أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية

أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com/index.php)
-   الخيمة الإسلامية (http://hewar.khayma.com/forumdisplay.php?f=8)
-   -   معانى القران الكريم (http://hewar.khayma.com/showthread.php?t=60223)

sayed555 16-03-2007 10:43 PM

تابع سورة البقرة ( الاية 66 / 70 )

( فَجَعَلْنَاهَا نَكَالًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ )
"فَجَعَلْنَاهَا"
أَيْ تِلْكَ الْعُقُوبَة.
"نَكَالًا"
عِبْرَة مَانِعَة مِنْ ارْتِكَاب مِثْل مَا عَمِلُوا.
"لِمَا بَيْن يَدَيْهَا وَمَا خَلْفهَا"
أَيْ لِلْأُمَمِ الَّتِي فِي زَمَانهَا وَبَعْدهَا.
"وَمَوْعِظَة لِلْمُتَّقِينَ"
وَتَذْكِرَة وَعِبْرَة لِلْمُتَّقِينَ .
وَأَمَّا الْمُتَّقُونَ فَهُمْ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِأَدَاءِ فَرَائِضه وَاجْتِنَاب مَعَاصِيه.

( وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ )
"وَ" اُذْكُرْ "إذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ" وَقَدْ قُتِلَ لَهُمْ قَتِيل لَا يُدْرَى قَاتِله وَسَأَلُوهُ أَنْ يَدْعُو اللَّه أَنْ يُبَيِّنهُ لَهُمْ فَدَعَاهُ.
"إنَّ اللَّه يَأْمُركُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَة قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا" .
مَهْزُوءًا بِنَا حَيْثُ تُجِيبنَا بِمِثْلِ ذَلِكَ.
"قَالَ أَعُوذ" أَمْتَنِع "بِاَللَّهِ أَنْ أَكُون مِنْ الْجَاهِلِينَ" الْمُسْتَهْزِئِينَ.

( قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا فَارِضٌ وَلَا بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ فَافْعَلُوا مَا تُؤْمَرُونَ )
فَلَمَّا عَلِمُوا أَنَّهُ عَزَمَ
"قَالُوا اُدْعُ لَنَا رَبّك يُبَيِّن لَنَا مَا هِيَ"
أَيْ مَا سِنّهَا .
"قَالَ" مُوسَى "إنَّهُ" أَيْ اللَّه "يَقُول إنَّهَا بَقَرَة لَا فَارِض"
مُسِنَّة هَرِمَة .
"وَلَا بِكْر"
وَلَا صَغِيرَة ضَعِيفَة .
"عَوَان"
النَّصَف الَّتِي قَدْ وَلَدَتْ بَطْنًا بَعْد بَطْن وَلَيْسَتْ بِنَعْتٍ لِلْبِكْرِ.
"بَيْن ذَلِكَ"
أَيْ بَيْن الْبِكْر وَالْهَرِمَة .
"فَافْعَلُوا مَا تُؤْمَرُونَ"
وَاذْبَحُوا الْبَقَرَة الَّتِي أَمَرْتُكُمْ بِذَبْحِهَا تُصَلُّوا بِانْتِهَائِكُمْ إلَى طَاعَتِي بِذَبْحِهَا إلَى الْعِلْم بِقَاتِلِ قَتِيلكُمْ .

{ قَالُوا اُدْعُ لَنَا رَبّك يُبَيِّن لَنَا مَا لَوْنهَا }
أَيْ لَوْن الْبَقَرَة الَّتِي أَمَرْتنَا بِذَبْحِهَا .
وَهَذَا أَيْضًا تَعَنُّت آخَر مِنْهُمْ بَعْد الْأَوَّل .

{ صَفْرَاء }
سَوْدَاء شَدِيدَة السَّوَاد .

{ فَاقِع لَوْنهَا }
يَعْنِي خَالِص لَوْنهَا وَالْفُقُوع فِي الصُّفْر نَظِير النُّصُوع فِي الْبَيَاض وَهُوَ شِدَّته وَصَفَاؤُهُ .

{ تَسُرّ النَّاظِرِينَ }
تُعْجِب هَذِهِ الْبَقَرَة فِي حُسْن خَلْقهَا وَمَنْظَرهَا وَهَيْئَتهَا النَّاظِر إلَيْهَا .

"قَالُوا اُدْعُ لَنَا رَبّك يُبَيِّن لَنَا مَا هِيَ"
أَسَائِمَة أَمْ عَامِلَة.

"إنَّ الْبَقَر"
أَيْ جِنْسه الْمَنْعُوت بِمَا ذُكِرَ .

"تَشَابَهَ عَلَيْنَا"
لِكَثْرَتِهِ فَلَمْ نَهْتَدِ إلَى الْمَقْصُودَة.

{ وَإِنَّا إنْ شَاءَ اللَّه لَمُهْتَدُونَ }
فَإِنَّهُمْ عَنَوْا : وَإِنَّا إنْ شَاءَ اللَّه لَمُبَيَّن لَنَا مَا الْتَبَسَ عَلَيْنَا وَتَشَابَهَ مِنْ أَمْر الْبَقَرَة الَّتِي أُمِرْنَا بِذَبْحِهَا .

تابعونا بارك الله فيكم ؛
السبت 17 / 3 / 2007 م.

sayed555 19-03-2007 10:54 PM

تابع سورة البقرة ( الاية 71 / 75 )

"قَالَ إنَّهُ يَقُول إنَّهَا بَقَرَة لَا ذَلُول"
أَيْ هِيَ بَقَرَة صَعْبَة غَيْر رَيِّضَة وغَيْر مُذَلَّلَة بِالْعَمَلِ .

"تُثِير الْأَرْض"
تُقَلِّبهَا لِلزِّرَاعَةِ - وَكَانَتْ تِلْكَ الْبَقَرَة وَحْشِيَّة - وَلِهَذَا وَصَفَهَا اللَّه تَعَالَى بِأَنَّهَا لَا تُثِير الْأَرْض وَلَا تَسْقِي الْحَرْث أَيْ لَا يُسْنَى بِهَا لِسَقْيِ الزَّرْع وَلَا يُسْقَى عَلَيْهَا .

"وَلَا تَسْقِي الْحَرْث"
الْأَرْض الْمُهَيَّأَة لِلزِّرَاعَةِ.

"مُسَلَّمَة"
مِنْ الْعُيُوب وَآثَار الْعَمَل.

"لَا شِيَة فِيهَا"
أَيْ لَيْسَ فِيهَا لَوْن يُخَالِف مُعْظَم لَوْنهَا , هِيَ صَفْرَاء كُلّهَا لَا بَيَاض فِيهَا وَلَا حُمْرَة وَلَا سَوَاد .

"قَالُوا الْآن جِئْت بِالْحَقِّ"
نَطَقْت بِالْبَيَانِ التَّامّ فَطَلَبُوهَا فَوَجَدُوهَا عِنْد الْفَتَى الْبَارّ بِأُمِّهِ فَاشْتَرَوْهَا بِمِلْءِ مِسْكهَا ذَهَبًا.

"فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ"
لِغَلَاءِ ثَمَنهَا.
وَفِي الْحَدِيث : (لَوْ ذَبَحُوا أَيّ بَقَرَة كَانَتْ لَأَجْزَأَتْهُمْ وَلَكِنْ شَدَّدُوا عَلَى أَنْفُسهمْ فَشَدَّدَ اللَّه عَلَيْهِمْ).

{ فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا }
يَعْنِي فَاخْتَلَفْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ .

{ وَاَللَّه مُخْرِج مَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ }
وَاَللَّه مُعْلِن مَا كُنْتُمْ تُسِرُّونَهُ مِنْ قَتْل الْقَتِيل الَّذِي قَتَلْتُمْ ثُمَّ ادَّارَأْتُمْ فِيهِ .

"فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ"
أَيْ الْقَتِيل.

{ بِبَعْضِهَا }
أَيْ بِبَعْضِ الْبَقَرَة الَّتِي أَمَرَهُمْ اللَّه بِذَبْحِهَا فَذَبَحُوهَا .
عَنْ مُجَاهِد قَالَ : ضُرِبَ بِفَخِذِ الْبَقَرَة , فَقَامَ حَيًّا .

{ كَذَلِكَ يَحْيَى اللَّه الْمَوْتَى }
مُخَاطَبَة مِنْ اللَّه عِبَاده الْمُؤْمِنِينَ وَاحْتِجَاج مِنْهُ عَلَى الْمُشْرِكِينَ الْمُكَذِّبِينَ بِالْبَعْثِ وَأَمَرَهُمْ بِالِاعْتِبَارِ بِمَا كَانَ مِنْهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ مِنْ إحْيَاء قَتِيل بَنِي إسْرَائِيل بَعْد مَمَاته فِي الدُّنْيَا .

{ وَيُرِيكُمْ آيَاته لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ }
وَيُرِيكُمْ اللَّه أَيّهَا الْكَافِرُونَ الْمُكَذِّبُونَ بِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبِمَا جَاءَ بِهِ مِنْ عِنْد اللَّه مِنْ آيَاته .
وَآيَاته : أَعْلَامه وَحُجَجه الدَّالَّة عَلَى نُبُوَّته - لِتَعْقِلُوا وَتَفْهَمُوا أَنَّهُ مُحِقَ صَادِق فَتُؤْمِنُوا بِهِ وَتَتْبَعُوهُ .

{ ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبكُمْ }
يَعْنِي بِذَلِكَ كُفَّار بَنِي إسْرَائِيل و قَسَتْ قُلُوبكُمْ : أَيْ جَفَتْ وَغَلُظَتْ وَعَسَتْ .

{ مِنْ بَعْد ذَلِكَ }
مِنْ بَعْد أَنْ أَحْيَا الْمَقْتُول لَهُمْ الَّذِي ادَّارَءُوا فِي قَتْله . فَأَخْبَرَهُمْ بِقَاتِلِهِ وَمَا السَّبَب الَّذِي مِنْ أَجْله قَتَلَهُ .

( فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً )
أَوْ أَشَدّ قَسْوَة فَصَارَتْ قُلُوب بَنِي إِسْرَائِيل مَعَ طُول الْأَمَد قَاسِيَة بَعِيدَة عَنْ الْمَوْعِظَة بَعْد مَا شَاهَدُوهُ مِنْ الْآيَات وَالْمُعْجِزَات فَهِيَ فِي قَسْوَتهَا كَالْحِجَارَةِ الَّتِي لَا عِلَاج لِلِينِهَا أَوْ أَشَدّ قَسْوة .

{ وَإِنَّ مِنْ الْحِجَارَة لَمَا يَتَفَجَّر مِنْهُ الْأَنْهَار }
وَإِنَّ مِنْ الْحِجَارَة حِجَارَة يَتَفَجَّر مِنْهَا الْمَاء الَّذِي تَكُون مِنْهُ الْأَنْهَار فَاسْتَغْنَى بِذِكْرِ الْمَاء عَنْ ذِكْر الْأَنْهَار.
وَالتَّفَجُّر : التَّفَعُّل مِنْ فَجَّرَ الْمَاء .

{ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّق فَيَخْرُج مِنْهُ الْمَاء }
يَعْنِي بِقَوْلِهِ جَلَّ ثَنَاؤُهُ وَإِنَّ مِنْ الْحِجَارَة تَشَّقَّق وَتَشَقُّقهَا : تَصَدُّعهَا .

{ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِط مِنْ خَشْيَة اللَّه }
وَإِنَّ مِنْ الْحِجَارَة لَمَا يَهْبِط : أَيْ يَتَرَدَّى مِنْ رَأْس الْجَبَل إلَى الْأَرْض وَالسَّفْح مِنْ خَوْف اللَّه وَخَشْيَته .

{ وَمَا اللَّه بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ }
وَمَا اللَّه بِغَافِلٍ يَا مَعْشَر الْمُكَذِّبِينَ بِآيَاتِهِ وَالْجَاحِدِينَ نُبُوَّة رَسُوله مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والمتقولين عَلَيْهِ الْأَبَاطِيل مِنْ بَنِي إسْرَائِيل وَأَحْبَار الْيَهُود عَمَّا تَعْمَلُونَ مِنْ أَعْمَالكُمْ الْخَبِيثَة وَأَفْعَالكُمْ الرَّدِيئَة وَلَكِنَّهُ يُحْصِيهَا عَلَيْكُمْ فَيُجَازِيكُمْ بِهَا فِي الْآخِرَة أَوْ يُعَاقِبكُمْ بِهَا فِي الدُّنْيَا .

"أَفَتَطْمَعُونَ"
أَيّهَا الْمُؤْمِنُونَ وَالْهَمْزَة لِلْإِنْكَارِ أَيْ لَا تَطْمَعُوا فَلَهُمْ سَابِقَة بِالْكُفْرِ.

"أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ"
أَيْ الْيَهُود.

"وَقَدْ كَانَ فَرِيق"
طَائِفَة.
"مِنْهُمْ"
أَحْبَارهمْ.

"يَسْمَعُونَ كَلَام اللَّه"
فِي التَّوْرَاة.

"ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ"
يُغَيِّرُونَهُ.

"مِنْ بَعْد مَا عَقَلُوهُ"
فَهِمُوهُ .

{ وَهُمْ يَعْلَمُونَ }
أَيْ يَعْلَمُونَ أَنَّهُمْ فِي تَحْرِيفهمْ مَا حَرَّفُوا مِنْ ذَلِكَ مُبْطِلُونَ كَاذِبُونَ . وَذَلِكَ إخْبَار مِنْ اللَّه جَلَّ ثَنَاؤُهُ عَنْ إقْدَامهمْ عَلَى الْبَهَت .

تابعونا بارك الله فيكم ؛
الثلاثاء 20 / 3 / 2007 م.

sayed555 24-03-2007 01:56 AM

تابع سورة البقرة ( الاية 76 / 80 )

"وَإِذَا لَقُوا"
أَيْ مُنَافِقُو الْيَهُود .

"الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا"
بِأَنَّ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَبِيّ وَهُوَ الْمُبَشَّر بِهِ فِي كِتَابنَا .

"وَإِذَا خَلَا"
رَجَعَ.

"بَعْضهمْ إلَى بَعْض قَالُوا"
أَيْ رُؤَسَاؤُهُمْ الَّذِينَ لَمْ يُنَافِقُوا لِمَنْ نَافَقَ .

"أَتُحَدِّثُونَهُمْ"
أَيْ الْمُؤْمِنِينَ.

"بِمَا فَتَحَ اللَّه عَلَيْكُمْ"
أَيْ عَرَّفَكُمْ فِي التَّوْرَاة مِنْ نَعْت مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

"لِيُحَاجُّوكُمْ"
لِيُخَاصِمُوكُمْ وَاللَّام لِلصَّيْرُورَةِ.

"بِهِ عِنْد رَبّكُمْ"
فِي الْآخِرَة وَيُقِيمُوا عَلَيْكُمْ الْحُجَّة فِي تَرْك اتِّبَاعه مَعَ عِلْمكُمْ بِصِدْقِهِ.

"أَفَلَا تَعْقِلُونَ"
هُوَ خِطَاب مِنْ اللَّه تَعَالَى لِلْمُؤْمِنِينَ .
أَيْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ أَنَّ بَنِي إِسْرَائِيل لَا يُؤْمِنُونَ وَهُمْ بِهَذِهِ الْأَحْوَال .

{ أَوَلَا يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّه يَعْلَم مَا يُسِرُّونَ }
يَعْنِي مَا أَسَرُّوا مِنْ كُفْرهمْ بِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَكْذِيبهمْ بِهِ وَهُمْ يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدهمْ .

{ وَمَا يُعْلِنُونَ }
يَعْنِي مَا أَعْلَنُوا حِين قَالُوا لِلْمُؤْمِنِينَ آمَنَّا .

( وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ )
أَيْ وَمِنْ أَهْل الْكِتَاب قَالَهُ مُجَاهِد : وَالْأُمِّيُّونَ جَمْع أُمِّيّ وَهُوَ الرَّجُل الَّذِي لَا يُحْسِن الْكِتَابَة .

{ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَاب إلَّا أَمَانِيّ وَإِنْ هُمْ إلَّا يَظُنُّونَ }
أَيْ لَا يَعْلَمُونَ وَلَا يَدْرُونَ مَا فِيهِ مِنْ حُدُود وَأَحْكَام وَفَرَائِض كَهَيْئَةِ الْبَهَائِم --- وَهُمْ يَجْحَدُونَ نُبُوَّتك بِالظَّنِّ .

" فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْد اللَّه لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا "
هَؤُلَاءِ صِنْف آخَر مِنْ الْيَهُود وَهُمْ الدُّعَاة إِلَى الضَّلَال بِالزُّورِ وَالْكَذِب عَلَى اللَّه وَأَكْل أَمْوَال النَّاس بِالْبَاطِلِ وَالْوَيْل وَالْهَلَاك وَالدَّمَار.
وَيْل صَدِيد فِي أَصْل جَهَنَّم.
أو الْوَيْل وَادٍ فِي جَهَنَّم لَوْ سُيِّرَتْ فِيهِ الْجِبَال لَمَاعَتْ .
عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ الوَيْلٌ جَبَل مِنْ نَار .

عَنْ قَوْله تَعَالَى فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَاب بِأَيْدِيهِمْ قَالَ : نَزَلَتْ فِي الْمُشْرِكِينَ وَأَهْل الْكِتَاب وَقَالَ : السُّدِّيّ كَانَ نَاس مِنْ الْيَهُود كَتَبُوا كِتَابًا مِنْ عِنْدهمْ يَبِيعُونَهُ مِنْ الْعَرَب وَيُحَدِّثُونَهُمْ أَنَّهُ مِنْ عِنْد اللَّه فَيَأْخُذُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا.

( فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ )
قِيلَ مِنْ الْمَآكِل . وَقِيلَ مِنْ الْمَعَاصِي . وَكَرَّرَ الْوَيْل تَغْلِيظًا لِفِعْلِهِمْ .
وَوَيْل لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ يَقُول مِمَّا يَأْكُلُونَ بِهِ النَّاس السَّفَلَة وَغَيْرهمْ .

( وَقَالُوا )
يَعْنِي الْيَهُود .

( لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةً )
وَعَنْ اِبْن عَبَّاس : زَعَمَ الْيَهُود أَنَّهُمْ وَجَدُوا فِي التَّوْرَاة مَكْتُوبًا أَنَّ مَا بَيْن طَرَفَيْ جَهَنَّم مَسِيرَة أَرْبَعِينَ سَنَة إِلَى أَنْ يَنْتَهُوا إِلَى شَجَرَة الزَّقُّوم .

وَقَالُوا : إِنَّمَا نُعَذَّب حَتَّى نَنْتَهِي إِلَى شَجَرَة الزَّقُّوم فَتَذْهَب جَهَنَّم وَتَهْلِك .

وَعَنْ اِبْن عَبَّاس أَيْضًا وَقَتَادَة : أَنَّ الْيَهُود قَالَتْ إِنَّ اللَّه أَقْسَمَ أَنْ يُدْخِلهُمْ النَّار أَرْبَعِينَ يَوْمًا عَدَد عِبَادَتهمْ الْعِجْل فَأَكْذَبَهُمْ اللَّه كَمَا تَقَدَّمَ .

{ أَتَّخَذْتُمْ عِنْد اللَّه عَهْدًا }
أَخَذْتُمْ بِمَا تَقُولُونَ مِنْ ذَلِكَ مِنْ اللَّه مِيثَاقًا فَاَللَّه لَا يَنْقُض مِيثَاقه وَلَا يُبَدِّل وَعْده وَعَقْده أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّه الْبَاطِل جَهْلًا وَجَرَاءَة عَلَيْهِ ؟
أَيْ أَسْلَفْتُمْ عَمَلًا صَالِحًا فَآمَنْتُمْ وَأَطَعْتُمْ فَتَسْتَوْجِبُونَ بِذَلِكَ الْخُرُوج مِنْ النَّار ! أَوْ هَلْ عَرَفْتُمْ ذَلِكَ بِوَحْيِهِ الَّذِي عَهِدَهُ إِلَيْكُمْ .

( فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ )
تَوْبِيخ وَتَقْرِيع .أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّه الْبَاطِل جَهْلًا وَجَرَاءَة عَلَيْهِ ؟

تابعونا بارك الله فيكم ؛
السبت 24 / 3 / 2007 م.

sayed555 27-03-2007 02:37 PM

تابع سورة البقرة ( الاية 81 / 85 )

{ بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَة }
تَكْذِيب مِنْ اللَّه الْقَائِلِينَ مِنْ الْيَهُود : { لَنْ تَمَسّنَا النَّار إلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَة } وَإِخْبَار مِنْهُ لَهُمْ أَنَّهُ يُعَذِّب مَنْ أَشْرَكَ وَكَفَرَ بِهِ وَبِرُسُلِهِ وَأَحَاطَتْ بِهِ ذُنُوبه فَمُخَلِّده فِي النَّار ; فَإِنَّ الْجَنَّة لَا يَسْكُنهَا إلَّا أَهْل الْإِيمَان بِهِ وَبِرَسُولِهِ , وَأَهْل الطَّاعَة لَهُ , وَالْقَائِمُونَ بِحُدُودِهِ .

{ وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَته }
اجْتَمَعَتْ عَلَيْهِ فَمَاتَ عَلَيْهَا قَبْل الْإِنَابَة وَالتَّوْبَة مِنْهَا .

فَأُولَئِكَ }
الَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئَات وَأَحَاطَتْ بِهِمْ خَطِيئَاتهمْ أَصْحَاب النَّار هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ .

{ أَصْحَاب النَّار }
أَهْل النَّار .

{ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ }
يَعْنِي فِي النَّار خَالِدُونَ - مُقِيمُونَ - لَا يَخْرُجُونَ مِنْهَا أَبَدًا .

{ وَاَلَّذِينَ آمَنُوا }
أَيْ صَدَّقُوا بِمَا جَاءَ بِهِ مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .

{ وَعَمِلُوا الصِّلْحَات }
أَطَاعُوا اللَّه فَأَقَامُوا حُدُوده , وَأَدَّوْا فَرَائِضه , وَاجْتَنَبُوا مَحَارِمه .

{ أُولَئِكَ }
الَّذِينَ هُمْ كَذَلِكَ .

{ أَصْحَاب الْجَنَّة هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ }
يَعْنِي أَهْلهَا الَّذِينَ هُمْ أَهْلهَا { هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } ; مُقِيمُونَ أَبَدًا .
أَيْ مَنْ آمَنَ بِمَا كَفَرْتُمْ بِهِ وَعَمِلَ بِمَا تَرَكْتُمْ مِنْ دِينه , فَلَهُمْ الْجَنَّة خَالِدِينَ فِيهَا ; يُخْبِرهُمْ أَنَّ الثَّوَاب بِالْخَيْرِ وَالشَّرّ مُقِيم عَلَى أَهْله أَبَدًا لَا انْقِطَاع لَهُ أَبَدًا .

( وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ )
وَاخْتُلِفَ فِي الْمِيثَاق هُنَا , فَقَالَ مَكِّيّ : هُوَ الْمِيثَاق الَّذِي أُخِذَ عَلَيْهِمْ حِين أُخْرِجُوا مِنْ صُلْب آدَم كَالذَّرِّ .
وَقِيلَ : هُوَ مِيثَاق أُخِذَ عَلَيْهِمْ وَهُمْ عُقَلَاء فِي حَيَاتهمْ عَلَى أَلْسِنَة أَنْبِيَائِهِمْ .

( لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ )
وَعِبَادَة اللَّه إِثْبَات تَوْحِيده , وَتَصْدِيق رُسُله , وَالْعَمَل بِمَا أَنْزَلَ فِي كُتُبه .

( وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا )
وَالْإِحْسَان إِلَى الْوَالِدَيْنِ : مُعَاشَرَتهمَا بِالْمَعْرُوفِ , وَالتَّوَاضُع لَهُمَا , وَامْتِثَال أَمْرهمَا , وَالدُّعَاء بِالْمَغْفِرَةِ بَعْد مَمَاتهمَا , وَصِلَة أَهْل وُدّهمَا .

( وَذِي الْقُرْبَى )
وَالْقُرْبَى : بِمَعْنَى الْقَرَابَة .
أَيْ وَأَمَرْنَاهُمْ بِالْإِحْسَانِ إِلَى الْقَرَابَات بِصِلَةِ أَرْحَامهمْ .

( وَالْيَتَامَى )
الْيَتَامَى وَهُوَ جَمْع يَتِيم.
وَالَيْتُمْ فِي بَنِي آدَم بِفَقْدِ الْأَب , وَفِي الْبَهَائِم بِفَقْدِ الْأُمّ .

" الْمَسَاكِين "
أَيْ وَأَمَرْنَاهُمْ بِالْإِحْسَانِ إِلَى الْمَسَاكِين , وَهُمْ الَّذِينَ أَسْكَنَتْهُمْ الْحَاجَة وَأَذَلَّتْهُمْ . وَهَذَا يَتَضَمَّن الْحَضّ عَلَى الصَّدَقَة وَالْمُؤَاسَاة وَتَفَقُّد أَحْوَال الْمَسَاكِين وَالضُّعَفَاء .
عَنْ أَبِي هُرَيْرَة عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( السَّاعِي عَلَى الْأَرْمَلَة وَالْمِسْكِين كَالْمُجَاهِدِ فِي سَبِيل اللَّه - وَأَحْسِبهُ قَالَ - وَكَالْقَائِمِ لَا يَفْتُر وَكَالصَّائِمِ لَا يُفْطِر ) .

( وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا )
وَقُولُوا لِلنَّاسِ قَوْلًا ذَا حُسْن .

{ وَأَقِيمُوا الصَّلَاة }
وَإِقَامَة الصَّلَاة تَمَام الرُّكُوع وَالسُّجُود وَالتِّلَاوَة وَالْخُشُوع وَالْإِقْبَال عَلَيْهَا فِيهَا .

{ وَآتُوا الزَّكَاة }
إيتَاء الزَّكَاة مَا كَانَ اللَّه فَرَضَ عَلَيْهِمْ فِي أَمْوَالهمْ مِنْ الزَّكَاة , وَهِيَ سُنَّة كَانَتْ لَهُمْ غَيْر سُنَّة مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ; كَانَتْ زَكَاة أَمْوَالهمْ قُرْبَانًا تَهْبِط إلَيْهِ نَار فَتَحْمِلهَا , فَكَانَ ذَلِكَ تَقْبَلهُ , وَمَنْ لَمْ تَفْعَل النَّار بِهِ ذَلِكَ كَانَ غَيْر مُتَقَبَّل .

{ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إلَّا قَلِيلًا مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ }
خِطَاب لِمَنْ كَانَ بَيْن ظَهْرَانَيْ مُهَاجِر رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ يَهُود بَنِي إسْرَائِيل , وَذَمّ لَهُمْ بِنَقْضِهِمْ الْمِيثَاق الَّذِي أُخِذَ عَلَيْهِمْ فِي التَّوْرَاة وَتَبْدِيلهمْ أَمْر اللَّه وَرُكُوبهمْ مَعَاصِيه .

"وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقكُمْ"
وَقُلْنَا.

"لَا تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ"
تُرِيقُونَهَا بِقَتْلِ بَعْضكُمْ بَعْضًا .

"وَلَا تُخْرِجُونَ أَنْفُسكُمْ مِنْ دِيَاركُمْ"
لَا يُخْرِج بَعْضكُمْ بَعْضًا مِنْ دَاره .

"ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ"
مِنْ الْإِقْرَار--- أَيْ بِهَذَا الْمِيثَاق الَّذِي أُخِذَ عَلَيْكُمْ وَعَلَى أَوَائِلكُمْ .

"وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ"
مِنْ الشَّهَادَة --- أَيْ شُهَدَاء بِقُلُوبِكُمْ عَلَى هَذَا.
وَقِيلَ : الشَّهَادَة بِمَعْنَى الْحُضُور - أَيْ تَحْضُرُونَ سَفْك دِمَائِكُمْ وَإِخْرَاج أَنْفُسكُمْ مِنْ دِيَاركُمْ .

{ ثُمَّ أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ }
وَجْهَانِ : أَحَدهمَا أَنْ يَكُون أُرِيدَ بِهِ : ثُمَّ أَنْتُمْ يَا هَؤُلَاءِ .

{ تَقْتُلُونَ أَنْفُسكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقًا مِنْكُمْ مِنْ دِيَارهمْ }
مُتَعَاوَنِينَ عَلَيْهِمْ فِي إخْرَاجكُمْ إيَّاهُمْ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَان .
وَالتَّعَاوُن : هُوَ التَّظَاهُر .

( تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِمْ )
مَعْنَى " تَظَاهَرُونَ " تَتَعَاوَنُونَ , مُشْتَقّ مِنْ الظَّهْر ; لِأَنَّ بَعْضهمْ يُقَوِّي بَعْضًا فَيَكُون لَهُ كَالظَّهْرِ .

( بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ )
وَالْإِثْم : الْفِعْل الَّذِي يَسْتَحِقّ عَلَيْهِ صَاحِبه الذَّمّ .
وَالْعُدْوَان : الْإِفْرَاط فِي الظُّلْم وَالتَّجَاوُز فِيهِ .

{ وَإِنْ يَأْتُوكُمْ أُسَارَى تَفَادَوْهُمْ }
الْيَهُود يُوَبِّخهُمْ بِذَلِكَ - وَيُعَرِّفهُمْ بِهِ قَبِيح أَفْعَالهمْ الَّتِي كَانُوا يَفْعَلُونَهَا .

{ وَهُوَ مُحَرَّم عَلَيْكُمْ }
فِي كِتَابكُمْ.

{ إخْرَاجهمْ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَاب وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ }
أَتُفَادُونَهُمْ مُؤْمِنِينَ بِذَلِكَ - وَتُخْرِجُونَهُمْ كُفْرًا بِذَلِكَ ؟
فَكَانَ إخْرَاجهمْ كُفْرًا وَفِدَاؤُهُمْ إيمَانًا .

( فَمَا جَزَاء مَنْ يَفْعَل ذَلِكَ مِنْكُمْ )
يَعْنِي بِالْجَزَاءِ : الثَّوَاب وَهُوَ الْعِوَض مِمَّا فَعَلَ مِنْ ذَلِكَ وَالْأَجْر عَلَيْهِ .

{ إلَّا خِزْي }
وَالْخِزْي الذُّلّ وَالصَّغَار .

{ فِي الْحَيَاة الدُّنْيَا }
يَعْنِي فِي عَاجِل الدُّنْيَا قَبْل الْآخِرَة .

{ وَيَوْم الْقِيَامَة يُرَدُّونَ إلَى أَشَدّ الْعَذَاب }
وَيَوْم تَقُوم السَّاعَة يُرَدّ مَنْ يَفْعَل ذَلِكَ مِنْكُمْ بَعْد الْخِزْي الَّذِي يَحِلّ بِهِ فِي الدُّنْيَا جَزَاء عَلَى مَعْصِيَة اللَّه إلَى أَشَدّ الْعَذَاب الَّذِي أَعَدَّ اللَّه لِأَعْدَائِهِ .

( وَمَا اللَّه بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ )
يَعْنِي عَمَّا يَعْمَلهُ الَّذِينَ أَخْبَرَ اللَّه عَنْهُمْ أَنَّهُ لَيْسَ لَهُمْ جَزَاء عَلَى فِعْلهمْ إلَّا الْخِزْي فِي الْحَيَاة الدُّنْيَا , وَمَرْجِعهمْ فِي الْآخِرَة إلَى أَشَدّ الْعَذَاب .

تابعونا بارك الله فيكم ؛
الاربعاء 28 / 3 / 2007 م.


Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.