![]() |
2 - تفصيل الوقف القبيح ( غير الجائز )
وهو الوقف على ما يؤدي معنى صحيحاً ، ولا يجوز الوقف عليه إلا لضرورة ملجئة . وذلك مثل :- الوقف على كلمة ( بسم ) من قوله بسم الله الرحمن الرحيم . أو الوقف على كلمة ( الحمد ) من الحمدالله رب العالمين . أو الوقف على ( قال ) من قوله ( قال الله ) ، أو الوقف على ( وإذا ابتلى ) من قوله ( وإذ ابتلى إبراهيم ربه ) البقرة 124 . أو الوقف على ( وكان الله ) ثم نبدأ بـ ( غفوراً رحيماً ) من قوله تعالى ( وكان الله غفوراً رحيماً ) . أو الوقف على قوله ( وما خلقنا السماء والأرض ) ثم نبد ( لا عبين ) وذلك في قوله تعالى ( وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما لا عبين ) سورة الأنبياء 26 . ومن الوقف القبيح : الوقف على أدوات الأستفهام : مثل الوقوف على ( كيف ) ثم نبدأ (كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا ) في قوله تعالى ( قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا ) سورة مريم 29 . وغير ذلك كثير . وخلاصة الوقف القبيح ما يلي :- 1 - الوقف على كلام غير مفهوم ، مثل الوقف على كلمة ( بسم ) أو (الحمد ) أو ( يوم ) . 2 - الوقف على كلمة تُوهم معنى لم يرده الله مثل الوقف على كلمة ( الموتى ) في قوله تعالى ( إنما يستجيب الذين يسمعون والموتى يبعثهم الله ) سورة الأنعام 36 . فإذا وقفنا على كلمة ( الموتى ) فسد المعنى حيث أصبح يفيد أن الموتى يسمعون ويستجيبون . وهذا خطأ ، فيجب الوقف عند قوله ( يسمعون ) ثم نبدأ كلاماً جديداً وهو ( والموتى يبعثهم الله .... ) . ومن القف القبيح في هذا الباب - أيضاً - الوقف على كلمة ( ولأبويه ) في قوله تعالى ( وإن كانت واحدة فلها النصف ولأبويه لكل واحد منهما السدس ) سورة النساء 12 ، فالوقف على ( ولأبويه ) فيد أنهما يشتركان مع البنت في نصف الميراث ، وهذا خطأ لأن النصف خاص بالبنت وحدها . فينبغي الوصل أو الوقوف على ( النصف ) . 3 - الوقف على كلمة تُوهم معنى يخالف ما أراده الله . وذلك مثل الوقف على كلمة ( الصلاة ) من قوله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى .... ) سورة النساء 43 ، فلو وقفنا على كلمة ( الصلاة ) لكان المعنى نهياً عدم إتيان الصلاة في حال السُّكْر أو أن السَّكارى لا يُقيمون الصلاة . 4 - الوقف على كلمة تُوهم معنى لا يليق بالله تعالى ، أو يُفهم منه معنى يُخالف العقيدة ، ويجب الانتباه لهذا ، مثل :- الوقف على قوله تعالى ( إن الله لا يستحي ) من قوله تعالى ( إن الله لا يستحي أن يضرب مثلاً ما بعوضة فما فوقها .. ) سورة البقرة 56 ، فقول القارىء ( إن الله لا يستحي ) ويقف هو قول غاية في النكارة ومخالفة شديدة للعقيدة ، ومن تعمده فإنه يُخشى عليه من الكفر ، فيجب هنا الوصل ( إن الله لا يستحي أن يضرب مثلاً ما بعوضة ....) ومثل هذا أيضاً : الوقف على قوله تعالى ( إن الله لا يهدي ) من قوله تعالى ( إن الله لا يهدي القوم الظالمين ) سورة الأحقاف 10 . أو القوف على قوله ( فبهت الذي كفر والله ) من قوله تعالى ( فبهت الذي كفر والله لا يهدي القوم الظالمين ) سورة البقرة 258 ، أو الوقف على قوله ( إن الله لا يحب ) من قوله تعالى ( إن الله لا يحب من كان مختالاً فخوراً ) سورة النساء 36 . فليحذر القارىء من مثل هذا ....
** *** **
ــــــــــــــــــــــــــــ وللحديث بقية إن شاء الله ... الوقف على النفي الذي بعده إيجاب ....
للفائدة
السؤال: في المصلى الخاص بجامعتنا قام خلاف بشأن الاجتماع للجلوس والدعاء ، حيث يتم توزع أجزاء القرآن على الأشخاص الحاضرين ويقرأ كل منهم جزء في نفس الوقت حتى تتم قراءة المصحف كاملاً ثم يقومون بالدعاء لغرض معين كالنجاح في الامتحانات مثلاً . هل طريقة هذا الدعاء واردة في الشريعة ؟ أرجو أن يكون جوابك مدعماً بالقرآن والسنة وإجماع السلف . الجواب: الحمد لله هذا السؤال يشتمل على مسألتين : الأولى : حكم الاجتماع لتلاوة القرآن , بأن يأخذ كل من الحاضرين جزءا من القرآن في نفس الوقت حتى يتم كل واحد الجزء الذي معه . فالجواب عن هذا ما جاء في فتوى للجنة الدائمة (2/480) , ونصه : ( أولا : الاجتماع لتلاوة القرآن ودراسته بأن يقرأ أحدهم ويستمع الباقون ويتدارسوا ما قرؤوه ويتفهموا معانيه مشروع وقربة يحبها الله , ويجزي عليها الجزاء الجزيل ، فقد روى مسلم في صحيحه وأبو داود ، عن أبي هريرة رضي الله عنه : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة ، وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده ) . والدعاء بعد ختم القرآن مشروع أيضاً إلا أنه لا يداوم عليه ولا يلتزم فيه صيغة معينة كأنه سنة متبعة ، لأن ذلك لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم وإنما فعله بعض الصحابة رضي الله عنهم . وكذا دعوة من حضر القراءة إلى طعام لا بأس بها ما دامت لا تتخذ عادة بعد القراءة . ثانياً : توزيع أجزاء من القرآن على من حضروا الاجتماع ليقرأ كل منهم لنفسه حزباً من القرآن لا يعتبر ذلك ختماً للقرآن من كل واحد منهم بالضرورة . وقصدهم القراءة للتبرك فقط فيه قصور فإن القراءة يقصد بها القربة وتحفظ القرآن وتدبره وفهم أحكامه والاعتبار به ونيل الأجر والثواب وتدريب اللسان على تلاوته ....إلى غير ذلك من الفوائد ، وبالله التوفيق ) ا.هـ الثانية : اعتقاد أن هذا الفعل ( الاجتماع على تلاوة القرآن حسب الطريقة المذكورة ) له أثر في إجابة الدعاء , وهذا لا يعلم عليه دليل , فهو غير مشروع , ولإجابة الدعاء أسباب كثيرة معلومة , كما أن لمنع الإجابة موانع معروفة , فالواجب على الداعي أن يأتي بأسباب الإجابة ويجتنب موانعها , ويحسن الظن بربه , والله عند ظن عبده به . انظر السؤال 5113 . (تنبيه) الدليل إنما يطلب ممن أثبت أمرا من الأمور الشرعية , وإلا فالأصل في العبادات المنع حتى يثبت دليل المشروعية , كما قرر ذلك أهل العلم , وعليه فالدليل على عدم مشروعية ذلك الاعتقاد هو عدم الدليل الدال على جوازه . والله تعالى أعلم . الإسلام سؤال وجواب (www.islam-qa.com) وقفه :- قيل لحكيم :- متى يسلم الإنسان من الناس ؟ فقال :- إذا لم يكن في خير ولا شر . قيل :- متى يكون ذلك ؟ قال :- إذا مات . الحقاق |
5 - الوقف على النفي الذي بعده إيجاب .
مثل الوقف على قوله ( لا إله ) ثم يقول ( إلا الله ) من قوله تعالى ( إنه لا إله إلا الله ...) سورة محمد : 19 . ومثله الوقف على ( وما خلقت الجن والإنس .... ) ويقف ، من قوله تعالى ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) سورة الذاريات : 56 ، فانظر إلى هذا الوقف القبيح كيف نفى عن الله تعالى صفة الخلق . فكل من وقف هذه الوقوفات القبيحة فقد أثم وجهل واعتدى وافترى ، ومن تعمد الوقف قاصداً عارفاً معانداً فقد كفر . 6 - ومن الوقف القبيح وقف التعسّف ، وهو كما يفعله بعض القراء ، أو يتأوله أهل الأهواء ، كما في مثل قوله تعالى ( .... وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين ) سورة البقرة : 286 فبعضهم يقف عند قوله تعالى ( وارحمنا انت ) ثم يبدأ ( مولانا فانصرنا ) . أو مثل الوقف على ( ءأنذرتهم أم لم تنذرهم ) ويقف ثم يبدأ ( لا يؤمنون ) من قوله تعالى ( إن الذين كفروا سواء عليهم ءأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون ) سورة البقرة : 6 . أو مثل الوقف على قوله ( وهو الله في السماوات ) ويقف ثم يبدأ ( وفي الأرض يعلم سركم وجهركم ) وذلك في قوله تعالى ( وهو الله في السماوات وفي الأرض يعلم سركم وجهركم ويعلم ما تكسبون ) سورة الأنعام : 3 . ومثل هذا كثير .
أحكام الأبتداء في القراءة
الابتداء : هو الشروع في القراءة من جديد بعد قطع أو وقف ولا ينبغي الابتداء إلا بكلام مستقل واف بالمقصود ، وغير مرتبط بما قبله ، أو يكون بداية آية . والابتداء نوعان : جائز وغير جائز ( قبيح ) 1 - الابتداء الجائز :- وهو الابتداء بكلام مستقل بالمعنى يُبين معنى إرادة الله تعالى . والابتداء الجائز ثلاثة أنواع تام وحسن وكاف فالتام مثل الابتداء بأوائل الآيات . والحسن ، هو الابتداء من منتصف الآيات بمعنى جديد . مثل ( ومن الناس ) ويقف ثم يبدأ ( من يقول آمنا .... ) سورة البقرة : 8 ، فهذا حسن . والابتداء الكافي : وهو الابتداء بكلام يؤدي معنى صحيحاً تعلّقه بما قبله من جهة المعنى ، مثل قوله تعالى ( إن الذين كفروا سواء عليهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون * ختم الله على قلوبهم .... ) البقرة 7 . 2 - الابتداء القبيح :- هو الابتداء الذي يُلغي المعنى المراد أو يُفسده أو يُغيره فمن ذلك الابتداء بكلمة متعلقة بما قبلها لفظاً ومعنى مثل الابتداء بقوله ( أبي لهب وتب ) فيقرأ ( تبت يدا ) ويقف ثم يقرأ ( أبي لهب وتب ) فهذا جعل القراءة بدون معنى . أو يكون الابتداء يؤدي معنى غير ما أراده الله تعالى أو يخالف العقيدة مثل ( وقالوا اتخذا الله ولدا ) سورة البقرة : 166 ، فإن قرأ ( وقالوا ) ثم وقف ثم بدأ القراءة بقوله ( اتخذا الله ولدا ) فهذا معنى لا يليق بالله ويخالف العقيدة ، وإن تعمده كفر . ومثله الابتداء بقوله ( إن الله فقير ونحن أغنياء ) من قوله تعالى ( لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء ) سورة آل عمران : 181 ، ومثل ذلك : الابتداء بقوله ( يد الله مغلولة ... ) فهذا الابتداء أفاد معنى منكر لا يليق بالله . ومثل الوقف على قوله ( وقالت النصارى ) ثم يبدأ ( المسيح ابن الله ... ) في قوله تعالى ( وقالت النصارى المسيح ابن الله .... ) سورة المائده :64 ، فهذا قول النصارى ، فإن وقف على كلمة النصارى ثم ابتدأ بقوله ( المسيح ابن الله ) فقد قرر وأثبت الولد لله وهذا شيء لا يليق بالله سبحانه وتعالى .
** *** **
ــــــــــــــــ وللحديث بقية إن شاء الله تعالى ........ توهُّم بعض العبارات أنها آيات قرآنية
للفائدة
السؤال: عرفت مؤخراً أن النبي صلى الله عليه وسلم حثَّنا على قراءة سورة الملك لتحمينا من عذاب القبر . وقرأت كذلك أن قراءة سورة المزمل تسبب الغنى ، فهل هناك دليل من السنة على هذا ؟. الجواب: الحمد لله أولاً : ما قرأتيه عن فضل قراءة سورة المزمل فغير صحيح ، بل هو حديث موضوع لا يجوز العمل والاحتجاج به . وأصله ما رُوِيَ عن زِرِّ بن حبيش عن أبيّ بن كعب رضي الله عنه قال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم عرض عليّ القرآن في السنة التي مات فيها مرتين ، وقال : إن جبريل عليه السلام أمرني أن أقرأ عليك القرآن . وهو يقرئك السلام . فقال أُبيّ : فقلت لمَّا قرأ علي رسول الله صلى الله عليه وسلم : كما كانت لي خاصة ، فخصّني بثواب القرآن مما علمك الله وأطلعك عليه ؟ قال : نعم يا أبيّ ، أيما مسلم قرأ فاتحة الكتاب أُعطي من الأجر كأنما قرأ ثلثي القرآن . وأعطي من الأجر كأنما تصدق على كل مؤمن ومؤمنة .. إلى أن قال : ومن قرأ سورة المزمل رُفع عنه العسر في الدنيا والآخرة ..." قال ابن الجوزي رحمه الله : وذكر في كل سورةٍ ثواب تاليها إلى آخر القرآن ... وهذا حديث في فضائل السور مصنوع بلا شك . الموضوعات (1/391) وقال الشوكاني رحمه الله : رواه العقيلي عن أبي بن كعب مرفوعاً ، قال ابن المبارك : أظن الزنادقة وضعته . ولهذا الحديث طرق كلها باطلة موضوعة ...ولا خلاف بين الحفاظ أن حديث أبيّ بن كعب هذا موضوع . وقد اغتر به جماعة من المفسرين فذكروه في تفاسيرهم كالثعلبي والواحدي والزمخشري . ولا جرم فليسوا من أهل هذا الشأن " الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة ص264. وهذا الحديث بطوله ذكره ابن عدي في الكامل (7/2588) ، والسيوطي في اللآلي المصنوعة (1/227) والذهبي في ترتيب الموضوعات (60) وغيرهم . تنبيه : ولقد وضعت أحاديث كثيرة في فضائل سور القرآن وقصد واضعها ترغيب الناس في قراءة القرآن والعكوف عليه ، وزعموا أنهم بذلك محسنون . لكنهم أخطأؤوا فيما قصدوا إذ إنّ ذلك داخل ولا شك تحت الوعيد في قوله صلى الله عليه وسلم : ( وَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ ) رواه البخاري (10) ومسلم (4) ، ولا فرق بين الكذب عليه والكذب له . ولقد تتبع مؤمل بن إسماعيل (ت:206) هذا الحديث حتى وصل إلى من اعترف بوضعه . قال مؤمل : حدثني شيخ بهذا الحديث ، فقلت له : من حدثك بهذا ؟ قال : رجل بالمدائن ، وهو حيٌّ ، فسرت إليه ، فقلت : من حدثك بهذا ؟ قال : حدثني شيخ بواسط ، فسرت إليه . فقلت : من حدثك بهذا ؟ قال : شيخ بالبصرة ، فسرت إليه فقلت : من حدثك بهذا ؟ فقال : شيخ بعبادان . فسرت إليه فأخذ بيدي فأدخلني بيتاً فإذا فيه قوم المتصوفة ومعهم شيخ فقال : هذا الشيخ الذي حدثني ، فقلت : يا شيخ من حدثك بهذا : فقال : لم يحدثني أحد ، ولكنا رأينا الناس قد رغبوا عن القرآن فوضعنا لهم هذا الحديث ، ليصرفوا قلوبهم إلى القرآن . ومن ذلك حديث عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما في فضائل القرآن سورة سورة فقد سئل عنه واضعه وهو : نوح بن أبي مريم ، فقال : " رأيت الناس أعرضوا عن القرآن واشتغلوا بفقه أبي حنيفة ومغازي محمد بن إسحاق ، فوضعت هذه الأحاديث حسبة " انظر الموضوعات لابن الجوزي (1/394) ، شرح مقدمة ابن الصلاح للعراقي (111) وأما سورة الملك فقد سبق الكلام عن فضلها في السؤال رقم (26240) فليُراجع .. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى . الإسلام سؤال وجواب (www.islam-qa.com) وقفه :- سئل حكيم عن أعدل الناس ، وأكيس الناس ، وأحمق الناس ، وأسعد الناس ، وأشقى الناس ؟ ! فقال : أعدل الناس من أنصف نفسه ، وأظلم الناس من ظلم غيره ، وأكيس الناس من أخذ أهبته للأمر قبل نزوله ، وأحمق الناس من باع آخرته بدنيا غيره ، وأسعد الناس من ختم له في آخرته بخير ، وأشقى الناس من اجتمع عليه فقر الدنيا وعذاب الآخرة . الحقاق |
جـ - توهُّم بعض العبارات أنها آيات قرآنية :-
من الأخطاء الشائعة عند بعض الناس ، ترديد بعض العبارات والأقوال ظناً منهم بأنها آيات قرآنية ، وهي ليست كذلك ، وإنما شاعت عندهم وجرت على ألسنتهم وأسماعهم . وذلك مثل :- 1 - تسمع بعض الناس يقول قال الله تعالى ( وجعلنا لكل شيء سبباً ) على أنها آية من القرآن ، وهذا غير صحيح فهذه ليست آية بهذا اللفظ . والذي ورد في القرآن قوله تعالى ( ثم أتبع سبباً ) سورة الكهف : 89 .... ( وآتيناه من كل شيء سبباً ) سورة الكهف : 84 . 2 - وكذلك قولهم ( وجعلنا لكل موتة سبباً ) فيرددونها على أنها آية ، وهذا خطأ فهي ليست آية بهذا اللفظ . 3 - وقد درج على ألسنة الناس بكثرة فولهم ( خُلق الإنسان عجولا ) على أنها آية ، وهي ليست آية بهذا اللفظ ، وإنما الذي ورد في القرآن الكريم هو قوله تعالى ( خُلق الإنسان من عجل ) سورة الأنبياء 27 . وقوله تعالى ( وكان الإنسان عجولاً ) سورة الإسراء : 11 . 4 - ومن ذلك ، قولهم أيضاً ، قال الله تعالى ( أسعى يا عبدي وأنا أسعى معك ) وهذه العبارة ليست بأية ولا حديث ، وقد يلتبس معناها على كثير من الناس مما يوقعهم في التأويل بغير علم ، وإنما الصحيح : إن السعي لطلب الأشياء واجب مع التوكل على الله تعالى ، أي بذل الأسباب مع التوكل . 5 - ومما يُكرره العامة قولهم يقول الله ( توق يا عبدي وآقاك ) وهذه ليست بآية ولا حديث . وهناك الكثير من العبارات والألفاظ التي يُرددها الناس ظناً منهم بأنها آيات قرآنية وهي ليست كذلك فعلى الإنسان أن يحذر من هذا وألا يُلفق على القرآن أقوالاً ليست منه . وإذا كان القائل يعلم أن ما يقوله ليست آية فقد قال في كتاب الله ما ليس فيه وافترى على الله الكذب وبدّل وحرّف في القرآن ، وكل ذلك من المنكرات العظيمة والمحرمات الكبيرة .
** *** **
ـــــــــــــــــــــ وللحديث بقية إن شاء الله .... أخطاء شائعة في تفسير وفهم بعض الآيات
للفائدة
السؤال: ما حكم قراءة القرآن يوم الجمعة قبل صلاة الظهر بمكبرات الصوت ، إذا قلت له : هذا أمر غير وارد ، يقول لك : تريد أن تمنع قراءة القرآن ، وما رأيكم في الابتهالات الدينية تسبق آذان الفجر بقليل بمكبرات الصوت ، إذا قلت له : هذا أمر ليس له دليل ، يقول لك : هذا عمل خير يوقظ الناس لصلاة الفجر. الجواب: الحمد لله لا نعلم دليلاً يدل على وقوع ذلك في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ، ولا نعلم أحداً من الصحابة عمل به ، وكذلك الابتهالات التي تسبق الآذان للفجر بمكبرات الصوت فكانت بدعة وكل بدعة ضلالة ، وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ) البخاري في الصلح (2697) ومسلم في الأضحية (1718) . فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء 2/353 (www.islam-qa.com) وقفه :- سئل حكيم : من أعظم الناس ذلاً قال :- فقيرٌ داهن غنيَّا وتواضع له . فقيل له :- من أعظم الناس عزًّا ؟ فقال :- من تذلل لفقير ، ولم يتكبر عليه . الحقاق |
د - أخطاء شائعة في تفسير وفهم بعض الآيات :-
يفهم بعض الناس كثيراً من آيات القرآن فهماً خاطئاً ؛ وذلك لعدم ارجوع - في أخذ معلوماتهم - من المصادر الصحيحة ! ومن ذلك مايلي :- 1 - من الأخطاء في الفهم فهمهم القوله تعالى عن لوط عليه السلام عندما جاء قومه يريدون فعل فاحشة اللواط بضيوفه . أنه قال ( هؤلاء بناتي هن أطهر لكم فاتقوا الله ولا تخزون في ضيفي أليس منكم رجل رشيد ) سورة هود : 78 ، وقوله في آية أخرى ( هؤلاء بناتي إن كنتم فاعلين ) سورة الحجر :71 . فيفهمون أن النبي لوطاً عليه السلام عرض بناته لقومه لكي يفعلوا بهن الفاحشة - والعياذ بالله - وهذا فهم خاطىء مجانب للصواب ، وللعلماء في تفسير تلك الآية أقوال كثيرة ، نذكر منها قول الإمام ابن كثير رحمه الله في تفسيره ، قال ( أمرهم أن يتزوجوهن ، ولم يعرض عليهم سفاحاً ) وقال أيضاً ( يرشدهم إلى نسائهم ؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم بمنزلة الوالد ) ونقل عن سعيد بن جبير قوله ( يعني نساءهم من بناته وهو أب لهم ) تفسير ابن كثير . فلوط عليه السلام عرض على قومه أن يزوجهم بناته ، وأن يكفوا عن ذلك الفعل العظيم ، كما أن المعنى لا يحتمل إلا توجيههم بالزواج من بناته أو نساء القوم ؛ لأن غير ذلك يتعارض مع كرامة الأنبياء وعصمتهم وفضلهم فهم أكثر تقوى لله وتورعاً عن المحرمات . 2 - ومن الأخطاء - أيضا - فهم الناس الخاطىء لسبب عقدة لسان موسى عليه السلام . فقد قال الله تعالى مخبراً عن موسى وهارون عندما أرسلهما إلى فرعون قول موسى عليه السلام ( واحلل عقدة من لساني .... ) سورة طه : 57 . وقال في آية أخرى ( ... وأخي هارون أفصح مني لساناً ) سورة القصص : 58 . فقد فهم الناس أن سبب العقدة هو أن موسى عليه السلام في صغره وهو في قصر فرعون أخذ جمرة ظاناً أنها طعام فوضعها في فمه فأحرقت بعض لسانه فكان ذلك هو سبب العقدة في لسانه . وهذا خطأ وقع فيه الناس ، بل وبعض المفسرين حيث ذكروا ذلك الخبر في تفاسيرهم دون إسناد أو عزو ؛ بل اقتبسوه من الإسرائيليات " تفسير ابن كثير " . فكيف يُعقل أن صبياً يرفع الجمرة الملتهبة ويتحمل حرارتها بيده ثم يضعها في فمه !! هذا شيء مستحيل يرفضه العقل . إضافة إلى أنه لم يرد في ذلك خبر مرفوع عن النبي صلى الله عليه وسلم أو عن أحد من الصحابة . وقد ردّ هذه القصة عدد من العلماء السابقين والمعاصرين . 3- ومن الفهم الخاطىء للآيات : فهم أن مريم عليها السلام هي أخت انبي هارون عليه السلام :- وسبب ذلك الفهم هو الظن بأن المراد من قوله تعالى عن مريم : ( يا أخت هارون ما كان أبوك امرأ سوء .... ) أنها أخت هارون - أخي موسى - عليهما السلام ، وهذا خطأ . قال ابن كثير في تفسيره " وهذا القول خطأ محض فإن بين هارون عليه السلام ومريم أم عيسى عليهما السلام مئات السنين فموسى وهارون كانا قبل عيسى وأمه بوقت طويل " والصواب أنها ليست أخت هارون من النسب ، والقول الصحيح الذي ذكره المحققون من أهل التفسير : أن مريم عليها السلام من نسل هارون عليه السلام فُنسبت إليه مباشرة كما تقول للمضري : يا أخا مضر ، واللتميمي : يا أخا تميم ... وهكذا وقال بعضهم نُسبت إلى رجل صالح - في وقتهم - اسمه هارون . وقيل يا أخت هارون في العبادة والتُقى والزهد " تفسير بن كثير " . 4 - الفهم الخاطىء لقصة آدم وحواء عليهما السلام مع إبليس .. وأنهما أشركا بالله :- قال تعالى ( هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها ، فلما تغشاها حملت حملاً خفيفاً فمرت به فلما أثقلت دعوا الله ربهما لئن آتيتنا صالحاً لنكونن من الشاكرين ، فلما آتاهما صالحاً جعلاً له شركاء فيما آتاهما فتعالى الله عما يشركون ) سورة الأعراف 189 - 190 . قال ابن كثير - رحمه الله - بعدما ساق اقوال المفسرين في ذلك .. قال " وهذه الآثار يظهر عليها والله أعلم أنها من آثار أهل الكتاب ، ثم قال : وأما نحن فعلى مذهب الحسن البصري رحمه الله في هذا ، وأنه ليس المراد من هذا السياق آدم وحواء ، وإنما المراد من ذلك ، المشركون من ذريته ، ولهذا قال الله تعالى ( فتعالى الله عما يشركون ) " تفسير ابن كثير " وقال أبو السعود في تفسيره " فلما آتاهما صالحا ، أي : لما آتاهما مما طلباه أصالة واستتباعاً من الولد وولد الولد وما تناسلوا فقوله تعالى ( جعلا ) أي جعل أولادهما - أي أولاد آدم وحواء - هم الذين جعلوا - ( له شركاء ) على حذف المضاف وإقامة المضاف إليه مقامه ثقة بوضوح الأمر وتعويلاً على ما يعقبه من البيان وهكذا الحال في قوله ( فيما آتاهما ) أي فيما آتى أولادهما من الأولاد ( أي الأولاد وهم الذين اشركوا حيث سموهم بعبد مناف وعبدالعزى ونحو ذلك ) ، ثم قال : كما في مثل قوله تعالى ( وإذ نجيناكم من آل فرعون .. ) فإن الله تعالى يخاطب اليهود الذين كانوا وقت النبي صلى الله عليه وسلم مع أن الإنجاء كان لأسلافهم وليس لهم هم ومع ذلك نسبه إليهم بحكم سريانه إليهم . ثم قال : وصيغة الجمع - يعني في قوله ( فتعال الله عما يُشركون ) لما أشير إليه من تعيين الفاعل وتنزيه آدم وحواء عن ذلك " تفسير الإمام أبي السعود " . وقال صاحب أضواء البيان " إن معنى الآية أنه لما أتى آدم وحواء صالحاً كفر به - بعد ذلك - كثير من ذريتهما ، وأسند فعل الذرية إلى آدم وحوار لأنهما أصلٌ لذريتهما كما قال تعالى ( ولقد خلقناكم ثم صورناكم ... ) أي بتصويرنا لأبيكم آدم ثم قال : ويدل لهذا الوجه أنه تعالى قال بعده ( فتعالى الله عما يشركون ، أيشركون ما لا يخلق وهم يُخلقون ) فهذا نص قرآني صريح في أن المراد ( هم ) المشركون من بني آدم وليس آدم وحواء " تفسير أضواء البيان للشيخ الشنقيطي " .
** *** **
ــــــــــــــــــــــ وللحديث بقية إن شاء الله تعالى ........ أخطاء شائعة في الفرائض والواجبات
للفائدة
السؤال: أعيش في ماليزيا, والنساء غالبا ما يصلين في الجماعة, وتتقدم تلك التي تقوم بإمامة المجموعة أمام الأخريات بمسافة قدم واحد. فهل هذا من السنة؟ إنهن يجادلن كثيرا حول تفسير الحديث الذي ورد فيه أن عائشة رضي الله عنها شوهدت وهي تؤم غيرها في الصلاة وكانت في وسط الصف . فهل توضح إذا كان ذلك يدل على أن فعلهن صحيح ؟ 2- وفي ماليزيا أيضا, فإن المصلين يؤدون الذكر بعد الصلوات بشكل جماعي, وهم يفعلون ذلك على أنه من فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته . وعملهم هذا, بالنسبة لي هو بدعة. أرجو أن تذكر لي بعض الأدلة التي توضح أن الذكر جماعيا (بترانيم الأدعية بصوت مرتفع وقول سبحان الله ، والحمد لله ، والله أكبر) أن ذلك ليس من السنة. الجواب: الحمد لله 1- أما إمامة المرأة للنساء يراجع سؤال رقم 9783 و14247 أما الذكر الجماعي فقد سئلت اللجنة الدائمة عن الدعاء والذكر الجماعي ، فأجابت : الأصل في الأذكار والعبادات التوقيف وألا يعبد الله إلا بما شرع وكذلك إطلاقها أو توقيتها وبيان كيفياتها وتحديد عددها فيما شرعه الله من الأذكار والأدعية وسائر العبادات مطلقا عن التقييد بوقت أو عدد أو مكان أو كيفية لا يجوز لنا أن نلتزم فيه بكيفية أو وقت أو عدد بل نعبده به مطلقا كما ورد . وما ثبت بالأدلة القولية أو العملية تقييده بوقت أو عدد أو تحديد مكان له أو كيفية ، عبدنا الله به على ما ثبت من الشرع له ولم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم قولا أو فعلا أو تقرير الدعاء الجماعي عقب الصلوات أو قراءة القرآن مباشرة أو عقب كل درس سواء كان ذلك بدعاء الإمام وتأمين المأمومين على دعائه أم كان بدعائهم كلهم جماعة ولم يعرف ذلك أيضا على عهد الخلفاء الراشدين وسائر الصحابة رضي الله عنهم ، فمن التزم بالدعاء الجماعي عقب الصلوات أو بعد كل قراءة للقرآن أو بعد كل درس فقد ابتدع في الدين وأحدث فيه ما ليس منه ، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد " وقال : " من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد " … ولو كان التزام كيفية معينة مشروعا عن لحافظ النبي صلى الله عليه وسلم وخلفاؤه من بعده وقد تقدم أنه لم يثبت ذلك عنه ولا عن أصحابه رضي الله عنهم والخير كل الخير في اتباع هديه صلى الله عليه وسلم وهدي الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم والشر كل الشر في مخالفة هديهم واتباع المحدثات التي حذر منها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله : " وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة " وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم . فتاوى إسلامية 4/178. الإسلام سؤال وجواب (www.islam-qa.com) وقفه :- قال ملك لعالم ، وقد أراد سفراً : أرشدني لأحزم أمري . العالم :- لا تملأن قلبك من محبة الشيء ، ولا يستوليّن عليك بغضه ، واجعلهما قصداً ؛ فإن القلب كاسمه ينزع ويرجع ، واجعل وزيرك التثبت ، وسميرك التيقظ ، ولا تقدم إلا بعد المشورة ؛ فإنها نعم الدليل ، فإذا فعلت ذلك ملكت قلوب رعيتك . الحقاق |
ثانياً : أخطاء شائعة في الفرائض والواجبات ( الصلاة والزكاة والصوم والحج والطهارة )
أ - أخطاء شائعة في الطهارة :- 1 - بعض النساء إذا طهرن من الحيض فانهنّ لا يؤدين الصلاة التي طهرن في وقتها ، بل يبدأن الصلاة بالصلاة التي بعدها ، وهذا خطأ . والصواب أن تلك الصلاة التي طهرن في وقتها واجبة عليهن ، يقول الشيخ بن عثيمين ( أما إذا طهرن وكان باقياً من الوقت مقدار ركعة فإنها تصلي ) . 2 - وبعض النساء قد يأتيها الحيض بعد دخول وقت الصلاة ولم تكن قد صلت ، فإذا طهرت فإنها لا تقضي تلك الصلاة التي وجبت عليها قبل حيضها ، وهذا خطأ ، لأن الصلاة قد ثبتت في ذمتها ، حيث أن وقتها دخل وهي طاهرة فكان لزاماً عليها أن تقضيها . 3 - ومن الأخطاء التي يقع فيها الرجال والنساء أنهم يؤخرون الغسل بعد الجماع حتى طلوع الشمس ثم يغتسلوا ويقضوا صلاة الفجر ، وهذا محرم عظيم . فالواجب على المسلم المبادرة بالاغتسال فوراً أو القيام من النوم قبل الفجر ثم يغتسل ويصلي . وإن تأخير صلاة الفجر بسبب عدم الغُسل هو ترك للصلاة عمداً وهذا من الكبائر . 4 - ومن الأخطاء - عند النساء - الوضوء قبل إزالة المناكير أو ما شابهها مما يمنع وصول الماء إلى البشرة ، وهذا خطأ كبير ؛ لأن الوضوء في هذه الحالة لم يتم ولم يصح وبالتالي فإن الصلاة لا تصح ، فلينتبه الأخوات لذلك . 5 - ومن الأخطاء في الوضوء ، عدم مسح الرأس كاملاً بل يمسح مقدمة الرأس أو منتصفه ، وهذا خطأ ، لأن الواجب في الوضوء مسح جميع الرأس : يبدأ من مقدمة رأسه ويُمرر يديه إلى آخر الشعر من القفا ثم يرجعه مرة أخرى مع فتح كفيه لتشمل عرض الرأس . 6 - ومن الأخطاء : ما يختص بالوسوسة ، فإنك تجد بعض الناس يبالغ في التنزه من البول بحيث يخرج من الحد المشروع فيقوم بإجهاد نفسه والتشديد عليها في سبيل أخراج ما يمكن إخراجه من البول ولو بصعوبة ، وهذا تنطع وتكلف مذموم وهو من وساوس الشيطان . وتجد آخرين يُبالغون في غسل أعضائهم مرات ومرات ، وكل مرة يوسوس له الشيطان أن الوضوء لم يتم ، وأن الماء لم يبلغ الحد المشروع للعضو .. وهكذا وكل ذلك من الوسوسة فينبغي للإنسان أن يحذره ، والواجب على الإنسان أن يجزم في فعله ويتوضأ وضوءاً عادياً ولا يلتفت لوساوس الشيطان - وليس معنى هذا أيضاً أن يُخل بالوضوء . 7 - ومن الأخطاء : عدم غسل كامل أعضاء الوضوء ، مثل : عدم غسل الوجه كاملاً في الوضوء فتبقى أجزاءٌ منه - وخاصة - جهة الأذنين لا يمسها الماء ، وهذا وضوء ناقص ، فعلى الإنسان أن يحرص على إسباغ الوضوء ، وإنّ حد الوجه في الوضوء من منابت شعر الرأس إلى ما انحدر من اللحيين والذقن - طولاً - وإلى أصول الأذنين - عرضاً - . ومثل ذلك : عدم إسباغ المرفقين إلى آخر عظمة الكوع . ومثل : إبقاء بعض الأجزاء في القدمين لا يمسها الماء وخاصة ما بجوار الكعبين . 8 - ومن أخطاء بعض النساء : أنها إذا كانت نفساء فإنها تمتنع عن الصلاة والصوم مدة أربعين يوماً كاملة مع أنها تطهر قبل ذلك بكثير ، وهذا الفعل خطأ كبير فالمرأة النفساء ليس لها وقت محدد بــ 40 يوماً أو خمسين أو أقل أو أكثر بل متى ما ذهب الدم فإنها تطهر وحيئذ يجب عليها الصوم والصلاة ، فبعض النساء قد تطهر بعد 20 يوماً فيجب عليها أداء الصلاة والصيام وتكون قد حلت لزوجها فلا تنتظر حتى تُكمل الأربعين .
** *** **
ـــــــــــــــــــــــــ وللحديث بقية .... أخطاء شائعة في أداء الأذان وعند سماع المؤذن
للفائدة
السؤال: السؤال : بالنسبة للمصافحة بعد التسليم من صلاة الفرض، ورفع اليدين للدعاء بعد الفريضة كذلك. أسأل الله سبحانه وتعالى أن يعيننا على طلب العلم . الجواب: الجواب: الحمد لله كلا الأمرين الذين ذكرتهما أيها السائل الكريم لم يرد عليهما نصّ شرعي فعلينا باتّباع السنّة والبعد عن الابتداع في الدّين ، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشرّ الأمور محدثاتها وكلّ محدثة بدعة وكلّ بدعة ضلالة . واعلم وفقني الله وإياك أنّ المحذور ليس في مصافحة المسلم أخاه المسلم ولا في رفع اليدين ودعاء الله عزّ وجلّ ولكنّ المحذور في توقيت هذين الأمرين بعد السّلام من الصّلاة والمواظبة على ذلك ، ولذلك لو رفع يديه ودعا بين الأذان والإقامة - كما وردت السنّة باستحباب الدعاء في هذا الوقت - أو صافح من لقي من إخوانه عند دخول المسجد أو الخروج منه أو لقي أخاه بجانبه بعد غياب فصافحه فلا حرج في ذلك مطلقا . نسأل الله أن يوفقّنا لاتّباع السنّة واقتفاء أثر الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم . والله تعالى أعلم الإسلام سؤال وجواب الشيخ محمد صالح المنجد (www.islam-qa.com) وقفه :- قال رجل لوهب بن منبه :- إن الناس قد وقعوا فيما وقعوا فيه ، وقد حدثت نفسي ألا أخالطهم . فقال له وهب :- لا تفعل ... فإنه لا بد للناس منك ، ولا بد لك منهم . لهم إليك حوائج ولك إليهم حوائج ، ولكن كن فيهم أصم سميعاً ، وأعمى بصيراً ، وسكوتاً نطوقاً . الحقاق |
ب - أخطاء شائعة في أداء الأذان وعند سماع المؤذن :-
1 - الأذان بدون طهارة :- فبعض المؤذنين يأتي للمسجد وهو غير متوضىء فيؤذن ثم يخرج فيتوضأ ثم يعود وهذا جائز ، ولكن الأولى والأكمل أن يكون المؤذن على طهارة فيستعد لذلك قبل دخول الوقت . كما أن الأذان على طهارة هو من باب تعظيم شعائر الله والصلاة والمساجد . 2 - ومن الأخطاء في الأذان :- ما يفعله البعض من التلحين والتطريب الخارجين عن الحد . الشيء الذي يُفقد الأذان جماله وعظمته ، فهذا خطأ ، فالأذان يُؤدَّى بصوت عال وبطريقة عادية ليس فيها تنطع أو مهانة للأذان . والبعض الآخر يَهُذُّ الأذان هذّاً سريعاً فلا يُفهم ما يقول ، ولا تستطيع أن تُتابعه وتقول مثلما يقول ، وهذا خطأ ، فالأذان من شعائر الإسلام العظيمة يجب أن يُحترم وأن يُؤدى بطمأنينة وبوضوح . 3 - ومن الأخطاء العظيمة التي يقع فيها المؤذنون أنهم يمدون كلمة ( أكبر ) فتصبح ( أكبار ) وهذا لا يجوز لأن معنى ( أكبار ) هو الطبول ، فانظر إلى هذا الاختلاف الكبير في المعنى الذي يُحوِّله إلى كفر لفظي . فيجب على المؤذنين مراعاة ذلك . والذي يجوز مده هو كلمة الجلاله ( الله ) ثم ينطق بكلمة أكبر سريعة مقطوعة عن المد . والأفضل - أيضاً - عدم مد كلمة ( حي ) فلا يقول ( حاي ) . وكذلك عدم مد لفظه ( أشهد ) فلا يجعلها ( أشهاد ) والأفضل والأكمل أن يأتي المؤذن بالأذان مُعرباً صحيحاً . 4- ومن الأخطاء في أداء الأذان :- تحقيق الواو التي بين لفظ الجلالة ( الله ) وبين لفظ ( أكبر ) فتصبح ( الله و أكبر ) وهذا خطأ كبير فليس في العبارة واو أصلاً بل هي ضمة ( اللهُ ) فتُنطق ضمة وتوصل بما بعدها بسرعة . ونطق الواو يُشير إلى الشركة والتسوية ، ويصبح المعنى : الله .... ومعه أكبر . فليحذر المؤذنون من كل ذلك ، وعليهم أن يتقوا الله تعالى ويتعلموا ويسألوا أهل العلم في ذلك . فإن من المحزن والمؤسف أن يكون الإعلام بدخول وقت الصلاة والتي هي عماد الدين ، فيه ألفاظ ومخالفة أو شركية . 5 - ويُخطىء بعض الناس عندما يأتون بألفاظ وعبارات غير مشروعة عند الأذان او بعده ، مثل قولهم عند سماع الأذان :- (يا مرحباً بذكر الله او حيا الله ذكر الله ) وهذه العبارات معناها جيد وصحيح ، ولكن السّنة أن يقول الإنسان مثلما يقول المؤذن إلا في الحيعلتين اي ( حي على الفلاح وحي على الصلاة ) ... 6 - ومن الأخطاء عند بعض الناس قولهم - عند الإقامة - عبارات لا اصل له في الشرع ، مثل ( أقامها الله وأدامها ، أو قائمين لله طائعين ، أو اللهم أحسن وقوفنا بين يديك ، ....... ) وكل هذا لم يرد ، بل الوارد أن يقول الإنسان مثلما يقول المقيم للصلاة ، أي يقول نفس ألفاظ الإقامة أو يسكت . 7 - ومن الأخطاء :- قول بعض الناس عند قول المؤذن : حي على الصلاة أو حي على الفلاح او الصلاة خير من النوم ، يقول : صدقت وبررت وكما سبق ذكره : أن السنة هي القول بمثل ما يقول المؤذن إلا في قوله - حي على الصلاة وحي على الفلاح ، إذ يقول السامع : لا حول ولا قوة إلا بالله ، وعند قول المؤذن في أذان الفجر : الصلاة خير من النوم فإنه يقول مثله أو يسكت . 8 - ومن أخطاء بعض المؤذنين ممن يتبعون بعض المذاهب أنهم يقولون بين حي على الصلاة وحي على الفلاح ، يقولون : حي على خير العمل ، وهذه بدعة محدثة لا أصل لها في الأذان ، يقول الشيخ صالح الفوزان : الأذان عبادة مشروعة بأذكار مخصوصة بيَّنها النبي صلى الله عليه وسلم لأمته بإقراره لها ، فلا يجوز للإنسان أن يتعدى حدود الله فيها ، أو يزيد فيها شيئاً من عنده لم يثبت به النص . من فتاوى إسلامية ، جمع محمد مسند . وهذه الزيادة هي من زيادات الشيعة والصوفية . 9 - ومن الأخطاء - أيضاً - أن بعض الناس يزيد في الدعاء المشروع بعد الأذان ، فالوارد والثابت هو :- اللهم رب هذه الدعوة التامة ، والصلاة القائمة ، آت محمداً الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته ) رواه البخاري فهم يزيدون فيقولون ( اللهم إني اسألك بحق هذه الدعوة التامة ) وبعضهم يقول ( آت سيدنا محمداً ) والسنة أن يقول ( آت محمدا ) وبعضهم يقول : ( آت محمداً الوسيلة والفضيلة ، والدرجة العالية الرفيعة ) ويزيد بعضهم ( والدرجة العالية الرفيعة من الجنة ) ويزيد آخرون ( يا أرحم الراحمين ) وكل ذلك لم يثبت ، وكل الأحاديث التي ذَكرت ذلك لا تصح .
** *** **
ـــــــــــــــــــــ وللحديث بقية إن شاء الله ...... أخطاء شائعة فيما يخص الصلاة
للفائدة
السؤال: ما الحكم في التغني بالآذان والتمطيط في أحرف العلة؟ إن الحديث الذي يتناول حرمة الغناء يتضمن أيضا أخذ المال (عليه). هل التغني بالأذان حرام بعينه أم لا؟. الجواب: الحمد لله لا يجوز التغني بالأذان والتطريب به ، وليس هو كحرمة الغناء ، بل هو متردد بين الكراهة والتحريم إلا أن يغيِّر المعنى فيحرم . 1. قال زين الدين العراقي : والمستحب أن يترسل في الأذان ، … ويكره التمطيط وهو التمديد [ والتغني ] وهو التطريب ، لما روي أن رجلا قال لابن عمر " إني لأحبك في الله قال : وأنا أبغضك في الله إنك تبغي في أذانك " قال حماد يعني التطريب . 2. قال ولي الدين العراقي : قال الشاشي في " المعتمد " : الصواب أن يكون صوته بتحزين وترقيق ليس فيه جفاء كلام الأعراب ولا لين كلام المتماوتين … قال صاحب " الحاوي " : البغي تفخيم الكلام والتشادق فيه ، قال : ويكره تلحين الأذان ؛ لأنه يخرجه عن الإفهام ولأن السلف تجافوه ، وإنما أُحدث بعدهم . " طرح التثريب " ( 3 / 118 - 120 ) . 3. قال ابن الحاج : فصل في النهي عن الأذان بالألحان وليحذر في نفسه أن يؤذن بالألحان وينهى غيره عما أحدثوا فيه مما يشبه الغناء ، وهذا ما لم يكن في جماعة يطربون تطريبا يشبه الغناء حتى لا يعلم ما يقولونه من ألفاظ الأذان إلا أصوات ترتفع وتنخفض وهي بدعة مستهجنة قريبة العهد بالحدوث أحدثها بعض الأمراء بمدرسة بناها ثم سرى ذلك منها إلى غيرها وهذا الأذان هو المعمول به في الشام في هذا الزمان وهي بدعة قبيحة إذ إن الأذان إنما المقصود به النداء إلى الصلاة فلا بد من تفهيم ألفاظه للسامع ، وهذا الأذان لا يفهم منه شيء لما دخل ألفاظه من شبه الهنوك والتغني ، وقد ورد في الحديث عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد " … وقال الإمام أبو طالب المكي رحمه الله في كتابه ومما أحدثوه التلحين في الأذان وهو من البغي فيه والاعتداء ، قال رجل من المؤذنين لابن عمر : إني لأحبك في الله ، فقال له : لكني أبغضك في الله ، فقال : ولم يا أبا عبد الرحمن ؟ قال : لأنك تبغي في أذانك ، وتأخذ عليه أجرة ، وكان أبو بكر الآجري رحمه الله يقول خرجت من بغداد ولم يحل لي المقام بها قد ابتدعوا في كل شيء حتى في قراءة القرآن وفي الأذان يعني الإجارة والتلحين انتهى . " المدخل " ( 2 / 245 ، 246 ) . 4. قال في " المدونة " : ويكره التطريب في الأذان ، قال في " الطراز " : والتطريب : تقطيع الصوت وترعيده ، وأصله خفة تصيب المرء من شدة الفرح أو من شدة التحزين ، وهو من الاضطراب أو الطربة ، قال في " العتبية " : التطريب في الأذان منكر ، قال ابن حبيب : وكذلك التحزين من غير تطريب ولا ينبغي إمالة حروفه والتغني فيه ، والسنة فيه أن يكون محدراً معلنا يرفع به الصوت انتهى ، وقال ابن فرحون : والتطريب : مد المقصور ، وقصر الممدود ، وسمع عبد الله بن عمر رجلا يُطرِّب في أذانه ، فقال: لو كان عمر حيّاً فكَّ لحييك انتهى ، وقال ابن ناجي : يكره التطريب ؛ لأنه ينافي الخشوع والوقار ، وينحو إلى الغناء ، والكراهة في التطريب على بابها إن لم تتفاحش وإلا فالتحريم ، وألحق ابن حبيب التحزين بالتطريب ، نقله أبو محمد . … فتحصل من هذا أنه يستحب في المؤذن أن يكون حسن الصوت ، ومرتفع الصوت ، وأن يُرجع صوته ، ويكره الصوت الغليظ الفظيع ، والتطريب والتحزين إن لم يتفاحش وإلا حرم . " مواهب الجليل " لحطاب ( 1 / 437 ، 438 ) . 5. قال الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله : ثم التمديد الزائد عن المطلوب في الأذان ما ينبغي ، فإن أحال المعنى : فإنه يبطل الأذان ، حروف المد إذا أعطيت أكثر من اللازم : فلا ينبغي ، حتى الحركات إذا مدَّت : إن أحالت المعنى : لم يصح وإلا كره " . " فتاوى الشيخ محمد بن إبراهيم " ( 2 / 125 ) . 6. قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : الملحن : المطرَّب به ، أي : يؤذن على سبيل التطريب به كأنما يجر ألفاظ أغنية : فإنه يُجزئ لكنه يكره . الملحون : هو الذي يقع فيه اللحن ، أي : مخالفة القواعد العربيَّة ، ولكن اللحن ينقسم إلى قسمين : قسم لا يصح معه الأذان ، وهو الذي يتغير به المعنى . وقسم يصح به الأذان مع الكراهة ، وهو الذي لا يتغير به المعنى ، فلو قال المؤذن " الله أكبار " لا يصح ؛ لأنه يحيل المعنى ، فإن " أكبار " جمع كَبَر ، كأسباب جمع سبب وهو " الطبل " . " الشرح الممتع " ( 2 / 62 ، 63 ) . والله أعلم. الإسلام سؤال وجواب الشيخ محمد صالح المنجد (www.islam-qa.com) وقفه :- سأل المغيرة بن مخادش الحسن ، فقال : يا أبا سعيد ، كيف نصنع بمجالسة اقوام يحدثوننا حتى تكاد قلوبنا تطير ؟ فقال : والله لأن تصحب أقواماً مخوفونك حتى تدرك أمناً خيرٌ لك من أن تصحب أقواماً يؤمِّنونك حتى تلحقك المخاوف . الحقاق |
ج - أخطاء شائعة فيما يخص الصلاة
:- 1 - بعض الأئمة يقولون عند تسوية صفوف المصلين ( إن الله لا ينظر إلى الصف الأعوج ) وهذه العبارة لم ترد ولم يصح الحديث الذي ذكرها ، وهناك من الأحاديث الصحيحة الثابتة ما يكفي عنها : مثل قوله صلى الله عليه وسلم ( سوُّوا صفوفكم ) متفق عليه ، وقوله صلى الله عليه وسلم ( رصّوا صفوفكم وقاربوا بينها ) رواه أحمد وأبو داود . 2 - ومن الأخطاء : أن بعض المصلين عندما يدخل المسجد ، ويريد صلاة النافلة ، أو إدراك الجماعة فتراه يُكبر للصلاة وهو لا يزال يمشي ولم يقف بعد ولم يثبت ويتهيأ للتكبير ؛ وهذا خطأ ، فالمصلي يجب عليه أن يقيم نفسه ، ويقف وقوفاً صحيحاً مطمئناً ثم يُكبر . 3 - ومن الأخطاء : أن بعض المرضى يتركون الصلاة ، ثم إذا عافاه الله صلى ؛ وقد يقضي ما فاته وقد لا يقضي وهذا خطأ عظيم ، فالصلاة لا يجوز للإنسان تركها مطلقاً ؛ في الصحة ولا في المرض ولا في أي ظرف من الظروف فإن كان الإنسان مريضاً فإنه يُصلي حسب حاله واستطاعته قائماً أو قاعداً أو مستلقياً أو .... حسب مايستطيع . وفي غير المرض أيضاً لا تُترك الصلاة أبداً حتى في حال الحرب ولقاء العدو ، ولا تسقط الصلاة عن الإنسان إلا بزوال عقله وذهاب تفكيره . 4 - ومن الأخطاء :- تَساهُل كثير من الناس في عدم قراءة الفاتحة قراءة صحيحة في الصلاة ، وقد قال جمع كبير من العلماء بعدم جواز صلاة من لم يُحسن الفاتحة ، وعلى الإنسان أن يتعلمها ويحفظها باللفظ الصحيح السليم ، وهذا الأمر سهل وميسور فالعلماء كثير والمساجد مليئة بحلقات التحفيظ ، والتسجيلات الإسلامية مليئة بالأشرطة القرآنية . 5 - ومن الأخطاء الشائعة في أداء الصلاة : عدم الطمأنينة في الصلاة ، والتهاون في تطبيق أركانها وواجباتها وسننها ، فتجد بعض الناس يُصلي صلاة ( اسمية ) بدون طمأنينة ولا خشوع ولا تطبيقٍ صحيح للأركان والواجبات ، بل ويترك معظم السُنن . وهذا لا يليق بالمسلم الصادق ، فإن شأن الصلاة عظيم ومنزلتها رفيعة ولها شروط أحكام ، ولها أركان وواجبات ، ولها طريقة تُؤدى بها ، فالصلاة تُردّ على صاحبها ولا تُقبل منه إذا هو لم يُحقق أحكامها . فيا أيها المسلم :- يا من توضأت وسعيت للمسجد وتكلفت المشقة والوقت أتمم هذا الخير وحقق لنفسك الأجر ، وأقم صلاتك صحيحة بخشوع وطمأنينة بأركانها وواجباتها لكي يقبلها الله منك ، ولا تذهب عملك وتعبك سدى ( وكم من قائم ليس له من قيامه إلا التعب والسهر ) . إن أولى عمل بالإقامة وحسن الأداء ، والطمأنينة والخشوع هو الصلاة ، وقد يكون الكثير من الناس يجهل أن ترك ركن من أركان الصلاة عمداً أو سهواً يُبطلها ، وترك واجب من واجباتها عمداً يُبطلها ، أما تركه سهواً فإنه يُجبر بسجود السهو ، كما أن المحافظة على سنن الصلاة فيه أجر عظيم وتعظيم لشعائر الله . 6- ومن الأخطاء الشائعة : كثرة العبث في الصلاة . فإنك ترى الكثير من الناس يغلب عليهم العبث وكثرة الحركة فتجده ينحرف ذات اليمين وذات الشمال ويرفع يديه ويُنزلها وينظر في اساعة أو يُعدل ثيابه أو يحك جسده بغير حاجة أو يُدخل يده في جيبه او ... او ..... . إن الحركة في الصلاة يغير حاجة مكروهة وإن زادت فإنها تُبطل الصلاة ، فالحركة الكثيرة المتوالية لغير ضرورة تُبطل الصلاة ، كما أن الضحك يُبطلها ، ومسابقة الإمام تبطلها . 7 - ومن الأخطاء العظيمة ك- التهاون في أداء صلاة الفجر . فإنك ترى المساجد مليئة بالمصلين في أوقات الظهر والعصر والمغرب والعشاء ، ولكنك تراها فارغة في وقت صلاة الفجر فلا تكاد تجد غير صف واحد أو صفين ، وهذا دليل على ضعف الإيمان ، عدم الاهتمام بالصلاة . وصلاة الفجر فرض عين كباقي الصلوات ، بل جاء في فضلها والتأكيد عليها مالم يأت في غيرها ، فقد جاء في القرآن الكريم قوله تعالى ( وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهوداً ) سورة الإسراء : 78 . قال أهل التفسير المقصود بقرآن الفجر هو صلاة الفجر ، وفي الحديث قال صلى الله عليه وسلم ( لو يعلموا ما في العتمة والصف الأول لأتوهما ولو حبواً ) متفق عليه . وقال صلى الله عليه وسلم ( من صلى البردين دخل الجنة ) والبردان هما صلاة الفجر والعصر . وهناك الكثير من الأحاديث التي تدل على عظم صلاة الفجر وفضلها فالواجب على المسلم أن ينزع عنه النوم والكسل ، ويستعين بالله وينهض للصلاة ، ولا يتعلل بقلة النوم أو السهر أو التعب ، وعليه أن يفعل الأسباب التي تُعينه على أداء الصلاة مثل :- النوم مبكراً - ووضع المنبه - وعدم السهر الطويل وغير ذلك .. وأعظم من ذلك كله أن يستعين بالله ويعزم على أداء الصلاة . 8 - ومن الأخطاء :- قول بعضهم لمن فرغ من الصلاة : حرماً ، فيرد عليه الآخر ويقول : جمعاً ، فهذه عبارات معناها جيد والكنها لم ترد عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه ، فتُعد من البدع المحدثة ، التي ينبغي تركها .
** *** **
ــــــــــــــــــــــــــــــــ وللحديث بقية إن شاء الله تعالى .... أخطاء شائعة في مسائل تتعلق بالحج والعمرة والمشاعر .
للفائدة
السؤال: ما حكم تأخير إقامة صلاة الفجر حتى قرب الشروق وليس في وقتها ؟. الجواب: الحمد لله أولاً : الصلوات الخمس لها وقت محدد : أوله وآخره ، يجب أداء الصلاة فيه ، قال الله تعالى : ( إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَوْقُوتاً ) النساء/103 . " أي مفروضاً في وقته . فدل ذلك على فرضيتها وأن لها وقتاً لا تصح إلا به ، وهو هذه الأوقات التي قد تقررت عند المسلمين صغيرهم وكبيرهم ، عالمهم وجاهلهم ، وأخذوا ذلك عن نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم بقوله : (صلوا كما رأيتموني أصلي ) " انتهى من تفسير السعدي (ص 204) . وتأخير الصلاة عن وقتها من غير عذر من الكبائر ، وقد توعد الله تعالى عليه بقوله : ( فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ ) الماعون/4، 5 . قال عبد الله بن عباس رضي الله عنهما : الذين يؤخرونها عن أوقاتها . انظر تفسير القرطبي (20/211) . ثانياً : وقد سبق في جواب السؤال (9940) بيان أوقات الصلوات الخمس . ووقت صلاة الفجر من طلوع الفجر الصادق إلى طلوع الشمس . قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( وَوَقْتُ صَلاةِ الصُّبْحِ مِنْ طُلُوعِ الْفَجْرِ مَا لَمْ تَطْلُعْ الشَّمْسُ ) . رواه مسلم (612) . فإذا صلاها في هذا الوقت فقد صلاها في وقتها ، وعلى هذا ، فما جاء في السؤال من أن الصلاة قرب الشروق لا تكون في وقتها ليس صحيحاً ، بل وقت صلاة الصبح ممتد إلى شروق الشمس . ثانياً : قد يكون السائل أراد الإشارة إلى بعض الناس الذين يؤخرون صلاة الفجر حتى يتيقنوا أو يغلب على ظنهم دخول وقتها ، وذلك نظراً لما قيل من خطأ التقاويم الموجودة الآن في تحديد وقت صلاة الفجر . غير أن هذا الخطأ لا يصل إلى هذا الحد ، بل قدره بعض العلماء بـ (20) إلى (30) دقيقة . راجع السؤال (26763) . ثالثاً : كان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم أنه يصلي الفجر قبل ظهور ضوء النهار ، وقد دل على ذلك عدة أحاديث . 1- روى البخاري (560) ومسلم (646) عن جَابِر بْن عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي الصُّبْحَ بِغَلَسٍ . 2- وروى البخاري (872) ومسلم (645) عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصَلِّي الصُّبْحَ بِغَلَسٍ فَيَنْصَرِفْنَ نِسَاءُ الْمُؤْمِنِينَ لا يُعْرَفْنَ مِنْ الْغَلَسِ أَوْ لا يَعْرِفُ بَعْضُهُنَّ بَعْضًا . " الغَلَس : ظلمة آخر الليل ، كما في القاموس ، وهو أول الفجر " انتهى من "سبل السلام" . وقال النووي : " قَوْله : ( مَا يُعْرَفْنَ مِنْ الْغَلَس ) هُوَ بَقَايَا ظَلام اللَّيْل . قَالَ الدَّاوُدِيّ : مَعْنَاهُ مَا يُعْرَفْنَ أَنِسَاء هُنَّ أَمْ رِجَال " انتهى من شرح مسلم للنووي . 3- وروى ابن ماجه (671) عن مُغِيث بْن سُمَيٍّ قَالَ : صَلَّيْتُ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ الصُّبْحَ بِغَلَسٍ ، فَلَمَّا سَلَّمَ أَقْبَلْتُ عَلَى ابْنِ عُمَرَ ، فَقُلْتُ : مَا هَذِهِ الصَّلاةُ ! قَالَ : هَذِهِ صَلاتُنَا كَانَتْ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ ، فَلَمَّا طُعِنَ عُمَرُ أَسْفَرَ بِهَا عُثْمَانُ . صححه الألباني في صحيح ابن ماجه . فهذه الأحاديث تدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي الصبح في أول وقتها . وقال ابن قدامة في "المغني" (1/540) : " وَأَمَّا صَلاةُ الصُّبْحِ فَالتَّغْلِيسُ بِهَا أَفْضَلُ , وَبِهَذَا قَالَ مَالِكٌ وَالشَّافِعِيُّ وَإِسْحَاقُ . وَرُوِيَ عَنْ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَابْنِ مَسْعُودٍ وَأَبِي مُوسَى وَابْنِ الزُّبَيْرِ وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ مَا يَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ " انتهى . الإسلام سؤال وجواب (www.islam-qa.com) وقفه :- قيل للأحنف بن قيس : ما أحلمك ! قال : لست بحليم ، ولكني أتحالم ، والله إني لأسمع الكلمة فأحمُّ لها ثلاثاً ما يمنعني من الجواب عنها إلا خوفي من أسمع شرًّا منها . الحقاق |
د- أخطاء شائعة في مسائل تتعلق بالحج والعمره والمشاعر :-
1 - يظن بعض الناس أنه لا يجوز دخول مكة بدون إحرام - مطلقاً - وهذا خطأ . يقول الشيخ ابن باز رحمه الله ( إن قدم الإنسان إلى مكة لم يُرد حجاً ولاعمرة ، إنما جاء للبيع أو الشراء أو لزيارة بعض الأقرباء والأصدقاء أو لغرض آخر ، فليس عليه إحرام على الصحيح ، وله أن يدخل بدون إحرام ، هذا هو الراجح في قولي العلماء ، ثم قال : والأفضل أن يحرم بالعمرة ليغتنم الفرصة ) من كتاب فتاوى الحج والعمرة والزيارة للشيخ عبدالعزيز بن بار . 2 - ومن الأخطاء :- اعتقاد بعض الناس أن ركعتي الإحرام واجبة . وهذا غير صحيح ، فليست هناك صلاة خاصة بالإحرام ولم يثبت شيء جازم في سُنِّية تلك الركعتين والأفضل أن يحرم الإنسان بعد صلاة فريضة من الفرائض إذا دخل وقتها وهو في الميقات . 3 - ومن الأخطاء الشائعة :- اعتقاد كثير من الحجاج والمعتمرين أنه لا يجوز تبديل ملابس الإحرام إلا بعد التحلل ، وهذا خطأ ؛ بل يجوز للمحرم أن يُغير ثياب الإحرام بسبب أو بدون سبب سواء كان ذلك التغيير لسقوط النجاسة عليها أو سقوط الأوساخ أو لمجرد النظافة والجمال . 4 - ومن الأخطاء :- أن الناس يضطبعون في الإحرام أي ( يُخرجون كتفهم الأيمن ) منذ أحرامهم حتى فكه ، وهذا خطأ ؛ لأن الاضطباع لا يُسن إلا في طواف القدوم فقط ، ولا يكون عند بداية الإحرام ، ولا في السعي ولا في طواف الإضافة ولا في عرفة ولا غيرها . 5 - ومن الأخطاء الشائعة :- أن كثيراً من الناس يظنون أنه يلزم الدخول للحرم من باب معين مثل باب العمرة إذا كان معتمراً ، أو من باب السلام أو غيره من الأبواب ، ويظن أن لتلك الأبواب أفضلية أو أنه إذا لم يدخل منها فإنه أنقص من مشاعره ، فكل ذلك لا أصل له فالحاج والمعتمر يدخلان من أي باب شاءا ، وحسب ما تيسر لهما . 6 - ومن الأخطاء :- التلبية الجماعية ، وهذا مخالف للسنة فالسنة أن يُلبي كل واحد لنفسه منفرداً غير متعلق بغيره ويُسن للرجال رفع أصواتهم بالتلبية . 7 - ومن الأخطاء : ظن الكثير من الناس أنه لا يجوز للرجل أن يجامع زوجته في الحج مطلقاً ، وهذا خطأ ، فيجوز للإنسان في يوم العيد الجماع ولكن بعد أن يفعل ثلاثة أشياء وهي رمي جمرة العقبة ، والحلق أو التقصير ، وطواف الإضافة والسعي ( إن كان عليه سعي ) فإن فعل ذلك فقد حلّت له زوجته . أما قبل ذلك الوقت وبدون فعل تلك الأشياء فلا ، بل يفسد حجه ز 8 - ومن الأخطاء :- إن بعض الحجاج والمعتمرين عندما يريد التقصير من شعره فإنه يقص شعيرات قليلة من الأمام ، أو من كل جانب شعرة ، وهذا الفعل خطأ ، ولا يُجزء ولا يحل بعده الحاج من إحرامه ؛ لأن الواجب تعميم التقصير من كامل الرأس ، بشأن من فعل هذا " إن كان حاجاً فإنه يبقى في ثبابه ويكمل تقصير رأسه ، وإن كان في عمرة فعليه أن يخلع ثيابه التي لبسها ثم يلبس ثياب الإحرام مرة ثانية ثم يُقصر تقصيراً تاماً " فتاوى الحج والعمرة . 9 - ومن الأخطاء :- ظن بعض الناس أن هناك أدعية مخصوصة بعينها في الطواف والسعي ، وعند رؤية الكعبة ، أو عند دخول المسجد الحرام أو في عرفة أو في منى أو في غير ذلك من المشاعر ، وهذا غير صحيح ، يقول الشيخ ابن عثيمين ( وهذا من البدع التي لم ترد عن الرسول صلى الله عليه وسلم ولا أصحابه ، خاصة إن خصص كل شوط في الطواف والسعي بدعاء ) فتاوى الحج والعمرة . والصواب أن الحاج أو المعتمر يدعو بما شاء ، ويذكر الله بما شاء من الأدعية والذكر المشروع ؛ إلا أنه يُكبر كلما حاذى الحجر الأسود ، ويقول بين الركنين - اليماني والحجر - ( ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الأخرة حسنه وقنا عذاب النار ) . 10 - ومن الأخطاء :- اعتقاد بعض الناس أن تقبيل الركن اليماني مشروع . وهذا لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم والأصل في العبادات الاتباع ، فلا يُشرع ولا يُسن للإنسان أن يُقبل الركن اليماني ، بل يمسح عليه باليد اليمنى مسحاً فقط ، أما الحجر الأسود فيشرع تقبيله ومسحه .
** *** **
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ وللحديث بقية إن شاء الله تعالى .......
للفائدة
السؤال: قال حمزة يوسف عندما تحدث عن المخاوف التي يخافها الناس من الصوفية : " السبب الرابع: هو الخوف عموماً من الضلال باتباع عقائد خفية دون التأكد من صحتها كما يحدث لكثير من الجهال ، لذلك ربما يسمع الجهال من الناس بعض العبارات التي تقال على ألسنة الصوفية ولا يفهمونها بالكلية ، وفي طبقات الإمام الذهبي أن أبا اليزيد البسطامي يعتبر فقيهاً وأن الإمام الذهبي يُعتبر تلميذ ابن تيمية ويَعتبر أبا اليزيد البسطامي مصدراً للحديث ، ولكنَّ أبا اليزيد هذا هو الذي قال " سبحاني " وهذه الكلمة معروفة بالكلمة الفنية للصوفيين " شطحة " بحيث لو قالها شخص وهو مغيب النفس لا يؤاخذ بها ، وهناك دليل في البخاري عن عبدٍ في وسط الصحراء وفيه يقول النبي صلى الله عليه وسلم أن الرجل لما وجد راحلته المفقودة صاح بفرحة " اللهم أنت عبدي وأنا ربك " ، وأوضح النبي صلى الله عليه وسلم أن هذا العبد أخطأ في مقولته بعد أن وجد راحلته ، هذا بالنسبة للشخص الذي وجد راحلته فكيف بالشخص الذي يجد ربَّه ؟ . هل يعني الحديث في البخاري أن الكلمات التي يقولها الشخص وهو في حالة " سكر روحي " معفو عنها ؟. الجواب: الحمد لله أبو يزيد البسطامي هو: طيفور بن عيسى ، توفي سنة 261 هـ . ولا يُعلم عنه أنه كان من المشتغلين بالحديث ، ولم يذكر ذلك عنه الذهبي في ترجمته، بل ذَكَرَ عنه ما قد يُؤخذ منه سخريته من أهل الحديث ودعواه أنه يتلقى علمه عن الله تعالى مباشرة!! وهو قوله : ما المحدِّثون ؟ إن خاطبهم رجل عن رجل فقد خاطبنا القلب عن الرب!! وقد نُقلت عنه شطحات كثيرة قوله : "ما في الجُبَّة إلا الله"، و "ما النَّار ؟ لأستندنَّ إليها غداً وأقول : اجعلني فداءً لأهلها وإلا بلعتُها" ، و "ما الجنَّة ؟ لعبة صبيان، ومراد أهل الدنيا" . ومن أجل هذه العبارات التي ظاهرها الكفر والإلحاد حكم عليه بعض العلماء بفساد الاعتقاد، وأنه مبتدع واعتذر عنه آخرون . قال ابن كثير رحمه الله : وقد حُكي عنه شطحاتٌ ناقصاتٌ ، وقد تأوَّلها كثيرٌ من الفقهاء والصوفية ، وحملوها على محاملَ بعيدةٍ ، وقد قال بعضُهم إنَّه قال ذلك في حال الاصطلام – أي : الفناء – والغيبة ، ومن العلماء مَن بدّعه وخطّأه وجعل ذلك من أكبر البدع ، وأنَّها تدلُّ على اعتقادٍ فاسدٍ كامِنٍ في القلب ظهر في أوقاته . " البداية والنهاية " ( 11 / 38 ) . وبالرجوع إلى سير أعلام النبلاء للذهبي تبين أن الذهبي لم يصف أبا يزيد بأنه فقيه ، ولا اعتبره مصدراً للحديث ، بل نقل عنه كلمات جيدة ، ونقل عنه أيضاً هذه الشطحات ، فقال : وجاء عنه – أي : عن أبي يزيد - أشياء مشكلة لا مساغ لها ، الشأن في ثبوتها عنه ، أو أنه قالها في حال الدهشة والسكر والغيبة والمحو ، فيطوى ولا يحتج بها ، إذ ظاهرها إلحاد مثل "سبحاني" ، و "ما في الجبة إلا الله" ، "ما النار ؟ لأستندن إليها غداً وأقول : اجعلني فداء لأهلها وإلا بلعتُها" ، و "ما الجنة ؟ لعبة صبيان ، ومراد أهل الدنيا" . . . إلخ " سير أعلام النبلاء " ( 13 / 88 ) . ولعل الذي حمل بعض العلماء على الاعتذار عنه أنه نُقلت عنه كلمات جيدة في الحث على اتباع الشرع والوقوف عند حدوده ، مع ما حُكي عنه أنه كان إذا أفاق أنكر هذه الشطحات . انظر : منهاج السنة (5/357) ، ومدارج السالكين (2/119) . ومما ينبغي أن يُعلم أن مثل هذه الكلمات غاية أمر صاحبها أن يكون معذوراً فيها غير مؤاخذ عليها ، ولا يصح أن تجعل هذه الكلمات دليلاً على الولاية والعلم والتحقيق . قال شيخ الإسلام : والذين يذكرون عن أبى يزيد وغيره كلمات من الاتحاد الخاص ونفي الفرق ويعذرونه في ذلك يقولون إنه غاب عقله حتى قال : "أنا الحق" و "سبحاني" ، و "ما في الجبة إلا الله" . ويقولون إن الحب إذا قوي على صاحبه وكان قلبه ضعيفا يغيب بمحبوبه عن حبه ، وبموجوده عن وجوده ، وبمذكوره عن ذكره ، حتى يفنى من لم يكن ، و يبقى من لم يزل . . . فمثل هذا الحال التي يزول فيها تمييزه بين الرب والعبد وبين المأمور والمحظور ليست علما ولا حقا ، بل غايته أنه نَقَصَ عقلُه الذي يفرق به بين هذا وهذا ، وغايته أن يعذر لا أن يكون قوله تحقيقا اهـ مجموع الفتاوى 8/313. ثم محل العذر إذا كان الإنسان وصل إلى حال غياب العقل من غير اختياره ، أما إذا فعل ما يذهب عقله ، فإنه يلام بلا شك على ذلك الفعل . كما لو شرب الخمر أو جعل يرقص في حِلَق الذكر حتى غاب عن الوعي . قال شيخ الإسلام : لكن بعض ذوى الأحوال قد يحصل له فى حال الفناء القاصر سكر وغيبة . . . فقد يقول فى تلك الحال : "سبحانى" أو "ما فى الجبة إلا الله" أو نحو ذلك من الكلمات التى تؤثر عن أبى يزيد البسطامى . . . وكلمات السكران تطوى ولا تروى ولا تؤدى إذا لم يكن سكره بسبب محظور من عبادة أو وجه منهى عنه فأما إذا كان السبب محظورا لم يكن السكران معذورا ، لا فرق في ذاك بين السكر الجسمانى والروحانى اهـ مجموع الفتاوى (2/461) . وأما مدح هذه الكلمات ، وكذلك مدح كلام الرجل الذي أخطأ من شدة الفرح وقال : "اللهم أنت عبدي وأنا ربك" فمن الخطأ الفاحش إذ كيف يمدح هذا الكلام بعد ما وصفه النبي صلى الله عليه وسلم بالخطأ فقال : (أخطأ من شدة الفرح) ؟! وهذه الكلمات تدل على نقص عقل صاحبها أو غيابه بالكلية وقت تلفظه بها ، فكيف يكون نقص العقل وغيابه مدحاً وكمالاً وولايةً ؟! وهؤلاء أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كانوا أكمل البشر بعد الأنبياء خوفا من الله ، ورجاء له ، وتحقيقا للعبودية والولاية لم تنقل عنهم مثل هذه الكلمات لكمال عقولهم واتباعهم للشرع رضي الله عنهم أجمعين . الإسلام سؤال وجواب (www.islam-qa.com) وقفه :- أي بني ، خف الله خوفاً ترى أنك لو أتيته بحسنات أهل الأرض لم يقبلها منك ، وأرجهُ رجاءَ من ترى أنك لو أتيته بسيئات اهل الأرض لغفرها لك ، وإذا هممت بخير فبادر به ، وإذا هممت بشرِّ فتأنّ عنه . " نصيحة علي رضي الله عنه لولده الحسن رضي الله عنهما " الحقاق |
11 - ومن الأخطاء :-
أن بعض الناس في أثناء الطواف يستلم أركان الكعبة الأربعة ويقبلها وهذا خطأ ، فالمشروع هو استلام الحجر والأسود وتقبيله إن أمكن وإلا فبالإشارة إليه ، ويشرع استلام الركن اليماني دون تقبيل إن أمكن وإلا فيشير إليه بيده ، أما استلام الركنين الآخرين ، الشمالي والغربي فهو من البدع ، وقد أنكر عبدالله بن عباس - رضي الله عنهما - على معاوية رضي الله عنه استلام لجميع أركان الكعبة وقال له :- " لم تستلم هذين الركنين ( يقصد الشمالي والغربي ) ولم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يستلمها . فقال معاوية :- ليس شيء من البيت مهجوراً . فقال أبن عباس :- لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة . فقال معاوية :- صدقت . ورجع عن فعله " . 12- ومن الأخطاء :- التلفظ بالنية للطواف والسعي . فيقول الحاج أو المعتمر ( اللهم إني نويت أن أطوف سبعة أشواط للحج أو للعمرة ) ، وكذلك في السعي يقول ( اللهم أني نويت أن أسعى سبعة أشواط للعمرة أو للحج ) . وهذا الفعل بدعة ولا ينبغي التلفظ بالنية إلا عند الإحرام . 13- ومن الأخطاء :- ظن بعض الناس أن ركعتي الطواف لا بد أن تكون خلف مقام إبراهيم - عليه السلام - وإلا فإنها لا تصح . وهذا خطأ ، فإن تيسر له صلاهما خلف المقام ، وإلا فإنهما يجزين في أي مكان في المسجد . 14- ومن الأخطاء :- الوقوف للدعاء خلف مقام إبراهيم . وهذا الدعاء بهذا الأسم وفي هذا المكان لا أصل له في السّنة وينبغي تركه . 15- ومن الأخطاء :- أن كثيراً من الناس يتعبدون لله بالسعي في غير الحج أو العمرة ، ويظنون أن التطوع بالسعي مشروع كالطواف ، وهذا خطأ ، فالتعبد لله بالسعي لا أصل له مطلقاً بل هو بدعة ، أما التعبد لله بالطواف فإنه يجوز كالصلوات النافلة وأعمال الطاعات الأخرى . 16 - ومن الأخطاء :- صعود النساء على جبلي الصفا والمروة ، وهذا خطأ ، فالنساء لا يُشرع لهن الصعود وإنما يقفن في أسفلهما ثم ينحرفن لأداء الشوط التالي . 17 - ومن الأخطاء ك- التمسّح بجدران الكعبة وثيابها والتبرك بذلك والتبرك بالحجر الأسود والركن اليماني أو بالمقام أو بأي شيء في المسجد الحرام ، وكل ذلك خطأ ، فلا يجوز التبرك بجدران الكعبة ولا بالحجر الأسود ولا بشيء آخر في المسجد . وإنما يكون التبرك في المسجد الحرام بالصلاة والدعاء والذكر وقراءة القرآن ، وطلب بركته في زيادة ثواب الصلاة فيه ومضاعفة الأعمال . 18 - ومن الأخطاء :- الظن بأنه لا يجوز في لباس الإحرام إلا اللون الأبيض ، وهذا خطأ ، فللإنسان أن يلبس أي لون آخر سواء للرجال أو للنساء بحيث يكون مطابقاً لشروط لباس الإحرام . 19 - ومن الأخطاء :- اعتقاد أن الجمرات شياطين أو بداخلها شياطين ، وهذا اعتقاد فاسد وجهل ، فليست هي شياطين ، ولكننا نتعبد الله بهذا الرمي تعظيماً لله واتباعاً لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم . 20 - ومن الأخطاء :- الظن والفهم بأن اشجار عرفة يحرم قطعها كالأشجار التي في منى ومزدلفة والتي داخل حدود الحرم وهذا خطأ فعرفة خارج حدود الحرم ( المنطقة التي حرّمها الله ) فيجوز للإنسان أن يأخذ منها للمنفعة دون إفساد أو لمجرد العبث ، واعلم أن قطع الأشجار في داخل الحرم ليس له تعلّق بالإحرام مثل قص الأظافر أو قتل الصيد أو غيره ، كلا ، وإنما علاقته بالمكان نفسه ، فما كان داخل حدود الحرم فمحرم قطعه في وقت الحج وغيره وما كان خارج حُدود الحرم فهو مباح .
** *** **
ـــــــــــــــــــــــ وللحديث بقية إن شاء الله تعالى .............
للفائدة
السؤال: وصلني عبر البريد حديث إلى النبي عليه الصلاة والسلام ، وقد رأيته في أكثر من منتدى . ومن يكتبه يقول أوصلني عبر البريد . وهذا نص الحديث : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يا علي لا تنم حتى تأتي بخمسة أشياء هي : قراءة القرآن الكريم كله ، التصدق بأربعة ألاف درهم ، حفظ مكانك في الجنة ، إرضاء الخصوم . فقال علي : وكيف يارسول الله – صلى الله عليه وسلم - ؟ قال رسول الله صلى الله علية وسلم : أما تعلم يا علي أنك : إذا قرأت ( قل هو الله أحد ) ثلاث مرات كأنك قرأت القرآن كله ؟ وإذا قرأت ( سورة الفاتحة ) أربع مرات كأنك تصدقت بأربعة الأف درهم ؟ وإذا قلت " لا إله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحي ويميت وهو على كل شيء قدير " عشر مرات فقد حفظت مكانك في الجنة ؟ وإذا قلت " أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه " عشر مرات فقد أرضيت الخصوم ؟ ثم يختمونه بقولهم : صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم فهل هذا الحديث صحيح . الجواب: الحمد لله هذا الحديث باطل موضوع . قال علماء اللجنة الدائمة عن هذا الحديث : هذا الحديث لا أصل له ، بل هو من الموضوعات ، من كذب بعض الشيعة كما نبَّه على ذلك أئمَّة الحديث . " فتاوى اللجنة الدائمة " ( 4 / 462 ، 463 ) . وقد سئل عنه الشيخ بن محمد بن صالح العثيمين فقال - رحمه الله - : هذا الحديث الذي ذكره أن النبي صلى الله عليه وسلم أوصى علي بن أبي طالب رضي الله عنه بهذه الوصايا : كذب موضوع على النبي صلى الله عليه وسلم ، لا يصح أن يُنسب إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ؛ لأن " مَن حدَّث عن النبي صلى الله عليه وسلم بحديث يرى أنه كذب فهو أحد الكذابين " ، و " مَن كذب على النبي صلى الله عليه وسلم متعمِّداً فليتبوأ مقعده من النار " ؛ إلا إذا ذكره ليبيِّن أنه موضوع ويحذر الناس منه ، فهذا مأجور عليه ، والمهم أن هذا الحديث كذب على النبي صلى الله عليه وسلم ، وعلى علي ابن أبي طالب . " فتاوى إسلامية " ( 4 / 111 ) . والله أعلم . الإسلام سؤال وجواب (www.islam-qa.com) وقفه :- أنكر عبدالله بن عباس - رضي الله عنهما - على معاوية رضي الله عنه استلام لجميع أركان الكعبة وقال له :- " لم تستلم هذين الركنين ( يقصد الشمالي والغربي ) ولم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يستلمها . فقال معاوية :- ليس شيء من البيت مهجوراً . فقال أبن عباس :- لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة . فقال معاوية :- صدقت . ورجع عن فعله " . ((((( إلى الرافضه والصوفيه اقول لكم كما قال عبدالله بن عباس رضي الله عنهما :- لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة )))))))))))) فهل انتم منتهون !!!!!!!!!!! الحقاق |
21 - ومن الأخطاء : حرص بعض الناس على الأخذ من تراب مكة أو المدينة أو من غار حراء أو من غار ثور أو من عرفة أو مزدلفة ومنى أو الأخذ من أحجارها أو غير ذلك وكل هذا من البدع والجهل وضعف الإيمان ، فلا مزية لتراب مكة والمدينة ولا أحجارهما وأشجارهما ، بل إن التبرك بذلك أو بما في المشاعر من أماكن هو مُحرّم لا يجوز .
22 - ومن الأخطاء : اعتقاد بعض الناس أن حمام مكة والمدينة له ميزة خاصة كلا ! فليس لحمام مكة أو المدينة أي ميزة عن غيره من الحمام سوى أنه لا يجوز صيده ولا تنفيره من الحرم وغير المحرم مادام داخل حدود المنطقة المحرمة سواء في مكة أو المدينة . 23 - ومن الأخطاء : إسراع النساء بين العلمين في السعي ، فهذا لا يُشرع لهن وإنما يُشرع للرجال . 24 - ومن الأخطاء : رفع اليدين في الذكر والدعاء على الصفا والمروة على هيئة التكبير للصلاة ، فهذا لا ينبغي . 25 - ومن الأخطاء : صلاة ركعتين بعد السعي ، وهذا غير مشروع . 26 - ومن الأخطاء : اعتقاد الخروج من الحرم من باب معين وهذا خطأ ، بل للإنسان أن يدخل ويخرج من أي باب شاء .
هــ - خطأ شائع في الأضحية
يفهم بعض الناس أن الأضحية عن الميت هي سنة ، وهذا خطأ ، والصواب أن الأضحية عن الميت ليست سنة ، والأصل في الأضحية أنها مشروعة في حق الأحياء .. وأما ما يظنه بعض العامة من اختصاص الأضحية بالأموات فلا أصل له .
والأضحية عن الأموات ثلاثة أقسام
:1- أن يُضحي عنهم تبعاً للأحياء مثل أن يُضحي الرجل عنه وعن أهل بيته وينوي بهم الأحياء والأموات ، وأصل هذا الفعل تضحية النبي صلى الله عليه وسلم عن نفسه وعن أهل بيته وعن من مات منهم . 2- أن يُضحي عن الأموات بمقتضى وصاياهم تنفيذاً لها ، وأصل هذا قوله تعالى ( فمن بدّله بعدما سمعه فإنما إثمه على الذين يُبدلونه إن الله سميع عليم ) سورة البقرة :181 . 3- أن يُضحي عن الأموات تبرعاً منه مستقلين عن الأحياء ، وهذا جائز ، ولكن تخصيص الميت بالأضحية ليس من السنة لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يُضح عن أحد من أمواته "راجع فتاوى اللجنة الدائمة وكتاب الفتاوى للشيخ ابن باز رحمه الله "
** *** **
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ وللحديث بقية إن شاء الله تعالى ....
للفائدة
السؤال: هل صحيح أنه لا يجوز إعطاء المال أو الزكاة أو أي شيء للسيد؟. الجواب: الحمد لله أولاً : فكرة أن هناك أسياد أو أولياء اختصهم الله بشيء دون البشر ، أو أن لهم منزلة دون غيرهم من الناس فكرة مجوسية مبدؤها أن الله يحل في أناس اختارهم واصطفاهم من دون البشر ، وكان الفرس يعتقدون هذا المعتقد في ملوكهم الأكاسرة ، وكانت هذه الروح تنتقل من ملك إلى آخر من ملوكهم وفي أحفاده من بعده ، وتسربت هذه الفكرة المجوسية إلى المسلمين عن طريق الشيعة الرافضة ـ الذين كانوا في أصولهم مجوسا ـ فأدخلوا هذه الفكرة إلى المسلمين ، وهو أن الله اختص بعضا من البشر بمنزلة دون الناس وهي منزلة الإمامة والولاية فهم يعتقدون في علي بن أبي طالب وأحفاده من بعده هذه الفكرة ، وأضافوا إلى ذلك مراتب عندهم كمرتبة الأسياد والآيات وتسربت هذه الفكرة إلى بعض طوائف المتصوفة الضالة كفكرة الأبدال والأقطاب . وقالوا بما أن هذا السيد أو الولي له هذه المنزلة وهذه الدرجة فهم أدرى بمصالحنا وينبغي لنا أن نوكلهم بأمورنا وبشؤوننا لأنهم أفضل منا، وبالتالي هم أولى بأخذ الزكاة ولا شك أن هذا ضلال مبين . والحق الذي بينه الله ورسوله أن الواجب في الزكاة أن تعطى لمن سمى الله في كتابه إذ قال : { إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم } التوبة/60 . والأفضل في مذهب الحنابلة أن يتولى المسلم توزيع زكاته بنفسه ؛ للفقراء الذين يعرفهم في بلده فإن لم يتيسر له ذلك يعطيها لرجل يثق في دينه من أهل الصلاح والأمانة ليتحرى إيصالها للفقراء والمساكين لا كما يفعل هؤلاء من استخدامها في أغراضهم الشخصية . وإن في إعطاء الزكاة لهؤلاء الأسياد المزعومين إعانة لهم في نصرة مذهبهم ، فلا يجوز شرعا إعطاء الزكاة لهم ولو طلبوها لأنهم يقتفون أثر من قبلهم من اليهود والنصارى الذين قال الله في حقهم { يا أيها الذين آمنوا إن كثيراً من الأحبار والرهبان لَيأكلون أموال الناس بالباطل ويصدون عن سبيل الله } التوبة / 34 . والله أعلم . الإسلام سؤال وجواب الشيخ محمد صالح المنجد (www.islam-qa.com) وقفه :- خير العباد مَن عصم واعتصم بكتاب الله تعالى ، ونظر إلى قبر فبكى ، وقال : هو أول منازل الآخرة وآخر منازل الدنيا ، فمن شُدِّد عليه فما بعده أشدّ ، ومن هُوِّن عليه فما بعده أهون . " عثمان بن عفان رضي الله عنه " الحقاق |
ثالثا : أخطاء شائعة في العادات والسلوك
إننا نقصد بهذا المبحث ، ما كثر وشاع عند الناس واتخذوه عادة لهم وسلوكاً يتخلقون به ، وقد تكون تلك العادات والسلوكيات - في بعض الأحايين - مُكفّرة أو مُحرَّمة ، أو شركية أو مكروهة . 1 - من الأخطاء الشائعة : كثرة الكذب في الهاتف . فيحدث أن يتصل شخص - فيرد عليه أحد أفراد الأسرة ، أو أحد الموظفين - فلان موجود ؟ فيقول لا والله ماهو موجود ، ويكون ذلك الشخص موجوداً فعلاً ، فتجد هذا الذي رد على الهاتف يكذب بل ويحلف بالله كذباً . وهذا الفعل ملاحظ بكثرة ، فالكذب في الهاتف أصبح ظاهرة منتشرة انتشاراً كبيراً ، واعلم أن هذا لا يجوز بل هو منكر عظيم . فالكذب هو الكذب ، وهو من أكبر الكبائر وأعظم الذنوب فضلاً عن تأكيد ذلك الكذب بالحلف الكاذب بالله تعالى ، فليحذر المسلم من هذا ، ولا يتهاون ويقول : الأمر سهل وعادي وهذا كذب أبيض ولا يترتب عليه مضرة ولا أذى ويوهم نفسه أنه على صواب . 2 - ومن الأخطاء الشائعة - في العادات :- أنك ترى بعض الأشخاص - المتعالمين والمتفلسفين - تجدهم يتحدثون معك أو مع غيرك ، ويُدخلون في حديثهم عشرات الكلمات الإنجليزية أو غيرها ظناً منهم أن ذلك فخر ورفعة أو انه رُقي وتقدم وثقافة ، ونسى أولئك أن ما يفعلونه هو نقص في العقل وإعجاب بالنفس في غير موضعه ، فليس - والله - أفضل من أن يتحدث الإنسان بلغته العربية ويفتخر ويعتز بها ، ولا يكون مثل ذلك الغراب الذي أراد أن يُقلد مشية الطاووس فلا هو الذي قلدها ولا هو الذي عاد إلى مشيته الاصليه . وأقول :- إذا احتاج الإنسان أن يذكر بعض المصطلحات أو الأسماء أو ما شابه ذلك كترجمة أو شرح .. فلا بأس أما أن يتحذلق ويُعوِّج لسانه ويظن أن ذلك من الثقافة والمدنية ، فلا . 3 - ومن الأخطاء الشائعة :- تكسير اللغة العربية أنك ترى معظم الناس وهم يتحدثون مع من لا يجيدون العربية من الهنود والباكستانيين والفلبينيين وغيرهم ... أنهم يُكسِّرون لغتهم العربية والعامية - كذلك - لكي يُفهموا ذلك الشخص فتجدهم قد حرّفوا الكلام والألفاظ ولووا أعناق العبارات . أقول : بدل أن نكسر ( نحن ) لغتنا لكي يفهموا ، ونقول ( في روح ) ( في يجي ) ( مافي معلوم ) ... ومئات العبارات المشابهة من المعجم العصري ، أقول : لماذا لا نتكلم اللغة كما هي ونجيزهم على فهمها ، فالذي جعلهم يفهمون اللغة بعد تكسيرها مع بقائها عربية بعد التكسير - خاصة وأننا لم نأت بألفاظ أجنبية ، ولن نفعل شيئاً ولم نأت بجديد سوى تقديم وتأخير لكلمة مكان أخرى ، أو تغيير كسرة بدل ضمة - فسوف يفهمونها مع بقائها كما هي ، وآظن أن هذا سيكون سهلاً علينا وعليهم . ولكن اللسان قد دَرَج على ذلك بدليل أنك ترى بعض أولئك الأعاجم يتكلم العربية مثلنا ويفهمها بشكل جيد ، وإذا تكلمنا معه كسرنا اللسان ، وهو يتكلم بدون كسر ، وإن كان لا بد من ذلك ، فليكن في البداية ولمدة قليلة - إن كان لايفهم إلا بهذه الطريقة - ثم نعود ونُلزمه أن يتحدث مثلنا . مثال بسيط :- عندما تذهب لمحطة البنزين لتعبئة السيارة ، فقل ، للعامل : أملأ السيارة ، ولا تقل له ( فل ) فمرة أو مرتان سينتهي الأمر ويُصبح ذلك العامل لا يعرف إلا كلمة ( أملأ ) .
** *** **
للفائدة
السؤال: ما العمل إذا وجد الإنسان طفلاً ضائعاً ؟. الجواب: الحمد لله أحكام اللقيط لها علاقة كبيرة بأحكام اللقطة ، إذ اللقطة تختص بالأموال الضائعة ، واللقيط هو الإنسان الضائع ، مما به يظهر شمول أحكام الإسلام لكل متطلبات الحياة ، وسبقه في كل مجال حيوي مفيد ، على نحو يفوق ما تعارف عليه عالم اليوم من إقامة دور الحضانة و الملاجئ للحفاظ على الأيتام ومن لا عائل لهم من الأطفال و العجزة ، ومن ذلك عناية الإسلام بأمر اللقيط ، وهو الطفل الذي يوجد منبوذاً أو يضل عن أهله ولا يعرف نسبة في الحالين . فيجب على من وجده على تلك الحال أن يأخذه وجوباً كفائياً ، إذا قام به من يكفي ، سقط الإثم عن الباقين ، وإن تركه الكل ، أثموا ، مع إمكان أخذهم له لقوله تعالى : ( وتعاونوا على البر والتقوى ) ، فعموم الآية يدل على وجوب أخذ اللقيط ، لأنه من التعاون على البر والتقوى ، ولأن في أخذه إحياء لنفسه ، فكان واجباً كإطعامه عند الضرورة وإنجائه من الغرق . واللقيط حر في جميع الأحكام ، لأن الحرية هي الأصل ، والرق عارض ، فإذا لم يعلم ، فالأصل عدمه . وما وجد معه من المال أو وجد حوله ، فهو له ، عملاً بالظاهر ، ولأن يده عليه ، فينفق عليه منه ملتقطه بالمعروف ، لولايته عليه ، وإن لم يوجد معه شيء ، أنفق عليه من بيت المال ، لقول عمر رضي الله عنه للذي أخذ اللقيط لما وجده : ( اذهب ، فهو حر ، ولك ولاؤه ، وعلينا نفقته ) ، ومعنى ولاؤه : ولايته ، وقوله : ( وعلينا نفقته ) ، يعني : من بيت مال المسلمين . وفي لفظ إن عمر رضي الله عنه قال : ( وعلينا رضاعه ) ، يعني : في بيت المال ، فلا يجب على الملتقط الإنفاق عليه ولا الرضاعة ، بل يجب ذلك في بيت المال فإن تعذر ، وجبت نفقته على من علم من المسلمين ، لقوله تعالى : ( وتعاونوا على البر والتقوى ) ، ولما في ترك الإنفاق عليه من هلاكه ، ولأن الإنفاق عليه من باب المواساة ، كقرى الضيف . وحكمه من ناحية الدين ، أنه إن وجد في دار الإسلام أو في بلاد كفار يكثر فيها المسلمون ، فهو مسلم ، لقوله صلى الله عليه وسلم : ( كل مولود يولد على الفطرة ) ، وإن وجد في بلد كفار خالصة ، أو يقل فيها عدد المسلمين ، فهو كافر تبعاً للدار . وحضانته تكون لواجده إذا كان أميناً ، لأن عمر رضي الله عنه أقر اللقيط في يد أبي جميلة حين علم أنه رجل صالح ، قال : ( لك ولاؤه ) ، أي: ولايته ولسبقه إليه ، فكان أولى به . وينفق عليه واجده مما وجد معه من نقد أو غيره ، لأنه وليه ، وينفق عليه بالمعروف . فإن كان واجده لا يصلح لحضانته ، لكونه فاسقاً أو كافراً واللقيط مسلم ، لم يقر بيده ، لانتفاء ولاية الفاسق وولاية الكافر على المسلم ، لأنه يفتنه عن دينه وكذلك لا تقر حاضنته بيد واجده إذا كان بدوياً يتنقل في المواضع ، لأن في ذلك إتعابا ًللصبي ، فيؤخذ منه ويدفع إلى المستقر في البلد ، لأن مقام الطفل في الحضر اصلح له في دينه ودنياه ، وأحرى للعثور على أهله ومعرفة نسبه . وميراث اللقيط إذا مات وديته إذا جني عليه بما يوجب الدية يكونان لبيت المال إذا لم يكن له من يرثه من ولده ، وإن كان له زوجة ، فلها الربع . ووليه في القتل العمد العدوان الإمام ، لأن المسلمين يرثونه ، والإمام ينوب عنهم ، فيخير بين القصاص والدية لبيت المال ، لأنه ولي من لا ولي له . وإن جني عليه فيما دون النفس عمداً ، انتظر بلوغه ورشده ليقتص عند ذلك أو يعفو . وإن أقر رجل أو أقرت امرأة بأن اللقيط ولده أو ولدها ، لحق به ، لأن في ذلك مصلحة له باتصال نسبه ، ولا مضرة على غيره فيه ، بشرط أن ينفرد بادعائه نسبه ، وأن يمكن كونه منه ، وإن ادعاه جماعة ، قدم ذو البينة ، وإن لم يكن لأحد منهم بينة ، أو كانت لهم بينات متعارضة ، عرض معهم على القافة ، فمن ألحقته القافة به ، لحقه ، لقضاء عمر رضي الله عنه بذلك بمحضر من الصحابة رضي الله عنهم ، والقافة قوم يعرفون الأنساب بالشبه ، ويكفي قائف واحد ، ويشترط فيه أن يكون ذكراً عدلاً مجرباً في الإصابة . من فتاوى الملخص الفقهي للشيخ صالح آل فوزان ص 155. (www.islam-qa.com) وقفه :- قال رجل لمطيع بن إياس : جئتك خاطباً مودتك ! فقال له :- قد زوجتك إياها على شرط أن تجعل صداقها ألا تسمع في كلام الناس . الحقاق |
4 - ومن الأخطاء الشائعة والخطيرة في العادات لدى الشباب :-
تقليد الكفّار والتشبه بهم في اللباس والكلام والحركات وتقليعات الموضة من قصّات للشعر ولبس السلاسل والوشم .. وغير ذلك من السفاهات . ولا شك أن هذا أمر خطير جداً على العقيدة والعبادة والأخلاق ، إنه دليل على الفراغ الإيماني والانحراف الأخلاقي عن قيم الإسلام ودليل على قلة العقل والتأثر بما هبّ ودبّ دون وعي أو تفكير ، ونوجز التعليق فيما يلي :- 1 - التشبه بالكفار وتقليدهم في لباسهم وعاداتهم وأفعالهم منهي عنه نهياً شديداً ، وهو من المحرمات العظيمة التي لا يُلقي لها الناس بالاً ، ويتبعونها باسم التطور والتمدن ، وباسم الحضارة والرقي . إن هؤلاء لو فكروا في الأمر قليلاً قبل أن يُقدموا على فعل شيء من ذلك التقليد للكفار لعرفوا الحق ، ولعرفوا أن كل ذلك زيف وخداع وما هو إلا دعوة للفساد ، وحرص من الأعداء على أخراج الشباب المسلم من دينه وقيمه . 2 - إن لبس السلاسل في العنق أو في الأيدي لا يجوز لأنه تقليد للكفار ولأنه تشبه بالنساء ؛ وإن كانت تلك السلاسل من الذهب فالحرمة أعظم والجّرم أكبر لأن الذهب محرم لبسه على الرجال . 3 - إن تلك التقليعات المزعومة في قصّات الشعر مثل : قصة الأسد وقصّة المارنيز والكابوريا وغيرها .. هي أشياء دخيلة علينا وعلى ديننا وعلى أخلاقنا وعادتنا الحسنة فهي قبل كل شيء تخالف الإسلام لأن الإسلام نهي عن القزع وهو حلق جزء من الشعر وترك الآخر ، وهذا الشيء ينطبق على جميع تلك القصّات والتسريحات ، ثم إن ذلك الفعل تقليد للكفار - وما جاءتنا تلك القصات إلا منهم - وهذا التقليد محرم لا يجوز فعله ، ثم ألا تأبى رجولة الرجل فعل مثل تلك الأشياء ، بلى والله تأبى . ثم لماذا نلهث وراء الكافرين والمنحرفين ونُقلدهم في كل ما يدعوننا إليه من الفساد وفي كل ما نراه عندهم من المجون والفسق ، لماذا لا نقلدهم إلا في الفساد والمنكرات ... لماذا لا تُقلدهم أيها الشاب في علمهم وبحثهم وتطورهم الصناعي والتكنولوجي .. لماذا لا تُقلدهم أيها الشاب بما فيه النفع والفائدة . ثم أقول : ما هي النتيجة التي سوف تجنيها من ذلك التقليد ومن تلك الحماقات ؛ بل انظر ماذا جنى من فعلها قبلك ، والله ما جنى إلا الخزي والفشيلة والتنقص من الناس والمجتمع وأصبح أنموذجاً سيئاً يُشار إليه بالبنان أنه من السفهاء إن الذي ذكرته من التعليق يخص قصّات الشعر والبس السلاسل ولبس الشورت والتكسّر والتميع في الكلام وغيره من الترهات . 4 - إن الوشم محرم وكبيرة من كبائر الذنوب وبذلك ينص الحديث الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو يخص الذكر والأنثى . ثم ماذا تستفيد من هذا الوشم : تؤلم نفسك وتؤذي جسدك وقد يُسبب لك ذلك الوشم أمراضاً جلدية خطيرة بسبب دق الجسد أو غرزه ثم ما هو ذلك الوشم الذي تضعه أنه صورة أسد أو حصان أو عقرب أو صورة لمطرب أو صورة لكافر أو شعار من شعارات الكفر ، أو رمز لمذهب أو فكرة منحرفة ... يا أخي : أين عقلك من كل هذا ، تفعل ما حرّم الله ، وتقلد الكفار ، وتتمرد على نفسك وعلى دينك وعلى مجتمعك والنتيجة أنت الخاسر في جميع الأحوال . 5 - إن لبس الشورت ، أو بعض الملابس الغربية العجيبة أو طريقة الكلام التي فيها تميّع وتكسر أو غير ذلك من صورة التخنّث كل ذلك من المنكرات العظيمة والمناهي المؤكد عليها .
** *** **
للفائدة
السؤال: هل الوشم محرم في الإسلام ؟ وما هو الرسم والشكل المحرم ؟ أعلم بأن إيذاء الجسم عمداً محرم في الإسلام، ولكن إذا كان الوشم لا يؤذي، فهل لا زال محرماً ؟. الجواب: الحمد لله الوشم الذي هوغرز الجلد بإبرة ثم حشوه كحلا أوغيره ، فهذا محرم على أي شكل كان وسواء سبب إيذاء أم لم يسبب ؛ لأن فيه تغييراً لخلق الله ، ولأن النبي صلى الله عليه وسلم لعن الواشمة وهي التي تفعل ذلك الفعل والمستوشمة التي يُفعل لها ذلك ، ففي الصحيحين عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : ( لعن الله الواشمات والمستوشمات ، والمتنمصات ، والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله ) البخاري ( اللباس/5587 ) ومسلم ( اللباس/5538 ) قال القرطبي : وهذه الأمور كلها قد شهدت الأحاديث بلعن فاعلها وأنها من الكبائر ، واختلف في المعنى الذي نهي لأجلها ، فقيل : لأنها من باب التدليس ، وقيل : من باب تغيير خلق الله تعالى كما قال ابن مسعود ، وهو أصح ، وهو يتضمن المعنى الأول ، ثم قيل : هذا المنهي عنه إنما هو فيما يكون باقياً ؛ لأنه من باب تغيير خلق الله تعالى، فأما مالا يكون باقياً كالكحل والتزين به للنساء فقد أجاز العلماء ذلك . ( تفسير القرطبي5/393 ) لذلك فإذا كان المقصود في السؤال ما كان غير دائم على الجسم ، فهذا ليس وشما وليس فيه تغيير لخلق الله انظر السؤال ( 8904 ). الإسلام سؤال وجواب (www.islam-qa.com) وقفه :- لمّا ولي عمر بن عبد العزيز الخلافة بعث إلى طاووس بن كيسان يقول : أوصني يا أبا عبد الرحمن . فكتب إليه طاووس رسالة في سطر واحد قال فيها : " إذا أردت أن يكون عملك خيراً كلّه فاستعمل أهل الخير والسلام " . فلمّا قرأ عمر الرسالة قال :- كفى بها موعظة ..... كفى بها موعظة . فهذه رسالة لكل من أكرمه الله بخدمة المسلمين من ملوك وأُمراء ووزراء الحقاق |
5- ومن الأخطاء الشائعة عند النساء والفتيات بشكل خاص :-
الجري وراء تقليعات الموضة والأزياء واللهث الشديد في تقليد الكافرات والسافرات في اللباس والموديلات ووصل الشعر والتشبه بالرجال ، فضلاً عن التقصير الشديد في واجبات الدين ، وترك الحجاب . فلتعلم الأخت المسلمة ... أنها محاربة ومقصودة من أعداء الإسلام الذين قد أشهروا كل أسلحتهم لمحاربة المرأة المسلمة لإخراجها من دينها وكرامتها وعفتها وحجابها ؛ ولإغرائها بالسفور والانحراف والاختلاط وإغوائها بالموضة والأزياء والمكياج والبنطلون ولبس القصير والشفاف والضيق ، وبالتسريحات وقصّات الشعر . وتضليلها بالإعلانات الكاذبة الخادعة والدعايات الزائفة التي تُروّج للمعصية وللفساد . فاعلمي أيتها الفتاة المسلمة :- 1- أنك قبل كل شيء مسلمة : دينك الإسلام ، وهو يدعوك إلى الإيمان والخير والعفة ، وأنه لا يوجد دين في الكون حافظ على كرامة المرأة وعزتها مثل الإسلام ، فهو يكرمها أُمّاً وزوجة وأختاً وبنتاً ، ويوجهها إلى الطريق الصحيح الذي تسير فيه وهو طريق الأيمان وطريق الشرف والعفة وطريق الحلال الطيّب ، وطريق التكريم . 2 - إنك لو نظرت إلى أولئك اللاتي أطلقن لأنفسهنّ عنان التقليد الأعمى في السفور والتحريم المزعوم ؛ لوجدت أن النتيجة هي الهلاك في الدين والدنيا والآخرة ، فكم من النساء والفتيات فقدن الحياء والعفة وتورطن في مكائد الشيطان فانهارت حياتهنّ وأصبحن وصمة عار في جبين الأهل ، وصارت الواحدة منهنّ حسيرة كسيرة ، لا زواج ولا بيت ولا أولاد . 3 - أيتها الأخت : لقد قال الشاعر قديماً ( خدوعها بقولهم حسناء ) " جزء من بيت للشاعر أحمد شوقي " فكم هو عدد المخدوعات بهذا القول ، إنه كثير كثير . قالوا لها حسناء : فاشتغلت في عبادة اللباس ، والزينة والمكياج والعطورات وفي المقابل تركت - أو فرطت - في صلاتها وواجبات دينها ، وشيء من حجابها . قالوا لها حسناء : فانبرت تبحث عن كل جديد في عالم الموضة والأزياء . من القصير - المينيجب والميكريجب - والجينز والبنطلونات الضيقة والسريتش والمشقوق والمفتوح والعاري والشفاف ... وبدأت تفقد من خلقها وحيائها شيئاً فشيئاً وتتمرد على الدين والفضائل والعادات الحسنة . قالوا لها حسناء : ولكن هذا الغطاء الكثيف من الحجاب والستر لا يتناسب مع هذا العصر الحديث وسوف يُفقدها الكثير من جمالها ورونقها ودلالها ، لأنها لا تستطيع خلع الحجاب دفعة واحدة ليس خوفاً من الله ولكن خوفاً من الأهل والمجتمع المحافظ ، ثم بدأت شبه محجبة . قالوا لها حسناء : ولكن هذا الغطاء الأسود أو غيره من الألوان ، يُضلل معالمها ولا يُميزها عن غير الجميلات فلبست النقاب وأبرزت عينيها وجزءاً من وجنتيها وتركت العباءة - لأنها تقول إنها تُعيق المشي - فلبست الكاب . قالوا لها حسناء : وإن صوتها سحري كالبلابل المغردة ، فرفعته وجاهرت به وتميعت فيه ، ونسيت قول الله تعالى ( ولا تخضعن بالقول ) سورة الأحزاب آية 32 . قالوا لها حسناء : ورفعوا لها شعار الحرية ، فكل إنسان حر يفعل ما يشاء ، فلها أن تخرج وتُسافر وتخرج سافرة دون حجاب ، وتلبس ماتشاء وتتخذ صديقاً وخليلاً ، وتعمل في كل مكان ، بل قالوا : إن الاختلاط في العمل والتعليم أنفع وأكثر إنتاجاً ، فصدقت المسكينه ذلك ، وبدأت تتململ وتضغط أزرار الهاتف ، وتُحادث صديقاً وتمازحه وتخرج لمقابلته بأي طريقة من الطرق . وكم من فتاة راحت ضحية هذا الاستهتار وفقدت عفتها ، ومرّغت سمعة أهلها في التراب ، ولم تفق إلا بعد فوات الأوان ... إنها لحظات شيطانية قليلة تجرفها إلى الهاوية ؛ وبعد ذلك تفقد كل شيء ويتخلى عنها الصديق المزعوم ، ولا ينفعها دعاة الحرية الكاذبين . قالوا لها حسناء : ووجهوا لها وسائل الإعلام والإغراء ، قنوات فضائية ومجلات فاتنة وفيديو وتليفزيون وتسجيلات وحفلات وأفلام . وتعمّدوا عرض الإغراء الجنسي ، وما يُثير الشهوة لدى الشباب والشابات في الأفلام والمدبلجات والإعلانات . أيتها الأخت ... إن الحديث في هذا وذاك أمر طويل ، ويطول ولكن كوني على حذر وذكاء ، ولا تسمعي لكل صوت ولا لكل ناعق ، فالله تعالى قد أكرمك بأفضل دين وأسمى شريعة ، وأعلى من شانك ، وحفظ لك العزة والكرامة والشرف . وقد وهب الله تعالى لك عقلاً ففكري به ثم انظري في كل ما حولك من الانحراف والفساد بنظرة دقيقة واعية ، وانظري إلى المقدمات والنتائج . أيتها الأخت ... إن من يملك الأشياء الثمينة الغالية فإنه يحفظها ويخفيها في مكان آمن لا يراه الناس ولا يعلمه أحد . أما الأشياء الرخيصة فإنها مبتذلة مهملة مكشوفة يراها القاصي والداني ، وأنت عند الله غالية ثمينة وعند الرجال الصالحين جوهرة نفيسة ، ولذلك فالدين الإسلامي يحافظ عليك ويمنعك أن تكون سلعة رخيصة فجعلك في مكان أمين حصين ، فأمرك بالستر والحياء وخفض الصوت وحفظ البصر والعفة ، وأمرك بالجلوس في البيت معززة مكرمة ، وأمر الرجال الأكفاء والشباب المستقيم أن يذهب إليك في بيتك ويخطبك من أهلك على مسمع من الناس ، ويدفع لك المهر ويؤمن لك السكن ، ويعاملك معاملة حسنة قوامها الحب والتقدير والاحترام ، ثم أباح لك التمتع بالحلال وإنجاب الأطفال الذين هم من أكبر الآمال عند كل فتاة . فاحذري من العابثين والعابثات ، واحذري من شياطين الإنس أكثر من حذرك من شياطين الجن ، ولا يغرنك الكلام الجميل المعسول والإغراءات الزائفة ، بل كوني قوية النفس ، وكوني قلعة حصينة ، ولك فيما ترين وتسمعين عبرة ، ولك فيما جرى من القصص والأحداث بصيرة ، ولا تكوني كالفراش الذي يتهاوى في النار بعد ما أغراه بريقها ولمعانها فهوى فيها فكانت النهاية الأليمة .
** *** **
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ إلى اللقاء في حديث آخر بإذن الله ....
للفائدة
السؤال: أنا طالبة جامعية ، لي صديقة لا تحافظ على الصلاة ، وعنيدة ، لا تقبل النصيحة ، ولا تستمع إلا للأغاني ، لها صديقة سوء ، وترفض الابتعاد عنها ، ولا تذهب في الإجازات إلى البيت إذا لم تذهب صديقتها هذه ، ومن خلال مواقف تعرضت هي لها تعرفت في الجامعة على مجموعة من الشباب بحجة مساعدتهم ، وهي تراسلهم وتتكلم معهم ، وعندما تخرج لا بد أن تتزين وتضع العطر ، مع العلم بأنها تعرف حكم ذلك ، حاولنا نصحها ولكنها ترفض النصيحة ، ماذا أفعل لمساعدتها ؟. الجواب: الحمد لله أولاً : الدراسة المختلطة بين النساء والرجال محرَّمة ، وهي تسبِّب فساداً عريضاً للمجتمع ، وما تقوله الأخت السائلة هو جزء يسير من نتائج الاختلاط المحرَّم . وإننا ننصح كل من يريد الحفاظ على نفسه ، ويريد عدم الوقوع فيما حرَّم الله أن يبتعد عن هذه الأماكن المختلطة قدر المستطاع سواء للدراسة أم للعمل ؛ لما فيها من مخافة للشرع ؛ ولما تؤدي إليه من مفاسد . ثانياً : ما ذكرته السائلة من حال صديقتها مما يُؤسف له ، فنسأل الله أن يهديها ويردها للحق ، وأما واجبكم تجاهها فهو النصح والإرشاد ، وتذكيرها بالله وأن الموت حق ، وهذه الدنيا لا تدوم لحي سوى الله . وقد خلق الله الجنة لمن أطاعه ، وخلق النار لمن عصاه .. فإن استجابت للنصح والإرشاد فالحمد لله ، وإن أبت إلا العصيان وسلوك سبيل الشيطان فقد قال الله تعالى : { ما على الرسول إلا البلاغ } المائدة / 99 ، وقال : { وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين } وقال : { فذكر إنما أنت مذكر . لست عليهم بمسيطر } الغاشية / 21-22 ، وقال : ( يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم ) المائدة/105 . واحرصي على البحث عن رفقة صالحة تعينك على الحق وتدلك عليه ، وإياك ومجالس السوء وقرناء السوء فقد قال الله تعالى : { وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويُستهزئ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذاً مثلهم إن الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعاً } النساء / 140 . والله الموفق . الإسلام سؤال وجواب (www.islam-qa.com) وقفه :- قال معاوية لصعصعة : أيى النساء أحب إليك ؟ قال : المواتية لك فيما تهوى ! قال معاوية : فأيهن أبغض إليك ؟ قال : أبعدهن لما ترضى ! قال معاوية : هذا النقد العاجل . قال : بالميزان العادل . الحقاق |
6 - ومن الأخطاء : استعمال آنية الذهب والفضة .
يحرص بعض الناس على استعمال آنية الذهب والفضة - أو المطعَّمة بهما - من الأباريق والكؤوس والصحون وغيرها مما يُستخدم في الطعام والشراب . وهذا محرم في الشريعة الإسلامية وقد جاء الوعيد الشديد لمن استعمل آنية الذهب والفضة ، فعن أم سلمة - رضي الله عنها - عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ( إن الذي يأكل أو يشرب في آنية الفضة والذهب إنما يجرجر في بطنه نار جهنم ) رواه مسلم 3 /634 ، وهذا الاستعمال يشمل الذكر والأنثى . والآنية :- تشمل كل أدوات الطعام كالصحون والملاعق والشُّوَك والسكاكين والأباريق والكؤوس والفناجين وغيرها . ولو اشترى الشخص آنية الذهب والفضة ولم يستعملها في الأكل والشرب بل وضعها على الرفوف للزينة ن فهذا محرم أيضاً ، وإن وجودها في المحلات التجارية ليس دليلاً على إباحتها . 7 - ومن الأخطاء الشائعة : تحلي بعض الرجال بالذهب . فإنك ترى بعض الرجال وقد لبس الذهب : كالساعة والخاتم أو السلاسل أو النظارات أو الأسورة في المعصم أو الأزرار أو الأقلام أو الميداليات ... وكل هذا محرم لا يجوز ؛ لأن الله تعالى قد حرّم لبس الذهب للرجال بأي شكل وعلى أية صورة ، وسواء كان ذهباً خالصاً أو مطعماً بالذهب ، قال صلى الله عليه وسلم ( أحل لإناث أمتي الحرير والذهب وحرّم على ذكورها رواه أحمد وصححه الألباني . وقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم خاتماً من ذهب في يد رجل فنزعه فطرحه فقال : ( يعمد أحدكم إلى جمرة من نار فيجعلها في يده ... ) رواه مسلم 3/ 1655 . فلبس الذهب للرجال محرّم ومع ذلك فإنك ترى بعض الرجال قد استهان بهذا ولم يهتم بالحلال ولا بالحرام وكأنه ليس بمسلم . وإن في لبس السلاسل والأساور تحريماً أشد لأنه جمع ثلاث محرمات : لبس الذهب والتشبه بالكفار والتشبه بالنساء . فليحذر من يفعل ذلك من العقاب العاجل قبل الآجل ، وليحمد الله تعالى على ما رزقه من الخير ، ولينفقه في وجوه الخير والإحسان ولا ينفقه فيما حرّمه الله عليه ، فلعل الله تعالى أن يعاقبه وينزع منه تلك الأموال والنعيم التي لم يلتزم فيها بأوامر الله تعالى ، ويُبدله مكانها فقراً فيقعد ملوماً محسورا .
** *** **
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ يتبع بإذن الله تعالى ...........
للفائدة
السؤال: هل استعمال أسماء الله للذكر أو الأصابع أو المسبحة يعتبر من البدعة ؟ قول : ( الله الله الله ) أو قول : ( هو هو هو ) . هذه أذكار مبتدعة في الدين ولا يوجد لها دليل فهي بدعة . الجواب: الحمد لله أما حكم المسبحة فقد سبق في السؤال رقم ( 3009 ) . أما ذكر اسم من أسماء الله تعالى ذكرا مجردا مثل ( الله ) وتكرار ذلك فلم يرد في الشرع ، ولم يثبت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أحد من أصحابه . ولو كان خيرا لسبقونا إليه . وكل خير في اتباع من سلف وكل شر في ابتداع من خلف وقد سئلت اللجنة الدائمة عمن يذكر الله تعالى فيقول : ( يا لطيف ) ويكرر ذلك . فأجابت : لا يجوز ذلك لعدم وروده عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وقد ثبت عنه أنه قال : ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ) وفي لفظ : ( من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد ) اهـ فتاوى اللجنة الدائمة (2/379) . وأما قول السائل إنهم يقولون ( هو هو هو ) . فهؤلاء أضافوا إلى بدعتهم أنهم يذكرون الله تعالى بما لم يسم به نفسه ، فليس ( هو ) من أسماء الله تعالى . انظر فتاوى اللجنة الدائمة ( 2/185 ) . والله أعلم . الإسلام سؤال وجواب (www.islam-qa.com) وقفه يا سبحان الله ما أزهد كثيراً من الناس في خير عجباً لرجل يجيئه أخوه المسلم في حاجة فلا يرى نفسه للخير أهلاً فلو كان لا يرجو ثواباً ولا يخشى عقاباً لكان ينبغي له أن يسارع في مكارم الأخلاق فإنها تدل على سبيل النجاح . علي بن ابي طالب رضي الله عنه من البدايه والنهاية 2 / 213 الحقاق |
8 - ومن الأخطاء الشائعة والتي استهان بها الناس : شهادة الزور
إن شهادة الزور من أكبر الكبائر ، قال تعالى ( فاجتنبوا الرجس من الأوثان واجتنبوا قول الزور ) سورة الحج : 30 وعن أبي بركة - رضي الله عنهما - عن أبيه قال :- كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ( ألا أنبئك بأكبر الكبائر " ثلاثاً " الإشراك بالله وعقوق الوالدين - وكان متكئاً فجلس - فقال ألا وقول الزور ، قال : فما زال يكررها حتى قلنا ليته سكت ) رواه البخاري . فكم ضاع حق بسبب شاهد زور ، وكم حصلت عداوات وبغضاء ، وكم وقع من ظلم على أبرياء بسبب شهادات الزور ، فعلى الإنسان أن يتقى الله تعالى في قوله وشهادته ، ولا يقول ولا يشهد إلا بالحق وبما رآه أو سمعه ، ولا يبيع دينه بحفنة من المال ، ولا من أجل فلان وفلان . واعلم أن الله تعالى قد يُعجل العقوبة الشديدة لشاهد الزور في الدنيا قبل الآخرة . 9 - ومن الأخطاء : تهاون بعض الناس بالشهادة في المحاكم فترى شخصاً يُقابل آخر في المحكمة فيقول : أشهد لي وأشهد لك ، فيشهدان لبعضهما في أمر يحتاج إلى علم بالواقعة كأن يشهد له بملكية أرض أو بيت ، أو يُزكيه وهو لا يعرفه إلا عند باب المحكمة ، وكل ذلك كذب وزور ولا يجوز فعله ، وقد يتسبب هذا الفعل في إضاعة الحقوق ، وظلم الأبرياء ، وأكل أموال الناس بالباطل . فعلى الإنسان ألا يتهاون في تلك الشهادات ، لأن الشهادة أمرها عظيم ، وليست هي كما يُبسِّطها كثير من الناس على أنها ( فزعة ) ، فأنت أيها الشاهد على ما لم تعلم وعلى ما لم تر ، وما لم تسمع قد تُضيّع حقاً وتظلم بريئاً ، وتُسبب المفاسد العظيمة ، ولكن قس على نفسك بأنك أنت الخصم المشهود عليه زوراً وبهتاناً من قبل شخص آخر ، هل سترضى ، والله لن ترضى ، وربما تهجم على ذلك الشاهد وتضربه أو تقتله ، وقبل كل شيء اتق الله تعالى واعلم أن هذا محرم لا يجوز فاجتنبه ، ولا تُجامل القريب والصديق على حساب دينك ، وعصيانك لله ويكفيك أن تسمع قول الله تعالى ( ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولاً ) سورة الإسراء
** *** **
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ وللحديث بقية إن شاء الله
للفائدة
السؤال: في عام 1408هـ وقع حادث انقلاب سيارة يقودها أخي ومعه أربعة أشخاص توفي منهم اثنان وكلهم غير متزوجين الأول ترك أهله الدية ولم يأخذوها والثاني أخذ والده الدية كاملة ، وهذا الولد المتوفى والدته متوفية عند ولادته وهو صغير وله جدة من أبيه وجدة من أمه . ولم يعطوا من الدية وذلك بسبب أن المحكمة عندما حكمت بالدية طلبت شهوداُ على الولد إن كان له ورثة غير أبيه وكنت أنا من الشهود فشهدنا بأنه ليس له وريث غير أبيه خوفاً منا بأن المحكمة تطلب حضور جداته وهن كبيرات في السن وجهلاً منا بالحقوق والميراث . ماذا علي أن أفعل رغم أن والد هذا المتوفى فقير ومعدم . الجواب: الحمد لله لا شك أنك فعلت فعلاً من كبائر الذنوب ، وهو شهادة الزور ، وخاصة أنه تعلَّق به ذهاب حقوق لبعض ورثة المتوفى . فعن أبي بكرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ؟ قلنا : بلى يا رسول الله ، قال : الإشراك بالله ، وعقوق الوالدين ، وكان متكئاً فجلس فقال : ألا وقول الزور ، وشهادة الزور ، ألا وقول الزور ، وشهادة الزور ، فما زال يقولها حتى قلت لا يسكت . رواه البخاري ( 5631 ) ومسلم ( 87 ) . ونقول للأخ السائل : إن كان الأب قد أعطى الجدَّتين نصيبهما من الميراث : فعليك التوبة والاستغفار من شهادة الزور ، ولا يلزمك الذهاب للمحكمة وإعلان ذلك ، وعليك أن تستتر بستر الله . وأما إذا أخذ الأب المال وحده ومنع إعطاء الجدَّتين حقهما : فعليك بمحاولة إقناعه بإعطاء الحقوق إلى أهلها فإن فعل فحسن ، وإلا فعليك الذهاب للمحكمة وتكذيب نفسك هناك وتحمُّل ما يترتب عليك بسبب معصيتك ، وبذلك ترجع الحقوق إلى أهلها . وليس لشهادة الزور كفارة إلا التوبة وإرجاع الحقوق إلى أهلها إذا ترتب على شهادته أخذ حقوق للآخرين . وللحاكم أو القاضي أن يعزر بما يراه مناسباً لمن شهد بالزور . الإسلام سؤال وجواب (www.islam-qa.com) وقفه :- وجدتُ حلاوة العبادة في أربعة أشياء : أولها في أداء فرائض الله ، والثاني في اجتناب محارم الله ، والثالث في الأمر بالمعروف ابتغاء ثواب الله ، والربع في النهي عن المنكر اتقاء غضب الله .
" عثمان بن عفان رضي الله عنه "
الحقاق |
10 - ومن الأخطاء الشائعة بكثرة وهي من المحرمات : سماع الأغاني والمعازف
فاعلم أن سماع الأغاني والموسيقى من المحرمات التي أفتى العلماء - سلفاً وخلفاً - بتحريمها ، وقد جاء في تفسير قوله تعالى ( ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله .... ) سورة لقمان . أنه الغناء ، فقد قال ابن مسعود رضي الله عنه " والله الذي لا إله إلا هو ، إنه الغناء " " تفسير ابن كثير ( سورة لقمان ) . وعن أبي عامر وأبي مالك الأشجعي - رضي الله عنهما - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحِر والحرير الخمر والمعازف ..... ) رواه البخاري . وعن أنس رضي الله عنه - مرفوعاً - إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : ( ليكونن في هذه الأمة خسف وقذف ومسخ ، وذلك إذا شربوا الخمور واتخذوا القينات وضربوا بالمعازف ) انظر السلسلة الصحيحة للألباني 2203 . وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الكوبة وهي الطبل ووصف المزمار بأنه صوت أحمق فاجر ، وقد نص العلماء علىتحريم آلات اللهو والعزف كالعود والمزمار والشبابة والربابة ، وعلى آلات اللهو الحديثة بل هي أعظم في الإثارة ، وتُعظم الحرمة إذا رافق الموسيقى أصوات الغناء من المطربين والمطربات ، وأعظم من ذلك عندما تكون الأغاني عشقاً وغراماً ووصفاً وهياماً وإغراءً - كما هو الحال اليوم - ولذلك وصف العلماء الغناء بأنه بريد الزنا ، وأنه يُنبت النفاق في القلب . ولقد أصبح الغناء والموسيقى والمعازف من أعظم الفتن في هذا الزمان خاصة بعد التطور التقني الحديث للأجهزة والمعازف والاستوديوهات والتصوير ، وأصبح الأمر يحتاج إلى عزيمة قوية لدفع هذا المنكر . 11 - ومن الأخطاء الشائعة التي لا يكترث بها الناس : إسبال الثياب وإسبال الثياب هو : تطويلها إلى أسفل الكعبين ، سواء كانت ثياباً أو إزاراً أو بنطلوناً أو بشتاً وإنك ترى بعض الناس وقد لامس ثوبه الأرض ، والبعض الآخر ثوبه يسحب خلفه . وقد حسب الناس أن هذا الأمر هيناً ، وهو عند الله عظيم ، فعن أبي ذر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم : المسبل " وفي رواية : المسبل إزارة " والمنان والمنفق سلعته بالحلف الكاذب ) رواه مسلم 1/102 . وقال صلى الله عليه وسلم ( ما تحت الكعبين من الإزار ففي النار ) رواه أحمد وهو في صحيح الجامع برقم 5571 وقال صلى الله عليه وسلم ( من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة ) رواه البخاري . فمن أسبل ثوبه فقد ارتكب محرماً عظيماً ، فإن أسبل ثوبه خيلاء صارت عقوبته أشد وأعظم - عقوبة الإسبال وعقوبة الخيلاء - والإسبال محرم في كل لباس سواء كان ثوباً أو إزاراً أو بنطلوناً أو بشتاً . أقول :- 1 - يجب على المسلم تطبيق أوامر الله تعالى واجتناب نواهيه طاعة لله وتعبداً له سواء علم الحكمة من ذلك أو لم يعلمها . 2 - إن ذلك الذي يجر ثوبه على الأرض ، ألا ترى أن أطراف ثوبه السفلية قد تلوثت بالأوساخ والأتربة والطين والماء ففقد بذلك نظافته ورونقه المزعوم في أن الإسبال أجمل وأكثر شياكة . 3 - إن ذلك الثوب الذي يلامس الأرض ويكنس معه الأرض هل تظنه قد خلى من النجاسات ، كلا ! بل إن نسبة تلطخه بشيء نجس تبلغ 70% خاصة إن دخل إلى دورات المياه والمغاسل .. فكيف يُصلي وكيف يُصبح منظر ثوبه من الأسفل . 4 - أليس تقصير الثوب إلى ما فوق الكعبين بقليل أو إلى حد الكعبين أنقى وأطهر وأنظف ، وأسهل للحركة والمشي . 5 - هل الأولى طاعة الله تعالى وتطبيق أوامره ، أو عصيانه وإرضاء النفس أو الناس . واعلم أن المبالغة في تقصير الثوب هي من الغلو في الدين ، وأحياناً ترى بعض الأشخاص ، وقد قصّر ثوبه إلى أسفل من الركبة بقليل فهذا خالف السُّنة ، وأصبح مظهره مدعاة للضحك والسخرية . إن السُّنة ، في الثوب إلى نصف الساق أو أسفل من ذلك بقليل ، ويجوز أسفل من ذلك ، ويجوز إلى الكعبين . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ وللحديث بقية إن شاء الله تعالى ......................
للفائدة
السؤال: ما حكم الشرع فيمن يقول إن حلق اللحية وتقصير الثوب قشور وليست أصولا في الدين أو فيمن يضحك ممن فعل هذه الأمور ؟. الجواب: الحمد لله هذا الكلام خطير ومنكر عظيم ، وليس في الدين قشور بل كله لب وصلاح وإصلاح ، وينقسم إلى أصول وفروع ، ومسألة اللحية وتقصير الثياب من الفروع لا من الأصول . لكن لا يجوز أن يسمى شيء من أمور الدين قشورا ويخشى على من قال مثل هذا الكلام متنقصا ومستهزئا أن يرتد بذلك عن دينه لقول الله سبحانه : ( قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ ) الآية سورة التوبة / 65 ، 66. والرسول صلى الله عليه وسلم هو الذي أمر بإعفاء اللحية وإرخائها وتوفيرها وقص الشوارب وإحفائها ، فالواجب طاعته وتعظيم أمره ونهيه في جميع الأمور . وقد ذكر أبو محمد ابن حزم إجماع العلماء على أن إعفاء اللحية وقص الشارب أمر مفترض ولا شك أن السعادة والنجاة والعزة والكرامة والعاقبة الحميدة في طاعة الله ورسوله ، وأن الهلاك والخسران وسوء العاقبة في معصية الله ورسوله ، وهكذا رفع الملابس فوق الكعبين أمر مفترض لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( ما أسفل من الكعبين من الإزار فهو في النار ) رواه البخاري في صحيحه ، وقوله صلى الله عليه وسلم : ( ثلاثة لا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم المسبل إزاره والمنان فيما أعطى والمنفق سلعته بالحلف الكاذب ) رواه مسلم في صحيحه . وقال صلى الله عليه وسلم : ( لا ينظر الله إلى من جر ثوبه خيلاء ) متفق عليه. فالواجب على الرجل المسلم أن يتقي الله وأن يرفع ملابسه سواء كانت قميصا أو إزارا أو سراويل أو بشتا وألا تنزل عن الكعبين ، والأفضل أن تكون ما بين نصف الساق إلى الكعب ، وإذا كان الإسبال عن خيلاء كان الإثم أكبر ، وإذا كان عن تساهل لاعن كبر فهو منكر وصاحبه آثم في أصح قولي العلماء ، لكن إثمه دون إثم المتكبر ، ولا شك أن الإسبال وسيلة إلى الكبر وإن زعم صاحبه انه لم يفعل ذلك تكبرا ، ولأن الوعيد في الأحاديث عام فلا يجوز التساهل بالأمر . وأما قصة الصديق رضي الله عنه وقوله للنبي صلى الله عليه وسلم : إن إزاري يسترخي إلا أن أتعاهده فقال له النبي عليه الصلاة والسلام : ( إنك لست ممن يفعله خيلاء ) ، فهذا في حق من كانت حاله مثل حال الصديق في استرخاء الإزار من غير كبر وهو مع ذلك يتعاهده ويحرص على ضبطه فأما من أرخى ملابسه متعمدا فهذا يعمه الوعيد وليس مثل الصديق . وفي إسبال الملابس مع ما تقدم من الوعيد إسراف وتعريض لها للأوساخ والنجاسة ، وتشبه بالنساء وكل ذلك يجب على المسلم أن يصون نفسه عنه . والله ولي التوفيق والهادي إلى سواء السبيل . فتاوى ومقالات متنوعة للشيخ ابن باز 6 / 323 (www.islam-qa.com) وقفه :- لا تكثر العتاب ، فإنّ العتاب يورّثُ الضغينة والبغضة ، وكثرته من سوء الأدب " علي بن أبي طالب رضي الله عنه " الحقاق |
12 - ومن الخطأ الشائع : صبغ الشعر بالسواد - الرجال والنساء .
إن صبغ الشعر بالسواد محرم لا يجوز فعله من الرجال ولا من النساء ، وقد رد في ذلك الوعيد الشديد وذلك في قوله صلى الله عليه وسلم ( يكون قوم يخضبون في آخر الزمان بالسواد كحواصل الحمام ، لا يريحون رائحة الجنة ) رواه أبو داود والنسائي بإسناد صحيح ، وهو في صحيح الجامع رقم 8153 . والصبغ بالسواد منتشر بين كثير ممن ظهر فيهم الشيب فيغيرون ذلك الشيب بالسواد فيخدعون الناس ويدلسون عليهم ، ويظهرون بحال غير حالهم . والنهي موجه للون الأسود بوصفه لون سواء صبغ الشعر بصبغة بمادة كيمائية أو بنبات أو بالحناء السوداء ، فكل ذلك لا يجوز . والرجل والمرأة في هذا النهي سواء ، فلا يجوز للمرأة صبغ شعرها بالسواد لا لزوجها ولا لغيره ويجوز للرجل والمرأة أن يصبغا بغير الأسود كالأحمر والأصفر أو بالحناء أو غير ذلك ، وقد أفتى بعض العلماء المعاصرين بجواز الصبغ بالسواد ولهم في ذلك أدلتهم وردودهم على الأدلة التي احتج بها الذين يحرّمون ذلك ، ومنهم الشيخ عبدالله بن منيع . 13 - ومن الأخطاء الشائعة : الكذب في الأحلام . فقد يعمد بعض الناس إلى اختلاف الرؤى والأحلام التي لم يروها وذلك من باب المفاخرة أو الذكر بين الناس أو لتحقيق منفعة أو التخويف شخص أو لغير ذلك من الأسباب ، خاصة : إن الكثير من الناس لهم اعتقادات وتعلق شديد في تصديق الأحلام والمنامات فيصدقون ذلك المدعي الكاذب . إن هذا الفعل محرم ، لأنه كذب وخداع للناس وقد ورد الوعيد الشديد لمن فعل مثل هذا ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن من أعظم الفرى أن يدعي الرجل إلى غير أبيه أو يُرى عينه مالم تر ، ويقول على رسول الله صلى الله عليه وسلم مالم يقل ) رواه البخاري . وقال صلى الله عليه وسلم ( من تحلّم بحلم لم يره كُلّف أن يعقد بين شعيرتين ولن يفعل ) رواه البخاري . فلماذا يفعل أولئك هذا الفعل الذي لا طائل من ورائه إلا الكذب والإثم ، ثم ما هي الفائدة التي يجنيها ذلك المتحالم ، إن ذلك ماهو إلا عبث وسفاهة . 14 - ومن الاخطاء الشائعة عند الناس : اعتقاد أنه لا يجوز الحداد إلا باللون الأسود . إن مثل ذلك الظن غير صحيح ، فالحداد يجوز بأي لباس وبأي لون ما لم يكن ثوب زينة أو شُهرة ، المهم أن يكون مستوفياً لشروط اللباس الشرعي فيكون ساتراً لجميع البدن ويكون واسعاً سميكاً غير شفاف . والحداد ليس مجرد لبس فقط بل يكون بالجلوس في المنزل وعدم الخروج إلا لحاجة ، والبعد عن الطيب ومخاطبة الرجال . 15 - ومن الأخطاء الشائعة : المنكرات في الأفراح . إن الزواج نعمة من نعم الله تعالى التي تتحقق بها المصالح الدينية والدنيوية ، فيجب على المسلم شكر هذه النعمة ، وعليه ألا يجعل من ليلة زفافة مجمعاص للمنكرات والمحرمات ؛ فإن ذلك كفران بنعمة الله وهو ينافي الشكر الواجب على الإنسان فحفل الزواج المشروع يكون خالياً من المنكرات والاختلاط والمحرمات ، فهو حفل مباح يُدعى إليه الناس للمشاركة والتهنئة ، ويُقدم فيه الطعام ، وتضرب فيه النساء بالدف وهن منعزلات في مكان خاص ، وبهذا يتحقق المراد ، وينتهي الأمر . ولكننا نرى في هذا الزمان عجباً عجيباً وأمر غريباً ، فقد طالعنا الناس بتقليعات جديدة وتقليد أعمى ، وبدع منكرة وأفعال مستوردة ، واستحداث لعادات جديدة كلها مخالفة لهدي الإسلام في هذا المجال . وإليك بعض ما شاع عند الناس في هذا الزمان من تلك المخالفات دون وازع من دين أو ضمير أو حياء :- 1 - الإسراف في الطعام والشراب : فترى أكواماً من الذبائح والفواكه والمشروبات تكفي لأضعاف العدد الموجود من المدعوين وما زاد بعد الفراغ من الأكل كله يُرمى في القمائم وتذهب تلك النعم والخيرات سدى ، أليس هذا من العبث والكفر بنعمة الله ....!!! أليس هذا من الإسراف المذموم الذي نهى عنه الله تعالى وتوعَّد فاعله ... بلى ، إن من يفعل هذا الفعل فقد ارتكب إثماً عظيماً وفعل محرماً كبيراً ، وبدل أن يأخذ الأجر من الله على إطعام الطعام فإنه يأخذ الإثم والذنب . وإن الإنسان قد يفعل ذلك من باب الكرم ! ولكن ليس الكرم إسرافاً يؤدي في النهاية إلى إهدار النعمة . وقد يفعل ذلك من باب المفاخرة ، وهذا أعظم في الإثم والذنب وقد يفعله لكثرة المدعوين ، فنقول له : ألم تر ما يحدث في الحفلات الأخرى فصاحب الدعوة يظن أن الطعام لا يكفي لأن المدعوين كثير ، وفي النهاية يكون ما يُرمى أكثر من نصف الطعام . فليحذر الإنسان من هذا وعليه أن يُقدِّر الكمية الصحيحة المعقولة من الطعام ، ولا ينسى البركة من الله تعالى ، ولا ينسى أن طعام الواحد يكفي الاثنين ، وليحذر الإنسان من الاستمرار في هذا الإسراف خوفاً من انتقام الله تعالى بإزالة تلك النعم وإبدالها بالفقر والجوع . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ وللحديث بقية إن شاء الله تعالى ...............
للفائد
السؤال : أشرطة أناشيد أعراس بأصوات الرجال ومعهم دف ، هل يجوز تشغيلها في العرس للنساء ؟ الجواب: الجواب : الحمد لله سألت شيخنا فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين عن هذا السؤال ، فأجاب حفظه الله : لا يجوز . انتهى وقد أباحت الشريعة ضرب الدفّ للنساء في الأعراس ، وليس للرجال ، فيمكن لهنّ أن يقمن بضرب الدفّ والغناء بكلمات مباحة طيّبة ، والله أعلم . الإسلام سؤال وجواب الشيخ محمد صالح المنجد (www.islam-qa.com) وقفه :- جاء رجل إلى ابن عباس وقال :- يا أبن عباس إني أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر ، قال :- وبلغت ذلك ؟ قال :- أرجو ذلك ، قال : إن لم تخشى أن تفتضح بثلاث آيات من كتاب الله فافعل ، قال : وما هن ؟ قال : قوله تعالى ( أتامرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم ) أحكمت هذه الآية ؟ قال : لا ، قال : أما الآية الثانية فقوله تعالى ( لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون ) أحكمت هذه الآية ؟ قال : لا ، قال : أما الثالثة فقول شعيب عليه السلام ( وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه ) أحكمت هذه الآية ؟ قال : لا ، قال :- فابدأ بنفسك فهل يعي هذا بعض الناس ؟؟؟؟؟ الحقاق |
ومن تلك المخالفات أيضاً :-
2 - إحضار المغنين والمغنيات ، والفرق الموسيقية . وهذا محرم عظيم ، وبدعة محدثة ، ويكفي فاعله من الإثم ما لا يعلمه إلا الله تعالى ، لأن عليه آثام جميع الحاضرين الذين رأوا واستمعوا لذلك ؛ إضافة لإثمه الأصلي لأنه هو الداعي والمتسبب في حصول هذا المنكر العظيم . وأعظم من ذلك دخول اولئك الفنانين عند النساء فاجتمع بذلك عدة محرمات : الغناء والموسيقى والاختلاط والظهور على عورات النساء . فوالله إن ذلك ليس من فعل أهل الإسلام ، ولا من فعل السلف ، ولا من فعل آبائنا الأفاضل ، إنها بدعة منكرة وهي تقليد لما يحدث في بعض الدول الكافرة أو السافرة ؛ قد انتقل إلينا من بعض العابثين الذين ليس لهم حظ من إيمان أو خلق أو غيرة أو حياء . 3 - ومن منكرات الأفراح :- دخول الزوج عند النساء وجلوسه في المنصة بجوار عروسه ، فيسلم عليها وربما قبّلها وأعطاها الحلوى ، فكيف بلغ الحد ببعض الناس إلى هذا المستوى الوضيع من قلة الحياء وانهزامية الروح ، وكيف يجوز له النظر إلى النساء الحاضرات من المتبرجات والمتعففات وربما يدخل معه مجموعة من أقربائه من الشباب ، فيحدث الاختلاط ويذهب الإيمان والحياء ، ويختلط الحابل بالنابل ، فعلى كل صاحب أسرة مسئول أن يبادر إلى نبذ هذا ومحاربته وإرجاع الأمور إلى نصابها الصحيح . 4 - ومن المنكرات العظيمة :- التصوير بالفيديو والكميرا لهذا الحفل النسائي الكبير ، فمن سمح لهؤلاء أن يلتقطوا الصور لمحارم الناس ، ثم ماذا يحدث ؟ الذي يحدث أن تلك الأشرطة تنتشر بين الشباب فينظرون ويعرفون وبهذا تنكشف العورات والأسرار وتحدث المفاسد العظيمة ، ثم من يرض أن تُصوّر ابنته أو زوجته أو أخته ويراها القاصي والداني ، والله لا أحد يرضى بهذا إلا الديوث ! إذن لماذا نسمح مثل هذا ؟ والذي نخشى منه أن الولي اليوم لا يرضى ولكنه غداً سيرضى . 5 - ومن المنكرات أيضاً :- تفنن النساء في اللباس الفاضح وتنافسهن في الموديلات والأزياء وقصّات الشعر ، وارتداؤهن ملابس تخالف تماماً اللباس الشرعي وينطبق عليهنّ وصف الكاسيات العاريات ، وحجة بعضهنّ في هذا أنه لا يوجد رجال فالمكان كله نساء ، فنقول هذه حجة باطلة لأن دخول الرجال واختلاطهم بالنساء محرم أصلاً سواء كانت النساء كاسيات أو عاريات ، وإن المحرّم الذي نقصده ينطبق على ذلك اللباس الفاضح لأن اللباس نفسه له حكم إما حلال أو حرام ، فكل لباس عارٍ و ضيق أو قصير أو شفاف فهو محرم ، ولا أظن أن نسبة 5 % من الحاضرات من يلتزمن باللباس الشرعي ، والباقي هو من صنف الكاسيات العاريات أو العاريات العاريات فالقصير والبنطلون والمفتوح والمقصوص والمشقوق والمشطور والمقطوع والمبتور ...... والنساء يتهاوننّ في ذلك ولا يُلقين له بالاً ، وإنني هنا أذكرهن ّ بآية وحديثين . أما الآية فقوله تعالى ( ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى ) سورة الأحزاب :33 وأما الحديث فقوله صلى الله عليه وسلم " صنفان - من أمتي - من أهل النار لم أرهما : قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها ، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا " رواه مسلم . والحديث الثاني قوله صلى الله عليه وسلم " أطلعت في النار فرأيت أكثر أهلها النساء " رواه مسلم . 6 - وهناك الكثير من مظاهر المخالفات والمحرمات في الأفراح والمناسبات منها : ابتداع احتفالا لا أصل لها مثل أعياد الميلاد وأسبوع الزواج والاحتفال بمرور عام على الزواج واحتفالات أخرى لا نعرف لها مناسبة أو حدثاً . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ وللحديث بقية إن شاء الله تعالى .................
للفائدة
السؤال: هل المسح على الخفين أفضل أم غسل القدمين ؟. الجواب: الحمد لله ذهب جمهور العلماء (منهم أبو حنيفة ومالك والشافعي إلى أن غسل القدمين أفضل ، قالوا : لأن غسل القدمين هو الأصل ، فكان أفضل . انظر : "المجموع" (1/502) . وذهب الإمام أحمد إلى أن المسح على الخفين أفضل ، واستدل بـ : 1- أنه أيسر ، و ( مَا خُيِّرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ أَمْرَيْنِ إِلا أَخَذَ أَيْسَرَهُمَا مَا لَمْ يَكُنْ إِثْمًا ، فَإِنْ كَانَ إِثْمًا كَانَ أَبْعَدَ النَّاسِ مِنْهُ ) رواه البخاري (3560) ومسلم (2327) . 2- أنه رخصة ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ أَنْ تُؤْتَى رُخَصُهُ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ تُؤْتَى مَعْصِيَتُهُ ) رواه أحمد (5832) وصححه الألباني في "إرواء الغليل" (564) . 3- أن في المسح على الخفين مخالفةً لأهل البدع الذين ينكرونه ، كالخوراج والروافض . وقد كثرت الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم في فعل كل منهما ، غسل القدمين ، والمسح على الخفين ، مما جعل بعض العلماء يقول : المسح والغسل سواء ، وهو ما اختاره ابن المنذر رحمه الله . واختار شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم أن الأفضل في حق كل واحد ما كان موافقاً للحال التي عليها قدمه ، فإن كان لابساً للخف فالأفضل المسح ، وإن كانت قدماه مكشوفتين فالأفضل الغسل ، ولا يلبس الخف من أجل أن يمسح عليه . ويدل لهذا حديث المغيرة بن شعبة رضي الله عنه لما أراد أن ينزع خفي النبي صلى الله عليه وسلم ليغسل قدميه في الوضوء فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : ( دَعْهُمَا ، فَإِنِّي أَدْخَلْتُهُمَا طَاهِرَتَيْنِ ، فَمَسَحَ عَلَيْهِمَا ) رواه البخاري (206) ومسلم (274) . فهذا يدل على أن المسح أفضل في حق من كان يلبس الخفين . ويدل لذلك أيضاً ما رواه الترمذي (96) عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَسَّالٍ رضي الله عنه قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْمُرُنَا إِذَا كُنَّا سَفَرًا أَنْ لا نَنْزِعَ خِفَافَنَا ثَلاثَةَ أَيَّامٍ وَلَيَالِيهنَّ إِلا مِنْ جَنَابَةٍ ، وَلَكِنْ مِنْ غَائِطٍ وَبَوْلٍ وَنَوْمٍ . حسنه الألباني في "إرواء الغليل" (104) . فالأمر بالمسح يدل على أنه أفضل ، ولكنه في حق لابس الخف . قال شيخ الإسلام ابن تيمية : " وفصل الخطاب : أن الأفضل في حق كل واحد ما هو الموافق لحال قدمه . فالأفضل لمن قدماه مكشوفتان : غسلهما ولا يتحرى لبس الخف ليمسح عليه , كما كان عليه أفضل الصلاة والسلام يغسل قدميه إذا كانتا مكشوفتين , ويمسح قدميه إذا كان لابسا للخف " انتهى من "الإنصاف" (1/378) . وقال ابن القيم في "زاد المعاد" (1/199) : " ولم يكن يتكلف ضد حاله التي عليها قدماه ، بل إن كانتا في الخف مسح عليهما ولم ينزعهما ، وإن كانت مكشوفتين غسل القدمين ، ولم يلبس الخف ليمسح عليه ، وهذا أعدل الأقوال في مسألة الأفضل من المسح والغسل ، قاله شيخنا (يعني شيخ الإسلام ابن تيمية " انتهى . الإسلام سؤال وجواب (www.islam-qa.com) وقفه :- جاء رجل إلى وهب بن منبه فقال : إن الناس وقعوا فيما و قعوا فيه وقد حدثت نفسي ألا أخالطهم ، فقال له وهب : لا تفعل فإنه لا بد للناس منك ولا بد لك منهم ، لهم إليك حوائج ولك إليهم حوائج ، ولكن كن فيهم أصم سميعاً وأعمى بصيرا وسكوتا نطوقا . الحقاق |
16 - ومن الأخطاء الشائعة : الفتوى بغير علم
إننا نرى ونسمع - أحياناً - في المجالس أو الاجتماعات العامة أن بعض الناس يُنصِّب نفسه مفتياً وكأنه أحد العلماء المشهورين ، وكل مسألة يُفتي فيها بسرعة وجرأة ، هذا يجوز وذاك لا يجوز .. هذا حرام وهذا حلال .. وهكذا . وكل ذلك الفعل حرام لا يجوز والفتوى بغير علم حرام ، قال الله تعالى ( ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب إن الذين يفترون على الله الكذب لا يُفلحون ) النحل : 116 . قال العلماء : الفتوى تحرم على الجاهل ولو أصاب الجواب ، ولو أفتى أحد بغير علم وأخطأ المسألة فعليه إثم الفتوى وإثم من عمل بها . فالفتوى أمرها عظيم حيث يقوم عليها تطبيق الأحكام والعبادات وبها صلاح الدين وصلاح أحوال الناس . وإن الكثير من أهل العلم الحقيقيين لا يستطيعون الفتوى ، وإن استطاعوها فإنهم يتورعون عنها ويحاولون الابتعاد منها خوفاً من الخطأ ، فكيف بالجاهل ، أو بمن يقول عن نفسه إنه مثقف وواسع الإطلاع والمعرفة . قال صلى الله عليه وسلم ( إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من صدور الرجال ، ولكنه يقبض العلم بقبض العلماء ، فإذا لم يبق عالم اتخذ الناس رؤساء جهالاً فسئُلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا ) متفق عليه . وقال ابن أبي ليلى - وهو أحد التابعين : " أدركت عشرين ومائة من الأنصار من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يُسأل أحدهم عن المسألة فيردها هذا إلى هذا ، وهذا إلى هذا حتى ترجع إلى الأول " وكل ذلك خوفاً من الفتوى ؛ لأنهم يخشون الخطأ ، فإذا كان هذا حال الصحابة الكرام وهم أهل العلم والفتوى فكيف بهؤلاء المغرورين . ولذلك فليحذر كل مسلم أن يتجرأ على الفتوى أو يقول على الله بغير علم ، فإن فعل ذلك فقد كذب على الله تعالى وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم وقد نال من الإثم الشيء الكثير . والواجب على من سئل عن شيء وهو لا يعلم فلا يستحي من أن يقول لا أعلم ، أما إن كان قد سمع شيئاً من العلماء وفتاواهم فلا بأس أن ينقل ذلك ويقوله . 17 - ومن الأخطاء الشائعة : النياحة على الميت . والنياحة هي :- البكاء والصراخ بصوت عالٍ ، أو بلطم الخدود وشق الجيوب والثياب . وهذا الفعل محرم تحريماً شديداً وهو من أعظم الذنوب ، بل إن النائحة ملعونة على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم . عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ليس منا من ضرب الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية " متفق عليه . وعن أبي أمامة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم " لعن الله الخامشة وجهها ، والشاقة جيبها ، والداعية بالويل والثبور " رواه ابن ماجه وابن حبان . وفي الحديث عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم { بريء من الصالقة والحالقة والشاقة } متفق عليه . والصالقة هي التي ترفع صوتها بالنياحة ، والحالقة : هي التي تحلق رأسها عند المصيبة والشاقة هي التي تشق ثوبها . وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم [ اثنان في الناس هما بهم كفر ، الطعن في النسب والنياحة على الميت د رواه مسلم . فكل ما سبق ذكره من أحاديث هي تبين تلك المحرمات العظيمة التي تدل على ضعف الإيمان وعدم الرضا بقضاء الله ، إضافة إلى أنها من قلة العقل وضعف النفس ، فالواجب على المسلم الصبر والاحتساب عند المصائب . 18 - ومن الأخطاء الشائعة المنتشرة بكثرة : كثرة اللعن . إن المسلم ليس باللعان ولا بالسَّبَّاب ولا بالفاحش البذيء وقد حرّم الإسلام على المسلم أن يلعن غيره إلا من استحق اللعن من الكفار وغيرهم من الفاسقين . وإنك تسمع اليوم في المجالس أو في الطرقات اللعن الكثير والشتم ، من الكبار والصغار على سبيل الجد أو الهزل وهذا منكر عظيم ومحرم كبير ، قال صلى الله عليه وسلم [ لا تلاعنوا بلعنة الله ولا بغضبه ولا بالنار ] رواه مسلم . فعلى المسلم ألا يُجري اللعن والسباب على لسانه ، ولا يجعل ذلك عادة له حتى وإن كان مازحاً . كما انه لا يجوز لعن غير الآدمي : من البهائم والحيوانات أو الأماكن أو المأكولات والمشروبات . فعن أنس رضي الله عنه قال : كان رجل يسير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على بعير ، فلعن بعيره ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم { يا عبد الله لا تسر معنا على بعير ملعون } رواه ابن أبي الدنيا . وقال صلى الله عليه وسلم [ لا يكون اللعانون شفعاء ولا شهداء يوم القيامة ] رواه مسلم . فاحذر أيها الإنسان من اللعن فإنه منه من المحرمات العظيمة ، ثم ماذا تستفيد من هذا المزاح المصحوب باللعن والسب فما هو إلا دليل على ضعف الدين والوقاحة وقلة الحياء .
للفائدة
السؤال: ما هو مكان الصوفية في الإسلام ؟ ما صحة القول بأن هناك عبّاد وأولياء يتّصلون بالله ، بعض الناس يعتقدون بهذه الظاهرة وأنّ هناك ما يُثبت ذلك في الأديان المختلفة والأنحاء المختلفة في الأرض . كيف تمكن رؤية الذين يدعون بأنهم صوفية أو تابعين للصوفيين ؟ أليست الصلاة والذكر نوع من الاتصال بالله سبحانه وتعالى ؟ الجواب: الحمد لله لم يعرف الإسلام اسم الصوفية في زمن الرسول وصحابته والتابعين حتى جاء جماعة من الزهاد لبسوا الصوف فأطلقوا هذا الاسم عليهم ، وقيل مأخوذ من كلمة صوفيا ومعناها الحكمة باليونانية وليست مأخوذة من الصفاء كما يدعي بعضهم لأن النسبة إلى الصفاء صفائي وليست صوفي . وظهور هذا الاسم الجديد والطائفة التي تحمله زاد الفرقة في المسلمين ، وقد اختلف الصوفية الأوائل عن الصوفية المتأخرة التي انتشرت فيها البدع بشكل أكبر وعمّ فيهم الشرك الأصغر والأكبر وبدعهم مما حذرنا منه الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله : " إياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة. رواه الترمذي وقال حسن صحيح وفيما يلي مقارنة بين معتقدات الصوفية وطقوسها وبين الإسلام المبني على القرآن والسنّة : الصوفية : لها طرق متعددة كالتيجانية والقادرية والنقشبندية والشاذلية والرفاعية وغيرها من الطرق التي يدعي أصحابه أنهم على الحق وغيرهم على الباطل والإسلام ينهى عن التفرق ويقول الله تعالى { ...ولا تكونوا من المشركين (31) من الذين فرّقوا دينهم وكانوا شيعاً كل حزب بما لديهم فرحون } ( سورة الروم الآيات 31-32). الصوفية : عبدوا غير الله من الأنبياء والأولياء الأحياء والأموات فهم يقولون ( يا جيلاني ويا رفاعي ويا رسول الله غوثاً ومدد ، ويا رسول الله عليك المعتمد ) . والله ينهى عن دعاء غيره فيما لا يقدر عليه إلا هو ويعدّه شركاً إذ يقول { ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك فإن فعلت فإنك من الظالمين } سورة يونس ،آية 106 . الصوفية : تعتقد أن هناك أبدالاً وأقطاباً وأولياء سلّم الله لهم تصريف الأمور وتدبيرها والله يحكي جواب المشركين حين يسألهم :{ ومن يدبر الأمر فسيقولون الله } سورة يونس : 31 . فمشركو العرب أعرف بالله من هؤلاء الصوفية . والصوفية يلجأون لغير الله عند نزول المصائب والله يقول : { وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يمسسك بخير فهو على كل شيء قدير } . بعض الصوفية : يعتقد بوحدة الوجود فليس عندهم خالق ومخلوق فالكل خلق والكل إله . ولذلك كانت القاعدة العظيمة أننا لا نزن الأشخاص بالخوارق التي تظهر على أيديهم وإنما بحسب بعدهم وقربهم والتزامهم بالكتاب والسنّة ، وأولياء الله حقّا لا يُشترط أن تظهر لهم خوارق بل هم الذين يعبدون الله بما شرع ولا يعبدونه بالبدع ، أولياء الله الذين ذكرهم ربنا في الحديث القدسي الذي رواه البخاري في الصحيح 5/2384 عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله قال من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها وإن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه " . والله الموفق والهادي إلى طريق الصّواب . الإسلام سؤال وجواب الشيخ محمد صالح المنجد (www.islam-qa.com) ( تنويه : حذف كثيراً من الإجابه وذلك لطول الجواب .. ارجو مراجعة موقع الشيخ المنجد .. كما أرجو من الجهاز الفني في هذا المنتدى زيادة سعة الاحرف والكلمات .... الحقاق ) وقفه :- امنعوا الناس من المزاح فإنه يذهب بالمروءة ويوغر الصدور . " عمر بن الخطاب رضي الله عنه " |
19 - ومن الأخطاء الشائعة : الإكثار من استخدام كلمات : قالوا ... زعموا ... سمعنا ... يقولون كذا ...
إن استعمال تلك الكلمات يكثر في أحاديث الناس مع بعضهم وفي مجالسهم ومسامراتهم وفي أماكن أعمالهم ، فتراهم ينقلون الأخبار والشائعات وقد يفترون الكذب على الناس وعلى أعراض المسلمين وخصوصياتهم بدون تثبت ولا علم فتسمعهم يقولون : والله قالوا فلان عمل وعمل ، وسمعنا أنه كذا ، ويقولون فلان كذا وكذا ، وهذا كثر وبخاصة عند النساء . فلماذا هذا الزيف والباطل ولماذا ترويج الشائعات على الناس وأعراضهم وشئونهم ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم { بئس مطية الرجل زعموا } رواه البخاري . كما نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يُحدث المرء بكل ما سمع فقال صلى الله عليه وسلم [ كفى بالمرء إثماً أن يُحدث بكل ما سمع ] رواه مسلم . فيا من تفعل هذا ، ويا من تفعلين هذا ، هل ترضون أن يتحدث عنكم الناس ويقولون فيكم الأقاويل حتى وإن كانت صحيحة - كلا ! والله لن ترضوا ، فإن كنتم لا ترضون ذلك لأنفسكم ، فكذلك الناس لا يرضونه لأنفسهم . وإن ترويج تلك الأقاويل والأخبار والشائعات قد يُسبب مفاسد عظيمة بين الناس مثل التقاطع والهجر والمخاصمات وربما يصل الأمر إلى القتل . فاحذر أيها المسلم من كل هذا ، وليمسك كل إنسان لسانه وحسبكم أن تسمعوا قول النبي صلى الله عليه وسلم { ... وهل يكب الناس على وجوههم في النار إلا حصائد ألسنتهم } رواه البخاري . 20 - ومن الأخطاء أيضاً الإسراف في الولائم . لقد دعا الإسلام إلى الكرم ، وإلى إطعام الطعام ، وحث على ذلك ، وجعل أجرهما عظيم وفضلهم كبير ، ولكن ليس معنى الكرم والإطعام أن يُسرف الإنسان في ذلك ، بل يجب أن يكون الكرم والإطعام في حدود معقولة دون إسراف يترتب عليه إهدار النعمة وكفرها . فإنك ترى بعض الناس يدعو خمسة أشخاص أو عشرة إلى الطعام فيتقدم لهم الذبائح الكثيرة وحولها اصناف لا تُعد ولا تحصى من الفواكه والحلويات والمُشكّلات ؛ مما يكفي لإضعاف ذلك العدد ، فيأكل الجميع ثم تتكدس أكوام الطعام الزائد وتُرمى في القمامة ، فيا سبحان الله هل هذا هو الكرم ، وهل هذا هو الإطعام ، فأي فضيلة في ذلك ! فهل كل هذا الإسراف لكي يقول المدعوون إنه جواد كريم ! فقد قالوا ، ثم ماذا ..... هل تريد الأجر والثواب على تلك الدعوة ؟ بالطبع نعم ، ولكن إثم ذلك الطعام الذي رُمي في القمائم أكبر وأعظم ، وهو من الكفر الأصغر ؛ الذي هو كفر النعمة ، ألا تخشى أن يعاقبك الله تعالى بحرمانك من هذه الخيرات والنعم ، فالنعم لا تدوم إلا بالشكر ، وذلك الفعل من الكفر وليس من الشكر . واعلم أن النعمة إن خرجت من بيت فإنها قلّما تعود إليه فالحذر الحذر من الإسراف في الولائم ، ومن إهدار النعم والخيرات . 21 - ومن الأخطاء الشائعة أيضاً : إسراف بعض الناس على أنفسهم وأهليهم في اللباس والأثاث والكماليات . لقد نهى الإسلام عن الإسراف والتبذير . والإسراف هو : مجاوزة الحد فيما لا فائدة فيه . والتبذير هو :- مجاوزة الحد في الإنفاق فيما فائدة فيه . وكلاهما مذموم ، ولكن الإسراف أعظم ذماً وإثماً . وإنك ترى بعض الناس يملك العشرات بل المئات من الثياب والملابس والعطورات ، ويتتبع الجديد من الموضة والأنواع ويداوم على الشراء باستمرار - وخاصة النساء - كما أنهم بعد كل فترة من الزمن يُغير الأثاث والفرش والستائر ، كما تراه يهتم بشراء الزينات واللوحات والتُحف ، ويُنفق الأموال الطائلة فيما لا فائدة منه أبداً - وقد يستدين الأموال لأجل ذلك - وكل هذا من الأسراف والتبذير المنهي عنهما . وفي الحديث أيضاً قوله صلى الله عليه وسلم أنه قال { تعس عبد الخميلة ، تعس عبد الخميصة ... } رواه البخاري . أي : تعساً لعبد الملابس الذي يجعل همه في الملبس ، ويشتري ويقتني ويبالغ في ذلك . وفي الحديث أيضاً قوله صلى الله عليه وسلم [ يا ابن آدم ليس لك من مالك إلا ما اكلت فأفنيت أو لبست فأبليت أو تصدقت فأمضيت ] رواه مسلم . وعلى الإنسان ان يعلم أنه إذا بالغ في هذه الأشياء ، فإنه يأثم لأنه من التبذير . قال تعالى ( إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين ) سورة الإسراء . أما الأشياء المحرمة وغير النافعة فإن إثمها أكبر ، وهو آثم بشرائها على كل وجه . خاصة إن كانت من المحرامات ، كالمجسمات من ذوات الأرواح أو المحنطات أو غير ذلك من الأشياء المحرّم اقتناؤها . ولو فكر ذلك الإنسان قليلاً ، لعلم أن ما عنده يكفيه ويزيد ولو أنه أنفق ذلك المال في وجوه الخير وكَسب الأجر والثواب من الله لكان خيراً له في دنياه وآخرته . وإن كان ذلك الشخص من المنفقين المتصدقين - وهو في نفس الوقت من المسرفين المبذرين - فإنه مأجور على صدقته وآثم على إسرافه وتبذيره .
للفائدة
السؤال: فضل هذا الدعاء : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ( نزل عليّ جبرائيل وأنا أصلي خلف المقام ، فلما فرغت من الصلاة دعوت الله تعالى وقلت : حبيبي علمني لأمتي شيئا إذا خرجت من الدنيا عنهم يدعون الله تعالى فيغفر لهم ، فقال جبريل : ومن أمتك يشهدون لا إله إلا الله وأنك محمد رسول الله ، ويصومون أيام الثلاثة البيض الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من كل شهر ، ثم يدعون الله بهذا الدعاء ، فإنه مكتوب حول العرش ، وأنا يا محمد بقوة هذا الدعاء أهبط وأصعد ، وملك الموت بهذا الدعاء يقبض أرواح المؤمنين ، وهذا الدعاء مكتوب على أستار الكعبة وأركانها ، ومن قرأ من أمتك هذا الدعاء يأمن عذاب القبر ، ويكون من آمناً يوم الفزع الأكبر ، ومن موت الفجّار ، وغناه عن خلقه ، ويرزقه من حيث لا يحتسب ، وأنت شفيعه يوم القيامة يا محمد . . . . بسم الله الرحمن الرحيم صلى الله على محمد وآله الطاهرين سبحانك ، أنت الله لا إله إلا أنت المؤمن المهيمن سبحانك ، أنت الله لا إله إلا أنت المصور الرحيم سبحانك ، أنت الله لا إله إلا أنت السميع العليم سبحانك ، أنت الله لا إله إلا أنت الحي القيّوم سبحانك ، أنت الله لا إله إلا أنت البصير الصادق سبحانك ، أنت الله لا إله الله إلا أنت الواسع اللطيف سبحانك ، أنت الله لا إله إلا أنت العليّ الكبير سبحانك . . .إلخ الدعاء . هل ما كتب صحيح ؟ . الجواب: الحمد لله هذا الحديث والذي يسمَّى " دعاء جبريل " لا أصل له في السنة الصحيحة ، بل ولا في الضعيفة ، وهو من الأحاديث المكذوبة على النبي صلى الله عليه وسلم ، ومن قرأ ألفاظ الحديث والدعاء لم يشك أنه من وضع الزنادقة ، ففي بيان بعض فضائل هذا الدعاء قوله : " ومَن كتبه على كفنه بتربة الحسين عليه السلام أمِنَ مِن عذاب القبر " ! . وفي بعض ألفاظه ما يدل على حماقة قائله ، وظنه أنه قد ينطلي هذا الدعاء على حماة الدِّين ، فاسمع إليه يقول : " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فحفظته ، وعلَّمته المؤمنين من شيعتنا وموالينا " !! أما المبالغات في الأجور والثواب ، والأخطاء في النحو والإملاء : فحدِّث عن هذا ولا حرج ، ونص أوله : " اللهم صلِّ على محمد وآل محمد لا إله إلا الله بعدد ما هلَّله المـهللون ، الله أكبر بعدد ما كبّره المكـبرون ، الحمد لله الحمد لله بعدد ما حَمِدهُ الحامدون ، سبحان الله بعدد ما سبّحه المسبحون ، أستغفر الله أستغفر الله بعدد ما استغفره المستغفرون " . وعلى كل حال : ففي صحيح السنَّة ما يغني عن مثل هذه الخرافات والضلالات ، والوصية للأخ السائل أن يقرأ كتاب " حصن المسلم " أو " صحيح الكلِم الطيب " ، وكذا ما ذكره الأئمة الثقات كالبخاري ومسلم في كتبهم في أبواب الأدعية ، ففيه الخير الكثير . والله أعلم . الإسلام سؤال وجواب (www.islam-qa.com) وقفه :- قال علي بن سليم ضياء الدين لاحد النصارى :- ما الحكمة في تعظيم الصليب عندكم ! قال :- لأن المسيح صُلب عليه . فقال :- الحيوان عندكم اشرف ، أم الحمار . فقال :- الحيوان . فقال :- ينبغي لكم تعظيم الحمار لأن عيسى عليه السلام ركب الحمار . فبهت الكافر . " الدرر الكامنه (3/54 ) " ر . س . ج من قاس ما لم يره بما يرى أراه ما يدنو إليه ما نأى من ملك الحرص القياد لم يزل يكرع من ماء من الذل صرى الحقاق |
السلام عليكم ورحمة الله
جزاك الله كل خير على ماكتبت وعندي بعض الاسئلة :
قلت فى احدى الفقرات تحت رقم ( 28) المنتقم :- ليس من أسماء الله تعالى ثم كتبت في فقرة أخرى ( بل نقول : المانع المعطي ، النافع الضار - العفو المنتقم ) ؟؟؟ سؤال آخر وهو مالدليل على ان هذه الاسماء من اسمائه تعالى : السيد - الرفيق - المسعِّر - الطيب - الوتر سؤال أخير مالديل على الاسماء التالية ليست من اسمائه تعالى : العاطي - المبديء - الحنّان ( مع انها مكتوبة على ستار الكعبة - ياحنان يامنان - ) وجزاك الله خير |
الأخ الفاضل / عنتر الهوني
أولا أشكر لك إضافتك فبارك الله فيك وجزاك الله خيراً وإجابة عن سؤالك الأول والذي تقول فيه :- ((( قلت فى احدى الفقرات تحت رقم ( 28) المنتقم :- ليس من أسماء الله تعالى ثم كتبت في فقرة أخرى ( بل نقول : المانع المعطي ، النافع الضار - العفو المنتقم ) ؟؟؟))) نعم اخي الكريم ( المنتقم ) ليس إسم بل هو صفه ولو امعنة النظر وقرأة الفقره التي تقول ( وأعلم أن بعض صفات الله تعالى وأسمائه لا تطلق عليه بمفردها بل لا بد أن تكون مقرونة بما يقابلها مثل : المانع الضار ، المنتقم ... فلا يجوز أن نفرد هذه عن مقابلها فلا نقول : المانع ونسكت أو الضّار ونسكت ، كلا بل نقول : المانع المعطي ، النافع الضار - العفو المنتقم - المعز المُذل . ) أرجو ان تكون هذه الفقره مفهومه ......... أما عن السؤال الثاني :- (((( سؤال آخر وهو مالدليل على ان هذه الاسماء من اسمائه تعالى : السيد - الرفيق - المسعِّر - الطيب - الوتر )))) انظر شرح أسماء الله الحسنى للشيخ سعيد بن علي القحطاني ، وقد عرض تلك الأسماء على سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز ورحمه الله وأقرها . والسؤال الثالث :- (((( سؤال أخير مالديل على الاسماء التالية ليست من اسمائه تعالى : العاطي - المبديء - الحنّان ( مع انها مكتوبة على ستار الكعبة - ياحنان يامنان - ) )))) أخي الكريم ليس كل ماكتب على ستار الكعبه يعتبر من أسماء الله عزوجل ارجو مراجعة اسماء الله الحسنى مع شرحها .. ويجب ان تعرف الفرق بين اسماء الله وصفاته عزوجل وأعلم أيضا أن باب الصفات اوسع من باب الأسماء بارك الله فيك وجزاك الله خيرا
للفائدة
[size=3]السؤال بتاريخ 2003-02-20 05:28 ص عما يتعلمه طلبة المدارس في بعض البلاد الإسلامية من أن مذهب أهل السنة هو " الإيمان بأسماء الله تعالى، وصفاته، من غير تحريف، ولا تعطيل، ولا تكييف، ولا تمثيل". وهل تقسيم أهل السنة إلى قسمين: مدرسة ابن تيمية وتلاميذه، ومدرسة الأشاعرة والماتريدية تقسيم صحيح؟ وما موقف المسلم من العلماء المؤولين؟[/size الجواب بتاريخ 2003-02-20 05:31 ص لا شك أن ما يتعلمه الطلبة في المدارس من أن مذهب أهل السنة هو: ( الإيمان بأسماء الله تعالى وصفاته، من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل ). هو المطابق للواقع بالنسبة لمذهب أهل السنة، كما تشهد بذلك كتبهم المطولة والمختصرة، وهو الحق الموافق لما جاء في الكتاب والسنة، وأقوال السلف، وهو مقتضى النظر الصحيح، والعقل الصريح، ولسنا بصدد سرد أفراد الأدلة في ذلك، لعدم طلبه في السؤال، وإنما نجيب على ما طلب وهو تقسيم أهل السنة إلى طائفتين في مدرستين: إحداهما: مدرسة ابن تيمية وتلاميذه، المانعين لصرف النصوص عن ظواهرها. الثانية: مدرسة الأشاعرة والماتريدية، الموجبين لصرفها عن ظواهرها في أسماء الله وصفاته. فنقول: من المعلوم أن بين هاتين المدرستين اختلافاً بيناً في المنهاج فيما يتعلق بأسماء الله وصفاته، فالمدرسة الأولى يقرر معلموها وجوب إبقاء النصوص على ظواهرها فيما يتعلق بأسماء الله وصفاته، مع نفي ما يجب نفيه عن الله تعالى، من التمثيل أو التكييف، والمدرسة الثانية يقرر معلموها وجوب صرف النصوص عن ظواهرها فيما يتعلق بأسماء الله وصفاته. وهذان المنهاجان متغايران تماماً، ويظهر تغايرهما بالمثال التالي: قال الله تعالى:( بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء ) . وقال فيما حكاه عن معاتبة إبليس حين أبى أن يسجد لآدم بأمر الله: ( يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي).(فقد اختلف معلمو المدرستين في المراد باليدين اللتين أثبتهما الله تعالى لنفسه. فقال أهل المدرسة الأولى: يجب إبقاء معناهما على ظاهره، وإثبات يدين حقيقيتين لله تعالى، على وجه يليق به. وقال أهل المدرسة الثانية: يجب صرف معناهما عن ظاهره، ويحرم إثبات يدين حقيقيتين لله تعالى، ثم اختلفوا في المراد بهما هل هو القوة، أو النعمة. وبهذا المثال يتبين أن منهاجي أهل المدرستين مختلفان متغايران، ولا يمكن بعد هذا التغاير أن يجتمعا في وصف واحد، هو "أهل السنة". إذاً فلابد أن يختص وصف أهل السنة بأحدهما دون الآخر، فلنحكم بينهما بالعدل، ولنعرضهما على ميزان القسط وهو كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وكلام الصحابة، والتابعين لهم بإحسان من سلف الأمة وأئمتها. وليس في هذا الميزان ما يدل بأي وجه من وجوه الدلالة، المطابقة، أو التضمن، أو الالتزام صريحاً أو إشارة على ما ذهب إليه أهل المدرسة الثانية، بل في هذا الميزان ما يدل دلالة صريحة، أو ظاهرة، أو إشارية على ما ذهب إليه أهل المدرسة الأولى، وعلى هذا فيتعين أن يكون وصف أهل السنة خاصاً بهم لا يشاركهم فيه أهل المدرسة الثانية، لأن الحكم بمشاركتهم إياهم جور، وجمع بين الضدين، والجور ممتنع شرعاً، والجمع بين الضدين ممتنع عقلاً. وأما قول أهل المدرسة الثانية (المؤولين ) : لا مانع من تأويل أسماء الله وصفاته إذا لم يتعارض هذا مع نص شرعي. فنقول: مجرد صرف اللفظ عن ظاهره بلا دليل شرعي مخالف للدليل، وقول على الله تعالى بلا علم وقد حرم الله تعالى ذلك في قوله: ( قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله مالم ينزل به سلطاناً وأن تقولوا على الله مالا تعلمون) . وقوله:( ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولاً ) . وهؤلاء المؤولون لأسماء الله تعالى وصفاته ليس لهم علم مأثور فيما أولوها إليه، ولا نظر معقول، سوى شبه يحتجون بها يناقض بعضها بعضاً، ويلزم عليها من النقص في ذات الله تعالى وصفاته، ووحيه أكثر مما زعموه من النقص في إثباتها على ظاهرها، وليس هذا موضع البسط في ذلك. وإنما المقصود بيان أن وصف (أهل السنة) لا يمكن أن يعطى لطائفتين يتغاير منهاجهما غاية التغاير، وإنما يستحقه من كان قوله موافقاً للسنة فقط، ولا ريب أن أهل المدرسة الأولى (غير المؤولين) أحق بالوصف المذكور من أهل المدرسة الثانية (المؤولين)، لمن نظر في منهاجيهما بعلم وإنصاف فلا يصح تقسيم أهل السنة إلى الطائفتين بل هم طائفة واحدة. وأما احتجاجهم بقول ابن الجوزي في هذا الباب فنقول : أقوال أهل العلم يحتج لها ولا يحتج بها، فليس قول واحد من أهل العلم بحجة على الآخرين. وأما قولهم : إن الإمام أحمد أول في حديث: " قلوب بني آدم بين أصبعين من أصابع الرحمن" . وحديث: "الحجر الأسود يمين الله في الأرض". وقوله تعالى: ( وهو معكم أينما كنتم) . فنقول: لا يصح عن الإمام أحمد رحمه الله أنه تأول الحديثين المذكورين قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في الفتاوي ص 398 ج 5 من مجموع ابن القاسم: " وأما ما حكاه أبو حامد الغزالي من أن أحمد لم يتأول إلا في ثلاثة أشياء "الحجر الأسود يمين الله في الأرض" و"قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن". و"إني أجد نفس الرحمن من قبل اليمن"، فهذه الحكاية كذب على أحمد، لم ينقلها أحد عنه بإسناد، ولا يعرف أحد من أصحابه نقل ذلك عنه". ا.هـ. وأما قوله تعالى: (وهو معكم أينما كنتم). فإن الإمام أحمد لم يتأولها وإنما فسرها ببعض لوازمها، وهو العلم رداً على الجهمية، الذين فسروها بخلاف المراد بها، حيث زعموا أنها تقتضي كون الله تعالى في كل مكان بذاته تعالى الله عن قولهم فبين رحمه الله تعالى أن المعية هنا بمعنى الإحاطة بالخلق التي من جملتها العلم بهم. وذلك أن المعية لا تقتضي الحلول والاختلاط بل هي في كل موضع بحسبه، ولهذا يقال:سقاني لبناً معه ماء. ويقال: صليت مع الجماعة. ويقال : فلان معه زوجته. ففي المثال الأول: اقتضت المزج والاختلاط، وفي الثاني اقتضت المشاركة في المكان والعمل بدون اختلاط، وفي الثالث اقتضت المصاحبة وإن لم يكن اشتراك في مكان أو عمل، وإذا تبين أن معنى المعية يختلف بحسب ما تضاف إليه، فإن معية الله تعالى لخلقه تختلف عن معية المخلوقين لمثلهم، ولا يمكن أن تقتضي المزج والاختلاط أو المشاركة في المكان، لأن ذلك ممتنع على الله عز وجل لثبوت مباينته لخلقه وعلوه عليهم. وعلى هذا يكون معنا وهو على العرش فوق السماوات، لأنه محيط بنا علماً، وقدرة، وسلطاناً، وسمعاً، وبصراً، وتدبيراً، وغير ذلك مما تقتضيه ربوبيته، فإذا فسرها مفسر بالعلم لم يخرج بها عن مقتضاها، ولم يكن متأولاً إلا عند من يفهم من المعية المشاركة في المكان أو المزج والاختلاط على كل حال. وقد سبق أن هذا ليس بمتعين في كل حال. هذا بالنسبة لما نقل عن الإمام أحمد في تأويل هذه النصوص الثلاثة . أما بالنظر لها من حيث هي فقد تقدم قريباً أنه لا تأويل في الآية الكريمة إذا فسرها مفسر بالعلم، لأنه تفسير لها ببعض مقتضياتها لا تقل لها عن المعنى الذي تقتضيه. وأما حديث: " إن قلوب بني آدم كلها بين أصبعين من أصابع الرحمن كقلب واحد يصرفه حيث يشاء " . فقد رواه مسلم في صحيحه في كتاب القدر في الباب الثالث منه رقم 17 ص 2045، وليس فيه تأويل عند أهل السنة والجماعة حيث يؤمنون بما دل عليه من إثبات الأصابع لله تعالى على الوجه اللائق به، ولا يلزم من كون قلوبنا بين أصبعين منها أن تماس القلب، فإن السحاب مسخر بين السماء والأرض ولا يمس السماء ولا الأرض، فكذلك قلوب بني آدم بين أصبعين من أصابع الرحمن ولا يستلزم ذلك المماسة. وأما حديث: " الحجر الأسود يمين الله في الأرض". فقد قال فيه شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوي ص 397 ج 6 من مجموع ابن قاسم: قد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم بإسناد لا يثبت، والمشهور إنما هو عن ابن عباس. قال: " الحجر الأسود يمين الله في الأرض فمن صافحه وقبله فكأنما صافح الله وقبل يمينه ". وفي ص 44 ج 3 من المجموع المذكور: "صريح في أن الحجر الأسود ليس هو صفة الله ولا نفس يمينه، لأنه قال :" يمين الله في الأرض" فقيده في الأرض ولم يطلق فيقل : يمين الله ، وحكم اللفظ المقيد يخالف المطلق. وقال: " فمن قبله وصافحه فكأنما صافح الله وقبل يمينه"، ومعلوم أن المشبه غير المشبه به" . ا.هـ. قلت: وعلى هذا فلا يكون الحديث من صفات الله تعالى التي أولت إلى معنى يخالف الظاهر فلا تأويل فيه أصلاً. وأما قولهم : إن هناك مدرستين: إحداهما مدرسة ابن تيمية فيقال: نسبة هذه المدرسة إلى ابن تيمية توهم أنه لم يسبق إليها، وهذا خطأ فإن ما ذهب إليه ابن تيمية هو ما كان عليه السلف الصالح وأئمة الأمة، فليس هو الذي أحدث هذه المدرسة كما يوهمه قول القائل الذي يريد أن يقلل من شأنها، والله المستعان. وأما موقفنا من العلماء المؤؤلين فنقول: من عرف منهم بحسن النية وكان لهم قدم صدق في الدين، واتباع السنة فهو معذور بتأويله السائغ، ولكن عذره في ذلك لا يمنع من تخطئة طريقته المخالفة لما كان عليه السلف الصالح من إجراء النصوص على ظاهرها، واعتقاد ما دل عليه ذلك الظاهر من غير تكييف، ولا تمثيل، فإنه يجب التفريق بين حكم القول وقائله، والفعل وفاعله، فالقول الخطأ إذا كان صادراً عن اجتهاد وحسن قصد لا يذم عليه قائله، بل يكون له أجر على اجتهاده ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : " إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب فله أجران، وإذا حكم فاجتهد ثم أخطأ فله أجر". متفق عليه، وأما وصفه بالضلال فإن أريد بالضلال الضلال المطلق الذي يذم به الموصوف، ويمقت عليه، فهذا لا يتوجه في مثل هذا المجتهد الذي علم منه حسن النية، وكان له قدم صدق في الدين واتباع السنة، وإن أريد بالضلال مخالفة قوله للصواب من غير إشعار بذم القائل فلا بأس بذلك، لأن مثل هذا ليس ضلالاً مطلقاً، لأنه من حيث الوسيلة صواب، حيث بذل جهده في الوصول إلى الحق، لكنه باعتبار النتيجة ضلال حيث كان خلاف الحق . وبهذا التفصيل يزول الإشكال والتهويل، والله المستعان. الشيخ محمد بن صالح العثيمين |
السلام عليكم ورحمة الله
جزاك الله خيرا واحسن خاتمتك اخى الحقاق
ماقصدت بقولي ( انه مكتوب على جدار الكعبة ) بأنه يعطيه الشرعية ولكن كيف سُكت عنه مع انه غير شرعي ؟ كيف لنا ان نفرق بين الاسم والصفة اذا امكننا ذلك ؟ اين يوجد الكتاب المذكور ( شرح أسماء الله الحسنى للشيخ سعيد بن علي القحطاني ) وهل يمكن تزيله عبر الانترنت ؟ بارك الله فيك واحسن اليك |
Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.