صبرا ً وإن ظلم الزمان وجارا... ورأيت حولك عنوة أسوارا
لا تعجبن ْ, إن الحياة معلم ٌ ... أرأيت فيها دائما ً ديـّارا؟
دم راحلا ً وادع ُ الإله مليكنا... لا ترتجي من غيره استـنصارا


لا هذه ليست الناهية, هي النافية المتضمنة للإخبار والنهي ولهذا لم تجزم هنا كقوله تعالى: لا يمسـُّه إلا المطهرون. أحببت أن أذكر هذه الفائدة من باب المراجعة

أخي جمال: بسيطة يا راجل أنتم السابقون والله يستر

وعد الإله الصابرين بجنة......والفوز يوم الحشر والميزان
فالله أسأله السلامة والرضى.....وكذا الثبات على خطى العدنان

حقا لقد ظلم الزمانُ وجارا…...……لكنّهُ أهدانيَ الأخيـارا
لي فيكمُ عِوَضٌ وليسَ بغابنٍ ..…من بالدراهمِ أبدَلَ الأبرارا
أنعمْ بصيدٍ كالمُدامِ حديثُهمْ…… يجلو هموماً كنّ قبلُ كبارا

الأخ جمال : يبدو أن أختنا أم محمد جعلتك تكبر سريعا ، فما السبب يا ترى ؟؟؟؟؟ ( مرة تعتب على الكبر وأخرى على البصر ) . وفقك الله تعالى .
أختي الفاضلة ميموزا : أنا معجب ، ومعجب جدا بنقدك الرائع المفيد ، الذي ينم عن ذكاء حاد وبصيرة لماحة تحسدين عليها ( طبعا حسد غبطة ) ولا أخفيك سرا أني في كثير من الأحيان أتتبع المواضيع ذات العناوين الملفتة للنظر لأقرأ تعليقك عليها ، فأستفيد منه ، وأجد نفسي ألتذ بنقدك الذي يحذره الجميع ، وربما خافوه ، ومن قبل كنت أتابع تعليقاتك على المواضيع القديمة ، ورأيت كيف وُجِّهت لك الاتهامات بالقسوة ووو ، ولكن كنت أقول : ولو يعلم أحدنا قيمة النقد ( طبعا النقد البناء ، البعيد عن التجريح ) لأكرم من ينتقده بهدية تكون جزاء له ، وأضعف الإيمان أن تكون هدية كلامية بأن يقول : جزاك الله خيرا ، لأن الذهب كلما عرض على النار ذهب خبثه ، وزاد بريقه . وكلنا يذكر قول الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه : رحم الله امرءا أهدى إليَّ عيوبي .
وهنا أنقل معنى ما قرأته للأديب الكبير الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله تعالى ، فقد قال فيما معناه : إني لأسرُّ ممن ينتقدني ( يقصد في مقالاته ) أكثر ممن يمدحني ، فالذي ينتقدني يريدني أن أكون أفضل وأحسن مما أنا عليه ، وأما من يمدحني فكأن لسان حاله يقول : إنك لم تحسن من قبل وقد أحسنت اليوم .
طبعا أنا لا أؤيده إن كان يقصد هذا بشكل مطلق ، ولكنه في كثير من الأحيان يكون هذا الأمر صحيحا.
ونأتي الآن إلى استغرابك من تأييدي وتأييد جمال للأخ سلاف على نظرته التشاؤمية للحياة ، أقول : إن كانت هذه نظرته للحياة فإني لا أؤيده ، وأدعوه إلى التفاؤل كما ذكرتِ أنت ، ولكني لم ألمس أن هذه كانت نظرته ، وكأني به يصف واقعا مريرا نعيشه ونتفاؤل أن تزول مرارته ، مع العلم أنه ما من يوم إلا والذي بعده شر منه حتى تقوم الساعة ، كما قال عليه الصلاة والسلام . فلمست منه الحال الذي وصفه نبينا صلى الله عليه وسلم بقوله : إذَا رَأَيْتَ شُحّا مُطَاعاً، وَهَوًى مُتّبَعاً، وَدُنْيَا مؤْثَرَةً ، وَإعْجَابَ كُلّ ذِي رَأْيٍ بِرَأْيِهِ، فَعَلَيْكَ بِنَفْسِكَ ، وَدَعْ عَنْكَ الْعَوَامّ.
وإنا نتفاءل بالخير علنا نجده . ولك كل التحية والتقدير .

أرجو أن أقرأ تعليقاتك على قصائد الأستاذ جمال يا أخت ميموزا .

أخي الذهبي:
زادك الله حكمة وبراعة في التعبير. أوافق الرأي في الأخت ميموزا. وأطربني استعمالك ربما في معرض التحقيق عندما قلت:
" وأجد نفس ألتذ بنقدك الذي يحذره الجميع ، وربما خافوه ". ولعلك استفدت من عسى في قوله تعالى :" فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده ". ولا يُنسى أن الأخت ميموزا لها فضل مساعدتك في إكساب ربما هذا المعنى.
وأقدم لما سأقوله بهذه النكتة الحقيقية :
سافر أحدهم لأميركا للدراسة وكانت لغته الانجليزية متواضعة، وقطع الإشارة وهي حمراء، فأوقفه الشرطي، وسأله لماذا خالف، فأراد أن يقول إن الإشارة كانت صفراء وغاب عنه معنى صفراء بالانجليزية فقال:" It was not too red "
وأنا يا أخي لست شديد الخوف من الأخت ميموزا، ولكنها لديها من تقنية النقد وادواته - والذكاء أولها- ما يمكنها من تحليل طيف النص الذي تشاء لتستخرج منه المركب الأحمر . فهي كمن له القدرة ليستخرج أي أثر للون الأحمر في الإشارة الصفراء أو حتى الخضراء متى أراد أن يحرر مخالفة . وهذا ما يخيف. أقول هذا وأنا لست شديد الارتعاد. والله يستر.

شكرا لك أخي الحبيب سلاف على هذا الرد اللطيف ، لقد جعلتني أضحك طربا لردك ، لقصة هذا الشاب ذي الإنكليزية المتواضعة مثل إنكليزيتي ، ولكلامك عن ميموزا ، لقد أدخلت السرور إلى قلبي ، زادك الله سرورا ، وأدخل الفرحة والسرور إلى قلبك .
وبخصوص كلامك عن ميموزا ، وما يدريك يا أخي ؟ ربما ( وهنا على معناها الحقيقي ) أكون قد تكلمت في الأخت ميموزا هذا الكلام خوفا من نقدها لي !!!!! مطبقا المثل القائل : ( طعمي الفم بتستحي العين ) . ( وعلى قولك : الله يستر ) .
شكرا لك ألف شكر .

ترك الزمان بشيخنا آثارا
........................ وقذى الزمان ليورثنّ عوارا
لا تعجبنْ إن بات ينسى مااسمه
......................... أو بات يحمل لاسمه تذكارا
مجدي وأمجد -لا بُليت- وماجد
............................. لا تغضبنّ لأيهنّ اختارا
وادعُ الإله إذا بلغت لسنّه
...................... وإذا عثرت - بأن يقيل عثارا

أمزح فقط يا أبا محمد

ولكني أذكر إذ كنت تنادي (أمجد أبونصير) بـ(ياماجد).

أتذكر؟؟؟

إلى أخي الذهبي

يا أيها الذهبيْ وقيتَ عثارا
……..…ووقيت في يوم الحساب النارا
لك دعوةٌ أحببْ إلي بنبلها
………...صارت بدرب العاشقين منارا
فيها على ما كان من إيجازها
………...كحلٌ جميلٌ يتحف الأبصارا
فيها أرى حبي الذي فارقته
………….تسمو إليها الروحُ ليلَ نهارا
أبكيتني فرحاً لنورِ بزوغها
……….كم قد بكيت النورَ إذ قد غارا
^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^
ما إن نرى إلا الغرامَ بجؤذُرٍ
…………...يزدادُ إن تُهرعْ إليه نفارا
ما بينِ دعصِ نقاً وخصرٍ ناحلٍ
…..…..كم أنفقوا في وصفها أعمـارا
كم وصّفوا حُوَّ اللمى ورحيقها
……….…والنُّجْلَ تتخذ الحُلى أشفارا
ولكم تغنى في ربوعِ مواطنٍ
………...من صارَ في تسويقها سمسارا
ولكم تغنى بالجدودِ وذكرهم
……....من ألحقوا ذكرى الجدودِ العارا
وصفوا الطبيعة والرياضَ وزهرها
………..….والبيدَ والشّطآنَ والأنهارا
ولفرط إحساسٍ وإنسانيةٍ
…….....مدحوا الخيولَ مطهّماً وعِشارا
وسعى إلى سبل الهداية منهمُ
………...من خصَّ في ترجيعه المختارا
صلى الإله على النبي وآلهِ
………..ما سحَّ دمعٌ في الهوى مدرارا
لكنما أجرت دموعيَ جملةٌ
……….في النثر جاوز حسنها الأشعارا
قد قالها الذهبي نعمت جملةً
………...…بالإستنارة تبعث الأفكارا
إني لأرجو الله للذهبيِّ منْ
…….……أفضالها للحوضِ أنْ يُختارا
ولكل من أولى الفقيدة حبّهُ
………..…ما اللهُ أجرى تحتها الأنهارا
مظلومةٌ موؤدةٌ منسيّةٌ
……....كم راكموا من فوقها الأحجارا
أزرى بيوم العرسِ "رحعُ نواحِها"
………...…ثمَّ افترينا بعد ذلك عارا
قالوا هو" الشرف الرفيع من الأذى"
…………….دمَها سفكنا دونه أنهارا
"يا للرجالِ لحرّةٍ موؤودةٍ"
……....….قتلت بظلمٍ ويحها وجهارا
ولغيرها انطلق الغناءُ مردَّدا
……..… .من قدْ تجاوزَ ردد الأذكارا
إني أرى في الحلم يوم قيامها
………..….عذراءَ بكرا جهرةً ونهارا
جبريلُ والملكُ الكرامُ تحفّها
……..…...في موكبٍ جمع الأُلى أبرارا
ولغيرها أشدو وأقصد ذاتها
……..….سكنت بروحي شعلةً وأُوارا
"أفتى خزعبلةً وقالَ ضلالةً"
…………من قال في حبي لقيت العارا
أبدا أعانقُ في صلاتي طيفها
…………..كي لا أكونَ كحاملٍ أسفارا

عزيزي / جمال .
لا داعي للندم إذا كان ما كتبته قد أراحك ، الغضب انفعال طبيعي ، والحمدلله أنه لم يستحوذ عليك ، لكن كان ينبغي أن تتذكر أنه إذا جاءتك الطعنة من الخلف فهذا يعني أنك تسير في المقدمة .

الذهبي وسلاف ... جزاكما الله تعالى خيراً على حسن ظنكما بي ، وإن كنت حقيقة وليس تواضعاً ، لا أستحق عشر ما سطرتما .
حسن الظن بالله تعالى يقتضي تفاؤلنا بالحياة ، فمهما كان الليل حالكاً فإنه لا بد منهزم أمام جيوش النهار الظافرة .