أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية

أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com/index.php)
-   خيمة الثقافة والأدب (http://hewar.khayma.com/forumdisplay.php?f=9)
-   -   المثاني - من شعر الحكمة ، وحكمة الشعراء (http://hewar.khayma.com/showthread.php?t=8277)

صوفي 27-06-2000 04:26 PM


الأخ الفاضل جمال حمدان :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
حوار أخير حول ( ارفعي العتابا ) .
قديما – يا أخي – قالوا :
لا معنى لوجودنا إذا كنا نسخة مكررة من غيرنا .
وأنا أحترم طريقة الأخوة الذين ذكرتهم في النقد احتراما كبيرا ، ولكن ليس هناك من ضرورة أن أكون مقلدا لهم فيما اختاروه لأنفسهم .
وأفتخر بأن نقدي أزهري ، والأزهر معقل الأدب والشعر ، ويقيني أن الجانب الأزهري جمع كل مفيد لغة وأدبا ومعنى ومبنى ... وغير المفيد لا كلام لنا فيه ، كما لا حاجة بي إليه ، وكل ما يقوله الإنسان له أو عليه ...
يا أخي الفاضل :
اعلم أن نقدي يدور على محورين أساسيين هما :
1) المبنى .
2) المعنى .
ففي المحور الأول ( المبنى ) ، نظرت في الجانب اللغوي والعروضي ، وقد أشرت إلى ما وجدت في قصيدتكم من خطأ لغوي أو عروضي ، ( وأعد قراءة النقد مرة ثانية ) ، وأنت يا أخي قد تجاهلت ذلك تماما ، فلو أنك أظهرت خطئي في شيء من ذلك لفرحت لصوابك ، أو عدلت من الأبيات لأكبرت تعديلك لخطأ ظهر لك . بيد أنك رحت تضحك من قلبك من نقدي للبيت الثالث ( وفيما بعد بيانه ) ، فأضحك الله سنك ، ولا زلت ضحوكا طروبا .
وفي المحور الثاني ( المعنى ) ذكرت الفرق بين ما تسميه أنت ( غزلا ) ، وما كانت العرب تسميه ( غزلا ) . وقلت إن العرب كانت تخاطب الروح ، بينما أنت خاطبت الجسد ، وشتان بينهما !!
وسأترك هنا الكلام عن القدس وواقع الأمة ، وإن كنت أرى يقينا أن القطعة الأدبية إنما هي قطعة من الشاعر ، والشاعر جزء من الواقع ، وإلا ما كان شعر ولا شعور ، حتى الخيال بينه وبين الواقع نسبة ورابط .. وحتى لو لم أذكر القدس فإن قولكم ( وأضم صدرا ناهدا كعبا ) فيه وحشية ، ومخاطبة للجسد ( لا تصلح في مقام الحب كما ذكرت سابقا ) كما أن فيه بعدا كبيرا عن رقة الغزل ومخاطبة المحبوب .
والبيت الثالث ، وما أدراك ما البيت الثالث ، ذلك الذي أضحكك فأشجاني ..
قولك :
يا منيتي . إن جاء يطرقني
..............في الليل طيفك . زادني طربا
تعبيرك بـ ( إن ) يفيد احتمال مجيء طيف محبوبك ، واحتمال عدم مجيئه ، وقد رجحت أنا عدم مجيئه ما دام القائل ( المحب الولهان ) مترددا بين المجيء وعدمه ، وحمدت الله أن أراحكم في نومكم من الطرب والاضطراب ، يعني أنا عاوز مصلحتك ، وأتمنى لك نوما هادئا مريحا يا أخ جمال ، كما قال صاحبنا أبو الطيب :
أنـام ملء جفوني عن شواردهــــــا
......................... ويسهر الخلق جراها ( ويضطربوا ) !!
( مع اعتذاري لأبي الطيب ) .
فهل ظهر لك الآن وجه نقدي الذي أجملته لك هناك ، وهنيئا لك ما ضحكت .
واسمع أيضا يا أخي :
قديما كان الشاعر العربي يذكر أن طيف محبوبته لا يفارقه في ليل أو نهار ، في إقامة أو في سفر ، وأنت تقول ( إن جاء يطرقني ) فأي المعنيين ؟! .
هذا ما سمح لي وقتي الآن بكتابته ، ولي تكملة لهذا الحوار الأخير ( من جانبي في هذا الموضوع ) سأكتبها هذه الليلة إن شاء الله ، وستكون في نقطتين :
1) علاقة البيت الأخير بالقرآن ، وقول الفرزدق .
2) طلبكم ألا أنقد مرة أخرى بطريقتي هذه قصائدكم .
ومع اعتذاري ، وتحياتي ، وتمنياتي لكم ولجميع الأخوة بالتوفيق والتقدم .
وشكرا – وإلى التكملة إن شاء الله .


صوفي 28-06-2000 10:58 PM

تكملة ( حوار أخير حول ارفعي العتبا )

1) علاقة البيت الأخير بالقرآن وبيت الفرزدق :
تقول – يا أخي – في البيت الأخير :
يا دوحة قد جئت أنشدها
.............ها قد هززتك. فاسقطي الرطبا!!!
ومعلوم يا أخي أن معنى هذا البيت ( مقتبس ) من قوله تعالى : ( وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا ) من سورة مريم .
ولا شك أن الاقتباس من القرآن في مثل هذا الموضع لا يليق باحترامنا للقرآن ، وقدسيته ..
ولم أفهم علاقة ما نحن فيه بقول الفرزدق ، إن كان القول للفرزدق أو لحسان في مبلغ علمي ، فإنما هو يمدح الرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ولم يقتبس شيئا من القرآن ( أين الاقتباس ) . ثم إني لم أقل بعدم جواز الاقتباس من القرآن مطلقا ، وكيف يقول بهذا عاقل ؟! وإنما قلت : لا يجوز في هذا الموضع ، حيث خرج الغزل عن حده العفيف إلى الأحضان ...
ومعلومة هامة : ألف الإمام السيوطي رحمه الله رسالة في جواز الاقتباس والتضمين من القرآن والحديث سماها ( رفع الباس وكشف الالتباس في ضرب المثل من القرآن والاقتباس ) ، وهي رسالة قيمة جدا ومفيدة في هذا الباب .
والاقتباس هو أخذ معنى من القرآن واستعماله في معنى آخر من شئون الحياة .
أما التضمين فأن يتضمن بيت الشعر آية أو بعض آية بالنص من القرآن .
وكلاهما كما قلت جائز ، ومن أراد أمثلة وأدلة فعليه بكتاب السيوطي ، ولكن علينا أن نراعي الأدب مع كتاب الله ، فلا نستخدمه في ما لا يليق .

2) طلبكم ألا أنقد مرة أخرى بطريقتي هذه قصائدكم :
يا أخي : غفر الله لي ولك :
أنا أفهم أن شاعرا يطلب أن تنقد قصائده ليصقل موهبته ، وليتقدم في صنعته ، ومن منا المعصوم من الخطأ ، أو السالم من النقد .
ولكني لا أفهم أبدا أبدا أن يطلب هذا الشاعر من ناقد التوقف عن نقده ، لأن النقد في الأصل لا يحتاج لدعوة وطلب ، وما دام هناك إنتاج نشر على الناس ، فهو معرض للنقد ، والكلمة حرة ، ما دامت في حدود الأدب والاحترام والشرع ، سواء كان الناقد على خطأ أو صواب ، فالحوار قائم ، وبه يرد الخطأ إن وجد ، ولكل واحد وجهة نظره .
لذلك فإني أعتب عليك – يا أخي – طلبك هذا ، وأقول لك بصراحة : سأتوقف بالتأكيد عن نقدك ونقد غيرك ، ولكن ليس قبولا لطلبك ، أو تنفيذا له ، ( فإن ذلك ليس إليك ) ، وإنما لأسباب عندي قائمة – أحتفظ بها لنفسي ، وقد سبق واعتذرت للأخ الفاضل سلاف عند دعوته للنقد ، وبينت هناك بعض الأسباب ، وأن النقد ليس من أهداف وجودي بالخيمة .

وأخيرا :
كنت أتمنى أن يكون ردك على نقدي يتسم بالموضوعية ، ودفع الحجة بالحجة ، وقبول الصواب من نقدي ، ولكن للأسف وجدت غير ذلك ، وكأني بك كنت تطلب تقريظا لقصيدتك ، فأخطأت العبارة فطلبت نقدا ، وللأسف فإنني أفرق بين النقد والتقريظ .

وعموما :
لك تحياتي ، واعتذاراتي ، وأرجو السماح فيما نبا فيه قلمي .
وتحياتي لكل أخ في هذه الخيمة ، واعتذاري لكل من وجد من كلامي حرجا ..
وإلى الملتقى مع المثاني – إن شاء الله – حكمة الشعراء – والحكمة ضالة المؤمن ..



صوفي 28-06-2000 11:11 PM


وإني لأحن إلى المثاني ، كما قال بعضهم :

يرنحني إليك الشــــــــوق حتى
...................... أميل من اليمين إلى الشمال
كـــما مــال المعــاقر عاودته
...................... حميا الكأس حـــالا بعد حال

صوفي 28-06-2000 11:13 PM


وفي هذا المثنوي ( تضمين ) لآية قرآنية :

قال الشاعر :
اصـــنع خــيرا تتحـل بــه
.................. واتـرك شـرا تـرد بـــــه
إن أنت أسـأت لك الســوءى
................. ( مـن يعمل سـوءا يجز به )



Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.