أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية

أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com/index.php)
-   الخيمة الإسلامية (http://hewar.khayma.com/forumdisplay.php?f=8)
-   -   حوار مع الأخ المعمدان حول ما لم يستسغه إلى حد الآن في دين الإسلام ؟! © (http://hewar.khayma.com/showthread.php?t=45855)

متفائلة 23-06-2005 08:41 AM

إقتباس:

وأتمنى أن يأتي اليوم لكي أقول للمتفائلة والمسلمة أن تخبر زوجتي بألأحكام الشرعية للنساء.

آآآآآآآمين .. وانا متأكده ان شاء الله ان ام جواليا ستسلم بإذن الله ..

إقتباس:

أختي في الله يامتفائلة
سألتني:
---------------------------
من هو الذي كان السبب في اسلامك بعد الله تعالى
( اقصد من اعضاء المنتدى ) ؟؟؟؟؟
--------------------------
فأقول لك وبالله التوفيق أن هناك أكثر من شخصية أثرت في.
فهدفي الأساس من كثير من الحوارات التي تمت كان للمعرفة وللتأكد من أخلاق المسلمين
قد حاول البعض طردي أو نعتي بالكافر والصليبي والتحقير من ربي, وهذا أمر ضد ماقرأت من سبب نزول نبي الرحمة محمد
انما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق
فعندما وجدت صدورا تقبلتني وتعبت أدركت أن الدنيا لسه فيها خير
وكانت أخلقهم وحجتهم أحد أسباب هدايتي


أشكر الجميع
maher
muslima
صلاح الدين القاسمي
المتفائلة
أبو إيهاب
النسري
فريد جعفر

الله اكبر ...

لا ادري يا اخي ابو جوليا ربما انزلتنى مكانه لا استحقها

فأنا لم افعل شئ يستحق الذكر .. ثبتك الله على طريق الحق والهدايه ..


إقتباس:

غاليتي متفائلة..جزاك الله خيرا لدعوتك الطيبة..فاللهم آمين..أجمعين يا رب العالمين..

اجمعين يا صديقتي مسلمه ..

إقتباس:

اخي يا أبو جوليا..لما لا تألف كتيب صغير..تكتب فيه قصة إسلامك إن شاء الله..يعني تكتب كل الذي تكتبه لنا هنا وبتفصيل اكثر..وتنشره..عله يكون سببا إن شاء الله في إسلام غيرك بإذن الله ؟

نعم صحيح مسلمه على حق .. لما لاتفعل ذلك ..

ربما يكون سببا لهدايه البعض .

متفائلة 23-06-2005 08:51 AM

إقتباس:

وأتمنى أن يأتي اليوم لكي أقول للمتفائلة والمسلمة أن تخبر زوجتي بألأحكام الشرعية للنساء.

آآآآآآآمين .. وانا متأكده ان شاء الله ان ام جواليا ستسلم بإذن الله ..

إقتباس:

أختي في الله يامتفائلة
سألتني:
---------------------------
من هو الذي كان السبب في اسلامك بعد الله تعالى
( اقصد من اعضاء المنتدى ) ؟؟؟؟؟
--------------------------
فأقول لك وبالله التوفيق أن هناك أكثر من شخصية أثرت في.
فهدفي الأساس من كثير من الحوارات التي تمت كان للمعرفة وللتأكد من أخلاق المسلمين
قد حاول البعض طردي أو نعتي بالكافر والصليبي والتحقير من ربي, وهذا أمر ضد ماقرأت من سبب نزول نبي الرحمة محمد
انما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق
فعندما وجدت صدورا تقبلتني وتعبت أدركت أن الدنيا لسه فيها خير
وكانت أخلقهم وحجتهم أحد أسباب هدايتي


أشكر الجميع
maher
muslima
صلاح الدين القاسمي
المتفائلة
أبو إيهاب
النسري
فريد جعفر

الله اكبر ...

لا ادري يا اخي ابو جوليا ربما انزلتنى مكانه لا استحقها

فأنا لم افعل شئ يستحق الذكر .. ثبتك الله على طريق الحق والهدايه ..


إقتباس:

غاليتي متفائلة..جزاك الله خيرا لدعوتك الطيبة..فاللهم آمين..أجمعين يا رب العالمين..

اجمعين يا صديقتي مسلمه ..

إقتباس:

اخي يا أبو جوليا..لما لا تألف كتيب صغير..تكتب فيه قصة إسلامك إن شاء الله..يعني تكتب كل الذي تكتبه لنا هنا وبتفصيل اكثر..وتنشره..عله يكون سببا إن شاء الله في إسلام غيرك بإذن الله ؟

نعم صحيح مسلمه على حق .. لما لاتفعل ذلك ..

ربما يكون سببا لهدايه البعض .


وخذ هذه ايضا :

الشرح الفقهي ( المُـــــصور ) مفيد جدا


اذكار المسـلم

الهلالى 23-06-2005 04:21 PM

بسم الله الرحمن الرحيم

إن شاء الله تستحق هذه النعمة اخى الكريم المعمدان
أنت و أنا و جميع المسلمين بأسلامنا لن نزيد الله عز وجل شئ
ولكن نحن المستفيدون برحمة ربنا
هنيئا لك أخى
أرجوك .. رجاء من أخ لك أن تدعو لى بظاهر الغيب
أنت أحسننا و أفضلنا الآن
فقد جب أسلامك ماقبله
أنت مولود جديد.. صفحتك بيضاء
بينما نحن أصحاب ذنوب ندعو الله أن ينقذنا منها

لو كنت أمامى الآن لقدمت لك هدية محبة
ولكن تفصل بيننا المسافات
فلم أجد سوى تلك الهدية التالية ..
أقبلها منى أخى الحبيب

الهدية هى بشرى لك .. أسمع قوله تعالى
إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً [الفرقان : 70]

أرأيت النعمة يا أخى
كل سيئاتك لن تغفر فحسب .. بل تبدلت حسنات .. هيا أحسب إن استطعت عدد سيئاتك .. هكذا بدلها لك الله الودود الرحيم الرحمن حسنات ..
والله كأنى أنظر إلى الشيطان و هو متحسرا لتلك الغنيمة التى ضاعت منه و أراه يعض يداه من الندم على أغوائك طوال تلك السنوات لأنه بذلك كثر حسناتك .. هنيئا هنيئا هنيئا لك

سيقشعر بدنك إن قرأت ما سبقها من أيات لأنك سترى هول ما ينتظر من أصر على الشرك و طاع الشيطان و عصى الرحمن أسمع معى الله تعالى و هو يكلمنا :

وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً [الفرقان : 68،69]

هل رأيت أخى نعم الله عليك .. والله إنى لأغبطك على ما أنت عليه

ولى عليك عتب ..
ألم أخبرك بشوقى عن المشويات الشامية
هكذا تروى لنا بالتفصيل عن لحم الضأن المشوى و أنت تعلم أن بطنى لن تتركنى أقرأ إلا و هى تقرقر :D

Ali4 24-06-2005 10:28 AM

إقتباس:

الرسالة الأصلية كتبت بواسطة المعمدان
شكرا لـ Ali4


شكرا ؟ لا شكر على واجب اخي رغم اني كنت اكثر المقصرين في مجادلتك والله ان الدموع لتنهمر من عيني تنهمر سعادة باسلامك فهنيئا لك هنيئا واهلا بك في الاسلام اخا لنا تختلف عنا بشئ

لا فسوف أرجع فاستقبلوني

ننتظر ذلك بشوق:)


:heartpump :heartpump


سري للغايه 24-06-2005 06:26 PM

إقتباس:

الرسالة الأصلية كتبت بواسطة المعمدان


أخي العزيز maher
شكرا للمتفائلة.
شكرا لـ Ali4
شكرا لصلاح الدين القاسمي

أحيي هذه الروح التي فيكم من أجل هداية الناس من الديانات الباطلة الى الدين الحق.

:heartpump :heartpump


هنيئأً لكم اخواني بما فزتم به من الاجر العظيم والله الذي لا اله الا هو انني ( غبطتكم ) وتمنيت لو انني ساهمت ولو بقدر انمله با اسلام اخي ( المعمدان ) بارك الله لكم اخوتب باالله وضاعف الله لكم مثوبتكم ورزقنا واياكم وسائر المسلمين جنات تجري من تحتها الانهار اللهم امين

مرحبابك اخي باالله ( المعمدان ) ورزقنا واياك حسن النيه والعمل الصالح وجمعنا بدار رحمته
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين

المعمدان 25-06-2005 04:04 AM

شكرا شكرا جزيلا إخواني وأخواتي في الله
والله الذي لاإله الا هو أن ردودكم تفرحني وتزيد من اعتقادي بأن هذا الدين دين الأخلاق الفاضلة
جعل الله المسلمين يدا واحدة في وجه أعداء الدين
اللهم أمين

لقد وعدتكم بذكر شعوري في أول صلاة صبح صليتها



طبعا قول لكم بادئ ذي بدء
اغبطوني
ولكن لاتحسدوني
فإن سعادتي تزيد يوما بعد يوم
إخوتي في الله
بعد إشهار اسلامي أخبرني الشيخ بأن الصلاة في الإسلام لها أوقات محدودة
وكنت متخوفا من صلاة الصبح
فمن يوقظني في ذلك الوقت المبكر
دار جدل بيني وبين الشيخ حول أهمية وقت الصلاة وهل أن تأديتها في وقتها أفضل أم أن تأديتها في وقت أكون فيه مرتاحا لزيادة الخشوع, لم أقتنع بكلام الشيخ.
فأنا صريح
كانت قناعتي بأن الصلاة في وقت أكون فيه مرتاحا غير مشغول أفضل من الصلاة في وضح الصبح فأستيقظ ثم أرجع أنام...........
دعوت الله قبل النوم أن يوفقني لما فيه الخير

لم يكن اعتراضي حول التعب الذي سألاقيه في الاستيقاظ لكن حول الخشوع

نمت في وقت متأخر قليلا. وضعت المنبه قبل الأذان بخمس دقائق. قمت بعد تحامل على نفسي رشحت وجهي بالماء. فدب النشاط في جسمي.
ذهبت لأقرب جامع بجانب مسكني
تفاجأت بقلة المصلين. فأنا كنت أرى في العصر والمغرب والعشاء وهو مكتظ أما الآن فالصفوف قليلة.
لكن جميع الموجودين سماهم في وجوههم
كبر الإمام وكبرنا
الله أكبر
لقد كانت صلاة خاشعة والحمد لله غادرت الجامع ولم أنتبه للوقت.
لقد مرت خمسا وأربعين دقيقة مثل العسل على قلبي
بعدها ذهبت للبيت. أعددت الفطور.
أيقظت زوجتي فاستغربت:eek:

كيف لي أنا الكسول أن يدب في هذا الحماس وأعمل الفطور
(مراعاة لشعور الهلالي لن أذكر ماكان الفطور)
لكن زوجتي أقسمت بأنه ألذ فطور أكلته
(أكيد ماهي كانت مرتاحة)

بيت القصيد
أن صلاة الصبخ لها لذة
وأحمد الله الذي وفقني لهذه الصلاة


أما الشعور الأروع فقد صاحبني يوم أمس
فقد صليت أول صلاة جمعة في حياتي في أكبر مسجد في المنطقة
ذكرت أيام الكريسمس. فقد كان الأمر أشبه بالعيد المصغر. روائح البخور, التمر, ماء بقين, كانت توزع بالمجان. والكل مبتسم ثم جلست على الأرض مع باقي المصلين نستمع للخطبتين

ولما انتهينا
شعرت بأن ملائكة الرحمة كانت بجانبنا ونحن نصلي
فالحمد لله
الحمد لله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد

Ali4 25-06-2005 09:15 AM

اخي العزيز زاد الله في ايمانك وبارك فيك وارضاك
عندي استفسار لو سمحت هل حفظت شيئا من كتاب الله ؟ ام ليس بعد؟:)

المعمدان 26-06-2005 04:01 AM

شكرا لاهتمامك يا ALI4
أنا وبحمد الله قد كنت أحفظ القليل من آيات القرآن من قبل نطقي الشهادتين
أما الآن فقد حفظت الحمد والتوحيد والفلق والكوثر والقدر
أدري أن جميع السور قصار لكن حبة حبة



وأما أنت ياعلي لم تقصر فإن الله وحده يعلم أن طيب أخلاقك كانت أحد الدوافع
فعليك بحسن الخلق
وليكن رفيقك خصوصا مع من خالفته في الرأي


وشكرا لاهتمامك

muslima04 26-06-2005 04:33 AM

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته :)

إقتباس:

جعل الله المسلمين يدا واحدة في وجه أعداء الدين

اللهم آمين يا رب العالمين برحمتك استجب..

تبارك الله لا قوة إلا بالله..ما أسعدك اخي الفاضل أبو جوليا..زادك الله إيمانا ويقينا به وأنزل عليك من رحمته وبركاته وجميع امة الحبيب صلى الله عليه وسلم برحمته آمين يا رب العالمين..

فعلا يسعدنا أن نسمع هذه الأخبار السارة..

ماشاء الله وفقك الله تعالى أخي الفاضل..لحفظ القرآن الكريم كله بإذن الله تعالى..آمين..

هل ستعود مرة اخرى إن شاء الله أخي أبو جوليا؟؟ فلست لوحدي أنتظر..بل حتى امي الحبيبة..دائما تسألني : ( وهل من جديد عن أبو جوليا؟؟) :) حفظها ربي بحفظه آمين يا رب..

وكم أغبط أخي الفاضل علي..فإنها كلمات تصل إلى القلب فعلا..جزاك الله عنها خيرا..أكيد والله اعلم دائما ستدمع عيناه لها..

وفي امان الله..:)

الجربوع44 26-06-2005 06:51 AM

إقتباس:

الرسالة الأصلية كتبت بواسطة الوافـــــي
أخي الفاضل / صلاح الدين القاسمي

جزاك الله خيرا أخي الكريم على جهدك الذي قمت به لإقناع ( المعمدان )
ولكن كما يبدو فالرجل لا يريد الخير ( لا لنفسه ) ولا للآخرين
وإنما هدفه وغايته التشويش
ولا أظن الإستمرار معه إلا تحقيقا لما يريد
ولهذا أرى أن يتم إغلاق هذا الباب ، فلسنا في حاجة لمن يشكك في عقيدتنا

تحياتي
:)


يالوافى
انا مش عارف انت قلت الكلمتين دول ليه؟
جايز متكنشى تقصد اللى انا اقصده
بس بصراحة أول مرة تقول حاجة تعجبنى
و لامؤخذة
ماوعدكش انى هكون معجب على طول:D
المرة دى بس

بس الباشا دخل بحتة نصاحة و فهلوة على كيف كيفك يالوافى
الجربوع حاول يحشرها لكنها مدخلتشى على راسه الصغيورة
وزينت كلمتين و جيت أقولهم ندمت عليهم
و بطنى مغصت
قلت ياواد يا جربوع قول اللى ف نفسك وطز ف اللى هيزعل

يا طيور
أخوكم الجربوع يعرف التعالب كويس
و يشم ريحتها
بصراحة نفسى ان مناخيرى تكون غلطانة
بس هصارحكوا و احذركوا لأنه واجب عليا
خدو بالكم من التعلب
التعلب فات فات على ديله سبع لفات
واوعى تخش العشة ياديك
اوعى البعبع مستنيك

اللى مش مصدقنى يروح يشوف الديناصور
انقرض
والجربوع عايش ف حفظ ربه
و بنباهته
البطة و الوزة و الفرخة أتمسكوا و اندبحوا
والتعلب أكلهم

عارفين ليه
لأن جدى الجربوع باشا الكبير نصحهم وهم مسمعوش الكلام

يا ترى هتسمعونى و لا لأ
أقولكم:
خليكوا على حالكم
بس علشان خطرى و عشان بحبكم
ممكن تحذروا و بلا ش تخونوا
أما أنا عن نفسى مش مخون لالالالالالالا
أنا متأكد لأن مناخيرى عودتنى أنها متضحكشى عليا

طيور العشة أنا :heartpump :heartpump :heartpump

يا تعلب أنا :gun: :angryfire :gun:

المعمدان 27-06-2005 02:36 AM

الأخ الجربوع
قل كل يعمل على شاكلته
أليس كذلك؟


ان أنت رأيت في كان مؤامرة فرب العالمين يوم القيامة يحاسبني وليس أنت
ولله در من حمل أخاه على سبعين محمل!


وإذا كانت مناخيرك الموقرة شمت الكفر أو التشيع في المعمدان فاعلم أن قلب المؤمن دليله وليس مناخيره:D

وإذا كنت زعلان من أجل اختلافي معك في رأيي حول الجهاد في العراق في الساحة السياسية فذلك أمر أما هنا فنحن في الساحة الاسلاميةوأرجو أن أتلقى بعض الردود حول كثير من الشبهات التي مازالت في ذهني عن الاسلام

فإما أن أكون غير مسلم فأفحمني بالحجة وإما أن أكون مسلما أطلب الحق فأقنعني
وفي كليهما لك أجر!

فطرق طلب الأجر كثيرة تتعدى تفجير النفس المحرمة في الأطفال:angryfire
واسمح لي اذا أصررت على تغيير الموضوع ومحاولة استفزازي من أجل الخروج حتى لاأعراضك في الساحات السياسية فاعلم أن مأربك لن تناله لأن الساكت عن الحق شيطان أخرس
فاسمح لي ان أصررت على هذه النقطة أن لا أجيب عليك وأن أمر على كتاباتك مرور الكرام
الأخت المسلمة , المعذرة على هذه القطيعة لكن الشغل في المحل وكثرة الزوار سببت انشغالي



وسأبدأ بطرح عدة أسئلة أتمنى أن ألاقي إجاباتها.

خلق الله الخلق وهو الأول فلاشيئ بعده. والخالق كان قبل الخلق.
سؤالي كيف كان العالم قبل الخلق؟
وماذا كان الله جل في علاه يفعل قبل خلق الخلق؟
وهل كانت الملائكة قبل خلق الجنة والأرض أم لا؟

أبو إيهاب 27-06-2005 03:30 AM

إقتباس:

[i]
وسأبدأ بطرح عدة أسئلة أتمنى أن ألاقي إجاباتها.

خلق الله الخلق وهو الأول فلاشيئ بعده. والخالق كان قبل الخلق.
سؤالي كيف كان العالم قبل الخلق؟
وماذا كان الله جل في علاه يفعل قبل خلق الخلق؟
وهل كانت الملائكة قبل خلق الجنة والأرض أم لا؟ [/b]

هذه الأسئلة هى عن الغيب الذى مدح الله سبحانه وتعالى المؤمنين به ، فليس فى مقدور الإنسان الذى خلقه الله سبحانه وتعالى من نطفة أن يجيب عليها أو أن يتصورها ، ولينظر الإنسان إلى نفسه ، وإلى إمكانياته التى خلقه الله سبحانه وتعالى بها ... وهى أتفه من التفاهة إذا قورنت بعظمة الله وبالكون الذى نعيش فى ذرة منه .

ولو احترم الإنسان قدرته ، وحواسه وعقله ، ولم يحملها أكثر مما تحتمل ، لسعد السعادتين ، فى الدنيا والآخرة .

مهمة المؤمن بعد أن عرف الله ربه ، وعرف دينه ، وعرف ما عليه أن يؤديه ، وآمن بما أنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أن يتتبع أوامره ، ويعمل بها ، ويحرص على اجتناب نواهيه والبعد عنها ... ولو فعل ذلك ، فإنه لن يجد وقتا ليضيعه فى أشياء لن تفيده بل ستؤذيه حتما .

المعمدان 27-06-2005 04:02 AM

ياأبا إيهاب ان الذي فهمته من كلامك أن هذه الأمور من الغيبيات التي لايعلمها أحد الا الله سبحانه وتعالى.
وأن هناك وبلا شك إجابه لكن الأمر فوق عقول البشر إذ أنهم (في هذا الزمان على الأقل لن يستطيعوا الوصول الى إجابة)

مثال ذلك أني قرأت في أحد المنتديات حول تفسير الآية (الله الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها ثم استوى على ......)
فالمقصود من ترونها أن هناك أعمدة لكن الصحابة لم يروها ولم يعرفو كنهها

في المنتدى قال أحدهم أن العلماء أثبتوا أن الأرض تدور في مجالها بعمودين (قانون الطرد والجذب) تماما مثل سطل الماء الذي تدوره بيدك بسرعة فالماء لا يسقط والسطل لا يبتعد فاليد تجذب وحركة السطل تطرد


هل هذا ماقصدته؟


إن كان جوابك بنعم
فالى أي مدى يحق للبشر أن يتعمقو في كنه اللع جل جلاله
أنت تعرف أسئلة الأطفال المحيرة من قبيل أين هو؟, كيف شكله, هل يحب, هل يشعر بالوحدة


فماهو الحد الفاصل في التعمق في كنهه سبحانه؟

الغرباء 27-06-2005 04:22 AM

إقتباس:

بواسطة أبو إيهاب :هذه الأسئلة هى عن الغيب الذى مدح الله سبحانه وتعالى المؤمنين به ، فليس فى مقدور الإنسان الذى خلقه الله سبحانه وتعالى من نطفة أن يجيب عليها أو أن يتصورها ، ولينظر الإنسان إلى نفسه ، وإلى إمكانياته التى خلقه الله سبحانه وتعالى بها ... وهى أتفه من التفاهة إذا قورنت بعظمة الله وبالكون الذى نعيش فى ذرة منه .

ولو احترم الإنسان قدرته ، وحواسه وعقله ، ولم يحملها أكثر مما تحتمل ، لسعد السعادتين ، فى الدنيا والآخرة .

مهمة المؤمن بعد أن عرف الله ربه ، وعرف دينه ، وعرف ما عليه أن يؤديه ، وآمن بما أنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أن يتتبع أوامره ، ويعمل بها ، ويحرص على اجتناب نواهيه والبعد عنها ... ولو فعل ذلك ، فإنه لن يجد وقتا ليضيعه فى أشياء لن تفيده بل ستؤذيه حتما .

الظاهر ان احدا سيدخل الاسلام قريبا __ انت آمنت ولنا نحن بالظاهر : بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر __ فكيف التشكيك والاسئله التي تؤدي الى الكفر ؟؟؟
اعجب في من يشكك بالذات الالهيه وفي
هذه الخيمه{الاسلاميه} حسبنا الله ونعم
الوكيل __ اخي ابو ايهاب راجع جميع
مواضيع هذا الكاتب وستجد ان من ورائها
التشكيك في هذا الدين الحنيف،فمن خلال
الاسابيع الاخيره طل علينا اعضاء جدد
او اعضاء حاليين بمعرفات جدد يعملون
دعايات مجانيه للخيمه بدخولهم الاسلام
وقد يكونوا ثلاث معرفين لشخص واحد
اللهم انا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك
من شرورهم!!! اللهم اكفيينهم بما شئت
شاهت الوجوه!شاهت الوجوه للحي القيوم
الذي لا يموت _ اللهم عليك بهم! اللهم عليك
بهم! اللهم عليك بهم فانهم لا يعجزونك.


_____________________

اخي الوافي: الله يوفقك ويهديك ويحفظلك عيالك
انك تخلصنا من هذه الشرور!!! انظر الى مواضيعه
كلها اعتداءات على الذات الالهيه.

المعمدان 27-06-2005 06:29 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
أيها الغرباء

هل تراني تطاولت على ذات الله؟

هل يحرم الحديث عن ذات الله؟

ألم يكن جل عبادة ابن عباس رضي الله عنه التفكر؟

أليس التفكر عبادة؟

لماذا الخوف من كوني أتيت مشككا لعقيدتكم

المعذرة يا الغرباء لكنك تتبع دينا وجدت عليه آباءك حتى وإن كان الدين الحق.

أما أنا فقد دخلت في الإسلام للتو.
والأصل في المسلم الصدق.

أما رأيت ردأبو إيهاب:
------------------------------
هذه الأسئلة هى عن الغيب الذى مدح الله سبحانه وتعالى المؤمنين به ، فليس فى مقدور الإنسان الذى خلقه الله سبحانه وتعالى من نطفة أن يجيب عليها أو أن يتصورها ، ولينظر الإنسان إلى نفسه ، وإلى إمكانياته التى خلقه الله سبحانه وتعالى بها ... وهى أتفه من التفاهة إذا قورنت بعظمة الله وبالكون الذى نعيش فى ذرة منه .

ولو احترم الإنسان قدرته ، وحواسه وعقله ، ولم يحملها أكثر مما تحتمل ، لسعد السعادتين ، فى الدنيا والآخرة .

مهمة المؤمن بعد أن عرف الله ربه ، وعرف دينه ، وعرف ما عليه أن يؤديه ، وآمن بما أنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أن يتتبع أوامره ، ويعمل بها ، ويحرص على اجتناب نواهيه والبعد عنها ... ولو فعل ذلك ، فإنه لن يجد وقتا ليضيعه فى أشياء لن تفيده بل ستؤذيه حتما .
-------------------------------
هل تراه شكك أم أنه أقنعني

إقرأ ردي رجاءا وبتمعن
واقرأ سؤالي

فان عرفت الإجابة فسأكون لك من الشاكرين أما ان كانت عقيدتك ضعيفه وديدنك تكرار مايقال من غير تفكر فنصيحتي لك ابتعد عن أسئلتي وعن ردودي فأنا في مرحلة ابتدائية من دخولي الإسلام. وقد ترد لي أسئلة إذا ماقارنت الكاثلوكية بالاسام.
فهل تريدني أن أطرد التفكير ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
مازل سؤالي قائماحيث قلت أنا:
-----------------------------
ياأبا إيهاب ان الذي فهمته من كلامك أن هذه الأمور من الغيبيات التي لايعلمها أحد الا الله سبحانه وتعالى.
وأن هناك وبلا شك إجابه لكن الأمر فوق عقول البشر إذ أنهم (في هذا الزمان على الأقل لن يستطيعوا الوصول الى إجابة)

مثال ذلك أني قرأت في أحد المنتديات حول تفسير الآية (الله الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها ثم استوى على ......)
فالمقصود من ترونها أن هناك أعمدة لكن الصحابة لم يروها ولم يعرفو كنهها

في المنتدى قال أحدهم أن العلماء أثبتوا أن الأرض تدور في مجالها بعمودين (قانون الطرد والجذب) تماما مثل سطل الماء الذي تدوره بيدك بسرعة فالماء لا يسقط والسطل لا يبتعد فاليد تجذب وحركة السطل تطرد


هل هذا ماقصدته؟


إن كان جوابك بنعم
فالى أي مدى يحق للبشر أن يتعمقو في كنه اللع جل جلاله
أنت تعرف أسئلة الأطفال المحيرة من قبيل أين هو؟, كيف شكله, هل يحب, هل يشعر بالوحدة


فماهو الحد الفاصل في التعمق في كنهه

muslima04 27-06-2005 07:37 AM

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن والاهم بإحسان إلى يوم الدين،،

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته،

بدءا ذي بدء..أود إن شاء الله أن أعتذر لك اخي الفاضل أبو جوليا في مكان الغرباء..والجربوع44..اعذرهم اخي من فضلك..فأظن والله أعلم دائما..أنهم لم يعلموا بإسلامك بعد والله أعلم..فعنوان هذه الصفحة يقول غير ذلك..لذلك ممكن والله أعلم يعتقدون انك لم تسلم بعد..فلا تحزن..

وثانيا أشكر عمي أبو إيهاب كثيرا لجهده..جزاك الله عنا خيرا عمي..:)

وبعد،،

أخي أبو جوليا..كلام عمنا أبو إيهاب هو الجواب الشافي الكافي في الحقيقة..ولقد رأيت انك ماشاء الله تبارك الله قد فهمت قصده فقلت:

إقتباس:

ياأبا إيهاب ان الذي فهمته من كلامك أن هذه الأمور من الغيبيات التي لايعلمها أحد الا الله سبحانه وتعالى.
وأن هناك وبلا شك إجابه لكن الأمر فوق عقول البشر إذ أنهم (في هذا الزمان على الأقل لن يستطيعوا الوصول الى إجابة)

صح يا أبو جوليا..فهمت القصد جيدا ماشاء الله..:)

لكن رغم هذا دعني ازيدك من كلام هذا العالم الفاضل رحمه الله تعالى آمين يا رب..لتفهم أكثر..فلقد بحثت عن أشياء متقاربة لكلامك لأوضح لك ما لم تفهمه جيدا..ووجدت ان هذا الكلام مقنع ولله الحمد وقريب جدا من تساؤلاتك رغم انه ليس جوابا مباشرا لأسئلتك إلا انه لو فهمنا ووعينا هذا الكلام.. بلا شك لم نكن لنصل بإذن الله تعالى لتلك الأسئلة..وإن وصلنا إليها ستكون عابرة لأن يقيننا بإذن الله وإيماننا قوي ..والله أعلم دائما..
وقبل أن أضعها لك هنا إن شاء الله..أود ان تفهم شيئا مهما إن شاء الله..يا أبو جوليا..الإسلام هو أن تشهد ان لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا..جيد..لكن هناك الإيمان أيضا..والإيمان هو أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره..فالإسلام بلا إيمان نقص في الدين..والعكس صحيح أيضا..إذ ان الإيمان بلا إسلام نقص في الدين أيضا..أما الإحسان فهو ان تعبد الله كانك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك..وهذه مرتبة تأتي بالإيمان القوي والصافي..فإذا علت درجة إيمانك كان ذلك إحسانا..وهذه هي سمات المؤمنين..الإحسان..والله يحب المحسنين..

muslima04 27-06-2005 07:42 AM

والآن إليك ما وجدته بتوفيق من الله تعالى ورحمته:

هذا تفسير اول سورة البقرة..التي تحدث عنها عمنا أبو إيهاب جزاه الله خيرا..فهو في الحقيقة جواب شافي لما في الصدور:


أضع لك فقط ما يدور حوله محور حديثنا إن شاء الله اخي أبو جوليا..لكي لا تمل..لكن أكون لك شاكرة لو قرأت كل شيء رغم طوله بتأن فهو مهم للغاية..والآن وانت مسلم ولله الحمد..فأحسن أن تفهم كل شيء بعمق..


قال الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله تعالى في تفسير هذه الآيات:

)الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ* وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ* أُولَئِكَ عَلَى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (البقرة: 3-5)

التفسير:

.{ 3 } بعد أن ذكر الله عزّ وجلّ أن المتقين هم الذين ينتفعون ويهتدون بهذا الكتاب، بيَّن لنا صفات هؤلاء المتقين؛ فذكر في هذه الآيات خمس صفات:.
الأولى: الإيمان بالغيب في قوله تعالى: { الذين يؤمنون بالغيب }، أي يقرون بما غاب عنهم مما أخبر الله به عن نفسه، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره، وغير ذلك مما أخبر الله به من أمور الغيب؛ وعلى هذا فـ{ الغيب } مصدر بمعنى اسم الفاعل: أي بمعنى: غائب..
الصفة الثانية: إقامة الصلاة في قوله تعالى: { ويقيمون الصلاة }، أي يقومون بها على وجه مستقيم، كما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ والمراد بـ{ الصلاة } هنا الجنس؛ فتعم الفريضة، والنافلة..
الصفة الثالثة: الإنفاق مما رزقهم الله في قوله تعالى: { ومما رزقناهم ينفقون }، أي مما أعطيناهم من المال يخرجون؛ و "مِن" هنا يحتمل أن تكون للتبعيض، وأن تكون للبيان؛ ويتفرع على ذلك ما سيُبَيَّن في الفوائد . إن شاء الله تعالى ...
.{ 4 } الصفة الرابعة قوله تعالى: { والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك }، أي يؤمنون بجميع الكتب المنزلة؛ وبدأ بالقرآن مع أنه آخرها زمناً؛ لأنه مهيمن على الكتب السابقة ناسخ لها؛ والمراد بـ{ ما أنزل من قبلك } التوراة، والإنجيل، والزبور، وصحف إبراهيم، وموسى، وغيرها..
الصفة الخامسة: الإيقان بالآخرة في قوله تعالى: { وبالآخرة هم يوقنون }؛ والمراد بذلك البعث بعد الموت، وما يتبعه مما يكون يوم القيامة من الثواب، والعقاب، وغيرهما؛ وإنما نص على الإيقان بالآخرة مع دخوله في الإيمان بالغيب لأهميته؛ لأن الإيمان بها يحمل على فعل المأمور، وترك المحظور؛ و "الإيقان" هو الإيمان الذي لا يتطرق إليه شك..
.{ 5 } قوله تعالى: { أولئك }: المشار إليه ما تقدم ممن اتصفوا بالصفات الخمس؛ وأشار إليهم بصيغة البعد لعلوّ مرتبتهم؛ { على هدًى } أي على علم، وتوفيق؛ و{ على } للاستعلاء؛ وتفيد علوهم على هذا الهدى، وسيرهم عليه، كأنهم يسيرون على طريق واضح بيّن؛ فليس عندهم شك؛ تجدهم يُقبلون على الأعمال الصالحة وكأن سراجاً أمامهم يهتدون به: تجدهم مثلاً ينظرون في أسرار شريعة الله، وحِكَمها، فيعلمون منها ما يخفى على كثير من الناس؛ وتجدهم أيضاً عندما ينظرون إلى القضاء والقدر كأنما يشاهدون الأمر في مصلحتهم حتى وإن أصيبوا بما يضرهم أو يسوءهم، يرون أن ذلك من مصلحتهم؛ لأن الله قد أنار لهم الطريق؛ فهم على هدًى من ربهم وكأن الهدى مركب ينجون به من الهلاك، أو سفينة ينجون بها من الغرق؛ فهم متمكنون غاية التمكن من الهدى؛ لأنهم عليه؛ و{ من ربهم } أي خالقهم المدبر لأمورهم؛ والربوبية هنا خاصة متضمنة للتربية الخاصة التي فيها سعادة الدنيا، والآخرة..
قوله تعالى: { وأولئك هم المفلحون }: الجملة مبتدأ وخبر، بينهما ضمير الفصل الدالّ على التوكيد، والحصر؛ وأعيد اسم الإشارة تأكيداً لما يفيده اسم الإشارة الأول من علوّ المرتبة، والعناية التامة بهم كأنهم حضروا بين يدي المتكلم؛ وفيه الفصل بين الغاية، والوسيلة؛ فالغاية: الفلاح؛ ووسيلته: ما سبق؛ و "الفلاح" هو الفوز بالمطلوب، والنجاة من المرهوب؛ فهي كلمة جامعة لانتفاء جميع الشرور، وحصول جميع الخير.
تنبــــيه:
من المعروف عند أهل العلم أن العطف يقتضي المغايرة . أي أن المعطوف غير المعطوف عليه .؛ وقد ذكرنا أن هذه المعطوفات أوصاف للمتقين وهو موصوف واحد؛ فكيف تكون المغايرة؟
والجواب: أن التغاير يكون في الذوات كما لو قلت: "قدم زيد، وعمرو"؛ ويكون في الصفات كما في هذه الآية، وكما في قوله تعالى: {سبح اسم ربك الأعلى * الذي خلق فسوى * والذي قدَّر فهدى * والذي أخرج المرعى} [الأعلى: 1 . 4] ؛ قالوا: والفائدة من ذلك أن هذا يقتضي تقرير الوصف الأول . كأنه قال: "أتصف بهذا، وزيادة ...
الفوائد:.
.1 من فوائد الآية: أن من أوصاف المتقين الإيمان بالغيب؛ لأن الإيمان بالمُشاهَد المحسوس ليس بإيمان؛ لأن المحسوس لا يمكن إنكاره..
.2 ومنها: أن من أوصاف المتقين إقامة الصلاة؛ وهو عام لفرضها، ونفلها..
ويتفرع على ذلك: الترغيب في إقامة الصلاة؛ لأنها من صفات المتقين؛ وإقامتها أن يأتي بها مستقيمة على الوجه المطلوب في خشوعها، وقيامها، وقعودها، وركوعها، وسجودها، وغير ذلك..
.3 ومن فوائد الآيات: أن من أوصاف المتقين الإنفاق مما رزقهم الله؛ وهذا يشمل الإنفاق الواجب كالزكاة، وإنفاقَ التطوع كالصدقات، والإنفاقِ في سبل الخير..
.4 ومنها: أن صدقة الغاصب باطلة؛ لقوله تعالى: { ومما رزقناهم }؛ لأن الغاصب لا يملك المال الذي تصدق به، فلا تقبل صدقته..
.5 ومنها: أن الإنفاق غير الزكاة لا يتقدر بشيء معين؛ لإطلاق الآية، سواء قلنا: إن "مِن" للتبعيض؛ أو للبيان..
ويتفرع على هذا جواز إنفاق جميع المال في طرق الخير، كما فعل أبو بكر رضي الله عنه حين تصدق بجميع ماله(58) ؛ لكن هذا مشروط بما إذا لم يترتب عليه ترك واجب من الإنفاق على الأهل، ونحوهم؛ فإن ترتب عليه ذلك فالواجب مقدم على التطوع..
.6 ومن فوائد الآية: ذم البخل؛ ووجهه أن الله مدح المنفقين؛ فإذا لم يكن إنفاق فلا مدح؛ والبخل خلق ذميم حذر الله سبحانه وتعالى منه في عدة آيات..

تنـــبيه:
لم يذكر الله مصرف الإنفاق أين يكون؛ لكنه تعالى ذكر في آيات أخرى أن الإنفاق الممدوح ما كان في سبيل الله من غير إسراف، ولا تقتير، كما قال تعالى في وصف عباد الرحمن: {والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواماً} [الفرقان: 67] ..
.7ومن فوائد الآية: أن من أوصاف المتقين الإيمان بما أنزل على الرسول صلى الله عليه وسلم وما أنزل من قبله.
.8 ومنها: أن من أوصاف المتقين الإيقان بالآخرة على ما سبق بيانه في التفسير..
.9 ومنها: أهمية الإيمان بالآخرة؛ لأن الإيمان بها هو الذي يبعث على العمل؛ ولهذا يقرن الله تعالى دائماً الإيمان به عزّ وجلّ، وباليوم الآخر؛ أما من لم يؤمن بالآخرة فليس لديه باعث على العمل؛ إنما يعمل لدنياه فقط: يعتدي ما دام يرى أن ذلك مصلحة في دنياه: يسرق مثلاً؛ يتمتع بشهوته؛ يكذب؛ يغش...؛ لأنه لا يؤمن بالآخرة؛ فالإيمان بالآخرة حقيقة هو الباعث على العمل..
.10 ومنها: سلامة هؤلاء في منهجهم؛ لقوله تعالى: ( أولئك على هدًى من ربهم ).
.11ومنها: أن ربوبية الله عزّ وجلّ تكون خاصة، وعامة؛ وقد اجتمعا في قوله تعالى عن سحرة فرعون: {آمنا برب العالمين * رب موسى وهارون} (الأعراف: 121، 122)
.12 ومنها: أن مآل هؤلاء هو الفلاح؛ لقوله تعالى: ( وأولئك هم المفلحون )
.13 ومنها: أن الفلاح مرتب على الاتصاف بما ذُكر؛ فإن اختلَّت صفة منها نقص من الفلاح بقدر ما اختل من تلك الصفات؛ لأن الصحيح من قول أهل السنة والجماعة، والذي دلّ عليه العقل والنقل، أن الإيمان يزيد، وينقص، ويتجزأ؛ ولولا ذلك ما كان في الجنات درجات: هناك رتب كما جاء في الحديث: "إن أهل الجنة ليتراءون أصحاب الغرف كما تتراءون الكوكب الدري الغابر في الأفق؛ قالوا: يا رسول الله، تلك منازل الأنبياء لا يبلغها غيرهم؟ قال صلى الله عليه وسلم لا؛ والذي نفسي بيده، رجال آمنوا بالله، وصدقوا المرسلين"(59) ، أي ليست خاصة بالأنبياء

muslima04 27-06-2005 07:49 AM

نأتي الآن إلى هذا الحديث الشريف الذي رأيت فيه أيضا ما سيساعدك بإذن الله تعالى على إدراك بعض الأمور:

هذا الحديث هو الحديث الثاني من الأربعين النووية:


عَنْ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ أَيضاً قَال: بَيْنَمَا نَحْنُ جُلُوْسٌ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ إِذْ طَلَعَ عَلَيْنَا رَجُلٌ شَدِيْدُ بَيَاضِ الثِّيَاب شَدِيْدُ سَوَادِ الشَّعْرِ لاَ يُرَى عَلَيْهِ أَثَرُ السَّفَرِ وَلاَ يَعْرِفُهُ مِنَّا أَحَدٌ حَتَّى جَلَسَ إِلَى النبي صلى الله عليه وسلم فَأَسْنَدَ رُكْبَتَيْهِ إِلَى رُكْبَتَيْهِ وَوَضَعَ كَفَّيْهِ عَلَى فَخِذَيْهِ وَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ أَخْبِرْنِي عَنِ الإِسْلاَم، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (الإِسْلاَمُ أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَ أَنَّ مُحَمَّدَاً رَسُولُ الله،وَتُقِيْمَ الصَّلاَة، وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ،وَتَصُوْمَ رَمَضَانَ، وَتَحُجَّ البيْتَ إِنِ اِسْتَطَعتَ إِليْهِ سَبِيْلاً قَالَ: صَدَقْتَ. فَعَجِبْنَا لَهُ يَسْأَلُهُ وَيُصَدِّقُهُ، قَالَ: فَأَخْبِرْنِيْ عَنِ الإِيْمَانِ، قَالَ: أَنْ تُؤْمِنَ بِالله،وَمَلائِكَتِه،وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ،وَالْيَوْمِ الآَخِر،وَتُؤْمِنَ بِالقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ قَالَ: صَدَقْتَ، قَالَ: فَأَخْبِرْنِيْ عَنِ الإِحْسَانِ، قَالَ: أَنْ تَعْبُدَ اللهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنِ السَّاعَةِ، قَالَ: مَا الْمَسئُوُلُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ قَالَ: فَأَخْبِرْنِيْ عَنْ أَمَارَاتِها، قَالَ: أَنْ تَلِدَ الأَمَةُ رَبَّتَهَا،وَأَنْ تَرى الْحُفَاةَ العُرَاةَ العَالَةَ رِعَاءَ الشَّاءِ يَتَطَاوَلُوْنَ فِي البُنْيَانِ ثُمَّ انْطَلَقَ فَلَبِثَ مَلِيَّاً ثُمَّ قَالَ: يَا عُمَرُ أتَدْرِي مَنِ السَّائِلُ؟ قُلْتُ: اللهُ وَرَسُوله أَعْلَمُ، قَالَ: فَإِنَّهُ جِبْرِيْلُ أَتَاكُمْ يُعَلِّمُكُمْ دِيْنَكُمْ)

هذا شرح للجزء بالأحمر:

قَالَ: فَأَخْبِرني عَنِ الإِيمَانِ قال: أي جبريل، فأخبرني: أي يامحمد عن الإيمان؟
والإيمان في اللغة: هو الإقرار والاعتراف المستلزم للقبول والإذعان وهو مطابق للشرع.

وأما قولهم: الإيمان في اللغة التصديق ففيه نظر، لأنه يقال: آمنت بكذا وصدقت فلاناً ولايقال: آمنت فلاناً، بل يقال: صدقه، فصدق فعل متعدٍ، وآمن فعل لازم، وقد ذكر ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - باستفاضة في كتابه: (كتاب الإيمان.
وقولنا: الإيمان المستلزم للقبول والإذعان احترازاً مما لو أقر لكن لم يقبل كأبي طالب عم النبي صلى الله عليه وسلم ،حيث أقر بالنبي صلى الله عليه وسلم وأنه صادق لكن لم يقبل ماجاء به - نسأل الله العافية - ولم يُذعن ولم يتابع، فلم ينفعه الإقرار، فلابد من القبول والإذعان.
ولذلك يخطئ خطأً كبيراً من يقول: إن أهل الكتاب مؤمنون بالله، وكيف يكون ذلك وهم لم يقبلوا شرع الله ولم يذعنوا له، فاليهود والنصارى حين بعث رسول الله كفروا به وليسوا بمسلمين ودينهم دين باطل،ومن اعتقد أن دينهم صحيح مساوٍ لدين الإسلام فهو كافر خارج عن الإسلام فالإيمان قبولٌ وإذعانٌ.
قَالَ: الإِيْمَانُ أَنْ تُؤمِنَ بِاللهِ، وَمَلائِكَتِهِ، وَكُتُبِهِ، وَرسله، وَاليَوْمِ الآخِرِ، وَتُؤْمِنُ بَالقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ هذه ستّة أشياء:
أَنْ تُؤْمِنَ بِاللهِ الإيمان بالله يتضمن أربعة أشياء:
الأول : الإيمان بوجوده سبحانه وتعالى. فمن أنكر الله تعالى فليس بمؤمن، ومع ذلك لايمكن أن يوجد أحد ينكر وجود الله تعالى بقرارة نفسه، حتى فرعون الذي قال لموسى: ما رب العالمين؟ كان مقرّاً بالله، قال له مؤسى: (لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنْزَلَ هَؤُلاءِ إِلاَّ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ بَصَائِرَ ) (الاسراء: الآية102) لكنه جاحد،كما قال الله تعالى: (وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً )(النمل: الآية14)
الثاني : الإيمان بانفراده بالرّبوبية، أي تؤمن بأنه وحده الرّب وأنه منفرد بالربوبية، والرب هو الخالق المالك المدبر.
فمن الذي خلق السماوات والأرض ؟ الله عزّ وجل .
ومن الذي خلق البشر ؟ الله عزّ وجل .
ومن يملك تدبير السماوات والأرض ؟ الله عزّ وجل .
الثالث : إيمان بانفراده بالألوهية، وأنه وحده الذي لا إله إلا هو لاشريك له، فمن ادعى أن مع الله إلهاً يُعبد فإنه لم يؤمن بالله، فلابد أن تؤمن بانفراده بالألوهية، وإلا فما آمنت به.
الرابع : أن تؤمن بأسماء الله وصفاته بإثبات ما أثبته سبحانه لنفسه في كتابه، أو سنة رسوله صلى الله عليه وسلم من الأسماء والصفات على الوجه اللائق به من غير تحريف، ولاتعطيل ولاتكييف، ولا تمثيل، فمن حرّف آيات الصفات أو أحاديث الصفات فإنه لم يحقق الإيمان بالله .
قال قومٌ:(الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى) (طـه:5) استولى، ومعناه شرعاً ولغة: علا وارتفع على العرش، لكنه علوّ خاص، ليس العلوّ العام علىجميع المخلوقات. فهذا الذي فسّر (اسْتَوَى) بـ : استولى لم يحقق الإيمان بالله، لأنه نفى صفة أثبتها الله لنفسه، والواجب إثبات الصفات.
ومن قال: (لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ )(صّ: الآية75) أي بقدرتيَّ ، أو: بقوتيَّ وليس لله يد حقيقة لم يحقق الإيمان بالله، لو حقق الإيمان بالله لقال: لله عزّ وجل يد حقيقية لكن لاتماثل أيدي المخلوقين،كما قال الله عزّ وجل : (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ )(الشورى: الآية11) لأننا لانحدث عن الله إلاعلى حسب ما أخبرنا الله به عن نفسه، فإذا كنّا لايمكن أن نتحدث عن شخص لم نرهُ وإن كان عندنا في البلد، فكيف نتحدث عن الله تعالى بلاعلم.
وإذا قال: إن الله لايتكلم بكلام مسموع، ولكن كلامه المعنى القائم بنفسه، وما سمعه جبريل فهو مخلوق، أصوات خلقها الله عزّ وجل لتعبّر عما في نفسه، فهذا ما حقق الإيمان بالله. لأن تفسير (الكلام) بهذا المعنى يدلّ على أن الله تعالى لايتكلم حقيقة، لأنك إذا قلت: الكلام هو المعنى القائم بالنفس صار معنى الكلام هو العلم، لا أنه المسموع، وعلى هذا فقس.
وعلى هذا فجميع المبتدعة في الأسماء والصفات، المخالفين لما عليه السلف الصالح، لم يحققوا الإيمان بالله، ولا نقول إنهم غير مؤمنين، فهم مؤمنون لاشك، لكنهم لم يحققوا الإيمان بالله، والذي فاتهم من الأمور الأربعة هو الرابع: الإيمان بأسماء الله وصفاته، فلم يحققوا الإيمان به، وهم مخطئون مخالفون لطريق السلف، وطريقتهم ضلال بلاشكّ، ولكن لايحكم على صاحبه بالضلال حتى تقوم عليه الحجة، فإذا قامت عليه الحجة، وأصر على خطئه وضلاله، كان مبتدعاً فيما خالف فيه الحق، وإن كان سلفيّاً فيما سواه، فلا يوصف بأنه مبتدع على وجه الإطلاق، ولا بأنه سلفيّ على وجه الإطلاق ،بل يوصف بأنه سلفي فيما وافق السلف، مبتدع فيما خالفهم .
ومن مسائل الأسماء والصفات التي حصل فيها خلاف معنى حديث : أَنَّ اللهَ خَلَقَ آَدَمَ عَلَى صُوْرَتِهِ[25] وضجّوا وارتفعت أصواتهم وكثرت مناقشاتهم، كيف خلق آدم على صورته؟
فحرّفه قومٌ تحريفاً مشيناً مستكرهاً، وقالوا: معنى الحديث: خَلَقَ اللهُ آدم على صورته أي على صورة آدم - الله المستعان - هل يمكن لأفصح البشر وأنصح البشر أن يريد بالضمير ضمير المخلوق، بمعنى خلق آدم على صورته أي على صورة آدم ؟ لايمكن هذا، لأن كل مخلوق فقد خلق على صورته، وحينئذ لافضل لآدم على غيره. فهذا هراء لامعنى له، أتدرون لما قالوا هذا التأويل المستكره المشين؟
قالوا: لأنك لو قلت إنها صورة الرب عزّ وجل لمثّلت الله بخلقه، لأن صورة الشيء مطابقةله ، وهذا تمثيل .
وجوابنا على هذا أن نقول : لو أعطيت النصوص حقها لقلت خلق الله آدم على صورة الله ، لكن ليس كمثل الله شيء.
فإن قال قائل: اضربوا لنا مثلاً نقتنع به ، أن الشيء يكون على صورة الشيء وليس مماثلاً له ؟
والجواب نقول: ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال إِنَّ أَوَّلَ زُمْرَةٍ تَدْخُلُ الجَنَّةَ عَلَى صُوْرَةِ القَمَرِ لَيْلَةِ البَدْرِ ثُمَّ الَّذِيْنَ يَلوُنَهُمْ عَلَى أَضْوَءِ كَوْكَبٍ فِي السَّمَاءِ[26] فهل أنت تعتقد أن هؤلاء الذين يدخلون الجنة على صورة القمر من كل وجه أو تعتقد أنهم على صورة البشر لكن في الوضاءة والحسن والجمال واستدارة الوجه وما أشبه ذلك على صورة القمر، لامن كل وجه ، فإن قلت بالأول فمقتضاه أنهم دخلوا وليس لهم أعين وليس لهم أفواه، وإن قلت بالثاني؛ زال الإشكال وثبت أنه لايلزم من كون الشيء على صورة الشيء أن يكون مماثلاً له من كل وجه.
فالمهم أن باب الصفات بابٌ عظيمٌ، خطره جسيم، ولايمكن أن ينفك الإنسان من الورطات والهلكات التي يقع فيها إلا باتباع السلف الصالح، أثبت ما أثبته الله تعالى لنفسه، وانْفِ مانفى الله عن نفسه، فتستريح.
هل تبحث في أمر يكون البحث فيه تعمّقاً وتنطّعاً ؟
الجواب: لا تبحث.




muslima04 27-06-2005 07:52 AM

تابع..
 
وقد سُئِل الإمام مالك - رحمه الله - عن قول الله تعالى: (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى) [طه:5] كيف استوى؟
فأطرق - رحمه الله - برأسه وجعل يتصبب عرقاً من ثقل ما ألقي عليه وتعظيمه الرب جل وعلا، ثم رفع رأسه وقال: (الاستواء غير مجهول) أي أنه معلوم في اللغة العربية، استوى على كذا: أي علا عليه واستقرّ، وكل ما ورد في القرآن والسنةوكلام العرب أن (استوى) إذا تعدّت بـ (على) فمعناه العلو وقوله: (والكيف غير معقول) أي معناه: أنّا لاندرك كيفية استواء الله على عرشه بعقولنا: وإنما طريق ذلك السمع. وقوله: (الإيمان به واجب) معناه : أن الإيمان باستواء الله على عرشه على الوجه اللائق واجب. (والسؤال عنه بدعة) معناه : أن السؤال عن كيفية الاستواء بدعة، لأن مثل هذا السؤال لم يسأل عنه الصحابة رضي الله عنهم النبي صلى الله عليه وسلم وهم أشد منا حرصاً على معرفة الله عزّ وجل ، والمجيب لو سألوه فهو أعلم منا بالله تعالى، ومع ذلك لم يقع السؤال، أفلا يسعنا ما وسعهم ؟
الجواب: بلى، فيجب على المسلم أن يسعه ما وسع السلف الصالح، فلا يسأل.
ثم قال الإمام مالك - رحمه الله- : (ما أراك) أي ما أظنك (إلامبتدعاً) تريد أن تفسد على الناس دينهم، ثم أمر به فأُخرج من المسجد، أي مسجد النبي صلى الله عليه وسلم ، ولم يقل: والله لاأستطيع إخراجه، أخشى أن أدخل في قوله تعالى: (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ )(البقرة: الآية114) لأني أمنع هذا من دخول المسجد، لأنه لم يدخل ليذكر فيه اسم الله، بل دخل ليفسد عباد الله، ومثل هذا يمنع.
فإذا كان الذي يأكل الثوم والبصل يمنع من دخول المسجد، فكيف بمن يفسد على الناس أديانهم،أفلا يكون أحقّ بالمنع؟ بلى والله، ولكن كثيراً من الناس غافلون.
على كلّ حال هذا المقام مقام عظيم، لكني أحذركم أن تتعمّقوا في باب الأسماء والصفات، وأن تسألوا عما لاحاجة لكم به.
يقول بعض الناس: الله تعالى له أصابع، ويقول المحرفون: ليس له أصابع، والمراد بقوله: إنَّ قُلُوْبَ بَنِيْ آدَمَ بَيْنَ أُصْبُعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ الرَّحْمَنِ[27] كمال السيطرة والتدبير، سبحانَ الله، أأنتم أعلم أم رسول الله؟ نفوا الأصابع لظنهم أن إثباتها يستلزم التمثيل، فمثلوا أولاً وعطّلوا ثانياً، فجمعوا بين التمثيل والتعطيل.
وجاء آخرون فقالوا: قلوب بني آدم بين أصبعين من أصابع الرحمن، وأمسك المسواك بين أصابعه وقال: بين أصبعين من أصابع الرحمن. قطع الله هاتين الأصبعين. فهل يحلّ هذا ؟
الجواب: لا يحل، أولاً: هل تعلم أن أصابع الله تعالى خمسة: إبهام وسبابة ووسطى وبنصر وخنصر؟ لا تعلم .
ثانياً: هل تعلم أن كون القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن: بين الإبهام والسبابة، أو بين الإبهام والوسطى، أو بين الإبهام والبنصر، أو بين الإبهام والخنصر؟ كيف تقول على الله ما لاتعلم، أم على الله يفترون، فمثل هذا يستحق أن يؤدّب لأنه قال على الله ما لا يعلم.
فقالوا: أليس النبي صلى الله عليه وسلم لما قال: وَكَانَ اللهُ سَمِيعَاً بَصِيرَا وضع إبهامه وسبابته على العين والأذن[28]
نقول: بلى، لكن أنت لست رسولاً حتى تفعل هذا، ثم المقصود من وضع الرسول صلى الله عليه وسلم أصبعيه تحقيق السمع والبصر فقط.
وأكرر أن باب الصفات باب عظيم، احذر أن تزل، فتحت رجلك هوّة، فالأمر صعب جداً.يقول آخرون في قول الله تعالى: (وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ )(الزمر: الآية67) فيشير بيده قابضاً لها على شيء - أعوذ بالله - والآخرون يقولون: قبضته أي تحت تصرفه، والفرق بينهما عظيم.
فعلى كل حال، أكرر:احذروا باب الصفات أن تخوضوا في شيءٍ لم يتكلم فيه السلف الصالح.يقول بعض العلماء: من لم يسعه ما وسع الصحابة والتابعين فلا وسّع الله عليه.
قوله: وَمَلائِكَتِهِ بدأ بالملائكة قبل الرسل والكتب لأنهم عالم غيبي، أما الرسل والكتب فعالم محسوس، فالملائكة لا يظهرون بالحس إلا بإذن الله عزّ وجل ، وقد خلق الله الملائكة من نورٍ،كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم وهم لايحتاجون إلى أكل وشرب، ولهذا قيل إنهم صمدٌ أي ليس لهم أجواف، فلا يحتاجون إلى أكل ولا شرب، فنؤمن أن هناك عالماً غيبياً هم الملائكة.
وهم أصناف، ووظائفهم أيضاً أصناف حسب حكمة الله عزّ وجل كالبشر أصناف ووظائفهم أصناف.
والإيمان بالملائكة يتضمّن:
أولاً : الإيمان بأسماء من علمنا أسماءهم،أن نؤمن بأن هناك ملَكاً اسمه كذا مثل جبريل.
ثانياً : أن نؤمن بما لهم من أعمال، مثلاً:
جبريل: موكل بالوحي، ينزل به من عند الله إلى رسله.
وميكائيل: موكل بالقطر أي المطر، والنبات أي نبات الأرض.
وإسرافيل: موكل بالنفخ في الصور .
هؤلاء الثلاثة كان النبي صلى الله عليه وسلم يذكرهم عندما يستفتح صلاة الليل فيقول: اللَّهُمَّ رَبَّ جِبْرَائِيْلَ وَمِيْكَائِيْلَ وَإِسْرَافِيْلَ [29] والحكمة من هذا : أن كل واحد منهم موكل بحياة: فجبريل موكل بالوحي وهو حياة القلوب كما قال عزّ وجل : (وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنَا)(الشورى: الآية52) وميكائيل موكل بالقطر والنبات وهو حياة الأرض، وإسرافيل موكل بالنفخ في الصور وهو حياة الناس الحياة الأبدية.
والمناسبة ظاهرة، لأنك إذا قمت من النوم فقد بعثت من موت كما قال تعالى: [وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ ) (الأنعام: الآية60)] وقال عزّ وجل: (اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمّى)(الزمر: الآية42)
إذا كان القيام من الليل بعثاً وهؤلاء الملائكة الثلاثة الكرام كلهم موكلون بحياة،صارت المناسبة واضحة.
كذلك يجب الإيمان بما لبعض الملائكة من أعمال خاصة، فمثلاً: هناك ملائكة وظائفهم أن يكتبوا أعمال العباد، قال الله عزّ وجل: (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْأِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ * إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ*مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) [ق:16-18] فهؤلاء موكلون بكتابة أعمال بني آدم،وقال الله عزّ وجل أيضاً في آية أخرى: ( كَلاَّ بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ*وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ كراما كاتبين) [الأنفطار:9-11] يكتبون كل قول يقوله الإنسان، وظاهر الآية الكريمة أنهم يكتبون ما للإنسان وما عليه وما ليس له ولا عليه، وجه كون هذا هو الظاهر: أن قوله عزّ وجل : ( مِنْ قَوْلٍ) نكرة في سياق النفي مؤكّدة بـ: (من) فتفيد العموم، لكن ماليس له ولا عليه لايحاسب عليه وإنما يقال إنه فاته خير كثير.وذُكر أن رجلاً دخل على الإمام أحمد بن حنبل - رحمه الله- فقيه المحدّثين ومحدث الفقهاء وإمام أهل السنة، دخل عليه وهو يئن من الوجع، فقال له: يا أبا عبد الله تئنّ وقد قال طاوس: إن الملك يكتب حتى أنين المريض، فأمسك الإمام أحمد - رحمه الله تعالى - عن الأنين، وهذا من تعظيم آثار السلف عند السلف.
ومن الملائكة من هم موكلون بالسياحة في الأرض يلتمسون حِلَق الذّكر والعلم فإذا وجدوها جلسوا.
ومنهم ملائكة موكلون بحفظ بني آدم.
ومنهم ملائكة موكلون بقبض روح بني آدم.
ومنهم ملائكة موكلون بسؤال الميت في قبره.
ومنهم ملائكة موكلون بتلقّي المؤمنين يوم القيامة: ( وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ )(الانبياء: الآية103)
ومنهم ملائكة موكلون بتحية أهل الجنة كما قال تعالى في كتابه: (وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَاب ٍ * سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ) (الرعد:23-24)
ومنهم ملائكة يعبدون الله عزّ وجل ليلاً ونهاراً، كما قال سبحانه وتعالى: (يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لا يَفْتُرُونَ) (الانبياء:20) قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( أَطَّتِ السَّماءُ وَحَقَّ لَهَا أَنْ تَئِطَّ) والأطيط : هو صرير الرحل على البعير إذا كان الحمل ثقيلاً،فيقول صلى الله عليه وسلم : ( أَطَّتِ السَّماءُ وَحَقَّ لَهَا أَنْ تَئِطَّ، مَامِنْ مَوْضِعِ أَرْبَعِ أَصَابِع مِنْهَا إِلاَّ وَفِيْهِ مَلَكٌ قَائِمٌ لِلَّهِ أَوْ رَاكِعٌ أَوْ سَاجِد) [30]
وَكُتُبِهِ جمع كتاب بمعنى: مكتوب والمراد بها الكتب التي أنزلها الله عزّ وجل على رسله لأنه ما من رسول إلا أنزل الله عليه كتاباً كما قال الله عزّ وجل : (كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النبيينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ ) (البقرة:213)
وقال عزّ وجل: (وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا) أي إبراهيم ونوح: (النُّبُوَّةَ وَالْكِتَاب) [الحديد:26] واعلم أن جميع الكتب السابقة منسوخة بما له هيمنة عليها وهو القرآن، قال الله عزّ وجل: (وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ)(المائدة: الآية48) كل الكتب منسوخة بالقرآن،فلا يُعمل بها شرعاً.
واختلف العلماء - رحمهم الله - فيما ثبت في شرائع من قبلنا، هل نعمل به إلا أن يرد شرعنا بخلافه، أو لا نعمل به؟
من العلماء من قال: إن شرع من قبلنا شرع لنا مالم يرد شرعنا بخلافه، وذلك أن ماسبق من الشرائع:
.1إما أن توافقه شريعتنا
.2 وإما أن تخالفه شريعتنا
.3 وإما أن لاندري توافقه شريعتنا أم لا فيكون مسكوتاً عنه
فما وافقته شريعتنا فهو حق ونتبعه، وهذا بالإجماع، واتباعنا إياه لا لأجل وروده في الكتاب السابق ولكن لشريعتنا.
- وما خالف شريعتنا فلا نعمل به بالاتفاق، لأنه منسوخ، ومثاله لايحرم على الناس أكل الإبل في وقتنا مع أنها على بني إسرائيل - اليهود خاصة - كانت محرمة.
- وما لم يرد شرعنا بخلافه ولا وفاقه فهذا محل الخلاف: منهم من قال: إنه شرع لنا. ومنهم من قال: ليس بشرعٍ لنا، ولكل دليل، وتفصيل ذلك في أصول الفقه.

muslima04 27-06-2005 07:54 AM

تابع..
 
والإيمان بالكتب يتضمّن أربعة أمور:
أولاً : أن نؤمن بأن الله تعالى أنزل على الرسل كتباً، وأنها من عند الله ولكن لانؤمن بأن الكتب الموجودة في أيدي هذه الأمم هي الكتب التي من عند الله لأنها محرّفة ومبدلة، لكن أصل الكتاب المنزل على الرسول نؤمن بأنه حق من عند الله.
ثانياً : أن نؤمن بصحة ما فيها من أخبار كأخبار القرآن وأخبار ما لم يبدل أو يحرّف من الكتب السابقة.
ثالثاً : أن نؤمن بما فيها من أحكام إذا لم تخالف الشريعة على القول بأن شرع من قبلنا شرع لنا - وهو ا لحق - إذا لم يرد شرعنا بخلافه.
رابعاً : أن نؤمن بما علمنا من أسمائها، مثل: القرآن والتوراة والإنجيل والزبور وصحف إبراهيم وصحف موسى.
فلو قال رجل: أنا لا أومن بأن هناك كتاباً يسمى التوراة، فإنه كافر، لأن الإيمان بالله يتضمن الإيمان بالكتب.
وَرسُلِهِ أي أن تؤمن برسل الله عزّ وجل ، والمراد بالرسل من البشر، وليعلم بأنه يعبر برسول ويعبّر بنبي، فهل معناهما واحد؟
الجواب: أما في القرآن فكل من ذكر من الأنبياء فهو الرسول ، فكلما وجدت في القرآن من نبي فهو رسول، لكن معنى النبي والرسول يختلف، والصواب فيه: أن النبي هو من أوحي إليه بشرع وأمر بالعمل به ولكن لم يؤمر بتبليغه، فهو نبي بمعنى مُخْبَر، ولكن لم يؤمر بالتبليغ. مثاله: آدم عليه السلام أبو البشر نبي مكلف لكنه ليس برسول، لأن أول الرسل نوح، أما آدم فنبي كما صح ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم .
فإذا قال قائل: لماذا لم يرسل؟
فالجواب: لأن الناس في ذلك الوقت كانوا أمة واحدة، قليلون وليس بينهم اختلاف، لم تتسع الدنيا ولم ينتشر البشر فكانوا متّفقين فكفاهم أن يروا أباهم على عبادة ويتبعوه، ثم لما حصل الخلاف وانتشر الناس احتيج إلى الرسل، كما قال الله عزّ وجل : (كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النبيينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ)(البقرة: الآية213)
فإذا قال قائل: ما الفائدة من النبي صلى الله عليه وسلم بعد آدم عليه السلام إذا كان لم يؤمر بالتبليغ ؟
قلنا الفائدة: تذكير الناس بالشريعة التي نسوها، وفي هذا لا يكون الإعراض من الناس تاماً فلا يحتاجون إلى رسول ،ويكفي النبي صلى الله عليه وسلم الذي يذكرهم بالشريعة، قال الله تعالى: (إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدىً وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النبيونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا )(المائدة: الآية44) هذه هي الفائدة من النبي صلى الله عليه وسلم ، لأن هذا الإيراد إيراد قوي وهو ما الفائدة من النبوة بلا رسالة؟ والجواب ماسبق. ولهذا جاء في حديث لكنه ضعيف: عُلَمَاءُ أُمَّتِيْ كَأَنْبِيَاءِ بَنِيْ إِسْرَائِيْل[31] معناه صحيح لكنه ضعيف من حيث إنه مسند إلى النبي صلى الله عليه وسلم .
- وأوّل الرسل نوح عليه السلام، وآخرهم محمد صلى الله عليه وسلم، واعلم بأنك ستجد في بعض كتب التاريخ أن إدريس عليه الصلاة والسلام كان قبل نوح عليه السلام، وأن هناك بعضاً آخرين مثل شيث، كل هذا كذبٌ وليس بصحيح.
فإدريس بعد نوح قطعاً، وقد قال بعض العلماء: إن إدريس من الرسل في بني إسرائيل، لأنه دائماً يذكر في سياق قصصهم، لكن نعلم علم اليقين أنه ليس قبل نوح، والدليل قول الله تعالى: (إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنبيينَ مِنْ بَعْدِهِ ) (النساء: الآية163) وقال الله عزّ وجل: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً وَإِبْرَاهِيمَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ) (الحديد: الآية26) فأرسلهم الله وهم القمة، وجعل في ذريتهما النبوة والكتاب، فمن زعم أن إدريس قبل نوح فقد كذب القرآن وعليه أن يتوب إلى الله من هذا الاعتقاد.
والرسل عليهم الصلاة والسلام هم أعلى طبقات البشر الذين أنعم الله عليهم، قال الله تعالى: (وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرسول فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النبيينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ ) (النساء: الآية69) هذه أربعة أصناف.النبيون يدخل فيهم الرسل وهم أفضل من الأنبياء، ثم الرسل أفضلهم خمسة هم أُوُلو العزم، ذكروا في القرآن في موضعين في سورة الأحزاب وفي سورة الشورى: ففي سورة الأحزاب قال الله تعالى: (وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النبيينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى) (الأحزاب: الآية7) وفي سورة الشورى قال الله تعالى: (شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّين)(الشورى: الآية13) فسبحان الله ، هذه وصية من الله للأولين والآخرين : (أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا ) (الشورى: الآية13) فهي وصية بإقامة الدين وعدم التفرّق في الدين.
وأفضلهم محمد صلى الله عليه وسلم كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ [32] ولما التقى بهم في الإسراء أَمَّهم في الصلاة، فإبراهيم إمام الحنفاء صلى وراء محمد صلى الله عليه وسلم ، ومعلوم أنه لايقدم في الإمامة إلا الأفضل،فالنبي صلى الله عليه وسلم هو أفضل أولي العزم.
والثاني: إبراهيم الخليل عليه السلام يلي مرتبة النبي صلى الله عليه وسلم الذي قال الله فيه: (وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً)(النساء: الآية125) والذي ابتلاه الله تعالى ببلية لايصبر عليها إلا أولو العزم.
وقصّة ابتلاء إبراهيم عليه الصلاة والسلام أنه أتاه ابناً على كبر، ومعلوم أنه إذا أتى الفريد الوحيد ابنٌ على كبر، سيكون في قلب أبيه في غاية المحبة للبشر، لما بلغ معه السعي فلم يكن طفلاً لايهتم به، ولم يكن كبيراً انفرد بنفسه بل بلغ السعي، أي بدأ يمشي معه، تعلق قلبه به تماماً فامتحنه الله تعالى، بأن رأى في المنام أنه يذبح ابنه، ورؤيا الأنبياء وحي، فقال له: يابني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى، فلم يخيره لكن أراد أن يمتحنه، فجاء الابن في غاية ما يكون من الامتثال والانقياد فقال: يا أبتِ افعل ما تؤمر، لم يقل يا أبت اذبحني، بل قال: افعل ما تؤمر حتى ينبّهه أنه يفعل هذا امتثالاً لأمر الله عزّ وجل ، افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين، فلم يجزم، بل قال: إن شاء الله، كما قال الله تعالى: (وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَداً*إِلاَّ أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ) [الكهف:23-24] فاتفق الأب والابن على الاستجابة لأمر الله، فلما أسلما أي استسلما لأمر الله، وتلّه أي أبوهُ للجبين أي على الأرض والجبين: الجبهة، وإنما تلّه على الجبين دون أن يذبحه مستلقياً لئلا يرى وجه ابنه والسكين تلوح على رقبته، فيخفف هو عن نفسه ويخفف أيضاً على الابن، فلما تلّه للجبين جاء الفرج من الله عزّ وجل ، فرّج الله تعالى عنه: (وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ*قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ) [الصافات:104-105].
هذه المحبة لهذا الابن وهذا الابتلاء وهذا الامتثال التام يدل على أن محبة الله في قلب إبراهيم عليه السلام أعظم من محبة الولد، فكان إبراهيم خليل الله عزّ وجل ، أعطاه الله الخلة. والخلّة: هي أعظم أنواع المحبة، والمحبة أنواعها عشرٌ، وقيل سبع، لكن أعلاها الخلّة، وفي هذا يقول الشاعر لمعشوقته:
قدْ تخلَّلتِ مسلك الرّوحِ منّي وبذا سُمِّيَ الخليلُ خَليلا
لأن محبته تخللت مسلك الروح، العروق والعظام والمخ وكل شيء.
ففي قوله: (وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً)(النساء: الآية125) دليل على أن إبراهيم بالنسبة لله عزّ وجل ، أعلى مايكون من المحبوب، ففيه إثبات المحبة.
وقال المحرّفون الذين يقولون: إن الله لايحب: إن قوله تعالى: (وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً) مأخوذ من الخِلّة بالكسر، يعني الافتقار ومعنى (وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً) أي فقيراً إليه.
وهذا من التّحريف، فكل إنسان على قولهم يكون خليلاً لله، لأن كل إنسان مفتقر إلى الله عزّ وجل .
ولكن نقول:الخليل هو الذي بلغ غاية المحبة، قال النبي صلى الله عليه وسلم : إِنَّ اللهَ اِتَّخَذَنِيْ خَلِيْلاً كَمَا اِتَّخَذَ إِبْرَاهِيْمَ خَلِيْلا، وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذَاً مِنْ أُمَّتِيْ خَلِيْلاً لاَتَّخّذْتُ أَبَابَكْرخليلاً [33] .
وهناك كلمة شائعة عند الناس: يقولون: إبراهيم خليل الله، ومحمد حبيب الله وموسى كليم الله، ولاشك أن محمداً صلى الله عليه وسلم حبيب الله فهو حابّ الله ومحبوب لله ولكن هناك وصف أعلى من ذلك وهو خليل الله، فالرسول صلى الله عليه وسلم خليل الله. والذين يقولون محمد حبيب الله قد هضموا حق الرسول صلى الله عليه وسلم،لأن المحبة أقل من الخلة، ولذلك نقول لا نعلم من البشر خليلاً لله إلا اثنان: إبراهيم ومحمد عليهما الصلاة والسلام، لكن المحبة كثيرٌ كما قال الله تعالى : (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)(البقرة: الآية195) و: (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفّاً)(الصف: الآية4) وغير ذلك من الآيات.
وقوله: واليوم الآخِرِ اليوم الآخر، هو يوم القيامة، وسمي آخراً لأنه آخر مراحل بني آدم وغيرهم أيضاً، فالإنسان له أربع دور، في بطن أمه، وفي الدنيا، وفي البرزخ، ويوم القيامة وهو آخرها.

muslima04 27-06-2005 07:55 AM

- الإيمان باليوم الآخر يتضمّن:
أولاً: الإيمان بوقوعه، وأن الله يبعث من في القبور، وهو إحياؤهم حين ينفخ في الصور، ويقوم الناس لرب العالمين، قال تعالى: (ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ) (المؤمنون:16) وقال النبي صلى الله عليه وسلم: يُحْشَرُ النَّاسُ يَوْمَ القِيَامَةِ حُفَاةً غُرْلاً[34] ، وأنه واقع لامحالة، لأن الله تعالى أخبر به في كتابه وكذلك في السنة، وكثيراً مايقرن الله تعالى بين الإيمان به وبين الإيمان باليوم الآخر،لأن من لم يؤمن باليوم الآخر لايعمل، إذ إنه يرى أن لاحساب.
ثانياً: الإيمان بكل ماذكره الله في كتابه وما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم مما يكون في ذلك اليوم الآخر، من كون الناس يحشرون يوم القيامة حفاة عراة غرلاً بهماً، أي ليس معهم مال، وهذا كقوله تعالى: (كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ ) (الانبياء: الآية104) .
ثالثاً: الإيمان بما ذكر في اليوم الآخر من الحوض والشفاعة والصراط والجنة والنار فالجنة دار النعيم، والنار دار العذاب الشديد.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله- في العقيدة الواسطية: ومن الإيمان باليوم الآخر الإيمان بكل ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم يكون بعد الموت مثل الفتنة في القبر فإن الناس يفتنون في قبورهم ويسألون عن ثلاثة أشياء: من ربك ؟ وما دينك؟ ومن نبيّك؟
رابعاً: الإيمان بنعيم القبر وعذابه، لأن ذلك ثابت بالقرآن والسنة وإجماع السلف.
وهنا ننبّه على ما نسمعه من قول بعض الناس أو نقرأه في بعض الصحف إذا مات إنسان قالوا: انتقل إلى مثواه الأخير.
وهذا غلط عظيم، ولولا أننا نعلم مراد قائله لقلنا: إنه ينكر البعث، لأنه إذا كان القبر مثواه الأخير،فهذا يتضمن إنكار البعث، فالمسألة خطيرة لكن بعض الناس إمّعة، إذا قال الناس قولاً أخذ به وهو لايتأمل في معناه.
وَتُؤْمِنُ بِالقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرّهِ وهنا أعاد صلى الله عليه وسلم الفعل: (تؤمن) لأهمية الإيمان بالقدر، لأن الإيمان بالقدر مهم جداً وخطير جداً.
والإيمان بالقدر يتضمّن أربعة أمور:-
الأول : أن تؤمن بعلم الله المحيط بكل شيء جملة وتفصيلاً.
دليل ذلك: عموم الأدلة مثل قول الله تعالى: (وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)(البقرة: الآية282) وخصوص العلم بالغيب، وقد قال موسى عليه الصلاة والسلام: ( لا يَضِلُّ رَبِّي وَلا يَنْسَى)(طـه: الآية52) أي لايجهل ولاينسى ما علم.
وقد ذكر الله عزّ وجل العلم في آيات كثيرة جملة وتفصيلاً:
قال الله عزّ وجل في الجملة: (وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) [البقرة:282]، وقال تعالى: (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) (الطلاق: الآية12) أي أخبرنا كم بهذا : (لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاَطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً)(الطلاق: الآية12) هذا مجمل.
أما التفصيل فقال الله تعالى: (وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا)(الأنعام: الآية59) كلمة ما اسم موصول، وكل اسم موصول فهو مفيد للعموم، فكل شيء في البرّ الله سبحانه وتعالى يعلمه، وكذلك كل شيء في البحر فالله سبحانه وتعالى يعلمه، وقوله تعالى: (وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ) أي ورقة في أي شجرة إلا يعلمها: يعلم متى سقطت، وأين سقطت، وكيف سقطت: (وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ)(الأنعام: الآية59) أي حبة، سواء كانت كبيرة، أو صغيرة في ظلمات الأرض إلا يعلمها الله عزّ وجل ، فإذا قدرنا أن حبة بر غاصت في قاع البحر، ففوقها طين، وفوق الطين ماء، وكان ذلك ليلاً أي في ظلمة الليل، وكانت السماء ممطرة، والغيوم متلبدة، فهذا ظلمة المطر وظلمة الغيوم وكان الجو مغبرّاً، هذا أيضاً ظلمة، فيعلم الله عزّ وجل الحبة في ظلمات الأرض ولا رطبٍ ولايابسٍ إلا في كتاب مبين
وإذا حقق العبد الإيمان بعلم الله، وأنه جلّ وعلا محيطٌ بكل شيء أوجب له الخوف من الله، وخشيته، والرغبة فيما عنده جل وعلا ، لأن كل حركة تقوم بها فالله يعلمها.
ثانياً: الإيمان بأن الله تعالى كتب في اللوح المحفوظ، مقادير كل شيء إلى يوم القيامة، قال الله عزّ وجل: (وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ) [يس:12] أي في كتاب، وقال عزّ وجل : )وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ) [الأنبياء:105] وهو اللوح المحفوظ : (أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ)(الأنبياء: الآية105) ، والآيات في هذا متعددة.
وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الله لما خلق القلم قال له: اِكْتُبْ، قَالَ رَبِّ: وَمَاذَا أَكْتُبُ؟ قَالَ: اكتُبْ مَاهُوَ كَائِنٌ، فَجَرَى فِيْ تِلْكَ السَّاعةِ بِمَاهُوَ كَائِنٌ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ [35] فأمر الله القلم أن يكتب؛ ولكن كيف يوجه الخطاب إلى الجماد؟
الجواب عن ذلك: نعم، من الله يصح لأنه هو الذي ينطق الجماد ثم إن الجماد، بالنسبة إلى الله عاقل يصحّ أن يوجه إليه الخطاب، قال تعالى: (ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ) (فصلت:11) فوجّه الخطاب إليهما، وذكر جوابهما وكان الجواب لجمع العقلاء (طائعين) دون طائعات. والحاصل أن الله أمر القلم أن يكتب، وقد امتثل القلم، لكنه أشكل عليه ماذا يكتب، فقال: ربي وماذا أكتب ؟
قال: اكتب ماهو كائن إلى يوم القيامة، فجرى في تلك اللحظة بما هو كائن إلى يوم القيامة - سبحان الله - من يحصي الحوادث والوقائع إلا الله عزّ وجل ، وهذا اللوح المحفوظ مشتمل عليها.
- واللوح المحفوظ لانعرف ماهيته، من أيّ شيء؛ أمن الخشب، أم من حديد، ولانعرف حجم هذا اللوح ولاسعته، فالله أعلم بذلك والواجب أن نؤمن بأن هناك لوحاً كتب الله فيه مقادير كل شيء، وليس لنا الحق أن نبحث وراء ذلك.
وقد ظهر في الآونة الأخيرة ما يسمّى بأقراص الليزر يتسع القرص الصغير إلى كتب كثيرة، وهو من صنع الآدمي، وأقول هذا تقريباً لا تشبيهاً،لأن اللوح المحفوظ أعظم من أن نحيط به.
ثالثاً: أن تؤمن بأن كل ما حدث في الكون فهو بمشيئة الله تعالى،فلا يخرج شيء عن مشيئته أبداً . ولهذا أجمع المسلمون على هذه الكلمة: ماشاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، فأي شيء يحدث فهو بمشيئة الله.
وهذا عام، لما يفعله عزّ وجل بنفسه وما يفعله العباد،فكله بمشيئة الله، ودليل ذلك قول الله عزّ وجل : (وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ)(البقرة: الآية253) وقال عزّ وجل: (وَلَوْ شَاءَ ربك مَا فَعَلُوهُ) [الأنعام:112] وقال: (وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا فَعَلُوهُ) [الأنعام:137] وقال عزّ وجل: (لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ*وَمَا تَشَاءُونَ إِلاَّ أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ) [التكوير:29،28] فكل ماحدث في الكون فهو بمشيئة الله، وإذا آمن الإنسان بهذا سلم من عمل الشيطان، فإذا فعل فعلاً وحصل خلاف المقصود، قال ليتني لم أفعل، فهذا من عمل الشيطان، لأن الذي فعلته قد شاءه الله عزّ وجل ولابد أن يكون، لكن إن كان ذنباً فعليك بالتوبة والاستغفار.
رابعاً: الخلق، ومعناه: الإيمان بأن الله سبحانه وتعالى خلق كل شيء، فنؤمن بعموم خلق الله تعالى لكل شيء، قال تعالى:(وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً)(الفرقان: الآية2) فكل شيء مخلوق لله: السموات، والأرضون، والبحار، والأنهار، والكواكب، والشمس، والقمر، الإنسان، الكل مخلوق لله عزّ وجل وحركات الإنسان مخلوقة لله،لأن الله تعالى خلق الإنسان وأفعاله، وإذا كان هو مخلوقاً فصفاته وأفعاله مخلوقة ولا شك، فأفعال العباد مخلوقة لرب العباد عزّ وجل ، وإن كانت باختيار العباد وإرادتهم لكنها مخلوقة لله، وذلك لأن أفعال العباد ناشئةعن إرادة جازمة وقدرة تامة، وخالق الإرادة والقدرة هو الله سبحانه وتعالى.
وهل صفات الله مخلوقة ؟
الجواب: لا، لأن صفاته سبحانه وتعالى كذاته كما أن صفات الإنسان كذات الإنسان مخلوقة. وسنذكر في الفوائد إن شاء الله أن الناس انقسِموا في القدر إلى ثلاثة أقسام: مُفَرِّط، ومُفْرِط، ومقتصد، أي مستقيم.
قَالَ: صَدَقْتَ القائل جبريل عليه السلام
ثم قال: أخْبِرْني عَنِ الإِحْسَانِ الإحسان مصدر أحسن يحسن، وهو بذل الخير والإحسان في حق الخالق: بأن تبني عبادتك على الإخلاص لله تعالى والمتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكلما كنت أخلص وأتبع كنت أحسن. وأما الإحسان للخلق: فهو بذل الخير لهم من مال أوجاه أو غير ذلك

muslima04 27-06-2005 07:59 AM

وهذا أيضا له علاقة لمحور حديثنا إن شاء الله..

دائما مع نفس الشيخ رحمه الله تعالى:


إشكالات ترد على قلب الشباب

القلب الميت لا ترد عليه الهواجس والوساوس المنافية للدين ، لأنه قلب ميت هالك لا يريد الشيطان منه أكثر مما هوعليه ، ولذلك قيل لابن مسعود أو ابن عباس : إن اليهود يقولون : إنهم لا يوسوسون في صلاتهم أي لا تصيبهم الهواجس ، فقال : صدقوا ، وما يصنع الشيطان بقلب خراب .
أما إذا كان القلب حياً وفيه شئ من الإيمان فإن الشيطان يهاجمه مهاجمة لا هوادة فيها ولا ركود ، فيقذف عليه الوساوس المناقضة لدينه ما هو من أعظم المهلكات لو استسلم له العبد. حتى إنه يحاول أن يشككه في ربه وفي دينه وعقيدته ، فإن وجد في القلب ضعفاً وانهزاماً استولى عليه حتى يخرجه من الدين ، وإن وجد في القلب قوة ومقاومة انهزم الشيطان مدبراً خاسئاً وهو حقير .
وهذه الوساوس التي يلقيها الشيطان في القلب لا تضره إذا استعمل المرء العلاج الوارد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها .
فعن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم جاءه رجل فقال : أحدث نفسي بالشئ لأن أكون حممة ـ أي فحمة ـ أحب إليّ من أن أتكلم به . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : الحمد لله الذي رد كيده ـ الشيطان ـ إلى الوسوسة (5) ( رواه أبو داود ) .
وجاء ناس من الصحابة فقالوا : يا رسول الله : إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به أي يراه عظيماً فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (( أوجدتموه )) . قالوا : نعم . قال : (( ذاك صريح الإيمان ))(6) رواه مسلم . ومعنى كونه صريح الإيمان ، أن هذه الوسوسة الطارئة وإنكاركم إياها وتعاظمكم لها لا تضر إيمانكم شيئاً بل هي دليل على أن إيمانكم صريح لا يشوبه نقص .
وقال صلى الله عليه وسلم : (( يأتي الشيطان أحدكم فيقول : من خلق كذا ؟ من خلق كذا ؟ حتى يقول : من خلق ربك ؟ فإذا بلغه ـ اي وصل إلى هذا الحد ـ فليستعذ بالله ولينته ))(7) رواه البخاري ومسلم ، وفي حديث آخر : (( فليقل : آمنت بالله ورسوله )) .
وفي حديث رواه ابو داود قال : (( قولوا : الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفواً أحد . ثم ليتفل عن يساره ثلاثاً وليستعذ بالله من الشيطان الرجيم ))(8).
ففي هذه الأحاديث وصف الصحابة رضي الله عنهم المرض للنبي صلى الله عليه وسلم فوصف لهم العلاج في أربعة أشياء :
الأول: الانتهاء عن هذه الوساوس ، يعني الإعراض عنها بالكلية وتناسيها حتى كأنها لم تكن ، والاشتغال عنها بالأفكار السليمة .
الثاني : الاستعاذة منها ومن الشيطان الرجيم .
الثالث : أن يقول : آمنت بالله ورسوله .
الرابع : أن يقول : الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد . ويتفل عن يساره ثلاثاً ويقول : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم .


انتهى..:)


أخي أبو جوليا..أرجو ان تكون قد استفدت من هذا الكلام..فهذه قواعد إيمانية لابد للمسلم من الإيمان بها وقبولها..
أما وقد قرات الآن بإذن الله تعالى هذه القواعد..ممكن الآن بإذن الله تعالى ان أدلك على كتاب قيم جدا..يتحدث عن بدء الخلق والملائكة والجن وكل تلك التساؤلات وسيرة الحبيب صلى الله عليه وسلم وسيرة الرسل والأنبياء والصحابة وكل شيء..هو جامع لكل شيء ولله الحمد..انصحك بقراءته فهو كتاب قيم ومفيد جدا..اسمه : البداية والنهاية (لابن كثير)..

وفي الخدمة اخي الفاضل إن شاء الله..:)

في أمان الله..

سبحانك اللهم وبحمدك أشهد ان لا إله إلا انت أستغفرك واتوب إليك.

دايم العلو 27-06-2005 10:07 AM

إقتباس:

الرسالة الأصلية كتبت بواسطة المعمدان


وسأبدأ بطرح عدة أسئلة أتمنى أن ألاقي إجاباتها.

خلق الله الخلق وهو الأول فلاشيئ بعده. والخالق كان قبل الخلق.
سؤالي كيف كان العالم قبل الخلق؟
وماذا كان الله جل في علاه يفعل قبل خلق الخلق؟
وهل كانت الملائكة قبل خلق الجنة والأرض أم لا؟


الأخ الكريم / المعمدان

أولاً أسأل الله لنا ولك التوفيق والعلم النافع المفيد
والثبات على الدين القويم

اعلم رحمنا الله وإياك أن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم لم يترك
لنا شاردة ولا واردة ولاخير إلا دلنا عليه ولا شر إلا حذرنا منه
واعلم رحمني الله وإياك أننا نحن البشر مهما وصلنا من علم وتقدم
وتطور في جميع المجالات إلا أن هناك أمور لا يمكن أن تصل إليها
عقولنا الضعيفة ،، ولسنا مطالبين بالبحث عنها أو التعمق فيها
حتى لا أطيل عليك
سؤرد لك حديث شريف من كلام خير البشر رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم
يرد على استفسارك

عن ‏أبي هريرة ‏ ‏رضي الله عنه ‏
‏قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏يأتي الشيطان أحدكم فيقول من خلق كذا من خلق كذا حتى يقول من خلق ربك فإذا بلغه فليستعذ بالله ولينته

وهذا شرح الحديث :

‏قوله : ( من خلق ربك فإذا بلغه فليستعذ بالله ولينته ) ‏
‏أي عن الاسترسال معه في ذلك , بل يلجأ إلى الله في دفعه , ويعلم أنه يريد إفساد دينه وعقله بهذه الوسوسة , فينبغي أن يجتهد في دفعها بالاشتغال بغيرها , قال الخطابي : وجه هذا الحديث أن الشيطان إذا وسوس بذلك فاستعاذ الشخص بالله منه وكف عن مطاولته في ذلك اندفع , قال : وهذا بخلاف ما لو تعرض أحد من البشر بذلك فإنه يمكن قطعه بالحجة والبرهان , قال : والفرق بينهما أن الآدمي يقع منه الكلام بالسؤال والجواب والحال معه محصور , فإذا راعى الطريقة وأصاب الحجة انقطع , وأما الشيطان فليس لوسوسته انتهاء , بل كلما ألزم حجة زاغ إلى غيرها إلى أن يفضي بالمرء إلى الحيرة , نعوذ بالله من ذلك . قال الخطابي : على أن قوله من خلق ربك كلام متهافت ينقض آخره أوله لأن الخالق يستحيل أن يكون مخلوقا , ثم لو كان السؤال متجها لاستلزم التسلسل وهو محال , وقد أثبت العقل أن المحدثات مفتقرة إلى محدث . فلو كان هو مفتقرا إلى محدث لكان من المحدثات , انتهى . والذي نحا إليه من التفرقة بين وسوسة الشيطان ومخاطبة البشر فيه نظر , لأنه ثبت في مسلم من طريق هشام بن عروة عن أبيه في هذا الحديث " لا يزال الناس يتساءلون حتى يقال هذا خلق الله الخلق فمن خلق الله ؟ فمن وجد من ذلك شيئا فليقل آمنت بالله " فسوى في الكف عن الخوض في ذلك بين كل سائل عن ذلك من بشر وغيره . وفي رواية لمسلم عن أبي هريرة قال : سألني عنها اثنان , وكان السؤال عن ذلك لما كان واهيا لم يستحق جوابا , أو الكف عن ذلك نظير الأمر بالكف عن الخوض في الصفات والذات . قال المازري : الخواطر على قسمين : فالتي لا تستقر ولا يجلبها شبهة هي التي تندفع بالإعراض عنها , وعلى هذا ينزل الحديث , وعلى مثلها ينطلق اسم وسوسة , وأما الخواطر المستقرة الناشئة عن الشبهة فهي التي لا تندفع إلا بالنظر والاستدلال وقال الطيبي : إنما أمر بالاستعاذة والاشتغال بأمر آخر ولم يأمر بالتأمل والاحتجاج لأن العلم باستغناء الله جل وعلا عن الموجد أمر ضروري لا يقبل المناظرة , ولأن الاسترسال في الفكر في ذلك لا يزيد المرء إلا حيرة , ومن هذا حاله فلا علاج له إلا الملجأ إلى الله تعالى والاعتصام به , وفي الحديث إشارة إلى ذم كثرة السؤال عما لا يعني المرء وعما هو مستغن عنه , وفيه علم من أعلام النبوة لإخباره بوقوع ما سيقع فوقع , وسيأتي مزيد لهذا في كتاب الاعتصام إن شاء الله تعالى .

المصدر

أبو إيهاب 27-06-2005 11:07 AM

ابننا / المعمدان " ولتغير اسمك بعد أن تغير قلبك " .

هذه نعمة نحمد الله سبحانه وتعالى عليها ، أن أحاطك بأحبة يتمنون لك كل الخير بإذن الله .

لقد أبدعوا وجاؤك بما يثلج الصدر ، ولولا ضيق وقتى لقرأت كل المقالات التى دبجت .

وكنت قد أعددت فى نفسى كلاما أريد أن أختصره لك .

فهناك الغيب ، ولا يعلم الغيب إلا الله ومن ارتضى من رسول ، فإذا جاءنا هذا الغيب تكلمنا به ، دون زيادة أو نقص أو إضافة .

وهناك الشهادة ولنا أن تكلم بها ونتفكر فيها فمثلا " إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ {190} الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ {191} سورة آل عمران ... فلنا أن نتكلم بما نراه من آيات كونية ، وليس لنا أن نتكلم فيما لا نراه ولم نراه من طريقة الخلق ... " مَا أَشْهَدتُّهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنفُسِهِمْ وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُداً " .
المثل الذى ضربته أنت لى عن رؤية رفع السموات بغير عمد ترونها ، هذا ليس غيبا ، بل شهادة ، بدليل أن الله سبحانه وتعالى يقول " ... ترونها ... " ... فنحن نرى السموات ونرى أنها مرفوعة ونرى أن ذلك بغير عمد نراها " هذا المعنى يغطى ما فهم قديما ولم يتغير حديثا " ، والمعنى الجديد الذى فهمناه بعد تقدم العلوم الكونية ، وهو أن هذه العمد هى التى لا ترى ، فكلاهما صحيح فى كل وقت وفى مقدورنا حديثا أن نستوعب هذين المعنيين ... وهذا هو إعجاز القرآن الكريم يأتى بالتعبير فيفهمه كل جيل بطريقة وكلها صحيحة .

إذا المختصر أن التفكر يكون فيما نملك عناصره ، وعدم الخوض فيما لا نملك أدواته .

أرجو أن أكون قد بينت بإذن الله .

muslima04 27-06-2005 01:30 PM

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته،

جزاك الله عنا خيرا اخي الفاضل دايم العلو:) ..أهلا عمي أبو إيهاب..بارك الله فيك :)

أخي أبو جوليا..أردت فقط ان اخبرك بهذا الأمر..وأرجو إني لا أثقل عليك..

أحكي لك ما جرى إن شاء الله..:)

الحقيقة..غالبا ما يأتيني نوم وكسل في وقت حضور صلاة العصر..تقريبا دائما..لاحظت هذا الشيء مؤخرا..المهم..فأبدأ أشعر برغبة بالنوم كثيرا وكسل..واليوم..مرة اخرى حصل لي نفس الشيء..لكن ماذا حصل؟؟ بدات امي الحبيبة تقول لي قم للصلاة..تعوذ بالله من الشيطان الرجيم..قم..وأنا أقول لها نعم نعم فقط 10 دقائق أخرى..لكن ألحت علي..وتقول لي أريد ان أسمع أعوذ بالله من الشيطان الرجيم..الحقيقة لما قلتها شعرت بان الكسل ذهب عني ولله الحمد..وفتحت عيني وكل شيء ولله الحمد..وأنا أستيقظ..جاءت المفاجأة..قالت لي..تذكرين ماذا قال أبو جوليا؟؟تذكرين انه لما توضأ كيف شعر بالنشاط..هيا افعل مثله! تفاجأت والله يا أبو جوليا حقا..وابتسمت وضحكت معها..وقمت ولم انتظر لحظة بعد :)

فقط احببت ان أخبرك انك ماشاء الله لست فقط تتعلم..بل إنك تعلم ماشاء الله :)

فجزاك الله عنا خيرا:)

في أمان الله..

سبحانك اللهم وبحمدك أشهد ان لا إله إلا انت أستغفرك واتوب إليك.

طابور 27-06-2005 06:14 PM

بسم الله الرحمن الرحيم

قال الشيخ فخر الدين بن عساكر رحمه الله :

اعلم أرشدَنا الله وإياكَ أنه يجبُ على كلّ مكلَّف أن يعلمَ أن الله عزَّ وجلَّ واحدٌ في مُلكِه، خلقَ العالمَ بأسرِهِ العلويَّ والسفليَّ والعرشَ والكرسيَّ، والسَّمواتِ والأرضَ وما فيهما وما بينهما. جميعُ الخلائقِ مقهورونَ بقدرَتِهِ، لا تتحركُ ذرةٌ إلا بإذنِهِ، ليسَ معهُ مُدبّرٌ في الخَلقِ ولا شريكٌ في المُلكِ، حيٌّ قيومٌ لا تأخذُهُ سِنةٌ ولا نومٌ، عالمُ الغيب والشهادةِ، لا يَخفى عليهِ شىءٌ في الأرضِ ولا في السماءِ، يعلمُ ما في البرّ، والبحرِ وما تسقطُ من ورقةٍ إلا يعلمُهَا، ولا حبةٍ في ظلماتِ الأرضِ ولا رَطبٍ ولا يابسٍ إلا في كتابٍ مبين. أحاط بكلّ شىءٍ علمًا وأحصى كلَّ شىءٍ عددًا، فعالٌ لما يريدُ، قادرٌ على ما يشاءُ، له الملكُ وله الغِنَى، وله العزُّ والبقاءُ، ولهُ الحكمُ والقضاءُ، ولهُ الأسماءُ الحسنى، لا دافعَ لما قضى، ولا مانعَ لما أعطى، يفعلُ في مُلكِهِ ما يريدُ، ويحكمُ في خلقِه بما يشاءُ. لا يرجو ثوابًا ولا يخافُ عقابًا، ليس عليه حقٌّ [يلزمُهُ] ولا عليه حكمٌ، وكلُّ نِعمةٍ منهُ فضلٌ وكلُّ نِقمةٍ منه عدلٌ، لا يُسئلُ عما يفعلُ وهم يسألونَ. موجودٌ قبل الخلقِ، ليس له قبلٌ ولا بعدٌ، ولا فوقٌ ولا تحتٌ، ولا يَمينٌ ولا شمالٌ، ولا أمامٌ ولا خلفٌ، ولا كلٌّ، ولا بعضٌ، ولا يقالُ متى كانَ ولا أينَ كانَ ولا كيفَ، كان ولا مكان، كوَّنَ الأكوانَ ودبَّر الزمانَ، لا يتقيَّدُ بالزمانِ ولا يتخصَّصُ بالمكان، ولا يشغلُهُ شأنٌ عن شأن، ولا يلحقُهُ وهمٌ، ولا يكتَنِفُهُ عقلٌ، ولا يتخصَّصُ بالذهنِ، ولا يتمثلُ في النفسِ، ولا يتصورُ في الوهمِ، ولا يتكيَّفُ في العقلِ، لا تَلحقُهُ الأوهامُ والأفكارُ، }لَيْسَ كَمِثلِهِ شَىءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ{ اهـ.


وللحديث بقيه إن شاء الله تعالي ،،

المعمدان 28-06-2005 01:06 AM

ماذا أقول؟
فالشكر لايكفي
قد أزحت عن قلبي هما كبيرا:
------------------------------
جاء ناس من الصحابة فقالوا : يا رسول الله : إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به أي يراه عظيماً فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (( أوجدتموه )) . قالوا : نعم . قال : (( ذاك صريح الإيمان ))(6) رواه مسلم . ومعنى كونه صريح الإيمان ، أن هذه الوسوسة الطارئة وإنكاركم إياها وتعاظمكم لها لا تضر إيمانكم شيئاً بل هي دليل على أن إيمانكم صريح لا يشوبه نقص .
-----------------------------
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ماأخبثه
وشكرا يامسلمة على هذا الشرح الوافي وان كان الجواب طويلا ولكن لابأس :cool: فدكتور العيون قريب منا.



أولا ماهي الأربعين النووية؟
أنا سمعت عنها لكن أرجو أن تدليني عليها.


بالفعل الأمر كما قلتي وقد شمل جوابك جزءا كبيرا من الاستفسارات التي كانت في عقلي.


ولكن في أجوبتك استوقفتني الجملة التالية:
-----------------------------
والكيف غير معقول) أي معناه: أنّا لاندرك كيفية استواء الله على عرشه بعقولنا: وإنما طريق ذلك السمع. وقوله: (الإيمان به واجب) معناه : أن الإيمان باستواء الله على عرشه على الوجه اللائق واجب. (والسؤال عنه بدعة) معناه : أن السؤال عن كيفية الاستواء بدعة، لأن مثل هذا السؤال لم يسأل عنه الصحابة رضي الله عنهم النبي صلى الله عليه وسلم وهم أشد منا حرصاً على معرفة الله عزّ وجل ، والمجيب لو سألوه فهو أعلم منا بالله تعالى، ومع ذلك لم يقع السؤال، أفلا يسعنا ما وسعهم ؟
الجواب: بلى، فيجب على المسلم أن يسعه ما وسع السلف الصالح، فلا يسأل.
----------------------------
قد سمعت الحديث:
قوله ، صلى الله عليه وسلم ، في حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه ( فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ ، وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة ) رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجه بسند صحيح


فماهي حدود البدع؟
وهل أن سؤالي عن ذات الله الذي لايدرك كنهه البشر بدعة؟

ثم إن قولك لأن مثل هذا السؤال لم يسأل عنه الصحابة رضي الله عنهم النبي صلى الله عليه وسلم وهم أشد منا حرصاً على معرفة الله عزّ وجل
هذا صحيح لكن لكل وقت أحكامه. ففي الزمن القديم حيث أهل الشام يكادون لايعرفون شيئا عن الفرنجة أو أهل مكة. ليس كوقت أخاطب من الشام أختا لي في بلاد الحرمين.
قد زادت المعرفة والعلوم وأصبح من السهل على المسلم أن يأتي على المسيحي في عقر داره ليهديه الى الاسلام.
وهذا الأمر يتطلب المقارنة بحكم العقل البشري.

أعني أنه في المسيحية الرب (وأعوذ بالله من هذا القول)
يمشي ويأكل وهو المسيح البشر فله عشرة أصابع وشعر وأنف و و و .... الخ
فان المسيحي إذا دخل الاسلام سيجد نفسه في دوامة من الأسئلة.

لقد استوعبت محدودية عقل البشر وأن عليه أن لايتعمق في التفكير فالأمر من الشيطان الذي يأتي المؤمنين ليشوش عقولهم لعلهم الى الإلحاد يدخلون.

لكن وضع هذا الحديث في هذا الموضع لم أستطع فهمه.

فأشكر إخواني الذين أقنعوني تماما حول قضية التفكر في ذات الله
وأنصح بدوري باقي المسلمين أن يستعيذوا بالله من الشيطان إن آتتهم مثل هذه الأفكار.

فسؤالي القادم ماهي حدود البدعة.
وكيف نعرف هل أن هذا الأمر بدعة أم لا؟
ثم من هو الحكم في الموضوع؟
فلوقال فلان هذا بدعة وقال فلان هذا ليس ببدعة فمن الحكم؟


ولي بعض التعقيبات على بعض العبارات




--------------------------------
أخي أبو جوليا..أرجو ان تكون قد استفدت من هذا الكلام..فهذه قواعد إيمانية لابد للمسلم من الإيمان بها وقبولها..
أما وقد قرات الآن بإذن الله تعالى هذه القواعد..ممكن الآن بإذن الله تعالى ان أدلك على كتاب قيم جدا..يتحدث عن بدء الخلق والملائكة والجن وكل تلك التساؤلات وسيرة الحبيب صلى الله عليه وسلم وسيرة الرسل والأنبياء والصحابة وكل شيء..هو جامع لكل شيء ولله الحمد..انصحك بقراءته فهو كتاب قيم ومفيد جدا..اسمه : البداية والنهاية (لابن كثير)..
----------------------------------
شكرا جزيلا فهذا الكتاب قد أهداني إياه.
وقد بدأت فيه وإن كنت أجد بعض الصعوبة في فهمه لكنه كتاب ذكي


-------------------------------------
ابننا / المعمدان " ولتغير اسمك بعد أن تغير قلبك "
------------------------------------
المشكلة أن جميع مواقع البريد الالكتروني مغلقة
وأي اسم مستخدم جديد يتطلب بريدا الكترونيا جديدا
والا فكالمك سليم


-----------------------------------------------
الحقيقة لما قلتها شعرت بان الكسل ذهب عني ولله الحمد..وفتحت عيني وكل شيء ولله الحمد..وأنا أستيقظ..جاءت المفاجأة..قالت لي..تذكرين ماذا قال أبو جوليا؟؟تذكرين انه لما توضأ كيف شعر بالنشاط..هيا افعل مثله! تفاجأت والله يا أبو جوليا حقا..وابتسمت وضحكت معها..وقمت ولم انتظر لحظة بعد

فقط احببت ان أخبرك انك ماشاء الله لست فقط تتعلم..بل إنك تعلم ماشاء الله
-------------------------------------------
وأنا لي أن أبلغ مابلغتيه ياأختي.
وإن تعلم المعلم من تلميذه فهذا من تواضع المعلم ومن تقبله للتعلم

muslima04 28-06-2005 08:15 AM

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن والاهم بإحسان إلى يوم الدين.

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته،:)

إقتباس:

بالفعل الأمر كما قلتي وقد شمل جوابك جزءا كبيرا من الاستفسارات التي كانت في عقلي.

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات..

سعيدة بك اخي سليم..سلمك الله تعالى من الشرك والشك والإرتياب برحمته آمين يا رب العالمين..سعدت حقا يا أبو جوليا انك قرأت كل شيء..بارك الله فيك اخي..وسعدت أيضا لأنك تملك الكتاب الذي أخبرتك عنه..ونعم معك حق..أنا كذلك اجد صعوبة في الفهم..لأن الأسلوب صعب ماشاء الله..:)

إقتباس:

وشكرا يامسلمة على هذا الشرح الوافي وان كان الجواب طويلا ولكن لابأس
فدكتور العيون قريب منا.

العفو أخي الفاضل وفي الخدمة إن شاء الله..يسعدنا ذلك كثيرا والشكر لك انت يا اخي ..:)

إقتباس:

وأنا لي أن أبلغ مابلغتيه ياأختي.
وإن تعلم المعلم من تلميذه فهذا من تواضع المعلم ومن تقبله للتعلم

جزاك رب عني خيرا أيها الفاضل..لكن ثق انني لست إلا تلميذة وطويلبة علم فقط بإذن ربي الرحيم الرحمن..أبدا لست بمعلمة..وإنما نبقى دائما نحن تلامذتكم إلا ان يشاء الله رب العالمين..

إقتباس:

وأنصح بدوري باقي المسلمين أن يستعيذوا بالله من الشيطان إن آتتهم مثل هذه الأفكار
.

خير نصيحة اخي الفاضل..فجزاك الله عنا خيرا برحمته آمين يا رب العالمين :)

إقتباس:

ثم إن قولك لأن مثل هذا السؤال لم يسأل عنه الصحابة رضي الله عنهم النبي صلى الله عليه وسلم وهم أشد منا حرصاً على معرفة الله عزّ وجل
هذا صحيح لكن لكل وقت أحكامه. ففي الزمن القديم حيث أهل الشام يكادون لايعرفون شيئا عن الفرنجة أو أهل مكة. ليس كوقت أخاطب من الشام أختا لي في بلاد الحرمين.
قد زادت المعرفة والعلوم وأصبح من السهل على المسلم أن يأتي على المسيحي في عقر داره ليهديه الى الاسلام.
وهذا الأمر يتطلب المقارنة بحكم العقل البشري.

أعني أنه في المسيحية الرب (وأعوذ بالله من هذا القول)
يمشي ويأكل وهو المسيح البشر فله عشرة أصابع وشعر وأنف و و و .... الخ
فان المسيحي إذا دخل الاسلام سيجد نفسه في دوامة من الأسئلة.

لقد استوعبت محدودية عقل البشر وأن عليه أن لايتعمق في التفكير فالأمر من الشيطان الذي يأتي المؤمنين ليشوش عقولهم لعلهم الى الإلحاد يدخلون.

لكن وضع هذا الحديث في هذا الموضع لم أستطع فهمه.


أخي الفاضل سليم..أقول لك شيء..وأعوذ بالله ان أقول ما ليس لي به علم..فاعلم رحمنا الله وإياك يا اخي..أن هذا الدين ولله الحمد مكتمل..ورسول الله صلى الله عليه وسلم حاشا أن يكون قد نسي أن يخبرنا بشيء أو قصر في شيء ولم يخبرنا به..فهو المعصوم..وهو الرسول الكريم..بلغ رسالة ربه وربنا العظيم كلها..شهد الله تعالى له بذلك في كتابه الكريم..و الخلفاء الراشدين وأصحابه الكرام وتابعيهم بإحسان هم اخيار هذه الأمة..

[ 3450 ] حدثنا إسحاق حدثنا النضر أخبرنا شعبة عن أبي جمرة سمعت زهدم بن مضرب سمعت عمران بن حصين رضى الله تعالى عنهما يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خير أمتي قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم قال عمران فلا أدري أذكر بعد قرنه قرنين أو ثلاثا ثم إن بعدكم قوما يشهدون ولا يستشهدون ويخونون ولا يؤتمنون وينذرون ولا يوفون ويظهر فيهم السمن.رواه البخاري.

وكما سبق وأن قلت لأحد الإخوان..أن هؤلاء هم السباقون للخيرات..وهم الذين بشرهم الله تعالى بالجنة ورضي الله عنهم وأرضوه في الحياة قبل الممات..أقول..في الحياة قبل الممات..وهم مصابيح الدجى فينا..حقيقة اننا في عهد ليس أبدا بعهدهم..تطور وتقدم وكل شيء..صحيح..لكن الأصل يبقى دائما الأصل ولابد لنا منه لنصل لغيره..وخذ على سبيل المثال يا أبو جوليا هذا الأمر..أليس قد تقدم الإنسان كثيرا في علم الرياضيات مثلا وغيره من العلوم؟؟ أكيد إن شاء الله ولازال سيتقدم والله اعلم دائما..لكن هؤلاء الذين توصلوا لأمور جديدة نفسهم..بماذا بدؤوا؟؟ أليس بقواعد وضعها علماء قبلهم؟؟فلابد لهم ان يبدؤوا بقواعد مثلا einstein فهي ذروة وسنام علم الرياضيات..إن لم يبدؤا بها ويستعينوا بها فأكيد والله اعلم دائما سيكون هناك نقص..فكذلك الأمر في الدين يا اخي سليم..مهما تقدمنا ومهما تطور زماننا وتطورت عقولنا ..مع انني لدي تحفظ على كلمة "تطورت عقولنا"..لأن تطورها يتجلى فقط في كونها تستطيع استيعاب أشياء أكثرالآن لم يكن ليستوعبها السابقون لأن زماننا هذا مختلف عنهم ..لكن عقولهم بلا شك كانت اكثر سلامة منا وكانت تفقه علم الله ولهم قدرة على فهم الحكم من أمور الله بسرعة وتعمق اكثر لسلامة وصفاء قلوبهم..وشتان بين هذا وذاك.. لذلك لنا أن نرجع لأولائك الأخيار لنتقدم اكثر..فهم سنام هذا الدين بعد كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم..ومخطأ جدا من ظن اننا قادرين على فقه الأشياء دون الرجوع إليهم بحجة ان هذا العهد ليس هو ذاك العهد..فهم الذين في الجنة الآن بفضل الله ورحمته ولا نعلم نحن ألنا الجنة ام النار..وثق أن أي أمر في هذا الدين العظيم..إن كان فيه ولو القليل من الخير لكانوا قد سبقونا إليه أولائك الأخيار الذين اصطفاهم الله تعالى من امته ليكونوا لنا قدوة ومنبعا للعلم ونورا ينير طريقنا بإذن الرحيم الرحمن..والرسول صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى..مادام قال عليه وعلى آله وصحبه الصلاة والسلام أنه علينا بسنته وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعده..فعلينا بذلك..في أي زمان ومكان..فالدين الذي أتى به قائم دائم بإذن الله تعالى إلى أن ياتي امر الله..وإن قال قائل أن هذا الحديث ينطبق على القرون السابقة فقط..فهذا نقص في دينه..لأن دين الإسلام الذي رضيه الله لنا سبحانه وتعالى هو كتاب الله تعالى وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم..فلا يجوز أبدا ان نفصل هذا عن ذاك..فهذا هو الدين..الدين المكتمل..الذي يصلح لأي زمان ومكان..حتى يأتي وعد الله..ووعد الله حق..ومن قال ذلك..فإنما ينسب إلى هذا الدين النقصان..والله تعالى قال : ( اليوم اكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا ). فلا يؤمن ببعض ويكفر ببعض...أما مسألة تلك التساؤلات اخي..فهذا امر عادي..ولقد تبين لك ذلك من الحديث الذي كان بشرى لك ولله الحمد..وطبعا معك حق..فاكيد أن من هو حديث عهد بالإسلام سيكون له أسئلة كثيرة أكثر ممن هو على هذا الدين العظيم منذ صغره..لكن يبقى الأمر اخي سليم..والله اعلم دائما..أنه بعد ان نعلم الشيء ونفهمه..لا يجب ان نسأل عنه فقط تلبية لنفوسنا الأمارة بالسوء..فكل تلك الأسئلة إنما هي من عمل الشيطان والعياذ بالله..فإذا علمنا ان العقل غير قادر وقاصر على فهم شيء عن ذات الله او صفاته أو أي شيء من امور الغيب التي لا نعلم منها إلا ما علمنا الله ..فالإصرار على السؤال في تلك الأمور يعد بدعة..فانظر إلى الصحابة ماذا فعلوا لما حصل معهم نفس الشيء..ذهبوا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم واخبروه انهم تاتيهم امور يعني تساؤلات مثل هذه التساؤلات التي تأتينا أيضا وانهم لا يستطيعون قولها لعظمتها..فماذا قال لهم الحبيب صلى الله عليه وسلم؟؟ اخبرهم بانه الشيطان واخبرهم بالذي يجب أن يفعلوا ليتجنبوا ذلك..أليس كذلك؟؟ لم يقل لهم سلوا..ولا ما هي..ولا شيء..ولم يفعلوا هم كذلك..لم يخبروه بها..إذن لو اتينا نحن يا اخي أبو جوليا وبدانا نسأل العلماء كل مرة وسوس الشيطان والعياذ بالله منه بتلك الأمور..فهذه تعد بدعة..لأننا فعلنا غير الذي فعله أصحابه صلى الله عليه وسلم..هذا والله اعلم دائما..ولهذا استدل بذلك الحديث..واعوذ بالله أن أشرك به وانا أعلم وأستغفره لما لا أعلم..فهمت؟؟

muslima04 28-06-2005 08:29 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
إقتباس:

أولا ماهي الأربعين النووية؟
أنا سمعت عنها لكن أرجو أن تدليني عليها

لبيك اخي..

انقر هنا..إن شاء الله من فضلك اخي:

الأربعون النووية (بالفلاش) مع الشرح

ستجد ما سيسرك بإذن الله تعالى هنا..وتعلم؟؟ وصل الشرح إلى الحديث الثامن والعشرون..سبحان الله..يعني هذا الحديث الذي نتكلم عنه..فألقي نظرة يا اخي سليم على الصفحة الأولى لتعرف ما هي الأربعين النووية..والإمام النووي وكل ذلك..ثم اذهب لآخر صفحة إن شاء الله لتقرأ شرح هذا الحديث الذي نتكلم عنه إن شاء الله..:)

وأما أسئلتك عن البدعة..فإليك بإذن الرحيم الرحمن الجواب الكافي الشافي لما في الصدور إن شاء الله..لكن يبدو لي يا أبو جوليا..أنك ستضطر للذهاب إلى طبيب العيون..:p :) لكن في سبيل الله تعالى ثم في سبيل التعلم والتفقه بسهل كل شيء إن شاء الله أليس كذلك؟:)


****

الإبداع في كمال الشرع وخطر الابتداع

كتاب للشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى رحمة واسعة..

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ


الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله الله تعالى بالهدى ودين الحق فبلغ الرسالة وأدى الأمانة، ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين، وترك أمته على محجة بيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك؛ بيّن فيها ما تحتاجه الأمة في جميع شئونها حتى قال أبو ذر رضي الله عنه‏:‏ ‏(‏ما ترك النبي صلى الله عليه وسلّم طائراً يقلب جناحيه في السماء إلا ذكر لنا منه علماً‏)‏‏.‏ وقال رجل من المشركين لسلمان الفارسي رضي الله عنه‏:‏ علمكم نبيكم حتى الخراة - آداب قضاء الحاجة - قال‏:‏ ‏(‏نعم، لقد نهانا أن نستقبل القبلة بغائط أو بول أو أن نستنجي بأقل من ثلاثة أحجار، أو أن نستنجي باليمين أو أن نستنجي برجيع أو عظم‏)‏‏.‏


* وإنك لترى هذا القرآن العظيم قد بين الله تعالى فيه أصول الدين وفروع الدين فبين التوحيد بجيمع أنواعه، وبين حتى آداب المجالس والاستئذان، قال تعالى‏:‏ ‏{‏يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انشُزُوا فَانشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ‏}‏‏.‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ فَإِن لَّمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَدًا فَلا تَدْخُلُوهَا حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ وَإِن قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ‏}‏‏.‏ حتى آداب اللباس قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاء اللاَّتِي لا يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَن يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ وَأَن يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَّهُنَّ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ‏}‏‏.‏ ‏{‏يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا‏}‏‏.‏ ‏{‏وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ‏}‏‏.‏ ‏{‏وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوْاْ الْبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُواْ الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُواْ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ‏}‏‏.‏‏.‏ إلى غير ذلك من الايات الكثيرة التي يتبين بها أن هذا الدين شامل كامل لا يحتاج إلى زيادة كما أنه لا يجوز فيه النقص، ولهذا قال الله تعالى في وصف القرآن‏:‏ ‏{‏وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ‏}‏، فما من شيء يحتاج الناس إليه في معادهم ومعاشهم إلا بينه الله تعالى في كتابه إما نصّاً أو إيماء وإما منطوقاً وإما مفهوماً‏.‏


* أيها الأخوة‏:‏ إن بعض الناس يفسر قول الله تعالى‏:‏ ‏{‏وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُم مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ‏}‏‏.‏ يفسر قوله‏:‏ ‏{‏مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ‏}‏ على أن الكتاب القرآن، والصواب أن المراد بالكتاب هنا اللوح المحفوظ‏.‏ وأما القرآن فإن الله تعالى وصفه بأبلغ من النفي وهو قوله‏:‏ ‏{‏وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ‏}‏ فهذا أبلغ وأبين من قوله‏:‏ ‏{‏مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ‏}‏‏.‏ ولعل قائلاً يقول أين نجد أعداد الصلوات الخمس في القرآن‏؟‏ وعدد كل صلاة في القرآن‏؟‏ وكيف يستقيم أننا لا نجد في القرآن بيان أعداد ركعات كل صلاة والله يقول‏:‏ ‏{‏وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ‏}‏‏؟‏

muslima04 28-06-2005 08:33 AM

تابع..
 
والجواب على ذلك أن الله تعالى بين لنا في كتابه أنه من الواجب علينا أن نأخذ بما قاله الرسول صلى الله عليه وسلّم وبما دلنا عليه ‏{‏مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَن تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا‏}‏، ‏{‏وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ‏}‏، فما بينته السنة فإن القرآن قد دل عليه لأن السنة أحد قسمي الوحي الذي أنزله الله على رسوله وعلمه إياه كما قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏وَأَنزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا‏}‏، وعلى هذا فما جاء في السنة فقد جاء في كتاب الله عز وجل‏.‏


* أيها الأخوة‏:‏ إذا تقرر ذلك عندكم فهل النبي صلى الله عليه وسلّم توفي وقد بقي شيء من الدين المقرب إلى الله تعالى لم يبينه‏؟‏


أبداً فالنبي عليه الصلاة والسلام بين كل الدين إما بقوله، وإما بفعله، وإما بإقراره إما ابتداءاً أو جواباً عن سؤال، وأحياناً يبعث الله أعرابياً من أقصى البادية ليأتي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلّم يسأله عن شيء من أمور الدين لا يسأله عنه الصحابة الملازمون لرسول الله صلى الله عليه وسلّم ولهذاكانوا يفرحون أن يأتي أعرابي يسأل النبي صلى الله عليه وسلّم عن بعض المسائل‏.‏ ويدلك على أن النبي صلى الله عليه وسلّم ما ترك شيئاً مما يحتاجه الناس في عبادتهم ومعاملتهم وعيشهم إلا بينه يدلك على ذلك قوله تعالى‏:‏ ‏{‏الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ‏}‏‏.‏


* إذا تقرر ذلك عندك أيها المسلم فاعلم أن كل من ابتدع شريعة في دين الله ولو بقصد حسن فإن بدعته هذه مع كونها ضلالة تعتبر طعناً في دين الله عز وجل، تعتبر تكذيباً لله تعالى في قوله‏:‏ ‏{‏الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ‏}‏ لأن هذا المبتدع الذي ابتدع شريعة في دين الله تعالى وليست في دين الله تعالى كأنه يقول بلسان الحال إن الدين لم يكمل لأنه قد بقي عليه هذه الشريعة التي ابتدعها يتقرب بها إلى الله عز وجل‏.‏ ومن عجب أن يبتدع الإنسان بدعة تتعلق بذات الله عز وجل وأسمائه وصفاته ثم يقول إنه في ذلك معظم لربه، إنه في ذلك منزه لربه، إنه في ذلك ممتثل لقوله تعالى‏:‏ ‏{‏فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلّهِ أَندَاداً وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ‏}‏، إنك لتعجب من هذا أن يبتدع هذه البدعة في دين الله المتعلقة بذات الله التي ليس عليها سلف الأمة ولا أئمتها ثم يقول إنه هو المنزه لله وإنه هو المعظم لله وإنه هو الممتثل لقول الله تعالى‏:‏ ‏{‏فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلّهِ أَندَاداً وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ‏}‏ وأن من خالف ذلك فهو ممثل مشبه أو نحو ذلك من ألقاب السوء‏.‏


كما أنك لتعجب من قوم يبتدعون في دين الله ما ليس منه فيما يتعلق برسول الله صلى الله عليه وسلّم ويدعون بذلك أنهم هم المحبون لرسول الله صلى الله عليه وسلّم وأنهم المعظمون لرسول الله صلى الله عليه وسلّم وأن من لم يوافقهم في بدعتهم هذه فإنه مبغض لرسول الله صلى الله عليه وسلّم إلى غير ذلك من ألقاب السوء التي يلقبون بها من لم يوافقهم على بدعتهم فيما يتعلق برسول الله صلى الله عليه وسلّم‏.‏

muslima04 28-06-2005 08:34 AM

تابع..
 
ومن العجب أن مثل هؤلاء يقولون نحن المعظمون لله ولرسوله، وهم إذا ابتدعوا في دين الله وفي شريعته التي جاء بها رسوله صلى الله عليه وسلّم ما ليس منها فإنهم بلا شك متقدمون بين يدي الله ورسوله وقد قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ‏}‏‏.‏


* أيها الأخوة‏:‏ إني سائلكم ومناشدكم بالله عز وجل وأريد منكم أن يكون الجواب من ضمائركم لا من عواطفكم، من مقتضى دينكم لا من مقتضى تقليدكم‏.‏ ما تقولون فيمن يبتدعون في دين الله ما ليس منه سواء فيما يتعلق بذات الله وصفات الله وأسماء الله، أو فيما يتعلق برسول الله صلى الله عليه وسلّم ثم يقولون نحن المعظمون لله ولرسول الله أهؤلاء أحق بأن يكونوا معظمين لله ولرسول الله‏؟‏ أم أولئك القوم الذين لا يحيدون قيد أنملة عن شريعة الله، يقولون فيما جاء من الشريعة آمنا وصدقنا فيما أخبرنا به وسمعنا وأطعنا فيما أمرنا به أو نهينا عنه، ويقولون فيما لم تأت به الشريعة أحجمنا وانتهينا وليس لنا أن نتقدم بين يدي الله ورسوله، وليس لنا أن نقول في دين الله ما ليس منه‏.‏ أيهما أحق أن يكون محبّاً لله ورسوله ومعظماً لله ورسوله‏؟‏ لا شك أن الذين قالوا آمنا وصدقنا فيما أخبرنا به وسمعنا وأطعنا فيما أمرنا به، وقالوا كففنا وانتهينا عما لم نؤمر به، وقالوا نحن أقل قدراً في نفوسنا من أن نجعل في شريعة الله ما ليس منها، أو أن نبتدع في دين الله ما ليس منه؛ لا شك أن هؤلاء هم الذين عرفوا قدر أنفسهم وعرفوا قدر خالقهم، هؤلاء هم الذين عظموا الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلّم وهم الذين أظهروا صدق محبتهم لله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلّم‏.‏


لا أولئك الذين يبتدعون في دين الله ما ليس منه في العقيدة أو القول او العمل، وإنك لتعجب من قوم يعرفون قول رسول الله صلى الله عليه وسلّم‏:‏ ‏(‏إياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار‏)‏‏.‏ ويعلمون أن قوله ‏(‏كل بدعة‏)‏ كلية عامة شاملة مسورة بأقوى أدوات الشمول والعموم ‏"‏كل‏"‏ والذي نطق بهذه الكلية صلوات الله وسلامه عليه يعلم مدلول هذا اللفظ وهو أفصح الخلق، وأنصح الخلق للخلق لا يتلفظ إلا بشيء يقصد معناه‏.‏ إذن فالنبي صلى الله عليه وسلّم حينما قال‏:‏ ‏(‏كل بدعة ضلالة‏)‏ كان يدري ما يقول، وكان يدري معنى ما يقول، وقد صدر هذا القول منه عن كمال نصح للأمة‏.‏


وإذا تم في الكلام هذه الأمور الثلاثة - كمال النصح، والإرادة، وكمال البيان والفصاحة وكمال العلم والمعرفة، دل ذلك على أن الكلام يراد به ما يدل عليه من المعنى أفبعد هذه الكلية يصح أن نقسم البدعة إلى أقسام ثلاثة، أو إلى أقسام خمسة‏؟‏ أبداً هذا لا يصح، وما ادعاه بعض العلماء من أن هناك بدعة حسنة‏.‏ فلا تخلوا من حالين‏:‏

muslima04 28-06-2005 08:36 AM

1 - أن لا تكون بدعة لكن يظنها بدعة‏.‏


2 - أن تكون بدعة فهي سيئة لكن لا يعلم عن سوئها‏.‏


فكل ما ادُعي أنه بدعة حسنة فالجواب عنه بهذا‏.‏ وعلى هذا فلا مدخل لأهل البدع في أن يجعلوا من بدعهم بدعة حسنة وفي يدنا هذا السيف الصارم من رسول الله صلى الله عليه وسلّم ‏(‏كل بدعة ضلالة‏)‏‏.‏ إن هذا السيف الصارم إنما صنع في مصانع النبوة والرسالة، إنه لم يصنع في مصانع مضطربة، لكنه صنع في مصانع النبوة وصاغه النبي صلى الله عليه وسلّم هذه الصياغة البليغة فلا يمكن لمن بيده مثل هذا السيف الصارم أن يقابله أحد ببدعة يقول إنها حسنة ورسول الله صلى الله عليه وسلّم يقول‏:‏ ‏(‏كل بدعة ضلالة‏)‏‏.‏


وكأني أحس أن في نفوسكم دبيباً يقول ما تقول في أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه الموفق للصواب حينما أمر أبي ابن كعب وتميماً الداري أن يقوما بالناس في رمضان فخرج والناس على إمامهم مجتمعون فقال‏:‏ ‏"‏نعمت البدعة هذه والتي ينامون عنها أفضل من التي يقومون‏"‏‏.‏


* فالجواب عن ذلك من وجهين‏:‏


الوجه الأول‏:‏ أنه لا يجوز لأحد من الناس أن يعارض كلام الرسول صلى الله عليه وسلّم بأي كلام لا بكلام أبي بكر الذي هو أفضل الأمة بعد نبيها، ولا بكلام عمر الذي هو ثاني هذه الأمة بعد نبيها، ولا بكلام عثمان الذي هو ثالث هذه الأمة بعد نبيها، ولا بكلام علي الذي هو رابع هذه الأمة بعد نبيها، ولا بكلام أحد غيرهم لأن الله تعالى يقول‏:‏ ‏{‏فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ‏}‏، قال الإمام أحمد رحمه الله ‏"‏أتدري ما الفتنة‏؟‏ الفتنة الشرك لعله إذا رد بعض قول النبي صلى الله عليه وسلّم أن يقع في قلبه شيء من الزيغ فيهلك‏"‏‏.‏ اهـ‏.‏


وقال ابن عباس رضي الله عنهما‏:‏ ‏"‏يوشك أن تنزل عليكم حجارة من السماء أقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم وتقولون قال أبو بكر وعمر‏"‏‏.‏


الوجه الثاني‏:‏ إننا نعلم علم اليقين أن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه من أشد الناس تعظيماً لكلام الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلّم وكان مشهوراً بالوقوف على حدود الله تعالى حتى كان يوصف بأنه كان وقافاً عند كلام الله تعالى‏.‏ وما قصة المرأة التي عارضته - إن صحت القصة - في تحديد المهور بمجهولة عند الكثير حيث عارضته بقوله تعالى‏:‏ ‏{‏وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا‏}‏ فانتهى عمر عما أراد من تحديد المهور‏.‏ لكن هذه القصة في صحتها نظر‏.‏ لكن المراد بيان أن عمر كان وقافاً عند حدود الله تعالى لا يتعداها، فلا يليق بعمر رضي الله عنه وهو من هو أن يخالف كلام سيد البشر محمد صلى الله عليه وسلّم وأن يقول عن بدعة ‏"‏نعمة البدعة‏"‏‏.‏ وتكون هذه البدعة هي التي أرادها رسول الله صلى الله عليه وسلّم بقوله‏:‏ ‏(‏كل بدعة ضلالة‏)‏ بل لابد أن تنزل البدعة التي قال عنها عمر إنها ‏"‏نعمت البدعة‏"‏ على بدعة لا تكون داخلة تحت مراد النبي صلى الله عليه وسلّم في قوله‏:‏ ‏(‏كل بدعة ضلالة‏)‏ فعمر رضي الله عنه يشير بقوله ‏"‏نعمت البدعة هذه‏"‏ إلى جمع الناس على إمام واحد بعد أن كانوا متفرقين، وكان أصل قيام رمضان من رسول الله صلى الله عليه وسلّم فقد ثبت في الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلّم قام في الناس ثلاث ليال وتأخر عنهم في الليلة الرابعة وقال‏:‏ ‏(‏إني خشيت أن تفرض عليكم فتعجزوا عنها‏)‏‏.‏ فقيام الليل في رمضان جماعة من سنة الرسول عليه الصلاة والسلام، وسماها عمر رضي الله عنه بدعة باعتبار أن النبي صلى الله عليه وسلّم لما ترك القيام صار الناس متفرقين يقوم الرجل لنفسه ويقوم الرجل ومعه الرجل والرجل ومعه الرجلان والرهط والنفر في المسجد فرأى أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه برأيه السديد الصائب أن يجمع الناس على إمام واحد فكان هذا الفعل بالنسبة لتفرق الناس من قبل بدعة فهي بدعة اعتبارية إضافية وليست بدعة مطلقة إنشائية أنشأها عمر رضي الله عنه؛ لأن هذه السنة كانت موجودة في عهد الرسول صلى الله عليه وسلّم فهي سنة لكنها تركت منذ عهد الرسول عليه الصلاة والسلام حتى أعادها عمر رضي الله عنه، وبهذا التقعيد لا يمكن أبداً أن يجد أهل البدع من قول عمر هذا منفذاً لما استحسنوه من بدعهم‏.‏


* وقد يقول قائل‏:‏ هناك أشياء مبتدعة قبلها المسلمون وعملوا بها وهي لم تكن معروفة في عهد النبي صلى الله عليه وسلّم كالمدارس وتصنيف الكتب، وما أشبه ذلك وهذه البدعة استحسنها المسلمون وعملوا بها ورأوا أنها من خيار العمل فكيف تجمع بين هذا الذي يكاد أن يكون مجمعاً عليه بين المسلمين وبين قول قائد المسلمين ونبي المسلمين ورسول رب العالمين صلى الله عليه وسلّم‏:‏ ‏(‏كل بدعة ضلالة‏)‏‏.‏

muslima04 28-06-2005 08:37 AM

فالجواب‏:‏ أن نقول هذا في الواقع ليس ببدعة بل هذا وسيلة إلى مشروع، والوسائل تختلف باختلاف الأمكنة والأزمنة، ومن القواعد المقررة أن الوسائل لها أحكام المقاصد فوسائل المشروع مشروعة، ووسائل غير المشروع غير مشروعة، بل وسائل المحرم حرام‏.‏ والخير إذا كان وسيلة للشر كان شرّاً ممنوعاً واستمع إلى الله عز وجل يقول‏:‏ ‏{‏وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّواْ اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِم مَّرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ‏}‏، وسب آلهة المشركين ليس عدواً بل حق وفي محله لكن سب رب العالمين عدو وفي غير محله وعدوان وظلم، ولهذا لما كان سب آلهة المشركين المحمود سبباً مفضياً إلى سب الله كان محرماً ممنوعاً، سقت هذا دليلاً على أن الوسائل لها أحكام المقاصد فالمدارس وتصنيف العلم وتأليف الكتب وإن كان بدعة لم يوجد في عهد النبي صلى الله عليه وسلّم على هذا الوجه إلا أنه ليس مقصداً بل هو وسيلة والوسائل لها أحكام المقاصد‏.‏ ولهذا لو بنى شخص مدرسة لتعليم علم محرم كان البناء حراماً ولو بنى مدرسة لتعليم علم شرعي كان البناء مشروعاً‏.‏


* فإن قال قائل‏:‏ كيف تجيب عن قول النبي صلى الله عليه وسلّم‏:‏ ‏(‏من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة‏)‏‏.‏ وسن بمعنى ‏"‏شرع‏"‏‏.‏


* فالجواب‏:‏ أن من قال ‏(‏من سن في الإسلام سنة حسنة‏)‏ هو القائل‏:‏ ‏(‏كل بدعة ضلالة‏)‏ ولا يمكن أن يصدر عن الصادق المصدوق قول يكذب له قولاً آخر، ولا يمكن أن يتناقض كلام رسول الله صلى الله عليه وسلّم أبداً، ولا يمكن أن يرد على معنى واحد مع التناقض أبداً، ومن ظن أن كلام الله تعالى أو كلام رسوله صلى الله عليه وسلّم متناقض فليعد النظر، فإن هذا الظن صادر إما عن قصور منه، وإما عن تقصير‏.‏ ولا يمكن أن يوجد في كلام الله تعالى أو كلام رسوله صلى الله عليه وسلّم تناقض أبداً‏.‏


وإذا كان كذلك فبيان عدم مناقضة حديث ‏(‏كل بدعة ضلالة‏)‏ لحديث ‏(‏من سن في الإسلام سنة حسنة‏)‏ أن النبي صلى الله عليه وسلّم يقول‏:‏ ‏(‏من سن في الإسلام‏)‏ والبدع ليست من الإسلام، ويقول ‏"‏حسنة‏"‏ والبدعة ليست بحسنة، وفرق بين السن والتبديع‏.‏


* وهناك جواب لا بأس به‏:‏ أن معنى ‏(‏من سن‏)‏ من أحيا سنة كانت موجودة فعدمت فأحياها، وعلى هذا فيكون ‏"‏السن‏"‏ إضافياً نسبيّاً كما تكون البدعة إضافية نسبية لمن أحيا سنة بعد أن تركت‏.‏


* وهناك جواب ثالث يدل له سبب الحديث وهو قصة النفر الذين وفدوا إلى النبي صلى الله عليه وسلّم وكانوا في حالة شديدة من الضيق، فدعا النبي صلى الله عليه وسلّم إلى التبرع لهم فجاء رجل من الأنصار بيده صرة من فضة كادت تثقل يده فوضعها بين يدي الرسول صلى الله عليه وسلّم فجعل وجه النبي عليه الصلاة والسلام يتهلل من الفرح والسرور وقال‏:‏ ‏(‏من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة‏)‏ فهنا يكون معنى ‏"‏السن‏"‏ سن العمل تنفيذاً وليس سن العمل تشريعاً، فصار معنى ‏(‏من سن في الإسلام سنة حسنة‏)‏ من عمل بها تنفيذاً لا تشريعاً لأن التشريع ممنوع ‏(‏كل بدعة ضلالة‏)‏‏.‏


* وليعلم أيها الأخوة أن المتابعة لا تتحقق إلا إذا كان العمل موافقاً للشريعة في أمور ستة‏:‏

* الأول‏:‏ السبب فإذا تعبد الإنسان لله عبادة مقرونة بسبب ليس شرعيّاً فهي بدعة مردودة على صاحبها، مثال ذلك أن بعض الناس يحيي ليلة السابع والعشرين من رجب بحجة أنها الليلة التي عرج فيها برسول الله صلى الله عليه وسلّم فالتهجد عبادة ولكن لما قرن بهذا السبب كان بدعة؛ لأنه بنى هذه العبادة على سبب لم يثبت شرعاً‏.‏ وهذا الوصف - موافقة العبادة للشريعة في السبب - أمر مهم يتبين به ابتداع كثير مما يظن أنه من السنة وليس من السنة‏.‏


* الثاني‏:‏ الجنس فلابد أن تكون العبادة موافقة للشرع في جنسها فلو تعبد إنسان لله بعبادة لم يشرع جنسها فهي غير مقبولة، مثال ذلك أن يضحي رجل بفرس، فلا يصح أضحية؛ لأنه خالف الشريعة في الجنس، فالأضاحي لا تكون إلا من بهيمة الأنعام، الإبل، البقر، الغنم‏.‏


* الثالث‏:‏ القدر فلو أراد إنسان أن يزيد صلاة على أنها فريضة فنقول‏:‏ هذه بدعة غير مقبولة لأنها مخالفة للشرع في القدر، ومن باب أولى لو أن الإنسان صلى الظهر مثلاً خمساً فإن صلاته لا تصح بالاتفاق‏.‏


* الرابع‏:‏ الكيفية فلو أن رجلاً توضأ فبدأ بغسل رجليه، ثم مسح رأسه، ثم غسل يديه، ثم وجهه فنقول‏:‏ وضوءه باطل؛ لأنه مخالف للشرع في الكيفية‏.‏


* الخامس‏:‏ الزمان فلو أن رجلاً ضحى في أول أيام ذي الحجة فلا تقبل الأضحية لمخالفة الشرع في الزمان‏.‏ وسمعت أن بعض الناس في شهر رمضان يذبحون الغنم تقرباً لله تعالى بالذبح وهذا العمل بدعة على هذا الوجه لأنه ليس هناك شيء يتقرب به إلى الله بالذبح إلا الأضحية والهدي والعقيقة، أما الذبح في رمضان مع اعتقاد الأجر على الذبح كالذبح في عيد الأضحى فبدعة‏.‏ وأما الذبح لأجل اللحم فهذا جائز‏.‏


* السادس‏:‏ المكان فلو أن رجلاً اعتكف في غير مسجد فإن اعتكافه لا يصح؛ وذلك لأن الاعتكاف لا يكون إلا في المساجد ولو قالت امرأة أريد أن أعتكف في مصلى البيت‏.‏ فلا يصح اعتكافها لمخالفة الشرع في المكان‏.‏ ومن الأمثلة لو أن رجلاً أراد أن يطون فوجد المطاف قد ضاق ووجد ما حوله قد ضاق فصار يطوف من وراء المسجد فلا يصح طوافه لأن مكان الطواف البيت قال الله تعالى لإبراهيم الخليل‏:‏ ‏{‏وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ‏}‏‏.‏

muslima04 28-06-2005 08:42 AM

فالعبادة لا تكون عملاً صالحاً إلا إذا تحقق فيها شرطان‏:‏


الأول‏:‏ الإخلاص - الثاني‏:‏ المتابعة، والمتابعة لا تتحقق إلا بالأمور الستة الانفة الذكر‏.‏


* وإنني أقول لهؤلاء الذين ابتلوا بالبدع الذين قد تكون مقاصدهم حسنة ويريدون الخير إذا أردتم الخير فلا والله نعلم طريقاً خيراً من طريق السلف رضي الله عنهم‏.‏


* أيها الأخوة عضوا على سنة الرسول صلى الله عليه وسلّم بالنواجذ واسلكوا طريق السلف الصالح وكونوا على ما كانوا عليه وانظروا هل يضيركم ذلك شيئاً‏؟‏


وإني أقول - وأعوذ بالله أن أقول ما ليس لي به علم - أقول إنك لتجد الكثير من هؤلاء الحريصين على البدع يكون فاتراً في تنفيذ أمور ثبتت شرعيتها وثبتت سنيتها فإذا فرغوا من هذه البدع قابلوا السنن الثابتة بالفتور، وهذا كله من نتيجة أضرار البدع على القلوب، فالبدع أضرارها على القلوب عظيمة، وأخطارها على الدين جسيمة فماابتدع قوم في دين الله بدعة إلا أضاعوا من السنة مثلها أو أشد، كما ذكر ذلك بعض أهل العلم من السلف‏.‏


لكن الإنسان إذا شعر أنه تابع لا مشرع حصل له بذلك كمال الخشية والخضوع والذل والعبادة لرب العالمين، وكمال الاتباع لإمام المتقين، وسيد المرسلين، ورسول رب العالمين محمد صلى الله عليه وسلّم‏.‏


إنني أوجه نصيحة إلى كل إخواني المسلمين الذين استحسنوا شيئاً من البدع سواءً فيما يتعلق بذات الله، أو أسماء الله، أو صفات الله أو فيما يتعلق برسول الله صلى الله عليه وسلّم وتعظيمه أن يتقوا الله ويعدلوا عن ذلك، وأن يجعلوا أمرهم مبنيّاً على الاتباع لا على الابتداع، على الإخلاص لا على الإشراك، على السنة لا على البدعة، على ما يحبه الرحمن لا على ما يحبه الشيطان، ولينظروا ماذا يحصل لقلوبهم من السلامة، والحياة، والطمأنينة، وراحة البال والنور العظيم‏.‏


وأسأل الله تعالى أن يجعلنا هداة مهتدين، وقادة مصلحين، وأن ينير قلوبنا بالإيمان والعلم، وأن لا يجعل ما علمنا وبالاً علينا، وأن يسلك بنا طريق عباده المؤمنين، وأن يجعلنا من أوليائه المتقين وحزبه المفلحين‏.‏ وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين‏.‏



وسلامتك اخي سليم :)

أنا اسمي إيمان :)

سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا انت أستغفرك واتوب إليك.

muslima04 28-06-2005 05:19 PM

بسم الله الرحمن الرحيم..

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته،

وبعد،،

أخي العزيز أبو جوليا..يؤسفني أسفا شديدا أن اخبرك أنه.. ولأمور إن شاء الله تهون مع مرور الأيام بإذنه تعالى..أنني لن أستطيع أن اجيب عن تساؤلاتك قبل أن أقول لك هذا الأمر..

أخي الفاضل..نعلم وتعلم ولله الحمد كما لا يخفى على احد والله أعلم دائما..أن هناك اختلافات..وطبعا انا لما اجيب عن أسئلتك أستدل لك بكلام علماء فضلاء على حسب منهجي..فلن أفسر لك الأمور إلا بما اعتقده واقتنعت به ولله الحمد..وهذا لا يعني أنني اجبرك او أستغل عهدك الحديث لإعتناقك هذا الدين الحنيف لأبرمجك على معتقداتي..بل إنني فقط أقدم لك ما اعتقده ولك تمام الحرية في ان تقبله او لا..والله هو الهادي إلى سواء السبيل..والحمد لله كلنا مسلمون نشهد بان لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله..فنصيحتي لك أيها الفاضل..أن تتوجه إلى الله بدعاء أن يرشدك للطريق الصحيح إن شاء الله وأن يكون لك خير وكيلا ومعينا..ثم ماشاء الله أنت واعي بما يجري بين المسلمين من اختلافات..ولست انا من سيقول لك بإذن الله تعالى ومشيئته أن تتبع هذا او ذاك..فليس علي أن احكم على احد..فلي ولك ولهم الله تعالى..هو الوحيد الذي يحاسب عباده ويحكم بينهم بالحق..وكلنا له وإليه سنرجع مهما طال الوقت فسيأتي وقت المنية..ما أريد قوله باختصار أخي العزيز..أنه ألمني أمر..والحمد لله على كل حال..لذلك أطلب منك طلبا إن لم يكن هناك مانع إن شاء الله وجزاك الله عني خيرا..إن قبلت ورضيت دائما بي وبمناقشاتي معك بعد الذي اخبرتك به..فسأكون أسعد من في الكون بإذن الله تعالى لذلك..فلي فرحة وسعادة بأن أفعل..ولقد احببتك في الله بعد إسلامك حبا صادقا..ولست اجمالك والله..بل إني أتمالك الدموع..لكن يبدو ولا بأس إن شاء الله..أن منهجي ليس هو منهج اخينا الفاضل صلاح الدين القاسمي..ولأمر إن شاء الله يهون مع مرور الأيام بإذن الله تعالى..أفضل يا اخي أبو جوليا إن قبلت بي دائما والله أحق أن يقبل عباده..أن تفتح موضوعا انت لأتحدث معك فيه..أو إن شئت وأذنت لي..أرسل لك على الخاص بعنوان بريدي ونتحاور من خلاله بإذن الله تعالى..وجزاك الله عني خيرا..وإلا فأنا سعيدة جدا بك وبإسلامك رحمك الله اخي..ويكفيني أنك شاركتني في الأجر ولو أني ما فعلت إلا القليل والحمد لله أولا وآخرا ان أذن لي بذلك ورحمني به تعالى..وأسأل الله لي ولك ولكافة أمة الحبيب صلى الله عليه وسلم ان يجنبنا الهلاك برحمته ويرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه ويرينا الباطل باطلا ويجنبنا اتباعه..آمين يا رب..إنه ولي ذلك والقادر عليه.

سبحانك اللهم وبحمدك أشهد ان لا إله إلا انت أستغفرك وأتوب إليك..

المعمدان 29-06-2005 03:18 AM

شكرا جزيلا على الرد أختي في الله
وبغم وجودبعض الملاحظات والاستفسارات على الموضوع لكني أود أن أتأكد من فهمي للرسالة الأخيرة.

-----------------------
أخي الفاضل..نعلم وتعلم ولله الحمد كما لا يخفى على احد والله أعلم دائما..أن هناك اختلافات..وطبعا انا لما اجيب عن أسئلتك أستدل لك بكلام علماء فضلاء على حسب منهجي..فلن أفسر لك الأمور إلا بما اعتقده واقتنعت به ولله الحمد..وهذا لا يعني أنني اجبرك او أستغل عهدك الحديث لإعتناقك هذا الدين الحنيف لأبرمجك على معتقداتي..بل إنني فقط أقدم لك ما اعتقده ولك تمام الحرية في ان تقبله او لا..والله هو الهادي إلى سواء السبيل..والحمد لله كلنا مسلمون نشهد بان لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله..فنصيحتي لك أيها الفاضل..أن تتوجه إلى الله بدعاء أن يرشدك للطريق الصحيح إن شاء الله وأن يكون لك خير وكيلا ومعينا..ثم ماشاء الله أنت واعي بما يجري بين المسلمين من اختلافات..ولست انا من سيقول لك بإذن الله تعالى ومشيئته أن تتبع هذا او ذاك..فليس علي أن احكم على احد..فلي ولك ولهم الله تعالى..هو الوحيد الذي يحاسب عباده ويحكم بينهم بالحق..وكلنا له وإليه سنرجع مهما طال الوقت فسيأتي وقت المنية..ما أريد قوله باختصار أخي العزيز..أنه ألمني أمر..والحمد لله على كل حال..لذلك أطلب منك طلبا إن لم يكن هناك مانع إن شاء الله وجزاك الله عني خيرا..إن قبلت ورضيت دائما بي وبمناقشاتي معك بعد الذي اخبرتك به..فسأكون أسعد من في الكون بإذن الله تعالى لذلك..فلي فرحة وسعادة بأن أفعل
----------------------------
بل أنا المحتاج لعقل متفتح يتفهم استفساراتي فأرجو منك رجاءا حارا أن تصبري على أسئلتي المتواضعة.


------------------------------
أن منهجي ليس هو منهج اخينا الفاضل صلاح الدين القاسمي..ولأمر إن شاء الله يهون مع مرور الأيام بإذن الله تعالى..أفضل يا اخي أبو جوليا إن قبلت بي دائما والله أحق أن يقبل عباده..أن تفتح موضوعا انت لأتحدث معك فيه..أو إن شئت وأذنت لي..أرسل لك على الخاص بعنوان بريدي ونتحاور من خلاله بإذن الله تعالى
------------------------------
كما ترغبين أختي الفاضلة الكريمة
سأفتح موضوعا خاصا لنتحاور فيه فأنت أكثر من تحمل سيل أسئلتي من غير أن تحقريني أو تستصغريني.


وهناك أسئلة حيرتني لا أود أن أشارك بها الآخرين ففضلا أرسلس لي على بريدي الخاص:
maamadan@hotmail.com

النسري 30-06-2005 12:21 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيدنا محمد سيد الخلق والمرسلين ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين .
أما بعد :

أخي الكريم لقد جاء في الحديث رقم (182) من سنن ابن ماجه ما نصه : عن أبي رزين قال :
قلت : يا رسول الله أين كان ربنا قبل أن يخلق خلقه؟؟
قال : كان في عماء ، ما تحته هواء ، وما فوقه هواء ، وما ثم خلق ، وكان عرشه على الماء .
وقد اتفق علماؤنا على أن هذا الحديث من المتشابه الذي لا يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم ، فلكل علم حقيقة معناه إلى الله ويوم القبامة يكشف الله تعالى لعباده المؤمنين من الأسرار بحسب منزلة كل منهم ، أما في الدنيافالايمان يقتضينا التفويض والتسليم وأولى بنا قبل أن نتطلع إلى معرفة الأسرار الإلهية أن أن نجتهد في فهم أسرار الكون والانسان التي لم يبلغ العقل البشري منها إلا قطرة من بحار الحقيقة التي لا نهاية لها .
( وما ) في الحديث نافية بمعنى ( ليس )
أي : ( ليس تحته هواء ، وليس فوقه هواء )
أما قوله صلى الله عليه وسلم : ( وما ثم خلق ) فمعناه ليس هناك خلق ، بل كان الله سبحانه وحده ولم يكن شيء معه أما كون عرشه سبحانه _قبل الخلق- على الماء ، فقد جاء ذلك في القرآن الكريم في الآيه السابقة من سورة هود ، ويبقى المراد بالماء سراً من الأسرار التي لا يعلمها إلا الله ومن شاء أن يعلمه من أنبياءه وأصفيائه ، فسلم أخي تسلم ولك في التفكر في خلق السموات والأرض مجال فسيح فاستعن بالله ولا تعجز ، وقل رب زدني علماً .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

النسري 03-07-2005 06:41 AM

أخي المعمدان إعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (( ثلاثة لهم أجران : رجل من أهل الكتاب، آمن بنبيه وآمن بمحمد صلى الله عليه وسلم، والعبد المملوك إذا أدى حق الله وحق مواليه، ورجل كانت عنده أمة يطؤها، فأدبها فأحسن أدبها، وعلمها فأحسن تعليمها، ثم أعتقها فتزوجها، فله أجران. ثم قال عامر : أعطيناكها بغير شيء، قد كان يركب فيما دونها إلى المدينة.
أخي الكريم الفاضل المعمدان جزاك الله خيراً في أسئلتك وبحثك وٌأنصحك أخي أن تكثر من قراءة القرآن الكريم فإن الله سبحانه وتعالى يقول في محكم تنزيله ((وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا)) (الكهف 49) والتدبر فيه ومراجعة معانيه وأسباب النزول فإنك أخي الكريم ستجد كل أسئلتك أجوبتها في القرآن الكريم والسنة الشريفة .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( يأتي الشيطان أحدكم فيقول : من خلق كذا؟ من خلق كذا؟ حتى يقول من خلق ربك؟ فإذا بلغه فليستعذ بالله ولينته )) وفي رواية لمسلم: (( فليقل آمنت بالله ورسوله )) .
وإني أنصحك ببرنامج عمل يومي كنت قد جربته وكان له الدور الأكبر في فهمي وتدبري وهو أن تصلي صلوات الفرض في المسجد وأما السنة والشفع والوتر ففي المنزل وأقوم بوضع مصحف كبير أمامي ( على طربيزتين فوق بعض ) وأصلي الشفع والوتر باسترسال وجهر وقد تصل بي القرآة إلى جزء يومياً ( أو أقل أو أكثر ) في بعض الأحيان وبذلك تكون قد ختمت القرآن الكريم خلال أقل من ثلاثة شهور وتعلمت كيفية القرآة وفي أي كلمة أو آية تعود إلى التفسير وتفسر الآية وتجمع أراد الأسرة على دعاء ختم القرآن في النهاية وتدعوا وهم يؤمنوا، عداك عن سماع القرآن الكريم في السيارة والبيت والعمل كاما استطعت .
والله لقد جربت هذه الطريق وكانت لها الأثر الأكبر في نفسي وتعليمي للقرآن الكريم.
واعلم أخي أنك قد تواجه في البداية صعوبة في كيفية القرآة ولكن الحبيب الصادق الأمين يقول : (( الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة والذي يقرؤه يتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران اثنان )) فهنيئاً لك الأجران أخي الكريم .
يقول لاكوست وزير المستعمرات الفرنسي عام 1962 : وماذا أصنع ، إذا كان القرآن أقوى من فرنس
ويقول كلادستون وزير بريطانيا الأسبق : مادام هذا القرآن موجودا في أديدي المسلمين ، فلن تستطيع أوروبا السيطرة على الشرق .
ويقول بن جوريون : إن ما نخشاه أن يظهر في العالم العربي محمد جديد .
ويقول الحاكم الفرنسي في الجزائر : يجب أن نزيل القرآن العربي من وجودهم ونقتلع اللسان العربي من ألسنتهم ، حتى ننتصر عليهم .
ولنا عودة بإذن الله تعالى والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.