أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية

أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com/index.php)
-   الخيمة المفتوحة (http://hewar.khayma.com/forumdisplay.php?f=7)
-   -   الطريقة الصحيحة لاختيار الاصدقاء (http://hewar.khayma.com/showthread.php?t=42401)

الوافـــــي 15-04-2005 03:06 PM

أخي الكريم - أختي الفاضلة / تقوى

يقول الشاعر

عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه = فكل قرين بالمقارن يقتدي
<******>doPoem(0) والبيت يشرح معناه
وقد أصبت حين قلتٍِ إن الحذر من الأصدقاء واجب أكثر من الحذر من الأعداء
ولكن هذه المعادلة لا تكون صحيحة إن ( أحسنا إختيار الصديق )
فهناك فرق كبير بين الصديق والصاحب

شكرا لمرورك العاطر من هذا الموضوع والتعليق عليه

تحياتي

:)

الوافـــــي 15-04-2005 03:16 PM

رابعاً: صفة ( الحياء )

عند الصديق الجيد

اعلموا أن الحياء لا يأتي إلا بخير وهو مجمع الاخلاق الحسنة والفاضلة.
لان صاحب الحياء لا يحب أن يراه خالقه والمنعم عليه إلا بما يرضيه.. ولذلك كانت صفة الحياء من صفات النبي صلى الله عليه وسلم فحري بك عند اختيارك للصديق أن تتلمس فيه هذه الصفة المحمودة.. فهو يكشف عن إمارة وعلامة صادقة عن طبيعة الانسان ومعدنه وعن إيمانه وأدبه.
وعندما ترى الفرد يتحرج من فعل ما لا ينبغي.. أو ترى حمرة الحياء تصبغ وجهه إذا بدر منه ما لا يليق .. فاعلم أنه حي الضمير صافي السريرة.. بل إن اهتزاز الانسان وتمعر وجهه في بعض المواقف التي لا يرتضيها البارئ عز وجل .. دليل سمو كائن وطبع كريم.
حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم( الحياء خير كله ) رواه مسلم.
ومما روي عن أبي سعيد الخدري واصفا نبي الهدى ( كان رسول الله أشد حياء من العذراء في خدرها ، وكان إذا رأى شيئاً يكرهه عرفناه في وجهه) رواه مسلم.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( الحياء والايمان قرناء جميعاً، فإذا أحدهما رفع الاخر) رواه الحاكم.
وقال صلى الله عليه وسلم: (الايمان بضع وسبعون شعبة فأفضلها قول لا إله إلا الله ، وأدناها إماطة الاذى عن الطريق، والحياء شعبة من الايمان) وينبغي التنويه أيها الشباب.
أن الحياء المقصود وما نريده لدى الصديق الجيد هو ما روي عن ابن مسعود عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما كان يحدث أصحابه ( استحيوا من الله حق الحياء، فقلنا: إننا نستحي من الله يا رسول الله والحمد لله قال: ليس ذلك .. الاستحياء من الله حق الحياء.. أن تحفظ الرأس وما وعى ، والبطن وما حوى ، وتذكر الموت والبلى ، ومن أراد الاخرة ترك زينة الحياة الدنيا، وآثر الاخرة على الاولى، فمن فعل ذلك فقد استحيا من الله حق الحياء) رواه الترمذي.

فيمن يدعى إلى معصية فيستحي أن يرد صاحب الدعوة، فهذا غباء وانقياد خلف الاهواء.. وليس من الحياء .. من يرى المنكر وهو قادر على تغييره.. فيستحي أن يغيره فهذا خور وجبن وبلادة حس وشعور.. وتفضيل رضى الناس على سخط الله الجبار.. ففي حال تغيير المنكر وأنت قادر عليه لا يجوز الحياء.. وفي قول الحق والصدع به لا يجوز الحياء .
قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلا مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُواْ فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلا يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلا الْفَاسِقِينَ (26) } سورة البقرة(26)
وهكذا ينبغي أن يظهر على الصديق الجيد التوازن ومعرفة الفرق بين الحياء المحمود والحياء المذموم والذي ممكن أن يكون بصورة كثيرة كالخوف والخور والجبن والغباء والجهل والتملق والنفاق.

.. يتبع ..

الوافـــــي 15-04-2005 03:18 PM

تابع ( رابعاً: صفة ( الحياء ))

عند الصديق الغير الجيد

وهنا ما ينبغي أن نحذر منه أشد الحذر
ولا يمكن بحال من الاحوال أن نتخذه صديقاً..؟؟ وهو من لا يستحي ..‍‍
وأعلاها مصيبة من لا يستحي من الله عز وجل..
وتأملوا أيها الشباب .. كيف سيكون حال من لا يستحي من الله كيف ستكون أخلاقه وأفعاله مع العباد..؟؟

نرى صور انعدام الحياء واضحة وجلية مع الاسف في صورة متعدد..
فنرى أحدهم يقود سيارته بكل تهور واستهتار وكأن الشارع ملكه.. فيذهب ساعة يمينا وساعة يساراً غير آبه بمن حوله من السيارات.. وإن أشار إله أحد أو كلمه .. أعطاه من فحش الكلام وبذئ اللسان..ّ‍‍ ما لا يصلح في هذا المقام.
هل هذا من الحياء..؟؟

ونرى الاخر يفحط بسيارته ويحرقها حرقاً ضارباً بأرواح الناس وممتلكاتهم .. عرض الحائط ولا شيء يهمه فالسيارة سيارته وهي من أمواله..‍‍
هل هذه من الحياء..؟؟

ونرى أخرا .. لا يترك عائلة إلا ويذيقها بعضاً من تهوره فتراه في الاسواق متسكعاً..أو في المتنزهات العامة متخيلا.. يمر بين العوائل والنساء جيئة وذهاباً.. وأحياناً يخرج من لسانه كلاماً من وقاحته وبذاءته ما يتنزه المرء عن ذكره..
فهل هذا من الحياء ..؟؟

وترى بعضهم يتأفف من طلبات والديه.. ويتذمر منهم .. ولا يأبه أن يفعل المعاصي جهاراً نهاراً بل أن ستر اله عليه تراه يفتخر بمعاصيه والتي يعدها من سجل بطولاته.. في المجالس وبين الناس..
فهل هذا من الحياء..؟؟

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن الله عز وجل إذا أراد أن يهلك عبداً نزع منه الحياء. فإذا نزع منه الحياء لم تلقه إلا مقيتا ممقتا. فإذا لم تقله إلا مقيتا ممقتاً نزعت منه الامانة. فإذا نزعت منه الامانة لم تلقه إلا خائناً مخونا. فإذا لم تلقه إلا خائناً مخوناً نزعت منه الرحمة. فإن نزعت منه الرحمة لم تلقه إلى رجيماً ملعنا . فإذا لم تلقه إلى رجيما ملعنا نزعت منه ربقة الاسلام) رواه أحمد.

وكما إن الحياء المحمود مجمع الاخلاق الفاضلة
فإن انعدام الحياء مجمع الاخلاق الفاسدة والرذائل الفاحشة

.. يتبع ..

الوافـــــي 24-04-2005 04:34 PM


استعرضنا فيما سبق ما يعين على تجاوز المرحلة الاولى
وهي : ( التفكير والنظرة الفاحصة الدقيقة )
وهذه المرحلة من أخطر المراحل وأهمها
موضحاً بعض صفات الصديق المطلوب أن تختاره وتصاحبه وترافقه وتلازمه
وصفات من ينبغي أن تحذر منه وتتجنبه والوحدة أفضل منه
وما قدمناه كان على سبيل المثال وليس الحصر
وإلا فالاخلاق الفاضلة كثرة وواضحة وجلية
وما أردناه من طرح بعضها هو أن تواصل السير في استعراض ما بعدها على الدرب نفسه ووفق المنهج الرباني والهدى النبوي الذي لم نرى في الوجود شيئاً يماثله ولا يشابهه في حماية الانسان من شياطين الانس والجن بشكل عام ومن حبائل أصدقاء السوء بشكل خاص

وسننتقل إلى المرحلة الثانية

الوافـــــي 24-04-2005 04:37 PM

المرحلة الثانية:

السؤال والاستفسار والاستشارة

بعد إخلاص النية لله في تكوين صداقة إيجابية مع الشخص الذي اخترته حديثا لك لكونه زميلا لك في الصف وجار لك في الحي أو يسكن بالقرب من بيتك أو زميلا لك في العمل اسأل عن هذا الشخص من يعرفه عن قرب واستشر مما يكون أكثر منك معرفة بهذا الشخص
فإن وجدت ثناء طيب وأشاروا بصفات حميدة وأخلاق ورجولة ومروة وشهامة فهذا هو المطلوب.
واعلم أن الصديق الطيب والرفيق الخير يثني عليه الجميع ويتفق الجميع على طيب أخلاقه وحسن تعامله ورجولته.

واحرص على أن يكون فيمن تستشير الصفات التالية:

1- المعرفة الكبيرة والقريبة بالشخص المسؤول عنه.
2- الصدق والدين فالمستشار مؤتمن والصادق ينصح وصاحب الدين لا يختار لك إلا ما يحب لنفسه.
3- رجاحة العقل والحكمة.

فمن حاز هذه الصفات فلاشك سيعطيك النصيحة وسيبين لك إن كان هذا الشخص يصلح صديقاً لك أم لا.

.. يتبع ..

الوافـــــي 24-04-2005 04:38 PM

المرحلة الثالثة

اتخاذ القرار

عندما تتحقق المرحلتان الاولى والثانية
فقد أقيمت عليك الحجة ولا يصح منك التراجع
فإن كان ذلك الصديق من الاصدقاء الجيدين فالصحيح هو التقرب منه واتخاذه صديقاً.. وإن علمت أن ذلك الصديق الاخر هو من الاصدقاء السيئين
فيجب عليك اتخاذ القرار وتركه
فو الله قد يأتي وقت تندم فيه أشد الندم
وتتحسر فيها أشد الحسرات على أنك لم تتدارك نفسك وتعرف وتميز الصديق الجيد من الصديق السيئ في الوقت المطلوب ..‍‍ ولات حين مناص.

وسأسرد لكم قصة واقعية
والقصص في ذلك كثيرة ( من كتاب العائدون إلى الله للشيخ محمد المسند)
تدل دلالة واضحة على أثر الاصدقاء في حياة الفرد..

يروي الشاب هذه القصة فيقول :

خرجت ذات يوم بسيارتي لقضاء بعض الاعمال وفي إحدى الطرق الفرعية الهادئة.. قابلني شاب يركب سيارة صغيرة.. لم يكن يرني لانه كان مشغولا بملاحقة بعض الفتيات في تلك الطريق الخالية من المارة وهذه بعض إفرازات وأفكار وأعمال رفقاء السوء .. كنت مسرعاً فتجاوزته، فلما سرت غير بعيد قلت في نفس : أأعود فأنصح ذلك الشاب..؟؟ وهي من صفات الصديق الجيد النصح وحب الخير للاخرين.. أم أمضي في طريق وأدعه يفعل ما يشاء ..؟؟ وبعد صراع داخلي دام عدة ثواني فقط اخترت الامر الاول.. عدت ثانية، فإذا به قد أوقف سيارته وهو ينظر إليهن.. ينتظر منهن نظرة والتفاته.. فدخلن في أحد البيوت.. أوقفت سيارتي بجوار سيارته، نزلت من سيارتي واتجهت إليه، سلمت عليه أولا، ثم نصحته فكان مما قلته له:
تخيل أن هؤلاء الفتيات أخواتك أو بناتك أو قريباتك فهل ترضى لاحد من الناس أن يلاحقهن أو يؤذيهن..؟؟ كنت أتحدث إليه وأنا أشعر بشيء من الخوف، فقد كان شاباً ضخماً ممتلئ الجسم ، وكان يستمع إلى وهو مطرق الرأس، لا ينبس ببنت شفة .. وفجأة التفت إلى، فإذا بدمعة قد سالت على خده فاستبشرت خيراً، وكان ذلك دافعاً لمواصلة النصيحة .. ثم ودعته ، لكنه استوقفني.. وطلب مني أن أكتب له رقم هاتفي وعنواني، وأخبرني أنه يعيش فراغاً نفسياً قاتلا فكتبت له ما أراد.
وبعد أيام جاءني البيت، لقد تغير وجهه وتبدلت ملامحه، فقد أطلق لحيته وشع نور الايمان من وجهه… جلست معه، فجعل يحدثني عن تلك الايام التي قضاها في التسكع في الشوارع والطرقات وإيذاء المسلمين والمسلمات مع رفقاء السوء .. فأخذت أسليه وأخبرته بأن الله سبحانه وتعالى واسع المغفرة.. وتلوت عليه قوله تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ } (53) سورة الزمر فانفرجت أسارير وجهه، واستبشر خيراً، ثم ودعني وطلب مني أن أرد الزيارة.. فهو في حاجة إلى الصديق الجيد الناصح والمحب الخير لاخوانه.. وإلى من يعينه على السير في الطريق المستقيم فوعدته بالزيارة.
مضت الايام، وشغلت ببعض مشاغل الحياة الكثيرة .. وجعلت أسوف في زيارته.. وبعد عدة أيام .. وجدت فرصة وذهبت إليه ، طرقت الباب .. فإذا بشيخ كبير يفتح الباب.. وقد ظهرت عليه آثار الحزن والاسى..أهه والده .. سألته عن صاحبي .. أطرق رأسه إلى الارض .. وصمت برهـة .. ثم قال بصوت خافت .. يرحمه الله ويغفر له .. ثم استطرد قائلا: حقا إن الاعمال بالخواتيم..
ثم أخذ يحدثني عن حاله وكيف أنه كان مفرطاً في جنب الله .. بعيداً عن طاعة الله .. فمنّ الله عليه بالهداية قبل موته بأيام .. لقد تداركه الله برحمته قبل فوات الاوان.. فلما فرغ من حديثه عزيته ومضيت.. وقد عاهدت الله أن أبذل النصح لكل مسلم.

.. يتبع ..

راعى الزين 27-04-2005 10:03 AM

المرفقات 1
سدد الله في خطاك
وبارك فيك

الوافـــــي 04-05-2005 07:26 PM

أخي الكريم / راعي الزين

شكرا لمرورك العاطر من هذا الموضوع وتعليقك عليه
وأسأل الله لي ولك التوفيق والسداد

تحياتي

:)

الوافـــــي 04-05-2005 07:29 PM

المرحلة الرابعة

التقويم المستمر

وهي المرحلة الاخيرة ولا تقل أهمية عن سابقيها
فهذه المرحلة يبدأ الفرد منا بتكوين أسس ومبادئ يسير عليها
ويصاحب ويصادق من يتصف بهذه المبادئ .. فأهل الخير والصلاح وأصدقاء فلاح الدنيا والاخرة مبادئهم مستقاة من خالقهم وبارئهم.. ومن قدوتهم محمد ابن عبد الله صلى الله عليه وسلم
الاصل ليس في أسماء الاشخاص ولا أنسابهم وأشكالهم .. وإنما بما اتصفوا من حمل لهذه المبادئ وتطبيقها .. وهذه الاخلاق الفاضلة والتمسك بها والعمل بها .. وأما أصدقاء السوء فهم يتخبطون .. ومن منكر إلى معصية ينتقلون.. فالخطر والشر فيهم محدق.. والحذر منهم واجب .. والبعد عنهم سلامة وغنيمة

لذا فالتقويم المستمر والمحاسبة والتفكر في أي الاتجاهين الأن سائر .. أمر لابد منه
بل أن فيه النجاة والفلاح في الدنيا والاخرة
قال تعالى: {إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا} (3) سورة الانسان
وقال تعالى: {أَلَمْ نَجْعَل لَّهُ عَيْنَيْنِ(8) وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ (9) وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ} (10) سورة البلد (8-10)
فالتفكير فيما أنت فيه وتقويم مسيرتك الحياتية يجب أن يلازمك باستمرار
فإما أن تحمد الله عز وجل .. وإما أن تتدارك نفسك

وقبل الختام ينبغي التنويه إلى أمر هام
وهو أنه حري بمن يريد مصادقة الجيدين
أن يتحلى هو نفسه بصفات لعل من أهمها:-
حسن الانصات والاستماع
وحسن الظن بالاخرين
وسلامة الصدر من الحسد والاحقاد
وأدب الحوار والنقاش مع الاخرين وتقبل الرأي الاخر بصدر رحب لمعرفة الحق واتباعه
والالتزم بما أمر الله ورسوله

.. يتبع ..

تقوى 10-05-2005 04:12 AM

السلام عليكم ورحمة الله
والله ياأخي الكريم كلامك ذرر

لكن أن عندي تعقيب صغير أو ربما استفسار..أنت تفضلت وقلت "أن يتحلى هو نفسه بصفات لعل من أهمها:- .... وحسن الظن بالاخرين....."

:confused: كيف نحسن الظن بالآخرين ونعزز ثقتنا فيهم ؟ أرجو التوضيح


وجزاك الله عنا كل خير


Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.