أي على مثل هذه الناقة أسير وأمضي، إذا قال صاحبي من خوف الفلاة وقوله ألا ليتني أفديك معناه من الفلاة فجاء بمكينها ولم يجر لها ذكر لدلالة المعنى عليها كقوله [تعالى] (حتى توارت بالحجاب) وقوله أفديك منها: أي أعطيك فداءك وتنجو، أو أفتدي أنا منها. وقيل معناه ليتني أقدر أن أفديك منها وأفتدي نفسي. وعلى تتعلق بما مضى، وكذلك إذا.
وجاشت إليه النفس خوفـا وخـالـه مصابا ولو أمسى على غير مرصد جاشت: ارتفعت إليه من الخوف، ولم تستقر، كما يجيش القدر، إذا ارتفع عليانه، وقوله إليه: أي صاحبه، وقوله وخاله أي خال نفسه. وإنما جاز أن يقال خاله مصابا، ولم يجز ضربه إذا أردت ضرب نفسه على مذهب سيبويه. أنهم استغنوا عن ضرب نفسه، بقولهم ضرب نفسه، والذي يذهب إليه أبو العباس أنه لم يجز ضربه لئلا يكون فاعلا مفعولا في حال وجاز خاله لأن الفاعل في المعنى مفعول لأنه إنما رأى شيئا فأظنه. وقوله: على غير مرصد: أي ولو أمسى لا يرصد، ولا يخاف من أحد لظن أنه هالك من العطش لهول المفازة أي فأنا أنجو منها على ناقتي. إذا القوم قالوا: من فتى؟ خلت أنني عنيت فلم أكسل ولـم أتـبـلـد يقول: إذا قالوا من فتى لهذه المفازة؟ خلت أنهم يعنونني، ويقولون ليس لها غيره، فلم أكسل عن أن أقول: أنا لها ولم أتبلد عن سلوكها. يقال رجل بليد، ومتبلد؛ إذا أثر فيه الجهل كي يذهب به عن فطن الناس واحتيالهم، وكذا يقال في الدواب، وأصل البلادة والتبلد من التأثير، يقال في جلده بلد إذا كان فيه أثر، وكذلك في غير الجلد، ويقال لكركرة البعير بلدة لأنها تؤثر في الأرض، أو تؤثر فيها الأرض قال الشاعر. أنيخت فألقت بلدة فوق بلـدة قليل بها الأصوات إلا بغامها وبهذا سميت البلدة بلدة لأنه موضع مواطن وتأثيرهم، وعنيت من قولهم عني ويعني عنيا بمعنى أراد، وليس يعنيني بهذا أي لا يريده، والمعنى هو المراد والجمع المعاني. ويروى فلم أكل ولم أتبلد أي فلم أكل إلى إجابتهم أقول: أنا لها، ولم أتبلد أي لم أكن بليدا في مثلها لأني خبير بها. أحلت عليها بالقطيع فأجذمت وقد خب آل الأمعز المتوقد أحلت: أي رفعت والقطيع: السوط أي أقبلت عليها بالسوط، يقال: أحلت عليه ضربا إذا أقبلت عليه تضربه ضربا في أثر ضرب أو على ضرب ومنه قولهم يحيلون السجال على السجال أي يصبون دلوا على أثر دلو، وأجذمت أسرعت، وخب الآل جرى، واضطراب السراب، والآل يكون بالغداة، والعشي، والأمعز، والمعزاء، الموضع الغليظ الكثير الحصى، والمتوقد: المكان الذي يتوقد بالحر، والواو في قولهم وقد خب الواو واو الحال. فذالت كما ذالت وليدة مجلس تري ربها أذيال سحل ممدد ذالت: ماست، وتبخرت في مشيها. يقول: تتبختر هذه الناقة في مشيتها كما تتبختر وليدة أي أمة عرضت على أهل مجلس، فأرخت ثوبها، واهتزت بأعطافها، وخص وليدة المجلس يريد أنها ليست بممتهنة، وإذا شئت جرت في الأرض أذيالها، والسحل بالسين والحاء المهملتين: الثوب الأبيض والممدد الذي ينجر في الأرض، ومعنى البيت: إني أبلغ على هذه الناقة حاجتي بأقل تعب. ولست بحلال التلاع مـخـافة ولكن متى يسترفد القوم أرفد الحلال: مبالغة من الحلول، والتلعة ما ارتفع من الأرض، وانخفض عن الجبال أو قرب من الأرض، والجمع التلاع: وهي مجاري المياه من رؤوس الجبال إلى الأودية. المعنى: لست أستتر في التلاع لأني لا أنزلها مخافة أن تواريني عن الناس حتى لا يراني ابن السبيل والضيف، ولكن أنزل الفضاء، وأرفد من السهل من استرفدني، وأعين من استعانني، ومخافة منصوب على أنه مفعول له أو على المصدر. وإن تبعني في حلقة القوم تلقـنـي وإن تقتنصني في الحوانيت تضطد يقول: إن تطلبني في مواضع تجمع فيها الناس للمشورة وإجالة الرأي تلقني لما عندي من الرأي لا أتخلف عنهم وإن تطلب صيدي في حوانيت الخمارين تجدني أشرب وأسقي من يحضرني، والحانوت يذكر ويؤنث. والحوانيت [بيوت] الخمارين، والحوانيت أيضا الخمارون، ويروى تلتمسني. متى تأتني أصبحك كـأسـا روية وإن كنت عنها غانيا فاغن وازدد ويروى وإن تأتني، ويروى وإن كنت ذا غنى فاستغن وازدد والصبوح شرب الغداة، والكأس مؤنثة، والمعنى متى تأتني تجدني قد أخذت خمرا كثيرا مروية لمن يحضرني، ومعنى فاغن وازدد: فاغن بما عندك وازدد. وإن يلتق الحي الجميع تلاقنـي إلى ذروة البيت الرفيع المصمد يقول إذا التقى الحي الجميع الذين كانوا متفرقين للمفاخرة وذكر المعالي تجدني في الشرف، وإلى ذروة أي مع ذروة، وذروة كل شيء أعلاه، والمصمد الذي يصمد إليه في الحوائج والأمور أي يقصد. نداماي بيض كالنجوم وقـينة تروح علينا بين برد ومجسد نداماي بيض الوجوه ويروى ألفنا الندامي [كالنجوم] الأصحاب الذين يتواصلون على الشرب يقال فلان نديم فلان، إذا شاربه، وفلان نديمه فلان، ويقال ذلك إذا صاحبه، وحدثه، وإن لم يكونا على شراب وإنما سمي النديم نديما لندامة جذيمة حينما قتل جذيمة مالكا وعقيلا للذين أتياه بعمرو ابن أخته، فسألاه أن يكونا في سمره، فوجد عليهما فقتلهما. ثم ندم فسمى كل شارب نديما، ويقال من الندم ندمان وندمى، وقيل الأصل فيهما واحد لأنه إنما قيل للمتواصلين ندامى؛ لأنهم يجتمعون على ما يندم عليه من إتلاف المال، وقوله كالنجوم أي هم أعلام، والقينة: الأمة مغنية كانت غير مغنية، وإنما قيل لها: قينة لأنها تعمل بيدها مع غنائها والعرب تقول لكل من يصنع بيده شيئا قين. وقال أبو عبيدة القينات: الإماء المديدات وقال الأصمعي: كل عامل بحديدة قين والفعل منه قان يقين قينا فهو قاين، والمفعول مقين. والمجسد المصبوغ بالزعفران خاصة؛ لأنه يقال للزعفران جساد، والمجسد الثوب المصبوغ الذي قد يبس عليه الصباغ، ويقال جسد الدم إذا يبس عليه، ومعنى قوله بين برد مجسد أي عليها مجسد وقيل: معناه مرة تأتي وعليها المجسد، والمجسد أيضا الذي يلي الجسد من الثياب، وقيل في الذي يلي الجسد مجسدا بكسر الميم. إذا رجعت في صوتها خلت صوتها تجاوب اظآر علـى ربـع ردي رحيب قطاب الجيب منها رفـيقة بجسى الندامى بضة المتـجـرد ويروى رحيب قطاب الجيب، وقطاب الجيب: مجتمع الجيب، قطب أي جمع وقطب ما بين عينيه: أي جمع وجاء الناس قاطبة أي جميعا، وجس الندامى: الجس والمس واحد، وجس الندامى: أن يجسوا بأيديهم يلمسونها كما قال الأعشى [ورادعة بالمسك صفراء عندنـا] لجس الندامى في يد الدرع مفتق وذلك أن القينة تفتق كمها إلى الرفغ فإذا أراد الرجل أن يلمس منها شيئا أدخل يده فلمس، ويد الدرع كمه. وقال بعضهم: "تجس الندامى" مما يطلب الندامى اقترابها وعناقها، والجس بمعنى الطلب وقطاب يرتقع برحيب، ومعنى قوله: رحيب قطاب الجيب أن عنقها واسع فتحتاج إلى أن يكون جيبها واسعا، والبضة البيضاء الرخصة والمتجرد جسدها المتجرد من الثياب. إذا نحن قلنا أسمعينا انبرت لنا على رسلها مطروفة لم تشدد ويروى مطروقة: بالقاف، اسمعينا: غنينا، وانبرت: اعترضت. وعلى رسلها أي على هيئتها، أي ترنمت برفق، وقيل انبرت: قصدت إلى ما أردناه منها، ومطروفة بالفاء، ومعناه ساكنة الطرف فاترته، كأنها طرفت عن كل شيء تنظر إليه. وقيل التي عينها إلى الرجال. ومن رواه مطروقة بالقاف فمعناه مسترخية أي غضيضة الطرف. وقيل: مسترخية لينة، ومنه سميت المطرقة: مطرقة، لأنها تلين ما يليها. ومنه قيل طراق لأنه يلين، ومنه ماء طرق: إذا خيض ومنه سمي الطراق لأن الناس فيهم من يفعل ذلك، وانبرت جواب إذا وهو العامل فيه، ومطروفة منصوب على الحال. وما زال تشرابي الخمور، ولذتي وبيعي، وإنفاقي طريفي ومتلدي تشراب: تفعال من الشرب إلا أن تشرابا يكون للكثير، والشرب يقع للقليل والكثير. وليس في كلام العرب اسم على تفعال بكسر التاء إلا أربعة أسماء، والخامس مختلف فيه، يقال تبيان، ويقال للقلادة تفصار. وتعشار، وتبراك موضعان والخامس المختلف فيه تمساح وتمسح، وتمساح أكثر وأفصح، والطارف والطريف ما استحدثه الرجل، واكتسبه والمتلد والتالد والتليد، والتلاد ما ورثه عن آبائه ومعناه المتولد والتاء بدل من الواو. إلى أن تحامتني العشيرة كلها وأفردت إفراد البعير المعبد تحامتني: تركتني، واتقتني، العشيرة: أهل بيته، ويدخل فيهم غيرهم ممن خالطهم، وأفردت إفرادا مثل إفراد البعير، والمعبد: الأجرب وقيل هو المهنوء الذي سقط وبره، فأفرد عن الإبل. أي تركت ولذاتي لما رأت أني لا أكف عن إتلاف المال والاشتغال باللذات. رأيت بني غبراء لا ينكروننـي ولا أهل هذاك الطراف الممدد الغبراء: الأرض، وبنو غبراء: الفقراء، وتدخل فيهم الأضياف، والمعنى أنهم يجيئون من حيث لا يحتسبون، وأهل مرفوع معطوف على الضمير الذي في ينكرونني وقال الله تعالى (سيقول الذين أشركوا لو شاء الله ما أشركنا ولا آباؤنا)، والطراف قبة من أدم يتخذها المياسير، والأغنياء، والممدد الذي قد مد بالأطناب، والطراف لفظه لفظ الواحد، ومعناه معنى الجمع. |
ومعنى البيت أنه يخبر أن الفقراء يعرفونه لأنه يعطيهم، والأغنياء يعرفونه لجلالته.
ألا أيهذا اللائمي أحضر الـوغـى وأن شهدت اللذات هل أنت مخلدي ويروى: ألا أيها اللاحي أن أحضر الوغى، واللاحي: اللايم، لحاه يلحوه ويلحاه إذا لامه. ويروى ألا أيهذا الزاجري أحضر الوغى على إضمار أن، وهذا عند البصريين خطأ لأنه أضمر ما لا يتصرف، وأعمله فكأنه قد أضمر بعض الاسم، والزاجر الناهي. ومن رواه بالرفع فهو على تقديرين أحدهما أن يكون تقديره: أن أحضر فلما حذف أن رفع. ومثله على مذهب سيبويه قوله [تعالى] (أفغير الله تأمروني أعبد) المعنى عنده أن أعبد. والقول [الآخر] في رفع أحضر وهو قول أبي العباس أن يكون في موضع الحال، ويكون وأن أشهد معطوف على المعنى لأنه لما قال أحضر: دل على الحضور كما تقول من كذب كان شرا له، أي كان الكذب شرا له، وقوله أحضر مفرد دل على الصحيح. وقوله هل أنت مخلدي؟ أي هل أنت مبقيني؟ ومعنى البيت ألا أيهذا اللائمي في حضور الحرب لئلا أقتل وفي إنفاق مالي لئلا افتقر، ما أنت مخلدي إن قبلت منك، فدعني أنفق مالي ولا أخلفه. فإن كنت لا تسطيع دفع منيتي فدعني أبادرها بما ملكت يدي أي فدعني ولذتي من قبل أن يأتيني الموت، وقيل معناه أبادر المنية بإنفاق ما ملكت يدي في لذاتي، وتسطيع بمعنى تستطيع فأسقط التاء. فلولا ثلاث هن من عيشة الفتى وحقك لم أحفل متى قام عودي وحقك قبل معناه: ونفسك، وقيل وأبيك، ولم أحفل: أي لم أبال، وعود جمع عائد من يحضره عند مرضه وموته ويبكي عليه أي لم أبال متى بنت. فمنهن سبق العاذلات بـشـربة كميت متى ما تعل بالماء تزبد ويروى سبقي، والكميت الخمر التي تضرب إلى السواد، تعل تمزج به. بريد أنهاعتيقة. وكري إذا نادى المضاف محنبا كسيد الغضا نبهته المتـورد كري: عطفي، والمضاف الذي قد أضافته الهموم، والمحنب: الغر الناتئ العظام، وإن شئت قلت فرس أقنى العظام، والسيد الذئب والغضا: شجر ذبابه أخبث الذباب، ونبهته: هيجته، والمتورد: الذي يطنب الورد، ومحنبا منصوب بكري والمعنى كري فرسا محنبا والكاف من قوله كسيد الغضا في موضع نصب لأنها من نعت المحنب. وتقصير يوم الدجن والدجن معجب ببهكنة تحت الطراف المعـمـد الدجن: الندى أو المطر الخفيف، وقيل هو إلباس الغيم السماء، وإن لم يكن مطرا يقول أقصره باللهو، ويوم اللهو وليلته قصيران. وقوله، والدجن معجب: أي يعجب من رآه، والبهكنة التامة الخلق، ويروى هيكلة والهيكلة العظمية الألواح والعجيزتين، والفخذين، ويروى تحت الخباء، وهو بيت من شعر أو أدم، والمعمد الذي له أعمدة. كأن البرين والدماليج علـقـت على عشر أو خروع لم يخضد البرين: الخلاخيل واحدتها برة، والعشر شجر أملس مستو ضعيف العود. شبه عظامها وذراعيها به لملاسته، واستوائه وكل ناعم خروع. لم يخضد: لم يثن يقال خضدت العود أخضده خضدا؛ إذا أثنيته لتكسره وفي برين لغات من العرب من يجعل إعرابه في النون، ومنهم من يجعله بمنزلة مسلمين والدماليج جمع دملج، وكان يجب أن يقول دمالج، فيجوز أن يكون جمعا على غير واحد، ويجوز أن يكون أشبع الكسرة فتولد منها ياء، ويجوز أن يكون بناؤه على دملوج وهو الوجه. فذرني أروي هامتي في حياتها مخافة شرب في الحياة مصرد الشرب بكسر الشين وبالضم اسمان للمشروب، والشرب بالفتح مصدر، وقد تكون الثلاثة مصدرا، والمصرد: المقلل والمنغص. كريم يروي نفسه في حـياتـه ستعلم إن متنا غدا أينا الصدي؟ ويروى إذا متنا صدى أي عطشا، والصدي العطشان، ويروى صدى بفتح الصاد ويروى صدا، والمراد بالصدي في هذه الرواية، ما كانت العرب تزعمه في الجاهلية: إن الرجل إذا قتل، ولم يدرك بثأره، خرج من رأسه طائر يشبه البوم، فيصيح اسقوني، فإذا أخذ بثأره سكن، والصدى في هذا قالوا بدن الميت، والصوت الذي يسمعه من ناحية الجبل ونحوه. وذكر البوم، ويقال له هو صدي مال أي الذي يقوم به، وقوله يروي نفسه أي من الخمر ثم حذف ليعلم المخاطب، ومن روى صدى بالإضافة أراد الصدى أينا العطشان والصدى أيضا حشوة الرأس، وكانوا في الجاهلية يقولون إذا مات الميت خرجت من قبره هامة تزقو عليه، وكانوا يسمون الصوت الصدى، فأبطل ذلك الإسلام، فقال عليه السلام: لا عدوى ولا هامة ولا صفر. أرى قبر نحام بخيل بمـالـه كقبر غوي في البطالة مفسد النحام: الزحار عند السؤال؛ البخيل. يقول هذا الشحيح بماله، عند أداء الحق وعند السؤال، وعند لذاته، وهذا المبذر لماله في قضاء حقوقه، وحقوق أصحابه، واستمتاعه بلذاته، وفضله على من ينفق عليه يصيران إلى الموت، فلا ينتفع الشحيح بماله ولا يضر هذا ما أنفقه في أوطاره، والغوي الجاهل والغوي الذي يتبع هواه، ولذاته. ترى حثومتين من تراب عليهما صفائح صم من صفيح منضد والجثوة التراب المجموع، يقال للرجل: إنما هو جثوة اليوم أو غد، ويقال لكل مجتمع جثوة، والجمع جثي. وفي الحديث (من دعاء دعاء الجاهلية فإنه من جثى جهنم) أي من جماعات جهنم. ويروى من جثي وهو جامع جاث، والصفائح صخور عريضة رقاق، الصم: المصمتة والمنضد الذي نضد بعضه على بعض. أرى الموت يعتام الكرام ويصطفي عقيلة مال الفاحش المـتـشـدد يعتام: يختار، يقال اعتامه، واعتماه إذا اختاره كل من خيرته، وأنفسه عند أهله. ويروى يغتام الكرام، يقال أخذت غيمة ماله أي خياره. ويصطفي: يختار صفوته، والفاحش القبيح السيئ الخلق، والمتشدد: البخيل وكذلك الشديد قال الله تعالى (وإنه لحب الخير الشديد) قال أبو العباس إنه من أجل حب المال لبخيل. [أرى الموت أعداد النفوس، ولا أرى بعيدا غدا ما أقرب اليوم من غد؟] أرى الدهر كنزا ناقصا كـل لـيلة وما تنقص الأيام والدهـر ينـفـد أراد أهل الدهر، ويروى أرى العيش، وأرى العمر. والكنز ما حفظ وقوله، وما تنقص الأيام أي ما تنقصه الأيام ينفد. لعمرك إن الموت ما أخطأ الفتى لكالطول المرخى وثنياه بالـيد العمر والعمر والعمر، ولا يستعمل في القسم إلا بفتح العين والطول الحبل، وثنياه ما ثني منه، ويقال طرفاه؛ لأنهما يثنيان. أي إن عمره بمنزلة حبل ربطت به دابة يطول لها في الكلأ حتى ترعاه، فيقول الإنسان: قد مد له في أجله، وهو آتية لا محالة. وهو في يدي من يملك قبض روحه كما أن صاحب الفرس الذي قد طول له إذا شاء جذبه. وموضع ما نصب في تقدير المصدر. متى ما يشأ يوما يقده لحتفـه ومن يك في حبل المنية ينقد فما لي أراني وابن عمي مالكا متى أدن منه ينأ عني ويبعد إي إذا أردت وده ودنوه تباعد عني، والنأي والبعد معناهما واحد وإنما جاء بهما لأن اللفظتين مختلفتان، وإنما المعنى يبعد بعد ذلك البعد بعدا آخر. يلوم وما أدري عـلام يلـومـنـي كما لامني في الحي قرط بن أعبد قرط رجل لامه على ما يجب أن يلام عليه ويردى ابن معبد. وآيسني من كل خير طلبـتـه كأنا وضعناه إلى رمس ملحد ويروى وأيأسني... على رمس ملحد. أي جعلني ذا يأس من كل خير فهو بمنزلة الموتى، إذ كان لا يرجى منهم خير، والرمس: القبر، الملحد: اللحد. على غير ذنب قلته غير أنني نشدت فلم أعقل حمولة معبد معبد أخو طرفة؛ قال ابن الأعرابي كان لطرفة ولأخيه إبل يرعيانها يوما ويوما، فلما أغبها طرفة، قال له أخوه معبد: لم لا تسرح في إبلك كأنك ترى أنها إن أخذت يردها شعرك هذا؟ قال فإني لا أخرج فيها أبدا حتى تعلم أن شعري سيردها إن أخذت. فتركها، فأخذها عامر بن مضر فادعى جوار عمرو وقابوس، ورجل من اليمن يقال له بشر بن قيس فقال في ذلك طرفة: أعمرو بن هند ما ترى رأي صرمة؟ وقال غيره: هذه إبل ضاعت لمعبد، فسأل طرفة ابن عمه مالكا أن يعينه في طلبها. وقوله: فلم أعقل، أراد نشدت حمولة معبد فلم أعقل، وأعمل الفعل الثاني، ولو أعمل الأول لقال فلم أعقلها. ويروى فلم أغفل حمولة معبد أي فلم أغفل عن ذلك. يقول: لامني على غير ذنب كل مني إليه إلا أنني طلبت حمولة معبد وغير منصوبة على الاستثناء؛ وهو استثناء ليس من الأول، وعلى متعلقه بلامني ويحتمل أن تكون متعلقة بأيأسني. وقربت بالقربى وجدك أنني متى يك أمر للنكيثة أشهد أي أدللت على مالك بالقرابة والنكيثة بلوغ الجهد، ويقال النكيثة شدة النفس، بتعت نكثة البعير: إذا أجهدته في السير، فلم يبق من سيره شيء، وقوله: وجدك أي وحظك يخاطب مالكا ويقول: أذللت بما بيني وبينك من القرابة. وحلف أنه متى يك أمر للنكيثة يشهد ذلك الأمر، ويعينه على حضوره، ويروى وجدك إنه والهاء للأمر والشأن. وإن أدع في الجلى أكن من حماتها وإن يأتك الأعداء بالجهد أجهـد ويروى للجلى والجلاء: الأمر العظيم الجليل، وقال يعقوب الجلى فعلى من الأجل كما تقول العظمى، والأعظم، وقال غيره الجلى بضم الجيم مقصورة، |
فإذا فتحت جيمها مددت، فقلت الجلاء.
وقال أبو جعفر النحاس: الجلى الأمر الجليل، وأنثه على معنى القصة والحال، ويقال جليل وجلال كما يقول طويل وطوال، وقولهم جلل للعظيم على بابه، وجلل للصغير على بابه من الجلى، وهو الشيء الذي لا يعبأ به، ويجوز أن يكون جلل لما جاوز في العظم والصغر، وقالوا في قوله تعالى (إن الله لا يستحى أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقهما) في الصغر. وإن يقذفوا بالقذع عرضك أسقهم بكأس حياض الموت قبل التهدد ويروى "بشرب حياض الموت قبل التنجد" القذع اللفظ القبيح، والشتم الفاحش، والعرض النفس، أي أن شتمك الأعداء عاقبتهم قبل أن أتهددهم والتنجد: الاجتهاد. بلا حدث أحدثتـه وكـمـحـدث هجائي وقذفي بالشكاة ومطردي الباء في بلا حدث يجوز أن تكون متعلقة بينأ عني، ويجوز أن تكون متعلقة بقوله يلوم، وبقوله وأيأسني من كل خير، والكاف في كمحدث في موضع رفع المعنى هو كمحدث وهجائي أي هو معتمد علي ويجوز أن يكون المعنى وأنا كمحدث هجائي أي قد صيرتني بمنزلة من قد فعل هذا به ومنه روي مطرد بضم الميم، فهو من أطرده إذا جعله طريدا ومن فتح الميم، فهو من طرده إذا أنجاه. ومن روى كمحدث بفتح الدال فمن كسرها أراد الرجل الذي هجاني كرجل أحدث حدثا عظيما، ومن فتحها أراد هجائي كأمر محدث عظيم. قال الأصمعي: يقال هجا غرثه، وأهجى غرثه إذا كسره والهجاء الذم، وفلانة تهجو زوجها أي تذم صحبته، وقال في قوله كمحدث بفتح الدال أي كأحداث شكايته. فلو كان مولاي امرءاً هو غيره لفرج كربي أو لأنظرني غدي ويروى، فلو كان مولاي ابن اصرم مسهر ومولاي في موضع نصب خبر كان في هذه الرواية، وفي الرواية الأولى في موضع رفع اسم كان ويجوز أن يروى فلو كان مولاي امرؤ على أن يكون امرؤ اسم كان ومولاي الخبر ويكون قوله: كأن سبيئة من بـيت رأس يكون مزاجها عسل وماء إلا أنه في بيت طرفة أحسن، لأنه وصله بقوله: هو غيره، فقارب المعرفة وقوله لفرج كربي أي أعانني على ما نزل بي من الهم أو لأنظرني إلى غدي تأنى علي فلم يعجلني. ولكن مولاي امرؤ هو خانـقـي على الشكر والتسآل أو أنا مفتدي معناه: يسألني أن أشكر أو أفندي منه. وقال الأصمعي: أو أنا مفتد منه، ويروى أو أنا معتدي أي معتد عليه. وظلم ذوي القربي أشد مـضـاضة على المرء من وقع الحسام المهند قيل أن هذا البيت لعدي بن زيد العبادي وليس من هذه القصيدة وقوله أشد مضاضة أي أشد حرقة من قولهم مض وأمض. فذرني وخلقي، إنني لك شاكر ولو حل نائيا عند ضرغـد ضرغد اسم جبل وهو حرة بأرض غطفان. فلو شاء ربي كنت قيس بن خـالـد ولو شاء ربي كنت عمرو بن مرثد قال أبو عبيدة قيس بن خالد من بني شيبان، وعمرو بن مرثد ابن عم طرفة. فلما بلغ الخبر عمرو بن مرثد، وجه إلى طرفة فقال له: أما الولد فإن الله يعطيكم وأما المال، فسنجعلك به أسوتنا، فدعا ولده، وكانوا سبعة، فأمر كل واحد، فدفع إلى طرفة عشرا من الإبل، ثم أمر ثلاثة من بني بنيه، فدفع كل منهم إلى طرفة عشرا من الإبل. فألفيت ذا مال كثير وعادني بنون كرام سادة لمسـود ويروى لموسد، ويروى فأصبحت ذا مال، يقال عادني واعتادني، وزارني وازدراني. وقوله: سادة لمسودة أي سادة سيد كما يقال شريف لشريف أي شريف ابن شريف. أنا الرجل الضرب الذي تعرفونه خشاش كرأس الحبة المتوقـد الضرب: الرجل الخفيف اللحم، يقول أنا الضرب الذي عرفتموه، والعرب تمدح بخفة اللحم لأن كثرته داعية للكسل، والفشل والثقل، ويمنع من الإسراع في دفع الملمات، وكشف المهمات، ويروى الجعد أي المجتمع الشديد والخشاش الرجل الذي يخش في الأمور ذكاء ومضاء. روى الأصمعي خشاش بكسر الخاء، ويروى بحاء مهملة، وقال: كل شيء خشاش بالكسر إلا خشاش الطير لخسيسه. وقوله: كرأس الحية، العرب تقول لكل متحرك نشيط: رأسه كرأس الحية، وأما الحديث الذي روى في صفة الدجال كان رأسه أصلة فإن الأصلة الأفعى، والمتوقد: الذكي، يقال توقدت النار توقدا، ووقدت تقد وقدانا ووقدا ووقدة. فآليت لا ينفك كشحي بطـانة لعضب رقيق الشفرتين مهند ويروى لأبيض عضب، ومعناه لا يزال جنبي لاصقا بالسيف. حسام إذا ما قمت منتـصـرا بـه كفى العود منه البدء ليس بمعضد الحسام: القاطع، وقوله كفى العود أي كفت الضربة الأولى من أن يعود. وقولهم رجع عوده على بدئه أي رجع ناقضا لمجيئه. وعوده منصوبا لأنه في موضع الحال عند سيبويه، ويجوز أن يكون مفعولا به لأنه يقال رجع الشيء ورجعته، ويجوز عوده على بدئه أي وهذه حاله، كما تقول كلمته فوه إلى في، وإن شئت نصبته. والمعضد الكال الذي يعضد به الشجر، وقوله: منتصرا معناه متابعا للضرب. ويقال قد تناصر القوم على رؤية الهلال إذا تتابعوا، ونصر الله أرض بني فلان إذا جادها بالمطر ويقال منتصرا أي ناصرا. أخي ثقة لا ينثني عن ضريبة إذا قيل مهلا قال حاجزه قد لا ينثني: لا ينبو، ولا يعوج، والضريبة المضروبة، وحاجزه حده، قد أي قد فرغ. إذا ابتدر القوم السلاح وجدتني منيعا إذا بلت بـقـائمة يدي أي إذا عجلوا إليه وتبادروا، ومنه يقال ناقة بدرية إذا كانت تبكر اللقاح وتنتج قبل الإبل، وذلك من فضل قوتها وجودتها، قال الراجز: لسالم إن سكت العشية عن البكاء ناقة بدرية والسلاح يذكر ويؤنث. ويروى وجدتني بضم التاء. المنيع الذي لا يوصل إليه، وبلت ظفرت، وتمكنت وقائم السيف مقبضه. وبرك هجود قد أثارت مخافتي نواديها، أمشي بعضب مجرد البرك القطعة من الإبل، وقال أبو عبيدة: البرك ما يقع على جميع ما يبرك من الجمال والنوق على الماء وبالفلاة، ومن حر الشمس أو السبع الواحد بارك، والأنثى باركة، وقيل برك لاجتماع مباركها. ويقال للمصدر برك وبركة، ويقال: إن البركة مشتقة من البرك لأن معناها خير مقيم، وسرور يدوم. وقوله مبارك معناه الخير يأتي بنزوله، وتبارك الله منه. ونواديها: ما ند منها. ويروى هواديها وهو أوائلها. ويروى بواديها، وإنما خص النوادي لأنه أراد لا تفلت من عقري ما قرب ولا ما شذ، وأمشي حال. أي قد أثارت مخافتي نوادي هذه البرك في حال مشيي إليه بالسيف مجردا مسلولا. فمرت كهاة ذات خيف جلالة عقيلة شيخ بالوبيل يلـنـدد أي الناقة، والكهاة الضخمة السمينة، والخيف جلد الضرع الأعلى الذي يسمى الجراب، وناقة خيفاء إذا كان ضرعها كبيرا، والجلالة والجليلة العظيمة، والوبيل: العصا، وقيل هي خشبة القصارين، وكل ثقيل وبيل، واليلندد الشديد الخصومة. يقول وقد نز الوظيف وساقها ألست ترى أن قد أتيت بمؤيد نز الوظيف وأنزرته: قطعته. والوظيف عظم الساق، والذراع. بمؤيد: الداهية ويروى بمؤبد: أي جئت بأمر شديد تشدد فيه من عقرك هذه الناقة. وقال ألا ماذا ترون بشارب شديد علينا بغية متعمـد ويروى بسخطه متعبد، والمتعبد الظلوم قال الشاعر: يرى المتعبدون علي دوني أسود خفية القلب الرقابا وموضع ماذا نصب بترون، ويجوز أن تجعل ما في الوضع رفع ويكون التقدير ما الذي ترون بشارب؟ فقال ذروه إنما نفعـهـا لـه وإلا تردوا قاصي البرك يزدد وروى الحسن بن كيسان فقالوا ذروه، وهو الصواب لأن معناه وقال الشيخ يشكو طرفة إلى الناس، فقالوا يعني الناس ومن روى فقال فروايته بعيدة، لأنه يحتاج إلى تقدير فاعل، والهاء في قوله ذروه تعود على طرفة وكذلك في قوله نفعها له. وقال أبو الحسن الهاء في قوله ذروه عائد يعود على طرفة وفي قوله نفعها له على الشيخ، وقاصي البرك منه إن لم تردده يزد في عقره. ويروى تزدد بالتاء؛ أي تزداد نفارا أي ذروه ولا تلتفتوا إليه واطلبوا أقاصي البرك لا يذهب على وجهه. . |
فظل الإماء يمتللـن حـوارهـا ويسعى علينا بالسديف المسرهد
الإماء: الخدم الواحدة أمة، وقد تجمع أموان، والجمع المسلم أموات وحكى الكوفيون أميات يمتللن أي يشوين في الملة وهي الرماد والتراب الحار، وقولهم أطعمنا ملة خطأ، لأن الملا الرماد، ويحتمل أن يكون المراد، أطعمنا خبر ملة. فحذف المضاف وأقام المضاف إليه مقامه كقوله تعالى (واسئل القرية)، والحوار ولد الناقة، والسديف شطائف السنام الوحدة شطيبة، وهو ما قطع منه طولا، والمسرهد الناعم الحسن الغذاء. فإن مت فانعيني بما أنا أهلـه وشقي علي الجيب يا بنة معبد أي اذكريني، واذكري من فعالي ما أنا أهله يقال فلان ينعى على فلان ذنوبه إذا كان يعددها عليه وابنة معبد هي ابنة أخيه. ولا تجعليني كامرئ ليس هـمـه كهمي ولا يغني غنائي ومشهدي أي لا يغني عني في الحرب غنائي ومشهدي في المجالس والخصومات، والغنى يمد ويقصر، فإذا فتح أوله مد وإذا كسر قصر، وهو ضد الفقر. بطيء عن الجلى سريع إلى الخنا ذليل بأجماع الرجال مـلـهـد ويروى ذلول، والجلى: الأمر العظيم الذي يدعى له ذوو الرأي، والخنا الفساد في المنطق الذليل المقهور، والذلول ضد الصعب، وأجماع جمع جمع وهو ظهر الكف إذا أنك جمعت أصابعك، وضممتها والملهد: المضروب. فلو كنت وغلا في الرجال لضرني عداوة ذي الأصحاب والمتوحـد الوغل: الرجل الضعيف الخامل الذي لا ذكر له. والواغل الداخل على القوم من غير أمرهم، والواغل أيضا الذي يحضر الشراب ولم يدع إليه. والوغل بسكون الغين الشراب الذي لم يدع إليه الرجل، والمتوحد: المنفرد. ولكن نفى عني الأعادي جراءتي عليهم وإقدامي وصدقي ومحتدي ويروى ولكن نفى عني الرجال جراءتي والتقدير ولكن نفى عين الأعداء جرأتي، والمحتد: الأصل، يقول محتدي وصدقي وجرأتي نفين عني إقدام الرجال بالإساءة إلي. لعمرك ما أمري علي بغـمة نهاري ولا ليلي علي بسرمد الغمة الأمر الذي لا تهتدي إليه والمعنى إني لا أتحير في أمري نهارا ولا أؤخره علي لئلا يطول الليل السرمد الطويل. ويوم حسبت النفس عند عراكه حفاظا على عوراته والتهدد ويروى عند عراكها، ويروى على روعاته، وأصل العراك الازدحام. أي جرت النفس عند ازدحام القوم في الحرب، الخصومات على روعات اليوم، ومن روى عراكه أي عراك اليوم، ومن روى عراكها أراد الحرب. على موطن يخشى الفتى عنده الردى متى تعترك فيه الفرائص ترعـد الموطن هنا مستعر الحرب، والردى الهلاك، والفرائص جمع فريصة وهي المضغة التي تحت الثدي مما يلي الجنب عند مرجع الكتف، وهو أول ما يرعد عند الإنسان إذا فزع، ومن كل دابة، وعلى ما تتعلق بقوله حبست في البيت الذي قبله. [أرى الموت لا يرعى على ذي جلالة وإن كان في الدنيا عزيزا بمعقعـدا وأصفر مضبوح نـظـرت حـواره على النار واستودعته كف مجـمـد عنى بالأصفر قدحا، وإنما جعله أصفر؛ لأنه من نبع أو سدر، والأصفر ها هنا الأسود والمضبوح التي قد غيرتها النار، والحوار: المرد يقال ما أدري من حوار هذا الكلام والحوار مصدر حاورته، وعلى النار أي عند النار وذلك في شدة البرد، وكانوا يوقدون النار وينحرون الجزور، ويضربون عليها بالقداح، وأكثر ما يفعلون ذلك بالعشي عند مجيء الضيف. وقوله: نظرت حواره انتظرت حواره، وقوله: واستودعته كف مجمد، المجمد الذي يضرب بالسهام والمجمد الذي يأكل بكلتا يديه، ولا يخرج من يديه شيء يقال أجمد الرجل إذا لم يكن عند خير. ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا ويأتيك بالأخبار من لم تزود أي ستظهر لك الأيام ما لم تكن تعلمه، ويأتيك بالأخبار من لم تسأله وقيل ستطلعك الأيام على ما تغفل عنه. ويأتيك بالأخبار من لم تبـغ لـه بتاتا ولم تضرب له وقت موعد تبع له بتاتا أي تشتري له زادا. لعمـرك مـا الأيام إلا مـعـارة فما استطعت من معروفها فتزود قوله: لعمرك، لعمر بفتح العين والضم واحد، ولكنهم لا يستعملون في القسم إلا الفتح لكثرة استعمالهم إياه وعمرك مرفوع على الابتداء والخبر محذوف والمعنى لعمرك والله الموفق وإليه المرجع والمآب. ولا خير في خير ترى الـشـر دونـه ولا نـائل يأتـيك بـعـد الـتـلـدد عن المرء لا تسأل وسل عن قـرينـه فإن القرين بالـمـقـارن يقـتـدي لعمـرك مـا أدري وإنـي لـواجـل أفي اليوم إقـدام الـمـنـية أم غـد فإن تلك خلفـي لا يفـتـهـا سـواديا وإن تك قدامي أجدهـا بـمـرصـد إذا أنت لـم تـنـفـع بـودك أهـلـه ولم تنك بالبؤسى عـدوك فـابـعـد [و] لا يرهب ابن العم ما عشت صولتي ولا أختني من صولـه الـمـتـهـد وإنـي وإن أوعـدتـه أو وعـدتــه لمخلف إيعادي ومنجـز مـوعـدي النابغة والمعلقة اختلف رواة الأدب ونقاده حول أهمية النابغة وشعره في الجاهلية وهل هو من أصحاب المعلقات أم لا؟ أ- قدم التبريزي في كتابه شرح المعلقات القصائد السبع ثم أضاف إليها النابغة الذبياني والأعشى بن الأبرص. ب- قدم الزوزني في كتابه شرح المعلقات القصائد السبع ولم يذكر بينها قصيدة النابغة التي وسمت بالمعلقة. ج- أما الخطابي فقد ذكر في كتابه شرح المعلقات السبع ولم يذكر ضمنها النابغة الذبياني. د- أما الخطابي فقد ذكر المعلقات وذكر من بين الشعراء النابغة لكنه قدم لنا قصيدة ليست بالمعلقة وإنما وضع: عوجوا فحيوا لنعم دمنة الدار ماذا تحيون من نؤي وأحجار وعدد أبياتها ستون. ه- قدم لنا الهاشمي في كتابه جواهر الأدب المعلقات وأورد لنا قصيدة "عوجوا فحيوا دمنة الدار" وعدد أبياتها ستون بيتا. و- تأرجح بقية نقلة الأدب بين هذين الرأيين إما في نقل القصيدة الرائية أو القصيدة الدالية غير أن النابغة يبقى بين من يقولون بوجود المعلقة وبين من ينفي قصائده من المعلقات، وبين من يقول برائيته معلقة ومن يقول بالدالية. والأغلب هم الذين نفوه من شعراء المعلقات سواء كان النحاس أو ابن الأنباري أو التبريزي أو الزوزني. بينما لم يختلف النقاد في شأن الشعراء الآخرين أو في قصائدهم. ولو درسنا هاتين القصيدتين لنرى أية قصيدة أحق أن تدخل في عداد هذه القصائد المطولة لوجدنا: أ- أغلب الرواة الذين نقلوا معلقة النابغة قالوا بالدالية سواء ما نقله التبريزي أو الأعلم الشنتمري أو النحاس أو ابن الأنباري. ولو درسنا هذه القصيدة لرأينا أنها تختلف عن منهاج القصائد المطولة ولو كانت هذه القصيدة طويلة لكنها تختلف في فنها عن القصائد الأخرى التي اعتبروها معلقات فهذه القصيدة تبدأ بالوقوف على الأطلال ثم وصف ناقته ثم الموضوع وهو الاعتذار. أما الرائية فقد بدأها بالوقوف على الأطلال، ثم الغزل ومن ثم وصف الطريق ومن ثم وصف ناقته ثم المديح والاعتذار. وبهذا تبقى الرائية أتم في فنونها وأقرب إلى المطولات من الدالية ولكن الإجماع شبه منعقد على الدالية وطالما أوردت المخطوطة الدالية ولهذا سأناقشها على أساس أنها المعلقة وسأسقط من مراجعي المراجع التي ناقشت الرائية كجواهر الأدب وجمهرة أشعار العرب في معلقة النابغة. وقال النابغة الذبياني ويكنى أبا ثمامة، وأبا أمامة زياد بن معاوية ويقال زناد بن عمرو بن معاوية بن خباب بن جابر بن يربوع بن غيظ بن مرة بن عوف بن سعد بن ذبيان بن بغيض بن الريث بن غطفان بن سعد بن قيس بن عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان: يا دار مية بالعلياء فـالـسـنـد أقوت وطال عليها سالف الأمد العلياء: مكان مرتفع من الأرض.قال ابن السكت: قال: بالعلياء، فجاء بالياء لأنه بناها على عليت، والسند: سند الوادي في الجبل، وهو ارتفاعه حيث يسند فيه: أي يصعد فيه. وقفت فيها أصيلا كي أسائلهـا عيت جوابا وما بالربع من أحد ويروى وقفت فيها طويلا، ويروى طويلاناً وأصيلالاً فمن روى أصيلا أراد عشيا، ومن روى طويلا جار أن يكون معناه وقوفا طويلا، ويجوز أن يكون معناه وقفا طويلا، ومن روى أصيلانا ففيه قولان، أحدهما أنه تصغير أصلان وأصلان جمع أصيل كما يقال رغيف ورغفان، والقول الآخر بمنزلة غفران وهذا هو القول الصحيح، والأول خطأ لأن أصلانا لا يجوز أن يصغر إلا أن يرد إلى أقل العدد. وهو حكم كل جمع كثير، وقوله عييت يقال عيبت بالأمر، إذا لم تعرف وجهه وقوله: جوابا منصوب على المصدر أي عيت أن تجيب وما بها أحد ومن زائدة للتوكيد فأنا به عيي. إلا الأواري لأيا مـا أبـينـهــا والنؤي كالحوض بالمظلومة الجلد ويروى أواري بضم الهمزة والنصب أجود، والأواري والأواخي واحد وهي التي تحبس بها الخيل، واللأي، البطء يقال التأت عليه صاحبته أي بعد بطء استبانها، والنؤي حاجز من تراب يعمل حول البيت والخيمة لئلا يصل إليها الماء والمظلومة الأرض من غير عمارة، ولا حجارة، وإنما قصد إلى الجلد لأن الحفر فيها يصعب فيكون ذلك أشبه شيء بالنؤي. ردت عليه أقاصـيه ولـبـده ضرب الوليدة بالمسحاة فالثأد يروى بفتح الراء وضمها ردت عليه أقاصيه، وهذه الرواية أجود لأنه إذا قال ردت عليه أقاصيه. فأقاصيه في موضع رفع فأسكن الياء لأن الضمة فيها ثقيلة وإذا روي ردت فأقاصيه في محل نصب. والفتح لا يستثقل فكان يجب أن يفتح الباء إلا أنه يجوز إسكانها في الضرورة لأنه تسكين في الرفع والخفض، فأجرى النصب مجراهما وأيضا فإنه إذا روي ردت، فقد أضمر ما لم يجر ذكره أراد ردت عليه الأمة، إلا أن هذا يجوز إذا عرف معناه، وأقاصيه ما شذ منه ولبده سكنه أي سكنه حضر الوليدة والثأد الموضع الندي التراب، الثأد ثأد يثأد فهو ثئد. خلت سبيل أتي كان يحبـسـه ورفعته إلى السجفين فالنضد الأتي: النهر الصغير، أي خلت الأمة سبيل الماء في الأتي تحفرها، ورفعته ليس يريد به علت الماء، ومعناه [قدمته، وبلغت به] كما تقول ارتفع القوم إلى السلطان والسجفان ستران رقيقان يكونان في مقدمة البيت، والنضد ما نضد من متاع البيت. أضحت خلاء، وأضحى أهلها احتملوا أخنى عليها الذي أخنى على لـبـد ويروى ارتحلوا، أخنى: أفسد لأن الخنا الفساد والنقصان، وقيل أخنى عليها أتى. فعد عما ترى إذ لا ارتجاع له وانم القتود على عيرانه أجد يعني ما ترى من خراب الديار، والقتود خشب الرحل وهو للجمع الكثير وفي القليل أقتاد والواد قتد. مقذوفة بدخيس النحض بازلـهـا له صريفٌ صريفُ القعد بالمسد مقذوفة: أي مرمية باللحم، والدخيس والدخاس الذي قد دخل بعضه في بعض من كثرته، والنحض: اللحم، وهو جمع نحضة بالحاء المهملة، والضاد المعجمة، والبازل الكبير، والصريف: الصياح، والصريف من الإناث من شدة الإعياء، ومن الذكور من النشاط. والقعد بالضم البكرة، إذا كان خشبا وإذا كان حديدا فهو خطاف، ويروى صريف صريف بالرفع على المصدر وعلى النصب أجود وعلى البدل أحسن. كأن رحلي وقد زال النهار بنـا بذي الجليل على مستأنس وخد زال النهار أي انتصف، وبنا بمعنى علينا، والجليل الثمام أي موضع فيه ثمام. والمستأنس الناظر بعينه ومنه قوله تعالى: (إني آنست نارا) أي أبصرت ومنه قيل إنسان لأنه مرئي ويروى على مستوحش وهو |
الذي أوجس في نفسه الفزع.
من وحش وجرة موشـي أكـارعـه طاوي المصير كسيف الصيقل الفرد خص وحش وجرة لأنها فلاة قليلة الشرب، والموشى الذي فيه ألوان مختلفة، طاوي أي ضامر، والمصير: المصار وجمعه مصران وجمع مصران مصارين أي هو يلمع كسيف الصقيل، والفرد الذي ليس له نظير ويجوز فيه فتح الراء وضمها. سرت عليه من الجوزاء سارية تزجى الشمال عليه جامد البرد ويروى جامد البرد. فارتاع من صوت كلاب فـبـات لـه طوع الشوامت من خوف ومن صرد ارتاع فزع، وهو افتعل من الروع، ويقال وقع ذلك في روعي بالضم أي في خلدي، والهاء في قوله له عايدة على الكلاب بفتح الكاف. وإن شئت على الصوت فبات له ما أطاع شوامته من الخوف، وقال أبو عبيدة فبات له ما يسر الشوامت، ويروى طوع الشوامت، فمن روى هذه الرواية، فالشوامت عنده القوائم، يقال للقوائم شوامت الواحدة شامتة، أي فبات يطوع للشوامت أي ينقاد لها فبات قائما. فبثهن عـلـيه واسـتـمـر بـه صمع الكعوب بريئات من الحرد بثهن فرقهن، الصمع: الضوامر الواحدة صمعاء، ويقال أذن صمعاء إذا كانت ملساء بالرأس، ومنه قيل صومعة لأن رأسها قد رقق، وفلان أصمع القلب أي حديده. الكعوب جمع كعب وهو المفصل من العظام وكل مفصل من العظام عند العرب كعب، واستمر به أي قد استمرت قوائمه، وأصل الحرد استرخاء عصب في يد البعير من شدة العقال، وربما كانت خلقة وإذا كانت به نفض يديه وضرب بهما الأرض ضربا شديدا وهذا عيب فيه |
فغاب ضمران منه حيث يوزعـه طعن المعارك عند المحجر النجد
وروى الأصمعي وكان ضمران منه، ومن رفع طعن المعارك رفعه بيوزعه، ويروى النجد والنجد والنجد فمن روى النجد فهو نعت المعارك والنجد: الشجاع من النجدة ومن روى النجد بالفتح فهو نعت للمحجر، والنجد: وهو المكر، ونجد ينجد نجدة فهو نجدة إذا عرق من شدة الكرب. ومن روى النجد فهو من نعت المحجر أيضا إلا أنه دل على حذف، والتقدير عند المحجر ذي النجد فيكون مثل قوله تعالى (ولكن البر من آمن بالله) أي ولكن ذو البر من آمن والنجد جمع نجود وهي من حمر الوحش التي لا تحمل، وقيل هي الطويلة المشرفة وقد يكون نجد جمع نجد وهو الشجاع، وجمع نجد أنجاد. شك الفريصة بالمذرى فأنفـذهـا شك المبيطر إذ يشفي من العضد الفريصة المضغة التي ترعد من الدابة عند البيطار، ويريد بالمذرى قرن الثور أي شك فريصة الكلب بقرنه، والعضد داء بالعضد، يقال عضد يعضد عضدا. كأنه خارجا من جنب صفـحـتـه سفود شرب نسوه عند مـفـتـئد فظل يعجم أعلى الروق منقبـضـا في حالك اللون صدق غير ذي أود يعجم: يمضغ، والروق القرن، والحالك الشديد السواد. والصدق الصلب والأود: العوج، وكأنما انتصب كالحائط، والعود يقال فيه عوج بالفتح، وما كان من أرض يقال عوج بالكسر. لما رأى واشق إقعاص صاحبه ولا سبيل إلى عقل ولا قـود واشق اسم كلب والإقعاص الموت الوحي السريع، وأصله من القعاص وهو داء يأخذ الغنم لا يلبثها حتى تموت. قالت له النفس إني لا أرى طمعا وإن مولاك لم يسلم ولم يصـد المولى: الناصر. وهذا تمثيل أي حدثته النفس بهذا. فتلك تبلغـنـي الـنـعـمـان أن لـه فضلا على الناس في الأدنى وفي البعد أي الناقة التي شبهها بهذا الثور، والبعد بفتح الباء والعين، قيل أنه مصدر يستوي فيه الواحد والاثنان والجمع والمذكر والمؤنث وقيل إنه جمع باعد كما يقال خادم وخدم، وحارس وحرس، والمعنى في الأدنى وفي البعد كمعنى القريب والبعيد ومن روى البعد فهو جمع بعيد. ولا أرى فاعلا في الناس يشبهه وما أحاشي من الأقوام من أحد أي لا أرى فاعلا يفعل الخير يشبهه، ومعنى وما أحاشي أي وما استثني كما تقول حاشا فلانا وإن شئت خفض والنصب أجود لأنه قد اشتق منه فعل وحذف منه كما يحذف من الفعل ومثله قوله تعالى (قلن حاشا الله) ومن في قوله من أحد زائدة. إلا سليمـان إذ قـال الإلـه لـه قم في البرية فاصدرها عن الفند إلا سليمان في موضع نصب على بدل من موضع من أحد وإن شئت على الاستثناء. وخيس الجن إني قد أذنت لهم يبنون تدمر بالصفاح والعمد خيس: ذلل، وتدمر مدينة بأرض المشرق بأطراف ديار بكر والصفاح جمع صفاحة وهي حجارة رقاق عراض. فمن أطاع فاعقبه بطـاعـتـه كما أطاعك وادلله على الرشد ويروى فمن أطاعك فانفعه. ومن عصاك فعاقبه مـعـاقـبة تنهى الظلوم ولا تعقد على ضمد الضمد: الحقد يقال ضمد يضمد ضمدا فهو ضمد. إلا لمثلك أو مـن أنـت مـائلـه يكبو الجواد إذا استولى على الأمد أي لمثلك فلك كفضل سابق أي ليس بينك وبينه في العقل والشرف إلا بسبب استولى عليه إذا غلب والأمد الغاية. واحكم كحكم فتاة الحي إذ نظرت إلى حمام شراع وارد الثـمـد أي كن حكيما كفتاة الحي إذ أصابت، وجعلت الشيء في موضعه وهي لم تحكم بشيء، إنما قالت قولا فأصابت فيه. ومعناه كن في أمري حكيما ولا تقبل ممن سعى بي والثمد الماء القليل. قالت إلا ليتما هذا الحمام لنا إلى حمامتنا أو نصفه فقد ويروى الحمام بالرفع والنصب، وكذلك نصفه، فإذا نصبته تكون ما زائدة، وإذا رفعته تكون ما كافة ليت عن العمل، وما بعدها مبتدأ وخبر. كما تقول: إنما زيد منطلق وقد بمعنى حسب. يحفه جانبـا نـيق وتـتـبـعـه مثل الزجاجة لم تكحل من الرمد تحفه: تكون في ناحيته، والنيق أعلى من الجبل، وقال الأصمعي: إذا كان الحمام من جانبي نيق كان أشد لعدده، لأنه يتكاثف، ويكون بعضه فوق بعض، وإذا كان في موضع واسع كان أسهل لعدده. فحسبوه فألفوه كما حـسـبـت تسعا وتسعين لم تنقص ولم تزد فالعدد كما حسبت تسعا وتسعين لم تنقص ولم تزد، ويروى كما زعمت وألفوه: وجدوه، وكان الحمام الذي رأته ستا وستين ولها حمامة واحدة في بيتها فلما عدت الحمام الذي رأته قالت: ليت الحمام ليه إلى حمامتيه ونصفه فـديه تم الحمام ميه وقولها إلى حمامتيه أي مع حمامتيه فيكون سبعا وستين ونصف ما رأته ثلاثة وثلاثون فيكون مائة كما قالت. فكملت مائة فيها حمامـتـهـا وأسرعت حسبة في ذلك العدد الحسبة: الجهة التي تحسب وهي مثل اللبسة والجلسة، فقال: أسرعت أخذا في تلك الجهة يقال ما أسرع حسبته! أي حسابه والحسبة المرة الواحدة. أعطى لفارهة حلو توابـعـهـا من المواهب لا تعطى على نكد أي لا أرى فاعلا من الناس يشبهه يعطي كما أعطى لفارهة ويروى على حسد، حلو توابعها مبتدأ وخبر في موضع جر. الواهب المائة الأبكار زينـهـا سعدان توضح في أوبارها اللبد ويروى المائة الجوجوز، وهي الضخام، ويكون الواحد والجمع على لفظ واحد. والسعدان نبت تسمن عليه الإبل وتغزر ألبانها، ويطيب لحمها، وتوضح اسم موضع، ومن روى يوضح بالياء، فمعناه يبين، وهو فعل. واللبد ما تلبد من الوبر الواحدة لبد ويروى في الأوبار ذي اللبد. والسابحات ذيول المرط فنقهـا برد الهواجر كالغزلان بالجرد ويروى والراكضات، وعنى بالسابحات الجواري وفتقها طيب عيشها أي هي لا تسير في الحر ويروى أنفها أي أعطاها ما يعجبها، والجرد الموضع الذي لا نبات فيه. والخيل تمزع غربا في أعنتهـا كالطير من الشؤبوب ذي البرد والخيل بفتح اللام وكسرها، ويروى تنزع، وتمزع: تمرمرا سريعا. ويروى: رهوا والرهو الساكن، وغربا أي حدة والشؤبوب: السحاب العظيم القطر القليل العرض، الواحدة شؤبوبة ولا يقال لها شؤبوبة حتى يكون فيها برد، ويروى مزعا. والأدم قد خيست فتلا مرافقها مشدودة برحال الحيرة الجدد الأدم: النوق، خيست: ذللت، ومنه سمي السجن مخيسا ويقال مخيس ومثله مكاتب بمعنى واحد يقال: جدد وجدد والضم أجود لأنه الأصل، ولئلا يشكل بجمع جدد ومن قال جدد في جمع جديد بدل الضمة فتحة لحقتها. فلأيا لعمر الذي قد زرته حجـجـا وما هريق على الأنصاب من جسد هريق وأريق واحد، والأنصاب معلومة، والجسد هنا الدم، والجساد صبغ وكذلك الجسد. والمؤمن العائذات الطير تمسحها ركبان مكة بين الغيل والسنـد العائذات: جمع عائذة مما عاذ بالبيت من الطير، وروى أبو عبيدة بين الغيل والسعد بكسر الغين وهما أجمتان كانتا بين مكة ومنى. وأنكر الأصمعي هذه الرواية وقال إنما الغيل بكسر الغين الغيضة وبفتحها الماء، وإنما يعني النابغة ما يخرج من جبل أبي قبيس. ما إن أتيت بشيء أنت تكرهـه إذا فلا رفعت سوطي إلى يدي إن ههنا توكيد إلا أنها تكف ما عن العمل كما أن ما تكف أن عن العمل، والمعنى شلت يدي ويروى ما قلت من سيء مما أتيت به.. [إلا مقالة أقوام شقـيت بـهـا كانت مقالتهم قرعا على الكبد] إذا فعاقبني ربـي مـعـاقـبة قرت بها عين من يأتيك بالحسد هذا لأبرأ من قول قذفـت بـه طارت نوافذه حرا على كبدي النوافذ تمثيل من قولهم جرح نافذ أي قالوا قولا صار حره على كبدي وشقيت بهم. مهلا فداء لك الأكوام كلهـم وما أثمر من مال ومن ولد أثمر أجمع، ويروى فداء بالنصب على المصدر ومعناه الأقوام كلها يفدونك فداء ويروى فداء بمعنى ليفدك فبناه، كما بنى الأمر دراك وتراك لأنه بمعنى أدرك واترك. لا تقذفني بركيد لا كفاء له ولو تأثفك الأعداء بالرفد الكفاء: المثل، تأثفك اجتوشوك، فصاروا منك الأثافي من القدر ومعنى بالرفد، أي يتعاونون ويسعون بي عندك. فما الفرات إذا جاشت غواربه ترمي أواذيه العبرين بالزبد جاشت: فارت، والغوارب ما علا الواحد غارب، الأواذي: الأمواج، العبران الشطآن. يمده كل واد مـزبـد لـجـب فيه حطام من الينبوت والخضد ويروى مترع، ويروى فيه ركام، المترع الممتلى المملوء، واللجب الصوت والركام: المتكاثف، والينبوت نوع من النبت، والخضد بالفتح ما ثنى وكسر من النبت. يظل من خوفه الملاح معتصما بالخيزرانة بعد الأين والنجـد وروى أبو عبيدة الخيسفوجة من جهد ومن رعد. والخيزرانة كل ما ثني وهي السكان، والأين الإعياء والنجد العرق من الكرب. يوما بأجود منه سـيب نـافـلة ولا يحول عطاء اليوم دون غد السيب: العطاء، أي إن أعطى اليوم لم يمنعه ذلك من أن يعطي في غد، وأضاف إلى الظرف على السعة لأنه ليس من حق الظروف أن يضاف إليها ويروى يوما بأطيب منه. أنبئت أن أبا قابوس أوعـدنـي ولا قرار على زأر من الأسد أبا قابوس هو النعمان بن المنذر ويروى نبأت يقال زأر الأسد يزئر ويزأر زأرا وزئيرا. هذا الثناء فإن تسمع لـقـائلـه فما عرضت أبيت اللعن بالصفد ويروى فإن تسمع به حسنا فلم أعرض أبيت اللعن بالصفد. الصفد العطاء قال الأصمعي: لا يكون الصفد ابتداء إنما يكون بمنزلة المكافآت يقال أصفدته إصفاداً وأصفدة، إذا أعطيته، والاسم الصفد وصفدته أصفدة صفداً وصفاداً إذا شددته والاسم أيضاً الصفد أي أبيت أن تأتي شيئا تلعن عليه. ها إن تا عذرة إلا تكن نفعت فإن صاحبها قد تاه في البلد ويروى فإن صاحبها مشارك النكد، ويروى أن تا عذرة، ويروى أنها عذرة تأتي بمعنى هذه. قال الفراء: قال لها هل لك يا تا في قالت له: ما أنت بالمرضي. ويقال ذي هي هند وهذه هند وذه هند، وتا هند، وفي هند، وذي هند إلا أن الهاء إذا قلت ذه بدل ذي فهي بدل من الياء لأن ما قبلها مكسور ويقال عذرة وعذرة وعذرة ومعذرة واحد. وبمعنى أنها: أي أن هذه القصة عذر أي ذات عذر وصلى الله على سيدنا محمد وآله. عبيد بن الأبرص قال محمد بن عمرو بن أبي عمرو الشيباني وكان من حديث عبيد بن الأبرص بن جشم بن عامر بن فهر بن مالك بن الحارث بن سعد بن ثعلبة بن دودان ابن أسد بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان أنه كان رجلا محتاجا، ولم يكن له مال. فأقبل ذات يوم ومعه غنيمة له، ومعه أخته ماوية ليورد غنمه، فمنعه رجل من بني مالك بن ثعلبة وجبهه، فانطلق حزينا مهموما، لما صنع به المالكي حتى أتى شجيرات فاستظل هو وأخته تحتهن، وناما فزعم أن المالكي نظر إليه نائما وأخته إلى جنبه وقال: ذاك عبيد قد أصاب ميا يا ليته ألقحها صبـيا فحملت فولدت ضاويا فسمع عبيد، فساءه ذلك فرفع يده نحو السماء فقال: اللهم إن كان ظلمني ورماني بالبهتان، فأذن لي منه ثم نام ولم يكن قبل ذلك يقول شعرا. فأتاه آت في منامه بكبة من شعر فألقاها في فيه، ثم قال له: قم. فقام وهو يرتجز ببني مالك وكان يقال لهم بنو الزنية فقال: يا بني الزنية يا غركـم لكم الويل بسربال حجر ثم اندفع في الشعر فقال: أقفر من أهله ملحوب فالقطبيات فالذنوب ملحوب موضع ماء، القطبيات وحبر جبلان الذنوب موضع. |
[فراكس فثـعـيلـبـات فذات فرقين فالقـلـيب
فعردة فـقـفـا حـبـر ليس بها منهـم عـريب إن بدلت أهلها وحـوشـا وغيرت حالها الخطوب أرض توارثها شـعـوب وكل من حلها محروب إما قتيلا وإما هـالـكـا والشيب شين لمن يشيب عيناك دمعهمـا سـروب كأن شأنيهما شـعـيب واهية أو معين ممـعـن من هضبة دونهما لهوب أو فـلـج بـبـطـن واد للماء من تحته قسـيب أو جدول في ظلال نخـل للماء من تحته سكوب] وتصبو وأنى لك التصـابـي أنى وقد راعك المـشـيب [إن يك حول منها أهلـهـا فلا بـدئ ولا عـجــيب أو يك قد افتقر منها جوهـا وعادها المحل والجـدوب فكل ذي نعمة مخلوسـهـا وكل ذي أمل مـكـذوب] وكل ذي [إبـل مـوروث] وكل ذي سلب مسـلـوب وكـل ذي غـــيبة يؤوب وغائب المـوت لا يؤوب أعاقـر مـثـل ذات رحـم أم غانم مثل من لا يخـيب من يسأل الناس يحـرمـوه وسـائل الـلـه لا يخـيب [بالـلـه يدرك كـل خـير والقول في بعضه تلغـيب والـلـه لـيس لـه شـريك علام ما أخفت القـلـوب أفلح بما شئت فقـد يبـلـغ بالضعف وقد يخدع الأريب لا يعظ الناس مـن لا يعـظ الدهر ولا ينفع التلـبـيب إلا سجايا مـن الـقـلـوب وكم يرى شانـئا حـبـيب ساعد بأرض إذا كنت بـهـا ولا تقل إنـنـي غـريب لا ينفع اللب عـن تـعـلـم إلا السجيات والـقـلـوب فقد يعودن حبيبـا شـانـئي ويرجعن شانـئا حـبـيب قد يوصل النازح النائي وقد يقطع ذو الهمة الـقـريب والمرء ما عاش في تكـذيب طول الحياة له تـعـذيب بل رب ماء وردتـه آجـن سبـيلـه خـائف جـديب بل إن أكن قد علتني كبـرة والشيب شين لمن يشـيب ريش الحمام علـى أرجـائه للقلب من خوفـه وجـيب قطعته غـدوة مـشـيحـا وصاحبي بـادن خـبـوب عيرانة مؤجـد فـقـارهـا كأن حاركـهـا كـثـيب مخـلـف بـازل ســديس لاحـقة هـي ولا نـيوب كأنهما من حـمـير غـاب جون بصفحـتـه نـدوب أو شبب يرتعي الرخـامـى تلفه شـمـأل، هـبـوب] فذاك عصـر وقـد أرانـي تحملني نهدة سـرحـوب [مضبر خلقها تـضـبـيراً ينشق عن وجهها السبـيب زيتـية نـائم عـروقـهـا ولين أسـرهـا رطـيب] كأنها لقوة طلوب=تخر في وكرها القلوب [باتت علـى إرم عـذوبـا كأنـهـا شـيخة رقـوب فأصبحت في غـداة قـرة يسقط عن ريشها الضريب فأبصرت ثعلبـا سـريعـا ودونه سبـسـب جـديب فنفضت ريشـهـا، وولـت فذاك من نهـضة قـريب فاشتال، وارتاع من حبـس وفعله يفعل الـمـذءوب فنهضت نـحـوه حـثـيثة وحردت حرده تـسـيب فدب مـن رأيهـا دبـيبـا والعين حملاقها مقلـوب فأدركتـه، فـطـرحـتـه والصيد من تحتها مكروب فجدلتـه، فـطـرحـتـه فكدحت وجهه الجـبـوب فعـاودتـه فـرفـعـتـه فأرسلت وهو مـكـروب يضفو ومخبلها فـي دفـه لا بد حيزومه منـقـوب] وهذه القصيدة نحو أربعين بيتاً وفي هذا القدر منها كفاية والله الموفق. امرؤ القيس وقال امرؤ القيس: سقى دار سلمى بالمحصب هـطـال من المزن [وطف] هامل جلجـال وما زالت الأمطـار كـل عـشـية يقلبها فـي دوحة الـحـب مـيال يسح عليها الغيث من كـل جـانـب يسح وفيها الماء أزرق سـلـسـال ويعقـبـه زهـر الـربـيع كـأنـه زرابي فيها للـنـمـارق تـسـآل وقفت بها والدمـع مـنـي كـأنـه على صحن خدي والمحاجر سلسال أسائلهـا أين الـذين قـتـلـنـنـي؟ وهل ينفع الصب المتـيم تـسـآل؟ فقالت حوتهـن الـهـوادج بـكـرة وسار بهم عنـا حـداة وأجـمـال حضرت أجيل الطرف في البر حائر [وما كان فيهـا سـاكـن] نـزال ومن بعد حين لاح لي بعض بلغتـي وأهلي نشج والنشج يرفـعـه الآل فهللت ضحـاكـا وأيدت نـاظـري إلى هودج من فوقه الخز مفضـال وقلت لحادي العيس هل أنت مخبـر لمن هذه الظعن التي هي مـهـدال فقال لسلمى وهي شمـس مـنـيرة وبدر لها في الحي ضو[ء] وأجمال فقلت لـه لـلـه درك مـن فـتـى خبير بما فيه الـسـرور وإقـبـال وجئت إلى سلمى وأوقفت بكـرهـا ونوخته فانطاع لـي وهـو مـذلال وحين رفعت الحجب بيني وبـينـهـا فمدت إلي الطرف والطرف مكحال وقالت حبيبي ما الذي أنـت طـالـب فقلت لها من لي إلى الوصل إبلال فقالت ترى أهلي وقومي وجـيرتـي رجال يرومون المسير إذا قـالـوا إذا ما حططنا عن ظهور مـطـينـا تعال إلينا والـحـواسـد غـفـال صبـرت إلـى أن خـالـط الـنـوم روسـهـــم وعـادوا كـأمـثـال الـسـكـارى إذا مـالــوا وجـيت إلـيهـم ثـم دسـت رقــابـــهـــم ولو علـمـوا قـطـعـت بـالـسـيف أرطـال إلـى أن أتـيت الـخـدر وهـي كـأنـــهـــا لفـي الـلـيل مـصـبـاح يضـيء لـقـفـال وصـرت أدير الـزنـد مـن فـوق ردفــهـــا كمـا دارت الأحـقـاب يومـا بـأجــمـــال فقـالـت دع الـفـحـشـاء إنـــي غـــريبة وأنـت أتـيت الآن لـم يعـلـم الـــخـــال فقـلـت لـهـا سـمـعـا لـــديك وطـــاعة فمـا بـغـيتـي غـير الـحـديث مـع الـقـال وبـتـنـا عـلـى عـيش هـنـــيء وعـــفة إلـى أن أتـانـا الـصـبـح يركـد مـرســال فقـالـت وقـالـت ويلـتـا ثــم ويلـــتـــا لقـد جـاءنـا الـصـبـح الـذي هـو فــلال فقـلـت لـهـا قـري فـقـومـك هــجـــع على حالهـم فـي نـومـهـم وكـمـا حـالـوا فقالوا فخذ مني ثيابي ومعجزي وخلخالي كأنك سلال فقمت إلى أثوابها فخلعتها وخليتـهـا فـي خـدرهـا وهـي مـعـضـال وجـئت إلـى بـكـري هـنـيئا مـسـلـمـــا فلـلـه فـي الـحـاء والـمـــيم والـــدال وقال امرؤ القيس أيضاً: امرؤ القيس بن حجر بن الحارث الملك بن عمرو المقصور الذي اقتصر على ملك أبيه ابن حجر آكل المرار بن عمرو بن معاوية بن الحارث بن معاوية بن مرتع. وقال قوم ابن معاوية بن ثور بن مرتع، وإنما سمي مرتعا لأنه كان من أتاه من قومه رتعه أي جعل له مرتعا لماشيته وهو عمرو بن معاوية بن ثور وهو كندة بن عفير لأنه كفر أباه نعمته، ويكنى أبا الحارث، ويكنى أيضا أبا ذهب وأبا زيد. وقيل اسمه حندج ولقبه امرؤ القيس. رويت عن ابن الكلبي أخبار تفيد الشك في نسبة هذه القصيدة أو بعضها إلى امرئ القيس، فقد روى البطليوسي عنه أن أعراب كلب ينشدونها لابن خذام. وروى أبو أحمد العسكري عن أبي حاتم عن ابن الكلبي أنه كان يقول: سمعت رواة أعاريب كلب، وعلماءها يذكرون أن أبياتا من أول هذه القصيدة لابن خذام، وأن ابن خذام هذا أول من بكى في الديار. وروى ابن حزم عن ابن الكلبي أيضا أن أعراب كلب إذا سئلوا بماذا بكى ابن حمام الديار؟ أنشدوا خمسة أبيات متصلة من أول "قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل" ويقولون: إن بقيتها لامرئ القيس. وابن خذام هو ابن حزام وابن حمام. هذه المعلقة هي أشهر المعلقات الجاهلية وأكملها دربة فنية وأقصاها بعدا نفسيا يقص فيها نفسه في عواطفه، وخواطره وتأملاته، باكيا طلل الحبيبة، ذاكرا أيام لهوه ومجونه مع صواحبه، متأرجحا بين الذكرى الوجدانية والشهوة الإباحية، ويتدرج في ذلك إلى وصف تسلله إلى مخدع حبيبته، مستحضرا لها صورة جمالية مستمدة من معالم الطبيعة في جمادها ونباتها، وحيوانها، خالعا عليها صفة الكمال والمثال، ومن مناجاة الحبيبة، ووصفها، يعرض لليل فإذا هو دليل حسي نفسي يمتزج فيه العالم الداخلي بالعالم الخارجي، ويتحد سواد الليل بسواد الهموم، بعد أن يتمثله على حدقة الخيال. ويصف الفرس أيضا بأوصاف معينة في الدقة والجزئية، وفرسه هو أبدا مطية للصيد واللهو وفي هذه القصيدة إلمام بحركات الطبيعة وتنفساتها، وثورة عناصرها، ينظر إلى البرق والمطر الذي سرعان ما يتحول إلى سيل يبعث الخراب والدمار مقتلعا الأشجار، هادما البيوت، مخلفا أثره ما يخلف الطوفان]. المعلقة قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل بسقط اللوى بين الدخول فحومل فتوضح فالمقراة لم يعف رسمها لما نسجته من جنوب وشمـال توضح والمقراة موضعان، ويقال المقراة: غدير يجتمع فيه الماء، قريت الماء: إذا أنت جمعته، والمقراة أيضا الجفنة تتخذها العرب للطعام والشمأل والشمال والشمل واحد. [رخاء تسح الريح في جنبـاتـهـا كساها الصبا سحق الملاء المذيل] [ترى بعر الآرام في عرصاتـهـا وقيعانها، كأنه حـب فـلـفـل كأني غداة البين يوم تـحـمـلـوا لدى سمرات الحي ناقف حنظل] وقوفا بها صبحي علي مـطـيهـم يقولون لا تهلك أسى وتجـمـل وقوف جمع واقف وهو نصب على الحال. فدع عنك شيئا قد مضى لسبيلـه ولكن على ما غالك اليوم أقبل وقفت بها حتى إذا مـا تـرددت عماية محزون بشوق موكـل] وإن شفائي عـبـرة مـهـراقة فهل عند رسم دارس من معول كدأبك من أم الحويرث، قبلـهـا وجارتها أم الرباب بـمـأسـل أي كعادتك والمعنى أصابك من هذه المرأة واسمها هرأم الحارث بن ضمضم الكلبي وأم الرباب. وتذكرك أهلها كما لقيت من أم الحويرث وجارتها. وقال أبو عبيدة أي كحالك وعادتك ومأسل اسم جبل وقيل موضع من كلب أيضا من التعب والنصب كما أصابك من هاتين المرأتين وفيه معنى آخر أن يكون قد لقيت من وقوفك على هذه الديار. إذا قامتا تضوع المسك مـنـهـمـا نسيم الصباحات جاءت بريا القرنفل هذا البيت لم يروه الأصمعي، ومعنى تضوع أي أخذ كذا وكذا، يقال للفرخ إذا سمع صوت أمه تتحرك قد ضاع صوت أمه يضوع ضوعا، والنسيم الريح اللينة الهبوب، ونصبه لأنه قام مقام نعت لمصدر محذوف والتقدير، إذا قامتا تضوع المسك إليك منهما تضوعا مثل نسيم الصبا ومثله قول الحجاج: تاج طواه الأين مما رجفا طي الليالي زلفا فزلفا أي طيا مثل طي الليالي، وريا الرائحة الطيبة، ويروى إذا التفتت نحوي تضوع ريها. ففاضت دموع العين مني صبابة على النحر بل دمعي محملي فاضت: سالت. الصبابة رقة الشوق، والمحمل السير الذي يحمل به السيف والحمايل ولم يسمع بواحدة، والصبابة منصوبة على المصدر، وهو مصدر في موضع الحال، كما تقول جاء زيد مشيا أي ماشيا و |
نحو قوله تعالى (أصبح ماؤكم غورا) أي غائرا، ويجوز أن يكون نصب صبابة على أنه مفعول من أجله كما تقول جئتك لابتغاء العلم أي من أجل ابتغاء العلم، وأنشد سيبويه لحاتم طيء:
ألا رب يوم صالح لك منهما ولاسيما يوم بدارة جلجـل السي: المثل يقال هما سيان أي مثلان. وسيما يخفف ويشدد ونصب سيما بلا. ويجوز أن يكون مبنيا مع لا لأن لا تبنى مع المضاف، لأن سي مشبهة بالحروف، ولا تقع الإضافة في الحروف، فلو أضفت إليهن لأزال البناء وأصله سي مشدد. وحكى الأخفش تخفيفه وخفض ما بعده فإنه جعل ما زائدة للتوكيد ويجوز فيه الرفع على إضمار هو ومن خفض فإضافة سي إليه، وما صلة في سيما ويجوز على البدل من رب يوم، والدارة والدار واحدة، جلجل موضع من الحمى قال أبو عبيدة والأصمعي هي في الحمى، قال هشام هي عند غمر كندة. ويوم عقرت للعذارى مطيتي فيا عجبا من رحلها المتحمل الرحل: القتب. [ويا عجبا من حلها بعد رحلها ويا عجبا للجازر المتبـذل] فظل العذارى يرتمين بلحمهـا وشحم كهذاب الدمقس المفتل شرح 16 من المخطوطة: يرتمين، يتهادين به. وينادي بعضهن بعضا، والهداب قال الأصمعي هو الهدب والدمقس الحرير الأبيض والمفتل المفتول. [تدار علينا بالسديف صحافـهـا ويؤتى إلينا بالعبيط المثـمـل] ويوم دخلت الخدر خدر عنـيزة فقالت لك الويلات إنك مرجلي الخدر: هو الهودج، الويلات جمع ويلة، وعنيزة اسم امرأة من بني كندة، ويقال موضع. إنك مرجلي أي تعقر بعيري، فتدعني راجلة أمشي ونصب خدر عنيزة على البدل من الخدر. تقول وقد مال الغبيط بـنـا مـعـا عقرت بعيري يا امرأ القيس فانزل وقال الأصمعي: إنما قال بعيري ولم يقل ناقتي لأنه كما قال فأجاز الناقة على الذكور لأنها أقوى والبعير يقع على المذكر والمؤنث والغبيط قتب. وقال أبو عمرو الشيباني الغبيط: الهودج بعينه. وقال غيرهما مركب من مراكب النساء. معا منصوب لأنه في موضع الحال، وأما قولك جئت معه قال سيبويه نصبها بالألف لأنه ظرف وقال سيبويه سألت الخليل عنه قال لأنه كثر استعمالهم لها مضافة فقالوا جئت معه وجئت من معه، فصارت بمنزلة أمام يعني إنها ظرف. فقلت لها سيري وأرخي زمامه لا تبعديني من جناك المعلـل قال الأصمعي جعلها بمنزلة ثمرة الشجرة فجعل لها ما للشجرة من رائحة، وحديثها بمنزلة ما يصيب من رائحة الشجرة وثمرتها، والمعلل بفتح اللام الذي قد عل بالطيب والمعلل بكسر اللام الشاغل ويقال الملهي. [دعي البكر لا ترثي له من ردافنا وهاتي أيقينا جناة القـرنـفـل بثغر كمثل الأقـحـوان مـنـور نفي الثنايا أشنب غـير أثـعـل فمثلك جبلى، قد طرقت ومرضع فألهيتها عن ذي تمائم مـحـول يعني ولدا ذا تمايم وهي العود، وروى الأصمعي وأبو عبيدة عن ذي تمايم مغيل يقال اغتيلت المرأة فهي مغيلة، ومغيل، ومغيل والولد مغيل، إذا أرضعت ولدها وهي حبلى أو وطئت، وهي ترضعه يقال: أغالت، وأغيلت، إذا سقط ولدها غيلا والغيل أن ترضع على حمل أو تؤتى أمه، وهي ترضعه. إذا ما بكى من خلفها انصرفت له بشق وتحتي شقها لـم يحـول وروى أبو عبيدة انحرفت له بشق وشق عندنا لم يحول أي لما قبلها أقبلت تنظر إليه وإلى ولدها فأمالت طرفها إليه وخدها تحته. ويوما على ظهر الكثيب تعذرت علي وآلت حلفة لم تحـلـل تعذرت: تمنعت، يقال تعذر فهو متعذر وعذر فهو معذر إذا تعلل بالمعاذير ومنه قوله تعالى (وجاء المعذرون) أي الذين يأتون بالعلل وقيل معناه |
مجهود رائع أخي المشرقي الاسلامي
دمت بخير وعافية ..:) |
المعتذرون وأسكنت التاء ودغمت في الذال لقرب المخرج ومن قال المعتذرون فهذا معناه وأسكنت التاء لأنها جاءت بعد العين والعرب تبدل التاء بعدها حسب الحرف الذي يليه، المعذرون أي الذين جاءوا بالعذر وآلت من العذر أي لم يجدها على ما يريد ونصب يوما بتعذرت والكثيب الرمل المجتمع المرتفع على غيره.
أفاطم مهلا بعـض هـذا الـتـدلـل وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي يقال أزمعت عن الأمر، وعزمت عليه وأجمعت عليه سواء، والصرم القطيعة، وقوله فأجملي أي في اللفظ، وقال أبو عبيدة: أفاطم أبقي بعض هذا التدلل. وإن تك قد ساءتك مني خليقة فسلي ثيابي من ثيابك تنسل الخليقة: الخلق، والثياب: كناية عن اللقب، نسل ريشه ينسله: إذا رماه. أي أخرجي قلبك من حبي تنسل أي تبين. أي أغرك مني أن أحبك قاتلي وأنك مهما تأمري القلب يفعل الغر الذي لم يجرب الأمور وقال: يا رب مثلك في النساء غريرة بيضاء قد متعتها بـطـلاق تأمري جزم بالشرط وعلامة جزمه سقوط النون ويفعل جزم بالمجازاة وكسر اللام للقافية وحقها في الكلام السكون. [وأنك قسمت الفؤاد فنصفـه قتيل ونصفا بالحديد مكبـل] وما ذرلفت عيناك إلا لتضربي بسهميك في أعشار مقتـل أي ما بكت عيناك إلا لتجرحي قلبا معشرا، أي مكسرا، يقال برمة أعشار وبقدح أعشار، إذا ما كان قطعا ثم جبرت. قال الأصمعي: إنما هذا مثل للأعشار والجزور وهي تنقسم على عشرة أنصباء وقوله بسهميك يريد المعلى وله سبعة أنصباء، والرقيب وله ثلاثة أنصباء، فأراد أنك ذهبت بقلبي أجمع، واعلم أن قداح الميسر عشرة، أولها الفذ ثم التوأم ثم الرقيب ثم الحلس بالحاء ثم النافس ثم المسبل والمعلى ثم الوغد ثم السفيح ثم المنيح. فالفذ له نصيب إذا فاز والتوأم له نصيبان وهكذا إلى المعلى وهو السابع وله سبعة أنصباء وثلاثة لا نصيب لها وإنما يتكثر بهذه القداح. واجتمع لها منهم من العين ثم السفيح والمنيح والوغد، وربما سموا المنيح أحد هذه التي لها الأنصباءش وذلك أن يمنحنه من صاحبه لما عرف من فوز قال الشاعر: إذا امتحنته من معد عـصـابة غدا ربها قبل المغيضين يقدح أي ثقة بفوزه وهذا كما قال امرؤ القيس: إذا ما ركبنا قال ولدان قـومـنـا تعالوا إلى أن يأتي الصيد نحطب وصفة الميسر أن العرب كانت تفتخر به وتعده من مكارم الأخلاق، وتفعله في سنة الجدب لأنهم يطعمون ما يقمرون من اللحم، ويخسرون ثمنه وذلك بأنهم ينحروق الناقة ويقسمونها على عشرة سهام وقيل على أربعة وعشرين. ثم يأتي واحد بقدحه وقد أصلحه وملسه، ليسرع في الخروج، وقد أعلمه كما قال به علمان من أمام ومن عقب ثم يجعلونها في خريطة ضيقة الفم لا يكاد يخرج منها تسمى الرمانة، فيضعونها على يد رجل عدل عندهم يسمى المجد والمقبض ثم يحملها. ومعنى البيت: أنها ذهبت بقلبي أجمع والمقتل المذلل المنقاد على التشبيه ويقال قلب معشر أي مكسر. وبيضة خدر لا يرام خبـاؤهـا تمتعت من لهو بها غير معجل شبهها بالبيضة لصفائها ورقتها والخباء ما كان على عمودين أو ثلاثة والعرب يجعلونها على ستة أعمدة إلى تسعة. غير معحل: غير خائف على مهل. تجاوزت أحراسا إليها ومعشـرا علي حراصاً لو يسرون مقتلي أي هم حراص على إسرار مقتلي، ويروى ينشرون مقتلي بالشين المعجمة أي يظهرون ويسرون بالسين المهملة من الأضداد، يقال أسررت الشيء أظهرته، وأسررته: أخفيته وقال الشاعر: ولما رأى الحجاج جـرد سـيفـه أسر الذي كان الحروري أضمرا أي أظهر الحروري، والمعشر بنو عمها وعشيرتها. إذا ما الثريا في السماء تعرضت تعرض أثناء الوشاح المفضل ويروى المفصل الوشاح هو ما يعمل من كل لون، والمفصل الذي فيه فصل الزبرجد وأثناء الوشاح نواحيه، وواحد الأثناء ثنيء، وثني وثنو، وتعرض نصب على المصدر. فجئت وقد نضت لنوم ثيابهـا لدى الستر إلا لبسة المتفضل لدى بمعنى عند، نضت: سلخت، ولبسة المتفصل: ثوبها الذي يلي جسدها، وقال بعض المفسرين لهذا البيت معنى قوله إلا لبسة المتفضل: يعني ما جعل الله من الحسن والمتفضل هو الله وهو وجه حسن، والفضلة الثياب تبتذل للنوم، والعمل، والمتفضل الذي يبقى في ثوب واحد لينام فيه أو يعمل عملا، واسم الثياب المتفضل ويقال للأول من الثياب فضل أيضا وأما المفضل فهو الإزار الذي ينام فيه. وليست تكون للحال، ما أحسن بالكسر لبسته وقعدته فإن أردت المرة الواحدة قلت ما أحسن لبسته وقعدته بالفتح. فقالت يمين الله مـا لـك حـيلة وما إن أرى عنك الغواية تنجلي يمين الله منصوبة بمعنى إني حلفت بيمين الله فلما ألغى نصب وأسقط الحرف فتعدى بالفعل، ويروى يمين الله بالرفع على الابتداء، واليمين محذوف: أي يمين الله قسمي أو علي، وإن في قوله ما إن أرى عنك الغواية تأكيد لما على الغواية تنجلى من غوى غواية وتنجلي: تنكشف، وجليت الشيء كشفته. وروى الأصمعي وما إن أرى عنك العماية تنجلي والعماية مصدر عمي قلبه يعمى عماية وعمى. ومعنى البيت: إنها خافت أن يظهر عليهما ويعلم بأمرهما. فالمعنى ما لك حيلة في التخلص، ويجوز أن يكون المعنى ما لك حيلة فيما قصدت له. فقمت بها أمشي تجر وراءنـا على إثرنا أذيال مرط مرحل ويروى على أثرينا ذيل مريط، ويروى خرجت بها، والأذيال جمع ذبل، والمرط: كساء من خز معلم، والأثر والإثر واحد، والمرحل بالحاء المهملة الذي فيه صور الرجال من الوشي. ويقال ضرب من البرود الموشاة. ويقال للمرحل: المعلم، ويروى المرجل بالجيم أي علية أنملة الرجال من الوشي، وهو النقش،وقوله أمشي في موضع النصب على الحال، ومعنى البيت: إنها لما أنب قالت له ما لك حيلة فخرج بها إلى الخلوة. فلما أجزنا ساحة الحي وانتحـى بنا بطن خبت ذي حقاف عقنقل أجزنا وجزنا بمعنى واحد، وقال الأصمعي أجزناه قطعناه وخلفناه، وجزنا: سرنا فيه، والساحة: الباحة الفجوة، والغروة والنالة فناء الدار. يقال هي الرحبة كالعرصة، وهو ما اتسع من الأرض، وانتحى: ناء. الخبت بطن من الأرض غامض. ويروى بطن حقف والحقف ما اعوج من الرمل، وانثنى وجمعه أحقاف، والحقف ما ارتفع من الأرض وغلظ ولم يبلغ أن يكون جبلا. ويروى ذي ركام والركام ما يركب بعضه بعضا من الكثرة، والعقنقل المعقد الداخل بعضه في بعض، وعقنقل الضب بطنه المنعقد، وهو كشيته وبيضه، وشحمه من أصل حلقه إلى رفغه. وجواب فلما أجزنا هصرت. هصرت بفودي رأسها فتمايلت لي هضيم الكشح ريا المخلخل وزعم بعضهم أن جواب لما قوله انتحى بنا والواو مقحمة، ويجوز أن تكون الواو غير مقحمة والجواب محذوفا تقديره: فلما أجزنا ساحة الحي أمنا. وعلى هذا الوجه تكون رواية البيت الذي يليه، إذا قلت هاتي نوليني تمايلت، ويروى مددت بغصني دومة، ودومة شجرة والفوادان جانبا الرأس. وهما القرنان أيضا والقرون أيضا غدائر الرأس سميت بذلك لمنبتها على قرون الرأس، ومعنى هصرت جذبت وثنيت، والكشح ما بين منقع الأضلاع إلى الورك، والهضيم: الضامر. والريا الممتلئة، من اللحم، والمخلخل: موضع الخلخال. يصف رقة خصرها وعبالة ساقيها. وهضيم منصوب على الحال، وكذلك ريا المخلخل. ومن روى إذا قلت هاتي نوليني فتكون إذا ظرف وتمايلت هو الجواب، وإذا من حروف الشرط، وشبهها بها أنها ترد الماضي إلى المستقبل. ألا ترى أنك إذا قلت: إذا قمت قمت معناه إذا تقوم أقوم، وأيضا فلأنه لا بد لها من جواب كحروف الشرط لأنه لا يليها إلا فعل، فإن وليها اسم أضمرت فعلا كقول الشاعر: إذا ابن أبي موسى بلالا بلغته فقام بفأس بين وصليك جازر والتقدير إذا بلغت ابن أبي موسى، وروى سيبويه إذا ابن أبي موسى بالرفع، وزعم أبو العباس أن هذا غلط، أن يرفع ما بعد إذا الابتدائية، ولكنه يجوز الرفع عنده بتقدير إذا بلغ ابن أبي موسى. والخليل وأصحابه يستقبحون أن يجاز. وأما إذا وإن كانت تشبه حروف المجازاة في بعض أحوالها، فإنها تخالفهن بأن ما بعدها يقع موقتا لأنك إذا قلت لابنك إذا احمر الأقحوان فهو وقت بعينه. وكذلك (إذا السماء انشقت) وقت بعينه، ولهذا قبيح أن يجازى بها إلا في الشعر قال الشاعر: يرفع لي خندف والله يرفع لي نارا إذا ما خبت نيرانهم تقد وهضيم عند الكوفيين بمعنى مهضومة فلذلك كان بلا هاء وهي عند سيبويه على النسب، وأراد بالكشح: الكشحين كما تقول كحلت عيني تريد عيني وريا فعلى من الري وهو إنهاء شرب العطشان، ومعنى البيت أنه إذا قال لها نوليني تمايلت عليه مكتنزة اللحم. [إذا التفتت نحوي تضوع ريحهـا نسيم الصبا جاءت بريا القرنفل] مهفهفة بيضاء غـير مـفـاضة ترائبها مصقوله كالسجنـجـل المهفهفة: الخفيفة اللحم التي ليست برهلة ولا ضخمة البطن، والمفاضة المسترخية البطن من قولهم حديث مستفيض، وقيل مهفهفة معناه أنها لطيفة الخصر والترائب جمع تريبة وهي موضع القلادة من الصدر. والسجنجل: المرآة قال يعقوب هذا حرف رومي وقيل سبيكة الفضة. ورواية أبي عبيدة مصقولة بالسجنجل، وقيل السجنجل الزعفران وقيل ماء الذهب ومهفهفة مرفوع على أنه خبر مبتدأ محذوف والكاف في قوله كالسجنجل في موضع رفع نعت لقوله مصقولة، ويجوز أن يكون في موضع نصب على أن يكون نعتا لمصدر غدون، كأنه قال مصقولة صقلا كالسجنجل، وإنما يصف المرأة بحداثة السن. وجمع السجنجل سجاجل، ومن رواه بالسجنجل فالجار والمجرور في موضع نصب. تصد وتبدي عن أسيل وتتـقـي بناظرة من وحش وجرة مطفل أي تعرض عنا وتبدي عن خد أسيل ليس بكز ولا بمكثف، وتتقي تلقانا بناظرة يعني عينها، والوحش ها هنا البقر الوحشي، والظباء، وجرة موضع، ويقال أراد الظباء فقط. ويروى تصد وتبدى عن شنيب أي ثغر شنيب، والشنيب [والأشنب حدة الأسنان] وذات طفل: قال الفراء لم يقل مطفلة لأن هذا لا يكون إلا للنساء فصار عنده مثل حائض وهو على مذهب سيبويه على النسب كأنه قال ذات طفل، والدليل على صحة قوله أنه يقال مطفلة إذا أردت أن يأتي به على قولك هي أطفلت فهي مطفلة ولو كان يقع للمؤنث لا يشركه فيه المذكر ولا يحتاج إليه الهاء فيه ما جاز مطفلة قال تعالى: (تذهل كل مرضعة عما أرضعت). وقوله بناظرة أي بعين ناظرة قال ابن كيسان: كأنه قال بناظرة مطفل من وحش وجرة غلط فجاء بالتنوين كما قال الآخر: رحم الله أعظما دفنـوهـا بسجستان طلحة الطلحات تقديره رحم الله أعظم طلحة، فنون ثم أعرب بإعراب أعظم والأجود إذا فرق بين المضاف والمضاف إليه إلا ينون كقوله: كأن أصوات من إيغالهن بـنـا أواخر الميس إنقاض الفراريج كأنه قال: كأن أصوات أواخر الميس. وفي بيت امرئ القيس تقدير أحسن من هذا وهو أن يكون التقدير بناظرة من وحش وجرة ناظرة مطفل، ويحذف ناظرة ويقيم مطفلا مكانه وكذلك قوله طلحة الطلحات كأنه قال أعظم طلحة الطلحات. ومعنى الشنيب لها ثغر حيثما تأتي تبتسم، فيبدو لنا ثغرها، وتتقي أي تتلقانا به والإعراض عنا بملاحظتها كما تلاحظ الظبية ولدها وذلك أحسن ما يكون من غنج المرأة، والصد الاعراض، والإبداء: الظهور، والأسالة امتداد وطول في الخد، أي بناظر من نواظر وحش هذا الموضع التي لها أطفال من ظبية مطفلة ومهاة مطفل، وفي قوله وجرة حذف المضاف، وأقام المضاف إليه مقامه. وجيد كجيد الريم ليس بفاحش إذا هي نصته ولا بمعطل نصته: رفعته، والمعطل الذي خلي حليه، والفاحش: الكريه، وليس بفاحش أي ليس بكريه المنظر، وهو نحرها. وفرغ يزين المتن أسود فاحم أثيث كقنو النخلة المتعثكل الفرع الشعر التام وأعلى كل شيء فرع، والمتن والمتنة ما يلي يمين الصلب وشماله من العصب واللحم، والفاحم الشديد السواد، مشتق من الفحم يقال هو فحم بين الفحومة، والأثيث: الكثير، والمتعثكل: الداخل بعضه في بعض واحدة عثكول وعثكال كشمروخ وشمراخ، وقد يكون العثكال والعثكول في اللغة بمعنى طعمة من القنو، والنخلة المعثكلة التي خرج عناقيدها أي قنواتها، وقيل المتعثكل المتدلي. يقول: تبدي عن شعر طويل نام يزين ظهرها إذا أرسلته عليه ثم شبه ذوائبها بقنو نخلة أخرجت قنواتها والذوائب تشبه العناقيد. غدائره مستشزرات إلى الـعـلا تضل العقاص في مثنى ومرسل |
Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.