أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية

أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com/index.php)
-   الخيمة الإسلامية (http://hewar.khayma.com/forumdisplay.php?f=8)
-   -   الشيخ حسن المالكي صريح !!! (http://hewar.khayma.com/showthread.php?t=31786)

صلاح الدين القاسمي 24-06-2003 07:33 AM

بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على سيدنا محمد عبدك و رسولك النبي الأمي و على آله و صحبه و سلم .
____________________
المبحث الأول: في مفهوم التوحيد:

- مفهوم التوحيد في اللغة:

الواحد: أول عدد الحساب، وهو مبني على انقطاع النظير، وهو ما لا يقبل التجزئة ولا الثني ولا الانقسام ولا النظير ولا المثل ، والواحد والأحد لا يجتمعان إلا لله عز وجل، ومعنى الله الواحد: أي الفرد الذي لم يزل وحده ولم يكن معه غيره، والتوحيد: الإيمان بالله وحده لا شريك له[12].


- مفهوم التوحيد في القرآن الكريم:

ورد في القرآن الكريم الألفاظ (وحده، واحد) لتدل على الله الواحد، واستحقاقه للعبادة وحده في الآيات الآتية:

- ( ..لنعبد الله وحده..).

- (وإذا ذكرت ربك في القرآن وحده..).

- (وإذا ذكر الله وحده...)

- (ذلك بأنه إذا ذكر الله وحده كفرتم..)

- (فلما رأوا بأسنا قالوا آمنا بالله وحده)

- ( ...حتى تؤمنوا بالله وحده..)

- (وإلهكم إله واحد..)

- (..إنما الله إله واحد..)

- (..وما من إله إلا إله واحد..)

- (قل إنما هو إله واحد..)

- (أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار..)

- (قل الله خالق كل شيء وهو الواحد القهار)

- (وبرزوا لله الواحد القهار)

- (..وليعلموا إنما هو إله واحد..)

- (إلهكم إله واحد..)

- (وقال الله لا تتخذوا إلهين اثنين إنما هو إله واحد)

- ( قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي إنما إلهكم إله واحد)

- (فإلهكم إله واحد فله أسلموا..)

- (وإلهنا وإلهكم واحد..)

- .....الخ

والخلاصة: أن (التوحيد) يجب أن يقتصر معناه على ما يخص الذات الإلهية الواحد الأحد الفرد، وهو ما أطلق عيه بعض علماء المسلمين عنوان (الإلهيات) وهذا المعنى لم يتم مراعاته والإقتصار عليه في مفردات التوحيد، فكان الأولى أن نجعل عنواناً أشمل كـ (الإيمان) ليشمل الإلهيات والنبوات والمعاد والقدر والملائكة والكتب المنزلة..الخ كما سيأتي.
____________
يتبع باذن الله تعالى .

صلاح الدين القاسمي 24-06-2003 07:36 AM

بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على سيدنا محمد عبدك و رسولك النبي الأمي و على آله و صحبه و سلم .
____________________

المبحث الثاني: النقد العام لمقررات التوحيد:

المؤلفون لهذه المقررات أدخلوا في مادة التوحيد موضوعات كثيرة لا علاقة لها بربوبية ولا ألوهية ولا أسماء ولا صفات ومن أبرزها:

في مقرر الثالث ثانوي (شرعي):

- الباب الثالث من توحيد الصف الثالث الثانوي ص95 بعنوان ( محبة الرسول وتعظيمه والنهي عن الغلو والإطراء[13] في مدحه وبيان منزلته) كل هذا الباب وفصوله مشروع ولا يتم الإسلام إلا به لكن لا علاقة له بالتوحيد، فالتوحيد خاص بالله عز وجل، وإنما يدخل هذا الموضوع في موضوع آخر يسمى (النبوات)، فالتوحيد شيء والنبوات شيء آخر.

- وكذلك أورد المقرر نفسه ص101 فصلاً بعنوان (مشروعية الصلاة والسلام على رسول الله) وهذا أيضاً مشروع لكن لا علاقة لها بالتوحيد، وإنما لها علاقة بالنبوات.

- وأورد المقرر فصل (فضل أهل البيت) ص103، وهذا أيضاً مع كونه مشروعاً لكن لا علاقة له بالتوحيد وإنما يلحق بـحقوق النبي صلى الله عليه وسلم، فمن حقوقه على أمته رعايته في أهل بيته.

- وأورد المقرر فصلاً عن (الصحابة) ص105، وهذا أيضاً مع مشروعيته لكن لا علاقة له بالتوحيد، وإنما يلحق بحقوق النبي صلى الله عليه وسلم أن نرعى حق من صحبه ونصره دون أن نغلو أو نمدح من نافق أو آذى النبي أو ذمه النبي صلى الله عليه وسلم أو أساء السيرة سواء أساءها في عهده صلى الله عليه وسلم أو بعده.

- وأورد المقرر الفصل السادس ص109 عن (تحريم سب الصحابة) وهذا مع أهمية لا علاقة له بالتوحيد، وإنما يتعلق بالأحكام.

- وأورد النهي عن سب العلماء (ص110) وهذا مع أهمية لكن لا علاقة له بالتوحيد إنما له علاقة بالأحكام.

- أورد المقرر الفصل السابع ص112، وكان عن (الفتن) وهذه لا علاقة لها بالتوحيد، وإنما بالفكر بشكل عام، من الفتن ما يتعلق بالأحكام، ومنها ما يتعلق بالتاريخ، ومنها ما يتعلق بعلامات الساعة.

- وأورد المقرر باباً كاملاً عن (البدع) من ص116-130 والتحذير من البدع والمحدثات أمر مشروع لكن هذا كله لا علاقة له بالتوحيد، وإنما يتعلق بجانب الأحكام، نعم قد يتعلق بموضوع العقيدة وهي غير التوحيد.

- وأورد في الباب الخامس ص131- عن (كرامات الأولياء) و(صفات أهل السنة والجماعة) و(مكارم الأخلاق)، وهذه كلها لا علاقة لها بالتوحيد، فالكرامة إنما تتعلق بـمجمل (الإيمان) وقد بالغ فيها أهل السنة وغيرهم كالصوفية والشيعة.

أما (صفات أهل السنة) فتتعلق بالتاريخ والأحكام (فضائل الأعمال)، على ما في ذلك المبحث من تعميم وضبابية.

وكذلك (الأخلاق) إنما تتعلق بالأحكام.



وفي مقرر الثاني ثانوي:

- كل مقرر التوحيد للصف الثاني ثانوي لا علاقة له بالتوحيد إلا في 13 صفحة من أصل 126 صفحة!!! والصفحات المتعلقة بالتوحيد هي الصفحات (28- 42 فقط) لأنها تتحدث عن الإيمان بالله، أما بقية الأبواب عن (الملائكة والقرآن الكريم والأنبياء واليوم الآخر - بما فيه من حشر وحساب وحوض وميزان وصراط وشفاعة وجنة ونار- والقدر) فلا علاقة لهذا كله بالتوحيد وإنما علاقته بالإيمان!!

سبحان الله!! مقرر كامل ليس له من محتواه إلا عشر صفحات! –على نزاع فيها!- هذا الخطأ الكبير أتانا من عيب واحد فقط، وهو أننا لا ندرك معاني الكلمات التي نتحدث بها، وخاصة تلك الكلمات التي نكررها كثيراً كـ(التوحيد)!



وفي مقرر الأول ثانوي:

أورد المقرر ص 7 (العقيدة وأهميتها) والعقيدة أشمل من التوحيد، فالتوحيد جزء يسير من (العقيدة) لأن العقيدة تشمل الإيمانيات والأحكام وغير ذلك، هذا من حيث اللغة، أما العقيدة من حيث الاصطلاح المتأخر فتشمل الايمانيات وهي من حيث الوضع الشرعي أما العقيدة ليست منصوصة في الشرع وإنما وضعها المتكلمون يريدون بها كلمة مرادفة لـ (الإيمان)، مع أن العقيدة في الأصل لفظة لغوية أشمل من الإيمان، والغريب أن المقرر يذم المتكلمين! مع أنهم هم اللذين جاؤوا بلفظة (العقيدة)!! فهذه اللفظة لم يكن يتعلمها السلف في القرون الثلاثة الأولى[14].

وأورد المقرر ص9 كلاماً عن (مصادر العقيدة) وهذه لا علاقة لها بالتوحيد، ومصادر العقيدة أشمل من مصادر الإيمان، فضلاً عن التوحيد.

كما أورد المقرر في الفصل الثالث ص12 كلاماً عن (الإنحراف عن العقيدة) وهذا ليس من التوحيد لأن العقيدة اشمل من التوحيد.

وأورد المقرر ص15 (نماذج من جهود المصلحين في الدفاع عن العقيدة) وهذا ليس من التوحيد وإنما له علاقة بالتاريخ.

وأورد المقرر موضوعاً مطولاً عن (العبادة وأنواعها) في الفصول الثالث والرابع والخامس والسادس وهذه كلها لا علاقة لها بالتوحيد، وإنما الأحكام وأفعال العباد.

وأورد في الفصل السابع ص53 موضوعاً عن التفريق بين الإسلام والإيمان والإحسان وهذا لا علاقة له بالتوحيد إلا من حيث دخول التوحيد في مجمل الإيمان.

أورد المقرر باباً كاملاً في بقية المقرر (الصفحات 81-100) عن الولاء والبراء وما يتعلق به من الإحتفاء بأعياد الكفار والإستعانة بهم وتقليدهم وهذا كله لا علاقة له بالتوحيد، إنما له علاقة بالأحكام (حرام أو حلال، يجوز ولا يجوز).



مقررات التوحيد للمرحلة المتوسطة:

مقرر التوحيد للمرحلة المتوسطة هو كل كتاب التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله، إذ تم تقسيمه على السنوات الثلاث، وفيه موضوعات لا علاقة لها بالتوحيد، وإن كان أكثر موضوعات الكتاب له علاقة بالتوحيد، لكن هذه الموضوعات التي لها علاقة بالتوحيد على بعضها ملحوظات، وهي بشكل عام لا تناسب مشاكلها الطالب الفكرية ولغته ولا تجيب على استشكالاته المعاصرة.



مقررات المرحلة الإبتدائية:


- الصف الأول ابتدائي:
الدرس الخامس والسادس (عن وجوب محبة الله وعبادته) فهذان مرتبطان بالعبادة (الأحكام) لا بالتوحيد، وكذا الدرس السابع والثامن (عن النبي صلى الله عليه وسلم) يتعلقان بالنبوات لا بالتوحيد، والدرس التاسع (عن الإسلام) يتعلق بالإيمان.


- الصف الثاني ابتدائي:

الدرس الأول (مراجعة) فيه بعض ما لا علاقة له بالتوحيد.

الدرس الثاني: عن (الأصول الثلاثة) ثلثا الدرس لا علاقة له بالتوحيد، وإنما يتعلق بالإيمان والنبوات.

الدرسان الرابع الخامس: عن الغاية من خلق الإنس والجن (العبادة)، وهذا ليس من التوحيد وإنما يتعلق بالإيمان.



الفصل الثاني من العام الأول: كله ليس من التوحيد وإنما موزع بين مجمل الإيمان والنبوات.



الصف الثالث ابتدائي:

مقرر الصف الثالث ابتدائي كله في صفيه الأول والثاني ليس من التوحيد، باستثناء صفحتين (25، 27) كانتا من التوحيد على خلاف في الصفحة (27)!



الصف الرابع الابتدائي:

نصف دروس الفصل الأول ليس من التوحيد وهي الدروس (الأول والثاني والسابع).
والنصف الثاني ليس من التوحيد باستثناء الدرس الثاني.



الصف الخامس الابتدائي:

دروس الفصل الأول الأثنا عشر أكثرها ليست من التوحيد، وإنما تتعلق بالعبادة والنبوات ومجمل الإيمان باستثناء أسطر قليلة.

دروس الفصل الثاني: ليس منها إلا الدرس الأول من التوحيد أما البقية فليست منه ومجموعها أحد عشر درساً.



الصف السادس الإبتدائي:

دروس الفصل الأول مختلطة، يختلط في الدرس الواحد ما له علاقة بالتوحيد وما ليس له علاقة به.

الفصل الدراسي الثاني: ليس فيه من التوحيد إلا الدروس الثلاثة الأولى أما البقية فليست من التوحيد، ويتعلق أكثرها بالنبوات والأحكام ومجمل الإيمان.

والخلاصة: نحو نصف مقرر التوحيد في مراحل التعليم العام لا علاقة له بالتوحيد! والغريب أن هذا استمر عبر هذه السنوات (نحو خمسين عاماً)! وهذا دليل على فقر (الثقافة المحلية) على اكتشاف مثل هذه الأمور الواضحة، وقد يكون بعضهم انتبه لهذا لكنه لم يحاول أحد أن ينبه عليه خشية أن يتهم في دينه أو وطنيته!
__________
يتبع باذن الله تعالى .

صلاح الدين القاسمي 24-06-2003 07:41 AM

بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على سيدنا محمد عبدك و رسولك النبي الأمي و على آله و صحبه و سلم .
_______________

المبحث الثالث: نماذج الملحوظات التفصيلية على
مقررات التوحيد

وهذه في الحقيقة ليست ملحوظات تفصيلية بمعنى الوقوف عند كل ملحوظة وكل خطأ وإنما يعني ذكر (نماذج) من الملحوظات على المادة العلمية، لأن المقررات كلها لا تكاد تخلو منها عبارة من أحد أمرين:

- إما أن تكون صحيحة ويتم ردها والتناقض معها في مواضع أخرى من المقرر.

- وإما أن تكون خاطئة.

ولم يبق من مقررات التوحيد ما بقي دون تناقض إلا أن (الله واحد أحد لا يستحق العبادة دون سواه) وهذا يعرفه أجهل العوام فلا داعي لوضع (مقررات التوحيد) إذن!! إلا لتعريف الطالب بأن أكثر المسلمين يجب أن نعاديهم ونكرههم!! وهذا لا يحتاج إليه الطالب ولا المسلم الحق.

أما الملحوظات فنختار منها ما يلي:

التوحيد للصف الأول الابتدائي:

1- الدرس السادس(ص16): نعبد الله ربنا، عبارة (ندعوه ولا ندعو غيره) وهذه مقدمة من الصف الأول الابتدائي يتم تفسيرها في المتوسطة والثانوية بما يفيد تكفير كثير من المسلمين بزعمنا أنهم يدعون الأنبياء والأولياء والصالحين من توسل وتبرك ونحوه مما سيأتي تفسيره.

ودعاء النبي أو الصالح أو الولي يختلف باختلاف الشخص فدعاء الميت (يا فلان اشفع لي عند ربك) يختلف عن دعاء الميت نفسه بقول القائل (يا فلان اغفر لي وارحمني وارزقني) ونحن لا نفرق بين الصيغتين وإنما نكفر الجميع كما سيأتي إثباته.

2- الدرس الثامن (ص18): محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم أنزل الله عليه القرآن الكريم يدعو إلا عبادة الله وحده وترك عبادة غيره)!!، ولم يقل المقرر (وترك عبادة الأصنام) وهذا من (الدس التكفيري) الذي سيفسر في مراحل لاحقة بأن غيرنا من المسلمين (يعبدون القبور والأولياء والصالحين)!!، وأن المقلدين من أتباع المذاهب الأربعة (يعبدون علمائهم ويتخذونهم أرباباً)!، وأن الفقه (هو عين الشرك)! وغير ذلك!!.

فهذه من التقعيدات التي يبنى عليها الطالب من الصف الأول الابتدائي لا ينتبه لها التربويون لأنهم لا يعرفون تاريخ الغلو المذهبي المحلي وفلسفته والأسس التي قام عليها من اتهام الآخرين بالشرك والكفر (وعبادة غير الله) .



مقرر الصف الثاني ابتدائي:

1- في الفصل الثاني (ص33) تحت عنوان (معرفة الدين): جاء تعريف المقرر للإسلام بأنه (الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والبراءة من الشرك وأهله) قلت: وهذا من الناحية النظرية لا شي فيه ولكن التربويين لا يعرفون أن هذا من (التقعيد) لتكفير المسلمين، لأن الشرك هنا ليس المراد به الشرك الأصلي (شرك الكفار) وإنما المقصود به شرك المسلمين (وأهل الشرك) هنا المراد بهم المسلمون والدليل على ذلك أن هذه العبارة في تعريف الإسلام مأخوذة من كتب الشيخ محمد بن عبد الوهاب وعلماء الدعوة، والشيخ محمد وعلماء الدعوة لا يقصدون بالشرك والمشركين في جميع كتبهم ومؤلفاتهم (إلا المخالفين لهم من المسلمين)[15]، وهذا مما يجهله التربويون ويخفيه العقائديون (تهيئة) منهم للطالب لأن يصبح مكفراً للمسلمين وسيأتي شرح شيء من هذا في مقررات المتوسطة والثانوية، فإذا ترقى الطالب أرشدوه إلى كتب الدعوة السلفية، فيجد أن البراءة من الشرك وأهله هي البراءة من (أهل حريملاء والقصيم والحرمين والأحساء وقحطان وعنزة والظفير وعبد الله بن سحيم وأحمد بن يحيى والغزاوي مفتي الشافعية وأحمد زيني دحلان وابن عبد اللطيف مفتى المالكية.. وغيرهم).





مقرر الصف الثالث الابتدائي:

الفصل الثاني (ص27): تحت درس (توحيد الألوهية وتوحيد الأسماء والصفات).

1- جاء تعريف توحيد الألوهية بأنه (توحيد الله في أفعال العباد كالدعاء والخوف والتوكل والرجاء والصلاة والزكاة) وهذه المراد منها كما ستأتي مفسرة في كتب الدعوة السلفية من: أن المسلمين من مخالفي الدعوة السلفية ليسوا موحدين بل هم كفار مشركون شرك أكبر ينقل عن الملة لأنهم يدعون الأولياء ويخافونهم ويتوكلون عليهم ويرجونهم ويتوسلون بهم ......الخ، وهذا أيضا مما يجهله التربويون ويعرفه الغلاة ويظنونه ديناً، وإلا لو كان المراد دعاء الأصنام وعبادة غير الله لما كان هذا الاختلاف الكبير بين الوهابية ومخالفيهم من المسلمين.

2- ثم ذكر المقرر توحيد الأسماء والصفات وقال في ذلك (ومن صفاته الحياة والرحمة والعلم والعلو والقدرة) وهذه المراد منها إخراج الأشاعرة والإباضية والشيعة وأتباع المذاهب الأربعة المعاصرين من (دائرة الموحدين) إلى (دائرة المشركين أو المبتدعين أو الفرق الهالكة) لأن هؤلاء جميعاً يتأولون (العلو) مثلاً بأنه العلو المعنوي لا الحسي بينما يرى الحنابلة (وتبعهم الوهابية) بأن العلو حسي[16] وأن من أنكره فليس موحداً وعلى هذا يمكن أن يكون مشركاً كافراً وعلى هذا يجوز تكفير وقتاله واستحلال دمه وماله وعرضه.



مقرر الصف الرابع:

الدرس الثاني (ص12) تحت عنوان (العبادة) جاءت عبارة (أنواع العبادة كثيرة منها عبادات ظاهرة كالصلاة والدعاء والذبح... ومنها عبادات باطنة كالمحبة والخوف والخشية والرجاء ).

قلت: وفي هذا (تقعيد) لتكفير المسلمين الذين يرى غلاة السلفية أنهم يذبحون لغير الله ويحبون غير الله ويخافون غير الله ويرجون غير الله وهم عندهم جمهور المسلمين من اتباع المذاهب الأربعة فضلاً عن فرق المسلمين من غير المذاهب الأربعة، وقد صرح المقرر للصف الخامس- الفصل الأول ص24 (بأن من صرف شيئاً من هذا لغير الله فهو مشرك كافر)! .

وهؤلاء المسلمون لا يعترفون بهذه التهم ولا يرون أنهم يعبدون غير الله ولا يرجون غير الله ولا يدعون غير الله، ولهم أدلتهم في جواز التوسل والاستغاثة والدعاء بجاه النبي أو فلان، تلك الأدلة التي لا نرى أنها كافية لصحة ما يفعلون ولكننا نراها مانعة من تكفيرهم لأنهم متأولون وفيهم العلماء المسوغون لدعاء الصالحين بأن يشفعوا لهم عند الله ورجاء الصالحين بأن يشفعوا لهم عند الله.. ونحو هذا، وهم لا يرون أن للأنبياء والأولياء تأثير من غير إرادة الله وتوفيقه، وغاية ما ارتكبوه أنهم ارتكبوا محرماً لا كفراً.

وقد وقفت على رسائل كاملة لبعض العلماء من أتباع المذاهب الأربعة يوردون ما يفعله العوام عند القبور تحت (البدع والمنهيات الشرعية) لا تحت (المكفرات المخرجة من الملة).. من عبادة غير الله ونحو هذا ، وهناك فرق بين النهيين فالأول يقتضي التحريم والثاني يقتضي التكفير.
________________
يتبع باذن الله تعالى .

صلاح الدين القاسمي 24-06-2003 07:45 AM

بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على سيدنا محمد عبدك و رسولك النبي الأمي و على آله و صحبه و سلم .
________________
-تحت الدرس الثالث (ص13) قسم المقرر التوحيد إلى ثلاثة أقسام (توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية وتوحيد الأسماء والصفات) وهذا التقسيم تقسيم مستحدث ليس عليه دليل، وجاء به بعض غلاة الحنابلة في القرن الثامن الهجري ليتمكن من خلاله من التقعيد لتكفير بعض المسلمين بزعمه أنهم لم يكونوا (موحدين) لأنه بهذا التقسيم الثلاثي يمكن إخراج أكثر الأمة من مسمى (الموحدين) لأن معظم علماء الأمة الإسلامية لا يخلو أحد منهم من تأويل بعض الصفات أو توسل بالصالحين أو عدم تكفير من ادعى نبياً أو صالحاً أو استغاث به أو طلب عونه أو نحو ذلك مما يختلف فيه علماء المسلمين عن غلاة الحنابلة، فيراه غلاة الحنابلة شركاً أكبر أو بدعة مضللة، ويفصّل فيه علماء المسلمين تفصيلا ليس هنا محل استعراضه.
- تحت الدرس السابع (ص14) جاء تعريف توحيد الربوبية بأنه (هو توحيد الله بأفعاله وقد أقر به الكفار على زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يدخلهم في الإسلام وقاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم واستحل دماءهم وأموالهم)!! وهذا القول غير دقيق، لأن الكفار في زمن النبي صلى الله عليه وسلم كانوا ينكرون أموراً من خصائص الربوبية فمنهم من ينكر تصرف الله في إنزال المطر وبعث الرزق وإحياء الناس بعد الموت....الخ، ويعبدون الأصنام.

والتربويون لا يعرفون أن المراد من هذا الكلام (تكفير جميع المسلمين) المخالفين للدعوة السلفية لأنهم في زعم علماء الدعوة يؤمنون بأن الله هو الخالق الرازق لكنهم يعبدون غيره من الأنبياء والأولياء والصالحين!!! فلذلك جاء تأكيد المقرر على أن (من يؤمن بأن الله هو الذي خلقه ورزقه ولكنه لا يعبد الله وحده يكون مشركاً)!! (ص15)
- الدرس الخامس من المقرر تحت عنوان (توحيد الألوهية) قال المقرر: (هو توحيد الله بأفعال العباد كالدعاء والنذر والنحر والرجاء والخوف والرغبة والرهبة والانابة والاستعانة والاستعاذة والتعظيم وهذا النوع من التوحيد هو الذي وقع فيه النزاع في قديم الدهر وحديثه بين الرسل وأممهم).

وهذا المراد منه (تكفير المسلمين) وستأتي الأدلة على ذلك، ثم العبارة غير دقيقة فالنزاع قد وقع في توحيد الربوبية أيضاً بين الرسل وأممهم ففرعون كان يقول: (أنا ربكم الأعلى) وكان يقول: (ما علمت لكم من إله غيري) وصاحب إبراهيم كان يقول: (أنا أحيي وأميت) الإحياء والإماتة من توحيد الربوبية على التسليم بتقسيم التوحيد.

تحت عنوان أول ما فرض الله على الناس (ص46) ذكر المقرر أن أول ما فرضه الله على بني آدم هو الكفر بالطاغوت ثم ذكر صفة الكفر بالطاغوت بأنه (أن تعتقد بطلان عبادة غير الله وتتركها وتبغض أهلها وتبغضها وتكفر أهلها وتعاديهم)!!!.

لا يعرف التربويون أن المراد هنا أن (تبغض المسلمين وتكفرهم وتعاديهم ) لأن المقرر مأخوذ من الدعوة السلفية إما مباشرة وإما بواسطة والدعوة السلفية قائمة على اتهام بقية المسلمين بأنهم يعبدون الطاغوت وهو كل ما عبد من دون الله من نبي أو ولي أو صالح أو صحابي....الخ.

ولا يعنون بالعبادة (العبادة المباشرة) من صلاة وسجود وحج وزكاة وصيام وإنما يريدون من توسل بصالح أو تبرك به أو زعم أن في تربة قبره دواء من بعض الأمراض أو علق تميمة أو ودعة أو استشفع به عند الله..... وهذا المعنى الأخير لا يرى المسلمون أنه عبادة لغير الله وإنما يختلفون بين مجيز له وبين كاره وبين محرم ، وهذه الأمور كلها لا تدخل تحت (عبادة غير الله الذي هو الشرك الأكبر) بينما علماء الدعوة السلفية يدخلون هذه الأمور تحت (الشرك الأكبر) المخرج من الملة الموجب لاستحلال النفوس والأموال والأعراض!!!.

الدرس الثاني (48) تحت عنوان (الإيمان الحق) جاء تعريفه عند المقرر بأنه (أن تعتقد أن الله هو الإله المعبود وحده دون من سواه وتخلص جميع أنواع العبادة كلها لله وتنفيها عن كل معبود وتحب أهل الإخلاص وتواليهم وتبغض أهل الشرك وتعاديهم) .

قلت: لا يعرف التربويون أن المراد بأهل الشرك هنا هم (بقية المسلمين) غير الوهابية وهم أكثرية المسلمين من اتباع المذاهب والفرق الإسلامية وهذا يأتي تفسيره بعد قراءة كتب الدعوة السلفية، وسيأتي نماذج من ذلك عند بياننا للجذور الفكرية لمناهج التعليم في هذه المذكرة.

والتربويون الآن بشكل عام والمسئولون عن المناهج بشكل خاص يتصايحون من دعوى أمريكا أن المقررات تدعو لكراهية الكفار من اليهود والنصارى وينسون أن العبارات إنما تعني (كراهية المسلمين ومعاداتهم وتكفيرهم)! لكن المسلمين لا بواكي لهم، وهم يصيحون من ثلاثة قرون ولم نسمع لهم لأنهم ضعفاء.

- وفي ص 56 ذكر المقرر (أن الإنسان لا يصير مؤمناً إلا بالكفر بالطاغوت)! وهذا تقعيد لتكفير المسلمين، لأنهم في زعم علماء الدعوة لا يكفرون بالطاغوت وإنما يسوغون للعوام الكفر بالطاغوت ويحبون عبادة غير الله....على آخر هذه المزاعم الكبيرة التي يبرأ منها المؤمنون –وسيأتي بيان هذا في الجذور الفكرية-.


مقرر الصف الخامس – الفصل الأول:

جاء في الدرس الثالث ص12 (أن الله لا يرضى أن يشرك معه أحد في عبادته لا ملك مقرب ولا نبي مرسل) وهذا الكلام من الناحية النظرية صحيح، لكن المراد بالكلام غير هذا الظاهر البريء.

فالمراد أن المسلمين يشركون بالله عز وجل عندما يتبركون أو يتوسلون بالصالحين أو يستشفعون بهم أو يبنون الأضرحة عند قبورهم.. الخ، فهذه عند علماء الدعوة عبادة لغير الله ويلزم منها الشرك الأكبر المخرج من الملة، وعلى هذا لا بد من البيان للطالب أن يتورع في تنزيل النظرية إلا على من عبد غير الله حقاً أما من أخطأ في دعاء غير الله أو التوسل به أو .... فليس مشركاً ولا كافراً لكنه مرتكب لمحرم شرعاً أو مكروه ، بل بعض هذا مباح عند بعض العلماء قديماً وحديثاً، فإن خطأناهم لا يجوز لنا تكفيرهم، ولا رميهم بالشرك فالشرك أمره عظيم.

فلهذا ينشأ الطالب فينا وهو يتلفت (أين المشركون الذين يعبدون غير الله؟)! فلما يقرأ في كتب الدعوة السلفية يظنه قد وجد ضالته في (تكفر المسلمين)! وأن خريطة العالم الإسلامي إنما هي (خريطة المشركين)! أما بقية خريطة العالم فهي خريطة أهل الكتاب! وأهل الكتاب أقرب لنا من المشركين! وهذا ما أكدته الجذور الفكرية لمناهج التعليم.


وفي المقرر ص 14 عنوان (لا تجوز موالاة من حاد الله ورسوله)! ولو كان أقرب قريب!

يظن بعض السذج أن المراد بهؤلاء المحادين لله والرسول هم (الكفار الأصليون)! بل المحاربون منهم خاصة، ولا يعرفون أن المراد به (خصوم الدعوة السلفية) من أتباع المذاهب الأربعة فمن والى أهل الحرمين أو أهل القصيم أو أهل الرياض أو أهل الأحساء قبل انضوائهم تحت لواء الدعوة فقد نقض شهادة ألا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله! هذا سنعرفه عند قراءتنا للجذور الفكرية بعد قليل.



- ذكر المقرر ص 16 (أن أعظم ما أمر الله به التوحيد وأعظم ما نهى الله عنه الشرك وهو دعوة غيره معه)!! وهذا التفسير للشرك وقصره على الدعاء دليل على أنه ليس المراد بالشرك ما يظنه البعض بأن المراد (عبادة الأصنام)! وإنما قول بعض العوام (يا فلان اشفع لي عند الله، يا فلان ادع لي ربك أن ..) وهذا عند المتشدد من علماء المسلمين محرم فقط، وكرهه بعضهم وأباحه بعضهم، لكنه عند غلاتنا هو (الشرك الأصلي) الذي من أجله حورب الكفار ....الخ.



- وجاء ص 24 (أن من صرف شيئاً من العبادة كالدعاء والخوف والرجاء والرغبة والرهبة والخشوع والخشية والإنابة والإستعانة والإستغاثة والذبح والنذر لغير الله فهو مشرك كافر)!

قلت: لا يعنون بذلك (الكفار الأصليين) فهم لا يفعلون هذا فهذا محل إجماع، وإنما يعنون بذلك (المسلمين المصلين الصائمين المزكين المجتنبين لكبائر الذنوب)!! وسيأتي هذا واضحاً عند كلامنا عن (الجذور الفكرية) التي ما زال عليها كثير من العلماء وطلبة العلم.

وخطؤهم أتاهم من (التوسع في معنى الشرك) حتى أدخلوا فيه (المحرم والمكروه والمباح) فليست كل استعانة بغير الله شركاً ولا كل خوف من غير الله شركاً ولا كل رجاء من غير الله شركاً..الخ، نعم الغلاة يفرقون بين الحي والميت لكنهم لا يفرقون بين من يستغيث بولي أو صالح ومن يعبد صنماً! رغم أن هذا المستغيث أو المستشفع يرى أنه المستغاث به عبد لله له شفاعته عند الله، فهذا يختلف عن آخر يدعو أحد الصالحين وهو يرى أنه من المشاركين في الألوهية والتأثير استقلالاً عن الله، فهذا المعنى الأخير هو (الكفر الأكبر) لكن ليس عليه مسلم واحد لا من العلماء ولا من العوام، أما المعنى الأول فليس شركاً وغاية ما فيه أنه محرم فحسب.
-----------------
يتبع باذن الله تعالى .

صلاح الدين القاسمي 24-06-2003 07:48 AM

بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على سيدنا محمد عبدك و رسولك النبي الأمي و على آله و صحبه و سلم .
____________________


- وذكر المقرر ص 27، 30، أنواعاً أخرى من الشرك الذي يراه شركاً أكبر مع إغفال التفصيل السابق.

أعاد المقرر تعريف الإسلام ص 33 وقد سبق التعريف في مقرر الصف الثاني، وهذه ملحوظة على المقررات بأنها كثيرة التكرار وهذا له علاقة بالجذور الفكرية أيضاً، فالدعوة السلفية تكثر من تكرار (الشرك والتوحيد)، ويراد من هذا التكرار عندهم (التأكيد على اتهام المسلمين بالشرك)، لكن التربويين وكثير من المواطنين لا يعرفون (سر هذا التكرار)، فهم لا يرون شركاً أصلياً حتى يبالغ المقرر في التحذير منه، أما الغلاة فهم يرون أن المسلمين أصلاً مشركون، فلذلك يحرصون على ألا تمس مقررات التوحيد بشيء وأن تبقى كما هي كـ (قاعدة فلسفية خلفية) يتم استدعائها عند الضرورة.

مقر التوحيد للصف الخامس – الفصل الثاني:

عقد المقرر ص 26 موضوعاً بعنوان (الهجرة)! وعرفه بأنه (الإنتقال من بلد الشرك إلى بلد الإسلام) وذكر الأدلة على وجوبها من القرآن والسنة!

ولا يعرف الأخوة التربويون أن المراد هنا ليس الهجرة من أوروبا أو الصين إلى العالم الإسلامي، وإنما المراد الهجرة من العراق والشام ومصر واليمن والحجاز والأحساء وغيرها.. الخ إلى المناطق التي كانت الدعوة تسيطر عليها، بمعنى أن (الهجرة من الحرمين والقصيم والأحساء وحريملاء ..إلى الدرعية والعيينة) وسيأتي بيان هذا في الجذور الفكرية بعد قليل.

- في مقرر الصف السادس- الفصل الأول – الدرس الأول – الصفحة الأولى! عن (أهمية التوحيد)[17] :

جاء فيها (اعلم أن العبادة لا تسمى عبادة إلا مع التوحيد! كما أن الصلاة لا تسمى صلاة إلا مع الطهارة! فإذا دخل الشرك في العبادة فسدت! كالحدث إذا دخل في الصلاة)!!

أقول: وهذا واضح في (تكفير جميع المسلمين) وأنهم لا تنفعهم صلاتهم ولا صومهم ولا زكاتهم ولا حجهم ولا جميع أنواع العبادة لأنهم ألبسوها بالشرك ففسدت!! كما تفسد الصلاة مع الطهارة (وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثوراً)!!

- (ص11) قال: (فإذا عرفت أن الشرك إذا خالط العبادة أفسدها وأحبط العمل! وصار صاحبه من الخالدين في النار! عرفت أن أهم ما عليك معرفة ذلك لعل الله يخلصك من هذه الشبكة وهي الشرك بالله!).

قلت: إذن فالمسلمون المختلفون مع الدعوة السلفية -وهم جمهرة المسلمين- هم عند الدعوة السلفية وعلمائها (مخلدون في النار)، وليس مجرد (شرك دون شرك) أو (ذنب مغفور ببعض العذاب)، لأن الشفاعة محرمة على غيرهم من لأنهم مشركون!! المسلمين كما سيأتي موضحاً ومبيناً في الجذور الفكرية.

ثم ذكر المقرر أربع قواعد منقولة من كتاب للشيخ محمد بن عبد الوهاب وهي (الأولى: أن الكفار الذين قاتلهم الرسول صلى الله وسلم مقرون بتوحيد الربوبية ولم يدخلهم في الإسلام!!،

والثانية: أنهم يقولون ما دعوناهم[18] وتوجهنا إليهم إلا لطلب القربة والشفاعة .

الثالثة: النبي صلى الله عليه وسلم قاتل أناس متفرقين في عبادتهم فمنهم من يعبد الملائكة ومنهم من يعبد الأنبياء والصالحين ومنهم من يعبد الأشجار والأحجار ومنهم من يعبد الشمس والقمر وقاتلهم الرسول صلى الله وسلم ولم يفرق بينهم!![19].

الرابعة: أن مشركي زماننا أغلظ شركاً من الأولين!! لأن الأولين يشركون في الرخاء ويخلصون في الشدة ومشركو زماننا شركهم دائم في الرخاء والشدة).

قلت: والمشركون المرادون في زمن الشيخ هم المسلمون في (مكة والمدينة وحريملاء والأحساء وحائل والرياض والوشم والمجمعة والزلفي والحريق والخرج وسدير وبريدة وعنيزة ومنفوحة وأشيقر والحوطة وقبائل دهيمان ورغبة وضرمة وثرمدا وثادق ومرات وجلاجل والعودة وحرمة والمحمل والقصب ونعجان والروضة وعتك والمبرز والهفوف والقطيف والعقير والوفرة وحمض ورمحين والحائر والصبيحات والهلالية وصبحة والضبيعة واليمامة والسلمية وعروى وتمير ومبايض والداخلة وملهم والسر والشعرى وسيهات والقديح والعوامية وعالية نجد ونطاع والشقيق والجبيل ودومة الجندل وتربة والحجاز ونجران وبيشة ورنية والخرمة، وقطر وعمان والكويت والعراق والشام والأكراد ومصر واليمن وقبائل عنزة ومطير وشمر والدواسر وبنو خالد والحروب والظفير وقحطان وأهل الدلم والبقم وأعراب الشمال وشهران)!!!.

هؤلاء عند الشيخ محمد وعلماء الدعوة هم (المشركون) (الشرك الأكبر) (المخرج من الملة) قبل انضوائهم تحت لواء الدعوة ولا تنفعهم الشهادتان ولا صلاتهم ولا صيامهم ولا زكاتهم ولا حجهم ولا اجتنابهم المحرمات ويجوز قتلهم وسلب أموالهم وانتهاك أعراضهم وسبي حريمهم ولا يجوز الدعاء لهم ولا الاستغفار لهم ولا يدفنون في مقابر المسلمين ولا يصلى عليهم ، ويمكن مراجعة كتب التواريخ كتاريخ ابن غنام[20] وابن بشر وكتب ورسائل علماء الدعوة.

- وفي صفحة (23) تحدث المقرر عن الشرك وأنواعه وذكر منها (شرك الدعوة وشرك النية وشرك الطاعة وشرك المحبة)، وقد سبق الحديث عن المراد بهؤلاء هم المسلمون، فشرك الدعوة (لأنهم يدعون غير الله) وشرك النية (لأنهم يريدون الحياة الدنيا مع خصوم الدعوة) وشرك الطاعة (لأنهم يطيعون علماءهم) وشرك المحبة (لأنه يحبون الأولياء والصالحين ويتبركون بهم ويتسولون إليهم).

- ذكر المقرر (ص26) أن شرك الطاعة هو (طاعة العلماء والعباد في معصية الله): والعلماء عندهم هم علماء المذاهب الأربعة المخالفين للشيخ في التكفير والقتال، فهؤلاء أوردوا في حقهم وفي حق أتباعهم الآية الكريمة (اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله)!! ومعصية الله عندهم في الكلام السابق ليست الأمر بترك الصلاة وشرب الخمر ونحو ذلك وإنما الأمر بـ (ترك قتال المسلمين وترك تكفيرهم) والأخذ بفتاواهم في هذا، أما تقليد علماء الدعوة وطاعتهم في تكفير المسلمين وفي قتالهم وأخذ أموالهم فهو (من طاعة الله) لقوله تعالى (وأطيعوا الله ورسوله وأولوا الأمر منكم) وأولوا الأمر هنا يفسرونها بالعلماء والأمراء، وقوله تعالى (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) وأهل الذكر في عهد الشيخ وعلماء الدعوة هم علماء الدعوة فقط، أو من وافقهم في آرائهم كبيرها وصغيرها، وهذه ازدواجية وتلاعب وتوظيف للنصوص في نصرة قضايا خاصة وخصومات مذهبية.

- (ص30) الكفر وأنواعه..

وذكر المقرر أن هناك (خمسة أنواع من الكفر تخرج من الملة) وهي: كفر التكذيب وكفر الإباء وكفر الشك وكفر الإعراض وكفر النفاق) والمراد بكفر التكذيب في القرآن الكريم هو تكذيب الأنبياء وجحد النبوة لكنه عند علماء الدعوة يمتد إلى (تكذيب الشيخ محمد بن عبد الوهاب وعلماء الدعوة) كما أن كفر الإباء عندهم هو (الامتناع عن الاستجابة لدعوتهم)، وكفر الشك عندهم هو (الشك في ما يدعون إليه)، وكفر الإعراض هو (الإعراض عما أتوا به)، وكفر النفاق هو (اتباعهم ثم التنكر لما أتوا به)!![21].

ثم ذكر المقرر (ص36) أنواع النفاق الإعتقادي وذكر أنها ستة أنواع: (تكذيب الرسول ، تكذيب بعض ما جاء به الرسول، وبغض الرسول، وبغض بعض ما جاء به الرسول، والمسرة بانخفاض دين الرسول والكراهية لإنتصار دين الرسول) وذكر أن أصحاب هذه الأنواع الستة من أهل الدرك الأسفل من النار.

ولا يعرف التربويون أن هذه كلها يراد بها (المسلمون وليس المنافقين)، والمراد بتكذيب بعض ما جاء به الرسول أو تكذيب الرسول هو ما يفعله العلماء المعارضون للدعوة من تهيبهم من تكفير المسلمين وتأويل بعض النصوص التي ليست على ظاهرها وتضعيف بعض الأحاديث الأخرى التي يراها علماء الدعوة صحيحة وهكذا..

وكذا المسرة بإنخفاض دين الرسول المراد بها المسرة بإنخفاض (المؤيدين للدعوة)، والكراهية لإنتصار دين الرسول المراد بها (كراهية انتصار الوهابية)، وهذا كله ينقله المقرر من كتب الشيخ محمد رحمه الله ، مفصولاً عن مناسبات هذه الأقوال وعن المخاطبين بها، فعندما نرجع لأصول تلك الكتب نجد احتكاراً لـ (دين الرسول) وحرمان الآخرين منه!! فيجعلون من حاربهم أو عارضهم أو كذبهم أو أبغضهم فقد (عارض الرسول وأبغض الرسول وكذب الرسول)!!، هو ما أقول لك وستأتي الأدلة على ذلك في الجذور الفكرية في نصوص لا تقبل الشك.

قد يقول قائل: إذا كانت النظرية صحيحة فلا يضيرنا سوء التطبيق؟

يقال: لكن إن ترقى الطالب وتدرج في العلم وحضر دروس المساجد والمحاضرات يتم تذكيره بهذه النظريات وبفضل الشيخ محمد وعلمه وفضل هذه الدعوة وسلفيتها وأنها الدعوة والعقيدة الصافية النقية الطاهرة المطهرة التي يجب اتباعها فلا يجد الطالب بداً من أحد أمرين:

- إما المعارضة وعندئذٍ لا يجد له مناصراً ويجد التضليل والتبديع وقد يجد التكفير من الغلاة لأنه (شك في دين الرسول وأبغض دين الرسول وعارض دين الرسول)!!!.

- وإما أن يؤيد فيصبح من (المكفرين) الذين يرون كفر من سواهم من المسلمين كفراً أكبر يخرج من الملة، هو ما أقول لكم، وهذا من الأسرار الخفية لبقاء الغلو في مجتمعنا السعودي.
___________
يتبع باذن الله تعالى .


صلاح الدين القاسمي 24-06-2003 07:50 AM

بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على سيدنا محمد عبدك و رسولك النبي الأمي و على آله و صحبه و سلم .
____________

مقرر الصف السادس/ الفصل الثاني:

الدرس الأول (ص10) ذكر المقرر نواقض الإسلام العشرة وهي:

1. (الشرك في عبادة الله ، وذكر منه الذبح لغير الله كمن يذبح للجن أو القبر،

2. من جعل بينه وبين الله وسائط يدعوهم ويسألهم الشفاعة ويتوكل عليهم كفر إجماعا!،

3. من لم يكفر المشركين أو شك في كفرهم أو صحح مذهبهم كفر!

4. من اعتقد أن غير هدي النبي اكمل من هديه او حكم غيره أحسن من حكمه كالذي يفضل حكم الطواغيت على حكمه صلى الله عليه وسلم فهو كافر،

5. من أبغض شيئا مما أتى به الرسول ولو عمل به كفر إجماعا،

6. من استهزاء بشيء من دين الرسول أو ثواب الله أو عقابه كفر،

7. السحر والصرف والعطف،

8. مظاهرة المشركين ومعاونتهم على المسلمين،

9. من اعتقد أن بعض الناس يسعه الخروج عن شريعة محمد صلى الله عليه وسلم،

10. الإعراض عن دين الله لا يتعلمه ولا يعمل به).

أقول: وهذه كلها يظن الطالب المسكين المبتدئ والتربوي الطيب أن المراد بها (الكفار الأصليون) بينما لا يراد بها إلا (تكفير المسلمين) من اتباع المذاهب الأربعة والفرق الإسلامية باستثناء مسألة السحر.

فمثلاً الناقض الثامن (مظاهرة المشركين ومعاونتهم على المسلمين) المراد بها في كتب علماء الدعوة (مظاهرة أهل حريملاء والقصيم والحرمين والأحساء على الشيخ محمد بن عبد الوهاب ومن معه) وليس المراد منها تنظيراً إيمانياً عاماً، ويدل على ذلك أن هذا الناقض استخدمه الوهابية كثيراً في تكفير من أعان خصومهم عليهم، وعلى هذا بقية النواقض ، هو ما أقول لكم، ومن شاء الإثبات فليسأل وليبحث وليرجع للجذور الفكرية والتطبيقات السلفية لهذه النظريات فالتطبيقات كلها بلا استثناء ضد مسلمين ولم تكن هناك تطبيقات للدعوة السلفية ضد يهود أو نصارى أو مشركين أو عبدة أصنام أو فرنسيين أو بريطانيين أو غيرهم من الكفار الأصليين.. ونحن عاهدنا أنفسنا على المصارحة وقول الحق في هذه الأمور الملتبسة على كثير من التربويين.



- ذكر المقرر (ص18) خمسة أمور عدها من أصول أهل السنة والجماعة ، ولم يفصل فيها مما سبب وجود التكفير المتبادل والاتهامات بين المواطنين، وهذه الأصول هي خاصة بالصحابة، وهي:

1- (أن الصحابة الكرام كلهم عدول،

قلت: كلمة (كلهم) مناقضة لأصل القرآن الكريم الذي ذم بعض من صحب النبي (صلى الله عليه وسلم) كالوليد بن عقبة الذي أنزل الله فيه (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا...) فهو عند الله فاسق وهو عندهم بهذه النظرية التعميمية من (العدول) وهذه مضادة لنص صريح من القرآن الكريم، والغريب أيضاً أنهم ينكرون على غلاة الشيعة طعنهم في أم المؤمنين عائشة لأن الله قد برأها في القرآن الكريم ، وهم محقون في هذا لكنهم يبرؤون من طعن الله فيه في القرآن الكريم كالوليد بن عقبة، وقد طعن القرآن الكريم في آخرين بالتثاقل عن الجهاد وفعل ما لا يقولون وإرادة الحياة الدنيا وبعض الأعراب الذين لا يفعلون غير ذلك مما هو مبثوث في القرآن الكريم وخاصة سورة آل عمران والتوبة والأحزاب.

إذن فالقاعدة (الصحابة كلهم عدول) مع عدم التفريق بين السابقين والأعراب وبين المهاجرين والطلقاء وبين من حسنت سيرته ومن ساءت سيرته خلل كبير في المنهج العلمي ، ولم تختص الدعوة ولا المقرر بهذا (الغلو في الصحابة) وإنما تبعت غلاة الحنابلة الذين كان لهم الغلو نفسه.

2- قال المقرر محبة أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم) لأن محبتهم دين وإيمان وبغضهم كفر ونفاق.

قلت: ليس هناك فرقة من فرق المسلمين تحب (كل الصحابة) ولا فرقة من المسلمين تبغض (كل الصحابة) فالشيعة يبغضون كثيراً من الصحابة ويحبون بعضهم كالشهداء في عهد النبوة وبعض من بقي بعد النبي (صلى الله عليه وسلم) كعلي وعمار وسلمان والمقداد ونحوهم وتتبرأ من الباقين، وغلاة السلفية أيضاً لا يتولون (جميع الصحابة) ويتبرأون من (الثوار على عثمان) وفيهم بدريون ورضوانيون ، وتتبرأ من الخوارج قاطبة (وفيهم صحابة)، وكذا المعتزلة والمرجئة والإباضية والخوارج والزيدية لا يتولون (جميع الصحابة) وإنما (يتولون بعضا دون بعض) بغض النظر عن القلة والكثيرة وعن دليل هذا وهذا.

فإذا كان بغض الصحابة كفر ونفاق فالأمة كلها كافرة منافقة.

3- ثم ذكر المقرر الترضي عنهم والاستغفار لهم.

4- اعتقاد أنهم أفضل الأمة.

5- اتباع طريقتهم في فهم الدين والعمل به.

قلت وهذه الأمور السابقة فيها تفصيل عند سائر الفرق الإسلامية، ومن ادعى حب جميع الصحابة فقد أخطأ، لأن كلمة (صحابة) كلمة عامة يدخل فيهم المنافقون والأعراب ومن ارتد ومن ساءت سيرته والثائرون على عثمان والخوارج ومانعوا الزكاة فلا بد من تقييد الصحبة بحسن السيرة أما بلا وجود هذا التقييد فسيوقع القائل في تناقض لا محالة.. هذا قول من جرب وبحث هذه المسائل من النصوص الشرعية والواقع التاريخي وقراءة فكر الفرق الإسلامية، فلندع التعميم ولنؤمن بجميع النصوص.

أما أصول أهل السنة والجماعة فهي أعلى مما ذكروه هنا فالأصول الحقة هي: الايمان بالله واليوم الآخر وإقامة الصلوات واجتناب الكبائر مما يصح أنه (من أصول أهل السنة والجماعة) فالأصل كلمة عظيمة لا ينبغي فيها الضبابية والتعميم لأمور فيها تفصيل والدخول في الاختلافات وجعلها أصولاً.



- وذكر المقرر (ص20) أصولاً أخرى لأهل السنة والجماعة من (حب الخلفاء الراشدين والترضي عنهم وترتيبهم حسب الأفضلية والخلافة والأخذ بهديهم). وهذا أيضاً من الواجبات وبعض هذا مختلف فيه كالتفصيل لكن هذا القول كله ليس من أصول أهل السنة والجماعة فقد اختلف الصحابة مثلا في ترتيب أفضلية الخلفاء الراشدين فمنهم من فضل أبا بكر ومنهم من فضل عليا وآخرون فضلوا حمزة ومصعب (ممن مات في أول الإسلام) ومنهم من فضل جعفر بن أبي طالب ومنهم من أمهات المؤمنين ومنهم من فضل أهل بيت النبي (صلى الله عليه وسلم)، وكان أهل الكوفة يفضلون علياً (وهم معظم شيوخ البخاري وشيوخ شيوخه) فأمر فيه هذا الخلاف والأريحية والمسامحة لا يصح التحجر فيه ثم اختيار رأي من الآراء وجعله من (أصول أهل السنة والجماعة) بحيث أن من خالفه فقد خالف (أصلا من أصول أهل السنة والجماعة) وعلى هذا فهو (مبتدع) وعلى هذا يتم تبديع نصف أهل الأمة الذي لا يرى هذا الرأي الذي انتصر له غلاة الحنابلة في القرن الثالث والرابع[22].

وقد ذكر المقرر أصولاً أخرى (ص22، 23، 24) هي إلى الواجبات أقرب منها إلى الأصول.
__________
يتبع باذن الله تعالى .

صلاح الدين القاسمي 24-06-2003 07:52 AM

بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على سيدنا محمد عبدك و رسولك النبي الأمي و على آله و صحبه و سلم .
___________________

مقررات المرحلة المتوسطة:
مقررات هذه المرحلة هي عبارة عن كتاب التوحيد للشيخ محمد بن الوهاب رحمه الله وهو كتاب في بيان التوحيد ومحاربة الشرك من أوله إلى آخره.

فتحدث مقرر التوحيد للمرحلة المتوسطة كلها عن (تحريم الشرك، وثمرات التوحيد، وعظمة التوحيد، وصفات الموحدين، وحقيقة الشرك، وأنواعه، وخطورته، وإدخاله أصحابه النار!!، وثواب الدعوة إلى الإسلام والبراءة من الشرك وشرك التحليل والتحريم وشرك المحبة وأن من لم يكن (موحداً) فلا حرمة لماله ودمه!! وضلال من تعلق بغير الله وشركه وشرك التميمة والودعة والخيط والحلقة والتولة وبراءة الله ورسوله من المشرك وشرك التبرك بالأشجار وشرك الذبح لغير الله وشرك دعاء غير الله وشرك الاستغاثة بغير الله وبطلان عبادة غير الله وفضل الرسول، والشفاعة وشروطها وأن الاستشفاع بالأولياء والصالحين شرك أكبر!! والغلو في الصالحين وأنه السبب في الشرك، والغلو في الرسول، تحريم بناء المساجد على القبور، والغلو في قبور الصالحين، وقوع أهل الكتاب في الشرك، ووقوع الشرك في أمة محمد، والسحر، والكهانة والعرافة، والتشاؤم، والفأل، والتطير، والتنجيم، والاستسقاء بالنجوم، ومحبة غير الله، وأنها شرك!!، والولاء والبراء، والخوف من الله، وأن خوف غيره شرك، والصبر على القضاء والقدر، وشروط العمل الصالح، والتحذير من الشرك الخفي، والتحذير من طلب الدنيا بعمل الآخرة، وعن عبادة الدنيا، وطاعة العلماء، في معصية الله وأنها من الشرك!!، والتحاكم إلى غير الشرع وأنه شرك، وأن من جحد شيئا من الأسماء والصفات فإنه مشرك!!، وبعض الشركيات اللفظية، كالحلف بغير الله أو التلفظ بما فيه مساواة الخالق بالمخلوق، وسب الدهر، وألقاب العظمة كقاضي القضاة وشاه شاه وأبي الحكم وخطورة الاستهزاء بالدين وأنه شرك وكفر النعمة، وتعبيد الأسماء لغير الله، والإلحاد في أسماء الله، وجوب تعليق الدعاء والمشيئة والتحرز من الألفاظ الموهمة، وعظمة السؤال بوجه الله، واستعمال كلمة (لو) والنهي عن سب الريح والنهي عن إساءة الظن بالله، الإيمان بالقدر ومراتبه، والتصوير، والنهي عن كثرة الحلف، والاقسام على الله، والاستشفاع بالله على خلقه، وسد طرق الشرك، وغير ذلك..).

قلت: والكتاب من حيث النظريات كتاب جيد في (مدح التوحيد وذم الشرك) ولكن المشكلة ليست في النظرية وإنما في تطبيق هذا (التوحيد) وهذا (الشرك) وتعميمه على كل المسلمين ممن لا ينضم للدعوة ثم ما صح من وقوع بعض الحوادث من جهلة العوام أغلبه مبالغ فيه أو أنه شرك أصغر لا يخرج من الملة أو من باب المحرم أو المكروه وهناك بعض المباحات ألحقها الشيخ بالشرك، وسيأتي التفصيل في الجذور الفكرية، عند كلامنا على منهج الشيخ في التكفير.

ولكن لا بأس أن نذكر نماذج فقط، مما أورده الشيخ في كتابه وكان من الأخطاء، وقد تكرر التحذير من الشرك والمشركين في الكتاب وشرحه كثيراً، وقد تقدم أن المراد بالشرك هذا ليس شرك الكفار كعبادة الأصنام وإنما يقصد المسلمين وما يفعلونه بجهل أو تأويل من توسل أو تبرك أو استشفاع أو استغاثة أو استعانة، أحياء وأمواتاً، ومن نماذج الملحوظات على الكتاب ما يلي:
__________________
يتبع باذن الله تعالى .

صلاح الدين القاسمي 24-06-2003 07:54 AM

بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على سيدنا محمد عبدك و رسولك النبي الأمي و على آله و صحبه و سلم .
___________________


1- ذكر مقرر أول متوسط (106) باب من الشرك أن يستغيث الرجل بغير الله أو يدعو غيره ثم أورد حديث الطبراني: (أنه كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم منافق يؤذي المؤمنين فقال بعضهم قوموا بنا نستغيث برسول الله من هذا المنافق فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إنه لا يستغث بي وإنما يستغاث بالله) .

جعل الشيخ ومقلدوه هذا من باب الشرك الأكبر المخرج من الملة وهذا –كمثال- عليه عدة ملحوظات يراه مخالفوه ومعارضوه من علماء المسلمين ومنها:

الملحوظة الأولى: أن الحديث لا يصح عند كثير منهم.

الملحوظة الثانية: أنه معارض لإباحة الله عز وجل الاستغاثة بالمخلوق فيما يقدر عليه كما في قوله تعالى (فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه) في قصة موسى عليه السلام.. فالاستغاثة بالمخلوق في الأصل ليس محرماً والخلاف إنما هو الاستغاثة بالميت من الصالحين هل له حكم الاستغاثة بالحي أم لا، فالذي يرى أن الميت من الصالحين له جاه عند الله لا يرى فرقاً والذي لا يرى هذا يمنع من التوسل أو الاستغاثة بالميت من الصالحين.

الملحوظة الثالثة: لو صح الحديث فالنبي (صلى الله عليه وسلم) لم يجعل هذا شركا أكبر، وإنما نهى عنه، فيدخل في باب الأعمال المنهي عنها، لا باب الشركيات المخرجة من الملة.

الملحوظة الرابعة: لو صح الحديث يكون مراد النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه لا يستغاث به في هداية هذا المنافق لأن هداية التوفيق بيد الله عز وجل.

الملحوظة الخامسة: أن المستغيثين بالأموات الصالحين يرون أنه لا فرق في الإستغاثة بين الحي والميت وأن هذا الميت الصالح له جاه عند الله وقدر كبير بحيث يقبل الله عز وجل شفاعته للمستغيث، مثلما يشفع وهذا ليس من باب اتخاذ هؤلاء وسائط بينهم وبين الله فقد ثبت أن الأبناء إذا ماتوا يكونوا شفعاء لأهليهم عند الله ، خاصة وأن المستغيث لا يعتقد أن المستغاث به له تأثير منفصل عن إرادة الله عز وجل.

فمثل هذه الاستشكالات والاعتراضات أغفلها الشيخ وأتباعه وجعلوا المستغيث بالصالحين مشركاً شركاً أكبر ينقل عن الملة، مع أن هذه الاعتراضات تجعل الفرد المستغيث أو المبيح للاستغاثة إما جاهلاً أو متأولاً وكلاهما (الجهل والتأويل) من أكبر موانع التكفير التي اتفق على ذكرها العلماء وهي مقررة في مقرر التوحيد أيضاً، هذا مثال بسيط من الأمثلة التي تبين أن معظم الذين كفرهم علماء الدعوة بل كلهم ليسوا كفارا ولا مشركين، وإنما غايتهم أمرهم أن يكونوا مذنبين.

2- ذكر مقرر الصف الثاني متوسط (ص12) أن الاستشفاع بالأولياء والصالحين من الشرك الأكبر المخرج من الملة كأن يقال : يا سيدي فلان اشفع لي عند ربي في قضاء كذا وكذا.. يا مولاي فلان توسلت بك إلى ربي فأدعو الله لي بكذا وكذا..

هذا الاستشفاع غاية ما فيه أن يكون خطأ لا شركاً أكبر ينقل عن الملة فالمستشفع لا يرى للمستشفع به أثراً منفصلاً عن إرادة الله وإذنه وتوفيقه.

3- ذكر المقرر (ص14) أن الشفاعة لا تكون لمن أشرك بالله وإنما تكون لأهل التوحيد والإخلاص!!

قلت: وهذا في حقيقة الأمر تحريم استفادة غير الوهابية من شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة، وتحريم دخول الجنة عليهم كما سيأتي مبيناً في (الجذور الفكرية) عند كلامنا على منهج الشيخ في التكفير.

4- أورد مقرر الصف الثالث متوسط (ص17) باب من الشرك إرادة الإنسان بعمله الدنيا، ثم أورد حديث (تعس عبد الدينار تعس عبد الدرهم....) ثم ذكر المقرر في خلاصة الباب أن (الشرك محبط للأعمال وأن إرادة الدنيا شرك يحبط العمل الذي داخله)!!.

قلت: ليس المراد بهذا تكفير المهتمين بالدنيا وأنهم كفار كفر أكبر ينقل عن الملة إذا كانوا مسلمين والحديث (تعس عبد الدرهم..) ليس المراد العبادة الحقيقية وإنما هذا استخدام مجازي لا يخرج من الملة، وليس المراد أيضاً أن من اهتم بالدنيا وجمع الأموال بالحلال سيكون من المشركين وهذه من التعميمات التي يقع فيها كثير من العلماء في النهي المطلق عن حب الدنيا وجمع الأموال وغاية ما في الأمر أن يكون هذا محرماً لا شركاً أكبر نحذر منه في مقررات التوحيد.

5- ذكر المقرر (ص20) باب (من أطاع العلماء والأمراء في تحريم ما أحل الله أو تحليل ما حرم الله فقد اتخذهم أرباباً) وجعل هذا من الشرك الأكبر المخرج من الملة.

ومراد الشيخ بهذا الكلام الرد على العوام في البلدان الأخرى التي كانوا يحتجون على الشيخ واتباعه بأن عندهم علماء لا يرون في التوسل والتبرك شيئا محذوراً فكفرهم الشيخ لأنهم (اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا) وعندما بسط الشيخ سيطرته على الجزيرة أصبحت طاعة العلماء والأمراء (من أصول أهل السنة والجماعة) لأنهم (أهل الذكر) والله عز وجل قد أمر بطاعة أولي الأمر وأن أولي الأمر هم العلماء والأمراء.

ونحن اليوم إن عارضنا بعض أراء الشيخ وبعض أراء علماء الدعوة أتانا هؤلاء الغلاة ليفرضوا علينا (تقليد) الشيخ وعلماء الدعوة ذلك التقليد الذي إن فعله الآخرون مع علمائهم وأمرائهم عدوه شركا أكبر ينقل عن الملة، فليت شعري كيف يصبح الأمر الواحد (أصلا من أصول أهل السنة والجماعة) و (شركاً أكبر ينقل عن الملة) في الوقت نفسه!!.

6- وقد ذكر المقرر في الباب نفسه (أن من دعي إلى التحاكم إلى ما أنزل الله وجب عليه الإجابة والقبول، وأن من رفض ذلك فهو كافر مشرك).

ونحن ندعو المختلفين معنا من هذا المنبر للإلتقاء والتحاكم إلى ما أنزل الله، لا إلى الكتب المذهبية التي تم تأليفها في أجواء من الصراع السياسي والمذهبي وسننظر من يستجيب لهذه (الدعوة) ومن (يرفض التحاكم إلى ما أنزل الله)!!.

7- ذكر المقرر (ص35) أن (من جحد شيئاً من أسماء الله وصفاته أو أنكرها فهو كافر لإنكاره ما جاء في كتاب الله وسنة رسوله وما أجمعت عليه الأمة).

قلت: هذا فيه تكفير لأكثر المسلمين والسلام، لأن 99% من المسلمين إما أشاعرة أو شيعة أو إباضية أو صوفية أو من أتباع المذاهب الأربعة، وكلهم إلا السلفية لا يثبتون أكثر الصفات، فمنهم من ينكر كلمة صفة أصلاً كابن حزم الظاهري والمعتزلة والزيدية، ويرون أن كلمة (صفة) لم تثبت في حق الله في كتاب ولا سنة، ومنهم من يقتصر على سبع صفات ذاتية وينفون ما سواها وهم الأشاعرة والماتريدية، وهم أغلبية أهل السنة، فهذا القول تقعيد لتكفير المسلمين سوانا.

والعجيب هنا الادعاء الكبير بأن الأمة أجمعت على ذلك وهذا من أبين الخطأ والمجازفة، فالخلاف مشهور ومنتشر سلفاً وخلفاً.

8- ذكر المقرر (ص41) تحت عنوان (بعض الشركيات اللفظية) وبعد إيراده قوله تعالى (فلا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون) وبعد أن أورد أثراً عن ابن عباس فيه أن الأنداد معناه الشرك وهو أن تقول: والله وحياتك يا فلان وحياتي وتقول: لولا كليبة فلان ولولا البط لأتانا اللصوص ، وقول الرجل: ما شاء الله وشئت، وقول الرجل: لولا الله وفلان، لا تجعل فيها فلاناً هذا كله به شرك)!! أهـ مختصراً.

قلت: إسناد الأثر ليس بذاك وهذه الأمثلة التي ذكرها المقرر ليست من الشرك وليست المقصودة بالشرك بدلالة سياق الآية الكريمة وهي قوله تعالى: (يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون، الذي جعل لكم الأرض فراشا، والسماء بناءً، وأنزل من السماء ماءً ، فأخرج به من الثمرات رزقاً لكم، فلا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون) فالسياق واضح بأن الآيات في الشرك الأكبر من عبادة الأصنام دون الله، وإذا أطلقت (الأنداد) في القرآن الكريم لا تعني إلا الأصنام، ثم كلمة (لولا) و (لو) موجودة بكثرة في الأحاديث النبوية ولا يجوز أن نتهم النبي (صلى الله عليه وسلم) بالشرك لأنه لا يذكر الله عز وجل في تلك الأحاديث، بل علمه الله عز وجل أن يقول: (لو كنت أعلم الغيب لأستكثرت من الخير وما مسني السوء) ، و (قل لو أن عندي ما تستعجلون به لقضي الأمر) وليس في الآية وجوب ذكر الله قبل ذكر الشيء الذي بعد (لو) أو (لولا)، فإخراج الناس من الإسلام إلى الكفر بهذا الأثر الضعيف الإسناد منكر عظيم، كما أننا لا نستطيع أن نقول أن الله عز وجل قد علّم الرسول الشرك بالله!!.

وعلى هذا فلا يجوز التوسع في إطلاق الشرك على كل من استخدم (لو) أو (لولا) ولا يريد بها أن للمذكور أثراً مستقلا عن إرادة الله عز وجل، كالذي يقول: لولا الذئب لعدى الكلب على الغنم، فمثل هذا يمكن أن يقال: قد ترك الأولى، لكن أن يكون (كافراً كفرا أكبر أو أصغر) فهذا غير صحيح.

بل استخدمت (لو) في القرآن الكريم بدون أن يتبعها لفظ الجلالة مثل قوله تعالى (ولو كنت فظا غليظ القلب لأنفضوا من حولك) ولم يقل (لولا الله ثم كونك غير فظ ولا غليظ..).

فكل نهي عن استعمال (لو) إنما المراد بها الذين يرون أن الاسم الآتي بعد لو له أثر مستقل عن إرادة الله فلذلك يكثر استعماله بين الغلاة أنفسهم دون ذكر الله!.

9- ذكر المقرر (ص69) أن من استهزأ بأهل التقى والصلاح من علماء وطلبة علم ورجال الهيئات فقد وقع في النفاق والكفر واستدلوا بقوله تعالى (ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسلوله كنتم تستهزئون).

قلت: الاستهزاء بالنبي (صلى الله عليه وسلم) كفر، أما الاستهزاء بغيره فليس كفراً وإنما يعد ذنبا من الذنوب ولا يجوز تخصيص أهل التقى والصلاح والعلماء وطلبة العلم ورجال الهيئات بذلك، بل كل مسلم لا يجوز الاستهزاء به، لكن الاستهزاء معصية وليست كفراً، وأغلب المستهزئين بأهل التقى والصلاح لا يرون هؤلاء أهل تقى وصلاح، مثلما وجدنا في كتب غلاة الحنابلة استهزاء بعلماء لا يرونهم علماء، فلا يجوز احتكار معنى من المعاني أو جعل الموالاة والمعادة في شخص من الأشخاص دون النبي صلى الله عليه وسلم.

بل لعلماء الدعوة وغلاة الحنابلة تكفير لبعض العلماء وأهل التقى والصلاح والتكفير أعظم من الاستهزاء أما أن نجعل من استهزأ بنا مرتداً، بينما تكفيرنا الآخرين وتبديعنا له علامة على صفاء التوحيد!! فهذا تحكم وعصبية.



10- في المقرر (ص78) اتهام لنبي الله آدم وحواء بالشرك لأثر ضعيف وخبر إسرائيلي مفاده (أن الشيطان تحيل على آدم وحواء حتى سميا ابناً لهما (عبد الحارث) وأن ذلك معنى قوله تعالى: "جعلا له شركاء فيما أتاهما) مع أن معنى الآية لا يتناول آدم ولا حواء ولم يصح الأثر، ولم يتوقف الغلو عندنا في التكفير حتى وصل لتكفير (الأنبياء) فالله المستعان!! وقد استدرك الشارح (شارح المقرر) هذا، تنزيها لآدم عليه السلام من الاتهام بالشرك!!.

11- ذكر المقرر في الهامش (ص84) أن جهم بن صفوان هو أحد الزنادقة وهذا ظلم، فجهم بن صفوان كان من الدعاة للكتاب والسنة وله آراء أخطأ فيها في الإيمانيات لكنه يبقى مسلماً (يمكن مراجعة كتاب تاريخ الجهمية والمعتزلة للشيخ جمال الدين القاسمي).

12- ذكر المقرر (ص140) حديث جندب بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم (قال رجل: والله لا يغفر الله لفلان، فقال الله عز وجل: من ذا الذي يتألى عليَّ أن لا أغفر لفلان؟ إني قد غفرت له وأحبطت عملك) رواه مسلم في صحيحه.

قلت: فلذلك يجب الحذر من الحكم على جماهير الأمة الإسلامية بأن الله لن يغفر لهم ولن ينالوا شفاعة النبي (صلى الله عليه وسلم) وسيكونون خالدين مخلدين في النار أبد الآبدين! حتى لا يحبط الله أعمالنا.
_____________
يتبع باذن الله تعالى .

صلاح الدين القاسمي 24-06-2003 07:57 AM

بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على سيدنا محمد عبدك و رسولك النبي الأمي و على آله و صحبه و سلم .
__________

مقررات التوحيد الثانوية:

مقرر الصف الأول ثانوي

1- ذم المقرر الشاعرة والصوفية ص 12 في هجوم عنيف بقوله (التقليد الأعمى بأخذ أقوال الناس في العقيدة بغير معرفة دليلها ! ..كما هو الواقع! في الفرق المخالفة من جهمية ومعتزلة وأشاعرة وصوفية وغيرهم حيث قلدوا من قبلهم من أئمة الضلال!! فضلوا وانحرفوا عن الإعتقاد الصحيح)! قلت: الأشاعرة والصوفية هم في الحجاز أغلبية! أما الاتهام بالتقليد فليس على إطلاقه، ففيهم المقلدون والمجتهدون، ثم لا يجوز أن نذمهم (تقليداً) بأنهم (مقلدون)! فنحن نذم هؤلاء كلهم (تقليداً) ولو سألنا من كتب العبارة : هل قرأت لهم أم تذمهم (تقليداً) لكان جوابه الثاني، هذا إن صدق!

2- أوصى المقرر ص 14 بالإطلاع (على عقائد الفرق المنحرفة ومعرفة شبههم للرد عليها والتحذير منها)! قلت: الهدف هنا مخروم، إذ اصبح الهدف من الإطلاع على كتب الفرق الأخرى ليس معرفة الحق وإنما (للتحذير)! ولو جاء معتزلي واحد لأربك كل هؤلاء السلفية، فرحم الله التواضع! وأبعد الله التعالم والتشبع بالدعاوى.

3- ذكر المقرر في الفصل الرابع ص 15 (نماذج من جهود المصلحين في الدفاع عن العقيدة الصحيحة)! وفي الكلام من التناقض والدعاوى ما لا يتسع المجال لذكره، لكن يهمنا هنا أن المقرر ذم جميع المسلمين تقريباً إلا الحنابلة وعلماء الدعوة وإثبات هذا يحتاج لتفصيل وبحث مطول.

4- ذكر المقرر ص 17 أنه في العصور المتأخرة استحكمت البدع والشركيات، وهذه مبالغة وكلام من لا يعرف العصور المتأخرة لا المتقدمة.

5- ذكر المقرر ص 25 (أن عباد القبور قديماً وحديثاً يزعمون أن هؤلاء الأموات يشفعون لهم ويتوسطون لهم عند الله في قضاء حوائجهم ويقولون (ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى)!!

قلت: هذا فيه تكفير لنصف المسلمين الذين يرون الإستشفاع بالصالحين وهم لا يعبدون إلا الله ويقومون بأركان الإسلام ويجتنبون المحرمات، لكنهم يرون –بأدلة لم يعرفها الكاتب- أن الصالحين يجوز الاستشفاع بهم، في كلام طويل وإن كنا لا نراه لكنهم ليسوا (عباد قبور) ولا يقرون لنا بأنهم يعبدونهم (ليقربوهم إلى الله زلفى)، ومن قال هذا فهو كافر بلا ريب لكن الذين نكفرهم لا يقولون هذا.

6- ذكر المقرر ص 42 بأن (عباد القبور!- ويعنون أكثر المسلمين-يقولون لا إله إلا الله لكنهم لا يتركون عبادة القبور)! قلت: هذا كذب على الصوفية وغيرهم وتكفير لهم فهم لا يعبدون القبور.

7- ذكر المقرر ص 48 أن هناك فئة (تشددت في تطبيق العبادات إلى حد التطرف فرفعت المستحبات إلى مرتبة الواجبات، وحرمت بعض المباحات! وحكمت بالتضليل أو التخطئة على من خالف منهجها وخطأ مفاهيمها! وهذا من الغلو في الدين..)!!

قلت: لو أكمل كاتب الموضوع وقال(ونحن منهم) لأنصف، لكن الغلاة لا يشعرون بأنفسهم وغلوهم، فيتكلمون الكلام وهو ضدهم ولا يعلمون ذلك.

8- ذكر المقرر ص 49 أن (من عبد الله بالحب فهو زنديق)! وهذا تكفير لمعظم الصوفية والزهاد، نعم قد يكون من يفعل هذا مخطئاً لكن أن يكون زنديقاً فهذا شيء آخر، ونعوذ بالله من الغلو.

9- ذم الأشاعرة ص 59، بأنهم من المبتدعة المحرفين لأسماء الله وصفاته! وهكذا نحكم على الغائب ونضلله لأنه مستضعف، فالأشاعرة يمثلون أكثر من 90% من أهل السنة، ولهم وجودهم القوي في الحجاز والمنطقة الشرقية فضلاً عن كونهم أغلبية السنة في العالم الإسلامي، وقد تكرر ذم الأشاعرة والصوفية كثيراً منها ص 78.

10- أورد المقرر ص 82 فصلاً عن (الولاء والبراء) وعليه عدة ملحوظات من أبرزها:

- أن المشركين الذين تكرر التحذير منهم في هذا الفصل يراد بهم المسلمون سوى الوهابية والحنابلة وهذا من (الدس الخفي) الذي انطلى على وزارة المعارف والتربويين.

- أن المقرر لم يفصل بين (كافر محارب، وكافر مسالم، ومشركون وأهل كتاب، والزوجة من أهل الكتاب، والخادم من أهل الكتاب ومن غيرهم، والذمي ، والمعاهد، والمستأمن...الخ)، بل لم يفرق بين (المسلمين والكفار المحاربين)، بل جعل في الجميع (وجوب البغض والبراءة والمعاداة والكراهية وترك الإقامة معهم وهجرهم ...الخ)، وأن استخدام التاريخ الميلادي (من إحياء ذكرى عيد الميلاد عندهم)! وعلى هذا فهو من (الموالاة لأعداء الله)! (ومن يتولهم منكم فإنه منكم)! فالمقرر بهذا التنظير العجيب يستطيع بسهولة تكفير من استخدم التاريخ الميلادي! مع أن الصحابة لبثوا زمناً يؤرخون بعام الفيل، وليس التاريخ الهجري من الأمور الشرعية حتى يصبح المؤرخ بالميلادي موالياً لأعداء الله راغباً عن الشريعة..

- المقرر نقد الخوارج ص 86 بأنهم (لم يجعلوا الناس إلا مستحقاً للثواب فقط أو مستحقاً للعقاب فقط)! وهذا يبقى خير ممن يجعل الجميع ممن سواهم مستحقاً للعقاب فقط! كحال غلاة الحنابلة والوهابية، فكفر غلاة الحنابلة الإمام أبا حنيفة والأحناف والفرق الإسلامية وأوجبوا عليه النار فضلاً عن بقية فرق المسلمين، وكفر الوهابية المخالفين لهم من المسلمين واعتبروهم مشركين شركاً أكبر يخرج من الملة، فعلام نذم الخوارج إذن؟!

- تعسف المقرر ص 89 في تتبع شواذ التفسير عندما فسر قوله تعالى (ولا يشهدون الزور) بأن المراد (لا يشهدون أعياد المشركين)! لأن معنى الزور هنا واضح وهو (شهادة الزور) ولا دخل لها بما ينتقيه المقرر من شواذ التفسيرات.

- ذكر المقرر ص 90 بأنه يحرم على المسلمين توسيع الطريق للكفار، وهذا – إن صح الحديث في ذلك-خاص بالمحاربين لا المسالمين ولا أهل الذمة، وعلى كل فالغلاة لا يرون توسيع الطريق للمسلمين المخالفين لهم ولا السلام عليهم ولا دفنهم في مقابر المسلمين ولا مناكحتهم ..الخ فضلاً عن الكفار.

- في حكم الإستعانة بالمشركين ذكر المقرر ص 92 أنه يجوز عند الحاجة بشرط (أن يكون مأموناً في الجهاد)! ثم بعد سطر واحد تناقض وقال (لأن الكافر لا يؤمن مكره وغائلته لخبث طويته)! فكاتب الكلام يبدو أنه لا يدري ما يقول.

- ذكر المقرر ص 92 أن الإستعانة بالمشركين فيه خلاف بين أهل العلم ثم رجح الجواز.

قلت: الإستعانة بالمشركين عند علماء الدعوة (كفر أكبر مخرج من الملة) وهذا بإجماعهم بل الإستعانة بغيرهم من المسلمين يعتبرونها (ردة صريحة) ولولا أزمة الخليج لبقي هذا التكفير! فلذلك نقول: مثلما استطعنا هنا مخالفة إجماع الوهابية مع اتفاقهم في هذه المسألة مع كثير من علماء المسلمين ألا نستطيع مخالفتهم في تكفير المسلمين خاصة مع معارضة كل علماء المسلمين بلا استثناء؟

إن لم نفعل ذلك سيتهمنا المسلمون بأننا نغير ونبدل لمصلحة السياسة وأمريكا ونترك المسلمين تحت مطرقة التكفير والتبديع والتضليل! وندفع المسلمين لمزيد من كراهيتنا وتكذيبنا وذمنا والتشنيع علينا ويقل المدافعون عنا يوماً بعد يوم، وذا حصلت لنا مصيبة لا يبكي علينا أحد، فلابد من أن نتذكر بأن الله قد ينتقم للمسلمين ويسلط علينا من لا يخافه ولا يرحمنا، والناصح والله من صارحنا بمثل هذا، وليس الناصح من امتهن الترقيع.

- ذكر المقرر ص 93 (الهجرة من بلاد الكفار) والمقصود بالكفار هنا المسلمون للأسف[23]، وقد شنع المقرر على من أقام في بلاد المشركين مع أن هذا جائز للدراسة وخشية الظلم وللتجارة وغير ذلك، أما وجوب الهجرة من بلاد المشركين فخاص بالمشركين المحاربين.

- عقد المقرر ص فصلاً ص 96 بعنوان (تقليد الكفار)! ومن خلال ما كتبه تحت هذا الفصل يتبين أنه يريد المسلمين لا الكفار الأصليين، بالطبع المقرر دعا لكراهية الكفار (يعني المسلمين) ومعاداتهم وإظهار البراءة منهم وإعلان ذلك، وذكر من شعائر هؤلاء الكفار (عيد المولد)! يعني مولد النبي صلى الله عليه وسلم! (ونحن لا نعرف أن اليهود والنصارى احتفلوا به إنما يحتفل به المسلمون) وذكر تعظيم القبور قبور الأولياء والصالحين! وحذر من (بدعهم وخرافاتهم)..الخ وهذا كله واضح أنه يريد المسلمين في الدول المجاورة كما كان يظن علماء الدعوة تماماً!

والغريب أننا راجعنا المقررات ونحن نظن أنها قد ظلمت الكفار الأصليين فإذا بها قد ظلمت المسلمين وتركت الكفار الأصليين!!

فلنُطَمْئِن اليهود والنصارى بأن التكفير والذم الموجود في المقررات ليسوا هم المقصودين به إنما يراد به المسلمون الموحدون المصلون الركع السجود!

ثم بعد هذا الظلم للمسلمين يدعو المقرر ص 99 المسلمين إلى (إصلاح ذات البين)!! وأن يهتموا (بتوحيد الصف وحل القضايا وإصلاح الأوضاع)!!
________________
يتبع باذن الله تعالى .


صلاح الدين القاسمي 24-06-2003 07:59 AM

بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على سيدنا محمد عبدك و رسولك النبي الأمي و على آله و صحبه و سلم .
_______________

مقرر الصف الثاني ثانوي (شرعي):
- أعاد المقرر ص 13 نواقض الإيمان وهي نفسها نواقض شهادة أن لا إله إلا الله التي ذكرها من قبل في مقرر الصف الخامس، وأضاف ناقضين وبقية النواقض العشرة بل كل النواقض المراد بها في الأصل (أعني: في أصل كتابات الدعوة السلفية) هي تكفير المسلمين.

- يكثر المقرر من دعاوى الإجماع كما زعم (ص6) بأن الأعمال داخلة في مسمى الإيمان (بإجماع السلف)!! مع أن أبا حنيفة والأحناف وغيرهم خالفوا في ذلك، وكذلك يدعي الإجماع في أماكن أخرى كثيرة.

- تكرار الذم للفرق الإسلامية في الصفحة (37) كالأشاعرة والمفوضة والماتريدية والمعتزلة والجهمية جعلهم كلهم من أهل التعطيل، وهؤلاء يمثلون أغلب الأمة الإسلامية من القرن الثالث.

- كل ما ذكره عن الصفات من (ص30-41) بحاجة إلى إعادة نظر وصياغة وتأصيل علمي ونفي بعض الالزامات الباطلة.

- ذكر المقرر (ص103) أن الشفاعة لا ينالها كل مسلم وإنما ينالها (من رضي الله عنه من أهل توحيده)!! و (أنها تنتفي عن أهل الشرك).

قلت: وعلى هذا لن يدخل الجنة إلا غلاة السلفية فهم يتهمون بقية المسلمين بالشرك، ويدعون حرمانهم من الشفاعة.



مقرر الصف الثالث ثانوي شرعي:

- ذكر (ص10) أن (الشرك عاد إلى كثير من هذه الأمة بسبب دعاة الضلال وبسبب البناء على القبور متمثلا بتعظيم الأولياء والصالحين وإدعاء المحبة لهم حتى بنية الأضرحة على قبورهم واتخذت أوثاناً تعبد من دون الله...)..

قلت: وهذا تكفير لمعظم المسلمين الذين لا يقرون بأنهم يعبدون هذه القبور ولهم أدلتهم في جواز بناء القبب على قبور الصالحين والأولياء ولهم في ذلك سلف من التابعين لا يتسع المقام للتوسع في ذلك..

- ثم تحدث عن الشرك (ص12) وذكر أن المشرك (وهم يعنون به المسلم المخالف للدعوة السلفية) حلال الدم والمال وأن الله يحبط عمله وأن الله لا يغفر له وأنه يخرج من الملة ويخلد صاحبه في النار... الخ.

وهذا كما كررنا يريدون منه تكفير المسلمين لا الكفار ولا المشركين.

- وزاد المقرر (ص15) بأن هذا المشرك تجب عداوته الخالصة! ولو كان أقرب قريب.

- عقد المقرر فصلاً (ص17) بعنوان (نقض شبهات المشركين التي يتعلقون بها في تبرير شركهم) ومن خلال الكلام يتبين أن المراد بهؤلاء المشركين هم المسلمون.

- وكذلك عقد المقرر فصلاً (20) عن الكفر وأنواعه ويريد به أيضا تكفير المسلمين.

- ثم عقد فصلاً (23) عن النفاق وأنواعه ويراد به اتهام المسلمين أيضا بالنفاق الاعتقادي المخرج من الملة.

- ثم ذكر المقرر في الفصل السادس (ص26) عن الجاهلية والمراد بها أيضاً تكفير المسلمين وأنهم كانوا في جاهلية قبل الشيخ محمد بن عبد الوهاب. وكان علماء الدعوة يرون هذا الرأي نفسه بأن المسلمين كانوا قبل الشيخ محمد كانوا في جاهلية جهلاء وأن الشرك قد أطبق على بلدان المسلمين وعادوا لعبادة الأوثان وعبادة الأوثان عندهم تعني التوسل بالصالحين والأولياء والتبرك بهم وزيارة قبورهم وطلب الاستشفاع بهم وهذا إن اعتبر محرما أو مكروها إلا أنه لا يكون مشركاً مخرجاً من الملة.

- ثم عقد المقرر فصلا (ص27) بعنوان (الفسق) ويراد به المسلمون أيضاً.

- ثم فصلاً بعده (ص30) بعنوان (الضلال) ويراد به المسلمون.

- ثم فصلاً بعده (ص31) عن الردة، والمراد بها ردة المسلمين.

- ثم تحدث (ص32) عن التكفير وأنواع التكفير وكأن كاتب هذا غير الذي كتب الفصول الأخرى في تكفير المسلمين. فتحدث عن خطورة تكفير المسلم وخطورة التكفير بالعموم وخطوة تكفير المعين وأن التكفير حق لله وأن للتكفير شروطاً وموانع وقيام حجة وغير ذلك.. وما كتبه هنا يخالف جميع الاتهامات الصريحة والمبطنة للمسلمين بأنهم مشركون مرتدون خارجون من الملة.

وهذه النظريات كان يفعلها وما زال يفعلها أهل التكفير فهم يقولون (لا نكفر إلا من كفره الله ورسوله ويرددون الآيات والأحاديث في التحذير من اتهام البريء ويرددون قواعد العلماء في شروط التكفير وموانعه....) لكنهم في الواقع لا يراعون هذا عند التطبيق ، ولو استطردنا التناقض بين هذا المبحث وما قرره المقرر من الصف الثاني ابتدائي إلى الصف الثالث الثانوي لخرج لنا كتابا كاملا، فيبدو أن من يكتب هذه المقررات لا يعي ما يقول، ولا يعرف اختلاف كلامه النظري عن تطبيقه العملي.

- ثم ذكر المقرر (ص28) شرك الخوف.

- ثم ذكر شرك المحبة (ص40).

- ثم ذكر شرك التوكل (ص43).

وهذه غالباً يتهمون بها المسلمين.

- ثم ذكر فصلاً (ص50) بعنوان (نسبة النعم إلى غير الله) وذكر منها قول بعضهم: (هذا مالي ورثته عن آبائي) وقول بعضهم: (تقدم الطب فقضى على الأمراض)!! وأنكر على الذين يتفاخرون بالمخترعات وقدراتهم التكنولوجيا وقال: (ما أحراهم بالعقوبة)!! وهذا كله ليس فيه تفريق بين المسلم والكافر فالمسلم عندما يتحدث عن الطب أنه سبب من أسباب القضاء على كثير من الأمراض يعرف أن هذا بعد إذن الله ومشيئته وهذا لا شيء فيه لأنه لا يرى الطب أثر منفصلاً عن إرادة الله، أما الكافر فحكمه حكم آخر، فكان ينبغي التفصيل بين من يرى أن السبب وحده مؤثر بلا إرادة لله عز وجل وبين من لا يرى ذلك، فالطالب يخرج متشتت الفكر ويصبح منكراً على أكثر الناس عندما يقول بعضهم: (اجتهدت فنجحت) أو (أسرعت فسبقت) أو (قدت السيارة باتزان فلم اعمل حادثاً) ونحو ذلك من الأقوال الجائزة التي لا تعني نسبة النعم إلى غير الله عز وجل.

- عقد المقرر (ص66) فصلاً عن (الاستهزاء بالدين والاستهانة بحرماته) وذكر أن الاستهزاء بالدين ردة عن الإسلام لكنه ذكر من صور الاستهزاء بالدين أشياء ليست من الاستهزاء بالدين، ومن ذلك قوله (ويقولون في الذي يدعو إلى التوحيد: الذي يدعو إلى التوحيد وينكر عبادة القبور والأضرحة هذا متطرف أو يريد أن يفرق جماعة المسلمين) فهذا النقد الصحيح يعد للغلو (عند المقرر) استهزاء بالدين وعلى هذا فهو (ردة)، وهذا فيه (تكفير لمن نقد الغلو السلفي أو الوهابي) مع أن هذا مع أن هذا لا يعد من الاستهزاء بالدين وإنما يعد استهزاء بالمتدين أو المتشدد الغالي وكلا الأمرين لا يعد استهزاء بالدين ولا يجوز أن نقيس أنفسنا بالنبي (صلى الله عليه وسلم) أو القرآن الكريم ونجعل استهزاء الناس بنا أو نقدهم لنا (ردة عن الإسلام)، بينما نحن (نكفر المسلمين) ونعتبرهم (مشركين شركا أكبر ينقل عن الملة) ولا نعد هذا استهزاء بالدين، فأي الفريقين أحق بالمعاتبة والإنكار؟!.

- وذكر المقرر (ص74) أن الانتماء للأحزاب الجاهلية والقوميات العنصرية كفر وردة عن دين الإسلام، ولم يفرق بين حزب يرى التناقض بين الإسلام وحزبه، ويختار حزبه على الإسلام، وبين شخص لا يرى تناقضاً بين الانتماء لحزب قومي أو غير قومي ولا يرى هذا متعارضا مع الإسلام.

- وذكر المقرر في الصفحة نفسها، أن الله تعالى يريد منا أن نكون حزباً واحداً وهذا كلام نظري جميل ، لكن الجميع يدعي احتكار الحقيقة وعلى هذا فهو حزب وإن لم يطلق على جماعته مسمى الحزب، فالسلفية حزب والإخوان حزب، ولا يجوز تكفيرهم، بل تسمية أهل السنة والشيعة والمعتزلة والأشاعرة من باب التنابز بالألقاب، والأفضل أن يعود الجميع إلى المسمى الشرعي، وهو (الإسلام) فقط، فالجميع مسلمون وكفى، ثم يبقى النقد والمراجعة مجالا مفتوحاً، والمقرر نفسه متحزب، أشد حزبية فهو يجعل أصولاً ويدعو إليها وهذه الأصول ليس عليها دليل صريح، ويترك ما عليه دليل صريح مهملاً، ولم يكن في عهد النبي (ص) هذه التسميات الحزبية (سنة، معتزلة، أهل عدل، سلفية، أشاعرة،.....) فهذه تسميات ما أنزل الله بها من سلطان، فالجميع مسلمون وكفى، ثم هم يتفاوتون في الخطأ والصواب.

- وذكر المقرر ص80) فصلاً عن (الحلف بغير الله والتوسل والاستعانة بالمخلوق) وخلط فيه كعادته بين مباح ومحرم ومكروه وشرك وحكم على بعض المكروه بالشرك الأكبر المخرج من الملة.

- هجم المقرر (98) على الصوفية الذين يحتفلون بمولد النبي (صلى الله عليه وسلم) وبدعوهم.
_______

يتبع باذن الله تعالى .

صلاح الدين القاسمي 24-06-2003 08:02 AM

بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على سيدنا محمد عبدك و رسولك النبي الأمي و على آله و صحبه و سلم .
_________________


هجم المقرر أيضاً على الباحثين في السنة وعلومها (ص98) وذكر أنه (قد كثر في هذا الزمان تطاول الجهال من الناشئين على السنة وصاروا يصححون ويضعفون.. وأن هذا خطر عظيم) مع أن المقرر أورد بعض الأحاديث الضعيفة والموضوعة واحتج بأقوال لعلماء ليست نصوصاً شرعية ونحو هذا..

- في ما يخص موضوع أهل البيت (103) وموضوع الصحابة (ص105) كرر المقرر نظريات غلاة الحنابلة دون بحث ولا تحقيق.

- ذكر المقرر (ص109) أن من (انتقص أحداً من الصحابة فهو زنديق) وأن (من سب أحداً من الصحابة مستحلاً كفر) وهذا تكفير للدولة الأموية (فقد كانوا يلعنون علياً) وللشيعة (الذين يلعنون كثيراً من الصحابة) ولأهل السنة (الذين يذمون الخارجين على عثمان وفيهم صحابة) ولا ريب أن سب الصحابي أو الشخص الصالح مطلقاً يعتبر إثماً وذنباً لكنه ليس كفراً.

- عقد المقرر فصلاً (ص116) بعنوان (تعريف البدعة وأنواعها وأحكامها وشنع على جميع المسلمين سوى الوهابية كالجهمية والمعتزلة والصوفية والخوارج والقدرية والمرجئة وغيرهم.. ومن لم يكفره بدعه واعتبره من الطوائف الضالة الهالكة .

- وتحدث المقرر (ص119) عن ظهور البدع وذكر منها (الجهل بأحكام الدين واتباع الهوى والتعصب لأراء الرجال) وهذا كله تقع فيه السلفية ثم ذكر التشبه بالكفار وذموا (غالب المسلمين) نصاً عندما قالوا: (فغالب الناس اليوم من المسلمين قلدوا الكفار في عمل البدع والشركيات كأعياد الموالد وإقامة الأيام والأسابيع لأعمال مخصصة والاحتفال بالمناسبات والذكريات....) وفي هذا ذم من تكفير أو تبديع لأغلب المسلمين باعتراف المقرر نفسه.

- تحدث المقرر (ص123) (موقف الأمة الإسلامية من المبتدعة)!! وتناسوا أنهم قد أخرجوا أكثر الأمة من الأمة الإسلامية إلى الشرك فلم يبق إلا هم.

- أرشد المقرر (ص128) لبعض الكتب التي يراها المقرر على منهج السلف الصالح ومعظم الكتب التي أوصوا بها من أشد الكتب على المسلمين تكفيراً وتبديعاً، ونادوا في آخر هذا الفصل بـ (بقمع المبتدعين) ويعنون بذلك (قمع المسلمين) فليطمئن اليهود والنصارى فإننا لا نريد قمعهم وإنما نريد (قمع المسلمين)!.

- عقد المقرر (ص126) فصلاً في ذم أكثر المسلمين اليوم الذين يحتفلون بمولد النبي صلى الله عليه وسلم ويهتمون بالآثار ويتبركون بالصالحين، وتضمن الهجوم سائر اتباع المذاهب الأربعة حتى الحنابلة خارج المملكة، كل هذا دون تصريح وإنما يذكرون بدعية زيارة الآثار وبدعية الجهر بالنية في الصلاة (وهو مذهب الشافعية) وقراءة الفاتحة في المناسبات، والاحتفال بالمولد النبوي والاحتفال بالإسراء والمعراج و الأذكار الصوفية وليلة النصف من شعبان.... وختموا بخطر البدعة وأنها (بريد الكفر) وأنها (شر من المعصية الكبيرة) يعني أقل من الكفر بقليل فهي تستلزم الضلال والهلاك في الآخرة وتحريم الشفاعة ، وهذا فيه تدريس لكراهية كل المسلمين إلا نحن، ثم ذكروا (تحريم زيارة المبتدع ومجالسته ووجوب التحذير منه ومن شره ومنعه وقمعه مع استعداء السلطات على المبتدعة) وهذا كله تحريض على المسلمين الذين يسمونهم (المبتدعة).

- كرر المقرر (132) هجومه على المسلمين من صوفية ومعتزلة وأشاعرة وجهمية وهم أغلب المسلمين اليوم، وبعد هذا السب والشتم والاستعداء والتكفير والذم لم ينس المقرر أن يخصص فصلاً أخيراً عن (مكارم الأخلاق)!!.
____________
يتبع باذن الله تعالى .

صلاح الدين القاسمي 24-06-2003 08:04 AM

بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على سيدنا محمد عبدك و رسولك النبي الأمي و على آله و صحبه و سلم .
___________________

1- الجذور الفكرية للمناهج التعليمية:


أن التعليم الديني يتبع الفكر السائد والفلسفة التي يؤمن بها المجتمع، فالتعليم الديني في المجتمعات الإسلامية ينبع من الإسلام ولو على وجه الإجمال، والتعليم الديني في المجتمعات اليهودية ينبع من تعاليم التوراة (العهد القديم)، والتعليم في المجتمعات الإلحادية يقرر الإلحاد ضمن المواد الفلسفية (المتافيزيقية) التي يتعلمها الطلاب، إذن فالتعليم هو نتيجة طبيعة لفكر المجتمع، هذه حقيقة علمية لا تحتاج لسرد الأدلة والشواهد من النظريات التربوية أو الواقع التربوي عند الشعوب.

يجب أن نعترف في البداية بأن الدعوة السلفية الإصلاحية التي بدأها الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله، كان لها آثار إيجابية عظيمة من إزالة كثير من البدع والخرافات، فهذا ليس محل خلاف ولا ينكره إلا مكابر، لذلك يجب إغلاق هذا الموضوع.

لكن الخلاف الحقيقي يكمن في تهمة موجهة لعلماء الدعوة بأنهم توسعوا في التكفير حتى (كفروا مسلمين)، وهذه محل بحث ويجب إن علمنا أنهم وقعوا في التكفير أن نعترف بهذا ونستغفر لهم ولا نقلدهم في ذلك.

وقد آن لنا لمصلحة ديننا ووطننا أن نعترف أن هذه التهمة صحيحة إلى حد كبير لأننا نعرف يقيناً أن الناس في الجزيرة والبلدان الإسلامية في عهد الشيخ محمد بن عبد الوهاب كانوا مسلمين ولم يكونوا كفاراً ولا مشركين كما صرح علماء الدعوة سامحهم الله وغفر لهم، فالحكم على هذه الشعوب الإسلامية قاطبة بالردة والكفر وبغض دين الإسلام وسب دين الرسول مما يبرأ منه المسلمون، وهي حجة الغلاة المعاصرين، فإذا كان التكفير قد ظهرت منه مصالح في الماضي – وهو تكفير لا يجوز إقراره فضلاً عن الدفاع عنه- فاليوم ظهر بوضوح أثر إقرارانا لهذا التكفير للمسلمين الذين كانوا يصيحون قبل أحداث سبتمبر بثلاثة قرون ولم نسمع لهم، وهذا لا يعني تبرئة البلاد الإسلامية في ذلك العصر وفي أيامنا هذه من البدع والخرافات[24].

نعم كان هناك –وما زال- كثير من البدع والخرافات كحالهم اليوم، لكن البدع والخرافات وربما بعض الشركيات لا يفعلها إلا بعض المسلمين من الجهلة والعوام وليست مسوغة لاتهام الناس بالكفر، ولا تكون بلادهم بهذا بلاد حرب، لأن مثل هذه البدع والخرافات والجهل امتد عبر عصور المسلمين ولم يكن علماء المسلمين يطلقون الردة على الشعوب التي يكون في بلادها شيء من هذا قل أو كثر، لأن إخراج المسلمين من دين الله أمره عظيم.

هذه حقيقة لا يجوز أن نختلف فيها بغض النظر عمن بلغته منهم الحجة ومن لم تبلغه والفرق بين الكفر الأكبر والأصغر واختلاف العلماء في من يطلق عليه الكفر..إلى غير ذلك من المسائل التي لا تجيز بأي حال من الأحوال الحكم على عامة المسلمين بالشرك الأكبر لا داخل الجزيرة العربية ولا خارجها، لا بنجد ولا الحجاز ولا الأحساء ولا اليمن ولا غير ذلك.

هذه الحقيقة الكبيرة الواضحة خالف فيها علماء الدعوة كل علماء المسلمين المتقدمين والمتأخرين فوقعوا في تكفير جماهير المسلمين كفراً أكبر مخرج من الملة، ولم يكتفوا بتكفير أهل عصرهم حتى زعموا (كفر المسلمين من قرون) قبل ظهور الشيخ محمد، منهم من جعلها (ستة قرون) ومنهم من زاد ومنهم من أنقص.

ولم يراعوا معنى الشرك ولا موانع التكفير من جهل أو تأويل أو اضطرار أو خوف ونحوه وقصروا الموانع على الإكراه فقط، وإن اعترف بعضهم ببعض هذه الموانع أو كلها إلا أنهم من حيث التطبيق لا يراعونها، بل يحكمون على أشياء كثيرة بأنها كفر وقد لا تكون كفراً بل قد لا تكون بدعة وإنما حكمها التحريم أو الكراهة أو الإباحة[25].

أن التعليم داخل المجتمع المسلم الواحد يختلف وليس متحداً، فتأثير فكر المجتمع من غلو أو اعتدال له إنعكاس مباشر على مقررات التعليم الدينية، مع تفاوت في التأثير نتيجة لمدى تمكين حملة الفكر من التأثير على مادة التعليم، فبعض المجتمعات لا تتيح لحملة الفكر المغالي أو المعتدل من التأثير القوي على المادة التعليمية.

وسنستعرض الآن نماذج من تلك الأحكام التي يتم فيها تكفير المسلمين، علماً بأن التكفير من أبرز أخطاء الدعوة السلفية التي خالفهم فيها جميع علماء المسلمين تقريباً إضافة إلى أن أصول المتقدمين على عدم التكفير لشعوب الأمة الإسلامية وإن وجد القليل من ذلك عند غلاة الحنابلة المتقدمين.
______________
يتبع باذن الله تعالى .

صلاح الدين القاسمي 24-06-2003 08:06 AM

بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على سيدنا محمد عبدك و رسولك النبي الأمي و على آله و صحبه و سلم .
___________________

الجذر الأول: (العلماء المعاصرون):

وهم مع فضلهم وعبادتهم وإخلاصهم وحرصهم على حماية النشء وحماية الأمة من الأخطار...الخ إلا أنهم مقلدون لعلماء الدعوة في التكفير وبعيدون عن الناحية التربوية، وهم يراقبون كل تطور في المناهج ويحرصون على أن تكون تحت رضاهم، فلذلك نحن نعلم الضغوط الكبيرة التي يواجهها التربويون داخل وزارة المعارف من التحفظ الكبير ضد أية خطوة تصحيحية، أو محاولة تعديل أشياء هي خاطئة شرعاً لكنها صحيحة مذهباً، فيتم تقديم المذهب على الشرع ليس عن قصد وإنما عن مذهبية، والمذهبية ليست صواباً كلها، ولذلك نجد الإصرار على تعليم مقرر معين رغم ما يحمله من غلو أو أخطاء عقدية (إيمانية) أو فقهية أو غير ذلك.

والعلماء لهم علينا حق الاحترام والتقدير لكن ليس لهم علينا أن نضحي بتعليم أبنائنا من أجل (مراعاة خواطر)، فالتربية علم يجب أن يحترم مثل سائر العلوم، وكذا إن وجد خطأ في مقرر يجب شرعاً أن يعدل ولو غضب لذلك بعض العلماء.

وعلماؤنا في المملكة هم جزء من المجتمع وهم عائق كبير من عوائق تطوير المناهج، والغريب أننا ننسى أنه كانت لهم مواقف سلبية من التعليم بشكل عام، فلماذا تم تجاوزها ولم يتم تجاوز تحفظاتهم في مسألة تطوير المناهج؟

وكلمة حق أقولها : إنه لا يحق لنا إخضاع المقررات (دينية وغير دينية) لغير النصوص الشرعية والبراهين العلمية والحقائق والدراسات التربوية والعقلية واللغوية والنفسية، وإذا تركنا كل هذه العلوم والمناهج البحثية لصالح إرضاء مجموعة من المتحفظين من العلماء أو من غيرهم فنحن نرتكب جريمة في حق الملايين من الطلبة لن يغفرها لنا التاريخ، وقد لا يغفرها لنا الله، نسأل الله التسديد لصالح الأقوال والأفعال.

وها هي نماذج من أقوال لبعض العلماء تعبر بحق عن (جذر الغلو المحلي) الذي لحق مناهج التعليم، مما يؤكد أننا بحاجة لتكليف جهة إسلامية خارجية لتأليف المقررات ومن هذه النماذج المختارة دون إرادة استقصاء لأننا حاولنا أن تكون خاصة بالتعليم حتى يدرك رجال التعليم قيمة ما قلناه، والنماذج هي:



من نماذج الغلو (غلو العلماء المعاصرين) في الأحكام (ما يخص التعليم)[26]:

سأذكر النماذج دون الإشارة إلى أسماء قائليها منعاً للإحراج، ولأن الهدف نقد الفكرة وليس نقد الأشخاص فمن تلك النماذج قول بعضهم:

- المعلمون الذين تستقدمهم وزارة المعارف من الدول العربية ملحدون (الدرر السنية 16/5)، وزنادقة!! (16/12).

- ووصل التكفير إلى المعين، فكفر بعض العلماء الدكتور فوزي الشيبي واتهمه بأنه أكبر داعية للإلحاد والزندقة[27] (16/12).

- وأن هؤلاء المعلمين القادمين من الدول العربية قد جاءوا لشجرة لا إله إلا الله التي جاء بها الشيخ محمد بن عبد الوهاب[28] ليقتلعوها من هذا الوطن(16/8)!

- وأن هذه الشجرة قد زالت من تلك الأمصار[29](16/8)!

- وأن هؤلاء المعلمين هم من أفراخ الأفرنج وعباد الأولياء ومن تاركي الصلاة وغيرها من شعائر الإسلام (16/100).

- وأن من سافر إلى الدول المجاورة لتعليم أو تجارة أو غيرها يجب أن يهجر حتى يظهر التوبة (15/462).

- وكان المواطن القادم من تلك البلاد يغمس في الماء بثيابه بعد صلاة الجمعة ليمتنع من السفر لبلاد المشركين (15/462).

وفي فتاواهم التحريم والنهي عن كل العلوم غير الشرعية، كالرسوم والأشغال والرياضة والألعاب (16/15)، والحقوق والطبيعة والتصوير (16/10)، والتعليم العصري (16/50)، وتعليم البنات(16/71).

- وأن العلوم العصرية هي مباديء الإلحاد (15/489)، وقد بينها كاتب المقالة بأنها الرسوم والأشغال والرياضة والألعاب[30] (16/15).



- وأنه بتعليم المرأة يحصل التبرج وتمزيق الحجاب وكشف الساق والفخذ والرأس والصدر (16/74)، وفتح بيوت البغاء والسينما والرقص والخلاعة! (16/81).

- وأن النصيحة لكل مسلم ألا يدخل ابنه أو ابنته في هذه المدارس التي ظاهرها الرحمة وباطنها البلاء والفتنة ونهايتها السفور والفجور (16/74).

- وأن فتح مدارس البنات مصيبة عظيمة وطامة كبرى (16/78، 83).

- واستنكروا على الرئيس العام لتعليم البنات عزمه على تعليم البنات الحساب والهندسة والجغرافيا (16/79).

- وأن المنادين بتعليم المرأة هم أفراخ الأفرنج (16/81).

- وأنهم يحبون الشر ويبغضون الخير وأهله ويقلدون الكفرة ويتشبهون بالمجوس! (16/81)، ويحاولون إخراج البنات من بيوتهن ليتمكنوا من التمتع بهن بحيلة التعليم! (16/82).

- وأنه لا يرضى بهذه المدارس إلا من لا غيرة عنده ولا رجولة ولا دين والغالب على هؤلاء انهم من دعاة الفجور (16/84).

- وأن أهل هذه البلاد شابهوا الخارج من الكفار وأفراخهم في عدة أمور محظورة (محرمة) وذكروا منها الملاهي والتنزه والتلفزيون (15/31).

- وحرموا لعب الكرة للطلاب وغيرهم وأنها سرت إلى المسلمين من الغرب فلم تكن على عهد الخلفاء الراشدين ولا ملوك المسلمين(15/200، 204)، وأنها من التشبه بأعداء الله (15/206)، ولا يمارسها إلا السفهاء (15/206)، ومما يدل على أنها من التشبه أنها تطابق عمل الأمريكان في وضع أخشاب الكرة[31]! (15/206)، وأن هذا من التشبه ثم أورد حديث (من تشبه بقوم فهو منهم)! وأنها من جملة المنكر الذي ينبغي تغييره (15/206)، وأنها من الميسر(15/207)، وذكروا من أوجه تحريم الكرة أن فيها نوعاً من المرح وقد قال الله عز وجل (ولا تمش في الأرض مرحاً)[32]! (15/210)، وأنها من اللهو الباطل (15/213)، ومن الضلال (15/214)، وأنها شر من الشطرنج (15/215)، ومن لعب الشطرنج فهو فاسق (15/214).

- وأن التلفزيون آلة بلاء وشر داعية إلى كل رذيلة ومجون (15/243)، وأن من رأى إباحة التلفزيون فقد قذف الشيطان بزبده في قلوبهم المظلمة (15/236)، واتبعوا أهواءهم وهم قوم قد ضلوا وأضلوا من قبل وضلوا عن سواء السبيل (15/236).

- أما الغناء فقد بالغوا في تحريمه حتى حرموا سماع الدف بل أصوات السواني!(14/536، 537) وأن أصوات السواني المسماة المحال من المحرمات بلا ريب! (14/537).

- وبالغوا في تحريم الدخان حتى أبلغوه لدرجة الخمر وأنه مسكر كالخمر! (15/59، 62) وأفتوا بأن شارب الدخان يجلد ثمانين جلدة كشارب الخمر تماماً (15/93)!

- وبالغوا في تحريم التصوير بكافة أشكاله وأنواعه ما له ظل وما ليس له ظل وجعلوه أصل الشرك (15/295)،

- وأن لباس الشرطة محرم أيضاً لأنه من التشبه (ومن تشبه بقوم فهو منهم)!(15/363)، فهو مشابه للباس الأفرنج المشركين (15/365)، وكذلك القبعة (15/367)، والبنطلون (15/367)، ومن جمع بين هذه الألبسة فلا فرق بينه وبين رجال الأفرنج (15/367)، وأن هذه الألبسة دسيسة ممن يريدون كيد الإسلام (15/366)، وإقرارها من إقرار شعائر الكفر والشرك (15/366)، وكذا الضرب بالرجل على الأرض والتحية العسكرية (15/363)، وأن هذا الضرب بالأرجل تشبه ضرب الحمير والبغال بأرجلها إذا أحست بشيء يدب على أرجلها ! ففيها مشابهة من الجنسين! (15/379)،

- أما التصفيق الصادر من الرجال فهو من أبشع المنكرات! (15/396)، وأنه من أعمال قوم لوط التي بها هلكوا، ومن التشبه بأعداء الله، (ومن تشبه بقوم فهو منهم) (15/397)، وأنه من خصائص النساء (وقد لعن رسول الله المتشبهين من الرجال بالنساء)!(15/399)، وهو من جملة الأمور التي تدل على التخنث! (15/404)، وهو من الكبائر (15/404)‍!

أقول: هذه نماذج من فتاوى العلماء المعاصرين وتحفظاتهم وغلوهم في تحريم المباحات بل الضرورات فإذا كان القرار السياسي والتربوي قد أهملا هذه التحفظات لمصلحة العباد والبلاد فلماذا لا يتم إهمال (تكفير المسلمين) الذي لا زال في كل صفحة من صفحات مقررات التوحيد؟! أم أن مخالفته العلماء في تحريم الكرة أو تعليم البنات يعد تخلفاً أما طاعتهم في (تكفير المسلمين) فيعد توحيداً خالصاً؟! (ما لكم كيف تحكمون)؟
_________________
يتبع باذن الله تعالى .

صلاح الدين القاسمي 24-06-2003 08:12 AM

بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على سيدنا محمد عبدك و رسولك النبي الأمي و على آله و صحبه و سلم .
___________________

الجذر الثاني: (كتب ورسائل الشيخ محمد بن عبد الوهاب)
الجذر الثاني الذي كان له أثره السلبي على التعليم عندنا، وعلى المقررات التوحيدية بشكل خاص، هي كتب وفتاوى واختيارات الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله، الذي وقع – مع أثره العظيم- في بعض الأخطاء التي تكررت في المقررات واتخذها الغلاة حجة في تثبيت الغلو في المقررات، ولم يرضوا بتصحيح ذلك واستعدوا الدولة على من أراد محاكمة تلك الآراء بالنصوص الشرعية، ومن أبرز تلك الأخطاء عدم شمولية المقرر، وجفاف لغته، وعدم مراعاته للتدرج، إضافة لخطأ رئيس وهو التكفير الصريح لمسلمين متيقن إسلامهم وهذا التكفير انتقل من كتب الشيخ للمقررات، وكان قد انتقل في كتب وآراء علماء الدعوة من عهده إلى اليوم فهم متأثرون به، مختارون لآرائه في الجملة، وحتى لا يكون كلامي إنشائياً إليكم نماذج من كلام الشيخ محمد، تلك النماذج التي تؤكد لنا أنه رحمه الله قد وقع في التكفير ثم انعكس ذلك على الدعوة حتى رأينا الآراء المتشددة ضد المسلمين وضد التعليم وغير ذلك مما سبق ذكر بعضه، وسنذكر نماذج من التكفير في كلام الشيخ محمد بن عبد الوهاب.

النموذج الأول: علماء نجد وقضاتها كانوا يعبدون الأصنام!!

هذا لازم قول الشيخ محمد وإن لم يكن صريحه، فالشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله يكفر كل علماء نجد الذين عاصرهم وشيوخهم وشيوخ شيوخهم ويرى أنهم لا يعرفون معنى لا إله إلا الله! ولا دين الإسلام! وأنهم يفضلون دين عمرو بن لحي على دين النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)!

والدليل على ثبوت ذلك عن الشيخ قوله -كما في الدرر السنية 10/51-: (... لقد طلبت العلم واعتقد من عرفني أن لي معرفة وأنا في ذلك الوقت لا أعرف معنى لا إله إلا الله ولا أعرف دين الإسلام! قبل هذا الخير الذي منّ الله به! وكذلك مشايخي ما منهم رجل عرف ذلك!، فمن زعم من علماء العارض أنه عرف معنى لا إله إلا الله! أو عرف معنى الإسلام قبل هذا الوقت! أو زعم من مشايخه أن أحداً عرف ذلك! فقد كذب وافترى! ولبس على الناس! ومدح نفسه بما ليس فيه!)أهـ.

ثم ذكر كلاماً مشابهاً (الدرر السنية1/57) بأن العلماء الذين يخاطبهم ومشايخهم ومشايخ مشايخهم لا يفهمون دين الإسلام (ولم يميزوا بين دين محمد (صلى الله عليه وسلم) ودين عمرو بن لحي الذي وضعه للعرب بل دين عمرو عندهم دين صحيح!!) أهـ.

أقول: لا ريب عندي وعند كل منصف إن شاء الله أن هذا فيه تكفير صريح للصفوة من علماء وقضاة أهل نجد وشيوخهم وشيوخ شيوخهم فيكف بالعوام؟! وهذا ما لا نقر به اليوم فكل الكتب التاريخية عن منطقة نجد تذكر العلماء والقضاة وطلبة العلم المسلمين من أيام ابن عضيب في القرن التاسع إلى أيام الشيخ محمد ، وقد ترجم المؤرخون المعاصرون لكثير من علماء أشيقر وشقرا وبريدة وعنيزة وحريملاء والعيينة والرياض والخرج والأفلاج وغيرها قبل الشيخ محمد؛ وهناك إجماع معاصر أن هؤلاء ليسوا كفاراً ولا عبدة أصنام، نعم قد يكون عند بعضهم أو كلهم تجويز للتبرك بالصالحين أو ضعف دعوي أو بعض البدع.. وهي أمور غاية ما يقال فيها أنها بدع أو أخطاء عقدية (إيمانية)، لكن أن يكونوا عبدة أصنام ويفضلون دين عمرو بن لحي على دين محمد بن عبد الله فهذا كلام باطل لا يقره منصف ولا أظن عاقلاً يجرؤ على مثل هذا الكلام ونبرأ إلى الله من تكفير المسلمين ونسأل الله أن يغفر للشيخ هذا (التكفير الصريح) لعلماء نجد رحمهم الله.

وقد ذكر الشيخ ابن حميد في كتاب (السحب الوابلة)[33] كثيراً من علماء نجد في عصر الشيخ وقبله.

وللشيخ عبد الله البسام[34] كتاب (علماء نجد خلال ثمانية قرون) ولم يتهم أحداً منهم بالبدعة فضلاً عن عبادة الأصنام وتفضيل دين عمرو بن لحي! وكتب الشيخ القاضي عن (علماء نجد) وكذا الشيخ بكر أبو زيد[35] في كتابه (علماء الحنابلة) وغيرهم، ولم نجد أن أحداً منهم أو من غيرهم ممن ترجموا للعلماء قبل الشيخ أوفي عصره أن أحد هؤلاء العلماء كان يعبد الأصنام أو يدين بغير الإسلام!! ونعوذ بالله من اعتقاد هذا، فهذا مثال واضح من الأمثلة التي تؤكد أن الشيخ وقع في التكفير وأخطأ فيه رحمه الله وسامحه.



النموذج الثاني: أحد الحنابلة المقلدين لابن تيمية كان مشركاً؟!

ومن نماذج تكفير المعينين في كلام الشيخ قوله في رسالة إلى الشيخ سليمان بن سحيم (كما في الدرر السنية10/31) :

(نذكر لك أنك أنت وأباك مصرحون بالكفر والشرك والنفاق!! … أنت وأبوك مجتهدان في عداوة هذا الدين ليلاً ونهاراً!!... أنك رجل معاند ضال على علم مختار الكفر على الإسلام!! … و هذا كتابكم فيه كفركم!!) اهـ.

وقال -(كما في الدرر السنية10/78)-: (فأما ابن عبد اللطيف وابن عفالق وابن مطلق فسبابة للتوحيد!… وابن فيروز هو أقربهم إلى الإسلام!).

قلت: مع أن ابن فيروز هذا قد اعترف الشيخ بأنه (رجل من الحنابلة وينتحل كلام ابن تيمية وابن القيم)، فسبحان الله العظيم، إذا كان هذا الرجل الحنبلي الذي يقلد ابن تيمية وابن القيم لم يدخل في الإسلام إلى الآن بل صرح الشيخ في مكان آخر أنه (كافر كفراً أكبر مخرج من الملة)[36] إذا كان هذا هو حال الحنبلي المقلد لابن تيمية وابن القيم فكيف بالفقهاء من المالكية والشافعية والأحناف والظاهرية فضلاً عن فقهاء الزيدية والإباضية والإمامية والصوفية وسائر العامة؟!!



الجذر الثالث: المسلمون ينكرون البعث (كتب ورسائل علماء الدعوة)؟!

يزعم الشيخ رحمه الله وسامحه أن أكثر أهل نجد وأهل الحجاز على إنكار البعث!! (كما في الدرر السنية 10/43).

قلت: وهذا مما يعلم بالضرورة انه باطل وغير صحيح فأكثر الناس بل كلهم على الإيمان بيوم البعث سواءً في زمنه أو قبله أو بعده، وإنما أصاب الناس فترة كثرت فيها البدع والخرافات؛ ولا زالت كثيرة إلى يومنا هذا في الجزيرة وفي العالم الإسلامي، ولكن لا يعني هذا أن المسلمين كانوا كفاراً أو أنهم ينكرون البعث! فأين هذا من هذا؟!



النموذج الرابع: الكفر الذي يقصده الشيخ هو المخرج من الملة!!

والكفر الذي يطلقه الشيخ محمد بن عبد الوهاب ليس كفراً أصغر وإنما يريد ذلك الكفر الأكبر المخرج من الملة وقد تكرر هذا كثيراً في كتبه وتقريراته ومن ذلك قوله: (في الدرر 10/63): (بل العبارة صريحة واضحة في تكفير مثل ابن فيروز وصالح بن عبد الله وأمثالهما كفراً ظاهراً ينقل عن الملة فضلاً عن غيرهما)! أهـ.

أقول: وأظن أن هذا التكفير واضح ولا يحتاج إلى أكبر من هذا الإثبات، فهذه العبارة فيها خطآن كبيران، الأول: تكفير المعين المسلم المتأول، والثاني: التكفير المخرج من الملة، وهذا التكفير يترتب عليه أمور خطيرة وكبيرة من إباحة الدم والمال وسبي الذرية ومنع التوارث وتحريم الاستغفار أو الصدقة عنهم أو الحج عنهم وغير ذلك من الأمور الكبرى التي لا تخفى على طالب علم.



النموذج الخامس: تكفير المعين أيضاً!

والشيخ رحمه الله لما خالفه أحمد بن عبد الكريم أرسل الشيخ له رسالة فيها (الدرر السنية 10/64) (...طحت على ابن غنام وغيره وتبرأت من ملة إبراهيم وأشهدتهم على نفسك بإتباع المشركين...)!!

أقول: هذا تكفير صريح خاصة على منهج الشيخ.



النموذج السادس: الحرمان الشريفان ديار كفر!!

أما بلدان المشركين عند الشيخ رحمه الله وسامحه فهي كل البلاد التي لم تدخل تحت طاعته أو دعوته ولم يستثن منها الحرمين الشريفين! انظر على سبيل المثال (10/64،75، 77، 86،12).



النموذج السابع: تكفير الإمامية.

تكفير الإمامية ومن شك في كفرهم فهو كافر (10/369) نقل هذا عن المقدسي وأقره، مع أن ابن تيمية له كلام صريح بأن هؤلاء مبتدعة مسلمين وليسوا كفاراً، لكن الشيخ رحمه الله يجمع الشدائد، وتكفير الإمامية سهل إذا عرفنا أن الشيخ يكفر كل المتكلمين ومنهم الأشاعرة ويكفر العلماء والقضاة من أتباع المذاهب الأربعة .



النموذج الثامن: تكفير من سب صحابياً.

تكفير من سب صحابياً (10/369) وهذا غير صحيح فالإمام علي لم يكفر الخوارج وهم يكفرونه ويسبونه وكذلك أبوبكر الصديق؛ ثبت عنه في مسنده في المسند بسند صحيح النهي عن إيذاء من يسبه، ثم لماذا يجعلون سب الصحابي كفراً وهم يدافعون عن معاوية وقد كان يسب علياً؟ ألم يثبت عنه في صحيح مسلم أمره بسب علي بن أبي طالب رضي الله عنه؟ أم أن حمى علي مباحة وحمى غيره مصونة؟ ( مالكم كيف تحكمون)؟



النموذج التاسع: تكفير أهل مكة

تكفير أهل مكة (10/86)، (9/291) وذكر الشيخ أن دينهم هو الذي بعث رسول الله بالإنذار عنه! وزاد بعض الوهابية: بأنهم عبدة قبور! وأن من لم يكفرهم فهو كافر مثلهم وإن كان يبغضهم ويحب الإسلام والمسلمين!



النموذج العاشر: تكفير البدو!

تكفير البدو (10/113، 114) (8/117،118،119) وأنهم (أكفر من اليهود والنصارى)، وأنه (ليس عندهم من الإسلام شعرة! وإن نطقوا بالشهادتين) انظر الدرر السنية: (9/238،2).



النموذج الحادي عشر: تكفير قبيلة عنزة!

- تكفير عنزة في الدرر(10/113) وأنهم لا يؤمنون بالبعث!.



النموذج الثاني عشر: تكفير قبيلة الظفير!

- تكفير الظفير في الدرر(10/113) وأنهم لا يؤمنون بالبعث!.

النموذج الثالث عشر: تكفير أهل العيينة والدرعية:

انظر تكفيره ابن سحيم ومن معه من أهل العيينة والدرعية الذين كانوا من معارضي الشيخ في الدرر (8/57).



النموذج الرابع عشر: تكفير السواد الأعظم من المسلمين!

راجع تكفيره السواد الأعظم في الدرر(10/8).



النموذج الخامس عشر: تكفير ابن عربي وأنه أكفر من فرعون وأن من لم يكفره فهو كافر بل تكفير من شك في كفره ! في الدرر(10/25)، وهذا فيه تكفير لكل الصوفية، مع أنه في رسالة أخرى رد على من يزعم أنه يكفر ابن عربي! ولا أدري أكان آخر أمر الشيخ على تكفيره أم لا.
______________________

يتبع باذن الله تعالى .

صلاح الدين القاسمي 24-06-2003 08:14 AM

بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على سيدنا محمد عبدك و رسولك النبي الأمي و على آله و صحبه و سلم .
________________

النموذج السادس عشر: تكفير من يتحرج من تكفير أهل لا إله إلا الله! كما في الدرر السنية (10/139).



النموذج السابع عشر: تكفير من يسمي أتباع الشيخ خوارج ويقف مع خصومهم ولو كانوا موحدين ينكرون دعوة غير الله (1/63)، قلت: إذن فوقوف ذلك الشخص مع قبيلته ضد الشيخ وأتباعه ليس من أجل التوحيد ولو كان من أجل التوحيد لما شهد أن التوحيد حق وأنكر دعوة غير الله ولكن ربما وقوفه لشيء آخر فهو يرى أن عندهم مخالفات أخرى، ثم الخوارج قد سموا علياً ومن معه من الصحابة كفاراً وهو لقب أسوأ من (خوارج) ومع ذلك لم يكفرهم.



النموذج الثامن عشر: في كل بلد من بلدان نجد صنم معبود من دون الله!

فقد زعم الشيخ سامحه الله أن كل بلد من بلدان نجد فيه صنم يعبدونه من دون الله، كما في الدرر (10/193).

- قلت: وقد لا يعني هنا الأصنام الحقيقة وإنما يعني بالأصنام أؤلئك الفقهاء من المقلدين للأئمة الأربعة، أو الأشخاص الذين يتبرك بهم الناس ويظنون فيهم الصلاح، وهذا استخدام للمجاز الذي ينكره الوهابية تقليداً لابن تيمية، وهذا إسراف في استخدام المجاز وتعميم غير صحيح.



النموذج التاسع عشر: تكفير الرازي صاحب التفسير!

تكفير الشيخ للرازي صاحب التفسير في الدرر (10/ 72، 273) بل زعم الشيخ سامحه الله أن الرازي هذا ألف كتاباً يحسن فيه عبادة الكواكب (10/355)! وذكر أنه نقل هذا عن ابن تيمية في اقتضاء الصراط المستقيم وقد راجعت الكتاب المذكور ولم أعثر على هذا الكلام، فإن صح هذا عن ابن تيمية فقد أخطأ بلا شك فالرازي عالم مسلم لن يحسن عبادة غير الله[37]، وقد يكون ألف كتاباً عن فوائد الكواكب وتأثيرها على الزروع ونحو ذلك، فيأتي ابن تيمية أو الشيخ سامحهما الله ويبالغان في الموضوع، والله قد حرم الكذب والظلم فلا يجوز أن نتهم أحد علماء المسلمين الكبار بهذه التهمة الكبيرة إلا ببرهان قاطع.



النموذج العشرون:

- تكفير طوائف لا يجمعهم إلا خصومة الشيخ وهم من فعل الشرك (وقد عرفنا توسع الشيخ في تعريفه وأن معظم ما ينكره يدخل في البدعة أو الشرك الأصغر وليس الأكبر)، وتكفير من عادى أهل الشرك ولم يكفرهم! وتكفير من لم يحب التوحيد ولم يبغضه وتكفير من لم يعرف الشرك وتكفير من لم يعرف التوحيد وتكفير من يعمل بالتوحيد لكن لم يعرف قدره! ولم يبغض من تركه ولم يكفرهم (الدرر السنية2/22).

قلت: كل ماذكره الشيخ صحيح لو كان يريد بالشرك الشرك الأكبر المجمع على أنه شرك أكبر، أما إلزام الناس بتعريف للشرك وتعريف للتوحيد، لا يوافقه عليه معظم علماء عصره فهذا يجعل الأمر مختلفاً، فلابد من التفريق بين الشرك الأصغر والأكبر، وبين الشرك والبدعة، ثم يكون التكفير والقتال في الذين تحقق فيهم الشرك الأكبر، وهذا ما لم يحدث، فقد رأينا أن معظم ما ينكره الشيخ -وهو مصيب – بدع وخرافات وشرك أصغر، والتكفير الذي يطلبه من الآخرين في مرتكب البدع والخرافات هو التكفير الأكبر المخرج من الملة فتنبه لهذا.



النموذج الواحد والعشرون: تكفير أكثر أهل الشام وأنهم يعبدون ابن عربي، وتكفير من يشك في كفر ابن عربي.

وتكفير الشيخ لأكثر أهل الشام وأنهم يعبدون ابن عربي في الدرر السنية(2/45)، وأتباع ابن عربي لا يعبدونه وإن وجد في عوامهم من يفعل ذلك فلا يجوز تعميمه على أكثر الأتباع.

أما تكفيره من شك في كفر أتباع ابن عربي ففي الدرر السنية(2/45)، (10/25).



النموذج الثاني والعشرون: الفقه عين الشرك!

أرجو أن أكون مخطئاً في فهم كلام الشيخ هنا فإنه في رسالته إلى ابن عيسى الذي احتج عليه بأن الفقهاء يرون غير ما ترى؛ ذكر الشيخ الآية الكريمة (اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله) فقال: فسرها رسول الله والأئمة من بعده بهذا الذي تسمونه (الفقه) وه الذي سماه الله شركاً واتخاذهم ارباباً لا اعلم بين المفسرين خلافاً في ذلك! اهـ كلامه في الدرر(2/59).

- قلت: أولاً الحديث حديث عدي بن حاتم فيه نزاع قوي.

- ثانياً: كيف تكون كتب الفقه التي احتج بها الخصم تكون عين الشرك؟! إذا كان يقصد أن خصومه يقلدونها فهو أيضاً يقلد بعض توسعات الفقهاء في باب المرتد.

النموذج الثالث والعشرون:

- تكفير أهل الوشم من علماء وعامة (2/77).



النموذج الرابع والعشرون:

- تكفير أهل سدير من علماء وعامة (2/77).



النموذج الخامس والعشرون:

يقول في الدرر السنية (1/43)، في رسالة له لأحد القضاة المشهورين واسمه عبد الله بن عبد اللطيف:-

(وما أحسنك أن تكون في آخر هذا الزمان فاروقاً لدين الله كعمر رضي الله عنه في أوله) أهـ.

أقول: هكذا وكأنه يرى أن المخالفين له ليسوا بمسلمين؟!



النموذج السادس والعشرون:

نقل في ( الدرر السنية1/53): الإجماع على تكفير المتكلمين! وهذا إطلاق غير صحيح، لا يطلقه من يعرف معنى المتكلم وأنها تشمل المسلم والكافر، فالمتكلم المسلم مسلم وإن وقع في الكفر بتأويل، فما كل من وقع في الكفر وقع الكفر عليه، بل يظهر من كلامه أنه يريد بالمتكلمين هنا المتكلمين المسلمين ولا يقصد الكفار، ونقل عن الذهبي والدارقطني والبيهقي وغيرهم تكفير المتكلمين، وهذا نقل باطل، عرفنا ذلك في الذهبي على الأقل فكتابه (النبلاء) مليء بتراجم المتكلمين لا أذكر أنه كفر رجلاً منهم، نعم قد يأخذ عليه أخطاء وبدعاً ولكنه لا يكفرهم كما نقل الشيخ، بل إنه ليعتذر عنهم – أحياناً- اعتذارات ضعيفة.



النموذج السابع والعشرون:

ويذكر(1/54) :أن أهل الأحساء في زمانه يعبدون الاصنام !! وهذا غير صحيح.



النموذج الثامن والعشرون:

وذكر في رسالته لابن عبد اللطيف ( الدرر 1/53-54):

أن عندهم عبادة الأصنام (من بشر وحجر)،

وزاد على ذلك أنه لا يعلم (أحداً من أهل العلم يخالف في ذلك)! إلا من (يؤمن منهم بالجبت والطاغوت)!

وأن أهل العلم في بلد ابن عبد اللطيف (ملتبسون بالشرك الأكبر)! بل (ويدعون إليه)!.

وهذا كله مبالغة وغلو فالعلماء والقضاة في نجد والحجاز والأحساء في عهد الشيخ محمد مثل غيرهم من العلماء والقضاة في العالم الإسلامي، في عهده وقبله وبعده، وهذه كتبهم ورسائلهم وأهاليهم لم ينقلوا عنهم عبادة أصنام ولا دعوة لها، وأما الغلو في المشايخ والتبرك فيمكن تصنيفها ضمن البدع والخرافات وليس ضمن الشرك الأكبر المخرج من الملة.


النموذج التاسع والعشرون:

قوله (1/73) : (أنا أكفر من عرف دين الرسول ثم بعدما عرفه سبه ونهى الناس عنه وعادى من فعله...).

أقول: هذا الكلام يكرره الشيخ كثيراً، وهو صحيح نظرياً، لكن من حيث الواقع يريد بـ (دين الرسول) ما هو عليه واتباعه فخصومه من علماء وقضاة وعوام لا يقولون إنهم يعادون دين الإسلام بل هو يعترف أنهم قائمون بأركان الإسلام الخمسة فلم يعادوا دين الرسول ولم ينهوا الناس عنه.

وهم يردون الحجة نفسها ويقولون: أن من دين الرسول ألا نقاتل من قال لا إله إلا الله، وأن ذلك يعصم دمه وماله ويقولون: أن الشيخ محمد عرف هذا ثم نهى الناس عنه وعاداه، وعلى هذا فهو يعادي دين الرسول وينهى عنه! … وهكذا لم نخرج من الدوران، وعاد النهر ليصب في المنبع، وتبادل الشيخ وخصومه التكفير لأن الجميع أهمل ضوابط التكفير وموانعه[38]، والكل يجزم ويقطع في أمور بعضها صحيح ، وأكثرها متشابهة ملتبسة يصعب القطع فيها، لكن الجميع لا يؤمن بالنسبية في مثل هذه الأمور، فإذا ترجح عند أحدهم مسألة عدها من دين الرسول، وأصبح من لا يتبعها معادياً لدين الرسول! وهذه فوضى علمية يخلطها تظالم وتكفير متبادل وربما ساعد في ذلك الظروف السياسية، والخصومات المذهبية والتعصب للبلد والقبيلة والمذهب، ورحم الله الجميع، ونحن مدعوون لنستفيد من أخطاء الماضي وألا نكرر تلك الأخطاء، فالتاريخ لا يرحم، والخطأ الذي تسترنا عليه اليوم سيصبح غداً خطأين، ويصبح يوم القيامة ثلاثة، خطأ وقع، والتعصب له خطأ ثانٍ، ومحاربة من نبهنا عليه خطأ ثالث، وعند الله تجتمع الخصوم.



النموذج الثلاثون:

ويرى أن الاعتقاد في الصالحين ليس كالزنا والسرقة وإنما هو (عبادة للأصنام)[39]، ويكرر هذا المعنى كثيراً مع أن كلمة الاعتقاد في الصالحين كلمة عامة؛ يدخل فيها التوسل والتبرك ونحوه مما قال به كثير أهل العلم؛ وخاصة التبرك، وأنا لا أرى هذا ولا هذا وقد تخاصمت مع بعض طلبة العلم ممن يرى التبرك وانتصرت لرأي الشيخ في إنكاره؛ الذي أرى انه الأقرب إلى الحق، ولكن إقرارنا بحقه في إنكار هذه الاعتقادات ليس معناه الإقرار بتكفير من لم يوافقه من علماء وعوام لأن معظم ما أنكره الشيخ عليهم لهم أخطاء وبدع فيه شبهة وتأويل ونحوه مما سبق شرحه.
_________________
يتبع باذن الله تعالى .


صلاح الدين القاسمي 24-06-2003 08:17 AM

بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على سيدنا محمد عبدك و رسولك النبي الأمي و على آله و صحبه و سلم .
________________

النموذج الواحد والثلاثون :

ذكر (1/102): بأنه يكفر الأصناف التالية:

- من عرف دين الرسول (ص) ولم يتبعه!.

- ومن عرفه وأحبه لكن كان يكره من دخل في التوحيد ويحب من بقي على الشرك!.

- ومن عرف الدين لكنه سبه ومدح عبدة يوسف والأشقر والخضر..!

- من سلم من هذا كله ولكن لم يهاجر من بلده بلد الشرك إلى بلد التوحيد![40].

أقول: هذه الحالات الأربع أيضاً نجد فيها النهر يصب في المنبع!! وسبق الجواب، بأنهم لا يسلمون للشيخ أن الحق معه في كل ما يقول، أو أن الباطل معهم في كل ما يقولون، والذي يصوب إنكار الشيخ للبدع لا يصوبه في تكفير المبتدعة والجهلة والمتأولين من علماء وعامة.

ثم كيف نستطيع أن نعقل صدق بأن هناك من يعرف التوحيد ويحبه ويتبعه ويدخل فيه ويترك الشرك؛ ثم بعد هذا كله يكره من دخل في التوحيد ويحب من بقي على الشرك؟! هذا لا يعقل.

لا يوجد في الدنيا رجل يحب ديناً أو مذهباً ويبغض أهله إلا إذا كان يبغضهم لشيء يرى أنهم خالفوا فيه ذلك الدين أو ذلك المذهب، مثلما نحن السنة قد يبغض بعضنا بعضاً ظناً من المتخاصمين بأن الطرف الآخر لا يمثل السنة وأنه يسيء لها[41].

فليس هناك مسلم يكره من دخل في الإسلام ولا نصراني يكره من دخل في النصرانية ولا شيعي يكره من دخل في التشيع ولا سلفي يكره من دخل في السلفية... هذا منطق عجيب.

نعم، قد يصوبه رجل في بعض ما يذهب إليه؛ وهو كإنكار البدع والدعوة للتوحيد الخالص لكن لا يذهب معه إلى نهاية الطريق ويكفرهم.

بمعنى أنه يعرف أن قول الشيخ فيه حق وباطل؛ فهو يأخذ الحق ويترك الباطل، والشيخ يريد منه إما أن ينكر كل ما يقول به أو يتبعه كله؛ وهذا لا يلزم إلا في دعوة الأنبياء الذين يجب اتباعهم في كل ما يقولون به ويأمرون به وينهون عنه، أما سائر الناس من خلفاء وعلماء؛ فالناس قد خالفوهم في بعض الأمر؛ فلم يصيبهم منهم التكفير ولا القتال، فبعض الصحابة تخلفوا عن الإمام علي في قتاله لأهل البغي، وبعض الناس حاربه، وبعضهم خذل الناس عنه، ولم يقل عن المتوقفين ولا المخذلين ولا المحاربين : (إنهم سبوا دين الرسول)! أو (نهوا الناس عن دين الرسول)! مع أن الدين الذي يدين به علي بن أبي طالب وعمار بن ياسر أصفى وأنقى من الدين الذي يدين به الشيخ محمد بن عبد الوهاب، ولو سار الإمام علي على منهج الشيخ لكفر أهل الجمل وأهل صفين والحرورية، بدعوى أنهم (يحاربون دين الرسول)! إضافة إلى أنه كان يملك من النصوص الخاصة –فضلاً عن العامة- ما يستطيع به أن يدعم تكفيره لهذه الطوائف[42].

صحيح أنه قد صحَّ عن الإمام علي أنه كان يقول: (لا أجد إلا قتالهم أو الكفر بما أنزل على محمد)؛ يعني بذلك نفسه، أي أنه لو لم يقاتل البغاة والخوارج فكأنه كفر بالآية الكريمة (فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله)[43]، فالكفر هنا يعني به (عدم الاستجابة لأوامر الآية)، لكنه لم يكفر أهل البغي ولا الخوارج فضلاً عن المتوقفين والمخذلين، وعذرهم في الشبهة التي عرضت لهم حتى لو كان يعرف أن بعض رؤوسهم كمعاوية ليس جاداً وإنما هو طالب ملك، لكن السيرة في قتال أهل البغي يجب أن يتم التعامل فيها مع ظاهر مطالبهم وهذا من كمال العدل مع الخصوم، لأن التعامل بالنيات والتوقعات ليس منهجاً شرعياً ولو كان شرعياً لفعله النبي صلى الله عليه وآله وسلم مع المنافقين، ولفعله الإمام علي مع معاوية والخوارج.

والخلاصة هنا: أنه إذا كان القتال مع علي بن أبي طالب ليس واجباً على من عرضت له شبهة –مع وجود الأدلة العامة والخاصة الصحيحة والصريحة في وجوب قتال البغاة والخوارج- فالقتال مع الشيخ محمد وتكفير من خالفه لا يجب من باب الأولى.

وكذا تكفيره لمن لم يهاجر ويترك وطنه! فهذا خطأ أيضاً لأن الهجرة الشرعية التي تجب ويكفر من تركها مستطيعاً كانت الهجرة إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم).

أما الهجرة بعده (صلى الله عليه وآله وسلم) فتجب بشروط لكن دون تكفير لتاركها، وقد لا تجب لمصالح أخرى مثلما زماننا هذا، فإنه لا يجوز لنا تكفير المسلمين المضطهدين في العالم الذين لا يريدون الهجرة من ديارهم.



النموذج الثاني والثلاثون :

نقل الشيخ قولاً (1/112) يوحي بتكفير الأشعري وغيره ممن ينفي الصفات!



النموذج الثالث والثلاثون :

وقال ص113 المعطل شر من المشرك!! والمعطلة عندنا يدخل فيهم الأشاعرة وابن حزم الظاهري والظاهرية وأكثر الصوفية والشيعة والأحناف وكثير من أتباع المذاهب الأربعة إلا من كان مقلداً لغلاة الحنابلة ولابن تيمية وابن القيم رحمهما الله، وهذا يخرج أكثر الأمة من الإسلام.



النموذج الرابع والثلاثون:

ثم ذكر (1/113) أن إنكار الرب تبارك وتعالى هو (مذهب ابن عربي وابن الفارض وفئام من الناس لا يحصيهم إلا الله)!! مع أنه ذكر ص34 أنه لا يكفرهم!! فقال: -ذكروا عني أنني (أكفر ابن الفارض وابن عربي..) وجوابي على هذا المسائل أن أقول: سبحانك هذا بهتان عظيم!!) بل صرحَّ ص104 بأنه لا يكفر (من عبد الصنم)!!

أقول: كيف يصح عندك أنهم ينكرون الرب عز وجل ثم لا تكفرهم؟! ولا تكفر من يعبد الصنم؟! بينما تكفر من يؤمن بالله ورسوله ويقيم أركان الإسلام ويجتنب المحرمات مع أخطاء تصاحب ذلك سواءً في الاعتقاد أو العمل.



النموذج الخامس والثلاثون:

1- وذكر (1/113) أن منكر الصفات منكر لحقيقة الألوهية!!

أقول: وهذا يلزم منه تكفير الأشاعرة وابن حزم وأغلب أتباع المذاهب الأربعة، وهم لا ينكرون حقيقة الألوهية.

وقد عرض بالأشعري وسماه (إمامهم الكبير)!! ص114 يقصد إمام المعطلة أو المتكلمين، وأنا ممن يأخذ على الأشعري أخطاء كبيرة خاصة في دعاواه الإجماع على أمور مختلف فيها، وأشجع الرد عليه بالحق مثلما نشجع الرد على ابن تيمية بالحق أيضاً لا بالباطل، فكلاهما مسلمان إمامان جليلان لكن وقعا في بعض الأخطاء كبيرة كانت أو صغيرة.



النموذج السادس والثلاثون :

قوله عن المسلمين المعاصرين له ص117 (وكثير من أهل الزمان لا يعرف من الآلهة المعبودة إلا هبل ويغوث ويعوق ونسراً واللات والعزى ومناة!! فإن جاد فهمه عرف أن المقامات المعبودة اليوم من البشر والشجر والحجر ونحوها مثل شمسان وإدريس وأبو حديدة ونحوهم منها)!!.

أقول: لا تعليق!.

النموذج السابع والثلاثون:

وقال ص120 (شرك كفار قريش دون شرك كثير من الناس اليوم).!

وهؤلاء الناس الكفار هم عند الشيخ الأكثرية يقول ص160 (فإذا علمت هذا وعلمت ما عليه أكثر الناس علمت أنهم أعظم كفراً وشركاً من المشركين الذين قاتلهم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)!!.

وذكر ص162 أن من هؤلاء الكفار (الذي يحكم بغير ما أنزل الله) وهذا عمدة الذين يكفرون الحكام وقد لقي هذا النوع نقداً من العلماء المعاصرين لكن للأسف كان لظروف سياسية وليس عن مبادرة من العلماء حتى يكون لكلامهم مصداقية عند الشباب فهؤلاء الشباب يقولون للعلماء أنتم أصبحتم صوتاً للحاكم فإذا سخط على أناس كفرتموهم وإن نهاكم انتهيتم وبهذا لا يكون لهم مصداقية لكن لو قاموا من زمن بعيد وذموا الغلو في التكفير وردوا عليه لما وقع العلماء في هذا الحرج وكذلك الحكام، أقول هذا مع مطالبتنا بتحكيم الإسلام في كل شؤوننا لكن نريد ذلك التحكيم الصادر من الكتاب والسنة وليس من اختيارات منتقاة من بعض العلماء.

وهذا يتطلب الانفتاح على كل المذاهب الإسلامية مع الحوار والبحث الجاد المتأني والدراسة الموسعة.



النموذج الثامن والثلاثون:

وذكر (1/234) أنه لا يكفر إلا:

(من بلغته دعوتنا للحق

ووضحت له المحجة

وقامت عليه الحجة

وأصر مستكبراً معانداً)!!

ثم مثل لذلك بقوله: (كغالب من نقاتلهم اليوم يصرون على ذلك الإشراك ويمتنعون من فعل الواجبات ويتظاهرون بأفعال الكبائر، المحرمات...)!!.

أقول: لكنهم لا يسلمون لكم فبعضهم لا يرى دعوتكم حقاً خالصاً وإنما يعرفون منها وينكرون ومثل هؤلاء لم توضح لهم المحجة أو (لم يفهم الحجة) فكل هذا حاصل وكل فرقة خلطت الحق بباطل والصواب بخطأ، ونحن هنا لا يجوز أن نسمع من أحد الخصمين دون الآخر، فلو سألناهم لقالوا: نحن نقوم بأركان الإسلام بشهادة الشيخ لكنه مع ذلك كفرنا ورأى قتالنا إلا أن نترك ديارنا ونهاجر إليه ونقاتل معه المسلمين الذين حرم الله قتالهم…الخ) فهذه ستكون حجتهم، وهي وجهة نظر فيها من القوة الشئ الكثير، ومن كان يرى هذا فلا يجوز تكفيره وقد يجوز قتاله لبغي أو قطع طريق أو ظلم.



النموذج التاسع والثلاثون :

12- و الغريب أن الشيخ رحمه الله يورد استدلالاً عجيباً (1/145) وهو: أن إقرار الكفار بتوحيد الله لم يعصم دمائهم وأموالهم ؟!

أقول : على التسليم بأنه ليس فيهم دهريون ولا منكرو اليوم الآخر، فأن توحيدهم لم يعصم أموالهم لأنهم لم ينطقوا بالشهادتين ولو فعلوها ولو باللسان لعصمت دمائهم وأموالهم كالمنافقين .

أما الشيخ وأتباعه رحمهم الله فلم يكتفوا من الناس بالنطق بالشهادتين ولا تطبيق أركان الإسلام الخمسة ولم تعصم هذه كلها دماءهم ولا أموالهم .

والتناقض عند الشيخ عجيب فهو يقول (1/156-160) وكذلك (1/ 266): أن الشرك قد ملأ الأرض في عصره بينما يقول (1/83): أن أكثر الأمة على الدين الصحيح !!



النموذج الأربعون:

تكفير من نطق بكلمة كفر حتى ولو جهل معناها! أو ظن أنها لا تكفره (10/125)، واستدل بقصة منافقي تبوك! مع أن هؤلاء كانوا يعرفون معنى ما يتكلمون به بأنه استهزاء لكن اعتذارهم كاذب، وقد تم التنبيه على هذا الأمر.
____________
يتبع باذن الله تعالى.

صلاح الدين القاسمي 24-06-2003 08:20 AM

بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على سيدنا محمد عبدك و رسولك النبي الأمي و على آله و صحبه و سلم .
________________

تنصل الشيخ من التكفير:
ومع هذا كله نجد الشيخ رحمه الله كثيراً ما يتنصل من التكفير ويدفعه عن نفسه، يقول (وأما ما ذكر الأعداء عني أني أكفر بالظن وبالموالاة أو أكفر الجاهل الذي لم تقم عليه الحجة فهذا بهتان عظيم يريدون به تنفير الناس عن دين الله ورسوله)![44]

قلت: حتى هذه العبارة فيها تكفير ضمني لمن ينكر عليه التكفير! لأن من (أراد تنفير الناس عن دين الله فهو كافر) على منهج الشيخ ومنهج غيره، فالتكفير إن لم يختف في مواقف الدفاع عن النفس من تهمة التكفير فمتى يختفي؟


هل تناقض الشيخ ؟!

الشيخ نفى عن نفسه أموراً أكثرها موجودة في فتاواه فلعل نفيه لها رجوع أو ذهول أو مناورة ومنها:

1- إنكاره أنه يبطل كتب المذاهب الأربعة (الدرر 1/34)، (10/13)، مع أنه يسميها في موضع آخر (عين الشرك)!(2/59).

2- إنكاره أنه يقول: إن الناس من ستمائة سنة ليسوا على شيء! (الدرر 9/34)، (10/13)،

3- إنكاره أنه يدعي الاجتهاد والخروج عن التقليد (9/34)، (10/13)،

4- أنكر أنه يقول اختلاف العلماء نقمة (9/34)، (10/13)،

5- أنكر أنه يكفر من توسل بالصالحين (9/34)، (10/13)،

6- أنكر أنه يكفر البوصيري لقوله يا أكرم الخلق (9/34)، (10/13)

7- أنكر أنه يقول لو قدر على قبة رسول الله لهدمها، ولو قدر على الكعبة لأخذ ميزابها وجعل لها ميزاباً من خشب (9/34)، (10/13)،

8- أنكر أنه يحرم زيارة قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم (9/34)، (10/13)،

9- أنكر أن يكون قد حرم زيارة قبر الوالدين (9/34)، (10/13)

10- أنكر أنه يكفر من حلف بغير الله (9/34)، (10/13)،

11- أنكر أن يكفر ابن الفارض (9/34)

12- أنكر أنه يكفر ابن عربي (9/34)، مع أنه في مواضع أخرى يرى أنه أكفر من فرعون!، بل يكفر من لم يكفره وطائفته! (انظر: الدرر السنية10/25،2/45).

13- أنكر أنه يحرق دلائل الخيرات (9/34،80)، مع أنهم لما دخلوا مكة حرقوه (1/228)!

14- أنكر أنه يحرق روض الرياحين(9/34)، مع أنهم لما دخلوا مكة حرقوه أيضاً! لأنه يدخل الناس في الشرك!(1/228).

15- أنكر أنه يكفر جميع الناس إلا من تبعه (9/80)

16- وأن أنكحتهم السابقة غير صحيحة(9/80)

17- وأنكر المبادءة بقتال الآخرين وأنه لا يقاتل إلا دفاعاً عن النفس والحرمة، من باب رد السيئة بسيئة مثلها، إضافة إلى قتال من سب دين الرسول!(9/83)

18- ذكر أن لا يكفر من عبد الصنم ! الذي على قبر عبد القادر ولا من عبد الصنم الذي على قبر البدوي! لجهل الذين يعبدون تلك الأصنام! (1/104)، لكنه في مواضع أخرى لا يعترف بمانع الجهل، ويكتب في إبطال هذا المانع (انظر: الدرر السنية 10/368،369، 392)

19- وأنه لا يكفر من لم يهاجر إليه(1/104)، لكنه وضع شرطاً يستطيع أن يخرج به من هذا النفي وهو : أن يكون الشخص قادراً على إظهار دينه! وهذه القدرة لها شروط أيضاً من أن يكفر أهل بلده ولا يصيبه أذى! فعاد النهر ليصب في المنبع! فالبلدة التي يتمكن فيها الشخص من هذا يعني أنها داخلة في أراضي الدعوة!

20- وأنه يكفر من لم يكفر المخالفين ويقاتلهم (1/104)،

21- وأنه لا يكفر تارك الصلاة(1/102)

22- وأنه لا يكفر من لم يدخل في طاعته(10/128)، لكنه يشترط فيه إظهار آراء الشيخ والبراءة من خصومه الذين يسميهم المشركين! فاصبح الاختلاف لفظياً أما من حيث الواقع فالتهمة تكاد تكون متحققة.

23- ذكر أنه لا يحكم بالكفر على الجاهل الذي يعمل الشرك والكفر حتى تبلغه الحجة؛ وإنما يقول عمله عمل الكفار (10/136) ولكنه في نصوص أخرى حكم بأن شيوخه وشيوخهم وشيوخ شيوخهم كانوا يفضلون دين عمرو بن لحي على دين النبي صلى الله عليه وآله وسلم! وأن أكثر أهل نجد والحجاز على إنكار البعث ونحو هذا الكلام الذي فيه التكفير صريحاً ويصعب تصديق ما ذكره في هذه المسائل.

24- ذكر بأنه إنما ينفي الإسلام الصرف! الذي لا يخالطه شرك ولا بدع، أما الإسلام الذي ضده الكفر فلا ينفيه! (10/16)، وقد رأيتم حكمه على أناس بأنهم كافرون كفراً ينقل عن الملة! وأن مشركي قريش أخف من مشركي زماننا بمسألتين! …الخ!

25- وقد صرح الشيخ عبد الرحمن بن حسن رحمه الله بأن أصحاب الشيخ محمد لو خرجوا من قبورهم لقاتلوهم! فقال (لو ظهر علينا أهل الدرعية لقاتلونا)!! (16/6)، وهذه شهادة كبيرة على الغلو في التكفير والقتال، فإذا كان الناس في زمن عبد الرحمن بن حسن رحمه الله يستحقون التكفير والقتال –على منهج الشيخ محمد- مع أنهم كونهم مغالين أيضاً في التكفير والقتال فكيف بالله عليكم ببقية المسلمين؟!! خاصة وأن عبد الرحمن بن حسن كان شديداً في الحق فارق الأمير فيصل بن تركي لأن الأخير طالب بمعاقبة أحد جنوده في الحوش ومنع من ضربه في السوق، فقال عبد الحمن بن حسن: سلام عليكم وفارقه فلم يرجعه فيصل بن تركي إلا من الحوطة! ولم يرجع حتى ضرب ذلك الجندي في السوق، فإذا كان هذا حال زمانه ويرى أن الشيخ محمد سيستحل قتالهم وتكفيرهم فكيف ببقية المسلمين؟ وهذا يدل على أن الشيخ محمد رحمه الله وأتباعه كانوا يكفرون ويقاتلون لأدنى سبب.
_______________

يتبع باذن الله تعالى.

صلاح الدين القاسمي 24-06-2003 08:25 AM

بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على سيدنا محمد عبدك و رسولك النبي الأمي و على آله و صحبه و سلم .
_______________


الفصل الثالث: المسيرة تتواصل!:
جاء تلاميذ الشيخ ومقلدوه رحمهم الله وسامحهم ليواصلوا التكفير فقالوا بتكفير من وافق أهل بلده في الظاهر وإن كان يرى خطأهم ومحب الشيخ في الباطن، وتكفير قبائل قحطان والعجمان، وتكفير أهل حايل، وتكفير من خرج إلى البلدان خارج بلدان الدعوة إذا كان يرى إسلام أهل تلك البلدان، وتكفير ابن عربي وابن الفارض –وهذان لم يختص بتكفيرهما الوهابية وإن كان التبديع أليق وأسلم- وتكفير أهل مكة والمدينة، وتكفير الدولة العثمانية، بل وتكفير من لا يكفرها! وتكفير الإباضية،

- أما تكفير من وافق أهل بلده -كالحجاز أواليمن أوالشام- ولو في الظاهر وإن كان في الباطن محباً للوهابية مبغضاً لقومه (8/121)، جاء هذا على لسان الشيخ سليمان بن عبد الله بن محمد رحمه الله.

- وأما تكفير المسافر إلى خارج بلاد الدعوة خاصة مع اعتقاد إسلام البلدان الأخرى (8/424) وهذا عند حمد بن عبد العزيز.

- وأما تكفير ابن عربي وابن الفارض وأنهما من أكفر أهل الأرض، ففي الدرر (8/366) وهذا عند الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن رحمه الله.

- وأما التصريح بأن مكة والمدينة ديار كفر آبين عن الإسلام، ففي الدرر (9/285).

- وأما تكفير الدولة العثمانية ففي الدرر(10/429) وأن من لم يكفرها فهو كافر! لا يعرف معنى لا إله إلا الله! وأن من أعانهم فقد ارتكب الردة صريحة! قالها الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن البابطين رحمه الله.

- وأما تكفير قبيلة قحطان ففي الدرر(10/503) بسبب تحاكمهم إلى الأحكام القبلية، وهذا عند ابن سحمان.

- وأما تكفير قبيلة العجمان ففي الدرر (10/503) بسبب تحاكمهم إلى الأحكام القبلية عند ابن سحمان أيضاً.

- وأما تكفير أهل حايل ففي الدرر(9/291،292) وأن جهادهم من أفضل الجهاد.

- تكفير الإباضية (10/438،431) عند عبد الله بن عبد اللطيف رحمه الله.

- تكفير من دخل في الدعوة وادعى أن آباءه ماتوا على الإسلام! يستتاب فإن تاب وإلا ضربت عنقه! وصار ماله فيئاً للمسلمين!(10/143)[45]، وإن كان قد حج فعليه إعادة الحج لأن حجه قبل انضمامه للدعوة كان أيام شركه ومن شروط الحج الإسلام! (10/138) وهذا عند أبناء الشيخ وحمد بن ناصر رحم الله الجميع وتجاوز عنهم ووهب أخطاءهم لصوابهم وغفر لهم وجمعنا وإياهم في الجنة.

- تكفير الجهمية (10/430) وأنهم زنادقة مرتدون بالإجماع هذا عند بعض الوهابية علماً أنهم يدخلون الأشاعرة في الجهمية! وقد اعتدل آخرون من علماء الدعوة، في الدرر (10/373) فذكروا الخلاف في تكفيرهم وأن الحكم بإسلامهم ليس مجمعاً عليه، وهذا أخف من مدعي الإجماع على كفرهم.

- تكفير من سمى الوهابية خوارج (10/182) عند الشيخ عبد الله بن محمد مع أنه من المعتدلين، وهذا رد للتبديع بتكفير! ولذلك لم يكفر عليٌّ ومن معه من الصحابة الخوارج مع أن الخوارج كفروهم، وقد اعترف الشيخ بأنه (لا يجوز تكفير من يكفرنا) (10/24).



- يرى الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن: أن صلاة أحمد خلف الجهمية من أوضح الأدلة على كفرهم (10/420)، وهذا استلال غريب عجيب يصعب عليّ فهمه!.

- من قال لا إله إلا الله حال الحرب يقتل ولا يتوقف عنه كما فعل اسامة بن زيد لأن صاحب أسامة لم يقلها قبل ذلك وهم يقولونها قبل ذلك!! (9/239).

- تكفير من بلغته الدعوة ولم يسلم (9/245).

- تكفير من لم يكفر أهل مكة (9/291).

- تكفير الأشاعرة وأنهم لا يعرفون معنى الشهادتين (1/320،312،324،362،364).

- تكفير المعتزلة (1/357).

- تكفير الخوارج وأنهم خارجون عن الإسلام (10/177) عند عبد الله ابن الشيخ.

- تكفير مانعي الزكاة وأنهم خارجون عن الإسلام (10/177) عند عبد الله ابن الشيخ.

- تكفير الناس بالحرمين ومصر والشام واليمن والعراق ونجران وحضرموت والموصل والأكراد (1/380،385).

- وتحدث الشيخ ابن حميد رحمه الله عن (انقلاب الأكثرين عن دين الإسلام وموالاتهم لعبدة الأوثان وأعداء الشريعة من الملحدين والنصارى والرافضة) (15/471)، وأن هذا (عام في القرى والأمصار والبوادي إلا بقايا ممن رسخت في التوحيد عقائدهم) (15/471)! وأن (كل مسلم يوالي الكفار والمشركين واليهود والنصارى ولا ينكر عليهم شركهم ويحسن أفعالهم أو يشك في كفرهم أنه كافر ولو عرف التوحيد وعمل بشرائع الإسلام الظاهرة) (15/475)، وذكر أنواع التشبه بالكفار والركون وذكر منها (اللبس وزيارتهم ولين الكلام ومد العين إلى زهرتهم وتقريبهم في الجلوس واستعمالهم في الوظائف والدخول عليهم والبشاشة لهم أو إظهار ولو شيء من البشاشة‍! والطلاقة والإكرام العام ومعاونتهم ولو بأدنى شيء والتزيي بزيهم والسكنى معهم في ديارهم والميل اليسير فكيف بمجالستهم ومؤاكلتهم وإلانة الكلام، وتقريبهم في الجلوس) (15/ 476-482)، ثم يقول (وإذا فهمت ما تقدم تبين لك انحراف كثير من أهالي هذا الزمان وردتهم الصريحة)! وأن من أكرمهم أو أثنى عليهم أو عاشرهم أو لم يعلن البراءة منهم (فهذا ردة من فاعله! يجب أن تجرى عليه أحكام المرتدين! كما يدل على ذلك الكتاب! والسنة! وإجماع الأمة! المقتدى بهم)!(15/479)، وأنه (يحرم السفر إلى بلاد المشركين للتجارة إلا أن يكون المسلم قوياً له منعة يقدر على إظهار دينه وتكفيرهم وعيب دينهم والطعن عليهم! والبراءة منهم! وإظهار البغضاء والعداوة لهم، ولا يبدأوهم بالسلام، وإذا لقوهم في طريق فليضطروهم إلى أضيقه، وأن يصرح لهم بأنهم كفار!وأنه عدو لهم ويعلمون منه ذلك! فإن لم يحصل لم يكن مظهراً للدين[46]!..ولا يعتبر فعل الصلاة فقط إظهاراً للدين ولا اعتزالهم واجتناب ذبائحهم )! (15/482-491)، وأن الذين يستخدمون الخدم الكفار في بيوتهم ومكاتبهم وأشغالهم ..ومع ذلك هم تاركون لكثير من الواجبات فاعلون لكثير من المحرمات لا يعرفون من الشهادتين إلا الألفاظ فهم مثل هؤلاء كفار مرتدون (ومن شك في ردتهم عن الإسلام فهو لا يعرف الدين ولم يشم رائحة العلم النافع)! (15/486)، وأن مثل هذا الإستخدام (محرم بنص الكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة)، (15/486)
____________

يتبع باذن الله تعالى .

صلاح الدين القاسمي 24-06-2003 08:27 AM

بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على سيدنا محمد عبدك و رسولك النبي الأمي و على آله و صحبه و سلم .
_____________________


- تكفير الوهابيين لبعضهم:

من نتائج تشدد الشيخ في التكفير أن أتباعه لم يلبثوا من بعده إلا سنوات قليلة حتى كفر بعضهم بعضاً، وسبى بعضهم نساء بعض -الدرر السنية (8/329)، (9/22،23،33،35)-، ولهذا أمثلة مشهورة نكتفي بمثالين:

المثال الأول:

أصدر الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن فتوى يتبرأ فيها من الأمير عبد الله بن فيصل لاستعانته بالدولة العثمانية (الكافرة)! فلما تغلب على الرياض بايعه الشيخ عبد اللطيف ورأى أن قد أسلم مجدداً (والإسلام يجب ما قبله)! (الدرر9/22) ومرة قال إن تكفيره لم يثبت عنده! ( الدرر 9/33)[47]؛ وكان قبل ذلك كان قد كفر سعود بن فيصل وجيشه لاستعانته بالكفار أيضاً (8/392)، ثم اضطر للحكم بإسلامه وبيعته لما تغلب! وهكذا مهازل، فمرة يجب جهاد هذا وتكفيره ثم تجب بيعته والجهاد معه ضد الآخر الذي كنا نفتي بإسلامه والجهاد معه! والأمير الآخر لا يعدم فقهاء يكفرون أيضاً! ثم ليس هناك إلا فتوى بالكفر أو بالإيمان فقط؛ لأن الناس تعودوا على هذه اللغة، ولم يسمعوا بقتال أهل البغي والظلم والاعتداء، فمن قاتلناه فهو مرتد كافر مشرك ككفر فرعون وإبليس! ومن قاتلنا معه فهو مؤمن كإيمان الأنبياء والصديقين وهو سلطان الله في الأرض!.



- المثال الثاني:

تبادل الاتهام بالكفر بين العلماء المؤيدين للملك عبد العزيز رحمه الله وبين جماعة فيصل الدويش، ولا ريب عندي في خطأ الدويش وأصحابه لكن خطأهم ليس كفراً مخرجاً من ملة الإسلام حشا وكلا، بل هم مسلمون خارجون على ولي الأمر وهذا يسمى عند الفقهاء بغياً، أما العلماء المؤيدين للملك عبد العزيز رحمه الله فقد أصدروا فتوى بـ( تكفير الدويش والعجمان وإثبات ردتهم)! جاءت الفتوى من عدد من العلماء، منهم محمد بن عبد اللطيف ومحمد بن إبراهيم وسليمان بن سحمان وصالح بن عبد العزيز وكافة علماء العارض( الدرر9/209)، وقد أكدوا أنه (لاشك في كفرهم وردتهم ! …وأن من أعظم الأدلة على ردتهم دعواهم أنهم لم يدخلوا تحت إمرة ابن سعود إلا مكرهين! وأنهم من رعايا الأتراك).

قلت : كان الملك عبد العزيز رحمه الله يرضى منهم بغير تكفير المسلمين، كان بإمكان هؤلاء العلماء الحكم على الدويش وأصحابه بالبغي وكفى، فالبغاة يجب قتالهم حتى يفيئوا إلى الحق، ويرجعوا إلى الجماعة، ونحن اليوم بالإجماع لا نقول بردة هؤلاء وإنما نقول بخطئهم وبغيهم على الحاكم، كل المؤلفات اليوم التي تتحدث عن ثورة الدويش وجهيمان وغيرهم إنما تتحدث عن خروج على ولي الأمر، وهذا يسمى عند الفقهاء بغياً بالإجماع، ولا يسمى كفراً ولا ردة.
_______________

يتبع باذن الله تعالى .


صلاح الدين القاسمي 24-06-2003 08:30 AM

بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على سيدنا محمد عبدك و رسولك النبي الأمي و على آله و صحبه و سلم .
______________

الجذر الرابع: كتب غلاة الحنابلة :
يرجع غلاتنا إلى أفراد من الحنابلة لا يتجاوزن أصابع اليد الواحدة ويجعلون قولهم هو قول (السلف الصالح) كلهم! مع أن (السلف) يبدأ من رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم المهاجرين والأنصار ومن تبعهم بإحسان في القرن الأول ثم الثاني وهكذا..، وليس السلف محصوراً في أفراد من العلماء مهما كانت ثقتنا في مكانتهم وعلمهم وتقواهم فالحجة في النصوص الشرعية ولا بأس أن نستأنس من أقوال العلماء ما وافق النصوص الشرعية ونترك أقوالهم إذا خالفت النصوص أو منهج النبي صلى الله عيه وسلم في النظرة للآخرين من مسلمين وكفار، وننسى أنه عاصر هؤلاء العلماء وسبقهم من كان في منزلتهم من العلم والفضل أو أفضل وقد خالفوهم في كثير من العقائد والأحكام والتصورات.

وهذه نماذج من كتب سلف الحنابلة فيها الغلو نفسه، فإذا احتج أحد على الغلاة المعاصرين أتوه بهذه النقولات والكتب محتجين بأنهم ليسوا وحدهم! بل السلف الصالح على هذا من قديم الزمان! وسنذكر في نهاية البحث النصوص الشرعية التي تعرض ما يراه الغلاة ممن مال إلى التكفير، ولكننا هنا سننقل نماذج من التكفير والتبديع الظالم الذي وصل إلى تكفير إمام عظيم مثل أبي حنيفة رحمه الله.


التكفير والتبديع([48]) في كتب الحنابلة.
في البداية نقول: يجب أن نتذكر أنه لا يجوز تكفير المسلم الذي يشهد ألا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ولم ينكر شرائع الإسلام الظاهرة المعلومة من الدين بالضرورة كالصلاة والصوم والزكاة والحج ولم ينكر تحريم المحرمات المعلومة من الدين بالضرورة كالكذب والخيانة والظلم والزنا والسرقة.. كما لا يجوز تبديعه ولا شتمه ولا لعنه.

وقد يرتكب المسلم مكفراً لكن لا يكفر المرتكب حتى يُسأل عن سبب ارتكابه ذلك ويتم التحاور معه والمناظرة وتقديم البراهين والأدلة لتقوم عليه الحجة ويفهم الحجة وتؤخذ منه حجته إن كان عنده حجة أو دليل ويصبر عليه ويلتمس له العذر ما أمكننا إلى ذلك سبيلاً وتتم دعوته للحق برحمة ولين وقد جاء النهي عن التكفير (تكفير المسلمين) في نصوص كثيرة لعل من أبرزها قوله (صلى الله عليه وعلى آله وسلم): (إذا قال الرجل لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما)([49]) وفي لفظ (إن كان كما قال وإلا رجعت عليه)([50]).

وقوله (صلى الله عليه وعلى آله وسلم): (ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء)([51]). وكانت سيرة الرسول (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) خير مثال لتطبيق ذلك فقد أجرى أحكام الإسلام على المنافقين (وهم أصحاب الدرك الأسفل من النار) مادام أنهم يتسمون باسم الإسلام رغم عدم إيمانهم بنبوة النبي (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) ورغم معرفته (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) بكثير من أعيانهم معرفة يقينية.

لكن أصحاب النزاعات العقائدية نسوا هذه المبادئ عند تخاصمهم ولم يسلم أهل السنة ممثلين في الحنابلة والأشاعرة وغيرهم لم يسلموا من ولوج باب التكفير والتبديع وأشباههما([52]) وهاكم النماذج على فشو التكفير والتبديع غير المستند على بينه ولا برهان في كتب العقائد حتى وصل الأمر لتكفير كبار أئمة وفقهاء السنة فضلاً عن غيرهم وسأقتصر على كتب مذهبنا الحنبلي للأسباب السابق ذكرها فمن نماذج التكفير عند الحنابلة:
______________
يتبع باذن الله تعالى .

صلاح الدين القاسمي 24-06-2003 08:34 AM

بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على سيدنا محمد عبدك و رسولك النبي الأمي و على آله و صحبه و سلم .
________________

تكفير الإمام أبي حنيفة والحنفية وذمهم وتبديعهم في كتب الحنابلة!!
ساق عبد الله بن أحمد بن حنبل (ت290ه‍‍) في كتابه السنة جملة من اتهامات وشتائم خصوم أبي حنيفة تلك الاتهامات التي تصف أبا حنيفة بأنه: (كافر، زنديق، مات جهمياً، ينقض الإسلام عروة عروة، ما ولد في الإسلام أشأم ولا أضر على الأمة منه، وأنه أبو الخطايا، وأنه يكيد الدين!! وأنه نبطي غير عربي!!، وأن الخمارين خير من أتباع أبي حنيفة!!، وأن الحنفية أشد على المسلمين من اللصوص!!، وأن أصحاب أبي حنيفة مثل الذين يكشفون عوراتهم في المساجد!! وأن أباحنيفة سيكبه الله في النار!!، وأنه أبو جيفة!! وأن المسلم يؤجر على بغض أبي حنيفة وأصحابه، وأنه لا يسكن البلد الذي يذكر فيه أبو حنيفة؟!، وأن استقضاء الحنفية على بلد أشد على الأمة من ظهور الدجال، وأنه من المرجئة، ويرى السيف على الأمة، وأنه أول من قال القرآن مخلوق، وأنه ضيع الأصول، ولو كان خطؤه موزعاً على الأمة لوسعهم خطأً، وأنه يترك الحديث إلى الرأي، وأنه يجب اعتزاله كالأجرب المعدي بجربه، وأنه ترك الدين، وأن أبا حنيفة وأصحابه شر الطوائف جميعاً، وأنه لم يؤت الرفق في دينه، وأنه ما أصاب قط، وأنه استتيب من الكفر مرتين أو ثلاثاً، واستتيب من كلام الزنادقة مراراً، وأن بعض فتاواه تشبه فتاوى اليهود، وأنه ما ولد أضر على الإسلام من أبي حنيفة، وأن الله ضرب على قبر أبي حنيفة طاقاً من النار، وأن بعض العلماء حمدوا الله عندما سمعوا بوفاة أبي حنيفة، وأنه من الداء العضال، وأن مذهب الحنفية هو رد أحاديث الرسول (صلى الله عليه وعلى آله وسلم)، وأنه يرى إباحة شرب المسكر وأكل لحم الخنزير، وأنه كان فاسداً، وأن كثيراً من العلماء على جواز لعن أبي حنيفة، وأنه كان أجرأ الناس على دين الله، وأن أبا حنيفة يرى أن إيمان إبليس وإيمان أبي بكر الصديق واحد، وأن حماد بن سلمة كان يقول: إني لأرجو أن يدخل الله أبا حنيفة نار جهنم!!)([53]).



أقول: هذا نموذج واحد من نماذج سلفنا الصالح!! من غلاة الحنابلة، وهذا الفكر عند غلاة الحنابلة (لا معتدليهم) هو الذي فرخ لنا اليوم هؤلاء الغوغاء من التيار التبديعى، الذي يصم الناس بالبدعة والضلالة، ولعلهم أوقع الناس فيها، فلذلك لا يستغرب بعض الأخوة إن قام بعض هؤلاء الغلاة، وشبه الباحثين من طلبة العلم المخالفين له بالمستشرقين أو بفرعون أو إبليس أو سلمان رشدي!! فالذين يقولون إن الإمام أبا حنيفة رحمه الله أشد على المسلمين من الدجال لا يستغرب من أتباعهم أن يشبهونا ـ نحن المعاصرين اليوم ـ بالفراعنة أو المبتدعة أو أتباع المستشرقين ونحو هذا؟! بمعنى أننا لا ننتظر منهم تزكية، ولا نستغرب منهم هذا التبديع والتكفير فنحن نرحمهم لأننا نعرف من أين أُتوا!! أتوا من الجهل المسمى علماً، والظلم المسمى عدلاً، والبدعة المسماة سنة!!

على أية حال: لا يخلو شر من خير في الغالب وعلى هذا فلا يخلو تكفير هؤلاء لأبي حنيفة من فوائد عظيمة، لعل أبرزها معرفة طغيان العواطف على العلم عند بعض السلف الذين نصمهم بالصلاح ونصم مخالفيهم بالضلالة!! فهذه الكتب تصلح لدراسة وقياس الإنصاف والظلم عند سلفنا وقياس فهمهم للحجة من عدمها مع قياس العلم والجهل والصدق والكذب عند المتقدمين فهي شاهد على ذلك العصر.

كما أن ظلمنا في تكفير أبي حنيفة وأصحابه رحمهم الله يجعلنا نتوقف في ظلمنا فرقاً أخرى كالشيعة والمعتزلة والصوفية والأشاعرة وغيرهم، لأنه إن سلمنا بأن تكفيرنا لأبي حنيفة كان خاطئاً فما الذي يمنع من أن تكفيرنا لهؤلاء كان خاطئاً أيضاً؟!، والعاقل من اتعظ بهذه عن تلك فلا يتسرع في التكفير قبل معرفة حجج الخصم وارتفاع موانع تكفيره ومعرفة شبهه واعتذاراته من قوله لا من نقل خصمه فبعض ما نقله عبد الله بن أحمد هنا لا يقره الأحناف بل ينكر الحنفية أن يكون أبو حنيفة يقول بذلك أو يعتقده([54])، فمعنى هذا أن عندنا خللاً في النقل فنصحح الروايات في تشويه الخصم ولا نتفهم حجة الطرف الآخر ولا نسمع له ونكفر بأشياء ليست مكفرة أو نكفر بإلزمات لا يجوز التكفير بها فلازم القول ليس بقول وهذا أيضاً كله مما ينبغي أن يدرس لننقد أنفسنا قبل نقد الآخرين ولنعرف مدى قولنا بالباطل وتصديقنا له ومدى تفهمنا لحجة الطرف الآخر... الخ.

وقد كفرَّ غلاة الحنابلة معظم فرق المسلمين كالمعتزلة والشيعة والقدرية والمرجئة والجهمية وغيرهم. (راجع المبحث السادس).

هل صحَّ التكفير عن أحمد بن حنبل؟!
لا ريب أن الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه من كبار علماء المسلمين الذين جمعوا بين العلم والزهد والعبادة ولا يشك مسلم في علمه وفضله لكنه رحمه الله ليس معصوماً وقد أكثر الحنابلة من الاحتجاج بأقواله في تكفير المخالفين له من المسلمين وهذه النقولات الكثيرة التي نقلها الحنابلة عن الإمام أحمد في التكفير([55])، إما أن تكون صحيحة وإما أن تكون باطلة، فإن كانت صحيحة فهي مردودة على الإمام أحمد لعدم استيفائها لضوابط التكفير التي دلت عليها النصوص الشرعية وإن كانت هذه النقولات باطلة عن الإمام أحمد فهي دليل على وجود الكذب داخل المنظومة الحنبلية وهذان الأمران ينكره غلاة الحنابلة فهم ينكرون أن يكون أحمد قد كفر مسلمين وينكرون أن يكون الحنابلة قد كذبوا عليه وكلا الانكارين لا يجتمعان لأن النقول عن أحمد في التكفير لا ينكره من له أدنى اطلاع على كتب الحنابلة المعنية بنقل أقوال الإمام أحمد ككتاب السنة للخلال وطبقات الحنابلة لابن أبي يعلى والإبانة لابن بطة وشرح أصول اعتقاد أهل السنة للالكائي وغيرها.



ومن المحتمل أن يكون الإمام أحمد رحمه الله وقع في شيء من التكفير والتبديع الذي خالفه فيه معتدلو الحنابلة من المتقدمين والمتأخرين ولعل أكثر الحنابلة المتأخرين على خلاف مذهب أحمد في التكفير وهذه من حسناتهم، فكل يؤخذ من قوله ويرد إلا صاحب هذا القبر (صلى الله عليه وعلى آله وسلم).



______________
يتبع باذن الله تعالى .

صلاح الدين القاسمي 24-06-2003 08:38 AM

بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على سيدنا محمد عبدك و رسولك النبي الأمي و على آله و صحبه و سلم .
____________________

ومن النماذج المنقولة عن أحمد في كتب الحنابلة التي بالغ فيها في التكفير ما يلي:

1. قوله إن صدق الحنابلة في النقل عنه: (من زعم أن القرآن مخلوق فهو جهمي كافر ومن زعم أن القرآن كلام الله ووقف ولم يقل ليس بمخلوق فهو أخبث من قول الأول ومن زعم أن ألفاظنا به وتلاوتنا له مخلوقة والقرآن كلام الله فهو جهمي ومن لم يكفر هؤلاء القوم كلهم فهو مثلهم)([56])!!

أقول: ولا ريب أن هذا القول المنسوب لأحمد فيه غلو في التكفير لعله الأساس الذي بنى عليه الحنابلة التكفير حتى اشتهر الحنابلة بالتكفير والتبديع وكان الصوت المغالي هو العالي المسموع أما الصوت المعتدل فيهم فكان خاملاً نادراً.

على أية حال إن صحَّ هذا القول وأمثاله عن أحمد فالإسلام أعلى من أحمد ومن غيره، ولا يصح أن ننسب هذه الأخطاء للإسلام فالمعتزلة كلهم يقولون بخلق القرآن وليسوا كفاراً فضلاً عمن اقتصر على الألفاظ القرآنية بأن القرآن كلام الله ووقف عن الجدل فيما لم يبينه الله ولا رسوله (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) فضلاً عن الأشاعرة وجمهور أهل السنة من الشافعية والمالكية والأحناف الذين يقولون بخلق اللفظ، فالقول السابق يلزم منه تكفير كل الأمة إلا الحنابلة ولا يخفى خطورة مثل هذا القول.

2. قوله ـ رحمه الله ـ إن صدق الحنابلة في النقل عنه: (ما أحد على أهل الإسلام أضر من الجهمية ما يريدون إلا إبطال القرآن وأحاديث رسول الله (صلى الله عليه وعلى آله وسلم)([57])!!

أقول: من أراد إبطال القرآن فهو كافر بلا شك لكن علم النيات ليس لأحمد ولا لغيره من البشر.

3. ومن أقواله ـ رحمه الله ـ إن صدق الحنابلة في النقل عنه: (من قال لفظه بالقرآن مخلوق فهو جهمي مخلد في النار خالداً فيها)([58])!!

أقول: غفر الله لأحمد وسامحه فالقول إن صحَّ عنه فهو يشبه التألي على الله عز وجل فالقول بأن اللفظ بالقرآن مخلوق هو قول الكرابيسي والإمام البخاري وغيرهم من كبار علماء أهل السنة، بل المذاهب الإسلامية كلها على هذا تقريباً إلا الحنابلة، ثم ما الذي أعلمه أو أعلم غيره بأن أمثال هؤلاء ـ إن دخلوا النار ـ فلن يخرجوا منها؟!

ومما ينسب إليه ـ رحمه الله ـ في تكفير المعيَّن ما نقله المروذي ـ إن صدق في النقل عنه ـ قال: (قلت لأبي عبد الله ـ يعني أحمد بن حنبل ـ إن الكرابيسي ـ أحد علماء الشافعية ـ يقول: من لم يقل لفظه بالقرآن مخلوق فهو كافر، فقال أحمد: بل هو الكافر)([59])!!

أقول: رحم الله هذين العالمين وسامحهما فقد ضيقا واسعاً وكفراً بعض أهل القبلة المقطوع بإسلامهم.

4. ونقل عن الحنابلة ـ وعلى رأسهم الإمام أحمد ـ إستحلال دم من يقول بخلق القرآن([60])، وأنه لا يُسمع مِمَّن لم يكفرهم ولا يسلم عليه ولو كان من الأقارب ولا تشهد لهم جنائز ولا يعادون في مرضهم([61])!! هذا عقاب من لم يكفر القائلين بخلق القرآن فكيف بمن قال بذلك؟!

ولا ريب أن معظمنا اليوم لا يكفر من قال بخلق القرآن وإنما يبدعه أو يعده كفراً دون كفر ولا أعرف حنبلياً اليوم يكفر المعتزلة تكفيراً أكبر مخرجاً من الملة كما ينقل الحنابلة عن أحمد!! فعلى هذا نكون جميعاً كفاراً على مذهب أحمد!! وبهذا يتبين غلو الإمام أحمد في التكفير إن صحت عنه تلك النقولات([62])، وهذه جذور التكفير التي نتهيب من مناقشتها ونقدها فتضرر الإسلام بتحمله أخطاء البشر وتضررنا من هذا التكفير والتبديع المتبادل بين المسلمين.

5. والخطر أن التكفير عند أحمد وأصحابه هو التكفير المخرج من الملة وقد نقلنا عن أحمد قوله بتخليد هؤلاء في النار وهاهو أبو حاتم الرازي وهو من الحنابلة([63]) يقول: (من زعم أنه مخلوق مجعول ـ يعني القرآن ـ فهو كافر كفراً ينقل به عن الملة!! ومن شك في كفره ممن يفهم ولا يجهل فهو كافر)([64])!!

6. وقول أحمد، إن صحَّ ما نقله الحنابلة عنه: (الجهمية افترقت ثلاث فرق فقالت طائفة منهم: القرآن كلام الله مخلوق وقالت طائفة: القرآن كلام الله وسكتت وهي الواقفة الملعونة!! وقال بعضهم: ألفاظنا بالقرآن مخلوقة، فكل هؤلاء جهمية كفار! يستاتبون فإن تابوا وإلا قتلوا)([65])!! و(.. أن من هذه مقالته إن لم يتب لم يناكح ولا يجوز قضاؤه ولا تؤكل ذبيحته)([66])!!

أقول: سبحان الله، تؤكل ذبيحة اليهودي والنصراني ولا تؤكل ذبيحة من رضي بالله رباً وبمحمد رسولاً وبالإسلام ديناً!! وأقام أركان الإسلام واجتنب المحرمات!!

سبحان الله كم جنت الخصومات المذهبية على حقائق الإسلام الكبرى حتى أصبح الإسلام الواضح طلسماً من الطلاسم لا يعرفه العلماء ولا العامة حاشا قلة من الغرباء الذين صلحوا عند فساد الناس وقد أخبر النبي (ص) أن من خصائصهم أنهم لا يجدون على الحق أعواناً وصدق ـ بأبي هو وأمي ـ فنحن نكتب مثل هذا الكلام ونحن نخشى من الصدع بهذا الحق الواضح، بينما الأقوال المنكرة السابقة المخالفة لمبادئ الإسلام تجد من يدافع عنها وينشرها حتى وإن كان المدافع أول من ينكرها بقلبه!! لكنه التعصب للمذاهب والأشخاص الذي غرس التنازع بين المسلمين طيلة هذه القرون وأصبح الذاب عن الشرع مبتدعاً مذموماً والمتعصب للخصومات المذهبية والأقوال الباطلة سنياً صلب المعتقد!!.

7. ومن أقواله، إن صحَّ ما نقله الحنابلة عنه: (الحسين الكرابيسي عندنا كافر)([67])!!

أقول: هو من كبار علماء الشافعية ومن أهل الجرح والتعديل، وهذا تكفير للمعين وهو خلاف النصوص الشرعية لأن الكرابيسي متأول ولم يكن من القائلين بخلق القرآن ولو كان منهم لما جاز تكفيره أيضاً وإنما يجوز تخطئته والرد عليه بالأدلة والبراهين.

8. وعندما علم الإمام أحمد أن ابن أبي قتيلة ذم أصحاب الحديث بقوله أنهم: (قوم سوء) قام أحمد بن حنبل وهو يقول: (زنديق، زنديق، زنديق)([68])!!

أقول: من نقد أهل الحديث هذا النقد التعميمي دون تفصيل فهو مخطئ وقد يكون آثماً لكن لا يعتبر زنديقاً!! لأن الزنديق كافر وكان أهل الرأي (الفقهاء)، فضلاً عن غيرهم يذمون أهل الحديث وكان أهل الحديث يذمون أهل الرأي، وكذلك كان يذم أهل الحديث بعض أصحاب الحديث كسفيان الثوري وشعبة فلا يجوز أن نقول عنهم زنادقة فهم شيوخ شيوخ أحمد ولولاهم وأمثالهم لما كان أحمد من أهل الحديث.

9. ومن غلو أحمد في هذا الجانب ـ إن صحَّ النقل عنه ـ أنه عندما سأله رجل (أصلي خلف من يشرب المسكر؟ قال: لا، قال الرجل: فأصلي خلف من يقول القرآن مخلوق؟ قال أحمد: سبحان الله: أنهاك عن مسلم تسألني عن كافر)([69])!!

أقول: سبحان الله كيف أدت الخصومة بأحمد رحمه الله لأن يبالغ في أمرٍ السكوت عنه أولى، وأدلته مظنونة غير قطعية الدلالة ويراه أعظم إثماً من أمر أجمع أهل الإسلام قاطبة على تحريمه ولم يتنازعوا فيه وأدلته قطعية من القرآن والسنة.

ومن الأقوال الغالية المنسوبة لأحمد قوله: (الواقفي لا تشك في كفره)([70]). والواقفي هو من قال: القرآن كلام الله ووقف عند النصوص، فكيف يكون هذا كافراً بلا شك؟!

10. وقوله: (يستعان باليهود والنصارى ولا يستعان بأهل الأهواء)([71]).

11. وسئل عن رجل يشتم رجلاً من أصحاب النبي (ص) فقال: (ما أراه على الإسلام)([72]).

أقول: كان النواصب الأمويون يلعنون علياً([73]) على المنابر فهل كانوا كفاراً ؟! أم أن السب الذي يكفر به المسلم المقصود به سب الطلقاء من بني أمية؟!

البربهاري الحنبلي وتكفير المسلمين!!
وقال الحسن البربهاري إمام الحنابلة في عصره (ت329ه‍‍) وننعته نحن بأنه: إمام أهل السنة والجماعة في عصره!! قال في كتابه (شرح السنة)، طبعة دار الغرباء الأثرية!! قال في المقدمة: (اعلموا أن الإسلام هو السنة والسنة هي الإسلام) وهذا يلزم منه أن من لم يكن سنياً فليس بمسلم!! وليته يقصد سنة النبي (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) حتى نعذره في قوله ولكنه يريد السنة المغالية عند الحنابلة في تكفير الفرق المخالفة لهم تلك السنة التي رأيتم بعض ملامحها في كتاب عبد الله بن أحمد وسترون مزيداً من الملامح عند البربهاري نفسه أثناء الأمثلة التالية:

قال ص(109) مكفراً كل من خالف شيئاً مما ألفه في كتابه شرح السنة : (فإنه من استحل شيئاً خلاف ما في هذا الكتاب فإنه ليس يدين الله بدين وقد رده كله!!) وشبه كتابه ـ الجامع للبدع والأحاديث الموضوعة والأقوال الباطلة ـ بالقرآن الكريم عندما قال: (كما لو أن عبداً آمن بجميع ما قال الله إلا أنه شك في حرف، فقد ردَّ جميع ما قال الله وهو كافر)!! سبحان الله؟! أية سنة يا ترى يدعو لها البربهاري؟!!([74]
__________
يتبع باذن الله تعالى.

صلاح الدين القاسمي 24-06-2003 08:41 AM

بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على سيدنا محمد عبدك و رسولك النبي الأمي و على آله و صحبه و سلم .
____________________

التكفير عند ابن تيمية!!

ابن تيمية رحمه الله رغم أنه تاب من تكفير المسلمين من الفرق المخالفة كما نقله عنه الذهبي إلا أنه أثر عنه تكفير بعض علماء المسلمين كاتهامه للرازي المفسر بأنه ألف كتاباً في تحسين عبادة الكواكب!! وهذا غير صحيح فالرازي عالم مسلم مشهور وله كتاب في التفسير ولم يتهمه بهذا أحد ممن ترجم له قبل ابن تيمية وبعده إلا الوهابية الذين قلدوا ابن تيمية في هذا كما أن التأصيل للتكفير موجود في كلامه عندما بالغ في التفريق بين توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية فهوَّن من شأن الأول وبالغ في شأن الثاني والتفريق نفسه تفريق مبتدع ليس في كتاب الله ولا سنة رسوله ولم يقل بهذا التفريق أحد من الصحابة ولا التابعين فالتوحيد شأنه واحد وهذا التفريق هو الذي جعل مقلدي ابن تيمية يزعمون (أن الله لم يبعث الرسل إلا من أجل توحيد الألوهية أما توحيد الربوبية فقد أقر به الكفار!!) ونسوا أن فرعون قال: }أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى{ وقوله: }يَا أَيُّهَا الْمَلأُ مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرِي{!! وأن صاحب إبراهيم قال: }أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ{ فضلاً عن سائر الملحدين في الماضي والحاضر وغير ذلك مما يؤكد أن الرسل بعثوا للإقرار بوجود الإله وربوبيته واستحقاقه للعبادة وبعثوا بسائر أنواع العبادة والأخلاق وتحريم المحرمات وغير ذلك.

أقول: وهذا التفريق والاستنتاجات السابقة جرأت مقلدي ابن تيمية رحمه الله وسامحه على تكفير المسلمين الذين حصل لهم خطأ في الاعتقاد وكان الأولى أن يخطأوا أو يبدعوا ـ إن ثبت عليهم ذلك ـ لا أن يتهموا بالشرك وهم قائمون بأركان الإسلام وأركان الإيمان، بل جرت الخصومة ابن تيمية لإطلاق عبارات فهم منها تكفيره لسائر المتكلمين من المسلمين وسائر المخالفين له في الرأي من الفرق الإسلامية.

والغريب أن ابن تيمية رحمه الله يدعو لهجر الكلام والفلسفة وعرض الدين من النصوص الشرعية بينما هو هنا يأتي بشيء لم يؤثر في كتاب الله ولا سنة رسوله (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) فقد كان النبي (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) يدعو الناس إلى الشهادتين ونبذ عبادة الأوثان وتأدية أركان الإسلام كما في حديث معاذ بن جبل في بعثه إلى اليمن وغير ذلك من الأدلة الكثيرة الوفيرة التي لم نجد فيها هذا التقسيم المبتدع.

والسيئ في هذه القواعد الباطلة التي يقعدها أهل العلم كابن تيمية أن لها ما بعدها وكما يقال: (زلة عالِم زلة عالَم) وقد زل بهذا التقسيم عوالم أصبحوا يكفرون المسلمين لوجود أخطاء عقدية فقرنوا بينهم وبين الكفار ولم يحفظوا لهم شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، ونقول لهم ما قاله النبي (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) لأسامة بن زيد: (ماذا تفعلون بـ: لا إله إلا الله يوم القيامة)؟!.
______________

يتبع باذن الله تعالى.

صلاح الدين القاسمي 24-06-2003 08:45 AM

بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على سيدنا محمد عبدك و رسولك النبي الأمي و على آله و صحبه و سلم .
_______________

ابن القيم والتكفير!!

بما أن ابن القيم رحمه الله مقلد لابن تيمية ـ فهو تلميذه والناشر لعلومه ـ فلا بد أن يكون في أبحاثه ومؤلفاته تكفير لبعض المسلمين إن لم أقل لكثير من المسلمين وعلى سبيل المثال لا الحصر نجد ابن القيم رحمه الله قد عقد فصلاً في نونيته بعنوان (فصل: في بيان أن المعطل مشرك)!! ويقصد بالمعطلة هنا ما ذكره الشارح الدكتور محمد خليل هراس: بأنهم (الفلاسفة والمعتزلة والأشعرية والقرامطة والصوفية([75])) فهناك خلط بين القرامطة والأشعرية!! فضلاً عن الخلط بين المعتزلة والقرامطة!!.. يقول ابن القيم ـ رحمه الله وسامحه ـ في قصديته النونية([76]):

لكن أخو التعطيل شر من أخي
إن المعطل جاحد للــذات أو
والمشركون أخف في كفرانهم


الإشراك بالمعقول والبرهان
لكمالها هذان تعطيــلان
وكلاهما من شيعة الشيطان([77])


أقول: فهذا تكفير واضح لجمهور المسلمين فإن الحنابلة قلة سواءً في عصر ابن القيم أو قبله أو بعده وأغلب المسلمين أما أشاعرة أو شيعة أو معتزلة وهم من الذين يؤولون الصفات التي يسميها ابن القيم (تعطيلاً) ولهم حججهم في هذا كما أن للمثبتين حججهم لا يهمني استعراض هذه الحجج أو تلك إنما يهمني أن أؤكد أن تكفير بعضهم لبعض محرم شرعاً والتكفير بلا برهان دليل على قلة العلم وقلة الورع ويؤدي لرمي المسلم بالباطل مع التعصب وضيق العطن ثم قد اتسع مسمى الإسلام لأعراب ومنافقين ونحوهم من أهل الريب والمرجفين فكيف لا يتسع الإسلام للمؤمن القائم بأركان الإسلام وأركان الإيمان إذا عرضت له شبهة أو تأويل في نص ما.

ومثلما بالغ ابن القيم ـ تبعاً لشيخه ابن تيمية ـ في ذم الأشاعرة والمعتزلة والشيعة والصوفية فقد بالغ خصومه من الأشاعرة خاصة في ذمه وتكفيره ورميه بكل طامة لأسباب كثيرة لكنها لا تبرر لهم تكفيره ومن تلك الأسباب هذه القصيدة التي كفرهم فيها أو لمحّ لكفرهم فألف السبكي (السيف الصقيل) بالغ فيه وردَّ الخطأ بخطأ مثله وكفرّ ابن تيمية وابن القيم ونعتهم بأقسى الألقاب والشتائم وتابعه كثير من الأشاعرة فهم إلى اليوم يكفرون ابن تيمية وابن القيم وابن بطة وغيرهم من علماء الحنابلة أو يبدعونهم وهذا رد للظلم بظلم وكان من آخر هؤلاء المخالفين لهم الشيخ محمد زاهد الكوثري رحمه الله الذي كفر ابن تيمية وابن القيم رحمهما الله، فغضبنا لذلك وقمنا بتكفير الكوثري وذمه وذم تلاميذه وتبديعهم([78])، فغضب للكوثري وأبي غدة رحمهما الله جمع من تلاميذهما ـ وحق لهم أن يغضبوا لكن لا يحق لهم أن يظلموا ـ فقالوا بتكفيرنا واتهامنا بالتجسيم وتكفير المسلمين وجمود الفهم وما إلى ذلك وهذا كله رد للخطأ بخطأ والظلم بظلم والتعصب بتعصب وهكذا..، وما زالت المعركة إلى اليوم مستعرة، ولو أنصف كل فريق ولم يقدس علماء مذهبه ورضوا بالرجوع لكتاب الله عز وجل وسنة الرسول (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) الصحيحة دون تنطع ولا حب للغلبة بالباطل لارتفع كثير من الخلاف مع وجوب أن يترحم بعضهم على بعض ويعرف بعضهم لبعض حق الإسلام.

ويجب أن نتفهم أن غضب علماء الأحناف كالكوثري وتلاميذه له ما يبرره فقد وجدوا أن الحنابلة سبق لهم أن كفروا إمامهم بل إمام من أئمة المسلمين وهو أبو حنيفة رحمه الله ورأى الأحناف أن الذين كفروه وذموه قد ظلموه إما بالافتراء عليه أو عدم فهم ما يقول أو المبالغة في تعظيم أمور يجوز فيها.

وأقول: يجب أن نتفهم غضب هؤلاء وذمهم لنا لأننا لو سمعنا ـ نحن الحنابلة ـ بأن جامعة من الجامعات تقوم بتدريس كتب فيها تكفير أحمد بن حنبل أو ابن تيمية أو محمد بن عبد الوهاب فهل سنقبل بهذا ونقول: (أن التكفير حق وله أصل في الكتاب والسنة)؟! أم نقول: (أنتم لم تفهموا مراد أحمد؟ وأنتم أفتريتم على الشيخ محمد وأنتم وأنتم...)!!.

إذن فالأحناف والأشاعرة والمعتزلة والشيعة يغضبون لعلمائهم وأئمتهم مثلما نغضب نحن لعلمائنا.

فإن قال قائل: إن العبرة ليست بغضب أتباع المذاهب وإنما العبرة بالحق فمن ارتكب مكفراً وارتفعت الموانع وجب تكفيره ولو كان من العلماء عند الناس.

نقول: وهذه حجة الأشاعرة والمعتزلة وغيرهم ممن وافقهم في تكفير ابن تيمية وابن القيم والشيخ محمد بن عبد الوهاب وغيرهم... لأنهم يرون أن الحجة قامت عليهم وارتفعت الموانع...

فإن قلتم: تكفيرنا لأبي حنيفة والأشاعرة وغيرهم كان حقاً وتكفيرهم لأئمتنا كان باطلاً؟

نقول: هذه دعواهم تماماً فعندما ينكر عليهم بعض العلماء تكفيرهم لأحمد أو ابن تيمية أو ابن القيم يأتون بمثل الحجة السابقة.

والصواب ليس مع هؤلاء ولا هؤلاء فأبو حنيفة وأحمد وابن تيمية وابن القيم والأشعري ومحمد بن عبد الوهاب مسلمون مؤمنون لكنهم بشر يصيبون ويخطئون وكذلك الحال في أئمة المعتزلة أو الشيعة مثل واصل بن عطاء وعمرو بن عبيد وابن المطهر والجهم بن صفوان والجعد بن درهم وغيلان الدمشقي وغيرهم من العلماء هم مسلمون لهم حق الإسلام لكنهم بشر يصيبون ويخطئون بغض النظر عن نسبة الصواب والخطأ هنا.

وليس هناك حجة لنا في تكفير هؤلاء إلا ولهم حجة مثلها أو قريب منها في تكفير أئمتنا والفرق بيننا وبينهم أن حججنا منشورة بيننا دون مناقشة وحججهم منشورة بينهم دون مناقشة فيظن كل طرف أن الطرف الذي ينتمي إليه على حق أبلج وأن الطرف الآخر معه باطل لجلج وأن فيه كل بلية من جهل وابتداع وخبث...

فلذلك نحن نتعجب من ضلالهم وهم يتعجبون من ضلالنا!! ونتعجب من تكفيرهم لنا ويتعجبون من تكفيرنا لهم!! ونتعجب من نفيهم الصفات ويتعجبون من تشبيهنا الله بخلقه!! ونتعجب من ذمهم بعض الصحابة وغلوهم في البعض الآخر ويتعجبون من تقديسنا لبعض الصحابة وذمنا لبعضهم أيضاً!! (وهذا كله له شواهد صحيحة ليس هنا مجال ذكرها).

ونلزمهم بما في كتبهم ويلزموننا بما رأيتم وسترون في كتبنا!! فإن نفوا عن أنفسهم تهمة لا نصدقهم لأن كتبهم تؤكد ذلك!! ونحن لو ننفي عن أنفسنا تكفير أبي حنيفة لما صدقونا لأن كتبنا تؤكد ذلك!! ولو ننفي عن أنفسنا التجسيم لما صدقونا لأن كتبنا تؤكد ذلك!! ولو أنكرنا غلونا في علمائنا لما صدقونا لأن كتبنا تؤكد ذلك!! وهكذا يتعجب كل طرف من الآخر.

وسيستمر هذا التعجب المتبادل إلى أن يراجع المتخاصمون أنفسهم ويعرفون أسباب الاختلاف ثم يجلس المتخاصمون على مائدة واحدة للحوار والنقاش والبحث العلمي الجاد والطويل مع التعاهد على تجرد النية وإخلاصها لله عز وجل وليس للمذاهب والأشخاص والأقطار والتواصي بالحق0

وقد كان الأشاعرة والحنابلة متفقين على ذم المعتزلة وظلمهم وتكفيرهم فعاقب الله هاتين الطائفتين فكفرت السلفية الأشاعرة وأسموهم مخانيث المعتزلة!! وكفرت الأشاعرة السلفية وأسموهم فروخ اليهود والصابئة!! وهذا كله نتيجة للمنهج (الظلمي) الموجود في كتب عقائد الفرقتين، فهذا المنهج الظلمي كالنار (تأكل بعضها إن لم تجد ما تأكله)، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل افترقت السلفية إلى فرق قرأنا كتبهم في تكفير وتبديع بعضهم بعضاً مع ترديد كل طرف للعبارة المشهورة (اليهود والنصارى أخف ضرراً من هؤلاء)!! وهذه العبارة الظالمة كنا نقولها في الفرق الأخرى فلما تواطأنا على هذا الظلم عاقبنا الله حتى أصبحنا نرددها في بعضنا!! وأذاق الله بعضنا بأس بعض لسكوتنا عن الظلم الأول وتبريره والدعوة إليه!!.

فهذا النموذج من التكفير والتبديع والتضليل هو الأعم الأشمل في كتب العقيدة فلا يكاد مبحث يخلو منه فضلاً عن كتاب.



وأخيرا: فهذه النماذج الني نقلناها نقصد بها النصيحة حتى لا يأتي أحد مستغفلاً للتربويين والمسؤولين بكلام قاله ابن تيمية أو ابن القيم أو الشيخ محمد أو البربهاري وغيرهم ممن توسع في تكفير المسلمين، فالمسلمون أكثر من مجرد أفراد نقلدهم ونحصر الدين فيهم.
____________
يتبع باذن الله تعالى .

صلاح الدين القاسمي 24-06-2003 08:49 AM

بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على سيدنا محمد عبدك و رسولك النبي الأمي و على آله و صحبه و سلم .
_______________

هذا التشخيص فما الخرج؟

المخرج لا يمكن معرفته إلا بعد الإيمان بأن التشخيص صحيح، فإذا تم قبول التشخيص من حيث الجملة على الأقل فيمكن أن نبحث عن البديل والمخرج، أما إن تم رفض التشخيص فلا داعي للبحث عن العلاج!





--------------------------------------------------------------------------------

[1] وهذا لا يعني قصور مقررات الفقه في المرحلة الإبتدائية ولا يعني خلو المقررات المثنى عليها من الملحوظات الطفيفة القليلة التي لا يخلو منها كتاب، لكن مقررات المرحلة الثانوية كانت بحق مفاجأة لي لم أملك إلا الإشادة بها والشكر لمؤلفيها والقائمين عليها، وهذا من أقل واجباتنا نحوهم أن نقول لهم (أحسنتم).

[2] نعني مقررات التعليم واستخدمنا (المناهج) حسب المفهوم الشائع (للمقررات)، وهذا جائز من باب إطلاق الجزء على الكل وإلا فالمناهج أشمل من (المقررات) فهي – أعني المناهج- تشمل الخطط والمقررات والبيئة المدرسية ...الخ.

[3] وهذا ما أهملت المقررات الدعوة إليه بل نجد فيها الهجوم الشرس على كثير من المواطنين من أشاعرة وصوفية وشيعة وأتباع المذاهب الأربعة –كما سيأتي -.

[4] فهو يطال ببغض الجميع وهجرهم وكراهيتهم وهذا خطأ بلاشك، فمسألة المسالم والخادم والزوجة إنما يكفي البراءة من دينه وهي حاصلة بالضرورة مادام أن الشخص المسلم مقتنع بالإسلام ويحكم ببطلان أي دين غير دين الإسلام، وهذا لا يمنع من التلاقي والتعامل المتبادل في العلم والتجارة والتعاون في سبيل رفع الظلم عن المظلومين أو الالتقاء على أهداف عامة يشترك فيها المسلم والكافر كالنواحي الإنسانية والحقوقية والتقدم العلمي والتقني وتبادل المعلومات في هذه الأمور، وأن نؤمن بهذا كمبدأ ثابت لا انتهازية نتخلى عنها عند القوة ونطلبها عند الضعف، ولو رجعنا لسيرة النبي صلى الله عليه وسلم لوجدنا أنه يتعامل مع الجميع (مسلمين وكفاراً) بالعدل والوفاء والصدق والثبات على المبدأ والتبادل التجاري والالتقاء بالجميع والتفريق بين الكافر الحليف والكافر المحارب قبائل وأفراداً ولو خشية الطول لبسطنا الأدلة والشواهد من السيرة النبوية.

إذن فالبراءة من الدين غير البراءة من الدين وحامله، والبراءة لا تستلزم كراهية الذات الكافرة المسالمة والمعاهدة وكذا القريب والزوجة ونحو هذا، أما الغلاة من المعممين للبراء فهم قد غالوا في تطبيقه على المسلمين الذين لا يوافقونهم في أضيق المسائل الإيمانية والفقهية ولا يتابعهم في آرائهم لذا رأينا متقدميهم يهجرون الإمام أبا حنيفة ويكفرونه ورأينا متأخريهم يفعلون الفعل نفسه مع علماء المسلمين المعاصرين كالقرضاوي والكبيسي والغزالي والطنطاوي وغيرهم ، فهؤلاء الأخوة من الغلاة لم يقتنعوا بولاء العالم المسلم فكيف يقتنعون بأن البراء من الكافر له درجات وتطبيقات مختلفة ؟ أظن هذا من الصعب فهناك تراكمات مذهبية وتاريخية أدت لهذا الغلو في التطبيق وتوحيد الصور في صورة واحدة من أشد الصور تطبيقاً لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه عليها إلا في حق الكافر المحارب، أحببت الإطالة في هذا الهامش حتى لا يظن أحد أننا نلغي مسألة الولاء والبراءة لكن على التفصيل السابق.

[5] هناك كثير من مراكز البحوث العلمية في الخارج تجمع بين العلم بالإسلام والعلم بالنربية والترفع عن الضغوط المذهبية.

[6] لأن ما كل ما يقوله الكافر باطلاً والحكمة ضالة المؤمن، فما المانع إن نأخذ الحق من كلامهم ونترك الباطل (ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى)، ومن حسن حظ الغلاة أن الولايات المتحدة ركزت على نقد المناهج فهذا سهل لهم اتهام من ينتقد المناهج الآن بأنه مستجيب للكفار! ولو أننا قبل هذا قد حاولنا محاولات جادة _وأقول جادة- للتجديد وأعددنا المنهجية العليمة له من تشكيل الفريق العلمي القوي لما كان للغلاة مدخل في هذا ، وأنا أحمد الله أنني نقدت الغلو في المقررات وفي الدعوة السلفية وفي المذهب الحنبلي قبل هذه الأحداث، بل نقد المقررات كتبناه قبل عشر سنوات من هذه الأحداث، فلعل هذا النقد يكون له مصداقية عند أصحاب القرار التربوي خاصة، فصوتنا بالأمس هو صوتنا اليوم ومعنا بعض طلبة العلم الذين سبقوا لنقد المناهج قبل هذه الأحداث.

[7] أعني أن البراءة تختلف من كافر لآخر، فالبراءة من المحارب تختلف عن البراءة من الذمي أو الزوجة الكتابية أو الخادم... الخ.

[8] سيأتي ذكر النماذج.

[9] البعض يتحرج من وصفنا بـ (الوهابية) مع أن بعض علماء الدعوة أنفسهم كان يطلقها غير متحرج منها، وهي لا تفيد ذماً ولا مدحاً إلا بما احتوى عليه فكرها من خطأ وصواب، فقد نطلقها هنا ليس من باب (الذم) حاشا وكلا وإنما من باب الاختصار، لأننا نرى أن الدعوة السلفية انفردت بمزيد من الغلو لم يكن موجوداً من قبل.

[10] سيأتي ذكر النماذج.

[11] والدليل على ذلك أن نصف ما أدخلوه في (مقررات التوحيد) ليس من التوحيد!! وسيأتي بيان هذا.

[12] راجع مادة (وحد) في معاجم اللغة وقواميسها ومنها لسان العرب لا بن منظور (3/446) – الطبعة الثالثة 1414هـ -طبعة دار صادر- بيروت –لبنان.

[13] مع الضبابية في هذا الكلام فإطراء النبي صلى الله عليه وسلم محمود غير منهي عنه لأن الأصل فيه حسن الثناء،، وإنما نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن نطريه (كما أطرت النصارى عيسى بن مريم)، فالنهي ليس عن (الإطراء) وإنما عن المماثلة في الإطراء لأن الإطراء المجرد من الغلو هو حسن الثناء وهو محمود في حق النبي صلى الله عليه وسلم، فقول المقرر (الإطراء في مدحه)! غريب جداً، يدل على أن كاتب العنوان لا يعرف معنى الإطراء ، فالإطراء هو المدح نفسه، وإنما منع من المبالغة حتى يصل لإطراء النصارى لعيسى حتى جعلوه رباً، وعلى هذا أصبحت العبارة (النهي عن الغلو والمدح في مدحه)!

نعم قد يستعمل الإطراء بمعنى المبالغة في الثناء والمبالغة تحتمل الغلو والإعتدال، كالتعظيم تماماً فالمقرر يحث على (تعظيمه صلى الله عليه وسلم) ويعني ذلك التعظيم غير المتلبس بغلو، وكذلك حال (المبالغة)! فلماذا التفريق بين الأمرين؟ فالتعظيم لا يعني بالضرورة الغلو، وكذا فالمبالغة في الثناء لا تعني بالضرورة الغلو، ومن هنا كان يجب أن نعي دلالات الألفاظ.

[14] وهذا من التناقض، علماً بأن التناقض من أكبر سماتنا في العقائد وانتقل هذا التناقض لمقررات التوحيد فيوجد الشيء وضده في معظم الأفكار والأقوال.

[15] ونحن مستعدون لاثبات هذا بمئات الأدلة وقد سقنا منها العشرات في (الجذور الفكرية) كما سيأتي.

[16] ولذلك يبالغون في الإثبات بزيادة ألفاظ كـ (الاستواء بذاته) و (القعود) و (الجلوس) و (الأطيط = أطيط الكرسي)...الخ.

[17] هذه رسالة الشيخ محمد التي عنوانها (القواعد الأربع).

[18] هكذا تركيزهم على (الدعاء) مع أن الآية تنص على (العبادة) كما في قوله تعالى: (والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى)!! فقصروا العبادة كلها على الدعاء لأن المسلمين في عهدهم كانوا (يدعون) الصالحين بأن يشفعوا لهم عند الله، وهذا عندهم (شرك أكبر وعبادة لغير الله)، وهذه مبالغة في الانكار أدت إلى (التكفير) ثم الحكم على (جمهرة المسلمين) بالخلود في النار أبد الأبدين واستحلال دماءهم وأموالهم وإنزال جميع الآيات التي نزلت في المشركين عليهم!!.

[19] يعني ونحن يجوز لنا ان نقاتل المسلمين الذين يدعون الصالحين أو يتبركون بهم أو يستشفعون بهم أو يتوسلون بينهم ولا نفرق بينهم وبين الكفار الأصليين.

[20] انظر تاريخ نجد لابن غنام، الصفحات (97 - 203).

[21] والغريب ان المقرر قد أورد (ص35) الكفر الأصغر الذي لا يخرج من الملة، وذكر أنه كفر النعمة وهذا أكبر ما نشنع به اليوم على الإباضية الذين نعدهم من الخوارج مع أنهم يعتبرون غيرهم من المسلمين كفار نعمة فقط.. يعني كفرا دون كفر، بينما علماء الدعوة يكفرون المسلمين كفرا أكبر ينقل عن الملة وأصبح (بقية الخوارج) ينكرون علينا تكفير المسلمين.

[22] بل (مسألة الصحابة) كلها ليست من الأصول ولو كانت من الأصول لكان النبي (ص) قد أبلغها لكل من وفد إليه من المسلمين فالوفود كان يخبرهم النبي صلى الله عليه وسلم بأصول الإسلام من صلاة وزكاة واجتناب للمحرمات ولم يقل لهم (اعلموا أن أصحابي كذا وأفضلهم فلان.... الخ) فهذه الأمور مما أضافها المتخاصمون عبر التاريخ الإسلامي فهي إلى الانتاج التاريخية أقرب منها إلى الانتماء الشرعي.

[23] ويدل على ذلك أن المقرر ذكر ص 96 أن تقليد الكفار منها ما هو كفر (كالبناء على القبور والغلو في المخلوقين) وهذه العبارة منقولة من كتب علماء الدعوة ويقصدون بها المسلمين وهذا ظاهر.

[24] سيأتي مبحث مختصر عن أوضاع العالم الإسلامي قبل ظهور الشيخ محمد بن عبد الوهاب.

[25] سيأتي الكلام على موانع التكفير.

[26] وقد نقلنا معظم هذه الأقوال من كتاب الدرر السنية الذي يعد موسوعة جمعت فتاوى العلماء من أيام الشيخ محمد بن عبد الوهاب إلى أيامنا هذه، والكتاب من الكتب التي تدعمها بعض الجهات الحكومية وسبق أن درسها بعض العلماء في المساجد وتتم الوصية بها بشكل موسع.

فنحن سنكتفي بالإشارة للجزء والصفحة دون ذكر لاسم الكتاب وإذا نقلناه عن غيره من الكتب فسنذكر اسم الكتاب.

[27] وعمدتهم في هذا (بلغنا)!

[28] مع ما في هذا من غلو ظاهر في الشيخ محمد ، فشجرة لا إله إلا الله جاء بها النبي صلى الله عليه وسلم، بل سبقه إليها سائر الأنبياء عليهم السلام، فلو كانت العبارة (الشجرة التي سقاها محمد بن عبد الوهاب) لكانت أليق بمقام النبي صلى الله عليه وسلم وأليق بمقام الشيخ محمد الذي لا يرتضي هذا الغلو، أما أن نرفع من شأن الشيخ محمد على حساب النبي صلى الله عليه وسلم فكلا وألف كلا.

[29] وهذا تكفير صريح للمسلمين في الدول التي كانت وزارة المعارف تستقدم منها المعلمين، كمصر وسوريا والأردن والسودان وفلسطين ودول المغرب العربي وغيرها.

[30] وقد حاول محشي الكتاب أن يخفف الإطلاق السابق فقال (يعني بالعلو العصرية التي تؤدي إلى الإلحاد وتعليم التمثيل والأغاني والألحان وتعليم الغيب! بالنجوم والكواكب، وعلوم الفلسفة ولا يعني علم طبقات الأرض والطب والهندسة) اهـ مختصراً، وفي قوله هذا أيضاً غلو ظاهر، فليس هناك علوم تعلم الإلحاد ولا علم الغيب، حتى علم الفلسفة لا يعلم الإلحاد فهو بحسب الفيلسوف، ولعلنا نرى اليوم أن من أكبر المدافعين عن الإسلام أثراً وإقناعاً هم الفلاسفة المسلمون.


_________________

يتبع باذن الله تعالى .


صلاح الدين القاسمي 24-06-2003 08:52 AM

بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على سيدنا محمد عبدك و رسولك النبي الأمي و على آله و صحبه و سلم .
_______________

[31] يقصد أن الخشبات الثلاث واحدة عند الكفار وعند المسلمين مما يؤكد التشبه بالكفار! وقد حاولت أن أتصور شكلاً آخر للمرمى يصلح أن نتفرد به عن الكفار ولم أجد!

[32] هذا من المبالغة في اعتساف النصوص الشرعية للإستدلال بها على التحريم، وهذه سمة غالبة على استدلالات كثير من العلماء سامحهم الله، فالأصل في الأشياء الإباحة وليس التحريم، ولأن تخطيء في التحليل خير من أن تخطيء في التحريم، لأن الأصل هو اليسر والإباحة والتبشير لا التنفير وغير ذلك من يسر الإسلام.

[33] بتحقيق الشيخ بكر أبو زيد.

[34] عالم حنبلي وهو عضو في هيئة كبار العلماء.

[35] عالم حنبلي وهو عضو في هيئة كبار العلماء.

[36] انظر الدرر السنية (10/63).

[37] وقد أثنى عليه الذهبي والسبكي وابن خلكان وغيرهم وهو فقيه ومفسر وأصولي ومتكلم وفيلسوف وطبيب، وله أخطاء كما لغيره أخطاء، لكن ليست من الأخطاء الكفرية كما يقول الشيخ، ولو كان يحسن عبادة الكواكب لذمه هؤلاء، أو ذكروا هذا الكفر على الأقل ولو كفرنا كل من أخطأ لن يبق معنا أحد.

[38] مع أن أغلب خصومه لا يتهمونه بالكفر الأكبر ولا عبادة الأصنام وإنما يتهمونه بالخارجية.

[39] الدرر السنية (1/78).

[40] والغريب أنه في مواضع أخرى ينكر أنه يكفر من لم يهاجر إليه! وهذا ذهول أو رجوع أو مناورة.

[41] مثلما تبادل الشيخ وخصومه البغض مع أنهم كلهم مسلمون وكلهم من أهل السنة، ومثلما تبادل الإمام مالك وابن إسحاق البغض وكلهم مسلمون وهكذا سائر خصومات الاقران لا بد أن يصاحبها بغض لكن هذا البغض لا يجوز أن يدفع صاحبه لتكفير خصومه إلا بدليل ظاهر له فيه من الله برهان.

[42] فمن النصوص في الخوارج (يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية)! ومن النصوص الخاصة في فئة معاوية ( يدعون إلى النار) و(القاسطون)، فهاتان الطائفتان كان يمكن للإمام علي ومن معه من أهل بدر والرضوان أن يكفرهم بها لو استجاب للحماس الداخلي وظروف المعركة الخارجية، كان يستطيع أن يقول من مرق من الإسلام مروق السهم من الرمية فلن يعود فيه! ومن دعا إلى النار فليس بمسلم، و( أما القاسطون فكانوا لجهنم حطبا)، لكن الإمام علي ومن معه من أهل بدر كانوا أتقى لله من أن يعملوا النصوص في غير ماهي فيه من تخطئة البغاة ووجوب قتالهم، وبعد هذا يأخذ عليَّ هؤلاء إعجابي بهذا الإمام العظيم.

[43] الآية محكمة وقد حاول بعض علماء الحنابلة من الشاميين المنحرفين عن علي أن يتفلسف ويزعم: (أن قتال الفئة الباغية لم يأمر الله به ابتداء)! ونسي أو تناسى أن الصلح أيضاً في الآية نفسها لم يأمر الله به ابتداءً أيضاً! وإنما أمر به بعد القتال! فهل يقول عاقل: إن الصلح بين فئتين غير مشروع حتى يقتتلا؟! فإذا كان جامداً على (ظاهرية الآية) فليجمد على ظاهرية كل الآية جميعاً؛ وإن كان يرى (مشروعية الصلح ابتداءً ) ولو لم يحدث قتال؛ لزمه أن يرى (مشروعية قتال الفئة الباغية) ولو لم يحدث صلح، أما أن يجمد على نصف الآية ويترك بقيتها فهذا تناقض يدل على الهوى، وقد يتحقق الصلح بلا سابق قتال، كما أنه قد يتحقق البغي بلا سابق صلح، ويدل على ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم سمى فئة معاوية باغية ولم يحدث قبلها إلا دعوتها للجماعة، فإما أن يكون هذا هو الصلح المأمور به في الآية في حالة كون الخصم إماماً شرعياً، وإما أن تحقق البغي لا يشترط فيه صلح سابق، وإن استفدنا (مشروعية الصلح) مطلقاً من خارج الآية نستطيع بسهولة أن نستفيد (مشروعية قتال أهل البغي وشاق العصا) من خارج الآية أيضاً، فتبين بهذا وغير أن حبل النصب قصير، وإن دندن حوله علماء أهل الشام!

[44] الدرر السنية (10/113)

[45] إلا إذا كان آباؤه داخلين في الدعوة أو أنهم لم يرتكبوا شيئاً مما نهى عنه الشيخ.

[46] ومعظم هذا يخص الكفار المحاربين لا المسالمين ولا أهل الذمة ولا المعاهدين، فكيف إذا علمنا أن هذا أن المقصود بالمشركين في هذه العبارات -فيما يظهر- المسلمون في الدول المجاورة؟! فإذا أطلقوا (المشركين) فغالباً لا يقصدون الكفار الأصليين وإنما يقصدون المسلمين على الأكثر الأعم، والنادر لا حكم له.

[47] والشيخ عبد اللطيف رحمه الله أقدر فيه محاولاته درء الفتنة والمحافظة على النفوس والأعراض والأموال لكنه رحمه الله يبرر كل موقف يتخذه بالشرع، فيجب قتال سعود بن فيصل بالشرع ! ويجب نصرته بالشرع! ويجب جهاد أخيه عبد الله بن فيصل بالشرع! ويجب نصرته بالشرع! ويجب حرب المفسدين بالشرع! ويجب طاعة المفسدين بالشرع لأنهم متغلبون! وهكذا …، ( راجع الدرر السنية 9/34 وما بعدها)، وهذا يدل على تذبذب في النظرية السياسية، وملامحها الشرعية، وكنت أتمنى لو أن الشيخ لم يحمل الإسلام كل هذه المواقف المتناقضة، وللأسف أن المنظومة السلفية بشكل عام من زمن قديم تعاني من هذا التناقض والتذبذب حتى أنه ليخيل للقاريء أن السلفي يريد أن (يطوّع الإسلام) لما يريد! فما يتفق مع هواه فهو المطلوب شرعاً بل هو التوحيد الخالص وما يكرهه أو لا يعقله فهو المذموم شرعاً! بل هو كفر وردة!!

([48]) والمقصود بالتكفير هنا والتبديع أي التكفير الخاطئ الظالم الذي ننزله على المسلمين أما تكفير الكافر فهذا ليس موطن النزاع بشرط أن تتحقق شروط التكفير وترتفع موانعه وكذلك ذمنا هنا للتبديع والتفسيق واللعن... إنما هو ذلك الذي يقع بظلم وجهل وهو الغالب على هذه الأمور في كتب العقائد.

([49]) صحيح البخاري ـ كتاب الأدب.

([50]) صحيح مسلم ـ كتاب الإيمان.

([51]) سنن الترمذي ـ كتاب البر والصلة، وسنده حسن.

([52]) كما لا يجوز التبديع ولا التفسيق ولا التضليل إلا ببرهان واضح لنا فيه حجة عند الله عز وجل فالتورع عن التكفير أو التفسيق أو الاتهام بالنفاق هو الأصل. ولأن نخطئ في التبرئة خير من أن نخطئ في الاتهام.

([53]) كتاب السنة (1/184 ـ 210).

([54]) مثل قولهم إن مذهب أبي حنيفة رد أحاديث الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)؟!! فهذا ظلم وكذب، فأبو حنيفة لا يرد أحاديث رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) هكذا رداً بالهوى وإنما له ولأصحابه منهج متشدد في قبول الأحاديث وردها يختلف عن منهج المحدثين، فلا يجوز اتهامه برد أحاديث النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وإنما يجوز تخطئته في المنهج نفسه، وكذلك الحنابلة عندما قبلوا ذلك وفق وظنوه صحيحاً وفق منهجهم المتساهل.

([55]) كنت أستبعد صدور مثل هذه الأقوال عن أحمد بن حنبل رحمه الله لاشتهار غلاة الحنابلة بالكذب عليه حتى قال بعض العلماء (إمامان جليلان ابتليا بأصحاب سوء جعفر الصادق وأحمد بن حنبل).

لكنني أصبحت متوقفاً في صدور هذه الأقوال عن أحمد لسببين اثنين:

السبب الأول: كثرة النقولات عن أحمد في التكفير حتى أصبحت تقترب من المتواتر عنه خصوصاً في تكفير القائلين بخلق القرآن.

السبب الثاني: خروج أحمد منتصراً من السجن بعد أن ظلم من المعتزلة وسلطتهم وكان لنشوة الانتصار والغضب على الخصوم أثر على حدة الإمام في التكفير والتبديع حتى هجر أمثال علي بن المديني ويحيى بن معين، وللأسف أن أغلب المنتصرين لا يتحكمون في عواطفهم خصوصاً إذا كانت الدولة والعامة معهم فالقلائل من عقلاء الناس يتحكمون في خصوماتهم حتى لا تخرج عن الشرع ولعل من أبرز النماذج الجميلة في تاريخنا نموذج الإمام علي مع الخوارج فرغم أنهم كانوا يصرحون بعداوته ويكفرونه ويسبونه ورغم ورود النصوص فيهم بأنهم (يمرقون من الإسلام) إلا أن الإمام علي كان شريف الخصومة فلم يستغل كل هذا في تكفيرهم وإنما قال: (إخواننا بغوا علينا) وكان يمنحهم حقوقهم كغيرهم من المسلمين ولم يقاتلهم إلا بعد سفكهم الدماء.

لكننا للأسف ننسى عند تخاصمنا هذه النماذج المشرفة فنكفّر ونبدّع ونفتي بإباحة الدماء عندما نجد الفرصة في ذلك فنسيء لهذا الإسلام العظيم الذي هو رحمة للعالمين فضلاً عن المسلمين.

ولا نتذكر النصوص في تحريم التكفير إلا عندما يكفرنا الآخرون!! أما أن كنا الأقوياء فلا نتذكر إلا مواقف بعض أئمتنا الذين كانوا يكفرون خصومهم!! مع الدعاوى العريضة بأن تكفيرنا للآخرين من باب الحرص على الإسلام والعقيدة.. ثم نفاجأ بطلابنا بالأمس ينقلبون علينا اليوم ويكفروننا بالمنهج الظلمي الذي زرعه بعض السلف ودافع عنه معظم الخلف، حتى عاقبهم الله بهذا المنهج نفسه وأذاق بعضهم بأس بعض لتحكيمهم أخطاء بعض السلف وهجرانهم للأدلة الشرعية ومواقف الصحابة الكبار الذين هم أفضل من طبق المنهج الصحيح.

([56]) طبقات الحنابلة لابن أبي يعلى (1/29).

([57]) طبقات الحنابلة (1/47).

([58]) المصدر السابق (1/47).

([59]) طبقات الحنابلة (1/62).

([60]) طبقات الحنابلة (1/156).

([61]) طبقات الحنابلة (1/157). كان النبي (ص) ربما عاد اليهودي في مرضه فكيف لا يجوز أن نعود المسلم الموحد.

([62]) ماذا أفعل بغلاة الحنابلة إن ضعفت رجال الحنابلة قالوا طعنت في رواة المذهب الحنبلي وإن وثقتهم قالوا: كيف تصحح الروايات التي تتهم أحمد بالتكفير وهو من أبعد الناس عن التكفير؟!

([63]) يدل على ذلك قوله في الموضع نفسه: (والواقفية واللفظية جهمية جهمهم أحمد بن حنبل إمامنا وإمام المسلمين)!!.

([64]) طبقات الحنابلة (1/286).

([65]) طبقات الحنابلة (1/343).

([66]) طبقات الحنابلة (1/343).

([67]) طبقات الحنابلة (1/172).

([68]) طبقات الحنابلة (1/280).

([69]) طبقات الحنابلة (1/326).

([70]) مناقب أحمد لابن الجوزي (206).

([71]) مناقب أحمد (208).

([72]) المناقب (ص214).

([73]) كان أحمد رحمه الله يكتب حديث حريز بن عثمان ومروان بن الحكم وغيرهم ممن كان يعلن علياً، بل ثبت أن معاوية كان يلعن علياً ويأمر بلعنه (راجع صحيح مسلم ـ فضائل علي)، فهل هؤلاء كفار عند الحنابلة لسبهم أحد العشرة المبشرين بالجنة؟

([74]) ستأتي في أقوال أخرى للبربهاري تدل على أن الرجل سامحه الله كان جريئاً على دين الله قوَّالاً بالأباطيل والأخبار المكذوبة غفر الله لنا وله.

([75]) شرح نونية ابن القيم (1/27).

([76]) المصدر السابق(2/306).

([77]) المصدر السابق (2/315).

([78]) كما فعلنا بالشيخ أبي غدة رحمه الله إذ قمنا بإذلال هذا الرجل أقصد أبا غدة ومحاولة استتابته ونعتناه بأسوأ الألقاب وحاربناه في رزقه وعلمه وقام بعض السفهاء بالبصق عليه في معرض جامعة الملك سعود قبل سنوات وأتبع البزقة بلعنة!! وهذا نتيجة طبيعية لكتب العقائد عندنا!! التي زرعت في نفوسنا الأحقاد باسم عقيدة السلف الصالح!! ولازلنا مخدوعين بهذه الشعارات ومتناسين نصوص الكتاب والسنة في وجوب محبة المسلم ومعرفة حقوقه ومن أبرزها وأهمها حق الإسلام.
____________

تم بعون الله و فضله .

الوافـــــي 25-06-2003 12:30 AM

ونكمل المشوار

لنظهر الحق
وليكون هذا الموضوع كما قال تعالى :
{إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ}
(37) سورة ق

إلا أن يكون أولئك ممن قال تعالى فيهم :
{وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ}
(179) سورة الأعراف

تحياتي

:)

الوافـــــي 25-06-2003 12:35 AM

باب
لا يذبح لله بمكان يذبح فيه لغير الله


وقول الله تعالى : ( لا تَـقُم فيه أبداً ) الآية.

عن ثابت بن الضحاك رضي الله عنه، قال : نذر رجل أن ينحر إبلاً ببوانة، فسأله النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ( هل كان فيها وثن من أوثان الجاهلية يعبد)؟ قالوا: لا. قال: ( فهل كان فيها عيد من أعيادهم)؟ قالوا: لا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( أوف بنذرك، فإنه لا وفاء لنذر في معصية الله، ولا فيما لا يملك ابن آدم ) رواه أبو داود، وإسنادها على شرطهما .

فيه مسائل :

الأولى : تفسير قوله : ( لا تـَقُم فيه أبداً ) .
الثانية : أن المعصية قد تؤثر في الأرض، وكذلك الطاعة.
الثالثة : رد المسألة المشكلة إلى المسألة البيِّنة ليزول الإشكال.
الرابعة : استفصال المفتي إذا احتاج إلى ذلك.
الخامسة : أن تخصيص البقعة بالنذر لا بأس به إذا خلا من الموانع.
السادسة : المنع منه إذا كان فيه وثن من أوثان الجاهلية ولو بعد زواله.
السابعة : المنع منه إذا كان فيه عيد من أعيادهم ولو بعد زواله.
الثامنة : أنه لا يجوز الوفاء بما نذر في تلك البقعة، لأنه نذر معصية.
التاسعة : الحذر من مشابهة المشركين في أعيادهم ولو لم يقصده.
العاشرة : لا نذر في معصية.
الحادية عشرة : لا نذر لابن آدم فيما لا يملك.

.. يتبع ..

الوافـــــي 25-06-2003 12:35 AM

باب
ما جاء في الذبح لغير الله


وقول الله تعالى : ( قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين * لا شر يك له) الآية، وقوله: ( فصل لر بك وأنحر) .

عن علي رضي الله عنه قال: حدثني رسول الله صلى الله عليه وسلم بأربع كلمات : ( لعن الله من ذبح لغير الله، لعن الله من لعن ووالديه. لعن الله من آوى محدثاً، لعن الله من غير منار الأرض) رواه مسلم .

وعن طارق بن شهاب، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( دخل الجنة رجل في ذباب، ودخل النار رجل في ذباب ) قالوا: وكيف ذلك يا رسول الله؟! قال: ( مر رجلان على قوم لهم صنم لا يجوزه أحد حتى يقرب له شيئاً، فقالوا لأحدهما قرب ، قال: ليس عندي شيء أقرب ، قالوا له : قرب ولو ذباباً، فقرب ذباباً، فخلوا سبيله، فدخل النار، وقالوا للآخر: قرب، فقال: ما كنت لأقرب لأحد شيئاً دون الله عز وجل، فضربوا عنقه فدخل الجنة) رواه أحمد .

فيه مسائل :

الأولى : تفسير ( إن صلاتي ونسكي ).
الثانية : تفسير ( فصل لربك وأنحر).
الثالثة : البداءة بلعنة من ذبح لغير الله.
الرابعة : لعن من لعن والديه، ومنه أن تلعن والدي الرجل فيلعن والديك.
الخامسة : لعن من آوى محدثاً وهـو الرجـل يحـدث شيئاً يجـب فيه حق لله فيلتجيء إلى من يجيره من ذلك.
السادسة : لعن من غير منار الأرض، وهي المراسيم التي تفرق بين حقك في الأرض وحق جارك، فتغيرها بتقديم أو تأخير.
السابعة : الفرق بين لعن المعيّن، ولعن أهل المعاصي على سبيل العموم.
الثامنة : هذه القصة العظيمة، وهي قصة الذباب.
التاسعة : كونه دخل النار بسبب ذلك الذباب الذي لم يقصده، بل فعله تخلصاً من شرهم.
العاشرة : معرفة قدر الشرك في قلوب المؤمنين، كيف صبر ذلك على القتل، ولم يوافقهم على طلبتهم، مع كونهم لم يطلبوا منه إلا العمل الظاهر.
الحادية عشرة : أن الذي دخل النار مسلم، لأنه لو كان كافراً لم يقل: ( دخل النار في ذباب).
الثانية عشرة : فيه شاهد للحديث الصحيح ( الجنة أقرب إلى أحدكم من شراك نعله، والنار مثل ذلك).
الثالثة عشرة : معرفة أن عمل القلب هو المقصود الأعظم حتى عند عبدة الأوثان.

.. يتبع ..

الوافـــــي 25-06-2003 12:36 AM

باب
من الشرك النذر لغير الله


وقول الله تعالى : ( يوفون بالنذر) ، وقوله : ( وما أنفقتم من نفقة أو نذرتم من نذر فإن الله يعلمه) .

وفي الصحيح عن عائشة رضي الله عنها، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( من نذر أن يطيع الله فليطعه، ومن نذر أن يعصي الله فلا يعصه ).

فيه مسائل :

الأولى : وجوب الوفاء بالنذر.
الثانية : إذا ثبت كونه عبادة لله فصرفه إلى غيره شرك.
الثالثة : أن نذر المعصية لا يجوز الوفاء به.

.. يتبع ..

الوافـــــي 25-06-2003 12:38 AM

باب
من الشرك الاستعاذة بغير الله


وقول الله تعالى : ( وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقاً) .

وعن خولة بنت حكيم رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( من نزل منزلاً فقال: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، لم يضره شيء حتى يرحل من منزله ذلك) رواه مسلم .

فيه مسائل :

الأولى : تفسير آية الجن.
الثانية : كونه من الشرك.
الثالثة : الاستدلال على ذلك بالحديث، لأن العلماء استدلوا به على أن كلمات الله غير مخلوقة، قالوا: لأن الاستعاذة بالمخلوق شرك.
الرابعة : فضيلة هذا الدعاء مع اختصاره.
الخامسة : أن كون الشيء يحصل به مصلحة دنيوية من كف شر أو جلب نفع – لا يدل على أنه ليس من شرك.

.. يتبع ..

الوافـــــي 25-06-2003 12:41 AM

باب
قول الله تعالى : ( أيشركون مالا يخلق شيئاً وهم يخلقون * ولا يستطيعون لهم نصراً) الآية


وقوله : ( والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير) الآية .
وفي الصحيح عن أنس قال: شُجَّ النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد وكسرت رباعيته، فقال: ( كيف يفلح قوم شَجُّوا نبيهم )؟ فنزلت: ( ليس لك من الأمر شيء ) ، وفيه عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا رفع رأسه من الركوع في الركعة الأخيرة من الفجر: ( اللهم العن فلاناً وفلاناً ) بعدما يقول: ( سمع الله لمن حمده، ربنا ولك الحمــد) فأنزل الله تعالى: ( ليس لك من الأمر شيء ) الآية ، وفي رواية : يدعو على صفوان بن أمية، وسهيل بن عمرو والحارث بن هشام، فنزلت ( ليس لك من الأمر شيء) ، وفيه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أنزل عليه: ( وأنذر عشيرتك الأقربين) قال: ( يا معشر قريش ـ أو كلمة نحوها ـ اشتروا أنفسكم، لا أغني عنكم من الله شيئاً، يا عباس بن عبد المطلب لا أغني عنك من الله شيئاً، يا صفية عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم لا أغني عنك من الله شيئاً، ويا فاطمة بنت محمد سليني من مالي ما شئت لا أغني عنك من الله شيئاً ).

فيه مسائل :

الأولى : تفسير الآيتين.
الثانية : قصة أحد.
الثالثة : قنوت سيد المرسلين وخلفه سادات الأولياء يؤمنون في الصلاة.
الرابعة : أن المدعو عليهم كفار.
الخامسة : أنهم فعلوا أشياء ما فعلها غالب الكفار. منها: شجهم نبيهم وحرصهم على قتله، ومنها: التمثيل بالقتلى مع أنهم بنو عمهم.
السادسة : أنزل الله عليه في ذلك ( ليس لك من الأمر شيء) .
السابعة : قوله : ( أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون) فتاب عليهم فآمنوا.
الثامنة : القنوت في النوازل.
التاسعة : تسمية المدعو عليهم في الصلاة بأسمائهم وأسماء آبائهم.
العاشرة : لعنه المعين في القنوت.
الحادية عشرة : قصته صلى الله عليه وسلم لما أنزل عليه : ( وأنذر عشيرتك الأقربين ) .
الثانية عشرة : جدّه صلى الله عليه وسلم في هذا الأمر، بحيث فعل ما نسب بسببه إلى الجنون، وكذلك لو يفعله مسلم الآن.
الثالثة عشرة : قوله للأبعد والأقرب: ( لا أغني عنك من الله شيئاً ) حتى قال: ( يا فاطمة بنت محمد لا أغني عنك من الله شيئاً) فإذا صرح صلى الله عليه وسلم وهو سيد المرسلين بأنه لا يغني شيئاً عن سيدة نساء العالمين، وآمن الإنسان أنه صلى الله عليه وسلم لا يقول إلا الحق، ثم نظر فيما وقع في قلوب خواص الناس الآن ، تبين له التوحيد وغربة الدين .

.. يتبع ..

الوافـــــي 25-06-2003 12:43 AM

باب
من الشرك أن يستغيث بغير الله أو يدعو غيره



وقوله تعالى : ( ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك فإن فعلت فإنك إذاً من الظالمين * وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو) الآية ، وقوله: ( فابتغوا عند الله الرزق واعبدوه ) الآية ، وقوله : ( ومن أضل ممن يدعوا من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة) الآيتان ، وقوله : ( أمن يجيب ا لمضطر إذا دعاه ويكشف السوء) .

وروي الطبراني بإسناده أنه كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم منافق يؤذي المؤمنين، فقال بعضهم: قوموا بنا نستغيث برسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا المنافق ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( إنه لا يستغاث بي، وإنما يستغاث بالله عز وجل).

فيه مسائل :

الأولى : أن عطف الدعاء على الاستغاثة من عطف العام على الخاص.
الثانية : تفسير قوله : ( ولا تدع من دون ا لله ما لا ينفعك ولا يضرك) .
الثالثة : أن هذا هو الشرك الأكبر.
الرابعة : أن أصلح الناس لو يفعله إرضاء لغيره صار من الظالمين.
الخامسة : تفسير الآية التي بعدها.
السادسة : كون ذلك لا ينفع في الدنيا مع كونه كفراً.
السابعة : تفسير الآية الثالثة.
الثامنة : أن طلب الرزق لا ينبغي إلا من الله، كما أن الجنة لا تطلب إلا منه.
التاسعة : تفسير الآية الرابعة.
العاشرة : أنه لا أضل ممن دعا غير الله.
الحادية عشرة : أنه غافل عن دعاء الداعي لا يدري عنه.
الثانية عشرة : أن تلك الدعوة سبب لبغض المدعو للداعي وعداوته له.
الثالثة عشرة : تسمية تلك الدعوة عبادة للمدعو.
الرابعة عشرة : كفر المدعو بتلك العبادة.
الخامسة عشرة : أن هذه الأمور سبب كونه أضل الناس.
السادسة عشرة : تفسير الآية الخامسة.
السابعة عشرة : الأمر العجيب وهو إقرار عبدة الأوثان أنه لا يجيب المضطر إلا الله ، ولأجل هذا يدعونه في الشدائد مخلصين له الدين.
الثامنة عشرة : حماية المصطفى صلى الله عليه وسلم حمى التوحيد والتأدب مع الله عز وجل .

.. يتبع ..

الوافـــــي 25-06-2003 12:46 AM


باب
قول الله تعالى : ( حتى إذا فُزّع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم قالوا الحق وهو العلي الكبير )


وفي الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا قضى الله الأمر في السماء ضربت الملائكة بأجنحتها خضعاناً لقوله، كأنه سلسلة على صفوان ينفذهم ذلك. حتى إذا فُزِّع عن قلوبهم قالوا: ماذا قال ربكم؟ قالوا: الحق وهو العلي الكبير فيسمعها مسترق السمع ـ ومسترق السمع هكذا بعضه فوق بعض ـ وصفه سفيان بكفه فحرفها وبدد بين أصابعه ـ فيسمع الكلمة فيلقيها إلى من تحته، ثم يلقيها الآخر إلى من تحته، حتى يلقيها عن لسان الساحر أو الكاهن فربما أدركه الشهاب قبل أن يلقيها، وربما ألقاها قبل أن يدركه، فيكذب معها مائة كذبة فيقال: أليس قد قال لنا يوم كذا وكذا: كذا وكذا فيصدق بتلك الكلمة التي سمعت من السماء ).

وعن النواس بن سمعان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إذا أراد الله تعالى أن يوحي بالأمـر تكلـم بالوحي أخذت السمـاوات منه رجفة - أو قال رعدة - شديدة خوفاً من الله عز وجل. فإذا سمع ذلك أهل السماوات صعقوا وخروا سجداً. فيكون أول من يرفع رأسه جبريل، فيكلمه الله من وحيه بما أراد، ثم يمر جبريل على الملائكة، كلما مر بسماء سأله ملائكتها: ماذا قال ربنا يا جبريل؟ فيقول جبريل: قال الحق وهو العلي الكبير فيقولون كلهم مثل ما قال جبريل. فينتهي جبريل بالوحي إلى حيث أمره الله عز وجل ) .

فيه مسائل :

الأولى : تفسير الآية.
الثانية : ما فيها من الحجة على إبطال الشرك، خصوصاً من تعلق على الصالحين، وهي الآية التي قيل : إنها تقطع عروق شجرة الشرك من القلب.
الثالثة : تفسير قوله : ( قالوا الحق وهو العلي الكبير) .
الرابعة : سبب سؤالهم عن ذلك.
الخامسة : أن جبريل هو الذي يجيبهم بعد ذلك بقوله : ( قال كذا وكذا).
السادسة : ذكر أن أول من يرفع رأسه جبريل.
السابعة : أن يقول لأهل السماوات كلهم، لأنهم يسألونه.
الثامنة : أن الغشي يعم أهل السماوات كلهم.
التاسعة : ارتجاف السماوات لكلام الله.
العاشرة : أن جبريل هو الذي ينتهي بالوحي إلى حيث أمره الله.
الحادية عشرة : ذكر استراق الشياطين.
الثانية عشرة : صفة ركوب بعضهم بعضاً.
الثالثة عشرة : إرسال الشهب.
الرابعة عشرة : أنه تارة يدركه الشهاب قبل أن يلقيها، وتارة يلقيها في أذن وليه من الإنس قبل أن يدركه.
الخامسة عشرة : كون الكاهن يصدق بعض الأحيان.
السادسة عشرة : كونه يكذب معها مائة كذبة.
السابعة عشرة : أنه لم يصدق كذبه إلا بتلك الكلمة التي سمعت من السماء.
الثامنة عشرة : قبول النفوس للباطل، كيف يتعلقون بواحدة ولا يعتبرون بمائة؟!.
التاسعة عشرة : كونهم يلقي بعضهم إلى بعض تلك الكلمة ويحفظونها ويستدلون بها.
العشرون : إثبات الصفات خلافاً للأشعرية المعطلة.
الحادية والعشرون : التصريح بأن تلك الرجفة والغشي كانا خوفاً من الله عز وجل.
الثانية والعشرون : أنهم يخرون لله سجداً.


.. يتبع ..

الوافـــــي 25-06-2003 12:46 AM


باب
الشفاعـة


وقول الله تعالى : ( وأنذر به الذين يخافون أن يحشروا إلى ربهم ليس لهم من دونه ولي ولا شفيع ) ، وقوله : ( قل لله الشفاعة جميعاً) ، وقوله : ( من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه) ، وقوله : ( وكم من ملك في السموات لا تغني شفاعتهم شيئاً إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى ) ، وقوله: ( قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في ا لسموات ولا في الأرض) الآيتين.

قال أبو العباس : نفى الله عما سواه كل ما يتعلق به المشركون، فنفى أن يكون لغيره ملك أو قسط منه، أو يكون عوناً لله، ولم يبق إلا الشفاعة، فبين أنها لا تنفع إلا لمن أذن له الرب، كما قال تعالى : ( ولا يشفعون إلا لمن ارتضى ) ، فهذه الشفاعة التي يظنها المشركون، هي منتفية يوم القيامة كما نفاها القرآن، وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه يأتي فيسجد لربه ويحمده، لا يبدأ بالشفاعة أولاً، ثم يقال له: ارفع رأسك، وقل يسمع، وسل تُعط، واشفع تُشفع.
وقال له أبو هريرة : من أسعد الناس بشفاعتك يا رسول الله؟ قال: ( من قال لا إله إلا الله خالصاً من قلبه) ، فتلك الشفاعة لأهل الإخلاص بإذن الله، ولا تكون لمن أشرك بالله.
وحقيقته : أن الله سبحانه هو الذي يتفضل على أهل الإخلاص فيغفر لهم بواسطة دعاء من أذن له أن يشفع، ليكرمه وينال المقام المحمود. فالشفاعة التي نفاها القرآن ما كان فيها شرك، ولهذا أثبت الشفاعة بإذنه في مواضع، وقد بيَّن النبي صلى الله عليه وسلم أنها لا تكون إلا لأهل التوحيد والإخلاص. انتهى كلامه.

فيه مسائل :

الأولى : تفسير الآيات.
الثانية : صفة الشفاعة المنفية.
الثالثة : صفة الشفاعة المثبتة.
الرابعة : ذكر الشفاعة الكبرى، وهي المقام المحمود.
الخامسة : صفة ما يفعله صلى الله عليه وسلم، وأنه لا يبدأ بالشفاعة أولاً، بل يسجد، فإذا أذن الله له شفع.
السادسة : من أسعد الناس بها؟.
السابعة : أنها لا تكون لمن أشرك بالله.
الثامنة : بيان حقيقتها.

.. يتبع ..

الوافـــــي 25-06-2003 12:47 AM

باب
ما جاء أن سبب كفر بني آدم وتركهم دينهم هو الغلو في الصالحين


وقول الله عز وجل : ( يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ) .

وفي الصحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما في قول الله تعالى : ( وقالوا لا تذرُنَّ آلهتكم ولا تذرُنَّ وداً ولا سواعاً ولا يغوث ويعوق ونسراً ) ، قال: ( هذه أسماء رجال صالحين من قوم نوح، فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم أن انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون فيها أنصاباً وسموها بأسمائهم، ففعلوا، ولم تعبد، حتى إذا هلك أولئك ونسي العلم، عبدت).
وقال ابن القيم: قال غير واحد من السلف: لما ماتوا عكفوا على قبورهم ثم صوروا تماثيلهم، ثم طال عليهم الأمد فعبدوهم.
وعن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، إنما أنا عبد، فقولوا: عبد الله ورسوله) أخرجاه . وقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إياكم والغلو، فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو).
ولمسلم عن ابن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( هلك المتنطعون) قالها ثلاثاً.

فيه مسائل :

الأولى : أن من فهم هذا الباب وبابين بعده، تبين له غربة الإسلام، ورأى من قدرة الله وتقليبه للقلوب العجب.
الثانية : معرفة أول شرك حدث على وجه الأرض أنه بشبهة الصالحين.
الثالثة : أول شيء غيّر به دين الأنبياء، وما سبب ذلك مع معرفة أن الله أرسلهم.
الرابعة : قبول البدع مع كون الشرائع والفطر تردها.
الخامسة : أن سبب ذلك كله مزج الحق بالباطل، فالأول: محبة الصالحين، والثاني: فعل أناس من أهل العلم والدين شيئاً أرادوا به خيراً، فظن من بعدهم أنهم أرادوا به غيره.
السادسة : تفسير الآية التي في سورة نوح.
السابعة : جبلة الآدمي في كون الحق ينقص في قلبه، والباطل يزيد.
الثامنة : فيه شاهد لما نقل عن السلف أن البدعة سبب الكفر.
التاسعة : معرفة الشيطان بما تؤول إليه البدعة ولو حسن قصد الفاعل.
العاشرة : معرفة القاعدة الكلية، وهي النهي عن الغلو، ومعرفة ما يؤول إليه.
الحادية عشرة : مضرة العكوف على القبر لأجل عمل صالح.
الثانية عشرة : معرفة النهي عن التماثيل، والحكمة في إزالتها.
الثالثة عشرة : معرفة عظم شأن هذه القصة، وشدة الحاجة إليها مع الغفلة عنها.
الرابعة عشرة : وهي أعجب وأعجب ، قراءتهم إياها في كتب التفسير والحديث، ومعرفتهم بمعنى الكلام، وكون الله حال بينهم وبين قلوبهم حتى اعتقدوا أن فعل قوم نوح هو أفضل العبادات، واعتقدوا أن ما نهى الله ورسوله عنه، فهو الكفر المبيح للدم والمال.
الخامسة عشرة : التصريح أنهم لم يريدوا إلا الشفاعة.
السادسة عشرة : ظنهم أن العلماء الذين صوروا الصور أرادوا ذلك.
السابعة عشرة : البيان العظيم في قوله صلى الله عليه وسلم: ( لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم) فصلوات الله وسلامه على من بلغ البلاغ المبين.
الثامنة عشرة : نصيحته إيانا بهلاك المتنطعين.
التاسعة عشرة : التصريح بأنها لم تعبد حتى نسي العلم، ففيها بيان معرفة قدر وجوده ومضرة فقده.
العشرون : أن سبب فقد العلم موت العلماء.

.. يتبع ..

الوافـــــي 25-06-2003 12:54 AM


باب
قول الله تعالى : ( إنك لا تهدي من أحببت ) الآية


وفي الصحيح عن ابن المسيب عن أبيه قال: ( لما حضرت أبا طالب الوفاة جاءه رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده عبد الله بن أبي أمية وأبو جهل، فقال له: ( يا عم، قل: لا إله إلا الله، كلمة أحاج لك بها عند الله) ، فقالا له: أترغب عن ملة عبد المطلب؟ فأعاد عليه النبي صلى الله عليه وسلم، فأعادا ، فكان آخر ما قال : هو على ملة عبد المطلب وأبى أن يقول: لا إله إلا الله. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( لأستغفرن لك ما لم أنه عنك) ، فأنزل الله عز وجل( ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ) الآية. وأنزل الله في أبي طالب: ( إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء ) .

فيه مسائل :

الأولى : تفسير قوله: ( إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء ) .
الثانية : تفسير قوله : ( ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ) الآية.
الثالثة : وهي المسألة الكبرى – تفسير قوله صلى الله عليه وسلم: ( قل: لا إله إلا الله) بخلاف ما عليه من يدعي العلم.
الرابعة : أن أبا جهل ومن معه يعرفون مراد النبي صلى الله عليه وسلم إذ قال للرجل: ( قل لا إله إلا الله ). فقبح الله من أبو جهل أعلم منه بأصل الإسلام.
الخامسة : جدّه صلى الله عليه وسلم ومبالغته في إسلام عمه.
السادسة : الرد على من زعم إسلام عبد المطلب وأسلافه.
السابعة : كونه صلى الله عليه وسلم استغفر له فلم يغفر له، بل نهي عن ذلك.
الثامنة : مضرة أصحاب السوء على الإنسان.
التاسعة : مضرة تعظيم الأسلاف والأكابر.
العاشرة : الشبهة للمبطلين في ذلك، لاستدلال أبي جهل بذلك.
الحادية عشرة : الشاهد لكون الأعمال بالخواتيم، لأنه لو قالها لنفعته.
الثانية عشرة : التأمل في كبر هذه الشبهة في قلوب الضالين، لأن في القصة أنهم لم يجادلوه إلا بها، مع مبالغته صلى الله عليه وسلم وتكريره، فلأجل عظمتها ووضوحها عندهم، اقتصروا عليها.

.. يتبع ..

الوافـــــي 25-06-2003 12:54 AM

باب
ما جاء من التغليظ فيمن عبد الله عند قبر رجل صالح فكيف إذا عبده



في الصحيح عن عائشة رضي الله عنها أن أم سلمة ذكرت لرسول الله صلى الله عليه وسلم كنيسة رأتها في أرض الحبشة وما فيها من الصور. فقال: ( أولئك إذا مات فيهم الرجل الصالح أو العبد الصالح بنوا على قبره مسجداً، وصوروا فيه تلك الصور أولئك شرار الخلق عند الله) ، فهؤلاء جمعوا بين الفتنتين، فتنة القبور، وفتنة التماثيل . ولهما عنها قالت: لما نُزل برسول الله صلى الله عليه وسلم طفق يطرح خميصة له على وجهه، فإذا اغتم بها كشفها، فقال ـ وهو كذلك ـ : ( لعنة الله على اليهود والنصارى، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ) يحذر ما صنعوا، ولولا ذلك أبرز قبره، غير أنه خشي أن يتخذ مسجداً . أخرجاه .

ولمسلم عن جندب بن عبد الله قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يموت بخمس وهو يقول: ( إني أبرأ إلى الله أن يكون لي منكم خليل، فإن الله قد اتخذني خليلاً، كما اتخذ إبراهيم خليلاً، ولو كنت متخذاً من أمتي خليلاً، لاتخذت أبا بكر خليلاً، ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم مساجد، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد، فإني أنهاكم عن ذلك).

فقد نهى عنه في آخر حياته، ثم إنه لعن - وهو في السياق - من فعله، والصلاة عندها من ذلك، وإن لم يُبْنَ مسجد، وهو معنى قولها: خشي أن يتخذ مسجداً، فإن الصحابة لم يكونوا ليبنوا حول قبره مسجداً، وكل موضع قصدت الصلاة فيه فقد اتخذ مسجداً، بل كل موضع يصلى فيه يسمى مسجداً، كما قال صلى الله عليه وسلم: ( جعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً ). ولأحمد بسند جيد عن ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعاً: ( إن من شرار الناس من تدركهم الساعة وهم أحياء والذين يتخذون القبور مساجد) رواه أبو حاتم في صحيحه .

فيه مسائل :

الأولى : ما ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم فيمن بنى مسجداً يعبد الله فيه عند قبر رجل صالح، ولو صحت نية الفاعل.
الثانية : النهي عن التماثيل، وغلظ الأمر في ذلك.
الثالثة : العبرة في مبالغته صلى الله عليه وسلم في ذلك. كيف بيّن لهم هذا أولاً، ثم قبل موته بخمس قال ما قال، ثم لما كان في السياق لم يكتف بما تقدم. الرابعة : نهيه عن فعله عند قبره قبل أن يوجد القبر.
الخامسة : أنه من سنن اليهود والنصارى في قبور أنبيائهم.
السادسة : لعنه إياهم على ذلك.
السابعة : أن مراده صلى الله عليه وسلم تحذيره إيانا عن قبره.
الثامنة : العلة في عدم إبراز قبره.
التاسعة : في معنى اتخاذها مسجداً.
العاشرة : أنه قرن بين من اتخذها مسجداً وبين من تقوم عليهم الساعة، فذكر الذريعة إلى الشرك قبل وقوعه مع خاتمته.
الحادية عشرة : ذكره في خطبته قبل موته بخمس: الرد على الطائفتين اللتين هما شر أهل البدع، بل أخرجهم بعض السلف من الثنتين والسبعين فرقة، وهم الرافضة والجهمية. وبسبب الرافضة حدث الشرك وعبادة القبور، وهم أول من بنى عليها المساجد.
الثانية عشرة : ما بلي به صلى الله عليه وسلم من شدة النزع.
الثالثة عشرة : ما أكرم به من الخلّة.
الرابعة عشرة : التصريح بأنها أعلى من المحبة.
الخامسة عشرة : التصريح بأن الصديق أفضل الصحابة.
السادسة عشرة : الإشارة إلى خلافته.

.. يتبع ..

الوافـــــي 25-06-2003 12:56 AM

باب
ما جاء أن الغلو في قبور الصالحين يصيرها أوثاناً تعبد من دون الله



روى مالك في الموطأ : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( اللهم لا تجعل قبري وثناً يعبد، اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ) ، ولابن جرير بسنده عن سفيان عن منصور عن مجاهد: ( أفرءيتم اللات والعزى ) ، قال: كان يلت لهم السويق فمات فعكفوا على قبره، وكذلك قال أبو الجوزاء عن ابن عباس: كان يلت السويق للحاج.

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم زائرات القبور، والمتخذين عليها المساجد والسرج. رواه أهل السنن .


فيه مسائل :


الأولى : تفسير الأوثان.
الثانية : تفسير العبادة.
الثالثة : أنه صلى الله عليه وسلم لم يستعذ إلا مما يخاف وقوعه.
الرابعة : قرنه بهذا اتخاذ قبور الأنبياء مساجد.
الخامسة : ذكر شدة الغضب من الله.
السادسة : وهي من أهمها – معرفة صفة عبادة اللات التي هي من أكبر الأوثان.
السابعة : معرفة أنه قبر رجل صالح.
الثامنة : أنه اسم صاحب القبر، وذكر معنى التسمية.
التاسعة : لعنه زَوَّارَات القبور.
العاشرة : لعنه من أسرجها.

.. يتبع ..

صلاح الدين القاسمي 01-07-2003 08:49 AM

الوافي : لقد إختلطت عليك الأمور ...أنت في حاجة إلى راحة
 
بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على سيدنا محمد عبدك و رسولك النبي الأمي و على آله و صحبه و سلم .

__________
المدعو - الوافي - اراك قد إختلطت عليك الأمور ؟؟؟
هل أنت مريض ؟؟؟
إرفق بنفسك يا اخي فهي كما تعلم لها عليك حق ؟؟؟
يا وافي ...الموضوع المطروح هو نقد مناهج التعليم في مملكة آل سعود ...و أنت تنقل على القبور ؟؟؟
و الله أراك قبوريا أكثر من الذين تسميهم بذلك ؟؟؟:D
أفق يا ولدي و أعلم ان لكل مقام مقال ... و لكل دولة رجال

_________
و إلى اللقاء القريب بإذن الله تعالى .


Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.