إقتباس:
لا كانت .. ولا نطقت بها .. إن هى أسالت فوق خديك دمعة واحدة .. لا رعاها الله من كلمات .. هذا وإن كان .. فليس من سحر حروفى فكم قرأها قبلك آخرون .. إنما هى روحك المتألقة كألق النجوم .. الحائرة كنسمة فى وقت الأصيل .. لها رونق الزهور .. وسلاسة الغدير .. ووطنها فوق هامات الثريا .. قد أنتظر سؤال البعض .. لكن قليلون جدا أثق أنى فى خاطرهم .. وجودى بقربهم .. غذاء روحى .. ومرح نفسى .. وما بيننا من سؤال .. فبيننا تخاطر وتواصل .. فوق الحروف وفوق الكلمات .. قد تريننى .. متفردا بكآبتى وبعالمى .. حيث لا طاقة لى بإحتمال شكواك وهمومك المرتسمة فوق حرفك .. فهل أحتمل المزيد .. بلى .. لمليون سبب .. هذه بعضها .. أولا لأن ألم رؤيتك على هذه الحالة لهو أشد وطأة من بوحك لى بها .. فأخف الضررين هو ما أعرضت عنه .. أن تغلقى ما بيننا من جسور .. فلست وحدك من لن يستطع العبور إلى ..بل أنا الآخر كيف سأصل أو أمر والجسر قد تهدم .. قد يكون الحزن للكثيرين تعاسة وهموم تكدر عيشهم .. لكنى غيرهم ولست منهم .. وهو عندى كآبة أستمد منها مشاعرى وأحاسيسى وبها أكتب وأرسم وألون أيضا .. جزء منها أحيله طاقة لى أمضى بها فى حياتى .. ومنها أدرك قيمة لحظة واحدة من لحظات السعادة .. فتصبح هذه اللحظة دهرا طويلا .. لحظة قد لا يدركها الكثيرون .. فمن عاش أبد الدهر بين صحراء عابسة .. عرف جمال السهل الباسم .. والجدول الرقراق .. قد أكون ألفتها حتى لا أكاد أفارقها إلا وأحن إليها .. فلها لذة خاصة .. هذه الكآبة الفريدة .. دعينى أقرر أنا لا أنت .. فما أدراك بسعة إحتمالى .. لكان عبئك هذا قطرة فى بحورى العميقة .. من يدرى ؟ كلانا بيئته واحده .. جنسنا واحد وثقافتنا واحدة .. رغم اختلاف القشور الخارجية .. إن أسماك المياه المالحة تحيا وتهاجر وتسافر بين بحار ومحيطات العالم .. فلا حواجز عرقية وحدود هنالك فى هذه العوالم .. نحن من يضع الحدود ويرسم الحواجز .. تحيتى .. |
Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.