أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية

أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com/index.php)
-   الخيمة الإسلامية (http://hewar.khayma.com/forumdisplay.php?f=8)
-   -   قصص الأنبيــــــاء ... (http://hewar.khayma.com/showthread.php?t=36769)

الوافـــــي 09-09-2004 05:06 PM

خبر الصحيفة

ائتمار قريش بالرسول قال ابن اسحاق فلما رأت قريش أن اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قد نزلوا بلدا أصابوا به أمنا وقرارا وأن النجاشي قد منع من لجأ إليه منهم وأن عمر قد اسلم فكان هو وحمزة بن عبد المطلب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه وجعل الإسلام يفشوا في القبائل اجتمعوا وائتمروا أن يكتبوا كتابا يتعاقدون فيه على بني المطلب على ان لا ينكحوا إليهم ولا ينكحوهم ولا يبيعوهم شيئا ولا يبتاعوا منهم فلما اجتمعوا لذلك كتبوه في صحيفة ثم تعاهدوا وتواثقوا على ذلك ثم علقوا الصحيفة في جوف الكعبة توكيدا على انفسهم وكان كاتب الصحيفة منصور بن عكرمة
فدعا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فشل بعض أصابعه
من انحاز الى ابي طالب ومن خرج عنه قال ابن اسحاق فلما فعلت ذلك قريش انحازت بنو هاشم بنو المطلب الى ابي طالب ابن عبد المطلب فدخلوا معه في شعبه واجتمعوا إليه وخرج من بني هاشم أبو لهب عبد العزى بن عبد المطلب الى قريش فظاهرهم
لقي أبا لهب هند بنت عتبة بن ربيعة حين فارق قومه وظاهر عليهم قريشا فقال يا بنت عتبة هل نصرت اللات والعزى وفارقت من فارقهما وطاهر عليهما قالت نعم فجزاك الله خيرا يا أبا عتبة
وحدثت أنه كان يقول بعض ما يقول يعدني محمد أشياء لا اراها يزعم انها كائنة بعد الموت فماذا وضع في يدي بعد ذلك ثم ينفخ في يديه ويقول تبا لكما ما ارى فيكما شيئا مما يقول محمد فأنزل الله تعالى فيه ( تبت يدا أبي لهب وتب )
فأقاموا على ذلك سنتين أو ثلاثا حتى جهدوا لا يصل إليهم شيء إلا سرا مستخفيا به من اراد صلتهم من قريش
وقد كان أبو جهل ابن هشام فيما يذكرون لقي حكيم بن حزام بن خويلد بن أسد معه غلام يحمل قمحا يريد به عمته خديجة بنت خويلد وهي عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه في الشعب فتعلق به وقال أتذهب الطعام الى بني هاشم والله لا تبرح أنت وطعامك حتى أفضحك بمكة فجاءه أبو البختري بن هشام بن الحارث بن أسد فقال ما لك وله فقال يحمل الطعام الى بني هاشم فقال أبو البختري طعام كان لعمته عنده بعثت إليه فيه أفتمنعه أن يأتيها بطعامها خل سبيل الرجل فأبى ابو جهل حتى نال أحدهما من صاحبه فأخذ أبو البختري لحي بعير فضربه به فشجه ووطئه وطأ شديدا وحمزة بن عبد المطلب قريب يرى ذلك وهم يكرهون أن يبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه فيشمتوا بهم ورسول الله صلى الله عليه وسلم على ذلك يدعو قومه ليلا وهارا سرا وجهارا مناديا بأمر الله لا يتقي فيه احدا من الناس

.. يتبع ..

الوافـــــي 09-09-2004 05:23 PM

حديث نقض الصحيفة

إجتمع بنو هاشم وبنو المطلب في منزلهم الذي تعاقدت فيه قريش عليهم في الصحيفة التي كتبوها ثم إنه قام في نقض تلك الصحيفة التي تكاتبت فيها قريش على بني هاشم وبني المطلب نفر من قريش ولم يبل فيها أحد أحسن من بلاء هشام بن عمرو بن ربيعة وذلك أنه كان ابن اخي نضلى بن هاشم بن عبد مناف لأمه فكان هشام لبني هاشم واصلا وكان ذا شرف في قومه فكان يأتي بالبعير وبنو هاشم وبنو المطلب في الشعب ليلا قد أوقره طعاما حتى إذا أقبل به فم الشعب خلع خطامه من رأسه ثم ضرب على جنبه فيدخل الشعب عليهم ثم يأتي به قد أوقره بزا أو برا فيفعل به مثل ذلك
ثم إنه مشى الى زهير بن ابي أمية وكانت أمه عاتكة بنت عبد المطلب فقال يا زهير أقد رضيت أن تأكل الطعام وتلبس الثياب وتنكح النساء وأخوالك حيث قد علمت لا يباعون ولا يبتاع منهم ولا ينكحون ولا ينكح إليهم أما إني أحلف بالله أن لو كانوا أخوال أبي الحكم بن هشام ثم دعوته الى مثل ما داعاك إليه منهم ما اجابك إليه أبدا قال ويحك يا هشام فماذا أصنع إنما أنا رجل واحد والله لو كان معي رجل آخر لقمت في نقضها حتى أنقضها
قال قد وجدت رجلا قال فمن هو قال انا قال له زهير أبغنا رجلا ثالثا
فذهب الى المطعم بن عدي فقال له يا مطعم أقد رضيت ان يهلك بطنان من بني عبد مناف وانت شاهد على ذلك موافق لقريش فيه أما والله لئن امكنتموهم من هذه لتجدنهم إليها منكم سراعا قال ويحك فماذا أصنع إنما انا رجل واحد قال قد وجدت ثانيا قال من هو قال انا فقال أبغنا ثالثا قال قد فعلت قال من هو قال زهير بن ابي امية قال أبغنا رابعا
فذهب الى البخترى بن هشام فقال له نحوا مما قال للمطعم ابن عدي فقال وهل من احد يعين على هذا قال نعم قال من هو قال زهير بن أبي أمية والمطعم بن عدي وأنا معك قال أبغنا خامسا
فذهب الى زمعة بن الأسود بن المطلب بن أسد فكلمه وذكر له قرابتهم وحقهم فقال له وهل على هذا الأمر الذي تدعوني إليه من أحد قال نعم ثم سمى له القوم
فاتعدوا خطم الحجون ليلا بأعلى مكة فاجتمعوا هنالك فأجمعوا أمرهم وتعاقدوا على القيام في الصحيفة حتى ينقضوها وقال زهير أنا أبدؤكم فأكون أول من يتكلم فلما أصبحوا غدوا الى أنديتهم وغدا زهير بن أبي أمية عليه حله فطاف بالبيت سبعا ثم أقبل على الناس فقال يا أهل مكة أنأكل الطعام ونلبس الثياب وبنو هاشم هلكه لا يباع ولا يبتاع منهم والله لا أقعد حتى تشق هذه الصحيفة القاطعة الظالمة
وكان أبو جهل في ناحية المسجد فقال كذبت والله ولا تشق قال زمعة بن الأسود أنت والله أكذب ما رضينا كتابها حيث كتبت قال أبو البختري صدق زمعة لا نرضى ما كتب فيها ولا نقر به قال المطعم بن عدي صدقتما وكذب من قال غير ذلك نبرأ الى الله منها ومما كتب فيها قال هشام بن عمرو نحوا من ذلك فقال ابو جهل هذا أمر قضي بليل تشوور فيه بغير هذا المكان وأبو طالب جالس في ناحية المسجد فقام المطعم الى الصحيفة ليشقها فوجد الأرضة قد أكلتها إلا باسمك اللهم - شلت يد من كتب الصحيفة - وكان كاتب الصحيفة منصور ابن عكرمة فشلت يده فيما يزعمون
وذكر بعض أهل العلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأبي طالب يا عم إن ربي الله قد سلط الأرضة على صحيفة قريش فلم تدع فيها اسما هو لله إلا اأثبتته فيها ونفت منه الظلم والقطيعة والبهتان فقال أربك اخبرك بهاذا قال نعم قال فوالله ما يدخل عليك أحد ثم خرج الى قريش فقال يا معشر قريش إن ابن اخي أخبرني بكذا وكذا فهلم صحيفتكم فإن كان كما قال ابن اخي فانتهوا عن قطيعتنا وانزلوا عما فيها وإن يكن كاذبا دفعت إليكم ابن أخي فقال القوم رضينا فتعاقدوا على ذلك ثم نظروا فإذا هي كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فزادهم ذلك شرا فعند ذلك صنع الرهط من قريش في نقض الصحيفة ما صنعوا

.. يتبع ..

الوافـــــي 09-09-2004 05:35 PM

ما لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم
من قومه من الأذى


ما إن نزل من القرآن في أبي لهب وامرأته حمالة الحطب جعلت قريش حين منع الله رسوله( صلى الله عليه وسلم ) منها، وقام عمه وقومه من بني هاشم وبن المطلب دونه ، وحالوا بينهم وبين ما أراداو من البطش به ، جعلوا يهمزونه ويستهزئون به ويخاصمونه ، وجعل القرآن ينزل في قريش بأحداثهم وفيمن نصب لعداوته منهم ، ومنهم من سمى لنا ومنهم من نزل فيه القرآن في عامة من ذكر الله من الكفار ، فكان ممن سمي لنا من قريش ممن نزل فيه القرآن عمه أبو لهب بن عبد المطلب وامرأته أم جميل بنت حرب بن أمية حمالة الحطب وإنما سماها الله تعلى حمالة الحطب لأنها كانت فيما بلغني تحمل الشوك فتطرحه على طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث تمر فأنزل الله تعالى فيهما
( تبت يدا أبي لهب وتب مااغنى عنه ماله وما كسب سيصلى نارا ذات لهب وامرأته حمالة الحطب في جيدها حبل من مسد )
وأتت ام جميل - حمالة الحطب - حين سمعت ما نزل فيها وفي زوجها من القرآن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو جالس في المسجد عند الكعبة ومعه أبو بكر الصديق وفي يدها فهر من جارة فلما وقفت عليهما أخذ الله ببصرها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا ترى إلا ابا بكر فقالت يا أبا بكر أين صاحبك فقد بلغني أنه يهجوني والله لو وجدته لضربت بهذا الفهر فاه
ثم انصرفت فقال أبو بكر يا رسول الله اما تراها رأتك فقال ما رأتني لقد أخذ الله ببصرها عني
وكانت قريش إنما تسمي رسول الله صلى الله عليه وسلم مذمما ثم يسبونه فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ألا تعجبون لما صرف الله عني أذى قريش يسبون مذمما وأنا محمد

وقد آذى أمية بن خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقد كان إذا رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم همزة ولمزة فأنزل الله تعالى فيه ( ويل لك همزة لمزة الذي جمع مالا وعدده يحسب أن ماله أخلده كلا لينبذن في الحطمة وما أدراك ما الحطمة نار الله الموقدة التي تطلع على الأفئدة إنها عليهم مؤصدة في عمد ممددة )
قال ابن هشام الهمزة الذي يشتم الرجل علانية ويكسر عينيه

وكان خباب بن الأرت صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم قينا بمكة يعمل السيوف وكان قد باع من العاص أبن وائل سيوفا عملها له حتى كان له مال فجاءه يتقاضاه فقال له يا خباب أليس يزعم محمد صاحبكم هذا الذي أنت على دينه أن في الجنة ما ابتغى أهلها من ذهب أو فضة أو ثياب أو خدم قال خباب بلى قال فأنظرني الى يوم القيامة يا خباب حتى أرجع الى تلك الدار فأقضيك هناك حقك فوالله لا تكون أنت وأصحابك يا خباب آثر عند الله مني ولا أعظم حظا في ذلك فأنزل الله تعالى فيه ( أفرأيت الذي كفر بأياتنا وقال لأوتين مالا وولدا أطلع الغيب الى قوله تعالى ونرثه ما يقول ويأتينا فردا )

ولقي أبو جهل بن هشام رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما بلغني فقال له والله يا محمد لتتركن سب آلهتنا أو لنسبن إلهك الذي تعبد فأنزل الله تعالى فيه( ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم ) فكف رسول الله صلى الله عليه وسلم عن سلب آلهتهم وجعل يدعوهم الى الله

وكان والنضر بن الحارث بن علقمة إذا جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم مجلسا فدعا فيه الى الله تعالى وتلا فيه القرآن وحذر قريشا ما أصاب الأمم الخالية خلفه في مجلسه إذا قام فحدثهم عن رستم السنديد وعن أسفنديار وملوك فارس ثم يقول والله ما محمد باحسن حديثا مني وما أحاديثه إلا أساطير الأولين أكتتبها كما اكتتبتها فأنزل الله فيه ( وقالوا اساطير الأولين اكتتبها فهي تملى عليه بكرة واصيلا قل أنزله الذي يعلم السر في السموات والأرض إنه كان غفورا رحيما ) ونزل فيه ( إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأولين ) ونزل فيه ( ويل لكل أفاك أثيم يسمع آيات الله تتلى عليه ثم يصر مستكبرا كأن لم يسمعها كأن في أذنيه وقرا فبشره بعذاب أليم )

أبي ابن خلف وعقبة بن أبي معيط وكانا متصافيين حسنا ما بينهما فكان عقبة قد جلس الى رسول الله وسمع منه فبلغ ذلك ابيا فأتى عقبة فقال ألم يبلغني أنك جالست محمد وسمعت منه قال وجهي من وجهك حرام أن أكلمك واستغلظ من اليمين إن أنت جلست إليه أو سمعت منه أو لم تأته فتتفل في وجهه ففعل ذلك عدو الله عقبة بن أبي معيط لعنه الله فأنزل الله تعالى فيهما ( ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا ) الى قوله تعالى ( للإنسان خذولا )

واعترض الأسود بن المطلب والوليد بن المغيرة وأمية بن خلف والعاص بن وائل السهمي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يطوف بالكعبة وكانوا ذوي أسنان في قومهم فقالوا يا محمد هلم فلتعبد ما تعبد وتعبد ما نعبد فنشترك نحن وأنت في الأمر فإن كان الذي تعبد خيرا مما نعبد كنا قد أخذنا بحظنا منه وإن كان ما نعبد خيرا مما تعبد كنت قد أخذت بحظك منه فأنزل الله تعلى فيهما ( قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون ولا أنتم عابدون ما أعبد ولا أنا عابد ما عبدتم ولا أنتم عابدون ما أعبد لكم دينكم ولي دين أي إن كنتم لا تعبدون الله إلا ان أعبد ما تعبدون فلا حاجة لي بذلك منكم لكم دينكم جميعا ولي دين )

.. يتبع ..

muslima04 10-09-2004 10:12 AM

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته


جزاك الله خيرا.

الوافـــــي 23-10-2004 05:40 PM

وجزاك الله خيراً أنتي أيضا أختي الكريمة مسلمة .. :)

الوافـــــي 23-10-2004 06:06 PM

ذكر الإسراء والمعراج

رواية ابن مسعود عن الإسراء يقول :
أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبراق وهي الدابة التي كانت تحمل عليها الأنبياء قبله تضع حافرها في منتهى طرفها فحمل عليها ثم خرج به صاحبه يرى الآيات فيما بين السماء والأرض حتى انتهى الى بيت المقدس فوجد فيه إبراهيم الخليل وموسى وعيسى في نفر من الأنبياء قد جمعوا له فصلى بهم ثم أتى بثلاثة آنية إناء فيه لبن وإناء فيه خمر وإناء فيه ماء قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمعت قائلا يقول حين عرضت علي إن أخذ الماء غرق وغرقت أمته وإن أخذ الخمر غوي وغوت أمته وإن أخذ اللبن هدي وهديت أمته قال فأخذت إناء اللبن فشربت منه فقال لي جبريل عليه السلام هديت وهديت أمتك يا محمد

رواية الحسن : أنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بينا أنا نائم في الحجر إذ جاءني جبريل فهمزني بقدمه فجلست فلم ار شيئا فعدت الى مضجعي فجاءني الثانية فهمزني بقدمه فجلست ولم أر شيئا فعدت الى مضجعي فجاءني الثالثة فهمزني بقدمه فجلست فأخذ بعضدي فقمت معه فخرج بي الى باب المسجد فإذا دابة أبيض بين البغل والحمار في فخذيه جناحان يحفز بهما رجله يضع يده في منتهى طرفه فحملني عليه ثم خرج معي لا يفوتني ولا أفوته
رواية قتادة قال ابن اسحاق وحدثت عن قتادة أنه قال حدثت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لما دنوت منه لأركبه شمس فوضع جبريل يده على معرفته ثم قال ألا تستحي يا براق مما تصنع فوالله ما ركبك عبد لله قبل محمد أكرم عليه منه قال فاستحيا حتى ارفض عرقا ثم قر حتى ركبته

عودة الى رواية الحسن :قال فمضى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومضى جبريل عليه السلام معه حتى انتهى به الى بيت المقدس فوجد فيه إبراهيم وموسى وعيسى في نفر من الأنبياء فأمهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى بهم ثم اتى بإناءين في أحدهما خمر وفي الأخر لبن قال فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم إناء اللبن فشرب منه وترك إناء الخمر قال فقال له جبريل هديت للفطرة وهديت أمتك يا محمد وحرمت عليكم الخمر ثم انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم الى مكة فلما أصبح غدا على قريش فأخبرهم الخبر فقال أكثر الناس هذا والله الإمر البين والله إن العير لتطرد شهرا من مكة إلى الشام مدبرة وشهرا مقبلة أفيذهب ذلك محمد في ليلة واحدة ويرجع الى مكة قال فارتد كثير ممن كان أسلم وذهب الناس الى أبي بكر فقالوا له هل لك يا أبا بكر في صاحبك يزعم انه قد جاء هذه الليلة بيت المقدس وصلى فيه ورجع الى مكة قال فقال لهم أبو بكر إنكم تكذبون عليه فقالوا بلى ها هو ذاك في المسجد يحدث به الناس فقال ابو بكر والله لئن كان قاله لقد صدق فما يعجبكم من ذلك فوالله إنه ليخبرني أن الخبر ليأتيه من السماء إلى الأرض في ساعة من ليل أو نهار فأصدقه فهذا أبعد مما تعجبون منه ثم اقبل حتى انتهى الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا نبي الله أحدثت هؤلاء القوم أنك جئت بيت المقدس هذه الليلة قال نعم قال يا نبي الله فصفه لي فإني قد جئته قال الحسن فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فرفع لي حتى نظرت إليه فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يصفه لأبي بكر ويقول أبو بكر صدقت أشهد أنك رسول الله كلما وصف له منه شيئا قال صدقت أشهد أنك رسول الله حتى إذا انتهى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر وأنت يا أبا بكر الصديق فيومئذ سماه الصديق

وأنزل الله تعالى فيمن ارتد عن إسلامه لذلك وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس والشجرة الملعونة في القرآن ونخوفهم فما يزيد إلا طغيانا كبيرا

فهذا حديث الحسن عن مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم وما دخل فيه من حديث قتادة
رواية عائشة قال ابن اسحاق حدثني بععض آل أبي بكر أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم كانت تقول ما فقد جسد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن الله أسرى بروحه
رواية معاوية قال ابن اسحاق وحدثني يعقوب بن عتبة بن المغيرة بن الأخنس أن معاوية بن ابي سفيان كان إذا سئل عن مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كانت رؤيا من الله تعالى صادقة

الإسراء رؤيا

فلم ينكر ذلك من قولهما لقول الحسن إن هذه الآية نزلت في ذلك قول الله تبارك وتعالى ( وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس ) ولقول الله تعالى في الخبر عن إبراهيم عليه السلام ( إذ قال لابنه يا بني إني أرى في المنام أني اذبحك ) ثم مضى على ذلك فعرفت أن الوحي من الله يأتي الأنبياء أيقاظا ونياما

قال ابن اسحاق وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما بلغني يقول تنام عيناي وقلبي يقظان والله أعلم أي ذلك كان قد جاءه وعاين فيه ما عاين من أمر الله على أي حاليه كان نائما أو يقظان كل ذلك حق وصدق

.. يتبع ..

الوافـــــي 23-10-2004 06:09 PM

وصفه صلى الله عليه وسلم إبراهيم وموسى وعيسى قال ابن اسحاق وزعم الزهرى عن سعيد بن المسيب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وصف لأصحابه إبراهيم وموسى وعيسى حين رآهم في تلك الليلة فقال أما إبراهيم فلم أر رجلا أشبه قط بصاحبكم ولا صاحبكم أشبه به منه وأما موسى فرجل آدم طويل ضرب جعد أقنى كأنه من رجال شنوءة وأما عيسى ابن مريم فرجل أحمر بين القصير والطويل سبط الشعر كثير خيلان الوجه كأنه خرج من ديماس تخال رأسه يقطر ماء وليس به ما أشبه رجالكم به عروة بن مسعود الثقفي

علي بن أبي طالب يصف الرسول صلى الله عليه وسلم

وكانت صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما ذكر عمر مولى غفرة عن إبراهيم بن محمد بن علي بن أبي طالب قال : كان علي بن ابي طالب عليه السلام إذا نعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لم يكن بالطويل الممغط ولا القصير المتردد وكان ربعة من القوم ولم يكن بالجعد القطط ولا السبط كان جعدا رجلا ولم يكن بالمطهم ولا المكلثم وكان ابيض مشربا أدعج العينين اهدب الأشفار جليل المشاش والكتد دقيق المسربة أجرد شثن الكفين والقدمين إذا مشى تقلع كأنما يمشي في صبب وإذا التفت التفت معا بين كتفيه خاتم النبوة وهو خاتم النبيين أجود الناس كفا وأجرأ الناس صدرا وأصدق الناس لهجة وأوفى الناس ذمة وألينهم عريكة وأكرمهم عشرة من رآه بديهة هابه ومن خالطه أحبه يقول ناعته لم أر قبله ولا بعده مثله صلى الله عليه وسلم


.. يتبع ..

الوافـــــي 23-10-2004 06:11 PM

رواية أم هانئ عن الإسراء

كان فيما بلغني عن أمر هانئ بنت أبي طالب رضي الله عنها واسمها هند في مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنها كانت تقول ما أسري برسول الله صلى الله عليه وسلم إلا وهو في بيتي نائم عندي تلك الليلة في بيتي فصلى العشاء الآخرة ثم نام ونمنا فلما كان قبيل الفجر أهبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما صلى الصبح وصلينا معه قال يا أم هانىء لقد صليت معكم العشاء الآخرة كما رأيت بهذا الوادي ثم جئت بيت المقدس فصليت فيه ثم صليت صلاة الغداة معكم كما ترين ثم قام ليخرج فأخذت بطرف ردائه فتكشف عن بطنه كأنه قطبية مطوية فقلت له يا نبي الله لا تحدث بهذا للناس فيكذبوك ويؤذوك قال والله لاحدثنهموه قالت فقلت لجارية لي حبشية ويحك اتبعي رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى تسمعي ما يقول للناس وأما يقولون له فلما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم الى الناس أخبرهم فعجبوا وقالوا ما آية ذلك يا محمد فإنا لم نسمع بمثل هذا قط قال آية ذلك أني مررت بعير بني فلان بوادي كذا وكذا فأنفرهم حس الدابة فند لهم بعير فدللتهم عليه وأنا متوجه الى الشام ثم أقبلت حتى إذا كنت بضجنان مررت بعير بني فلان فوجدت القوم نياما ولهم إناء فيه ماء قد غطوا عليه بشيء فكشفت غطاءه وشربت ما فيه ثم غطيت عليه كما كان وآية ذلك ان عيرهم الآن يصوب من البيضاء ثنية التنعيم يقدمها جمل أورق عليه غرارتان إحداهما سوداء والأخرى برقاء قالت فابتدر القوم الثنية فلم يلقهم أول من الجمل كما وصف لهم وسألوهم عن الإناء فأخبروهم أنهم وضعوه مملوءا ماء ثم غطوه وإنهم هبوا فوجدوه مغطى كما غطوه ولم يجدوا فيه ماء وسألوا الآخرين وهم بمكة فقالوا صدق والله لقد أنفرنا في الوادي الذي ذكر وند لنا بعير فسمعنا صوت رجل يدعونا إليه حتى أخذناه

.. يتبع ..

الوافـــــي 23-10-2004 06:18 PM

قصة المعراج

الرسول صلى الله عليه وسلم يصعد الى السماء الأولى

وقال ابن اسحاق وحدثني من لا أتهم عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :

لما فرغت مما كان في بيت المقدس أتي بالمعراج ولم أر شيئا قط أحسن منه وهو الذي يمد إليه ميتكم عينيه إذا حضر فأصعدني صاحبي فيه حتى انتهى بي الى باب من أبواب السماء يقال له باب الحفظة عليه ملك من الملائكة يقال له إسماعيل تحت يديه اثنا عشر ألف ملك تحت يدي كل ملك منهم اثنا عشر ألف ملك قال يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم حين حدث بهذا الحديث وما يعلم جنود ربك إلا هو فلما دخل بي قال من هذا يا جبريل قال محمد قال أوقد بعث قال نعم قال فدعا لي بخير .
وقال عليه الصلاة والسلام : تلقتني الملائكة حين دخلت السماء الدنيا فلم يلقني ملك إلا ضاحكا مستبشرا يقول خيرا ويدعو به حتى لقيني ملك من الملائكة فقال مثل ما قالوا ودعا بمثل ما دعوا به إلا أنه لم يضحك ولم أر منه البشر مثل ما رأيت من غيره فقلت لجبريل يا جبريل من هذا الملك الذي قال لي كما قالت الملائكة ولم يضحك ولم ار منه من البشر مثل الذي رأيت من غيره قال فقال لي جبريل أما إنه لو ضحك إلى احد كان قبلك أو كان ضاحكا الى احد بعدك لضحك إليك ولكنه لا يضحك هذا مالك صاحب النار

من صفات جهنم أعاذنا الله منها

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت لجبريل وهو من الله تعالى بالمكان الذي وصف لكم مطاع ثم أمين ألا تأمره أن يريني النار فقال بلى يا مالك أر محمدا النار قال فكشف عنها غطاءها فقال ففارت وارتفعت حتى ظننت لتأخذن ما أرى قال فقلت لجبريل يا جبريل مره فليردها الى مكانها قال فأمره فقال لها اخبى فرجعت الى مكانها الذي خرجت منه فما شبهت رجوعها إلا وقوع الظل حتى إذا دخلت من حيث خرجت رد عليها غطاءها

عرض الأرواح على آدم عليه السلام

و قال صلى الله عليه وسلم لما دخلت السماء الدنيا رأيت بها رجلا جالسا تعرض عليها أرواح بني آدم فيقول لبعضها إذا عرضت عليها خيرا ويسر به ويقول روح طيبة خرجت من جسد طيب ويقول لبعضها إذا عرضت عليه أف ويعبس بوجهه ويقول روح خبيثة خرجت من جسد خبيث قال قلت من هذا جبريل قال هذا أبوك آدم تعرض عليه أرواح ذريته فإذا مرت به روح المؤمن منهم سر بها وقال روح طيبة خرجت من جسد طيب وإذا مرت به روح الكافر منهم أنف منها وكرهها وساءه ذلك وقال روح خبيثة خرجت من جسد خبيث

أكلة أموال اليتامي ظلما

وقال ثم رأيت رجالا لهم مشافر كمشافر الإبل في أيديهم قطع من نار كالأفهار يقذفونها في أفواههم فتخرج من ادبارهم فقلت من هؤلاء يا جبريل قال هؤلاء أكله أمول اليتامي ظلما

أكلة الربا

وقال : ثم رأيت رجالا لهم بطون لم ار مثلها قط بسبيل آل فرعون يمرون عليهم كالإبل المهيومة حين يعرضون على النار يطئونهم لا يقدرون على أن يتحولوا من مكانهم ذلك قال قلت من هؤلاء يا جبريل قال هؤلاء أكلة الربا

الزناة من بني آدم

قال ثم رأيت رجالا بين أيديهم لحم سمين طيب الى جنبه لحم غث منتن يأكلون من الغث المنتن ويتركون السمين الطيب قال قلت من هؤلاء يا جبريل قال هؤلاء الذين يتركون ما أحل الله لهم من النساء ويذهبون الى ما حرم الله عليهم منهن من نسبت ابنا لزوجها من غيره قال ثم رأيت نساء معلقات بثديهن فقلت من هؤلاء يا جبريل قال هؤلاء اللاتي أدخلن على الرجال من ليس من أولادهم

قال ابن اسحاق وحدثني جعفر بن عمرو عن القاسم بن محمد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اشتد غضب الله على امرأة أدخلت على قوم من ليس منهم فأكل حرائبهم وطلع على عوراتهم

.. يتبع ..

الوافـــــي 23-10-2004 06:24 PM

صعوده صلى الله عليه وسلم الى السموات الأخر وما رأى منها

قال ثم أصعدني الى السماء الثانية فإذا فيها ابنا الخالة عيسى ابن مريم ويحيى بن زكريا
قال ثم أصعدني الى السماء الثالثة فإذا فيها رجل صورته كصورة القمر ليلة البدر قال قلت من هذا يا جبريل قال هذا أخوك يوسف ابن يعقوب
قال ثم أصعدني الى السماء الرابعة فإذا فيها رجل فسألته من هو قال هذا إدريس قال يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ورفعناه مكانا عليا
قال ثم أصعدني الى السماء الخامسة فإذا فيها كهل أبيض الرأس واللحية عظيم العثنون لم أر كهلا أجمل منه قالت قلت من هذا يا جبريل قال هذا المحبب في قومه هارون ابن عمران
قال ثم أصعدني الى السماء السادسة فإذا فيها رجل آدم طويل أقنى كأنه من رجال شنوءة فقلت له من هذا يا جبريل قال هذا أخوك موسى بن عمران
ثم أصعدني الى السماء السابعة فإذا فيها كهل جالس على كرسي الى باب البيت المعمور يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يرجعون فيه الى يوم القيامة لم أر رجلا أشبه بصاحبكم ولا صاحبكم أشبه به منه قال قلت من هذا يا جبريل قال هذا أبوك إبراهيم
قال ثم دخل بي الجنة فرأيت فيها جارية لعساء فسألتها لمن أنت وقد أعجبتني حين رأيتها فقالت لزيد بن حارثة فبشر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد بن حارثة

فرض الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم

ومن حديث ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما بلغني أن جبريل لم يصعد به الى سماء من السموات إلا قالوا له حين يستأذن في دخولها من هذا يا جبريل فيقول محمد فيقولون أوقد بعث إليه فيقول نعم فيقولون حياه الله من اخ وصاحب حتى انتهى به الى السماء السابعة ثم انتهي به الى ربه ففرض عليه خمسين صلاة في كل يوم ، وكان موسى بن عمران عليه السلام يطلب منه عليه الصلاة والسلام سؤال ربه التخفيف عن أمته في أمر الصلاة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقبلت راجعا فلما مررت بموسى بن عمران ونعم الصاحب كان لكم سألني كم فرض عليك من الصلاة فقلت خمسين صلاة كل يوم فقال إن الصلاة ثقيلة وإن أمتك ضعيفة فارجع الى ربك فاسأله أن يخفف عنك وعن أمتك فرجعت فسألت ربي أن يخفف عني وعن أمتي فوضع عني عشرا ثم انصرفت فمررت على موسى فقال لي مثل ذلك فرجعت فسألت ربي أن يخفف عني وعن أمتى فوضع عني عشرا ثم انصرفت فمررت على موسى فقال لي مثل ذلك فرجعت فسألت ربي فوضع عني عشرا ثم لم يزل يقول لي مثل ذلك كلما رجعت إليه قال فارجع فاسأل ربك حتى انتهيت الى أن وضع ذلك عني إلا خمس صلوات في كل يوم وليلة ثم رجعت الى موسى فقال لي مثل ذلك فقلت قد راجعت ربي وسألته حتى استحييت منه فما أنا بفاعل
فمن أداهن منكم إيمانا بهن واحتسابا لهن كان له أجر خمسين صلاة

.. يتبع ..


Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.