![]() |
تسريح شعر المرأة عند الرجال الأجانب سؤال : ما حكم ذهاب المرأة " العروس " إلى الحلاق وذلك لتسريح شعرها؟ جواب : ليس للمرأة أن تذهب إلى الحلاق ولا غيره من الرجال الأجانب لتسريح شعرها ، بل ذلك من شأن النساء ، ولا يجوز إتيان الرجال غير المحارم لهذا الغرض ، لما فيه من الفتنة والاطلاع على بعض العورة ، ولأن ذلك وسيلة إلى أمور لا تحمد عقباها . . والله ولي التوفيق . .. يتبع .. |
جلوس المرأة مع أقارب زوجها سؤال : هل يجوز للمرأة أن تجلس مع أقارب زوجها . وهي محجبة حجاب السنة؟ جواب : يجوز للمرأة أن تجلس مع إخوة زوجها أو بني عمها أو نحوهم إذا كانت محجبة الحجاب الشرعي وذلك بستر وجهها وشعرها وبقية بدنها ، لأنها عورة وفتنة إذا كان الجلوس المذكور ليس فيه ريبة . . أما الجلوس الذي فيه تهمة لها بالشر فلا يجوز . . وهكذا الجلوس معهم لسماع الغناء وآلات اللهو ونحو ذلك . . ولا يجوز لها الخلوة بواحد منهم أو غيرهم ممن ليس محرما لها ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : لا يخلون رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم متفق على صحته . وقوله صلى الله عليه وسلم : لا يخلون رجل بامرأة فإن الشيطان ثالثهما أخرجه الإمام أحمد بإسناد صحيح من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه . والله ولي التوفيق . .. يتبع .. |
أخوات الزوجة يحتجبن عن الزوج سؤال : أفيدكم أنني تزوجت من بنت ولها ثلاث أخوات يصغرنها سنا وأنا ساكن مع والد زوجتي من أجل مساعدته على أموره ولكن المشكلة أنه كثيرا ما نختلط في البيت وعلى الوجبات ومعنا أخوات زوجتي ويكن مغطيات رءوسهن كاشفات الوجوه وأحيانا أقوم بتوصيل إحداهن للمدرسة أو الكلية أو المكتبة فما حكم الشرع في ذلك؟ جواب : لا حرج عليك في السكن مع والد زوجتك للسبب المذكور وهو مساعدته بالأجرة أو لغير ذلك من الأسباب المباحة . ولكن يجب على أخوات زوجتك أن يحتجبن منك وأن يغطين وجوههن ، لأن الوجه هو أعظم الزينة وقد قال سبحانه في سورة النور : وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ الآية ولا يجوز - لك الخلوة بواحدة منهن ولا الذهاب بها وحدها إلى المدرسة أو المكتبة لقول النبي صلى الله عليه وسلم : لا يخلون رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم ولقوله صلى الله عليه وسلم : لا يخلون رجل بامرأة فإن ثالثهما الشيطان فإذا أردت الذهاب بإحداهن إلى المدرسة فلا بد أن يكون معكما ثالث تزول به الخلوة ، كأمها وأخيها أو غيرهما ممن تزول به الخلوة ويؤمن مع وجوده ما يحذر من نزغات الشيطان . أعاذنا الله وإياكم من نزغاته . .. يتبع .. |
ركوب المرأة مع أخي زوجها سؤال : هل يجوز للمسلم أن تركب معه في السيارة امرأة أخيه لتوصيلها إلى بيتها بدون محرم؟ وإذا كانت مضطرة إلى ذلك فما الحكم . . ؟ جواب : لا يجوز مثل هذا لقول النبي صلى الله عليه وسلم : لا يخلون رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم ولقوله صلى الله عليه وسلم : لا يخلون رجل بامرأة فإن ثالثهما الشيطان فإن ركب معها ثالث زالت الخلوة من رجل أو امرأة على وجه لا ريبة فيه ولا خطر ، عملا بالأدلة الشرعية كلها . .. يتبع .. |
ركوب المرأة مع السائق الأجنبي داخل المدينة سؤال : ما حكم ركوب المرأة مع سائق أجنبي عنها وحدها ليوصلها في داخل المدينة؟ وما الحكم إذا ركبت المرأة ومجموعة من النساء مع السائق وحدهن؟ جواب : لا يجوز ركوب المرأة مع سائق ليس محرما لها وليس معهما غيرهما لأن هذا في حكم الخلوة . وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : لا يخلون رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم ولقوله صلى الله عليه وسلم : لا يخلون رجل بامرأة فإن الشيطان ثالثهما أما إن كان معهما رجل آخر أو أكثر ، أو امرأة أخرى أو أكثر فلا حرج في ذلك إذا لم يكن هناك ريبة لأن الخلوة تزول بوجود الثالث أو أكثر وهذا في غير السفر ، أما في السفر فليس للمرأة أن تسافر إلا مع ذي محرم لقول النبي صلى الله عليه وسلم : لا تسافر امرأة إلا مع ذي محرم متفق عليه ولا فرق بين كون السفر من طريق الأرض أو الجو أو البحر والله ولي التوفيق . .. يتبع .. |
عمل توثيقي .. و جهد جبار .. أقل ما تستحق عليه أخونا الوافي .. شكر من القلب .. راجيا الله العلي القدير .. أن يجعل صنيعك في موازين أعمالك |
5- الرضاع الرضاع المحرم سؤال : والدي عنده امرأة غير والدتي ولتلك المرأة أولاد من أبي ، ولنا خالة هي أخت والدتي قد أرضعتني وأخواتي من أمي وهي لها أولاد ذكور وإناث . والسؤال : هل يجوز لإخواني من أبي الجلوس والحديث مع بنات خالتي بدون حجاب ، مع العلم أن إخواني من أبي لم تتم لهم رضاعة من خالتي هي أخت أمي ، فهل يصير أبناء وبنات خالتي لنا جميعا؟ جواب : لا يجوز لأخوتك الذين لم يرضعوا من خالتك أن يعتبروا أنفسهم محارم لبنات خالتك ، لأنهم لم يرضعوا منها وإنما محارم بنات خالتك هم الذين رضعوا معها رضاعا تاما وهو خمس رضاعات أو أكثر حال كونهم في الحولين ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : لا رضاع إلا في الحولين ولما ثبت عن عائشة رضي الله عنها قالت : كان فيما أنزل من القرآن عشر رضعات معلومات يحرمن ثم نسخن بخمس معلومات فتوفي النبي صلى الله عليه وسلم والأمر على ذلك خرجه الإمام مسلم في صحيحه والترمذي في جامعة وهذا لفظه . ولقول النبي صلى الله عليه وسلم : يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب متفق عليه . >> djfu >> |
مسألة في الرضاع سؤال : أنا أم لثلاث بنات أنجبت بنتا واحدة من زوجي الأول وبنتين من زوجي الثاني ولي ولد من الرضاع رضع مع ابنتي الأولى من الزوج الأول . . فهل يكون هذا الابن أخا للبنتين اللتين من الزوج الثاني ؟ جواب : إذا كنت أرضعت الشخص المذكور خمس رضعات أو أكثر حال كونه في الحولين ، فإنه بذلك يكون ابنا لك ولزوجك الأول وأخا لبناتك من جميع الأزواج سواء كن قبله أم بعده ، وأخا لأولاد زوجك الأول منك ومن غيرك لقول الله سبحانه في بيان المحرمات : وَأُمَّهَاتُكُمُ اللاتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ مِنَ الرَّضَاعَةِ ولقول النبي صلى الله عليه وسلم : يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب متفق على صحته . .. يتبع .. |
مسألة في الرضاع سؤال : تقول سائلة . إن أخاها الذي يصغرها بعامين رضع من زوجة خالها مع ابنها ابن زوجة خالها فهل يجوز لها ( أم ياسر) أن تكشف أمام أولاد خالها ، أي لا تحتجب أمامهم ، وما حكم أخواتها اللاتي يصغرن أخاها الذي رضع من زوجة خالها؟ جواب : إذا ثبت الرضاع المذكور وكان خمس رضعات أو أكثر حال كون الرضيع في الحولين ، صار أخوك المرتضع ابنا لخالك من الرضاعة وابنا لزوجته المرضعة من الرضاعة ، وصار أولادهما أخوة له وصار إخوان خالك أعماما له وأخواته عمات له ، وصار إخوان المرضعة أخوالا له وأخواتها خالات له ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب متفق على صحته . أما أنت يا أم ياسر فلا تعلق لك بالرضاع المذكور ، ولا يجوز لك ولا لأخواتك أن تكشفن لأبناء خالكن بسبب رضاعة أخيكن من زوجة خالكن لأنهم بالنسبة إليكن ليسوا محارم لكن ، وفق الله الجميع للفقه في الدين والثبات عليه . .. يتبع .. |
زوج أخبر بأن زوجته رضعت معه سؤال : تزوجت في السنة الماضية . بابنة عمي ، ومشكلتي وإياها أن أمي من الرضاعة والتي أرضعتني مع ابنها الكبير شهدت بأنها أرضعت كذلك زوجتي مع ابنها ، ولم تحدد لنا كيفية الرضاع ولا عدد مراته ، ماذا أفعل والحال ما ذكر؟ جواب : لا تحرم عليك زوجتك حتى تشهد المرأة المذكورة التي أرضعتك ، بأنها أرضعتها خمس رضعات أو أكثر ، حال كون الرضيعة في الحولين ولا بد مع ذلك من إثبات كونها ثقة ، وننصحك بأن تحضرها عند فضيلة قاضي بلدك حتى يسألها عما لديها من الشهادة وحتى يكمل اللازم في الموضوع وفق الله الجميع . .. يتبع .. |
6- الطلاق متى تطلق المرأة والحكمة من الطلاق سؤال : متى تعتبر المرأة طالقا؟ وما الحكمة من إباحة الطلاق؟ جواب : تعتبر المرأة طالقا إذا أوقع زوجها عليها الطلاق وهو عاقل مختار ليس به مانع من موانع وقوع الطلاق ، كالجنون والسكر ونحو ذلك . وكانت المرأة طاهرة طهرا لم يجامعها فيه ، أو حاملا أو آيسة أما إن كانت المطلقة حائضا أو نفساء أو في طهر جامعها فيه وليست حبلى ولا آيسة فإنه لا يقع عليها الطلاق في أصح قولي العلماء إلا أن يحكم بوقوعه قاض شرعي . فإن حكم بوقوعه وقع؛ لأن حكم القاضي يرفع الخلاف في المسائل الاجتهادية ، وهكذا إن كان الزوج مجنونا أو مكرها أو سكران ولو آثما في أصح قولي أهل العلم ، أو قد اشتد به الغضب شدة تمنعه من التعقل لمضار الطلاق لأسباب واضحة تؤيد ما ادعاه من شدة الغضب مع تصديق المطلقة له في ذلك أو شهادة البينة المعتبرة بذلك ، فإنه لا يقع طلاقه في هذه الصور لقوله صلى الله عليه وسلم : رفع القلم عن ثلاث الصغير حتى يبلغ والنائم حتى يستيقظ والمجنون حتى يفيق ولقوله عز وجل : مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ الآية . فإذا كان المكره على الكفر لا يكفر ، إذا كان مطمئن القلب بالإيمان ، فالمكره على الطلاق من باب أولى ، إذا لم يحمله على الطلاق سوى الإكراه . ولقوله صلى الله عليه وسلم : لا طلاق ولا عتاق في إغلاق أخرجه أحمد وأبو داود ، وابن ماجة وصححه الحاكم . وقد فسر جمع من أهل العلم معهم الإمام أحمد رحمه الله ، الإغلاق بالإكراه والغضب الشديد . وقد أفتى عثمان رضي الله عنه - الخليفة الراشد - وجمع من أهل العلم بعدم وقوع طلاق السكران الذي قد غير عقله السكر ، وإن كان آثما . أما الحكمة في إباحة الطلاق فهي من أوضح الواضحات ، لأن الزوج قد لا تناسبه المرأة وقد يبغضها كثيرا لأسباب متعددة ، كضعف العقل وضعف الدين وسوء الأدب ونحو ذلك . فجعل الله له فرجا في طلاقها وإخراجها من عصمته ، حيث قال سبحانه : وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ الآية . .. يتبع .. |
متى يباح الطلاق ؟ سؤال : متى يباح الطلاق وما شروط الطلاق؟ جواب : يباح الطلاق إذا دعت الحاجة إليه ولم يتيسر الإصلاح . أما شروط صحته فتعلم من جواب السؤال السابق . .. يتبع .. |
أسباب الطلاق سؤال : ما هي أسباب الطلاق من وجهة نظر سماحتكم؟ جواب : للطلاق أسباب كثيرة معها : عدم الوئام بين الزوجين بألا تحصل محبة من أحدهما للآخر ، أو من كل منهما . ومنها سوء خلق المرأة ، أو عدم السمع والطاعة لزوجها في المعروف ، ومنها سوء خلق الزوج وظلمه للمرأة وعدم إنصافه لها . ومنها عجزه عن القيام بحقوقها أو عجزها عن القيام بحقوقه . ومنها وقوع المعاصي من أحدهما أو من كل واحد منهما ، فتسوء الحال بينهما بسبب ذلك . حتى تكون النتيجة الطلاق ، ومن ذلك تعاطي الزوج المسكرات أو التدخين ، أو تعاطي المرأة ذلك . ومنها سوء الحال بين المرأة ووالدي الزوج أو أحدهما ، وعدم استعمال السياسة الحكيمة في معاملتهما أو أحدهما . ومنها عدم عناية المرأة بالنظافة والتصنع للزوج باللباس الحسن والرائحة الطيبة والكلام الطيب والبشاشة الحسنة عند اللقاء والاجتماع . ..يتبع .. |
حلول أولية قبل الطلاق سؤال : الإسلام لم يضع الطلاق إلا كحل أخير للفصل بين الزوجين . ووضع حلولا أولية قبل اللجوء إلى الطلاق . . فلو تحدثنا يا سماحة الشيخ عن هذه الحلول التي وضعها الإسلام لفض النزاع بين الزوجين قبل اللجوء إلى الطلاق ؟ جواب : قد شرع الله الإصلاح بين الزوجين واتخاذ الوسائل التي تجمع الشمل ، وتبعد شبح الطلاق ومن ذلك : الوعظ والهجر والضرب اليسير ، إذا لم ينفع الوعظ والهجر كما في قوله سبحانه : وَاللاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا ومن ذلك بعث الحكمين من أهل الزوج وأهل الزوجة عند وجود الشقاق بينهما ، للإصلاح بين الزوجين كما في قوله سبحانه : وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا فإن لم تنفع هذه الوسائل ولم يتيسر الصلح واستمر الشقاق ، شرع للزوج الطلاق إذا كان السبب منه ، وشرع للزوجة المفاداة بالمال إذا لم يطلقها بدون ذلك ، . إذا كان الخطأ منها أو البغضاء لقول الله سبحانه : الطَّلاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ وَلا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئًا إِلا أَنْ يَخَافَا أَلا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ الآية ولأن الفراق بإحسان خير من الشقاق والخلاف ، وعدم حصول مقاصد النجاح التي شرع من أجلها . ولهذا قال الله سبحانه : وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا وصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه أمر ثابت بن قيس الأنصاري رضي الله عنهما لما لم تستطع زوجته البقاء معه لعدم محبتها له وسمحت بأن تدفع إليه الحديقة التي أمهرها إياها أن يقبل الحديقة ويطلقها تطليقة ففعل ذلك . رواه البخاري في الصحيح . .. يتبع .. |
طلاق الحامل سؤال : هل يجوز تطليق الزوجة الحامل أم لا؟ جواب : . طلاق الحامل لا بأس به وقد قال صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمر لما طلق امرأته وهي حائض راجعها ثم أمسكها حتى تطهر ثم تحيض ثم تطهر ثم طلقها إن شئت طاهرا قبل أن تمسها أو حاملا .. يتبع .. |
المرأة تحرم على زوجها بالطلقة الثالثة سؤال : رجل طلق زوجته طلقة واحدة ، ثم سافر عن البلد التي كانت فيها ، ومكث حوالي سنة في الغربة ثم عاد وهي لم تتزوج فعقد عليها من جديد وعادت إليه ، مع العلم أنه لم يراجعها خلال العدة . جواب : إذا كان الواقع هو ما ذكره السائل ، فالزواج صحيح إذا كان بولي وشاهدي عدل ورضا المرأة ، لأن الطلقة الواحدة لا تحرم المرأة على زوجها ، وهكذا الطلقتان ، وإنما تحرم عليه بالطلقة الثالثة حتى تنكح زوجا غيره نكاحا شرعيا ويدخل بها ، أي يطأها ، لقول الله سبحانه وتعالى : الطَّلاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ إلى قوله سبحانه : فَإِنْ طَلَّقَهَا فَلا تَحِلُّ لَهُ مِنْ بَعْدُ حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجًا غَيْرَهُ وهذا الطلاق الأخير المراد به الطلقة الثالثة عند جميع أهل العلم والله ولي التوفيق . .. يتبع .. |
الطلاق ثلاثا بكلمة واحدة سؤال : رجل طلق امرأته ثلاثا بكلمة واحدة فما الحكم؟ جواب : إذا طلق الرجل امرأته بالثلاث بكلمة واحدة كأن يقول لها أنت طالق بالثلاث ، أو مطلقة بالثلاث فقد ذهب جمهور أهل العلم إلى أنها تقع بها الثلاث على المرأة ، وتحرم على زوجها بذلك حتى تنكح زوجا غيره نكاح رغبة لا نكاح تحليل ، ويطأها ثم يفارقها بموت أو طلاق . واحتجوا على ذلك بأن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أمضاها على الناس وذهب آخرون من أهل العلم إلى أنها تعتبر طلقة واحدة وله مراجعتها ما دامت في العدة فإن خرجت من العدة حلت له بنكاح جديد ، واحتجوا على ذلك بما ثبت في صحيح مسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : كان الطلاق على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وعهد أبي بكر رضي الله عنه وسنتين من خلافة عمر رضي الله عنه طلاق الثلاث واحدة فقال عمر : إن الناس قد استعجلوا في أمر كانت لهم فيه أناة ، فلو أمضيناه عليهم فأمضاه عليهم وفي رواية أخرى لمسلم أن أبا الصهباء قال لابن عباس رضي الله عنهما ألم تكن الثلاث تجعل واحدة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وعهد أبي بكر رضي الله عنه وثلاث سنين من عهد عمر رضي الله عنه قال : بلى واحتجوا أيضا بما رواه الإمام أحمد في المسند بسند جيد عن ابن عباس رضي الله عنهما أن أبا ركانة طلق امرأته ثلاثا فحزن عليها فردها عليه النبي صلى الله عليه وسلم وقال إنها واحدة وحملوا هذا الحديث والذي قبله على الطلاق بالثلاث بكلمة واحدة جمعا بين هذين الحديثين وبين قوله تعالى : الطَّلاقُ مَرَّتَانِ وقوله عز وجل : فَإِنْ طَلَّقَهَا فَلا تَحِلُّ لَهُ مِنْ بَعْدُ حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجًا غَيْرَهُ فَإِنْ طَلَّقَهَا فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يَتَرَاجَعَا إِنْ ظَنَّا أَنْ يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ يُبَيِّنُهَا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ الآية . وذهب إلى هذا القول ابن عباس رضي الله عنهما في رواية صحيحة عنه وذهب إلى قول الأكثرين في الرواية الأخرى عنه ويروى القول بجعلها واحدة عن علي وعبد الرحمن بن عوف والزبير بن العوام رضي الله عنهم جميعا . وبه قال جماعة من التابعين ومحمد بن إسحاق صاحب السيرة وجمع من أهل العلم من المتقدمين والمتأخرين واختاره شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه العلامة ابن القيم رحمة الله عليهما وهو الذي أفتى به لما في ذلك من العمل بالنصوص كلها ولما في ذلك أيضا من رحمة المسلمين والرفق بهم . .. يتبع .. |
الكناية هل يقع بها طلاق سؤال : رجل كان جالسا مع أخته وزوجته فطلب من أخته أن تجيء بالقلم فكتب على ورقة : طلاق طلاق بغير إضافة إلى أحد فغضبت أخته وأخذت القلم ثم كتبت ثلاث مرات طلاق طلاق طلاق ثم ألقى الورقة إلى امرأته وقال لها : انظري هل صحيح ما كتبت وهو لم يرد كتابة هذه الألفاظ لامرأته . جواب : هذا الطلاق غير واقع على المرأة المذكورة إذا كان لم يقصد به طلاقها وإنما مجرد الكتابة أو أراد شيئا آخر غير الطلاق لقول النبي صلى الله عليه وسلم : إنما الأعمال بالنيات الحديث . وهذا قول جمع كثير من أهل العلم وحكاه بعضهم قول الجمهور لأن الكتابة في معنى الكناية والكناية لا يقع بها الطلاق إلا مع النية في أصح قولي العلماء ، إلا أن يقترن بالكتابة ما يدل على قصد إيقاع الطلاق فيقع بها الطلاق . والحادثه المذكورة ليس فيها ما يدل على قصد إيقاع الطلاق والأصل بقاء النكاح والعمل بالنية . وأسأل الله أن يوفق الجميع للفقه في دينه والثبات عليه إنه جواد كريم . .. يتبع .. |
حكم من حلف بالطلاق ولم يقصد إيقاعه سؤال : لقد حلفت على أخي الذي يصغرني بالطلاق إذا خرج من البيت . ولكنه خرج رغم ذلك هذا وكنت عند حلفي بالطلاق لا أقصد الطلاق ولكن مجرد التخويف وكنت في شدة الغضب ولكن بعد أن خفت حدة الغضب سامحته أرجو الفتوى . هل يقع طلاق أم لا؟ والله يحفظكم ويرعاكم . جواب : إذا كان الواقع هو ما ذكرته أيها السائل ولم تقصد إيقاع الطلاق إذا خرج أخوك وإنما قصدت منعه وتخويفه ، فالواجب عليك بذلك كفارة يمين في أصح قولي العلماء . ولا يقع على زوجتك طلاق بذلك وكفارة اليمين هي إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم أو تحرير رقبة فإن لم تجد صمت ثلاثة أيام لقول الله عز وجل لا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الْأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا والله ولي التوفيق . .. يتبع .. |
من طالت منها بعدها عن زوجها هل تعتد بعدة طلاقها سؤال : إذا طلقت المرأة بعد نشوز طالت مدته إلى سنة أو سنتين أو أقل وإنما مضت مدة استبراء الرحم قيل الطلاق . فهل تلزمها العدة أم لا . أو يجوز أن تتزوج ولا عدة عليها وقد طلقها زوجها على عوض ولا يرغب الرجعة . جواب : إذا طلقت المرأة وجبت عليها العدة بعد الطلاق ولو طالت مدتها بعيدة عن زوجها لقول الله سبحانه : وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوءٍ ولأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر زوجة ثابت بن قيس لما اختلعت منه أن تعتد بعدة الخلع بحيضة ، والصواب أنه يكفي المختلعة حيضة واحدة بعد الطلاق لهذا الحديث الشريف وهو مخصص للآية الكريمة المذكورة آنفا ، فإن اعتدت المختلعة وهي المطلقة على مال بثلاث حيضات كان ذلك أكمل وأحوط خروجا من خلاف بعض أهل العلم القائلين بأنها تعتد بثلاث حيضات لعموم الآية المذكورة . .. يتبع .. |
زوجة الزاني هل تطلق سؤال : كثيرا ما نسمع أن بعض الشباب يسافرون خارج البلاد وهم متزوجون ، وبعضهم والعياذ بالله يرتكب جريمة الزنى ، فهل تطلق زوجاتهم أم لا؟ جواب : لا تطلق زوجه الرجل بوقوعه في الزنى ، ولكن الواجب عليه الحذر من الأسفار والمخالطة التي تفضي إلى ذلك ، ويجب عليه أن يتقي الله ويراقبه وأن يصون فرجه عما حرم الله عليه لقول الله سبحانه : وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا وقوله عز وجل : وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا فهاتان الآيتان العظيمتان تدلان على تحريم قربان الزنى والأسباب المفضية إليه ، وتدل الآية الثانية على مضاعفة العذاب والخلود فيه لمن أشرك بالله أو قتل نفسا بغير حق أو زنى وهذا وعيد عظيم يدل على أن الزنى من أكبر الكبائر الموجبة للنار والخلود فيها لكن خلود الزاني وقاتل النفس بغير حق في النار ليس مثل خلود المشرك ، فإن المشرك بالله خلوده لا ينتهي بل عذابه مستمر أبدا الآبدين . أما خلود الزاني والقاتل إذا لم يستحلا ذلك فهو خلود له نهاية عند أهل السنة والجماعة . وصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن الحديث متفق عليه . وهذا الحديث يدل على زوال إيمان الزاني والسارق وشارب الخمر حين يتعاطى هذه الفواحش ، والمراد كمال إيمانه الواجب ، ولكن غيبة إيمانه الكامل وغيبة خوفه الكامل من الله سبحانه وعدم استحضاره لما يترتب على هذه الفواحش من العواقب الوخيمة هو الذي أوقعه فيها . . والله ولي التوفيق . .. يتبع .. |
لعن المرأة هل يطلقها سؤال : ما- حكم لعن الزوج لزوجته عمدا ، وهل تصبح الزوجة محرمة عليه بسبب لعنه لها أم هل تصبح في حكم الطلاق ، وما كفارة ذلك؟ جواب : لعن الزوج لزوجته أمر منكر لا يجوز ، بل هو من كبائر الذنوب ، لما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : لعن المؤمن كقتله وقال عليه الصلاة والسلام : سباب المسلم فسوق وقتاله كفر متفق عليه . وقال عليه الصلاة والسلام : إن اللعانين لا يكونون شهداء ولا شفعاء يوم القيامة والواجب عليه التوبة من ذلك واستحلال زوجته من سبه لها ومن تاب توبة نصوحا . تاب الله عليه ، وزوجته باقية في عصمته لا تحرم عليه بلعنه لها ، والواجب عليه أن يعاشر بالمعروف وأن يحفظ لسانه من كل قول يغضب الله سبحانه ، وعلى الزوجة أيضا أن تحسن عشرة زوجها وأن تحفظ لسانها مما يغضب الله عز وجل ومما يغضب زوجها إلا بحق . . . ويقول الله سبحانه : وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ويقول عز وجل : وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ الآية . والله التوفيق . .. يتبع .. |
لعن الأبناء والزوجة سؤال : ما حكم من يلعن زوجته وكذلك بعض أبناء شقيقه ، وهل يعد لعن المرأة طلاقا أم لا؟ جواب : لعن المرأة لا يجوز وليس بطلاق لها بل هي باقية في عصمته وعليه التوبة إلى الله من ذلك واستسماحه لها من سبه إياها . وهكذا لا يجوز لعنه لأبناء أخيه ولا غيرهم من المسلمين لقول النبي صلى الله عليه وسلم : سباب المسلم فسوق وقتاله كفر متفق على صحته . وقوله عليه الصلاة والسلام ، لعن المؤمن كقتله خرجه البخاري في صحيحه ، وهذان الحديثان الصحيحان يدلان على أن لعن المسلم لأخيه من كبائر الذنوب ، فالواجب الحذر من ذلك وحفظ اللسان من هذه الجريمة الشنيعة . ولا تطلق المرأة بلعنها بل هي باقية في عصمة زوجها . .. يتبع .. |
7- الصلح مع اليهود الحوار الذي أجراه رئيس تحرير جريدة " المسلمون " مع سماحته حول الصلح مع اليهود جواز الهدنة مع الأعداء مطلقة ومؤقتة إذا رأى ولي الأمر المصلحة في ذلك . س 1 : سماحة الوالد : المنطقة تعيش اليوم مرحلة السلام واتفاقياته ، الأمر الذي آذى كثيرا . من المسلمين مما حدا ببعضهم معارضته والسعي لمواجهة الحكومات التي تدعمه عن . طريق الاغتيالات أو ضرب الأهداف المدنية للأعداء ، ومنطقهم يقوم على الآتي : ا- أن الإسلام يرفض مبدأ المهادنة . ب- أن الإسلام يدعو لمواجهة الأعداء بغض النظر عن حال الأمة والمسلمين من ضعف أو قوة . نرجو بيان الحق ، وكيف نتعامل مع هذا الواقع بما يكفل سلامة الدين وأهله؟ ج 1 : تجوز الهدنة مع الأعداء مطلقة ومؤقتة ، إذا رأى ولي الأمر المصلحة في ذلك ؛ لقول الله سبحانه : وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ولأن النبي صلى الله عليه وسلم فعلهما جميعا ، كما صالح أهل مكة على ترك الحرب عشر سنين ، يأمن فيها الناس ، ويكف . بعضهم عن بعض ، وصالح كثيرا من قبائل العرب صلحا مطلقا ، فلما فتح الله عليه مكة نبذ إليهم عهودهم ، وأجل من لا عهد له أربعة أشهر ، كما في قول الله سبحانه : بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ الآية . وبعث صلى الله عليه وسلم المنادين بذلك عام تسع من الهجرة بعد الفتح مع الصديق لما حج رضي الله عنه ، ولأن الحاجة والمصلحة الإسلامية قد تدعو إلى الهدنة المطلقة ثم قطعها عند زوال الحاجة ، كما فعل ذلك النبي صلى الله عليه وسلم ، وقد بسط العلامة ابن القيم - رحمه الله- القول في ذلك في كتابه ( أحكام أهل الذمة) ، واختار ذلك شيخه شيخ الإسلام ابن تيمية جماعة من أهل العلم . والله ولي التوفيق . .. يتبع .. |
السمع والطاعة لولاة الأمر في المعروف س 2 : يرى البعض : أن حال الفساد وصل في الأمة لدرجة لا يمكن تغييره إلا بالقوة وتهييج الناس على الحكام ، وإبراز معايبهم؛ لينفروا عنهم ، وللأسف فإن هؤلاء لا يتورعون عن دعوة الناس لهذا المنهج والحث عليه ، ماذا يقول سماحتكم ؟ ج 2 : هذا مذهب لا تقره الشريعة ؛ لما فيه من مخالفة للنصوص الآمرة بالسمع والطاعة لولاة الأمور في المعروف ، ولما فيه من الفساد العظيم والفوضى والإخلال بالأمن والواجب عند ظهور المنكرات إنكارها بالأسلوب الشرعي؟ وبيان الأدلة الشرعية من غير عنف ، ولا إنكار باليد إلا لمن تخوله الدولة ذلك ؛ حرصا على استتباب الأمن وعدم الفوضى ، وقد دلت الأحاديث الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك ، ومنها قوله صلى الله عليه وسلم : من رأى من أميره شيئا من معصية الله فليكره ما يأتي من معصية الله ولا ينزعن يدا من طاعة وقوله صلى الله عليه وسلم : على المرء السمع والطاعة فيما أحب وكره في المنشط والمكره ما لم يؤمر بمعصية الله وقد بايع الصحابة رضي الله عنهم النبي صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في المنشط والمكره ، والعسر واليسر ، وعلى ألا ينزعوا يدا من طاعة ، إلا أن يروا كفرا بواحا عندهم- من الله فيه برهان . والأحاديث في هذا المعنى كثيرة . والمشروع في مثل هذه الحال : مناصحة ولاة الأمور ، والتعاون معهم على البر والتقوى ، والدعاء لهم بالتوفيق والإعانة على الخير ، حتى يقل الشر ويكثر الخير . نسأل الله أن يصلح ولاة أمر المسلمين ، وأن يمنحهم البطانة الصالحة ، وأن يكثر أعوانهم في الخير ، وأن يوفقهم لتحكيم شريعة الله في عباده ، إنه جواد كريم . .. يتبع .. |
زيارة المسجد الأقصى والصلاة فيه سنة إذا تيسر ذلك س 3 : في ظل التفاهم بين العرب واليهود ، هل يجوز زيارة المسجد الأقصى والصلاة فيه ، خصوصا في حال الموافقة من الدول العربية؟ ج 3 : زيارة المسجد الأقصى والصلاة فيه سنة إذا تيسر ذلك؟ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى متفق على صحته . والله الموفق . .. يتبع .. |
نصيحة مهمة س4 : يختلف الفلسطينيون في مواقفهم من عملية السلام : فحماس تعارض وتدعو للمقاومة ، والسلطة الفلسطينية موافقة ، وأغلب الشارع كما يبدو مع السلطة ، فمن تلزم الناس طاعته؟ وما هو موقفنا نحن في الخارج؟ . . نرجو بيان الحق ؛ لأن هناك أخطارا بأن ينشب القتال بين الفلسطينيين أنفسهم؟ وفي ختام الحديث مع سماحتكم وبما جعل الله لكم من محبة وقبول في قلوب الناس ، أرجو أن يوجه سماحتكم كلمة لأبناء هذه الأمة يكون فيها ما يكفل سعادتهم في الدنيا والآخرة ، ويكفل رفعه الدين وأهله . وفقنا الله وإياكم لكل خير آمين . ج 4 : ننصح الفلسطينيين جميعا بأن يتفقوا على الصلح ويتعاونوا على البر والتقوى ؛ حقنا للدماء ، وجمعا للكلمة على الحق ، وإرغاما للأعداء الذين يدعون إلى الفرقة والاختلاف . وعلى الرئيس وجميع المسؤولين أن يحكموا شريعة الله ، وأن يلزموا بها الشعب الفلسطيني ؛ لما في ذلك من السعادة والمصلحة العظيمة للجميع ، ولأن ذلك هو الواجب الذي أوجبه الله على المسلمين عند القدرة ، كما في قوله سبحانه في سورة المائدة : وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ إلى أن قال سبحانه : أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ وقال سبحانه في سورة النساء : فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا وقوله سبحانه في سورة المائدة : وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ومن هذه الآيات وغيرها يعلم أن الواجب على جميع الدول الإسلامية هو تحكيم شريعة الله فيما بينهم ، والحذر مما يخالفها ، وفي ذلك سعادتهم ونصرهم ونجاتهم في الدنيا والآخرة . نسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يمنحهم التوفيق ، وأن يصلح لهم البطانة ، وأن يعينهم على تحكيم شريعته في كل شؤونهم ، إنه ولي ذلك والقادر عليه . وبهذه المناسبة فإن أنصح جميع المسلمين في كل مكان بأن يتفقهوا في الدين ، وأن يعرفوا معنى العبادة التي خلقوا لها ، كما في قوله سبحانه : وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ وقد أمر الله بها سبحانه في قوله تعالى : يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ وقد فسرها سبحانه في مواضع كثيرة من كتابه العظيم وسنة رسوله الأمين عليه من ربه أفضل الصلاة والتسليم ، وحقيقتها : توحيده سبحانه ، وتخصيصه بالعبادة من الخوف والرجاء والتوكل والصلاة والصوم والذبح والنذر ، وغير ذلك من أنواع العبادة ، مع طاعة أوامره وترك نواهيه . وبذلك يعلم أنها هي الإسلام ، والإيمان ، والتقوى ، والبر ، والهدى ، وطاعة الله ورسوله ، سمى الله ذلك كله : عبادة ؛ لأنها تؤدي بالخضوع والذل لله سبحانه . فالواجب على المكلفين جميعا أن يعبدوه وحده ، وأن يتقوا غضبه وعقابه بالإخلاص له في العمل ، . وتخصيصه بالعبادة وحده ، وطاعة أوامره وترك نواهيه ، والحكم بشريعته ، والتناصح بينهم ، والتواصي بالحق والصبر عليه ، كما قال الله عز وجل : وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ وقال سبحانه : وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خَسِرَ إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ فأوضح سبحانه في هذه السورة العظيمة أن جميع بني الإنسان في خسران إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات ، وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر ، فهؤلاء هم الرابحون والسعداء والمنصورون في الدنيا والآخرة . ومعنى قوله سبحانه : إِلا الَّذِينَ آمَنُوا يعني : آمنوا بالله ربا وإلها ومعبودا بحق ، وآمنوا برسوله محمد صلى الله عليه وسلم وبجميع الرسل عليهم الصلاة والسلام ، وبكل ما أخبر الله به ورسوله من أمر الجنة والنار والحساب والجزاء وغير ذلك ، ثم " وعملوا الصالحات وذكروا " فأدوا فرائض الله ، وتركوا محارم الله عن إخلاص لله وصدق ، ثم " الله كثيرا " فيما بينهم وتناصحوا ، وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ، وصبروا على ذلك ؛ يرجون ثواب الله ويخشون عقابه ، فهؤلاء هم المنصورون ، وهم الرابحون ، وهم السعداء في الدنيا والآخرة . فنسأل الله سبحانه بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يجعلنا وسائر إخواننا منهم ، وأن يوفق جميع المسلمين في كل مكان للاستقامة على هذه الأخلاق ، والصبر عليها والتواصي بها ، إنه سميع قريب . وصلى الله وسلم على نبينا محمد ، وآله وصحبه . .. يتبع .. |
أجوبة على أسئلة تتعلق بالحوار السابق حول الصلح مع اليهود الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد : فهذه أجوبة على أسئلة تتعلق بما أفتينا به من جواز الصلح مع اليهود وغيرهم من الكفرة صلحا مؤقتا أو مطلقا على حسب ما يراه ولي الأمر- أعني : ولي أمر المسلمين الذي تجري المصالحة على يديه- من المصلحة في ذلك ؛ للأدلة التي أوضحناها في الفتوى المذكورة في صحيفة المسلمون في العدد الصادر يوم الجمعة 21 رجب 1415 هـ . وهذا نص الأسئلة : الصلح مع اليهود أو غيرهم من الكفرة لا يلزم منه مودتهم ولا موالاتهم س 1 : فهم بعض الناس من إجابتكم على سؤال الصلح مع اليهود- وهو السؤال الأول في المقابلة- أن الصلح أو الهدنة مع اليهود المغتصبين للأرض ، والمعتدين جائز على إطلاقه ، وأنه يجوز مودة اليهود ومحبتهم ، ويجب عدم إثارة ما يؤكد البغضاء والبراءة منهم في المناهج التعليمية في البلاد الإسلامية ، وفي أجهزة إعلامها ، زاعمين أن السلام معهم يقتضي هذا ، وأنهم ليسوا بعد معاهدات السلام أعداء يجب اعتقاد عداوتهم ، ولأن العالم الآن يعيش حالة الوفاء الدولي والتعايش السلمي ، فلا يجوز إثارة العداوة الدينية بين الشعوب . فنرجو من سماحتكم التوضيح . ج 1 : الصلح مع اليهود أو غيرهم من الكفرة لا يلزم منه مودتهم ولا موالاتهم ، بل ذلك يقتضي الأمن بين الطرفين ، وكف بعضهم عن إيذاء البعض الآخر ، وغير ذلك ، كالبيع والشراء ، وتبادل السفراء . . وغير ذلك من المعاملات التي لا تقتضي مودة الكفرة ولا موالاتهم . وقد صالح النبي صلى الله عليه وسلم أهل مكة ، ولم يوجب ذلك محبتهم ولا موالاتهم ، بل بقيت العداوة والبغضاء بينهم ، حتى يسر الله فتح مكة عام الفتح ودخل الناس في دين الله أفواجا ، وهكذا صالح النبي صلى الله عليه وسلم يهود المدينة لما قدم المدينة مهاجرا صلحا مطلقا ، ولم يوجب ذلك مودتهم ولا محبتهم ، لكنه عليه الصلاة والسلام كان يعاملهم في الشراء منهم والتحديث إليهم ، ودعوتهم إلى الله ، وترغيبهم في الإسلام . ومات صلى الله عليه وسلم ودرعه مرهونة عند يهودي في طعام اشتراه لأهله . ولما حصل من بني النضير من اليهود الخيانة أجلاهم من المدينة عليه الصلاة والسلام ، ولما نقضت قريظة العهد ومالئوا كفار مكة يوم الأحزاب على حرب النبي صلى الله عليه وسلم قاتلهم النبي صلى الله عليه وسلم فقتل مقاتلتهم ، وسبى ذريتهم ونساءهم ، بعدما حكم سعد بن معاذ رضي الله عنه فيهم فحكم بذلك ، وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن حكمه قد وافق حكم الله من فوق سبع سماوات . وهكذا المسلمون من الصحابة ومن بعدهم ، وقعت الهدنة بينهم- في أوقات كثيرة- وبين الكفرة من النصارى وغيرهم فلم يوجب ذلك مودة ، ولا موالاة ، وقد قال الله سبحانه : لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وقال سبحانه : قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وقال سبحانه : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ وقال عز وجل : لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ الآية . والآيات في هذا المعنى كثيرة . ومما يدل على أن الصلح مع الكفار من اليهود وغيرهم إذا دعت إليه المصلحة أو الضرورة لا يلزم منه مودة ، ولا محبة ، ولا موالاة : أنه صلى الله عليه وسلم لما فتح خيبر صالح اليهود فيها على أن يقوموا على النخيل والزروع التي للمسلمين بالنصف لهم والنصف الثاني للمسلمين ، ولم يزالوا في خيبر على هذا العقد ، ولم يحدد مدة معينة ، بل قال صلى الله عليه وسلم : نقركم على ذلك ما شئنا وفي لفظ : نقركم ما أقركم الله فلم يزالوا بها حتى أجلاهم عمر رضي الله عنه ، وروي عن عبد الله بن رواحة رضي الله عنه أنه لما خرص عليهم الثمرة في بعض السنين قالوا : إنك قد جرت في الخرص ، فقال رضي الله عنه : والله إنه لا يحملني بغضي لكم ومحبتي للمسلمين أن أجور عليكم ، فإن شئتم أخذتم بالخرص الذي خرصته عليكم ، وإن شئتم أخذناه بذلك . وهذا كله يبين لإن الصلح والمهادنة لا يلزم منها محبة ، ولا مودة ، لأعداء الله ، كما يظن ذلك بعض من قل علمه بأحكام الشريعة المطهرة . وبذلك يتضح للسائل وغيره أن الصلح مع اليهود أو غيرهم من الكفرة لا يقتضي تغيير المناهج التعليمية ، ولا غيرها من المعاملات المتعلقة بالمحبة والموالاة ، والله ولي التوفيق . .. يتبع .. |
الصلح مع اليهود لا يقتضي التمليك أبديا س 2 : هل تعني الهدنة المطلقة مع العدو إقراره على ما اقتطعه من أرض المسلمين في فلسطين ، وأنها قد أصبحت حقا أبديا لليهود بموجب معاهدات تصدق عليها الأمم المتحدة التي تمثل جميع أمم الأرض ، وتخول الأمم المتحدة عقوبة أي دولة تطالب مرة أخرى باسترداد هذه الأرض أو قتال اليهود فيها؟ ج 2 : الصلح بين ولي أمر المسلمين في فلسطين وبين اليهود لا يقتضي تمليك اليهود لما تحت أيديهم تمليكا أبديا ، إنما يقتضي ذلك تمليكهم تمليكا مؤقتا حتى تنتهي الهدنة المؤقتة أو يقوى المسلمون على إبعادهم عن ديار المسلمين بالقوة في الهدنة المطلقة . وهكذا يجب قتالهم عند القدرة حتى يدخلوا في دين الإسلام أو يعطوا الجزية عن يد وهم- صاغرون . وهكذا النصارى والمجوس ؛ لقول الله سبحانه في سورة التوبة : قَاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ وقد ثبت في الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم أنه أخذ الجزية من المجوس . وبذلك صار لهم حكم أهل الكتاب في أخذ الجزية فقط إذا لم يسلموا . أما حل الطعام والنساء للمسلمين فمختص بأهل الكتاب ، كما نص عليه كتاب الله سبحانه في سورة المائدة . وقد صرح الحافظ ابن كثير رحمه الله في تفسير قوله تعالى سورة الأنفال : وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا الآية . بمعنى ما ذكرنا في شأن الصلح ما تقضيه المصلحة يعمل به من الصلح وعدمه . س 3 : هل يجوز بناء على الهدنة مع العدو اليهودي تمكينه بما يسمى بمعاهدات التطبيع من الاستفادة من الدول الإسلامية اقتصاديا وغير ذلك من المجالات ، بما يعود عليه بالمنافع العظيمة ، ويزيد من قوته وتفوقه ، وتمكينه في البلاد الإسلامية المغتصبة ، وأن على المسلمين أن يفتحوا أسواقهم لبيع بضائعه ، وأنه يجب عليهم تأسيس مؤسسات اقتصادية ، كالبنوك والشركات يشترك اليهود فيها مع المسلمين ، وأنه يجب أن يشتركوا كذلك في مصادر المياه كالنيل والفرات ، وإن لم يكن جاريا في أرض فلسطين؟ ج 2 : لا يلزم من الصلح بين منظمة التحرير الفلسطينية وبين اليهود ما ذكره السائل بالنسبة إلى بقية الدول ، بل كل دولة تنظر في مصلحتها ، فإذا رأت أن من المصلحة للمسلمين في بلادها الصلح مع اليهود في تبادل السفراء والبيع والشراء ، وغير ذلك من المعاملات التي يجيزها شرع الله المطهر ، فلا بأس في ذلك وإن رأت أن المصلحة لها ولشعبها مقاطعة اليهود فعلت ما تقتضيه المصلحة الشرعية ، وهكذا بقية الدول الكافرة حكمها حكم اليهود في ذلك . والواجب على كل من تولى أمر المسلمين ، سواء كان ملكا أو أميرا أو رئيس جهورية أن ينظر في مصالح شعبه فيسمح بما ينفعهم ويكون في مصلحتهم من الأمور التي لا يمنع منها شرع الله المطهر ، ويمنع ما سوى ذلك مع أي من دول الكفر ، عملا بقول الله عز وجل : إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وقوله سبحانه : وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا الآية . وتأسيا بالنبي صلى الله عليه وسلم في مصالحته لأهل مكة ولليهود في المدينة وفي خيبر ، وقد قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح : كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ، فالأمير راع ومسؤول عن رعيته ، والرجل راع في أهل بيته ومسؤول عن رعيته ، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها ، والعبد راع في مال سيده ، ومسؤول عن رعيته ثم قال صلى الله عليه وسلم : ألا فكلكم راع ومسؤول عن رعيته وقد قال الله عز وجل في كتابه الكريم : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ وهذا كله عند العجز عن قتال المشركين ، والعجز عن إلزامهم بالجزية إذا كانوا من أهل الكتاب أو المجوس ، أما مع القدرة على جهادهم وإلزامهم بالدخول في الإسلام أو القتل أو دفع الجزية- إن كانوا من أهلها فلا تجوز المصالحة معهم ، وترك القتال وترك الجزية ، وإنما تجوز المصالحة عند الحاجة أو الضرورة مع العجز عن قتالهم أو إلزامهم بالجزية إن كانوا من أهلها ؛ لما تقدم من قوله سبحانه وتعالى : قَاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ وقوله عز وجل : وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ إلى غير ذلك من الآيات المعلومة في ذلك . وعمل النبي صلى الله عليه وسلم مع أهل مكة يوم الحديبية ويوم الفتح ، ومع اليهود حين قدم المدينة يدل على ما ذكرنا . والله المسؤول أن يوفق المسلمين لكل خير ، وأن يصلح أحوالهم ، ويمنحهم الفقه في الدين ، وأن يولي عليهم خيارهم ويصلح قادتهم ، وأن يعينهم على جهاد أعداء الله على الوجه الذي يرضيه ، إنه ولي ذلك والقادر عليه . وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه . .. يتبع .. |
إيضاح وتعقيب على مقال فضيلة الشيخ يوسف القرضاوي حول الصلح مع اليهود الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد الصادق الأمين ، وعلى آله وصحبه أجمعين ، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، أما بعد : فهذا إيضاح وتعقيب على مقال فضيلة الشيخ : يوسف القرضاوي المنشور في مجلة ( المجتمع) العدد 1133 الصادر يوم الجمعة 9 شعبان 1415 هـ . الموافق 10/ 1/ 1995 م . حول الصلح مع اليهود ، وما صدر مني في ذلك من المقال المنشور في صحيفة ( المسلمون) الصادرة في يوم 21 رجب 1415 هـ جوابا لأسئلة موجهة إلي من بعض أبناء فلسطين . وقد أوضحت أنه لا مانع من الصلح معهم إذا اقتضت المصلحة ذلك ؛ ليأمن الفلسطينيون في بلادهم ، ويتمكنوا من إقامة دينهم . وقد رأى فضيلة الشيخ يوسف أن ما قلته في ذلك مخالف للصواب ؛ لأن اليهود غاصبون فلا يجوز الصلح معهم . . . إلى آخر ما ذكره فضيلته . وإنني أشكر فضيلته على اهتمامه بهذا الموضوع ورغبته في إيضاح الحق الذي يعتقده ، ولا شك أن الأمر في هذا الموضوع وأشباهه هو كما قال فضيلته : يرجع فيه للدليل ، وكل أحد يؤخذ من قوله ويترك إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا هو الحق في جميع مسائل الخلاف ؛ لقول الله عز وجل : فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا وقال سبحانه : وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ وهذه قاعدة مجمع عليها بين أهل السنة والجماعة . ولكن ما ذكرناه في الصلح مع اليهود قد أوضحنا أدلته ، وأجبنا عن أسئلة وردت إلينا في ذلك من بعض الطلبة بكلية الشريعة في جامعة الكويت ، وقد نشرت هذه الأجوبة في صحيفة ( المسلمون) الصادرة في يوم الجمعة 19 / 8 / 1415 هـ الموافق 20 / 1 / 1995 م ، وفيها إيضاح لبعض ما أشكل على بعض الإخوان في ذلك . ونقول للشيخ يوسف وفقه الله وغيره من أهل العلم : إن قريشا قد أخذت أموال المهاجرين ودورهم ، كما قال الله سبحانه في سورة الحشر : لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ ومع ذلك صالح النبي صلى الله عليه وسلم قريشا يوم الحديبية سنة ست من الهجرة ، ولم يمنع هذا الصلح ما فعلته قريش من ظلم المهاجرين في دورهم وأموالهم ، مراعاة للمصلحة العامة التي رآها النبي صلى الله عليه وسلم لجميع المسلمين من المهاجرين وغيرهم ، ولمن يرغب الدخول في الإسلام . ونقول أيضا : جوابا لفضيلة الشيخ يوسف عن المثال الذي مثل به في مقاله وهو : لو أن إنسانا غصب دار إنسان وأخرجه إلى العراء ثم صالحه على بعضها . . أجاب الشيخ يوسف : أن هذا الصلح لا يصح . وهذا غريب جدا ، بل هو خطأ محض ، ولا شك أن المظلوم إذا رضي ببعض حقه ، واصطلح مع الظالم في ذلك فلا حرج ؛ لعجزه عن أخذ حقه كله ، وما لا يدرك كله لا يترك كله ، وقد قال الله عز وجل : فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وقال سبحانه : وَالصُّلْحُ خَيْرٌ ولا شك أن رضا المظلوم بحجرة من داره أو حجرتين أو أكثر يسكن فيها هو وأهله ، خير من بقائه في العراء . أما . قوله عز وجل : فَلا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ فهذه الآية فيما إذا كان المظلوم أقوى من الظالم وأقدر على أخذ حقه ، فإنه لا يجوز له الضعف ، والدعوة إلى السلم ، وهو أعلى من الظالم وأقدر على أخذ حقه ، أما إذا كان ليس هو الأعلى في القوة الحسية فلا بأس أن يدعو إلى السلم ، كما صرح بذلك الحافظ ابن كثير رحمه الله في تفسيره هذه الآية ، وقد دعا النبي صلى الله عليه وسلم إلى السلم يوم الحديبية ؛ لما رأى أن ذلك هو الأصلح للمسلمين والأنفع لهم ، وأنه أولى من القتال ، وهو عليه الصلاة والسلام القدوة الحسنة في كل ما يأتي ويذر ، لقول الله عز وجل : لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ الآية . ولما نقضوا العهد وقدر على مقاتلتهم يوم الفتح غزاهم في عقر دارهم ، وفتح الله عليه البلاد ، ومكنه من رقاب أهلها حتى عف عنهم ، وتم له الفتح والنصر ولله الحمد والمنة . فأرجو من فضيلة الشيخ يوسف وغيره من إخواني أهل العلم إعادة النظر في هذا الأمر بناء على الأدلة الشرعية ، لا على العاطفة والاستحسان ، مع الاطلاع على ما كتبته أخيرا من الأجوبة الصادرة في صحيفة ( المسلمون) في 19 / 8 / 1415 هـ ، الموافق 20 / 1 / 1995 م ، وقد أوضحت فيها : أن الواجب جهاد المشركين من اليهود وغيرهم مع القدرة حتى يسلموا أو يؤدوا الجزية ، إن كانوا من أهلها ، كما دلت على ذلك الآيات القرآنية والأحاديث النبوية ، وعند العجز عن ذلك لا حرج في الصلح على وجه ينفع المسلمين ولا يضرهم ، تأسيا بالنبي صلى الله عليه وسلم في حربه وصلحه ، وتمسكا بالأدلة الشرعية العامة والخاصة ، ووقوفا عندها ، فهذا هو طريق النجاة وطريق السعادة والسلامة في الدنيا والآخرة . والله المسؤول أن يوفقنا وجميع المسلمين- قادة وشعوبا- لكل ما فيه رضاه ، وأن يمنحهم الفقه في الدين ، والاستقامة عليه ، وأن ينصر دينه ويعلي كلمته ، . وأن يصلح قادة المسلمين ويوفقهم للحكم بشريعته والتحاكم إليها ، والحذر مما يخالفها ، إنه ولي ذلك والقادر عليه . وصلى الله وسلم على نبينا محمد ، وآله وأصحابه ، وأتباعه بإحسان . .. يتبع .. |
د :ـ نموذجان من تكذيبه لآراء باطلة منسوبة إليه إيضاح وتكذيب حول مسألة تلبس الجني بالإنسان الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده نبينا محمد ، وعلى آله وصحبه ، أما بعد : فلقد اطلعت على ما نشرته صحيفة ( المسلمون) ، في عددها الصادر في يوم الجمعة 8 / 3 / 1416 هـ من الأسئلة الموجهة إلى علي بن مشرف العمري ، وأجوبته عنها ، وهذا نص ما ذكرته الصحيفة : * القرآن ليس شفاء لجميع الأمراض العضوية والنفسية . * ابن باز شيخي وأقرني على مذهبي الجديد . * أتحدى معالجة السرطان بالقرآن . هل تعتبر جريان الشيطان من ابن آدم الوارد في الحديث حريانا غير حسي ؟ ج : نعم ، فعندنا نصوص تدل على هذا ، ثم هو استعارة كما قال العلماء ، فالحديث الوارد لا يفيد الجريان الحسي ، ولو سلمنا جدلا بأنه جريان حسي ، فهو خاص بالموسوس ؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قاله في الموسوس . س : إذن ما زلت تصر على الجني لا يمكن أن يتلبس بإنسي بأي حال من الأحوال؟ ج : أبدا لا يمكن أن يتلبس الجني بالإنسي . س : إذا أنت لا تعترض إلا على من يقرأ على من به جني؟ ج : نعم . أنا لما كنت في أبها ألقيت محاضرة بذلك ، وكنت في أبها قبلها ، وقد ناقشت البعض فكان يرى عدم التلبس وأراه ، ولما عدت لرأيه ألقيت المحاضرة في أبها وكتب عنها ، فعندها الشيخ عبد العزيز بن باز حفظه الله لما سمع بذلك استغرب وتأثر لما سمع بهذا ، فاستدعاني ، فذهبت إليه بالطائف فقلت له : يا شيخ ، أريدك تستمع إلى ما توصلت إليه- والشيخ حفظه الله رجل عاقل وحبيب وعالم جليل- فاستمع إلى ما قلت من أوله إلى آخره ، فقال لي : والله الحق معك ، ويجب أن تسير على هذا النهج ولا تبالي بأحد . س : قال لك : الحق معك . أي : أن الجني لا يتلبس بالإنسي؟ ج : الموضوع ككل لما شرحته له ، فخرجت من عند الشيخ ابن باز وكتبت في الصحف : ( إخراج الجني من بدن الإنسان ادعاء كاذب) فالشيخ ابن باز لديه خلفية ، ولو خالفني لرد علي في هذا الموضوع ، ولكني بعد أن استوقفت من سماحة الشيخ ابن باز حفظه الله ، وأنه قال لي : ( اكتب هذه المعلومات) ، فبدأت بهذا الموضوع . هذه خلاصة ما ذكرته الصحيفة عن علي المذكور في عددها في التاريخ المذكور . .. يتبع .. |
فأقول : إن ما ذكره عني علي المذكور من تصحيح مذهبه ، قول باطل وكذب لا أساس له من الصحة ، وقد نصحته حين اجتمع بي منذ سنة أو أكثر أن يفصل القول في ذلك ، وأن يعترف بتلبس الجني بالإنس كما هو الحق الذي أجمع عليه العلماء ، ونقله أبو الحسن الأشعري عن أهل السنة ، ونقله شيخ الإسلام ابن تيمية عن جميع أهل العلم ، كما في الفتاوى ( جـ 19 من ص 9 إلى ص 65) ، وقد أوضحت لعلي المذكور : أنه ليس كل ما يدعيه الناس من تلبس الجني بالإنسي صحيحا ، بل ذلك تارة يكون صحيحا في بعض الأحيان ، ويكون غير صحيح في أحيان أخرى ؛ بسبب أمراض تعتري الإنسان في رأسه تفقده الشعور فيعالج ويشفى ، وقد لا يشفى ويموت على اختلال عقله ، وقد يختل العقل بأسباب ووساوس كثيرة تعتري الإنسان . فالواجب : التفصيل ، وقد أوضح ذلك . ابن القيم رحمه الله في ( زاد المعاد) ، وقد حصل لشخص من سكان الدلم- حين كنت في قضاء الخرج- خلل في عقله فلما عرض على المختصين ذكروا أن سبب ذلك فتق في الرأس فكوي وبريء من ذلك بإذن الله . وهذا نص كلام شيخ الإسلام رحمه الله في الفتاوى في المجلد المذكور ، قال ما نصه بعد كلام سبق : ( ولهذا أنكر طائفة من المعتزلة؛ كالجبائي ، وأبي بكر الرازي ، وغيرهما دخول الجني في بدن المصروع ولم ينكروا وجود الجن ، إذ لم يكن ظهور هذا في النقول عن الرسول صلى الله عليه وسلم كظهور هذا ، وإن كانوا مخطئين في ذلك ، ولهذا ذكر الأشعري في مقالات أهل السنة والجماعة أنهم يقولون : إن الجني يدخل في بدن المصروع ، كما قال تعالى : الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ الآية . وقال عبد الله بن الإمام أحمد : قلت لأبي : إن قوما يزعمون أن الجني لا يدخل في بدن الإنسي ، فقال : . يا بني ، يكذبون ، هو ذا يتكلم على لسانه ، وهو مبسوط في موضعه) . وقال أيضا رحمه الله ، في المجلد الرابع والعشرين من الفتاوى ( ص 276 ، 277) ما نصه : ( وجود الجن ثابت بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم واتفاق سلف الأمة وأئمتها ، وكذلك دخول الجني في بدن الإنسان ثابت باتفاق أئمة أهل السنة والجماعة ، قال الله تعالى : الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم : إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم إلى أن قال رحمه الله : وليس في أئمة المسلمين من ينكر دخول الجني في بدن المصروع ، ومن أنكر ذلك وادعى أن الشرع يكذب ذلك فقد كذب على الشرع ، وليس في الأدلة الشرعية ما ينفي ذلك . . . ) إلخ . وبما ذكرنا يعلم بطلان ما ذهب إليه علي المذكور من إنكار دخول الجني في بدن الإنسان ، ويعلم كذب علي في دعواه أني صدقته في ذلك وصححت مذهبه ، وقد كتبت في ذلك ردا على من أنكر دخول الجني في بدن الإنسي منذ سنوات ، ونشر ذلك في كتابي : ( مجموع فتاوى ومقالات متنوعة) ، في المجلد الثالث ( ص 299-308) . فمن أحب أن يطلع عليه فليراجعه في محله المذكور . وأما قول علي المذكور : لو أنكر علي لرد علي ، فجوابه : أنه ليس كل ما نشر في الصحف من الأخطاء أطلع عليه؛ لكثرة ما ينشر في الصحف ، وكثرة مشاغلي عن الاطلاع على ذلك ، والله ولي التوفيق ، ونسأله سبحانه أن يحفظنا من الخطأ والزلل في القول والعمل . وأما إنكار علي المذكور كون القرآن الكريم شفاء لبعض الأمراض البدنية فهو أيضا قول باطل ، وقد أوضح الله سبحانه أن كتابه العظيم شفاء ، فقال سبحانه في سورة بني إسرائيل : وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلا خَسَارًا وقال سبحانه في سورة فصلت : قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ الآية . والآيتان الكريمتان المذكورتان تعمان شفاء القلوب وشفاء الأبدان ، ولكن لحصول الشفاء بالقرآن وغيره شروط وانتقاء موانع في المعالج والمعالج ، وفي الدواء ، فإذا توفرت الشروط وانتفت الموانع حصل الشفاء بإذن الله ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : لكل داء دواء فإذا أصيب دواء الداء بريء بإذن الله رواه مسلم . وكثير من الناس لا تنفعه الأسباب ولا الرقية بالقرآن ولا غيره؛ لعدم توافر الشروط ، وعدم انتفاء الموانع ، ولو كان كل مريض يشفى بالرقية أو الدواء لم يمت أحد ، ولكن الله سبحانه هو الذي بيده الشفاء ، فإذا أراد ذلك يسر أسبابه ، وإذا لم يشأ ذلك لم تنفعه الأسباب ، وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم من حديث عائشة رضي الله عنها أنه كان إذا اشتكى شيئا قرأ في كفيه عند النوم سورة : ( قل هو الله أحد) ، وسورة : ( قل أعوذ برب الفلق) ، وسورة : ( قل أعوذ برب الناس) ثلاث مرات ، ثم يمسح بهما على ما استطاع من جسده في كل مرة بادئا برأسه ووجهه وصدره ، وفي مرض موته عليه الصلاة والسلام كانت عائشة رضي الله عنها تقرأ هذه السور الثلاث في يديه عليه الصلاة والسلام ثم تمسح بهما رأسه ووجهه وصدره رجاء بركتهما ، وما حصل فيهما من القراءة ، فتوفي صلى الله عليه وسلم في مرضه ذلك؛ لأن الله سبحانه لم يرد شفاءه من ذلك المرض؛ لأنه قد قضى في علمه سبحانه وقدره السابق أنه يموت بمرضه الأخير عليه الصلاة والسلام ، وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : الشفاء في ثلاث شربة عسل أو شرطة محجم أو كية نار وما أحب أن أكتوي .. يتبع .. |
ومعلوم أن كثيرا من الناس قد يعالج بهذه الثلاثة ولا يحصل له الشفاء؛ لأن الله سبحانه لم يقدر له ذلك ، وهو سبحانه الحكم العدل ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن ، وفي الصحيحين أن ركبا من الصحابة رضي الله عنهم مروا على قوم من العرب وقد لدغ سيدهم ، فسعوا له بكل شيء لا ينفعه ، فسألوا الركب المذكور هل فيكم راق؟ فقالوا : نعم ، وشرطوا لهم جعلا على ذلك ، فرقاه بعضهم بفاتحة الكتاب فشفاه الله في الحال ، وقام كأنما نشط من عقال ، فقال الذي رقى لأصحابه : لا نفعل شيئا في الجعل حتى نسأل النبي صلى الله عليه وسلم - وكان أصحاب اللديغ لم يضيفوهم فلهذا شرطوا عليهم الجعل- فلما قدموا على النبي صلى الله عليه وسلم أخبروه بما فعلوا ، فقال : " قد أصبتم واضربوا لي معكم بسهم " ففي هذا الحديث الرقية بالقرآن ، وقد شفى الله المريض في الحال ، وصوبهم النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك ، وهذا من الاستشفاء بالقرآن من مرض الأبدان . وفد أخبر الله سبحانه في آية أخرى في سورة يونس أن الوحي شفاء لما في الصدور ، وهي قوله سبحانه : يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وكون القرآن شفاء لما في الصدور لا يمنع كونه شفاء لمرض الأبدان ، ولكن شفاءه لما في الصدور أعظم الشفائين وأهمهما ، ومع ذلك فأكثر الناس لم يشف صدره القرآن ولم يوفق للعمل به ، كما قال سبحانه في سورة الإسراء : وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلا خَسَارًا وذلك بسبب إعراضهم عنه وعدم قبول الدعوة إليه . وقد قام النبي صلى الله عليه وسلم في مكة ثلاث عشرة سنة يعالج المجتمع بالقرآن ويتلوه عليهم ويدعوهم إلى العمل به فلم يقبل ذلك إلا القليل ، كما قال الله سبحانه : وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلا فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وقال سبحانه : وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ فالقرآن شفاء للقلوب والأبدان ، ولكن لمن أراد الله هدايته ، وأما من أراد الله +شفاوته فإنه لا ينتفع بالقرآن ولا بالسنة ولا بالدعاة إلى الله سبحانه؛ لما سبق في علم الله من شقائه وعدم هدايته ، كما قال سبحانه : وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ وقال سبحانه : وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ الآية ، وقال سبحانه : فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ إِنْ هُوَ إِلا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ وَمَا تَشَاءُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ والآيات في هذا المعنى كثيرة ، وهكذا الأحاديث الصحيحة . وأما تأويل علي بن مشرف الحديث : إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم بأنه على سبيل الاستعارة ، كما حكاه الحافظ ابن حجر في الفتح عن بعضهم ، أو أن ذلك بالنسبة لبعض الموسوسين ، كما قاله علي المذكور ، فهو قول باطل ، والواجب : إجراء الحديث على ظاهره وعدم تأويله بما يخالف ظاهره؛ لأن الشياطين أجناس لا يعلم تفاصيل خلقتهم وكيفية تسلطهم على بني آدم إلا الله سبحانه ، فالمشروع لكل مسلم : الاستعاذة به سبحانه من شرهم ، والاستقامة على الحق ، واستعمال ما شرعه الله من الطاعات والأذكار والتعوذات الشرعية ، وهو سبحانه الواقي والمعيذ لمن استعاذ به ولجأ إليه ، لا رب سواه ، ولا إله غيره ، ولا حول ولا قوة إلا به . ونسأل الله سبحانه أن يثبتنا على دينه ، وأن يعيذنا وجميع المسلمين من اتباع الهوى ونزغات الشيطان ، وأن ينصر دينه ويعلي كلمته ، وأن يوفق المسلمين لكل خير ، وأن يمنحهم الفقه في الدين ، وأن يولي عليهم خيارهم ، وأن يصلح قادتهم ، إنه سميع قريب . وصلى الله وسلم على نبينا محمد ، وآله وصحبه ، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين . .. يتبع .. |
2- تحريم التمثيل والتشبه بالنساء نشرت بعض الصحف المحلية ومنها مجلة اليمامة عن المدعو/ عبد العزيز الهزاع أنه نسب إلي أني أقررته على التمثيل . وللإيضاح وبيان الحق . أفيد من يطلع على هذه الكلمة أن قوله هذا كذب لا أساس له من الصحة ، والواقع أني نصحته وحذرته من التمثيل وأوضحت له تحريم ذلك وأنه من الكذب الذي حرمه الله في قوله : إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ وفي قول النبي صلى الله عليه وسلم إياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار الحديث وأوضحت له أيضا أن تمثيله للنساء منكر عظيم ومن الكبائر لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لعن المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال والتشبه بالنساء يكون بالكلام وفي الزي وفي اللباس وفي المشي ، وأخبرته أن النصيحة تكون بالكلام لا بالتشبه ولا بالتمثيل ، وقد نصح النبي صلى الله عليه وسلم الرجال والنساء ونصحهم أصحابه رضي الله عنهم وهكذا العلماء والمؤمنون بعدهم ينصحون الرجال والنساء من غير حاجة إلى التمثيل أو التشبه بالنساء في كلام أو غيره ، وللبيان وإيضاح الحق وإبطال الكذب جرى تحريره ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه . عبد العزيز بن عبد الله بن باز مفتي عام المملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء .. يتبع .. |
هـ :- نموذج من أسلوبه في النصيحة والتنبيه على الأخطاء ملاحظات على بعض كتب الشيخ عبد الرحمن بن عبد الخالق من عبد العزيز بن عبد الله بن باز إلى حضرة الابن المكرم صاحب الفضيلة الشيخ عبد الرحمن بن عبد الخالق . وفقه الله لما في رضاه وزاده من العلم والإيمان آمين سلام الله عليكم ورحمة الله وبركاته ، أما بعد : فقد وصلني كتابكم الكريم المؤرخ 8 / 3 / 1415 هـ بيد الأخ الكريم ع . خ . س ، وصلكم الله بحبل الهدى والتوفيق ، وجميع ما شرحتم فيه كان معلوما . ولقد سرني كثيرا ما ذكرتم فيه من التزامكم بما درج عليه سلف الأمة من الصحابة رضي الله عنهم وأتباعهم بإحسان ، إلا ما قد يقع خلاف ذلك من خطأ أو نسيان ، كما سرني أيضا رغبتكم وحرصكم على إيضاح ما نسب إليكم من الأخطاء لترجعوا عنها إن صح صدروها منكم . وسرني أيضا عفوكم وصفحكم عمن أساء إليكم وطلبكم الأجر من الله عز وجل في ذلك . . إلى آخر ما أوضحتم في رسالتكم . وكان وصولها إلي بعد انتهاء مجلس هيئة كبار العلماء في دورته الثانية والأربعين المنتهية في الثلاثين من شهر صفر سنة 1415 هـ ، ومتى رأينا الحاجة إلى عرضها عليهم في المجلس عرضناها عليهم في الدورة القادمة إن شاء الله . وإليكم بيان ما لاحظته عليكم من خلال كتبكم الآتية أسماؤها : الأول : أصول العمل الجماعي . الثاني : الخطوط الرئيسية لبعث الأمة الإسلامية . الثالث : وجوب تطبيق الحدود الشرعية . الرابع : مشروعية الجهاد الجماعي . الخامس : الوصايا العشر . السادس : فصول من السياسة الشرعية . السابع : ما لاحظناه بالشريط المعنون بـ ( المدرسة السلفية) . .. يتبع .. |
أولا : قلتم في كتابكم : ( أصول العمل الجماعي) ما نصه : إن بعض المنتسبين إلى دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله زعموا أن كل من أسس جماعة للدعوة والجهاد فهو خارجي معتزلي . كما زعموا أن النظام ليس من دين الله ، وأن التحزب ليس من الإسلام . - كما زعمت أن بعض هؤلاء التلاميذ المنتسبين للشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله أعطوا للحكام المعاصرين حقوقا لم تعط للصديق ولا للفاروق ، ولا عرفها المسلمون في كل تاريخهم ، ولا دونها- حسب علمكم- عالم موثوق في شيء من كتب العلم ، وهو أنه لا يجوز أمر بمعروف ولا نهي عن منكر إلا بإذن الإمام ، ولا يجوز رد عدوان على ديار الإسلام إلا بإذن السلطان ، وهؤلاء أعطوا الحاكم صفات الرب سبحانه وتعالى ، فالحق ما شرعه ، والباطل ما حرمه ، وما سكت عنه فيجب السكوت عنه ، وعندهم أن ما أهمله الحاكم من أمر الدين ومصالح المسلمين فيجب على أهل الإسلام إهماله والتغاضي عنه حتى لا يغضب أمير المؤمنين . ( ينظر أصول العمل الجماعي ص 10 ، ص 11) . انتهى ما ذكرتم . ولا نعلم أن أحدا من أتباع الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله قال هذه المقالة التي ذكرتم ، فأرجو بيان الكتاب الذي نقلتم منه ذلك ، أو الشخص الذي بلغكم ذلك ، وإلا فالواجب بيانكم خطأكم فيما نقلتم ، وأن ذلك شيء لا أصل له ، وأنه قد اتضح لكم عدم صحة هذه المقالات عن أحد من أتباع الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ، مع التثبت مستقبلا في كل ما تنقلونه ، وأن يكون الهدف بيان الحق والباطل مع عدم الحاجة إلى بيان ذلك الشخص المنقول عنه إلا عند الضرورة التي تقتضي بيانه . ثانيا : قلتم في الشريط المسمى : ( المدرسة السلفية) ما نصه : إن طائفة العلماء في السعودية في عماية تامة وجهل تام عن المشكلات الجديدة . . وأن سلفيتهم سلفية تقليدية لا تساوي شيئا . انتهى . وهذا قول باطل ، فإن العلماء في السعودية يعرفون مشاكل العصر ، وقد كتبوا فيها كثيرا ، وأنا منهم بحمد الله ، وقد كتبت في ذلك ما لا يحصى ، وهم بحمد الله من أعلم الناس بمذهب أهل السنة والجماعة ، ويسيرون على ما سار عليه السلف الصالح في باب توحيد الله ، وفي باب الأسماء والصفات ، وفي باب التحذير من البدع ، وفي جميع الأبواب . فاقرأ إن كنت جاهلا بهم مجموعة ابن قاسم ( الدرر السنية) ، وفتاوى شيخنا محمد بن إبراهيم رحمه الله ، واقرأ ما كتبنا في ذلك في فتاوانا وكتبنا المنشورة بين الناس . ولا شك أن ما قلته عن علماء السعودية غير صحيح ، وخطأ منكر ، فالواجب عليك الرجوع عن ذلك ، وإعلان ذلك في الصحف المحلية في الكويت والسعودية ، نسأل الله لنا ولك الهداية والرجوع إلى الحق والثبات عليه ، إنه خير مسؤول . ثالثا : ذكرتم في كتابكم : ( خطوط رئيسية لبعث الأمة الإسلامية) ص 72 ، 73 ما نصه : إن دولنا العربية والإسلامية بوجه عام لا ظل للشريعة فيها إلا في بعض ما يسمى بـ : الأحوال الشخصية ، وأما المعاملات المالية والقوانين السياسية والقوانين الدولية ، فإن دولنا جميعها بلا استثناء خاضعة لتشريع الغرب أو الشرق ، وكذلك قوانين الجرائم الخلقية والحدود مستوردة مفتراة . . إلخ ما ذكرتم ص 78 . وهذا الإطلاق غير صحيح ، فإن السعودية بحمد الله تحكم الشرعية في شعبها ، وتقيم الحدود الشرعية ، وقد أنشأت المحاكم الشرعية في سائر أنحاء المملكة ، وليست معصومة لا هي ولا غيرها من الدول . وقد بلغني أن حكومة بروناي قد أمر سلطانها بتحكيم الشريعة في كل شيء ، وبكل حال ، فالواجب الرجوع عن هذه العبارة ، وإعلان ذلك في الصحف المحلية في المملكة العربية السعودية والكويت ، ولو عبرت بالأكثر لكان الموضوع مناسبا؛ لكونه هو الواقع في الأغلب ، نسأل الله لنا ولك الهداية والتوفيق . .. يتبع .. |
رابعا : قلتم في كتابكم : ( وجوب تطبيق الحدود ) الشرعية ) ص26 ما نصه : 3- إزالة أسباب الجريمة قبل إيقاع العقاب : وبعيدا عن التعصب والجهل نقول : لا يجوز بتاتا أن نوقع العقوبة الشرعية قبل إزالة أسباب الجريمة ، والأعذار إلى الجانح والجاني ، فقد يكون في ظل الاحتكار والظلم ، وضياع التكافل الاجتماعي ، ووجود الأثرة ، وحب النفس . أقول : قد يكون في ظل مجتمع هكذا عذر لمن يلجأ إلى السرقة ، ومن انحرفت نحو الزنا والبغاء ؛ لتعول ولدا ، أو أما عجوزا ، أو أبا مريضا ، وأظن أنه من السذاجة والجهل أيضا أن نعاقب الزاني ونحن نسمح بكل ألوان الفسق والفجور ، والدعوة إلى الغناء ، ولذلك فليس من العقل والحكمة أبدا أن تطبق الحدود الشرعية الخاصة بالجرائم دون إزالة حقيقية لأسباب هذه الجرائم . . إلى آخر ما ذكرتم ص 27 . فأقول : إن هذا الكلام بعيد عن الصواب ، مخالف للحق ، ولا أعلم به قائلا من أهل العلم إلا ما روي عن عمر رضي الله عنه من التوقف عن إقامة حد السرقة في عام الرمادة ، وهذا إن صح عنه فهو محل اجتهاد ونظر . والنصوص من الكتاب والسنة صريحة في وجوب إقامة الحد الشرعي على من ثبت عليه ما يوجبه . فالواجب عليكم الرجوع عن هذا الكلام ، وإعلان ذلك في الصحف المحلية في الكويت والسعودية ، وفي مؤلف خاص يتضمن رجوعكم عن كل ما أخطأتم فيه . ولا يخفى أن الحق قديم ، كما قال عمر رضي الله عنه لأبي موسى الأشعري رضي الله عنه ، فالرجوع إليه خير من التمادي في الباطل . وفقنا الله وإياكم لما فيه رضاه ، وأعاذنا جميعا من أسباب سخطه . خامسا : دعوتكم في كتابكم : ( مشروعية الجهاد ) ص 28 ، 37 ، 39 ، وكابكم : ( الوصايا العشر ) ص 71 ، ص 44 إلى تفرق المسلمين إلى جماعات وأحزاب ، وقولكم : إن هذا ظاهرة صحية . ولا يخفى أن هذا مصادم للآيات القرآنية ، والأحاديث النبوية ، مثل قوله سبحانه : وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا وقوله سبحانه : إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ الآية . في آيات كثيرة في هذا المعنى . وقول النبي : إن الله يرضى لكم ثلاثا أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا وأن تعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا - وأن تناصحوا من ولاه الله أمركم في أحاديث كثيرة في هذا المعني . فالواجب عليكم الرجوع عن ذلك ، وإعلانه في الصحف المحلية ، وفي الكتاب الذي أوصيناكم به آنفا في بيان ما رجعتم عنه من الأخطاء . سادسا : ذكرتم في كتابكم : ( فصول من السياسة الشرعية ) ص 31 ، 32 : أن من أساليب النبي في الدعوة التظاهرات ( المظاهرة ) . ولا أعلم نصا في هذا المعنى ، فأرجو الإفادة عمن ذكر ذلك ؟ وبأي كتاب وجدتم ذلك ؟ فإن لم يكن لكم في ذلك مستند ، فالواجب الرجوع عن ذلك ؛ لأني لا أعلم في شيء من النصوص ما يدل على ذلك ، ولما قد علم من المفاسد الكثيرة في استعمال المظاهرات ، فإن صح فيها نص فلابد من إيضاح ما جاء به النص إيضاحا كاملا حتى لا يتعلق به المفسدون بمظاهراتهم الباطلة . والله المسئول أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح ، وأن يصلح قلوبنا وأعمالنا جميعا ، وأن يجعلنا من الهداة المهتدين إنه جواد كريم . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . .. يتبع .. |
الفصل السابع مكتبته إن مما لا شك فيه ، ولا ريب يعتريه ، أن المكتبات في كل أمة عنوان تقدمها ، ودليل وعيها وتطورها كما أنها تعتبر المعيار الحقيقي ، والميزان الأساسي لمعرفة تقدم تلك الأمم ونهوضها ، إذ هي من أهم ركائز المعرفة ، وأقوى دعامات العلم ، فهي للعالم وطالب العلم- زاد لا ينضب ، ومعين لا يجف ، تتحف القارئ والباحث والطالب والمعلم ورواد العلم والمعرفة بروافد ثرة ، وينابيع متدفقة من الفوائد والمعارف والعلوم . ومن المعلوم قطعا أن جمع الكتب وإدامة النظر فيها ، والبحث في أغوارها ، والغوص في مكنوناتها وأعماقها من أهم الأسباب المعينة على تحصيل العلم . قال عبدالله بن المبارك- رحمه الله- : من أحب أن يستفيد فلينظر في كتبه. وقيل له لم لا تجالسنا ، قال أنا أجالس صحابة رسول الله يعني بذلك قراءة حديثهم ومروياتهم ، وما يتعلق بتراجمهم وسيرهم العطرة ، التي يفوح منها عبير الإيمان والصدق ، وريح الإخلاص والمتابعة ، والإقدام في سبيل الرحمن . ولذا قال المتنبي : وأعز مكان في الدنى سرج سابح *** وخير جليس في الزمان كتاب وقال الآخر : نعم المؤانس والرفيق كتاب *** تخلو به إن ملَّك الأصحاب لا مفشيا سرا ولا متكبرا *** وتفاد منه حكمة وصواب ومن هذا المنطلق المهم في أمره وأساسه ، بل وجنباته . ومنافعه ، كان السلف الصالح- رحمهم الله- يحرصون على إدامة النظر في الكتب والاستفادة منها ، لأنها خزائن العلم ، وكنوز المعرفة وبيت القصيد ، وتمييز الأحكام الشرعية ، وعلى هذا المنوال فإن لسماحة شيخنا- رعاه الله- نفسا أبية همامة طلعة لا تمل من القراءة ، ولا تكل من المطالعة والبحث ، وهذه عاداته ودأبه أنه جعل للكتب وإدمان النظر فيها وقتا خاصا من أوقاته المباركة المعمورة بالعلم والإيمان ، ودائما يكون في هذا الوقت المخصص للقراءة والاطلاع مكبا على سماع العلم والمعرفة ، والاستزادة منها ، لكي يكون له زادا في طريق التعليم ونشر العلم وهذا الوقت المخصص للقراءة أظنه . بعد صلاة العشاء من كل يوم . .. يتبع ... |
ومكتبة الشيخ- رعاه الله- مكتبة ضخمة مليئة بنفائس المصادر والمراجع العلمية التي لا يستغني عنها طالب العلم والمعرفة ، حاوية لجميع الفنون العلمية ، فلكل فن قسم خاص به ، فمثلا فن الحديث وعلومه ومصطلحاته له مكان مخصص ، فأولا أمهات الكتب الستة ، ثم المسانيد ثم المعاجم ، ثم الأجزاء الحديثية ، ثم كتب الأحكام الحديثية ، ثم كتب التخاريج ، ثم كتب الرجال وجرحهم وتعديلهم ، ثم كتب الوفيات . . وهلم جرا ، على وفق نظام بديع متسق يبهر الألباب ، ويأخذ بالأبصار ، وقد دخلتها مرات ومرات ، فرأيت فيها العجب . وللشيخ- رعاه الله- خزانة خاصة بنفائس المخطوطات ، تضم بين أروقتها بعض المخطوطات النادرة ، وهذا مما يدل على أنه كثير التثبت في علمه وفقهه في دين الله . .. يتبع .. |
أمين المكتبة : إن لمكتبة سماحته- رعاه الله- أمينا يقوم بشئونها ، ويحرص على ترتيبها ، بل ويقوم بالقراءة على الشيخ- حفظه الله- من بطون الكتب العامرة وهو أخونا الفاضل / فضيلة الشيخ / صلاح بن عثمان . - جزاه الله خيرا وأعظم له أجرا- وهو نعم الأمين خلقا وأريحية وسلوكا وهو من طلبة العلم البارزين ، وله جهود دعوية ، ومناشط خيرية ، ونصر للسنة واهتمام بها ، ويكفي أنه أحد خواص الشيخ عبد العزيز- حفظه الله- وأحد الحائزين على ثقته. .. يتبع .. |
Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.