أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية

أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com/index.php)
-   خيمة الأسرة والمجتمع (http://hewar.khayma.com/forumdisplay.php?f=21)
-   -   علموا ابناءكم الحياة ...!!! (http://hewar.khayma.com/showthread.php?t=45369)

الوافـــــي 03-12-2005 12:44 PM

ثالثاً - واجبات المشرف التربوي :

لكي يحقق المشرف التربوي الغاية التي يهدف إليها في عمله ينبغي له التركيز على ما يلي :
أولاً : ما يخص المعلم والتلميذ : وفي هذا المجال يحتاج إلى :
1 ـ الإحاطة التامة بالمناهج المدرسية ، كي يتمكن من التعرف على سير العملية التعليمية ، والمستوى الذي وصل إليه التلاميذ ، ومدى إحاطة المعلم بالمادة التي يدرسها .

2 ـ التتبع والدراسة التي تمكنه من التعرف على آخر التطورات في الأساليب التربوية والتعليمية ، بغية إيصالها بدوره إلى المعلمين للاستفادة منها .

3 ـ الزيارات المتكررة للمدارس ، وفي بداية السنة الدراسية بصورة خاصة أمر ضروري لكي يكون المشرف التربوي على علم بما يلي :

أ ـ مَلاك المدرسة ، والنواقص الموجودة فيها ، والعمل على تلافيها .
ب ـ الكيفية التي تم بموجبها توزيع الدروس على المعلمين ، وهل روعيت فيها الرغبة والاختصاص والخبرة لدى المعلمين على قدر الإمكان .
ج ـ حاجة المدرسة لمختلف وسائل الإيضاح ، والأثاث ، واللوازم الضرورية .
د ـ التعرف على مشاكل المدرسة ، ودراستها بالاشتراك مع أعضاء الهيئة التعليمية ، ووضع الحلول الصائبة لها .

4 ـ مسك سجل خاص بالمعلمين المسؤول عنهم ، وتدوين كافة المعلومات المتعلقة بهم ، والملاحظات التي تخصهم . ويستطيع المشرف التربوي بواسطة هذا السجل التعرف على المعلمين من جميع النواحي ، مما يسهل عليه مهمته .

5 ـ تنظيم جدول بأساليب اختبار التلاميذ ، يتمكن بواسطته حين زيارته للصفوف من التوصل إلى أفضل النتائج وأدقها .
لقد وجدت خلال مدة خدمتي في التعليم نوعين من المشرفين التربويين يختلفان كل الاختلاف في أساليب اختبارهم للتلاميذ ، واهتمامهم بالواجب المنوط بهم .
وجدت مشرفاً تربوياً يدخل الصف ، ويستمع للدرس مدة لا تزيد على الخمس دقائق ، ومن دون أن يوجه سوألا واحداً ، أو ينطق بكلمة واحدة ، ثم يغادر الصف ليكتب تقريره عن المعلم ، ومع الأسف فإن هذا النموذج من المشرفين كان يمثل الجانب الأكبر منهم .
كما وجدت بعض المشرفين التربويين قد برمجوا عملهم مقدماً ، وقاموا بواجبهم على خير ما يرام ، وحصلوا على أدق النتائج لعمل المعلم ، ومستوى تلاميذه ، وعن أوضاعهم ومشاكلهم ، ولا زلت أذكر على سبيل المثال في السنة الأولى من تخرجي ، وكان ذلك عام 1953 ، وكنت حديث عهد بهذه المهنة ، عند ما زارني أحد المشرفين التربويين ، وكنت في قرية نائية تبعد عن مركز المدينة أكثر من أربع ساعات بالسيارة ، وكان الوقت على ما أذكر شهر نيسان . وصل المشرف إلى المدرسة في تمام الساعة السابعة والنصف ، أي ساعة دخول التلاميذ إلى صفوفهم لتلقي الدرس الأول ، وكانت المدرسة ذات صف واحد للأول فقط ، حيث كنت قد قمت بافتتاحها حديثاً .
دخل المشرف معي إلى الصف ، وأخذ يسأل التلاميذ بعض الأسئلة المتعلقة بحياتهم في هذه المنطقة النائية ، وأوضاعهم ، وانطباعاتهم عن المدرسة ، ومدى حبهم لها ، وفائدتها لهم . ثم أخرج من حقيبته أوراقاً ووزعها عليهم ، وطلب منهم كتابة بعض الكلمات من كتاب القراءة ،ثم طلب منهم بعد ذلك قلب الأوراق ، وأعطاهم بعض المسائل الحسابية طالباً حلها ، وبعد انتهاء التلاميذ من عملهم جمع الأوراق ووضعها في حقيبته ، ثم أخذ يلقي عليهم أسئلة في الحساب الذهني ، وأخيراً طلب منهم فتح كتاب القراءة ، وتناول قطعة من الورق المقوى ، وقص في وسطها مستطيلاً صغيراً بحجم الكلمة ، وطلب منهم واحداً بعد الآخر قراءة الكلمات التي يختارها هو بغية التأكد من فهم التلاميذ للقراءة ، وليس الاستظهار عن ظهر قلب . وأخيراً انتهى الدرس ، وخرجنا معا إلى غرفة الإدارة ، حيث قام المشرف بتصحيح الأوراق ، وتصنيفها حسب الدرجات ، ليتعرف بواسطتها على مستوى التلاميذ ، فخرج بنتيجة دقيقة عن مستواهم ، ومدى الجهد الذي بُذل في سبيل إيصالهم إلى هذا المستوى .
إن هذا المشرف التربوي ، وإن كان قد بذل جهداً كبيراً ، وصرف وقتاً أطول ، إلا أنه أتم تحقيق الهدف الذي من أجله جاء إلى المدرسة ، وهو يشعر براحة الضمير .

6 ـ رسم صورة واضحة ودقيقة للمعلم حين زيارته ، من حيث هندامه ، ومظهره الخارجي ، وشخصيته ، وضبطه للصف ، وأسلوب هذا الضبط ، ومادته ، وطريقة تدريسه ، وأسلوبه في المناقشة ، ومدى تأثر التلاميذ به وتأثره بهم ، ومدى اهتمامه بالفروق الفردية للتلاميذ .

7 ـ الإطلاع على دفاتر التلاميذ وواجباتهم ، والتعرف على مدى اهتمام المعلم بتصحيحها ، وتناسبها مع مستواهم ووقتهم .

8 ـ الاجتماع بالمعلم بعد انتهاء الدرس بصورة منفردة ، ومناقشة الجوانب الإيجابية والسلبية شرط أن يكون نقد الجوانب السلبية نقداً بناءاً ، بعيداً عن روح التسلط والتحكم ، لأن هذا الأسلوب يشجع المعلم ، ويدفعه إلى ملاقاة النواقص والأخطاء .

9 ـ عقد اجتماع للهيئة التعليمية بعد انتهائه من زيارة كافة المعلمين لعرض ومناقشة الجوانب السلبية والإيجابية التي وجدها خلال زيارته للمدرسة ، ووضع الحلول الصائبة للمشاكل والأخطاء ، وتقديم خلاصة خبرته وتجاربه التي حصل عليها خلال عمله ، وما وجده من أساليب مفيدة ، ونماذج المشاكل التي حصلت في المدارس الأخرى ، وكيف أمكن التغلب على تلك المشاكل ، بغية إفادة المعلمين منها .
إن تبادل الخبرات والتجارب بين معلمي المدارس المختلفة أمرٌ هام جداً ، وعلى المشرف التربوي أن يلعب دوراً فعّالاً في هذا المجال .

10 ـ الإطلاع على النشاط المدرسي اللاصفي ،ومدى اهتمام المعلمين به ، والعقبات التي يجابهونها في إتمام هذا النشاط .
إن النشاط اللاصفي له أهمية قصوى ، وهو هدف أساسي من أهداف المدرسة ، بالنظر لتأثيره البالغ على التلاميذ في نواحي نموهم المختلفة ، العقلية ، والجسمية ، والاجتماعية .

11 ـ الإطلاع على مكتبة المدرسة ، وما تحتويه من كتب ، ونوعيتها ، ومدى فائدتها للتلاميذ والمعلمين ، ومدى اهتمام المعلمين والتلاميذ بها ، وحركة الاستعارة منها ، والتأكيد على الاهتمام بها ، وتغذيتها بما يستجد من الكتب المفيدة .

12 ـ الإطلاع على محاضر اجتماعات الهيئة التعليمية ، ومدى تطبيق ما ورد فيها من قرارات ، وما لم يتحقق ، والوقوف على الأسباب التي حالت دون تنفيذها ، وتذليل الصعوبات إن وجدت

ثانياً : ما يخص مدير المدرسة :

وفي هذا المجال يحتاج المشرف التربوي إلى ما يأتي :

1 ـ التعرف على شخصية مدير المدرسة ، وفاعليته ، وقدراته ، ومدى الاهتمام بواجباته الإدارية والتربوية ، والإطلاع على سجلات المدرسة وفحصها وتدقيقها ، وتدقيق حساباتها وأوجه الصرف فيها .

2 ـ التعرف عن كثب على علاقة مدير المدرسة بالمعلمين ، ومدى احترامه لهم ، ومدى احترامهم له ، والعمل على تعزيز هذه العلاقات وتوطيدها .

3 ـ التعرف على علاقة مدير المدرسة بأولياء أمور التلاميذ ، ومدى اهتمامه بهذه العلاقة ، فهذا واجب أساسي لمدير المدرسة ينبغي القيام به إذا ما أيراد النجاح لمدرسته .

4 ـ التعرف على مدى اهتمام مدير المدرسة بزيارات الصفوف ، والإطلاع على سجل الزيارات ، وما دون فيها من ملاحظات عن سير العملية التربوية والتعليمية ، وطبيعي إن لهذا الأمر فائدة كبرى للمشرف التربوي خلال قيامه بمهامه ، لأنه يستطيع الحصول على معلومات دقيقة عن المعلمين ، وعن العملية التربوية والتعليمية .

إن مدير المدرسة بحكم وجوده الدائم في المدرسة تتاح له الفرصة أكثر من المشرف التربوي في الإشراف على المعلمين والتلاميذ معاً ، وهو يسهل بدوره مهمة المشرف التربوي إلى حد بعيد .

.. يتبع ..

الوافـــــي 03-12-2005 12:45 PM

رابعا - كيف ننهض بجهاز الإشراف التربوي ؟

إن الأهمية البالغة للإشراف التربوي تتطلب من المشرف أن يخصص الوقت المناسب للقيام بهذه المهمة ، وأن زيارة المدرسة لمرة واحدة ، أو مرتين خلال السنة الدراسية ، وخاصة في مدارس القرى والأرياف ، يقوم خلالها المشرف بالإشراف على سير العملية التربوية والتعليمية خلال ساعات معينة محدودة ، لابُدّ وأن تكون العملية شكلية ، وبالتالي لا يستطيع المشرف التربوي تقييم أعمال المعلمين ، والإدارة ، والتعرف على المستوى الحقيقي للتلاميذ ، وأحوال المدرسة ، والمشاكل التي تجابهها ، والمساهمة في حلها . كما لا تسنح له الفرصة للتعرف على أولياء أمور التلاميذ ، وسماع آرائهم في أوضاع المدرسة ، وبالتالي تغدو عملية الإشراف شكلية محضة .

إن عملية الإشراف ، إذا أريد لها أن تُؤدى على الوجه الأكمل ، تحتم على المسؤولين أن يضعوا نصب أعينهم المسائل التالية :

1 ـ توسيع ملاك الإشراف التربوي ، بما يتناسب والمهام التي يجب أن يؤديها . وفي اعتقادي أن المشرف التربوي ينبغي أن لا يكون مسؤولاً عن أكثر من خمسين معلماً لكي يستطيع التفرغ لهم تفرغاً تاماً .

2 ـ اختيار المشرفين التربويين من بين الذين مارسوا التعليم والإدارة مدة لا تقل عن عشر سنوات ، بعد أن يجتازوا دورات خاصة معدة لهذا الغرض بتفوق ، على أن تُدرسْ أضابيرهم ، ويجري التعرف على أوضاعهم داخل المدرسة وخارجها ، وعلى مستواهم الثقافي ، والاجتماعي ، والعلمي .

3 ـ إعداد دورات سنوية للمشرفين التربويين لغرض الإطلاع على أحدث الأساليب التربوية من جهة ، ولتبادل الخبرات والتجارب التي حصلوا عليها خلال عملهم .

4 ـ تنظيم زيارات للمشرفين التربويين لمختلف البلدان الأخرى ، بغية الإطلاع على الأساليب التربوية المتبعة في تلك البلدان ، والاستفادة منها في تطوير أساليبنا التربوية .

.. يتبع ..

الوافـــــي 17-12-2005 04:10 PM

الفصل التاسع

نظام الامتحانات

أولاً ـ الامتحانات وأهدافها .
ثانياً ـ امتحانات التحصيل الدراسي .
  • 1 ـ الامتحانات الشفوية .
  • 2 ـ الامتحانات التحريرية .
  • 3 ـ الامتحانات الموضوعية .

ثالثاً ـ شروط الأسئلة الامتحانية الجيدة .
رابعاً ـ العوامل المؤثرة على إجابات التلاميذ .


*********

أولاً : الامتحانات وأهدافها :

الامتحانات ، أو الاختبارات حسب المفهوم العلمي الحديث ، ليست مجرد قياس ما وصل إليه مستوى التلميذ في المواد التي يدرسها ، وإنما تعدت ذلك بمراحل بعيدة ، إنها اليوم يمكنها أن تعطينا إضافة إلى المدى الذي وصل إليه التلميذ ، مدى ما يمكن أن يصل إليه إذا ما نال الفرصة المناسبة والإعداد اللازمين .

إن بإمكاننا اليوم ، بفضل التطور الهام في أساليب التربية وعلم النفس ، أن نكشف مكنونات العقل الإنساني ، وقدراته المختلفة ، ومستوى الذكاء ، والمزاج ، والميول ، وكل ما يتعلق بحياة الإنسان ، لا مجرد اختبار لمعرفة مدى التحصيل الدراسي ، وما حصل عليه التلاميذ من معلومات ، من المواد التي درسوها خلال السنة الدراسية .

إن معرفة ما يمكن أن يصل إليه التلميذ في حقل ما ، يمكّننا من توجيهه في المجال الذي يمكن أن يكون موفقاً فيه ،وبالتالي يستفيد ويفيد ، وهكذا تكون أعمالنا في مجال تطوير بلدنا وشعبنا أعمالاً مبرمجة ، واضحة ، لا تدع مجالاً للارتباك والأخطاء ، وتلك حقيقة هامة جداً ينبغي أن نضعها نصب أعيننا ، إن أردنا النهوض بشعبنا ووطننا ، وإيصاله إلى مصاف الدول التي أدركت هذه الحقيقة ، وطبقتها بنجاح ، فنالت أعلى درجات التقدم والرقي .

إن ما نشاهده من فشل كثير من التلاميذ في الدراسات العليا إنما يرجع إلى عدم إجراء مثل هذه الاختبارات ، وتحديد إمكانية نجاح التلميذ بهذا الفرع أو ذاك ، فلا ينبغي لتلميذ له القابلية والرغبة في فرع الميكانيك مثلاً ، أن يدرس الطب ، بل يجب أن يُوجه الوجهة التي يمكنه النجاح فيها بتفوق فلا تضيع الجهود والإمكانيات .

وعلى هذا الأساس يجب أن نستعرض هذه الاختبارات ، ونتفهم أهميتها ، وفوائدها ، ففي ذلك وحده طريق التقدم والرقي ، ويمكننا تحديد هذه الاختبارات بما يلي :

1 ـ اختبارات التحصيل الدراسي .
2 ـ اختبارات التكيف الشخصي والاجتماعي .
3 ـ اختبارات القدرات .
4 ـ اختبارات الذكاء .

وسأتناول كل نوع من هذه الاختبارات بالتفصيل .

.. يتبع ..

الوافـــــي 17-12-2005 04:13 PM

ثانياً : أنواع الامتحانات :

1 ـ اختبارات التحصيل الدراسي :

وتهدف هذه الاختبارات إلى التعرف على مدى ما حصل عليه التلميذ من معارف في دروسه المختلفة ، ويقسم هذا النوع من الاختبارات إلى ما يأتي :

الاختبارات التحريرية :

وتقوم هذه الاختبارات على أساس إعطاء التلاميذ أسئلة معنية ، ويُطلب منهم الإجابة عليها تحريرياً ، ولهذه الطريقة مناقبها ، ومثالبها .ويمكننا أن نوردها هنا بما يأتي :

المناقب :

1 ـ إن هذه الطريقة تمكّن التلاميذ من التفكير في الأسئلة ، والإجابة عليها بدقة .
2 ـ إن هذه الطريقة تمكّن التلاميذ من حسن التعبير أثناء الإجابة بشكل لغوي صحيح .
3 ـ إن هذه الطريقة لا تدع مجالاً للارتباك لدى التلاميذ ، وبذلك يستطيعون التعبير عما يريدون
4 ـ إن كون الأسئلة معينة وثابتة ، وموحدة بالنسبة لكافة التلاميذ ، تمكّن المعلم من التعرف على مستوى التلاميذ بشكل دقيق .

المثالب :

1 ـ إن هذه الطريقة تتطلب من المعلم وقتاً طويلاً لتصحيح الإجابات.
2 ـ إن التمكن من اللغة ، وأسلوب التلميذ في التعبير ذو تأثير بالغ على نتيجة الإجابة ، فالطالب الذي يمتاز بخط جيد ، وقوة التعبير ، ينال درجات غير التي ينالها التلميذ ذو الخط الرديء ، والتعبير الضعيف حتى ولو تساوى التلميذان في مستوى فهمهما للمادة .
3 ـ إن الامتحانات غير سرية الأسماء يلعب فيها اسم التلميذ دوراً في تقدير المعلم لنتائج إجابته ، ذلك أن المعلم يتأثر حتماً بمدى نشاط التلميذ خلال السنة الدراسية ، وكذلك بسلوكه وتصرفاته .
4 ـ قد يتمكن بعض التلاميذ من الغش أثناء الامتحان ، وقد يمكن اكتشافه ، وقد لا يمكن ، مما لا يعطي النتائج الحقيقية التي يستحقها التلميذ الغاش .
ومع كل ما ذكرناه من مثالب ، إلا أن هذه الطريقة ذات أهمية كبيرة لتقييم مدى ما وصل إليه مستوى التلميذ .


الاختبارات الشفهية :

تقوم هذه الاختبارات على أساس توجيه أسئلة فردية للتلاميذ ، ويطلب منهم الإجابة عليها ، ولهذه الطريقة كذلك مناقبها ومثالبها ، ندرجها فيما يأتي .

المناقب :

1 ـ إن هذه الطريقة تجعل تقدير الدرجة من جانب المعلم آنياً .
2 ـ إن هذه الطريقة من شأنها تمكين المعلم من تصحيح أخطاء التلاميذ أمامهم جميعاً ، فتكون الفائدة اعمّ واشمل .
3 ـ إن هذه الطريقة من شانها خلق الشجاعة الأدبية لدى التلاميذ .

المثالب :

1 ـ إن المعلم لا يستطيع أن يوجه أكثر من سوأل واحد ، أو سوألين لكل تلميذ ، بسبب ضيق الوقت ، وكثرة عدد التلاميذ ، وهذا طبعاً غير كفيل بمعرفة مدى فهم التلميذ ، والمستوى الذي وصل إليه.
2 ـ إن الاختبارات الشفهية لا تفسح المجال للتلميذ أن يفكر ، وإنما تعتمد إجابته على الحفظ فقط .
3 ـ الاختبارات الشفهية لا تمكن المعلم من توزيع الأسئلة على التلاميذ توزيعاً عادلاً ، فيكون من نصيب بعضهم أسئلة صعبة والبعض الآخر أسئلة سهلة .
4 ـ الاختبارات الشفهية لا تدع المجال الكافي للمعلم لتقدير درجة التلميذ بشكل دقيق ، وذلك لضيق الوقت .
5 ـ ضعف التلاميذ في اللغة ، وضعف التعبير يؤثران تأثيراً بالغاً على درجة الإجابة .

.. يتبع ..

الوافـــــي 17-12-2005 04:15 PM

ثالثاً : الاختبارات الموضوعية :

لقد وجد علماء النفس أن الأسئلة التي تتطلب إجابات طويلة تؤثر على مسألة تقيمها [ذاتية المعلم] الذي يصححها ، فلجأوا إلى إيجاد طريقة جديدة من الاختبارات دعوها [ الاختبارات الموضوعية]

وتشمل هذه الاختبارات على ما يلي :

1 ـ أسئلة تعتمد على الخطأ والصواب ، كان تبدأ السوأل هكذا :
أجب بكلمة نعم أو لا [ تقع مدينة بغداد على نهر دجلة ]........
2 ـ أسئلة تتطلب أجوبة تكميلية ، كأن يبدأ السوأل كما يلي :
إن أعلى قمة جبل في العالم هملايا التي تقع في .........
3 ـ أسئلة تعتمد على الاختيار ، مثل :
هل نهر النيل يجري من الشمال إلى الجنوب ، أم من الجنوب إلى الشمال .
4 ـ أسئلة تعتمد على التناسب حيث تعطى مجموعة من الأسئلة ، ومجموعة من الأجوبة مساوية لها ، ويطلب من التلاميذ وضع الجواب الصحيح أمام كل سوأل .
إن لهذه النوع من الأسئلة أيضاً مناقبها ومثالبها ، ندرجها فيما يلي :

المناقب :

1 ـ تّمكن المعلم من إعطاء الدرجة بدقة .
2 ـ تمّكن المعلم من تصحيح الدفاتر الامتحانية بسرعة ، وجهد أقل .
3 ـ تجعل الأسئلة عامة وشاملة للمنهج .

المثالب :

1 ـ هذا النوع من الأسئلة لا تسمح للتلاميذ بالتعبير عن أفكارهم في الموضوع ، فهي تمتاز بالتحديد والجمود .
2 ـ إن عامل الصدفة يلعب دوراً هاما في الإجابة .
إن المعلم الناجح هو الذي يستطيع استغلال أنواع الامتحانات الثلاثة ، دون الاعتماد على نوع معين ، وترك النوعين الآخرين ، لكي يستطيع الحصول على أدق تقيم لإجابات التلاميذ .
ولا بُدَّ للمعلم أن يدرك أن المناقشات مع التلاميذ التي يستطيع إجرائها داخل الصف ، وكذلك دراسة ملف التلميذ يمكن أن يحصل بواسطتها على ما يعينه على فهم مستواه ، وتقيمه بدقة .

.. يتبع ..

الوافـــــي 17-12-2005 04:16 PM

شـروط الأسئلة الجيدة :

1ـ يجب أن تكون الأسئلة دقيقة وثابتة .
2 ـ يجب أن لا تكون الأسئلة مزدوجة ، أي فيها أكثر من مطلب واحد .
3 ـ يجب أن تكون منوعة وشاملة للمنهج ، وتتطلب إجابات قصيرة قدر الإمكان .
4 ـ يجب أن لا يشير السوأل أية إشارة إلى الجواب .
5 ـ يجب أن تكون الأسئلة متناسبة مع الوقت المخصص لها .


رابعاً :العوامل المؤثرة على الإجابات :

1 ـ ينبغي للمعلم أن يدرك أن المقاييس النفسية لدى التلاميذ لا تكون ثابتة دائما ، حيث يؤثر عليها المرض ، والتعب ، والدوافع ، والتوتر الانفعالي تأثيراً بالغاً .
2 ـ إن ظروف المكان الذي يجري فيه الاختبار ذات تأثير هام على الإجابة ، مثال ذلك التهوية ، والإضاءة ،والهدوء أو الضوضاء ...الخ .
3 ـ بالإضافة للعوامل النفسية ، وعامل المكان ، فإن عامل الصدفة يلعب دوراً في الإجابة .
4 ـ إن تكرار الاختبارات والإجابات سيكسب التلاميذ خبرة ودراية كبيرة .
5 ـ تلعب عوامل البيئة ، وظروف التلميذ الاجتماعية ، ومستواه الثقافي دوراً هاماً في الإجابة .


ملاحظة هامة :

على المعلم أن يدرك أن التلاميذ يكونون دائماً بشوق إلى معرفة نتائج الاختبار ، لذلك ينبغي له أن يصححها ويعيدها لهم بالسرعة الممكنة ، ومن الأجدر أن يوزعها داخل الصف ، ويناقش كل تلميذ في أجوبته ، والأخطاء التي وقع فيها ، للعمل على تلافيها في المستقبل .

وعلى المعلم أن يكون منتبها إلى الضرر البليغ الذي يسببه استخدامه للكلمات النابية والمهينة ضد التلميذ الفاشل في الاختبار ، فهو يكّون إساءة كبيرة له ، وإلى التربية والتعليم ، ويسبب حقد التلميذ على المعلم ودرسه معاً .

.. يتبع ..

الوافـــــي 18-01-2006 06:45 PM

الفصل العاشر

المناهج الدراسية والكتب


أولاً : المناهج الدراسية في المدرسة القديمة .
ثانياً : تطور المناهج الدراسية في العصر الحديث .


*******************

أولاً : المناهج الدراسية في المدرسة القديمة :


يشهد عصرنا الحاضر تطوراً كبيراً في أساليب التربية والتعليم قلب المفاهيم السائدة رأساً على عقب ،فبعد أن كان الكتاب والمعلم ، وهو لا يزال مع شديد الأسف في الكثير من البلدان النامية هما المحور الذي تدور حوله عملية التربية والتعليم ، وجلّ هم المدرسة حشو أدمغة التلاميذ بالمعلومات النظرية التي تتضمنها الكتب المقررة من قبل وزارات التربية والتعليم ، والتي ليس لها علاقة بواقع حياتهم ، ولا صلة تربطها بالمجتمع ، وإجبار التلاميذ على استيعابها بكل الوسائل ومنها بكل تأكيد القسرية ، بما فيها العقاب البدني ،لكي يتم حفظها عن ظهر قلب ، وتأدية الامتحانات فيها .
لكن تلك المعلومات التي اُجبر على حفظها لا تلبث أن تتبخر من أذهانهم لأن التلميذ ينسى بسرعة ما تعلمه ، لكنه يذكر دائماً ما وجده بنفسه ، وإن التعلم الحقيقي هو أن يقوم التلميذ نفسه بتجاربه فهو يفهم أكثر إذا عمل بدل أن يصغي و يقرأ ، وإن كل المعارف التي يتلقاها التلميذ عن طريق الترديد والتلقين لا تعتبر معارف حقيقية ، فقد تكون الخطورة في الترديد من دون الفهم ، وقد يكون الفهم خاطئاً وهو ما يعتبر اخطر من الجهل كما يقول أفلاطون .

إن من الضروري أن يتملك التلميذ المعرفة ، ويمتصها بكيانه كله ،وبفكره وتجربته ،لكنه يعجز عن ذلك إذا لم نتح له الوقت المناسب ليدرسها ، وليستعيدها لنفسه وحسابه الخاص ، ولا يشك أحد أن معرفة كهذه هي أبقى من معرفة تلقن تلقيناً ، لأنها تبقى أبداً في حالة

استعداد لمجابهة مواقف ومشاكل أخرى حتى ولو نسيتها الذاكرة لأنها تتيح للتلميذ فرصة توسيع إمكانياته .

لقد أهملت المدرسة القديمة ميول ورغبات وغرائز الأطفال ، وضرورة إشباعها وتشذيبها وصقلها وأهملت ضرورة فسح المجال لإظهار التلميذ لقدراته وقابليته في مختلف الفنون الموسيقية والغنائية والتمثيلية ، وأهملت ضرورة إعطائه المجال الواسع للعب وإظهار طاقاته البدنية المكبوتة، واعتُبرت مسائل ثانوية في نظر القائمين على التربية لا تستحق الاهتمام.

ولقد أجاد المربي الكبير [ جون ديوي ] في كتابه [ المدرسة والمجتمع ] في وصف واقع المدرسة القديمة قائلاً:

{ لكي أوضح النقاط الشائعة في التربية القديمة بسلبيتها في الاتجاه ،وميكانيكيتها في حشد الأطفال ، وتجانسها في المناهج والطريقة ، من الممكن أن يلخص كل ذلك بالقول بأن مركز الجاذبية واقع خارج نطاق الطفل ، إنه في المعلم وفي الكتاب المدرسي، بل قل في أي مكان تشاء عدى أن يكون في غرائز الطفل وفعالياته بصورة مباشرة ، وعلى تلك الأسس فليس هناك ما يقال عن حياة الطفل ، وقد يمكن ذكر الكثير عما يدرسه الطفل ، إلا أن المدرسة ليست المكان الذي يعيش فيه ، وفي الوقت الحاضر نرى أن التغيير المقبل في تربيتنا هو تحول مركز الجاذبية ، فهو تغير أو ثورة ليست غريبة عن تلك التي أحدثها كوبر نيكوس عندما تحول المركز الفلكي من الأرض إلى الشمس ، ففي هذه الحالة يصبح الطفل الشمس التي تدور حولها تطبيقات التربية ، وهو المركز الذي ننظمها حوله }.

أما العالم الشهير [ جان جاك رسو ] فقد دعا في عصره إلى إجراء التغيير الجذري في مناهج المدرسة قائلاً :

{ حولوا انتباه تلميذكم إلى ظواهر طبيعية ، فيصبح اشد فضولاً ، ولكن لا تتعجلوا في إرضاء هذا الفضول . ضعوا الأسئلة في متناوله، ودعوه يجيب عليها ، ليعلم ما يعلم ، ليس لأنكم قلتموه له ، بل لأنه فهمه بنفسه ، ليكشف العلم بدلاً من أن يحفظه ، فعندما يجبر على أن يتعلم بذاته فإنه يستعمل عقله بدلاً من أن يعتمد على عقل غيره . فمن هذا التمرين المتواصل يجب أن تنتج قوة عقلية تشابه القوة التي يعطيها العمل والتعب للجسم . إن الإنسان يتقدم بالنسبة لقواه ، وكذلك الفكر فإنه مثل الجسد لا يحمل إلا ما وسع من طاقته } .

وهكذا إذاً ،كانت الدعوات من قبل العلماء والمفكرين تتوالى لإعادة النظر في المناهج الدراسية والتربوية من أجل تحويل المدرسة إلى صورة مصغرة من المجتمع الكبير المشذب والمهذب ، لكي يمارس التلاميذ حياتهم الفعلية فيها ، ويستنبطوا الحقائق بأنفسهم ، وليصبح الكتاب والمعلم عاملين مساعدين في تحقيق ما نصبو إليه في تربية أجيالنا الصاعدة ، ولتصبح المدرسة هي الحياة بالنسبة لهم ، وليست إعداداً للحياة ، حيث يمارس التلاميذ داخل مدرستهم مختلف أنواع المهن الموجودة في المجتمع الكبير ، ويمارسون كل هواياتهم الفنية ،والرياضية، والموسيقية ،وغيرها من الهوايات الأخرى .وبكل ثقة نستطيع أن نقول أنهم بهذا الأسلوب سوف يطلقون قدراتهم الذاتية في الاستطلاع،

والفهم، والاستيعاب ،واستنباط الحقائق بأنفسهم ،خيراً ألف مرة من تلقينهم الدروس المحددة والجامدة والتي لا تغنيهم شيئاً ولا تلبث أن تطير من أذهانهم .

.. يتبع ..

الوافـــــي 18-01-2006 06:48 PM

ثانياً : تطور المناهج الدراسية في العصر الحديث :

شهد النصف الثاني من القرن العشرين تطورات علمية هائلة ، بل نستطيع القول ثورات علمية جبارة في مختلف مجالات الحياة الاقتصادية والاجتماعية والتكنولوجية والصحية التي جاءت بوتائر سريعة قد يقف الإنسان مذهولاً أمامها على الرغم من أنه هو الذي أوجدها وطورها ، فنحن نرى ونعيش اليوم عصر الذرة والأقمار الصناعية ،وعصر الكومبيوتر والإنترنيت ، والاتصالات وأجهزة الاستقبال التي حولت العالم إلى قرية صغيرة ومكنت الإنسان من الحصول على كل ما يحلم به من المعلومات بدقائق معدودة .

ولم يقتصر التطور العلمي على الاختراعات و الصناعات المختلفة ، فقد كان لابد أن يحدث التطور في المجال التربوي والتعليمي جنباً إلى جنب ، لأن المجالين يكمل بعضه بعضاً ، ولأن التطور التقني يتطلب قدرات متطورة وعالية لدى العاملين لكي يستطيعوا مواكبة التطور التقني .

وهكذا ارتفعت أصوات المفكرين والعلماء العاملين في المجال التربوي لإجراء ثورة في أساليب التربية والتعليم في مدارسنا ، وإعادة النظر في المناهج والكتب المدرسية والوسائل التي تمكن المدرسة من أداء عملها على الوجه الأكمل .

فلقد دعى المفكر الكبير [ جون ديوي ] إلى أن تقوم المدرسة الحديثة على أسس أربعة حددها بما يأتي :

1 ـ ضرورة ربط المدرسة بالمجتمع ، حيث أكد على أن المدرسة جزء لا يتجزأ من المجتمع ، وأنها ينبغي أن تكون مجتمعاً مصغراً خالياً من الشوائب التي نجدها في المجتمع الكبير ، ودعا إلى بناء المدرسة لكي تلعب دورين أساسيين في خدمة المجتمع الذي تنشأ فيه ، أولهما نقل التراث بعد تخليصه من الشوائب ، وثانيهما إضافة ما ينبغي إضافته لكي يحافظ المجتمع على حياته .

2 ـ ضرورة اعتبار التربية المدرسية عملية حياتية وليست عملية إعداد للمستقبل ، فلقد اعتبرت المدرسة القديمة أن العملية التربوية التي تتم في المدرسة هي من أجل إعداد التلاميذ للمستقبل ، أي أنها ترتبط بالمستقبل أكثر مما ترتبط بالحاضر ، وأنه بناءً على هذه النظرة يهون عمل أي شيء في الحاضر إذا كان يضمن قيمة أو فائدة للمستقبل ، بما في ذلك العقاب البدني ، وأن مسايرة رغبات التلاميذ عمل غير مقبول ، بل وممنوع معتبرة ذلك عملاً لا يحقق هدفاً مفيداً للمستقبل ‍‍. ‍‍‍‍‍

3 ـ ضرورة الاهتمام بالموضوعات العملية والمهنية ، وبمبدأ الفعالية بصورة عامة ، ودعا إلى ضرورة الاهتمام بالأعمال اليدوية والمهنية في المنهج الدراسي ، وعدم الإقلال من شأنها ،مؤكداً على مبدأ الفعالية في الحصول على الخبرة والتعلم ما دامت التجربة هي التي تظهر الخطأ أو الصواب في فرضياتنا وآراءنا ، ودعا إلى النظر إلى الموضوعات النظرية والمهنية على قدم المساواة مؤكداً على ضرورة إدخال أنواع مختلفة من المهن إلى المدرسة حيث أن هذه المهن تجدد روح المدرسة وتربطها بالحياة ،وتجعل المدرسة بيئة صادقة للطفل يتعلم منها العيش المباشر بدلاً من أن تكون مجرد محل لتعليم دروس ذات صلة بعيدة ومجردة بحياة قد تقع في المستقبل ، وليكن معلوماً أن الهدف من إدخال المهن إلى المدرسة ليس من أجل القيمة الاقتصادية ، ولكن من أجل تنمية القوة الاجتماعية ، وبعد النظر ، فالمهنة تجهز التلميذ بدافع حقيقي ، وتعطيه خبرة مباشرة ، وتمنحه الفرصة للاتصال بالأمور الواقعية .

4 ـ ضرورة ربط العملية التربوية بالديمقراطية ، حيث أكد على ذلك في كتابه التربوي الأول [الديمقراطية والتربية ] معتبراً أن الديمقراطية أسلوب في الحياة ، وليست مجرد تطبيق سياسي لمفهوم قديم يرجع إلى عهد اليونان في العصور القديمة ووصف الديمقراطية التي عناها قائلاً :

{ فليست الديمقراطية مجرد شكل للحكومة ، وإنما هي في أساسها أسلوب من الحياة المجتمعة والخبرة المشتركة والمتبادلة }
وعلى هذا الأساس فإن الديمقراطية تعني المساواة بين الأفراد وتهيئة الفرص المتكافئة لهم دون تمييز ،وتعني التكافل الاجتماعي ، والعدالة الاجتماعية ، وحرية الاعتقاد ، والقول ، والنشر ، والاجتماع ، وهي تعني إقامة علاقات إنسانية تتسم بالأخذ والعطاء وتغليب العقل والخبرة في مجابهة وحل المشكلات التي تصادفنا .

إن المدرسة الديمقراطية التي نصبو إليها هي تلك المدرسة التي يعيش فيها التلاميذ والمعلمون وسائر العاملين فيها زملاءً متعاونين من أجل تحقيق الهدف المشترك الذي يخدم الجميع .

.. يتبع ..

الوافـــــي 18-01-2006 06:51 PM

وختاماً

لابد من الإشارة إلى ضرورة اهتمام المدرسة باللعب بالنسبة للتلاميذ كوسيلة لتنمية قدراتهم الجسمية والعقلية ، حيث أن اللعب يعتبر الفعالية الجدية في حياة الطفل ، والأكثر قابلية لإطلاق قواه الكامنة .

ومن المؤسف أن نرى الكثير من الآباء والأمهات يعتبرون اللعب نوع من السخف ، ومضيعة للوقت ولا يخدم أطفالهم ، وهم يحاولون الحد من نشاطات أبنائهم ، ويعزون ضعفهم في بعض الدروس راجع إلى اهتمامهم باللعب على حساب دروسهم ، دون أن يكلفوا أنفسهم التحري عن السبب الحقيقي لذلك ، ومعالجته .

إن اللعب ضروري جداً للأطفال ، ضرورة الطعام والشراب ، من أجل ضمان سلامة نموهم العقلي والجسدي بشكل طبيعي .

لقد أدرك علماء التربية وعلم النفس القيمة الحقيقية للعب ، حيث أكدوا أن اللعب لا يعني المتعة والسلوى فقط ، وإنما هو وسيلة قيّمة لنموه الجسمي والعقلي ، وإعداد غريزي لبعض الملكات التي تمكنه من العمل ، مسيطراً عل نفسه ، موجهاً انتباهه وجهده من أجل هدف معين ومحدد ، إنه ينبه المخيلة ، ويركز الإرادة ، ويعود الطفل بطريقة طبيعية على احترام النظام ، ويبلور المناقب الاجتماعية ، فيتعلم إطاعة القوانين ، ولإسهام في كافة النشاطات الاجتماعية .

.. يتبع ..

الوافـــــي 07-02-2006 04:08 PM

الفصل الحادي عشر

البيت والمدرسة ،وأهمية التعاون بينهما

أولاً : البيت أو الأسرة :
1 ـ البيت هو البيئة الاجتماعية الأولى للطفل .
2 ـ كيف تؤدي الأسرة واجباتها تجاه أطفالها ؟
3 ـ واقع الأسرة وتأثيره على تربية الأطفال .


ثانياً : المدرسة ودورها في تربية وإعداد النشء .
1 ـ كيف تستطيع المدرسة أداء مهامها ؟
2 ـ تعاون البيت والمدرسة .


ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أولاً : البيت أو الأسرة


أولاً : البيت هو البيئة الاجتماعية الأولى للطفل :

البيت هو البيئة الاجتماعية الأولى للطفل ، حيث يقضي السنوات الأولى من حياته ، منذُ الولادة وحتى انتقاله إلى المدرسة ، فالبيت إذاً هو المدرسة الأولى ،حيث تتولى الأسرة التي يعيش في كنفها رعايته وتنشئته النشأة القويمة ، ولذلك فأن الأسرة تلعب دوراً بالغ الأهمية في تربية وإعداد أطفالها [اجتماعياً ] و[ أخلاقياً ] و [ عاطفياً ] من خلال إحاطتهم بالحب ، والعاطفة ، والأمن ،وتدريبهم على السلوك الاجتماعي القويم ، وتوفير الرعاية الأساسية لهم ، وإشعارهم بأنهم موضع اهتمامهم وحمايتهم ، والاعتزاز بهم .

وتتولى الأسرة تعليمهم وتوجيههم في ممارسة السلوك المقبول اجتماعياً ، من خلال ممارسة الأعمال والأنشطة المفيدة ، والعمل على تجنيبهم كل سلوك ضار ومرفوض من قبل المجتمع بأسلوب تربوي بعيد عن أساليب القمع والإكراه ، وأن يكون الوالدان قدوة حسنة وصادقة في سلوكهم وممارستهم أمام أطفالهم ، حيث يقلد الأطفال ذويهم ويتعلمون منهم الشيء الكثير ، وعلى ذلك فإن الوالدين تقع عليهم مسؤولية تربوية كبرى يتوقف عليها مستقبل أطفالهم ، فالعائلة التي تغرس في نفوس أطفالها العادات الحميدة تكون قد بنت الأساس المكين لسلوكهم وأخلاقهم مستقبلاً ، وعلى العكس من ذلك فإن العادات السيئة والسلوك المنحرف الذي يتعلمه الأطفال في مقتبل حياتهم من أفراد أسرتهم يتحول إلى سلوك دائمي إذا ما استمروا عليه ، فمن الصعوبة بمكان أن نلغي لدى أطفالنا عادة ما ونحل محلها عادة أخرى ، وإن ذلك يتطلب منا الجهد الكبير والوقت الطويل .

.. يتبع ..

الوافـــــي 07-02-2006 04:18 PM

ثانياً : كيف تؤدي الأسرة واجباتها تجاه أطفالها ؟

إن على الأسرة التي تهدف إلى تربية أطفالها التربية القويمة أن تلتزم بالمبادئ التالية :

1 ـ ينبغي للوالدين احترام مسار النمو العادي لطاقات أطفالهم ، والسماح لغرائزهم بالنمو بشكل طبيعي ، شرط أن لا تعرضهم للاستثارة الزائدة ، وإرشادهم فيما يتعلق بمواجهة المشاعر الاتكالية والجنسية والعدوانية ، ومساعدتهم على ضبط تلك المشاعر وجعلها طبيعية ، وإشباعها بأسلوب لا يخل بالقيم السائدة في ثقافتهم ، ولاشك أن الوالدين لهما الحق وعليهما الواجب في تبني قيم معينة ومحاولة تنميتها لدى أطفالهما لأن هذا الإطار ضروري لخلق المعايير السلوكية لديهم .

2 ـ على الوالدين تهيئة المناخ المناسب لتنمية الثقة لدى أطفالهم ، والتي هي الأساس لكل الروابط العاطفية . إن الأطفال بحاجة للحصول على الخبرة في الاستقلال الذاتي ، شرط أن لا يعني ذلك إطلاق العنان ومحاولة إشباعها بصورة عشوائية من غير ضوابط .

3 ـ على الوالدين إتاحة الفرصة لأطفالهم للتعبير عن الشغف ، وحب الاستطلاع والمبادأة والاستكشاف ، شرط أن لا يتم التجاوز على القيم النبيلة، أو على حقوق الغير، وتشجيعهم على الكد والمثابرة والاجتهاد

4ـ ينبغي للوالدين أن يتصفا بالحزم ، ولكن دون قسوة ، والإرشاد من دون استخدام الأوامر والتعليمات غير المنطقية وغير المبررة ، وان يحرصوا على الثقة فيما بينهم أولاً ،وبينهم وبين أطفالهم ثانياً ، حيث أن ذلك يساعد الأطفال على النمو تجاه المراهقة والشباب ، وتنمية المشاعر الإيجابية لديهم من تقدير الذات ، والقدرة على التحمل ، والتسامح ، والتمسك بالقيم الإنسانية .

5 ـ ينبغي للأسرة أن تكون نموذجاً يتسم بالثقة والأمن فيما يتمسكون به من قيم فاضلة ، وسلوكيات قويمة ، يطلبون من أبنائهم ممارستها ، من خلال ممارستهم هم لتلك السلوكيات ، والعمل على تعزيز جميع السلوكيات الإيجابية ، وامتداح أبنائهم الملتزمين بها ، والعمل على كف السلوكيات الخاطئة والمنحرفة ، وغير المرغوب بها .

6 ـ ولاشك أن استخدام الحب ، والتقبيل ، بدلاً من أساليب القوة والسيطرة والعنف هي السبيل الأمثل لتربية وتنمية أطفالهم ، وجعلهم أكثر قدرة على تحمل المسؤولية عن أفعالهم ، وتمسكهم بالتعاون مع الآخرين .إن استخدام أساليب العنف مع الأطفال لضبط سلوكهم من شأنه أن يؤدي إلى تنمية المشاعر العدوانية لديهم .

إن ما يكتسبه الأطفال خلال السنوات الست الأولى من حياتهم بين أسرهم ، قبل دخولهم المرحلة الوسطى ، ونقصد بها المدرسة والتي هي امتداد للتربية في البيت ،حيث تعد الأبناء لدخول حياة المجتمع ، ولذلك فهي من الأهمية بمكان لمستقبلهم ، فإذا ما كانت الأسرة تعيش حياة آمنة ومستقرة ، يسودها المحبة والاحترام ، والتعاون بين أفرادها ، وخاصة الوالدين ، وتتمسك بالسلوك والأخلاقيات القويمة فلا شك أنها سوف تؤثر تأثيراً إيجابياً عميقاً في نفسية وسلوك أبنائها ، وعلى العكس من ذلك فإن الأسر الممزقة والمتناحرة ، والتي تفتقد إلى الاحترام المتبادل بين الوالدين وبقية أفراد الأسرة ، وكذلك الأسر التي انفصل فيها الوالدين ، ويعيش الأطفال مع أحدهما ، أو كلاهما بالتناوب فإن ذلك يؤثر تأثيراً سلبياً بالغاً على نفسية وسلوك أبنائهم بكل تأكيد .

لقد اتضح من الدراسات التي أجراها علماء التربية وعلم النفس أن الأسر التي لا تعاني من مشكلات سلوكية بين أعضائها تعيش حياة هادئة ، ويرتاح بعضهم إلى البعض الآخر ، وهم يستطيعون إجراء المناقشات فيما بينهم بمهارة ويسر ، وعلى الرغم من وجود فروق في الأدوار لكل فرد منهم ، فإنهم يشتركون جميعا في القيم السامية التي تحافظ على بناء وتماسك أسرهم ، على الرغم من أن الأسر لا يمكن أن تخلو من التوترات والاحياطات والغضب والغيرة وغيرها من المشكلات ، فهذه خصائص موجودة في كل أسرة ، لكن هذه الأسر تختلف بعضها عن البعض الآخر في كيفية مجابهة تلك المشاكل التي تحدث داخلها ، عن طريق الحكمة والتعقل ، ممزوجة بالحب والعطف ، والاحترام العميق لمشاعر الجميع ، صغاراً وكباراً .

وعلى العكس من ذلك نجد الأسر التي يعاني أفرادها من الاضطراب السلوكي تتميز بالضعف ، وهشاشة العلاقة فيما بينها ، ومع البيئة الخارجية ، وتتسم العلاقات الأسرية بالغضب والاستفزاز والعداء ، وتنتابهم مشاعر التهديد والمراوغة والإكراه حيال بعضهم البعض ،

ويسود الأسرة مناخاً من الإحباط والركود ، وقد نجد أبناءهم يتهربون خارج الأسرة .

إن الأسر التي تعاني من المشاكل بين الوالدين تتسم تربية أبنائهم بالازدواجية حيث يتلقون التوجيهات المتناقضة منهما ، وقد يلجاً أحد الوالدين إلى تحريض أبنائهم على عدم الإصغاء لنصائح الطرف الآخر أو تشويه صورته ، أو الإساءة إليه ، مما يؤدي إلى عدم احترام الأبناء لهما ، أو اتخاذهما نموذجاً يحُتذا به في سلوكهم .

.. يتبع ..

الوافـــــي 07-02-2006 04:20 PM

ثالثاً : واقع الأسر،وتأثيره على تربية الأطفال :

ومن خلال الدراسات التي أجراها علماء التربية وعلم النفس للأوضاع الأسرية في مختلف البلدان قد وجدوا أن هناك اختلافات كبيرة بين الأوضاع الاجتماعية لهذه الأسر تتحكّم فيها الظروف التي تعيش فيها كل أسرة ،والعلاقات السائدة بين أفرادها ، وبشكل خاص بين الوالدين ، وأن هذه الاختلافات ، والعلاقات تلعب دوراً خطيراً في تربية وتنشئة الأطفال ، فهناك أنواع مختلفة من الأسر وتبعاً لذلك نستطيع أن نحددها بما يلي :

1 ـ الأسر التي يسودها الانسجام التام ، والاحترام المتبادل بين الوالدين وسائر الأبناء ، ولا يعانون من أية مشكلات سلوكية بين أعضائها الذين يشتركون جميعاً في القيم السامية التي تحافظ على بناء وتماسك الأسرة ، وتستطيع هذه الأسر تذليل جميع المشاكل والصعوبات والتوترات الداخلية التي تجابههم بالحكمة والتعقل ، وبالمحبة والتعاطف والاحترام العميق لمشاعر الجميع صغاراً وكباراً . إن الاحترام المتبادل بين أفراد الأسرة ، وخاصة بين الوالدين هو من أهم مقومات الاستقرار والثبات في حياتها ، ومتى ما كانت الأسرة يسودها الاستقرار والثبات فإن تأثير ذلك سينعكس بكل تأكيد بشكل إيجابي على تربية وتنشئة الأطفال .

2 ـ الأسر التي يسودها الانشقاق والتمزق والتناحر وعدم الانسجام ، وتفتقد إلى الاحترام المتبادل بين الوالدين ، ويمارس أحدهما سلوكاً لا يتناسب مع جنسه ولا يتلاءم معه ، وغير مقبول اجتماعياً ، وفي هذه الحال يفتقد الأطفال القدوة الضرورية التي يتعلم منها العادات والقيم والسلوكيات الحميدة ، وقد يلجأ الأطفال إلى البحث عن قرين لهذه القدوة غير كفء ، من خارج الأسرة ، غير أن هذه النماذج تفتقر إلى عمق الشخصية ، ولا يمكن التعرف عليها بنفس الدرجة التي يتعرف بها الأبناء على الوالدين .

إن عدم الانسجام بين الوالدين يؤدي إلى صراع حاد داخل الأسرة ، وقد يطفو هذا الصراع على السطح ، وقد تشتعل حرب باردة بين الوالدين ، وقد يترك الأب الضعيف السلطة والمسؤولية العائلية للأم ،وقد تحاول الأم تشويه صورة زوجها أمام الأبناء وتستهزئ به مما يؤدي إلى شعور الأبناء بعدم الاحترام لأبيهم الضعيف والمسلوب الإرادة .

وهناك الكثير من الآباء المتسلطين على بقية أفراد العائلة ، ولجوئهم إلى أساليب العنف والقسوة في التعامل مع الزوجة ومع الأبناء ، وخاصة المدمنين منهم على الكحول أو المخدرات ، مما يحوّل الحياة داخل الأسرة إلى جحيم لا يطاق ، وقد يتوسع الصراع بين الوالدين ليشمل الأبناء ، حيث يحاول كل طرف تجنيد الأبناء في صالحه مما يسبب لهم عواقب وخيمة ، حيث يصبحون كبش فداء لذلك الصراع ، ويتعرضون للتوتر الدائم ،والغضب، والقلق ، والانطواء، والسيطرة ،والعدوانية ، ولقد أكد العلماء أن المشكلات الأخلاقية التي يتعرض لها الأبناء غالباً ما تكون لدى الأسر التي يسودها التوتر وعدم الانسجام الصراع .

ويعتقد العلماء ، نتيجة الدراسات التي أجروها أن تأثيرات الصراع والشقاق الزوجي المستمر غالباً ما تكون أشد تأثيراً على تربية وتنشئة الأبناء من الانفصال أو الطلاق ، على الرغم من أن الانفصال أو الطلاق ليس بالضرورة يمكن أن ينهي العداء والكراهية بين الوالدين ، فقد ينتقل الصراع بينهما إلى مسألة حضانة الأطفال ، ونفقة معيشتهم

3 ـ الأسر التي جرى فيها انفصال الوالدين عن بعضهما نتيجة للشقاق والصراع المستمر بينهما مما يجعل استمرار الحياة المشتركة صعباً جداً ، إن لم يكن مستحيلاً ،ورغم أن الانفصال أو الطلاق قد يحل جانباً كبيراً من المشاكل التي تعاني منها الأسرة ،إلا أن مشاكل أخرى تبرز على السطح من جديد تتعلق بحضانة الأطفال ، ونفقتهم ، وقد يستطيع الوالدان المنفصلان التوصل إلى حل عن طريق التفاهم ، وقد يتعذر ذلك ويلجا الطرفان أو أحدهما إلى المحاكم للبت في ذلك مما يزيد من حدة الصراع بينهما ، والذي ينعكس سلباً على أبنائهما .

وفي الغالب قد تتولى الأم حضانة أطفالها ، وقد يتولى الوالد الحضانة ، وقد يتولى الاثنان ذلك بالتناوب حرصاً على مصلحة الأبناء ، وعدم انقطاع الصلة بين الوالدين وأبنائهما .

لكن الآثار السلبية لانفصال الوالدين على الأبناء تبقى كبيرة ، خاصة مع استمرار الكراهية والعداء بين الزوجين المنفصلين ، ونقل ذلك الصراع بينهما إلى الأبناء ، وما يسببه ذلك من مشاكل واضطرابات نفسية لهم ، فقد اعتبرت الباحثة المعروفة [ مافيس هيرثنكتون] الطلاق بأنه مرحلة من التردي في حياة الأسرة ، وليس مجرد حدث فردي قائم بذاته .

إن التأثير الناجم عن حضانة الأبناء من قبل أحد الطرفين يمكن أن يخلق مشاكل جديدة ، فقد تتزوج الأم التي تتولى حضانة أبنائها ، ويعيش الأبناء في ظل زوج الأم ، وقد يكون للزوج الجديد طفل أو أكثر ، وقد يتزوج الأب الذي يتولى حضانة الأطفال الذين سيعيشون في ظل زوجة أبيهم ، وقد يكون لزوجة الأب طفل أو أكثر ، وفي كلتا الحالتين تستجد الكثير من المشاكل ، فقد لا ينسجم الأطفال مع زوج الأم ، وقد لا ينسجموا مع زوجة الأب ، وقد لا ينسجموا مع أطفال زوجة الأب ،أو أطفال زوج الأم ، وخاصة عندما يكون هناك تمييزاً في أسلوب التعامل مع الأطفال مما ينعكس سلبياً على سلوكهم وتصرفاتهم ، ونفسيتهم ، وخاصة البنات ، وقد يؤدي بهم إلى الشعور بالضيق ،

والقلق ، والإحباط ، والخوف ، والشعور بالحرمان ، والحنين ، والحزن وهبوط المستوى الدراسي ، والهروب من المدرسة ، والسرقة وغيرها من السلوك المنحرف والمخالف للقانون.

إن من المؤسف جداً أن تتصاعد نسبة الأسر المطلقة بوتائر عالية ، وخاصة في الولايات المتحدة وسائر المجتمعات الغربية ، فقد أشارت الدراسات التي أجراها مركز الدراسات الصحية بالولايات المتحدة أن نسبة الطلاق قد تصاعدت بنسبة 100% ما بين الأعوام 1970 ـ 1981، وأن هناك 1,182,000 حالة طلاق بين الأسر الأمريكية ، وأن 23% من الأطفال يعيشون في أسر تضم أحد الوالدين فقط.

إن هذا النموذج السائد ليس في الولايات المتحدة فحسب، وإنما في سائر المجتمعات الغربية حيث تشير الإحصاءات إلى أن نسبة الأسر المطلقة في السويد على سبيل المثال تصل إلى الثلث .

.. يتبع ..

الوافـــــي 07-02-2006 04:25 PM

تابع لواقع الأسرة ...

4 ـ هناك أسر فقدت أحد الوالدين نتيجة الوفاة بسبب مرضي أو وقوع حادث ، ومن الطبيعي إن فقدان أحد الوالدين يؤثر تأثيراً بالغاً على نفسية الأبناء ، وخصوصاً إذا ما كانت العلاقة التي تسود الأسرة تتميز بالاستقرار والثبات ، ويسودها المحبة والوئام والاحترام المتبادل ، وقد يتزوج الطرف الباقي على قيد الحياة ليدخل حياة الأبناء زوج أم ، أو زوجة أب ، وما يمكن أن يحمله لهم ذلك من مشاكل نفسية يصعب تجاوزها ، وخاصة إذا ما كان تعامل العضو الجديد في الأسرة مع الأطفال لا يتسم بالمحبة والعطف والحنان الذي كانوا يلقونه من الأم المفقودة ، أو الأب المفقود .

5 ـ هناك أسر تعمل فيها الأم بالإضافة إلى الأب ، ومن الطبيعي أن الأم العاملة تترك أطفالها في رعاية الآخرين ، سواء أكان ذلك في دور الحضانة ، ورياض الأطفال ، أو تركهم لدى الأقارب مثل الجد والجدة ، وحيث أن أكثر من نصف الأمهات قد دخلن سوق العمل ، فإن النتيجة التي يمكن الخروج بها هي أن أكثر من 50% من الأطفال يقضون فترة زمنية طويلة من النهار في رعاية شخص آخر من غير الوالدين سواء داخل الأسرة أو خارجها .

ولقد أوضحت الإحصائيات التي أجراها مكتب الإحصاء المركزي في الولايات المتحدة عام 1981 أن 54% من الأطفال دون الثامنة عشرة من العمر ينتمون لأمهات عاملات ، بينما تبلغ النسبة 45% بالنسبة للأطفال دون السادسة من العمر ، وطبيعي أن هذا النموذج هو السائد في المجتمعات المتقدمة على وجه الخصوص كالمجتمع الأوربي .

ورغم عدم توفر الأدلة على مدى التأثيرات السلبية والإيجابية على أبناء الأمهات العاملات ، إلا أن مما لاشك فيه أن الكثير منهن يعانين نوعاً من الصراع ، والشعور بالذنب بسبب العمل ، وترك أطفالهن في رعاية الآخرين ، وخاصة عند ما يتعرض الأطفال لمشكلات صحية أو انفعالية ، وتحاول العديد من الأمهات التعويض عن ذلك بتدليل أطفالهن وتلبية مطالبهم . ورغم الجوانب السلبية لعمل الأم فإن هناك جانب إيجابي ومفيد للأطفال ، حيث يوفر عمل الأم المناخ الذي يساعدهم على الاستقلالية ، والاعتماد على النفس في كثير من الأمور .

6 ـ هناك أسر لديها طفل واحد يغمره الوالدان بالدلال المفرط ، والرعاية المبالغ فيها ، والحرص الشديد ، مما يؤثر تأثيراً سلبياً على سلوكه وشخصيته . فالدلال الزائد للطفل يجعله غير مطيع لتوجيهات والديه ، وتكثر مطالبه غير الواقعية ، ويميل إلى الاستبداد في المنزل والميل إلى الغضب لأتفه الأسباب ، وفي حالات كثيرة يتصف الطفل المدلل بالجبن والخوف والانطواء ،سواء داخل المدرسة أو في أوقات اللعب ، وبضعف الشخصية ، أو قد يتسم في أحيان كثيرة بالعدوانية، والغرور ،والأنانية .

إن المصلحة الحقيقة للطفل تتطلب من الوالدين أن يمنحاه الحب والعطف والرعاية الأزمة من دون ميالغة في ذلك ،لكي يضمنا النمو الطبيعي له ،الخالي من كل التأثيرات السلبية .أما الأسر التي لديها أكثر من طفل واحد فإنها تجابه العديد من المشاكل والصعاب في تربية أبنائها ، فقد يتعرض الأطفال إلى نوع من التمييز من قبل الوالدين ، فهناك أسر تميل إلى البنين وتحيطهم بالرعاية والاهتمام أكثر من البنات ،وقد يحدث العكس ، في بعض الأحيان .كما أن الطفل الأول يشعر بأن شقيقه الثاني قد أخذ منه جانبا كبيراً من الحنان والحب والرعاية ، مما يسبب له الشعور بالغيرة ، وما تسببه من مشاكل تتطلب من الوالدين الحكمة والتبصر في معالجتها ،فالغيرة هي أحد العوامل الهامة في كثير من المشاكل والتي قد تدفع الطفل إلى التخريب ، والغضب ، والنزعات العدوانية ، والتبول اللاإرادي ، وضعف الثقة بالنفس .

ومن المعلوم أن الغيرة ليست سلوكاً ظاهرياً ، وإنما هي حالة انفعالية يشعر بها الطفل ، ولها مظاهر خارجية يمكن الاستدلال منها أحياناً على الشعور الداخلي ، لكن هذا ليس بالأمر السهل ، حيث يحاول الطفل إخفاء الغيرة ، بإخفاء مظاهرها الخارجية قدر إمكانه .

ومن الجدير بالذكر أن الغيرة يمكن أن نراها مع الإنسان حتى في الكبر ، فقد يشعر الفرد بالغيرة من زميل له حصل على منصب أعلى منه ، أو يتمتع بثروة أكثر منه ، ولا يعترف الفرد عادة بالغيرة بسبب ما تتضمنه من الشعور بالنقص الناتج عن الإخفاق .

إن الواجب يتطلب من الوالدين عدم إظهار العطف والحب والرعاية الزائدة للطفل الصغير أمام أخيه الكبير ، ومحاولة خلق علاقة من الحب والتعاطف والتعاون بينهما،والابتعاد عن التمييز في التعامل مع الأبناء.

كما أن الطفل الأخير يحظى دائماً بنوع خاص من الرعاية والحب و الحنان والعطف ، من قبل الوالدين الذين يعاملانه لمدة أطول من المدة التي عومل فيها من سبقه من الأخوة والأخوات على أنه طفل وتحيطهم بالرعاية والاهتمام ، وغالباً ما يشعر الطفل الأخير بأنه أقل قوة ونموا، واقل قدرة على التمتع بالحرية ، والثقة ممن هم أكبر منه .

.. يتبع ..

الوافـــــي 07-02-2006 04:31 PM

ثانياً : المدرسة ودورها في تربية وإعداد النشء

المدرسة كما هو معروف هي تلك البيئة الصناعية التي أوجدها التطور الاجتماعي لكي تكمل الدور الذي مارسته الأسرة في تربية وإعداد أبنائها ، ومدهم بالخبرات اللازمة لدخولهم معترك الحياة فيما بعد ، فهي لذلك تعتبر الحلقة الوسطى والمهمة التي يمر بها الأطفال خلال مراحل نموهم ونضوجهم لكي يكونوا جاهزين للقيام بمسؤولياتهم في المجتمع مستعينين بما اكتسبوه من المهارات المختلفة والضرورية لتكيفهم السليم مع البيئة الاجتماعية الكبرى ، ذلك لأن المدرسة ليس سوى مجتمع مصغر ، منزه ، وخالي من جميع الشوائب التي تتعلق بالمجتمع الكبير ،لكي يتمرن فيها الأطفال على الحياة الفضلى ، وعلى التعاون الاجتماعي ، والإخلاص للجماعة وللوطن .

ولقد أصاب المفكر والمربي الكبير [ جون ديوي ] كبد الحقيقة عندما عرّف المدرسة بأنها [ الحياة] أو أنها [ النمو ] أو أنها [ التوجيه الاجتماعي ] ورأى أن عملية التربية والتعليم ليست أعداد للمستقبل ، بل إنها عملية الحياة نفسها ، ودعا المربين إلى الاهتمام بثلاثة أمور هامة لتربية النشء حددها بما يلي :-

1 ـ تعاون البيت والمدرسة على التربية والتوجيه .
2 ـ التوفيق بين أعمال الطفل الاجتماعية وبين أعمال المدرسة .
3 ـ وجوب إحكام الرابطة بين المدرسة والأعمال الإنتاجية في البيئة .

ولقد أكد [ديوي] وجوب دراسة الطفل وميوله ورغباته ، وضرورة جعلها أساساً في التعليم ، كما أكد على التوجيه غير المباشر وغير الشخصي عن طريق الوسط الاجتماعي ، وشدد على أهمية التفكير والتحليل ، وفهم معنى الأشياء في حياة الطفل ، وإتاحة الفرصة للأطفال لكي يجمعوا الحقائق ويرتبوها ، ويستنبطون منها النتائج ، ثم يمحصونها ويعرضونها على محك الاختبار حتى تنجلي وتظهر حقيقتها.

لقد قلب التطور الكبير لمفاهيم التربية والتعليم في عصرنا الحالي المفاهيم التي كانت سائدة فيما مضى رأساً على عقب ،وبما يشبه الثورة في المفاهيم التربوية ،فبعد أن كانت المدرسة القديمة لا تهتم إلا بالدراسة النظرية ، وحشو أدمغة التلاميذ بما تتضمنه المناهج والكتب الدراسية لكي يؤدوا الامتحانات بها ، والتي لا تلبث أن تتبخر من ذاكرتهم ، أصبحت التربية الحديثة ترتكز على اعتبار الطفل هو الذي تدور حول محوره نظم التعليم ، وأصبح النظام في المدرسة يمثل الحياة الاجتماعية والتي تتطلب الاشتغال في الأعمال الاجتماعية ، فالطفل لا يستطيع أن يكتسب عادات اجتماعية بغير الاشتغال في الأعمال الاجتماعية ،

والتربية في حقيقة الأمر هي عملية تكوين النزعات الأساسية الفكرية والعاطفية في الإنسان تلقاء الطبيعة ،و تلقاء أخيه الإنسان .

ولقد صار لزاماً على المدرسة أن تشبع حاجة التلاميذ للأمن ، وتعطيهم الفرصة لفهم أسرار العالم المادي ،والعالم الاجتماعي ، وتهيئة فرصة التعبير الحر عن نزعاتهم المختلفة ،التي تمكنهم من كسب المهارات العقلية ،واللغوية ،والاجتماعية .

ولكي تؤدي المدرسة مهامها التربوية على وجه صحيح ، كان لابد من ربطها بالمجتمع ، وهو ما أخذت به المدرسة الحديثة، حيث أصبحت جزءً لا يتجزأ منه، لا تختلف عنه في شيء سوى كونها مجتمع مصغر و مشذب وخالي من الشوائب التي نجدها في المجتمع الكبير ، واصبح النظر إلى دور المدرسة في المجتمع هو النظر إلى الثقافة بمعناها الواسع ، أي بآدابها ،وعلومها ،وفنونها ،وعاداتها وتقاليدها ،ونواحيها المادية والتكنيكية، وقد تطلّبَ ذلك إعادة بناء المدرسة بحيث تلعب دورين أساسيين في خدمة المجتمع الذي تنشأ فيه وهما :

1 ـ نقل التراث بعد تخليصه من الشوائب .
2 ـ إضافة ما ينبغي إضافته لكي يحافظ المجتمع على حياته ، أي بمعنى

آخر تجديد المجتمع وتغييره وتطويره بشكل مستمر بما يحقق الخير والسعادة لبني الإنسان .

ولا بد لي هنا أن أكد على سيادة مبدأ الديمقراطية في المدرسة ، وفي الوسائل التربوية التي نعتمدها في الوصول إلى أهدافنا التربوية التي نسعى إليها ما دمنا نعتبر المدرسة هي الحياة ، وأنها صورة مصغرة من المجتمع .

.. يتبع ..

الوافـــــي 07-02-2006 04:36 PM

كيف تستطيع المدرسة أداء مهامها:

لكي تستطيع المدرسة أداء مهامها التربوية على الوجه الأكمل يتطلب منها أن تراعي الأمور والمسائل الهامة التالية :

1 ـ ينبغي للمدرسة أن تكون المكان الذي يعيش فيه الأطفال عيشة حقيقية ، ويكتسبون الخبرة الحياتية التي يجدون فيها ابتهاجاً ومعنى ، وعليها أن تحول مركز الجاذبية فيها من المعلم والكتاب إلى الطفل وميوله وغرائزه وفعالياته بصورة مباشرة ، فمهما يقال عن كل ما يدرسه الطفل من علوم وغيرها، فإن العملية التربوية الحقيقة لا يمكن أن تعطي ثمارها إذا لم يمارس التلميذ حياته فيها .

2 ـ ضرورة عدم تجاهل المدرسة لوضع الأطفال الفطري وميولهم ، وأن تعمل على إشباع غرائزهم وصقلها بروح من المحبة والعطف و الحنان لكي يحس الأطفال أنهم يعيشون الحياة حقاً داخل المدرسة ، وأن أي أسلوب آخر في التعامل معهم ، وخاصة أسلوب العقاب البدني ،لا يؤدى إلا إلى عكس النتائج المرجوة .

3 ـ ينبغي للمدرسة أن تسعى لأن يأتي الأطفال إليها بأجسامهم وعقولهم ، ويغادرونها بعقل أغنى وأنضج ، وجسم أصح ، وهذا لا يتم بالطبع إلا إذا وجدوا في المدرسة ما يشبع ميولهم ورغباتهم ، وتتاح لهم الفرصة لممارسة ما تعلموه من خبرات خارج المدرسة .

4 ـ ينبغي للمدرسة أن تحول غرفة الصف إلى ورشة يستطيع الأطفال من خلالها إشباع حاجاتهم وميولهم وتجعلهم جزء من المجتمع ، ويتعلمون العيش المباشر ، وتجهزهم بدافع حقيقي ، وتعطيهم خبرة مباشرة ، وتهيئ لهم الاتصال بالأمور الواقعية .

كما ينبغي تنظيم جلوس الأطفال داخل الصف بالشكل الذي يشعرهم أنهم يمارسون عملاً مشتركاً ، ولا تقيدهم بالجلوس على الرحلات أو المقاعد الضيقة والمنعزلة التي تجعل الطفل يشعر بالملل والسأم ، وينتظر بفارغ الصبر نهاية الدرس والتحرر من مقعده اللعين .

5 ـ ينبغي إشراك أولياء أمور التلاميذ في إعداد الخطط التربوية ، والاستعانة المستمرة بهم في معالجة وحل كل المشاكل التي تجابه أبنائهم ، وأن تكون المدرسة على اتصال دائم بهم سواء عن طريق اللقاءات الشخصية ، أو الاتصال الهاتفي أو عن طريق الرسائل ، ذلك لآن الآباء والأمهات على معرفة كبيرة بكل ما يتعلق بسلوك أبنائهم ، ويتمتعون بالخبرة في التعامل معهم .وفي الوقت

نفسه تستطيع المدرسة أن تقدم لذوي التلاميذ ، آباء وأمهات ، الكثير من الخبر والتجارب التي تعينهم على التعامل مع أبنائهم بشكل تربوي صحيح .

6 ـ إن بناية المدرسة ذات تأثير بالغ على العملية التربوية والتعليمية ،وعلى نفسية التلاميذ فالمدرسة بحاجة إلى صفوف دراسية واسعة ، وذات تهوية جيدة وشبابيك واسعة تسمح بوصول الضوء بحرية ، بالإضافة إلى الإنارة الكافية ، وأن تكون مجهزة بكل ما يلزم من الأجهزة والأدوات الضرورية للعملية التربوية والتعليمية ، كما أنها بحاجة إلى الساحات المناسبة للنشاطات الرياضية المختلفة ، وقاعات للنشاطات الرياضية ،والنشاطات اللاصفية من تمثيل وخطابة ورسم وحفلات وغيرها من النشاطات الأخرى ، وكذلك الورش اللازمة لممارسة المهن التي يتدرب عليها التلاميذ ، وينبغي أن تتخلل المباني المدرسية الحدائق الكافية كي تبعث نوعاً من البهجة والسرور في نفوس التلاميذ ، ومن الضروري إشراكهم في زراعتها والعناية بها ،وإتاحة الفرصة لهم بدراسة النباتات وأنواعها وتصنيفها ، وسبل وقايتها من الأمراض التي قد تصيبها مما يحول هذا الجهد إلى دراسة حقيقية لعلم النبات نظرياً وعملياً ، مما يرسخ الدرس في عقول التلاميذ .

وأخيراً ينبغي الاهتمام بتنظيم المقاعد والمناضد الدراسية بالشكل الذي يجعل العمل داخل الصف جماعياً فلا يشعر التلاميذ بالملل ، ويتحول الصف إلى ورشة عمل ينهمك فيه التلاميذ بكل جد ونشاط وفي جوٍ يسوده التعاون فيما بينهم ، وبإشراف معلمهم وتوجيهاته .

تعاون البيت والمدرسة :

ذكرنا فيما سبق أن البيت هو البيئة الاجتماعية الأولى للطفل ، التي يتعلم فيها الكثير من الخبرات التي تساعده على التكيف مع المجتمع الأكبر ، ويلعب الآباء والأمهات دوراً كبيراً وأساسياً في تربية وتنشئة أبنائهم خلال السنوات الست الأولى من أعمارهم حيث ينتقل الأبناء إلى المدرسة التي تعتبر المرحلة الوسطى في حياتهم ، والتي هي صورة مصغرة للمجتمع الكبير الخالي من الشوائب ، حيث يكتسب الأبناء خلال مكوثهم في المدرسة الخبرات الحياتية التي تؤهلهم لممارسة عملهم في المجتمع الكبير على الوجه الأكمل .

ومن هذا المنطلق نستطيع أن نؤكد أن الدور الذي قام ويقوم به البيت تجاه الأبناء لا يمكن فصله عن دور المدرسة بهذا الخصوص ، فكلاهما يكمل بعضه بعضاً .

ويستطيع الآباء والأمهات تقديم مساعدة قيمة للمدرسة في عملها التربوي بما يملكونه من الخبرات والتجارب التي اكتسبوها بتربية أبنائهم ، كما يمكنهم الحصول على المزيد من الخبرات من المدرسة ، وخاصة من المعلمين المتخصصين في معالجة المشاكل السلوكية للأطفال والمراهقين .وبناء على ذلك فعلى المدرسة أن تهتم بالتواصل المستمر مع أولياء أمور التلاميذ سواء كان ذلك عن طريق مجالس الآباء أو الأمهات والمعلمين الدورية ،والمنتظمة ، وكذلك الاتصالات الشخصية المستمرة ، والاتصالات الهاتفية ، وإرسال الرسائل لكي يكون الآباء والأمهات على صله وثيقة بأحوال أبنائهم في المدرسة من الناحيتين السلوكية والدراسية ولكي يعملوا مع إدارة ومعلمي المدرسة، يداً بيد ، على تذليل كل المصاعب التي تجابههم .

ولقد سبق و تحدثنا عن الأسرة وأنواعها ،وظروف كل منها ، والأساليب التربوية التي تتعامل بها مع أبنائها بشيء من التفصيل في مقدمة الفصل ، وهو ما يمكن أن يقدم للمدرسة معلومات هامة وضرورية تساعدها على تفهم أحوال التلاميذ في البيت ، وما يعانونه من مشاكل ومصاعب ، وتأثيراتها على سلوك الأبناء ، والوسائل الكفيلة بمعالجة السلوك المنحرف لديهم، فلا يكفي للمعلم أن يتعرف على أحوال تلاميذه في المدرسة فقط ، وإنما ينبغي التعرف على الظروف التي يعيشها التلميذ في البيت لكي يكوّن له صورة واضحة عن المشاكل التي يعاني منها داخل أسرته مما يسهّل عليه فهم الأسباب المؤدية للسلوك المنحرف لدى العديد من التلاميذ ، وبالتالي إمكانية مجابهة تلك الانحرافات والتغلب عليها بأقل ما يمكن من الجهود والتضحيات .

.. يتبع ..

عاشق القمر 08-02-2006 05:17 AM

الموضوع أكثر من رائع
جزاكم الله خيرا أخى الوافى جعله الله فى ميزان حسناتك
ونفعنا وإياكم به

الوافـــــي 07-03-2006 01:23 PM

أخي الفاضل / عاشق القمر

شكرا لمرورك العاطر من هذا الموضوع
وشكرا لما كتبته فيه

تحياتي

:)

الوافـــــي 07-03-2006 01:29 PM

الفهرست

الفصل الأول :

مشاكل الأبناء

1 ـ المشاكل السلوكية
2 ـ مشاكل التأخر الدراسي
العوامل المسببة للمشاكل :
العوامل العقلية : التربية الأسرية ـ البيئة ـ الوراثة
العوامل النفسية : الخوف ـ ضعف الثقة بالنفس
العوامل الاجتماعية : الجو المنزلي السائد ، الجو المدرسي
العـوامل الجسمية :
العوامل الاقتصادية

الفصل الثاني :

المشاكل التي تجابه أبنائنا

المشاكل السلوكية الفطرية
الغرائز وأنواعها ،ودورها في سلوك الأبناء

الفصل الثالث :

المشاكل السلوكية المكتسبة

أنواع المشاكل السلوكية المكتسبة
1 ـ الكذب : أنواعه و سبل علاجه
2 ـ السرقة : دوافعها وسبل علاجها
3 ـ التشاجر والتخريب وحب الاعتداء
4 ـ التدخين والكحول
5 ـ المخدرات :أسباب توجه المراهقين للمخدرات وعلاجها

الفصل الرابع :

المشاكل والاضطرابات الشخصية

1 ـ ماذا يقصد بالاضطرابات الشخصية ؟
2 ـ العوامل المسببة للمشاكل والاضطرابات الشخصي
ـ العوامل الوراثية
ـ العوامل النفسية
ـ المؤثرات الأسرية

الفصل الخامس :

أولاً : مشاكل التأخر الدراسي
1 ـ ماذا يقصد بالتأخر الدراسي ؟
2 ـ كيف نحدد التأخر الدراسي ؟
3 ـ اختبارات الذكاء ، وماذا تكشف لنا ؟
5 ـ أنواع اختبارات الذكاء
ثانياً : اختبارات القدرات
ثالثاً : اختبارات التكيف الشخصي والاجتماعي

ـ أنواع و مسببات التأخر الدراسي
ـ كيف نعالج مسألة التأخر الدراسي ؟
ـ دور البيت والمدرسة في معالجة التأخر الدراسي

الفصل السادس :

إدارة المدرسة

1 ـ الصفات الواجب توفرها بمدير المدرسة
2 ـ واجبات مدير المدرسة :
ـ الإدارة المدرسية :
ـ الإشراف التربوي
ـ التقويم والضبط :
3 ـ وصايا لمدير المدرسة

الفصل السابع :

المعلم

1 ـ الصفات التي ينبغي توفرها في المعلم
2 ـ كيف ننهض بمستوى المعلم ؟
3 ـ كيف ينبغي للمعلم أن يقوم بواجباته ؟
4 ـ كيف ينبغي أن نعدّ المعلم ؟

الفصل الثامن :

الإشراف التربوي

1 ـ تطور أساليب الإشراف التربوي
2 ـ أهداف الإشراف التربوي
3 ـ واجبات المشرف التربوي
4 ـ كيف ننهض بجهاز الإشراف التربوي

الفصل التاسع :

نظام الامتحانات

1 ـ الامتحانات وأهدافها
2 ـ أنواع الامتحانات
ـ اختبارات التحصيل الدراسي، الشفهية والتحريرية
ـ الاختبارات الموضوعية
3 ـ شروط الأسئلة الجيدة

الفصل العاشر :

المناهج والكتب

1 ـ المناهج الدراسية في المدرسة القديمة
2 ـ تطور المناهج الدراسية في العصر الحديث

الفصل الحادي عشر:

البيت والمدرسة،وأهمية التعاون بينه

1 ـ البيت هو البيئة الاجتماعية الأولى للطفل
2 ـ كيف تؤدي السرة واجباتها تجاه أطفالها ؟
3 ـ واقع الأسرة وتأثيره على تربية الأطفال
4 ـ المدرسة ودورها في تربية وإعداد النشء
5 ـ تعاون البيت والمدرسة

تحياتي

:)

الوافـــــي 07-03-2006 01:35 PM

المراجع

1 ـ أسس الصحة النفسية ـ تأليف الدكتور عبد العزيز القوصي
2 ـ تربية الأطفال والمراهقين المنحرفين سلوكياً ـ الجز الأول ـ الدكتور زيدان السرطاوي والدكتور عبد العزيز الشخص
3 ـ تربية الأطفال والمراهقين المنحرفين سلوكياً ـ الجزء الثاني ـ نفس المؤلفين .
4 ـ التطور التربوي في العصر الحديث ـ جماعة من أساتذة التربية وعلم النفس .
5 ـ التربية والنظام الاجتماعي ـ برتراند رسل ـ ترجمة سمير عبدو
6 ـ المدرسة والمجتمع ـ جون ديوي ـ ترجمة أحمد حسين الرحيم .
7 ـ الديمقراطية في التربية ـ جون ديوي .
8 ـ المدرسة والتربية ـ علي الشوبكي .
9 ـ الإدارة المدرسية ـ رياض منقريوس .
10 ـ قياس الذكاء ـ الدكتور محمود صبري .
12 ـ اختبارات الذكاء ـ الدكتور صادق شيما.
13 ـ الديمقراطية والإشراف التربوي ـ جون ديوي
14 ـ كيف ينمو الأطفال ـ ولارد أوليون ، و جون ليولن .
15 ـ تعاون الآباء والمعلمين ـ إيفا جرانت . ـ ترجمة د . محمد سليم .
16 ـ الأسس العامة لنظريات التربية ـ آدمز ـ ترجمة صالح عبد العزيز ، ومحمد غلاب .

تحياتي

:)

Orkida 01-07-2006 11:01 AM

موضوع رائع رائع أخي الوافي،
بارك الله فيك ودمت بألف خير

حسناء 20-08-2006 08:17 AM

الموضوع مطول ولكنه رائع نشكرك على المجهودات التي قمت بها أود أن أتدخل في ما يخص المدارس الأساسية (الأعدادية) في الجزائر وعلى غرار الدول العربية ينسبون التعليم الابتدائي وهو أول طور تعليمي في حياة الطفل الى المدرسيين الأقل ثقافة والاضعف مستوى أنا أخالفهم الراي لابد أن يكون المدرس في هذا المستوى أكثرهم ثقافة وأقترح أن يكون دارسا لعلم النفس أكثر من مواد اختصاصه
شكرا لك أخي الوافي ان موضوعك واف وكاف

خادمة الاسلام 16-09-2006 06:36 AM

جزاك الله خيرا اخي على النصائح المفيدة والتي علينا قرائتها وتطبيقها ايضا

شكرا اخي مرة تانية

اختكم في الله

خادمة الاسلام

زينب محمد 22-09-2006 02:40 PM

مشكور اخي الوافي عالموضوع الحلو
وبارك الله بيك وجزاك كل خير


Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.