أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية

أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com/index.php)
-   خيمة الثقافة والأدب (http://hewar.khayma.com/forumdisplay.php?f=9)
-   -   نغمة الأغاني في عشرة الإخوانِ - لكل الإخوة في الله (http://hewar.khayma.com/showthread.php?t=46655)

أبو عقبة 27-07-2005 03:59 AM

- حكاية الغانية
ربرب مع البخيل مزيد


حَكى أُولوا الأَخبارِ
وَناقِلوا الآثارِ

عن غَادَةٍ عُطبولِ
تلعبُ بالعقولِ

بوجهها الوسيم
وصوتها الرخيم

بطَرفها الكحيلِ
وخصرها النَحيلِ

وخدِّها المورَّدِ
وَصدغِها المزرَّدِ

وَقدِّها القَضيبِ
ورِدفها الكَثيبِ

وتَعمرُ المغاني
برنَّة الأَغاني

كانَت تُسمّى رَبرَبا
تُحيي النفوسَ طَرَبا

وكانَت الأَشرافُ
والسادةُ الظِرافُ

يجمعهُم مَغناها
ليسمَعوا غِناها

وكان مَولاها فَتى
بكلِّ ظرفٍ نُعِتا

فاِجتَمعَت جماعه
للبَسطِ والخَلاعَه

واِستطردوا في النَقلِ
لذكرِ أَهلِ البُخلِ

فاتَّفقوا بأَسرِهم
أَن لَم يَروا في عَصرِهم

ولا رأَوا فيما مَضى
من الزَمانِ واِنقضى

بل لا يكونُ أَبَدا
شَخصاً عَلا مزيِّدا

في بُخلِه والشُحِّ
وحِرصهِ المُلحِّ

فَقالَت الفَتاةُ
الغادةُ الأَناةُ

إِني لكم كفيلَه
بأَخذِه بالحيلَه

حتّى يجودَ بالذَهب
وَيستقلَّ ما وَهَب

فَقال مَولاها لها
أُشهِدُ أَربابَ النُهى

إِن تخدَعي مُزيّدا
عَن دِرهَمٍ لا أَزيَدا

لأنثرنَّ الذَهبا
عليك حتى يذهبا

قالَت إِذا جاءَ فلا
تحجِبه عنّي عجلا

وخلِّ عنكَ الغيره
ولا تنفّر طَيرَه

فقال أَقسَمتُ بمن
حلاَّك بالخلقِ الحسَن

لأَرفعنَّ الغَيرَه
وَلَو حَباكِ إبره

فأرسلوا رسولا
يسأَله الوصولا

فجاءَهم عَشيَّه
وأَحسَنَ التَحيَّه

فأَهَّلوا ورَحَّبوا
حتّى إِذا ما شَرِبوا

تَساكَروا عَن عَمد
وَهوَّموا عَن قَصدِ

فانفردت بمُزيَدِ
أُختُ الغَزال الأغيَدِ

فأَقبلَت عليهِ
مشيرةً إِليهِ

قالَت أَبا إِسحاقِ
نَعِمتَ بالتَلاقي

تَهوى بأن أغنّي
سار الفَريقُ عنّي

فَقالَ زوجي طالقُ
وَخدمي عتائقُ

إِن لَم تكوني عارِفَه
بالغيب أَو مكاشفَه

فأَسمعَتهُ وطَرِب
ثمَّ سقته فشرِب

وَخاطبته ثانيه
بلطفها مُدانيَه

قالَت أَبا إسحاقِ
يا سيِّدَ الرِفاقِ

إنّي أَظنُّ قَلبَكا
يَهوى جلوسي قُربَكا

لتلثمَ الخدودا
وتَقطفَ الورودا

فَقال ما لي صَدقَه
واِمرأَتي مُطَلَّقه

إِن لَم تَكوني في الوَرى
مِمَّن مَضى وغَبَرا

عالمةً بالغَيبِ
حقّاً بغيرِ رَيبِ

فنهضَت إليهِ
وَجلسَت لدَيهِ

فضمَّها وقبَّلا
وقال نلتُ الأَمَلا

يا غُرَّة الغَوَاني
وَمُنتهى الأَماني

تَفديكِ أُمّي وأَبي
وكلُّ شادٍ مُطربِ

فحين ظنَّت أَنَّها
قد أَوسَعَته مَنَّها

قالَت له أَلا تَرى
لِزلَّةٍ لن تُغفَرا

من هؤلاء القَومِ
في مثل هَذا اليومِ

يَدعونني للطَربِ
وكلُّهم يأنسُ بي

وَلَم يكن منهم فَتى
للبِرِّ بي مُلتَفِتا

فَيَشتَري رَيحانا
بدرهمٍ مجّانا

فهاتِ أَنت دِرهَما
وَفُقهُم تكرُّما

فَقامَ عنها وَوثب
وَصاحَ يَدعو مِن كَثَب

وَقال مه أَي زانيَه
وطيتِ ناراً آنيَه

دنَّستِ علم الغَيبِ
منكِ بكلِّ عَيبِ

فضَحِكَ الأَقوامُ
من فعلِهِ وقاموا

وَما دروا أَنَّ الخُدَع
لَم تُغنِ في ذاك الكُتَع

فأَقبلَت باللَومِ
عليهِ بينَ القَومِ

فسبّها وأَغضَبَا
وسَار عَنهَا مُغضَبَا

فهذه الحِكايَه
تَكفيك في الهِدايَه

عن صحبة البخيل
وَدائِه الدَخيلِ

أبو عقبة 27-07-2005 04:02 AM

- فصل في
التحذيرمن صحبة الكذاب


صَحابَةُ الكذّابِ
كَلامِع السَرابِ

يَخلقُ ما يَقولُ
معلومُهُ مَجهولُ

يقرِّبُ البَعيدا
وَيؤمنُ الوَعيدا

ويُبعدُ القَريبا
ويأمنُ المُريبا

وَيُخلفُ المَوعودا
وَلا يَلينُ عودا

يَحلِفُ ثُمَّ يُخلِف
فلا يمينَ كُلِّف

يَمينُ في اليَمينِ
وَلَيسَ بالأَمينِ

وَفي كلام الأُدبا
العُلماء النُجَبا

لَم يُرَ في القبائحِ
وَجُملة الفَضائِح

كالكِذب أَوهى سَبَبا
ولا أَضلَّ مَذهَبا

ولا أَعزَّ طالِبا
ولا أَذلَّ صاحِبا

يُسلِمُ من يَعتصمُ
به ومن يَلتَزِمُ

طلوعُه أفولُ
وفضلُه فُضولُ

غَليلُه لا يُنقعُ
وَخَرقُه لا يُرقَعُ

صاحبُهُ مُكذَّبُ
وَفي غَدٍ مُعذَّبُ

فجانبِ الكذّابا
وأَولِهِ اِجتِنابا

واِسمع حَديثاً عجبا
في رفض مَن قد كَذَبا

أبو عقبة 27-07-2005 04:06 AM

- حكاية الفتى
البغدادي مع الأمير المهلبي


رَوى أُولوا الأَخبارِ
وَناقِلوا الآثارِ

عَن حَدَثٍ ذي أَدَبِ
وَخُلُقٍ مُهذَّبِ

يَسكن في بغدادِ
في نعمةِ تِلادِ

فارق يوماً والدَه
وَطِرفَه وتالِدَه

وحلَّ أَرضَ البَصرَة
بلوعةٍ وحَسرَة

فظَلَّ فيها حائِرا
يكابدُ المرائِرا

وَلَم يَزَل ذا فَحصِ
يسأل كلَّ شَخصِ

عمَّن بها من نازِلِ
وَفاضلٍ مُشاكِلِ

فوَصَفوا نَديما
ذا أَدبٍ كََريمَا

يُنادِمُ المُهلَّبي
وهو أَميرُ العَرَبِ

فأمَّه وقصَدَه
وحين حلَّ مَعهَدَه

عرَّفه بأَمرِه
وحُلوِهِ ومُرِّه

فَقال أَنت تصلحُ
بل خَيرُ من يُستملَحُ

لصحبةِ الأَميرِ
السيِّدِ الخَطيرِ

إِن كنتَ مِمَّن يصبرُ
لخَصلةٍ تُستَنكَرُ

فقالَ أَيُّ خَصلَة
فيه تُنافي وَصلَه

فَقال هَذا رَجلٌ
لا يَعتَريه المَللُ

من اِفتراءِ الكَذبِ
في حَزَنٍ وَطَرَبِ

فإن أَردتَ طولَه
فَصدِّقنَّ قولَه

في كُلِّ ما يَختلقُ
وَيَفتَري وَينطقُ

حَتّى تَنالَ نائلَه
ولا تَرى غوائِلَه

قال الفَتى سأَفعلُ
ذاكَ وَلستُ أَجهلُ

فذهب النَديمُ
وهوَ بِه زَعيمُ

فعرَّفَ الأَميرا
بفضلهِ كثيرا

حتّى دَعا فحضَر
وسَرَّهُ عند النَظر

فراشَه في الحالِ
بكسوةٍ ومالِ

فَلزمَ الملازمة
للأُنس والمنادَمَة

وَلَم يزل يصدِّقُه
في كُلِّ إفكٍ يَخلقُه

فَقال يَوماً واِفتَرى
بهتاً وكذباً مُنكرا

لي عادةٌ مُستحسَنه
أَفعلُها كلَّ سنَه

أَطبخُ للحُجّاجِ
من لحمِ الدَجاجِ

في فَردِ قدرٍ نُزلا
يكفي الجَميعَ مأكلا

فحارَ ذلك الفَتى
من قوله وبَهُتا

وَقال لَيتتَ شعري
ما قدرُ هَذا القِدر

هَل هي بئرُ زمزمِ
أَم هيَ بحرُ القُلزمِ

أَم هيَ في الفَضاءِ
باديةُ الدَهناءِ

فغضِبَ الأَميرُ
وَغاظَه النَكيرُ

وقال ردُّوا صِلَته
منه وقدّوا خِلعتَه

وأَخرجوهُ الآنا
عنّا فلا يَرانا

فندِمَ الأَديبُ
وَساءَهُ التَكذيبُ

وَعاودَ النَديما
لعُذرهِ مُقيمَا

وقال منذُ دهر
لَم أَشتَغِل بسُكرِ

فغالَني الشَرابُ
وحاقَ بي العَذابُ

وَقُلتُ ما لا أَعقلُ
وَالهفوُ قَد يُحتَمَلُ

فَسَل ليَ الإغضاءَ
وَالعَفوَ والرضاءَ

قال النَديمُ إِنّي
أُرضيه بالتأنّي

بشرط أَن تُنيبا
وَتتركَ التَكذيبا

فراجع الأَميرا
واِستوهبَ التَقصيرا

واِستأنفَ الإِنعاما
عليهِ والإِكراما

فعاد للمنادَمة
باللُطف والملازَمة

فكان كلَّما كذب
وَقال إِفكاً واِنتدَب

صدَّقه وأَقسما
بكونه مسلِّما

حتّى جرى في خبر
ذكرُ كلابِ عَبقَرِ

ووصفُها بالصغرِ
وَخلقُها المحتقرِ

قال الأَميرُ وابتكر
ليس العيانُ كالخبر

قد كانَ منذ مدَّه
لديَّ منها عِدَّه

أَضعُها في مكحلَه
للهَزل والخُزَعبَلَه

وكان عندي مَسخَره
أَكحلُ منها بصرَه

فَكانَت الكِلابُ
في عينهِ تَنابُ

وَهي على مجونِه
تنبحُ في جفونِهِ

فَقام ذلكَ الفَتى
يَقولُ لا عشتُ متى

صدَّقتُ هَذا الكَذِبا
شاءَ الأَميرُ أَو أَبى

وردَّ ما كساهُ
بِهِ ومَا حَبَاهُ

وَراحَ يَعدو عاديا
من البلادِ ناجِيَا

أبو عقبة 27-07-2005 04:07 AM

- فصل في
التحذير من صحبة الأشرار


وَصحبةُ الأَشرارِ
أَعظمُ في الإِضرارِ

من خدعةِ الأَعداء
ومن عُضال الداءِ

يقبِّحون الحسَنا
ودأبُهم قولُ الخَنا

شأنُهم النَميمَة
والشيم الذَميمَة

إذا أَردت تصنعُ
خَيراً بشخصٍ منَعوا

الغلُّ فيهم والحسَد
والشرُّ حبلٌ من مَسَد

إِن مُنِعوا ما طَلَبوا
تَنَمّروا وكَلَّبوا

وأَعرَضوا إِعراضا
ومزَّقوا الأَعَراضَا

لَيسَ لهم صَلاحُ
حرامُهم مُبَاحُ

لا يتَّقون قُبحا
ولا يَعونَ نُصحا

يُغدونَ بالقَبيحِ
والضرِّ والتَبريحِ

كلامهم فحاشُ
وأنسهُم إِيحاشُ

الخَيرُ منهُم وانِ
والشرُّ منهُم دانِ

شيطانُهم مطاعُ
ودينُهم مُضاعُ

لا يَرقُبونَ إِلّا
ولا يَرونَ خِلّا

إِخلاصُهم مُداهَنه
وودُّهم مُشاحنَه

صلاحُهم فَسَادُ
رواجُهم كَسَادُ

عزيزُهم ذَليلُ
صَحيحُهم عَليلُ

ضياؤُهم ظلامُ
وعذرُهم ملامُ

تقريبُهم بعيدُ
ووعدُهم وَعيدُ

إِذا سأَلتَ ضَنّوا
أَو منحوكَ مَنّوا

وإِن عَدلتَ مالوا
وإن سألتَ قالوا

ربحهُم خُسرانُ
وشكرُهم كُفرانُ

شرابُهم سرابُ
وعذبُهم عذابُ

وفاقُهم نِفاقُ
إِنجاحُهم إِخفاقُ

وَفاؤُهمِ محالُ
وخِصبُهم إِمحالُ

وِودُهم خداعُ
وسرُّهم مُذاعُ

إِذعانُهم لِجَاجُ
مَعينُهم أُجَاجُ

وَلَيسَ فِيهِم عَاري
من اِدِّراع العارِ

البُعدُ عنهم خَيرُ
والقربُ منهم ضَيرُ

فاِحذرهُمُ كلَّ الحذَر
لحاكَ لاحٍ أَو عذَر

واِسمَع مقال الناصِحِ
سمعَ اللَبيبِ الراجحِ

وقالَ أَربابُ الحِكَم
العالمون بالأُمَم

إِن شئتَ أَن تصاحِبا
من الأَنام صاحِبا

فأبدأهُ بالمُشَاوره
في حَالة المُحَاوره

من حالةٍ تريدُها
أَو حاجَةٍ تُفيدُها

فإن أَشار ناصحا
بالخَير كانَ صالحا

فأَولِه الصَداقَة
ولا تَخَف شِقاقَه

فالخَيرُ فيه طَبعُ
وأَصلُه وَالفَرعُ

وإِن أَشارَ مُغريا
بالشرِّ كانَ مُغويا

فاِجتَنِب اِصطِحابَه
وَواظب اِجتِنابَه

والشيَمُ الرديَّة
أَضحَت لهُ سَجيَّه

أبو عقبة 27-07-2005 04:08 AM

- خاتمة الأرجوزة
لابن معصوم (ناظم القصيدة أصلاً )


هَذا وَقَدْ تمَّ الرَجَز
بِعَونِ ربّي ونَجَز

وَهاكَ ها أَحكاما
أَحكمتُها إِحكامَا

كدُرَرِ البُحور
عَلَى نحور الحورِ

تشنِّف المسامِعا
وتطربُ المجامِعا

تُحمُ كلَّ ناظمِ
وصادحٍ وباغِمِ

والحَمد للَه على
إِبلاغه المؤمَّلا

ثُمَّ الصَلاةُ أَبدا
على النَبيِّ أَحمَدا

وآلِه الأَطهار
وصحبهِ الأَبرارِ

ما طارَ طَيرٌ وَشَدا
ولاح فجرٌ وَبَدا

أبو عقبة 27-07-2005 04:10 AM

- خاتمة
الأرجوزة لابن مشرف


هَذا وَقَدْ تمَّ الرَجَز
بِعَونِ ربّي ونَجَز

وَهاكَ ها أَحكاما
أَحكمتُها إِحكامَا

كدُرَرِ البُحور
عَلَى نحور الحورِ

والخَتمُ بالصَّلاةِ
على زَكي الذاتِ

وبالسلامِ السَّرمَدِ
عَلى النَّبي أحمَدِ

والآلِ والأصحَابِ
مَع جُملةِ الأحبَابِ

مَا غَرَّدت حَمَامَة
إلى يَومِ القيامَة

أبو عقبة 27-07-2005 04:13 AM

وقفة عابرة : - أخي الكريم ....أختي الغالية .......!!


إن هذه القصيدة التي بين

أيديكم إنما هي وقف لله فلا نبيح لأحد أيا كان أن يطبع هذه القصيدة

بغرض البيع أو المتاجرة أو نقلها عبر مواقع الشبكة بدون ذكر المصدر

ومن فعل ذلك فإنا خصماء له يوم القيامة أمام الملك الجبار وهذه أمانة

لكل من حاز على تلك القصيدة ونذكركم بقول الله تعالى

:( والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون ) المؤمنون : 8

ولا بأس من طبعها وتوزيعها مجاناً أو بغرض التعليم وغير ذلك فنشهد الله

أنا لا نعطي الحق في تداولها بغرض المتاجرة بأي شكل كان

وعلى الله قصد السبيل



وللجميع خالص تحياتي

أبو عقبة المصري


Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.