![]() |
شاب مات كالحيوان
شاب كان يحادث صحبه في إحدى الجامعات ويدعي بعدم وجود إله في الكون..! وكان يستدل بقوله بأنه لو حقا يوجد إله واحد في هذا الكون لقُبضت روحه بعد ساعة من حديثه معهم لم يقدر أصحابه على إقناعه بخلاف رأيه وتركوه واتجه كل منهم لمحاضرته وودعهم بعد الانتهاء من الدوام وهو على يقين بما قاله لهم وهم يستغفرون الله ويدعون له بالهداية.. في المنزل .. ذهب لغسل يديه ليتناول غداءه لكنه تأخر عليهم.. وحين دخل أحد أفراد أسرته لمعرفة سبب تأخره وجده مرميا على أرضية (أكرمكم الله) الحمام فطلبوا له الإسعاف .. لكنه كان قد فارق الحياة.. فكان من الطبيعي البحث عن أسباب الوفاة.. فكل شيء كان طبيعي .. إلى أن اكتشفوا بأنه مات بسبب دخول قطرة ماء في أذ نه!! وقيل بأن هذه الميتة لا يموتها عادة إلا حيوانان .. (الحصان والحمار).. فيا سبحان الله .. لا إله إلا الله |
نابش القبــور
عن عبد الملك بن مروان أن شابا جاء إليه باكياً حزيناً فقال : يا أمير المؤمنين إني ارتكبت ذنباً عظيماً .. فهل لي من توبة؟ قال: وما ذنبك؟ قال: ذنبي عظيم .. قال: وما هو ؟ تب الى الله - تعالى - فإنه يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات قال: ياأمير المؤمنين كنت أنبش القبور، وكنت أرى فيها أمورا عجيبة .. قال: وما رأيت؟ قال: ياأمير المؤمنين نبشت ليلة قبراً فرأيت صاحبه قد حول وجهه عن القبلة فخفت منه وأردت الخروج واذا بقائل يقول في القبر: ألا تسأل عن الميت لماذا حول وجهه عن القبلة؟ فقلت لماذا حول؟ قال: لأنه كان مستخفا بالصلاة ، هذا جزاء مثله.. ثم نبشت قبراً آخر فرأيت صاحبه قد حول خنزيراً وقد شد بالسلاسل والأغلال في عنقه ، فخفت منه وأردت الخروج واذا بقائل يقول لي :ألا تسأل عن عمله لماذا يعذب؟ قلت : لماذا قال : كان يشرب الخمر في الدنيا ومات على غير توبة.. والثالث ياأمير المؤمنين نبشت قبراً فوجدت صاحبه قد شد بأوتار من نار وأخرج لسانه من قفاه، فخفت ورجعت وأردت الخروج فنوديت : ألا تسأل عن حاله لماذا ابتلي؟ فقلت : لماذا؟ فقال كان لا يتحرز من البول ، وكان ينقل الحديث بين الناس ، فهذا جزاء مثله.. والرابع ياأمير المؤمنين نبشت قبرا فوجدت صاحبه قد اشتعل ناراً فقال : كان تاركا للصلاة.. والخامس ياأمير المؤمنين نبشت قبراً فرأيته قد وسع على الميت مد البصر وفيه نور ساطع والميت نائم على سرير وقد أشرق وجهه وعليه ثياب حسنه فأخذني منه هيبة ، وأردت الخروج فقيل لي : هلا تسأل عن حاله لماذا أكرم بهذه الكرامة؟ فقلت : لماذا أكرم؟ فقيل لي : لأنه كان شابا طائعا نشأ في طاعة الله-عز وجل-وعبادته.. فقال عبد الملك عند ذلك : إن في هذه لعبرة للعاصين وبشارة للطائعين.. فالواجب على المبتلى بهذه المعايب المبادرة الى التوبة والطاعة ، جعلنا الله وإياكم من الطائعيين وجنبنا أعمال الفاسقين إنه جواد كريم .. |
ولكم في القصاص حياة
في أوائل السبعينات الميلادية وبالتحديد في الثالث من أغسطس من العام الأول بعد السبعين والتسعمئة والألف من التاريخ الميلادي ... عدت الى المنزل لم يكن على كاهلي هموم سوى إرضاء الله والوالدين وإكمال مسيرتي العلمية ... رحم الله أبي وأطال في عمر والدتي ... كانت الرياض مدينة صغيرة ونسبة كبيرة من شوارعها ترابية لم تلبس الرداء الإسفلتي ... وحال دخولي الى المنزل إذا بأخي الكبير يقابلني ... كانت ملامح الرعب تبدوا على محياه وقال لي هل سمعت الخبر ...؟ قلت له وما الخطب ...؟ قال فهد صديقك الحميم قتل رجلاً ... سألته أأنت جاد ... قال : نعم !! كان فهد صديقي وأخي وتوأمي وأكبره بسنه ... كان في الرابعة والعشرين وكنت في الخامسة والعشرين ... بدأت معرفتي به في الصف الأول المتوسط ... درسنا المرحلة الثانوية ... سافرنا الى بريطانيا ثم إلتحقنا في جامعة برنستاون لدراسة الأدب الإنجليزي ... وفي ذلك اليوم المشئوم ... كنا نتمتع بإجازة نقضيها في الوطن الغالي ... كنا نقتسم كل شيء ... الفرح والحزن ... والجد واللعب ... حتى الدواء كنا نقتسمه ... من باب الإشتراك في تحديد المصير لم تكن أمريكا كما هي الآن فقد كانت إحدى الجنان علىالأرض ... كان أشجع مني ... واجرأ ... وتعلمت منه أشياء كثيرة ... برغم إني أكبره بالعمر ... هو وحيد أمه وأبيه . لم نكن في ذلك الوقت نملك سوى سيارة واحدة لعائلتنا الكبيرة ... التي يفوق عددها الخمسة عشر نفسا ً من أب وأم وإخوة وأخوات . إستأذنت والدي بأن آخذ السيارة لأذهب وأستطلع الخبر فرفض خوفاً علـّي من إشكالات قد أتعرض لها وألححت عليه ووافق ... ذهبت الى والده وكان في حوالي الخمسين من عمره، أما والدته فكانت تزيد قليلا ً عن الأربعين من عمرها ... وعندما طرقت الباب أجابتني أمه ... لم تكن تخفي وجهها عني ... بحكم نشأتي وصديقي ... القريبة جدا ً ... كانت آثار الدهشة ... تعتريها كما أعترت ... كل من حولنا ... أمسكت بيديّ الإثنتين وتوسلت إلي ان أفعل شيئا ً ... فأخبرتها أنني سوف أستطلع الخبر ... سألت عن والده فقالوا أنه ذهب الى الشرطة ... كان هناك بعض الأقارب فسألتهم كيف حدث ذلك ... قالوا : شجار بسيط تحول الى جريمة ... والمقتول هو (فلان) وهو في إسعاف مستشفى الشميسى الآن ... أعرفه ... رحمه الله ليس لي به علاقة ... كان رجلاً يكبرنا ... له زوجة وثلاثة أطفال أصغرهم عمره سنه واحدة ... كان مشاكسا ً في معظم الأحيان ويملك متجراً ولا يتنازل عن حقه أبداً. دخلت قسم الإسعاف وحاولت أن أستطلع الخبر ... لم يكن هناك تنظيم كما هو الآن ... وتشاء الصدف أن أدخل الى أحدى الغرف وكانت مكتباً ... وعلى أحد الطاولات ملفان ... كتب على الأول ... إسم القاتل ... نعم وبهذا اللفظ وكان فهد ... وعلى الثاني : إسم المقتول ... أيقنت أن هناك خطبٌ جلل فأحسست ثقلاً بدأ يسري في ساقـّي . وحالاً ... اتجهت الى قسم الشرطة ... وجدت أبا فهد حائراً لا يدري ماذا يفعل ... وسألت عن فهد ... وبعد إصرار وترجي وبعد أن أخذوا هويتي ... وكانت تلك الهوية دفتراً صغيراً أزرقاً يسمى (تابعية) ... أوقفوني أمامه ... بيني وبينه باب حديدي به بعض الفتحات تكفي بأن تدخل يدك ويمسكها من هو خلف هذا الباب ليشعر بطمأنينة مؤقتة... تسمرت عيناي بعينيه ... لم أرمش ... لا أدري ما أقول ... فبادرني بالسؤال قائلاً : هل مات فلان ؟ ... فوكزته بسؤالي وقلت : ما الذي حصل؟ ... قال : أردت استبدال سلعة فرفض ... فدخلت الى متجره وتلفظت عليه فصفعني ... ثم تناولت مفكاً صغيراً وضربته في صدره ... لا لأقتله ... ولكن لأنتقم للصفعة ... وأعاد علـّي السؤال : هل مات ؟ ... قلت وبكل صعوبة (نعم) ... قال : لا أصدق ... قلت : ليس وقت التصديق الآن ... دعني أذهب لأقف مع أهله ... ونحاول أن نصل إلى شيء إيجابي ... وقبل أن أودعه سألته : هل تريد شيئاً ؟ ... قال : أمي وأبي أمانة في عنقك ... فقلت له : وهل توصيني بأمي وأبي يا فهد... لا عليك سوف أطلب منهم الإكثار من الدعاء وأخبر والدتك بأنك بصحة جيدة وسوف نحاول إعادتك الى المنزل !! ذهبت الى عائلة المقتول ... لم أجد ترحيباً ... كان كل شخص يحاول التهرب مني ... أيقنت أن الوقت ليس مناسباً لوجودي ... في اليوم التالي وفي الجامع الكبير صلينا على القتيل وذهبنا الى منزله لتقديم العزاء وبقيت طوال اليوم واليومين التاليين ... كنا نتحدث عن كل شيء وكنت أتطرق كثيراً إلى قصص القضاء والقدر ... وانتهت أيام العزاء فذهبت إلى والدي وطلبت منه أن يتدخل ... وشرحت له القضية ... كان يفهمها أكثر مني رحمه الله ... وبدأت المساومات ... هم يريدون القصاص ... ونحن نريد العفو ... كان كل يوم يمر كأنه الدهر فمصير فهد مجهول وتدخل كبار القوم وعرضوا المبالغ ... فكان جوابهم دائماً ... نعطيكم ضعفها وأعيدوا لنا إبننا ... وهذه كلمة بحد ذاتها قاتلة !! صدر الحكم الشرعي بالقصاص من فهد ... على أن يؤجل حتى يبلغ الورثة ويعاد طلب العفو ... نقل فهد الى السجن العام وهو أكبر سجن بالرياض في ذلك الوقت ووضع في عنبر الدم وهو العنبر الأحمر المخيف ... كيف لا وعزرائيل يتجول داخل أروقته ... كيف لا ونزلائه لا يعرفون طعم النوم ... وخصوصاً ليلة الجمعة ... حيث يقضونها جالسين ... صامتين ... لا يقوون على إخراج الكلمة ... فقط عيونهم شاخصة ويتنفسون وبلا صوت ! إقترب موعد الدراسة والعودة الى الجامعة في أمريكا ... كنا نذهب الى بيروت وثم الى لندن وبعدها إلى نيويورك ... أوصيت أبي بالقضية فنهرني رحمه الله بأن لا أوصيه على واجب يقوم به ... ذهبت إلى هناك وجمعت كل متعلقات فهد واحتفظت بها لأعود بها في السنة القادمة . لم تقف محاولات والده ووالدي ومحاولات الآخرين من كبار القوم وصغارهم ... كل شخص يحاول ولكن الشريعة السماوية هي التي تحكم . كانت الرسائل تصلني من والدي وكنت أكتب لفهد ... أوصيه بالصبر وبالأمل ...لم أعد في إجازة العام 1972م محاولة مني بتقليص مدة الدراسة ... وفي العام 1973م عدت متخرجاً ... من هناك أحمل شهادتي وثلاثة حقائب ... إثنتان لي وواحدة لفهد بها متعلقاته الشخصية ... لازلت أحتفظ بها حتى هذا اليوم . وبعد خمس سنوات توفي والد فهد وهو يمنى نفسه برؤية ابنه حراً طليقاً ... توفي أبوه و ترك أماً مكلومة تصارع الزمن ووحيدة حطمت قلب كل من عرفها . انقضت السبعة عشر عاماً ... وها هم أبناء القتيل قد تجاوزوا العشرين والإبن الأصغر يتم الثامنة عشرة ونذهب إلى المحكمة ... ويسألهم الشيخ بعد أن أحضروا فهداً وأنا ووالدي ... كان فهد تجاوز الأربعين من عمره وقد أطال لحيته وبدأ الشعر الأبيض الكثيف يزاحم الشعر الأسود وبدأ العمر يزاحم المصير ... سأل الشيخ الفتيان الثلاثة ...وكانت نظراته تتجه صوب الفتى ذو الثمانية عشر عاماً وهو يؤشر على فهد قائلاً : قبل سبعة عشر عاماً هذا الرجل قتل والدكم وصدر حكم في حينه يقضي بإنزال الحكم الشرعي عليه وهو القصاص ... وتلا آية القصاص .. قال الله تعالى : (ولكم في القصاص حياة يا أؤلي الألباب) صدق الله العظيم ... وأضاف الشيخ : لقد تأجل الحكم لقصوركم باتخاذ قرار القصاص أو العفو ... وأريد منكم الآن أن تنطقوا بما اتفقتم عليه أو اختلفتم عليه ... وذكر لهم الشيخ عدداً من قصص العفو التي حدثت داخل هذه المحكمة وسألهم : هل تعفون على من قتل والدكم ؟... أريد أن أسمع رأي كل واحدٍ منكم على حده ... وصمت الشيخ ..!! كان من أصعب المواقف التي قد يمر بها بشر ... خيم السكون على المكان ... وكلمات الحوقلة يتمتم بها الجميع ... فقال الإبن الأكبر : يا فضيلة الشيخ ... نحن فقدنا عائلنا وواجهنا صعاب الحياة ونحن في سن مبكرة بين اليتم والحرمان ولا نتنازل عن الحكم الإلهي بحق من قتل والدنا . !! وجدت نفسي أندفع وبلا شعور وأتجه الى أكبرهم فصدني بكل قوة ... وقال أرجوك ... نحن نطلب حقاً لنا ... أعذرنا ل انستطيع ... وخرجوا من مكتب الشيخ ... كانت كلماتهم هذه كدوامة أدارت المكان بمن فيه ... أما فهد فلم يستطع الوقوف وانخرط بالبكاء ... ومثله فعل والدي وهو يمسك به ويحتضنه حتى سقط الإثنان على كرسي حديدي صدء داخل مكتب الشيخ ... لم أستطع الكلام من هول الصدمة ... جاء الجنود و أخذوا فهد وهو يمسك بأبي ولم يتركه ... أخذوه وهو مقيد بالأرجل والأيدي بسلاسل حديدية عائدين به الى السجن ... سألت الشيخ : وماذا بعد أيها الشيخ ... قال لي : سوف ترفع للتصديق ... قد تأخذ شهراً أو تزيد . وبعد شهرين ... وفي صباح يوم جمعة ... وإذا بمكالمة هاتفية من السجن تطلب حضوري العاجل ... ذهبت مصعوقاً لا أقوى على التفكير ... كل ما أريده هو أن أصل الى السجن ... وعند دخولي وجدت الضابط المناوب ولديه رجل بملابس مدنية ويحمل دفتراً ضخماً ولم أنتظر حيث قال الضابط ... هذا هو كاتب العدل ... جاء هنا وكتب فهد وصيته ... فقد تقرر تنفيذ الحكم اليوم ظهراً وحيث أنه أدرجك بوصيته وجب علينا إبلاغك ... لم أستطع أن أفتح فمي لعبرة أحبسها على مدى سيعة عشر عاماً ... فخرجت من غرفة الضابط وإنزويت بعيداً وبدأت البكاء ... بكيت بكاءً لم تبكه النساء ... بكيت بكاء أشد من بكاء أمه عليه ... فقد تعلقت بالأمل سبعة عشر عاماً ... وهاهو يتلاشى ... فقد أصبح كل شيء يأخذ مأخذ الجد ... أوصاني فهد بوالدته وأوصاني فهد بجثته بعد موته وأوصاني بالترحم عليه ... وأن أبر بوالدته ... وأن أطلب منها أن تصفح عنه لأنه خذلها . أصررت على مسئول السجن أن أرافقهم ... ووافق ... وركبت في مقدمة السيارة ... التي بها فهد ... كنت لا أرى شيئاً ولا أسمع سوى صوت فهد من مؤخرة السيارة يطلب منى أن لا أنساه من الدعاء ... وأن أؤمن بالقضاء والقدر ... وأن أبر بولدته ... رددها كثيراً ... كان في أسمى حالات معنوياته التي عرفته بها ... كان يحفظ القرآن ويتلوه داخل السيارة . وصلنا الى الصفاة ... كانت بتصميمها السابق ... كان الشيخ يخطب الجمعة ... وجمهور من البشر في كل مكان ... لا أحد يعبأ ... لأداء الصلاة ... فالموقف ... لا تشرحه العبارة . دخلت السيارة وسط الحشد وكان هناك سيارات أخرى من كل جهة حكومية وهذا فهد في المؤخرة ... نزلت من السيارة ... وجلت ببصري لأستطلع المنظر ... فوقعت عيناي على القصـّاص ... وكان رجل عادي الجسم يمسك بسيف مذهب ... إقتربت من السيارة التي بها فهد فوجدته يصلي ... ونظرت حولي وإذا بالقصاص يطلب من الضابط أن يزوده برجلين لأنه سوف يذهب الى الصلاة ... فذهب القصاص ومعه رجلين ... بقيت واقفاً في الشمس المحرقة ... إنتهت الخطبة وإنتهت الصلاة وانا لم أتحرك ... وحضر القصـّاص مرة أخرى وقال لهم هل هو جاهز ؟ ... قالوا نعم ... قال لهم إربطوا عينية وأنزلوه . ! يا إلهي شيء لا يصدق ... كل هذا يحدث أمام البصر ... وفتح الباب ... ومن سيارة الإسعاف أحضروا ... شريطاً لا صقاً وكمية من القطن ... خلعوا عنه الغترة ووضعوا القطن على عينيه وأداروا الشريط اللاصق وبطريقة عشوائية أجلسوا فهد على الأرض ... فكوا رباطه من الأرجل وأعادوا رباط يديه من الخلف وتقدم إليه شخص ولقنه الشهادتين ... ولما إبتعد بدأ أحد الرجال يقرأ بيان الإعدام الصادر بحق فهد من مكبر صوت خاص بسيارة الشرطة وكنت أنظر الى فهد وبعد ثواني من بداية قراءة البيان ... رأيت القصـّاص يأتي من خلف فهد ويرفع السيف فأدرت ظهري وأغمضت عيني وسمعت صوت صدور الجماهير المحتشدة بزفير واحد ... فأيقنت أن فهداً قد مات فأسرعت الى سيارة السجن وفتحت الباب الخلفي وأخذت غترة فهد وبدأت أشمها ببكاء كبكاء الطفل . عدت تعيساً الى المنزل وعم الحزن البيت كله وأفراده وأحضرنا والدة فهد وبقيت معنا في منزلنا ... كوالدة أخرى لنا ... نتقبل التعازي بما اصابنا وأصابها ... ونونس وحدتها حتى وافاها الأجل المكتوب في رمضان 1420هـ . رحمها الله ... ورحم فهد ... ورحم أموات المسلمين .. آمين آمين يا رب العالمين |
نزعة خير في قلب مسلم
شاب كويتي من محافظة الجهراء .. مسرف على نفسه في شرب الخمر وارتكاب الفواحش.. يقضي إجازة الصيف في إحدى دول أوروبا الشرقية .. ومعروف لدى الناس أن الشيوعية التي حكمت المناطق الأوروبية أغرقتها الخمور وسعرها رخيص كرخص التراب.. فكان البعض من الخليج إلى المحيط إذا أرادوا المتعة الحرام .. ذهبوا الى هناك. وفي أحد الكباريهات أو البارات .. كانت الراقصة على المسرح تؤدي الواجب!!! (خوش واجب) وكان شلة من العرب من جنسيات عديدة يتحلقون على طاولة .. وفي هذه الدول تكثر المافيا .. ولهذا فإن العرب الأثرياء وتجار القمار يؤجرون حماية (بودي جارد) تتمثل برجل مفتول العضلات قوي البنيه يلازم سيده.. وبينما كان العرب يتبادلون كؤوس الخمر .. كانت الراقصة ترقص وتتعرى على المسرح .. وكانت تستعرض أعلام الدول على جسدها العاري ، فمن علم أوروبي إلى علم أفريقي إلى علم آسيوي …. وفجأة قال الشاب لرفاقه .. يا جماعة ألا ترون معي كأن كلمة (الله) على جسد الرقاصة؟..وكان الشاب في نصف حالة سكر (يعني توه ما بعد طينها وارتفع كثير) فقال له زملائه .. نعم إنها ترقص بالعلم السعودي - قبحها الله - فقال الشاب هذا لا يجوز السكوت عليه وقام منتفضاً غاضباً وصعد إلى المسرح .. والرقاصة والجمهور يعتقدون أنه سيضع في فتحة صدرها دولارات كالعادة التي يمارسها الخمارين … وإذ به ومن غير مقدمات يصفعها كفاً وينتزع العلم منها ويقول الله اكبر… فما كان من رجال الحماية الخاصة بالراقصة إلا أن انهالوا عليه بالضرب واللكمات والركلات وهو متشبث بالعلم ، وهنا انتصر له أخواته العرب ومن معهم من حماية (رغم انهم مرتفعين ومؤجرين الدور العلوي من المخ) ودبت الفوضى وانتهى الأمر بصاحبنا الكويتي الى المستشفى مضرجاً بدمائه متشنجاً في أطرافه .. فلما أفاق واسترخى قليلاً كانت إحدى كفيه منقبضة بعنف فلما فتحها وجد فيها قطع من العلم السعودي وفيها جزء من كلمة التوحيد ( لا إله إلا الله ) … كانت هذه الغيرة الصادقة وهذا الحادث العنيف منعطفاً حاداً في حياة الشاب مما جعله يطلق دنيا الفساد وينتبه إلى نفسه ويرجع إلى ربه فتاب وأناب ولله الحمد. أقول إنه موقف مشرف يدل على النزعة الخيرة التي هي في نفوس جميع الناس حتى المسرفين على أنفسهم أما آن أن يبعث الإنسان منا هذا الدفين الإيماني ليعيش حياة نظيفة.. ؟! |
لأنها قالت : لا إله إلا الله
هذه قصة ماشطة بنات فرعون وهي التي تمشط شعورهم وكانت امرأة مؤمنة لها خمسة أبناء .. في مرة من المرات كانت الماشطه تمشط لبنات فرعون فسقط منها المشط فقالت الماشطه : الله اكبر ! قالت ابنة فرعون : الله هو ابي !! فقالت الماشطه: الله هو الذي خلقك وخلقني وخلق أباكِ .. ذهبت البنت إلى أبيها فرعون وأخبرته بما حدث من أمر هذه الماشطة فأمر فرعون بهذه المرأة وأبنائها فأتوا بهم جميعاً وأمر خدمه أن يضعوا زيتاً في حلة كبيرة ويغلوها ويجعلوا النار مشتعلة من تحتها .. فقال فرعون للماشطه : من ربك ؟ قالت : ربي هو الذي خلقك وخلقني وخلق الناس جميعا فكرر عليها السؤال وهي عند إجابتها .. فأمر فرعون حارسه بأخذ أكبر أبنائها وهو يسحبه وهو متعلق بأمه وينظر لها وهي تبكي وهو يبكي وإخوانه يبكون وينظرون الى الام .. قال فرعون لها : إن لم تؤمني بي فسأرمي بإبنك ! وسألها من ربك :فقالت ربي الذي خلقني وخلقك وخلق الناس جميعاً .. فأخذ ابنها ورماه في الزيت والام ترى وإخوانه يرون المنظر .. وها هي عظامه تطفو على سطح الزيت !! ومن ثم سألها نفس السؤال : من ربـــك ؟؟ فأبت المرأة أن تغير قولها وقالت : ربي هو الذي خلقك وخلقني وخلق الناس جميعا !! فأخذ الابن الثاني وزجه في الزيت وما هي إلا لحظات وتطفو عظامه على سطح الزيت فتختلط عظام الابن الاول بالثاني .. والام والاخوه يرون المنظر !! وأعاد فرعون سؤاله من جديد على هذه المرأة وهي مصرة عند رأيها فأخذ الثالث وزجه في الزيت وإذا بعظامه تختلط بعظام اخوته !! وكذلك الرابع .. أما الخامس فكان رضيعا تحمله امه .. فكرر السؤال فقالت ربي هو الذي خلقني وخلقك وخلق الناس جميعا .. فأخذ الطفل وهو في حضنها فرمى بذلك الجسم الصغير في الزيت وما هي لحظه والا عظامه تطفو مع بقية عظام اخوته .. فقال لها : من ربك ؟ فقالت : ربي هو الذي خلقك وخلقني وخلق الناس جميعاً !! أمــــر عندها فرعون حارسه فأخذ المرأة المؤمنة المحتسبة وزجها بهذا الزيت !! يال روعة إيمانها .. ضحت بأبنائها الخمسه وبنفسها من أجل كلمة التوحيد ! عندما أعرج النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم إلى السماء وفي صعوده اشتم رائحه جميله فقال : ما هذه الرائحه ؟؟ فقيل له هذه ماشطة بنات فرعون وأبنائها .. |
عندما احترق صديقي
يـقــول صـاحـب الـقـصـة : كـنا ثـلاثـة من الأصدقـاء 00 يـجـمـع بـيـنـنـا الـطـيـش والعـبـث ! كلا 00 بـــل أربـعـة فـقـد كـان الشـيـطان رابعـنا00 فـكـنا نـذهـب لاصطـيـاد الـفـتـيـات الساذجات بالكلام المعسول ونـسـتـدرجهـن إلى المزارع البعـيـدة 00 وهـناك نـفـاجأ بأننا قـد تحولـنا إلى ذئاب لا نرحم تـوسلاتـهـن بعـد أن ماتـت قـلـوبـنـا ومات فـيـنا الإحساس !!! هـكـذا كـانـت أيامنـا وليـالـيـنـا في الـمزارع 00في المخـيـمات والسيــارات وعـلى الشــاطــــئ !!! إلــــــــى أن جــــــــاء الـيـــــوم الــــذي لا أنـــســــاه !!! ذهـبـنـا كـالـمعـتـاد للـمـزرعـة 00 كـان كـل شـيء جـاهـزاً 0 الـفـريسـة لـكل واحـد منا 00 الـشراب الـملـعـون 00 شيء واحد نسيـناه هـو الطعام 0 وبعـد قليل ذهب أحدنا لشراء طعام العشاء بسيارته0 كانت الساعة السادسة تقريباً 0 عـنـدما انـطلـق00 ومرت الساعات دون أن يـعـود00 وفي العاشـرة شعرت بالـقـلـق عـلـيـه00 فانـطـلـقـت بسيارتي أبــحــث عــنـه 00 وفـي الـطــريـق شاهــدت بـعـض ألـسـنــة الـنــــــار تـنــدلـــع عـلـى جـــانـبـي الــطــريـق !!!!!! وعـنـدما وصلـت فـوجـئـت بأنها سـيـارة صديقي والـنــــار تـلـتهـمها وهي مقـلـوبة على أحـد جانـبـيـها 00 أسرعـت كالمجنون أحاول إخراجه من السيارة المشتعـلة ، وذهـلـت عـنـدما وجـــدت نصف جســده وقــد تــفـحــم تماماً 0 لـكن كان ما يـزال على قـيـد الحياة فـنـقـلـتـه إلى الأرض 00 وبـعـد دقـيـقـة فـتح عـينيه وأخذ يهذي 00الـنار00الـنار فقررت أن أحمله بسيارتي وأسرع به إلى المستشفى لـكـنـه قال بـصــوتٍ بــــاكٍ : لا فائـــــــــدة 0 لن أصـل ، فـخـنـقـتـني الدموع وأنا أرى صديقي يموت أمامي 00 وفـوجـئـت بـه يصرخ : مـاذا أقـول لـه 00 مـاذا أقول له ؟ نـظـرت إليـه بدهشـة وسـألـتـه: مَــــــــــــــــنْ هــــــــــــــو ؟ قال بصوت كأنه قادم من بئر عميق: الـلـــــــــــه 000 أحسست بالـرعـب يجـتـاح جسـدي ومشـاعـري ، وفجـأة أطـلـق صرخة مـدويـة 0 ولــفــظ آخــر أنـفـاسـه 00 ومضت الأيام 00لكن صورة صديقي الـراحــل وهــو يصرخ والـنار تـلـتـهـمه 00 مـاذا أقـول لـه 00 مـاذا أقـول لـه ؟! لا تـفارقـني ووجـدت نفسي أتساءل : وأنا 000 مــاذا أقــول لـــه ؟ فاضت عـيـناي واعـتـرتـني رعـشة غـريـبة00 وفي نفس الوقت سمعت المؤذن ينادي لـصلاة الـفـجـر0 اللـــــه أكــبر00 فأحسست أنـه نـداء خاص بي يدعـوني لأســدل الستـار على فـترة مظـلـمة مـن حـياتـي00 يـدعـوني إلى طـريـق النـور والهـدايـة 00 فاغـتسلـت وتوضأت وطهرت جسدي من الـرذيلـة الـتي غـرقـت فيها لسنوات 00 وأديت الصـلاة ومن يومها لم تـفـتـني فـريضة 0000 فالـحـذر الـحـذر مـن الـوقـوع في المعاصي والـذنـــوب فـإنـها واللــــــــــــه عبــرة 00 ولـنـكـن نحن ذلك الشـاب المتعـظ من هـذه القـصة ولـنقـلها دائماً مـاذا نقول لله عـندما نرتـكب أي خطأ أو معصية مـاذا أقول له لـعـلـك تـجــد الإجــــابة الشافية 0 |
ضاعت بسبب التلفون
أحكي لكم قصة قد سمعتها قبل أيام عن فتاة ضيعت حياتها بسبب سوء استعمالها الهاتف !! تقول المسكينة : تعرفت على شاب من خلال الهاتف حيث أنه اتصل ليسأل عن منزل فلان ، فقلت له أن الرقم خطأ وألنت له صوتي وأظهرت له الكلام الحسن (انتبهوا حتى تتعرفوا كيف أن مخاطبة الرجال بالقول اللين ماذا تفعل في قلوبهم) تقول : ما كان منه إلا أنه اتصل ثانية وثالثة ورابعة ... وبدأت علاقاتي معه ، ادعى بأنه يحبني وأن حبه شريف (كيف يكون شريف وقد خالف الله ورسوله) .. يا لها من فتاة مسكينة وبائسة خدعت بمعسول الكلام ، زين لها الشيطان ما يشين ويكلح الوجه - تواعدا وتقابلا أكثر من مرة - الرسائل - المكالمات الهاتفية - المقابلات سرا سنوات من عمرها قضتها مع هذا الذئب نعم الذئب !! قال لها بعد ذلك مكنيني من نفسك فلا يهم ان كان ذلك الشيء سيتم الآن أو بعد حين لأننا سنتزوج ،تحركت بواعث الايمان عندها وتحرك الضمير واستيقظ بعد طول الغفلان .. قالت : أول الزواج - الدين - الأهل - النار - الناس الشرف - البكارة - العار . قال : إن لم تمكنيني من نفسك فضحتك فمعي أدلة ضدك مكالماتك كلها مسجلة عندي أسرارك وأسرارأهلك..... عاشت المسكينة في جحيم خلقته لنفسها، ماذا وبماذا رجعت . . بالذلة والمهانة، هذه قصة وهذه ضحية من ضحايا كثيرات :أعلموا أخواتي المسلمات أن الرجل الاجنبي عنك كألذئب وأنت مثل النعجة ففري عنه فرار النعجة من الذئب الذئب لا يريد من النعجة إلا لحمها، فالذي يريده منك الرجل أعز عليك من اللحم عند النعجة وشرا عليك من الموت على النعجة . يريدون منك أعز شيء عليك - عفافك الذي به تشرفين وتفتخرين لم وبه تعيشين وحياة البنت التي فجعها الرجل بعفافها أشد عليها بمئة مرة من الموت على النعجة التي فجعها الذئب بلحمها . هذه هي المرأة اليوم تستهتر بعرضها وتعرض نفسها للمهالك وتقول أنا قادرة على أحمي نفسي واصون عرضي . تلطخ شرفها وشرف أهلها وسمعتها وسمعة أهلها ولا تبالي ولا تندم إلا حين لا ينفع الندم ولا يقتصر الأمر على الهاتف ولكن يشمل الرسائل والمقابلات وتزداد الفتن يوما بعد يوم .. وبهذا فإن بناتنا اليوم يرمين بانفسهن إلى التهلكة وإلى النار غير مباليات رغبة فى إرضاء شهواتهن ولو كان على حساب الدين . |
لا ينسى الله أحداً
روي أن امرأة دخلت على داود عليه السلام فقالت : يا نبي الله ربك ظالم أم عادل ، فقال داود: ويحك يا امرأة هو العدل الذي لا يجور، ثم قال لها ما قصتك؟ قالت: أنا أرملة عندي ثلاث بنات أقوم عليهن من غزل يدي فلما كان أمس شدّدت غزلي في خرقة حمراء و أردت أن أذهب إلى السوق لأبيعه و أبلّغ به أطفالي فإذا أنا بطائر قد انقض عليّ وأخذ الخرقة والغزل وذهب، و بقيت حزينة لا أملك شيئاً أبلّغ به أطفالي ... فبينما المرأة مع داود عليه السلام في الكلام وإذا بالباب يطرق على داود فأذن بالدخول وإذا بعشرة من التجار كل واحد بيده : مائة دينار فقالوا : يا نبي الله أعطها لمستحقها. فقال لهم داود عليه السلام ما كان سبب حملكم هذا المال؟ قالوا يا نبي الله كنا في مركب فهاجت علينا الريح و أشرفنا على الغرق فإذا بطائر قد ألقى علينا خرقة حمراء و فيها غزل فسدّدنا به عيب المركب فهانت علينا الريح و انسد العيب و نذرنا لله أن يتصدّق كل واحد منا بمائة دينار و هذا المال بين يديك فتصدق به على من أردت !! فالتفت داود عليه السلام إلى المرأة و قال لها : رب يتجر لكِ في البر والبحر و تجعلينه ظالماً، و أعطاها الألف دينار و قال: أنفقيها على أطفالك !! |
مغامرة في الأدغال الإفريقية
يحكى أن رجلاً كان يتمشى في أدغال افريقيا حيث الطبيعة الخلابة وحيث تنبت الأشجار الطويلة بحكم موقعها على خط الإستواء ، وكان هذا الرجل يتمتع بمنظر الاشجار وهي تحجب أشعة الشمس من شدة كثافتها ، وكان صاحبنا يستمتع بتغريد العصافير ويستنشق بعمق شذى عبير الزهور الذي كانت تفوح منه الروائح الذكية .. وبينما هو مستمتع بهذه المناظر الخلابة سمع صوت عدوّ سريع والصوت في ازدياد ووضوح ، والتفت الرجل إلى الخلف وإذا به يرى أسداً ضخم الجثة منطلقاً بسرعة خيالية نحوه ، ومن شدة الجوع الذي ألّم بالأسد كان خصره ضامر بشكل واضح وهو يبحث عن شيء يسد به رمقه !! أخذ الرجل يجري بسرعة والأسد وراءه ، وعندما أخذ الأسد يقترب منه ، رأى الرجل بئراً قديمة فقفز قفزة قوية فإذا هو في البئر وأمسك بحبل البئر الذي يسحب به الماء ، وأخذ الرجل يتمرجح داخل البئر وعندما أخذ أنفاسه وهدأ روعه وسكن زئير الأسد وإذا به يسمع صوت فحيح ثعبان ضخم الرأس عريض الطول بجوف هذا البئر وفيما هو يفكر بطريقة يتخلص منها من الأسد والثعبان إذا بفأرين أسود والآخر كان أبيض اللون يصعدان إلى أعلى الحبل وبدءا يقرضان الحبل وتهلع الرجل خوفاً وأخذ يهز الحبل بيديه بغية أن يذهب الفأران وأخذ يزيد عملية الهز حتى أصبح يتمرجح يميناً وشمالاً بداخل هذه البئر السحيقة ، وبينما هو كذلك إذا به يصطدم بشيء رطب ولزج ضربه بمرفقه ليكتشف بعدها أنه عسل النحل التي تبني بيوتها في الجبال وعلى الأشجار وكذلك في الكهوف ، فأخذ الرجل يتذوق هذا العسل اللذيذ فأخذ منه لعقة وأتبعها بثانية وثالثة وهكذا .. ومن شدة حلاوة العسل نسي صاحبنا الموقف الذي هو فيه وفجأة استيقظ الرجل من النوم فقد كان حلماً مزعجاً وفظيعاً .. بعدها قرر الرجل الذهاب إلى شخص يساعده على تفسير هذا الحلم فتوجه إلى أحد الشيوخ وأخبره بهذا الحلم فضحك الشيخ وقال له .. ألأم تعرف ما تفسيره ؟؟ قال الرجل : لا .. أخبرني .. قاله له الشيخ : الأسد الذي كان يجري ورائك هو ملك الموت الذي يلاحقك وينتظر خروجك والبئر التي وقعت فيها وبها الثعبان هي قبرك أما الحبل الذ تعلقت فيه فهو عمــرك ، أما الفأرين الأبيض والأسود فهما الليل والنهار اللذان يقصان من عمرك شيئاً فشيئاً ...!! قال الرجل : والعســــل يا شيـــخ ؟؟!؟ قال الشيخ : هو الدنيـــا ومن حلاوتهــــــا نسيت أن ورائك موت وحساب !! |
بركة التقوى مع الغافلين
ذكر أن شابا فيه تقى وفيه غفلة .. طلب العلم عند أحد المشايخ حتى إذا أصاب منه حظا قال الشيخ : لا تكونوا عالة على الناس فإن العالم الذي يمد يده إلى أبناء الدنيا لا يكون فيه خير فليذهب كل واحد منكم وليشتغل بالصنعة التي كان أبوه يشتغل بها .. وليتقِ الله فيها. وذهب الشاب إلى أمه فقال لها : ما هي الصنعة التي كان أبي يشتغل بها ؟ فاضطربت المرأة فقالت : أبوك قد ذهب إلى رحمة الله فما بالك وللصنعة التي يشتغل بها ؟ فألحّ عليها وهي تتملص منه حتى اضطرها إلى الكلام أخبرته وهي كارهة أن أباه كان لصا ! فقال لها : إن الشيخ أمرنا أن يشتغل كل بصنعة أبيه ويتقي الله فيها ، قالت الأم : ويحكِ وهل في السرقة تقوى ؟ وكان في الولد غفلة وحمق فقال لها : هكذا قال الشيخ. وذهب فسأل وتسقط الأخبار حتى عرف كيف يسرق اللصوص فأعدّ عدّة السرقة وصلى العشاء وانتظر حتى نام الناس وخرج ليشتغل بصنعة أبيه كما قال الشيخ ، فبدأ بدار جاره وهمّ أن يدخلها ثم ذكر أن الشيخ قد أوصاه بالتقوى وليس من التقوى إيذاء الجار ، فتخطى هذه الدار ومرّ بأخرى ، فقال لنفسه : هذه دار أيتام والله حذّر من أكل مال اليتيم ، وما زال يمشي حتى وصل إلى دار تاجر غني وليس فيه حرس ويعلم الناس أن عنده الأموال التي تزيده عن حاجته ، فقال : هنا وعالج الباب بالمفاتيح التي أعدها ففتح ودخل فوجد دارا واسعة وغرفا كثيرة ، فجال فيها حتى اهتدى إلى مكان المال وفتح الصندوق فوجد من الذهب والفضة والنقد شيئا كثيرا ، فهمّ بأخذه ثم قال : لا يؤدّ زكاة أمواله لنخرج الزكاة أولا ، وأخذ الدفاتر وأشعل فانوسا صغيرا جاء به معه وراح يراجع الدفاتر ويحسب وكان ماهرا في الحساب خبيرا بإمساك الدفاتر ، فأحصى الأموال وحسب زكاتها فنحّى مقدار الزكاة جانبا واستغرق في الحساب حتى مضت ساعات فنظر فإذا هو الفجر فقال : تقوى الله تقضي بالصلاة أولا. وخرج إلى صحن الدار فتوضأ من البركة وأقام الصلاة ، فسمع رب البيت فنظر فرأى عجبا : فانوسا مضيئا !! ورأى صندوق أمواله مفتوحا ورجلا يقيم الصلاة فقالت له امرأته : ما هذا ؟ والله لا أدري. ونزل إليه فقال : ويلك من أنت ؟ وما هذا ؟ قال اللص : الصلاة أولا ثم الكلام فتوضأ تقدم فصل بنا فإن الإمامة لصاحب الدار فخاف صاحب الدار أن يكون معه سلاح ففعل ما أمره والله أعلم كيف صلى. فلما قضيت الصلاة قال له: خبّرني من أنت ؟ وما شأنك ؟ قال: لص. قال: وما تصنع بدفاتري ؟ قال : أحسب الزكاة التي لم تخرجها من ست سنوات وقد حسبتها وفرزتها لتضعها في مصاريفها ، فكاد الرجل يجن من العجب وقال له : ويلك ما خبّرك ؟ هل أنت مجنون ؟ فخبّره خبره كله فلما سمعه التاجر ورأى ضبط حسابه ذهب إلى زوجته فكلمها وكان له بنت ثم رجع إليه فقال له : ما رأيك لو زوّجتك بنتي وجعلتك كاتبا وحاسبا عندي وأسكنتك أنت وأمك في داري ثم جعلتك شريكي ؟ قال : أقبل. وأصبح الصباح فدعا المأذون بالشهود وعقد العقد ،وهذه الحادثة إنما ذكرتها لطرافتها على ما فيها من غرابة إستئناسا بها .. |
الهارب من الجحيم
يحكى أن ثعلبة بن عبدالرحمن رضي الله عنه، كان يخدم النبي صلى الله عليه وسلم في جميع شؤونه وذات يوم بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم في حاجة له ، فمر بباب رجل من الأنصار فرأى امرأة تغتسل وأطال النظر إليها .. ثم بعد ذلك أخذته الرهبة وخاف أن ينزل الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم بما صنع، فلم يعد إلى النبي ودخل جبالا بين مكة والمدينة، ومكث فيها قرابة أربعين يوماً، وبعد ذلك نزل جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا محمد إن ربك يقرؤك السلام ويقول لك : أن رجلاً من أمتك بين حفرة في الجبال متعوذ بي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعمر بن الخطاب وسلمان الفارسي : انطلقا فأتياني بثعلبة بن عبدالرحمن فليس المقصود غيره فخرج الإثنان من أنقاب المدينة فلقيا راعيا من رعاة المدينة يقال له زفافة، فقال له عمر : هل لك علم بشاب بين هذه الجبال يقال له ثعلبة؟ فقال لعلك تريد الهارب من جهنم؟ فقال عمر : وما علمك أنه هارب من جهنم قال لأنه كان إذا جاء جوف الليل خرج علينا من بين هذه الجبال واضعا يده على أم رأسه وهو ينادي ياليتك قبضت روحي في الأرواح وجسدي في الأجساد ولم تجددني لفصل القضاء. فقال عمر : إياه نريد. فانطلق بهما فلما رآه عمر غدا إليه واحتضنه فقال : يا عمر هل علم رسول الله صلى الله عليه وسلم بذنبي؟ قال لا علم لي إلا أنه ذكرك بالأمس فأرسلني أنا وسلمان في طلبك . قال يا عمر لا تدخلني عليه إلا وهو في الصلاة فابتدر عمر وسلمان الصف في الصلاة فلما سلم النبي عليه الصلاة والسلام قال يا عمر يا سلمان ماذا فعل ثعلبة؟ قال هو ذا يا رسول الله فقام الرسول صلى الله عليه وسلم فحركه وانتبه فقال له : ما غيبك عني يا ثعلبة ؟ قال ذنبي يا رسول الله قال : أفلا أدلك على آية تمحوا الذنوب والخطايا؟ قال بلى يا رسول الله قال قل : (ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار) قال ذنبي أعظم قال : بل كلام الله أعظم، ثم أمره بالإنصراف إلى منزله فمر من ثعلبة ثمانية أيام ثم أن سلمان أتى رسول الله فقال : يا رسول الله هل لك في ثعلبة فإنه لما به قد هلك؟ فقال رسول الله فقوموا بنا إليه ودخل عليه الرسول صلى الله عليه وسلم فوضع رأس ثعلبة في حجره لكن سرعان ما أزال ثعلبة رأسه من على حجر النبي فقال له لم أزلت رأسك عن حجري ؟ فقال لأنه ملآن بالذنوب قال رسول الله ما تشتكي ؟ قال : مثل دبيب النمل بين عظمي ولحمي وجلدي قال الرسول الكريم : ما تشتهي ؟ قال مغفرة ربي فنزل جبريل عليه السلام فقال : يا محمد إن ربك يقرئك السلام ويقول لك : (لو أن عبدي هذا لقيني بقراب الأرض خطايا لقيته بقرابها مغفرة) فأعلمه النبي بذلك فصاح صيحة بعدها مات على أثرها فأمر النبي بغسله وكفنه، فلما صلى عليه الرسول عليه الصلاة والسلام جعل يمشي على أطراف أنامله، فلما انتهى الدفن قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم، يا رسول الله رأيناك تمشي على أطراف أناملك قال : (والذي بعثني بالحق نبياً ما قدرت أن أضع قدمي على الارض من كثرة ما نزل من الملائكة لتشييعه). |
مكالمة أبكت السديس
اعتاد التلفزيون السعودي أن يقدم برنامجا دينيا كل أسبوع يستضيف فيه عالماً أو شيخاً ليقوم بالرد على استفسارات المتصلين .. وفي إحدى المرات استضاف البرنامج الشيخ عبد الرحمن السديس وقام جزاه الله كل خير بالرد على الأسئلة إلى أن أتت هذه المكالمة حيث اتصلت أخت فاضلة وطلبت أن تـفسر رؤيا لها، قالت للشيخ أنها كانت في الحرم ورأت شخصاً يطوف حول الكعبة وقد كان عارياً ، وأضافت الأخت بما معناه : أنها تعرف هذا الإنسان بالرغم من أنه لا يقربها من قريب ولا بعيد وكذلك الكل يعرفه فما تفسير هذا الرؤيا ..؟! رد الشيخ وقال للمراة بما معناه : بشري هذا الإنسان يا أختي ، فتفسير ما رأيتى هو أن هذا الإنسان خال من الذنوب بإذن الله تعالى والله راضٍ عنه ، هنا قالت له الأخت : ماذا لو قلت لك بأن الذي رأيته في المنام هو أنت !! هنا سكت شيخنا الجليل وفاضت عيناه بالدموع، فسبحانك يا رب، اللهم أجعلنا من أهل الجنة ، اللهم آمـــيـن.. آمين يا رب العالمين .. |
المكالمة الشيطانية
بدأت أصابع تتلاعب بأرقام الهاتف وإذا به يدق أحد أرقام الهاتف وإذا بطفل يكلمه فيقول المعاكس : الوو .. الو .. الووووو... الطفل : الوو .. هلا منو انت ؟ المعاكس : كم عمرك ؟ الطفل : 6 سنين. المعاكس : ماشاء الله ، رجال والله ، في احد جنبك قريب ؟ الطفل : لا منو أنت ؟ المعاكس : أنا عمك ! الطفل ( بسعادة غامرة ) : هلا عمي .. أنت اللي في السعودية ؟ المعاكس ( بنبرة يملؤها الملل ) : أي .. أي أنا اللي في السعودية وين خواتك ؟ الطفل : ماعندي خوات ! المعاكس : طيب منو عندك ؟ الطفل : بس الخدامة ؟ المعاكس : حلوة ؟ الطفل : ويع لا مو حلوة المعاكس : وين أمك ؟ الطفل : في الحمام تسبح . المعاكس : يالله مع السلامة ويغلق الهاتف . بعد دقائق يعيد الاتصال . المعاكس : الووو الطفل : هلا منو عمي ؟ المعاكس : أي .. وين أمك ؟ الطفل : راحت غرفة النوم . المعاكس : شنو لابسة ؟ الطفل : ثوب أحمر .. كله ماي (يعني ممتليء بالماء) . المعاكس : يالله مع السلامة يغلق الهاتف مره أخرى. بعد دقائق . المعاكس: الووو . أبو الطفل : الوو نعم منو معاي ؟ المعاكس (بنبرة استهزاء) : اييه يا مسكين أكيد توك راجع من الدوام ؟ أبو الطفل : منو أنت .. ومو شغلك راجع وإلا طالع .. خير شنو تبي ؟ المعاكس : إيه لاتعصب زين بس تبي الصراحة عندك خوش زوجة والله عرفت تختار يا الذيب جسم وجمال علي كيف كيفك تصدق توني نايم معاها حتي طلبت منها تلبس الثوب الاحمر. أبو الطفل : يا نذل ياقليل الأدب ، ويغلق الهاتف بغضب ويركض مسرعا الي الدور العلوي إلى غرفة النوم وإذا به يرى زوجته وعليها الروب الأحمر وشعرها مبلل وجالسة أمام التواليت ، فيخطفها ويضرب رأسها بالمرايا ويشبعها ركلا وضربا وهو يقول : اطلعي بره بيتي .. يا (.......) !! (ويتابع الزوج شتائمه) : إنت مو كفو بيت العز والنعمة !! وتنظر إليه زوجته بنظرات المأخوذة على أمرها لاتعرف ماذا تقول وما الذي حل بها فتسرع تجمع شتات أغراضها مسرعة إلى بيت أهلها. ويجلس أبو الطفل بحيرته غاضبا لايعلم ما الذي فعل وما الذي حل به. أصبح الزوج في حيرة من أمره ما يدري إلى أين يذهب ولمن يشكي أمره ، لأنها غريبة ، استمر على الحال يومين لا يعرف طعم الراحة وخاصة أنه معتاد على أنه أول مايرجع يذكر كيف كانت حياته سعيدة وتنقلب بين يوم وليلة ؟! أما المعاكس فماعاد يقدر يذوق طعم النوم ولا عرف الراحة درب .. كل ما بغى ينام يتحلم بشكل المرأة كما تخيلها بثوب أحمر وهي تنظر حقه وتدعي عليه وتقول فرقتنا الله يفرق بينك وبين الراحة ، ضميره صحي وراح للأطباء يبي بس ينام ولو لساعات بسيطة ، ما خلى نوع من الحبوب لكن بدون فايدة فراح إلى أحد المشايخ يشكي الحال فقال له الشيخ : والله مالك إلا أنك تعترف للزوج والزوجة لعل وعسي يردون وترتاح إنت !! فقال المعاكس : وأنا مستعد المهم أني أنام أعصابي تلفت يا شيخ . الشيخ : خلاص روح واتصل بوالد الطفل وخذ موعد معاه وأنا مستعد أروح معاك . المعاكس : أي والله يا شيخ تكفا لا تخليني . يروح المعاكس ويخلي واحد من ربعه ويتصل بالزوج وطلب موعد لرؤيته . فيسأله الزوج : منو انت ؟! رفيج المعاكس : راح تعرفني إذا شفتني ! الزوج : مادام هذا طلبك هين باجر الغدا عندي . يجلس الشيخ مع الزوج والمعاكس في مجلس بيت الزوج المنكوب فيبدأ الشيخ بكلام وبأحاديث تحث عن الإحسان والمغفرة . وبعدها يتكلم المعاكس : ويخبره بالقصة كلها فيقوم الزوج ويغلق باب المجلس ويضربه ضرب الله لايوريك ، والمعاكس يون من الضرب اللي جاه من كل صوب . وبعدها يقول الشيخ : يا ابن الحلال علشان خاطري خلاص . فيجلس الزوج وهو يلهث من التعب ويقول : أنا مستعد أني أسامحك لكن بشرط !! أنك تقول هذا الكلام لزوجتي حتى تقدر ظرفي وسبب عصبيتي !! فيقول المعاكس : والدم على وجهه أنا حاضر وكل اللي تبيه يصير .. ويذهبون الى بيت الزوجة ويجلسون في ديوانية البيت ويجلس معهم اخوان الزوجة وبعدها يطلب الزوج حضور زوجته لسماع كلام من الشيخ والمعاكس فتحضر الى الديوانية .. وهي تستمع الى المعاكس فيقوم الأخوة بضربه من كل صوب لدهشتهم من وقاحته وأنه كان السبب في هدم بيت أسرة كاملة .. فيفرق الشيخ بينهم ويستطرد كلامه بآيات قرأنية وأحاديث لعل وعسى أن يغفروا لهذا الشاب الطائش. فترد الزوجة بعد سكوت الشيخ وانتظار وسماع قولها فتقول : يا شيخ لا يمكن ومستحيل أن أرجع الى شخص يضربني ويهددني بالطلاق بمجرد مكالمة طائشة هذا يا شيخ يعني أنه ليس بيننا ثقة ولا أستطيع العيش مع شخص لا يثق بي ، وتنهض من مجلسها وترد الى أخوتها وتقول : هذا آخر رد عندي لهم فتخرج !! بعدها لم يهنأ هذا الطائش بنوم ولا هدوء ولا راحة بال واستمر الوضع على ما هو عليه حيث الزوج والزوجة مفترقان ومبتعدان والمعاكس الطائش نادم متحسف لا ينام !! |
الشهيد فهد القحطاني
هو الشهيد أبودجانه العبيدي الشرقي (فهد القحطاني) .. وفي بداية الحديث عن هذا المجاهد الشهيد إن شاء الله نسوق حديث الرسول صلى الله عليه وسلم (إن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى لا يبقى بينه وبينها إلا ذراع فيعمل بعمل أهل الجنه فيسبق عليه الكتاب فيموت ثم يدخل الجنه) أو كما قال صلوات ربي وسلامه عليه.. أخونا أبو دجانه رحمه الله كان سائق شاحنه في المنطقة الشرقية وكانت جاهليته كبيرة وسمعته بهذا الأمر مشهورة وفي يوم من الأيام بينما كان ذاهبا للبحرين ليوصل حمولة وكان في وضع شبه فاقد العقل من المؤثرات التي كان يتعاطاها انحرفت به الشاحنة وانزلقت من على جسر البحرين ولكن الله سلم بأن تعلقت بالسياج ولم تسقط على البحر وأغمي عليه في هذه الأثناء ومن أقدار الله وكان هذا عام 1993م في نهايته أو بداية عام94 كان اثنين من الاخوه يريدون الذهاب للبوسنه عن طريق البحرين وبينما هم على الجسر رأوا شاحنة ليست بغريبة عليهم فوقفوا ونزلوا ووجدوه صاحبهم حيث كان جارا لأحد الاخوه فنزلوا واخرجوه من الشاحنة وذهبوا به للشرقية ولما أفاق امروه بالاغتسال والوضوء وبعد ذلك صلى ثم بدأ الإخوة يناصحونه ويقولون له لو انك مت لكانت ميتتك على معصيه بل كبيره فاحمد الذي نجاك منها ولم يختم لك عليها ووقعت كلماتهم في قلبه ثم ذهبوا وسافروا فأخذ ابو دجانه يحاسب نفسه واعتزل أصحابه الفاسدين وكلما راوه في موقف للشاحنات ذهبوا اليه ووجدوه منفردا بالمصحف ويتلوه فلم يصدق رفاقه ذلك المنظر وظنوه يتخفى بذلك من جهة حكومية، ومرت عدة أشهر ورجع الاخوه الذين أنقذوه من السفر للمنطقة الشرقيه فذهب الى احدهم وطرق عليه الباب وسلم عليه بحراره ولم يعرفه الأخ ؟ حيث اللحيه قد خرجت والثوب قصر والنور يشع من وجهه فعرفه بنفسه ففرح الأخ أيما فرح بذلك المنظر الجميل وادخله المنزل وبدأت الأسئلة عن الجهاد والبوسنه وفضل الشهداء والمجاهدين والرباط و.. و.. و.. فقال اذا اقرب طريق للجنه هو الجهاد في سبيل الله وانا قد بلغت السادسة والثلاثين وكلي ذنوب ومعاصي سألتك بالله إن ارافقك للجهاد؟؟ فقال الأخ الآن يوجد حصار على البوسنه وليس من السهل الدخول والاخوه ينتظرون ان يفتح الطريق اما في كرواتيا او سلوفينيا وكلا هاتين الدولتين ملآ بالمعاصي والخمور والنساء والفتن مالا يطيق الصبر عليه بشر فقال سأذهب ولو انتظرت سنة كاملة واخذ الاخ بمحاولة اقناعه ولكن دون جدوى ، وفعلا ذهب أبو دجانه لكرواتيا وفي مدينة ساحلية من اكثر المناطق في اوروبا فتنة وجمالا وابودجانه حديث الالتزام بعد فمع إصراره وصل لتلك المدينة الساحلية الحدودية مع البوسنه والهرسك ومكث في بيت صغير هو واخ تركي قرابة الستة اشهر يترقب الطريق .. كان كل وقته صلاة وعبادة وتعلم امور الدين من الاخوة الدعاة هناك حتى اتته البشرى بفتح الطريق فذهب ودخل إلى البوسنه التى طالما حلم بدخولها المجاهدون وتوجه الى كتيبة المجاهدين في زينيتسا وتدرب هناك وأعد واستعد وكانت هناك معركة قرب قرية شيريشا فدخلها وكانت أول معركة له في جهاده وفتح الله على المجاهدين في هذه العمليه وتخندق المجاهدون في تلكم الجبهه ونال شرف الرباط في سبيل الله وبعدها بشهرين أتت عملية أقوى واكبر وهي عملية فيسيكو قلافا ايضا في نفس المنطقه وشارك بها وكانت سعادته لا توصف وكذلك شجاعته فقد كان يمتاز رحمه الله بقلب لا يعرف الخوف وبه نخوة قلما تجدها وإيثار ومحبة عجيبين يعرفها كل من رافقه رحمه الله وبعد تلك العمليات في عام 94 ذهب مع جمعية احياء التراث الإسلامي الكويتيه وعمل معهم في مدينة ترافنيك ومكث فترة هناك وتزوج ببوسنوية من اصل داغستاني وكان رحمه الله شديدا في انكار المنكر في تلك المدينة حتى هابه جميع الفساق بها بل وصل صيته الى الكروات في منطقة فيتز المجاوره فلم يكن احد منهم يجرؤ بالمرور في مكان به ابو دجانه ، ومقابل ذلك واصل الليل بالنهار لخدمة البوسنويين وخصوصا الكبار والأطفال حتى احبته المدينه بتواضعه الجم وروحه المرحه واجادته للغة البوسنيه واصبح حديث الالسن هناك بالخير ومع ذلك يذهب للمجاهدين في ترافنيك ويقضي حوائجهم ويرابط معهم واخبروه بوجود عمليات قريبه فاستعد وكان في كل عمليه(معركه) يرجع في منتصف الطريق حيث لا يستطيع المواصله لأنه مصاب بمرض الربو وزاد عليه في الفترة الأخيرة حتى أتت عملية فلاشيج الثانيه في ليلة عرفه من عام 1415هـ وواصل مع الاخوة المشي نحو العدو وكان على غير عادته ؟؟ هادئا وكثير التلفت وكأنه ينظر لشئ وكان وقت العمليه الساعة الثانية عشر ليلا وبدأت المعركه وتقدم الليث ابودجانه ومعه سلاح الزوليا (قذيفه محموله) وتقدم نحو الصرب ومعه الأخ : مصطفى البوسنوي حتى اصبح مقابل للخندق بأقل من عشرة امتار وهو يستعد لضرب الصرب فأتته طلقات في نحره فسقط شهيدا وخرج من فمه مثل النور وتأكد الاخ مصطفى من مقتله وذهب وتركه حيث شدة القصف وانسحب المجاهدون وهو لايكاد يمشي من البكاء على خله ابو دجانه فلما امن المجاهدين امر الأمير بالتأكد من مقتل ابودجانه وإحضار جثته فذهب اثنين من اسود الله ليتأكدوا وفعلا قتل ولكن جثته قد سحبها الصرب عندهم ومكثت جثته عند الصرب اكثر من شهرين ثم اتصل الصليب الأحمر بالجيش البوسني يخبره بطلب الصرب تبادلا للجثث ومن ضمن الجثث جثة عربي فأخبر الجيش المجاهدين ذهب الأمير ومعه عدد من المجاهدين ،يقول الأمير ذهبنا للمشرحه فوجدنا الجثث حديثة القتل (يوم او اقل) وروائحها كريهه ومنبعثه بشده فدخلت غاصبا نفسي بين الجثث حتى وجدت نعشا مكتوب عليه -عرب - فحملته انا والاخوه واخرجناه فإذا الجثه مغطاة بكيس نايلون به سحاب واخبرنا الجيش ان هذه الجثث ومن ضمنها جثة العربي لم تكن في ثلاجة للأموات بل مرمية في العراء فقربنا اخونا من القبر وفتحت بنفسي السحاب من جهة الرأس وكانت الخواطر تدور برأسي ورأس الإخوه كيف تكون حالته بعد شهرين ونصف هل اكله الدود؟؟ ام تغيرت ملامحه؟؟ ام؟؟؟؟؟؟ام.؟؟ بدأت بفتح السحاب ويدي وجسمي يرتجفان من المفاجأه فإذا وجهه كأنه القمر ولحيته المهيبة التي يكسوها البياض وجسمه هو هو لم يتغير ورائحة كرائحة الحناء والله يشهد على ذالك ثم الاخوه الحاضرين … شهرين ونصف لم يتغير منه شيئ حتى رائحته!! رحم الله ذلك الأسد ورزق ابنته (نوره) الصلاح والهداية وهي الآن في السادسة من عمرها مع والدتها في البوسنه في مدينة توزلا ووداعا يا ابا دجانه وأكثر الله من أمثالك |
الصدق في الدعوة
كنت في مهمة عمل في مدينة ساوباولو في البرازيل، ونزلت بأحد الفنادق قريبا من المركز الإسلامي في المدينة ... ذات مرة توجهت إلى مسجد المركز، لأداء صلاة الفجر، وكان الجو باردا ماطرا، وما إن دخلت المسجد حتى غمر بدني، وروحي دفء عميق ، لكن..فاجأني وجود امرأة تجلس في آخر الصفوف، تضع منديلا على رأسها، وملابسها غير محتشمة! استغربت ذلك، ودارت في رأسي التساؤلات، لكني أرجأت البحث عن إجابتها حتى أدرك الصلاة .. كنا ثمانية مصلين، وبعد الصلاة قام شخص في الخمسين من عمره، يتحدث الإنجليزية بطلاقة، فقال: أنا فلان من نيوزلانده،أعمل محاميا، وقد ولدت هناك لأبوين مسلمين، وبعد أن كبرت تعرفت على الإسلام الحقيقي لا الوراثي، فتلذذت به أيما تلذذ، وحرصت على دعوة المحرومين إليه حتى أبرئ ذمتي أمام الله، وقد وفقت للعمل الدعوي من خلال شبكة الإنترنت، وخاطبت كثيراً من الناس ، وممن خاطبتهم: تلك المرأة التي تجلس هناك في آخر الصفوف، وقد بدأت حديثي معها عبر الشاشة عن العمل، فهي تعمل محامية أيضا، ثم تعمقت أحاديثنا في الأديان والعقائد، فأخذت أبين لها محاسن الإسلام ومزاياه، واستمرت مناقشاتنا عدة أشهر، فاقتنعت أخيرًا بدخول الإسلام عن رغبة وإيمان، لكنها لم تجد من يعينها على ذلك هنا، وبحثت عن مراكز الدعوة الإسلامية، فلم تجد إلا مركزا مغلقا !! خشيتُ أن يلين عزمها، فأتيت فوراً من نيوزيلاندة لحضور إسلامها، وتعليمها بعض مبادئ الدين ، وإيصالها ببعض المسلمين الذين يعيشون هنا، ليعين بعضهم بعضا، ولولا ارتباطي بقضايا مهمة في نيوزيلاندا لبقيت عدة أيام، وما أسرعت بالحضور إلا لأنني لا أدري هل أعيش أنا، أو تعيش هي حتى أفرغ وأجد الوقت المناسب. ثم ناداها، وقال الآن سوف تنطق بالشهادة أمامكم، فجاءت إلى مقدمة المسجد، ونطقت بالشهادة، فقال الرجل: الآن هدأ بالي، وسأعود إلى نيوزيلاندا، وأتركها أمانة في أعناقكم.. يا مسلمي ساوباولو، إنها مسؤوليتكم أن تنصروها، و تتعاهدوها، وتعلموها الإسلام، اللهم هل بلغت اللهم فأشهد.... ما أن انتهى الرجل من كلامه حتى قام أحد المصلين (من المقيمين في ساوباولو) وقال: أنا أتعهد بها مع زوجتي البرازيلية، سرت في جسدي قشعريرة، فلم أنتبه إلا وأدمعي تذرف، وإذ بالذي بجواري يبكي وينتحب، والذي بجواره... وأذ بنا كلنا نذرف الدمع عندها عرفت أنه لا يزال في الناس، من يبذل الغالي والنفيس... من أجل إنقاذ نفس من النار، وأن هناك من يبكي فرحا بذلك، وأن هناك من سيبكي خجلا، إذ لم يبذل شيئا لهذا الدين، بقي أن تعرفوا أن هذا الدعية المسلم قد قطع نصف قطر الكرةالأرضية قبل أن يصل إلى ساوباولو ليصلي معنا صلاة الفجر! |
عندما تموت الرحمة في قلب الأب
الأب كلمة خفيفة على اللسان ولكنها ثقيلة بالمعنى ، فالأب رمز العائلة هو راعيها وسيدها وهو عمود البيت ، الأب هذا الرجل العظيم فلا يعرف قدره وقيمته إلا من فقده ، وهو الحضن الدافيء والملجأ الآمن ، ولكن ماذا لو كان هذا الحضن بارد برودة الثلج ، وهذا الملجأ أمنه كأمن اليهود ، ماذا لو كان هذا الرمز مشتت شمل عائلته ، وماذا لو كان هو معذبهم وسبب ألمهم هذه قصة مؤلمة أرويها لكم حدثت هنا في المملكة وأبطال هذه القصة أعرفهم جيدا. تبدأ الحكاية بخطبة شاب لابنة عمه وطبعا فرح العم بهذا النسب كثيرا لأن عندنا اعتقادا أن مافيه أحد يصون البنت ويرعاها مثل ولد عمها وطبعا تم الزواج وسط سعادة الأهل. ولكن بعد فترة أحست الفتاة بأن هذا الزوج لم يكن هو الزوج الذي طالما تمنته ، بل كان رجل تافه ومريض ولا يتحمل المسؤلية. حاولت الفتاه تقويم ابن عمها ولكنها لم تستطيع وحاولت الصبر عليه حتى لاتغضب أهلها وعاشت معه ، ولكن وبعد أن كثر الأبناء وأصبح لديها أربعة أولاد ولدان وبنتان زادت المشاكل كثيرا ، أصبح يغضب لأتفه الأسباب أصبحت الحياة معه لا تطاق ، وخافت الفتاة على أولادها من هذا الجو المليء بالمشاكل فطلبت الطلاق ، وبعد إصرار منها ومن أهلها وافق الزوج على الطلاق مكرها وتم الطلاق ، ولكن لم تنتهي معاناة هذه الفتاة بل بدأت عندما قام زوجها بأخذ أولادها ضاربا بعرض الحائط كل توسلاتها له ورجاء عمه وأولاد عمه بتركهم عند أمهم ولكن رفض وأصر على تعذيبها بأخذهم منها. وبعد انتهاء العدة خطبها شاب آخر وافق والدها وأهلها وتم الزواج وعندما علم الزوج السابق بموعد الزواج قام بإرسال ابنتها الصغرى ذات الأربع سنوات إليها ليس رحمة ولاشفقة بل حسد وغيرة ، وعادت إليها أولى فلذات أكبادها أما الآخرون فبقوا عنده ولكي يزيد في تعذيبها تزوج بأخرى وجعل أولاده خدما لها. كانت هذه الزوجة الثانية مثال حي لزوجة الأب القاسية ، كانت تعامل الأولاد بمنتهى الوحشية ، فتجعلهم كالخدم يقومون بتنظيف البيت ومن يعصي تقوم بضربه لدرجة أنها كانت تضربهم بخرطوم الماء أو سلك التليفون وعند الساعة العاشرة مساء تقوم بادخال الفتاة التي مازالت طفلة في الثامنة من عمرها إلى غرفتها وتضع لها حوض مليء بالماء وتقفل عليها الباب بالمفتاح وكذلك تفعل بأخويها نادر (12 سنه) ومحمد(10 سنوات ) ، فتقفل الباب حتى اليوم التالي ، ولكم أن تتخيلوا أطفال صغار يحبسون طوال الليل بعد أن كانوا ينامون هانيئين في أحضان أمهم ويعيشون دائما في رعب وخوف من أن يخطئون أو يقصرون. كل هذا يحدث تحت نظر والدهم وعلمه ورضاه ومساعدته أيضا وعاش هؤلاء الأطفال في جحيم وأصبح والدهم هو عدوهم الأول وسبب تعاستهم ، ولكن بعد فترة أراد الله لهم أن يرتاحوا من ذلك العذاب حتى وإن كان هناك بعض الخسائر ففي ذات يوم وكان يوم خميس قامت زوجة الأب وكعادتها بإقفال الأبواب على الأولاد ولكن عند الساعة الثانيه عشرة لم يستطيع محمد ذو العشرة أعوام تحمل الألم فقد كان يريد الذهاب إلى الحمام (أكرمكم الله) ولم يستطيع منع نفسه حتى يأتي الصباح فقام بطرق الباب وبعد حوالي الربع ساعه جاءت زوجة الأب غاضبة وفتحت الباب وهي تصرخ : (وجع انشاء الله وش عندك أزعجتنا) محمد : أبي الحمام يا خالة . زوجة الأب : حمام بس وأزعجتنا لك ساعة عشان حمام وهذا وشوله أنا حاطته (أشارت إلى حوض الماء) ثم قامت بركل محمد ركلة قوية على بطنه ثم بصقت عليه وأقفلت الباب وعادت إلى زوجها أما محمد فضل طوال ساعة كاملة ممسك ببطنه ويصرخ ويبكي من شدة الألم وأخوه نادر يحاول تهدئته ، وبعد فترة هدأ محمد واستسلم للنوم فحضنه أخوه نادر وناما بسلام ، وعند الساعة الثانية والنصف ليلا استيقظ نادر على صوت أخيه محمد وهو يناديه : نادر نادر بطني ما عاد أقوى بطني بأموت ، سمى عليه نادر وحاول تهدئته مرة أخرى ولكن هيهات ، ثم فجأة سكت محمد ثم نظر إلى أخيه نادر وابتسم ابتسامة رائعة وقال له : نادر أنا أحبك وأحب خواتي وأمي بس أبوي ما أحبه ، ثم حضن أخاه وشخصت عيناه ، نعم مات محمد وكاد نادر أن يجن بعد أن تأكد أن أخاه مات بين يديه ، فماذا تتوقعون من هذا الصبي ذو الأثنى عشر ربيعا ، لقد قام بفعل لا يفعله بعض الرجال ، فقد أغمض عيني أخيه ثم قام وأخذ الماء الذي تضعه لهم تلك البومة وغسل أخاه !! نعم غسله كما علمهم الأستاذ ثم قام بلفه بغطاء السرير ظنا منه أن هذه هي طريقة التكفين الصحيحة ثم وجهه للقبلة وصلى عليه صلاة الميت كما تعلمها. بعد أن انتهى توجه إلى الباب وضل يطرقه من الساعة الثالثة فجرا إلى ظهر اليوم التالي ، استيقظت زوجة ابيه على صوت طرقه للباب فأيقظت والدهم وهي تقول : عيالك ما خلوني أنام طول الليل ، أزعجوني يطقون الباب ، قم سكتهم وإلا والله لأذبحهم ، قام الوالد غاضبا واتجه إلى غرفة أولاده وفتح الباب بغضب وقال : هاه وش تبون ؟؟ نظر إليه نادر وقد ذهب لون وجهه وقال : يبه مات محمد. الأب : وشو ؟؟ نادر : مات محمد ، توجه الأب مسرعا إلى ولده وقلبه ولمسه فإذا هو بارد كالثلج ، حمله وذهب به إلى أقرب مستشفى وهناك أخبره الطبيب أن ابنه قد مات قبل تسع ساعات بسبب انفجار المثانة عندها كاد الأب أن يجن ولكم أن تتخيلوا حال أمه عندما عرفت بموته وهي بعيدة عنه. عندها أمر العم ابن أخيه إن لم يعد بقية الأولاد إلى أمهم فسيبلغ أنه هو وزوجته سبب موت محمد ولخوفه الشديد هو وزوجته سلمهم (نادر وأخته) ولكن بعد أن كانوا محطمين ، مارأيكم بهذا الأب الذي ليس لديه ذرة عطف لاهو ولا زوجته المتوحشة؟؟؟ والله يا إخواني هذي قصة حقيقة حصلت لأحد أقاربي ووالله إني شفت أثر الضرب على ظهر نادر وأخته وتكلمو معي وقصوإلي قصتهم وهم شبه مجانين .. ومااقول إلا الله يسامح أبوهم وزوجته ، إنا لله وإنا إليه راجعون. |
حوار مع سيئة
قرأت مقالة للشيخ جاسم المطوع ولما فيها من الفائدة العظيمة أحببت أن جميع الناس تتطلع عليها عسى الله أن يهدينا جميعا لما يحب ويرضى ليلة الجمعة و بالتحديد الساعة 11مساءً انتهيت من كل أعمالي . ماذا أفعل ؟ أين أذهب ؟ لدي فراغ كثير . خلوت بنفسي ، وتركت أهلي وأصحابي ، وأنا أفكر ماذا أفعل ؟ خطرت لي خاطرة ، عزمت على فعلها وكانت الخاطرة سيئة ، أغلقت الأبواب واطفأت الأنوار وخيم الظلام في غرفتي وقلت للمعصية (هيت لك) فسمعت صوتا ينشد يقول : أسفا لعبد كلما كثرت ذنوبه قل استغفاره ، وكلما قرب من القبور قوي عنده الفتور يا مدمن الذنب أما تستحي ، والله في الخلوة ثانيكا ، غرك من ربك امهاله وستره طول مساويكا ، فانبهت وخفت وتلفت حولي وأخذت أردد يا ويلي من صاحب الصوت ؟ ماذا أفعل ؟ هل اطلع علي أحد ؟ ثم رأيت شيئاً لا أستطيع وصفه ، فقمت خائفا وفتحت الأنوار فرأيت شيئأ أسود لا أستطيع وصفه . قلت : من أنت ؟ قالت : أنا سيئتك . قلت : وما سبب مجيئك إلي في هذا الوقت المتأخر من الليل ؟ السيئة : جئت لأنصحك وإن كان النصح لا يقبل مني ولكن ( الحق ما شهدت به الأعداء ) قلت : هيا تكلمي ماذا عساك أن تقولي السيئة : هل تظن أنك وحيد هنا ؟ قلت : وماذا وراء هذا السؤال ؟ السيئة : إني رأيتك مطمئناأثناء فعل المعصية ، وكأنك أمنت من حساب الله تعالى ، قلت غاضبا : هذا ليس من شأنك ولا أحب أحداً أن يتدخل في أمور حياتي ، السيئة : لقد قلت لك إني ناصحة ويبدو أنك لا تريد النصيحة ثم تحركت السيئة خارجة من الغرفة وهي تقول : توارى بجدران البيوت عن الورى ، وأنت بعين الله لوكنت تشعر وتخشى عيون الناس أن ينظروا بها ولم تخشى عين الله والله ينظر فتدبرت ما قالت وتأثرت به نفسي وقلت لها : كرري علي ما ذكرت فأعادت الكلام علي حتى ندمت على ما كنت ناويا فعله فناديتها قائلا : تعالي يا سيئة وهاتي ما عندك . السيئة : وشرطي أن تسمع ما عندي ولا تكن متكبرا علي وعلى نصحي . قلت : تفضلي . السيئة : إني أراك كثيرا ما تخلو بمعاصي الله وهذه صفة سيئة تفسد عليك علاقتك بالله تبارك وتعالى وتبطل أعمالك كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم (لأعلمن أقواما من أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة بيضاء فيجعلها الله عزوجل هباءً منثورا) قال الصحابي ثوبان : يا رسول الله صفهم لنا ، جلهم لنا ، ألا نكون منهم ونحن لا نعلم ؟ قال : أما إنهم إخوانكم ومن جلدتكم ويأخذون من الليل كما تأخذون ولكنهم أقوام إذا خلو بمحارم الله انتهكوها . قلت : إنه لحديث خطير . السيئة : نعم ولهاذا أشفقت عليك وأردت نصحك قبل أن تكون أعمالك هباء منثورا ، فالحق بنفسك يا عبدالله . ثم قالت : وكما أن فعل السيئة في الخلوة يفسد علاقتك بالله فكذلك تفسد علاقاتك بالناس . قلت ولكن الناس لا يعلمون أني أفعل المعصية ؟ فكيف تفسد العلاقة بهم ؟ السيئة : هذا ما حكاه الصحابي أبو الدرداء حين قال (إن العبد يخلو بمعاصي الله ، فيلقي الله بغضبه في قلوب المؤمنين من حيث لا يشعر) فانتبه لنفسك يا عبدالله ، واحكم زمام هواك ،فلا تفلته إلا لرضاء مولاك . قلت : ولكني إن عصيت الله فإن أكثر أعمالي السيئة صغيرة ولا أعتقد أنها تؤثر في صحيفتي يوم القيامة . السيئة : لا تكن كتلك المرأة الجاهلة التي تركت الغزل بحجة أنه ماذا يفيدها نسيج خيط على خيط كل ساعة . وما علمت هذه الجاهلة أن ثياب الدنيا قد اجتمعت خيطا خيطا . وأنا يسئة ، لكني أعلم منك بمدى تأثيري بصحائف الخلق يوم القيامة ، وكما قيل : (النملة أعلم بما في بيتها من الجمل بما في بيت النملة)قلت متسائلا : أين أنا من هذه المفاهيم ؟ لقد كنت في غفلة عمياء و إني غررت بالدنيا والله .السيئة : تحرك يا عبدالله وما زال في الوقت متسع لتعوض تقصيرك بحق ربك . فأنا السيئة ، أنا سبب هلاكك يوم القيامة ، أنا سبب بغض العباد لك في الدنيا ، أنا سبب محق البركة من عملك ، أنا سبب ضعف حفظك وعلمك . قلت مقاطعا : وكل ذلك من آثارك . السيئة : بل وأكثر من ذلك ، فإنه يكفي أن من آثاري أن تولد السيئة السيئة ، كما أخبرنا بعض السلف عندما قالوا : (إن من ثواب الحسنة الحسنة بعدها ، وإن من عقاب السيئة السيئة بعدها) قلت : وما العمل الآن ، وقد نويت فعل السيئة وأحكمت غلق الأبوب والنوافذ . السيئة : اعلم أن العبد إذا نوى السيئة فلم يفعلها فإنه تكتب له حسنة ان تركها من أجل الله كما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم (من هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله له عنده حسنة كاملة) فتب إلى الله يا عبدالله ، واستغفر لذنبك ، فإن الله غفور رحيم وأحكم غلق الأبواب والنوافذ و أطفئ الأنوار في غرفتك ولكن لطاعة الله تعالى فإن سيئة السر تمحوها حسنة السر (وهذه بتلك). |
هؤلاء ماتوا أمام عيني
ذهبت لصلاة العصر يوم الخميس 13/9/1422 بجامع الراجحي في حي الربوة ، وبعد الصلاة قام أحد المصلين وألقى كلمة ذكر فيها أحوال بعض المحتضرين والموتى في المستشفيات ، التفت إلى بعض المصلين وسألتهم من هذا فقالوا هذا الدكتور خالد الجبير استشاري أمراض القلب في المستشفى العسكري بالرياض ذكر لنا قصصا كثيرة لبعض من حضرتهم الوفاة في المستشفى وذكر لنا هذه القصص .. القصة الأولى قال : كنت مناوبا في أحد الأيام وتم إستدعائي إلى الإسعاف ، فإذا بشاب في 16 أو 17 من عمره يصارع الموت ، الذين أتوا به يقولون أنه كان يقرأ القرآن في المسجد ينتظر إقامة صلاة الفجر فلما أقيمت الصلاة رد المصحف إلى مكانه ونهض ليقف في الصف فإذا به يخر مغشيا عليه فأتينا به إلى هنا ، تم الكشف عليه فإذا به مصاب بجلطة كبيرة في القلب لو أصيب بها جمل لخر صريعا ، كنا نحاول إسعافه ، حالته خطيرة جدا، أوقفت طبيب الإسعاف عنده وذهبت لأحضر بعض الأشياء ، عدت بعد دقائق فرأيت الشاب ممسكا بيد طبيب الإسعاف والطبيب واضعا أذنه عند فم الشاب والشاب يهمس في أذن الطبيب ، لحظات وأطلق الشاب يد الطبيب ثم أخذ يقول أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله وأخذ يكررها حتى فارقت روحه الحياة ، أخذ طبيب الإسعاف بالبكاء تعجبنا من بكائه ، إنها ليست أول مرة ترى فيها متوفيا أو محتضرا فلم يجيب وعندما هدأ سألناه ماذا كان يقول لك الشاب وما الذي يبكيك ؟ قال لما رآك يا دكتور خالد تأمر وتنهى وتذهب وتجيء عرف أنك الدكتور المسؤول عن حالته فناداني وقال لي قل لطبيب القلب هذا لا يتعب نفسه فوالله إني ميت ميت ، والله إني لأرى الحور العين وأرى مكاني في الجنة الآن ثم أطلق يدي !! القصة الثانية جيء به إلى الإسعاف ، رجل في الخمسين من العمرفي حالة إحتضار، ابنه معه كان ولده يلقنه الشهادة والأب لا يجيب ، نحاول إسعافه الولد : يبه يبه قل لا إله إلا الله .. الأب : (لا يجيب) الولد : يبه يبه يبه قل لا إله الا الله .. يبه ، قل لا اله الا الله.. الأب : (لا يجيب) بدأ الإبن يضطرب ويتغير وهو يقول : يبه يبه يبه قل لا اله الا الله !! بعد محاولات أجابه أبوه فقال له : يا ولدي أنا أعرف الكلمة التي تقولها ودي أقولها بس ما أقدر أحس أنها أثقل من الجبال على لساني !! بعدها قام الولد يبكي وهو يقول لوالده : يبه قل لا اله الا الله.. الأب : ما أقدر .. ما أقدر .. ما أقدر .. ثم خرجت روحه !! القصة الأخيرة كنت مناوبا ، تم استدعائي لأحد الأقسام ، المريض فلان في حالة سيئة ، ذهبت لأراه .. النبض ضعيف ،قمنا بالتدليك وتنشيط القلب طلبت من الممرضه تغيير المغذي المريض : ما في داعي يادكتور أنا ميت !! الدكتور خالد: لا أنت بخير وستعيش بإذن الله .. المريض : يا دكتور لا تتعب نفسك أنا ميت ميت !! الدكتور: لا أنت بخير ،النبض ضعيف جدا ونحاول إسعافه المريض : يا دكتور لا تسوون شيء أنا ميت ميت ! الدكتور : لا أنت تتوهم أنت بخير وستعيش بإذن الله .. المريض : يا دكتور أنا ميت أنا أشوف شيء أنت ما تشوفه .. المريض ينظر للسقف ويقول لا تتعبون أنفسكم أنا ميت ميت أنا أشوف شيء أنتم ما تشوفونه! الدكتور : لا تتوهم أنت بخير.. وبعد دقائق قليله .. المريض : لا تتعبون أنفسكم أنا أشوف اللي ما تشوفونه .. يادكتور ، أنا ميت يا دكتور أنا أشوف ملائكة العذاب !! وبعد لحظات مات !! |
أمريكي في صفوف مجاهدي طالبان
ما هي قصة الأمريكي المجاهد جون ووكر الذي جاهد في صفوف طالبان ؟ ؟ اسمه عبد الحميد وعمره عشرون عاماً ، وهو مواطن أمريكي الاصل ، أبيض البشرة ، وليس من أصول عربية كما أنه ليس أمريكياً متجنساً حتي يقال أنه متمرد و حاقد على الحضارة الأمريكية أو الغربية ، بل هو شاب مثقف من الطبقة الأمريكية المتوسطة ... اعتنق الإسلام في سن الـ16 في باكستان و من ثم سافر إلى أفغانستان قبل ستة أشهر ليشارك إخوانه المجاهدين الأفغان في بناء دولة أساسها الشريعة الإسلامية !! عبدالحميد هو واحد من الـ 86 الذين نجوا من مجزرة قلعة جانجي ،،، رفض أن يدلي بأي تفاصيل إضافية عن حياته في أمريكا ،، و أثناء نقلهم هو و الناجين إلى مكان آخر تحدث الى صحفي (نيوز ويك) عن سبب مجيئه إلى افغانستان و عن ما حدث في قلعة جانجي .. ذكر عبدالحميد أنه من واشنطن دي سي و قد اعتنق الاسلام عندما كان في سن الـ 16 عندما قدم إلى باكستان و درس القرآن و من هنا كان على اتصال مع رجال طالبان خصوصاً الاساتذه الذي تتلمذ على أيديهم قادة طالبان و هذا ما حثه على القدوم الى افغانستان لأن أفغانستان هي الدولة الوحيدة التي تطبق الشريعة الاسلامية في قوانين حكمها .. و يتحدث عبدالحميد عن ما فعلوا بهم عندما تم اسرهم ، قامت قوات التحالف بقيادة عبدالرشيد دستم بوضعهم في غرف تحت الأرض و في صباح اليوم الثاني قاموا باستدعائهم واحدا تلو الاخر بعدما قيدوا أيديهم و بدأوا بركلهم و ضربهم (أي يقصد المجاهدين الأسرى) و هذا ما جعل البعض يبكي و يصيح من شدة الخوف لاعتقادهم بأنهم سيقتلون هناك ، شاهدت أثنان من الاميركان (بالطبع من السي اي ايه) وقد أتوا لاستجوابنا وكانوا يلتقطون صوراً بكاميرا رقمية و كاميرا فيديو ... و عند الانتهاء من آخر أسير قام شخص ما بسحب سكين أو ألقى قنبلة يدوية على الحراس ... هنا بدأ إطلاق الرصاص و عندما سمعت طلقات رصاص جريت حوالى متر أو مترين و أصبت في رجلي رغم ذلك جريت و اختبأت في القبو .. و كما نعرف قتل أحد الضباط و الثاني تمكن من الهرب و من ثم بدأ القصف الأمريكي بالصواريخ من الطائرات الجوية و جرح وقتل معظم من كان في القبو !! بعد يوم الثلاثاء المشؤوم قامت قوات التحالف بسكب الديزل في القبو حتى لا يبقى أي جريح أو حي ثم قاموا بعد ظّهر الخميس بإسقاط صواريخ مدفعيّة كبيرة في القبو لكي يتم تفجيرهم بالصّمامات الكهربائية، و لكن بحمد من الله أنفجر الصمام بعيداً عن مخباهم و لكن جرح بعضهم و مع ذلك ظلوا على قيد الحياة ماشاء الله و بنعمة من الله رغم عدم وجود ماء أو أكل !! و أخيراً قامت قوات التحالف المرتدة بسكب الماء في القبو لكي يقضى عليهم من شدة البرد ، بعضهم استطاع أن يصمد لكن الجرحى منهم لم يستطيعوا الصمود و غرقوا ونسأل الله سبحانه أن يحسبهم من الشهداء إن شاء الله. صباح يوم السبت استسلمت المجموعة الناجية لانهم لم يستطيعوا الصمود أكثر من ذلك ،أسبوع في البرد الشديد ، بلا طعام أو ماء .. خرجوا يرجفون من البرد و الخوف ، مبللين ، يمشون على أشلاء زملائهم القتلى الشهداء .. خرج عبدالحميد من القبو و لا يعرف ما هو مصيره و إلى أين سيأخذونهم و ماذا سيحصل له و لرفقائه ...........؟ هل سيكون مصيرهم كمصيرإخوانه المجاهدين الشهداء في قلعة جانجي ؟ |
اذهب واقرأ من جديد
يروى : أن الامام أحمد بن حنبل .. بلغه أن أحد تلامذته يقوم الليل كل ليلة ويختم القرآن الكريم كاملا حتى الفجر ... ثم بعدها يصلى الفجر فأراد الامام أن يعلمه كيفية تدبر القرآن فأتى اليه وقال : بلغنى عنك أنك تفعل كذا وكذا ... فقال : نعم يا إمام قال له : إذن اذهب اليوم وقم الليل كما كنت تفعل ولكن اقرأ القرآن وكأنك تقرأه على .. أى كأننى أراقب قراءتك ... ثم أبلغنى غدا.. فأتى اليه التلميذ فى اليوم التالى وسأله الامام فأجاب : لم أقرأ سوى عشرة أجزاء !! قال له الامام : اذن اذهب اليوم واقرأ القرآن وكأنك تقرأه على رسول الله صلى الله عليه وسلم فذهب ثم جاء الى الامام فى اليوم التالى وقال : يا إمام .. لم أكمل حتى جزء عم كاملا !! فقال له الامام : اذن اذهب اليوم .. وكأنك تقرأ القرآن الكريم على الله عز وجل .. دهش التلميذ ... ثم ذهب وفي اليوم التالى ... جاء التلميذ دامعا عليه آثار السهاد الشديد.. سأله الامام : كيف فعلت يا ولدى ؟ أجاب التلميذ باكيا : يا إمام ... والله لم أكمل الفاتحة طوال الليل !!! |
إن الله يمهل ولا يهمل
هذه القصه العجيبه تم تناقلها من شخص الى آخر ولما وجدت بها من عبره احببت أن أنقلها اليكم .. حدثني أحد أصدقائي (ضابط برتبة تقيب في قسم التحقيق في الشرطة) بهذه القصة العجيبة التي حدثت معه شخصيا ، آمل منك أن تقرأها بتمعن وتنظرا للعبر التي يمكن أن نستفيدها منها لعلها تحرك أفئدتنا وقلوبنا ونعتبر بما فيها : قال لي محدثي : في يوم من الأيام يوم الخميس قبل صلاة المغرب بقليل جاءت سيارة مسرعة بسرعة جنونية في طريق سريع وصدمت رجل كان يمشي في الطريق أمام باب وكالة سيارات (بي أم دبليو) وهرب السائق الذي صدم هذا الرجل ... وقد تمكنت الشرطة في نفس اليوم من إلقاء القبض عليه ... والرجل الذي صدمته السيارة توفي في الحال ، وعند البحث عن الأوراق التي كانت بحوزته ، تبين أنه قادم للبحث عن عمل في وكالة السيارات التي توفي أمامها ... ونقل هذا المتوفى إلى إحدى المستشفيات حتى يحفظ في الثلاجة ويأتي أحد أقاربه للسؤال عنه واستلامه ... مضى أسبوعين ولم يسأل عنه أي أحد!! في نهاية الأسبوع الثاني بدأ الضابط يبحث عن هاتف منزله من خلال الأوراق التي كانت بحوزته ... اتصل الضابط بالمنزل فردت عليه امرأة فسألها : أين فلان قالت : غير موجود .. فقال لها : وماذا تقربين أنت له؟ قالت : زوجته .. فقال لها : متى سيعود. قالت : لا أعلم .. لقد خرج منذ أسبوعين ولا نعلم عنه شيء وأنا وأطفالي الاثنين ننتظر عودته . ... أنهى الضابط المكالمة معها دون أن يخبرها بما حدث ... وبدأ يفكر في أمرها وكيف يبلغها بأمر زوجها الذي دعسته السيارة ومات ... ظل في حيرة من الأمر لمدة يومين ثم قرر بعدها إبلاغها بما حدث ... اتصل عليها مرة أخرى وأبلغها بالأمر فحزنت حزنا شديدا وبكت وهو يحدثها .. ثم طلب منها أن ترسل أي أحد من الأقارب حتى يتابع القضية وينهي الإجراءت النظامية ... أبلغته بأنه لا يوجد لهم أقارب إلا عم لزوجها يسكن في منطقة تبعد عنهم مئات الكيلومترات والعلاقة بينهم مقطوعة ... تابع الضابط موضوع هذه المرأة بنفسه ... حتى دفن وحكمت المحكمة على السائق بدفع الدية للمرأة ... أخذ هذا السائق يماطل بالدفع ويقول انني لا أملك شيئا ولا أستطيع الدفع لها ... وبعد مرور ثلاثة أشهر من الحادث استطاع أن يحضر صك إعسار من احدى المحاكم بشهادة اثنين ... وطويت القضية على أنه معسر وسيتم سداده لهذه المرأة عندما تتحسن حالته المالية .... تصورأخي حالة هذه المرأة المادية التي كان زوجها يبحث عن عمل ... يقول الضابط كنت أجمع لها بعض النقود وأعطيها إياها ، وكنت أدلها على بعض الجمعيات الخيرية في البلد .. ومرت الأيام ... وفي يوم من الأيام وبعد سنة بالضبط من الحادث الأول كنت مناوبا في المساء وإذا بمكالمة هاتفية تأتي إلى الشرطة ويقدر الله أن أرد على هذه المكالمة وأنا بحضرة حوالي عشرين ضابطاً ... وإذا بخبر حادث سيارة أمام وكالة السيارات بي إم دبليو ... ذهبت إلى موقع الحادث للتحقيق فيه ... فوجدت إن سيارة صدت رجل ومات في الحال ... وكانت الجثة مشوهة جدا لا أحد يستطيع التعرف على ملامح هذا الميت ... وكان اليوم خميس والوقت قبل المغرب بقليل ... وبعد البحث عن الأوراق التي بحوزته كانت المفاجأة المذهلة والصاعقة التي تيقنت من خلالها أنه لا شيء يضيع عند رب الأرباب … تبين لي بأنه هو نفس الشخص الذي عمل الحادث وظلم المرأة … في نفس المكان ونفس الموعد بعد سنة من الحادث الأول … !! ومن هول المفاجأة بالنسبة لي أخذت أتردد على المكان عدة مرات ولعدة أيام وقست المسافة بين موقع الحادث الأول والحادث الثاني … فوجدت الفرق خمسة أمتار بينهما … ومما زاد من المفاجأة أن الذي توفي في الحادث الثاني جاء يمشي للدخول إلى وكالة السيارات ومعه شيك ليدفعه للوكالة لشراء سيارة جديده له منها … !! انظر أخي المسلم كيف أن الرجل الأول كان في الطريق للبحث عن عمل وكان الثاني في الطريق لشراء سيارة جديدة ... يقول صاحب القصة : فأخبرت القاضي الذي سيتولى الحكم بموضوع هذا الرجل وما كان منه … وقد قدر الله أن سائق السيارة الذي صدم الرجل الثاني كان يعمل في شركة كبيرة وعندما طلبت منه الدية أحضرها سريعا … ولكن القاضي حكم بأن تكون هذه الدية من نصيب المرأة التي ظلمها هذا الميت … وبهذا تمت القصة فلنتأملها جيدا ونستفيد منها أن الجزاء من جنس العمل … وأن دعوة المظلوم مستجابة ، وأن الله يمهل ولا يهمل فلتكن لنا عبره !! |
الآية التي أبكت الرسول عليه السلام
قال الله تعالى: "إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلاً سبحانك فقنا عذاب النار" روي أن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها سُئلت عن أعجب ما رأته من رسول الله صلى الله عليه وسلم فبكت ثم قالت : كان كل أمره عجباً ، أتاني في ليلتي التي يكون فيها عندي ،فاضطجع بجنبي حتى مس جلدي جلده ، ثم قال : يا عائشة ألا تأذنين لي أن أتعبد ربي عز وجل؟ فقلت: يارسول الله : والله إني لأحب قربك وأحب هواك - أي أحب ألاّ تفارقني وأحب مايسرك مما تهواه - !! قالت: فقام إلى قربة من ماء في البيت فتوضأ ولم يكثر صب الماء، ثم قام يصلي ويتهجد فبكى في صلاته حتى بل لحيته، ثم سجد فبكى حتى بلّ الأرض ، ثم اضطجع على جنبه فبكى، حتى إذا أتى بلال يؤذنه بصلاة الفجر، رآه يبكي فقال يارسول الله : مايبكيك وقد غفر الله لك ماتقدم من ذنبك وماتأخر؟ فقال له: ويحك يابلال، ومايمنعني أن أبكي وقد أنزل الله عليّ في هذه الليلة هذه الآيات : (إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب ....) فقرأها إلى آخر السورة ثم قال : ويل لمن قرأها ولم يتفكر فيها !! هذه الآيات التي أبكت نبينا صلى الله عليه وسلم أيها الأحبة وأقضت مضجعه ولم تجعله يهنأ بالنوم في ليلته تلك فكان يقرأها في صلاته ويبكى قائماً وساجداً وبكى وهو مضطجعاً ، نعم إنها لآيات عظيمة تقشعر منها الأبدان وتهتز لها القلوب ، قلوب أولى الألباب الذين يذكرون الله قياماً وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والأرض وليست كل القلوب كذلك ! فهلا تفكرنا في ملكوت الله ؟ وهلا أكثرنا من ذكر الله ؟ واستشعرنا عظمته سبحانه وتعالى ؟ لو فعلنا ذلك لبكينا من خشية الله عند سماع أو قراءة هذه الآيات ولكن لله المشتكى من قسوة في قلوبنا وغفلة في أذهاننا.. اللهم أنر قلوبنا بنور القرآن ، اللهم إنا نسألك قلباً خاشعا ولساناً ذاكرا وقلباً خاشعاً وعلماً نافعاً وعملاً صالحاً. إن هذه الآيات هي الآيات العشر الأخيرة من سورة آل عمران وهذه الآية هي أول آية فيها. |
صورة جنسية
انطلقت متجهة نحو الهدف ، لم تكن تعلم مصيرها المجهول ، سوى أن صاحبها البريء أرسلها في مهمة خاصة . كانت المهمة هي أن تذهب لـ....... ثم ترسل رفيقتها تبعا لاتفاق مسبق ، ومن هنا بدأت القصة. يدور هذا الحوار بين اثنين ، سوف أرسلها لك ولكن بشرط أن تردها بأخرى أبشر ولا يهمك أنت تأمر أمر ، بس لا تنس تدعيلي ، وأرسلها المسكين . وبعد برهة ، هاه وصلت ؟؟ أيوه مشكور ما قصرت ، الحوار مضمونه طيب وكلماته جميلة ولكن ما خفي كان أدهى وأمر ، وتمت الصفقة وانتهت العملية وعشرات من خلق الله يشهدون على ذلك. كان من وراء الكواليس رجل يرقب رجل قد ارتدى قبعة سوداء ، انف معقوف ، تتدلى على جانبي رأسه جديلتان خبيثتان لئيمتان كان يرقب الصفقة ، ابتسم بعد أن تمت ثم أطلق ضحكة هستيرية قال بعدها هذا ما كنت أرنو إليه . كانت الصفقة عبارة عن صورة مقابل صورة ، فحش مقابل فحش ، ذل مقابل ذل ، ذل يقدمه المسلم للمسلم وصاحب القبعة قد أتم مهمته على أكمل وجه ، ذل يقدمه المسلم للمسلم وصاحب القبعة قد عرف من أين تؤكل الكتف ، ذل يقدمه المسلم للمسلم وصاحب القبعة يكشر عن أنيابه فرحا مغتبطا !! وانطلقت الصورة ، وتكرر المشهد بحذافيره مرة أخرى بين شخصين أخرين وبنفس البضاعة نفس الصورة الصورة التي أرسلها صاحبنا المسكين في المرة الأولى. ويتكرر المشهد ثالثة ورابعة وعاشرة وللمرة الألف والسلعة هي هي ، سلعة صاحبنا المسكين الذي أرسلها في المرة الأولى ، لم يكن يعلم صاحبنا المسكين أن هذه الصورة التي سيحصلها الألوف وربما الملايين ستلقي عليه تبعا من السيئات ما الله به عليم ، رجل شاهد تلك الصورة بعد سلسلة طويلة من الصفقات فارتكب الحرام وغشي المنكر وفسد وأفسد. وصاحب الصورة المسكين قد أنهكته الخطايا وزادته تلك الصورة إثما وبلايا وصاحب القبعة السوداء يقول : هذا ما كنت أرنو إليه. والناصح يصرخ : أمتي ما الذي يجري لنا ؟؟ رجل شاهد تلك الصورة فطلق زوجته بعد أن أصبحت حياتهما جحيما لايطاق ، وصاحب الصورة المسكين قد أنهكته الخطايا وزادته تلك الصورة إثما وبلايا ، وصاحب القبعة السوداء لازال يردد : هذا ما كنت أرنو إليه. والناصح يصرخ : أمتي مالذي يجري لنا ؟؟ رجل شاهد تلك الصورة فتبدلت حاله وتغيرت طموحاته وآماله وعن الحرام صار بحثه وسؤاله بعد أن كان يوما من الأيام ذا قدر ورفعة. وصاحب الصورة المسكين لازال يضيف إلى رصيده من سيئات الغير سيئات وويلات وحسرات يوم القيامة وندامات. وصاحب القبعة السوداء يردد ويردد هذا ماكنت أرنو إليه هذا ماكنت أرنو إليه. والناصح يصرخ : أمتي .. أمتي .. مالذي يجري لنا ؟؟ وفتاة ضاعت وتاهت وفي الحرام صالت وجالت بعد أن كانت ذات قلب بريء وعين هادئة ، كل هذا صار وحدث بعد أن شاهدت الصورة ، صورة صاحبنا الاول. وصاحب الصورة المسكين لازال يضيف إلى رصيده من سيئات الغير سيئات وويلات وحسرات يوم القيامة وندامات ، وصاحب القبعة السوداء يتمتم قائلا : هذا ماكنت أرنو إليه . والناصح يصرخ : أمتي .. أمتي .. مالذي يجري لنا . ويهدم بيت ويضيع عرض وتزول همم وتدمر أمة. وصاحب الصورة المسكين لازال يضيف إلى رصيده من سيئات الغير سيئات وويلات وحسرات يوم القيامة وندامات. وصاحب القبعة السوداء يبشر رفاقه : هذا ماكنت أرنو إليه. والناصح يصرخ : أمتي أمتي .. مالذي يجري لنا ؟؟ وتمر الأيام تلو الأيام والساعات تلو الساعات والصفقات تلو الصفقات ، ويموت صاحب الصورة الأولى من غير توبة صاحب الصفقة الأولى فيتوسد لحده ويرقد في قبره ولازالت سلسلة الصفقات تجري وتجري وتصب على صاحبنا في قبره آثاما تتلوها الآثام وذنوبا تتلوها ذنوب. تفنى اللذاذة ممن نال صفوتها *** من الحرام ويبقى الوزر والعار تبقى عواقب سـوء في مغبتها *** لاخيـر في لــذة من بعـدها النار نعم والله .. لا خير في لذة من بعدها النار. أخي الحبيب أعلن مع نفسك التوبة وسارع بالرجعة والأوبة وقل لنفسك ، إني أطمح لتغيير الدنيا فلماذا تغيرني صورة من سينقذ الأمة الغرقى إذا كنت أنا نفسي الغريق ، وتأمل في مقدار إثم بل آثام وآثام ستحصلها من تلك الصورة ، عد الى الله اركن إليه ، اذرف حار الدمعات في الأسحار وناج رب السموات والأقطار . عندها سينتفض صاحب القبعة السوداء قائلاً : مالذي يجري لنا ؟؟ ويستبشر الناصح هذا ماكنت أرنو إليه. قال تعالى (( ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم)) |
أبو قدامة والغلام
كان بمدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل يقال له أبو قدامة الشامي ، وكان قد حبب الله إليه الجهاد في سبيل الله والغزو إلى بلاد الروم ، فجلس يوماً في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم يتحدث مع أصحابه ، فقالوا له : يا أبا قدامة حدثنا بأعجب ما رأيت في الجهاد ؟ فقال أبو قدامة نعم إني دخلت في بعض السنين الرقة أطلب جملاً أشتريه ليحمل السلاح ، فبينما أنا يوماً جالساً إذ دخلت علي امرأة فقالت : يا أبا قدامة سمعتك وأنت تحدث عن الجهاد وتحث عليه وقد رُزقتُ من الشَّعر ما لم يُرزقه غيري من النساء ، وقد قصعته وأصلحت منه شكالا للفرس وعفرته بالتراب كي لا ينظر إليه أحد ، وقد أحببت أن تأخذه معك فإذا صرتَ في بلاد الكفار وجالت الأبطال ورُميت النبال وجُردت السيوف وشُرعت الأسنّة ، فإن احتجت إليه وإلا فادفعه إلى من يحتاج إليه ليحضر شعري ويصيبه الغبار في سبيل الله ، فأنا امرأة أرملة كان لي زوج وعصبة كلهم قُتلوا في سبيل الله ولو كان عليّ جهاد لجاهدت . وناولتني الشكال وقالت : اعلم يا أبا قدامة أن زوجي لما قُتل خلف لي غلاماً من أحسن الشباب وقد تعلم القرآن والفروسية والرمي على القوس وهو قوام بالليل صوام بالنهار وله من العمر خمس عشرة سنة وهو غائب في ضيعة خلفها له أبوه فلعله يقدم قبل مسيرك فأوجهه معك هدية إلى الله عز وجل وأنا أسألك بحرمة الإسلام ، لا تحرمني ما طلبت من الثواب ، فأخذت الشكال منها فإذا هو مظفور من شعرها . فقالت : ألقه في بعض رحالك وأنا أنظر إليه ليطمئن قلبي . فطرحته في رحلي وخرجتُ من الرقة ومعي أصحابي ، فلما صرنا عند حصن مسلمة بن عبدالملك إذا بفارس يهتف من ورائي : يا أبا قدامة قف علي قليلاً يرحمك الله ، فوقفت وقلت لأصحابي تقدموا أنتم حتى أنظر من هذا ، وإذا أنا بفارس قد دنا مني وعانقني وقال : الحمد لله الذي لم يحرمني صحبتك ولم يردني خائباً . قلت للصبي أسفر لي عن وجهك ، فإن كان يلزم مثلك غزو أمرتك بالمسير ، وإن لم يلزمك غزو رددتك ، فأسفر عن وجهه فإذا به غلام كأنه القمر ليلة البدر وعليه آثار النعمة . قلت للصبي : ألك والد ؟ قال: لا بل أنا خارج معك أطلب ثأر والدي لأنه استشهد فلعل الله يرزقني الشهادة كما رزق أبي . قلت للصبي : ألك والدة ؟ قال : نعم . قلت : اذهب إليها فاستأذنها فإن أذنت وإلا فأقم عندها فإن طاعتك لها أفضل من الجهاد ، لأن الجنة تحت ظلال السيوف وتحت أقدام الأمهات . قال : يا أبا قدامة أما تعرفني قلت : لا . قال : أنا ابن صاحبة الوديعة ، ما أسرع ما نسيت وصية أمي صاحبة الشكال ، وأنا إن شاء الله الشهيد ابن الشهيد ، سألتك بالله لا تحرمني الغزو معك في سبيل الله ، فإني حافظ لكتاب الله عارف بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، عارف بالفروسية والرمي وما خلفت ورائي أفرس مني فلا تحقرني لصغر سني وإن أمي قد أقسمت على أن لا أرجع ، وقالت : يا بني إذا لقيت الكفار فلا تولهم الدبر وهب نفسك لله واطلب مجاورة الله تعالى ومجاورة أبيك مع إخوانك الصالحين في الجنة فإذا رزقك الله الشهادة فاشفع فيّ فإنه قد بلغني أن الشهيد يشفع في سبعين من أهله وسبعين من جيرانه ، ثم ضمتني إلى صدرها ورفعت رأسها إلى السماء وقالت : إلهي وسيدي ومولاي هذا ولدي وريحانة قلبي وثمرة فؤادي سلمته إليك فقربه من أبيه. فلما سمعت كلام الغلام بكيت بكاءاً شديداً أسفاً على حسنه وجمال شبابه ورحمة لقلب والدته وتعجباً من صبرها عنه . فقال : يا عم مم بكاؤك ؟ إن كنت تبكي لصغر سني فإن الله يعذب من هو أصغر مني إذا عصاه . قلت : لم أبك لصغر سنك ولكن أبكي لقلب والدتك كيف تكون بعدك . وسرنا ونزلنا تلك الليلة فلما كان الغداة رحلنا والغلام لا يفتر من ذكر الله تعالى ، فتأملته فإذا هو أفرس منا إذا ركب وخادمنا إذا نزلنا منزلا ، وصار كلما سرنا يقوى عزمه ويزداد نشاطه ويصفو قلبه وتظهر علامات الفرح عليه . فلم نزل سائرين حتى أشرفنا على ديار المشركين عند غروب الشمس فنزلنا فجلس الغلام يطبخ لنا طعاما لإفطارنا وكنا صياما ، فغلبه النعاس فنام نومة طويلة فبينما هو نائم إذ تبسم في نومه فقلت لأصحابي ألا ترون إلى ضحك هذا الغلام في نومه ، فلما استيقظ قلت : بني رأيتك الساعة ضاحكاً مبتسماً في منامك ، قال : رأيت رؤيا فأعجبتني وأضحكتني . قلت: ما هي. قال: رأيت كأني في روضة خضراء أنيقة فبينما أنا أجول فيها إذ رأيت قصراً من فضة شُرفه من الدر والجواهر ، وأبوابه من الذهب وستوره مرخية ، وإذا جواري يرفعن الستور وجوههن كالأقمار فلما رأينني قلن لي : مرحبا بك فأردت أن أمد يدي إلى إحداهن فقالت : لا تعجل ما آن لك ، ثم سمعت بعضهن يقول لبعض هذا زوج المرضية ، وقلن لي تقدم يرحمك الله فتقدمت أمامي فإذا في أعلى القصر غرفة من الذهب الأحمر عليها سرير من الزبرجد الأخضر قوامه من الفضة البيضاء عليه جارية وجهها كأنه الشمس لولا أن الله ثبت علي بصري لذهب وذهب عقلي من حسن الغرفة وبهاء الجارية . فلما رأتني الجارية قالت : مرحبا وأهلا وسهلا يا ولي الله وحبيبه أنت لي وأنا لك فأردت أن أضمها إلى صدري فقالت : مهلا ، لا تعجل ، فإنك بعيد من الخنا ، وإن الميعاد بيني وبينك غداً بعد صلاة الظهر فأبشر . قال أبو قدامة : قلت له : رأيت خيراً ، وخيراً يكون . ثم بتنا متعجبين من منام الغلام ، فلما أصبحنا تبادرنا فركبنا خيولنا فإذا المنادي ينادي : يا خيل الله اركبي وبالجنة أبشري ، انفروا خفافاً وثقالاً وجاهدوا . فما كان إلا ساعة ، وإذا جيش الكفر خذله الله قد أقبل كالجراد المنتشر ، فكان أول من حمل منّا فيهم الغلام فبدد شملهم وفرق جمعهم وغاص في وسطهم ، فقتل منهم رجالاً وجندل أبطالاً فلما رأيته كذلك لحقته فأخذت بعنان فرسه وقلت: يا بني ارجع فأنت صبي ولا تعرف خدع الحرب . فقال : يا عم ألم تسمع قول الله تعالى : (يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفا فلا تولوهم الأدبار) ، أتريد أن أدخل النار ؟ فبينما هو يكلمني إذ حمل علينا المشركون حملة رجل واحد، حالوا بيني وبين الغلام ومنعوني منه واشتغل كل واحد منا بنفسه. وقُتل خلق كثير من المسلمين ، فلما افترق الجمعان إذ القتلى لا يحُصون عددا فجعلت أجول بفرسي بين القتلى ودماؤهم تسيل على الأرض ووجوههم لا تعرف من كثرة الغبار والدماء ، فبينما أنا أجول بين القتلى وإذا أنا بالغلام بين سنابك الخيل قد علاه التراب وهو يتقلب في دمه ويقول : يا معشر المسلمين ، بالله ابعثوا لي عمي أبا قدامة فأقبلت عليه عندما سمعت صياحه فلم أعرف وجهه لكثرة الدماء والغبار ودوس الدواب فقلت : أنا أبو قدامة . قال : يا عم صدقت الرؤيا ورب الكعبة أنا ابن صاحبة الشكال ، فعندها رميت بنفسي عليه فقبلت بين عينيه ومسحت التراب والدم عن محاسنه وقلت : يا بني لا تنس عمك أبا قدامة في شفاعتك يوم القيامة . فقال : مثلك لا يُنسى لا تمسح وجهي بثوبك ثوبي أحق به من ثوبك ، دعه يا عم ألقى الله تعالى به ، يا عم هذه الحوراء التي وصفتها لك قائمة على رأسي تنتظر خروج روحي وتقول لي عجّل فأنا مشتاقة إليك ، بالله يا عم إن ردّك الله سالماً فتحمل ثيابي هذه المضمخة بالدم لوالدتي المسكينة الثكلاء الحزينة وتسلمها إليها لتعلم أني لم أضيع وصيتها ولم أجبن عند لقاء المشركين ، واقرأ مني السلام عليها ، وقل لها أن الله قد قبل الهدية التي أهديتها ، ولي يا عم أخت صغيرة لها من العمر عشر سنين كنت كلما دخلت استقبلتني تسلم علي ، وإذا خرجتُ تكون آخر من يودعني عند مخرجي ، وقد قالت لي بالله يا أخي لا تبط عنّا فإذا لقيتَها فاقرأ عليها مني السلام وقل لها يقول لك أخوك : الله خليفتي عليك إلى يوم القيامة ، ثم تبسم وقال أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له صدق وعده وأشهد أن محمداً عبده ورسوله هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله ، ثم خرجت روحه فكفناه في ثيابه ووريناه رضي الله عنه وعنا به . فلما رجعنا من غزوتنا تلك ودخلنا الرقة لم تكن لي همة إلا دار أم الغلام ، فإذا جارية تشبه الغلام في حسنه وجماله وهي قائمة بالباب وتقول لكل من مر بها : يا عم من أين جئت فيقول من الغزو ، فتقول : أما رجع معكم أخي فيقولون لا نعرفه ، فلما سمعتها تقدمت إليها فقالت لي : يا عم من أين جئت ، قلت : من الغزو قالت : أما رجع معكم أخي ثم بكت وقالت ما أبالي ، يرجعون وأخي لم يرجع فغلبتني العبرة ، ثم قلت لها : يا جارية قولي لصاحبة البيت أن أبا قدامة على الباب ، فسمعت المرأة كلامي فخرجت وتغير لونها فسلمت عليها فردت السلام وقالت : أمبشراً جئت أم معزياً . قلت : بيّني لي البشارة من التعزية رحمك الله . قالت : إن كان ولدي رجع سالماً فأنت معز ، وإن كان قُتل في سبيل الله فأنت مبشر . فقلت : أبشري . فقد قُبلت هديتك فبكت وقالت : الحمد لله الذي جعله ذخيرة يوم القيامة ، قلت فما فعلت الجارية أخت الغلام . قالت : هي التي تكلمك الساعة فتقدمت إلي فقلت لها إن أخاك يسلم عليك ويقول لك : الله خليفتي عليك إلى يوم القيامة ، فصرخت ووقعت على وجهها مغشياً عليها ، فحركتها بعد ساعة ، فإذا هي ميتة فتعجبت من ذلك ثم سلمت ثياب الغلام التي كانت معي لأمه وودعتها وانصرفت حزيناً على الغلام والجارية ومتعجباً من صبر أمهما .. |
شعلة نور في جامعة أمريكية
قرأت اليوم قصة إسلام أستاذ جامعي أميركي ؛ هل تعرفون ما السبب المباشر لإسلامه ؟ لقد كان السبب الأول لإسلامه حجاب طالبة أميركية مسلمة معتزة بدينها ومعتزة بحجابها ، بل لقد أسلم معه ثلاثة دكاترة من أساتذة الجامعة وأربعة من الطلبة . لقد كان السبب المباشر لإسلام هؤلاء السبعة والذين صاروا دعاة إلى الإسلام ، هو هذا الحجاب . لن أطيل عليكم في التقديم وفي التشويق لهذه القصة الرائعة التي سأنقلها لكم على لسان الدكتور الأميركي الذي تسمى بإسم النبي محمد صلى الله عليه وسلم وصار اسمه (محمد أكويا) .. يحكي الدكتور محمد قصته فيقول : قبل أربع سنوات ، ثارت عندنا بالجامعة زوبعة كبيرة ، حيث التحقت للدراسة طالبة أميركية مسلمة ، وكانت محجبة وقد كان من بين مدرسيها رجل متعصب يبغض الإسلام ويتصدى لكل من لا يهاجمه . فكيف بمن يعتنقه ويظهر شعائره للعيان ؟ كان يحاول استثارتها كلما وجد فرصة سانحة للنيل من الإسلام . وشن حربا شعواء عليها ، و لما قابلت هي الموضوع بهدوء ازداد غيظه منها ، فبدأ يحاربها عبر طريق آخر حيث الترصد لها بالدرجات وإلقاء المهام الصعبة في الأبحاث والتشديد عليها بالنتائج ولما عجزت المسكينة أن تجد لها مخرجا تقدمت بشكوى لمدير الجامعة مطالبة فيها النظر إلى موضوعها . و كان قرار الإدارة أن يتم عقد بين الطرفين المذكورين الدكتور والطالبة لسماع وجهتي نظرهما والبت في الشكوى . و لما جاء الموعد المحدد . حضر أغلب أعضاء هيئة التدريس و كنا متحمسين جداً لحضور هذه الجولة التي تعتبر الأولى من نوعها عندنا بالجامعة . بدأت الجلسة التي ذكرت فيها الطالبة أن المدرس يبغض ديانتها . ولأجل هذا يهضم حقوقها العلمية وذكرت أمثلة عديدة لهذا وطلبت الاستماع لرأي بعض الطلبة الذين يدرسون معها وكان من بينهم من تعاطف معها وشهد لها ولم يمنعهم اختلاف الديانة أن يدلوا بشهادة طيبة بحقها . حاول الدكتور على أثر هذا أن يدافع عن نفسه واستمر بالحديث فخاض بسب دينها . فقامت تدافع عن الإسلام . أدلت بمعلومات كثيرة عنه وكان لحديثها قدرة على جذبنا حتى أننا كنا نقاطعها فنسألها عما يعترضنا من استفسارات فتجيب ، فلما رآنا الدكتور المعني مشغولين بالاستماع والنقاش خرج من القاعة ، فقد تضايق من اهتمامنا وتفاعلنا ، فذهب هو ومن لا يرون أهمية للموضوع . بقينا نحن مجموعة من المهتمين نتجاذب أطراف الحديث ، في نهايته قامت الطالبة بتوزيع ورقتين علينا كتب فيها تحت عنوان (ماذا يعني لي الإسلام ؟) الدوافع التي دعتها لاعتناق هذا الدين العظيم ، ثم بينت ما للحجاب من أهمية وأثر ، و شرحت مشاعرها الفياضة صوب هذا الجلباب وغطاء الرأس الذي ترتديه ، الذي تسبب بكل هذه الزوبعة . لقد كان موقفها عظيما ، ولأن الجلسة لم تنته بقرار لأي طرف ، فقد قالت أنها تدافع عن حقها ، وتناضل من أجله ، ووعدت أن لم تظفر بنتيجة لصالحها أن تبذل المزيد حتى لو اضطرت لمتابعة القضية وتأخير الدراسة نوعا ما ، لقد كان موقفا قويا و لم نكن أعضاء هيئة التدريس نتوقع أن تكون الطالبة بهذا المستوى من الثبات و من أجل المحافظة على مبدئها . وكم أذهلنا صمودها أمام هذا العدد من المدرسين والطلبة وبقيت هذه القضية يدور حولها النقاش داخل أروقة الجامعة . أما أنا فقد بدأ الصراع يدور في نفسي من أجل تغيير الديانة ، فما عرفته عن الإسلام حببني فيه كثيرا ، ورغبني في اعتناقه ، وبعد عدة أشهر أعلنت إسلامي وتبعني دكتور ثان وثالث في نفس العام ، كما أن هناك أربعة طلاب أسلموا . وهكذا في غضون فترة بسيطة أصبحنا مجموعة لنا جهود دعوية في التعريف بالإسلام والدعوة إليه ، وهناك الآن عدد من الأشخاص في طور التفكير الجاد ، وعما قريب إن شاء الله ينشر خبر إسلامهم داخل أروقة الجامعة ، والحمد لله وحده . |
دودة في مخ امرأة بعد وجبة لحم الخنزير
واشنطن (طارق قابيل) إسلام أون لاين.نت 14-4-2001 استخرج أطباء أمريكيون دودة طفيلية من مخ سيدة ، بعد فترة من المعاناة الصحية التي لازمتها بعد تناولها لوجبة مكسيكية شهيرة من لحم الخنزير . وأكدت السيدة الأمريكية أنها شعرت بحالة إعياء شديدة لمدة ثلاثة أسابيع بعد تناولها لوجبة لحم الخنزير ، وأن الأطباء في مستشفى (مايو كلينك) في ولاية (أريزونا) قد قاموا باحتجازها في المستشفى بعد أن اكتشفوا حدوث (تحوصل) في المخ نتج عن تواجد الدودة الطفيلية في دماغها ، وأخبروها بأنها تحتاج إلى عملية جراحية سريعة . وأكد الأطباء أن وجبة لحم الخنزير الشهيرة التي تناولتها السيدة الأمريكية في المكسيك لا بد أنها احتوت على دودة الأمعاء الطفيلية الفتاكة المعروفة بالاسم اللاتيني(Taenia solium) وهي دودة طفيلية تنتقل إلى الإنسان عن طريق تناول اللحم غير الناضج . وشرحت الطبيبة (جوزيف سيرفين) الطبيبة بالمستشفى أن بيض الدودة التصق بالجدار المعوي للسيدة في البداية ، ثم تحرك مع تيار الدم ليصل في النهاية إلى دماغها ، وعندما وصلت الدودة للمخ سببت أذى بسيطًا في البداية حتى ماتت وتحللت في النهاية ، فسببت التهابا نسيجيا شديدًا في المنطقة المحيطة بها . وقالت السيدة (دوون بيسيرا) : إن فكرة وجود دودة في دماغي إحساس شديد الغرابة فجأة أدركت أنهم سيشقون دماغي ، ويخرجون دودة منها ، كانت هذه مفاجأة مؤلمة . وبالطبع استسلمت السيدة الأمريكية للعملية التي تم إجراؤها الأسبوع الماضي والتي استمرت ست ساعات متصلة لاستخراج الدودة من رأسها ، وتم إجراء العملية باستخدام مخدر موضعي ؛ حيث يجب أن تكون مستيقظة وواعية أثناء إجراء العملية ؛ لأنها تتم في منطقة حساسة جدا في المخ ، ويجب أن يتحدثوا معها أثناء العملية ؛ حتى لا يتأثر أي من مراكز المخ الحساسة من جراء العملية الجراحية . وفي النهاية ، وجد الأطباء الدودة الفاسدة وأزالوها دون إحداث أي ضرر طويل الأجل . وقالت الطبيبة (سيرفين) المشرفة على علاجها : إنها كانت محظوظة للغاية ؛ لأننا لم نجد بمخها سوى خرّاج واحد فقط . وتتعافى (بيسيرا) الآن بسرعة ، ويؤكد الأطباء أنّها تحتاج لمراقبة صحية يتم رفعها بعد ستّة أشهر ، وما زالت الإصابة تسبب محنة غريبة وصعبة لها . أمراض لحم الخنزير ويؤكد الأطباء أن أمراض الديدان الشريطية تعتبر من الأمراض الخطيرة التي تنجم عن تناول لحم الخنزير ، وتتطور في الأمعاء الدقيقة عند الإنسان ، وتنضج خلال شهور عدة لتصل إلى دودة بالغة ، يتألف جسمها من حوالي ألف قطعة ، ويصل طولها إلى ما بين 4 - 10 أمتار ، وتعيش وحيدة في أمعاء الإنسان المصاب وتخرج بيضها مع البراز . وعندما تبتلع الخنازير البيض وتهضمه ، يدخل إلى الأنسجة والعضلات مشكّلاً الكيسة المذنبة أو اليرقة ، وهي كيس يحتوي على سائل وعلى رأس الدودة الشريطية . وعند تناول لحم الخنزير المصاب تتحول اليرقة إلى دودة كاملة في أمعاء الإنسان ، وتسبب هذه الديدان ضعف الإنسان ، ونقص فيتامين (ب12) ، الذي يسبب نوعاً خاصاً من فقر الدم ، وقد يسبب حدوث أعراض عصبية مثل التهاب الأعصاب ، وقد تصل اليرقات في بعض الحالات إلى الدماغ مسببة حدوث الاختلاج ، أو ارتفاع الضغط داخل الدماغ ، وما يتلوه من صداع واختلاج أو حتى حدوث الشلل . ويسبب تناول لحم الخنزير غير المطبوخ جيداً أيضا الإصابة بالديدان الشعرينية ، وعندما تصل هذه الطفيليات إلى الأمعاء الدقيقة تخرج يرقات كثيرة بعد 4 إلى 5 أيام لتدخل إلى جدار الأمعاء ، وتصل إلى الدم ومنه إلى معظم أنسجة الجسم ، وتمر اليرقات إلى العضلات وتشكل كيسات هناك . ويعاني المريض من آلام عضلية شديدة ، وقد يتطور المرض إلى حدوث التهاب السحايا ، والدماغ ، والتهاب عضلة القلب والرئة ، والكليتين ، والأعصاب ، وقد يكون المرض مميتاً في حالات قليلة . ومن المعروف أن هناك أيضا بعض الأمراض الخاصة بالبشر ، لا يشاركهم فيها من الحيوانات إلا الخنزير ، ومن ذلك الروماتيزم ، وآلام المفاصل ، وصدق الله العظيم إذ يقول : (إنما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل به لغير الله فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه إن الله غفور رحيم) (البقرة : 173). |
توبة فتاة في السكن الجامعي
ما أتعس الانسان حينما يعيش في هذه الحياة بلا هدف وما أشقاه حين يكون كالبهيمة لاهم له الا أن يأكل ويشرب وينام دون أن يدرك سر وجوده في هذه الحياة ، لقد كان هذا هو حالي قبل ان يمن الله علي بالهداية لقد عشت منذ نعومة أظفاري في بيت متدين وبين أبوين ملتزمين كانا هما الوحيدين الملتزمين من سائر الاقارب والمعارف وكان بعض الاقارب يلومون والدي رحمه الله لأنه لايدخل بيته المجلات الهابطة وآلات اللهو والفساد وينعتونه بالمتزمت والمعقد ولكنه لم يكن يبالي بأقوالهم . أما انا فكنت بخلاف ذلك كنت مسملة بالوراثة فقط بل كنت أكره الدين وأهله وأكره الصلاة وطوال أيام حياتي في المرحلة المتوسطة والثانوية لم أكن أركع لله ركعة واحدة وإذا سألني والدي هل صليت أقول نعم كذبا ونفاقا ولقد كان لرفيقات السوء دور كبير في فسادي وانحرافي حيث كن يوفرن لي كل ما أطلبه من مجلات هابطة وأغاني مجانة وأشرطة خليعة دون علم والدي . أما اللباس فكنت لا ألبس إلا القصير أو الضيق وكنت أتساهل بالحجاب وأتضايق منه لأنني لم أكن أدرك الحكمة من مشروعيته . ومضت الأيام وأنا على هذه الحال إلى أن تخرجت من المرحلة الثانوية واضطررت بعد السفر إلى مغادرة القرية التي كنا نسكن فيها لإكمال الدراسة الجامعية ، وفي السكن الجامعي تعرفت على صديقات أخريات فكن يشجعنني على ماكنت عليه من المعاصي والذنوب إلا إنهن كن يقلن لي : صلي مثلنا ثم افعلي ما شئت من معاصي ، ومن جهة أخرى كان هناك بعض الأخوات الملتزمات كن دائما يقدمن لي النصيحة إلا أنهم لم يوفقن في نصحي بالحكمة والموعظة الحسنة فكنت أزداد عنادا واصرارا وبعدا . ولما أراد الله لي الهداية وفقني في الانتقال إلى غرفة أخرى في السكن ومن توفيق الله سبحانه أن رفيقاتي هذه المرة كن من الأخوات المؤمنات الطيبات وكن على خلق عظيم وأدب جم وأسلوب حسن في النصيحة والدعوة فكن يقدمن لي النصيحة بطريقة جذابة وأسلوب مرح وطوال إقامتي معهن لم أسمع منهن تافقا أو كلاما قبيحا بل كن يتبسمن لي ويقدمن لي كل ما أحتاجه من مساعدة وإذا رأيتني أستمع إلى الموسيقى والغناء كن يظهرن لي إنزعاجهن من ذلك ويخرجن من الغرفة دون ان يقلن لي شيئا فأشعر بالإحراج والخجل مما فعلت وإذا عدن من الصلاة في مصلى السكن كن يتفقدنني في الغرفة ويبدين قلقهن لعدم حضوري الصلاة فاشعر في قرارة نفسي أيضا بالخجل والندم فأنا لا أحافظ على الصلاة أصلا حتى أصليها جماعة . وفي أحد الأيام أخذت دوري في الإشراف على الوحدة السكنية وبينما أنا جالسة على مكتبي أستمع إلى أغنية في التلفاز وقد ارتفع صوت الغناء جائتني إحدى رفيقاتي في الغرفة وقالت ما هذا ؟ لما لا تخفضي الصوت إنك الآن في موقع المسؤولية فينبغي أن تكوني قدوة لغيرك . فصارحتها بأني أستمع إلى الأغاني وأحبها فنظرت إلي تلط الأخت وقالت لا يا أختي هذا خطأ وعليك أن تختاري إما طريق الخير وأهله أو طريق الشر وأهله ولا يمكنك أن تسيري في طريقين في آن واحد . عندما أفقت من غفلتي وراجعت نفسي وبدأت استعرض في مخيلتي تلك النماذج الحية المخلصة التي تطبق الاسلام وتسعى جاهدة إلى نشره بوسائل وأساليب محببة ، فتبت إلى الله وأعلنت توبتي وعدت إلى رشدي وأنا الآن ولله الحمد من الداعيات إلى الله ألقي الدروس والمحاضرات وأؤكد على وجوب الدعوة وأهمية سلوك الداعية في مواجهة الناس كما أحذر جميع أخواتي من قرينات السوء والله الموفق .. |
عندما ينتحر العفاف
سوف أقص عليكم قصة حصلت ليلة الجمعة معي شخصياً .. كنت راجع مع ولد خالتي من عشاء مع مجموعة شباب طيبين ، كان عددنا 6 فتوزعنا كل ثلاثة شباب في سيارة ، وكنت أنا وولد خالتي وشاب ثالث بسيارة. اتفقنا على مكان محدد نجلس فيه نسولف ، بطريق الذهاب إلى هذا المكان المتفق عليه، وفي أحد الطرق السريعة بمدينة الرياض ، رأينا موجة غبار وقد ارتفعت إلى علو 20 متراً تقريباً ، نشوف السيارات اللي قدامنا تأشر، وعرفنا أنه فيه حادث .. مسك ولد خالتي المسار الأيمن وصار الحادث أمامنا مباشرة بـ 50 متر، تقدمنا إليها حتى أصبحنا نرى ضحايا الحادث بأعيننا ولم يسد طريقنا سوى السيارة اللي صار عليها الحادث .. السيارة كانت آتية من الجهة المعاكسة متجهة شرقاً لكنها انحرف لسبب من الأسباب واصطدمت بنخلة في منتصف الشارع العام ثم دخلت طريقنا واصطدمت بنخلة في الجهة الأخرى. توقفنا لنتجمهر ونرى ما بقي من السيارة ... رجل وحرمة، الرجل متخبط ويوقف ويطيح عدة مرات بسبب تأثير الحادث على ما يبدو، والحرمة طلعوها الناس من السيارة حطوها على الرصيف غارقة بالدم. الناس تتفرج! والمرور يقول لا تلمسونهم حتى تجي سيارة الإسعاف، اعترضوا الناس البنت تحتضر وتنزف وهذا يقول انتظروا؟!. كانت أقرب سيارة هي سيارة ولد خالتي اضطررنا وبأنفسنا خوف بتقريب السيارة، قلنا ركبوها والناس شالوها وسدحوها على المرتبة اللي ورا الجهة اليمنى، والشاب اللي كان معنا جلس قدام بالنص. يوم حطوها بالسيارة ترددنا مره ثانيه لأن البنت كانت تغرغر، والناس تقول: سووا اللي عليكم ووصلوها للمستشفى، وقالو لنا: روحو للمستشفى "الفلاني" كان هو أقرب مستشفى يناسب حالتها الصعبة. قدامنا مشت أربع سيارات تفتح لنا الطريق، أنا التفت أشوف البنت .. لم أشاهد في حياتي مثل هذا المنظر من الدماء أمام عيني إلا وقت ذبح الشاة بلا مبالغة، كانت تنزف نزفاً شديداً، كنت أسمعها تغرغر وتشرق بالدم، لفيت جذعي ومسكت راسها بيد وحده! أحاول أعدله ما قدرت. سدحت المرتبة الأمامية وعطيت ظهري الطبلون ووجهي صار للمنظر اللي حرك بقلبي شيء وذكرني بلحظات فراق الدنيا، رفعت راسها بكلتا يدي وجلست أذكرها الشهادة وهي ما زالت تشرق بالدم فلقيت ضربة براسها من الخلف ينزل منها الدم مثل بزبوز الماء. حاولت أسد الجرح بأي شي ما لقيت، وضعت يدي على مكان الجرح وضغطت عليه ووضعت يدي الثانيه على جبينها بحيث تكون وكأنها ربطة على الجرح لأن نزول الدم كان كثيف جداً. قسماً بالله ما شفت أبشع من هذا المنظر لإنسان يحتضر أمام عيني!!!. حاولت أعدل راسها بحيث ما أسمع صوت غرغرة الدم بحلقها لأني خفت إن الدم يسد مجرى التنفس وبالتالي تموت خلايا الدماغ وهذا يؤدي إلى الموت السريري أو الدماغي. جلست أحرك وأثناء تحريكي لراسها بأوضاع مختلفه بدأت أشوف منظر فقاعات الدم تخرج من فمها وعقبه الدم بدأ ينزل من أنفها وفوق جبينها جرح ينزف منه الدم على وجهها. تخيلوا الموقف أمام عيوني، اختلط على وجهها أمامي الكحل والدم وأصباغ الزينة، كدت أذرف الدمع على حالها...وثبت نفسي لأني خفت أنهار امام هذا المنظر، وجلست أذكرها الشهاده وأقرأ عليها الأدعية، جلست أحرك راسها حتى........ بديت أحس ان الغرغرة اختفت، وأنا أقول: لا إله إلا الله، وأكررها وهي مالها أي استجابة غير صوت غرغرة الدم بحلقها، حسيت بالبداية أنها ماتت لكن يوم قربت أذني من فمها حسيت أنها تتنفس. وسمعت صوت النفس يتغير من صوت غرغرة إلى صوت الأكسجين وهو يمر بين الدم الجامد، حمدت ربي، وقتها حسيت وأنا ماسك راسها إن البنت راح تعيش بإذن الله وجلست أكرر عليها الشهاده والأدعية والأذكار، وأحس بيدي وهي على الجرح اللي براسها إن الدم يمر فوق يدي ويكمل طريقه بمجرى الدم. حسيت ببعض لحظات هالموقف الصعب إني افكر واقول لنفسي: أنت جالس وش تسوي!! قدامك بنت موب محرم لك.. ليش تطالع وجهها؟ ليش ماسك راسها؟ . تشتت هالتفكير وأنا أقرأ الأدعية حتى وصلنا المستشفى بعد 10 دقائق أو اقل بقليل. في المستشفى أمام البوابة كان ولد خالتي اتصل عليهم وحنا بنص الطريق وقال: جهزو كل شيء. وصلنا والناس تتفرج والسرير ما زال داخل الطوارئ!!. جت ممرضتين ورجال حماية ... قالت الممرضة الفلبينية بالحرف الواحد we want strong man to carry her !! يعني نبي واحد جسم أو أي رجال حتى يشيلها ومسكتني مع كتفي وقالت carry her وأقولها وأنا أأشّر على ظهري وأقول بالإنجليزي : ما أعرف وشلون اشيلها؟ وأنا خايف أشيلها بشكل غلط ويصير ظهرها مكسور ويجي البنت شلل ، وبصعوبة قدرت أشيل يدي عن الجرح اللي براسها بسبب الدم المتجمد. حطو تحتها قماش وشالوها ثم دخلوها للطوارئ، سوو لها في نص ساعه 5 أو 6 عمليات حسب قول الممرضة، وكل نص ساعه يطلع لنا أحد من الغرفة ويعطينا جملة، آخرها كانت ممرضه تقول Between يعني بين الحياة والموت. ومرة يقولنا الدكتور نزيف بالدماغ ونحاول نسيطر عليه ومره يطلع لنا ويقول سيطرنا عليه وصار فيه نزيف داخلي بالضلوع. سجلو اسم البنت بالمستشفى باسم (غير معروف) !! نرجع للرجال اللي كان يسوق السيارة، ما كانت حالته بخطورة حالة البنت.... مجرد كدمات بسيطة ودوه جماعة ثانية لمستوصف قريب لموقع الحادث !! سألوه عن اسمه قام كل شوي يطلع اسم مخبببببط الرجال إلى الآن تأثير الحادث فيه، سألوه عن أحد يقرب له عطاهم رقم واحد يقول إنه أخوه، اتصلوا على هالشخص وجا للمستوصف يوم شاف الرجال اللي سوى الحادث، سألوه تعرف هذا..؟؟ أنت أخوه...؟؟؟ قال : لا ما أعرفه وأغمي عليه . بعد ما سوى المستوصف تحاليل يمطئنون على حالته... وش صار ووش طلعت النتيجه؟؟؟؟؟؟ طلع تحليل الدم يقول إن الرجل سكران. وبعد ما استجوبوه بالمستوصف وهو فاقد عقله صار موب بتأثير الحادث وكدماته إنما بتأثير الكحول والمسكر.. يخربط الله لا يبلانا، وصارت البنت اللي انا كنت أسد جرح راسه بيدي ماهي إلا صديقته !! نعم صارت السالفة صديق وصديقته طالعين مع بعض وصار عليهم الحادث بسبب السرعة، وتأثير السكر اللي كان واقع فيه الرجل ... فيال سوء الخاتمة .. لا حول ولا قوة الا بالله .. إنا لله وإنا إليه راجعون .. الله لا يبلانا !! يوم عرفت القصه صارت ترجف يديني !! البنت حصلوا جوالها واتصلوا على آخر رقم دقت عليه، جت البنت اللي دقوا عليها باعتبار أنه تقرب لها عقب الحادث بساعتين، لكن اليوم اتصلت على المستشفى وقالو لي إنها ما زالت مسجلة على أنها (غير معروف)، يمكن كانوا يبون يخفون عني اسم البنت للستر... وحتى هذه اللحظة هي بين الحياة والموت بالعناية المركزة !! هدفي يا أخوان ويا أخوات من ذكر هالقصة تتخيلون مرتين بس تخيلوا لو أنكم مكان هالبنت بين الحياة والموت.. تخيل نفسك......على إيش كنت راح تموت .. ؟؟!؟ سكر ؟ سماع أغاني ؟ النظر والسماع إلى الحرام ؟ غيبة ونميمة ؟ كذب ؟ وتخيلو يا شباب الإسلام .. أيهما أفضل؟! أن تكون خاتمتك الموت بعد أن تسمع طنطنة عداد السيارة فوق الأزفلت وفوق الرصيف؟ أم الموت بعد أن تقتل يهودي فوق ساحة المعركة؟! اللهم اجعل لنا من الناس عبرة ولا تجعلنا للناس عبرة رأيتها بعيني ... وكتبت بدماءها على يدي: عندما ينتحر العفاف !! |
الوقت الضائع
طفلي الصغير منذ مساء أمس وصحته ليست على ما يرام ... وعندما عدت مساء هذا اليوم من عملي قررت الذهاب به إلى المستشفى ... رغم التعب والإرهاق إلا أن التعب لأجله راحه .. حملته وذهبت .. لقد كان المنتظرون كثيرون .. ربما نتأخر أكثر من ساعة أخذت رقماً للدخول على الطبيب وتوجهت للجلوس في غرفة الانتظار .. وجوه كثيرة مختلفة .. فيهم الصغير وفيهم الكبير .. الصمت يخيم على الجميع .. يوجد عدد من الكتيبات الصغيرة استأثر بها بعض الأخوة .. أجلت طرفي في الحاضرين .. البعض مغمض العينين لا تعرف فيم يفكر .. وآخر يتابع نظرات الجميع .. والكثير تحس على وجوههم القلق والملل من الانتظار .. قطع السكون الطويل .. صوت المُنادي .. برقم كذا .. الفرحة على وجه المُنادى عليه .. يسير بخطوات سريعة .. ثم يعود الصمت للجميع . لفت نظري شاب في مقتبل العمر .. لا يعنيه أي شيء حوله .. لقد كان معه مصحف جيب صغير .. يقرأ فيه .. لا يرفع طرفه .. نظرت إليه ولم أفكر في حالة كثيراً .. لكنني عندما طال انتظاري عن ساعة كاملة تحول مجرد نظري إليه إلى تفكير عميق في أسلوب حياته ومحافظته على الوقت .. ساعة كاملة من عمري ماذا استفدت منها وأنا فارغ بلا عمل ولا شغل .. بل انتظار ممل ..!! أذن المؤذن لصلاة المغرب .. ذهبنا للصلاة في مصلى المستشفى .. حاولت أن أكون بجوار صاحب المصحف .. وبعد أن أتممنا الصلاة سرت معه وأخبرته مباشرة بإعجابي به من محافظته على وقته .. وكان حديثه يتركز على كثرة الأوقات التي لا نستفيد منها إطلاقاً وهي أيام وليالٍ تنقضي من أعمارنا دون أن نحس أونندم .. قال إنه أخذ مصحف الجيب هذا منذ سنة واحدة فقط عندما حثه صديق له بالمحافظة على الوقت .. وأخبرني أنه يقرأ في الأوقات التي لا يستفاد منها كثيراً أضعاف ما يقرأ في المسجد أو في المنزل .. بل إن قراءته في المصحف زيادة على الأجر والمثوبة إن شاء الله تقطع عليه الملل والتوتر .. وأضاف محدثي قائلاً .. إنه الآن في مكان الانتظار منذ ما يزيد على الساعة والنصف .. وسألني ... متى ستجد ساعة ونصف لتقرأ فيها القرآن ؟ تأملت .. كم من الأوقات تذهب سدى ؟! وكم لحظة في حياتك تمر ولا تحسب لها حساب ؟! بل كم من شهر يمر عليك ولا تقرأ القرآن ؟! أجلت ناظري .. وجدت أني محاسب والزمن ليس بيدي .. فماذا أنتظر ؟ قطع تفكيري صوت المنُادي .. ذهبت إلى الطبيب . أريد أن أحقق شيئاً الآن ... بعد أن خرجت من المستشفى .. أسرعتُ إلى المكتبة .. اشتريتُ مصحفاً صغيراً .. قررتُ أن أحافظ على وقتي .. فكرت وأنا أضع المصحف في جيبي . كم من شخص سيفعل ذلك .. وكم من الأجر العظيم يكون للدال على ذلك ؟!؟ |
حوار مع سجادة
لا شك أن كل ابن آدم ينام ، وكل إنسان يؤوي إلى فراشه ليلاً ، ولكن هل تعرفون كيف كانت نومتي تلك الليلة ؟ كنت نائماً في ليلة من ليالي الشتاء الباردة ، من بعد نصب وتعب من مشاغل الدنيا ، ما أكثرها .. وقد استلقيت على فراشي ، وغرقت في نوم عميق جداً .. فاستيقظت قبل الفجر من عطش شديد ألم بي ، فقمت لأشرب الماء فسمعت أنيناً يخرج من الأرض ، تلفت حولي فذهب الأنين ، ثم ذهبت وشربت الماء ثم عدت إلى الفراش ، وإذا بالأنين يعود مرة أخرى ، وفي هذه المرة كان الأنين قوياً وكأنه صوت بكاء ، فتحسست الأرض بيدي ، حتى أمسكت (سجادتي) فسكتت .. قلت متعجباً : أأنت التي تأنين يا سجادتي ؟! قالت: نعم. قلت: ولماذا. قالت: لقد أيقظك عطشك ، وشربت من الماء حتى ارتويت ، وأنا بحاجة إلى الماء ولا أجد من يرويني الماء !! قلت: وهل تريدين أن أحضر لك كأساً من الماء ؟ قالت: لا ليس هذا هو الماء الذي يرويني ، إنما يرويني دموع العابدين التائبين. قلت: ومن أين لي أن آتي لك بهذا النوع من الماء ؟ قالت: وهذا هو سبب بكائي فقم يا عبدالله وصل لله ركعتين في ظلمة الليل ؛ حتى تنير لك ظلمة القبر والجزاء من جنس العمل ، ولم يبق من الوقت إلا القليل وبعدها يؤذن المؤذن لصلاة الفجر. قلت: دعيني وشأني يا سجادتي. قالت: يا عبدالله قم لصلاة الفجر ، فإنها حياة للقلب وللروح ، وقد حان موعد الأذان ليردد: (الصلاة خير من النوم ، الصلاة خير من النوم) وأنت تستجيب لنداء الدنيا كل يوم في الليل والنهار .. ولا تستجيب لنداء العزيز القهار ؟!! قلت متضايقاً: دعيني أنام يا سجادتي .. فأنت تشاهدينني كل يوم ، لا أعود إلى المنزل إلا وأنا منهك متعب .. ثم أخذ اللحاف ووضعه على صدره فشعر بالدفء واستسلم لسلطان النوم !! قالت السجادة: يا عبدالله. وهل تعطي للدنيا أكثر مما تعطيه لدينك ؟ قلت بلهجة تهكمية: أسكتي يا سجادتي. أرجوك لا تتكلمي .. فإنني متعب ومرهق. أريد أن أنام .. سكتت السجادة برهة متأثرة بما قال عبدالله وقالت بصوت حزين: آه لرجال الفجر !! آه لرجال الفجر !! ألم تسمع قول النبي صلى الله عليه وسلم: " لن يلج النار أحد صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ـ يعني الفجر والعصر ـ ". وقال عليه الصلاة والسلام: " من صلى البردين دخل الجنة ". وقال: " بشروا المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة ". وقال أيضاً: " ليس صلاة أثقل على المنافقين من الفجر والعشاء ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوا". فانتبه عبدالله من غفلته وقال: فعلاً إن صلاة الفجر مهمة !! السجادة: قم يا عبدالله قم. قال: غداً أبدأ إن شاء الله .. ولكن اتركيني اليوم لأنام فإنني مرهق !! السجادة: وهي متحسرة (من لم يعرف ثواب الأعمال ثقلت عليه في جميع الأحوال) . ثم قالت: ستنام غداً في قبرك كثيراً يا عبدالله ، وستذكر كلامي ونصحي … ثم تركته السجادة ، ونام عبدالله ، ولكن ! كانت أطول نومة ينامها في حياته فقد مات تلك الساعة !! فأنشدت السجادة حين علمت بوفاته قائلة : يا مـــــن يعد غـداً لتـوبته ..... أعلى يقين من بلوغ غد المرء في عيشه على أمل ..... ومنيته الإنسان بالرصد أيام عمــــرك كلها عـــدد ..... ولعل يـومك آخر العدد |
اعتراف من فتاة مصابة بالإيدز
فتاة طالبة (25 عاما) تدرس في إحدى الجامعات في السعودية ومصابة بمرض الإيدز منذ 4 أعوام تقول : كل ذلك بسبب حياة الاستهتار واللهو التي عشتها ولم يكن لي ذنب فيها بل ذنب أبي الذي دائما لا يلتفت إلي خاصة بعد وفاة أمي وزواجه من أخرى لم يسألني يوماً أين تذهبين؟ ومن هم صديقاتك؟ وكيف تقضين يومك؟ ، كم تضرعت إليه أن يهتم بي .. تصدقون أنه الآن لا يعرف في أي عام دراسي أنا ، حتى بت أعتقد أنه لا يتذكر أن له فتاة ، وتعرفت على شاب بل أكثر من شاب ، أخرج وأتنزه معهم وجدت الاهتمام منهم حتى وإن كان مصطنعا وفعلت كل شيء محرم وتناولت المخدرات وذهبت وسافرت معهم في كل أنحاء المملكة حتى انتقل لي مرض الإيدز ولم أكن أعرف ذلك إلا عن طريق فحص الدم في المستشفى عندما شعرت بتعب ووهن وضعف اعترى جسمي ، وحتى الآن لا يعرف أبي عن مرضي شيئا فقط يزورني أنا واخوتي الصغار كل شهر مرة من اجل إعطائنا مصاريفنا .. كم أتمنى أن أموت وتنتهي حياتي لكني أخشى على أخواتي أن يكون مصيرهن كمصيري !! |
أخجلتني زوجتي
مع أنه قد طاف العالم حتى لا يكاد يجد في الخريطة دولة جديدة ، وركب الطائرات حتى عادت كأنها سيارات ، فإن زوجته لم تركب الطائرة إلا تلك الليلة ، وبعد عشرةِ عشرين سنة، ومن أين ؟ وإلى أين؟ من الظهران إلى الرياض ، ومع من؟ مع أخيها القروي البسيط الذي أحس أنه يجب أن ينفس عنها بما يستطيع فأخذها بسيارته القديمة من الرياض إلى الدمام .. وفي العودة رجته بكل ما تملك أن تركب الطيارة .. أن تركب الطيارة قبل أن تموت .. أن تركب الطيارة التي يركبها دائماً خالد زوجها والتي تراها في السماء وفي التلفزيون ، واستجاب أخوها لندائها وقطع لها تذكرة ، وأرفق معها ابنها محرماً لها وعاد هو وحيداً بسيارته القديمة تهتز به المشاعر والسيارة ، وفي تلك الليلة لم تنم سارة ، بل أخذت تثرثر مع زوجها خالد ساعة عن الطيارة وتصف له مداخلها ومقاعدها وأضواءها ومباهجها ووجباتها وكيف طارت في الفضاء .. طارت! تصف له مدهوشة كأنها قادمة من كوكب آخر .. مدهش! ومزهر ومسكون بالبشر وزوجها ينظر إليها متعجباً مستغربا ، ولم تكد تنتهي من وصف الطائرة حتى ابتدأت في وصف الدمام والرحلة إلى الدمام من بدئها لختامها والبحر الذي رأته لأول مرة في حياتها ، والطريق الطويل الجميل بين الرياض والدمام في رحلة الذهاب أما رحلة الإياب فكانت في الطائرة ، الطائرة التي لن تنساها إلى الأبد ، واستقعدت على ركبتيها كأنها طفلة ترى مدن الملاهي الكبرى لأول مرة في حياتها وأخذت تصف لزوجها وعيناها تلمعان دهشة وسعادة مارأت من شوارع ومن متاجر ومن بشر ومن حجر ومن رمال ومن مطاعم وكيف أن البحر يرغي ويزبد كأنه جمل هائج وكيف أنها وضعت يديها هاتين .. هاتين في ماء البحر، وذاقته فإذا به مالح .. مالح .. وكيف أن البحر في النهار أسود وفي الليل أزرق ورأيت السمك يا خالد رأيته بعيني يقترب من الشاطئ ، وصاد لي أخي سمكة ولكنني رحمتها وأطلقتها في الماء مرة ثانية .. كانت سمكة صغيرة وضعيفة .. ورحمت أمها ورحمتها .. ولولا الحياء يا خالد لبنيت لي بيتاً على شاطئ ذاك البحر؟ رأيت الأطفال يبنون ، يووووه نسيت يا خالد ونهضت جذلى فأحضرت حقيبتها ونثرتها وأخرجت منها زجاجة من العطر وقدمتها إليه وكأنها تقدم الدنيا وقالت هذه هديتي إليك وأحضرت لك يا خالد " شبشب " تستخدمه في الحمام .. وكادت الدمعة تطفر من عين خالد لأول مرة .. لأول مرة في علاقته بها وزواجه منها ، فهو قد طاف الدنيا ولم يحضر لها مرة هدية .. وهو قد ركب معظم خطوط الطيران في العالم ، ولم يأخذها معه مرة لأنها في اعتقاده جاهلة لا تقرأ ولا تكتب فما حاجتها إلى الدنيا وإلى السفر ، ولماذا يأخذها معه ، ونسى .. نسى أنها إنسانة .. إنسانة أولاً وأخيراً .. وانسانيتها الآن تشرق أمامه وتتغلغل في قلبه وهو الذي يراها تحضر له هدية ولا تنساه .. فما أكبر الفرق بين المال الذي يقدمه لها إذا سافر أو عاد وبين الهدية التي قدمتها هي إليه في سفرتها الوحيدة واليتيمة ، إن " الشبشب " الذي قدمته له يساوي كل المال الذي قدمه لها ، فالمال من الزوج واجب والهدية شيء آخر ، وأحس بالشجن يعصر قلبه وهو يرى هذه الصابرة التي تغسل ثيابه وتعد له أطباقه وأنجبت له أولاده وشاركته حياته وسهرت عليه في مرضه ، كأنما ترى الدنيا أول مرة ، ولم يخطر لها يوماً أن تقول له اصحبني معك وأنت مسافر أو حتى لماذا تسافر لأنهاالمسكينة تراه (فوق) .. بتعليمه وثقافته وكرمه المالي الذي يبدو له الآن أجوف .. بدون حس ولاقلب .. أحس بالألم وبالذنب .. وبأنه سجن إنسانة بريئة لعشرين عاماً ليس فيها يوم يختلف عن يوم .. فرفع يده إلى عينه يواري دمعة لاتكاد تبين .. وقال لها كلمة قالها لأول مرة في حياته ولم يكن يتصور أنه سيقولها لها أبد الآبدين ، قال لها : أحبك .. قالها من قلبه .. وتوقفت يداها عن تقليب الحقيبة وتوقفت شفتاها عن الثرثرة ، وأحست أنها دخلت في رحلة أخرى أعجب من الدمام ومن البحر ومن الطائرة وألذ ، رحلة الحب التي بدأت بعد عشرين عاماً من الزواج ، بدأت بكلمة .. بكلمة صادقة .. فانهارت باكية !! |
المزحة القاتلة
منذ ودعته لينتقل الى بلد آخر للدراسة .. وهي لا تتوقف عن التفكير فيه والحديث مع الجارات عنه ..إنه وحيدها وفلذة كبدها فكم اشتاقت إليه ، وتنهدت أم احمد وهي تعد الأيام الأخيرة لإبنها في بلاد الغربة البعيدة .. الحمد لله أيام ويعود ، كم اشتقت إليك يابني ، ويترادى لمخيلتها وهو يلقي الحقائب ويهرع نحوها ليقبل يدها ، بمنحها بسمته الحانية ترمق الماضي وتتذكر كيف كان يملأ عليها سرورا وسعادة .. وكيف تعبت كثيرا حتى بلغ مبلغ الرجال .. وصار يشار إليه بالبنان لاجتهاده وذكائه .. شعرت بأنه آن الأوان لتقطف ثمرة جهدها وترى ابنها طبيبا ماهرا له مكانته .. تستيقظ من شرودها على رنين الهاتف .. تنهض من أريكتها وتسرع وهي تعتقد أن الذي سيكلمها هو ابنها لابد إنه أحمد ، سيخبرني بموعد قدومه وترفع سماعة الهاتف ونبضات قلبها تخفق من ، من المتكلم؟ وتصفعها كلمات حارقة تنبئها الفاجعة ، ابنك يا أم أحمد لقد اصطدمت سيارته ومات ، تتغير ملامح وجهها وينعقد لسانها ، تصاب بالذهول ، تسقط السماعة من يدها ، تضطرب قليلا ثم تهوي على الأرض ، وقدر الله أن يأتيها قريب لها في ذلك الوقت ليسأل عنها ، يطرق الباب فلا يجيب أحد .. يحرك مقبض الباب فيجده مفتوحا ، ترى ما الأمر؟ يلج المنزل ليفاجأ بأم أحمد ملقاة على الأرض غائبة عن الوعي ، يسرع بنقلها إلى المستشفى ويصل أحمد إلى بلدته ، ويسرع والشوق يدفعه لرؤية أمه التي يحبها حبا عظيما . وصل البيت وهو يحلم بأنه سيزف لأمه بشرى نجاحه ، يدخل المنزل ليفاجأ بعدم وجود أحد بداخله .. يسأل عن أمه فيعلم أنها في المستشفى .. يستقل سيارته ويسرع للاطمئنان عليها .. ينهب عند منعطف حاد فتنقلب سيارته وتتحطم .. يسرع الناس لإنقاذه .. يخرجونه من السيارة والدماء تغطي جسده ، ينقله أحدهم بسيارته إلى المستشفى ، يصل وقد فارق الحياة .. تصحو أمه وتعلم بما حصل له .. تشهق من شدة الأسى وتنهار .. لا حول ولاقوة إلا بالله .. فهلا أدركتم إخواني خطورة الكذب والمزاح ؟؟ |
كان الله في عونها ؟
هي سيدة في الخامسة والعشرين من عمرها .. والدها علمها الصلاة والتقوى وعمل الخير، علمها السماح والغفران .. وعاشت على ما تعلمته من والدها .. وتزوجت شابا مؤمنا تقيا .. يعمل مدرسا بالجامعة وعاشا في سعادة غير كاملة بسبب عدم الإنجاب دون سبب معروف في الزوجة أو الزوج .. وبشهادة الأطباء كان الزوج سليم والزوجة سليمة ورغم نصائح الآخرين للزوج بالزواج من أخرى ، إلا أنه رفض أن يسبب لزوجته الخوف والإحراج . وكلما عاودهما الحنين للأطفال تضرعا إلى الله أن يكمل سعادتهما . وفي أحد الأيام ذهبت الزوجة لزيارة أمها المريضة ، وأخبرها زوجها بأنه عنده ندوة في الجامعة وبعد انتهائها سيمر عليها لزيارة أمها والعودة إلى المنزل . وانتظرت الزوجة عند أمها حتى التاسعة مساء ولم يحضر الزوج .. وبعد دقائق اتصل الزوج ليخبر زوجته بأن تبيت عند أمها أو تعود بمفردها للمنزل وحاولت الزوجة العودة لبيتها ، ودفعتها رغبتها في سرعة الوصول للبيت لركوب تاكسي . وأبدى السائق أدبه في البداية وسار بالتاكسي ، وإذا به يغير مسار الطريق وسارت صامتة مستسلمة . وعندما وجدت الطريق مظلما خاويا من حركة المرور ، ارتجفت رعبا وإذا بالسائق يخرج شيئا ما من جيبه ويشمه وقال للزوجة بصوت مترنح يا حبذا لو تشاركينني هذا المزاج المنعش . وأوقف السيارة . فصرخت فيه أن يسير . وسخر منها ، ثم أخبرته أن زوجه ، ضابط شرطة ، فازدادت سخريته ونزل السائق وجذب الزوجة بقوة فسقطت على الأرض ، فهجم عليها كالوحش الكاسر ، قاومته بشدة إسترحمته وتوسلت إليه .. ومزق ملابسها وعندما تعرى جسدها راحت في غيبوبة ولم تدر ماذا حدث لها ، إلا أنها استيقظت من الغيبوبة في هذا الخلاء والظلام ووجدت هذا الذئب البشري وقد اغتصبها بكت وصرخت وتمنت الموت ولم تدر ماذا تفعل ؟ خافت أن تقف في الطريق لتشير لأي سيارة فتسقط في كمين ذئب آخر .. وزحفت " إراديا " ووقفت في الطريق .. وكاد قلبها أن يتوقف . وبعد فترة ، هي الدهر كله ، وجاءت سيارة ووقفت لها وكان بداخلها رجل عجوز وابنه فركبت السيارة وبدأت تروي ما حدث لها دون الإشارة لحادثة الاغتصاب وقالت إنها سرقة با لإكراه . فكم خجلت من نفسها .. وكم حاولت أن تستر جسدها العاري ، فخلع الشاب قميصه وأعطاها إياه . وذهبت إلى بيت أمها . واستاء الرجل لما سمع وتأسف من مأساة العصر وقضية المخدرات . وقال إن علاج هذه المشكلة هي الإعدام .. وظلت الزوجة تبكي ونهر من الدموع يسيل . وعرض عليها الرجل أن تذهب لقسم الشرطة ، إلا أنها رفضت .. وصرخت الأم عندما شاهدت ابنتها في هذه الحالة المأساوية .. وحكت الزوجة لأمها ما حدث واتصل زوجها عدة مرات . وقالت الأم لزوج ابنتها إنها عادت ونامت وحاول أن يستفسر عما حدث لها ولكن الأم قالت "لا شيء" جوهري ، يبدو أنها أصيبت بإغماء .. ولم ينتظر الزوج حتى الصباح وذهب لزوجته فوجدها في حالة مأساوية وحاولت الأم أن تخبره أن ما حدث لها سرقة بالإكراه من سائق التاكسي الذي استأجرته إلا أن الزوجة صاحت في أمها قائلة لابد أن يعرف الحقيقة مهما كانت مرة فأخبرته أن سائقا مدمنا للهيرويين قد اعتدى عليها ولم يتمالك الزوج نفسه، لقد انهارت قواه، فألقى بجسده على كرسي في صالة البيت . استمع الزوج للقصة كاملة وأخذ زوجته إلى قسم الشرطة وحرر محضرا بالواقعة وبدأ البحث عن السائق الذي اغتال شرف هذه السيدة . ومضت أربعة أشهر من الآلام والعذاب وحاول الزوج أن يخفف عن زوجته وأن يضفي السعادة على حياتهما قدر استطاعته ، ولكنها فقدت الإحساس بالسعادة والهناء . وازدادت المأساة يوما بعد يوم عندما علمت من الطبيب أنها حامل في الشهر الرابع ولا تدري ابن من يسكن أحشاءها .. هل هو ابن الجريمة والخطيئة التي اغتالت كل جميل في حياتها؟ أم هو ابن زوجها؟ ويزيد الألم وتستمر الحيرة والمعاناة حيث أخبرها الطبيب بأنها يمكن أن تحمل من زوجها ولا يوجد أية عيوب تعوق إنجابهما .. |
قصة إسلام فتاة يهودية
أيها الاخوة هذا الدين العظيم الإسلام إذا و جد من يعرضه عرضا صحيحا سليما فإن النفوس بفطرها تقبل عليه أيا كانت دينها أو أيا كانت أديانها في هذه القصة يقول صاحبها الذي كتبها و قد اخترناها لكم من الشبكة العنكبوتية تقول صاحبتها : رأيتها بوجهها المضيء في مسجد يقع على ربوة في مدينة أمريكية صغيرة تقرأ القرآن الذي كان مترجم باللغة الإنجليزية ، سلمت عليها وقد ردت ببشاشة ، تجاذبنا أطراف الحديث و بسرعة صرنا صديقتين حميمتين وفي ليلة جمعتنا على شاطئ بحيرة جميلة حكت لي قصة إسلامها تعالوا لنسمع هذه القصة حيث قالت الأخت : نشأت في بيت أمريكي يهودي في أسرة مفككة وبعد انفصال أبي عن أمي تزوج بأخرى أذاقتني أصناف العذاب فهربت و أنا في السابعة عشرة من ولاية إلى أخرى حيث التقيت بشباب عرب و هم كما حكت رفيقاتي المشردات كرماء و ما على إحداهن إلا الابتسام في وجههم حتى تنال عشاء ، و فعلت مثلهن ، في نهاية كل سهرة كنت أهرب فقد كنت لا أحب مثل هذه العلاقات ثم إنني أكره العرب و لكني لم أكن سعيدة بحياتي و لم أشعر بالأمان بل كنت دائما أشعر بالضيق و الضياع لجأت إلى الدين لكي أشعر بالروحانية و لأستمد منه قوة دافعة في الحياة و لكن اليهود بدينهم لم يقنعوني ، وجدته دينا لا يحترم المرأة و لا يحترم الإنسانية دين أناني كرهته و وجدت فيه التخلف و لو سألت سؤالا لم أجد إجابة فتنصرت و لم تكن النصرانية إلا أكثر تناقضا في أشياء لا يصدقها عقل و يطلبون منا التسليم بها ، سألت كثيرا كيف يقتل الرب ابنه ؟ كيف ينجب ؟ كيف تكون لديننا ثلاثة آلهة و لا نرى أحدا منهم ، احترت ، تركت كل شيء و لكنني كنت أعلم أن للعالم خالقا و كنت في كل ليلة أفكر و أفكر حتى الصباح ، في ليلة و في وقت السحر كنت على وشك الانتحار من سوء حالتي النفسية ، كنت في الحضيض لا شيء له معنى ، المطر يهطل بغزارة السحب تتراكم و كأنها سجن يحيط بي ، و الكون حولي يقتلني ، ضيق الشجر ينظر إلي ببغض قطرة مطر تعزف لحنا كريها رتيبا ، أنا أطل من نافذة في بيت مهجور عندها وجدت نفسي أتضرع لله ، يا رب أعرف أنك هنا أعرف أنك تحبني أنا سجينة أنا مخلوقتك الضعيفة أرشدني إلى أين الطريق رباه إما أن ترشدني أو تقتلني كنت أبكي بحرقة حتى غفوت و في الصباح صحوت بقلب منشرح غريب علي كنت أتمتم خرجت كعادتي إلى الخارج أسعى للرزق لعل أحدهم يدفع تكاليف فطوري أو أغسل له الصحون فأتقاضى أجرها هناك التقيت بشاب عربي تحدثت إليه طويلا و طلب مني بعد الإفطار أن أذهب معه إلى بيته و عرض علي أن أعيش معه تقول صديقتي ذهبت معه و بينما نحن نتغدى و نشرب و نضحك دخل علينا شاب ملتح اسمه سعد كما عرفت من جليسي الذي هتف باسمه متفاجئا ، أخذ هذا الشاب بيد صديقي و قام بطرده و بقيت أرتعد فها أنا أمام إرهابي وجها لوجه كما تقول سابقا لم يفعل شيئا مخيفا بل طلب مني و بكل أدب أن أذهب إلى بيتي فقلت له : لا بيت لي ، نظر نحوي بحزن ، استشعرته في قسمات وجهه وقال حسنا ابقي هنا هذه الليلة فقد كان البرد قارساً وفي الغد ارحلي و خذي هذا المبلغ ينفعك ريثما تجدين عملا و هم بالخروج فاستوقفته و قلت له شكرا فلتبقى هنا و سأخرج وستبقى أنت و لكن لي رجاء أريد أن تحدثني عن أسباب تصرفك مع صديقك ومعي ، فجلس وأخذ يحدثني و عيناه في الأرض فقال إنه الإسلام يحرم المحرمات ويحرم الخلوة بالنساء وشرب الخمر ويحثنا على الإحسان إلى الناس وإلى حسن الخلق ، تعجبت أهؤلاء الذين يقال عنهم إرهابيون لقد كنت أظنهم يحملون مسدسا ويقتلون كل من يقابلون هكذا علمني الإعلام الأمريكي قلت له أريد أن أعرف أكثر عن الإسلام هل لك أن تخبرني ، قال لي سأذهب بك إلى عائلة مسلمة متدينة تعيش هنا و أعلم أنهم سيعلموك خير تعليم فانطلق بي إليهم وفي الساعة العاشرة كنت في بيتهم حيث رحبوا بي و أخذت أسأل والدكتور سليمان رب الأسرة يجيب حتى اقتنعت تماما بالفعل واقتنعت بأني وجدت ما كنت أبحث عنه لأسئلتي ، دين صريح واضح متوافق مع الفطرة لم أجد أي صعوبة في تصديق أي شيء مما سمعت كله حق أحسست بنشوة لا تضاهى حينما أعلنت إسلامي وارتديت الحجاب من فوري في نفس اليوم الذي صحوت فيه منشرحة في الساعة الواحدة مساء أخذتني السيدة إلى أجمل غرف البيت و قالت هي لك ابقي فيها ما شئت رأتني أنظر إلى النافذة وابتسم دموعي تنهمر على خدي وسألتني عن السبب قلت لها إنني كنت بالأمس في مثل هذا الوقت تماما كنت أقف في نافذة و أتضرع إلى الله ربي إما أن تدلني على الطريق الحق وإما أن تميتني ، لقد دلني وأكرمني وأنا الآن مسلمة محجبة مكرمة هذا هو الطريق ، هذا هو الطريق وأخذت السيدة تبكي معي وتحتضنني . |
توبة عارضة الأزياء الفرنسية فابيان
" فابيان " عارضة الأزياء الفرنسية ، فتاة في الثامنة والعشرين مت عمرها ، جاءتها لحظة الهادية وهي غارقة في عالم الشـهرة والإغراء والضوضاء .. انسحبت في صمت .. تركت هذا العالم بما فيه ، وذهبت إلى أفغانستان ! لتعمل في تمريض جرحى المجاهدين الأفغان ! وسط ظروف قاسية وحياة صعبة ! تقول فابيان : " لولا فضل الله عليَّ ورحمته بي لضاعت حياتي في عالم ينحدر فيه الإنسان ليصبح مجرد حيوان كل همه إشباع رغباته وغرائزه بلا قيم ولا مبادئ " . ثم تروي قصتها فتقول : " منذ طفولتي كنت أحلم دائماً بأن أكون ممرضة متطوعة ، أعمل على تخفيف الآلام للأطفال المرضى ، ومع الأيام كبرت ، ولَفَتُّ الأنظار بجمالي ورشاقتي ، وحرَّضني الجميع - بما فيهم أهلي - على التخلي عن حلم طفولتي ، واستغلال جمالي في عمل يدرُّ عليَّ الربح المادي الكثير ، والشهرة والأضواء ، وكل ما يمكن أن تحلم به أية مراهقة ، وتفعل المستحيل من أجل الوصول إليه . وكان الطريق أمامي سهلاً - أو هكذا بدا لي - ، فسرعان ما عرفت طعم الشهرة ، وغمرتني الهدايا الثمينة التي لم أكن أحلم باقتنائها .. ولكن كان الثمن غالياً . . فكان يجب عليَّ أولاً أن أتجرد من إنسانيتي ، وكان شرط النجاح والتألّق أن أفقد حساسيتي ، وشعوري ، وأتخلى عن حيائي الذي تربيت عليه ، وأفقد ذكائي ، ولا أحاول فهم أي شيء غير حركات جسدي ، وإيقاعات الموسيقى ، كما كان عليَّ أن أُحرم من جميع المأكولات اللذيذة ، وأعيش على الفيتامينات الكيميائية والمقويات والمنشطات ، وقبل كل ذلك أن أفقد مشاعري تجاه البشر .. لا أكره .. لا أحب .. لا أرفض أي شيء . إن بيوت الأزياء جعلت مني صنم متحرك مهمته العبث بالقلوب والعقول .. فقد تعلمت كيف أكون باردة قاسية مغرورة فارغة من الداخل ، لا أكون سوى إطار يرتدي الملابس ، فكنت جماداً يتحرك ويبتسم ولكنه لا يشعر ، ولم أكن وحدي المطالبة بذلك ، بل كلما تألقت العارضة في تجردها من بشريتها وآدميتها زاد قدرها في هذا العالم البارد . . أما إذا خالفت أياً من تعاليم الأزياء فتُعرَّض نفسها لألوان العقوبات التي يدخل فيها الأذى النفسي ، والجسماني أيضاً ! وعشت أتجول في العالم عارضة لأحدث خطوط الموضة بكل ما فيها من تبرج وغرور ومجاراة لرغبات الشيطان في إبراز مفاتن المرأة دون خجل أو حياء " . وتواصل " فابيان " حديثها فتقول : " لم أكن أشعر بجمال الأزياء فوق جسدي المفرغ - إلا من الهواء والقسوة - بينما كنت اشعر بمهانة النظرات واحتقارهم لي شخصياً واحترامهم لما أرتديه . كما كنت أسير وأتحرك .. وفي كل إيقاعاتي كانت تصاحبني كلمة (لو) . . وقد علمت بعد إسلامي أن لو تفتح عمل الشيطان .. وقد كان ذلك صحيحاً ، فكنا نحيا في عالم الرذيلة بكل أبعادها ، والويل لمن تعرض عليها وتحاول الاكتفاء بعملها فقط " . وعن تحولها المفاجئ من حياة لاهية عابثة إلى أخرى تقول : " كان ذلك أثناء رحلة لنا في بيروت المحطمة ، حيث رأيت كيف يبني الناس هناك الفنادق والمنازل تحت قسوة المدافع ، وشاهدت بعيني مستشفى للأطفال في بيروت ، ولم أكن وحدي ، بل كان معي زميلاتي من أصنام البشر ، وقد اكتفين بالنظر بلا مبالاة كعادتهن . ولم أتكمن من مجاراتهن في ذلك .. فقد انقشعت عن عيني في تلك اللحظة غُلالة الشهرة والمجد والحياة الزائفة التي كنت أعيشها ، واندفعت نحو أشلاء الأطفال في محاولة لإنقاذ من بقي منهم على قيد الحياة . ولم أعد إلى رفاقي في الفندق حيث تنتظرني الأضــواء ، وبدأت رحلتي نحو الإنسانية حتى وصلت إلى طريق النور وهو الإسلام . وتركت بيروت وذهبت إلى باكستان ، وعند الحدود الأفغانية عشت الحياة الحقيقية ، وتعلمت كيف أكون إنسانة . وقد مضى على وجودي هنا ثمانية أشهر قمت بالمعاونة في رعاية الأسر التي تعاني من دمار الحروب ، وأحببت الحياة معهم ، فأحسنوا معاملتي .. وزاد قناعتي في الإسلام ديناً ودستوراً للحياة من خلال معايشتي له ، وحياتي مع الأسر الأفغانية والباكستانية ، وأسلوبهم الملتزم في حياتهم اليومية ، ثم بدأت في تعلم اللغة العربية ، فهي لغة القرآن ، وقد أحرزت في ذلك تقدماً ملموساً .. وبعد أن كنت أستمد نظام حياتي من صانعي الموضة في العلم أصبحت حياتي تسير تبعاً لمبادئ الإسلام وروحانياته .. وتصل " فابيان " إلى موقف بيوت الأزياء العالمية منها بعد هدايتها ، وتؤكد أنها تتعرض لضغوط دنيوية مكثفة ، فقد أرسلوا عروضاً بمضاعفة دخلها الشهري إلى ثلاثة أضعافه ، فرفضت بإصرار .. فما كان منهم إلا أن أرسلوا إليها هدايا ثمينة لعلها تعود عن موقفها وترتد عن الإسلام .. وتمضي قائلة : " ثم توقفوا عن إغرائي بالرجوع .. ولجأوا إلى محاولة تشويه صورتي أمام الأسر الأفغانية ، فقاموا بنشر أغلفة المجلات التي كانت تتصدرها صوري السابقة عملي كعارضة أزياء ، وعلقوها في الطرقات وكأنهم ينتقمون من توبتي ، وحالوا بذلك الوقيعة بيني وبين أهلي الجدد ، ولكن خاب ظنهم والحمد لله " . وتنظر فابيان إلى يدها وتقول : " لم أكن أتوقع أن يدي المرفهة التي كنت أقضي وقتاً طويلاً في المحافظة على نعومتها سأقوم بتعريضها لهذه الأعمال الشاقة وسط الجبال ، ولكن هذه المشقة زادت من نصاعة وطهارة يدي ، وسيكون لها حسن الجزاء عند الله سبحانه وتعالى إن شاء الله " . |
ماتت أختي المؤمنة
يقول صاحب القصة : كنت شابا غافلا عن الله ، بعيدا عنه ، غارقا في لجج المعاصي والاثام ، فلما أراد الله لي الهداية ، قدر لى حادثا أعادني إلى رشدي إلى صوابي .. وإليكم القصة .. في يوم من الأيام ، وبعد أن قضينا أياما جميلة في نزهة عائلية في مدينة الدمام ، انطلقت بسيارتي عبر الطريق السريع بين الدمام والرياض ومعي أخواتي الثلاث ، وبدل أن أدعو بدعاء السفر المأثور، استفزني الشيطان بصوته ، وأجلب علينا بخيله ورجله ، وزين لي سماع لهو الحديث المحرم لأظل ساهيا غافلأ عن الله .. لم أكن حينذاك أحرص على سماع إذاعة القرآن الكريم أو الأشرطة الإسلامية النافعة للمشايخ والعلماء ، لأن الحق والباطل لايجتمعان في قلب أبدا .. إحدئ أخواتي كانت صالحة مؤمنة ، ذاكرة لله ، حافظة لحدوده ... طلبت مني أن أسكت صوت الباطل ، وأستمع إلى صوت الحق ، ولكن أنى لي أن أستجيب لذلك وقـد استحوذ علي الشيطان ، وملك علي جوارحي وفؤادي ، فاخذتني العزة بالإثم ورفضت طلبها، وقد شاركني في ذلك أختاي الأخريان .. وكررت أختي المؤمنة طلبها فازددت عنادا وإصرارا ، وأخذنا نسخر منها قلت لها : إن أعجبك الحال وإلا أنزلتك على قارعة الطريق .. فصمتت أختي على مضض ، وقد كرهت هذا العمل بقلبها ، وأدت ماعليها ، والله - سبحانه - لايكلف نفسا إلا وسعها .. وفجأة.. وبقدر من الله سبق ، انفجرت إحدى عجلات السيارة ونحن نسير بسرعة شديدة، فانحرفت السيارة عن الطريق ، وهوت في منحدر جانبي ، فأصبحت رأسا على عقب بعد أن انقلبت عدة مرات ، وأصبحنا في حال لايعلمها إلا الله العلي العظيم ، فاجتمع الناس حول سيارتنا المنكوبة ، وقام أهل الخير بإخراجنا من بين الحطام والزجاج المتناثر.. ولكن . . ما الذي حدث ؟ لقد خرجنا جميعا سالمين - إلا من بعض الإصابات البسيطة - ماعدا أختي المؤمنة .. أختي الصابرة .. أختي الطيبة.. نعم .. لقد ماتت أختي الحبيبة التي كنا نستهزيء بها ، واختارها الله إلى جواره ، وإني لأرجو أن تكون في عداد الشهداء الأبرار، وأسأل الله - عز وجل - أن يرفع منزلتها ويعلي مكانتها في جنات النعيم .. أما أنا فقد بكيت على نفسي قبل أن أبكي على أختي ، وانكشف عني الغطاء، فأبصرت حقيقة نفسي وما كنت فيه من الغفلة والضياع ، وعلمت أن الله - جلا وعلا - قد أراد بي خيرا ، وكتب لي عمرا جديدا، لأبدأ حياة جديدة ملؤها الإيمان والعمل ا لصالح .. أما أختي الحبيبة فكلما تذكرتها أذرف دموع الحزن والندم ، وأتساءل في نفسي : هل سيغفر الله لي ؟ فأجد الجواب في كتاب الله - عز وجل - في قوله تعالى : (قل ياعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لاتقنطوا من رحمة الله ، إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم) . وختاما ، أحذركم - إخواني في الله - من الغفلة ، فأفيقوا أيها الغافلون ، وخذوا من غيركم العبرة قبل أن تكونوا لغيركم عبرة .. فيـا غافلا في غمرة الجهل والهوى صريـع الأمـاني عن قريب ستنـدم !! |
ما أحلى الرجوع إلى أمي
ح.ح.م شاب ذهب إلى الخارج .. تعلم وحصل على شهادات عالية ثم رجع إلى البلاد .. تزوج من فتاة غنية جميلة كانت سبباً في تعاسته لولا عناية الله .. يقول صاحبنا : مات والدي وأنا صغير فأشرفت أمي على رعايتي.. فعملت خادمة في البيوت حتى تستطيع أن تصرف علي ، فقد كنت وحيدها.. أدخلتني المدرسة وتعلمت حتى أنهيت الدراسة الجامعية.. كنت باراً بها.. وجاءت بعثتي إلى الخارج فودعتني أمي والدموع تملأ عينيها وهي تقول لي : انتبه يا ولدي على نفسك ولا تقطعني من أخبارك.. أرسل لي رسائل حتى أطمئن علي صحتك.. أكملت تعليمي بعد مضي زمن طويل ورجعت شخصا آخر قد أثرت فيه الحضارة الغربية .. رأيت في الدين تخلفاً ورجعية .. وأصبحت لا أؤمن إلا بالحياة المادية - والعياذ بالله.. وتحصلت على وظيفة عالية وبدأت أبحث عن الزوجة حتى حصلت عليها وكانت والدتي قد اختارت لي فتاة متدينة محافظة ولكني أبيت إلا تلك الفتاة الغنية الجميلة لأني كنت أحلم بالحياة " الارستقراطية" (كما يقولون) .. وخلال ستة أشهر من زواجي كانت زوجتي تكيد لأمي حتى كرهت والدتي !! وفي يوم من الأيام دخلت البيت وإذا بزوجتي تبكي فسألتها عن السبب فقالت لي: شوف يا أنا يا أمك في البيت.. لا أستطيع أن أصبر عليها أكثر من ذلك !! جن جنوني وطردت أمي من البيت في لحظة غضب فخرجت وهي تبكي وتقول: أسعدك الله يا ولدي .. وبعد ذلك بساعات خرجت أبحث عنها ولكن بلا فائدة.. رجعت إلى البيت واستطاعت زوجتي بمكرها وجهلي أن تنسيني تلك الأم الغالية والفاضلة .. انقطعت أخبار أمي عني فترة من الزمن أصبت خلالها بمرض خبيث دخلت على إثره المستشفى .. وعلمت أمي بالخبر فجاءت تزورني، وكانت زوجتي عندي وقبل أن تدخل علي طردتها زوجتي وقالت لها أبنك ليس هنا .. ماذا تريدين منا .. أذهبي عنا .. رجعت أمي من حيث أتت! وخرجت من المستشفى بعد وقت طويل انتكست في حالتي النفسية وفقدت الوظيفة والبيت وتراكمت علي الديون وكل ذلك بسبب زوجتي فقد كانت ترهقني بطلباتها الكثيرة.. وفي آخر المطاف ردت زوجتي الجميل وقالت: مادمت قد فقدت وظيفتك ومالك ولم يعد لك مكان في المجتمع فإني أعلنها لك صريحة: أنا لا أريدك .. طلقني !! كان هذا الخبر بمثابة صاعقة وقعت على رأسي .. وطلقتها بالفعل .. فاستيقظت من السبات الذي كنت فيه .. خرجت أهيم على وجهي أبحث عن أمي وفي النهاية وجدتها.. ولكن أين وجدتها؟!! كانت تقبع في أحد الأربطة تأكل من صدقات المحسنين .. دخلت عليها .. وجدتها وقد أثر عليها البكاء فبدت شاحبة.. وما إن رأيتها حتى ألقيت بنفسي عند رجليها وبكيت بكاء مرا فما كان منها إلا أن شاركتني البكاء .. بقينا على هذه الحالة حوالي ساعة كاملة .. بعدها أخذتها إلى البيت وآليت على نفسي أن أكون طائعأً لها وقبل ذلك أكون متبعا لأوامر الله ومجتنبا لنواهيه .. وها أنا الآن أعيش أحلى أيامي وأجملها مع حبيبة العمر : أمي- حفظها الله- وأسأل الله أن يديم علينا الستر والعافية .. |
أطلقوا سراحي من هذا الزوج
أنظر إليه .. إلى تقطيبة وجهه ، والتجهم المرتسم على ملامحه ... شتائمه التي تتزاحم على لسانه ، وأندهش من أنه هو نفسه الرجل الذي تزوجته . وأتساءل بحيرة : أيمكن أن يكون هو ؟!! أين كلماته الرقيقة .. وابتسامته العذبة ؟! كيف ذهب كل هذا ؟!! أيام وأسابيع ومضى شهر العسل ساحبا معه اللحظات الحلوة ، ليترك وراءه مرارة غريبة ، حين تسيح الألوان عن وجه زوجي ، لأرى حقيقته المؤلمة . إنسان غريب .. يشك في نفسه وفي الناس ... وفي كل شئ حوله .. حين أهم بالخروج لزيارة أهلي ، كانت الشكوك تتطاير من عينيه ، وأسئلة غريبة ينثرها أمامي : ( كل هذه الزينة لزيارة أهلك ؟! ) أخرج فأراه ورائي بسيارته .. يتبعني حتى بيت أهلي .. فأدخل وأنا أكاد أنتفض من شدة الغيظ ، تستقبلني أمي بابتسامتها الحانية ، تحاول تحتضن غضبي ، أروي لها عنه فتضحك مرددة : ( الغيرة أكبر دليل على شدة حبه لك ) أحاول أن أنسى همومي معهم .. بأحاديثهم الجميلة الدافئة .. أعود بعدها لأواجه غرابة أطواره . حتى جهاز الهاتف منع دخوله البيت .. وكل الذي معه هاتف نقال يحمله أينما ذهب .. على مائدة الطعام .. وفي الحمام ( أعزكم الله ) .. وحين ينام .. يخبئه تحت الوسادة . يخرج فيأخذ هاتفه معه خوفا من أن أمد يدي إليه فأحدث أحدا ما .. يحبسني بين أربع جدران .. لا أزور أحد ولا أحد يزورني .. وحين أسأله أن يخرجني معه للنزهة ؟؟ يردد بوقاحة غريبة ( الرجل الذي يخرج مع زوجته ليس برجل ). كرهت أسلوبه وشكه الغريب الذي لا يطاق .. وعندما حاولت أن أواجهه بتصرفاته الغريبة هذه ثار بي وقال ( أنا صاحب الكلمة في هذا البيت ولا أريد أن أسمع كلمة اعتراض واحدة بعد الآن ) . قذف بكلماته وخرج .. ليتركني بسجني وحدي ، أفكر في حياتي القاتمة معه .. وأتساءل : ترى هل ستغيره الأيام ؟! حين عرفت بخبر حملي فرحت فكرت بأن وجود طفل في حياتنا قد يغير فيه الكثير : طباعه الغريبة .. وتصرفاته التي لا تحتمل . جلست أنتظر عودته من عمله لأبشره بخبر حملي .. وحين عاد قلت له وأنا أتلعثم من فرط سعادتي : ( أنا حامل ! ) رفعت عيني إليه أنتظر ردة فعله .. توقعت أن يقفز من شدة الفرح .. أن يتفوه بأي كلمة تعبر لي عن سعادته .. توقعت أي شئ ، إلا أن يجري كالمجنون ليأتيني بعصا ، فينهال علي بها ، لأنني فاجأته بحملي هذا ! جريت إلى غرفتي أبكي بحرقة فلم أكن أتصور أن خبر حملي ، ممكن أن يجعله يثور بهذه الطريقة الغريبة ، والسؤال الذي لا أعثر له على إجابة واحدة ، هو : لماذا تزوجني إذا كان لايرغب في أن يكون لي منه طفل ؟! ومضت أيام قاسية .. تضافرت متاعب حملي وقسوة زوجي ، لتحيل حياي إلى جحيم لا يطاق . وذات يوم كنت في الشهر الخامس من الحمل ، عندما كنا نتناقش في أمر من الأمور ، فتفاجأت به ينهال علي بالضرب بلا رحمة ، حاولت أن أحتمي منه في إحدى الغرف حتى خرج .. فلملمت أشيائي وفررت إلى بيت أهلي ، ومكثت لديهم حتى أنجبت طفلي . وعلم بخبر ولادتي ، فجائني راسما الفرحة على وجهه ، مبديا رغبته بعودتنا أنا وطفلي إلى بيته ، وكلمات جميلة عذبة جعلتني أستسلم له ، لأعود إلى البيت وأنا أحلم بحياة جديدة ، تجمعني به وبطفلنا الصغير . ومضت أيام هادئة ، حتى بدأت حقائق جديدة تظهر بحياتنا .. صرت أعثر في جيوب دشداشته وبين أوراقه على صور نساء ساقطات .. وأرقام تليفونات مذيلة بأسماء نساء .. ثم بدأت أرى آثار أحمر شفاه على غترته ! وحين واجهته ؟ قال لي : أنت إنسانة مجنونة توهمين نفسك بأشياء لا صحة لها .. وعندما جئت إليه بالصور وبثيابه الملطخة قال لي وبكل برود : أنت التي وضعتيها ! لحظتها شعرت بكره شديد له .. وعشنا منفصلين ببيت واحد .. أنا وطفلي في غرفة .. وهو ينام وحده في غرفة أخرى . ولم يعد يهتم بأي شئ .. وصارت تصرفاته تزداد غرابة يوما بعد يوم ، حتى رأيته ذات يوم يستنشق مساحيق غريبة يندفع بعدها لشتمي ولضربي .. فعرفت أنه يتعاطى المخدرات ! وعندما أواجهه كان يضربني .. ويركلني برجليه .. حتى فررت منه مرة أخرى .. ولكنه جاء هناك سادلا على وجهه قناع البراءة مرددا عليهم بنبرات رقيقة : أنني أحاول تحطيم حياتي بيدي . فصدقه أهلي .. وأعادوني إليه وأنا أبكي .. وما إن دخلت البيت ، حتى بدأ بتنفيذ انتقامه لي ، وصار يضربني بلا رحمة ، وأوصد كل الأبواب بالمفاتيح ، حرمني حتى من زيارة أهلي . وبقيت بسجني أترقب أي فرصة للفرار منه وجنونه ، ولكن كل الأبواب كانت موصدة بوجهي . حتى جاء شقيقي لزيارتي ذات يوم ، وعرف بالسجن الذي فرضه علي زوجي ، لحظتها فقط أدرك حقيقة الجحيم الذي أعيشه مع زوجي ولا أعرف كيف استطاع أن يقنع زوجي ، بأن أزور أهلي ، وما إن وافق حتى جريت بلهفة مع أخي ، لا أكاد أصدق أنني خرجت من سجنه . وحين عاد لاسترجاعي ،رفضت أن أعود معه ، حتى حين جاءني بعد أسابيع حاملا وعوده وعهوده رفضت .. فلم أعد أريد شيئا سوى ورقة إطلاق سراحي .. |
قصة مريم بنت عمران
يقول الله تعالى في محكم التنزيل : بسم الله الرحمن الرحيم { وَاذْكـُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انتَـبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا * فَاتَّخَذَتْ مِن دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْـنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فـتَـمَثـَّـلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا * قَالَـتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَن مِنكَ إِن كُـنتَ تـَقِـيًّا * قَالَ إِنَّـمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّـكِ لأَهَـبَ لَكِ غُلامًا زَكِيًّا * قَالَتْ أَنَّى يَكُـونُ لِي غُلامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِـيًّا * قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِّنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَّـقـْضِيًّا * فَحَمَلَتـْـهُ فَانتَـبَذَتْ بِهِ مَكَـانًا قَصِيًّا* فَأَجَاءهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْـتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُـنتُ نَسْيًا مَّـنسِيًّا * فَنَادَاهَا مِن تَحْـتِهَا أَلاَّ تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْـتَـكِ سَرِيًّا * وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّـخْـلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا * فَكُـلِي وَاشْرَبِي وَقـَـرِّي عَيْـنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَـقـُولِي إِنِّي نَـذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَـلِّمَ الْيَوْمَ إِنـسِيًّا * فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَـدْ جِئْتِ شَيْـئـًا فـَرِيًّا * يَا أُخْـتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا * فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نـُكَـلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا * قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا * وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُـنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكـَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا * وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَـــمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا * وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا * ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْـتَرُونَ * مَا كَانَ لِلَّهِ أَن يَتَّخِذَ مِن وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ * وَإِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ } صدق الله العظيم |
Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.