![]() |
ابن تيمية مناظراً نقل عنه أهل السير انه كان يحضر مجالس المناظرة , وتُعقد له مناظرة مع خصومه ومخالفيه فيأتي بما يبهر الألباب , ويعلو عليهم وينتصر بالحجة الدامغة , والبيان الخلاب , والذاكرة الواعية , والبديهة اللماحة , حتى أنه ناظر كثيرا من الطوائف في حضور السلطان وعلى مرآى من الخاصة والعامة , فكان الحق معه .. وقد ذكر كثير من أهل التاريخ أن علماء الطوائف اجتمعوا له وهم في صف وهو في صف , قال بعض المؤلفين واصفا الموقف : ولكنها بحيرات صغيره صادفت _ والله _ بحرا ثجاجاً , و ذرات صادفت جبلا راسخا ! , وكان لا يكل ولا يمل من المناظرة , بل كان يستدرج من يناظره ويحاوره حتى يوقعه و يصرعه , كل ذلك مقصوده أن تكون كلمة الله هي العليا , وأن يكون الدين كله لله , وأن يكون الحق هو المنتصر في الأخير , فليس قصده المغالبة لذاتها , ولا قصده الظهور و الشهرة , ولا قصده أن تكون له منزلة ولا مكانة , فقد ترك المنازل الدنيوية لأهلها , وأبى المناصب وعاف الولايات , واعرض عن المال _ كما أسلفنا _ فالمقصود انه ما كان يحجم ولا يجبن وقت المناظرة بل كان جريئا ذا قلب شجاع , ثابتاً كالأسد في حومة الوغى .. .. يتبع .. |
ابن تيمية مجاهداً عُرف ابن تيمية بالجهاد العلمي و العملي , فجاهد جهاد الكلمة , عبر الدرس والخطبة والمحاضرة والوعظ و النصائح و الكلمة , عبر الرسالة و المؤلف و الفتوى و الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر , والجهاد بالنصائح عند السلاطين , وعند الظلمة , وعند المخالفين من الطوائف , والجهاد بالسيف , فقد حضر غزوة ( شقحب ) , ودعا الناس للجهاد و أمرهم بالفطر في رمضان , وثبت ثبات الجبال , وأبلى بلاءً حسنا , ودخل على السلاطين بقلب جرئ ثابت , حتى تعجب منه الناس و ذهل منه أصحابه وقالوا : ما رأينا أشجع منه , لا كلَّ ولا ملَّ ولا جبن , فغفر الله له .. .. يتبع .. |
ابن تيمية عابداً لا خير في العلم إذا لم يورث عالماً عابداً صالحاً مصلحاً , ولا اثر لمعرفة الإنسان إذا لم ترشح على تصرفاته أخلاقا وسلوكاً , وكان ابن تيمية في جانب العبادة من الصالحين الكبار , عمل بعلمه _ رحمه الله _ في عباداته الخاصة , فكانت صلاته طويلةً طويلة , مخبتا في ركوعه وسجوده , كثير الذكر حتى انه لا يفتر لسانه , وربما استغفر ألف مرة أو أكثر , وكان يردد دائما لا حول ولا قوة إلا بالله , وكان كثير الابتهال والتضرع , كثير الدعاء والبكاء كثير المسالة و الإنابة , كثير التوبة , وكان يرى أن زاده هو الذكر , وأن قوته هو التسبيح , وكان يجلس بعد صلاة الفجر إلى أن يتعالى النهار وهو يردد الفاتحة , ويمضي الليل الطويل ما بين الركوع و السجود والقنوت و البكاء و التضرع , وكانت تلوح عليه أنوار الطاعة , وإذا خرج على الأسواق ورآه الناس كبروا و هللوا , ومن رآه ذكر الله عز وجل ورأى فيه القدوة المثلى والأسوة الحسنة , وكان إذا قرأ القرآن قرأه بصوت خاشع مبكٍ حزين , وكان له تأملات في كتاب الله عز وجل , وله تدبر , وكان كثير الصدقات , كثير الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر , كثير الإصلاح بين الناس , كثير التواضع , جم الأخلاق , عفيفاً منيباً صادقاً .. |
هذه كانت فقط (بعض) من جوانب شخصية الشيخ / ابن تيمية رحمه الله و أسكنه فسيح جناته وهي مقتطفات مقتبسة من كتاب / ( على ســــــــاحل ابن تيمية ) للدكتور / عائض القرني ومازال الكتاب يحوي اكثر بكثير مما وضعت عن تلك الشخصية الرائعة .. نسأل الله ان يوفقنا لتعلم الخير دائما و أبدا وان ينفعنا بما علمنا .. تحيتي :) |
Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.