بسم الله الرحمن الرحيم
إخوانى وأخواتى لا أعرف كيف تجرى هذه المهزلة هنا ولا كيف أن المشرفين سمحموا بحدوث هذه المهزلة التى تضاهى فى ابتذالها القول بخلق كتاب الله جل جلاله
أنا إن كنت سأتكلم فى هذا الموضوع فهذا للمصدقين الطائعين الواقفين بباب الإيمان بالله تعالى أما من يكذب بهذا فأنا أبرأ إلى الله جل جلاله منه وأستحضر فيه قول الله عز وجل (( ذرنى ومن خلقت وحيدا () ....... كلا إنه كان لآياتنا عنيدا () سأرهقه صعودا () إنه فكر وقدر () فقتل كيف قدر () ثم قتل كيف قدر () ثم نظر () ثم عبس وبصر () ثم أدبر واستكبر () فقال إن هذا إلا سحر يؤثر () إن هذا إلا قول البشر () سأصليه سقر () وما أدراك ما سقر () لا تبقى ولا تذر () لواحة للبشر () عليها تسعة عشر ))
أستاذ/ الشريف حسنى
قد ارتكبت فى كلامك العديد من الموبقات أخبرك بها على سبيل التذكير
* سب المصطفى صلى الله عليه وسلم
* إنكار معلوما من الدين بالضرورة
* الخوض فى الغيبيات والسمعيات بما لا يجوز
* التشكيك فى الصحيحين وشيخيهما عليهما رحمات الله تعالى ورضوانه
كما أنك قد ناقشت الأدلة كلها بشكل مبتذل للغاية دون أن تأتى بدليل واحد على ما تقول
وقبل أن أذكر الأدلة على ما أريد أقول ما قاله المصطفى فوق الخلائق صلى الله عليه وسلم (( لا تجتمع أمتى على ضلالة ويد الله مع الجماعة ومن شذ شذ إلى النار ))
أما عن الأدلة فإنى أشهد الله أننى ما خضت فى هذا طمعا فى شئ إلا فى وجهه الكريم ورضاه العظيم
وهذه الأدلة مأخذها من ثلاث موارد
الأول/ من صفات الله جل جلاله
قالت أختى رونق جعلها الله تعالى من الهاديات المهديات أن الجنة والنار موجودتان منذ الأزل وهذا يا أختى خطأ بسيط إذ أن الأزل من اختصاص الله جل جلاله وحده أما الجنة والنار فهما موجودتان منذ القدم وهو أقرب قليلا من الأزل إذ أن الله جل جلاله له صفات إلاهية هذه الصفات لا يمكن تعطيلها لذا أوجدت صفات الجلال النار وأوجدت صفات الجمال الجنة كما أوجدت صفات الكمال محمدا صلى الله عليه وسلم
يقول الإمام البوصيرى رضى الله تعالى عنه ( محمد لم يزل نورا من القدم ) ونحن لا نستطيع أن نقول فى مقام صفات الله تعالى أكثر من هذا وإلا عددنا من الكافرين فقط نقول أنه لو انتظر الله عز وجل من الأزل إلى يوم القيامة ليخلق الجنة والنار لعطل صفات الجمال والجلال وهذا مستحيل
الثانى/ من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم
يا أستاذ الشريف إن حديث الوجبة الذى ششكت فيه وفى الصحيحين معه حديث صحيح لا أتكلم عنه إلا بعد أن أتكلم عن الصحيحين
أما البخارى فهو أصح الكتب بعد كتاب الله عز وجل وأما مسلم فهو أصح الكتب بعد كتاب البخارى رضى الله تعالى عنهما لذا قال علماء حديثي رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من أخرج له البخارى ومسلم فقد جاز القنطرة ) أى لا يجوز التشكيك فيه بأى حال من الأحوال ويقول ابن الصلاح رحمه الله تعالى ( أما ما هو موجود فى الصحيحين أو فى أحدهما فهو يفيد العلم اليقينى القطعى خلافا لمن أبى ذلك وقد أجمعت الأمة على تلقى كتابيهما بالقبول ) فالحديث صحيح والوجبة سمعت ورسول الله صلى الله عليه وسلم صدق والراوى صدق والشيخين صدقا وكذب من عارض هؤلاء
أما عن المقاييس البعدية البلهاء فيكفى أن نستمع إلى سعد بن النضر رضى الله تعالى عنه وهو يقول فى غزوة أحد ( الجنة ورب النضر أجد ريحها من وراء أحد ) فهذه مقاييس إلاهية من يكفر بها يكفر بالله عز وجل لأنها مقاييسه سبحانه
كما أن التكذيب بالجنة والنار يؤدى إلى التكذيب بكل ما قاله المصطفى فوق الخلائق صلى الله عليه وسلم عنهما وعلى رأسه رحلة الإسراء والمعراج التى رآهما فيها رأى العين فهو إما كاذب فى رؤيتهما وإما كاذب فى قيامه بالرحلة اللهم اكتبنا من الصديقين الذين قالوا ( إن كان قال فقد صدق )
الثالث/ من كتاب الله تعالى
يقول الله جلت قدرته (( تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون )) كان للشيخ الشعراوى رحمه الله تعالى فى هذه الآية تفسير عجيب حيث قال أن الله تبارك وتعالى لما خلق الجنة والنار جعل لكل عبد من عباده مقعد فى الجنة ومقعد فى النار لئلا يقول أحد أنه ألزم أحدا من عباده بشئ وأنه لما نزل أهل النار منازلهم ونزل اهل الجنة منازلهم ( ورث ) أهل النار مقاعد أهل الجنة التى فى النار فزاد عذابهم وورث أهل الجنة مقاعد أهل النار التى فى الجنة فزاد نعيمهم ويؤيد ذلك ما قاله المعصوم صلى الله عليه وسلم فى أحاديث القبر (( يقال له أنظر إلى مقعدك من النار قد أبدلك الله به مقعدا من الجنة)) (( أنظر إلى مقعدك من الجنة قد أبدلك الله به مقعدا من النار )) كيف يفتح له نافذة على الجنة ونافذة على النار وهما غير موجودتين بل وكيف يكون القبر روضة من الجنة أو حفرة من النار وهما غير موجودتين
اللهم إنى أشهدك أننا لم نحتج إلى كل هذه الأدلة لنصدق ونؤمن
يا أستاذ الشريف قد وضحت لى تماما لما قلت عن الحبيب المحبوب ( كليشة ) فهذا أبو سفيان الكافر يقول ( ما رأيت أحدا من الرجال يحب أحدا حب اصحاب محمد محمدا ) وهذا راعى الغنم الكافر ينشد
أسرت قريش مسلما فى غزوة فمضى بلا وجل إلى السياف
سألوه هل يرضيك أنك سالم ولك النبى فدى من الإتلاف
فأجاب كلا لا سلمت من الردى ويصاب أنف محمد برعاف
وهذا الإمام البوصيرى رحمه الله تعالى ورضى عنه يقول ( الذى ذكره روح لأنفسنا)
وهذا اليوم ( الشريف حسنى ) يقول ( كليشة )
إخوانى لعلكم لاحظتم أنى قد أطلت وأسهبت فى هذا الموضوع ولعلى قد قصدت إلى هذا سبيلا كى أغلق الباب على هذا الموضوع ولعلى أرغب إليكم فى أن تغلقوا أفواهكم وتصموا آذانكم عن كل ما يقال فى هذا الموضوع عل الله ألا يكتبنا من الخائضين وهو الذى كلمنا قائلا (( فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا فى حديث غيره إنكم إذا مثلهم ))
إخوانى أترككم فى حفظ الله تعالى فى كنف كتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم