذن الله تعالى ...............................
للفائدة
السؤال: لقد اشتهر الصالحون السابقون بحب العبادة ، والتفاني في أدائها ، مثل : قيام الليل ، وقراءة القرآن ، وحفظه ، فهل نستطيع نحن جيل هذا العصر القيام ولو بالقليل من هذا ، مع كل الفتن المحيطة من كل النواحي ؟ . الجواب: الحمد لله يستطيع الواحد منا أن يجتهد في العبادة ينافس أولئك الرجال بالقيام بما ندبت إليه الشريعة وحثَّ عليه الإسلام ، وينبغي أن تكون عند المسلم همة يهد بها الجبال ، وقد قيل : ( همة الرجال تقلع الجبال ) . والصحابة رضي الله عنهم كانوا للأمة خير قدوة في الطاعة والعبادة ، ومع هذا فلم يمنع ذلك مَنْ بعدهم أن يحثوا أنفسهم على منافستهم في العبادة حتى لا يستأثروا بالنبي صلى الله عليه وسلم ، واسمع لواحد منهم واعجب لهذه الهمة العظيمة ، قال أبو مسلم الخولاني رحمه الله : ( أيظن أصحاب محمد أن يستأثروا به دوننا ، كلا والله ! لنزاحمنهم عليه زحاماً حتى يعلموا أنهم قد خلَّفوا وراءهم رجالاً !! ) . وقد كان يقول كلمته هذه عندما كان يقوم الليل فإذا تعبت قدماه ضربها بيديه وقال ذلك ، فبمثل هذه الهمم يستطيع المسلم أن يقوم بالطاعات والعبادات ، وهو من التنافس المحمود المأمور به في قوله تعالى ( وفي ذلك فليتنافس المتنافسون ) . ولو لم يكن في مقدور المتأخرين القيام بالأعمال الجليلة في الطاعة والعبادة لما رأينا الله تعالى يحث عباده جميعاً عليها ، ويعدهم بالثواب الجزيل إن قاموا بها ، ولما أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بالوصية العظيمة وهي قوله ( اغتنم خمسا قبل خمس : حياتك قبل موتك ، وصحتك قبل سقمك ، وفراغك قبل شغلك ، وشبابك قبل هرمك ، وغناك قبل فقرك ) صححه الألباني رحمه الله في صحيح وضعيف الجامع الصغير ، فهي – إذن – دعوة لنا أن نغتنم حياتنا بالطاعة قبل أن يفاجئنا الموت ، وأن نغتنم صحتنا قبل العجز والمرض ، فالصحيح يستطيع ما لا يستطيعه المريض ، وأن نغتنم فراغنا قبل شغلنا بالزوجة والأولاد والأعمال ، وأن نغتنم شبابنا حيث النشاط والهمة قبل الكبَر والضعف ، وأن نغتنم غنانا بالصدقة والإنفاق قبل سلب ذلك وعجزنا عنه . وفي المعاصرين أمثلة مشرقة ، في حياتهم الطاعة والعبادة ، ولا يخلو عصر من عصور المسلمين – ولله الحمد – من أمثال هؤلاء ، يشحذون الهمم للقيام بكل ما يحب الله ويرضى من الأقوال والأعمال ، ففي هذه الأمة من المعاصرين من قضى عمره في ساحات الجهاد حتى قدَّم نفسه رخيصة لربه تعالى واشترى بها الجنة ، ومنهم من جدَّ واجتهد في العلم منذ أن عقل إلى أن مات ، ومنهم من حافظ على قيام الليل ولم يعرف عنه تركه لا في سفر ولا في حضر ، ومنهم من بذل أمواله كلها في سبيل الله تعالى ولم تجب عليه الزكاة في حياته قط ، ومنهم من بذل نفسه للمسلمين يشفع لهذا ويقضي حاجة ذاك ، ويجيب السائل ويفتي المستفتي ، ويعلم الجاهل ويحث الناس على الخير . فلن تعدم – أخي – صوراً مشرقة من حياة علمائنا وأئمتنا ومجاهدينا ، وسترى في حياتهم ما يحثك على فعل الطاعة ويجعلك تعلم أنه يوجد مجال للمنافسة مع المتقدمين ، ونظرة في حياة الأئمة الثلاثة : عبد العزيز بن باز والألباني وابن عثيمين تجد فيها العلم والتعليم والجد والاجتهاد والبذل والإنفاق والشفاعة والدعوة ، ولا يزال المسلمون يقدمون أروع الأمثلة في جهادهم الكفار في الأرض كلها . وفي حفظ القرآن نماذج صالحة كثيرة ، فقد حفظ كثيرون القرآن وهم لم يبلغوا الثامنة من عمرهم ، وقد وجد من حفظ القرآن كاملاً في شهرين ، بل في شهر . وينبغي على المسلم المحب للقيام بالطاعة والعبادة والراغب بالتنافس مع من قبله أو مع من عاصره من أهل الهمم أن يحذر من أشياء : أولها : الغفلة عن الآخرة وما فيها من ثواب جزيل وأجر عظيم ، قال ابن القيم - رحمه الله – في " بدائع الفوائد " ( ص 98 ) : خراب القلب من الأمن والغفلة ، وعمارته من الخشية والذكر . وثانيها : أن يترك التنافس على الدنيا مع أهلها وليدعها لهم ولتتطلع نفسه لعالي الأمور ، وأن يحذر أن يجعل الدنيا أكبر همه ومبلغ علمه ، وأن يجعل المال والمتاع في يده لا في قلبه . وثالثها : الابتعاد عن التأجيل والتسويف ، وعليه أن يبادر بالقيام بالأعمال استجابة لأمر الله تعالى : ( وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ) آل عمران/133 وقال ( سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ ) الحديد/21 . والله الموفق . الإسلام سؤال وجواب (www.islam-qa.com) وقفه :- من عَمَر ظاهره باتباع الـسُّـنَّة ، وباطنه بدوام المراقبة ، وغض بصره عن المحارم ، وكفَّ نفسه عن الشهوات ، وأكل الحلال لم تخطىء له فراسه . " شاه بن شجاع الكرماني - لا تخطىء له فراسة " الحقاق |
4 - ومن الأخطاء الشائعة :- قراءة الفاتحة للأموات عند زيارة القبور
فهذه بدعة لا أصل لها ولم يفعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا اصحابه ولا السلف الصالح من هذه الأمة ؛ بل السُّنة عند زيارة القبور هو :- السلام عليهم والدعاء لهم ، فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما يزور المقابر يقول : ( الســـــــــلام عليكم اهل الديار من المؤمنين والمسلمين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون ، نسأل الله لنا ولكم العافية ) رواه مسلم . فلم يكن يقرأ الفاتحة ولا غيرها ، فلماذا لا تفعل أيها المسلم ما فعله نبيك صلى الله عليه وسلم ولماذا تاخذ بهذه البدع المُحدثة مع أنه لديك النصوص الصريحة في كيفية زيارة القبور ، فهل أولئك المبتدعة أعلم بالدين من رسول الله صلى الله عليه وسلم كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذباً . 5 - ومن الأخطاء الكبيرة :- التحاكم إلى الأعراف القبلية والعادات أو ما يسمى السلوم فإن من الأخطاء التي يرتكبها بعض الناس بقصد أو بدون قصد ، أنهم يتحاكمون إلى مذاهب القبيلة أو البلد ، أو شرع القبيلة - كما يسمونه - أو العرف السائد لدى قبيلة من القبائل أو لدى مجموعة من الناس في مكان ما ، ويقولون هذه عاداتنا ، وهذه اسلومنا أو سلْمنا ، وفي بعض البلدان يقولون :- هذا سلو بلدنا . وغير ذلك من الأسماء والأوصاف لتلك القوانين والأعراف الخاصة ، ومهما يكن من أمر فإن اختلاف المسميات لا يُغير من الحقيقة شيئاً حيث أن كل ذلك مخالفة صريحة لشريعة الله تعالى ، وأولئك القوم يعتقدون أن هذا الأمر لا علاقة له بالدين ولا شيء فيه ، وقد نسي هؤلاء أن الله بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بالهدى ودين الحق ، وأنزل القرآن الكريم هداية للناس وحَكَما بينهم ، وجعل التحاكم إليه سبحانه وإلى رسوله صلى الله عليه وسلم وقد رتّب على رد أو رفض ذلك التحاكم نفي الإيمان ، قال تعالى ( فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ..... ) النساء :65 . ونسى هؤلاء أن الدين الإسلامي قد نسخ الشرائع السابقة كلها بل ونسخ عادات الجاهلية وقوانينها وخرافاتها فكيف لا ينسخ أعراف هؤلاء المعاصرين وقوانينهم وعاداتهم خاصة إن كانت تُصدر أحكاماً مخالفة لشريعة الله تعالى ، إن تحكيم هذه الأعراف القبلية والقوانين المحلية السائدة أو الموروثه هو تمردٌ على شريعة الله تعالى وشرك في حاكمية الله . وقد يُفضي ذلك فيهم إلى الكفر - خاصة - إن أصدر القاضي الشرعي في المحكمة حكماً على أحد منهم ولم يوافق أهواءهم ، قالوا :- . ردونا إلى عرفنا وأسلومنا . وينبغي أن نوضح هنا مسألة ، وهي :- أن اولئك الناس قد خلطوا بين مسألة التحاكم التي لا يتكون إلا لله تعالى وبين الصلح الجائز بين المسلمين ، ولهذا وقعوا في شرك التشريع من حيث يعلمون أو لا يعلمون . مثال :- 1 - فلان من الناس سرق مالاً من فلان ، فعلمت القبيلة فأسرعوا للصلح بينهما وإرجاع الحق لصاحبه ، وطالبوا الشخصين بالصلح والمسامحة والعفو ، فهذا أمر جائز يُقره الإسلام ولا شيء فيه بشرط ألا يحلل هذا الصلح حراماً ولا يُحرم حلالاً .
** *** **
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ وللحديث بقية إن شاء الله تعالى ..........................................
للفائدة
السؤال: تعرضت العديد من الدول لبعض الزلازل مثل تركيا والمكسيك وتايوان واليابان وبلدان أخرى .. فهل لهذا أي دلالات ؟. الجواب: الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحابته ومن اهتدى بهداه ، أما بعد : فإن الله سبحانه وتعالى حكيم عليم فيما يقضيه ويقدره ، كما أنه حكيم عليم فيما شرعه وأمر به ، وهو سبحانه يخلق ما يشاء من الآيات ، ويقدرها ؛ تخويفا لعباده ، وتذكيرا لهم بما يجب عليهم من حقه ، وتحذيرا لهم من الشرك به ، ومخالفة أمره وارتكاب نهيه ، كما قال الله سبحانه : " وما نرسل بالآيات إلا تخويفا " الإسراء : 59 ، وقال عز وجل : " سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أولم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد " فصلت : 53 ، وقال تعالى : " قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم أو من تحت أرجلكم أو يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض " الأنعام : 65 . وروى البخاري في صحيحه عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لما نزل قول الله تعالى : " قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم " قال : ( أعوذ بوجهك ) " أو من تحت أرجلكم " قال : ( أعوذ بوجهك ) . صحيح البخاري 5/193 . وروى أبو الشيخ الأصبهاني عن مجاهد في تفسير هذه الآية : " قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم " قال : الصيحة والحجارة والريح . " أو من تحت أرجلكم " قال : الرجفة والخسف . ولا شك أن ما حصل من الزلازل في هذه الأيام في جهات كثيرة هو من جملة الآيات التي يخوف الله بها سبحانه عباده ، وكل ما يحدث في الوجود من الزلازل وغيرها مما يضر العباد ويسبب لهم أنواعا من الأذى ، كله بسبب الشرك والمعاصي ، كما قال الله عز وجل : " وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير " الشورى : 30 ، وقال تعالى : " ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك " النساء : 79 ، وقال تعالى عن الأمم الماضية : " وكلا أخذنا بذنبه فمنهم من أرسلنا عليه حاصبا ومنهم من أخذته الصيحة ومنهم من خسفنا به الأرض ومنهم من أغرقنا وما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون " العنكبوت : 40 . فالواجب على المكلفين من المسليمن وغيرهم ، التوبة إلى الله سبحانه ، والاستقامة على دينه ، والحذر من كل ما نهى عنه من الشرك والمعاصي ، حتى تحصل لهم العافية والنجاة في الدنيا والآخرة من جميع الشرور ، وحتى يدفع الله عنهم كل بلاء ، ويمنحهم كل خير ، كما قال سبحانه : " ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون " الأعراف : 96 ، وقال تعالى في أهل الكتاب : " ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليهم من ربهم لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم " المائدة : 66 ، وقال تعالى : " أفأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا بياتا وهم نائمون (97) أو أمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا ضحى وهم يلعبون (98) أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون " الأعراف : 97-99 . وقال العلامة ابن القيم - رحمه الله - ما نصه : " وقد يأذن الله سبحانه للأرض في بعض الأحيان بالتنفس فتحدث فيها الزلازل العظام ، فيحدث من ذلك لعباده الخوف والخشية ، والإنابة والإقلاع عن المعاصي والتضرع إلى الله سبحانه ، والندم ، كما قال بعض السلف وقد زلزلت الأرض : إن ربكم يستعتبكم . وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقد زلزلت المدينة ، فخطبهم ووعظهم ، وقال : لئن عادت لا أساكنكم فيها " انتهى كلامه رحمه الله . والآثار في هذا المقام عن السلف كثيرة .. فالواجب عند الزلازل وغيرها من الآيات والكسوف والريح الشديدة والفيضانات - البدار بالتوبة إلى الله سبحانه ، والضراعة إليه ، وسؤال العافية ، والإكثار من ذكره واستغفاره ، كما قال صلى الله عليه وسلم عند الكسوف : " فإذا رأيتم شيئا من ذلك فانزعوا إلى ذكره ودعائه واستغفاره " جزء من حديث متفق عليه أخرجه البخاري ( 2/ 30 ) ومسلم ( 2/ 628 ) . ويستحب أيضا رحمة الفقراء والمساكين والصدقة عليهم ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : " ارحموا ترحموا " أخرجه الإمام أحمد ( 2/165) ، " الراحمون يرحمهم الرحمن ، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء " أخرجه أبو داود ( 13 / 285 ) والترمذي ( 6/43 ) ، وقوله صلى الله عليه وسلم : " من لا يرحم لا يرحم " أخرجه البخاري ( 5/75 ) ومسلم ( 4/1809 ) ، وروي عن عمر بن عبد العزيز - رحمه الله - أنه كان يكتب إلى أمرائه عند وجود الزلزلة أن يتصدقوا . ومن أسباب العافية والسلامة من كل سوء مبادرة ولاة الأمور بالأخذ على أيدي السفهاء ، وإلزامهم بالحق ، وتحكيم شرع الله فيهم ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، كما قال الله عز وجل : " والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم " التوبة :71 ، وقال عز وجل : " ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز (40) الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور " الحج : 40 - 41 ، وقال سبحانه : " ومن يتق الله يجعل له مخرجا (2) ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه " الطلاق : 2-3 ، والآيات في هذا المعنى كثيرة . وقال صلى الله عليه وسلم : " من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته " متفق على صحته البخاري (3/98) ومسلم ( 4/1996 ) ، وقال عليه الصلاة والسلام : " من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ، ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة ، ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة ، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه " أخرجه مسلم (4/2074) ، والأحاديث في هذا المعنى كثيرة . والله المسؤول أن يصلح أحوال المسلمين جميعا ، وأن يمنحهم الفقه في الدين ، وأن يمنحهم الاستقامة عليه ، والتوبة إلى الله من جميع الذنوب ، وأن يصلح ولاة أمر المسلمين جميعا ، وأن ينصر بهم الحق ، وأن يخذل بهم الباطل ، وأن يوفقهم لتحكيم شريعة الله في عباده ، وأن يعيذهم وجميع المسلمين من مضلات الفتن ، ونزغات الشيطان ، إنه ولي ذلك والقادر عليه . وصلى الله وسلم على نبينا محمد ، وآله وصحبه ، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين . عبد العزيز بن عبد الله بن باز - رحمه الله - مجلة البحوث الإسلامية العدد 51 عام 1418 هـ . (www.islam-qa.com) وقفه :- قال مروان لجيش بن دلجة : أظنك أحمق ، فقال : أحمق ما يكون الشيخ إذا عمل بظنه الحقاق |
تكملة - التحاكم إلى الأعراف والقبلية ......
2 - قد يعرف صاحب المال المسروق أن فلاناً هو السارق فيذهب فيرفع امره إلى المحكمة الشرعية ؛ فإذا قامت القبيلة بالشفعة عند القاضي لإسقاط الحد الشرعي فهم ملعونون لأن ذلك شفاعة في حد من حدود الله وهذا لا يجوز . 3 - ثم قام القاضي بإصدار الحكم على السارق بقطع يده فإن تحركت الحمية الجاهلية عند القبيلة وقالوا : كلا ، لا تقطع يده ، ولن يكون هذا أبداً ، رُدونا إلى سلومنا ، وشريعة قبائلنا وديارنا فهي التي ترضينا ، فهذا كفر صريح . قال الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله في رسالته ( تحكيم القوانين ) " ما يحكم به كثير من رؤساء العشائر والقبائل من البوادي ونحوهم من حكايات آبائهم وأجدادهم وعاداتهم التي يسمونها ( سلومهم ) ويحرصون على التحاكم إليها عند النزاع بقاءً على أحكام الجاهلية وإعراضاً ورغبة عن حكم الله ورسوله " انظر رسالة " تحكيم القوانين " للشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله " . ويقول الشيخ عبدالعزيز بن باز - رحمه الله - في محاضرة ألقاها في نادي مكة الأدبي عام 1414 هجري بعنوان : وجوب التحاكم إلى شرع الله . قال " فالتسليم بحكم الله والتحاكم إليه إيمان وإسلام ، والتحاكم إلى الطاغوت الذي هو القانون الوضعي أو العرف القبلي : كفر وردة " الخــــــــــــــــــــــــــــــــــلاصــــــــــ ـــــــــــــــــــــــة أن الحكم بتلك الأعراف والقوانين القبلية والوضعية والعشائرية لا يجوز وهو محادة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم قد تُوصل إلى الكفر الأكبر إن اعتقدوا أنها أصلح من حكم الله أو قاموا برد حكم الله تعالى . وأقول ، إن الحكم بالصلح بين المسلمين جائز ، بل إن الإصلاح بين الناس من الأمور العظيمة التي فيها أجر كبير ولكن بشرط ألا يحرم هذا الصلح حلالاً ولا يحلل حراماً ، وألا يكون فيه ظلم لأحد المتخاصمين كإلزام أحدهم بدفع مبلغ من المال دون وجه حق وإن لم يدفع يُطرد من القبيلة أو من البلد أو يُحجر عليه أو غير ذلك من الأمور ، كما يجب أن نلاحظ في حال الصلح أنه حكم غير لازم . وإلحاقاً بما تقدم نذكر بعض المخالفات الشرعية لتلك الأحكام العرفية وغيرها :- 1 - بعض الأعراف تحل الحرام وتحرم الحلال . 2 - إلزام الناس بأمر لم يُلزمهم الله به . 3 - بعض الأحكام التي تصدر ليست من الإسلام في شيء . 4 - وقوع الكثير من الظلم على بعض الناس . 5 - كراهة ولادة الأنثى . 6 - عدم توريث المرأة في بعض الأعراف ظناً منهم أن ذلك عار ومنقصة ، أو لكي لا تذهب أملاك القبيلة وأموالها إلى غيرهم ز 7 - تطبيق مبدأ الحجر على المرأة في الزواج ، وقصرها على ابن عمها . 8 - انتشار زواج الشغار بشكل كبير . 9 - عادات التعزية . 10 - إلزام بعض الأفراد بما لا يطيقون . 11 - ومنها القسم على مجهول من أجل القبيلة وسمعتها ، فتجد الإنسان يُحلف ويُقسم على ما لم يراه ولم يسمعه . 12 - انتشار الكثير من الألفاظ والعبارات الشركية والكفرية التي تُخالف العقيدة . وهناك الكثير من تلك الأوابد والجاهليات ، فالواجب على المسلم أن يتقى الله تعالى ويتبع شريعته وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم . والواجب على تلك القبائل والعشائر والبلدان نبذ تلك الجاهليات والنهوض بالقلوب والعقول إلى سمو الإسلام وعدله وأنه يتحتم على الدعاء وطلبة العلم دعوة كل أولئك بالحكمة والموعظة ، وتعريفهم أمور الدين ، وبيان أن ما يفعلونه هو مخالف لدين الله ولكرامة الإنسان .
** *** **
من استهزاء الصوفيه واستخفافهم بنار جهنم
نقل الشعراني عن محمد الحنفي أنه دخل الحمام يوماً مع الفقراء ، فأخذ ماء من الحوض ورشه على أصحابه ، وقال : النار التي يعذب بها العصاة من أمة محمد صلى الله عليه وسلم مثل هذا الماء في سخونته ، ففرح الفقراء بذلك " طبقات الشعراني ج 2 ص 100 " فليشاهد القراء إلى الاستهزاء والا ستخفاف وما أشنعه بالإضافة إلى النيل من شأن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قال فيه ( ناركم جزء من سبعين جزء من نار جهنم ، قيل : يارسول الله ، إن كانت لكافية ، قال : فضّلت عليهن بتسعة وستين جزء كلّهن مثل حرّها ) متفق عليه . نسأل الله السلامه . وقفه :- نبه بالتفكر قلبك ، وجاف عن النوم جنبك ، واتق الله ربك " علي بن ابي طالب رضي الله عنه " الحقاق |
قراءة الفاتحة للأموات عند زيارة القبور
ألا يجوز لك الدعاء للميت عند قبره ؟ فى سورة الفاتحة وهى التى قسمت بين العبد وربه ، تدعوه فيها بصورة الجمع ... أى لك وللأحياء والأموات ... بقولك " إهدناالصراط المستقيم ". والهداية كما يفصلها ابن القيم فى أوائل كتابه " مدارج السالكين " ... فبعد أن ذكر مراحل الهداية قال بالحرف الواحد . " وللهداية مرتبة أخرى - وهى آخر المراتب - وهى الهداية يوم القيامة إلى الجنة- وهو الصراط المستقيم الموصل إليها " . فلماذ نبخل على أمواتنا بالدعاء لهم أن يوفقهم الله سبحانه وتعالى للصراط المستقيم ؟ الدعاء لله بأى صورة ... مالم يكن كفرا ، ليس فيه بدعة أبدا ... كما أن تسبيحه وتعظيمه وحمده والثناء عليه ، لك أن تذكره فى أى صورة شئت " اللهم لك الحمد كما ينبغى لجلال وجهك وعظيم سلطانك " ... لم يقلها الرسول ابتداء ، بل أقر بها بعد قولها من الصحابى الجليل . صحيح مسلم. الإصدار 2.06 - للإمام مسلم 6 - (1732) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب (واللفظ لأبي بكر). قالا: حدثنا أبو أسامة عن بريد بن عبدالله، عن أبي بردة، عن أبي موسى. قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذا بعث أحدا من أصحابه في بعض أمره، قال (بشروا ولا تنفروا. ويسروا ولا تعسروا). |
الأخ الفاضل / أبو إيهاب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أولا اخي الحبيب ، الشكرك على إطلالتك المباركه على هذا الموضوع وإضافتك القيمة عليه . ثانيا اخي الحبيب ، ما اوردته في هذه المداخله ليس لها علاقه بالدعاء للميت ، والهدايه من الله عزوجل والقول ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلّم ، وأعلم رحمني الله وإياك بأن النبي صلى الله عليه وسلم علّم اصحابه دعاء زيارة القبور وتعلموها منه رضوان الله عليهم حيث قال ( ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يزور القبور ، ويدعو للأموات بأدعية علمها أصحابه ، وتعلموها منه ، من ذلك : ( السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين ، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون ، نسأل الله لنا ولكم العافية ) ولعل هذا السؤال يوضح اكثر اخي الفاضل السؤال: هل يجوز قراءة القرآن عند القبر؟. الجواب: الحمد لله قراءة القرآن عند القبر، غير مشروعة ، لعدم ورودها عن النبي صلى الله عليه وسلم. وقد سئلت اللجنة الدائمة للإفتاء ما نصه : هل يجوز قراءة الفاتحة أو شيء من القرآن للميت عند زيارة قبره ، وهل ينفعه ذلك ؟ فأجابت : ( ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يزور القبور ، ويدعو للأموات بأدعية علمها أصحابه ، وتعلموها منه ، من ذلك : ( السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين ، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون ، نسأل الله لنا ولكم العافية ) ، ولم يثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قرأ سورة من القرآن أو آيات منه للأموات مع كثرة زيارته لقبورهم ، ولو كان ذلك مشروعاً لفعله ، وبينه لأصحابه ؛ رغبةً في الثواب ، ورحمةً بالأمة ، وأداءً لواجب البلاغ ، فإنه كما وصفه تعالى بقوله : ( لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ )التوبة/128. فلما لم يفعل ذلك مع وجود أسبابه دل على أنه غير مشروع ، وقد عرف ذلك أصحابه رضي الله عنهم فاقتفوا أثره ، واكتفوا بالعبرة والدعاء للأموات عند زيارتهم ، ولم يثبت عنهم أنهم قرأوا قرآناً للأموات ، فكانت القراءة لهم بدعة محدثة ، وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ) متفق عليه ) انتهى من فتاوى اللجنة 9/38 والله أعلم. الإسلام سؤال وجواب (www.islam-qa.com) ــــــــــــــــــــــــــــــ نسأل الله عزوجل بأن نكون أنا وأنت من أتباع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ويكفينا شر البدع ما ظهر منها وما بطن . اخي الحبيب ، إذا لم تسعنا سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لا وسع الله علينا ، وإذا لم نرضى بمنهج رسول الله صلى الله عليه وسلم ونهج الصحابه لا أرضانا الله . الحقاق |
أخى الحبيب / الحقاق
لا تعليق لى فنحن من مدرستين مختلفتين . |
الأخ الفاضل / أبو إيهاب
اهل أفهم من كلامك بأنك تعترض على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أو الحديث السابق غير صحيح ؟ ! فإذا كان عندك علم فأرجو أن لا تكتمه علينا اعطنا مما اعطاك الله من الآيات البينات والأحديث الصحيحه الثابته عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أما قولك من مدرستين مختلفتين فهذا جواب غير مقنع ، كلنا نتبع رسول الله صلى الله عليه وسلم ماقاله قلناه وما نهانا عنه انتهينا ولا نخوض فيه الأحاديث الصحيحه هي :- كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمهم إذا خرجوا إلى المقابر. فكان قائلهم يقول (في رواية أبي بكر) : السلام على أهل الديار. (وفي رواية زهير) : السلام عليكم أهل الديار، من المؤمنين والمسلمين. وإنا، إن شاء الله، للاحقون. أسأل الله لنا ولكم العافية خلاصة درجة الحديث صحيح المحدث مسلم المصدر المسند الصحيح رقم الصفحه 975 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الحديث الثاني :- السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، نسأل الله لنا ولكم العافية خلاصة درجة الحديث صحيح المحدث الألباني المصدر شرح الطحاوية رقم الصفحة 636 ــــــــــــــــــــــــــــــ الحديث الثاني :- كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمهم إذا خرجوا إلى المقابر كان قائلهم يقول السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون نسأل الله لنا ولكم العافية خلاصة درجة الحديث صحيح المحدث الألباني المصدر صحيح ابن ماجه رقم الصفحة 1257 ـــــــــــــــــــــــــــــــــ الحديث الثالث :- السلام عليكم أهل الديار، من المؤمنين والمسلمين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، أنتم لنا فرط، ونحن لكم تبع، أسأل الله العافية لنا ولكم خلاصة درجة الحديث صحيح المحدث الألباني المصدر صحيح النسائي رقم الصفحة 1928 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ وبعد اخي الفاضل أكل هذا او هذه الاحاديث ولم تقتنع بعد وتقول من مدرستين مختلفتين ؟؟؟؟!!!!! وقفه :- خذ الحذر فهذا الحديث موضوع كان إذا مر بالمقابر قال : السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين و المؤمنات، و المسلمين و المسلمات، و الصالحين و الصالحات و إنا إن شاء الله بكم لاحقون خلاصة درجة الحديث موضوع المحدث الألباني المصدر ضعيف الجامع رقم الصفحه 4451 |
الأخ الحبيب / الحقاق
أحسبك إن شاء الله من أهل التقوى والصلاح ... ولذلك لا تفهم ما فهمته فلا يوجد مسلم مؤمن بالله ورسوله ينكر حديثا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ... وتلميحك هذا يحتاج منك إلى استغفار . أرجوك إعادة قراءة تعليقى الأول لتستخرج منه أى كفر أو طعن فى أحاديث المصطفى عليه الصلاة والسلام . ولتعلم أن مثل ظنك هذا هو إثم ... فاتهام الناس ليس بهذه السهولة التى تتبعها فى هجومك على . ولا تنسى موقف المسلمين من صلاة العصر يوم غزوة بنى قريظة وأن بعضهم تمسك بالنص والبعض الآخر لم يتمسك بالنص ولم ينه رسول الله صلى الله عليه وسلم أيا من الفريقين ليعلمنا سعة الإسلام . ولم أذكر فى أى وقت ألا تدعو بأدعية الرسول كما وردت ، وكل ما قلته معناه أنك لو زدت عليها فى دعاء الله سبحانه وتعالى فهذا لم ينه عنه ولن يكون بدعة بإذن الله ، فليس بينك وبين الله حجاب فادعوه كيف شئت . |
6 - ومن الأخطاء :-
التحاكم إلى غير الإسلام والحكم بغير ما أنزل الله تعالى ، وتحكيم القوانين الإنسانية . إن التحاكم إلى القوانين الوضعية الإنسانية وترك حكم الله تعالى هذا لا يجوز بل يجب على المسلمين حكاماً ومحكومين دولاً وشعوباً وأفراداً أن يتحاكموا إلى شريعة الله وهي الإسلام ، ويُطبقوا أحكامه في كل شئونهم السياسية والدينية والاقتصادية والاجتماعية . يقول الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله في كتاب : فتاوى مهمة لعموم الأمة : " الحكام بغير ما أنزل الله أقسام تختلف أحكامهم بحسب اعتقادهم وأعمالهم ، فمن حكم بغير ما أنزل الله ويرى أن ذلك أحسن من شرع الله فهو كافر عند جميع المسلمين ، وهكذا من يُحكّم القوانين الوضعية بدلاً من شرع الله ويرى أن ذلك جائز - ولو قال إن تحكيم الشريعة أفضل - فهو كافر لكونه استحل ما حرمه الله ، أما من حكم بغير ما أنزل الله اتباعاً للهوى أو الرشوة أو لعداوة بينه وبين المحكوم عليه أو لأسباب أخرى وهو يعلم أنه عاصي لله بذلك ، ويعلم أن الواجب عليه تحكيم شرع الله ، فهذا يُعتبر من أهل المعاصي والكبائر ، ويُعتبر قد أتى كفراً أصغر وظلماً أصغر ، وفسقاً أصغر " انتهى كلام الشيخ بن باز رحمه الله . فمن لم يحكم بما أنزل الله استخفافاً به أو احتقاراً له ، أو لا عتقاد أن غيره أصلح منه وأنفع للخلق ، فهو كافر كفراً مخرجاً من الملة ، ومن هؤلاء من يضعون للناس تشريعات تخالف التشريعات الإسلامية لتكون منهاجاً يسير الناس عليه ، ومن لم يحكم بما أنزل الله وهو لم يستخف به ولم يحتقره ، ولم يعتقد أن غيره أصلح منه وأنفع للخلق وإنما حكم به تسلطاً على المحكوم انتقاماً منه لنفسه أو نحو ذلك فهذا ظالم وليس بكافر ، ومن لم يحكم بما أنزل الله محاباة للمحكوم عليه أو مراعاة لرشوة أو محو ذلك - وليس استخفافاً ولا احتقاراً بحكم الله ولا اعتقاد أن غيره أصلح ، فهو فاسق " . وإنما لم يكفر من رضى بغير حكم الله ، أو حكم بغير ما أنزل الله ؛ لأنه لم يرفض حكم الله ولم يكرهه أو يرده بل خالفه لهوى في نفسه . ويكون الوصف بالكفر الأصغر أو الظلم أو الفسق حسب التفصيل السابق . 7 - ومن الأخطاء :- السفر لزيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم يخطىء بعض الناس عندما ينوي السفر قاصداً قبر النبي صلى الله عليه وسلم لأن السفر لا يجوز بقصد زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم أو قبر غيره ، وقد جاء في الحديث الصحيح قوله صلى الله عليه وسلم ( لا تُشد الرحال إلا لثلاثة مساجد ، المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى ) رواه البخاري ومسلم . فشد الرحال والسفر لا يكون إلا لتلك المساجد الثلاثة فقط ، وقد قال في الحديث ( مساجد ) ولم يقل ( قبور ) فالسفر المشروع يكون لزيارة مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم وليس للقبر ، وبالطبع من زار المسجد فسوف يزور القبر . وإن نوى زيارة المسجد والقبر فإنه يجوز ، ( لأنه يجوز تبعاً ما لا يجوز استقلالاً ) أما النية لزيارة القبر فقط فلا تجوز مع شد الرحال . وإن كان الشخص من أهل المدينة أو قريباً منها لا يحتاج إلى شد الرحال ولا يطلق على ذهابه إلى المدينة سفراً فلا حرج في ذلك ، لأن زيارة قبر النبي اصلى الله عليه وسلم وصاحبيه من دون شد رحل هي سنة وقربه " فتاوى إسلامية جمع وترتيب محمد المسند " .
** *** **
للفائدة السؤال: لاحظت في زيارة للمسجد النبوي أن بعض الناس يتمسح بجدران الحجرة النبوية ، والبعض يقف كأنه يصلي فتجده يضع يديه على صدره وهو مستقبل القبر ، فهل ما يعملونه صحيح ؟. الجواب: الحمد لله تقدمت الإشارة إلى آداب الزيارة لمسجد النبي صلى الله عليه وسلم في السؤال ( 36863 ) ومما ينبه عليه ما يقع فيه بعض الزوار من المخالفات : المخالفة الأولى : دعاء الرسول أو نداؤه أو الاستغاثة به أو الاستعانة به كقول بعضهم : " يا رسول الله اشف مريضي ، يا رسول الله اقض ديني ، يا وسيلتي ، يا باب حاجتي " أو غير ذلك من الأقوال الشركية ، المضادَّة للتوحيد الذي هو حق الله على العبيد . المخالفة الثانية : الوقوف أمام القبر كهيئة المصلي ، بوضع اليمين على الشمال على الصدر أو تحته ، وذلك فعل محرّم ؛ لأن تلك الهيئة هيئة ذل وعبادة لا تجوز إلا لله عز وجل . المخالفة الثالثة : الانحناء عند القبر أو السجود أو غير ذلك مما لا يجوز فعله إلا لله ، عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله : ( لا يصلح لبشر أن يسجد لبشر ) أخرجه أحمد (3/158) وصححه الألباني في صحيح الترغيب (1936، 1937) وإرواء الغليل (1998) . المخالفة الرابعة : دعاء الله عند القبر ، أو اعتقاد أن الدعاء عنده مستجاب ، وذلك فعل محرَّم لأنه من أسباب الشرك ، ولو كان الدعاء عند القبور أو عند قبر النبي أفضل وأصوب وأحبَّ إلى الله لرغبنا فيه رسول الله ؛ لأنه لم يترك شيئًا يقرب إلى الجنة إلا وحث أمته عليه ، فلما لم يفعل ذلك عُلم أنه فعل غير مشروع ، وعمل محرم وممنوع ، وقد روى أبو يعلى والحافظ الضياء في المختارة أن علي بن الحسين رضي الله عنهما رأى رجلاً يجيء إلى فرجة كانت عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم فيدخل فيها فيدعو ، فنهاه وقال : ألا أحدثكم حديثًا سمعته من أبي عن جدي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا تتخذوا قبري عيدًا ولا بيوتكم قبورًا ، وصلوا عليَّ فإن تسليمكم يبلغني أين كنتم " رواه أبو داود (2042) وصححه الألباني في صحيح أبي داود (1796) . المخالفة الخامسة : إرسال من عجز عن الوصول إلى المدينة سلامه لرسول الله صلى الله عليه وسلم مع بعض الزوار ، وقيام بعضهم بتبليغ هذا السلام ، وهذا فعل مُبتدع ، وأمر مخترع ، فيا مرسل السلام ، ويا مبلغه كفّا عن ذلك ، فقد كُفيتما بقوله : ( صلوا عليَّ فإن تسليمكم يبلغني أين كنتم ) . وبقوله عليه الصلاة والسلام : ( إن لله في الأرض ملائكة سياحين يبلِّغوني من أمتي السلام ) أخرجه أحمد (1/441) ، والنسائي (1282) وصححه الألباني في صحيح الجامع (2170) المخالفة السادسة : التكرار والإكثار من زيارة قبره ، كأن تكون الزيارة بعد كل فريضة، أو في كل يوم بعد صلاة بعينها ، وفي هذا مخالفة لقوله عليه الصلاة والسلام : ( لا تجعلوا قبري عيدًا ) قال ابن حجر الهيتمي في شرح المشكاة : " العيد اسم من الأعياد ، يقال : عاده واعتاده وتعوّده صار له عادة ، والمعنى : لا تجعلوا قبري محلاً لاعتياد المجيء إليه متكررًا تكرارًا كثيرًا ، فلهذا قال : ( وصلوا عليَّ فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم ) فإن فيها كفاية عن ذلك " انتهى كلامه رحمه الله تعالى . وفي كتاب الجامع للبيان لابن رشد : " سئل مالك رحمه الله تعالى عن الغريب يأتي قبر النبي كل يوم ، فقال : ما هذا من الأمر ، وذكر حديث : ( اللهم لا تجعل قبري وثنًا يُعبد ) صححه الألباني في : تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد (ص24-26) . قال ابن رشد : فيُكره أن يُكثر المرور به والسلام عليه ، والإتيان كل يوم إليه لئلا يُجعل القبر كالمسجد الذي يؤتى كل يوم للصلاة فيه ، وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك بقوله : ( اللهم لا تجعل قبري وثنًا ) " انظر البيان والتحصيل لابن رشد (18/444-445). انتهى كلامه رحمه الله . وسئل القاضي عياض عن أناس من أهل المدينة يقفون على القبر في اليوم مرة أو أكثر ، ويسلمون ويدعون ساعة ، فقال : " لم يبلغني هذا عن أحد من أهل الفقه ، ولا يُصلح آخر هذه الأمة إلا ما أصلح أولَها ، ولم يبلغني عن أول هذه الأمة وصدرها أنهم كانوا يفعلون ذلك " الشفا بتعريف حقوق المصطفى (2/676) . المخالفة السابعة : التوجه إلى قبره الشريف من كل نواحي المسجد ، واستقباله له كلما دخل المسجد أو كلما فرغ من الصلاة ، ووضع اليدين على الجنبين ، وتنكيس الرؤوس والأذقان أثناء السلام عليه في تلك الحال ، وهذه من البدع المنتشرة ، والمخالفات المشتهرة . فاتقوا الله عباد الله ، واحذروا سائر البدع والمخالفات ، واحذروا الهوى والتقليد الأعمى ، وكونوا من أمركم على بينة وهدى ، قال جل في علاه : { أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيّنَةٍ مّن رَّبّهِ كَمَن زُيّنَ لَهُ سُوء عَمَلِهِ وَاتَّبَعُواْ أَهْوَاءهُمْ } محمد/ 14 . نسأل الله أن يجعلنا من الهداة المهتدين، المتبعين لسنة سيد المرسلين . الإسلام سؤال وجواب (www.islam-qa.com) وقفه :- من استهزاء الصوفيه بالجنة ونعيمها والقرآن الكريم . نقل الشعراني عن رابعة العدويه قال :- سمعت رابعة العدوية رضي الله عنها شخاصاً يتلو قوله عزوجل ( وفاكهة مما يتخيرون . ولحم طير مما يشتهون ) قالت : نحن إذن صغار حتى نفرح بالفاكهة والطير . " الطبقات الكبرى للشعراني ج 2 ص 71 . نسأل الله السلامه والعافيه ، أبعد هذا يقال لنا لماذا نكفر الصوفيه !!!!! الحقاق |
الفصل الثالث
أخطاء شائعة في العبادات والعادات السلوكيات
أولاً :- ما يخص القرآن الكريم وتلاوته وتفسيرة القرآن الكريم هو :- كلام الله تعالى المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم المُتعبد بتلاوته ، المنقول إلينا بالتواتر ، المبدوء بسورة الفاتحة ، المختوم بسورة الناس . والقرآن الكريم هو الكتاب الخاص بدين الإسلام ، وهو معجزته الخالدة وهو معجز في لفظه ومعناه وأسلوبه وبلاغته وأخباره وأحكامه وهو خير الكتب السماوية المنزلة وأفضلها . وقد تكفل الله تعالى بحفظ هذا القرآن من التحريف والتبديل ، وقد هيأ الله تعالى لهذا القرآن العظيم من ينقله إلينا بدقة متناهية فلم تختلف فيه لفظة ولا حرف ولا - حتى - حركة إعرابية كالفتحة والضمة أو الكسرة ، وكان يحفظه ويكتبه - في كل عصر وجيل - عدد كبير جداً من المسلمين ؛ فهو منقول إلينا بالتواتر ، والتواتر دليل قطعي يقيني . والأهم من هذا أن الله تعالى قد تكفل بحفظ هذا القرآن بنفسه ، قال تعالى ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ) . وقد وصل إلينا القرآن الكريم كاملاً بسوره وآياته وألفاظه وحروفه ونقاطه وحركاته وقراءاته ، وطريقة تلاوته ، وأحكامه التجويدية . وهذا القرآن كتاب مُقدس معظم يجب الإيمان به - بل إن الإيمان به من أركان الإيمان الستة الأساسية - ويجب احترامه وحفظه وتقديسه إلى درجة أنه لا يجوز للإنسان أن يمسه إلا وهو على طهارة . وقد أُمرنا بقراءة القرآن وحفظه وإقامة ألفاظه وتطبيق أحكام التجويد في قراءته ، وأُمرنا أيضاً بتطبيق ما فيه من أحكام وتشريع . وإنني في هذا الكتاب قد قمت بالتنبيه على بعض ما يقع عند الناس من الأخطاء فيما يخص هذا القرآن العظيم ، خاصة في التلاوة . أ - إرشادات عامة :- 1 - إن من أركان الإيمان ، أن يؤمن الإنسان بالكتب التي أنزلها الله تعالى على رسله على سبيل الإجمال ، ويؤمن بالقرآن الكريم على وجه الخصوص . والإيمان بالقرآن الكريم معناه : التصديق الجازم أن هذا القرآن هو كلام الله تعالى تكلّم به حقيقة بلفظه الموجود في المصحف - الأن - وأنزله سبحانه على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم بواسطة الوحي - جبريل عليه السلام - وأنه منزل وليس مخلوقاً وأنه سليم من التحريف والتبديل . 2 - الإيمان بالقرآن الكريم يقتضي قراءته وحفظه ، وتعلّمه وتعليمه ، كما يقتضي إقامة حدوده وتطبيق أحكامه ؛ فليس المقصود مجرد القراءة - وإن كان القراءة واجبه وفيها أجر عظيم - بل المقصود الأكبر هو تطبيق تشريعاته وأحكامه في العقيدة والتشريعة والسلوك . 3- يجب على المسلم أن يتعلم القرآن ويحفظه وأقل ذلك أن يحفظ ما يؤدي به الصلاة ، ويذكر فيه الله تعالى . ويجب على المسلم كذلك أن يحاول إقامة ألفاظه وحروفه صحيحة سليمة مع تطبيق أحكام التجويد في القراءة بقدر ما يستطيع . 4 - يجب على المسلم تعظيم هذا القرآن واحترامه وتقديره وألا يمسه إلا وهو على طهارة ، ولا يقرؤه إلا على طهارة وإن كان يقرأ من حفظه فالأفضل أن يكون على طهارة أيضاَ ، وإلا فإنه يجوز أن يقرأه ( غيباً ) بدون طهارة من الحدث الأصغر ويجب على المسلم أن يحافظ على القرآن من التمزق أو الامتهان ، وعليه أن يضعه في مكان نظيف محترم . ** *** **
للفائدة
السؤال: ما رأي فضيلتكم في كتاب " صفوة التفاسير " للشيخ الصابوني , حيث إن بعض الشباب الملتزمين يعيبون علينا قراءة هذا الكتاب , ويقولون بأن عقيدة الشيخ الصابوني معتزلية أو أشعرية ، وتفسيره للقرآن كذلك , وحيث إني لا علم لي بهذا الشيخ فصرت أقرأ في هذا الكتاب لبساطتهِ ومنهجه الجذاب ، فما رأيكم في هذا الكتاب وفي مؤلفه ؟ وما الكتب التي توصون بها التي تهم كل مسلم (غير مختص بالعلوم الشرعية) في عقيدته وحياته من عبادات ومعاملات . الجواب: الحمد لله أولاً : الأستاذ محمد علي الصابوني , من أساتذة كلية الشريعة بمكة المكرمة ، كان له نشاط في علوم القرآن والتفسير, ومن ثم قام بتأليف عدة كتب في التفسير وعلوم القرآن , أكثرها مختصرات , كـ " مختصر تفسير ابن كثير " , و " مختصر تفسير الطبري " , و " التبيان في علوم القرآن " , و " روائع البيان في تفسير آيات الأحكام " , و " قبس من نور القرآن " , و " صفوة التفاسير " , وهو الكتاب الذي نحن بصدده . وهـو تفسير موجز , قال عنه مؤلفه : إنه شامل ، جامع بين المأثور والمعقول , مستمد من أوثق التفاسير المعروفة كـالطبري والكشاف ! وابن كثير والبحر المحيط ! وروح المعاني , في أسلوب ميسر سهل التناول , مـع العناية بالوجوه البيانية واللغوية . وقال في المقدمة : وقد أسميت كتابي " صفوة التفاسير " , وذلك لأنه جامع لعيون ما في التفاسير الكبيرة المفصلة , مع الاختصار والترتيب , والوضوح والبيان . طبع الكتاب في ثلاث مجلدات , وكان تاريخ التأليف سنة (1400 هـ ) . أما من حيث اعتقاد المؤلِّف فهو أشعري الاعتقاد ، وهو ما جعل كتبه واختصاراته عرضة للنقد والرد ، بل جعله هذا يبتر بعض نصوص الأحاديث ، ويحرف بعض النقول عن العلماء كما سيأتي . قال الشيخ سفر الحوالي : أما الصابوني فلا يؤسفني أن أقول إن ما كتبه عن عقيدة السلف والأشاعرة يفتقر إلى أساسيات بدائية لكل باحث في العقيدة ، كما أن أسلوبه بعيد كثيراً عن المنهج العلمي الموثق وعن الأسلوب المتعقل الرصين . " منهج الأشاعرة في العقيدة " ( ص 2 ) . وقد رد عليه كثير من أهل العلم مثل الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله والشيخ الألباني رحمه الله والشيخ صالح الفوزان والشيخ بكر أبو زيد والشيخ محمد جميل زينو وغيرهم . وأما كتابه " صفوة التفاسير " فهو من أكثر كتبه التي ردَّ عليها العلماء ، وهذه قائمة بأسماء بعض من ردَّ عليه مع ذِكر أسماء كتبهم : 1. " الرد على أخطاء محمد علي الصابوني في كتابه " صفوة التفاسير " و " مختصر تفسير ابن جرير " ، للشيخ محمد جميل زينو – مدرس التفسير في دار الحديث في مكة - . 2. " تنبيهات هامة على كتاب " صفوة التفاسير " " ، للشيخ محمد جميل زينو . 3. " ملاحظات على كتاب " صفوة التفسير " " للشيخ سعد ظلاَّم – عميد كلية اللغة العربية في مصر - . 4. " ملاحظات على صفوة التفاسير " للشيخ عبد الله بن جبرين . 5. " ملاحظات عامة على كتاب " صفوة التفاسير " " للشيخ صالح الفوزان . 6. " التحذير من مختصرات الصابوني في التفسير " للشيخ بكر أبو زيد ، وهو ضمن كتابه الكبير " الردود " . وهذه الردود والتعقبات دفعت وزارة الأوقاف في المملكة العربية السعودية أن تمنع تداول الكتاب وتأمر بمصادرته ، وذلك في : " تعميم وزارة الحج والأوقاف برقم 945 / 2 / ص ، في 16 / 4 / 1408 هـ من المديرية العامة للأوقاف والمساجد في منطقة الرياض المتضمن مصادرة " صفوة التفاسير " وعدم توزيعه حتى يصلح ما فيه من أخطاء عقدية . قال الشيخ بكر أبو زيد : " صفوة التفاسير " اسم فيه تغرير وتلبيس ، فأنَّى له الصفاء وهو مبني على الخلط بين التبر والتبن ، إذ مزج بين تفسيري ابن جرير وابن كثير السلفييْن ، وتفسير الزمخشري المعتزلي ، والرضي الرافضي ، والطبرسي الرافضي ، والرازي الأشعري ، والصاوي الأشعري القبوري المتعصب ، وغيرهم ، ولا سيما وهذا المزج على يد من لا يعرف الصنعة ولا يتقنها كهذا الذي تسوَّر هذا الصرح بلا سلَّم ، وإلا فإن أهل العلم يستفيدون من المفسرين المتميزين بما لا يخرج عن الجادة : مسلك السلف ، وضوابط التفسير ، وسَنن لسان العرب . " الردود " ( ص 311 ) . وقال : فيفيد وصفه بالجهل أنه : يصحح الضعاف ، ويضعِّف الصحاح ، ويعزو أحاديث كثيرة إلى الصحيحين ، أو السنن الأربعة أو غيرها وليس في الصحيحين – مثلاً – أو ليس في بعضها ، ويحتج بالإسرائيليات ، ويتناقض في الأحكام . ويفيد وصفه بالإخلال بالأمانة العلمية : بتر النقول ، وتقويل العالم ما لم يقله ، وتحريف جمع من النصوص والأقوال ، وتقريره مذهب الخلَف في كتب السلف . ويفيد خَلْفيته في الاعتقاد : مسخه لعقيدة السلف في مواضع من تفسير ابن جرير ، وتفسير ابن كثير ، وبأكثر في " صفوة التفاسير " ، وما تحريفه لعدد من النصوص إلا ليبرر هذه الغاية . " الردود " ( ص 313 ، 314 ) . وقد نصحه الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله – قائلاً : نوصيك بتقوى الله ، والحرص التام على التقيد بمذهب السلف الصالح في جميع مؤلفاتك ، ونوصيك أيضاً بالإكثار من تدبر القرآن الكريم ، والسنَّة المطهرة ، وكلام سلف الأمَّة ، والاستفادة مما كتبه الإمام العلاَّمة شيخ الإسلام ابن تيمية ، وتلميذه العلاَّمة ابن القيم ، ونوصيك بمطالعة رسالتيْ " التدمرية " و " الحموية " لشيخ الإسلام ، و " الصواعق " و " اجتماع الجيوش الإسلاميَّة " لابن القيم ، وغيرها من كتب السلف . " الردود " ( ص 375 ) . ثانياً : أما ما أردت بيانه من الكتب التي يحتاجها المسلم في حياته : فيمكنك الاطلاع على السؤال : ( 14082 ) ففيه بيان ما أردت وزيادة . والله أعلم . الإسلام سؤال وجواب (www.islam-qa.com) وقفه :- كتب بعض عمال عمر بن عبدالعزيز إليه قائلاً :- إن مدينتنا قد تهدمت ، فإن رأى أمير المؤمنين أن يقطع لنا مالاً يرمُّها به فعل . فكتب إليه عمر رحمه الله قائلاً :- حصنها بالعدل ، ونق طرقها من الظلم . الحقاق |
ب - أخطاء شائعة في تلاوة القرآن - وغيرهاا -
فبعض الناس يتساهل في هذا الأمر ويمس المصحف بدون طهارة وهذا محرم لا يجوز . قال تعالى ( لا يمسه إلا المطهرون ) الواقعة : 79 . فإن كان الإنسان على جنابة فإنه يحرم عليه حرمة عظيمة أن يمس المصحف ؛ بل لا يجوز له أن يقرأ من حفظه وهو جُنب . وإن كان غير متوضىء فإنه يحرم عليه مس المصحف . 2 - ومن الأخطاء : القراءة السريعة حداً للقرآن :- فإنك تسمع بعض الناس يقرأ بسرعة كبيرة بحيث لا يُقيم الألفاظ ولا الحروف ولا الحركات ولا يُفهم شيء مما يقرؤه ومن يسمعه لا يعرف ماذا يقول ؛ فهو يُحذرم حذرمة سريعة ويخلط الألفاظ ويُداخل بين الحروف ، فهذا لا يجوز ، ولا يتناسب مع حرمة القرآن الكريم وعظمته ، وقد يكون من باب الاستهانة بكلام الله تعالى . فالوجب على المسلم أن يقرأ القرآن بهدوء واطمئنان ، ويُقيم الحروف والكلمات ، ويتأنى ويُفصح عن العبارات ، وكيف لا ! وهو يقرأ خير كلام وأشرف مقال ألا وهو كلام رب العالمين . 3 - ومن الأخطاء العظيمة : هجر القرآن : فلقد هجر الكثير من المسلمين قراءة القرآن الكريم ، وانشغلوا بالدنيا وزخارفها ، فترى بعضهم لا يقرأ القرآن إلا في المدرسة أو في الجمعة أو في المسجد قبل الصلوات - أحياناً - وبعضهم قد يمر الأسبوع والأسبوعان ، والشهر والشهران وهو لم يقرأ حرفاً واحداً من كتاب الله ، وبعضهم قد لا يقرأه أبداً ! ألم يعلم هؤلاء أن قراءة القرآن الكريم واجبة على المسلم ، وأنها عبادة عظيمة ، ثم الم يقرؤوا قوله تعالى ( وقال الرسول يا رب إن قوم اتخذوا هذا القرآن مهجوراً ) الفرقان : 30 . وفي المقابل ألم يعلموا مقدار الأجر العظيم للذي يقرأ القرآن ؛ فبكل حرف حسنة والحسنة بعشرة أمثالها إلى سبعمائة ضعف . فالواجب على المسلم ان يحافظ على قراءة القرآن بشكل يومي وأن يجعل له ورداً يومياً ، فإنه لم يستطع فليقرأ ماتسير له قبل الصلوات الخمس أو بعدها وإليك تفصيل ذلك :- إن القرآن الكريم هو كتاب الله المنزل من عند الله والإيمان به ركن من أركان الإيمان ، ومن مقتضى هذا الإيمان تلاوته وحفظه . وإن القرآن الكريم يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه قال صلى الله عليه وسلم : ( اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه ) رواه مسلم . ويجب أن تعلم أيها المسلم أن أهل القرآن هم آهل الله تعالى وخاصته ثم اسمع هذه الاحاديث المروية عن النبي صلى الله عليه وسلم : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن الذي ليس في جوفه شيء من القرآن كالبيت الخرب ) رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح . وقال صلى الله عليه وسلم ( مثل لذي يقرأ القرآن والذي لا يقرأ القرآن كمثل الحي والميت ) رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح ، رواه الحاكم وصححه . وقال صلى الله عليه وسلم ( لا تجعلوا بيوتكم مقابر ، إن الشيطان يفر من البيت الذي تُقرأ فيه سورة البقرة ) رواه مسلم . فبادر أيها المسلم إلى قراءة القرآن كل يوم ، في المنزل والمسجد والسيارة ولا تكن من الذين هجروا القرآن .
** *** **
للفائدة
السؤال: عرفت مؤخراً أن النبي صلى الله عليه وسلم حثَّنا على قراءة سورة الملك لتحمينا من عذاب القبر . وقرأت كذلك أن قراءة سورة المزمل تسبب الغنى ، فهل هناك دليل من السنة على هذا ؟. الجواب: الحمد لله أولاً : ما قرأتيه عن فضل قراءة سورة المزمل فغير صحيح ، بل هو حديث موضوع لا يجوز العمل والاحتجاج به . وأصله ما رُوِيَ عن زِرِّ بن حبيش عن أبيّ بن كعب رضي الله عنه قال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم عرض عليّ القرآن في السنة التي مات فيها مرتين ، وقال : إن جبريل عليه السلام أمرني أن أقرأ عليك القرآن . وهو يقرئك السلام . فقال أُبيّ : فقلت لمَّا قرأ علي رسول الله صلى الله عليه وسلم : كما كانت لي خاصة ، فخصّني بثواب القرآن مما علمك الله وأطلعك عليه ؟ قال : نعم يا أبيّ ، أيما مسلم قرأ فاتحة الكتاب أُعطي من الأجر كأنما قرأ ثلثي القرآن . وأعطي من الأجر كأنما تصدق على كل مؤمن ومؤمنة .. إلى أن قال : ومن قرأ سورة المزمل رُفع عنه العسر في الدنيا والآخرة ..." قال ابن الجوزي رحمه الله : وذكر في كل سورةٍ ثواب تاليها إلى آخر القرآن ... وهذا حديث في فضائل السور مصنوع بلا شك . الموضوعات (1/391) وقال الشوكاني رحمه الله : رواه العقيلي عن أبي بن كعب مرفوعاً ، قال ابن المبارك : أظن الزنادقة وضعته . ولهذا الحديث طرق كلها باطلة موضوعة ...ولا خلاف بين الحفاظ أن حديث أبيّ بن كعب هذا موضوع . وقد اغتر به جماعة من المفسرين فذكروه في تفاسيرهم كالثعلبي والواحدي والزمخشري . ولا جرم فليسوا من أهل هذا الشأن " الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة ص264. وهذا الحديث بطوله ذكره ابن عدي في الكامل (7/2588) ، والسيوطي في اللآلي المصنوعة (1/227) والذهبي في ترتيب الموضوعات (60) وغيرهم . تنبيه : ولقد وضعت أحاديث كثيرة في فضائل سور القرآن وقصد واضعها ترغيب الناس في قراءة القرآن والعكوف عليه ، وزعموا أنهم بذلك محسنون . لكنهم أخطأؤوا فيما قصدوا إذ إنّ ذلك داخل ولا شك تحت الوعيد في قوله صلى الله عليه وسلم : ( وَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ ) رواه البخاري (10) ومسلم (4) ، ولا فرق بين الكذب عليه والكذب له . ولقد تتبع مؤمل بن إسماعيل (ت:206) هذا الحديث حتى وصل إلى من اعترف بوضعه . قال مؤمل : حدثني شيخ بهذا الحديث ، فقلت له : من حدثك بهذا ؟ قال : رجل بالمدائن ، وهو حيٌّ ، فسرت إليه ، فقلت : من حدثك بهذا ؟ قال : حدثني شيخ بواسط ، فسرت إليه . فقلت : من حدثك بهذا ؟ قال : شيخ بالبصرة ، فسرت إليه فقلت : من حدثك بهذا ؟ فقال : شيخ بعبادان . فسرت إليه فأخذ بيدي فأدخلني بيتاً فإذا فيه قوم المتصوفة ومعهم شيخ فقال : هذا الشيخ الذي حدثني ، فقلت : يا شيخ من حدثك بهذا : فقال : لم يحدثني أحد ، ولكنا رأينا الناس قد رغبوا عن القرآن فوضعنا لهم هذا الحديث ، ليصرفوا قلوبهم إلى القرآن . ومن ذلك حديث عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما في فضائل القرآن سورة سورة فقد سئل عنه واضعه وهو : نوح بن أبي مريم ، فقال : " رأيت الناس أعرضوا عن القرآن واشتغلوا بفقه أبي حنيفة ومغازي محمد بن إسحاق ، فوضعت هذه الأحاديث حسبة " انظر الموضوعات لابن الجوزي (1/394) ، شرح مقدمة ابن الصلاح للعراقي (111) وأما سورة الملك فقد سبق الكلام عن فضلها في السؤال رقم (26240) فليُراجع .. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى . الإسلام سؤال وجواب (www.islam-qa.com) وقفه : من أدعية الصوفيه البدعيه والشركيه اسم الله الأعظم ذكره أبو العباس أحمد بن علي البوني المتوفى 622 هـ ، وبيّن طريقة استعماله ، وفيها ألفاظ وكلمات ليس لها معنى ومفهوم ، لا ينطق بها أحد من الناس ، فلا ندري هي لغة الجن أو لغة السحر والكهانة يستخدمها الصوفيه للتقرب إلى الله عزوجل - وعياذاً به تعالى من هذا الهذيان - فيقول البوني :- الوظيفة التي ذكرها لقضاء المهمات وتسيير الأمور ، وهذه ألفاظها :- " اللهم إني أسألك بعظيم قديم كريم مكنون مخزون اسمائك وبانواع اجناس رقوم نقوش انوارك ، وبعزيز إعزاز عز عزتك ، وبحول طول جول شديد قوتك ، وبقدرة مقدار اقتدار قدرتك ، وبتاييد تحميد وتمجيد عظمتك ، وبسمو نمو علو رفعتك ، وبقيوم ديوم دوام ابديتك ، وبرضوان غفران آل مغفرتك ، وبرفيع بديع منبع سلطانك ، وبصلات سعات بساط رحمتك ، وبلوامع بوارق صواعق عجيج وهيج بهيج رهيج نور ذاتك وببهر جهر قهر ميمون ارتباط وحدانيتك ، وبهدير تيار امواج بحرك المحيط بملكوتك ، وباتساع انفساح ميادين برازيخ كرسيك ، وبهيكليات علويات روحانيات املاك عرشك ، وبالأملاك الروحانيين المدبرين لكواكب افلاك ، وبحنين أنين تسكين المريدين لقربك وبحرقات زفرات خضعات الخائفين من سطوتك ، وآمال ؟ أقوال المجتهدين في مرضاتك وبتحمد تمجد تهجد تجلد العابدين على طاعتك با اول يا آخر يا ظاهر يا باطن يا قديم يا مغيث أطمس بطلسم ) منبع اصول الحكمة للبوني ص 111 مصطفى البابي مصر . نسأل الله السلامه والعافيه ........... الحقاق |
4 - ومن الأخطاء تلاوة القرآن : الخطأ في أسلوب التلاوة :-
فإنك تسمع من بعض القّرّاء ، ومن بعض أئمة المساجد قراءة عجيبة تُخرج القرآن عن ألفاظه ومعانية . وإليك أساليب القراءة التي لا تجوز :- 1 - التطريب :- وهو أن يُجري القارىء صوته بما يشبه الطرب فُيخل بأحكام التجويد وأصول الكلمات ، وهذا محرم . 2- الترجيع :- وهو تمويج الصوت - وبخاصة في المدود ، أو يرفع صوته ثم يُخفظه ثم يرفعه كصوت الرعد ثم يُخفظه إلى صوت رقيق خافت ، وهذا مكروه لأنه لا يليق مع القرآن . 3 - الترقيص :- وهو أن يزيد القارىء حركات من عنده غير موجودة في الكلمة ولا في التجويد ويصبح كالراقص يتكسر ، وهذا لا يجوز . 4 - الحزين :- وهو أن يتصنَّع القراءة الجزينة ، وكأنه يريد أن يبكي ، فهذا منهي عنه ، أما إن كان ذلك طبعه فلا بأس . 5 - الترعيد :- وهو أن يقرأ بصوت فيه رعدة وكأنه يرتجف من البرد ، أو كالذي فيه مرض ، وهذا مكروه . 6 - التحريف :- وهو اجتماع أكثر من قارىء ، ثم يقرؤون بصوت واحد فيقطعون القراءة ويأتي بعضهم بنصف الكلمة والآخر يكملها ليحافظوا على النغمة والصوت ، وهذا لا يليق بلكلام الله ، فهذا القرآن حقه التعظيم والإجلال ، ولا يُقرأ بهذا العبث . 7 - تلاوة القرآن مع الآلات الموسيقية ، وهذا من أقبح البدع والمنكرات ، فاستعمال الآلات الموسيقية محرم أصلاً ، وهو مع قراءة القرآن بدعة شنيعة ينبغي ردها وتعزيز فاعلها ومعاقبته بعقوبات صارمة .
** *** **
ـــــــــــــــــــــــ وللحديث بقية إن شاء الله تعالى .............
للفائدة
السؤال: السؤال : ما حكم تقبيل المصحف بعد سقوطه من مكان مرتفع ؟. الجواب: الجواب : الحمد لله لا نعلم دليلاً على مشروعية تقبيله ، ولكن لو قبله الإنسان فلا بأس لأنه يروى عن عكرمة بن أبي جهل الصحابي الجليل رضي الله تعالى عنه أنه كان يقبل المصحف ويقول : هذا كلام ربي ، وبكل حال التقبيل لا حرج فيه ولكن ليس بمشروع وليس هناك دليل على شرعيته ، ولكن لو قبله الإنسان تعظيماً واحتراماً عند سقوطه من يده أو من مكان مرتفع فلا حرج في ذلك ولا بأس إن شاء الله . كتاب مجموع فتاوى ومقالات متنوعة لسماحة الشيخ العلامة عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله . م/9 ص/289. (www.islam-qa.com) وقفه :- قال أحمد بن داود أبو سعيد الواسطي : دخلت على أحمد بن حنبل الحبس قبل الضرب في المحنه - خلق القرآن - فقلت له في بعض كلامي : يا أبا عبدالله : عليك عيال ، ولك صبيان ، وأنت معذور - كأني أسهل عليه الإجابة - فقال لي أحمد بن حنبل :- إن كان هذا عقلك يا أبا سعيد فقد استرحت الحقاق |
5 - الخطاء شائعة في قراءة بعض الألفاظ والحروف :-
القرآن الكريم يجب أن يُقرأ صحيحاً ، فيُعطى كل حرف حقه من التشكيل والتشديد ؛ لأن هناك بعض الكلمات التي يتغير معناها بالكلية إن تغيرت حركتها كأن تُقرأ بالضمة وهي بالتفتحة ... وهكذا . قال العلماء :- " إن تغيير بعض الحروف أو الحركات قد يُغير المعنى تماماً ، وقد يكون هذا المعنى الجديد منكراً عظيماً أو شركاً كبيراً " ، وقد يُغيره إلى معنى آخر ليس فيه منكر ولا شرك ، ولكنه قبيح فيما يخص القرآن الكريم وقالوا أيضاً : " إن الخطأ في قراءة الفاتحة في الصلاة إن كان يُغير المعنى ، فلا تجوز تلك الصلاة " ومن ذلك ما يلي :- 1 -الخطأ في قراءة الفاتحة . فترى الكثير من الناس يُخطىء في قراءة قوله تعالى ( أنعمتَ عليهم ) فيقرؤونها بالضم أو الكسر ( أنعمتُ عليهم ) و ( أنعمتِ عليهم ) وهذا خطأ عظيم يُغير المعنى تماماً وتبطل به الصلاة والصواب هو قراءتها ( أنعمتَ ) بالفتح لأن الله تعالى هو الذي أنعم ، أما قراءتها بالضم فتعني أن القارىء هو الذي أنعم وبالكسر ( انعمتِ ) المخاطبة المؤنثة هي التي أنعمتْ . وهذا خطأ شائع نسمعه بكثرة ويجب الحذر منه لأن اللحن في قراءة الفاتحه بما يُغير المعنى يُبطل الصلاة . ومن الأخطاء قراءة قوله تعالى ( إيّاك نعبد ، وإيّاك نستعين ) بدون تشديد الياء في ( إيّاك ) وهذا خطأ وفيه شرك في اللفظ ؛ لأن معنى ( الإيا ) ضياء الشمس فصار المعنى :- ضياء شمسك نعبد ، وهذا خطأ عظيم ومعنىً فاسد لأن فيك شرك وكفر ، فيجب الانتباه لذلك وقراءتها ( إيّاك ) بتشديد الياء . ومن الخطاّ :- قراءة قوله تعالى ( إيّاك نعبد ) بكسر الباء في ( نعبد ) والصواب ( نــعــبـــُد ) بالضم ، وهذا خطأ لا يُغيّر المعنى ولكن الأفضل والأولى تحقيق القراءة الصحيحة وخاصة سورة الفاتحة وتحديداً في الصلاة . ومن الخطأ :- قراءة قوله تعالى ( ولا الـضـالين ) بالظاء ، أي ( ولا الظالين ) وهذا خطأ ، والصواب قراءتها بالضاد ، لأن الظالين من الظِلال والفي ، أما الضالين فهي من الضّلال أي الانحراف عن دين الله . ومن الخطأ :-- ايضاً - في قراءة الفاتجة ، قراءة بعضهم ( العالمين ) بكسر اللام ، والصواب ( الحمدالله رب العالَمين ) بفتح اللام ، لأن معنى ( العالِمين ) بالكسر أن الله تعالى ربٌ للعلماء فقط وهذ منكر عظيم ومعنىً فاسد ، فالله تعالى رب كل شيء وهذا ما يفيده لفظ ( العالَمين ) بالفتح . 2 - يُخطىء بعض الناس في قراءة قوله تعالى :- ( من الـــجِـــنَّـــة والناس ) في سورة الناس ، فيقرؤونها ( من الــجَـــنَّــة ) بفتح الجيم ، والصواب كسر الجيم ، لأن المقصود هم الجن والشياطين . أما بفتح الجيم فيكون المعنى جنة النعيم ، فهذا الفرق بين الكسرة والفتحة أدى إلى اخلاف كبير في المعنى وأفاد معنى فاسداً فكأن القارىء يستعيذ من جنة النعيم . 3 - ومن الأخطاء الشائعة التي لا ينتبه إليها بعض الناس قراءة قوله تعالى ( مــذؤماً مدحوراً ) في سورة الأعراف آية 18 يقرؤونها ( مذموماً ) والصواب الأول . 4 - ومن الأخطاء أيضاً قراءة قوله تعالى ( فما اسطاعوا أن يظهروه ) من سورة الكهف آية 97 . وقوله تعالى ( ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا ) الكهف : 82 ، يقرؤون ( فما استطاعوا ) و ( وما لم تستطع ) بالتاء والصواب عدم وجود التاء في اللفظين . 5 - ومن الأخطاء الشائعة - عند العامه - قلب الضاد إلى ظاء في معظم الكلمات التي فيها حرف الضاد مثل ( الضالين ) يقرؤونها ( الظالين ) ومثل ( أضرب ) يقرؤونها ( اظرب ) وهكذا .... ولكن ليس كل قلب لحرف الضاد إلى الظاء يُغير المعنى ، إلا في أمثلة قليلة ، ولكن الأولى والأكمل أن يُقرأ القرآن صحيحاً سليماً . 6 - ومن الأخطاء الشائعة عدم تحقيق الهمزات ، فيقرأ الإنسان - مثلاُ - ( إيّاك نعبد ) بدون همزة ( اياك ) وعندما تسمعها تكون واضحة أنها بدون همزة ، والصحيح هو تحقيق الهمزة والنطق بها واضحة قوية . ويُلحق بهذا عدم تحقيق الهاء عند الوقف عليها ، فتسمعها وكأنها ألف مدية مثل ( وما أدارك ماهيه * نارٌ حاميه ) فتسمع من يقرؤها وكأنها ألف ( ماهيا ) ( حاميا) وهذا خطأ والصواب تحقيق الهاء وإظهارها واضحة . 7 - ومن الأخطاء أيضاً مد الألف - كأنه مد متصل أو عارض - عند الوقف عليها ، مثل ( والضحى ) ( وما قلى ) ( بصيرا ) ( عليماً حكيماً ) ( الذي قدَّر فهدى ) فبعض الناس يمد الألف مداً طويلاً ، وهذا خطأ والصواب الوقف عليها بمد طبيعي حركتين .
** *** **
للفائدة
السؤال: ما المقصود بالجِنّة والنَّاس في سورة الناس ، هل هم شياطين الإنس والجن أم ماذا ؟ الجواب: الحمد لله أولاً : قال الله تعالى : ( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاس *ِ مَلِكِ النَّاسِ * إِلَهِ النَّاس * مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاس *ِ الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاس ) . سورة الناس في هذه الآيات الكريمة أمر بالاستعاذة من الوسواس الخناس ، الذي يوسوس في صدور الناس . وفيها بيان حال هذا الوسواس ، وأنه قد يكون من الجن ، وقد يكون من الإنس . قال الحسن : هما شيطانان ، أما شيطان الجن فيوسوس في صدور الناس ، وأما شيطان الإنس فيأتي علانية . وقال قتادة : إن من الجن شياطين ، وإن من الإنس شياطين ، فتعوذ بالله من شياطين الإنس والجن . هذا هو الصحيح في معنى هذه الآية الكريمة . قال ابن القيم رحمه الله : " فالصواب في معنى الآية أن قوله : ( مِنْ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ ) بيان للذي يوسوس ، وأنهم نوعان : إنس وجن ، فالجني يوسوس في صدور الإنس ، والإنسي أيضا يوسوس في صدور الإنس . . . . ونظير اشتراكهما في هذه الوسوسة : اشتراكهما في الوحي الشيطاني ، قال الله تعالى : ( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الأِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً ) الأنعام/112 . فالشيطان يوحي إلى الإنسي باطله ، ويوحيه الإنسي إلى إنسي مثله ، فشياطين الإنس والجن يشتركان في الوحي الشيطاني ، ويشتركان في الوسوسة . . . . وتدل الآية على الاستعاذة من شر نوعي الشياطين : شياطين الإنس وشياطين الجن " انتهى باختصار . وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في "تفسير جزء عم" : " وقوله : ( مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاس ) أي : أن الوساوس تكون من الجن ، وتكون من بني آدم . أما وسوسة الجن ؛ فظاهر ؛ لأنه يجري من ابن آدم مجرى الدم . وأما وسوسة بني آدم ؛ فما أكثرَ الذين يأتون إلى الإنسان يوحون إليه بالشر ، ويزينونه في قلبه حتى يأخذ هذا الكلام بلُبِّه وينصرف إليه " انتهى . والله أعلم . الإسلام سؤال وجواب (www.islam-qa.com) وقفه :- لما مات الوليد بن عبدالملك ، صلى عليه عمر بن عبدالعزيز ، وأنزله إلى قبره ، وقال حين أنزله: لتنزَلنه غير موسد ولا ممهد قد خلفت الأسلاب ، وفارقت الأحباب ، وسكنت التراب ، وواجهت الحساب فقيراً إلى ما قدمت ، غنيا عما أخرت .. الحقاق |
8 - أخطاء تتعلق بالوقف والوصل والابتداء
أولاً :- الوقف هناك وقف اختياري ، ووقف إجباري لازم ، ووقف جائز لأن بعض نهايات الآيات أو بعض الكلمات يكون الوقف عليها غير مستحسن ؛ بل إن قَصَده القارىء فإنه يرتكب محرماً عظيماً ؛ لأن ذلك الوقف القبيح فيه إفساد للمعنى وإيهام بخلاف المقصود ، وهناك الوقف الاضطراري الخارج عن الإرادة نظراً لانقطاع النفس أو العطاس أو السعال فإنه في هذه الحالة يجوز له أن يقف على أي كلمة إن لم يستطيع الوصول إلى وقف جائز . وكذلك في الوصل أو الابتداء ، فهناك وصل جائز ، ووصل قبيح ، وابتداء جائز ، وابتداء قبيح ، وقد تم الوصف ( بالقبيح ) لأنه قد يحدث وأن يخرج المعنى فاسداً غير لائق ، أو مُوهما بخلاف المراد . واعلم أن الوقف أو الابتداء في القراءة لا يُوصفان بوجوب ولا بمحرم ، وليس في القراءة وقف أو ابتداء واجب بأثم القارىء بتركه ، ولا حرام يأثم بفعله ، وإنما يُوصف الوقف أو الابتداء بالوجوب أو الحرام بحسب ما يُسببه من إيهام ما لا يُراد أو من معنى غير لائق . وإليك التفصيل :- أ - الوقف الاختياري :- أنواعه : نوعان :- 1 - وقف اختياري جائز :- وهو الذي يؤدي معنى صحيحاً عند الوقوف عليه ، مثال :- أواخر الآيات ؛ إلا بعض آيات معينة - ستأتي بعد قليل . 2 - وقف غير جائز ( قبيح ) :- وهو الوقف على ما لا يؤدي معنى صحيحاً . حكم الوقف على أواخر الآيات :- الوقف على نهاية كل آية هو سُنة ، لأنه وقف تام وكاف مستكمل للمعنى ؛ إلا في بعض آيات قليلة اختلف العلماء في جواز الوقف عليها وعدم جوازه ، فمن أجاز الوقف عليها قال : لأنها آخر آية فمثلها مثل باقي الآيات ، ومن منع الوقوف عليها قال :- مراعاة المعنى هو الأصل في الوقف أو الابتداء . ومن تلك الآيات المختلف في الوقف على آخرها قوله تعالى :- ( قويل للمصلين ) فمن وقف على ذلك صار المعنى المفهوم أن الويل لعموم المصلين ، وهذا ليس هو المراد بل المراد أن الوعيد والتهديد لمن يسهى عن الصلاة ويُؤخرها ولا يهتم بها ، ولا يمكن أن يتضح هذا المعنى إلا بوصل هذه الآية بما بعدها ( فويل للمصلين (*) الذين هم عن صلاتهم ساهون ) . الخــــلا صــــــة :- أنه يجوز الوقف على ( فويل للمصلين ) لأنها رأس آية ، ولكن الأفضل أن نصلها بما بعدها لكي يتم المعنى ، ولا يُتوهم معنى آخر . واعلم أنه يجوز - مطلقاً - إنهاء القراءة وقطعها عند قوله تعالى ( فويل للمصلين ) ثم ينصرف مُنهياً بذلك قراءته ، أو يقف عليها ويركع ( إن كان في الصلاة ) كلا ! فهذا لا يجوز ؛ بل عليه أن يُتم الآية التي بعدها ؛ لكي لا يكون كالمتعمد لذلك للتلبيس على الناس ، أما إن تعمّد ذلك فقد ارتكب مُحرّماً كبيراً . ومثل ذلك أيضاً في قوله تعالى :- ألا إنهم من إفكهم ليقولون (*) ولد الله وإنهم لكاذبون ) الصافات :151 . فإن وقف القارىء على قوله تعالى ( ليقولون ) وهي رأس آية ، ثم بداً القراءة التي تليها وهي ( ولد الله .. ) لوقع في معنى بالغ النكارة والفساد وهو نسبة الولد إلى الله تعالى - وهذا من الكفر - . فالأولى والأصوب أن يصل الآيتين فلا يقف عند قوله ( ليقولون ) وإن وقف عليها فلا يبدأ بما بعدها بل يكررها ( ليقولون ) ويصلها بما بعدها ؛ وذلك لتحاشى إيهام ما لا يُراد . وكل ما سبق يخص الوقف على أواخر الآيات . وهناك كلمات في وسط الآيات لا يجوز الوقوف عليها سيأتي ذكرها لاحقاً .
** *** **
ــــــــــــــ وللحديث بقية إن شاء الله ..... تفصيل الوقف الجائز
للفائدة
السؤال: السؤال : أرجو أن تخبرني ما هو تأثير الرمز "~" على معاني كلمات القرآن ؟ إذا لم يمد شخص الحرف الذي يقع تحت هذا الرمز فهل يغير هذا المعنى ؟ الجواب: الحمد لله تستخدم هذه العلامة " ~ " للدلالة على مواضع المد الزائد على المد الطبيعي ، فتستخدم في المد اللازم مثل " الطآمّة " وتمد بمقدار ست حركات تقدر الحركة تقريبا بمقدار قبض الإصبع أو بسطه . وتستخدم في المد المتصل مثل " سوآء علينا " ويمد من أربع حركات إلى ست حركات . وتستخدم في الكتابة بدلا عن الهمزة التي تأتي بعدها ألف مثل (آمن ، آذاننا ، آدم) وأصلها (ءامن ، ءاذاننا ، ءادم) . وليس لهذه الإشارة تأثير على معاني الكلمات ، وإنما هي دلالة على بعض المدود كما سبق . والمد الذي هو فوق المد الطبيعي لا يتغير المعنى عند الإتيان به ، ولكن على الإنسان أن يحافظ على سنة القراءة ، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يمد في قراءته . والله اعلم . الإسلام سؤال وجواب الشيخ محمد صالح المنجد (www.islam-qa.com) وقفه :- وعظ رجل المأمون العباسي ، فأصغى إليه منصتاً ، فلما فرغ قال :- قد سمعت موعظتك ، فأسأل الله عزوجل أن ينفعنا بها وبما علمنا ... غير أننا أحوج إلى المعاونة بالفعال منا إلى المعاونة بالمقال ... فقد كثر القائلون وقل الفاعلون . الحقاق |
تفصيل الوقف الجائز
الوقف الجائز الذي سبق تعريفه - بأنه يُؤدي معنى صحيحاً - ينقسم إلى ثلاثة أقسام :- 1 - وقف تام . 2 - وقف كافي . 3 - وقف حسن . 1 - فالوقف التام :- هو الوقف على كلام تم معناه ولم يتعلق بما بعده لفظاً ولا معنى ، وهو الذي يحسن الوقف عليه والابتداء بما بعده ، وأكثر ما يكون هذا الوقف في الحالات التالية :- أ - الوقف عند نهاية الآيات - ما عدا بعض آيات سبقت الإشارة إليها . ب - في آخر بسم الله الرحمن الرحيم . ج - قد يوجد الوقف التام - كذلك - قبل نهاية الآية كما في قوله تعالى ( إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة وكذلك يفعلون ) سورة النمل :34 . فلو وقفنا عند قوله ( أذلة ) كان وقفاً تاماً ؛ لأنه آخر كلام بلقيس ، وقد اكتمل المعنى مع أن الآية لم تكتمل ، والأولى الوقف على نهاية الآية ( وكذلك يفعلون ) لأنه رأس آية . د - قد يوجد الوقف التام بعد نهاية رأس الآية ، كما في قوله تعالى ( وإنكم لتمرون عليهم مصبحين * وبالليل أفلا تعقلون ) سورة الصافات :137 ، 138 . فالوقف التام أن نقف على قوله تعالى ( وبالليل ) مع أن نهاية الآية هو قوله ( مصبحين ) ولكن المعنى لم يتم مع نهاية الآية فهو مرتبط بما بعده وهي كلمة ( وبالليل ) فالأولى أن نقف عندها ثم نقرأ ( أفلا تعقلون ) لأن معنى الآية : إنكم تمرون عليهم في الصباح وفي الليل . ولو قرأنا ( وبالليل أفلا تعقلون ) لكان المعنى مختلفاً تماماً وهو إنكم لا تعقلون في الليل وهو معنى غير مراد . ومثله قوله تعالى ( ..... ولبيوتهم أبواباً وسرراً عليها يتكئون (34 ) وزخرفاً ....) سورة الزخرف :34 . فقوله تعالى ( يتكئون ) هي آخر الآية ، وكلمة ( زخرفاً ) هي بداية آية جديدة لكنها مرتبطة بما سبق ، فعندما نقف عليها يكون الوقف تاماً ، فتقرأ ( .. عليها يتكئون وزخرفاً * وإن كل ... ) . ويُلحق بالوقف التام وقف آخر اسمه : وقف البيان التام ، أو الوقف الـــلازم ، أو الوقف الواجب ، ويُرمز له في المصاحف بميم صغيرة ( بخط النسخ ) فوق الكلمة . وهذا الوقف الــلازم هو :- الوقف على كلمة تُبين المعنى ، بحيث لا يُفهم المعنى بدون هذا الوقف ؛ بل قد يلتبس المعنى تماماً وذلك مثل قوله تعالى ( وَلَا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا ) يونس :65 . فهذه آية واحدة ، ولكن ينبغي الوقف عند قوله تعالى ( ولا يحزنك قولهم ) فنقف ولا نواصل بما بعدها ، لأننا إذا وصلنا التبس المعنى وصار ( ولا يحزنك قولهم إن العزة لله جميعاً ) فكأن القول المحزن هو قولهم إن العزة لله .. وهم لم يقولوا ذلك بل قالوا الكذب والشرك فهذا قولهم ، ثم بيّن الله تعالى في كلام جديد : إن العزة جميعاً هي لله تعالى فلا تحزن على قولهم الذي قالوا . ومثل ذلك - أيضاً - قوله تعالى ( لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه وتسبحوه بكرة وأصيلا ) سورة الفتح :9 . فهذه آية واحدة ، ولكن ينبغي الوقف عند قوله تعالى ( وتوقروه ) لأن كل ما سبق في الآية هو خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم ثم نبدأ كلاماً جديداً ( وتسبحوه ) وهذا خاص بالله تعالى وليس بالرسول صلى الله عليه وسلم فكان الوقف لا زماً لأننا لو وصلنا لصار المعنى أن نسبح الرسول صلى الله عليه وسلم وهذا خطأ فوجب الوقف . ومثله قوله تعالى ( الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (247 )الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ) البقرة :247 ،248 . فهاتان آيات منفصلتان ، فالوقف على قوله تعالى ( يحزنون ) وقف تام لأنه رأس آية ولا ينبغي الوصل لأن المعنى يصبح : إن الذين بأكلون الربا هم الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ، وهذا معنى فاسد فيجب الوقف ثم نبدأ كلاماً جديداً ( الذين يأكلون الربا ... ) . ومثله قوله تعالى ( سبحانه أن يكون له ولد له ما في السماوات وما في الأرض ... ) سورة النساء :171 . فالوقف التام - الواجب - يكون عند قوله ( ولد ) ثم نبدأ كلاماً جديداً ( له ما في السماوات ) لأن المراد نفي الولد عن الله سبحانه مطلقاً . ومثله قوله تعالى ( فلا يحزنك قولهم إنا نعلم ما يُسرون وما يعلنون ) سورة يس : 76 . فهذه آية واحدة ، ولكن يلزم والوقف عند قوله تعالى ( قولهم ) ثم نبدأ القراءة من جديد ؛ لأننا لو وصلنا لتوهم السامع أن عبارة ( إنا نعلم ما يُسرون وما يعلنون ) هي من ضمن كلام الكفار ، والحقيقة أنها من كلام الله تعالى . ومثله قوله تعالى ( .... إن الله شديد العقاب * للفقراء والمهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم ) سورة الحشر : 7 . فهاتان آيتان ، فالوقف التام عند قوله ( شديد العقاب ) لأنها رأس آية ، ولا يجوز الوصل للآيتين معاً لأن الوصل يُوهم بأن شدة العقاب هي للفقراء المهاجرين ، وهذا خطأ وليس هو المراد ، بل شدة العقاب كانت لأمر سابق فيجب أن نقف عند ( شديد العقاب ) ثم نبداً كلاماً جديداً ( للفقراء ) . وكذلك في قوله تعالى ( فتول عنهم يوم يدع الداع إلى شيء نُكر ) سورة القمر : 6 . فينبغي الوقوف عند ( فتول عنهم ) ثم نبدأ كلاماً جديداً . وكذلك قوله تعالى ( وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم ) سورة آل عمران : 7 . فينبغي الوقف عند قوله تعالى ( إلا الله ) ثم نبدأ كلاماً جديداً ( والراسخون في العلم .. ) وذلك لأن الله وحده هو الذي يعلم تأويله ، ولو وصلنا الكلام لأصبح الراسخون في العلم يعلمون تأويله - أيضاً - وهذا مُختلف فيه بين أهل التفسير . ومثله قوله تعالى ( فإنها محرّمة عليهم أربعين سنة يتيهون في الأرض فلا تاس على القوم الفاسقين ) سورة المائدة :6 . فينبغي الوقف عند قوله ( سنة ) ولا ينبغي عند قوله ( عليهم ) لأن الوقف عن ( عليهم ) يُفيد أن الأرض المقدسة محرمة عليهم إلى الأبد وهذا خلاف ما حدث فقد دخلوها فالواجب الوقوف عند قوله ( سنة ) لأن الله تعالى حرّم عليهم دخولها أربعين سنة ثم دخلوها . وهذه بعض الأمثلة سقناها للبيان والإيضاح ، وهناك أمثلة أخرى كثيرة يُرجع إليها في كتب التجويد .
** *** **
للفائدة
السؤال: أيهما أصح " تفسير ابن كثير " أو " تفسير الطبري " ؟. الجواب: الحمد لله كل واحد من هذين التفسيرين لعالم جليل من علماء أهل السنة ، ولا يزال العلماء ينصحون باقتنائهما ، ولكل واحدٍ منهما ميزات تجعل طالب العلم لا يستطيع تفضيل واحدٍ منهما على الآخر ، وهذه بعض اللمحات عن التفسيرين : 1. " تفسير الطبري " - ولد الإمام محمد بن جرير الطبري عام 224 هـ وتوفي عام 310 هـ عن ستة وثمانين عاماً في إقليم طبرستان . - سمى تفسيره " جامع البيان في تأويل آي القرآن " . - قال أبو حامد الإسفرايني : لو سافر مسافر إلى الصين من أجل تحصيله ما كان ذلك كثيراً في حقه . " طبقات المفسرين " للداودي ( 2 / 106 ) . وقال ابن خزيمة : نظرت فيه من أوله إلى آخره ، وما أعلم على أديم الأرض أعلم من ابن جرير. " سير أعلام النبلاء " ( 14 / 273 ) . وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : وأما التفاسير التي في أيدي الناس : فأصحها تفسير محمد بن جرير الطبري ؛ فإنه يذكر مقالات السلف بالأسانيد الثابتة ، وليس فيه بدعة ، ولا ينقل عن المتهمين ، كمقاتل بن بكير والكلبي . " مجموع الفتاوى " ( 13 / 358 ) . وقال أيضاً في "مقدمة في أصول التفسير" (ص 39) عن تفسير ابن جرير : من أجل التفاسير وأعظمها قدراً . انتهى . - اعتمدَ أقوال ثلاث طبقات من طبقات مفسري السلف ، وهم الصحابة ، والتابعون ، وأتباع التابعين ، ويذكر أقوالهم بأسانيده إليهم ، وهذه ميزة عظيمة في كتابه ، لا توجد في كثير من كتب التفسير الموجودة بين أيدينا ، غير أن هذه الميزة لا تتناسب مع عامة المسلمين الذين ليس لديهم القدرة على البحث في الأسانيد ومعرفة الصحيح من الضعيف ، وإنما يريدون الوقوف على صحة السند أو ضعفه بكلام واضح بَيِّن مختصر . - فإذا انتهى من عرضِ أقوالِهم : رجَّحَ ما يراه صوابًا ، ثمَّ يذكر مستندَه في الترجيحِ . 2. " تفسير ابن كثير " - هو أبو الفداء إسماعيل بن كثير الدمشقي ، توفي في عام 774 هـ . - سمى تفسيره " تفسير القرآن العظيم " . - قال السيوطي رحمه الله في حق هذا التفسير : لم يؤلَّف على نمطه مثله . " تذكرة الحفاظ " ( ص 534 ) . - وتفسيره من التفسير بالمأثور – الآية والحديث - ، وشهرته تعقب شهرة الطبري عند المتأخرين . - سهل العبارة ، جيد الصياغة ، ليس بالطويل الممل ، ولا بالقصير المخل . - يفسِّر الآية بالآية ، ويسوق الآيات المتناسبة مع ما يفسره من الآيات ، ثم يسرد الأحاديث الواردة في موضوع الآية ، ويسوق بعض أسانيدها وبخاصة ما يرويه الإمام أحمد في مسنده ، وهو من حفظة المسند ، ويتكلم على الأحاديث تصحيحاً وتضعيفاً– غالباً – وهي ميزة عظيمة في تفسيره ، ثم يذكر أقوال السلف من الصحابة والتابعين ، ويوفق بين الأقوال ، ويستبعد الخلاف الشاذ . قال عنه محمد بن جعفر الكتاني : إنه مشحون بالأحاديث والآثار بأسانيد مخرجيها مع الكلام عليها صحةً وضعفاً . " الرسالة المستطرفة " ( ص 195 ) . - نبَّه على الموقف الشرعي من الروايات الإسرائيلية ، ونبَّه على بعضها خلال تفسيره لبعض الآيات . والخلاصة : أنه لا غنى لطالب العلم عن الكتابين ، وأنه عند المفاضلة بينهما : فإن تفسير ابن جرير لم يؤلَّف بعده مثله ، وهو زاد للعلماء وطلبة العلم ، لكنه لا يصلح لعامة الناس لعدم صلاحيتهم هم له ، وتفسير ابن كثير أقرب لأن يوصى به عوام الناس ، وفيه من الفوائد للعلماء وطلبة العلم الشيء الكثير . والله أعلم . الإسلام سؤال وجواب (www.islam-qa.com) وقفه :- امنعوا الناس من المزاح فإنه يذهب بالمروءة ويوغر الصدور " هذا ما كتبه أميرالمؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى عماله " الحقاق |
2 - الوقف الكافي :
وهو ما يؤدي معنى صحيحاً مع تعلُّقه بما بعده في المعنى ، فهو الذي يحسن الوقف عليه والابتداء بما بعده . وذلك مثل قوله تعالى ( لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة وما من إله إلا اله واحد ...) سورة المائدة :73 . فالوقف ينبغي عند قوله تعالى ( ثلاثة ) ولا ينبغي الوصل ؛ لكيلا يتوهم السامع أن قوله ( وما من إله إلا إله واحد ) هو من قول النصارى ، كلا ! . ومثله قوله تعالى ( وما أرسلنا إلا مبشراً ونذيراً (105 ) وقرآناً فرقناه لتقرأه على الناس ..) سورة الإسراء :105 ، 106 . فالوقف على آخر الآية ( ونذيراً ) وقف كافي ، ولا ينبغي الوصل ، لأننا لو وصلنا لأصبح المعنى الرسول صلى الله عليه وسلم مبشراً ونذيراً وقرآنا ، وهذا خطأ ، فالرسول صلى الله عليه وسلم مبشر ونذير ولكنه ليس قرآنا . وأمثلة ذلك في القرآن كثير . 3 - الوقف الحسن : هو الوقف على كلام يؤدي معنى صحيحاً مع تعلقه بما بعده لفظاً ومعنى ، وهو الذي يحسن الوقف عليه ، ثم نبدأ بإعادة آخر كلمة أو آخر كلمتين من الكلام السابق ونكمل القراءة لكي يتناسق المعنى ويتصل . مثل قوله تعالى ( ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه أن آتاه الله الملك ( وقف ) ثم نبدأ ( أن آتاه الله الملك إذ قال إبراهيم ربي الذي يُحيي ويميت ) سورة البقرة : 258 . وهذا كثير جداً في القراءة . وقد يكون الوقف حسناً والابتداء بعده قبيحاً مثل ثوله تعالى ( يُخرجون الرسول وإياكم أن تؤمنوا بالله ربكم ... ) سورة الممتحنة : 1 فالوقف على قوله ( يُخرجون الرسول ) وقف حسن ، لكن إذا بدأنا وقلنا ( وإياكم أن تؤمنوا ... ) صار المعنى فاسداً لأنه تحذير من الإيمان بالله ، فوجب هنا الوصل ، أو الوقف على قوله ( وإياكم ) .
** *** **
ـــــــــــــــــــــ وللحديث بقية إن شاء الله تعالى ... في .... تفصيل الوقف القبيح ..
للفائدة
السؤال :- في مسجدنا يحدث اختلاط بين الرجال والنساء قبيل وقت الإفطار في شهر رمضان ، وهذا الأمر مستمر منذ عدة سنوات . القائمون على المسجد يتحججون بأنهم إذا لم يسمحوا للناس بفعل ما يريدون فلن يحضروا إلى المسجد . الجواب :- الحمد لله أولا : الاختلاط بين الرجال والنساء محرم ؛ لما يفضي إليه من المفاسد والمحاذير الكثيرة ، وقد سبق ذكر أدلة تحريم الاختلاط في جواب السؤال رقم (1200) . وإذا كان الاختلاط محرماً في عموم الأزمنة والأمكنة ، فإنه أعظم تحريماً إذا كان يمارس في المساجد وفي شهر رمضان ، لمنافاته للمقاصد الشرعية التي أقيمت لأجلها المساجد ، من حفظ الدين ونشره ، ودعوة الناس إلى الخير ، ونهيهم عن الفساد والغيّ ، ومنافاته لحكمة الصوم التي هي تحصيل التقوى ، ومجانبة داعي الهوى . والواجب على جميع أهل المسجد إنكار هذا المنكر والسعي في إزالته ، وتتأكد المسئولية على القائمين على المسجد والمشرفين عليه . وليس لأحد أن يحتج على جواز هذا المنكر أو السكوت عنه بأن منع الاختلاط قد يؤدي إلى تخلف بعض الناس عن الحضور إلى المسجد ، فإن هذه حجة مردودة من وجوه : الأول : أن السكوت عن إنكار المنكر مع القدرة على إنكاره يوقع صاحبه في الإثم . قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ وَذَلِكَ أَضْعَفُ الإِيمَانِ ) رواه مسلم (48) . ولا يرضى عاقل أن يكون حضوره إلى المسجد سببا في وقوعه في الإثم . الثاني : أن أهم دور يضطلع به المسجد هو دعوة الناس إلى الخيرات ، وتحذيرهم من المنكرات ، ولهذا كان على القائمين على المسجد أن يبينوا للناس حرمة الاختلاط ، وأن يمنعوهم من الوقوع فيه . الثالث : أن القول بأن هؤلاء لن يحضروا إلى المسجد ، مجرد ظن ، وعلى فرض حصوله ، فإن المقرر عند أهل العلم أن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح . الرابع : أنه يمكن تخصيص مكان مناسب لاجتماع النساء قبيل الإفطار ، ولو في زاوية من زوايا المسجد أو خارجه ، في خيمة ونحوها ، مع شغلهن ببعض البرامج المفيدة ، والأعمال النافعة ، التي تشرف عليها النساء . الخامس : أن الداعية ينبغي أن يكون هو المؤثر في الواقع والساعي إلى إصلاحه ، لا أن يتأثر هو به أو يبحث عن تبريره وتسويغه . والاختلاط ما هو إلا مشكلة أفرزها الواقع في ظل بُعْده عن الشرع ، فينبغي أن تتكاتف الجهود لإنكاره ، والقضاء عليه ، وإن لم تكن الخطوة الأولى في بيوت الله ، فأين ستكون ؟! ويمكنك أن تسعى مع بعض إخوانك الصالحين إلى إقناع المسئولين ومساعدتهم في إيجاد المكان المناسب لاجتماع النساء ، ومشاركتهم في إعداد البرامج النافعة لهن . ونسأل الله أن يكلل جهودكم بالنجاح والتوفيق . ثانياً : وأما ما يقولونه من التسبيح بعد كل أربع ركعات من صلاة التراويح ، فقد سبق في جواب السؤال (50718) أن ذلك من البدع المحدثة التي ينبغي تركها . وقد سئل الشيخ ابن باز رحمه الله : ما حكم رفع الصوت بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم والترضي عن الخلفاء الراشدين بين ركعات التراويح ؟ فأجاب : " لا أصل لذلك – فيما نعلم – من الشرع المطهر ، بل هو من البدع المحدثة ، فالواجب تركه ، ولن يصلح آخر هذه الأمة إلا ما أصلح أولها ، وهو اتباع الكتاب والسنة ، وما سار عليه سلف الأمة ، والحذر مما خالف ذلك " انتهى . "مجموع فتاوى ابن باز" (11/369) . والله أعلم . الإسلام سؤال وجواب (www.islam-qa.com) وقفه :- ينبغي للعاقل أن ينتهي إلى غاية ما يمكنه ؛ فلو كان يُتصور للآدمي صعود السماوات لرأيت من أقبح النقائص رضاه بالأرض . " ابن قيم الجوزية " الحقاق |
Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.