أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية

أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com/index.php)
-   الخيمة الإسلامية (http://hewar.khayma.com/forumdisplay.php?f=8)
-   -   رمضـــان الضيف العــــزيز (http://hewar.khayma.com/showthread.php?t=41114)

النسري 25-10-2004 02:17 AM

تابع تلاوة القرآن :
 
>>>...ــــتابـــ تلاوة القرآن ــــع

وننتقل إلى الأدب وإلى الأداء الذي ينبغي أن يكون في تلاوة القرآن لندرك أننا بهذا نُحصّل بإذن الله - عز وجل - الأجر ويتحقق لنا الأثر.
فأول ذلك: الترتيل
قال عز وجل: {ورتل القرآن ترتيلا}.
وجاء القوم أرتالاً أي بعضهم إثر بعض أي شيئاً فشيئا.
وهذه أم سلمة نعتت قراءة النبي - صلى الله عليه وسلم - كما في سنن أبي داود وغيره نعتت قراءته أي وصفتها، فنعتت قراءة مفسرة حرفاً حرفا.
أي أنه كان يتلو القرآن بتؤدة وتأني وترتيل، حتى كأنك تسمع كل حرفٍ وحده وتميزه عن غيره.

وهذا أنس كما في البخاري سُئل رضي الله عنه عن قراءة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال:( كان يمد مدا ثم قرأ بسم الله الرحمن الرحيم).
فمدها رضي الله عنه وأرضاه ليبيّن كيفية قراءة المصطفى -صلى الله عليه وسلم-.

وعندما ننظر أيضاً إلى ما اتفق عليه الشيخان من رواية ابن مسعود أن رجلٌ جاء فقال : قرأت المفصلة في ركعة، فقال ابن مسعود: هذاً كهذ الشعر -أي سرعة وتتابع من غير ترتيل وحُسن تلاوة- هذاً كهذّ الشعر، إن أقواماً يقرءون القرآن لا يُجاوز تراقيهم، ولكن إذا وقع في القلب فيرسخ فيه نفعٌ.
فهذا هو الذي يُقصد به الترتيل يُقصد به التوقير والإجلال للقرآن وحصول فرصة التدبر والتأمل ومن بعد ذلك حصول فرصة التغير والتأثر بهذا القرآن.
ومن هنا قال ابن عباس كما ذكر النووي في التبيان قال: "لئن أقرأ سورة أُرتّل فيها أحب إليّ من أن أقرأ القرآن كله". أي من غير ترتيل وحُسن تلاوة.
وهذا ابن مسعود يروي عنه الأجوري في آداب حملة القرآن أنه قال: " لا تنثروه نثر الدقل - وهو رديء التمر- ولا تهذوه هذّ الشعر، قفوا عند عجائبه ، وحركوا به القلوب، ولا يكن همّ أحدكم آخر السورة".
إذا أردنا الأثر فلابد من اتباع الطريقة الصحيحة.

وأيضاً مع الترتيل التحسين، وهو تزيين القرآن بالصوت الحسن والحرص على تحسين الصوت وتحسين الأداء مع هذا الترتيل.
قال النووي رحمه الله: "أجمع العلماء من السلف والخلف من الصحابة والتابعين ومن بعدهم من علماء الأمصار أئمة المسلمين على استحباب تحسين الصوت بالقرآن".
وفي هذا أحاديث كثيرة منها حديث أبي هريرة عند الشيخين عن رسول الله عليه الصلاة والسلام:(ما أذن الله لشيءٍ ما أذِن لنبي حسن الصوت أن يتغنى بالقرآن يجهر به).
وفي حديث النبي -عليه الصلاة والسلام- لأبي موسى الأشعري أنه قال:(لقد أوتيت مزماراً من مزامير آل داود).
وثناءه على حُسن صوته دليل على استحبابه وعلى الترغيب فيه، قال عليه الصلاة والسلام كما في رواية مسلم:( لو رأيتني وأنا أستمع لقراءتك- جذب حُسن صوت أبي موسى النبي -صلى الله عليه وسلم- فوقف يُنصت ويستمع - فقال أبو موسى: أما لو علمت أنك تسمعني لحبّرته لك تحبيراً). أي لبالغت في تحسينه وتجويده وتزيينه.

وفي حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- عن البراء عند الإمام أحمد وابن حبان والحاكم عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (زيّنوا القرآن بأصواتكم).
مع التحرّز مما ليس مشروعاً من التغني الذي يخرج عن حد التلاوة وآدابها وضوابطها وقواعدها وغير ذلك.

ومع الترتيل والتحسين يأتي التحزين، وهو من الأمور المهمة التي تتحرك بها القلوب وتتهيّج بها النفوس، وفي هذا يأتينا تذكيرٌ بقول الله عز وجل:{ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعا}.
ورُوي عن أبي صالح أن قوماً من أهل اليمن قدموا على أبي بكر في خلافته فجعلوا يقرئوا القرآن ويبكون فقال أبو بكر: "هكذا كنا".

وهذا عمر الفاروق رضي الله عنه يُخبرنا عن ذلك، ويبيّن علي رضي الله عنه تغير الناس في ذلك في روايات كثيرة وأحداث عديدة.
وقال الغزالي فيما نقله النووي عنه البكاء مستحب مع القراءة وعندها وطريقته في تحصيل ذلك أن يُحضر في قلبه الحزن لئن يتأمل ما فيه من الوعد والوعيد والتهديد والمواثيق والعهود ثم يتأمل تقصيره في ذلك؛ فإن لم يحضره حزن وبكاء فليبكي على فقد ذلك فإنه من أعظم المصائب.

وقال الأجوري -رحمه الله- أحب لمن يقرأ القرآن أن يتحزن ويتباكى ويُخشع قلبه، ويتفكر في الوعد والوعيد ليستجلب بذلك الحزن ألم تسمع إلى ما نعت الله به - عز وجل - من هو بهذه الصفة وأخبرنا بفضلهم بقوله : { الله نزل أحسن الحديث كتاباً متشابهاً مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله }.
ثم ذمّ قوم استمعوا القرآن فلم تخشع له قلوبهم فقال جل وعلا:{أفمن هذا الحديث تعجبون وتضحكون ولا تبكون وأنتم سامدون}.
ثم يبيّن الحق -جل وعلا- لنا أن هذه التلاوة بهذه الآداب ينبغي مراعاتها فذكر في سياق مدح بعض أهل الكتاب ممن ءامنوا بالنبي -صلى الله عليه وسلم- أو قادهم ارتباطهم الصحيح بكتابهم إلى الإيمان بالنبي وبالإسلام قال:{الذين أتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته}.
وقد قال بعض المفسرين:إن المراد بهذا هم أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- ومرادنا ما معنى حق تلاوته ما معنى أن يُتلى حق تلاوته.
قال ابن كثير في تفسيره عن ابن مسعود، والذي نفسي بيده إن حق تلاوته أن يُحل حلاله ويُحرم حرامه ويقرأه كما أُنزل ولا يحرف الكلم عن مواضعه ولا يتأول شيئاً منه على غير تأويله.

وقال ابن عباس رضي الله عنه:{يتلونه حق تلاوته يتبعونه حق اتباعه}.
وجعل التلاوة من الاتباع كما في قوله جل وعلا:{والقمر إذا تلاها}، أي إذا تبعها.
ولابد أن ندرك أننا محتاجون إلى الارتباط بالقرآن تلاوة وترتيلاً، وأن ذلك ولو كان قليلاً ؛ فإن القليل فيه خيرٌ كثير، وأجرٌ كبير ونفعٌ عميم وقد ورد في حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- الذي رواه عبدالله بن عمر أنه قال:(من قام بعشر آيات لم يُكتب من الغافلين ومن قام بمائة آية كُتب من القانتين ومن قام بألف آية كُتب المقنطيين) رواه أبي داود في سننه بسندٍ حسن.
والله نسأل أن يردنا إلى دينه رداً جميلا وأن يجعلنا ممن يتلون القرآن حق تلاوته ويحيون به قلوبهم.
الخطبة الثانية

أول واجباتنا في تجاه كتاب ربنا هو أن نقبل عليه ونتلوه ونقرأه، ولعلنا نقف وقفة أخيرة مع التقصير والانحراف في هذا الجانب.
فأما التقصير فمشهود معروف في الانقطاع عن التلاوة وعدم الختم الذي روى النووي فيه ما كان عليه السلف فذكر أن أكثره ختم القرآن في شهرين وذكر في أقله ختمه في يوم وليلة وعدّد من كان بعض من رُوي أنه كان يختم في يوم وليلة بل عدّد وذكر بعض من رُوي أنه قد ختم في قراءته وصلاته.

والنبي -عليه الصلاة والسلام- ردّ عبد الله بن عمرو إلى ثلاثة أيام وفي رواية إلى خمسة وعلى كل حال التقصير في هذا بيّن.
وأما الانحراف فقد وقع أيضاً في مجتمعات المسلمين فصارت التلاوة للتنغيم والتطريب وصارت القراءة للاستحسان الأصوات أو للمنافسة أو لابتغاء الدنيا أو لغير ذلك من أغراض لا يتحقق بها الصلة، ولا يقع بها التأثير وربما لا يُكتب لأصحابها الأجر فقد ورد في حديث عبد الرحمن بن شبل الذي رواه الإمام أحمد والطبراني بسندٍ صحيح عن المصطفى عليه الصلاة والسلام:(اقرءوا القرآن ولا تأكلوا به ولا تجفوا عنه ولا تغلوا فيه).

فهذه المحذورات وهذا الذي صار يتكسب به وأحياناً يُحرف القرآن في تلاوته ليوافق أهواء من يوافق من أهواء البشر تزلفاً وتملقاً ونفاقاً وغير ذلك مما قد نراه.

وفي حديث جابر عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (اقرءوا القرآن من قبل أن يأتي قوم يقيمونه إقامة القِدح يتعجلونه ولا يتأجلونه).
قال أهل العلم في تفسير وشرح ذلك : يتعجلونه أي يتعجلون الأجر والمثوبة له من أهل الدنيا لطلب المال والجاه والتزلف والتقرب ولا يتأجلونه إخلاصاً لله وابتغاء لمرضاته.
وفي حديث عمران الذي رواه الإمام أحمد في مسنده بسندٍ صحيح عن النبي -عليه الصلاة والسلام- أنه قال:(سيجيء أقوام يسألون بالقرآن -أي يجعلونه وسيلة للتكسب والسؤال وأما تعليم القرآن فقد جوّز أهل العلم أخذ الأجرة على تعليمه بشرائط وضوابط واضحة معروفة أما السؤال والتسول به فقد جاء في هذا الحديث- سيجيء أقوامٌ يسألون بالقرآن فمن سأل بالقرآن فلا تعطوه).

وهذا فاروق الأمة -رضي الله عنه- عمر يقول: "لقد أتى علينا حينٌ وما نرى أن أحدٌ يتعلم القرآن يريد به إلا الله فلما كان هاهنا أي في عهد عمر". يصف التغير من عهد النبي إلى عهده فيقول فلما كان هاهنا بأخرة خشيت أن رجالاً يتعلمونه يريدون به الناس وما عندهم فأريدوا الله بقرآنكم وأعمالك .

فنسأل الله -عز وجل- أن يُعيذنا من هذا الظلام والزيغ، ونسأله -عز وجل- أن يجعل قلوبنا مقبلة على كتابه تدبراً وتأملاً وتغيراً وتأثرا ونسأله -عز وجل- أن يشغل ألسنتنا بذكره وتلاوة كتابه.
ولكم منا سلام الله تعالى وبركاته




النسري 25-10-2004 05:02 AM


ما حكم الاعتكاف في كل وقت وما حكمه في العشر الأواخر من رمضان ومتى يكون واجباً ؟ وما هي شروط الاعتكاف ؟ وما هو أقله؟.

*الاعتكاف سنة في كل وقت وفي العشر الأواخر من رمضان هو سنة مؤكدة وله أجر عظيم.

*ويكون الاعتكاف واجباً في حالة النذر .

*شروط صحة الاعتكاف هي :

1- النية

2- اللبث في المسجد فترة تسمى في العرف اعتكافاً (مقدار ركعتين من صلاة)

ملاحظة : يستحب للمسلم في كل وقت إذا دخل إلى أي مسجد أن يقول: نويت الاعتكاف في هذا المسجد

ما دمت فيه. فيكون له بذلك أجر الصلاة والاعتكاف ما دام في المسجد ولو لفترة قصيرة. فينبغي على المسلم أن ينوي الاعتكاف ولو لصلاة عادية كصلاة المغرب مثل، أو لصلاة الجمعة في رمضان وخارج رمضان لينال أجراً أعظم إن شاء الله.

هل يسن للمرأة أن تعتكف؟ وهل لها أن تعتكف بغير إذن زوجها؟ وأين تعتكف المرأة؟.

* يسن للمرأة أن تعتكف، ولا يجوز لها أن تعتكف بغير إذن زوجها.

* ولها أن تعتكف في المسجد مع زوجها، أو في مصلاها في بيتها.

هل تجب زكاة الفطر على من ولد قبل غروب آخر يوم من رمضان وماذا لو مات قبل غروب آخر يوم من رمضان؟ وهل يشترط لدفع زكاة الفطر أن يكون الدافع مالكاً للنصاب أم ماذا يشترط ؟.

* تجب زكاة الفطر على من ولد قبل غروب آخر يوم من رمضان.

ولو مات قبل غروب آخر يوم من رمضان لم تجب في حقه.

* لا يشترط لدفع زكاة الفطر أن يكون الدافع مالكاً للنصاب ولكن يشترط أن يوجد لديه فضل من المال يزيد عن قوته وقوت عياله في يوم العيد وليلته، وعن مسكن وخادم إن كان بحاجة إليه، فلو كان ماله لا يكفي لنفقات يوم العيد وليلته، بالنسبة له ولمن تجب عليه نفقتهم، لم تلزمه زكاة الفطر، ولو كان لديه مال يكفي يوم العيد وليلته ولكنه لا يكفي لما بعد ذلك تجب عليه زكاة الفطر، ولا عبرة بما بعد يوم العيد وليلته. وهذا عند الشافعية أما عند الحنفية فلا تجب إلا على من ملك النصاب.

على من يجب أن يخرج المكلف زكاة الفطر، عنهم؟ وهل يجب أن يخرجها عن ولده البالغ القادر على الاكتساب؟ وهل له أن يخرجها عنه ؟ والى من تدفع زكاة الفطر؟.

* يجب على المكلف إخراج زكاة الفطر عن نفسه وعمن تلزمه نفقتهم، كأصوله وفروعه وزوجته.

* ولا يجب أن يخرجها عن ولده البالغ القادر على الاكتساب، ولكن له أن يخرجها عنه بإذنه وتوكيله.وإن أخرجها عن أولاده الكبار وهم في عياله بغير إذنهم أجزأهم عند الحنفية.

* تدفع زكاة الفطر إلى الفقراء والمساكين وباقي مصارف الزكاة.

ما هي زكاة الفطر، أي كم تساوي؟ ومتى يجب إخراجها؟ وماذا لو لم يخرجها؟ وهل له أن يخرجها من أول رمضان؟ ومتى يسن إخراجها؟.

* زكاة الفطر هي صاع من غالب قوت البلد، والصاع عبارة عن أربعة إمداد أي حفنات وتساوي بالوزن 2400 غراما تقريبا.

* يجب إخراجها بغروب شمس آخر أيام رمضان.

* وله أن يخرجها من أول رمضان أو في أي يوم منه إلى غروب شمس يوم الفطر ويسن إخراجها صباح يوم العيد قبل الخروج إلى الصلاة. فإن لم يخرجها قبل غروب يوم العيد أثم ولزمه القضاء.

ماذا يجب على من أفطر بالجماع في رمضان ثلاثة مرات في ثلاثة أيام متفرقة؟.
* من أفطر بالجماع في رمضان ثلاثة مرات في ثلاثة أيام متفرقة وجب عليه قضاء الأيام الثلاثة التي أفطرها، وتتكرر الكفارة بتكرر الأيام التي أفطرها بالجماع أي يقضي الأيام الثلاثة ويلزمه ثلاث كفارات وهذا عند الشافعية، أما عند الحنفية فإن الكفارات تتداخل ولا يلزمه إلا كفارة واحدة ما لم يكفر عن واحد منهم.

ما حكم صلاة التراويح في رمضان ؟ ومتى وقتها فهل تجوز قبل العشاء وهل تجوز بعد الوتر ؟ وهل لو فات المأموم بعضها وقام الإمام إلى الوتر هل له أن يوتر معه ثم يصلى ما فاته؟.
* صلاة التراويح في رمضان سنة مؤكدة.

* وقتها بين صلاة العشاء وصلاة الفجر وتصلى قبل الوتر ولو صلاها قبل أن يصلي العشاء لا يصح وبعد الوتر يجوز * ولو فات المأموم بعضها وقام الإمام إلى الوتر له أن يوتر معه ثم يصلي ما فاته. ولا تقضى التراويح إذا فاتت.

هل يسن في الوتر الجماعة في رمضان؟ وهل يسن ذلك في غير رمضان على أن يصلى أربعة مقتدين بواحد؟ وماذا لو اقتضى المتنفلون بالوتر بمن يصلي فرضا في غير رمضان؟.
* الأفضل في الوتر الجماعة في رمضان.

*ويكره تنزيها أن يصلي الوتر والتطوع في غير رمضان في جماعة إذا كان ذلك على سبيلا لتداعي بأن يقتدي أربعة بواحد وأما اقتداء واحد بواحد أو اثنين بواحد فلا يكره وثلاثة بواحد فيه خلاف.

* ولو اقتدى واحد أو اثنان ثم جاءت جماعة فاقتدوا به فالكراهة على المتأخرين ولا يخفى أن هذا إذا كان الكل متنفلين، أما لو اقتدى متنفلون بمفترض فلا كراهة حينئذ.

هل يجوز عند الحنفية لمن عليه صلوات أن يشتغل بالتراويح؟ ولماذا؟.
* يجوز عند الأحناف لمن عليه قضاء صلوات أن يشتغل بالتراويح لآكديتها.

فائدة : سها في التراويح فقام إلى الثالثة ولم يقعد في الثانية ماذا يفعل ؟
الجواب : إن تذكر في القيام ينبغي أن يعود ويقعد ويسلم ما لم يقيد الثالثة بالسجدة وإن تذكر بعدها ركع للثالثة وسجد فإن أضاف إليها ركعة أخرى فإن هذه الأربع عن تسليمه واحدة، يعني حسبت له عن ركعتين فقط.

وهذا إذا صلى أربع ركعات ولم يقعد في الثانية، فإن قعد في الثانية قدر التشهد حاز عن تسليمتين في الصحيح عند الحنفية.






النسري 26-10-2004 05:18 AM




ها هو ذا الثلث الثاني يدخل علينا..

يودع صاحبه الأول..

ويوشك أن يستقبل صاحبه الأخير..

فثلث قد ارتحل، وثلث حل، وثلث ما يلبث أن يُطل..

فكيف حالنا إذا الثلاثة ولّو مدبرين..

مخلفين ورائهم الناس على صنفين..

مؤمن بربه متبع سنة نبيه فائز بالرياض والجنان..

وكافر بربه مبتدع مخالف، يوشك أن تأكله النيران..

فإلى هؤلاء كن ولا تكن إلى أولئك..

ومع هؤلاء قم الليل وصم النهار..

ولا تضيع نهارك بنوم وليلك بلهو..

وأحسن إلى الناس.. وأحسن إلى نفسك..

وأقبل بمن تعول على الرب المسؤول..

واملأ صحيفة أعمالك بالطاعات..

ولا تغبرها بالمنكرات..

وتذكر أن على يمينك وشمالك رقيب وعتيد..

ما تلفظ من قول إلا هو عليك محسوب..

منقـــول









النسري 31-10-2004 01:46 AM

وأوسطه مغفرة :
 

وأوسطه مغفرة


الشيخ : عمر عبيد حسنه



من رحمه الله سبحانه وتعالى بعباده ، إلى جانب نعمه التي لا تحصى ، أن فتح لهم باب التوبة ، ووعدهم بالمغفرة ، ولعل من أول مظاهر الرحمة ، وأعظم ثمارها ، ما قطعه الله على نفسه ، من عهود ومواثيق المغفرة ، التي منحها لعباده بقوله : { قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً } .. {إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ } .


تلك المغفرة التي تمنح الفرد القدرة الهائلة ، والحرية والإرادة الكاملة ، للفعل والتجديد والتجدد ، بعد الإحساس بها والطمأنينة ، إلى مواثيق الله ، وعهوده ، ومهما كانت تلك الذنوب التي تطارد الإنسان ، وتقض مضجعه ، ومهما كان ذلك التاريخ الطويل ، من السقوط ، والوقوع في الإثم ، والقلق على المصير ، فإن العزيمة على الرشد والتوبة ، كافية لأن تحقق له الولادة الجديدة ، وتمكنه من التخلص ، والانخلاع ، والتجاوز ، والإقلاع صوب فعل الخير من جديد ، دون أن تطارده ذنوب وآثام ومعاصي الماضي ، مهما عظم شأنها ، إنه بالتوبة أو بامتلاك القدرة على التوبة ، بإمكانه أن يتخلص من حالات اليأس ، والقلق ، والقنوط ، الذي يأكل سعادته ، ويشقي حياته.



ولا شك أن للتوبة شروطاً ، تنطلق من داخل النفس ، وإعادة بنائها بشكل سليم ، وذلك بالعزيمة على عدم العودة إلى الفعل السوء ، والتصميم على الثبات على فعل الخير ، ومن ثم الندم على الماضي ، وما تم فعله من السوء فيه والإقلاع عن الذنوب فوراً ، والبدء برحلة الخير ومسالكها ، من فعل الحسنات ، لأن الحسنات يذهبن السيئات.



وكأن التوبة ، تلك الرياضة النفسية ، التي تعني التغيير النفسي ، والتحول ، وإعادة صياغة الإنسان ، هي الباب المفتوح دائماً ، الذي يسمح لنا بالدخول إلى ساحة المغفرة ، التي تتوافر أسبابها في كل حين ، حيث يبسط يده بالليل ، ليتوب مسيء النهار ، ويبسط يده في النهار ليتوب مسيء الليل ، وفي رمضان بشكل أخص ، تفتح الأبواب على مصاريعها ، وكأن صوم رمضان مناخ لها ، ومعوان عليها ، (إذا جاء رمضان ، فتحت أبواب الجنة، وغلقت أبواب النار وصفدت الشياطين).



فإذا أحس الإنسان فعلاً بالنظافة ، والتطهر النفسي ، واستيقن أنه تخلص من الآثام ، وأنه استطاع أن يسقط ، ويلغي من تاريخه ، النقاط السوداء التي تطارده ، وكل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون - فمن منا يخطئ - أصبح بإمكانه أن يكون مطمئناً إلى مصيره ، بعد أن حطم الأغلال والآثار السابقة وانعتق منها : (فمن صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه) (ومن قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه).


إنها الولادة الجديدة التي تحقق في رمضان ، حيث يتغير في رمضان إلى جانب كل المعاني النفسية الكبيرة ، مألوف الإنسان ومعروفه في الطعام ، الشراب ، والنكاح ، والعلاقة مع الناس، وإيقاف الخصومة ، والتفحش والسباب ، والشتائم ، ومقابلة السوء بالإحسان ، (فإن امرؤ شاتمه أو قاتله فليقل إني صائم) الأمر الذي يستدعي التغيير في سلوكه خلال شهر كامل ، حتى يصبح ذلك خلقاً له.


من هنا نجد أن قافلة الخير ، تتسع في رمضان ، وفعل الخير ، يزداد في رمضان ، وروح التراحم والتكافل ، تسود في رمضان ، وكثير من الناس ، يعلقون توبتهم على رمضان ، ويبدأون مشوار الخير في رمضان ، ويقلعون عن مساوئهم في رمضان ، وعلى الرغم من أن الكثير ما يعودون بعد رمضان إلى ما نهوا عنه ، إلا أن الكثير أيضاًَ يشكل رمضان بالنسبة لهم محطة التحول ، والتزود بطاقات الخير ، كما يشكل لهم مرحلة الانعطاف الكبير في حياتهم، صوب الخير ، فهو رحمة ، ومغفرة ، وعتق من النار. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أوله رحمة ، ورحمة الله وسعت كل شيء وأوسطه مغفرة { إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً } ، وآخره عتق من النار ) .


وأعتقد أننا لو أحسنا التربية والتدريب على معاني الصوم ، وعطائه في الرحمة والمغفرة والعتق من النار ، لكانت العبادات بشكل عام ، والصوم بشكل خاص ، علاجاً للمأزومين والقلقين ، واليائسين ، والقانطين ، ليعيشوا من جديد ، في ظلال الرحمة التي تمكنهم من البوح بما في داخلهم إلى الله ، الذي لا تخفى عليه خافية ، ولا يفضح الإنسان ويستره ، ومن ثم غسل نفوسهم وتزكيتها ، ليتخلصوا من مطاردة الذنوب والآثام ، والتوبة والدعاء ليست موقفاً سلبياً لفظياً ، يشكل لحظة في حياة الفرد ، ثم يعود لما تاب عنه ، وإنما هي موقف إيجابي ، يعني المراجعة والانعطاف والتغير والتجدد ، إنها موقف الرشد ، والعزيمة عليه وولوج بابه المفتوح. قال تعالى في أعقاب آيات الصيام ، وما تمنحه من التقوى : {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ } [ سورة البقرة : 186] .

النسري 31-10-2004 02:29 AM

رمضان شهر الدعاء :
 

رمضان شهر الدعاء


الحمد لله مجيب الدعوات، والصلاة والسلام على أزكى البريات، أما بعد:

فإن شأنَ الدعاءِ عظيم، فما استُجْلِبت النعمُ، ولا استُدْفِعت النِّقَمُ بمثله، ذلك أنه يتضمن توحيد الله، وإفراده بالعبادة دون من سواه، وهذا رأس الأمر، وأصل الدين. وإن شهرَ رمضانَ مناسبة مباركة يتقرب فيها العبد إلى ربه بسائر القربات، وعلى رأسها الدعاء؛ ذلكم أن مواطن الدعاء، ومظانَّ الإجابة تكثر في هذا الشهر؛ فلا غَرْوَ أن يُكْثِر المسلمون فيه من الدعاء.

ولعل هذا هو السر في ختم آيات الصيام بالحثّ على الدعاء، حيث يقول عز وجل:{ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ[186]}[سورة البقرة].

وإليكم معاشر الصائمين هذه الوقفات اليسيرة مع مفهوم الدعاء، وفضله:

معنى الدعاء: الدعاء هو أن يطلبَ الداعي ما ينفعُه وما يكشف ضُرَّه؛ وحقيقته إظهار الافتقار إلى الله، والتبرؤ من الحول والقوة، وهو سمةُ العبوديةِ، واستشعارُ الذلةِ البشرية، وفيه معنى الثناءِ على الله عز وجل، وإضافةِ الجود والكرم إليه.


من فضائلُ الدعاءِ، وثمراتُه:

1- الدعاءُ طاعةٌ لله، وامتثال لأمره: قال عز وجل:{ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ...[60]}[سورة غافر].

2- الدعاء عبادة: عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: [الدُّعَاءُ هُوَ الْعِبَادَةُ]رواه الترمذي وابن ماجه، وصححه الألباني.

3-الدعاء سلامة من الكبر:{ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ[60]}[سورة غافر].

4- الدعاءُ أكرمُ شيءٍ على الله: قال النبي صلى الله عليه وسلم: [لَيْسَ شَيْءٌ أَكْرَمَ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى مِنْ الدُّعَاءِ] رواه أحمد والبخاري في الأدب المفرد، وابن ماجة، والترمذي والحاكم وصححه، ووافقه الذهبي.

5- الدعاء سبب لدفع غضب الله: قال النبي صلى الله عليه وسلم: [ مَنْ لَمْ يَسْأَلْ اللَّهَ يَغْضَبْ عَلَيْهِ] رواه الترمذيُّ، وابن ماجةَ، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي، وحسنه الألباني.

6- الدعاء سبب لانشراح الصدر، وتفريج الهم، وزوال الغم، وتيسير الأمور: ولقد أحسن من قال:

وإني لأدعو اللهَ والأمرُ ضيّقٌ عليَّ فمـا ينفـك أن يتفرّجـا

وربَّ فتىً ضاقتْ عليه وجوهُهُ أصاب له في دعوة الله مَخْرَجا

7- الدعاء دليل على التوكل على الله: فسرُّ التوكلِ وحقيقتُه هو اعتمادُ القلبِ على الله، وفعلُ الأسباب المأذون بها، وأعظمُ ما يتجلى هذا المعنى حالَ الدعاء؛ ذلك أن الداعيَ مستعينٌ بالله، مفوضٌ أمرَهُ إليه وحده.

8- الدعاء وسيلة لكِبَرِ النفس، وعلو الهمة: ذلك أن الداعيَ يأوي إلى ركن شديدٍ ينزل به حاجاتِه، ويستعين به في كافّة أموره؛ وبهذا يتخلص من أَسْر الخلق، ورقِّهم، ومنَّتِهِم، ويقطعُ الطمعَ عما في أيديهم، وهذا هو عين عِزِّهِ، وفلاحِه.

9- الدعاء سلامة من العجز، ودليل على الكَياسة: قال النبي صلى الله عليه وسلم: [أَعْجَزُ النَّاسِ مَنْ عَجَزَ عَنْ الدُّعَاءِ وَأَبْخَلُ النَّاسِ مَنْ بَخِلَ بِالسَّلَامِ] رواه ابن حبان، وصححه الألباني.

10- ومن فضائل الدعاء: أن ثمرته مضمونة بإذن الله: قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [مَا أَحَدٌ يَدْعُو بِدُعَاءٍ إِلَّا آتَاهُ اللَّهُ مَا سَأَلَ أَوْ كَفَّ عَنْهُ مِنْ السُّوءِ مِثْلَهُ مَا لَمْ يَدْعُ بِإِثْمٍ أَوْ بِقَطِيعَةِ رَحِمٍ] رواه أحمد والترمذي، وحسنه الألباني.

وقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَنْصِبُ وَجْهَهُ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي مَسْأَلَةٍ إِلَّا أَعْطَاهَا إِيَّاهُ إِمَّا أَنْ يُعَجِّلَهَا لَهُ وَإِمَّا أَنْ يَدَّخِرَهَا لَهُ] رواه أحمد، والبخاري في الأدب المفرد، وصححه الألباني.

ففي الحديثين السابقين وما في معناهما: دليل على أن دعاء المسلم لا يُهمل، بل يُعطى ما سأله إما مُعجلاً، وإما مُؤجلاً، قال ابن حجر رحمه الله:'كلُّ داعٍ يُستجاب له، لكن تتنوع الإجابة؛ فتارةً تقع بعين ما دعا به، وتارةً بعِوَضِه'. اهـ.

11- ومن فضائل الدعاء: أنه سبب لدفع البلاء قبل نزوله، ورفعه بعد نزوله: قال النبي صلى الله عليه وسلم: [لَا يُغْنِى حَذَرٌ مِنْ قَدَرٍ، وَإِنَّ الدُّعَاءَ يَنْفَعُ مِمَّا نَزَلَ وَمِمَّا لَمْ يَنْزِلْ وَإِنَّ الدُّعَاءَ لَيَلْقَى البَلاءَ فَيَعْتَلِجَانِ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ] رواه الطبراني وقال الحاكم: صحيح الإسناد. ومعنى يعتلجان أي: يتصارعان، ويتدافعان.

12- الدعاء من أعظم أسباب الثبات والنصر على الأعداء: قال تعالى عن طالوت وجنوده لما برزوا لجالوت وجنوده:{ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ[250]} فماذا كانت النتيجة؟ {فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ...[251]}[سورة البقرة].

13- ومن فضائل الدعاء: أنه مَفْزَعُ المظلومين، ومَلْجَأُ المستضعفين: فالمظلوم، أو المستضعف إذا انقطعت به الأسباب، وأغلقت في وجهه الأبواب، ولم يجد من يرفع عنه مظلمته، ويعينه على دفع ضرورته، ثم رفع يديه إلى السماء، وبث إلى الجبار العظيم شكواه؛ نصره الله، وأعزه، وانتقم له ولو بعد حين.


أتهزأُ بالدعـاء وتزدريـه وما تدري بما صنع الدعاءُ

سهامُ الليلِ لا تخطي ولكن لهـا أَمَدٌ وللأمدِ انقضـاءُ


14- الدعاء دليلٌ على الإيمان بالله، والإقرار له بالربوبية، والألوهية، والأسماء والصفات: فدعاءُ الإنسان لربه متضمنٌ إيمانهَ بوجوده، وأنه غنيٌّ، سميعٌ بصيرٌ، رحيمٌ، قادرٌ، جوادٌ، مستحقٌ للعبادة دون من سواه. وصلِّ اللهم وسلم على نبينا محمد، وآله، وصحبه أجمعين.


من :'رمضان شهر الدعاء' للشيخ/ محمد بن إبراهيم الحمد


النسري 31-10-2004 03:50 AM

الحكمة الطبية في تأخير السحور :
 

الحكمة الطبية في تأخير السحور


د.عبدالرحمن الجمعة



هناك حكم شرعية وصحية لتأخير السحور ، فرسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "تسحروا فإن في السحور بركة" وكان صلى الله عليه وسلم أعجل الناس إفطاراً وأبطأهم سحوراً.
فالسحور هو فترة التموين والإمداد الغذائي للجسم خلال النهار


فالسحور هو فترة التموين والإمداد الغذائي للجسم خلال النهار فهو يمنع بإذن الله حدوث الجوع والعطش أثناء الصوم ويمد الجسم بعوامل الطاقة وبالسوائل الضرورية للجسم وفي تأخير السحور فرصة للجهاز الهضمي بإكمال عملية هضم وامتصاص الطعام الذي أكل خلال الإفطار ومن المعروف علمياً أن السكريات والنشويات تهضم خلال ساعة إلى ثلاث ساعات والبروتينات خلال 3-5 ساعات والدهنيات خلال 4-7ساعات لذلك فتأخير السحور من 7-10 ساعات من وقت الإفطار يتيح للجهاز الهضمي هضم الأكل الذي وصل إليه أثناء الإفطار وبالتالي عدم حدوث التلبك المعوي وعسر الهضم ويساعده على حسن الأداء بدون إرهاق.

وللقارئ الكريم تخيّل لو كان العكس هو الصحيح، عكس ما هو مشروع أي بتأخير الإفطار وتقديم السحور فهذا أولاً سيزيد من فترة الصوم، ثانياً سيؤدي إلى أخذ وجبتين في خلال وقت قصير مما يؤدي إلى مشاكل صحية كثيرة أقلها زيادة العبء على الجهاز الهضمي.

ووجبة السحور هي الوجبة الرئيسية مقارنة بالإفطار فإذا كان الإطار يمد الجسم بالطاقة خلال فترة الليل التي يتخللها سكن ونوم فالسحور هو الذي يمد الجسم بالطاقة المحتاجة لوقت أطول وفترة فيها عمل وإجهاد عضلي وفكري، لذلك فإن الأمر بوجوب السحور وتأخيره إلى ما قبل طلوع الفجر له فوائد صحية لا يمكن تجاهلها أو التهاون بها.

و الإنسان العادي بإمكانه الصبر عن الطعام والشراب لمدة من 15-18 ساعة مع قدرته على مواصلة نشاطه اليومي دون عناء ودون أن يتأثر جسمه سلبياً وإذا استمر الصيام لأكثر من 20-24 ساعة تبدأ الوظائف العضوية للجسم بالتأثر السلبي من الصوم فيظهر الإعياء والخمول وقلة التركيز والآلام في المعدة.
وهناك حالات صيام طويلة سجلت في أبحاث طبية أثبتت أن بالإمكان الصوم عن الماء لعدة أيام وعن الطعام لعدة أسابيع ولكن هذا يصاحب في الغالب بمشاكل صحية وتلف لبعض الخلايا ويعتبر الإنسان في هذه الحالة مريضاً ويحتاج إلى عناية مركزة لاستعادة حيوية الخلايا.

وينطبق هذا على المضربين عن الطعام وكذلك ما نسمعه عن إنقاذ مصابين في الزلازل تحت الأنقاض كما حصل في تركيا المسلمة عندما وجد أحياء تحت الأنقاض بعد أيام من وقوع الزلازل، حمانا الله وجميع المسلمين.


النسري 02-11-2004 02:50 AM

الناس والصـلاة في شـهر رمضـان :
 

الناس والصـلاة في شـهر رمضـان



الحمد لله وكفى، والصلاة والسلام على نبينا المجتبى، وعلى الآل والأصحاب ومن اقتفى. أما بعد:
فهذه لفتة وتذكرة موجزة حول أصناف الناس في رمضان مع تلك الشعيرة العظيمة، والركن الثاني من أركان الإسلام، ألا وهي الصلاة.


قال الله تعالى: { إنَّ الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً مَّوقوتاً } [النساء: 103].

وللناس في هذا الشهر المبارك مع الصلاة أحوالٌ- لا يخرجون عنها غالباً- رمنا بيانها ليكون المسلم على حذر من أن يُصنف نفسه في خطيرها وعظيمها وعلى شوق وعزم أن يرتقي إلى أكملها وأفضلها. سائلين المولى- عزّ وجلّ- أن يجعل هذا العمل خالصاً، وإليه مقرباً، وعن النار مباعداً، وأن يعفو عنّا جميعاً بمنه وكرمه، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

الصنف الأول"من يصوم رمضان، ولا يصلي فيه ولا في غيره".
فهذا نقول له، أي صوم هذا الذي ترتجي ثوابه وأجره وأنت لا تصلي، أما تعلم أن الصلاة هي عمود الدين وهي أهم وآكد أركان الإسلام بعد الشهادتين، وقد علمت أن من تركها عمداً جاحداً لوجوبها كفر بإجماع المسلمين، ومن تركها تهاوناً وكسلاً كفر على القول الصحيح، وهذا حبيبك صلى الله عليه وسلم يقول: « بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة » ولا يخفاك أن الكافر لا يُقبل منه صيام ولا غيره.

الصنف الثاني"من يصوم رمضان ولا يصلي إلا فيه".
أما هذا فقد أغضب ربه، وخادعه وهذا حري أن يكون عبداً لرمضان لا لرب رمضان!! وكما قيل فيه وفي شاكلته "بئس القوم لا يعرفون الله إلا في رمضان" فمن ترك الصلاة فهو كافر كما ذكرنا ولا عبرة بصيامه وصلاته في رمضان فقط.

الصنف الثالث"من يصوم رمضان ولا يعرف الصلاة ولا الجماعة طيلة أيام العام إلا صلاة الجمعة، وصلاة المغرب في رمضان!!".
وهذا إن لم يتب من جرمه فأمره عظيم، وخطره وبيل ومرده إلى ويل. قال الله تعالى: { فويلٌ للمصلين . الَّذين هم عن صلاتهم ساهون } [الماعون:4-5] فهذا المبخوس بعد أن استفاق من نومه على صوت المؤذن أو بالأصح على وقت الإفطار والتهم ألوان الأطعمة والأشربة، ساقته قدماه- حسب العادة- إلى المسجد ومن المعتاد أن تجد المسجد في صلاة المغرب في رمضان مزدحماً وربما يضيق بالمصلين- أما سائر الفروض فهو لا يصليها، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وهذا إن كان ممن أضاف إلى ترك الجماعة ترك الصلاة بالكلية فهو على خطر عظيم نسأل الله العافية.

الصنف الرابع"من يصوم رمضان ويترك صلاة الفجر والظهر والعصر جماعة ويصليهن في بيته وربما كان خارج أوقاتهن".
فمن الناس من يقضي ليل هذا الشهر المبارك وأوقاته الفاضلة في المعاصي ما بين سهر على منكرات، ومجالس آثام ومعاصٍ، لا تعد ولا تحصى، فهؤلاء ضيعوا ليلهم في غضب الله، واستخدموا نعمه الظاهرة والباطنة فيما يسخطه عليهم، ويبعدهم عن رضوانه.

ولا يخفى أن من ترك الصلاة المفروضة حتى يخرج وقتها دونما عذر شرعي صحيح، لا تبرأ ذمته ولو عاد الصلاة ألف مرة، إذ أن كل عبادة لها وقت معلوم لا تصح إلا فيه. ومن تعمد ترك الصلاة بسهر في معصية فقد أتى كبيرة من أعظم الكبائر.

الصنف الخامس"من يصوم رمضان ويترك صلاة الفجر طيلة العام، وربما يصليها في رمضان إن كان مستيقظاً!!".
ابتلي عدد من الناس بالتخلف عن صلاة الفجر جماعة، بل ربما عن صلاتها في وقتها- وقد تجد من أهل المساجد من نسي أو تناسى أن هناك صلاة خامسة تُدعى (صلاة الفجر)- إذ دأبهم طيلة العام السهر إلى ساعات متأخرة من الليل، فتجد أحدهم تاركاً لهذه الفريضة إما عمداً أو لعدم المبالاة بها، وفي الوقت نفسه تجده شديد العناية بضبط منبه الوقت على ساعة الدراسة أو العمل!!، ولكن في رمضان قد يصليها لا لكونه مهتماً بها لكن لدخولها في وقت صحوه ويقظته!!، ولهؤلاء نقول تذكروا أن « أثقل الصلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر.. » هذا هو حكم رسولك صلى الله عليه وسلم، وهل تعلم يا أخي عقوبة المنافق!؟

الصنف السادس"من يصوم رمضان ولكنه لا يعرف طريق المسجد والجماعة لا في رمضان ولا في غيره":
وهناك فئةٌ محرومةٌ من الخير، محرومة من تفيؤ ظلال بيوت الله- نسأل الله لنا ولهم الهداية- فهم لا يعرفون المساجد ولا الجماعة حتى في هذا الشهر المبارك حيث تتنزل البركات، وتصبو القلوب إلى خالقها، فمن باب أولى أنهم لا يؤمونوها فيما سواه.

روى مسلم في صحيه عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: " .. ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا المنافق معلوم النفاق" فهل يرضى عاقل لبيب أن يعرف في حيه بأن فلاناً لا يشهد الجماعة؟!.. بأن فلاناً منافق؟!. وهل يا ترى أن يتوانى ويتكاسل عن قصد بيت الله وقد يكون ببابه تراه حريصاً على تأديتها في بيته في وقتها؟!

الصنف السابع"من يصوم رمضان وينشط في أوله بالصلاة إلا أنه يكسل بعد مضي أيام منه، لا سيما الأيام الفاضلة في آخره".
إن المسلم الكيس الفطن يحاول قصارى جهده أن يغتنم الفرص ومواسم الخير فالعمر قصير، والذنب كثير والخطب كبير، فرمضان موسم جد وعمل، لا نوم وكسل، ولكن من اختلطت عليه مشارب الحياة ومداخلها تجده في أول الأمر حريصاً على الخير وطرقه، ولكن ما أن يسلكه إلا وتدخل عليه الحياة ومشاغلها، فتجده تضعف همته وتخور عزائمه. وإن من الخسارة أن يكون ذلك التفريط في آخر الشهر المبارك، حيث الأيام والليالي الفاضلة التي لا يعد لها في السنة مثيل، وكفى بلية القدر فضلاً وشرفاً.

الصنف الثامن"من يصوم رمضان ويحرص على صلاة التراويح وتجده في الوقت نفسه يتخلف ويفرط في الصلوات المفروضة".
فمما لا شك فيه أن الفرائض مقدمة على النفل، وأن الواجب مقدم على المستحب، فما عساه أن يسمى ذلك الذي يفرط في الصلوات المكتوبة، إما بالنوم وإما بالانشغال بما لا يتفق مع هذا الشهر المبارك، وفي الوقت نفسه تجده أحرص ما يكون على صلاة التراويح، فهذا قد ظلم نفسه وحرمها مما أوجب عليه، واهتم بالطاعات التي هي من باب النفل والزيادة.

الصنف التاسع"من يصوم رمضان ويصلي مع جماعة المسلمين، إلا انه لا يحرص على إدراك تكبيرة الإحرام مع الإمام، وربما تفوته الجماعة وإضافة إلى ذلك فهو مضيع للسنن القبلية والبعدية"
وهذا مما ابتلي به الكثير من الشباب بل وممن يعدون من أهل الخير، إذ لا تراهم إلا في الصفوف الأخيرة يقضون صلاتهم. فإلى هؤلاء جميعاً نقول لهم ألا تريدون أن تكونوا ممن قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم: « من صلى لله أربعين يوماً في جماعة يدرك التكبيرة الأولى كتب له براءتان، براءة من النار وبراءة من النفاق » حديث حسن ولا ننسى قول الرسول صلى الله عليه وسلم: « خير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها » [رواه مسلم].

الصنف العاشر
"من يصوم رمضان ويحافظ على الصلوات جماعة، ويكون رمضان دافعاً له على تقوية إيمانه وزيادته".
وهذه الطائفة الموفَّقة هم من عُمَّار المساجد، ولرمضان في حياتهم الإيمانية أكبر الأثر، إذ تجد أحدهم في هذا الشهر المبارك من الحرص بمكان في المبادرة إلى المساجد عند الأذان أو قبيله، والمحافظة على الصفوف الأولى فهؤلاء نقول لهم، احمدوا الله واشكروه، واسألوه من فضله وتعرضوا لنفحات مولاكم، وأدعوه بالثبات على ذلك في رمضان وغير رمضان، وإياكم من نقض الغزل بعد القوة!!

الصنف الحادي عشر"من يصوم رمضان ويصوم الأيام المسنون صومها، ويجتهد في الطاعات والقرب ما كان منها واجباً ونفلاً، وللصلاة في حياته النصيب الأكبر".
أما هؤلاء فنسأل الله أن يجعلنا منهم، فهم في جنة غناء وارفة الظلال، وهذا هو شيخ الإسلام ابن تيمية- رحمه الله تعالى- يصور هذه الجنة بقوله: "إن في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة" ورغم ذلك نجد أحدهم يعمل العمل ويخشى ألا يُقبل منه، فماذا عسى أن يقول من جمع إلى الإساءة والذنب الأمن من عقاب رب العالمين وتعلق بنصوص الوعد والمغفرة والرحمة وأهمل وتناسى ما ورد في نصوص العقاب من أمور عظيمة وأهوال جسيمة يذوب القلب لسماعها- نسأل الله العافية-.

وفي آخر المطاف هذه دعوة من رب كريم رحيم طالما بادرناه بالذنوب والمعاصي وهو سبحانه يتودد إلينا بالنعم والرحمات { قُل يا عباديَ الَّذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رَّحمة الله إن الله يغفر الذُّنوب جميعاً } [الزمر: 53]، نعم إنه يغفر الذنوب كلها صغيرها وكبيرها { إنَّه هُوَ الْغفور الرَّحيم } ولكن هناك أمراً لا بد من تحقيقه ألا وهو { وأنيبوا إلى ربِّكم وأسْلِمُوا له } [الزمر:54].

أخي.. عد إلى الله وأسلم له حقيقة الإسلام وقل بلسان حالك ومقالك: { ربَّنا ظَلَمْنا أنفُسنا وإن لَّم تغفر لنا وتَرْحَمْنا لنكوننَّ من الخاسرين } [الأعراف:22].

وتذكر أن سيئاتك مهما بلغت فإن الله تعالى يبدلها حسنات.. نعم حسنات!! ولا تسلم نفسك للشيطان وخطواته وكن ممن قال فيهم رب البريات { إلاَّ من تاب وآمن وعمل عملاً صالحاً فأولئك يُبدِّل الله سيِّئاتهم حسنات وكان الله غفوراً رَّحيماً } [الفرقان:70].

وفي ختام هذه الكلمات ندعو الله تعالى بما علمنا أن ندعوه به { ربَّنا لا تُزغ قُلُوبَنَا بعد إذ هَدَيْتنا وَهَبْ لنا من لدنك رحمةً إنَّك أنت الوهَّاب } [آل عمران:8].
{ ربَّنا عليْك توكَّلْنا وإلَيْكَ أنبْنا وإلَيْكَ المَصِير } [الممتحنة:4].
هذا والله أعلى وأعلم وأعز وأكرم وعليه التكلان ولا حول ولا قوة إلا به.
وصلى الله وسلم على نبينا محمّد وعلى آله وصحبه وسلم.
منقول



النسري 02-11-2004 06:11 AM

صــــــ التراويح ـــــــــلاة :
 
[align=JUSTIFY]
صلاة التراويح

تعريف التراويح
هي الصلاة التي تصلى جماعة في ليالي رمضان، والتراويح جمع ترويحة، سميت بذلك لأنهم كانوا أول ما اجتمعوا عليها يستريحون بين كل تسليمتين، كما قال الحافظ ابن حجر رحمه الله، وتعرف كذلك بقيام رمضان.

حكمها
سنة، وقيل فرض كفاية ، وهي شعار من شعارات المسلمين في رمضان لم ينكرها إلا مبتدع، قال القحطاني رحمه الله في نونيته:

وصيامنا رمضان فرض واجب وقيامنا المسنون في رمضـان

إن التراويـح راحـة في ليله ونشاط كل عويجز كســـلان

والله ما جعل التراويح منكـراً إلا المجوس و شيعـةالشيطان

دليل الحكم
قيام رمضان في جماعة مشروع سنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يداوم عليه خشية أن يفرض، عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج ليلة من جوف الليل فصلى في المسجد، وصلى رجال بصلاته، فأصبح الناس فتحدثوا، فاجتمع أكثر منهم، فصلى فصلوا معه، فأصبح الناس فتحدثوا فكثر أهل المسجد من الليلة الثالثة، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فصٌلِّي بصلاته، فلما كانت الليلة الرابعة عَجَزَ المسجد عن أهله حتى خرج لصلاة الصبح، فلما قضى الفجر أقبل على الناس فتشهد ثم قال: أما بعد فإنه لم يخف عليِّ مكانكم، ولكني خشيتٌ أن تفرض عليكم فتعجزوا عنها، فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم والأمر على ذلك".

ولما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وأٌمن فرضها أحيا هذه السنة عمر رضي الله عنه، فقد خرج البخاري في صحيحه عن عبد الرحمن بن عبد القاري أنه قال: "خرجت مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه ليلةً في رمضان إلى المسجد فإذا الناس أوزاع متفرقون يصلي الرجل لنفسه، ويصلي الرجل فيصلي بصلاته الرَّهط، فقال عمر: إني أرى لو جمعت هؤلاء على قارئ واحد لكان أمثل، ثم عزم فجمعهم على أٌبي بن كعب، ثم خرجت معه ليلة أخرى، والناس يصلون بصلاة قارئهم، قال عمر: نعم البدعة هذه، والتي ينامون عنها أفضل من التي يقومون ـ يريد آخر الليل ـ وكان الناس يقومون أوله".

قلت: مراد عمر بالبدعة هنا البدعة اللغوية، وإلا فهي سنة سنها الرسول صلى الله عليه وسلم وأحياها عمر الذي أٌمرنا بالتمسك بسنته: "عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ" الحديث.

وعن عروة بن الزبير أن عمر رضي الله عنه جمع الناس على قيام شهر رمضان، الرجال على أبي بن كعب، والنساء على سليمان بن أبي حثمة.

وروي أن الذي كان يصلي بالنساء تميم الداري رضي الله عنه.

وعن عرفجة الثقفي قال: "كان علي بن أبي طالب رضي الله عنه يأمر الناس بقيام رمضان ويجعل للرجال إماماً و للنساء، فكنت أنا إمام النساء".

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "كان النبي صلى الله عليه وسلم يرغب في قيام رمضان من غير أن يأمرهم بعزيمة".

ورحم الله الإمام القحطاني المالكي حيث قال:

صلى النبي به ثلاثاً رغبة وروى الجماعة أنها ثنتان

فضلها
لقد حث رسول الله صلى الله عليه وسلم وحض على قيام رمضان ورغب فهي ولم يعزم، وما فتئ السلف الصالح يحافظون عليها، فعلى جميع المسلمين أن يحيوا سنة نبيهم وألا يتهاونوا فيها ولا يتشاغلوا عنها بما لا فائدة منه، فقد قرن صلى الله عليه وسلم بين الصيام والقيام، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قـال: "سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لرمضان من قامه إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه".

وفي رواية في الصحيح كذلك عنه: "من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه".

وزاد النسائي في رواية له: "وما تأخر" كما قال الحافظ في الفتح.

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: (ظاهره يتناول الصغائر والكبائر، وبه جزم ابن المنذر. وقال النووي: المعروف أنه يختص بالصغائر، وبه جزم إمام الحرمين وعزاه عياض لأهل السنة، قال بعضهم : ويجوز أن يخفف من الكبائر إذا لم يصادف صغيرة.

إلى أن قال: وقد ورد في غفران ما تقدم وما تأخر من الذنوب عدة أحاديث جمعتها في كتاب مفرد، وقد استشكلت هذه الزيادة من حيث أن المغفرة تستدعي سبق شيء يغفر والمتأخر من الذنوب لم يأت فكيف يغفر؟ والجواب عن ذلك يأتي في قوله صلى الله عليه وسلم حكاية عن الله عز وجل أنه قال في أهل بدر: "اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم"، ومحصل الجواب: أنه قيل إنه كناية عن حفظهم من الكبائر فلا تقع منهم كبيرة بعد ذلك. وقيل إن معناه أن ذنوبهم تقع مغفورة).

فعليك أخي الكريم ألا يفوتك هذا الفضل، فما لا يدرك كله لا يترك جله، فصل ما تيسر لك إن لم تتمكن من إتمامها مع الإمام.

واحذر أشد الحذر السمعة والرياء، فيها وفي غيرها من الأعمال، فهما مبطلان للأعمال مفسدان لثوابها.

وقتها
من بعد صلاة العشاء إلى طلوع الفجر.

وفعلها في آخر الليل أفضل من فعلها في أوله لمن تيسر لهم، واتفقوا عليه ، لقول عمـر رضي الله عنه: "والتي ينامون عنها أفضل من التي يقومون".

عدد ركعاتها
أفضل القيام في رمضان وغيره إحدى عشرة ركعة، وهو ما واظب عليه صلى الله عليه وسلم، كما صح عن عائشة رضي الله عنها وقد سئلت: كيف كانت صلاته صلى الله عليه وسلم في رمضان؟ فقالت: ما كان يزيد في رمضان ولا في غيره عن إحدى عشرة ركعة، يصلي أربعا فلا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي أربعاً فلا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي ثلاثاً".

وإن كان الأمر فيه سعة، وقد أحصى الحافظ ابن حجر رحمه الله في الفتح الأقوال في ذلك مع ذكر الأدلة، وهي:

1. إحدى عشرة ركعة مع الوتر بثلاث ركعات.

2. ثلاث عشرة ركعة مع الوتر بثلاث ركعات.

3. إحدى وعشرون ركعة مع الوتر بثلاث ركعات.

4. ثلاث وعشرون ركعة مع الوتر بثلاث ركعات.

5. تسع وثلاثون ركعة مع الوتر بثلاث ركعات.

6. إحدى وأربعون ركعة مع الوتر بثلاث ركعات.

7. تسع وأربعون ركعة مع الوتر بثلاث ركعات.

لم يصح حديث عن النبي صلى الله عليه و سلم في عدد ركعات صلاة التراويح إلا حديث عائشة: "أحد عشرة ركعة"، وما روي عن ابن عباس رضي الله عنه: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي في رمضان عشرين ركعة والوتر" فإسناده ضعيف كما قال الحافظ ابن حجر.

و الأعداد الأخرى سوى الإحدى عشرة أُثرت عن الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، والقاعدة عندهم في ذلك أنهم كانوا إذا أطالوا القراءة قللوا عدد الركعات وإذا أخفوا القراءة زادوا في عدد الركعات.

ولله در الشافعي ما أفقهه حيث قال، كما روى عنه الزعفراني: (رأيت الناس يقومون بالمدية بتسع وثلاثين، وبمكة بثلاث وعشرين، وليس في شيء من ذلك ضيق).

وقال أيضاً: (إن أطالوا القيام وأقلوا السجود فحسن وإن أكثروا السجود وأخفوا القراءة فحسن، والأول أحب إلي).

والخلاصة أن أصح وأفضل شيء أن يقام رمضان بإحدى عشرة ركعة مع إطالة القراءة، ولا حرج على من قام بأكثر من ذلك.

واحذروا أيها الأئمة من التخفيف المخل، بأن تقرأوا في الأولى مثلاً بعد الفاتحة بآية نحو "مدهامتان" أو بقصار السور من الزلزلة وما بعدها، وفي الثانية دائماً بالإخلاص، فهذا تخفيف مخل، هذا مع عدم الاطمئنان في الركوع والسجود، والمسابقة حيث يصبح من التجاوز إطلاق القيام على من يفعل ذلك.

وحذار أيها المأموم أن تحتج على إمامك إذا حول أن يطيل في ظنك بقوله صلى الله عليه وسلم: "من أم الناس فليخفف"، فهذا استدلال مع الفارق والفارق الكبير، حيث قال صلى الله عليه وسلم ذلك لمعاذ عندما قرأ في الركعة الأولى في صلاة العشاء بالبقرة كلها، وفي الثانية بما يناصف البقرة، فأين هذا مما يفعله الأئمة اليوم؟!
يتبــ صلاة التراويح ــــعـ....>>>[/ALIGN]


النسري 02-11-2004 06:22 AM

صـــــــ التراويح ــــــــلاة
 
]<<<...ـــــتابــــ صلاة التراويح ـــع


ما يقرأ فيها
لم تحد القراءة فيها بحد، وكان السلف الصالح يطيلون فيها واستحب أهل العلم أن يختم القرآن في قيام رمضان ليسمع الناس كل القرآن في شهر القرآن، و كره البعض الزيادة على ذلك إلا إذا تواطأ جماعة على ذلك فلا بأس به.

فقد روى مالك في الموطأ عن عبد الرحمن الأعرج أنه قال : سمعت أبي يقول : كنا ننصرف في رمضان من القيام فنستعجل الخدم بالسحور مخافة الفجر .

وروى مالك أيضاً عن السائب بن يزيد قال: أمر عمر بن الخطاب رضي الله عنه أبي بن كعب وتميماً الداري أن يقوما للناس وكان القارئ يقرأ بالمائتين حتى كنا نعتمد على العصا من طول القيام، وما كنا ننصرف إلا في فروع الفجر.

وروى البيهقي بإسناده عن أبي عثمان الهندي قال: دعا عمر بن الخطاب بثلاثة قراء فاستقرأهم فأمر أسرعهم قراءة أن يقرأ للناس ثلاثين آية، وأمر أوسطهم أن يقرأ خمساً وعشرين آية، وأمر أبطأهم أن يقرأ عشرين آية.

وقال ابن قدامة: قال أحمد: يقرأ بالقوم في شهر رمضان ما يخف على الناس، ولا يشق عليهم، ولا سيما في الليالي القصار.

و الأمر على ما يحتمله الناس، وقال القاضي ـ أبو يعلى ـ: (لا يستحب النقصان عن ختمة في الشهر ليسمع الناس جميع القرآن ولا يزيد على ختمة، كراهية المشقة على من خلفه والتقدير بحال الناس أولى).

وقال ابن عبد البر: (والقراءة في قيام شهر رمضان بعشر من الآيات الطوال، ويزيد في الآيات القصار، ويقرأ السور على نسق المصحف).

عليك أخي المسلم أن تقارن بين قراءة سلفنا الصالح في القيام وبين قراءة أئمتنا في معظم المساجد بما فيهم الحفظة، ثم احكم لترى الفرق الشاسع بيننا وبينهم.

أيهما أفضل للمرء، أن يصلي القيام في جماعة أم في بيته؟
إذا أقيمت صلاة التراويح في جماعة في المساجد،فقد ذهب أهل العلم في ذلك مذاهب:
1. القيام مع الناس أفضل، وهذا مذهب الجمهور، لفعل عمر رضي الله عنه، ولحرص المسلمين على ذلك طول العصور.

2. القيام في البيوت أفضل، وهو رواية عن مالك وأبي يوسف وبعض الشافعية، لقوله صلى الله عليه وسلم :" أفضل صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة".

3. المسألة تختلف باختلاف الأشخاص، فمن كان حافظاً للقرآن ذا همة على القيم منفرداً ولا تختل الصلاة في المسجد بتخلفه فصلاته في الجماعة والبيت سواء، أما إذا اختل شرط من هذه الشروط فصلاته مع الجماعة أفضل.

أجر من صلى مع الإمام حتى ينصرف في رمضان
ليس هناك حد لعدد ركعات القيام في رمضان، فللمرء أن يقيمه بما شاء، سواء كانت صلاته في جماعة أو في بيته ، ولكن يستحب لمن يصلي مع جماعة المسلمين أن ينصرف مع الإمام ويوتر معه، لحديث أبي ذر يرفعه إلى النبي صلى الله عليه و سلم: "إن القوم إذا صلوا مع الإمام حتى ينصرف كتب لهم قيام تلك الليلة".

قال أبو داود رحمه الله: (سمعت أحمد يقول: يعجبني أن يصلي مع الإمام ويوتر معه، قال: وكان أحمد يقوم مع الناس ويوتر معهم).

من فاته العشاء
إذا دخل الإنسان المسجد ووجد الناس قد فرغوا من صلاة العشاء وشرعوا في القيام، صلى العشاء أولاً منفرداً أومع جماعة وله أن يدخل مع الإمام بنية العشاء فإذا سلم الإمام قام وأتم صلاته، واختلاف لا يؤثر، لصنيع معاذ وأقره الرسول صلى الله عليه وسلم حيث كان يصلي العشاء مع الرسول صلى الله عليه وسلم ويأتي فيصلي بأهل قباء العشاء حيث تكون له هذه الصلاة نافلة، وليس له أن يشرع في التراويح وهو لم يصل العشاء.

القنوت في قيام رمضان
ذهب أهل العلم في القنوت في الوتر مذاهب هي:

1. يستحب أن يقنت في كل رمضان، وهو مذهب عدد من الصحابة وبه قال مالك ووجه للشافعية.

2. يستحب أن يقنت في النصف الآخر من رمضان،المشهور من مذهب الشافعي.

3. لا قنوت في الوتر، لا في رمضان ولا في غيره.

4. عدم المداومة على ذلك، بحيث يقنت ويترك.

5. عند النوازل وغيرها، متفق عليه.

قال ابن القيم رحمه الله: ولم يصح عن النبي صلى الله عليه و سلم في قنوت الوتر قبل ـ أي الركوع ـ أو بعده شيء.

وقال الخلال: أخبرني محمد بن يحيى الكحال أنه قال لأبي عبد الله في القنوت في الوتر؟ فقال: ليس يروى فيه عن النبي صلى الله عليه و سلم شيء ، ولكن كان عمر يقنت من السنة إلى السنة.

إلى أن قال: والقنوت في الوتر محفوظ عن عمر وابن مسعود والرواية عنهم أصح من القنوت في الفجر، والرواية عن النبي صلى الله عليه وسلم في قنوت الفجر أصح من الرواية في قنوت الوتر، والله أعلم).

صيغة القنوت في رمضان
أصح ما ورد في القنوت في الوتر ما رواه أهل السنن عن الحسن قال: علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمات أقولهن في الوتر: "اللهم اهدني فيمن هديت، وعافني فيمن عافيت، وتولني فيمن توليت، وبارك فيما أعطيت، وقني شر ما قضيت، إنك تعضي ولا يقضى عليك، إنه لا يذل من واليت تباركت ربنا وتعاليت".

وروي عن علي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول في آخر وتره: "اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك، لا أحصي ثناءاً عليك أنت كما أثنيت على نفسك".

الجهر بالقنوت ورفع الأيدي فيه
وله أن يقنت بما شاء من الأدعية المأثورة وغيرها وأن يجهر ويؤمن من خلفه وأن يرفع يديه ، لكن ينبغي أن يحذر التطويل والسجع والتفصيل وعليه أن يكتفي بالدعوات الجامعة لخيري الدنيا والآخرة، وليحذر الاعتداء في الدعاء.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وفقنا الله وإياكم للصيام والقيام، وجعلنا وإياكم من عتقاء هذا الشهر ، ونسأل الله أن يمكن فيه للإسلام والمسلمين وأن يذل فيه الكفر والكافرين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

[/color]

النسري 07-11-2004 01:37 AM

رمضان شهر المراجعات الذاتية :
 

رمضان شهر المراجعات الذاتية

لو تأمل كل إنسان في ذاته، واستقرأ حياته وأوضاعه، لوجد أن له أفكاراً يتبناها، وصفات نفسية وشخصية يحملها، وسلوكاً معيناً يمارسه، وأنه يعيش ضمن وضع وقالب يؤطر حياته الشخصية والاجتماعية.

والسؤال الذي يجب أن يطرحه الإنسان على نفسه هو: هل هو راضٍ عن الحالة التي يعيشها؟ وهل يعتبر نفسه ضمن الوضع الأفضل والأحسن؟ أم أنه يعاني من نقاط ضعف وثغرات؟ وهل أن مايحمله من أفكار وصفات، وما يمارسه من سلوك، شيء مفروض عليه لا يمكن تغييره أو تجاوزه؟ أم أنه إنسان خلقه اللَّه حراً ذا إرادة واختيار؟
إن هذه التساؤلات كامنة في نفس الإنسان، وتبحث عن فرصة للمكاشفة والتأمل، يتيحها الإنسان لنفسه، لينفتح على ذاته، وليسبر غورها، ويلامس خباياها و أعماقها.
ورغم حاجة الإنسان إلى هذه المكاشفة والمراجعة، إلاّ أن أكثر الناس لا يقفون مع ذاتهم وقفة تأمل وانفتاح: لأسباب أهمها ما يلي:
أولاً: الغرق في أمور الحياة العملية، وهي كثيرة، ما بين ماله قيمة وأهمية، وما هو تافه وثانوي.
ثانياً: وهو الأهم، أن وقفة الإنسان مع ذاته، تتطلب منه اتخاذ قرارات تغييرية بشأن نفسه، وهذا ما يتهرب منه الكثيرون، كما يتهرب البعض من إجراء فحوصات طبية لجسده، خوفاً من اكتشاف أمراض تلزمه الامتناع عن بعض الأكلات، أو أخذ علاج معين.

دعوة إلى مكاشفة الذات:

في تعاليم الإسلام دعوة مكثفة للانفتاح على الذات ومحاسبتها، بعيداً عن الاستغراق في الاهتمامات المادية، والانشغالات الحياتية، التي لا تنتهي. فقد ورد في الأثر: (( حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوها قبل أن توزنوا ))

إن لحظات التأمل ومكاشفة الذات، تتيح للإنسان فرصة التعرف على أخطائه ونقاط ضعفه، وتدفعه لتطوير ذاته نحو الأفضل. فثمرة المحاسبة إصلاح النفس.

ولعل من أهداف قيام الليل، حيث ينتصب الإنسان خاشعاً أمام خالقه، وسط الظلام والسكون، إتاحة هذه الفرصة للإنسان.

وكذلك فإن عبادة الاعتكاف قد يكون من حكمتها هذا الغرض، والاعتكاف هو اللبث في المسجد بقصد العبادة، لثلاثة أيام أو أكثر مع الصوم، بحيث لا يخرج من المسجد إلا لحاجة مشروعة.

ولا يوجد شهر آخر يماثل شهر رمضان في هذه الخاصية، فهو خير شهر يقف فيه الإنسان مع نفسه متدبراً متأملاً، ففيه تتضاعف الحسنات، وتمحى السيئات كما روي عن رسول اللَّه (صلى الله عليه وسلم، وفي هذا الشهر فرصة عمر كبرى للحصول على مغفرة اللَّه فـ (( إن الشقي من حرم غفران اللَّه في هذا الشهر العظيم )) كما في الحديث النبوي، وقد يغفل البعض عن أن حصول تلك النتائج هو بحاجة إلى توجه وسعي.

فهذا الشهر ينبغي أن يشكل شهر مراجعة وتفكير وتأمل ومحاسبة للنفس، إذ حينما يمتنع الإنسان في هذا الشهر الكريم عن الطعام والشراب، وبقية الشهوات التي يلتصق بها يومياً، فإنه يكون قد تخلص من تلك الا نجذابات الأرضية ، مما يعطيه فرصة للانتباه نحو ذاته ونفسه، وتأتي تلك الأجواء الروحية التي تحث عليها التعاليم الإسلامية، لتحسّن من فرص الاستفادة من هذا الشهر الكريم، فصلاة الليل مثلاً فرصة حقيقية للخلوة مع اللَّه، ولا ينبغي للمؤمن أن يفوت ساعات الليل في النوم، أو الارتباطات الاجتماعية، ويحرم نفسه من نصف ساعة ينفرد فيها مع ربه، بعد انتصاف الليل، وهو بداية وقت هذه الصلاة المستحبة العظيمة، وينبغي أن يخطط المؤمن لهذه الصلاة، حتى تؤتي بأفضل ثمارها ونتائجها، فيؤديها وهو في نشاط وقوة، وليس مجرد إسقاط واجب أو مستحب، بل يكون غرضه منها تحقيق أهدافها قال عز وجل: {وَمِنْ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا}.



وقراءة القران الكريم والتي ورد الحث عليها في هذا الشهر المبارك، فهو شهر القران يقول تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ})وفي الحديث الشريف: (( لكل شيء ربيع وربيع القرآن شهر رمضان )) هذه القراءة إنما تخدم توجه الإنسان للانفتاح على ذاته، ومكاشفتها وتلمس ثغراتها وأخطائها، لكن ذلك مشروط بالتدبر في تلاوة القران، والاهتمام بفهم معانيه، والنظر في مدى الالتزام بأوامر القران ونواهيه.

إن البعض من الناس تعودوا أن يقرأوا ختمات من القران في شهر رمضان، وهي عادة جيدة، لكن ينبغي أن لا يكون الهدف طي الصفحات دون استفادة أو تمعن.

وإذا ما قرأ الإنسان آية من الذكر الحكيم، فينبغي أن يقف متسائلاً عن موقعه مما تقوله تلك الآية، ليفسح لها المجال للتأثير في قلبه، وللتغيير في سلوكه، ورد عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: (( إن هذه القلوب تصدأ كما يصدأ الحديد، قيل: يا رسول اللَّه فما جلاؤها؟ قال: تلاوة القران وذكر الموت )).

وبذلك يعالج الإنسان أمراض نفسه وثغرات شخصيته فالقران {شِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ}.

والأدعية المأثورة في شهر رمضان، كلها كنوز تربوية روحية، تبعث في الإنسان روح الجرأة على مصارحة ذاته، ومكاشفة نفسه، وتشحذ همته وإرادته، للتغير والتطوير والتوبة عن الذنوب والأخطاء. كما تؤكد في نفسه عظمة الخالق وخطورة المصير، وتجعله أمام حقائق وجوده وواقعه دون حجاب.

مجالات التأمل الذاتي:

إن حاجة الإنسان إلى التأمل والمراجعة لها أهمية قصوى في أبعاد ثلاثة:

البعد الأول: المراجعة الفكرية:

أن يراجع الإنسان أفكاره وقناعاته، ويتساءل عن مقدار الحق والصواب فيها، ولو أن الناس جميعاً راجعوا أفكارهم وانتماءاتهم، لربما استطاعوا أن يغيروا الأخطاء والانحرافات فيها، غير أن لسان حال الكثير من الناس {إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ} وليكن الإنسان حراً مع نفسه، قوياً في ذاته. إذا ما اكتشف أنه على خطأ ما، فلا يتهيب أو يتردد من التغيير والتصحيح.

البعد الثاني: المراجعة النفسية:

أن يراجع الإنسان الصفات النفسية التي تنطوي عليها شخصيته، فهل هو جبان أم شجاع؟ جريء أم متردد؟ حازم أم لين؟ صادق أم كاذب؟ صريح أم ملتو؟ كسول أم نشيط؟.. الخ. وليطرح الإنسان على نفسه عدداً من الأسئلة التي تكشف عن هذا البعد، مثل: ماذا سأفعل لو قصدني فقير في بيتي؟ ماذا سأفعل لو عبث الأطفال بأثاث المنزل؟ ماذا سأفعل لو حدث أمامي حادث سير؟ وكيف سيكون رد فعلي لو أسيء إلي في مكان عام؟ وكيف أقرر لو تعارضت مصلحتي الشخصية مع المبدأ أو المصلحة العامة؟
وتأتي أهمية هذه المراجعة في أن الإنسان ينبغي أن يقرر بعدها أن يصلح كل خلل نفسي عنده، وأن يعمل على تطوير نفسه، وتقديمها خطوات إلى الأمام.

البعد الثالث: المراجعة الاجتماعية والسلوكية:

أن يراجع الإنسان سلوكه وتصرفاته مع الآخرين، بدءاً من زوجته وأطفاله، وانتهاءً بخدمه وعماله، مروراً بأرحامه وأصدقائه، وسائر الناس، ممن يتعامل معهم أو يرتبط بهم.

وهذا الشهر الكريم هو خير مناسبة للارتقاء بالأداء الاجتماعي للمؤمن، ولتصفية كل الخلافات الاجتماعية، والعقد الشخصية، بين الإنسان والآخرين، وقد حثت الروايات الكثيرة على ذلك، إلى حد أن بعض الروايات تصرّح: بأن مغفرة اللَّه وعفوه عن الإنسان يبقى مجمداً فترة طويلة، حتى يزيل ما بينه وبين الآخرين من خلاف وتباعد، حتى وإن كانوا هم المخطئين في حقه، وحتى لو كان أحدهما ظالماً والآخر مظلوماً فإنهما معاً يتحملان إثم الهجران والقطيعة، إذ المظلوم منهما يتمكن من أن يبادر لأخيه بالتنازل وإزالة الخلاف،

فما أوضحها من دعوة للمصالحة الاجتماعية، وما أعظمها من نتيجة لو تحققت خلال هذا الشهر الكريم، وما أكبر منزلة تلك القلوب التي تستطيع أن تتسامى على خلافاتها، وتتصالح في شهر القرآن، من أجل الحصول على غفران اللَّه؟ من هنا يحتاج الإنسان حقاً إلى قلب طاهر متزكي، ونية خير صادقة، فاسألوا اللَّه ربكم بنيات صادقة وقلوب طاهرة.

من جانب آخر فقد تسيطر على الإنسان بعض العادات والسلوكيات الخاطئة، ومهما كان عمقها في نفس الإنسان، والتصاقه بها، فإن الإرادة أقوى من العادة، وشهر رمضان أفضل فرصة لنفض وترك العادات السيئة الخاطئة.

فهنيئاً لمن يستفيد من أجواء هذا الشهر المبارك في المكاشفة مع ذاته، وإصلاح أخطائه وعيوبه، وسد النواقص والثغرات في شخصيته، فيراجع أفكاره وآراءه، ويدرسها بموضوعية، ويتأمل صفاته النفسية ليرى نقاط القوة والضعف فيها، ويتفحص سلوكه الاجتماعي، من أجل بناء علاقات أفضل مع المحيطين به.

وبهذه المراجعة والتراجع عن الأخطاء، يتحقق غفران اللَّه تعالى للإنسان في شهر رمضان، أما إذا بقي الإنسان مسترسلاً سادراً في وضعه وحالته، فإنه سيفوّت على نفسه هذه الفرصة العظيمة، وسينتهي شهر رمضان، دون أن يترك بصمات التأثير في شخصيته وسلوكه، وبالتالي فقد حرم نفسه من غفران اللَّه تعالى، وحقاً أن من لا يستفيد من هذه الفرصة ولا يستثمر هذه الأجواء الطيبة يكون حرم نفسه خيرا كثيرا


كتبه / محمد إبراهيم زيدان


Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.