أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية

أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com/index.php)
-   الخيمة الإسلامية (http://hewar.khayma.com/forumdisplay.php?f=8)
-   -   تجلّي مع آية من كلام الله سبحانه وتعالى (http://hewar.khayma.com/showthread.php?t=58675)

النسري 13-02-2007 02:43 AM

وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَراً
 
وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَراً



قال عز وجل: "وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَراً حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ"ـ الزمر:71

وقال سبحانه: "وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَراً حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ" ـ الزمر:73

الفريقان يأتيان زمرا، أهل النار يصلونها جماعات جماعات ويدخلونها كذلك، وأهل الجنة يتقدمون إليها جماعات ويلجونها جماعات. إلام يشير ذلك يا ترى؟
إنها إشارة إلى ضرورة التجمع والائتلاف في حياة الإنسان فهو في الدنيا يحتاج للصحبة فيتخذ له ممن حوله جماعة ترافقه أو تؤيده، وفي الآخرة سيحشر معها إن امتلأ قلبه بودها ونسج أخلاقه على منوالها فليحاذر إذن، وليختر تلك الصحبة التي تكون في الدنيا اختيارا دقيقا ممحصا لتكون رفيقته إلى الجنة، فإن أحسن الاختيار وجاهد في انتقاء الأصحاب كما ينتقي الدر باحثا عن أفضله فهو أثمن من أي دُرّ كان فوزه بالرفقة معهم إلى الجنة وإلا تكن الأخرى، فليختر من الآن، فلا دخول إلى جنة إلا زمرا.

وإلى اللقاء في وقفة أخرى مع آية أخرى من كتاب الله بإذن الله تعالى .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .

النسري 15-02-2007 04:29 AM

والمستغفرين بالأسحار
 
والمستغفرين بالأسحار



الذين يقولون ربنا إننا آمنا فأغفرلنا ذنوبنا وقنا عذاب النار(16) الصابرين والصادقين والقانتين والمنفقين والمستغفرين بالأسحار(17)] سورةآل عمران.

يصف الله تبارك وتعالى عباده المتقين الذين وعدهم الثواب الجزيل فقال تعالى:
[الذين يقولون ربناإننا آمنا] أي بك وبكتابك وبرسولك
[فأغفر لنا ذنوبنا] أي بإماننا بك وبما شرعته لنا فأغفرلنا ذنوبنا بفضلك ورحمتك وقنا عذاب النار.
ثم قال تعالى[الصابرين] أي في قيامهم بالطاعات وتركهم المحرمات
[والصادقين] أي فيما أخبروا به من إيمانهم بما يلتزمونه من الأعمال الشاقة
[والقانتين] والقنوت هوالطاعة والخضوع.
[المنفقين]أي من أموالهم في جميع ما أمروا به من الطاعات وصلة الأرحام والقربات وسد الخّلات ومواساة ذوي الحاجات
[والمستغفرين بالأسحار] أي دل على فضيلة الإستغفار وقت الأسحار وقد قيل أن يعقوب عليه السلام لما قال لبنيه [سوف أستغفر لكم ربي] إنه أخرهم الى وقت السحر. وثبت في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ((ينزل الله تبارك وتعالى في كل ليلة الى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الأخير فيقول هل من سائل فأعطيه هل من داع فأستجيب له هل من مستغفر فأغفرله)) وفي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت ((من كل الليل قد أوتر رسول الله صلى الله عليه وسلم من أوله وأوسطه وآخره فانتهى وتره الى السحر)). وكان عبدالله بن عمر يصلي من الليل ثم يقول لمولاه نافع هل جاء السحر فإذا قال نعم أقبل على الدعاء والإستغفار حتى يصبح. وقال إبن جرير عن ابراهيم بن حاطب عن ابيه قال سمعت رجل في السحر في ناحية المسجد وهو يقول يارب أمرتني فأطعتك وهذا السحر فأغفر لي فنظرت فإذا هو إبن مسعود رضي ألله عنه. وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال ((كنا نؤمر إذا صلينا من الليل أن نستغفر في آخرالسحر سبعين مرة)).تفسيرإبن كثير.

وإلى اللقاء في وقفة أخرى مع آية أخرى من كتاب الله بإذن الله تعالى .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .

النسري 24-02-2007 11:22 PM

يـوم تأتـي كـل نفـس تجـادل عـن نفسهـا
 
يـوم تأتـي كـل نفـس تجـادل عـن نفسهـا



قال الله تعالى: يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَن نَّفْسِهَا وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ (111) سورة النحل

عندما تقرأ هذه الآية وتتفكر بها دون تجاوز حتى تتكون لدينا فكرة عن وضع النفوس في الدنيا وفي الآخرة . نفوسنا في الدنيا يفصح عنها لساننا وجوارحنا ساكتة، ونفوسنا في الآخرة تفصح عنها جوارحنا وألسنتنا ساكتة نحن اليوم في الدنيا نجادل ونحاول ونستخدم الحجج والبراهين، وقد يقوي موقفنا مكانتنا الاجتماعية أو سلطتنا أو براعة ألفاظنا ........ا
يا للفتنة !
كم نحن مفتونون إن حِدنا عن الحق وإن انتصرنا لأنفسنا، غدا الحقيقة تظهر، وأعضاؤنا تنطق، فإن كنا في الدنيا من أهل الحقيقة، ولم نظلم أحداً بألسنتنا، أو باستغلال مكانتنا يتطابق قول أعضائنا يوم الدين مع قول ألسنتنا في الدنيا، وعندها نكون ممن أحسنوا لأنفسهم. وإن كان لساننا يخالف ما اقترفته جوانحنا وجوارحنا نكون قد أسأنا لأنفسنا. لا تكريم للنفس في الدنيا والآخرة أهم من اتباع الحق ومخافة الهوى والعصيان، واتهام النفس أولاً والسير بها إلى خطوات الاستقامة .

النسري 05-03-2007 10:58 PM

ذكر كلمة الـمـلـك في سورة يوسف
 
ذكر كلمة الـمـلـك في سورة يوسف



عندما يذكر القرآن حكام مصر القدامى لا يذكرهم إلا بلقب فرعون وذلك في حوالي ستين آية كريمة إلا في سورة واحدة ذكر فيها حاكم مصر بلقب ملك وذلك في سورة يوسف، قال تعالى: وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنْبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ .. وقوله تعالى: وقـال الـملك ائتـوني به ... إنها سورة يوسف لم يذكر فيها لقب فرعون مع أن يوسف عليه السلام عـاش في مصر … وذكرت السورة في ثلاث آيات هي (43 و50 و54) أن حاكم مصر كان لقبه ملكاً وليس فرعوناً فكيف هذا؟..

بقيت هذه الآيات الثلاث إعجازاً قرآنياً، حتى فكك شامبليون حجر رشيد وتعرف على الكتابة الهيرروغلوفية في أواخر القرن التاسع عشر، فتعرف العالم على تاريخ مصر في مطلع القرن الحالي بشكل دقيق فظهرت المعجزة.

إن حياة يوسف عليه السلام في مصر كانت أيام الملوك الرعاة: الهكسوس الذين تغلبوا على جيوش الفراعنة، وظلوا في مصر من 1730 ق.م إلى 1580 ق.م حتى أخرجهم أحمس الأول وشكل الدولة الحديثة الإمبراطورية.

لذلك كان القرآن العظيم دقيقاً جداً في كلماته لم يقل: قال فرعون ائتوني به، ولم يقل: وقال فرعون إني أرى سبع بقرات سمان، بل قال: وقال الملك لأن يوسف عليه السلام عاش في مصر أيام الملوك الرعاة حيث تربع على مصر ملوك بدل الفراعنة الذين انحسر حكمهم إلى الصعيد وجعلوا عاصمتهم طيبة .

أليس هذه معجزة قرآنية تاريخية تشهد بدقته وصحته… وتشهد بالتـالي بنبـوة محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم؟؟


بقلم سمر الأرناؤوط

النسري 15-04-2007 06:19 AM

حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِي النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (سورة النمل آية 18)


فهل تعلمون لم استُخدَمت كلمة " يَحطِمَنَّكم " ؟؟

قبل أعوام قليلة اجتمع مجموعة من علماء الكفّار في سبيل البحث عن خطأ في كتاب الله تعالى حتى تثبت حجتهم بأن الدين الإسلامي دين لا صحة فيه، وبدأوا يقلبون المصحف الشريف، ويدرسون آياته؛ حتى وصلوا إلى الآية الكريمة التي ذكرتها في بداية حديثي، أو بالأحرى عند لفظ "يَحطِمَنَّكم" وهنا اعترتهم الغبطة والسرور فها قد وجدوا _ في نظرهم _ ما يسيء للإسلام؛ فقالوا بأن الكلمة "يَحطِمَنَّكم" من التحطيم والتهشيم والتكسير، فكيف يكون لنملة أن تتحطم؟؟ فهي ليست من زجاج أو من أي مادة أخرى قابلة للتحطم ! إذن فالكلمة لم تأتَ في موضعها؛ هكذا قالوا؛ "كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا" وبدأوا ينشرون اكتشافهم الذي اعتبروه عظيماَ، و لم يجدوا ولو رداً واحداً على لسان رجل مسلم!!

وبعد أعوام مضت من اكتشافهم؛ ظهر عالم أسترالي أجرى بحوثاً طويلة على تلك المخلوقة الضعيفة ليجد ما لا يتوقعه إنسان على وجه الأرض!!!! لقد وجد أن النملة تحتوي على نسبة كبيرة _ أجهل قيمتها _ من مادة الزجاج، ولذلك ورد اللفظ المناسب في مكانه المناسب..!!!! وعلى إثر هذا أعلن العالم الأسترالي إسلامه ... فسبحان الله العزيز الحكيم .... "ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير"؟؟؟؟

وفي الآية من وجوه البلاغة الكثير كما يقول الدكتور فاضل السامرائي. فالنملة حذّرت ونادت ونصحت قومها وأنذرت وعممت وأكدّت وقصّرت وبالغت وغيره وكل هذا ليس مهماً فكل كلام يقال فيه أوجه بلاغية لكن المهم كيف عبّر عن ذلك. فالنملة بدأت مخاطبة قومها مخاطبة العقلاء وجاءت بلفظ مساكنكم ولم تقل بيوتكم أو جحوركم لأنهم في حالة حركة والحركة عكسها السكون فاختارت لفظ المساكن من السكون حتى يسكنوا فيها ولم تقل المساكن والجحور وإنما قالت مساكنكم أي أن لكل نملة مسكنها الخاص الذي تعلم مكانه، ولم تقل ادخلن وإنما قالت ادخلوا، ثم أكدّت بالنداء بقولها (يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم) حرف النداء الدال على البعد حتى يسمعوا نداءها، وقالت سليمان وجنوده ولم تقل جنود سليمان حتى ترفع العذر عن سليمان أيضاً فلو قالت جنود سليمان لكان سليمان غير عالم إذا كان قاصداً أو غير قاصد وجاءت بلفظ سليمان بدون أي لقب له كالنبي سليمان للدلالة على أنه مشهور بدون أن يوصف، ثم حثتهم على الإسراع في التنفيذ قبل أن تنالهم المصيبة، ونسبت الفعل لسليمان (لا يحطمنكم). إذن ليس المهم جمع أوجه بلاغية في التعبير لكن المهم كيف التعبير عن هذه الأوجه وهذا ما يتفرّد به القرآن الكريم.

بقلم سمر الأرناؤوط


النسري 21-04-2007 10:58 PM

وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا
 
وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا (24) سورة الإسراء



هذ الآية الكريمة تدلنا على مقام الأبوين وأن الأمر بالإحسان إليهما جاء مقروناً بالدعوة إلى التوحيد. وقوله تعالى قضى بمعنى أن الأمر انتهى ولا قدرة للعبد على محاربة هذا الأمر فقضاء الله تعالى لا يمكن لأحد أن يعترض عليه. وجاء بكلمة الربّ التي تدل على التربية والرعاية وهذا أنسب لسياق الآية وللبر بالوالدين الذين يربّون أبناءهم ويرعونهم. والإحسان هو أن أتنازل عن حقي إكراماً لحق غيري وهذا بحق الأبوين أولى لأنه مهما أحسنّا إليهما لا يمكن أن نوفّيهما حقهما علينا أبدا. وفي الآية خمسة أوامر (بالوالدين إحسانا، إما يبلغن عندك الكبر، قل لهما قولاً كريما، اخفض لهما جناح الذل، قل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا) ونهيان لصالح الأبوين (لا تقل لهما أف، ولا تنهرههما) وقوله تعالى (إما يبلغنّ عندك الكبر) كلمة عندك تعني أنه أمر إلهي بإلزام الإبن باستيعاب أبويه طوال حياتهم وخاصة عند الكبر لا أن نتخلى عنهم ونضعهم في ملاجئ ودور الرعاية كما يفعل البعض هداهم الله. أما كلمة أف فهي ليست كلمة وإنما حركة تفعل وتقال للدلالة على الإعتراض على طلب الأبوين فإذا كانت حركة الأعضاء يحاسب الله تعالى عليها يوم القيامة ويتتب عليها دخول إما الجنة وإما النار فما بالنا بمن يفعل أكثر من هذه الحركة ويقول أكثر من أف وقد قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: "لو وجد القرآن أدنى من كلمة أف لقالها". وقوله تعالى (قل لهما قولاً كريما) بمعنى أن الله تعالى يأمر الإنسان أن يحافظ على كرامة أبويه الذين أمر تعالى بالإحسان والبرّ إليهما ولا أقلّ من القول الكريم لهما. ثم قوله تعالى (واخفض لهما جناح الذل من الرحمة) نحن نعلم أن الطائر لما يفرد جناحيه يرتفع في السماء وعندما يضمهما ينخفض والله تعالى أمرنا عندما قال (واخفض) أن نكون في حالة نزول كالطائر أمام أبوينا بمعنى أن نكون أمامهما مذلولين من الرحمة التي وضعها الله تعالى في قلوب البشر. ومن دلائل وجود الرحمة كون الإنسان ذليلاً أمام أبويه.
وعندما استأذن أحد الصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخروج إلى الجهاد سأله ألك أم قال نعم قال إلزمها فإن الجنة عند قدميها. فالجنّة التي هي أعلى ما يتمناه المرء موجودة عند أدنى ما يكون في الأم وهو قدميها. ويأمرنا الله تعالى بالدعاء لهما (رب ارحمهما كما ربياني صغيرا) وفيها إشارة أن تربية الأبوين لأبنائهم كافية لأن تدخلهم الجنة. ثم نلاحظ أن في أول الآية ذكر تعالى حال الكِبر (إما يبلغن عندك الكِبر) وفي آخر الآية ذكر الصِغر (كما ربياني صغيرا) وهذا ليشمل جميع المراحل من الصغر إلى الكِبر.
اللهم أعنّا أن نكون بارّين بوالدينا
رب اغفر لي ولوالديّ رب ارحمهما كما ربياني صغيرا.


بقلم سمر الأرناؤوط

m-mokhtar 25-04-2007 03:10 AM

جزاك الله احسن الجزااء على ما قدمت وجعله فى ميزان حسناتك

النسري 25-04-2007 05:37 AM

إقتباس:

المشاركة الأصلية بواسطة m-mokhtar
جزاك الله احسن الجزااء على ما قدمت وجعله فى ميزان حسناتك


بارك الله تعالى فيك أخي الكريم وشكراً لمرورك العطر ...

redhadjemai 25-04-2007 05:54 AM

تجل نحتاجه في كل لحظة وثانية ....أرضاهم الله عليك وعلينا

بوركت أخي النسري

النسري 26-04-2007 02:12 AM

إقتباس:

المشاركة الأصلية بواسطة redhadjemai
تجل نحتاجه في كل لحظة وثانية ....أرضاهم الله عليك وعلينا

بوركت أخي النسري


بارك الله فيك أخي وبدعائك وبمرورك العطر

النسري 26-04-2007 02:22 AM

ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ {2} سورة البقرة
 
ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ {2} سورة البقرة



هذه الآية وكلمة (لا ريب فيه) جعلت أحد الغربيين يُسلم بمجرد أن سمعها كيف؟
قال أنه مهما بلغت فصاحة وتمكّن أي من البشر في اللغة والكتابة فهو إذا كتب كتاباً أو رسالة ثم أعاد قراءتها فلا بد له من أن يُغيّر حرفاً أو كلمة أو جملة وهذا في كل مرة يعيد قراءة ما كتب أما قوله تعالى (ذلك الكتاب لا ريب فيه) فهذا دليل واضح جليّ لا يقبل الشك أنه من عند الله تعالى لذا جاءت كلمة (لا ريب) فمهما تكررت القرآءة لا نجد فيه ما قد يحتاجه أي كتاب آخر من تنقيح أو تعديل وهذا من إعجازه، ودليل آخر على دلائل القدرة لله العلي العظيم الحكيم الذي أحكم آيات القرآن بقوله تعالى (كتاب أُحكمت آياته).

ثم إن هذا الكتاب هو هدى ولكن ليس لأي إنسان يقرأ القرآن إنما الهداية للمتقين فمن هم المتقون؟ وما معنى كلمة التقوى؟ التقوى هي أن يحفظ الإنسان نفسه بشيء ويحمي نفسه من خطر يهدده بوضع حائل بينه وبين الخطر. والقرآن وقاية بدليل قوله تعالى (قوا أنفسكم وأهليكم ناراً) وهذه الوقاية تكون بالأعمال الصالحة التي تقي المؤمن من النار.
وكذلك جاء في القرآن الكريم (يا أيها الناس اتقوا ربكم) وهذا لا يعني اجعل بينك وبين الله وقاية وإنما المعنى المقصود هو أن نجعل بيننا وبين غضب الله تعالى وعذابه وقاية.
ونحن نتّقي بصفات كمال الله (غافر الذنب، الرحمن، الرحيم، الغفور..) صفات جلال الله (المنتقم، الجبّار، المتكبر). وقد قال الحسن البصري في تعريف التقوى: التقوى هي الخوف من الجليل والرضى بالقليل والعمل بالتنزيل والإستعداد ليوم الرحيل. وقال غيره التقوى أن لا يراك الله حيث نهاك ولا يفتقدك حيث أمرك. وجاء في القرآن الكريم الكثير من الآيات عن التقوى والمتقين منها قوله تعالى (ومن يتق الله يجعل له مخرجا) (ومن يتق الله يكفّر عنه سيئاته ويُعظم له أجرا) (اتقوا الله ويعلمكم الله) (إنما يتقبل الله من المتقين).

و(هدى للمتقين) هي الهداية التوفيقية من الله تعالى لأهل الطاعة حتى يستمروا في الطاعة.

ويقول سيد قطب في ظلال القرآن في تفسير " هدى للمتقين "
الهدى حقيقته, والهدى طبيعته, والهدى كيانه, والهدى ماهيته . . ولكن لمن؟ .. لمن يكون ذلك الكتاب هدى ونورا ودليلا ناصحا مبينا؟ . . للمتقين . . فالتقوى في القلب هي التي تؤهله للانتفاع بهذا الكتاب. هي التي تفتح مغاليق القلب له فيدخل ويؤدي دوره هناك . هي التي تهيء لهذا القلب أن يلتقط وأن يتلقى وأن يستجيب .
لا بد لمن يريد أن يجد الهدى في القرآن أن يجيء إليه بقلب سليم . بقلب خالص . ثم أن يجيء إليه بقلب يخشى ويتوقى, ويحذر أن يكون على ضلالة, أو أن تستهويه ضلالة . . وعندئذ يتفتح القرآن عن أسراره وأنواره, ويسكبها في هذا القلب الذي جاء إليه متقيا, خائفا, حساسا, مهيأ للتلقي .

وإلى اللقاء في وقفة أخرى مع آية أخرى من كتاب الله بإذن الله تعالى .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .

النسري 01-05-2007 02:07 AM

شروط الإلتحاق بأولي الألباب كما وردت في آيات سورة الرعد
 
شروط الإلتحاق بأولي الألباب كما وردت في آيات سورة الرعد


أَفَمَن يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ {19} الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللّهِ وَلاَ يِنقُضُونَ الْمِيثَاقَ {20} وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الحِسَابِ {21} وَالَّذِينَ صَبَرُواْ ابْتِغَاء وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَأَنفَقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلاَنِيَةً وَيَدْرَؤُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُوْلَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ {22} جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالمَلاَئِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَابٍ {23} سَلاَمٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ {24} سورة الرعد

في خطبة من خطب الجمعة من دبي قال الدكتور أحمد الكبيسي في شرح هذه الآيات من سورة الرعد أنها تُعلمنا شروط الإلنحاق بأولي الألباب الذين ورد ذكرهم في الآية. وعلينا أن نعرف أن الرشد هو أعلى مرتبة العقول فإذا صار العقل رشيداً يُسمى لُبّاً. وقد ذكر أولو الألباب في القرآن كثيراً (فاتقوني يا أولي الألباب) وجزاؤهم في الآخرة علّيون وهي أعلى مراتب الجنة . ولكي نلتحق بأولي الألباب علينا أن نحقق شروط الإلتحاق وهي:

1. وفاء العهد/ وهو التوحيد قولاً وعملاً.

2. الإيمان بالرسول صلّى الله عليه وسلّم مصداقاً لقوله تعالى (وَإِذْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّيْنَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُواْ أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُواْ وَأَنَاْ مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ {81} آل عمران).

3. الذين يصلون ما أمر الله به أن يوُصل ألا وهي: الرحم والأمانة والنعمة. وفي حديث شريف (ثلاثة متعلقات بالعرش).

4. خشية الله ومخافته: يخشون ربهم ويخافونه، والخشية هي مهابة الله تعالى وثمرتها تحسين أداء الطاعات (إنما يخشى الله من عباده العلماء) والصلاة بالخشوع في أدائها والدوام عليها والصوم بلا غيبة والحج بلا رفث ولا فسوق ولا جدال. فالذي يخشى ربه يؤدي عباداته كلها بشكل حسن متقن.

5. يخافون سوء الحساب بالإبتعاد عن صغائر الذنوب وكبائرها لأنه على يقين أن الله تعالى يعلم خائنة الأعين وما تُخفي الصدور.

6. الصبر ابتغاء وجه الله والصبر نوعان : صبر على البلاء وصبر على النعمة بشكرها وعدم الإغترار بها أو التكبر وعدم إستخدامها في غير طاعة الله وهي أصعب من الصبر على البلاء.

7. الصبر على الشهوات .

8. إقامة الصلاة .

9. الإنفاق في السرّ والعلانية، ونفقة العلانية هي الزكاة التي تُعلن ليكون المزكّي قدوة لغيره من المسلمين، ونفقة السرّ هي كل الصدقات غير الزكاة وهذه الصدقات هي دليل العمل ابتغاء وجه الله وليس رياء ولا سُمعة أو للمنة أو التكبر أو أن يقول الناس عن المتصدّق أنه منفق.

10. يدرؤن بالحسنة السيئة: فكلما أذنبوا ذنباً أتبعوه بالإستغفار والتوبة والإنابة إلى الله تعالى حتى لا يُحاسبه الله عليه.

اللهم أعِنّا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك واجعلنا من أولي الألباب واحشرنا في زمرتهم يوم القيامة اللهم آمين.

وإلى اللقاء في وقفة أخرى مع آية أخرى من كتاب الله بإذن الله تعالى .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .

بقلم سمر الأرناؤوط

النسري 06-05-2007 03:06 AM

وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ
 
وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ



في ظلال قوله تعالى (وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ {144}) سورة آل عمران

عن الدكتور أحمد الكبيسي قال في دلالة كلمتي مات وقُتل في الآية أن هذه الآية هي دليل على إعجاز هذا القرآن وأن هذا الكتاب هو من عند الله العزيز الحكيم. والآية تشير إلى أن الرسول صلى الله عليه وسلم قُتل ميتاً ومات مقتولاً. من حيث أن سبب موته هو السمّ الذي أكله في خيبر من الشاة المسمومة التي قدمتها لهم اليهودية زينب بعد فتح خيبر حيث قدمت وليمة للرسول وصحبه وكانت قد ملأت الشاة سماً وبخاصة الذراع لأنها تعلم أن رسول الله عليه الصلاة والسلام كان أكثر ما يًحب من الشاة الذراع. وما أن لامس اللحم شفتيه حتى أدرك عليه الصلاة والسلام أنها مسمومة فألقى بالذراع ولكن السم تسرب إلى جسده الشريف وبقي السم يعمل مدة ثلاث سنوات ثم بعدها مات بهذا السم ، وفي الليلة الرابعة من مرضه عليه الصلاة والسلام رأى أخت البراء الذي كان معه فأكل من الشاة ومات من ساعتها فقال لها: "إن السمّ الذي مات به البراء قطّع أبهري" بأبي هو وأمي بمعنى أن هذا السم هو الذي سوف يقتلني فمات النبي مسموماً. ونعود للآية فنقول كونه لم يمت في ساعتها (أي ساعة أكل من الشاة المسمومة) بل بعدها بثلاث سنوات تدل على أنه مات موتة طبيعية (أفإن مات) وكونه مات بسبب السم الذي أكله فهو مقتول (أو قتل) فمن قال أنه عليه الصلاة والسلام مات فقد صدق ومن قال قُتل فقد صدق أيضاً، فهو إذن ميت مقتول ومقتول ميت.

بقلم سمر الأرناؤوط

النسري 09-05-2007 12:11 AM

كلمة الجُـبّ في سورة يوسف
 
كلمة الجُـبّ في سورة يوسف




يقول الشيخ الشعراوي رحمه الله تعالى في قوله تعالى (قَالَ قَآئِلٌ مَّنْهُمْ لاَ تَقْتُلُواْ يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ (10) يوسف) أن الجب هي البئر المطوية التي تُحفر لكي يتجمع فيها الماء من باطن الأرض. والبئر المطوية يأتيها استطراق الماء من أسفل، إذن ففي غيابة الجب أي في فجوة من الجب حتى لا يراه أحد. وكلمة غيابة أي المنطقة الخفية من الجُبّ فالجب مخفي بالنسبة للواقف على سطح الأرض ولكن كونهم يريدون أن يخفوه ولا يراه أحد لا يتلاءم مع قوله تعالى (يلتقطه بعض السيّارة) ولقد قلنا إن الشرّ عند الأخيار يتناقص لذلك بدأوا بالقتل ثم قالوا اطرحوه أرضاً أخف من القتل فقد ينجو وقد تفترسه الوحوش، ثم قالوا ضعوه في الجُب عملية أقل ضرراً على الأقل يجد الماء الذي يشرب منه ويحفظ حياته مدة طويلة، ثم يقولون (يلتقطه بعض السيّارة)


وكلمة سيّارة هنا استعملها القرآن الكريم وهي تعمي جماعة سائرون لكنه تعالى لم يقل سائرون لأن السائر هو الذي يقوم بالسير مرة واحدة. وكلمة سيّارة تعني قافلة تحترف السير من مكان إلى مكان ولذلك فهي تعرف دروب الصحراء وتعرف مواقع المياه وتعرف أن هنا جبّاً فيه ماء. أما السائر العادي فلا يعرف لأنه ليس له خبرة. حينما تأتي القافلة وتريد الماء لا يذهبون جميعاً إلى البئر وإنما يذهب بعضهم ليأتي للباقي بالماء وهذا اسمه الوارد أي أن الوارد هو الذي يرد الماء ليأتي به لبقية القافلة.

(من كتاب قصص الأنبياء والمرسلين للشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله)

النسري 13-05-2007 12:58 AM

الذي خلقني فهو يهدين والذي هو يطعمني ويسقين واذا مرضت فهو يشفين والذي يميتني ثم يحيين
 
الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ (78) وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ (79) وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ (80) وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ (81) الشعراء



الحياة من الله

تأمل قول الله تعالى في سورة الشعراء:{الذي خلقني فهو يهدين والذي هو يطعمني ويسقين واذا مرضت فهو يشفين والذي يميتني ثم يحيين} الشعراء.

واذا اردنا أن نتأمل ما جاء في هذه الآيات ونستعرض الاعجاز فيها بايجاز نجد أن قضية الخلق محسومة لله سبحانه وتعالى، فهو وحده الخالق، والكل عاجز، ولا أحد يستطيع أن يدعي أنه يقدر على خلق شيء ولكن قضية الموت فيها جدل فاذا قرأت قوله تعالى:

{اذ قال ابراهيم ربي الذي يحي ويميت قال أنا أحي واميت} البقرة 258.

والآية تروي قصة الحوار بين من آتاه الله الملك وابراهيم عليه السلام، فلما قال ابراهيم: ربي يحي ويميت، أخذت من أتاه الله الملك العزة فقال: أنا أحيي وأميت، وجاء يرجل من رعيته، فحكم عليه بالاعدام وقال: هو ميت، ثم عفا عنه وقال: أحييته!!.

نقول: ان الناس لا تنتبه للفرق بين القتل والموت، فالقتل هو افساد لجسد الانسان يجعل الجسد غير صالح لبقاء الروح فيه فتغادره، ولكن الموت هو اخراج الروح من الجسد دون هدم أو افساد للجسد، ولذلك فرّق الله بين الاثنين في القرآن الكريم فقال:

{وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل، أفائن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم} آل عمران 144.

وقال جل جلاله:{ ولئن متم أو قتلتم لالى الله تحشرون} آل عمران 158.

اذن الموت لله وحده، وهو الذي يميت، ولكن القتل وهو غير الموت يمكن أن يتم على يد عباد الله.

ولأن الله هو الذي يميت، فلا أحد ينجو من الموت أبدا، لأن امر الله نافذ على خلقه، ولأن الانسان يمكن أن يتم على يده القتل، فهناك من ينجو من القتل مرة ومرات لأن أمر الانسان غير نافذ في الكون، ثم تقول الآية الكريمة:{ والذي هو يطعمني ويسقين} .

ويلاحظ في الآية الاولى أن الحق سبحانه وتعالى لم يستخدم أسلوب التأكيد فقال:{الذي خلقني فهو يهدين} ولم يقل هو الذي خلقني لأنه لا احد ينازع الله في الخلق ولكن الطعام والشراب جعلهما الله أسبابا للانسان، فجاء التأكيد هنا ليلفتنا الى أن هذه الأسباب ليست هي الأصل، وانما كل شيء من الله، فالحبة في أي نبات خلقها الله سبحانه وتعالى ووضع فيها خصائصها، وخزن فيها الغذاء الذي يلزمها حتى تستطيع جذورها أن تضرب في الأرض لتأخذ منها عناصر الحياة وهو الذي أعطاها خصائصها، وخلق لها الأرض التي تزرع فيها، وأنت تضع الحبة في الأرض فتظل تتغذى على المخزون فيها من الغذاء الذي وجد فيها بقدرة الله، ثم بعد ذلك تمتص من عناصر الأرض ما يلزمها فقط تترك الباقي ثم تظل تنمو وتنمو حتى تثمر بقدرة الله وليس بجهد البشر، فكأن الطعام كله من الله سبحانه وتعالى.



والشراب أيضا من الله

فاذا جئنا للشراب نجد أن كل ما يشربه الانسان هو من الله سبحانه وتعالى، فالماء ينزل من السماء عذبا سائغا بقدرة الله، واللبن نأخذه من الحيوان وهومخلوق بقدرة الله.

ولقد حاول العلم أن يصنع اللبن فجاء باللبن الطبيعي وحلله الى عناصره، ثم جاء بهذه العناصر وخلطها مع بعضها البعض بنفس النسب الموجودة في اللبن الطبيعي، ثم جاء بعشرين فأرا سقى عشرة منها اللبن الطبيعي والعشرة الباقية سقاها اللبن المصنوع من نفس العناصر، فنمت الفئران التي سقيت اللبن الطبيعي وماتت الفئران التي سقيت اللبن الصناعي.


ومازال العلم حتى الآن عاجزا عن أن يصنع نقطة لبن واحدة، بل ان بعض دول العالم التي تعاني نقصا شديدا في اللبن لا تستطيع أن تحل الأزمة، فتحرم اللبن على الكبار ليكون متوفرا للصغار، ومنها الاتحاد السوفياتي والصين وكوريا الجنوبية وغيرها من دول العالم، ومن الاعجاز الالهي ان هذا اللبن تعطيه لنا حيوانات يجري في عروقها الدم، فلا يختلط الدم واللبن أبدا، وفي ذلك يقول الحق سبحانه وتعالى: {وان لكم في الأنعام لعبرة تسقيكم مما في بطونه من بين فرث ودم لبنا خالصا سائغا للشاربين} النحل 66.

على أن العلم البشري كله عاجز حتى الأن عن أن يسقي الناس الماء أو اللبن، فالانسان الذي وصل الى القمر عاجز عن أن يصنع ترعة صغيرة، أو كوبا من اللبن، أما باقي الأشياء التي يشربها الانسان فهي ما أوجدها فيها من ثمر يضاف اليها الماء أو لا يضاف.



الشفاء والمرض من الله

فاذا جئنا الى قوله تعالى:{ واذا مرضت فهو يشفين} الشعراء 80.

نجد أن هناك جدلا كثيرا حول هذه الآية، فالناس تقول ان الطبيب هو الذي يشفي! ولكن الحقيقة هي أن الشفاء بيد الله وحده، وأن الطبيب يعالج فقط، وقد يأتي على يده الشفاء، وقد يخطئ في العلاج فيكون على يده الموت.

والله سبحانه وتعالى جعل لكل داء أجلا في الشفاء، ولذلك يحدث كثيرا أن طبيبا مبتدئا يكتب الدواء الصحيح لمريض عرض نفسه على أكبر الأطباء فلم يعرفوا لدائه دواء وفي هذه الحالة قد يتعجب الناس ويقولون ان حديث الطبيب الحديث التخرج أعلم من أساتذته!

نقول لهم: هذا تفسير خاطئ فالأستاذ قطعا أعلم من تلميذه، وهو الذي علمه، ولكن قدر الله سبحانه وتعالى بالشفاء جاء فكشف الله عن الداء لهذا الطبيب المبتدئ فكتب الدواء وتم الشفاء.

وليس معنى أن الله هو الشافي ألا نلتمس الوسيلة للعلاج، فنحن في هذه الدنيا أمرنا الحق سبحانه وتعالى أن نأخذ بالأسباب ثم بعد ذلك نتوكل على الله في النتائج.



والآية الكريمة تقول بعد ذلك: {والذي يميتني ثم يحيين} الشعراء 81.

ونلاحظ هنا أن الحق سبحانه وتعالى لم يستخدم أسلوب التأكيد فيقول: وهو الذي يميتني ثم يحيين، لأنه لا أحد يستطيع أن ينازع الله في الموت أو البعث، فاذا جاء الموت فلا أحد يستطيع أن يتأبى عليه، أو يقول: لن أموت، واذا جاء البعث، فالله وحده القادر على بعث الموتى، وبذلك نكون قد أثبتنا بالدليل المادي أن بداية الحياة واستمرار الحياة ونهاية الحياة، هي من قدرات الله سبحانه وتعالى وحده.

واذا كنا قد جئنا الى نهاية هذا الكتاب فنرجو من الله سبحانه وتعالى أن يكون هدانا الى ما يثبت الايمان في القلوب، وما يرد على أولئك الملحدين الذي يدعون أنه لا توجد ادلة مادية في الكون على وجود الله، ونرجو من الحق جل جلاله أن يتقبل منا، انه هو السميع العليم.


وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين


**************************

من كتاب الآيات الكونية ودلالتها على وجود الله تعالى

للشيخ / محمد متولى الشعراوى رحمه الله

النسري 23-05-2007 04:25 AM

يَوْمَ هُم بَارِزُونَ لَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ
 
قوله جل جلاله

يَوْمَ هُم بَارِزُونَ لَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ (16)

أي ظاهرون بادون كلهم لا شيء يكنهم ولا يظلهم ولا يسترهم ولهذا قال "يوم هم بارزون لا يخفى على الله منهم شيء" أي الجميع في علمه على السواء. وقوله تبارك وتعالى "لمن الملك اليوم لله الواحد القهار" قد تقدم في حديث ابن عمر رضي الله عنهما أنه تعالى يطوي السموات والأرض بيده ثم يقول أنا الملك أنا الجبار أنا المتكبر أين ملوك الأرض؟ أين الجبارون؟ أين المتكبرون؟ وفي حديث الصور أنه عز وجل إذا قبض أرواح جميع خلقه فلم يبق سواه وحده لا شريك له حينئذ يقول لمن الملك اليوم؟ ثلاث مرات ثم يجيب نفسه قائلا "لله الواحد القهار" أي الذي هو وحده قد قهر كل شيء وغلبه وقد قال ابن أبي حاتم حدثنا محمد بن غالب الدقاق حدثنا عبيد بن عبيدة حدثنا معتمر عن أبيه حدثنا أبو النضر عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ينادي مناد بين يدي الساعة يا أيها الناس أتتكم الساعة فيسمعها الأحياء والأموات قال وينزل الله عز وجل إلى السماء الدنيا ويقول "لمن الملك اليوم لله الواحد القهار".

من تفسير بن كثير


Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.