أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية

أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com/index.php)
-   الخيمة الإسلامية (http://hewar.khayma.com/forumdisplay.php?f=8)
-   -   قصص الأنبيــــــاء ... (http://hewar.khayma.com/showthread.php?t=36769)

الوافـــــي 06-03-2006 03:12 PM

وجزاك أنتِ أيضا أختي الفاضلة خير الجزاء
وسأكمل ما بدأته بإذن الله

الوافـــــي 08-03-2006 03:29 PM

حجة الوداع ( 632م - 10 هجرياً )

بعد النصر الكبير الذى فتحه الله تعالى على نبيه صلى الله عليه وسلم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أكثر من مائة ألف من المسلمين للحج , و عند جبل عرفات ألقى رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبتة الخالدة التى تعتبر دستوراً للدولة الإسلامية الجديدة منادياً بالمساواة بين البشر مبيناً قواعد الإسلام , حيث قال صلى الله عليه وسلم : (( أيها الناس : إسمعوا قولى فإنى لا أدرى لعلى لا ألقاكم بعد عامى هذا , إن ربكم واحد , و إن أباكم واحد , كلكم لآدم و آدم من تراب , إن أكرمكم عند الله أتقاكم , لا فضل لعربى على أعجمى ولا لأبيض على أسود إلا بالتقوى, ألا هل بلغت ......... اللهم فأشهد )) , وكانت هذة الخطبة بمثابة تثبيت للصحابة و المسلمون رضى الله عنهم و كانت بمثابة نعى لرسول الله صلى الله عليه وسلم , بعدها أتم الرسول صلى الله عليه وسلم الحجة و لم يمض على حجة الوداع سوى ثلاثة أشهر حتى مرض رسول الله مرضاً شديداً بالحمى مدة قصيرة أنتقل بعدها لجوار ربه تعالى عز و جل و سوف ينتقل بنا الحديث إلى أرق وأصعب لحظات فى تاريخ البشرية و فى تاريخ أمة محمد صلى الله عليه وسلم .

.. يتبع ..

الوافـــــي 08-03-2006 03:40 PM

ما قبل وفاته صلى الله عليه وسلم


كانت آخر حجة للنبي صلى الله عليه وسلم حجة الوداع وبينما هو هناك ينزل قول الله عز وجل
( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً )
فبكى أبو بكر الصديق رضي الله عنه فقال الرسول صلى الله عليه وسلم ما يبكيك في الآية فقال: هذا نعي رسول الله عليه السلام.

ورجع الرسول من حجة الوداع وقبل الوفاة بتسعة أيام نزلت آخر آية في القرآن:
"واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون"

وبدأ الوجع يظهر على الرسول صلى الله عليه وسلم
فقال أريد أن ازور شهداء أحد فذهب لشهداء أحد ووقف على قبور الشهداء
وقال: السلام عليكم يا شهداء أحد أنتم السابقون ونحن إن شاء الله بكم لاحقون واني بكم إن شاء الله لاحق.

وهو راجع بكى الرسول صلى الله عليه وسلم
فقالوا ما يبكيك يا رسول الله قال: اشتقت لأخواني
قالوا: أولسنا إخوانك يا رسول الله قال: لا انتم أصحابي أما أخواني فقوم يأتون من بعدي يؤمنون بي ولا يروني.

وقبل الوفاة بثلاث أيام بدأ الوجع يشتد عليه وكان ببيت السيدة ميمونة فقال اجمعوا زوجاتي
فجمعت الزوجات فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أتأذنون لي أن أمر ببيت عائشة فقلن آذنا لك يا رسول الله، فأراد أن يقوم فما استطاع فجاء علي بن أبي طالب والفضل بن العباس فحملوا النبي فطلعوا به من حجرة السيدة ميمونة إلى حجرة السيدة عائشة رضي الله عنها

فالصحابة أول مرة يرون النبي محمول على الأيادي
فتجمع الصحابة وقالوا: مالِ رسول الله مالِ رسول الله وتبدأ الناس تتجمع بالمسجد.

ويبدأ المسجد يمتلأ بالصحابة ويحمل النبي إلى بيت عائشة.
فيبدأ الرسول يعرق ويعرق ويعرق وتقول السيدة عائشة أنا بعمري لم أرى أي إنسان يعرق بهذه الكثافة، فتأخذ يد الرسول صلى الله عليه وسلم وتمسح عرقه بيده
"فلماذا تمسح بيده هو وليس بيدها"
تقول عائشة: إن يد رسول الله أطيب وأكرم من يدي فلذلك أمسح عرقه بيده هو وليس بيدي أنا ( فهذا تقدير للنبي )

تقول السيدة عائشة فأسمعه يقول:
لا إله إلا الله إن للموت لسكرات، لا إله إلا الله إن للموت لسكرات
فكثر اللفظ أي ( بدأ الصوت داخل المسجد يعلو )
فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما هذا؟
فقالت عائشة:إن الناس يخافون عليك يا رسول الله
فقال احملوني إليهم فأراد أن يقوم فما استطاع، فصبوا عليه سبع قرب من الماء لكي يفيق فحمل النبي وصعد به إلى المنبر فكانت آخر خطبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وآخر كلمات لرسول الله صلى الله عليه وسلم وآخر دعاء لرسول الله صلى الله عليه وسلم

قال النبي: أيها الناس كأنكم تخافون علي،
قالوا: نعم يا رسول الله
فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: أيها الناس موعدكم معي ليس الدنيا موعدكم معي عند الحوض، والله لكأني انظر إليه من مقامي هذا.
أيها الناس والله ما الفقر أخشى عليكم ولكني أخشى عليكم الدنيا أن تنافسوها كما تنافسها اللذين من قبلكم فتهلككم كما أهلكتهم
ثم قال صلى الله عليه وسلم: أيها الناس الله الله بالصلاة الله الله بالصلاة..
وتعني هذه العبارة ( حلفتكم بالله حافظوا على الصلاة ) فظل يرددها
ثم قال: أيها الناس اتقوا الله في النساء، أوصيكم بالنساء خيراً، ثم قال: أيها الناس إن عبداً خيّره الله بين الدنيا وبين ما عند الله فأختار ما عند الله فما أحد فهم من هو العبد الذي يقصده فقد كان يقصد نفسه أن الله خيّره ولم يفهم سوى أبو بكر الصديق وكان الصحابة معتادين عندما يتكلم الرسول يبقوا ساكتين كأنه على رؤوسهم الطير فلما سمع أبو بكر كلام الرسول فلم يتمالك نفسه، فعلا نحيبه ( البكاء مع الشهقة )

وفي وسط المسجد قاطع الرسول صلى الله عليه وسلم وبدأ يقول له: فديناك بآبائنا يا رسول الله، فديناك بأمهاتنا يا رسول الله، فديناك بأولادنا يا رسول الله، فديناك بأزواجنا يا رسول الله، فديناك بأموالنا يا رسول الله ويردد ويردد فنظر الناس إلى أبو بكر شظراً ( كيف يقاطع الرسول بخطبته ) فقال الرسول: أيها الناس فما منكم من احد كان له عندنا من فضل إلا كافأناه به إلا أبو بكر فلم استطع مكافأته، فتركت مكافأته إلى الله عز وجل، كل الأبواب إلى المسجد تسد إلا أبواب أبو بكر لا يسد أبداً

ثم بدأ يدعي لهم ويقول آخر دعوات قبل الوفاة أراكم الله حفظكم الله نصركم الله ثبتكم الله أيدكم الله حفظكم الله

وآخر كلمة قبل أن ينزل عن المنبر موجه للأمة من على منبره:
أيها الناس اقرءوا مني السلام على من تبعني من أمتي إلى يوم القيامة.
وحُمل مرة أخرى إلى بيته.

فدخل عليه وهو بالبيت عبد الرحمن ابن أبي بكر وكان بيده سواك فظل النبي صلى الله عليه وسلم ينظر إلى السواك ولم يستطع أن يقول أريد السواك
فقالت عائشة: فهمت من نظرات عينيه أنه يريد السواك فأخذت السواك من يد الرجل فاستكت به - أي وضعته بفمها - لكي ألينه للنبي وأعطيته إياه فكان آخر شي دخل إلى جوف النبي هو ريقي ( ريق عائشة )

فتقول عائشة: كان من فضل ربي عليّ أنه جمع بين ريقي وريق النبي قبل أن يموت ثم دخلت ابنته فاطمة فبكت عند دخولها ( بكت لأنها كانت معتادة كلما دخلت على الرسول وقف وقبلها بين عينيها ولكنه لم يستطع الوقوف لها )

فقال لها الرسول صلى الله عليه وسلم : ادني مني يا فاطمة فهمس لها بأذنها فبكت، ثم قال لها الرسول صلى الله عليه وسلم مرة ثانية: ادني مني يا فاطمة فهمس لها مرة أخرى بأذنها فضحكت

فبعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم سألوا فاطمة ماذا همس لك فبكيتي؟ وماذا همس لك فضحكت؟!!

قالت فاطمة: لأول مرة قال لي يا فاطمة إني ميت الليلة. فبكيت
ولما وجد بكائي رجع وقال لي: أنت يا فاطمة أول أهلي لحاقاً بي فضحكت!

الوافـــــي 08-03-2006 03:41 PM

وفاة النبي صلى الله عليه وسلم

فقال الرسول: اخرجوا من عندي بالبيت
وقال: ادني مني يا عائشة ونام على صدر زوجته السيدة عائشة
فقالت السيدة عائشة: كان يرفع يده للسماء ويقول ( بل الرفيق الأعلى بل الرفيق الأعلى )
فتعرف من خلال كلامه أنه يُخّير بين حياة الدنيا أو الرفيق الأعلى.

فدخل الملك جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم
وقال: ملك الموت بالباب ويستأذن أن يدخل عليك وما استأذن من أحد قبلك
فقال له إإذن له يا جبريل،
ودخل ملك الموت وقال: السلام عليك يا رسول الله أرسلني الله أخيرك بين البقاء في الدنيا وبين أن تلحق بالله
فقال النبي: بل الرفيق الأعلى بل الرفيق الأعلى
وقف ملك الموت عند رأس النبي ( كما سيقف عند رأس كل واحد منا )
وقال: أيتها الروح الطيبة روح محمد ابن عبد الله، اخرجي إلى رضى من الله ورضوان ورب راضٍ غير غضبان

تقول السيدة عائشة: فسقطت يد النبي صلى الله عليه وسلم وثقل رأسه على صدري فقد علمت أنه قد مات ، وتقول ما أدري ما أفعل فما كان مني إلا أن خرجت من حجرتي إلى المسجد حيث الصحابة
وقلت: مات رسول الله مات رسول الله مات رسول الله
فأنفجر المسجد بالبكاء
فهذا عليٌّ أُقعد من هول الخبر
وهذا عثمان بن عفان كالصبي يأخذ بيده يميناً ويساراً
وهذا عمر بن الخطاب قال: إذا أحد قال أنه قد مات سأقطع رأسه بسيفي إنما ذهب للقاء ربه كما ذهب موسى للقاء ربه ، أما أثبت الناس كان أبو بكر رضي الله عنه فدخل على النبي وحضنه وقال واخليلاه واحبيباه واأبتاه وقبّل النبي
وقال: طبت حياً وطبت ميتاً فخرج أبو بكر رضي الله عنه إلى الناس
وقال: من كان يعبد محمداً فمحمداً قد مات ومن كان يعبد الله فان الله باقي حي لا يموت
ثم ( قالت ) خرجت أبكي وأبحث عن مكان لأكون وحدي وأبكي لوحدي

هذه هي النهاية

فديتك بكل عزيز وغالي يا رسول الله اللهم صلي على حبيبك محمد وسلم تسليماً كثيراً


Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.