أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية

أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com/index.php)
-   الخيمة المفتوحة (http://hewar.khayma.com/forumdisplay.php?f=7)
-   -   دورة البرمجة العصبية (http://hewar.khayma.com/showthread.php?t=32352)

kimkam 01-07-2003 03:30 AM

لقد أسلم البيكمون .!

د.نجاح بنت أحمد الظهار

أبدأ مقالي اليوم بسؤال لاشك ان الكل يملك الاجابة عليه بدون أي تباطؤ، لأن هذا الجواب: لا وألف لا، بدليل قوله تعالى: (اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا). اذا ما الداعي إلى طرح هذا السؤال والكل يعلم جوابه؟! إن الداعي هو ما نراه الآن على ارض الواقع من أعمال وافعال وسلوكيات تخالف ما جاءت به الآية الكريمة، وما فطرنا عليه من المعرفة. اليوم نرى ديانات وفلسفات قد بادت، واظهر الاسلام زيفها وفسادها تسير حياتنا نحن المسلمين على الرغم من وجود قرآننا بين ايدينا، حتى العقائد اصبحنا نستوردها؟ والطامة الكبرى هو ما أخذنا نسمعه من افواه المثقفين تثقيفا اسلاميا عاليا عن امكانية اسلمة هذه العقائد للاستفادة منها، فكيف تؤسلم العقائد الفاسدة؟ وهل في عقيدتنا نقص حتى نستورد لها مثل هذه العقائد ونحتال في اسلمتها؟ إن قضية الأسلمة هذه ذكرتني بحيل الاطفال الذين اذا تعلقوا بشيء واحبوه احتالوا للاحتفاظ به بحيل طفولية ساذجة فتلك طفلة صغيرة كانت تحب اللعب بعروستها (باربي) ولا تطيق فراقها ابدا، وهي مثلها وقدوتها، وكلما رأت في السوق ما يخصها من لبس وأدوات اسرعت في شرائه، وفي يوم سمعت الأم بأنه لا يجوز ان نعلق قلوب اطفالنا بأمثال هذه الشخصيات (فباربي) فتاة يهودية لها تاريخ موحل في القذارة، فلا يصح ان تكون قدوة لبناتنا فحاولت الأم اقناع ابنتها بشتى الطرق بترك هذه اللعبة، وأوضحت لها السبب الرئيسي في ذلك، فاحتارت الطفلة بين حبها وشغفها باللعبة (باربي) وبين كلام أمها. ولكن تفكيرها الطفولي هداها لفكرة سرت بها سرورا عظيما، ففي صباح اليوم التالي استمرت تلعب بعروستها فلما سألتها والدتها، لماذا مازلت تلعبين بتلك العروسة؟ قالت لها الطفلة بكل ثقة وفرح: لقد جعلت باربي تسلم اليوم، واسميتها فاطمة، وقد صنعت لها حجابا، فلم تعد يهودية، والآن اصبح بامكاني اللعب بها أليس كذلك؟ احتارت الأم كيف تجيب طفلتها التي هداها تعلقها بهذه العروسة إلى مثل هذه الفكرة الخادعة. وشبيه بهذه القصة قصة طفل تعلق قلبا وقالبا باللعبة (البيكمون) تعلقا جعله لا ينام الا وهو في حضنه، ولا يصحو للافطار الا وهو معه على الطاولة وجميع اشرطة البيكمون هي عنده، وعلى الرغم من صغر سنه فهو يحفظ جميع عبارات شخصيات البيكمون بما فيها من الفاظ شركية وغير شركية، فلما حاول اهله منعه من اللعب به عندما سمعوا فتوى للعلماء تحرم ذلك، صاح الطفل لقد اسلم البيكمون. وما قضية الاسلمة التي بتنا نسمعها اليوم ممن تعلقت قلوبهم وعقولهم بالدورات الثقافية المستوردة التي امتلأت بها الساحة الفكرية لدينا الا صورة طبق الاصل من حيل الاطفال في الاسلمة. ولا اعلم كيف غم على القوم، وهم من أهل الايمان والصلاح؟! مع اننا منذ الصغر نتعلم العقيدة في مدارسنا ومنازلنا. من منا لا يعلم انه لا يجوز للمسلم ان يؤمن ويقول بعقيدة النصارى ان الله ثالث ثلاثة مع ايمانه بانه (لا إله إلا الله محمد رسول الله) اذ لا تجتمع العقيدتان في قلب مسلم موحد، فكيف بنا اليوم نؤمن بـ(الين واليانج) وهو ما يعرف بنظام الكون والطبيعة، وان تحقيق التوازن بين (الين واليانج) أو (الذكر والانثى) وما يتولد عنهما من طاقة تصبح هي الحاكمة والمتصرفة في كل حياتنا الدينية والدنيوية بمختلف مشاربها، وما يحصل لنا من خير وشر وسعادة وشقاء وصحة ومرض، كيف نمارس التدريبات والرياضات التي توصلنا اليها؟ وبعد ثبوت ضلال هذه العقيدة نسمع من يقول لا ضير في اسلمتها بادخال بعض الآيات والالفاظ، او اخضاع بعض شعائرنا لنظامها. إن القول بأسلمة هذه الدورات انما هو نوع من الخداع للناس واستغلال لعاطفتهم الدينية الفياضة، فقد ذكرت لي احداهن وهي معجبة بما توصل اليه مروجو (الطاقة) الذين حاولوا استغلال نتائجهم في اثبات وتعليل بعض الأمور الدينية ليثق بهم المتلقي، ويصبح الأخذ عنهم سهلا وسريعا. ذكرت لي الأخت ان اصحاب هذه الدورات توصلوا إلى ان الذهب فيه طاقة لها أثر سلبي سيئ على الرجال وحدهم دون النساء، لذا حرم الاسلام الذهب على الذكور دون الاناث، وقد غفلت هذه الاخت عن ان هذا التعليل يجعل المعادن تضر وتنفع من دون الله. وذكرت لي أخرى وهي في قمة انبهارها بأن أحد الاطباء الذين يعالجون بالطاقة لديه جهاز يرى من خلاله الجسم الاثيري والطاقة المنبعثة منه، وفي يوم خرج يتساءل عن الشخص الجالس خلف الجهاز من يكون، فعلم انه مسلم، فتعجب وسأله عن آخر عمل قام به قبل ان يقصد العيادة، فاجابه: انه توضأ قبل مجيئه فعلم هذا الطبيب ان في الوضوء سرا، فجميع من كان يعالجهم كان يرى الصورة مشوشة وغير واضحة، اما هذا المسلم المتوضئ فقد تمكن من رؤية جسمه الاثيري بوضوح عجيب، ثم قام الطبيب الكافر فتوضأ وجلس بنفسه خلف الجهاز فاذا بالنتيجة نفسها فالصورة واضحة جدا، فاسلم الطبيب من توه. طبعا اذا أخذنا هذا الكلام من غير تفكير أو تدقيق في الرواية سنخدع بهذا القول. القصة غير محبوكة، وبها ثغرات تثبت زيفها وزيف هذا العلم، وذلك من خلال تساؤلنا كيف كان هذا الطبيب يعالج الناس بالصور المشوشة التي يظهرها جهازه؟! ثم ان القول بأن الطبيب الكافر توضأ، وظهر اثر الوضوء عليه من خلال وضوح الصورة. فأمر مردود، لأن الوضوء والصلاة والصوم وسائر العبادات لا يظهر خيرها وأثرها على الانسان الا اذا كان مسلما موحدا ناطقا بالشهادتين لقوله تعالى: (لئن اشركت ليحطبن عملك ولتكونن من الخاسرين)، وقوله تعالى: (ومن يكفر بالايمان فقد حبط عمله). والا اصبح بامكان أي كافر ان يتوضأ ويجلس خلف الجهاز من غير ان يسلم وبذلك يفتقد المسلم الميزات الايمانية التي منحه هي المولي عز وجل.
___________________
جريدة المدينة المنورة , الثلاثاء 1/5/1424 الموافق 1/7/2003
www.al-madina.com


Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.