![]() |
عندما ينتحر العفاف
سوف أقص عليكم قصة حصلت ليلة الجمعة معي شخصياً .. كنت راجع مع ولد خالتي من عشاء مع مجموعة شباب طيبين ، كان عددنا 6 فتوزعنا كل ثلاثة شباب في سيارة ، وكنت أنا وولد خالتي وشاب ثالث بسيارة. اتفقنا على مكان محدد نجلس فيه نسولف ، بطريق الذهاب إلى هذا المكان المتفق عليه، وفي أحد الطرق السريعة بمدينة الرياض ، رأينا موجة غبار وقد ارتفعت إلى علو 20 متراً تقريباً ، نشوف السيارات اللي قدامنا تأشر، وعرفنا أنه فيه حادث .. مسك ولد خالتي المسار الأيمن وصار الحادث أمامنا مباشرة بـ 50 متر، تقدمنا إليها حتى أصبحنا نرى ضحايا الحادث بأعيننا ولم يسد طريقنا سوى السيارة اللي صار عليها الحادث .. السيارة كانت آتية من الجهة المعاكسة متجهة شرقاً لكنها انحرف لسبب من الأسباب واصطدمت بنخلة في منتصف الشارع العام ثم دخلت طريقنا واصطدمت بنخلة في الجهة الأخرى. توقفنا لنتجمهر ونرى ما بقي من السيارة ... رجل وحرمة، الرجل متخبط ويوقف ويطيح عدة مرات بسبب تأثير الحادث على ما يبدو، والحرمة طلعوها الناس من السيارة حطوها على الرصيف غارقة بالدم. الناس تتفرج! والمرور يقول لا تلمسونهم حتى تجي سيارة الإسعاف، اعترضوا الناس البنت تحتضر وتنزف وهذا يقول انتظروا؟!. كانت أقرب سيارة هي سيارة ولد خالتي اضطررنا وبأنفسنا خوف بتقريب السيارة، قلنا ركبوها والناس شالوها وسدحوها على المرتبة اللي ورا الجهة اليمنى، والشاب اللي كان معنا جلس قدام بالنص. يوم حطوها بالسيارة ترددنا مره ثانيه لأن البنت كانت تغرغر، والناس تقول: سووا اللي عليكم ووصلوها للمستشفى، وقالو لنا: روحو للمستشفى "الفلاني" كان هو أقرب مستشفى يناسب حالتها الصعبة. قدامنا مشت أربع سيارات تفتح لنا الطريق، أنا التفت أشوف البنت .. لم أشاهد في حياتي مثل هذا المنظر من الدماء أمام عيني إلا وقت ذبح الشاة بلا مبالغة، كانت تنزف نزفاً شديداً، كنت أسمعها تغرغر وتشرق بالدم، لفيت جذعي ومسكت راسها بيد وحده! أحاول أعدله ما قدرت. سدحت المرتبة الأمامية وعطيت ظهري الطبلون ووجهي صار للمنظر اللي حرك بقلبي شيء وذكرني بلحظات فراق الدنيا، رفعت راسها بكلتا يدي وجلست أذكرها الشهادة وهي ما زالت تشرق بالدم فلقيت ضربة براسها من الخلف ينزل منها الدم مثل بزبوز الماء. حاولت أسد الجرح بأي شي ما لقيت، وضعت يدي على مكان الجرح وضغطت عليه ووضعت يدي الثانيه على جبينها بحيث تكون وكأنها ربطة على الجرح لأن نزول الدم كان كثيف جداً. قسماً بالله ما شفت أبشع من هذا المنظر لإنسان يحتضر أمام عيني!!!. حاولت أعدل راسها بحيث ما أسمع صوت غرغرة الدم بحلقها لأني خفت إن الدم يسد مجرى التنفس وبالتالي تموت خلايا الدماغ وهذا يؤدي إلى الموت السريري أو الدماغي. جلست أحرك وأثناء تحريكي لراسها بأوضاع مختلفه بدأت أشوف منظر فقاعات الدم تخرج من فمها وعقبه الدم بدأ ينزل من أنفها وفوق جبينها جرح ينزف منه الدم على وجهها. تخيلوا الموقف أمام عيوني، اختلط على وجهها أمامي الكحل والدم وأصباغ الزينة، كدت أذرف الدمع على حالها...وثبت نفسي لأني خفت أنهار امام هذا المنظر، وجلست أذكرها الشهاده وأقرأ عليها الأدعية، جلست أحرك راسها حتى........ بديت أحس ان الغرغرة اختفت، وأنا أقول: لا إله إلا الله، وأكررها وهي مالها أي استجابة غير صوت غرغرة الدم بحلقها، حسيت بالبداية أنها ماتت لكن يوم قربت أذني من فمها حسيت أنها تتنفس. وسمعت صوت النفس يتغير من صوت غرغرة إلى صوت الأكسجين وهو يمر بين الدم الجامد، حمدت ربي، وقتها حسيت وأنا ماسك راسها إن البنت راح تعيش بإذن الله وجلست أكرر عليها الشهاده والأدعية والأذكار، وأحس بيدي وهي على الجرح اللي براسها إن الدم يمر فوق يدي ويكمل طريقه بمجرى الدم. حسيت ببعض لحظات هالموقف الصعب إني افكر واقول لنفسي: أنت جالس وش تسوي!! قدامك بنت موب محرم لك.. ليش تطالع وجهها؟ ليش ماسك راسها؟ . تشتت هالتفكير وأنا أقرأ الأدعية حتى وصلنا المستشفى بعد 10 دقائق أو اقل بقليل. في المستشفى أمام البوابة كان ولد خالتي اتصل عليهم وحنا بنص الطريق وقال: جهزو كل شيء. وصلنا والناس تتفرج والسرير ما زال داخل الطوارئ!!. جت ممرضتين ورجال حماية ... قالت الممرضة الفلبينية بالحرف الواحد we want strong man to carry her !! يعني نبي واحد جسم أو أي رجال حتى يشيلها ومسكتني مع كتفي وقالت carry her وأقولها وأنا أأشّر على ظهري وأقول بالإنجليزي : ما أعرف وشلون اشيلها؟ وأنا خايف أشيلها بشكل غلط ويصير ظهرها مكسور ويجي البنت شلل ، وبصعوبة قدرت أشيل يدي عن الجرح اللي براسها بسبب الدم المتجمد. حطو تحتها قماش وشالوها ثم دخلوها للطوارئ، سوو لها في نص ساعه 5 أو 6 عمليات حسب قول الممرضة، وكل نص ساعه يطلع لنا أحد من الغرفة ويعطينا جملة، آخرها كانت ممرضه تقول Between يعني بين الحياة والموت. ومرة يقولنا الدكتور نزيف بالدماغ ونحاول نسيطر عليه ومره يطلع لنا ويقول سيطرنا عليه وصار فيه نزيف داخلي بالضلوع. سجلو اسم البنت بالمستشفى باسم (غير معروف) !! نرجع للرجال اللي كان يسوق السيارة، ما كانت حالته بخطورة حالة البنت.... مجرد كدمات بسيطة ودوه جماعة ثانية لمستوصف قريب لموقع الحادث !! سألوه عن اسمه قام كل شوي يطلع اسم مخبببببط الرجال إلى الآن تأثير الحادث فيه، سألوه عن أحد يقرب له عطاهم رقم واحد يقول إنه أخوه، اتصلوا على هالشخص وجا للمستوصف يوم شاف الرجال اللي سوى الحادث، سألوه تعرف هذا..؟؟ أنت أخوه...؟؟؟ قال : لا ما أعرفه وأغمي عليه . بعد ما سوى المستوصف تحاليل يمطئنون على حالته... وش صار ووش طلعت النتيجه؟؟؟؟؟؟ طلع تحليل الدم يقول إن الرجل سكران. وبعد ما استجوبوه بالمستوصف وهو فاقد عقله صار موب بتأثير الحادث وكدماته إنما بتأثير الكحول والمسكر.. يخربط الله لا يبلانا، وصارت البنت اللي انا كنت أسد جرح راسه بيدي ماهي إلا صديقته !! نعم صارت السالفة صديق وصديقته طالعين مع بعض وصار عليهم الحادث بسبب السرعة، وتأثير السكر اللي كان واقع فيه الرجل ... فيال سوء الخاتمة .. لا حول ولا قوة الا بالله .. إنا لله وإنا إليه راجعون .. الله لا يبلانا !! يوم عرفت القصه صارت ترجف يديني !! البنت حصلوا جوالها واتصلوا على آخر رقم دقت عليه، جت البنت اللي دقوا عليها باعتبار أنه تقرب لها عقب الحادث بساعتين، لكن اليوم اتصلت على المستشفى وقالو لي إنها ما زالت مسجلة على أنها (غير معروف)، يمكن كانوا يبون يخفون عني اسم البنت للستر... وحتى هذه اللحظة هي بين الحياة والموت بالعناية المركزة !! هدفي يا أخوان ويا أخوات من ذكر هالقصة تتخيلون مرتين بس تخيلوا لو أنكم مكان هالبنت بين الحياة والموت.. تخيل نفسك......على إيش كنت راح تموت .. ؟؟!؟ سكر ؟ سماع أغاني ؟ النظر والسماع إلى الحرام ؟ غيبة ونميمة ؟ كذب ؟ وتخيلو يا شباب الإسلام .. أيهما أفضل؟! أن تكون خاتمتك الموت بعد أن تسمع طنطنة عداد السيارة فوق الأزفلت وفوق الرصيف؟ أم الموت بعد أن تقتل يهودي فوق ساحة المعركة؟! اللهم اجعل لنا من الناس عبرة ولا تجعلنا للناس عبرة رأيتها بعيني ... وكتبت بدماءها على يدي: عندما ينتحر العفاف !! |
حوار مع سجادة
لا شك أن كل ابن آدم ينام ، وكل إنسان يؤوي إلى فراشه ليلاً ، ولكن هل تعرفون كيف كانت نومتي تلك الليلة ؟ كنت نائماً في ليلة من ليالي الشتاء الباردة ، من بعد نصب وتعب من مشاغل الدنيا ، ما أكثرها .. وقد استلقيت على فراشي ، وغرقت في نوم عميق جداً .. فاستيقظت قبل الفجر من عطش شديد ألم بي ، فقمت لأشرب الماء فسمعت أنيناً يخرج من الأرض ، تلفت حولي فذهب الأنين ، ثم ذهبت وشربت الماء ثم عدت إلى الفراش ، وإذا بالأنين يعود مرة أخرى ، وفي هذه المرة كان الأنين قوياً وكأنه صوت بكاء ، فتحسست الأرض بيدي ، حتى أمسكت (سجادتي) فسكتت .. قلت متعجباً : أأنت التي تأنين يا سجادتي ؟! قالت: نعم. قلت: ولماذا. قالت: لقد أيقظك عطشك ، وشربت من الماء حتى ارتويت ، وأنا بحاجة إلى الماء ولا أجد من يرويني الماء !! قلت: وهل تريدين أن أحضر لك كأساً من الماء ؟ قالت: لا ليس هذا هو الماء الذي يرويني ، إنما يرويني دموع العابدين التائبين. قلت: ومن أين لي أن آتي لك بهذا النوع من الماء ؟ قالت: وهذا هو سبب بكائي فقم يا عبدالله وصل لله ركعتين في ظلمة الليل ؛ حتى تنير لك ظلمة القبر والجزاء من جنس العمل ، ولم يبق من الوقت إلا القليل وبعدها يؤذن المؤذن لصلاة الفجر. قلت: دعيني وشأني يا سجادتي. قالت: يا عبدالله قم لصلاة الفجر ، فإنها حياة للقلب وللروح ، وقد حان موعد الأذان ليردد: (الصلاة خير من النوم ، الصلاة خير من النوم) وأنت تستجيب لنداء الدنيا كل يوم في الليل والنهار .. ولا تستجيب لنداء العزيز القهار ؟!! قلت متضايقاً: دعيني أنام يا سجادتي .. فأنت تشاهدينني كل يوم ، لا أعود إلى المنزل إلا وأنا منهك متعب .. ثم أخذ اللحاف ووضعه على صدره فشعر بالدفء واستسلم لسلطان النوم !! قالت السجادة: يا عبدالله. وهل تعطي للدنيا أكثر مما تعطيه لدينك ؟ قلت بلهجة تهكمية: أسكتي يا سجادتي. أرجوك لا تتكلمي .. فإنني متعب ومرهق. أريد أن أنام .. سكتت السجادة برهة متأثرة بما قال عبدالله وقالت بصوت حزين: آه لرجال الفجر !! آه لرجال الفجر !! ألم تسمع قول النبي صلى الله عليه وسلم: " لن يلج النار أحد صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ـ يعني الفجر والعصر ـ ". وقال عليه الصلاة والسلام: " من صلى البردين دخل الجنة ". وقال: " بشروا المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة ". وقال أيضاً: " ليس صلاة أثقل على المنافقين من الفجر والعشاء ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوا". فانتبه عبدالله من غفلته وقال: فعلاً إن صلاة الفجر مهمة !! السجادة: قم يا عبدالله قم. قال: غداً أبدأ إن شاء الله .. ولكن اتركيني اليوم لأنام فإنني مرهق !! السجادة: وهي متحسرة (من لم يعرف ثواب الأعمال ثقلت عليه في جميع الأحوال) . ثم قالت: ستنام غداً في قبرك كثيراً يا عبدالله ، وستذكر كلامي ونصحي … ثم تركته السجادة ، ونام عبدالله ، ولكن ! كانت أطول نومة ينامها في حياته فقد مات تلك الساعة !! فأنشدت السجادة حين علمت بوفاته قائلة : يا مـــــن يعد غـداً لتـوبته ..... أعلى يقين من بلوغ غد المرء في عيشه على أمل ..... ومنيته الإنسان بالرصد أيام عمــــرك كلها عـــدد ..... ولعل يـومك آخر العدد |
لقاء بين مجاهد شيشاني ولاعب كرة محترف
قدم أبو القعقاع لأول مرة في حياته لأداء مناسك العمرة وسيعود حال الإنتهاء منها إلى هناك فقد أصبح الجهاد حياته وحياته الجهاد. في المطار وعند موظف الجوازات : الموظف : الأخ من الشيشان ؟ المجاهد : نعم. الموظف : ماهي المهنة ؟ المجاهد : مجاهد في سبيل الله. الموظف : ما هو الغرض من الزيارة ؟ المجاهد : جئت لآخذ عمرة . الموظف : (بدهشة) عمر من ؟ المجاهد : أستغفر الله ! أنا أتيت لأداء مناسك العمرة، نعم يا أخي نحن مجاهدون ولكنا لا نحمل السلاح إلا على كافر أو منافق معلوم النفاق. دخل الحرم ولأول مرة يراه أمامه حقيقة، ولم يتمالك نفسه فقد جادت عيناه بالدموع فمنظر الناس وهم حول موائد الإفطار ومن جنسيات مختلفة يجعل المرء يشعر بالإيمان والسعادة، أقيمت الصلاة وقرأ الإمام بصوت خاشع جميل وماهي إلا لحظات وإنتهت الصلاة ولم يشعر. ركب الطائرة بعد أن أنتهى من عمرته متوجهاً إلى العاصمة حيث سيلتقي ببعض العلماء للتزود والإستشارة وإلقاء بعض الأسئلة والإستفسارات عليهم. جلس في مقعده المحدد وصافحه بعد أن ألقى عليه تحية الإسلام وبعد التعارف قال : المجاهد : ما هي أخباركم وكيف أوضاع الشباب هنا فنحن في أشد الشوق لسماعها، وما هي هذه الأفراح التي أراها على وجوه الشباب. المحترف : أخبارنا سارّة وطيبة وهذه الأفراح والاحتفالات التي تراها ما هي إلا تعبير عن الفرح والسرور بمقدم الأبطال من الصين حيث حققوا أروع وأعظم الانتصارات في تاريخنا وهم الليلة في طريقهم إلى أرض الوطن. المجاهد : الله أكبر والعزّة لله، ما هذا الذي تقوله يا رجل أحقاً هذا الذي أسمعه، قاتل الله الإعلام الغربي الذي لا ينقل إلينا شيئاً من هذه الأخبار، وزد على ذلك ما تسمعونه من انشغالنا في أرض الشيشان بمواجهات ساخنة مع الروس. المحترف : في الحقيقة أني لم أسمع بالشيشان إلا منك الآن، وعلى كل حال أرجو أن تكونوا بالمستوى المشرف مع الروس ونحن نسمي المواجهات المتعددة بالذهاب والإياب. المجاهد : لا مشاحّة في الاصطلاح المهم أنك أثلجت صدري بهذه الأخبار ونحن نعذركم بعدم متابعة أخبارنا فلديكم ما هو أهم، بل يكفينا أن تكونوا بهذه القوة التي تمكنكم من مقابلة دولة من أقوى الدول في العالم، والمهم أن تكون قلوبنا قريبة من بعض. المحترف : نعم كلامك صحيح فكثير من الدول انسحبت والبعض الآخر خسر وأما نحن فكانت طموحاتنا أكثر وعزائمنا أكبر منهم ولذلك حققنا هذا الفوز الكاسح. المجاهد : لقد جعلتني أحتقر نفسي وإخواني وما قدمناه بعد سماعي لهذه الأخبارالسارة فجزاك الله خيراً. المحترف : لا شك فهذا الانتصار وسام يعلق في عنق الأمة بأسرها. المجاهد : صدقت، وكيف هي همم الشباب هنا وهل لديهم نفس الحماس الذي يحمله هؤلاء الأبطال الأشاوس. المحترف : نعم وبدون مبالغة إن قلت لك أن الحماس دبّ في أرجاء المجتمع حتى شمل الأطفال والشيوخ بل تعدى الأمر حتى شمل النساء حتى إن الحركة تنشل في المجتمع عندما ينقل شيء من ذلك عبر التلفاز. المجاهد : وهل تجدون الدعم والمؤازرة من قبل المسؤولين. المحترف : نعم وبكل تأكيد فقد أنفقوا عليها الأموال الطائلة وأولوها جلّ اهتمامهم حتى أنهم يشرفون عليها بأنفسهم. المجاهد : الله أكبر هكذا تكون القيادة، فمسرح العمليات يتطلب وجود القادة لكي يشحذوا الهمم ويعلم الجميع أن هناك من يساندهم ويدفع عجلة تقدمهم ولكن هل هم يستمتعون بمشاهدة ومتابعة ذلك ؟ المحترف : نعم وبكل تأكيد فالمنصة التي تشرف على الميدان لا تكاد تجد بها مكان شاغراً. المجاهد : هل لك يا أخي أن تحدثني عن مراكز التدريب وهل هناك من يتفرغون لهذا العمل الجليل ؟ المحترف : كنا في السابق نستعين ببعض المدربين الأجانب ولكنّا وجدنا في أبناء البلد من هم أكفأ وأحسن وأما مسألة التفرغ فهذا أمر موجود ولقي الدعم والمؤازرة حتى أصبح واقعاً ملموساً وعلى سبيل المثال أنا أصبحت متفرغاً وأتقاضى راتباً على ذلك. المجاهد : الله أكبر وما هي خططكم الهجومية والدفاعية وهل هي موحدة أم أن لديكم تكتيك مسبق بحسب من تواجهون ؟ المحترف : في الواقع أن الخطط لدينا سرية حتى أن المدرب لا يوافق على إطلاع أحد عليها حتى لا تنقل للخصوم وتختلف الخطط بإختلاف الخصوم. المجاهد : نعم هذا صحيح ولكني أريد بعض التوضيح لكي نستفيد منكم، وعلى سبيل المثال نحن في الشيشان نستخدم في هذه الأيام طريقة الكر والفر، فنتقدم إذا وجدت الفرصة ونسدد رمينا للأهداف ثم نعود لخطوط الدفاع لصد الهجوم المباغت الذي قد يقع. المحترف : أحسنت فهذه نسميها بالهجمات المرتدة وكثيراً ما نستفيد منها ونحقق من خلالها كثيراً من الأهداف. المجاهد : لا شك أن القوة الرمي، فما هي أساليبكم في التصويب والرمي ؟ المحترف : نستغل أحياناً ما يرمى من خطوط التماس للتهديف الرأسي والذي يمتاز به كثيراً من المهاجمين لتسديده نحو الهدف بكل قوة ودقة إضافة للضربات اللولبية والمباشرة والتي يعجز الخصم عن صدها في كثير من الأحيان. المجاهد : لقد شوقتني وجعلتني متحمساً للمشاركة معكم فهل هذا بالإمكان ؟ المحترف : المشاركة صعبة للغاية فهي تحتاج إلى وقت طويل لتظهر ما لديك من مهارات، ولتحصل بعد ذلك على التدريبات اللازمة ثم تتدرج وتصعد حتى تصل إلى المستوى المطلوب والمشرّف. المجاهد : كلام جميل وماذا عن حضور ميادين التدريب ومشاهدة التدريبات والتي قد نستفيد منها هل ذلك ممكن ؟ المحترف : كما ذكرت لك أن التدريبات سرية للغاية وسوف أطلب لك الإذن لكي تحضر التدريبات غداً وسنذهب سوياً للأستاد الكبير والذي يفد إليه قرابة 90 ألفاً. المجاهد : الله أكبر أنتم عندكم أساتذة كبار بل إنكم جميعاً أساتذة، فإلى اللقاء غداً. (يتقابلان في الموعد والمكان) وعندما وقفا عند باب الملعب ونزلا من السيارة قال المجاهد : ما هذا ؟؟! المحترف : الليلة أول تدريب للمنتخب بعد وصوله من الصين للإستعداد للمشاركة في دورة الخليج. المجاهد : (في دهشة) دورة في ماذا وأين الأستاذ الكبير ؟!! المحترف : دورة في مباريات كرة القدم التي حدثتك عنها، وهذا الصرح الشامخ هو الأستاد الرياضي الكبير. (يسقط المجاهد على الأرض) ويتم نقله فوراً للمستشفى. الطبيب : للأسف لقد مات على إثر صدمة قوية تعرض لها حيث حصل له بسبب ذلك انفجار في أحد شرايين المخ. المحترف : (وهو يكفكف دموعه) رحمك الله يا أبا القعقاع كم كنت حريصاً على مشاهدة التدريبات لقد ذهبت ولم تقر عينيك برؤية ومشاهدة ما تحب !!! |
مشهد مريب في المغسلة
في هذا اليوم الثلاثاء 20/3/1422هـ خرجت إلى مقر عملي صباحا قبل الساعة السابعة وعدت كالمعتاد قبل صلاة العصر بحوالي نصف ساعة ، ثم تناولت طعام الغداء سريعا وإذا بجرس الهاتف يدق ... وإذا به مسؤول مغسلة الموتى القريبة من المنزل يطلب مني مساعدته في تغسيل أحد الأموات للصلاة عليه بعد صلاة العصر ... لم يتبق على وقت الأذان إلا خمس دقائق ... استعنت بالله وسارعت إلى المغسلة ووصلت وقد شرع المؤذن بالأذان ... هذه ليست أول مرة لي أشارك في تغسيل الأموات فقد شاركت في العديد قبلها .. ولكن الذي دعاني هذه المرة للكتابة هو ما رأيته بأم عيني من حال هذا الميت نسأل الله لنا ولكم حسن الختام .. دخلت باب المغسلة وكانوا قد أنزلوا الميت من السيارة قبل وصولي وإذا برائحة قوية تفوح في المغسلة وكان الميت مغطى بالكامل لم يظهر من أي شيء ... بدأنا بفك الغطاء عنه وذا بي أرى جسم الرجل يميل إلى البياض مع وجود صفرة خفيفة ... وكانت هول المفاجأة عندما نظرت إلى وجهه ورأسه ... لقد رأيت وجها أسوداً ومتجها إلى الجهة اليسرى ... حاولنا توجيه وجهه أثناء التغسيل وتعديل رقبته إلى الوضع الطبيعي أو إلى الجهة اليمنى ولكن دون جدوى فرقبته قد تصلبت ولا يمكن لأحد تحريكها ...!! أتممنا تغسيلة وتكفينه ... ثم حملناه أنا ومعي ثلاثة رجال أشداء ، ووضعناه على النقالة لنذهب به إلى المسجد للصلاة عليه ... حملناه على النقالة وكانت المسافة إلى المسجد حوالي 100 متر ، لقد كان وزنه ثقيلا لدرجة أن يدي كادت أن تتقطع وتألم ظهري من ذلك ... حمدت الله أن تمكنت من توصيله معهم ... وما أن وصلنا حتى سلم الإمام من صلاة العصر... ثم صلوا عليه .. أما أنا فلم أتمكن من الصلاة عليه لهول ما رأيته منه ... سألت أحد الذين حضروا من أصدقائه عنه فقال إنه طبيب باطنية وعمرة قرابة الخمسين عاما ... ثم سألته كيف مات هذا الرجل فقال لي جاءته ذبحة صدرية مفاجأة وهو في الحمام ليلة أمس وسقط ومات فورا داخل الحمام ... نسأل الله حسن الختام ... لم أستطع بعدها أن أسأل عن حاله مع الصلاة أو أشياء أخرى خشية أن يخرج مني كلاما يفضح أمره .. عدت إلى منزلي متأثر بما رأيت وأخذ العرق يتصبب من جسمي بغزارة والألم يعتصر قلبي لحال هذا الرجل ... هذا المنظر جعلني أبدأ في إعادة حساباتي مع الله من جديد ... وأرجو من كل من قرأ هذه القصة مراجعة حساباته والعودة الصادقة إلى الله والبعد عن المعاصي فإنها سبب لسوء الخاتمة فقد تموت وأنت على معصية فتخسر الدنيا والآخرة ... |
مشاهد أمام مدرسة البنات الثانوية
في أحد الأيام وقبل خروجي من الدوام ، اتصل بي والدي – حفظه الله – بجوالي وأبلغني أنه يريد منى أن أذهب إلى مدرسة أختي الثانوية كي أوصلها للمنزل .. وبعد انتهاء الدوام ذهبت بسيارتي للمدرسة .. وكان الشارع مزدحماً وكل شخص ينتظر قريبته أن تخرج من المدرسة .. وعند اقترابي من بوابة المدرسة رأيت مشهداً غريباً لم أكن أظن أني سأراه .. سمعت أصوات وضحكات مرتفعة ....!! التفت تجاه الصوت فوجدت بعض الطالبات يقهقهن ويضحكن بأصوات مرتفعة .. فهذه تدفع تلك اتجاه السيارات من باب المزاح .. وهذه تضرب تلك بداعي الضحك .. وهذه تقول للأخرى : يا دبة ... فترد عليها : يا عصقولة .. وهذه تستهزئ بالمارة .. وكل ذلك بوقاحة وكل صفاقة وجه .. !! ثم رأيت مجموعة من الطالبات محجبات عندما رأيتهن تذكرت حديث النبي صلى الله عليه وسلم أنه أخبر أن صنفان من أهل النار لم يرهما وذكر صنف نساء كاسيات عاريات ..!! لقد كان لباسهن ضيقاً حيث بدت منها أعضاءهن ومفاتنهن .. وكن مغطيات الوجه ولكن غطاءهن شفاف يبدى أكثر مما يحجب ..!! ووجدت مجموعة من الفتيات رأيتهن من بعد جالسات .. وكن متحلقات وكانت إحداهن رافعة قلم في يدها .. فلم اهتم فتاة تمسك بالقلم وماذا في ذلك ..!! ولكن لما أمعنت النظر أحسست أني كنت محسن الظن .. كانت ممسكة بسيجارة تدخنها أمام الناس بلا حياء ولا نكير .. تمسك السيجارة وتكشف غطاء رأسها ثم تأخذ نفساً عميقا من الدخان .. ثم تنفثه في الهواء ..!! رباه ...... هل أنا في وعيي أم أنه أصابني شيء ..!! اسمحوا لي أن أقول أن ما ذكرته لم يكن سوى نماذج سريعة رأيتها وربما كان الخافي أكبر وأعظم .. و لا يظن أحد أنني أحرم الضحك والمزاح ولكن .. أين حياء المرأة الذي تمتاز به ..!! أصبحت الفتاة ترقص في الشارع وتغني وتتكسر في مشيتها ..! وتدخن السيجارة أمام الملأ ..! وتحادث الشباب وتصاحبهم ..! ويكون العشق والهيام شغل بالها ..! لقد عشقت وسكرت من العشق ..! لقد ثملت من كأس الهوى ...! لكنها لم تكن تظن ان عشقها يقودها للردى .. أين نحن من عفاف نساء رسولنا صلى الله عليه وسلم ( أمهات المؤمنين ).. أين نحن من نساء الصحابيات .. استبدلت بناتنا بدل قراءة القرآن ...ذكر أبيات الغزل .. وبدل من الحياء ... استبدلته بحرية جوفاء .. وبدل من الحشمة ... استبدلته بالموضة الفرنسية .. لا حول ولا قوة الا بالله .. أخواتي ... لست واعظاً ولا شيخاً .. ولكن المسلم يغار على أخته المسلمة .. يخشى على ذهاب عرضه .. يخاف على حياءها وعفافها .. اللهم ارزقهن العفاف والحشمة والستر .. اللهم احفظهن من شياطين الإنس والجان .. اللهم اجعلهن طاهرات مطهرات عفيفات .. |
أبي حطمتني وأتيت تبكي
عرفت تلك الفتاة العلاقة الشريفة عبر القنوات الفضائية ، فأرادت أن تخوض التجربة فماذا جنت ؟! لقد جنت هذه البكر العذراء جنيناً بين أحشائها بعد قصة دامية مؤلمة ..!! وقعت الفتاة مع صاحبها في قبضة رجال الأمن وجاء أبوها بعد استدعائه ليرى الفاجعة ..!! وقف أمام ابنته وقد تمنى الموت قبل أن يراها في ذلك الموقف .. صرخ في مجمع من رجال الأمن : دعوني أقتلها ! لقد شوَّهت سمعتي ..لقد دمرَّت شرفي.. لقد سوَّدت وجهي أمام الناس .. !! رفعت البنت رأسها وواجهت أباها بهذه الكلمات: كفى لوما أبي أنت المُــلام كفاك فلم يعد يجدي المـلامُُ بأي مواجع الآلامِ أشـــكـــو أبي من أيـن يُسعفني الكلامُ عفافي يشتكي وينوح طهــري يُغضي الطرفَ بالألم احتشـام أبي كانت عيون الطهُر كَحْلـى فسال بكحلها الدمعُ السجامُ تقاسي لوعة الشكوى عذابــا ويجفو عين شاكيها المنـامُ أناالعذراءُ يا أبتاهُ أمسـت على الأرجاسِ يُبصرها الكرامُ سهامُ العَار تُغرس في عفافـي وما أدراك ماتلك السهامُ؟! أبي من ذا سيغضي الطرف عذرا وفي الأحشاء يختلجُ الحرامُ أبي من ذا سيقبلني فـتــاةً لها في أعيـــــن الناس اتهامُ؟ جراحُ الجسم تلتئم اصطبـارا ومـا للعِرض إن جُرح التـآمُ أبي قد كان لي بالأمـس ثغـر يلـفُّ براءتي فيه ابتســامُ بألعابي أداعبكم وأغـفـــو بأحـلامٍ يطيب بها المنــامُ يقيم الدار بالإيمـان حــَزم ويحملُها على الطُهر احتشام أجبني ياأبي ماذا دهـاهــا ظـلامٌ لايطاقُ بـه المقـــامُ أجبني أين بسـمتُها,لمــاذا غـدا للبؤسِ في فمها خِتامُ؟ بـأي جـريـرةٍ وبـأي ذنـــب يُساق لحمأة العار الكـرامُ أبي هـذا عفـافي لاتـلمـنـي فمـن كفَّيـك دنَّسـه الحـرامُ زرعتَ بدارنا أطباق فســــق جنـاهـا ياأبي سـمٌ وســامُ تشـبُّ الكفر والإلحـاد نـارا لها بعيونِ فطرتنا اضطـرامُ نرى قصصَ الغرامِ فيحتوينــا مثارُ النفسِ ما هذا الغرامُ فنــون إثـارة قد أتقنـوهــا بهـا قلبُ المُشـــــاهِدِ مُستهـامُ نرى الإغراءَ راقصةً وكـأسـا وعهـراً يرتقي عنه الكلامُ كأنك قد جلبتَ لنـا بغِـيــا تراودُنـا إذا هجع النيـامُ فلـو للصخر يا أبتاه قلـب لثار..فكيف يا أبت الأنـام تُخاصمني على أنقاضِ طـُهري وفيك اليومَ لوتدري الخصامُ زرعتَ الشوك في دربي فأجـرى دَمَ الأقدامِ وانهدَّ القــوام جناكَ وما أبرِّي منه نفســـي ولـسـتُ بكل مـا تجنـي أُلامُ أبي هذا العتابُ وذاك قلبـي يؤرقـهُ بآلامـي السـقـــامُ ندمـتُ ندامةً لـو وَزَّعـوهـــا على ضـُلاّلِ قـومي لاستقـاموا مددتُ إلى إلهِ العرش كَـفــِّي وقد وهنتْ من الألمِ العـظامُ إلهي إن عفوتَ فـلا أبـالــي وإن أرغى من الناس الكـلام أبي لاتُغْـض رأسـك في ذهــول كما تغضيه في الحُفَرِالنعامُ لجاني الكرمُ كأس الكرم حلوٌ وجَنْـى الحنظل المرُّ الزؤامُ إذا لم ترض بالأقدار فاسـأل ختام العيش إن حَسُنَ الختامُ وكبِّر أربعاً بيديك واهتـــف علـيك اليوم يادُنيا السلامُ أبي حطَّمتنـي وأتيـت تبـكـي على الأنقاض ما هذا الحُطامُ أبي هذا جناك دمـاءُ طـهـري فمـن فينا أيـا أبتِ الملامُ |
رسالة إلى أب
حوار بين بنت وأبوها في المنام .. حوار بين أب في منامه مع ابنته التي توفيت بمرض ألم بها ، والدموع تنهمر من عينيها … البنت : حسبي الله ونعم الوكيل ! الأب وهو يرتجف من شدة الفزع : على من تتحسبين ؟ البنت : أتريدني أن أخبرك على من أتحسب ؟ الأب : على من قولي !؟ البنت : وماذا ستفعل به ؟ الأب : سأقتص لكِ منه . البنت : أتقتص منه بعد فوات الآوان !! الأب : نعم سأقتص لكِ منه ولكن أخبريني ! البنت : أتحسب … الأب : قولي بالله عليك .. البنت : أتحسب .. ثم انفجرت غضبا ، وانقلب وجهها الحسن إلى وجه كريه المنظر موحش ، جعل الأب يتصبب عرقا ويرتجف فزعا .. وتابعت البنت : أتحسب عليك ، حسبي الله عليك ، يا من فرطت بي ، يا من خنت الأمانة ، حسبي الله عليك يا من لم تعتني بي ، يا من لم تحفظني في دنياي ، يا من تسببت فيما أنا فيه الآن .. الأب : وأين أنتِ الآن ؟ البنت : بعد تنهد طويل أنا في حفرة من حفر النار الأب : وما الذي فعلته أنا بك ؟ البنت : أتسألني ؟ ألم تكن مهملاً لنا أنا وأخواتي ؟! الأب : أنا لم أهملك بالعكس كنت أوفر لكم ما تحتاجونه من غذاء وكساء وكل ما تطلبونه !! البنت : ولكن هذا ليس كل شيء . الأب : وما الذي كان علي أن أفعله بعد كل هذا ؟ البنت : لقد أهملتنا في أشياء كثيرة !! ثم ازداد وجهها بشاعة وكأن دخان يخرج من فتحة عينيها ، وكأن جلد رأسها ينهمر بفعل النار – إنك لم تكن توقظنا لصلاة الفجر ، ولم تكن تمنعنا من الذهاب للأسواق بمفردنا ، لقد كنت تتركنا عند بداية الأسواق ، لم تكن تمنعنا من مشاهدة الأفلام الهابطة التي أفسدت أخلاقنا ، نسهر الليل على تلك الأفلام وبدون مراقبة ، وننام على أنغام الموسيقى التي ساعدتنا على اقتناؤها ، ونذهب إلى محلات الأغاني ونشتري من ذلك الرجل الذي كان يرمي علينا بكلمات الفحش ، ولم نكن ننزعج لأننا تعودنا على تلك العبارات من خلال مشاهدة التلفاز والفيديو التي اشتريتهما بحر مالك .. حين ذلك استيقظ الأب من نومه مذعورا ، ولكن رغم حسرته على مصير ابنته تمنى أن لم يستيقظ إلا عندما تنتهي ابنته من حديثها ، لأنه قرر أن يتفادى الأخطاء ويحاول إنقاذ بقية أبنائه !! |
اتصل على جوال ربك
كانت فتاة تمشي وهي فاتحة العباءة ولبسها غير ساتر في أسواق الفيصلية فمرّ عليها شاب ملتزم وقال لها ناصحاً : لو جاءك ملك الموت ماذا تفعلين ؟!؟! فقالت له بكل جراءة : اتّصل على جوال ربك يجيب لي ملك الموت ..!! يقول الشاب : خفت من بشاعة قولها وارتعدت وهربت وأحسست بمجمع الفيصلية يكاد يسقط علينا ، وإذا بي أسمع صوت صراخ وصياح ، فعدت وإذا بي أرى الناس مجتمعين حول الفتاة وصوت البكاء والصياح في كل مكان ، فتبيّن لي أنها الفتاة التي كلّمتها وقمت بنصحها وعلمت أنها سقطت على وجهها وتوفيت في الحال وانتهزت الفرصة ووقفت وأخبرتهم قصّتي معها وأنها قالت لي كذا وكذا ، فأخذ الحضور يبكون ويخرجون من المجمع !! وللتاكد من واقعية القصّة اسالوا الذين يعملون يالمحلات في المجمّع وحرّاس الامن (شعبان 1421هـ). اللهم إنا نسالك حسن الخاتمة والعفو والعافية في الدنيا والاّخرة والنجاة من النار ، اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منّا ، اللهم اغفر لها ولجميع موتى المسلمين .. آمين .. آمين .. يا رب العالمين !! |
فتاة يخرج من أنفها المسك
تقول أم أحمد الدعيجي : توفيت فتاة في العشرين من عمرها بحادث سيارة … وقبل وفاتها بقليل يسألها أهلها كيف حالك يا فلانه فتقول بخير ولله الحمد !! ولكنها بعد قليل توفيت رحمها الله … جاءوا بها إلى المغسلة وحين وضعناها على خشبة المغسلة وبدأنا بتغسيلها … فإذا بنا ننظر إلى وجه مشرق مبتسم وكأنها نائمة على سريرها … وليس فيها جروح أو كسور ولا نزيف .. والعجيب كما تقول أم أحمد أنهم عندما أرادوا رفعها لإكمال التغسيل خرج من أنفها مادة بيضاء ملأت الغرفة ( المغسلة ) بريح المسك !!! سبحان الله !!! إنها فعلاً رائحة مسك … فكبرنا وذكرنا الله تعالى … حتى إن ابنتي وهي صديقة للمتوفاة أخذت تبكي … ثم سألت خالة الفتاة عن ابنة أختها وكيف كانت حياتها ؟! فقالت : لم تكن تترك فرضاً منذ سن التمييز … ولم تكن تشاهد الأفلام والمسلسلات والتلفاز ، ولا تسمع الأغاني … ومنذ بلغت الثالثة عشرة من عمرها وهي تصوم الاثنين والخميس وكانت تنوي التطوع للعمل في تغسيل الموتى … ولكنها غُسلت قبل أن تُغسل غيرها … والمعلمات والزميلات يذكرن تقواها وحسن خُلقها وتعاملها وأثرت في معلماتها وزميلاتها في حياتها وبعد موتها … قلت : صدق الشاعر دقـات قلب المـرء قائلة له إن الحياة دقائق وثواني فارفع لنفسك قبل موتك ذكرها فالذكر للإنسان عمر ثان وخير منه قول الله تعالى : ( وجعلني مباركاً أينما كنت) مريم 31 . وفتاة أخرى خاتمتها سيئة تواصل أم أحمد حديثها فتقول أحضروا لنا جنازة فتاة عمرها سبعة عشر عاماً … كان الأخوات يغسلنها … ونظرنا إليها فإذا جسدها أبيض … ثم ما هي إلا فترة يسيرة وإذا بي أنظر إلى جسمها الأبيض وقد تحول إلى أسود كأنه قطعة ليل !!! والله أعلم بحالها … لم نستطع سؤال أهلها حتى لا نخيفهم وستراً عليها والله أعلم بها … نسأل الله السلامة والعافية .. فهل تعتبرين أختي بهاتين القصتين ؟! فتقتدين بالصالحات ؟ أم تجعلين الفاسقات والمعرضات هنَ القدوة ؟! ومثل أي الخاتمتين تتمنين ! ؟ . |
ثديها والحليب
معجزة حدثت في فلسطين .. ثدي فلسطينية محاصرة يمتلئ بالحليب لتطعم أطفالها الجوعى بعد مقتل زوجها .. سبحان الله ... !! امراة فلسطينية من مدينة الابطال (جنين) ... قتل الصهاينة زوجها ... وأبقوها تحت الحصار هي و صغارها الخمسة (أعمارهم بين الثالثة و التاسعة)... حيث لم يجدوا ولو كسرة خبز ليأكلوها ... فما كان من تلك الام الصابرة إلا أن لجات إلى الحي القيوم بالدعاء ... فلم يخيب الله ظنها ... ليمتلئ ثديها بالحليب ... فتطعم به صغارها لمدة ثمانية أيام ... !! هذه القصة ذكرت في التلفاز السعودي ... حيث اتصل رجل بعد ذلك و تكفل برعاية هؤلاء الايتام لمدة عشر سنوات ... فجزاه الله خير وجزى الحكام العرب على تقاعسهم بما يستحقون !! |
عراة في حمام السباحة
وصل بلاغ الى المسؤولين عن أن مجموعة من الرجال والنساء الشباب لوحظ انهم يرتادون استراحة بعينها وتتراوح أعمارهم في سن العشرين والسبب الذي جعلهم يبلغون ان هؤلاء جميعا يتعاملون مع بعضهم مباشرة دون اي حواجز وكأنهم عائلة واحدة وكونهم دائمي الحضور للاستراحة مما ينفي كونهم عائلة واحدة آتية للتنزه فقط .. خلاصة الأمر أنه تمت مراقبة الاستراحة من قبل رجال الأمن وكانت هذه المجموعة قد اعتادت للخروج قبيل الفجر أما في تلك الليلة فالظاهر انهم قرروا المبيت في الاستراحة وبقي رجال الأمن في الانتظار حتى طلع الفجر عندها استصدروا امرا بالمداهمة ودخلوا الاستراحة .. وبحثوا عنهم في الغرف لم يسمعوا نفساً واحداً عندها اتجهت الأعين إلى باب المسبح الذي كان شبه مغلق يقول : فتحنا الباب وانصدمنا بما رأينا لقد كدنا نصعق فعلا !! 18 رجل وامراة وكل رجل معه بنت في المسبح عرايا ( لاحول ولا قوة الا بالله ) وكلهم أموات موتة واحدة .. فماالذي حدث ؟ الذي حدث أنهم نزلوا المسبح أجمعين ووضعوا المسجل على صوت الاغاني بصوت مرتفع بجوار المسبح وهو من النوع الكبير ويبدو أن احدهم أراد رفع الصوت فسقط المسجل في الماء فتكهرب المسبح كاملا ومات الجميع من صعقة الكهرباء !! يقول : فصلنا الكهرباء عن الماء .. وحملنا جثث الـ 18 وسترناها واتضح انهم فقط اصدقاء وصديقات يسهرون على الحرام فوابئس الخاتمة !! إخواني وأخواتي نقلت لكم هذه القصة الواقعية للعظة والعبرة فان الله ليس بينه وبين احد واسطة قوي منتقم من تعرض لسخطه اهلكه فلا يغتر مغتر بستر الله عليه وليبادر الى التوبة والانابة والله المستعان .. |
أسكتوا ذلك الكلب
جنازة لشاب وسيم جدا مات بالسكتة القلبية .. ينزل شقيقه الملتزم القبر يضعه في لحده ودموعه تنحدر على خديه كم هي صعبة تلك اللحظة .. يكشف عن وجه أخيه فتجف دموعه وتتملكه الرهبة ماذا أرى مستحيل أن يكون هذا أخي يسرع في دفنه و يقف لتلقي التعازي ولكنه لم يكن حاضر القلب و الفكر .. النساء كلهن يبكين شبابه إلا واحدة إنها زوجته يرن جرس الهاتف ثم تطلب إحدى السيدات من الزوجة التحدث مع أخ زوجها .. الأخ : عظم الله أجرك.. الزوجة ببرود : أجرنا وأجرك .. الأخ ( بعد أن لاحظ هذا البرود) هناك أمر غريب حدث في المقبرة وأريد تفسيرا له منك.. الزوجة: ماذا حصل ؟ الأخ: عندما كشفت عن وجه أخي وجدته يشبه وجه .. يصمت .. الزوجة باستعجال: وجه ماذا أخبرني ..!؟؟! الأخ : كان وجهه يشبه وجه الكلب هل لديك تفسير ؟؟ الزوجة : أخوك لم يصلي لله ركعة ولم يتقبل مني النصح بل كان يضربني إن نصحته والأهم من ذلك أنه كلما سمع الأذان صرخ مستهزئا : أسكتوا ذلك الكلب !! |
نابش القبور
عن عبد الملك بن مروان أن شابا جاء إليه باكياً حزيناً فقال : يا أميرالمؤمنين إني ارتكبت ذنباً عظيماً .. فهل لي من توبة ؟ قال : وما ذنبك ؟ قال : ذنبي عظيم قال : وما هو ؟ تب الى الله - تعالى - فإنه يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات !! قال : ياأمير المؤمنين كنت أنبش القبور، وكنت أرى فيها أمورا عجيبة !! قال : وما رأيت ؟ قال: ياأمير المؤمنين نبشت ليلة قبراً فرأيت صاحبه قد حول وجهه عن القبلة فخفت منه وأردت الخروج واذا بقائل يقول في القبر: ألا تسأل عن الميت لماذا حول وجهه عن القبلة ؟ فقلت لماذا حول؟ قال: لأنه كان مستخفا بالصلاة ، هذا جزاء مثله.. ثم نبشت قبراً آخر فرأيت صاحبه قد حول خنزيراً وقد شد بالسلاسل والأغلال في عنقه ، فخفت منه وأردت الخروج واذا بقائل يقول لي :ألا تسأل عن عمله لماذا يعذب؟ قلت : لماذا قال : كان يشرب الخمر في الدنيا ومات على غير توبة !! والثالث ياأمير المؤمنين نبشت قبراً فوجدت صاحبه قد شد بأوتار من نار وأخرج لسانه من قفاه، فخفت ورجعت وأردت الخروج فنوديت : ألا تسأل عن حاله لماذا ابتلي؟ فقلت : لماذا؟ فقال كان لا يتحرز من البول ، وكان ينقل الحديث بين الناس ، فهذا جزاء مثله !! والرابع ياأمير المؤمنين نبشت قبرا فوجدت صاحبه قد اشتعل ناراً فقال : كان تاركا للصلاة !! والخامس ياأمير المؤمنين نبشت قبراً فرأيته قد وسع على الميت مد البصر وفيه نور ساطع والميت نائم على سرير وقد أشرق وجهه وعليه ثياب حسنه فأخذني منه هيبة ، وأردت الخروج فقيل لي : هلا تسأل عن حاله لماذا أكرم بهذه الكرامة؟ فقلت : لماذا أكرم؟ فقيل لي : لأنه كان شابا طائعا نشأ في طاعة الله عز وجل وعبادته !! فقال عبد الملك عند ذلك : إن في هذه لعبرة للعاصين وبشارة للطائعين .. إخوتي في الله .. الواجب على المبتلى بهذه المعايب المبادرة الى التوبة والطاعة ، جعلنا الله وإياكم من الطائعيين وجنبنا أعمال الفاسقين إنه جواد كريم .. |
المرأة في بلادكم ملكة
كانت جارتنا عجوزاً يزيد عمرها على السبعين عاماً .. وكانت تستثير الشفقة حين تُشاهد وهي تدخل وتخرج وليس معها من يساعدها من أهلها وذويها .. كانت تبتاع طعامها ولباسها بنفسها .. وكان منزلها هادئاً ليس فيه أحد غيرها ، ولا يقرع بابها أحد!! ذات يوم قمت نحوها بواجب من الواجبات التي أوجبها الإسلام علينا نحو جيراننا ، فدهشت أشد الدهشة لما رأت ، مع أنني لم أصنع شيئاً ذا بال ، ولكنها تعيش في مجتمع ليس فيه عمل خير ، ولا يعرف الرحمة والشفقة ، وعلاقة الجار بجاره لا تعدو في أحسن الحالات تحية الصباح والمساء .. جاءت في اليوم الثاني إلى منزلنا بشيء من الحلوى للأطفال ، وأحضرت معها بطاقة من البطاقات التي يقدمونها في المناسبات ؛ وكتبت على البطاقة عبارات الشكر والتقدير لما قدمناه نحوها ، وشجعتها على زيارة زوجتي فكانت تزورها بين الحين والآخر ، وخلال تردادها على بيتنا علمت : أن الرجل في بلادنا مسؤول عن بيته وأهله يعمل من أجلهم ويبتاع لهم الطعام واللباس ، كما علمت مدى احترام المسلمين للمرأة سواء كانت بنتاً أو زوجة أو أماً وبشكل أخص عندما يتقدم سنها حيث يتسابق ويتنافس أولادها وأبناء أولادها في خدمتها وتقديرها .. ومن أعرض عن خدمة والديه وتقديم العون لهما كان منبوذاً عند الناس . كانت المرأة المسنة تلاحظ عن كثب تماسك العائلة المسلمة وكيف يعامل الوالد أبناءه ، وكيف يلتفون حوله إذا دخل البيت ، وكيف تتفانى المرأة في خدمة زوجها .. وكانت المسكينة تقارن ما هي عليه وما نحن عليه .. كانت تذكر أن لها أولاد وأحفاداً لا تعرف أين هم ولا يزورها منهم أحد ، قد تموت وتدفن أو تحرق وهم لا يعلمون ، ولا قيمة لهذا الأمر عندهم ، أما منزلها فهو حصيلة عملها وكدها طوال عمرها .. وكانت تذكر لزوجتي الصعوبات التي تواجه المرأة الغربية في العمل ، وابتياع حاجيات المنزل ، ثم أنهت حديثها قائلة : إن المرأة في بلادكم ( ملكة ) ولولا أن الوقت متأخر جداً لتزوجت رجلاً مثل زوجك ولعشت كما تعيشون !! ومثل هذه الظاهرة يدركها كل من يدرس أو يعمل في ديار الغرب ، ومع ذلك فلا يزال في بلادنا من لا يخجل من تقليد الغربيين في كل أمور حياته ، ولا تزال في بلدان العالم الإسلامي صحف ومجلات تتحدث بإعجاب عن لباس المرأة الغربية ، والأزياء الغربية والحرية التي تعيش في ظلها الغربية !! اللهم لك الحمد أن أنعمت علينا بنعمة الإسلام .. قال تعالى : ( يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ) |
قصة ملكة الجمال اللبنانية الأصــل * ســارة *
القصة مأخوذة من موقع الدكتور عمرو خالد .AmrKhaled.Net هذه قصة سارة كما حكتها بنفسها ولكن بلغتنا .... فلقد كانت عربيتها رحمها الله بسيطة ... في محاولة أن نوصل لكل الناس .. كيف كانت حياة سارة ... وكيف أنها عاشت حياتها الحقيقية مع الإيمان لمدة 3 أسابيع فقط .. حتى اختارها الله سبحانه إلى جواره ... هذه هي القصة وندعو الله أن تصل لقلب كل من يريد العودة إلى طريق الله ... فالطريق مفتوح أمامه ... فهو طريق الحق ... العفو ... الرحمن ... سبحانه هذه قصتي .. أنا سارة ... ولكن هل من متدبر ... هل من مدكر؟ وتبدأ القصة: أتصور أن هذه آخر مرة قد أمسك فيها قلما لأكتب ... وأنا في هذا الركن الهادئ من المسجد.. والبداية من هناك .. من لبنان .. لم أعد أذكر عن طفولتي الكثير .. بيت جدي .. أهلي .. أقاربي .. في المدرسة أدخل حصة الدين مع المسلمين وفي البيت علقت أمي صليبا كبيرا فوق فراشي .. كنت أعرف أني مسلمة و لكني لم أعرف لذلك معني حين وطئت أقدامنا نيوزلندا ... كنت سعيدة جدا .. طفلة في العاشرة تجد نفسها تنطلق في ساحات رحبة .. جميلة .. متطورة. و بدأت بذور مراهقتي تنبت في أبهة الطبيعة .. واكتشفت أني جميلة .. بل فاتنة .. وتهافت الفتيان في المدرسة لمصادقتي .. والفوز برضائي .. كان جمالي سلاح بتار حصلت به علي كل ما أردت إلا الأسرة. فقد انفصل أبي عن أمي .. ثم تزوج كل منهما ثم رحلا كليهما و تركاني وحيدة وشعرت بغصة لفَت روحي لفترة ولكنى نفضتها عن نفسي و بدأت حياتي الحقيقة. كان علي أن أعمل لأعول نفسي .. وكان جمالي مفتاح لكثير من الأعمال والكلمات العربية القليلة التي أعرفها تعطيني دلالا ونعومة تفتقدها الأستراليات ومن بين الشباب الذين حاموا حولي اخترته .. كان شابا وسيما يافعا تصادقنا وعشنا معا .. كان رفيقي وحبيبي وصديقي وشعرت معه بدفء المشاركة ووهج المغامرة. وذات ليلة و بينما وأنا في عملي في أحد البارات .. اقترح علي أحد الزبائن أن أدخل مسابقة الجمال المحلية والتي كان واثقا من فوزي بتاجها .وسرحت بخيالي لبعيد .. لو فزت , سيؤهلني ذلك للمسابقة الوطنية ثم قد أحمل تاج الكون علي رأسي .. من يدري؟ .. كانت فكرة مثيرة .. وكافأت الرجل بسخاء جعله يزداد تأكدا أن هذا الجسد الجميل يستحق أن يتوج علي العالم عنوانا للأنوثة والحب. ودخلت المسابقة وفزت فيها فعلا ... وأصبحت أشهر فتاة في البلدة وأصبحت كل أيامي وليالي صاخبة .. يصحبني فيها كل الناس فأظل أشرب وألهو وأتلذذ بكل متعة ممكنة .. أو غير ممكنة. شعرت أن الجميع يحسدونني علي ما عندي و أنا عندي الكثير بل وينتظرني ما هو أكثر و كان صديقي دائما معي.وتنوعت الأعمال التي أقوم بها .. فلم أعد فتاة البار فقط بل نجحت فى الحصول علي عقد للإعلانات .. كما صرت فتاة الغلاف الأكثر إثارة .. وتفنن المصورون في إبراز مكنونات جمالي و تلاعبوا بأوضاع جسدي حتي تذهب صورتي بلب من يراني ... وجري المال في يدي بوفرة .. وأتاحت لي الشهرة التعرف علي شخصيات كثيرة في هذا المجتمع .. ولأنهم قاموا بنشر تفصيلات كثيرة عن حياتي منها أن أصولي عربية من لبنان اتصلت بي أسر أسترالية من أصل لبناني واحتفوا بي .. و كنت أجد في صحبتهم شيئا جميلا بل ورائعا لا أجده في مكان آخر رغم أن البيوت والناس لا تختلف كثيرا عن الآخرين ... ربما كان عبق الماضي ورائحة الوطن .. كانت الأسر بعضها مسلم والآخر مسيحي وأنا لا إلي هؤلاء ولا إلي هؤلاء ولم يكن ذلك يمثل لي أي مأزق .. وكل أسرة تشعر أني منها ربما لأني مسلمة الاسم مسيحية الأم. هل كان هذا اليوم حقيقيا .. أم أنني تخيلته .. كنت مدعوة علي العشاء لدي أحد الأسر اللبنانية الصديقة .. أسرة مسلمة كنت أكرهم وأحبهم في آن واحد كنت أختنق في بيتهم .. حيث لا أستطيع أن أصطحب صديقي .. ولكني كنت أرتاح بينهم راحة غريبة. وفي هذه الليلة نويت أن أكل وأنزل فورا لأعود لحبيبي فقد وعدته بليلة من ليالى العمر وطلبت منه تجهيز كل شيء لحين عودتي . وجلسنا إلي الطعام .. وهم يحدثونني عن لبنان وعن أهمية أن أتعلم العربية وأتابع أخبار الوطن .. وأنا لا أسمع بل أبتسم في بلاهة جميلة .. وحتى يثبتوا وجهة نظرهم فتحوا التلفاز علي الفضائية اللبنانية وتوالت التعليقات و الضحكات و أنا أزفر غيظا وأحاول جر عقارب الساعة لأرحل .. وكانت البرامج تجري أمامي علي الشاشة و أنا أنظر بلا أذن وأسمع بلا عقل ولكن صمتهم المفاجئ من حولي جعلني أنتبه للشاشة .. شاب يتحدث .. التفت إلي جارتي وسألتها قالت هذا الداعية عمرو خالد يتكلم في الدين .. وفي رأسي سقطت الفكرة بسرعة .. أنا مالي ومال الدين .. وأي دين هذا؟ .. أنا أريد أن أنهي هذه الجلسة الفاترة لأنهل من البحر الدافئ .. ولكن الترجمة الإنجليزية للكلمات صفعتني، .. هذا الشاب يتحدث عن العفة .. العفة .. ما هذا؟ كلمة جديدة ..غريبة لها وقع شاذ على اذنى ...ما الذى دفعنى ان الملم ثيابى حولى وكأنى عارية وهو يرانى؟؟؟ لست ادرى وجدت أنفاسي تتلاحق وقلبي تضطرب دقاته ... العفة .. معني لم أسمع به من قبل ولكنه جميل .. نظيف .. طاهر .. بريء .. وأنا لست كذلك .. أنا لست عفيفة .. بل أنا قذرة ملوثة .. حاولت أن أنفض رأسي وأستأذن وأهرب ولكن شيء ما سمرني في مقعدي .. شيء ما جعلني أستمع للنهاية .. وأبكي .. وأبكي .. وأبكي ويعلو صوت بكائي .. ونحيبي ولم أعد أشعر بشيء ولا بأحد .. أنا قذره عاصية .. بلا دين ولا هوية ..انا جسد ممتهن لا عفة له ولا شرف أنا سأحترق في النار .. لن ينفعني جمالي ولن يقبلني الله به .. الله .. لماذا لم أتذوق طعم الكلمة من قبل .. أن لها معانى عميقا قوية علي اللسان وفي الأذن وعلي القلب. لم أعد أدري كيف وصلت إلي منزلي ولا من الذي كان هناك .. أنا أذكر فقط جلوسي أمام شاشة الكمبيوتر .. كنت قد التقطت عنوان موقع الداعية .. ودخلت إليه .. وظللت أحاول القراءة .. ولكن الحروف خانتني فكتبت إليه - أخي الأكبر - أول رسالة في حياتي أسال فيها عن الله ؟عن ديني ؟.. عن ربي ؟.. عن حياتي ؟.. وبكل خجل أسأل هل من الممكن أن يتقبلني الله وأكون مسلمة؟ .. تصورت انه لن يرد فقد صارحته بكلمات قليلة بحقيقتى وقلت فى نفسى سيحتقرنى ويتقزز منى ولو وصلتنى اجابة ستكون: من فضلك لا تراسلينا ثانية . ولكنه رد على واكثر من ذلك .... اريد ان اجد ما اعبر به لقد قال لى ان الله ممكن ان يقبلنى ..بل وممكن ان افوز بالجنة واصبح مسلمة طاهرة عفيفة ..وقال لى ان هذه ليست مجاملة من عنده بل آية فى القرآن : معناها لا تقنطوا او تيأسوا من رحمة الله وبكيت ..اصبحت دموعى هى سلاحى وتوبتى وندمى ..تمنيت ان اظل ابكى حتى اغتسل واتطهر واسمع هاتف السماء يقول لى قد قبلناك أصبح الكمبيوتر صديقي ورفيقي ورسائلي إلي موقعك عوني وذخري وحين حصلت علي رقم هاتفك كانت أول مرة في حياتي أسمع من يبدئني بالسلام عليكم ويحييني ويرحب بي .لم اكن اعرف عن دينى كل هذه الرقة وحسن المعاملة اشعرتنى زوجتك انى شخصية هامة جدا وانكما كنتما تنتظران مكالمتى ..انا ..بعد كل ماكان منى.. وقبل أن تناولك زوجتك السماعة كانت كل جوارحي قد هدأت و انفك تلعثم لساني .. ووصلتني أشرطة القرآن .. وظللت أسمعها و أسمعها وأترك صوت القارئ يصدع في زوايا روحي .. أغترف من هذا المنهل الذي لا ينضب و تجتاحني السكينة والسعادة .. وبدأت أحفظ القرآن لأول مرة في حياتي .. وحفظت سورة النبأ مع الفاتحة لأصلي بهما .. بدأت أصلي .. وأصلي وكأنني أعوض كل ما فات وأدخر لما لن أناله في اليوم الآت .. كيف حرمنى اهلى من كل ذلك ..كبف لم يشعروا هم ايضا بجمال لحظات السجود بين يدى الخالق ..وكأنى تائهة ارتمى على اعتاب البيت ..ادق بابا اعرف انه سينفتح وسأجد داخله الآمان ..والعطاء .... نصيحتى ان كان لى ان انصح رغم خبرتى القليلة لكل مسلم .. صلى ..صلوا ..... صدقونى ليس ارق ولا ابلغ من الصلاة مناجاة لله هل أصف نظرات الرعب من الزملاء والزميلات في الجامعة حين دخلت الفصل يلفني حجاب كبير وملابس فضفاضة .. لم يعرفني أحد في البداية ولكن شهقاتهم و تحلقهم حولي جعلاني أراهم للمرة الأولي .. من هؤلاء ؟كيف كنت أحيا معهم؟؟ كانت عيونهم زجاجية فارغة .... وعلى الوجوه خليط من مشاعر احلاها بغيض ..ما هذه المنافسة والمطاحنة المحمومة التى كنت اعيش فيها ؟ مساكين بلا إله يعبد ولا ملجأ يحتموا به |
خا
|
أين أنت أيتها المسلمة من تيريزا وماريان
يا قومُ لا تتكلموا إن الكلامَ محَرّمُ ناموا ولا تستيقظوا ما فاز إلا النوّم وتأخروا عن كل ما يقضي بأن تتقدموا ودعوا التفهم جانبًا فالخيرُ أن لا تفهموا وتثّبتوا في جهلكم فالشر أن تتعلموا أما السياسة فاتركوا أبدًا وإلا تندموا إن السياسة سرها لو تعلمون مُطَلسـم وإذا أفضتم في المباح من الحديث فجَمْجموا والعدلَ لا تتوسموا والظلمَ لا تتجهموا من شاء منكم أن يعيش اليوم وهو مكرّم فليُمْسِ لا سمعٌ ولا بصرٌ لديه ولا فـم لا يستحق كرامةً إلا الأصمُّ الأبكم ودعوا السعادة إنما هي في الحياة توهّم فالعيش وهو منعّمٌ كالعيش وهو مذمّم وإذا ظُلمتم فاضحكوا طربًا ولا تتظلموا وإذا أُهنتم فاشكروا وإذا لُطمتم فابسموا إن قيل هذا شهدُكم مرٌّ فقولوا علقم أو قيل إن نهاركم ليلٌ فقولوا مظلم أو قيل إن ثِمادَكم سيلٌ فقولوا مُفعَم أو قيل إن بلادكم يا قوم سوف تُقسَّم فتحمّدوا وتشكّروا وترنّحوا وترنموا قال تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لَا هُنَّ حِلٌّ لَّهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ } .. { إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ } في حادثة هي الثانية من نوعها خلال فترة وجيزة .. تجمع مئات الأقباط المصريين في إحدى الكنائس في مدينة الفيوم على بعد 90 كيلومتراً جنوبي غرب القاهرة تعبيراً عن احتجاجهم على اعتناق فتاتين ( تيريزا إبراهيم - 23 سنة - وماريان عياد - 23 سنة - طالبتان في كلية الطب ) للإسلام وتحفظ سلطات الأمن عليهما .. وأفادت قناة " الجزيرة " الفضائية أن المتظاهرين طالبوا سلطات الأمن المصري بتسليم الفتايتن اللتين تدرسان بالسنة النهائية بكلية الطب وأشهرتا إسلامهما إلى الكنيسة لعقد ما يصفونه بـ " جلسة نصح وإرشاد "، في حين عارضت السلطات هذا المطلب واشترطت – في حال تنفيذه - أن يتم في وجود تلك السلطات بعيداً عن الكنيسة، ويزعم المحتجون – كعادتهم - أن الفتاتين اعتنقتا الإسلام نتيجة لضغوط وقعت عليهما لكن السلطات تؤكد أن الفتاتين اعتنقتا الإسلام باقتناع كامل ! وتجري حالياً مفاوضات بين الحكومة وممثلين عن المحتجين في مقر الحزب الوطني الحاكم في الفيوم لتحديد مكان محايد يتم فيه توجيه سؤال للفتاتين عن حقيقة ظروف اعتناقهما للإسلام إذ يصر المحتجون على أن يتم ذلك في مقر كنيسة مارجرجس بالفيوم في حين ترغب الحكومة في عقد الجلسة في مقر مديرية أمن الفيوم . تأتي هذه الحادثة بعد عدة أسابيع من حادثة أخرى مشابهة اعتنقت فيها السيدة وفاء قسطنطين - زوجة أحد القساوسة - في محافطة البحيرة شمال غرب القاهرة للإسلام وهو ما دفع المئات من الأقباط إلى التظاهر في القاهرة وانتهى الأمر بتسليم المرأة إلى الكنيسة وهو ما أحدث استياء ورفض واسع في الأوساط الإسلامية والتي اعتبرته خروجاً عن أحكام الشريعة الإسلامية التي تحرم تسليم من يشهر إسلامه طواعية، بعد أن عبر البابا شنودة بطريرك الإسكندرية عن مساندته للمتظاهرين مما كاد أن يتسبب في مشكلة طائفية بالبلاد ،خاصة بعد أن عبر البعض عن خشيتهم من تعرضها للتعذيب في أحد الأديرة سيئة السمعة في البحيرة وكان المفكر الإسلامي الدكتور محمد سليم العوا – الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين - قد أكد في حينه أنه لا يجوز شرعاً تسليم مسلماً إلى أهل دينه السابق قبطاً كانوا أم غيرهم، تعليقاً على تسليم السلطات المصرية للسيدة وفاء قسطنطين إلى الكنيسة الأرثوزكسية بعد إعلان إسلامها . كما رفع الشيخ يوسف البدري – الداعية الإسلامي المصري - عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، دعوى قضائية ضد قرار تسليم وفاء قسطنطين لقيادة الكنيسة المصرية بعد إشهار إسلامها، ووصف البدري في دعواه التي أقامها أمام مجلس الدولة المصري القرار بأنه مخالف للدستور والقانون مخالفة جسيمة تصل إلى درجة إهداره حرية مواطنة مصرية وحقها في تغيير دينها. وقال الشيخ البدري إن القرار انتهاك لهيبة الدولة وعبث بمقومات استقرارها وأمنها . مصدر في كنيسة مار جرجس لـ " جريدة الوفاق " : تيريزا وماريان في مكان آمن بعد إسلامهما انتظارًا لجلسات النصح الكنسية . القاهرة ( الوفاق ) فراج إسماعيل قال مصدر في كنيسة مار جرس بوسط مدينة الفيوم التي تبعد مائة كيلو متر جنوب القاهرة، في تصريح خاص لـ ( الوفاق ) إن الأجهزة المختصة أبلغتهم أن الفتاتين تيريزا إبراهيم ( 23 سنة ) وماريان عياد ( 23 سنة ) تم نقلهما إلى مكان آمن بعد أن توجهتا إليها بالفيوم تطلبان إشهار إسلامهما . وأضاف المصدر أن الفتاتين وهما طالبتان في كلية الطب ذكرتا في التحقيق الذي أجري معهما أنهما أسلمتا عن اقتناع ودون ضغوط وبعيدا عن أية رغبة في الزواج من شابين مسلمين كما ردد مئات الأقباط الذين تظاهروا أمس أمام كنيسة مار جرجس يقودهم أسرتا الفتاتين، اعتقاداً بأن زميلين لهما في كلية الطب ارتبطا بهما عاطفيا وطلبا منهم اعتناق الإسلام ثم الزواج منهما. واستطرد بأن زعماء الكنيسة أقنعا المتظاهرين بأن جلسات نصح معتادة من القساوسة تتبع في مثل هذه الحالات مع من يريد التحول عن مسيحيته ستعقد مع الفتاتين، كما أخبرتهم الجهات المختصة، لكن يبدو أن هناك خلافا بين هذه الجهات وبين كنيسة مار جرجس بشأن المكان الذي تعقد فيه جلسات النصح، إذ ينص القانون على أن تعقد هذه الجلسات في مكان محايد وفي الغالب داخل مديرية الأمن، وترى الجهات المختصة أن يكون هذا المكان هو مديرية أمن الفيوم، بينما يطالب زعماء كنيسة مار جرجس بأن تعقد داخل مقر كنيستهم أو في أحد البيوت الكنسية في القاهرة أو الفيوم، مثلما حدث مع وفاء قسطنطين قبل ثلاثة شهور، حيث عقدت جلسات النصح معها داخل بيت للشابات المسلمات في ضاحية عين شمس بالقاهرة . بيد أن ما حدث مع وفاء قسطنطين أحدث ردود فعل سلبية، إذ اعتبر عدد كبير من المثقفين المصريين أن أسلوب الدولة والكنيسة الأرثوذكسية معها كان بمثابة إكراه ديني على العودة إلى مسيحيتها، وأن المسئولين إرضاء للبابا شنودة الذي اعتكف في دير الأنبا بيشوي في وادي النطرون احتجاجا على إسلامها، قاموا بتسليمها للكنيسة التي احتجزتها عدة أيام في بيت عين شمس لإخضاعها لجلسات النصح، ثم أعلنت بعد ذلك أمام النيابة أنها عادت إلى المسيحية، وبعد ذلك يقول المثقفون أنه جرى اعتقالها كنسياً في دير وادي النطرون . ويقول الشيخ يوسف البدري عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية لـ ( الوفاق ) إنه رفع قضية ضد الدولة أمام القضاء الإداري لتخليصها من الاعتقال الكنسي ومنحها حريتها في اعتناق الدين الذي ترضاه، وأن مذكرته ستنظر يوم 15 مارس القادم أمام الدائرة الأولى بمحكمة القضاء الإداري بمجلس الدولة ابتداء من التاسعة صباحا برئاسة نائب رئيس مجلس الدولة . وإجابة عن سؤال من " جريدة الوفاق " قال أحد علماء لجنة الفتوى بالأزهر والتي تتم أمامها في العادة الإجراءات الدينية لإشهار الإسلام، إنه لا علم للجنة بالفتاتين، كما أن اللجنة تقوم بإجراءاتها المعتادة في مرحلة لاحقة لجلسات النصح واستقرار المتحول للإسلام على دينه الجديد، لكن يمكن لبعض علماء اللجنة إذا طلب منها ذلك، حضور جلسات النصح معه أو التحدث إليه قبل هذه الجلسات للتأكد من صدق إسلامه بدافع ذاتي دون أي إكراه. وهذا وقد نقلت مفكرة الإسلام بيان عن اللجنة المصرية لمناهضة الإكراه الديني ومما ذكرت " وانتقد البيان بشدة دور الأمن الذي قام بتسليم " تيريزا إبراهيم " و" ماريان عياد " إلى المتطرفين الذين يطاردونهن واللاتي فررن منهم أصلا ، وأمام الدولة المستخزية الفاقدة للأهلية كدولة ، حيث قام المتطرفون بحلق شعر رأس الفتاتين تماما " على الصفر " وتم ترحيلهن قسرا إلى أحد الأديرة للخضوع لحكم الاعتقال الذي حكمت به الدولة الموازية / الكنيسة ، عقابا لهن على تفكيرهن في ممارسة حق كفله لهم دستور الدولة . وأضاف البيان " أن هذا الذي يحدث ويتكرر كل عدة أيام في مصر هو نذير شؤم على البلاد والعباد ، وإذا وقعت الواقعة ، ولا نظنها بعيدة ، إذ يستشعرها الكافة في احتقان النفوس في عموم مصر هذه الأيام ، فإن أحدا لن يمكنه أن يطفئ نيرانها . |
ماما .. أنا لا أحب الرسول محمد
دخل الطفل من إحدى الجنسيات العربية وهو في المرحلة الابتدائية إلى البيت فسألته أمه كيف قضى يومه في مدرسته الأجنبية .. قال الطفل : ماما ... أنا لا أحب محمد ! قالت الأم : ومن هو محمد ؟ قال : الرسول المسلم تقول الأم و هي تشكي هذا الموضوع لإذاعة القران الكريم .. وكانت عبرتها تخنقها .. ! تكمل قائلة : أحسست بصدمه كبيره .. فنحن عائله ملتزمة .. فكيف يخرج ابني بهذا الفكر ! تقول لم اهتم بتعليمه الصلاة فهو الى الآن لم يكمل حتى التاسعة من عمره ! قالت له بعد ان حاولت ان تفهم منه: محمد عليه السلام هو رسولنا و حبيبنا .. كيف تقول هذا الكلام ! قال : لأنه لا يعطيني الشوكولاته ..! تقول الأم استغربت قوله هذا .. وقالت له : وهل رأيته أنت حتى يعطيك؟؟ قال : لا و لكن اليوم قالت لنا المدرسة ان محمد سوف يأتي بروحه الى المدرسة .. و المسيح عليه السلام سوف يأتي .. و سنرى من تحبون و من هو الكريم !! طلبت المعلمة من الأطفال أن يغمضوا أعينهم و يضعوا رؤوسهم على الطاولة .. أمتثل التلاميذ لها .. وقالت الآن سيأتي محمد و سنرى هل يعطيكم هديه ام لا ! بعد فتره قالت لهم افتحوا أعينكم .. وعندها لم يجدوا شيئا .. فأصاب الأطفال الإحباط ..! و قالت لنرى ماذا سيعطيكم المسيح ؟! أغمضوا أعينهم مره أخرى .. وعندما فتحوها وجدوا الشوكولا .. انظر لخبث هؤلاء النصارى و كيف هي طريقة تفكيرهم .. يحاولون تنصير الأطفال عن طريق أشياء محببة لديهم ! انتبه اخي لأطفالك .. انتبهي أختي لأطفالك .. واتقوا الله فيهم .. تلك المدارس الأجنبية ليست سوى مراكز تنصير في البلاد الاسلاميه ، وربما يكونون في الدول المسلمه والمعلم النصراني وغيره يسعون طبعاَ ليس فقط في حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم بل حتى في الصحابه والمشايخ والصالحين .. حفظ الله اطفالنا من هؤلاء ... وحفظ الله المسلمين من كل من يسعى لزعزعة إيمانهم .. فالحذر الحذر.. |
مدرس ابني إرهـــابي
عاد ابني من المدرسة ذات يوم، بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، كان في الصف الخامس، دخل علي مكتبي وأنا أقرأ ووضع رجلاً على رجل وقال لي: هل تعرفين يا أمي أن أسامة بن لادن بطلا، ترك الدنيا كلها خلفه وذهب للجبال يحارب في سبيل الله؟!!، وحين آنس مني دهشة وعجبا، عاد وغيّر من جلسته، بغرور، موقناً أن مفاجآته لم تنته بعد ليسألني: لماذا يا أمي لا نقطع البترول عن أمريكا لتذعن لشروطنا؟!!، «يا سلام كلام كبير يا ولدي صح لسانك» !!! أما الابن الآخر الذي كان في الصف الثالث ابتدائي فقد جاءني في اليوم التالي لأحداث الحادي عشر من سبتمبر ليريني رسمته الرائعة التي كان موضوعها ارسم مشهد الطائرتين وهما تفجران البرجين، وهو المشهد الذي لم ينتبه مدرس التربية الفنية أن بعض الأطفال قد تم حمايتهم منه حسب مبدأ حماية الأطفال من المناظر المؤذية، لكن المدرس كان له رأي آخر لم يقوَ على ضبطه حتى في حصة الرسم !!! هذا الكلام مضى عليه أربعة أعوام تقريبا، كنت أتململ فيها من تلك الحوادث التي لا تنفك تمطر ساحة صغاري حتى جاء اليوم المنتظر، بعد أحداث الاعتداء على وزارة الداخلية ظهرت صور المعتدين وأسماؤهم الرباعية ليخبرني أبني على سفرة الغداء، وأنا أهضم طعامي أن واحدا منهم، كان مدرساً في مدرسته، حينها غصصت !!. كان مدرسه !!، واحداً من المعتدين على مبني وزارة الداخلية، ومبنى الطوارئ!!! كان هذا المدرس قبل تنفيذه للعملية يدور بين فصول أبنائي وفي رؤوسهم، يحدثهم، بل إنهم حتى قبل الحادثة كانوا يقولون عنه انه رجل طيب، ثامر الخميس أحد المعتدين، «كان طيبا وخجولا أيضاً» كما قال والده: أنه لا يستقبل أحدا في المنزل، بدا طبيعيا في المنزل، لكنه يجلس على الانترنت طويلا .!! كيف يمكن لأب أن يحمي أبناءه إن كانوا قادرين على اختطافه حتى من أمام شاشة كمبيوتر، لأن شبابنا المتحمس يريد خدمة دينه حتى ولو منتحراً؟، كيف يمكن أن يحمي أبناءه، إن كان يرسلهم للمدرسة وقلبه مطمئن، أنهم في أيدي أمينة، وهو لا يدري أن واحداً من أسماء الإرهابيين سيكون مدرساً لابنه، أين يفر الآباء بأبنائهم إن كانوا محاصرين إلى هذا الحد، بأدبيات الفكر الإرهابي إما من على شاشة الكمبيوتر، أو على صفحات الجرائد، ممن يداهنه، ويعطف عليه، ويبرره، ويظن أن علينا تحرير فلسطين قبل أن نلوم الإرهاب المظلوم فكر الإرهاب كان طوال الوقت بيننا نلمسه، لكننا نمنحه أسماء أخرى غير اسمه، خوفا من أن ينفتح علينا فيلتهمنا، كان يسطو علينا بكل قوة، يهدد كل من يخالفه حتى بتنا ضعفاء أمامه، خفنا حتى من أن نجعل حب الوطن شعارا وطنيا لنا ،صارت المملئات تطال حتى نشيد السلام الملكي، استسلمنا لنشيدهم هم حين وضعوا هذا الفكر نفسه فوق الناس مرشدا ومنزها عن الخطأ، ومستبداً برأي من يخالفه، لكننا دفعنا ثمن خوفنا، حين صار المواطن والوطن وحتى المجرم ضحية!. |
الفاجعـــــــة
لم يكن انتقالنا مع بداية الإجازة إلى مسكن جديد أمرا عاديا... بل كان حدثا مؤثرا في عائلة مكونة من أب وأم وثلاث بنات .. لقد اتسع المكان وأصبح أبى وأمي يقيمان في جناح كامل .. وانفردت عن أختي بغرفة مستقلة .. قالت والدتي محدثة أبى وهي فرحه مستبشرة : سندعو جميع معارفنا .. الآن فقدت يا زوجي العزيز جميع الأعذار السابقة .. وها هو مجلس الضيوف كبير ، وذاك مجلس النساء مؤثث بأجمل أنواع الأثاث .. وستقضي أنت وأصحابك أسعد الأمسيات في هذه الحديقة الكبيرة .. ردد أبى بفرح عبرات الاستقبال وكأن الضيوف قادمون .. ثم أردف بسرعة وبدأ انه يتذكر شيئا ما وقال : الآن مع بداية تقاعدي عن العمل .. سنملأ منزلنا بهجة وسرورا .. وأنسا وحبورا .. سيكون ملتقى الأحبة والأصحاب هنا .. ثم التفت إلى الجميع وهو يقول وابتسامه جميلة تزين محياه : آن لي الآن أن أستريح بعد مشوار العمل الطويل .. أربعون سنة خدمت فيها في مجال عملي .. قال وهو يحكى جهده ويحصد زرعه : الحمد لله الذي انعم على بنعم كثيرة .. هذا أخوكم الأكبر مدرس في الجامعة ، والأصغر يواصل دراسته العليا في الخارج، وأنتن على أبواب التخرج الحمد لله قرت عيني بكم جميعا فقد جمعتم بين العلم والأدب.. واسترجع الذكريات ..ووالدتي تحثه على التذكر .. استند إلى كرسي وسط الحديقة ومد قدميه وقال : الحديث طويل .. حديث أربعون سنة !! وارتسمت على محياه متعة ظاهرة وهو يسترجع الماضي ويعدد سنوات عمره .. سنة .. سنة !! وأين قضاها ومن هم زملائه في العمل .. ثم التفت إلى والدتي - بعينين ضاحكتين- أعاد قصة زواجهما منذ بداية خطبتهما .. ونحن نستمع ونضحك والدتي تعلق بكلمة أو سؤال .. ثم تتبعها ضحكة خجولة! سعادة لا حدود لها ترفرف على منزلنا .. يجملها محبة والدي لحديثنا ولـطـفـه معنا وتـلـبـيـة حاجتنا. ********************* قضينا أشهر الصيف في منزلنا الجديد وكأننا في عالم آخر .. وكانت الأيام تسير حلوة جميلة ، خاصة مع الساعات الطوال التي كنا نجلس فيها سويا نتجاذب أطراف الحديث . مع بداية العام الدراسي ظهرت حاجتنا إلى خادمة .. فالمنزل واسع ووالداتي تحتاج إلى من يعينها على أعمال المنزل الكثيرة والمتتالية.. فكان أن لبى والدي طلب الجميع لاستقدام خادمة بعد تردد وخوف .. واشترط استقدام زوجها معها وقال : لا تهم زيادة التكاليف.. انتن أهم عندي من أموال الدنيا كلها؟ بل انتن زهرة الدنيا وجمالها! كان المنزل يحوى ملحقا صغيرا يقع في زاوية الحديقة الأمامية أجرينا فيها بعض التعديلات وأصبح ملائما لاستقبال السائق والخادمة .. ونبه والدي على الجميع بعدم الذهاب مع السائق إلا عند الحاجة ومع زوجته حتى تكون محرما له .. وعاد وكرر التنبيه ليسمع الجميع .. وحرك إصبعه وكأنه يتهدد ويتوعد من يخالف الأمر! أطرقنا الرؤوس استجابة وقبول ! ********************* أزفت بداية العام الدراسي .. وانتقلت إلى السنة الأولى الجامعية .. ذلك الحلم الذي كان يراودني والأمنية التي طالما هفت إليها نفسي .. بدأت الدراسة في القسم الذي اختارته أختي الكبرى .. ولكنى مع مرور الأسبوع الأول أحسست بعدم رغبتي في هذا التخصص .. بل وكرهي له .. عندها قررت الانتقال إلى قسم آخر.. وكان هذا القرار نقطة تحول في حياتي أيضا ..مع هذا لتحول فقدت من تعرفت عليهن في القسم الأول وبدا من الصعوبة بقائي وحدي أثناء الفراغ فكنت اهرب لأسلم وأحدث زميلات القسم الأول .. ولكن لم تطل غربتي كثير في هذا القسم الجديد .. وبدأـ ضحكاتنا تتعالى ومعرفتنا ببعضنا تزداد.. وبدأت أنسى زميلات القسم الأول .. كان الجو العام مرحا دون ضابط وكنت اسمع النكات والتعلقيات لأول مرة .. وبسرعة تأقلمنا مع بعضنا فأصبحنا نأنس ببعضنا بل ونشكو لبعضنا البعض .. أما الشوق وحديث الهاتف وكشف خبايا النفس فانه ديدن تلك الصحبة .. بل هو ملحها وجمالها …وفجأة .. وقع ما لم يكن في الحسبان !! ********************* في هذا الجو الجميل والحلم الأبيض عثرت قدمي ..والتهبت عواطفي .. صداع لازم فكري منذ أن رأيت ذلك الشاب لأول مرة.. .. شاب يحمل صفات الأدب والخلق .. فها هو منذ شهر وهو بصعوبة وحياء يرفع عينيه نحوي .. بدأ قلبي يضطرب عند خروجي من الجامعة وأصبحت عيني تهفوا لرؤيته .. انه فارس أحلامي .. .. حينا في سكون الليل أراجع نفسي .. وصوت في أعماقي يردد : لا تفعلي ..لا تتقدمي! يا بنية انتبهي إياك وهذا الطريق !!.. ولكن أسرني بأدبه وملكني بحسن تصرفه! لا زلت أتذكر المرة الأولى التي رايته فيها وكانت سيارته بجوار سيارتنا.. ولكن للطفه وحسن أدبه انتحى جانبا وأفسح لنا الطريق .. ولم يصوب نحوى عينا ولم يتفوه بكلمة مثل بعض الشباب .. ما أجمل خلقه وما أنبل فعله!! بدأت أسارع بالخروج مع نهاية المحاضرة الأخيرة وأجرى في الساحة وأنا احمل قلبي المضطرب لكي القي نظرة عليه .. وربما يمر اليوم واليومين لا أراه فتتغير مشاعري ويسرح فكري .. ولكن أزال ذلك كله ما عطر سمعي من كلمة يلقيها إلىّ وهو بجوار سيارته ويفسح لي الطريق بقوله : تفضلي !! بقيت نبرة صوته ترن في أذني حتى خالطت شغاف قلبي وسرت في دمي ( تفضلي .. ) .. سارت الأيام سريعة حتى رأيت بأم عيني تبسمه عندما رآني .. فكان أن عاجلت عيني بالهروب من عينه.. ولكن قلبي زاد خفقانه وارتعشت مفاصلي وسرى في دمي حديث النفس .. ما أجمل الابتسامة !! مع دخول فصل الشتاء وفي يوم غائم بدأ رذاذ المطر يداعب المارة .. فهذا يهرب بسرعة وذاك يتقي قطرات المطر بيده..في ذلك اليوم الذي لن أنساه طول حياتي .. ألقى إلى بهمسة حانية وكلمة دافئة .. واقترب من نافذة السيارة ثم وضع ورقة صغيرة اخترقت المسافات بيننا لتصل إلى يدي !! سارعت لإخفائها .. بل وتلهفت إلى ما فيها .. فإذا برقم هاتفه .. وعندما هويت على سريري في غرفتي تناولت الورقة وقرأت ما بها مرة وثانية وثالثة .. بكيت بحرقة وندم .. كيف افعل هذا ؟ وهل يرضى الله عز وجل ذلك؟ كيف إذا وسدت في القبر؟ كيف أقود نفسي إلى الهاوية ! وأبي وأمي ! وعائلتي ! ومستقبلي ؟! عندها ضج الكون في أذني!! وسقطت دمعات إيمانية لتروي ظمأى وحاجتي إلى التوبة والعودة .. وأنا امسح آخر دمعة : إلى هذا الحد يكفي .. توبي قبل أن تندمي .. ومع تقلب الأيام وقلة المعين وضعف الإيمان عصفت بي العواصف .. وتلا ذلك صراع نفسي قاتل وتردد .. وبقيت أيام لا يقر لي قرار ولا أهنأ بنوم .. بل صاحبت الدمعة .. ورافقت الشكوى .. ولم يفارقني الأنين والتوجع!! بعد أسبوع من العواطف الجياشة ولحظات الندم المتتالية.. بقيت ليلة استعصى على فيها النوم ساهرة أتقلب من الفراغ على أحر من الجمر .. وكانت الخطوة الأولي التي بدأت معها نهايتي في ليلتي تلك!! عبثت أصابعي برقم هاتفه .. حتى وصلت الرقم الأخير .. عندها سارعت إلى التوقف واعدت سماعة الهاتف مكانها.. حاولت مرة ثانية وثالثة وأنا لا أكمل الرقم الأخير .. ثم تلي تلك الليلية محاولة جامحة لسماع صوته فقط .. وأقنعت نفسي بتلك الفكرة .. فقط لسماع صوته فحسب ..وهل يجيب بنفسه أم لا؟ وهل يحب السهر أم لا ؟ وكان ذلك عذرا مقنعا لي .. فكان إن عبثت برقم هاتفه بسرعة وقوة حتى سمعت صوته .. أعاد لقلبي نشوة اللحظات الأولي عندما سمعت ( تفضلي .. ) .. بدأت في أيام أخرى أشتاق لصوته فلا أتردد في ذلك .. حتى لم اعد أطيق الصبر عن سماع صوته كل يوم .. وأصبح من سعادتي اليومية أن احتفي بسماع نبراته الحنونة .. بدأ عواء الذئب يتسلل إلى قلبي وتحول العواء إلي صوت تطرب له أذني وتهتز لحضوره مشاعري .. نعم لقد كان صوت جميل ورخيم ويفيض عاطفة وسحرا.. وعندها أسقطت حاجز الخوف من الله عز وجل من محادثة الرجال .. وحثت نفسي أن أحررها من القيود والأوهام ..انه فارس أحلامي ونشوة حياتي .. أقول لنفسي تمتعي بالشباب والجمال! اشبعي حاجتك العاطفية والنفسية !! سنوات عمرك تمر ولم تسمعي كلمة حب مثل غيرك من الفتيات! وصرخ الشيطان في أذني : كل الفتيات لهن أصدقاء! لما تخافين من خوض التجربة! هل أنت ضعيفة إلى هذا الحد؟ ********************* تغير نمط حياتي وأصبح نهاري ليلا .. وليلي نهار .. جرس الهاتف له رنين في قلبي !! حرصت على البقاء في المنزل وعدم الذهاب مع أسرتي للزيارات ولأفراح خوفا من يهاتفني فلا اسمع صوته.. نعم قسوت على نفسي حتى تركت أفراحا أحبها وأتمنى حضورها.. أصبحت بسمة أبى الجميلة وفرحة أمي الحنونة .. سيف يؤرق مضجعي .. وصوت يؤنبني ! بل أهم من ذلك كله صلاتي التي أصبحت أؤديها بدون خشوع ولا حضور قلب وأحيانا يصادف محادثته وقت صلاة المغرب ولا أقوم للصلاة! وكأن الأمر لا يعني شيئا.. لقد بدأ مسلسل السقوط في حياتي ..استبدلت تلك الضحكات الجميلة والنكات العذبة مع أهلي وخاصة أختي الوسطى بشرود دائم وتفكير مستمر.. قلق واضطراب وهم متصل وتفكير دائم.. أصبح هو الوحيد في قلبي وفكري ومشاعري .. فلم اعد أري أحد في الدنيا سواه. ********************* مرت الأيام تثقل كاهلي وفحيح صوته تسلل إلى قلبي .. وسرت معه في طريق مظلم ودرب متعرج .. محادثة ومهاتفه.. ورؤية ومشاهدة!! حتى وقعت الطامة نعم لقد وقعت في أتردان الفاحشة.. وما كنت أظن أنني سأكون كذلك أبدا.. يوما.. أعدت حساباتي وأرقني سوء صنيعي فحاولت إن ابتعد عنه .. وقررت أن أنهي الأمر معه.. واهرب من ظلام المعصية إلى نور الطاعة ومن السعادة الزائفة إلى الفيء الجميل والظل الظليل.. تعذرت بالدراسة وبمشاغلي داخل المنزل وبقرب أختي مني وخوفي من سماعها مكالمتي له ..!!وعندما احتد النقاش وثارت ثائرتي .. كان لي بالمرصاد وقال بصوت حزين وهو يسترجع الذكريات ويردد كلمات الحب والإعجاب وقاربت دموعه أن تتحدر على خده- دموع التمساح : لا تتركيني !! كيف اصبر عنك ؟ لا تكوني قاسية !! لا تكوني ظالمة!! واظهر ألم الفراق وقلة الصبر والشوق إلى! ولكنني تجلت وصبرت وقلت: لا أريد هذه العلاقة ولن استمر فيها .. وعندما رأي عزمي وإصراري تغيرت النبرة الحنونة واختفت الدمعة وكشر عن أنيابه وقال: ماذا تفعلين بماضيك الجميل معي ؟ وتلك الصور .. وشريط التسجيل !! إلى أين تهربين؟ ولمن تذهبين؟! احترت في أمري وتوالت لحظات الضعف على قلبي وانهمرت دموعي .. فعدت إلى طريقي مرغمة كارهة! بعد أن كنت طائعة موافقة!! بدأ يقودني بلا رحمة إلى حيث يريد .. واستغل عواطفي وضعفي ولعب على جراحي.. ذكرته بوعوده بالزواج ..بدا يراوغ مثل الثعلب ويعتذر وهو يبتسم ابتسامة صفراء : تعرفين ظروفي ولا يهم وأنت لا تزالين صغيرة وأطلق ضحكة اصمت إذني .. عندها .. غرقت في دموع الكرامة المجروحة وأظلتني سحابة حزن قاتله! أصابتني غاشية من عذاب الله .. فبنظرة من عيني .. وبعبث أصابعي رسمت طريقي، أزلت عفافي ، وخلعت حيائي. ********************* سقطت في الوحل وزللت في الهواية وأصبحت ألعوبة في يده .. حتى كان ذلك اليوم الذي كنت بجواره فأمسك بنا رجال الأمن .. فإذا بي استيقظ من سبات عميق وأزيل غشاوة على عيني ألقيت كل ما في قلبي وتوالت الصرخات من فمي معلنة قدوم الفاجعة..وكانت بحق فاجعة!! استبدلت فيها آسرة الذهب الجميلة التي أهداها إلى والداي بسلاسل من حديد واستبدلت صوت أمي الحنون بصوت السجانة الرهيب .. في هذا اليوم سقطت الأقنعة وعادت المسميات إلى مواقعها الصحيحة .. في هذا اليوم أيقنت إن ما كنت فيه وهم وسراب وان العلاقة التي بيننا ما هي إلا زنا وفاحشة .. في هذا اليوم ظهرت الحقائق فإذا هو زاني وأنا زانية. وتبدت لي معالم جديده إنها معالم الفاجعة بحق كيف سيكون وقعها على أبى الذي دفع دم قلبه لنعيش نحن وكيف سيكون وقعها على أمي الحنونه وأخواتي الغافلات !! |
أربعة أمنيات لأربعة نساء أوروبيات
الأولى كانت بريطانية وكتبت أمنيتها قبل مائة عام حيث قالت الكاتبـة الشهيرة آتي رود - في مقالـة نـُشِرت عام 1901م : لأن يشغل بناتنـا في البيوت خوادم أو كالخوادم ، خير وأخفّ بلاءً من اشتغالهن في المعامل حيث تـُصبح البنت ملوثـة بأدرانٍ تذهب برونق حياتها إلى الأبد . ألا ليت بلادنا كبلاد المسلمين ، فيهـا الحِشمة والعفاف والطهارة إنه لَعَـارٌ على بلاد الإنجليز أن تجعـل بناتَهـا مثَلاً للرذائل بكثرة مخالطـة الرجال ، فما بالنا لا نسعى وراء مـا يجعل البنت تعمل بمـا يُوافـق فطرتها الطبيعيـة من القيـام في البيت ، وتـرك أعمال الرجال للرجال سلامةً لِشَرَفِها . والثانية ألمانية قالت : إنني أرغب البقاء في منزلي ، ولكن طالما أن أعجوبة الاقتصاد الألماني الحديث لم يشمل كل طبقات الشعب ، فإن أمراً كهذا ( العودة للمنزل ) مستحيل ويا للأســــف ! نقلت ذلك مجلة الأسبوع الألمانية . والثالثة إيطالية قالت وهي تـُخاطب الدكتور مصطفى السباعي – رحمه الله – : إنني أغبط المرأة المسلمة ، وأتمنى أن لو كنت مولودة في بلادكم . والرابعة فرنسية وحدثني بأمنيتها طبيب مسلم يقيم في فرنسا ، وقد حدثني بذلك في شهر رمضان من العام الماضي 1421هـ, حيث سأَلـَـتـْـه زميلته في العمل - وهي طبيبة فرنسية نصرانية - سألته عن وضع زوجته المسلمة المحجّبة ! وكيف تقضي يومها في البيت ؟ وما هو برنامجها اليومي ؟ فأجـاب : عندما تستيقظ في الصبـاح يتم ترتيب ما يحتاجـه الأولاد للمـدارس ، ثم تنام حتى التاسعـة أو العاشـرة ، ثم تنهض لاستكمال ما يحتاجـه البيت من ترتيب وتنظيف ، ثم تـُـعنى بشـؤون البيت المطبخ وتجهيز الطعام . فَسَألَـتْهُ : ومَن يُنفق عليها ، وهي لا تعمل ؟! قال الطبيب : أنا . قالت : ومَن يشتري لها حاجيّاتها ؟ قال : أنا أشتري لها كلّ ما تـُـريد . فـَـسَأَلَتْ بدهشة واستغراب : تشتري لزوجتك كل شيء ؟ قال نعم : قالت : حتى الذّهَب ؟!!! يعني تشتريه لزوجتك قال : نعم . قالت : إن زوجــــتـك مَـــلِــــكــــــة !! وأَقْسَمَ ذلك الطبيب بالله أنهـا عَرَضَتْ عليه أن تـُطلـِّـق زوجها !! وتنفصل عنه ، بشرط أن يتزوّجهـا ، وتترك مهنة الطّب !! وتجلس في بيتها كما تجلس المرأة المسلمة ! وليس ذلك فحسب ، بل ترضى أن تكون الزوجة الثانية لرجل مسلم بشرط أن تـقـرّ في البيت . هذه بعض الأمنيات لبعض الغربيات وفضـّـلت أن أنقل أمنية أكثر من امرأة من جنسيات مختلفة ، وما هذه إلا نماذج . ومن عجبٍ أننا نرى بعض المسلمات – أو من ينتسبن للإسلام – يُحاولن السير على خـُطى الغربيات وتقليدهن في كل شيء . وأحيانا أخرى يُراد ذلك لهنّ ، وأن يدخلن جحر الضب الذي يُمثـّـل شِدّة الانحدار مع الالتواء والتـّـعرّج ، وهذا السرّ في تخصيص جحر الضب فمهما كان سبيل ( اليهود والنصارى (منحدرا نحو الهاوية وملتويا ومتعرّجا فإن بعضاً من أمتنا سيتبعون أثره ويقتفون خطوه وهنا قد يرد السؤال : هل هذا القول صحيح ؟ وهل يُمكن أن يكون في بلاد الحضارة المادية ؟ فأقول إنه نداء الفطرة التي فطر الله الناس عليها فالمرأة مهما بلغت فهي امرأة . لها عواطفها وحاجاتها الأنثوية لها عاطفة الأمومة فهي امرأة وإن استرجلت !!! وإن قادت الطائرة ... وإن ركبت أمواج البحر ... وإن لعبت كرة السلة !!! أو كرة المضرب الأرضي !!! أو صارت سبّاحة ماهرة ! |
فتاة أسبانية تشرح معنى كلمة الله
هذه الفتاة الإسبانية تدرس الآن ماجستير لغة عربية في جامعة اليرموك الأردنية وقد استطاعت هذه الأسبانية أن تشرح معني كلمة ( الله ) بعد أن عجز عنها العرب الحاضرين في إحدى المحاضرات .. ذات يوم وأثناء إحدى المحاضرات في السنة الثانية من دراستها الجامعية طرح الدكتور/ فخري كتانه سؤالا على طلابه : من منكم يحدثني عن لفظ الجلالة ( الـلـه ) من الناحية الإعجازية اللغوية ومن الناحية الصوتية؟ لم يرفع أحد يده ماعدا فتاة إسبانية تدعى "هيلين" والتي تجيد التحدث باللغة العربية الفصحى على الرغم من كونها أسبانية نصرانية فقد قالت : إن أجمل ما قرأت باللغة العربية هو اسم (الله) فآلية ذكر اسمه سبحانه وتعالى على اللسان البشري لها نغمة متفردة : فمكونات حروفه دون الأسماء جميعها يأتي ذكرها من خالص الجوف , لا من الشفتين فـلفظ الجلالة لا تنطق به الشفاه لخلوه من النقاط .. اذكروا إخوتي وأخواتي قراء هذه القصة كلمة (الله) وراقبوا كيف نطقتموها .. هل استخرجتم الحروف من باطن الجوف ؟ أم أنكم لفظتموها ولا حراك في وجوهكم وشفاهكم ؟ ومن حكم ذلك أنه إذا أراد ذاكر أن يذكر اسم الله فإن أي جليس لن يشعر بذلك ! ومن إعجاز اسمه انه مهما نقصت حروفه فإن الاسم يبقى كما هو ! وكما هو معروف أن لفظ الجلالة يشكل بالضمة في نهاية الحرف الأخير "اللهُ" .. وإذا ما حذفنا الحرف الأول يصبح اسمه لله كما تقول الآية : ( ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها ) وإذا ما حذفنا الألف واللام الأولى بقيت" له" ولا يزال مدلولها الإلهي كما يقول سبحانه وتعالى : ( له ما في السموات والأرض ) وإن حذفت الألف واللام الأولى والثانية بقيت الهاء بالضمة " هـُ " ورغم كذلك تبقى الإشارة إليه سبحانه وتعالى كما قال في كتابه : ( هو الذي لا اله إلا هو ) .. وإذا ما حذفت اللام الأولى بقيت " إله" كما قال تعالي في الآية : ( الله لا إله إلا هو ) .. فسبحان الله رب العرش العظيم الذي ليس كمثله شيء وهو السميع العليم !! |
قصة رجل سجد لعاهرة
فتحت عيني على الدنيا فوجدت أبي منغمساً بالملذات يلهو ويخرج ويشرب الخمر مع أصحابه ومع هذا لا يبخل علينا بشيء أبدا مهما طلبنا منه ولكن بشرط أن لا ترتدوا الحجاب !! وكان دائما يسخر من الفتاة التي ترتدي الحجاب فيصر أن نلبس كل ما تجود به الموضة سواء أكانت تتناسب مع شرقيتنا أم لا وأعطانا الحرية الكاملة ( وخاصة الخروج والسهر ) وكان يعتبر الصداقة بين شاب وفتاه تحضر ولهذا كنا نجلس مع أصدقاء إخواننا .. ولكن في الطرف الأخر والدتي لا تعجبها هذه التصرفات نوعا ما أي تسكت عن بعض وتسمح ببعض .. وبحكم أن والدي يحب السفر كثيرا مع أصدقائه ( لعمل الفواحش ) وكانت والدتي تعلم بهذا الشيء ولكن كانت تقول طالما يمارس الفواحش بعيدا عن البيت فلا بأس ؟؟؟!!! وسافر أبي وطال سفره أكثر من شهر .. وبعد هذه المدة اتصل صديقه من البلد التى سافروا إليها ليخبرنا بأن والدي سوف يصل إلى البلاد غدا ولكن.... ميت !! .. وبعد سماع الخبر أصبحنا غير مصدقين كيف؟ وهو بكامل صحة ولم يشتكي يوما من أي شىء ؟ فبكينا كثيرا وخاصة أنا حيث كنت الصغيرة المدللة التي لا يرفض لها طلب .. وما أن وصل جثمان والدي حتى انكببت عليه وأصبحت أبكي بحرقة .. ومرت أيام العزاء فاتصلت بصديق والدي الحميم الذي سافر معه فقالوا لي أنه في المسجد لا يفارقه إلا نادرا فتعجبت من هذا التصرف المفاجئ الذي طرأ عليه وبعد أن ألححت عليه في القدوم .. أتى ووجهه شاحب فقلت له يا عمي : أريد أن تخبرني كيف مات أبي .. فأجهش بالبكاء .. فحلفت عليه وقلت له أنا لا اصدق الكلام الذي قلته لوالدتي ( حادث سيارة ) وبعد إلحاح .. سمعت الفاجعة .. يقول لقد كنا سهرانين ونشرب الخمر ومعنا البنات فقلت أنا البنت التى معي أجمل من البنت التي سوف تأتي وتجلس معك .. فقال أنت لم تراها بعد .. وسوف تدخل الآن .. فلما دخلت وكانت بكامل زينتها .. وقف أبيك ثم سجد إكراما لجمالها وبينما هو ساجد .. وأنا أنادي عليه لم يرد .. ناديته أكثر من مرة لم يرد فحركته فسقط فإذا هو ميت .. لقد مات وهو ساجد لها ... !! وبعد سماعي لهذه النهاية وسوء خاتمته بكيت كثيرا .. وأياماً طويلة وأنا أبكي عليه .. ثم توضأت وصليت .ودعوت له بالمغفرة .. وارتديت الحجاب .. ودعيت ربي أن يختم أعمالي بحسن الخاتمة... |
ولادة بدون ألم
وهي تتأرجح ما بين انقباضٍ وانقباض.. كأنّها تودّع الحياة.. كأنّ عظامها تُدَكّ.. وتُسحَقُ بين الرّحا.. كأنها في بحرٍ لا قرار له ولا ساحل.. يلاطمها الموجُ الكاسِر.. تتقلّب بين الخوف والرجاء.. تصرخ وتستغيث.. تتخبّط في الطريق.. تتناول الهاتف ببقيةِ عقلٍ تحمله وبصوتٍ يترنّح ألماً وينتفضُ رُعباً.. "احضر بسرعة.. أتاني الطّلق".. بجنونٍ يلتهمُ الخطى نحوها.. وكأن الشوارع أمامهُ لا نهاية لها.. ما أطول الطريق في نظره الليلة.. المستشفى أبعد بكثير مما تعوّد..، أخذ يُصارع المركبات العابِرة ويصرَع الإشارات.. تتنقل يدهُ بين الإمساك بالمقود.. وبين يدَي امرأتهِ المرتَجِفَة..، الخطبُ جلل.. وهي بجانبه تتألم.. تتأوّه.. تصرخ..، رعبُه لا حدّ له..، خوفُه لا مثيل له..، حيرتُه وألمه وترقّبه.. شعورٌ غريب..، و بنبرةِ من يتصنّع الجَلَد والقوة..وبلهجةِ من لا يملكُ من الأمر شيئاً.."حبيبتي.. اصبري.. لا تقلقي..لا تخافي.. لا تبكي.. ستكونين بخير.. بعد قليل ستسمعين أعذب لحن"..!!! دائماً أسأل أي مريضةٍ ترفضُ إجراءً معيّناً أو فحصاً ما خوفاً من الألم؛ هل جرّبتِ الولادة؟، فعندما تردّ بالإيجاب؛ أقول لها أنه لا يوجد ألم أشد ولا أصعب من ذاك الألم، فتتمتم.. نعم صادقة.. وتُسَلّم إليّ نفسُها طائعةً مُختَارَة وتستسلمُ للفحصِ بلا خوفٍ ولا تردد..!!! أحقاً أن ألم الولادة بتلك الصعوبة..؟!! أحقاً أنّه لا يُنافسه في شدّته وقسوته ألم..؟!! هل لأجل ذلك تنافس المراكز الطبية بإعلاناتها عن ولادة بدون ألم..؟!! ويعمل أطباء التخدير جنباً إلى جنب مع أطباء النساء والولادة لدراسة أحدث الطرق للتخفيف من ألم الولادة..؟!! لا أدري لماذا.. ولكن لغرفةِ الولادةِ عندي سحرها الذي لا يُقَاوَم.. أدخُلها فتنتعشُ نفسي.. وتُرَدُّ إليّ روحي..، أتجوّل في حُجراتها وبين أسرّتها فأشعرُ أني طائرٌ.. في السماء محلّق.. لا حدّ له.. ولا نهاية..!! أدخلها فكأني دخلتُ عالماً آخر.. عالمٌ لا تسمعُ فيهِ إلا التأوّه.. والصراخ.. عالمٌ من الآلام.. وطولِ الانتظار..!! لكنه في أعماقِ نفسي.. عالمٌ أبعد بكثير عن هذا وعلى النقيض تماماً من كل هذا..!!!!! لم يكُن ذلك اليوم كغيرهِ.. كل غُرَفِ الولادة مشغولة.. وكل الحوامل.. سيلدْنَ للمرة الأولى..!!، عبثاً أحاوِلُ الطمأنةَ وتخفيف الألم..، أمسك بيديّ هذه، وأُرجِع القناع إلى تلك..، أُصَبّر هذه التي أكملت يومين من الطّلق والألم..، واطلب من تلك الدّفع بأقصى قوتها..، ومن تلك التنفس العميق والاستلقاء على الجنب..، نُتابِع بقلق والقابلات انتظام انقباض الرحم وانبساطه.. ، ودفع الحياة في عروق الجنين بمتابعة دقات قلبه ونبضاته..!! بصراحة.. كلما شعرتُ بضيقٍ في نفسي، واسودادٍ للدنيا في عيني؛ هرعتُ إلى تلك الغرفة، وكلما ازداد الطّلقُ قوّةً، وكلّما طالَت فترةُ المخاض، اتحدّت معها فكأن الألم ألمي، نعم.. يتّحَد الألم، ويفيضُ من النفس الشجنُ، أمرّن نفسي على التنقّل من حالة الخوف واليأس إلى التفاؤل والرجاء، أصبّر نفسي وأمنّيها بسماعِ صوتِ المولود، وانقضاء الألم..!! كلما شعرتُ بحاجَتي إلى جرعَةِ تفاؤل، هرعتُ إلى تلك الغرفة، ألومُ نفسي على جزعها وأجرّمها على يأسها وأذكّرها بوجوب الثقة بالله ونصره ".......وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ"، "......وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا"، و أسليها بـ"أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ......"..!! "كلا إن معي ربي سيهدين.."!!، أتذكّرها.. أتعجّب من تلكَ الثقة.. وذلك التفاؤل.. وأتخيّل الموقف..، لمّا جاء فرعون وجنوده وأجمعوا كيدهم وبغيهم وظُلمهم وعدوانهم وأُسقط في يد ضعفاء النفوس وقال بعض من مع موسى عليه السلام إنا لمُدرَكون، لا محالة هالكون، لا فائدة ، لا نجاة، لا نصر، محاطٌ بنا، ستقع الكارثة، سيُدركنا فرعون، سيأخذنا، سيقتلنا، سننتهي..، جاءت كلماتُه الواثقة كالغيث.. لتحيي النفوس.. وترسمُ الطريق.. للنّصر.. لمّا جاء خبّاب بن الأرّت إلى النبي صلى الله عليه و سلم وهو متوسدٌ بردةً له في ظل الكعبة يشكو له الشدة التي أصابته و أصابت أصحابه المسلمين في مكة، فقد حُرق ظهره، وكَوته مولاته الكافرة بأسياخ الحديد المحماة ويشدد عليهِ في السؤال: ألا تدعو لنا؟!!!، ألا تستنصر لنا؟!!!، فيجيبهُ r : "كان الرجل فيمن قبلكم يُحفر له في الأرض فيُجعل فيه، فيُجاء بالميشار ـ المنشار ـ فيوضعُ على رأسه فيُشق باثنتين، وما يصده ذلك عن دينه، ويُمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه من عظم أو عصب، وما يصده ذلك عن دينه"، ثم يعلنها مدويّة بأبي هو وأمي صلواتُ الله وسلامُه عليه بلهجةِ الواثق: " والله! لَيُتِمَّنَّ هذا الأمر حتى يَسير الراكب من صنعاءَ إلى حضرموت لا يخاف إلا الله، أو الذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون"..، يقولها في أحلك الظروف في مكة..، ولكنكم تستعجلون..!!! ولمّا حاصر الأحزاب المدينة و اجتمعوا عليها، وأحاطوا بالمسلمين إحاطة السوار بالمعصم، المسلمون أقل عدداً و عدةً و في ذلك الضعف و الليل والظلمة والريح الباردة الشديدة؛ يعملون بأيديهم مع جوعهم وفي تلك الظروف القاسية في حفر الخندق، يشكون للنبي r صخرة لم تأخذها المعاول، فينزل r ويضع ثوبه، ويهبط إلى الصخرة، فيأخذ المِعْوَلَ، ويقول: «بسم الله». ويضرب ضربة، فيكسر ثُلُثَ الحجر، ويقول: «الله أكبر، أُعطيتُ مفاتيح الشام، والله! إني لأبصر قصورها الحمرَ من مكاني هذا». ثم يقول: «بسم الله» ويضرب أُخرى، فيكسر ثُلُثَ الحجر، فيقول: «الله أكبر، أُعطيت مفاتيح فارس، والله! إني لأبصر المدائن، وأبصر قصرها الأبيض من مكاني هذا». ثم يقول: «بسم الله» ويضرب ضربة أُخرى، فيقلع بقية الحجر، ويقول: «الله أكبر، أُعطيت مفاتيح اليمن، والله! إني لأبصر أبواب صنعاء من مكاني هذا»!!!!!، في أحلك الظروف و أسوأها وقد بلغت القلوب الحناجر من شدّة الخفقان والفزع و ظنّ البعض بالله الظنون، وابتُلي المؤمنون و زُلزِلوا زِلزالاً شديداً، وفُضِح المنافقون ومن في قلبِهِ مرض، وسط كل هذا يبثّ r روح التفاؤل بين أصحابه.. يذكّرهم بوعد الله.. بالنصر والتمكين..، ينعشُ أنفسهم بذكر الجنة والنعيم..، يشفي صدورهم بذكر حال الكفار المكذبين..، حتى ردّ الله الذين كفروا بغيظهم بريح لم تُتوقع و بملائكة تنزل وقذف سبحانه في قلوبهم الرعب، فريقاً يقتلُ المسلمونَ ويأسرون فريقاً..!!!!!! |
القوة لم تكن بالضرورة قرينة النصر...، فهؤلاء هم أصحاب بدر.. رغم القلة والضعف.. انتصروا..!، وفي حُنين مع كثرتهم وقوتهم.. غُلِبوا..!!
التفاؤل زاد المسير.. وزاد النصر.. لنترك النظر للأمور بسوداوية ومنظارٌ قاتم لا يرى من الأمرِ إلا أقبحه..ولا يترجم من الكَلِمِ إلا أفحشَه..!!..، وعجباً لمن يرى في دعوتنا للتفاؤلِ تخذيلاً..!!..، التفاؤل أدبٌ نبوي.. فتفاءلوا بالخير تجدوه..!! ما يصيب الأمة من رزايا ومحن.. ومصائب وفتن..، إن هو إلا ابتلاء..، "وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ، إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ، وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ"، "لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ......"، "..وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ.."، فهناك حكمٌ علينا قد تخفى، والله يعلم ما تلدُ كل أنثى..!!!! رغم كل ذلك الظلام الممتد في أفق الأمة.. ووسط تلك الحلكة وذلك الإعتام.. يبقى في الأمة رجال..، رجالٌ واثقون بنصر الله..، رجالٌ يقسمون ولا يحنثون..، يرددون تلك البشرى العظيمة في حديث تميم الداري عن رسول الله r : (( والله ليبلغنّ هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار، ولا يترك الله بيت مدرٍ ولا وبرٍ إلا أدخله الله هذا الدين، بعز عزيز، أو بذل ذليل، عزاً يعز به الإسلام و ذلاً يذل الله به الكفر))..!!! ورغم الشلل والفشل يرددون بيقين قوله r : (( لا تزال طائفة من أمتي قائمة بأمر الله لا يضرهم من خذلهم أو خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون على الناس))..، رجالٌ ينظرون للأمور بمنظار التفاؤل.. يضعون أمامهم.. ((ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين))..!!!! إنها الثقة بالله ونصره.. الثقة بمن نصر عبده وهزم الأحزاب وحده.. الثقة بنصر القائل (( إن الله يدافع عن الذين آمنوا إن الله لا يحب كل خوان كفور))..!!! لقد عانى المسلمون من الغفلة لقرون مضت، ثم انتبهوا، وهذهِ الصحوة الراهنة، قد جلبت علينا عداءً متصاعداً، وأدخلتنا في دائرة صراع جديد، شكلاً ومضموناً، قد تضطرب معها النفس، وقد تضيق ببُطء النصر، وتأخّر الفرج، وقد يسحب طوفان المدّ البعض، ويُلقي بهم في غياهِب الانسلاخ من هذه الصحوة وهذه الأمة ومظاهرةِ أعدائها ومداهنتهم يأساً من غلبتها وانبهاراً بمن خالفها واستخفافاً بتفاؤلنا وإعلاننا أن المستقبل للإسلام..!!!! المستقبل للإسلام، ليس مجرد شعار نتبناه، محوطاً بالأمل والرجاء، إنه دينٌ وعقيدة، إيمانٌ بالنصوص الثابتة في الكتاب والسنة، وثقة بالله وإحسان للظن، أَمَرَنا به القائل:(ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عباديَ الصالحون) (الأنبياء:105)..!!!! عجباً لمن يُسَفّهُ تفاؤلنا، ويستخفّ بثقتنا بالنّصر والتمكين، ويقول بكل تبجح، أنتم أمة تعيش على الأحلام..!!!! عجباً..!!، ألسنا أمة تملك القيم الروحية والأخلاقية والمعنوية المميزة التي كفلت لنا سيادَة العالم قروناً..؟!!، ألسنا نملك مصادر الطاقة والحياة ونستوطن أماكن غنيّة و وسطاً جغرافياً وتاريخياً وعدد سكان يزيد على خُمسِ سكان العالم..؟!!، ألسنا نملك أعظم رسالة، وندين بأعظم دين، حثّ على العلم ورفع أهله..؟!! ألا يثير انتظام المسلمين في صفوف الصلاة، واجتماعهم في الموقف في يومٍ يباهي الله بأهل عرفةَ فيه ملائكتهُ شيئاً في نفسك، ولا يحرّك قليلاً من يقين ينبغي أن تنعِش به قلبك..؟!! حتى محبّة المؤمنين بعضهم البعض، وما بينهم من روابط أخوية تتجاوز الأجناس والحدود، وشعورنا بالأخوة الإسلامية، وآلامِ بعضنا، وتحقيق ذلك واقعاً، وارتفاع أصواتنا بالدعاء لهم، وحرصنا على نصرتهم أينما كانوا، وتأمّل ذلك، ينبغي أن يثير في النفس التفاؤل والثقة والفرح..!!! ما نعيشه من صحوةٍ في كثير من المجالات، رُغم العفن والفساد والاستعمار الذي مُنَيَت به عقوداً، لأمرٌ يدعو إلى التفكّر والتأمّل، هذه الصحوة، واستشعارها، سيكفُل لنا العمل على تعزيزها والسير بها إلى آفاقٍ أكبر بالتفاؤل والاستبشار..!!! هذهِ الآلام المحدِقة بنا، والتسلّط المؤلم، والأخطار المحيطة، والتحدّيات الأخطر، مهما بلغت، فيكفينا أنها ردّتنا إلى الإيمان، وأحيَت فينا الآمال، وبصّرتنا بحاجتنا لعملٍ منظّم مخلص لهذه الأمة في مختلف الأصعدة، وحاجتنا إلى تطوير أنفسنا وتجديد خطابنا وضخّ الدماء النشِطة المؤمِنة الصادِقة فيه، لنعلنها في وجهِ الدنيا، المستقبل لهذا الدين، وإن اشتَدّت الحلكةِ فإن ذلك يُنذِر باقتراب الفجر..!!! هذا التفاؤل.. وهذه الثقة.. ليست كما يظن البعض أنها تخذيل.. إنها غمامة الخير في زمن القنوط واليأس.. في زمن التثبيط.. في زمن غربة الدين.. غمامة خير بيضاء في أفق حالك السواد.. تمطر كل حين.. نتاج مشرقاً أبيض.. كبياض قلوب أصحابها..!!.. تبيّن للأمة طريقة إصلاح مواطِن الضعف.. وتذكرها بسيرة السلف..، تصف الداء والدواء..!! تعلنها في وجه الدنيا.. (( وهم من بعد غلبهم سيغلبون))..!! المتفائلون.. المخلصون.. يعملون بصمت.. بهدوء وسكينة.. يعلمون أن تلك اللوحة الرائعة لم يرَ مشتريها من جهد صاحبها في رسمها وتخطيطها وتلوينها لساعاتٍ وأيام إلا جمالها وروعتها وإتقانها، وتوقيعٌ صغير لراسمها حدّد قيمتها وخلّد اسمه محفوراً عليها..!! الأمة لا تريد اليوم الباكين العابسين المقطّبين..!!! بل تريد العبّاد المخلصين العاملين الدعاة المصلحين.. والمتفائلين..أطباء كانوا أو مهندسين..!!!، تُرِيدُ من يعمل بإخلاص، عملاً دائباً، وجهاداً في سبيل نصرة الأمة وإخراجها من ضعفها، ونشرِ رسالتها التي ملأت الكون حقاً وعدلاً وأمناً قروناً، في كل المجالات، وعلى مختلف الأصعدة..!!!، تريدٌ من يقيم الدين بمعانيه الشاملة والكاملة، في الاعتقاد، والعمل، والعبادة، والأخلاق، والآداب، والسلوك، والمعاملات..!!!، تريدُ أسلمةً لشؤون الحياة كلها، في الفرد، والمجتمع، والدولة..!!! وإن طال المخاض.. وزادت قوة الانقباضات.. واشتدّ الألَم.. ولم يخففه قناعُ النيتروز ولا إبرة الظهر؛ فإن انسلال الجنين من ظُلُماتٍ ثلاث سيتبَعُ –بإذن الله- ذلك.. وسعادتنا بسماعِ صوتِه يجلجل.. بين تلكَ الدماء المتدفّقة والجِباه المندّاة بالعَرَق.. وذلك الفرحُ الشفيف.. بعناقِ الوليد.. كفيلٌ بإزالة كل ألم.. ونسيانِ كل حزنٍ و معاناةٍ ولحظاتِ ضعفٍ..وهوان..!!!! عزائي أن الأمة كما مرّت بانتصاراتٍ وفتوحاتٍ عظيمة؛ فقد مرّت بمحنٍ أكبر.. وفتَن أشدّ وأخطر.. وانتكاساتٍ مؤلمة.. وأوقاتِ ضعفٍ وهوانٍ وذُلٍّ شديدة.. و خرجت منها تتكِئ على الجرح وتسعدُ بالوليد..وتكمل المسيرة.. وبعدَ المحنة تكون المنحَة..!!!!! إنما النصر مع الصبر..كونوا لله أقرب.. وبنصره أرغب.. وسيبلّغكم الله النصر.. إن عاجلاً أو آجلاً.. (( ويومئذ يفرح المؤمنون))..!!!! |
عندما تنصّرت ابنتي
ما أكثر اللحظات، العابرة في حياة الإنسان، يتمنى فيها لو لم يلد، أو يتمنى أن تنشق الأرض وتبتلعه ليتخلص من مواجهة بعض المصاعب التي لم تكن بالحسبان، والتي ما خٌيٍّل إليه يوماً أنَّ بالإمكان تعرضه لها أو مواجهتها... هذا الإحساس هو تماماً ما شعرت فيه والدة " ندى " في ذلك الصباح المشؤوم، فقد كانت الأم كعادتها كل صباح قبل مغادرتها إلى العمل تقوم بتنظيف البيت وترتيبه، إلا أنها عندما كانت ترتب سرير ابنتها "ندى " ارتطمت يدها بشيء صُلْب، فلما سحبته من تحت الوسادة وجدت في كفِّها صليباً خشبياً، لم تستوعب في تلك اللحظة أن ما تحمله بيدها هو صليب، بل حَسِبته عُلبة زينة، أو كادر صورة، أو مفتاح، أي شيء إلا … صليباً … إلا أنها بعد فترة من التيقُّن بحقيقة ما تحمل بين يديها رمته على السرير بسرعة البرق، وابتعدت عنه والوجوم بادٍ على وجهها، وأخذت تنظر إليه من بعيد وتعيد النظر، تنظر وتعيد النظر… إلى أن شعرت فجأة أن باب البيت يُفتح على مهل، وأحسّت بوقع أقدام " ندى " وهي تتسلل إلى غرفتها وتتجه مباشرة إلى سريرها، عندئذ أخفت الأم الصليب وراء ظهرها واختبأت خلف الباب . وعندما دخلت " ندى " إلى الغرفة ووجدت السرير غير مرتّب فرحت لكون أمِّها لم تدخل الغرفة بعد، فبدأت تبحث بسريرها عن ضالتها، ولما لم تجده أخذت تدور على نفسها بشكل هستيري، تبحث وتبحث وتعيد البحث دون جدوى، ولما مضت فترة من الزمن نادتها أمها من خلفها: هل تبحثين عن هذا ؟ ارتبكت الفتاة وقالت : لا، لا، آه ما هذا ؟ آه هذا لا شيء، لقد أهداني إياه أحدهم، وأخذته من أمها ورمته على السرير وادَّعت أنها تبحث عن كتاب تحتاجه في الجامعة اليوم . عندما عاد الوالد مساءً وأخبرته الأم بما حصل، لم يُعِر الموضوع انتباهاً وصدَّق ابنته بأن أحدهم أهداها إياه، أما الأم فما هدّأت هذه الإجابة من رَوْعها، إنها تدرك بفطرة الأمومة أن ابنتها تكذب، عيناها المرتبكتان، قلقها وهي تبحث عن الصليب، كل هذا يجعلها تخاف وتنقل شكَّها وقلقها لزوجها، ثم قالت وكأنها وجدت دليلاً يؤكد شكوكها : - انتظر، هذه ليست أول مرة أجد معها مثل هذه الأشياء، أتذكَّر أنه منذ سنتين وجدت إنجيلاً صغيراً تحت وسادتها ولما سألتها عن مصدره قالت : لقد اشتريته، عندئذ أخذت الكتاب وأخبرتها أن لا حاجة في ديننا لاقتناء كتب الشرائع الأخرى. ما رأيكَ، أليس هذا يدل أن القصة ليست حديثة، وأن لها جذوراً طويلة، وليست وليدة لحظة … اسمع، هذا الأمر يقلقني، لا، لن أسكت ! " ندى " ، "ندى " ، ونادت الأم الهلِعة بصوت عالٍ على ابنتها التي لبّت النداء بعد فترة غير قصيرة، وكأنها أدركت من لهجة النداء أن شيئاً خطيراً ينتظرها . لما وصلت حاولت الأم أن تمسك أعصابها وقالت لها : " ندى "، لقد أخبرت أباك بما وجدتُ تحت وسادتك صباحاً، وقلت له أن أحد الأشخاص أهداك إياه، "ندى" حبيبتي، من هو الشخص الذي أهداك إياه، أخبرينا نحن اهلك، أنت تعرفين خطورة مثل هذا الفعل في أوساطنا الإسلامية، ثم كيف تعرفت على هذا الشخص وأنت في مدرسة إسلامية، وأنت لا تغادرين البيت إلا إلى المدرسة أو عند رفيقاتك اللواتي أعرفهن كلهن ؟ أخبريني، يا "ندى " بالله عليك ؟ وبقيت الأم تتحايل على الفتاة فترة طويلة، والفتاة تلتزم الصمت ولا تكتفي إلا بالقول: لا أحد، إنه شخص أهداني إياه، عندئذ بدأت نبرة صوت الأم ترتفع : هل هو الشخص نفسه الذي أعطاك الإنجيل منذ سنتين ؟ وعندما لم تجب الفتاة ثارت الأم وأخذت ترعد وتزبد، وتهدد وتتوعد، وتردد بعصبية: - إن لم تخبريني الحقيقة سأمنعك عن الجامعة ! سأحرمك من الخروج من المنزل، من تظنين نفسك ؟ تريدين أن تفضحينا في آخر العمر ! واستمر صراخ الأم بشكل هستيري، وتمادى حتى رافقه ضرب مبِّرح للفتاة حيث أخذت الأم الفاقدة للوعي تستخدم كلتا يديها في عملية الضرب . - دعوني، دعوني، سأقتلها، سأقتلها.. ( رددت الأم الهلعة الباحثة عن الحقيقة المُرّة ) . - دعيها، دعيها ستقتلينها.. ( ردد الأب والإخوة وهم يحاولون إبعاد الأم الثائرة عن ابنتها ). - دعوني، دعوني، سأقتلها . - كفى، كفى، سأخبرك الحقيقة، دعيني..( هكذا قررت البنت بعد هذه "العلقة الساخنة" -التي ما تعوَّدتها من أمها- أن تعترف بالحقيقية كي توقف العنف الموجه ضدها ). فصرخت بصوت قوي وبثقة كبيرة : نعم أنا مسيحية منذ زمن طويل ! ماذا تقولين ؟ في هذه اللحظة انتقل الغضب من الأم إلى الأب وبدأ هو هذه المرة جولة الضرب الذي حصل بنتيجتها على الحقيقة الكاملة التي جاءت على النحو التالي : -نعم، أنا مسيحية، ومنذ فترة طويلة، منذ كنت أتردد إليك في محلك، منذ كانت "جوليا" تعمل عندك سكرتيرة، أتذكر " جوليا " ؟ - طبعاً أذكرها، فهي ما زالت إلى اليوم تزورني وتبيع البنات في المحل أدوات التجميل، لكن ما دخل "جوليا " بالموضوع ؟ "جوليا " يأ أبي، تلك الفتاة التي كانت تقول دائماً : أنا أحب الإسلام كثيراً، وأشعر أنني مسلمة، هي نفسها الواسطة التي عرفتني على هؤلاء الأشخاص الذين عرّفوني على الدين المسيحي، فقد عرّفتني على بنت طيبة جداً اسمها "ناتالي "، "ناتالي " تلك يا أبي تحبني جداً، وهي التي وقفت معي دائماً، فهي ما تركتني يوماً، فلقد كانت تزورني في المدرسة تقريباً بشكل يومي، وكنا نجلس لفترة نتحادث عن الدين المسيحي وتعرفني بالمسيح اسألوا ابنة عمي " منى " فقد كانت ترافقني لفترة سنتين، إلا أنها لم تستمر معي وتركتني بعد أن وعدتني أن لا تخبر أحداً . - سنتين ؟ ولكن منذ متى تعرفين هذه التي اسمها … "ناتالي " ؟ - أوه ، أخبرتك منذ ثمان سنوات، عندما كنت في المرحلة المتوسطة، و"ناتالي" تراني كل يوم في المدرسة، وترافقني في بعض الأحيان إلى البيت، أنا أحبها جداً، لا أستطيع أن أنكر فضلها علي، أتدري يا أبي كنت دائماً أخبرها بمشاكلي وتقصيري في الدراسة، تصور يا أبي أنها كانت تعرف أخباري بالكامل، حتى وضعي داخل البيت، وكانت تحتضنني، حتى في الفترات التي كنت أتشاجر فيها معكم، كانت تقول لي : لا تهتمي، صحيح أن أهلك لا يحبونك، وهم يفضلون إخوتك عليك لأنهم أذكى منك وأنبه، ولكن لا تهتمي لأننا نحن نحبك، نحن أهلك وعائلتك، لا تخافي،المسيح يحبك، فعلاً يا أمي المسيح يحبني لأنه عرفني على تلك المرأة ؟ - اسكتي، هداك الله، وبعد، أكملي … أكملي … ( قالها الأب بغضب، كي يذكرها أن مسلسل الضرب ممكن أن يستمر إذا لم تكمل القصة) . - بعد فترة من معرفتي بها بدأت " ناتالي " تأخذني لعندها . - قاطعتها الأم : متى حصل هذا ؟ أنت لا تغادرين البيت بغير إذني، وأنت لا تذهبين إلى رفيقاتك إلا بإذني، وأنا أعرفهن كلهن . - لا يا أمي ، أنت تعتقدين أنك تعرفينهن كلهن، وأنا قلت لك هذا حتى تطمئني، ولكني كنت أذهب لعندها طوال هذه الفترات السابقة، لقد عرّفتني على رفيقاتها من الطائفة الإنجيلية، تصوّر يا أبي، إن هؤلاء كانوا مسلمين وتركوا الإسلام وأصبحوا نصارى، كانوا يقولون لي أن لا أمس المصحف، وأخبروني أيضاً أن الرسول ( عليه الصلاة السلام ) ليس بنبي بل هو كذاب، وأن القرآن الكريم هو من عمل الشيطان ( والعياذ بالله ) ... والدليل على ذلك أنه عندما كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " دثروني، دثروني " كان يقول هذا الكلام لأن الشيطان يركبه … صحيح يا أبي إن لديهم أدلتهم …وكانوا يدرِّسونني الإنجيل ويعطونني الكتيبات الصغيرة كي أقرأها، وكانوا دائماً يوصونني أن أخفيها عن أعينكم، لهذا لم تشاهدوا أي أثر من هذه الكتب في الفترة الماضية، ولكن للأسف لقد نسيت الصليب بعد صلاتي بالأمس . - لا تتفوهي بهذا الكلام … اسكتي … وتابعي القصة . - بقينا على تلك الحال فترة طويلة شعرت فيها بمميزات الدين المسيحي، وآمنت بهم وبعقيدتهم، ولهذا يا أبي، اضربني، افعل بي ما تشاء، احبسني … امنعني عن المدرسة … ولكنك لن تستطيع أن تبعدني عن مسيحيتي، لن تفلح، لن تفلح … وانطلقت الفتاة كالصاروخ إلى غرفتها، وأقفلت الباب وراءها . عندها أجهش الأب بدوره بالبكاء وأخذ يقول بحسرة وألم : أستغفر الله العظيم … أستغفر الله العظيم، لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .. يا رب … ما هذا البلاء الكبير … يا رب كيف أتصرف … لقد وضعت ابنتي في كبرى المدارس التي تُعدُّ إسلامية … يا رب لقد راقبتها وراقبت تصرفاتها خوفاً من أن تلحق بالتيار الإسلامي المتزمت … وها هي تقع في أيدي هؤلاء الأعداء ... يا رب … أجرني في مصيبتي !! |
أم صالح في الثمانين تحفظ القرآن كاملاً
محررة صفحة الأسرة بمجلة الدعوة دائماً تقدم للقراء النماذج المشرقة و الأخبار التي تثلج الصدور.. وهذه التجربة فيها العبر والدروس المفيدة , لذا , نوردها كما هي: (أم صالح ) عمرها 82 عاماً .. بدأت في حفظ القراًن في السبعين من عمرها .. مشوارها مع الحفظ فيه الكثير من المعاني الجميلة , كعلو الهمة والمصابرة والتضحية والصبر … التقينا بالخالة ( أم صالح ) لنتعرف على الطريقة التي حفظت بها .. فإلى ثنايا اللقاء : ما السبب الذي جعلك تقبلين على حفظ القراًن بعد هذا العمر ؟ كانت أمنيتي أن أحفظ القراًن الكريم من صغري , وكان أبي يدعو لي دائماً أن أكون من الحفظة مثله ومثل إخواني الكبار , فحفظت بعض السور – تقارب ثلاثة أجزاء – وحينما أتممت الثالثة عشرة تزوجت وانشغلت بعدها بالبيت والأولاد, حينما أصبح لدي سبعة أولاد توفي زوجي , وكانوا كلهم صغاراً فتفرغت لتربيتهم وتعليمهم , وحينما كبروا وتزوجوا تفرغت لنفسي , وأول ما سعيت له وبذلت من أجله النفيس حفظ كتاب الله – عز وجل - .. وكيف كان مشوارك مع الحفظ ؟ ابنتي الصغرى كانت تدرس بالثانوية , وهي من أقرب بناتي وأحبهن إلي ؛ لأن أخواتها الكبيرات تزوجن وانشغلن بحياتهن , وأما هي فقد بقيت عندي وكانت هادئة مستقيمة محبة للخير , كما أنها تتمنى أن تحفظ القراًن – وخصوصاً ان المعلمات يشجعنها على هذا – وكانت هي بدورها تبث في الحماس , وتضرب لي المثل بنسوة كثيرات دفعتهن همتهن العالية للحفظ , ومن هنا بدأت أنا وأياها . كل يوم عشر آيات : وكيف كانت طريقتكما في الحفظ ؟ حددنا كل يوم عشر آيات , فكنا كل يوم بعد العصر نجلس سوياً فتقرأ هي وأردد وراءها ثلاث مرات , ثم تشرح لي معانيها , وبعدها تردد لي ثلاث مرات , وفي صباح الغد تعيدها لي قبل أن تذهب إلى المدرسة , وبالإضافة لهذا فقد قامت بتسجيل الآيات المقررة بصوت الشيخ الحصري , بحيث تتكرر ثلاث مرات , فكنت أسمعها أغلب الوقت , فإن حان وقت التسميع في اليوم التالي نتجاوز الآيات – وقد حددنا يوم الجمعة لمراجعة المقرر الأسبوعي , وكذا استمررنا في الحفظ أنا وإياها – حفظها الله ورعاها . ومتى أتممت الحفظ ؟ خلال أربع سنوات ونصف حفظت اثني عشر جزءاً بالطريقة السابقة , ثم تزوجت ابنتي , ولما علم زوجها بشأننا استأجر بيتاً قريباً من منزلي ليتيح لنا فرصة إكمال الحفظ , وكان – جزاه الله خيراً – يشجعنا ويجلس معنا أحياناًً يسمّع لنا ويفسر ويعلّم ثم بعد ثلاثة أعوام انشغلت ابنتي بالأولاد والبيت , ولم يعد موعدنا ثابتاً , وكأنها استشفّت لهفتي على الحفظ فبحثت لي عن مدرسة طبية لتكمل معي المشوار بأشراف ابنتي نفسها , فأتممت الحفظ بتوفيق من الله -عز وجل – ومازالت ابنتي تبذل جهدها للحاق بي ولم يبق لها سوى القليل – إن شاء الله -. النســــاء حولي : همتك العالية وتحقيقك لإمنيتك الغالية هل كان لها تأثير على من حولك من النساء ؟ التأثير حقيقة كان واضحاً وقوياً , فبناتي وزوجات أبنائي تحمسن كثيراً , وكن دائماً يضربن بي المثل , وقد كوّنّ حلقة مدتها ساعة في اجتماعهن الأسبوعي عندي فكن يحفظن بعض السور ويسمعّن , وأحياناً ينقطعن ولكن يرجعن , وعموماً كانت النية جيدة . حفيداتي شجعتهن على التسجيل بدُور التحفيظ وأقدم لهن دائماً هدايا متنوعة , وأما جاراتي فكان بعضهن في البداية يحطمنني ويحبطن من عزيمتي ويذكرنني بأن الحفظ صعب لأن ذاكرتي ضعفت , ولكن لما رأين قوة عزيمتي وتصميمي أخذن يشجعنني , ومنهن من تحمست فيما بعد وانخرطت في الحفظ , وحينما علمن أنني أنهيت الحفظ فرحن كثيراً حتى إنني رأيت دموع الفرح تسقط من أعينهن ألا تشعرين الآن بصعوبة في مراجعة الحفظ ؟ أستمع دائماً لإذاعة القراَن الكريم , وأحاول أن أقرأ مع القارئ , كما أنني في الصلاة أقرأ دائماً سوراً طويلة , وأحياناً أطلب من إحدى البنات التسميع . هل هناك أحد من أبنائك يحفظ مثلك ؟ لا يوجد من يحفظ القراَن كاملاًَ , ولكنهم – إن شاء الله – ما داموا يسيرون على الدرب فسيصلون بحفظ الله ورعايته بعد انتهائك من حفظ القراَن الكريم ألا تفكرين في حفظ الأحاديث ؟ أحفظ الآن – تقريباَ – تسعين حديثاَ , وسأواصل المسير – إن شاء الله -, وأعتمد في الحفظ فيها على الأشرطة وإذاعة القراَن , وفي نهاية كل أسبوع ابنتي تسمع لي ثلاثة أحاديث وأحاول الآن أن أحفظ أكثر . غــــــابت الهموم : على مدى الاثنى عشر عاماً التي انشغلت فيها بحفظ القراَن , هل تغيرت أشياء في حياتك ؟ نعم لقد حدث لي تغير جذري وإن كنت – ولله الحمد – حريصة على طاعة ربي قبل أن أبدأ بالحفظ , إلا أنني بعد أن انشغلت فيه شعرت بارتياح نفسي كبير , وغابت عني الهموم , ولم أعد بتلك الدرجة من الحساسية المفرطة في الخوف على الأبناء والتفكير بأمورهم . وقد أرتفعت معنوياتي , وأصبحت لي غاية سامية أتعب من أجلها وأشقى لتحقيقها . وهذة النعمة عظيمة من الخالق عز وجل فالمرأة إذا كبرت ولم يعد عندها زوج وتزوج الأبناء , يقتلها الفراغ والهواجس والأفكار , ولكني – ولله الحمد – لم أشعر بهذا , وقد انشغلت بأمر عظيم له فوائد في الدنيا والأخرة . ألم تفكري في التسجيل في إحدى دور تحفيظ القراَن الكريم ؟ اقترحت عليّ بعض النساء , ولكنني امرأة تعودت على الجلوس في البيت ولا أتحمل الخروج كل يوم , والحد لله فإن ابنتي كفتني العناء , وسعادتي لامثيل لها وأنا أدرس معها . إبنتي ....... بيتي : هل تدريس ابنتك لك جعل لها شأنا خاصاً في نفسك ؟ لقد ضربت ابنتي مثلا رائعاَ في البر والإحسان اللذين قلما نجدهما هذه الأيام , خاصة أنها بدأت معي المشوار وهي في سن المراهقة , هذا العمر الحرج الذي يشتكي منه الكثيرون , فكانت تضغط على نفسها لتتفرغ لتدريسي , وكانت تعلمني بتأن وحكمة وصبر , كما أن زوجها – حفظه الله – كان عونا ً لها وقد بذل الكثير أسأل الله – سبحانه وتعالى – أن يوفقهما ويقر أعينهما بصلاح أبنائهما . ماذا تقولين لمرأة في مثل عمرك تود أن تحفظ ولكن يسيطر عليها هاجس الخوف من عدم القدرة على ذلك ؟ أقول : لايأس مع العزيمة الصادقة . قوّ إرادتك واعزمي وادعي الله في كل وقت وابدئي , لقد مضى العمر في أداء المسؤوليات المنزلية والتربوية والزوجية واَن الأوان لأن تتفرغي لنفسك , وليس هذا بكثرة الخروج من البيت والنوم والرفاهية والراحة , إنما بالعمل الصالح , نسأل الله – سبحانه وتعالى – حسن الختام . وماذا تقولين لمن هي في سن الشباب ؟ احفظي الله يحفظك , استغلي نعمة الله عليك بالصحة والعافية وسبل الراحة في حفظ كتاب الله – عز وجل - . هذا النور الذي يضيء لك قلبك وحياتك وقبرك بعد مماتك , وإن كانت لك أم فاجتهدي في تعليمها , والله ما رزقت الأم بنعمة أحب إليها من ولد صالح يعينها على التقرب إلى الله – عز وجل - |
Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.