أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية

أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com/index.php)
-   الخيمة الإسلامية (http://hewar.khayma.com/forumdisplay.php?f=8)
-   -   حلقات من القصص المؤثره ...... (http://hewar.khayma.com/showthread.php?t=40634)

النسري 08-12-2005 12:10 AM

معجزة الرسول التى أثبتوها بعد أن أنفقوا 100 مليار دولار...
 
معجزة الرسول التى أثبتوها بعد أن أنفقوا 100 مليار دولار

إليكم أخوتي القصة التي حدثت في عهد النبي صلى الله عليه وسلم :

\"إن كفار مكة قالوا للرسول صلى الله عليه وسلم : إن كنت صادقا فشق لنا القمر فرقتين ، ووعدوه بالإيمان إن فعل ، وكانت ليلة بدر ، فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم ربه أن يعطيه ما طلبوا ، فانشق القمر نصف على جبل الصفا ، ونصف على جبل قيقعان المقابل له ، حتى رأوا حراء بينهما ،فقالوا : سحرنا محمد ، ثم قالوا : إن كان سحرنا فإنه لا يستطيع أن يسحر الناس كلهم!! فقال أبو جهل:اصبروا حتى تأتينا أهل البوادي فإن أخبروا بانشقاقه فهو صحيح ، وإلا فقد سحر محمد أعيننا ، فجاؤوا فأخبروا بانشقاق القمر فقال أبو جهل والمشركون :هذا سحر مستمر أي دائم فأنزل الله : (اقتربت الساعة وانشق القمر* وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر* وكذبوا واتبعوا أهواءهم وكل أمر مستقر* ولقد جاءهم من الأنباء مافيه مزدجر* حكمة بالغة فما تغني النذر* فتول عنهم..) \"

انتهت القصه التي كانت في عهدالرسول صلى الله عليه وسلم
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::


فى أحد ندوات الدكتور زغلول النجار باحدى جامعات بريطانيا قال أن معجزة انشقاق القمر على يد الرسول صلى الله عليه وسلم تم اثباتها حديثا ثم حكى قصة أثبتت ذلك:

قال أحد الاخوة الانجليز المهتمين بالاسلام اسمه داود موسى بيتكوك وهو الآن رئيس الحزب الاسلامى البريطانى وينوى أن يخوض الانتخابات القادمة باسم الاسلام الذى ينتشر فى الغرب بمعدلات كبيرة أنه أثناء بحثه عن ديانة أهداه صديق ترجمة لمعانى القرآن بالانجليزية فتحها فاذا بسورة القمر فقرأ (اقتربت الساعة وانشق القمر) فقال هل ينشق القمر؟

ثم انصد عن قراءة باقى المصحف ولم يفتحه ثانية .

وفي يوم وهوا جالس أمام التلفاز البريطانى ليشاهد برنامجا على ال بى بى سى يحاور فيه المذيع ثلاثة من العلماء الأمريكان وكان يعتب عليهم أن أمريكا تنفق الملايين بل المليارات فى مشاريع غزو الفضاء فى الوقت الذى يتضور فيه الملايين من الفقر فظل العلماء يبررون ذلك أنه أفاد كثيرا فى جميع المجالات الزراعية والصناعية...الخ

ثم جاء ذكر أحد أكبر الرحلات تكلفة فقد كانت على سطح القمر وكلفت حوالى 100 مليار دولار فسألهم المذيع ألكى تضعون علم أمريكا على سطح القمر تنفقون هذا المبلغ؟؟ رد العلماء أنهم كانوايدرسون التركيب الداخلى لهذا التابع لكى يروا مدى تشابهه مع الأرض ثم قال أحدهم : فوجئنا بأمر عجيب هو حزام من الصخور المتحولة يقطع القمر من سطحه الى جوفه الى سطحه فأعطينا هذه المعلومات الى الجيولوجيين فتعجبوا وقرروا أنه لايمكن أن يحدث ذلك الا أن يكون القمر قد انشق فى يوم من الأيام ثم التحم وأن تكون هذه الصخور المتحولة ناتجة من الاصطدام لحظة الالتحام ثم يستطرد داود موسى بيتكوك:قفزت من على المقعد وهتفت معجزة حدثت لمحمد عليه الصلاة والسلام من أكثر من 1400 سنة فى قلب البادية يسخر الله الأمريكان لكى ينفقوا عليها مليارات الدولارات حتى يثبتوها للمسلمين أكيد أن هذا الدين حق:

وكانت سورة القمر سببا لاسلامه بعد أن كانت سببا فى اعراضه عن الاسلام .


النسري 09-12-2005 11:38 AM

أبو قدامة الشامي مع المرأة ذات الشكال...
 
أبو قدامة الشامي مع المرأة ذات الشكال

هذه قصة من قصص سلف الأمة نسطرها إجلالاً لتلك المرأة ذات الشِكال. ففيها العبرة لكل من في قلبه ذرة من شوق وحنين لعز الاسلام والمسلمين، اللهم عجل لنا بنصرك الذي وعدت. حكاية أبي قدامة مع المرأة التي ظفرت شعرها شكالا للفَرس في سبيل اللـه حكاية مشهورة حكاها جماعة منهم أحمد بن الجوزي الدمشقي رحمه اللـه في كتابه المسمى بسوق العروس وأنس النفوس فحكى:


أنه كان بمدينة رسول اللـه صلى الله عليه وسلم رجل يقال له أبو قدامة الشامي، وكان قد حبب اللـه إليه الجهاد في سبيل اللـه والغزو إلى بلاد الروم، فجلس يوماً في مسجد رسول اللـه صلى الله عليه وسلم يتحدث مع أصحابه، فقالوا له: يا أبا قدامة حدثنا بأعجب ما رأيت في الجهاد؟ فقال أبو قدامة:

نعم إني دخلت في بعض السنين الرقة أطلب جملاً أشتريه ليحمل السلاح، فبينما أنا يوماً جالسٌ إذ دخلت علي امرأة فقالت: يا أبا قدامة سمعتك وأنت تحدث عن الجهاد وتحث عليه وقد رُزقتُ من الشَّعر ما لم يُرزقه غيري من النساء، وقد قصعته وأصلحت منه شكالا للفرس وعفرته بالتراب كي لا ينظر إليه أحد، وقد أحببت أن تأخذه معك فإذا صرتَ في بلاد الكفار وجالت الأبطال ورُميت النبال وجُردت السيوف وشُـرعـت الأسـنّـة، فإن احتجت إليه وإلا فادفعه إلى من يـحـتـاج إليه ليحضر شعري ويصيبه الغبار في سبيل اللـه، فأنا امرأة أرملة كان لي زوج وعصبة كلهم قُتلوا في سبيل اللـه ولو كان عليّ جهاد لجاهدت.

وناولتني الشكال. وقالت: اعلم يا أبا قدامة أن زوجي لما قُتل خلف لي غلاماً من أحسن الشباب، وقد تعلم القرآن والفروسية والرمي على القوس وهو قوّام بالليل صوّام بالنهار، وله من العمر خمس عشرة سنة وهو غائب في ضيعة خلفها له أبوه، فلعله يقدم قبل مسيرك فأوجهه معك هدية إلى اللـه عز وجل وأنا أسألك بحرمة الإسلام، لا تحرمني ما طلبت من الثواب.

فأخذت الشكال منها فإذا هو مظفور من شعرها. فقالت: ألقه في بعض رحالك وأنا أنظر إليه ليطمئن قلبي. فطرحته في رحلي وخرجتُ من الرقة ومعي أصحابي، فلما صرنا عند حصن مسـلمــة بـن عبـدالملـك إذا بفـارس يهـتـف مـن ورائي : يا أبا قدامة قف علي قليلاً يرحمك اللـه، فوقفت وقلت لأصحابي تقدموا أنتم حتى أنظر من هذا، وإذا أنا بفارس قد دنا مني وعانقني وقال: الحمد للـه الذي لم يحرمني صحبتك ولم يردني خائباً.

قلت للصبي أسفر لي عن وجهك، فإن كان يلزم مثلك غزو أمرتك بالمسير، وإن لم يلزمك غزو رددتك، فأسفر عن وجهه فإذا به غلام كأنه القمر ليلة البدر وعليه آثار النعمة. قلت للصبي: ألك والد؟ قال: لا بل أنا خارج معك أطلب ثأر والدي لأنه استشهد فلعل اللـه يرزقني الشهادة كما رزق أبي.

قلت للصبي: ألك والدة؟ قال: نعم. قلت: اذهب إليها فاستأذنها فإن أذنت وإلا فأقم عندها فإن طاعتك لها أفضل من الجهاد، لأن الجنة تحت ظلال السيوف وتحت أقدام الأمهات. قال: يا أبا قدامة أما تعرفني؟ قلت : لا. قال : أنا ابن صاحبة الوديعة، ما أسرع ما نسيت وصية أمي صاحبة الشكال، وأنا إن شاء اللـه الشهيد ابن الشهيد، سألتك باللـه لا تحرمني الغزو معك في سبيل اللـه، فإني حافظ لكتاب اللـه عارف بسنة رسول اللـه صلى الله عليه وسلم، عارف بالفروسية والرمي وما خلفت ورائي أفرس مني، فلا تحقرني لصغر سني، وإن أمي قد أقسمت عليّ أن لا أرجع وقالت : يا بُنيّ إذا لقيت الكفار فلا تولّهم الدُّبُرَ وهب نفسك للـه واطلب مجاورة اللـه تعالى ومجاورة أبيك مع إخوانك الصالحين في الجنة، فإذا رزقك اللـه الشهادة فاشفع فيّ فإنه قد بلغني أن الشهيد يشفع في سبعين من أهله وسبعين من جيرانه، ثم ضمتني إلى صدرها ورفعت رأسها إلى السماء وقالت : إلهي وسيدي ومولاي هذا ولدي وريحانة قلبي وثمرة فؤادي سلمته إليك فقربه من أبيه.

فلـمـا سـمـعـت كـلام الغـلام بكـيـت بكاءاً شديداً أسفاً على حسنه وجمال شبابه ورحمة لقلب والدته وتعجباً من صبرها عنه. فقال: يا عم مم بكاؤك؟ إن كنت تبكي لصغر سني فإن اللـه يعذب من هو أصغر مني إذا عصاه. قلت: لم أبك لصغر سنك ولكن أبكي لقلب والدتك كيف تكون بعدك.

وسِرْنا ونزلنا تلك الليلة. فلما كان الغداة رحلنا والغلام لا يفتر من ذكر اللـه تعالى، فـتـأمـلـتـه فإذا هـو أفـرس منا إذا ركب وخادمنا إذا نزلنا منزلا، وصـار كلما سرنا يقوى عزمه ويزداد نشاطه ويصفو قلبه وتظهر علامات الفرح عليه.

فلم نزل سائرين حتى أشرفنا على ديار المشركين عند غروب الشمس، فنزلنا فجلس الغلام يطبخ لنا طعاما لإفطارنا وكنا صياما، فغلبه النعاس فنام نومة طويلة فبينما هو نائم إذ تبسم في نومه فقلت لأصحابي ألا ترون إلى ضحك هذا الغلام في نومه، فلما استيقظ قلت: حبيبي رأيتك الساعة ضاحكاً مبتسماً في منامك، قال: رأيت رؤيا فأعجبتني وأضحكتني. قلت: ما هي. قال: رأيت كأني في روضة خضراء أنيقة فبينما أنا أجول فيها إذ رأيت قصراً من فضة شُرفه من الدر والجواهر، وأبوابه من الذهب وستوره مرخية، وإذا جواري يرفعن الستور وجوههن كالأقمار فلما رأينني قلن لي: مرحبا بك فأردت أن أمد يدي إلى إحداهن فقالت: لا تعجل ما آن لك، ثم سمعت بعضهن يقول لبعض هذا زوج المرضية، وقلن لي تقدم يرحمك اللـه، فتقدمت أمامي فإذا في أعلى القصر غرفة من الذهب الأحمر عليها سرير من الزبرجد الأخضر قوامه من الفضة البيضاء عليه جارية وجهها كأنه الشمس لولا أن اللـه ثبت علي بصري لذهب وذهب عقلي من حسن الغرفة وبهاء الجارية. فلما رأتني الجارية قالت: مرحبا وأهلا وسهلا يا ولي اللـه وحبيبه، أنت لي وأنا لك فأردت أن أضمها إلى صدري فقالت: مهلا، لا تعجل، فإنك بعيد من الخنا، وإن الميعاد بيني وبينك غداً بعد صلاة الظهر فأبشر.

قال أبو قدامة : قلت له حبيبي رأيت خيراً، وخيراً يكون. ثم بتنا متعجبين من منام الغلام، فلما أصبحنا تبادرنا فركبنا خيولنا فإذا المنادي ينادي : يا خيل اللـه اركبي وبالجنة أبشري، انفروا خفافاً وثقالاً وجاهدوا.

فما كان إلا ساعة، وإذا جيش الكفر - خذله اللـه - قد أقبل كالجراد المنتشر، فكان أول من حمل منّا فيهم الغلام فبدد شملهم وفرق جمعهم وغاص في وسطهم، فقتل منهم رجالاً وجندل أبطالاً، فلما رأيته كذلك لحقته فأخذت بعنان فرسه وقلت : يا حبيبي ارجع فأنت صبي ولا تعرف خدع الحرب. فقال : يا عم ألم تسمع قول اللـه تعالى : ]يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفا فلا تولوهم الأدبار[، أتريد أن أدخل النار؟ فبينما هو يكلمني إذ حمل علينا المشركون حملة رجل واحد، حالوا بيني وبين الغلام ومنعوني منه واشتغل كل واحد منا بنفسه.

وقُتل خلق كثير من المسلمين، فلما افترق الجمعان إذ القتلى لا يُحصَوْن عددا فجعلت أجول بفرسي بين القتلى ودماؤهم تسيل على الأرض ووجوههم لا تُعرف من كثرة الغبار والدماء، فبينما أنا أجول بين القتلى وإذا أنا بالغلام بين سنابك الخيل قد علاه التراب وهو يتقلب في دمه ويقول : يا معشر المسلمين، باللـه ابعثوا لي عمي أبا قدامة فأقبلت عليه عندما سمعت صياحه فلم أعرف وجهه لكثرة الدماء والغبار ودوس الدواب فقلت : أنا أبو قدامة.

قال : يا عم صدقت الرؤيا ورب الكعبة أنا ابن صاحبة الشكال، فعندها رميت بنفسي عليه فقبلت بين عينيه ومسحت التراب والدم عن محاسنه وقلت : يا حبيبي لا تنس عمك أبا قدامة في شفاعتك يوم القيامة. فقال : مثلك لا يُنسى، لا تمسح وجهي بثوبك ثوبي أحق به من ثوبك، دعه يا عم ألقى اللـه تعالى به. يا عم هذه الحوراء التي وصفتها لك قائمة على رأسي تنتظر خروج روحي وتقول لي عجّل فأنا مشتاقة إليك، باللـه يا عم إن ردّك اللـه سالماً فتحمل ثيابي هذه المضمخة بالدم لوالدتي المسكينة الثكلاء الحزينة وتسلمها إليها لتعلم أني لم أضيع وصيتها ولم أجبن عند لقاء المشركين، واقرأ مني السلام عليها، وقل لها إن اللـه قد قبل الهدية التي أهديتِها، ولي يا عم أخت صغيرة لها من العمر عشر سنين كنت كلما دخلت استقبلتني تسلم علي، وإذا خرجتُ تكون آخر من يودعني عند مخرجي، وقد قالت لي باللـه يا أخي لا تُبْطِ عنّا، فإذا لقيتَها فاقرأ عليها مني السلام وقل لها يقول لك أخوك: اللـه خليفتي عليك إلى يوم القيامة، ثم تبسم وقال أشهد أن لا إله إلا اللـه وحده لا شريك له صدق وعده وأشهد أن محمداً عبده ورسوله هذا ما وعدنا اللـه ورسوله وصدق اللـه ورسوله، ثم خرجت روحه فكفناه في ثيابه ووريناه رضي اللـه عنه وعنا به.

فلما رجعنا من غزوتنا تلك ودخلنا الرقة لم تكن لي همة إلا دار أم الغلام، فإذا جارية تشبه الغلام في حسنه وجماله وهي قائمة بالباب وتقول لكل من مر بها: يا عم من أين جئت؟ فيقول من الغزو، فتقول أما رجع معكم أخي فيقولون لا نعرفه، فلما سمعتها تقدمت إليها فقالت لي: يا عم من أين جئت قلت من الغزو قالت: أما رجع معكم أخي ثم بكت وقالت ما أبالي، يرجعون وأخي لم يرجع فغلبتني العَـبْرة، ثم قلت لها يا جارية قولي لصاحبة البيت إن أبا قدامة على الباب، فسمعت المرأة كلامي فخرجت وتغير لونها. فسلمت عليها فردت السلام وقالت أمبشراً جئت أم معزياً. قلت: بيّني لي البشارة من التعزية رحمك اللـه. قالت: إن كان ولدي رجع سالماً فأنت معز، وإن كان قُتل في سبيل اللـه فأنت مبشر. فقلت: أبشري فقد قُبلت هديتك. فبكت وقالت: الحمد للـه الذي جعله ذخيرة يوم القيامة، قلت فما فعلت الجارية أخت الغلام. قالت : هي التي تكلمك الساعة فتقدمت إلي فقلت لها إن أخاك يسلم عليك ويقول لك : اللـه خليفتي عليك إلى يوم القيامة، فصرخت ووقعت على وجهها مغشياً عليها، فحركتها بعد ساعة، فإذا هي ميتة فتعجبت من ذلك ثم سلمت ثياب الغلام التي كانت معي لأمه وودعتها وانصرفت حزيناً على الغلام والجارية ومتعجباً من صبر أمهما.

قال المؤلف وقد ذكر الحافظ العلامة أبو المظفر بن الجوزي أنه حين بلغته هذه الحكاية جمع عنده من الشـعـور ما ظـفـره فكـان منه ثلاثـمائة شكال وتقدم ذلك في الباب الرابع واللـه الموفق للصواب. انتهى



redouaneefr182 09-12-2005 02:48 PM

إني لأندم أشد الندم على يوم ينقص فيه عمري ولا يزيد فيه عملي ..
إبن مسعود رضي الله تعالى عنه ..

redouaneefr182 09-12-2005 03:04 PM

إني لأندم أشد الندم على يوم ينقص فيه عمري ولا يزيد فيه عملي ..
إبن مسعود رضي الله تعالى عنه ..

النسري 10-12-2005 04:58 AM

جارتي فى الطائرة
 
جارتي فى الطائرة

حينما جلست في المقعد المخصص لي في الدرجة الأول من الطائرة التي تنوي الإقلاع إلى عاصمة دولةٍ غربية ، كان المقعد المجاور لي من جهة اليمين ما يزال فارغاً ، بل إن وقت الإقلاع قد اقترب والمقعد المذكور ما يزال فرغاً ، قلت في نفسي : أرجو أن يظل هذا المقعد فارغاً ، أو أن ييسّر الله لي فيه جاراً طيباً يعينني على قطع الوقت بالنافع المفيد ، نعم أن الرحلة طويلة سوف تستغرق ساعات يمكن أن تمضي سريعاً حينما يجاورك من ترتاح إليه نفسك ، ويمكن أن تتضاعف تلك الساعات حينما يكون الأمر على غير ما تريد!
وقبيل الإقلاع جاء من شغل المقعد الفارغ ... فتاةُ في مَيْعة الصِّبا ، لم تستطيع العباءة الفضفاضة السوداء ذات الأطراف المزيَّنة أن تخفي ما تميزت به تلك الفتاة من الرِّقة والجمال .. كان العطر فوَّاحاً ، بل إن أعين الركاب في الدرجة الأولى قد اتجهت إلى مصدر الرائحة الزكيَّة ، لقد شعرت حينها أن مقعدي ومقعد مجاورتي أصبحا كصورتين يحيط بهما إطار منضود من نظرات الرُّكاب ،


حينما وجهت نظري إلى أحدهم ... رأيتُه يحاصر المكان بعينيه ، ووجهه يكاد يقول لي : ليتني في مقعدك ؛ كنت في لحظتها أتذكر قول الرسول عليه الصلاة والسلام فيما روي عن أبي هريرة ( رضي الله عنه ) (( ألا وإنَّ طيب الرجال ما ظهر ريحه ، ولم يظهر لونه ، ألا وإن طيب النساء ما ظهر لونه ولم يظهر ريحه )).
ولا أدري كيف استطعت في تلك اللحظة أن أتأمل معاني هذا الحديث الشريف ، لقد تساءلت حينها (( لماذا يكون طيب المرأة بهذه الصفة ))؟
كان الجواب واضحاً في ذهني من قبل : إن المرأة لزوجها ، ليست لغيره من الناس ، وما دامت له فإن طيبَها ورائحة عطرها لا يجوز أن يتجاوزه إلى غيره ، كان هذا الجواب واضحاً ، ولكن ما رأيته من نظرات ركاب الطائرة التي حاصرت مقعدي ومقعد الفتاه ، قد زاد الأمر وضوحاً في نفسي وسألت نفسي : يا ترى لو لم يَفُحْ طيب هذه الفتاة بهذه الصورة التي أفعمت جوَّ الدرجة الأولى من الطائرة ، أكانت الأنظار اللاَّهثة ستتجه إليها بهذه الصورة؟
عندما جاءت ((خادمة الطائرة )) بالعصير ، أخذت الفتاة كأساً من عصير البرتقال ، وقدَّمته إليَّ
تناولته شاكراً وقد فاجأني هذا الموقف ، وشربت العصير وأنا ساكتٌ ،ونظرات ذلك الشخص ما تزال تحاصرني ، وجَّهت إليه نظري ولم أصرفه عنه حتى صرف نظره حياءً - كما أظن - ، ثم اكتفى بعد ذالك باختلاس النظرات إلى الفتاة المجاورة ، ولما أصبح ذلك دَيْدَنَه ، كتبت قصاصة صغيرة (( ألم تتعب من الالتفات ؟ ))، فلم يلتفت بعدها .
عندما غاصتْ الطائرة في السحاب الكثيف بعد الإقلاع بدقائق معدودات اتجه نظري إلى ذالك المنظر البديع ، سبحان الله العظيم ، قلتُها بصوت مرتفع وأنا أتأمل تلك الجبال الشاهقة من السحب المتراكمة التي أصبحنا ننظر إليها من مكان مرتفع ، قالت الفتاة التي كانت تجلس بجوار النافذة : إي والله سبحان الله العظيم ، ووجهتْ حديثها إليَّ قائلة ً إن هذا المنظر يثير الشاعرية الفذَّة ، ومن حسن حظي أنني أجاور شاعراً يمكن أن يرسم لوحة ًشعرية رائعة لهذا المنظر ...
لم تكن الفتاة وهي تقول لي هذا على حالتها التي دخلت بها إلى الطائرة ، كلا..لقد لملمت تلك العباءة الحريرية ، وذلك الغطاء الرقيق الذي كان مسدلاً على وجهها ووضعتهما داخل حقيبتها اليدوية الصغيرة ، لقد بدا وجهها ملوَّناً بألوان الطيف ، أما شعرها فيبدو أنها قد صفَّـفته بطريقة خاصة تعجب الناظرين ...
قلت لها : سبحان من علَّم الإنسان ما لم يعلم ، فلولا ما أتاح الله للبشر من كنوز هذا الكون الفسيح لما أتيحت لنا رؤية هذه السحب بهذه الصورة الرائعة ..
قالت: إنها تدلُّ على قدرة الله تعالى ..
قلت: نعم تدل على قدرة مبدع هذا الكون و خالقه ،الذي أودع فيه أسراراً عظيمة ، وشرع فيه للناس مبادئ تحفظ حياتهم وتبلَّـغهم رضى ربهم ،وتنجيهم من عذابه يوم يقوم الأشهاد.
قالت : إلا يمكن أن نسمع شيئاً من الشعر فإني أحب الشعر وإن هذه الرحلة ستكون تاريخية بالنسبة إليَّ ، ما كنت أحلم أن أسمع منك مباشرة ..
لقد تمنَّيتُ من أعماق قلبي لو أنها لم تعرف مَنْ أنا لقد كان في ذهن أشياء كثيرة أريد أن أقولها لها .
وسكتُّ قليلاً كنت أحاور نفسي حواراً داخلياً مُرْبكاً ، ماذا أفعل ، هل أبدأ بنصيحة هذه الفتاة وبيان حقيقة ما وقعت فيه من أخطاءٍ ظاهرة ، أم أترك ذلك إلى آخر المطاف ؟
وبعد تردُّد قصير عزمت على النصيحة المباشرة السريعة لتكون خاتمة الحديث معها.
وقبل أن أتحدث أخرجت من حقيبتها قصاصاتٍ ملوَّنة وقالت : هذه بعض أوراق أكتبها ، أنا أعلم أنها ليست على المستوى الذي يناسب ذوقك ، ولكنها خواطر عبرت بها عن نفسي ...
وقرأت القصاصات بعناية كبيرة ، إني أبحث فيها عن مفتاح لشخصية الفتاة ..
إنها خواطر حالمة ، هي فتاة رقيقة المشاعر جداً ، أحلامها تطغى على عقلها بشكل واضح ، لفت نظري أنها تستشهد بأبيات من شعري ، قلت في نفسي هذا شيء جميل لعل ذلك يكون سبباً في أن ينشرح صدرها لما أريد أن أقول ، بعد أن قرأت القصاصات عزمت على تأخير النصيحة المباشرة وسمحت لنفسي أن تدخل في حوارٍ شامل مع الفتاة ..
قلت لها : عباراتك جميلة منتقاة ، ولكنها لا تحمل معنىً ولا فكرة كما يبدو لي ، لم أفهم منها شيئاً ، فماذا أردتِ أن تقولي ...؟
بعد صمتٍ قالت : لا أدري ماذا أردتُ أن أقول : إني أشعر بالضيق الشديد ، خاصة عندما يخيَّم عليَّ الليل ، أقرأ المجلات النسائية المختلفة ، أتأمَّل فيها صور الفنانات والفنانين ، يعجبني وجه فلانة ، وقامة فلانة ، وفستان علاَّنة ، بل تعجبني أحياناً ملامح أحد الفنانين فأتمنَّى لو أن ملامح زوجي كملامحه ، فإذا مللت من المجلات اتجهت إلى الأفلام ، أشاهد منها ما أستطيع وأحسُّ بالرغبة في النوم ، بل إني أغفو وأنا في مكاني ، فأترك كل شيء وأتجه إلى فراشي ...، وهناك يحدث ما لا أستطيع تفسيره ، هناك يرتحل النوم ، فلا أعرف له مكاناً .
عجباً ، أين ذلك النوم الذي كنت أشعر به وأنا جالسة ، وتبدأ رحلتي مع الأرق ، وفي تلك اللحظات أكتب هذه الخواطر التي تسألني عنها ...
(( إنها مريضة )) قلتها في نفسي ، نعم إنها مريضة بداء العصر ؛ القلق الخطير ، إنها بحاجة إلى علاج .
قلت لها : ولكنَّ خواطرك هذه لا تعبر عن شيء ٍ مما قلت إنها عبارات برَّاقة ، يبدو أنك تلتقطينها من بعض المقالات المتناثرة وتجمعينها في هذه الأوراق ...
قالت : عجباً لك ، أنت الوحيد الذي تحدَّثت بهذه الحقيقة ،كل صديقاتي يتحدثن عن روعة ما أكتب ، بل إن بعض هذه الخواطر قد نشرت في بعض صحفنا ، وبعثَ إلىَّ المحرِّر برسالة شكر على هذا الإبداع ، أنا معك أنه ليس لها معنى واضح ، ولكنها جميلة .
وهنا سألتها مباشرة :
هل لك هدفٌُ في هذه الحياة ؟!
بدا على وجهها الارتباك ، لم تكن تتوقع السؤال ، وقبل أن تجيب قلت لها :
هل لك عقل تفكرين به ، وهل لديك استقلال في التفكير ؟ أم أنك قد وضعت عقلك بين أوراق المجلات النسائية التي أشرت إليها ، وحلقات الأفلام التي ذكرت أنك تهرعين إليها عندما تشعرين بالملل .
هل أنتِ مسلمة ؟!..
هنا تغيَّر كل شيء ، أسلوبها في الحديث تغيَّر ، جلستها على المقعد تغيَّرت ، قالت :
هل تشك في أنني مسلمة ؟ ! إني - بحمد الله - مسلمة ٌُ ومن أسرة مسلمة عريقة في الإسلام ، لماذا تسألني هذا السؤال ، إن عقلي حرٌّ ليس أسيراً لأحد ، إني أرفض أن تتحدَّث بهذه الصورة ..... وانصرفت إلى النافذة تنظر من خلالها إلى ملكوت الله العظيم ...
لم أعلق على كلامها بشيء ، بل إنني أخذت الصحيفة التي كانت أمامي وانهمكت في قراءتها ، ورحلت مع مقال في الصحيفة يتحدث عن الإسلام والإرهاب (( كان مقالاً طويلاً مليئاً بالمغالطات والأباطيل ، يا ويلهم هؤلاء الذين يكذبون على الله , ولا أكتمكم أنني قد انصرفت إلى هذا الأمر كلياً حتى نسيت في لحظتها ما جرى من حوار بيني وبين مجاورتي في المقعد ، ولم أكن أشعر بنظراتها التي كانت تختلسها إلى الصحيفة لترى هذا الأمر الذي شغلني عن الحديث معها - كما أخبرتني فيما بعد-، ولم أعد من جولتي الذهنية مع مقال الصحيفة إلا على صوتها وهي تسألني :
أتشك في إسلامي ؟!
قلت لها : ما معنى الإسلام ؟! قالت : هل أنا طفلة حتى تسألني هذا السؤال ! قلت لها: معاذ الله بل أنت فتاة ناضجة تمتم النضج ، تُلوِّن وجهها بالأصباغ ، وتصفِّفُ شعرها بطريقة جيدة ، وتلبس عباءتها وحجابها في بلادها ، فإذا رحلت خلعتها وكأنهما لا يعنيان لها شيئاً ، نعم إنك فتاة كبيرة تحسن اختيار العطر الذي ينشر شذاه في كل مكان ..فمن قال إنك طفلة ... ؟!
قالت : لماذا تقسو عليَّ بهذه الصورة ؟
قلت لها : ما الإسلام ؟ ... قالت : الدين الذي أرسل الله به محمد صلى الله عليه وسلم ، قلت لها : وهو كما حفظنا ونحن صغار (( الاستسلام لله بالتوحيد ، والانقياد له بالطاعة ، و الخلوص من الشرك )) ، قالت : إي والله ذكرتني ، لقد كنت أحصل في مادة التوحيد على الدرجة الكاملة !
قلت لها : ما معنى (( الانقياد له بالطاعة )) ؟
سكتت قليلاً ثم قالت : أسألك بالله لماذا تتسلَّط عليَّ بهذه الصورة ، لماذا تسيء إليَّ وأنا لم أسئ إليك ؟
قلت لها : عجباً لك ، لماذا تعدّين حواري معك إساءة ؟ أين موطن الإساءة فيما أقول؟
قالت : أنا ذكية وأفهم ما تعني ، أنت تنتقدني وتؤنبني وتتهمني ، ولكن بطريقة غير مباشرة ..
قلت لها : ألست مسلمة ؟
قالت : لماذا تسألني هذا السؤال ؟ إني مسلمة من قبل أن أعرفك ، وأرجوك ألا تتحدث معي مرة أخرى .
قلت لها : أنا متأسف جداً ، وأعدك بألا أتحدث إليك بعد هذا ...
ورجعتُ إلى صفحات الصحيفة التي أمامي أكمل قراءة ذلك المقال الذي يتجنَّى فيه صاحبه على الإسلام ، ويقول : إنه دين الإرهاب ، وإن أهله يدعون إلى الإرهاب ، وقلت في نفسي : سبحان الله ، المسلمون يذبَّحون في كل مكان كما تذبح الشيِّاه ، ويقال عنهم أهل الإرهاب ...
وقلبتُ صفحة أخرى فرأيت خبراً عن المسلمين في كشمير ، وصورة لامرأة مسلمة تحمل طفلاً ، وعبارة تحت صورتها تقول : إنهم يهتكون أعراضنا ينزعون الحجاب عنَّا بالقوة وأن الموت أهون عندنا من ذلك ، ونسيت أيضاً أن مجاورتي كانت تختلس نظرها إلى الجريدة ، وفوجئت بها تقول :
ماذا تقرأ ؟ .. ولم أتحدث إليها ، بل أعطيتها الجريدة وأشرت بيدي إلى صورة المسلمة الكشميرية والعبارة التي نُقلت عنها ...
ساد الصمت وقتاً ليس بالقصير ، ثم جاءت خادمة الطائرة بالطعام ... واستمر الصمت ...

يتبـــــــــع

النسري 10-12-2005 05:01 AM

تــابــــــــ جارتي فى الطائرة ــــــــع

وبعد أن تجوَّلتُ في الطائرة قليلاً رجعت إلى مقعدي ، وما إن جلست حتى بادرتني مجاورتي قائلة ً :
ما كنت أتوقع أن تعاملني بهذه القسوة !..
قلت لها :
لا أدري ما معنى القسوة عندكِ ، أنا لم أزد على أن وجهت إليك أسئلة ً كنت أتوقع أن أسمع منك إجابة ًعنها ، إ لم تقولي إنك واثقة بنفسك ثقة ً كبيرة ؟ فلماذا تزعجك أسئلتي ؟
قالت : أشعر أنك تحتقرني ..
قلت لها : من أين جاءك هذا الشعور ؟
قالت لا أدري .
قلت لها : ولكنني أدري .. لقد انطلق هذا الشعور من أعماق نفسك ، إنه الشعور بالذنب والوقوع في الخطأ ، أنت تعيشين ما يمكن أن أسمّيه بالازدواجية ، أنت تعيشين التأرجح بين حالتين ...
وقاطعتني بحدّة قائلة : هل أنا مريضة نفسياً ؟ ما هذا الذي تقول ؟!
قلت لها : أرجو ألاَّ تغضبي ، دعيني أكمل ، أنت تعانين من ازدواجيةٍ مؤذية ، أنتِ مهزومة من الداخل ، لاشك عندي في ذلك ، وعندي أدلّة لا تستطيعين إنكارها .
قالت مذعورة ً : ما هي ؟
قلت : تقولين إنك مسلمة ، والإسلام قول وعمل ، وقد ذكرت لك في أول حوارنا أن من أهم أسس الإسلام (( الانقياد لله بالطاعة )) ، فهل أنت منقادة لله بالطاعة ؟
وسكتُّ لحظة ً لأتيح لها التعليق على كلامي ، ولكنها سكتتْ ولم تنطق ببنتِ شفةٍ - كما يقولون - كما يقولون - وفهمت أنها تريد أن تسمع ، قلت لها :
هذه العباءة ، وهذا الحجاب اللذان حُشرا - مظلومَيْن - في هذه الحقيبة الصغيرة دليل على ما أقول ....
قالت بغضب واضح : هذه أشكال وأنت لا تهتم إلا بالشكل ، المهم الجوهر .
قلت لها: أين الجوهر؟ ها أنت قد اضطربت في معرفة مدلولات كلمة (( الإسلام )) الذي تؤمنين به ، ثم إن للمظهر علاقة قوية بالجوهر ، إن أحدهما يدلُّ على الآخر ، وإذا اضطربت العلاقة بين المظهر والجوهر ، اضطربت حياة الإنسان ...
قالت : هل يعني كلامك هذا أنَّ كل من تلبس عباءة ً وتضع على وجهها حجاباً صالحة نقية الجوهر ؟
قلت لها : كلا ، لم أقصد هذا أبداً ، ولكنَّ من تلبس العباءة والحجاب تحقِّق مطلباً شرعياً ، فإن انسجم باطنها مع ظاهرها ، كانت مسلمة حقّة ، وإن حصل العكس وقع الاضطراب في شخصيتها ، فكان نزعُ هذا الحجاب - عندما تحين لها الفرصة هيِّناً ميسوراً ، إن الجوهر هو المهم ، وأذكِّرك الآن بتلك العبارة التي نقلتها الصحيفة عن تلك المرأة الكشميرية المسلمة ، ألم تقل : إن الموت أهون عليها من نزع حجابها ؟ لماذا كان الموت أهون ؟
لأنها آمنت بالله إيماناً جعلها تنقاد له بالطاعة فتحقق معنى الإسلام تحقيقاً ينسجم فيه جوهرها مع مظهرها ، وهذا الانسجام هو الذي يجعل المسلم يحقق معنى قول الرسول عليه الصلاة السلام : (( والذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لما جئت به )) ..
إنَّ لبس العباءة والحجاب - عندك - لا يتجاوز حدود العادة والتقليد ، ولهذا كان هيّناً عليك أن تنزعيهما عنك دون تردُّد حينما ابتعدت بك الطائرة عن أجواء بلدك الذي استقيت منه العادات والتقاليد ، أما لو كان لبسك للحجاب منطلقاً من إيمانك بالله ، واعتقادك أن هذا أمر شرعي لا يفرّق بين مجتمع ومجتمع ، ولا بلدٍ وبلدٍ لما كان هيّناً عليك إلى هذه الدرجة .
الازدواجية في الشخصية - يا عزيزتي - هي المشكلة .. أتدرين ما سبب هذه الازدواجية ؟
فظننت أنها ستجيب ولكنها كانت صامتةً ، وكأنها تنتظر أن أجيب أنا عن هذا السؤال..
قلت: سبب هذه الازدواجية الاستسلام للعادات والتقاليد ، وعدم مراعاة أوامر الشرع ونواهيه ، إنها تعني ضعف الرقابة الداخلية عند الإنسان ،ولهذا فإن من أسوأ نتائجها الانهزامية حيث ينهزم المسلم من الداخل ، فإذا انهزم تمكن منه هوى النفس ، وتلاعب به الشيطان ، وظلَّ كذلك حتى تنقلب في ذهنه الموازين ...
لم تقل شيئاً ، بل لاذت بصمت عميق ، ثم حملت حقيبتها واتجهت إلى مؤخرة الطائرة ... وسألت نفسي تراها ضاقت ذرعاً بما قلت ، وتراني وُفَّقت فيما عرضت عليها ؟ لم أكن - في حقيقة الأمر - أعرف مدى التأثر بما قلت سلباً أو إيجاباً ، ولكنني كنت متأكداً من أنني قد كتمت مشاعر الغضب التي كنت أشعر بما حينما توجه إليَّ بعض العبارات الجارحة ، ودعوت لها بالهداية ، ولنفسي بالمغفرة والثبات على الحق .
وعادت إلى مقعدها .. وكانت المفاجأة ، عادت وعليها عباءَتُها وحجابها ... ولا تسل عن فرحتي بما رأيت !
قالت : إن رحمة الله بي هي التي هيأت لي الركوب في هذا المقعد ، صدقت - حينما وصفتني - بأنني أعاني من الهزيمة الداخلية ، إن الازدواجية التي أشرت إليها هي السمة الغالبة على كثير من نبات المسلمين وأبنائهم ، يا ويلنا من غفلتنا ! أنَّ مجتمعاتنا النسائية قد استسلمتْ للأوهام ، لا أكتمك أيها الأخ الكريم ، أن أحاديثنا في مجالسنا نحن النساء لا تكاد تتجاوز الأزياء والمجوهرات والعطورات ، والأفلام والأغاني والمجلات النسائية الهابطة ، لماذا نحن هكذا ؟
هل نحن مسلمون حقاًً ؟
هل أنا مسلمة ؟
كان سؤالك جارحاً ، ولكني أعذرك ، لقد رأيتني على حقيقة أمري ، ركبت الطائرة بحجابي ، وعندما أقلعت خلعت عني الحجاب ، كنت مقتنعة بما صنعت ، أو هكذا خُيِّل إليَّ أني مقتنعة ، بينما هذا الذي صنعته يدلُّ حقاً على الانهزامية والازدواجية ، إني أشكرك بالرغم من أنك قد ضايقتني كثيراً ، ولكنك أرشدتني ، إني أتوب إلى الله وأستغفره .
ولكن أريد أن أستشيرك .
قلت وأنا في روضةٍ من السرور بما أسمع من حديثها : (( نعم ... تفضلي إني مصغ ٍ إليك )) ..
قالت : زوجي ، أخاف من زوجي

قلت : لماذا تخافين منه ، وأين زوجك ؟
قالت : سوف يستقبلني في المطار ، وسوف يراني بعباءتي وحجابي ..
قلت لها : وهذا شيء سيسعده ...
قالت : كلا ، لقد كانت آخر وصية له في مكالمته الهاتفية بالأمس : إياك أن تنزلي إلى المطار بعباءتك لا تحرجيني أمام الناس ، إنه سيغضب بلا شك .
قلت لها : إذا أرضيت الله فلا عليك أن يغضب زوجُك ، و بإمكانك أن تناقشيه هادئة فلعلَّه يستجيب ، إني أوصيك أن تعتني به عناية الذي يحب له النجاة والسعادة في الدنيا والآخرة .
وساد الصمت .... وشردت بذهني في صورة خيالية إلى ذلك الزوج يوصي زوجته بخلع حجابها ... أ هذا صحيح ؟!
أيوجد رجل مسلم غيور كريم يفعل هذا ؟! لا حول ولا قوة إلا بالله ، إن مدنية هذا العصر تختلس أبناء المسلمين واحداً تلو الآخر ، ونحن عنهم غافلون ، بل ، نحن عن أنفسنا غافلون .
وصلت الطائرة إلى ذلك المطار البعيد ، وانتهت مراسم هذه الرحلة الحافلة بالحوار الساخن بيني وبين جارة المقعد ، ولم أرها حين استقبلها زوجها ، بل إن صورتها وصوتها قد غاصا بعد ذلك في عالم النسيان ، كما يغوص سواها من آلاف الأشخاص والمواقف التي تمر بنا كلَّ يوم ...
كنت جالساً على مكتبي أقرأ كتاباً بعنوان (( المرأة العربية وذكورية الأصالة )) لكاتبته المسمَّاة ((منى غصوب )) وأعجبُ لهذا الخلط ، والسفسطة ، والعبث الفكري واللغوي الذي يتضمَّنه هذا الكتاب الصغير ، وأصابني - ساعتها - شعور عميق بالحزن والأسى على واقع هذه الأمة المؤلم ، وفي تلك اللحظة الكالحة جاءني أحدهم برسالة وتسلَّمتها منه بشغف ، لعلَّي كنت أودُّ - في تلك اللحظة - أن أهرب من الألم الذي أشعله في قلبي ذلك الكتاب المشؤوم الذي تريد صاحبته أن تجرد المرأة من أنوثتها تماماً ، وعندما فتحت الرسالة نظرت إلى اسم المرسل ، فقرأت : (( المرسلة أختك في الله أم محمد الداعية لك بالخير )) .
أم محمد ؟ من تكون هذه ؟!
وقرأت الرسالة ، وكانت المفاجأة بالنسبة إليَّ ، إنها تلك الفتاة التي دار الحوار بيني وبينها في الطائرة ، والتي غاصت قصتها في عالم النسيان !
إن أهم عبارة قرأتها في الرسالة هي قولها : (( لعلَّك تذكر تلك الفتاة التي جاورتك في مقعد الطائرة ذات يوم ، إِني أبشِّرك ؛ لقد عرفت طريقي إلى الخير ، وأبشرك أن زوجي قد تأثر بموقفي فهداه الله ، وتاب من كثير من المعاصي التي كان يقع فيها ، وأقول لك ، ما أروع الالتزام الواعي القائم على الفهم الصحيح لديننا العظيم ، --لقد قرأت قصيدتك )) ضدَّان يا أختاه (( وفهمت ما تريد )) !
لا أستطيع أن أصور الآن مدى الفرحة التي حملتني على جناحيها الخافقين حينما قرأت هذه الرسالة .... ما أعظمها من بشرى ..... حينما ، ألقيت بذلك الكتاب المتهافت الذي كنت أقرؤه (( المرأة العربية وذكورية الأصالة )) ، ألقيت به وأنا أردد قول الله تعالى : { يُرِيدُونَ أن يُطْفِئُوا نُورَ اللهِ بَأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ } .....
ثم أمسكت بالقلم ... وكتَبْتُ رسالةََ ً إلى (( أم محمد )) عبَّرْتُ فيها عن فرحتي برسالتها ، وبما حملته من البشرى ، وضمَّنتها أبياتاً من القصيدة التي أشارت إليها في رسالتها ، منها :
ضدان يا أختاه ما اجتمعا *** دين الهدى والفسق والصَّدُّ
والله مـــــا أزرى بأمـــتنا *** إلا ازدواج مــــا لــه حَــدُّ
وعندما هممت بإرسال رسالتي ، تبيَّن لي أنها لم تكتب عنوانها البريديَّ ، فطويتها بين أوراقي لعلّها تصل إليها ذات يوم .



القصيدة
هذي العيونُ ، وذلك القَدُّ *** والشيحُ والريحان والنَّدُّ
هذي المفاتنُ في تناسُقها *** ذكرى تلوح ، وعِبْرَةٌ تبدو
سبحانَ من أعطَى ، أرى جسداً *** إغراؤه للنفس يحتدُّ
عينانِ مارَنَتا إلى رجل *** إلا رأيتَ قُواه تَنْهَدُّ
من أين أنتِ ، أأنجبتْك رُبا *** خُضرٌ ، فأنتِ الزَّهر والوردُ ؟
من أينَ أنتِ ، فإنَّ بي شغفاً *** وإليك نفسي - لهفةً - تعدو
قالتْ ، وفي أجفانها كَحَلٌ *** يُغْري ، وفي كلماتها جِدُّ :
عربيةٌ ، حرِّيَّتي جعلتْ *** مني فتاةً مالها نِـدُّ
أغشى بقاعَ الأرض ما سَنَحَتْ *** لي فرصةٌ ، بالنفس أعتـدُّ
عربيّةٌ ، فسألتُ : مسلمةٌ *** قالتْ : نعم ، ولخالقي الحمدُ
فسألْتُها ، والنفسُ حائرةٌ *** والنارُ في قلبي لها وَقْدُ :
من أينَ هذا الزِّيُّ ؟ ما عرفَتْ *** أرضُ الحجاز ، ولا رأتْ نجدُ
هذا التبذُّلُ ، يا محدِّثتي *** سَهْمٌ من الإلحادِ مرتدُّ
فتنمَّرتْ ثم انثنتْ صَلَفاً *** ولسانُها لِسِبَابِهَا عَبْدُ
قالت : أنا بالنَّفسِ واثقةٌ *** حرِّيتي دون الهوى سَـدُّ
فأجبتُها _ والحزن يعصفُ بي - : *** أخشى بأنْ يتناثر العقدُ
ضدَّان يا أختاه ما اجتمعا *** دينُ الهدى والفسقُ والصَّدُّ
والله ما أَزْرَى بأمَّتنَا *** إلا ازدواجٌ ما لَهُ حدُّ




*المصدر كتاب لا تغضب .. مناقشات هادئة
للدكتور عبدالرحمن بن صالح العشماوي

النسري 11-12-2005 06:20 AM

ذرية بعضها من بعض
 
ذرية بعضها من بعض


كان أحد العلماء (صالح بن عتبة الزهري) يمر ذات يوم في إحدى طرقات الكوفة فوجد صبية يلعبون ووجد دونهم صبياً ، قد اعتزل أصحابه وجلس بعيداً يفكر ساهماً شارداً فظنه العالم طفلاً يتيماً أو بائساً نزلت به نازلة فأراد أن يسري عنه فنادى عليه وقدم له درهماً ...

فرده الصبي شاكراً ، وقال:"لست في حاجة إليه"
قال: "يا بني إذاً مالك؟" ".....لماذا لا تلعب رفاقك؟"
قال: "أصلح الله الرجل...أللعب خلقنا؟"
قال الرجل مندهشاً: "ولكنك لا زلت صغيراً"
قال: نعم. ولكني تأملت أمي وهي توقد النار فوجدتها تبدأ بصغار الحطب فأخشى أن أكون من صغار الحطب التي توقد بها جهنم...!

وسأل العالم: "ابن من هذا؟"
قالوا: "هو ابن علي زين العابدين...!"
فقال: "صدق الله العظيم"{ذرية بعضها من بعض}...!!

النسري 12-12-2005 12:50 AM

أردت إفسادها فأنقذتني ...
 
أردت إفسادها فأنقذتني


داعية ولكن من نوع وتوجه آخر ... خط لنفسه طريق وهدف ولكن كان يؤدي إلى الهلاك والفساد . فمضى في تنفيذ مخططه حتى سقط ضحية فتاة عرفت كيف تتعامل مع أمثاله:

ماأجمل الماضي وماأقساه ، صفتان أجتمعت في ذكرى رجل واحد ، صفتان متضادتان ... أحاول أن أتذكر الماضي من أجل أن أرى طفولتي البريئة فيها ... وأحاول أن أهرب من تذكره كي لاأرى الشقاء الذي عشته فيه عنفوان شبابي ...فحينما وصلت سن الخامسة عشرة كنت في أشد الصراع مع طريقين هما طريق الخير وطريق الشر ... لكن من سوء حظي أنني أخترت طريق الشر ، فقلدتني الشياطين أغلى وسام لديها، وصرت تبعاً لها ...بل لم تمضي أيام حتى تمردت عليها فأصبحت هي التابعة لي ، فأخذت مسلك الشر وأستسقيت من منهاله المرالذي أشد من مرارة العلقم وأيم الله ... فلم أتخلى يوماً عن المشاركة في تفتيت روابط القيم والشيم الرفيعة ، حتى أصبح إسمي علماً من أعلام الغواية والضلال ...

وذات مرة أسترعى إنتباهي فتاة كانت في الحي الذي أسكن فيه ، وكانت كثيراً ماتنظر إلىّ نظرة لم أعي معناها ... لكنها لم تكن نظرات عشق ، ولاغرام ، رغم أنني لاأعرف العشق ولا الغرام حيث لم يكن لي قلب وقتها ... وتغلغلت في أفكاري تلك النظرات التي أستوقفتني كثيراً ، حتى هممت أن أضع شراكي على تلك الفتاة ... وبعد فترة أخذت منظومة شعرية يقولون أنها منظومة عشق ، فأرسلتها لها عبر باب منزلها ، ولكن لم أجد منها رد بذلك ولاتجاوب ... وأخذتني بعدها العزة بالأثم لأغوين تلك الفتاة شاءت أم أبت ،فكتبت فيها قصيدةً شعرية من غير ذكر إسم لها ... حتى وصلها الخبر بذلك ، لكنها لم تتصرف ولم يأتي منها شئ ، وذات ليلة كنت عائداً إلى منزلي الساعة الرابعة فجراً ، فأنا ممن هو مستخفي بالنهار وساربُ ُ بالليل ... وإذا بي أجد عند الباب كتاب عن الأذكار النبوية ، فأحمر وجهي لذلك وأستحضرت جميع إرادات الشر التي بداخلي ، حيث عرفت أن التي أرسلته لي هي تلك الفتاة ... وبهذا فهي قد أعلنت حرباً معي ، ففكرت وقتها على أن أكتب قصيدة عن واقعة حب بيني وبينها وأنشرها بالحي ، وبعدها أكون قد خدشت بشرفها ... وجلست أستوحي ماتمليه الشياطين على ّ من ذلك الوحي الشعري ، ففرغت من قصيدتي تلك وأرسلت بها إلى دارها مهدداً إياها بأن ذلك سوف ينشر لدى كافة معارفك ... وجاءني المرسول الذي بعثت معه القصيدة بتمرات ، وقال لي إن الفتاة صائمة اليوم وهي على وشك الإفطار وقد أرسلت معي هذه التمرات لك هديةً منها لك على قصيدتك بها ، وتقول لك إنها ستدعو الله لك بالهداية ساعة الإفطار ... فأخذت تلك التمرات وألقيتها أرضاً ، وأحمرت عيناي بالشر ، وتوعدتها بالإنتقام عاجلاً أم آجل ، ولن أدعها على طريق الخير أبداً ماحييت ... وأخذت أتصيد فترات روحاتها وجياتها للمسجد بألقاء عبارات السخرية والإستهزاء بها فكان من معها من البنات يضحكن عليها أشد الضحك ، ومع ذلك لم تحرك تلك الإستهزاءات ساكناً فيها ... ومرة الأيام ورأيت أنني فشلت في محاولاتي تلك بأن أضل تلك الفتاة وأستمرت هي بإرسال كتيبات دينية لي ، وكل يوم إثنين وخميس وهي الأيام التي كانت تصوم فيهما كانت ترسل التمر لي ، وكأن لسان حالها يقول أنها قد أنتصرت علىّ ، هذا ماكنت أظنه من تصرفاتها تلك ...

وماهي إلا أِشهر إلا وسافرت خارج البلاد باحثاً عن السعادة واللذات الدنيوية التي لم أرآها في بلدي ، ومكثت قرابة أربعة أشهر ، وكنت وأنا خارج بلدي منشغل الفكر بتلك الفتاة ، وكيف نجت من جميع الخطط التي وضعتها لها ... وفكرت فور وصولي لبلدي أن أبدأ معها المشوار مرة أخرى بأسلوب أكثر خبثاً ودهاءاً وقررت أنني سوف أردها عن تدينها وأجعلها تسير على درب الشر ... وجاء موعد الرحلة والرجوع لبلدي وكان يومها يوم خميس ، وهو من الأيام التي كانت تصومه تلك الفتاة ، وحينما قدم لنا القهوة والتمر بالطائرة أخذت بشرب القهوة أم التمر فألقيت به [ حيث كان رمزاً للصائمين ويذكرني بها ] ... وهبطت الطائرة بمطار المدينة التي أسكن بها وكان الوقت الواحدة ظهراً ، وركبت سيارة الأجرة متوجهاً لمنزلي ، وهناك زارني أصدقائي فور وصولي ، وكلاً منهم قد حصل على هديته مني وكانت تلك الهداية كلها خبيثة ، وكانت أكبرها قيمة وأعظمها شراً هدية خصصتها لتلك الفتاة ، كي أرسلها لها ، ولأرى ماتفعله بعد ذلك ... وخرجت ذاهباً لأتصيد الفتاة عند مقربةً من المسجد قبل صلاة المغرب ، حيث كانت حريصةً على أداء الصلاة في المسجد لأن بالمسجد كان جمعية نسائية لتحفيظ القرآن ... وماأن أذن المغرب وفرغ من الأذان وجاء وقت الإقامة ، ولم أرى الفتاة ، أستغربت ، وقلت في نفسي قد تكون الفتاة تغيرت أثناء سفري وهجرت المسجد وتخلت عن تدينها ذلك ... فعدت لمنزلي ، وأنا كلي أمل بأن تكون توقعاتي تلك محلها، وأثناء ماكنت أقلب في كتبي وجدت مصحفاً مكتوب عليه إهداء إليك لعل الله أن يهديك إلى صراطه المستقيم ، التوقيع / اسم الفتاة ... فأبعدته عني وسألت الخادمة من أحضر هذا المصحف إلى هنا فلم تجبني ، وخرجت في يومي الثاني منتظراً الفتاة عند باب المسجد ومعي المصحف كي أسلمها إياه وأقول لها أنا لست بحاجةٍ إليه ، كماأنني سوف أبعدك عنه قريباً ، وأنتظرت الفتاة عند المسجد ولكن لم تأتي . وكررت ذلك عدة أيام لكن دون فائدة فلم اراها ، فذهبت إلى مقربة من منزلها وسألت أحد الصبيان الصغار الذين كانوا يلعبون مع أخوة لتلك الفتاة ، فسألتهم: هل فلانة موجودة ؟ فقالوا لي : ولماذا هذا السؤال ! ربما أنت لست من هذا الحي . قلت بلى ولكن لدي رسالة من صديقة لها كنت أود أن تذهبوا بها لها ، فقالوا لي إن من تسأل عنها قد توفاها الله وهي ساجدة تصلي بالمسجد قبل أكثر من شهرين ...

عندها ما أدري ما الذي أصابني فقد أخذت الدنيا تدور بي وأوشكت أن أقع من طولي ، ورق قلبي وأخذ الدمع من عيني يسيل ، فعيناي التي لم تعرف الدمع دهراً سالت منها تلك الدموع بغزارة ، ولكن لماذا كل هذا الحزن ؟ أهو من أجل موتها وحسن خاتمتها أم من أجل شئ آخر ؟ لم أقدر أن أركز وأعلم سبباً وتفسيراً لذلك الحزن الشديد ، أخذت بالعودة لمنزلي سيراً على الأقدام وأنا هائم لاأدري أين هي وجهتي وإلى أين أنا ذاهب ... وجلست أطرق باب منزلي بينما مفتاح الباب بداخل جيبي ، لقد نسيت كل شئ نسيت من أنا أصبحت أنظر وأتذكر نظرات تلك الفتاة في كل مكان تلاحقني ... وأيقنت بعدها أنها لم تكن نظرات خبث ولاشئ آخر بل نظرات شفقة ورحمة علىّ ، فقد كانت تتمنى أن تبعدني هي عن طريق الشر ... فقررت بعد وفاتها أن أعتزل أهلي ، وفعلاً أعتزلت أهلي والناس جميعاً أكثر من سنة وسكنت بعيداً عن ذلك الحي وتغيرت حالتي ، وصار خيالها دوماً أراه لم يتركني حتى في وحدتي ، أصبحت أراها وهي ذاهبة للمسجد وحينما تعود ، وحاول الكثير من أصدقائي أن يعرفوا سبب بعدي عن المجتمع وعن رغبتي وأختياري للعيش وحيداً لكنني لم أخبرهم بالسبب ... وكان المصحف الذي أهدتني إياها لايزال معي ، فصرت أقبله وأبكي وقمت فوراً بالوضوء والصلاة لكنني سقطت من طولي فكلما حاولت أن أقوم أسقط ، لأني لم أكن أصلي طوال عمري ، فحاولت جاهداً فأعانني الله ونطقت بإسمه ، ودعيت وبكيت لله بأن يسامحني وبأن يرحم تلك الفتاة رحمةً واسعة من عنده ، تلك الفتاة التي كانت دائماً ماتسعى لإصلاحي ... وكنت أنا أسعى لإفسادها ، لكن تمنيت لو انها لم تمت لأجل تراني على الإستقامة ، لكن لا راد لقضاء الله ، وصرت دوماً أدعو لها وأسأل الله لها الرحمة وأن يجمعني بها في مستقر رحمته وأن يحشرني معها ومع عباده الصالحين.

أوراق الخريف 12-12-2005 01:31 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ايها الاخ العزيز والفاضل النسري
اللهم يبعد عنا وعنكم اولاد الحرام ويرزقنا ناس طيبيبن ومؤمنين بالله عز وجل
ان يهدينا كما هدى هاذا الرجل الى صراط مستقيم
رحم الله هذه الفتاة وادخلها جنات ربي

سبحان الله ونعم بالله والله مسامح كريم
بوركت يداك اخي ولا حرمنا من عطاك
ولا من القصص التي تترك اثر فينا كل مرة

اللهم لك الحمد على اخي النسري

النسري 02-01-2006 04:40 AM

الأخت اوراق الخريف...
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته...
جزاكي الله تعالى خيراً على الدعاء والمرور وحسن الظن وبارك الله تعالى فيكي ...

النسري 02-01-2006 05:40 AM


أصغر داعية في العالم!!

حدثني شيخ جليل صادق (والحديث لصاحبه) فقال:
هل تعرف أصغر داعية في العالم ؟!
قلت : عيسى بن مريم عليه السلام ! قال : لا ؛ في هذا الزمان ؟ قلت : هات !
قال اسمع :
لي قريب فتح الله عليه الدنيا ؛ فأُغدِقت عليه الأموال والجاه . فأصبح له شأن
في الناس كبير ؛ وله في كل شيء نصيب إلاَّ في العلاقة مع الله ! فهي مقطوعة
تماماً ؛ لا يعرف الصلاة ولا يطرق للمسجد باباً مع وفور صحته وسعة رزقه !.
رَزَقه الله فوق ذلك ابناً جميل الطلعة ؛جمع الله فيه ما فرَّقه في سائر
الأطفال من الجمال والذكاء والفطنة والفصاحة واللباقة ؛ وهو مع هذا لم يتجاوز
عمره الست سنوات !! أي أنه لم يدخل المدرسة بعد .
جاء يوماً إلى مجلس أبيه ؛ وأبوه سادر في غيّه ؛ قد سمّر عينيه في شاشة التلفاز
و(الريموت كنترول ) بين يديه يقلب القنوات ؛ وفَغرَ فاه كالأبله وغاب عن
الوعي ! . دخل الطفل على أبيه ورأسه ينطف بالماء ووجهه كذلك ؛ مشمراً عن ذراعيه
الصغيرتين اللتين يقطر منهما الماء أيضاً .. وقف أمام أبيه .. نظر إليه نظرة
طفولية فيها كل معاني البراءة !
قال له أبوه :
- سلامات ! إلى أين إن شاء الله ؟!
- قال بلهجة بريئة فيها لثغة (إلى المثجد ..أروح أثليّ مع الناث ..مع المثلمين
ماني ذيّك يهودي ..أنت يابابا يهودي ما تحب الثلاة ) وترجمة هذه العبارة ( إلى
المسجد أذهب أصلّي مع الناس مع المسلمين لست مثلك يهودياً ؛ أنت يا أبي يهودي
ما تحب الصلاة ) ..
- ( غص الأب برِيقه ) .. يا ولد ما هذا الكلام ؟!
- والله ثحيح ! (صحيح ) .. ثم ولّى وترك الأب في دهشته ..!
مكث الأب ساعة إلاّ ربعاً يدور في المنزل لا يلوي على شيء يفكر في ابنه الصغير
الذي قذف في وجهه بهذه القنابل الإيمانية وذهب .
انتظره بفارغ الصبر .. وفجأة فُتح الباب بهدوء وإذا بالصغير يدخل ...
- لماذا تأخرت ..!
- (قلت لك باروح أثلّي ! مع الناث )
أقسم الأب أن الله يحمي هذا الصغير منه فلا يستطيع أن يمسه بسوء ولا أن يمد
نحوه يده بالضرب ؛ ولا لسانه بالشتم ؛ رغم ما كان يُعرف عن هذا الأب من شدة
وجبروت ..
* * *
مكث على هذا الحال سنتين كاملتين .. قال : تأخر الطفل مرة للَّعب خارج البيت ؛
فجُنَّ جنون الأب وقرر الخروج للبحث عنه ؛ وبينما هو يُهم بالخروج إذ بالباب
يُفتح ....و..
- أين كنت ؟ بحثنا عنك في كل مكان .. وفي كل غرفة .. مابقي إلاَّ أن نستعين
بالشرطة للبحث عن حضرة جنابك الكريم !
- (يا بابا.. يا بابا .. أنت ليش ما تفهم .. أنت يهودي يا بابا اللي ما يحب
الصلاة يهودي ! لعبت وبعدين صليت المغرب وتكلمت مع جارنا عبدالعزيز وجئت
مباشرة .. ما تأخرت) ..
- قال الأب : لم أعِ بنفسي إلاَّ ودموعي تنثال على خدي ...إلى متى هذه الغفلة
.؟ إلى متى وأنا أتلقى هذه المواعظ البريئة وأنا في ظلمة الذنب ؛ من طفل أنطقه
الله تعالى بالحق ؟ .والله لم يكن لأحد تأثير عليه حتى أمه رغم صلاحها لم تكن
تلقنه هذا الكلام ولكنه الله عز وجل إذا أراد شيئاً كان !.
تأملته طويلاً .. وقد دخلتني هيبة منه ؛ وقذف الله له في قلبي محبة ممزوجة
برهبة ..لم تكن فيَّ من قبل ! .. برهة من الوقت مرت بنا .. وصمت ونظرات .. لم
يقطع ذلك الصمت إلاّ صوت الحق ينادي لصلاة العشاء .. صوت الأذان الجميل الذي
انطلق من المسجد المجاور الذي لا أتذكر متى آخر مرة دخلته !
نظر إليَّ ولدي كمن يقول لي : يا أبي خذ بيدي وهيا بنا سوياً إلى رحاب الله
...قفزت ! وحملته بين ذراعيّ بعد أن توضأت وقبلّتُه قبلة طويلة خرجت من أعماق
قلبي ودموعي تغطي خده الصغير وذهبت به إلى المسجد ولم أكد أضع أول قدم على عتبة
المسجد حتى رأيت ابني يكاد يطير من الفرح ؛ كلما لقي أحداً من المصلين الذين
يعرفهم ؛ عرّفهم عليّ :
- هذا بابا .. يا عم ( أحمد )..! يا عم (فهد) هذا بابا .. هذا بابا يا ….
توافد المصلون من أصدقاء الداعية الصغير يهنئون أباه على نعمة الصلاة ! ودخوله
المسجد لأول مرة منذ سنوات طويلة .
* * *
قال الشيخ !: والله لقد رأيت الرجل تعلو وجهه نضرة جميلة ؛ بعد أن كانت تعلوه
كآبة وقترة وغبرة .. رأيته تكسو وجهه لحية جميلة ! وكان يحدثني عن هذا الطفل
أنه كان يزعجهم حتى يوم الجمعة من الصباح الباكر ؛ نوقظه ليغتسل وتطيبه أمه
ليذهب إلى صلاة الجمعة ..
فال الشيخ : كنت أرى ذلك الطفل يلعب مع الصغار في الشارع فأستغرب وأقول في نفسي
أمعقول أن يكون هذا داعية ناجحاً على صغره ولعبه .. ويفشل كثير منا على كبرنا
وجِدِّنا ! ....
* * *
وبعد .. فإن الله عز وجل إذا أراد أمراً هيأ له أسبابه ؛ وهل أجمل من طفلٍ
ينشئه الله تعالى في طاعته ويحوطه بحفظه ؛ وهل ينتظر (بعض) الآباء أن يقودهم
أبناؤهم إلى المساجد .. بدلاً من أن يكونوا هم عوناً لأبنائهم على الخير ؛ وهل
انقلبت مفاهيم التربية حتى يكون الابن هو الذي يربي أباه…
وكم بيننا من عبر ولكن لا نعتبر !..

h_nawras77 02-01-2006 06:01 PM

إنها قصة فتا آمن فصبر و ثبت فآمنت معه قريته
 
أدعو الله عز وجل أن يرزقنا الصبر و الثبات .... فأي صبر و أي قوة و ثبات هذا ... إنها حقا قصة رائعة . و مهما كنا صابرين فهل يا ترى سنبقى ثابتين ؟؟؟؟؟ إدعي لي و للمسلمين أجمع

النسري 03-01-2006 03:54 AM



إنَّ الحمدَ لِله نحمدهُ ونستعينهُ, ونستغفرهُ, ونعوذُ باللهِ من شرورِ أنفسنا, ومن سيِّئاتِ أعمالِنا, منْ يَهدهِ اللهُ فلا مُضلَ لـهُ, ومنْ يُضلل فلا هاديَ لـه. وأشهدُ أنَّ لا إله إلا الله وحدهُ لا شريكَ لـه, وأشهدُ أنَّ محمداً عبدهُ ورسوله. (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَـمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)) (آل عمران:102). (( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً)) (النساء:1). ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً)) (الأحزاب:70-71).

الأخت h_nawras77 بارك الله تعالى فيكي وأشكرك على حسن الظن والمرور
أختي وأخوتي ... لقد شاء الله ُ جلَّ جلاله, وتقدست أسماؤه, أن يجعلَ هذه الحياةَ الدنيا مقراً للامتحان والابتلاء, ويتصارعُ فيها الخيرُ و الشر, والحقُ والباطل, والإيمانُ والكفر, والفضيلةُ والرذيلة, وجعلها داراً يشوبُها الكدرُ والعناء, والبؤسُ والنكد, والضجُيج والصخب, والجهدُ والنَصب, والهمُ والحَزَن, فهذه طبيعةُ الحياة الدنيا, وهذه أوصافُها وملامُحها, وخصائُصها وظروفُها, وإزاءَ هذه الطبيعةِ المتقلبة, والأحوال المتقاربة, يبحثُ المؤمن المصدقُ بوعدِ اللهِ ورسولهِ عن المنهجِ الصحيح, في التعاملِ مع تلك الأوضاعِ المتنافرة, وعنَ موطئِ قدمٍ فوق أرضيةٍ ثابتةٍ, لا يْجدُ خيراً من الصبر سلاحاً , يواجُه به ذلكَ الكَم الهائلَ من المحنِ الابتلاءات , والمواجهات والتحديات .

فعند البخاري - من حديث أبي سعيد رضي الله عنه - قال عليه الصلاة والسلام : (( وَمَنْ يَسْتَعْفِفْ يُعِفَّهُ اللَّهُ وَمَنْ يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ اللَّهُ وَمَنْ يَتَصَبَّرْ يُصَبِّرْهُ اللَّهُ وَمَا أُعْطِيَ أَحَدٌ عَطَاءً خَيْرًا وَأَوْسَعَ مِنَ الصَّبْرِ ))[1].

وأما الخليفة المسدد عمر رضي الله عنه فيقول : (وجدنا خبز عيشنا بالصبر) .

إلا إنَّ من الأحوال التي تستلزمُ الصبَر, ويقتضيه الصبرَ على ما يعتري الإنسان من البلاء في نفسهِ, كأن يفقدَ حاسةً من حواسه, أو عضواً من أعضائه, أو يسريَ المرضُ إلى بقعةٍ من جسده, فيحارُ الطبيب, ويخفقُ الدواء, ويطولُ البلاء, فلا يجدُ المؤمن بالله واليوم والآخر غيرَ الصبِر سيداً للموقف , ومضمداً للجراح , ومخففاً للعناء .

هذا عروةُ بنُ الزبير- رحمه الله- الرجلُ الصابرُ المحتسب, يصابُ بجرثومةٍ تَنْخرُ عظامِ ساقه, فيقررُ الأطباء بترها, فيُسلِّمُ لقضاءِ الله وقدرِه , ويذعنُ لأمرهِ وحكمتهِ, ويُسلُم ساقَه الثمينةَ إلى الطبيب, فينشُرها بمنشارٍ بدائيٍ من حديدِ, فيغيثُ جرحُه دماً و يتفصد جبينهُ عرقاً , ويحترقُ قلبهُ لوعةً واسى على فقدِ قدمه التي ما عرفتْ غيرَ المسجدِ طريقاً تسلُكه, وغيرَ حِلقةِ العلمِ درباً تعبُره, قدمٌ لم تحملْه إلى بوأرٍ مشبوهة , ومراتعَ موبوءة , ولا إلى حيثُ مذابحُ الفضيلة, ومسالخُ العفة

وبينما عروةُ - رحمه لله - يتجرعُ مرارةَ المصيبة , و هولَ الكارثة بإيمانٍ وثبات, إذا بداخلٍ يدخُل عليه يعزيه بابنهِ محمد, فيزدادُ البلاءُ بلاءً, والعناءَ عناءً, فلا يزيدُ على أن يقول : اللهم كان لي بنونَ سبعة فأخذتَ واحداً و أبقيتَ لي ستة , وكان لي أطرافٌ أربعة , فأخذت طرفاً وأبقيتَ ثلاثة ولئن ابتليتَ لقد عافيت .ولئن أخذتَ فقد أعطيت , إن المرء لا يكادُ ينقضي عجبه أمام تلكَ الهممِ الشامخةِ من الرجال! وللمرء أن يتساءل أيُ رجالٍ هؤلاء ؟! أين درسوا ؟! أين تعلموا ؟! أين تربوا ؟! لكنَّ العجبَ سَرْعان ما ينقضي وينتهي, ثم ينزوي حين نتذكرُ أنهم رجالٌ تربوا على مائدةِ القران, وارتشفوا من معينِ سنةِ سيدِ البيان عليه الصلاةُ والسلام .

أنهمٌ رجالٌ تربوا (( فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ * رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ)) (النور:37,36) .

لقد أدركوا بكل وعيٍ, ووعوا بكل إدراكٍ قيادة ومقودين, أُمراءَ ومأمورين , أنَّ الصبرَ ضياء, والقرآنَ حجةٌ لك أو عليك, وكلُ الناسِ يغدو فبائعٌ نفسَه فمعتقُها أو موبقُها.

وعند البخاري رحمه الله : ((جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَتْ : إِنِّي أُصْرَعُ وَإِنِّي أَتَكَشَّفُ فَادْعُ اللَّهَ لِي قَالَ إِنْ شِئْتِ صَبَرْتِ وَلَكِ الْجَنَّةُ وَإِنْ شِئْتِ دَعَوْتُ اللَّهَ أَنْ يُعَافِيَكِ قَالَتْ أَصْبِرُ قَالَتْ فَإِنِّي أَتَكَشَّفُ فَادْعُ اللَّهَ أَنْ لَا أَتَكَشَّفَ فَدَعَا لَهَا )) [2].

فلم تتردد المرآة وقد ذكر لها الجنةَّ بدورِها وقصورِها , أشجارِها وثمارِها, وشرابِها ومائها, ونعيمِها وبقائِها, أن تقول أصبر يا رسول الله فتهونُ أمامَ الجنة كلُ الأسقامِ والأوجاع , وكلُ العناءِ والبلاء , وكلُ الهمِ والحزن, هذه المرأةُ السوداء التي بشرِّت بالجنةِ نظيرَ صبِرِها واحتسابِها, يبشرُ غيرُها بالنارِ وبئسِ القرار حين يفقدُ المُبتلى صواَبه , يغيبُ عنه وعيُه ويستولي الطيشُ على تصرفاتهِ , ويرتكبُ حماقة تذهبُ دنياه وأَخرته .

عند البخاري أيضاً : عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ رَضِي اللَّه عَنْهم أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْتَقَى هُوَ وَالْمُشْرِكُونَ فَاقْتَتَلُوا فَلَمَّا مَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى عَسْكَرِهِ وَمَالَ الْآخَرُونَ إِلَى عَسْكَرِهِمْ وَفِي أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ لا يَدَعُ لَهُمْ شَاذَّةً وَلا فَاذَّةً إِلَّا اتَّبَعَهَا يَضْرِبُهَا بِسَيْفِه,ِ فَقَالَ مَا أَجْزَأَ مِنَّا الْيَوْمَ أَحَدٌ كَمَا أَجْزَأَ فُلَان-يعني ما قاتل أحد ببسالة وشجاعة مثل ما قاتل فلان- فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (( أَمَا إِنَّهُ مِنْ أَهْلِ النَّارِ فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: أَنَا صَاحِبُهُ قَالَ فَخَرَجَ مَعَهُ كُلَّمَا وَقَفَ وَقَفَ مَعَهُ, وَإِذَا أَسْرَعَ أَسْرَعَ مَعَهُ قَالَ فَجُرِحَ الرَّجُلُ جُرْحًا شَدِيدًا, فَاسْتَعْجَلَ الْمَوْتَ, فَوَضَعَ نَصْلَ سَيْفِهِ بِالْأَرْضِ وَذُبَابتَهُ بَيْنَ ثَدْيَيْهِ, ثُمَّ تَحَامَلَ عَلَى سَيْفِهِ فَقَتَلَ نَفْسَه,ُ فَخَرَجَ الرَّجُلُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ, قَالَ وَمَا ذَاكَ قَالَ الرَّجُلُ الَّذِي ذَكَرْتَ آنِفًا أَنَّهُ مِنْ أَهْلِ النَّار,ِ فَأَعْظَمَ النَّاسِ ذَلِكَ فَقُلْتُ أَنَا لَكُمْ بِهِ فَخَرَجْتُ فِي طَلَبِهِ ثُمَّ جُرِحَ جُرْحًا شَدِيدًا فَاسْتَعْجَلَ الْمَوْتَ فَوَضَعَ نَصْلَ سَيْفِهِ فِي الْأَرْضِ وَذُبَابَهُ بَيْنَ ثَدْيَيْهِ ثُمَّ تَحَامَلَ عَلَيْهِ فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ ذَلِكَ إِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ عَمَلَ أَهْلِ الْجَنَّةِ فِيمَا يَبْدُو لِلنَّاسِ وَهُوَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ عَمَلَ أَهْلِ النَّارِ فِيمَا يَبْدُو لِلنَّاسِ وَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ)) [3].

يا سبحان الله! رجلٌ مجاهدٌ شجاع ! لا يتركُ في المشركين شاذةً ولا فاذة إلا أتّبعها بسيفِه يضربها, لكنه حين أصيب فقدَ صبَره وتصرفَ ذلك التصرف الطائش, فأزهقَ روحَه التي أو تُمن عليها فأستحق ناراً (( نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ )) (التحريم: 6) .

ولا يفوتنك أخي المسلم وأنت تتفكرُ في عاقبةِ التهور التي آل إليها ذلك الرجل, أتذكر أنَّ هذا فيمن قتل نفسَه ، فكيف بمن قتل غيرَه ؟! واحداً أو اكثر ومن الأحوال التي تستدعي الصبرُ كذلك الصبر على فقدِ الصاحبِ والقريب, فإنِّه مهما أجتمع الناسُ في هذه الدنيا ، وطالَ بقاءُهم, ومهما تمتعوا فيها وطاب لقاؤُهم ، فإنَّهم يسفترقون لا محالة . طال الزمانُ أم قصر , وسيفقد الأحبابُ أحباَبهم, والأصدقاَء أصدقاَئهم. والخِلاَّنُ نُدماءَهم, فليسَ غيرُ الصبرِ حصناً حصيناً, أم ضرباتِ الفراقِ وطفقاتِه, هذا نبيُ اللهِ محمدٌ عليه الصلاة والسلام هو في المراحلِ الأولى من دعوتهِ يفقدُ زوجتهُ الحنون ودرتَه المصون, خديجة رضي الله عنها, يفقدها وهو في أمسِّ الحاجة إلى الناصرِ والمعين, بعد أن كذِّبه أقرب الناس إلى شخصهِ الكريم . فما شقَّ جيباً ولا ندبَ حظاً, ولاشتمَ دهراً, ولكنَّه رضي وسلم وصَبر واحتسب, بل أن البلاءَ ليلاحقُه بفقد أبنائه جميعاً واحداً بعد الأخر, سوى فاطمة, ويظُل ثابتَ القدمين, رابطَ الجأش, قوي الإيمان, صادقَ اليقين,

وهذا نبُي اللهِ يعقوب - عليه السلام- يُبتلى بفقدِ حببيهِ وقرةِ عينه يوسُفْ -عليه السلام- ويزيدهُ حرقةً واسى حين يعلمُ أنَّ حرماَنه من ابنه إنما هو نتيجةَ مؤامرةٍ بشعة دَّبرها أولاُده, الذين هم من لحمهِ ودمه, فلا يزيدُ على أن يقول فصبرٌ جميل واللهُ المستعاُن على ما تصفون, ويبتلى إسماعيل بسكينِ والدهِ الخليلِ -عليهما السلام- سلطها على رقبتهِ, فلا يزيدُ على أن يقول يا أبتِ افعلْ ما تؤمر ستجدني إن شاء اللهُ من الصابرين, أي قلوبٍ هذه لا تجزعُ ولا تطرب, أمام هذا الركامِ الضخمِ من البلاءِ والعناءِ الثقيل, أنها قلوبٌ تستشعرُ بكلِّ يقين, معنى قولـه تعالى : ((إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ)) (الزمر: 10).

وقوله سبحانه : ((وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ* أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ)) (البقرة:157) .

ومن الأحوالِ التي تستدعي الصبرَ كذلك, الصبرُ على تربيةِ الأبناءِ عموماً والبناتِ على وجهِ الخصوص, أخرج الترمذي وقال حسن صحيح وصححه الألباني من حديث عائشة رضي الله عنها عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ((مَنِ ابْتُلِيَ بِشَيْءٍ مِنَ الْبَنَاتِ فَصَبَرَ عَلَيْهِنَّ كُنَّ لَهُ حِجَابًا مِنَ النَّارِ)) قَالَ أَبو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ.

يتبــــــــــــــع

النسري 03-01-2006 04:02 AM

تابـــــــــــــع

تأمل رعاك الله، من أُبتلي بشيءٍ من البنات فصبر عليهن , كن له حجاباً من النار, ماسرُ هذا الاهتمام ؟ ولماذا البنات بالذات صلَّى عليك الله يا علم الهدى ! إن نبيِّ الله يدركُ أن صلاحَ البنات له شأنٌ أخر، قد لا يخطرُ ببالِ من يقرأ الحديثَ للوهلة الأولى , ففي صلاحهَّن صلاحٌ للبيت كلهِّ, وفي صلاحهن يتجرعُ دعاةُ الخنا وشرذمةُ الفجور غصصَ الحرمان من اللذَّة الحرام, والوطء النجس، وبصلاحهَّن ترتدُ قوافُل المتاجرينَ بقضيةِ المرأة، وهي تجرُ أذيالَ الخيبة متأبطةً مخططاتِها في التظليلِ والإفساد, تبحثُ عن موطئَ قدمٍ في مكانٍ أخر, فالله الله أيها الأبُ الغيور, أن تنظَر عينٌ خائنةٌ إلى ذرةٍ من جسدِ ابنتكِ المصون, أو تتلذذَ أذنٌ آثمة بصوتِ ابنتك باسمِ الحبِّ، والصداقةِ والغرامِ, فعبر سماعة الهاتف قوضِّت بيوتٌ من أركانِها. وانتهكت أعراضٌ بأسبابها. من أبتلى بشيء من البنات فصبر كن له حجابا من النار, ومن الأحوال التي تستدعي الصبر: الصبرُ على الأذى في سبيلِ الله ، فإنَّ طريق الدعوة مليء بالعقبات , محفوف بالمخاطر والصبر خير علاج معين .

((وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ وَلَقَدْ جَاءَكَ مِنْ نَبَأِ الْمُرْسَلِينَ)) (الأنعام:34)

وأعداءُ هذا الدين، لا يألون جهداً, ولا يدخرون وسعاً في التآمر على هذه الأمة والكيدِ لها, لكنَّ المؤمنَ المصدقَ بوعد الله ووعدِ رسولهِ يقرأُ قولـه تعالى : ((وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً)) (آل عمران: 120).

فيطمئنَ قلبُه, وتستبشرُ روحُه نعم, لا يضركم كيدهم شيئاً, لكن متى؟ إن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا, بيد أنِّ الصبر والتقوى لا يعني كفكفت الدموع، ومعالجَة الآهات, لكنَّ الصبر يعني مواجهةَ الحديدِ بالحديدِ, والنار بالنار, والكيد بكيدٍ مثله , لقد ظللَنا سنواتٍ طويلة ونحنُ نتلقى لكمات يهود وصفعاتِهم دون أن تغنيَ دمُوعنا عنَّا شيئاً, أما اليوم حين تغيرت لُغة الحديثِ مع يهود.

وأدرك المجاهدونَ في فلسطين المعنىَ الحقيقيَ للصبرِ والتقوى, أصبحَ لليهودِ ضحايا وجرحىَ, ودماءٌ وأشلاء, ودموعٌ وبكاء, ، سنتَهم في التأبينِ والإغواء التي كاَدوا ينسُونها .

بارك الله لي ولكم بالقرآن العظيم، ونفعني وأيَّا كم بالذكرِ الحكيم، واستغفر الله لي ولكم إنَّهُ هو الغفورُ الرحيم .

إن الصبر يحتاجه المؤمن وهو يسمع صباح مساء الدعاوى الكاذبة, والتهم الباطلة, وسيل السباب والشتم مقتديا برسول الله صلى الله عليه وسلم الذي سمع أشد كلامٍ وأقساه, فأتهم بالكذب والافتراء, ووصم بالسحر والشعوذة, ورمي بالجنون والبلاهة , أنت شاعر يا محمد,أنت كاهن يا محمد, أنت مفتر يا محمد، أنت كاذب يا محمد,أنت ساحر يا محمد, أنت مجنون يا محمد, وإزاء هذا السفه الممقوت, والدجل الفاضح ينزل جبريل عليه السلام بقوله تعالى: ((فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاء اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى)) (طه:130).

فاصبر على ما يقولون فإنه لهم أجلاً لاريب فيه, وموعداً لا يتخلف, ولو تأملت أخي الحبيب, هذه الآية العظيمة قل من يتفطن لها , فبعد أن حث المولى جل وعلا نبيه الكريم على الالتزام بالصبر, ثمّ أمره بعدها مباشرة بمواصلة العمل, فقال: وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها, ومن أناء الليل فبسح أطراف النهار لعلك ترضى.

مما يعني: أنَّ قالت السُوء لا ينبغي أن تكون مانعاً من مواصلة المسير, فما هوائهم إلا صيحة في وادٍ, أو نفخة في رماد .

أيها المسلمون : ولو تتبعنا الأحوال التي تقتضي الصبر وتثبطه لطال المقام, وكلاَّ البنان والبنيان, لا كِننا نختم بما بشر به الكريم المنان عباده الصابرين في الدنيا قبل الآخرة, فأما في الدنيا فقد بشر الصابرين بالتمكين في الأرض بعد اندحار الباطل, وأفول شمسه أرجع بذاكرتك إلى الوراء, وتذكر موسى وقومه وقد أصبحت الكلمة كلمتهم, والمقالة مقالتهم بعد أن كُبت الطاغية وجنده , فالأجسام للغرق, والأرواح للحرق, ثم اقرأ حديث مولاك, وهو يصف ذلك المشهد المهيب : (( وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرائيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ)) (لأعراف:137) .

ومن بشائر الصابرين في الدنيا كذلك: نيل, الإمامة وتولي القيادة قال جل وعلاء ((وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآياتِنَا يُوقِنُونَ)) (السجدة:24

وأما بشائرهم في الآخرة : فجنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر . وجزاهم بما صبروا جنةً وحريراً, متكئين فيها على الأرائك لا يرون فيها شمساً ولا زمهريرا, ودانية عليهم ظلالها وذللت قطوفها تذليل, يطاف عليها بآنية من فضة وأكواب كانت قواريرا . قوارير من فضة قدروها تقديرا ويسقون من كأس كان مزاجها كافوراً عينا فيها تسمى سلسبيلا ويطوف عليهم ولدانٌ مخلدون إذا رايتهم حسبتهم لولواً منثورا وإذا رأيت ثم رأيت نعيما ومكلم ... مشكوراً

اللهمَّ إنَّا نسألُك إيماناً يُباشرُ قلوبنا، ويقيناً صادقاً، وتوبةً قبلَ الموتِ، وراحةً بعد الموتِ، ونسألُكَ لذةَ النظرِ إلى وجهكَ الكريمِ, والشوق إلى لقائِكَ في غيِر ضراءَ مُضرة، ولا فتنةً مضلة،

اللهمَّ زينا بزينةِ الإيمانِ، واجعلنا هُداةً مهتدين,لا ضاليَن ولا مُضلين, بالمعروف آمرين, وعن المنكر ناهين، يا ربَّ العالمين, ألا وصلوا وسلموا على من أُمرتم بالصلاة عليه، إمام المتقين، وقائد الغرِّ المحجلين وعلى ألهِ وصحابته أجمعين.

اللهمَّ آمنا في الأوطانِ والدُور،وأصلحِ الأئمةَ وولاةِ الأمورِ, يا عزيزُ يا غفور, سبحان ربك رب العزة عما يصفون.

النسري 04-01-2006 01:51 AM

إلى ابني دعوه ودمعة ...
 
إلى ابني دعوه ودمعة
خرج من غرفته بجفنين مثقلين ، وفم يتدافع منه التثاؤب ، أزارير ثوبه مفتوحة واضعاً شماغه فوق كتفه ممسكاً بيده هاتفه النقال وهو ينادي الخادمة بصوت عالٍ لتحضر الشاي ثم يتبع سؤال متكرر : هل إتصل علي أحد ؟ ونظرات يبعثرها يمنة ويسرة عله يجد سبباً للنزاع مع من حوله ، فلما لم يجد عاود النداء على الخادمة أين الشاي ؟ على أثرها دخل والده قادماً من المسجد بعد أن أدى صلاة المغرب وعندما أبصر ابنه بهذه الحالة هز رأسه يمنة ويسرة وهو يحوقل ، أما الإبن فتجاهل الوضع وكأنه لم ير شيئاً محاولاً تجنب حوار قد يعيقه عن موعد مع أحد أصدقائه ، لكن والده هذه المره قد عقد العزم على الفصل في وضع ابنه ، جاءت الخادمه تحمل الشاي والخوف يدفعها ، قال لها الأب ضعيه في المجلس فارتسمت على محيا الابن علامات الضجر وبرغم علمه أنه المقصود قال هل سيأتيك ضيوف يا والدي ؟ قال الأب : لا ، لكنني أود الجلوس معك على انفراد

ومضى الأب إلى المجلس وتبعه الابن بخطوات مثقلة ، وأخته تتبعه بنظرة شماته عليه وفرح بموقف والدها ، بعد أن جلسا رفع الأب بصره إلى السماء ودفع من صدره آهة كبيرة ولسان حاله يسأل الإعانة في حوار يأمل أن يكون تربوياً ونافعاً ، وقال : يا بني عمرك الآن ثمانية عشر عاماً وأنت إلا الآن تجرجر أفعالك من زمن الصبا ... تنام عن الصلوات المكتوبة ولا تبالي متى تؤديها ولا كيف تؤديها ، وعندما تستيقظ يسبقك حالة من الطوارئ ، كل من في البيت يحاول جاهداً تجنب مقابلتك أو الصدام الخاسر معك ، تبذل وقتك في السهر مع رفاقك ، وتأبى أن تصحب إخوتك إلى الطبيب ، أو أمك إلى السوق ، يأتينا الضيوف فلا يجدونك ونذهب إليهم فلا ترافقنا ، تمضي الساعات الطوال مع أصحابك في لعب الورق ومشاهدة القنوات الفضائية أو في الأحاديث الذابلة ، وتبخل على مستقبلك بساعة تقضيها في مراجعة دروسك ، همك أن تجد سيارتك مجددة النظافة وملابسك قد أعيد كيها وتسأل عن أدق التفاصيل فيها ولا يخطر ببالك أن تسأل عن جدتك المريضة ، أهذه حياة ترضاها لنفسك ؟ أهذه طريق نأمل أن تقودك إلى السعادة الحقة ؟

أتحدى أن تكون قد أمضيت خمس دقائق تتأمل فيها وضعك ووضع أصحابك الذين تصحبهم إلى ما بعد منتصف الليل حين تعود إلى المنزل وكأنك فارس زمانك ، إسأل نفسك كم مرة مضى على آخر مرة تناولت فيها العشاء معنا ؟ إسألها متى آخر مرة زرت فيها جدتك ؟ بل إسألها متى آخر مرة صليت فيها فرضاً غير الجمعة في المسجد ؟ بل إنك حتى صلاة الجمعة كثيراً ما تفوتك الركعة الأولى منها ، أنا لا أطلب منك المستحيل ولا أنتظرك أن تعفيني من بعض متبعاتي تجاه أسرتي ، بل أريد أن تضع قدمك على الطريق الصحيح ، ولك أن أفرش دروبك بالورد ما استطعت

بعد الليلة الأولى من رمضان الماضي لم أرك تقرأ في كتاب الله الكريم غير أنك تمضي الساعة والساعتين تقرأ كل سطر في الصحف ، لا يا بني هذه ليست عيشة أرضاها لفلذة كبدي

وفجأة .. قطع حديث الأب صوت كوابح سيارتين في الشارع المجاور ثم صوت ارتطام شديد . خرجا - وهما يسألان الله اللطف - ليستطلعا ما حدث ، وبعد خطوات من الجري توقف الابن وهو يردد لا .. لا

ثم جثا على ركبيته وهو يجهش بالبكاء ، وعاد إليه والده قائلاً ما بك ؟ هل تعرفه ؟

أجابه نعم إنه صديقي الذي كنت على موعد معه قبل حديثك معي . كان المفترض أن أكون معه الآن لولا إرادة الله . ثم حديثك معي ، أتدري يا والدي كنت أتمنى أن ينتهي حديثك معي سريعاً ليس لأنني مللته ولكن لأني كنت قد عزمت الأمر على مصارحة صاحبي بأن يتغير مسار حياتنا إلى ما يرضي الله ثم يرضي والدينا ، غير أن ما ترى من قضاء الله وقدره قد سبقني إليه


h_nawras77 04-01-2006 08:12 PM

حلقات من القصص المؤثرة
 
و إني لأندم أشد الندم على يوم ينقص فيه عمري و لا يزيد به عملي ، و إني لأندم أشد الندم على يوم ينقص فيه جهدي و لا يزيد فيه ثوابي ... اللهم إغفر و آرحم و آعف ... يا الله .. يا الله ... و تب علي . "و من يتصبر يصبره الله و ما أعطي أحد خيرا و أوسع من الصبر." جزاك الله خيرا كثيرا .. ولك مني كل التقدير ، و لا تحرمنا من كتاباتك المشوقة . و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

النسري 04-01-2006 11:03 PM

الأخت هبه أهلا بك في الخيمة الإسلامية وأشكرك على المرور والدعاء وحسن الظن وبارك الله تعالى بكي

النسري 04-01-2006 11:28 PM

من ضيق الدنيا الى سعة الآخرة
 

من ضيق الدنيا الى سعة الآخرة

يقول صاحب هذه القصة :-
بداية أحمد الله تعالى أنْ منَّ عليّ بالهداية وأنقذني مما كنت فهي فلولا فضل الله عليّ ونعمته لكنت من الخاسرين في الدنيا والآخرة فالحمد لله الذي هداني لهذا وإليكم قصتي مع التوبة:-

ولدت وتربيت في أسرة محافظة بين أبوين صالحين بذلا كل ما بوسعهما تجاه أبنائهم ، وكنا ننعم وما زلنا بحياة طيبة هادئة ولله الحمد على ذلك.

توقفت عن الدراسة في مرحلة مبكرة رغم محاولات والدي ونصائحه لي بعدم فعل ذلك قبل أن يلبي لي جميع طلباتي ولكن جميع محاولاته باءت بالفشل تحت إصراري على الإتجاه للمجال الوظيفي بحجة الإعتماد على النفس.

وبعد الإلتحاق بالوظيفة تعرفت من خلالها على زميل لي كان يبدو عليه أنه شخص أكثر من عادي بعكس ما كان يخفيه من أفكار شيطانية، وظل يغويني ويقنعني بهذه الأفكار شيئاً فشيئاً حتى وقعت في دوامة المخدرات، ويوماً بعد يوم كان إدماني لها وتعلقي بها يزداد حتى أصبحت أزيد على الكميات المعتادة وبدأت آثارها تظهر على صحتي ومظهري وحالتي المادية فقد كان كل ما يقع في يدي من مال يذهب بطريق المخدرات وتدهورت علاقاتي بأهلي كثيراً وأمي خصوصاً وبعد أن كنت شاباً مفعماً بالحيوية والنشاط معروفاً بالإنضابط في عملي ومشهود له بالسلوك الحسن أصبحت شخصاً انطوائياً كئيباً واصبح سلوكياً شيئاً وعدوانياً حتى مع والديّ ولا حول ولا قوة إلا بالله وبدأ مسلسل الإهمال في عبادتي ووظيفتي وكل ماهو حولي وأصبحت لا أبالي بالحياة كثيراً وبالمقابل فقد كان ذلك الزميل أشد تدهوراً مني إلى أن وقع في قبضة رجال الأمن وتم تحويله بعد ذلك إلى مستشفى الأمل لعلاجه من الإدمان وخسر بذلك سمعته ونفسه وقبل كل شيء دينه وأهله.

ولأن علاقتي بذلك الزميل أصبحت مشبوهة ابتعدت عنه لفترة من الزمن ولكن لم أستطع التحمل حيث أنه هو الذي كان يحدني بالمخدرات عن طريق أحد المروجين وفكرت كيف أستطيع أن أحصل على المخدرات بدونه وخطر في بالي أن أذهب إلى ذلك المروج وحدي، وهنا بدأ مسلسل الضياع العميق..

لقد استقبلني ذلك المروج استقبالاً حافلاً.. لم أعرف سببه إلا فيما بعد، حيث إنه كان من الشاذين جنسياً وكان يطلب مني مراراً وتكراراً أن أفعل به الفاحشة.. ورفضت ذلك كثيراً.. ولكن مع مرور الأيام وضغط الحاجة حيث أنه هو الذي كان يعطيني ما أحتاجه من كميات مخدرة ومع ذلك فقد كان هذا الفاسق يغريني بالمال أيضاً وبتوفير الفتيات الساقطات وتحت هذه الظروف جميعاً وافقت لدرجة أنه كان يدفع لي أحياناً إلى حدود عشرين ألف ريال نقداً وفي مرة واحدة.. وانغمست في هذا المستنقع القذر إلى القاع.. واهماً أنني سأجد السعادة في كل هذه القذارات...

وفي ليلة من الليالي كنت في أحد أوكار السموم برفقة أحد أصدقاء السوء لنشتري كمية من المخدر وبعد أن تعاطيناه خرجنا من هناك وأخذنا ما تبقى من الكمية وكنت حريصاً على أن تكون الكمية المتبقية معي أنا بالذات.. وبعد أن خرجنا نمشي أنا ورفيق السوء شعرت أن صدري بدأ يضيق حتى فقدت القدرة على التنفس ثم بدأ سمعي وبصري لا يستجيبون لما هو حولي وفي هذه الأثناء كان كل هم رفيق السوء الذي كان معي هو أن يحصل على ما تبقى معي من هذه السموم وفقدت القدرة على التوازن ولم يكن أمامي إلا العودة إلى ذلك الوكر الخبيث كما أشار علي رفيق السوء الذي تركني لأصارع الموت وألتقط آخر أنفاسي وحيداً... وعدت إلى ذلك الوكر في حال لا يعلمه إلا الله وجميع من كان في ذلك الوكر لم يعبئوا بي ولم يلتفتوا إليّ حتى إن أحدهم رفض أن أتمدد على سريره حتى لا أوسخه عليه كما يزعم ولم أجد مكاناً أتـمدد فيه إلا بين السرير وجدار الغرفة في مكان ضيق قذر... وهناك شعرت بقيمة نفسي... في ذلك الموقف العصيب والمهين في نفس الوقت.. أحسست بعظم ذنبي وفداحة خطيئتي... هناك علمت أن الله كما يقول في كتابه العزيز ( ومن يهن الله فما له من مكرم ).

لقد استرجعت ذاكرتي في ذلك المكان الضيق وذلك الموقف المهين شريط الحياة الكالح ... ورجوت الله هناك ... نعم رجوته هناك رجوته أن يخفف عني وأن يرحمني حتى أخرج من ذلك المكان .

لقد خرجت من هناك برحمة الله فقط... خرجت بعد أن أخذت درساً استوعبت جميع فصوله أصوله.. خرجت من هناك لأعلنها توبة نصوحاً بإذن الله لأصبح شاباً ملتزماً بتعاليم ديني وقد بدلت مجالس السوء بحلقات تحفيظ القرآن في ظل الرفقة الصالحة الذين وجدت معهم السعادة الحقيقية التي كنت ألهث ورائها دوماً ولم أكن أعلم أنها يمكن أن تكون في هذا الطريق المستقيم الذي أسأل الله سبحانه وتعالى أن يمنّ عليّ بالثبات فيه حتى الممات.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،،

النسري 07-01-2006 11:51 PM

خلوة فى عالم الإنترنت
 
خلوة فى عالم الإنترنت


لنترك صاحب القصة يحدثنا عن تجربته مع الإنترنت

الإنترنت ، أنتر نت حديث خلاني في السكن وزملاءِ في الفصل ونفسي على الفراش، لا أنسى ذلك اليوم حبن سلمني سكرتير القسم ((اليوزنيم )) اسم المعرف (( والباسورد )) الرقم السري

كانتا بالنسبة لي الذهب والفضة بل أغلى ، أنها تمكنانِ من الإبحار في محيط أنا ذاهب إليه ، والتنجوال في عمق أنا متلهف إليه

هرعت إلى أقرب (( لاب )) معمل وفتح الشباك ويندوز ونقرت الكشاف إنترنت اكسبلورر، فقال الكشاف لن أتيح لك الطريق حتى تدفع (( يوزنيم والباسوورد )) الرقم السري والمعرف

وبكل سرعة وبكل شغف بذلت ولو سألني لما بخلت كل ذلك حباً فيك يا إنترنت

وهاهي اللحظة الحاسمة تقترب، لحظة الغوص في الأعماق والطيران في الآفاق لم يعد هناك شيء يمنعني سوى زر صغير مكتوب عليه (( او كي )) تذكرت كلاماً نفيساً قاله لي صديق منذ أيام

قال لي : أن الكنوز والمجوهرات متناثرة في قاع المحيط ، وأنه من المستحيل أن تحصل على بغيتك دون الإستعانه بمحرك البحث (( سيرش )) وهناك أجهزة كثيرة وأعطاني اسم جهاز لا أنساه وحتى إذا نسيت اسمه فاناديه بأعلى صوتي (( ياهووووو )) ، فأذا ظفرت به فأنه سيدلني ويرشدني وأنه عفريت يطيع الأمر وينفذ الطلب ويأتيني بما أشاء ، وقال لي لا تطلب منه إلا ما ينفعك ويرفعك وإياك أن تطلب منه ما يضرك ويضعك، واعلم أن لنفسك عليك حقاً ولجامعتك عليك حقاً ولربك عليك حقوقاً

وبالفعل فقد بدأت بالإستخدام وأكتب في محرك البحث فيأتيني بالأشياء ، وفي البداية وفاءاً لنفسي وصديقي المخلص، سمعت كلامه وتذكرت ما طلبه

وكانت لي ماده أنا متخلف بها ، فأعطيت عفريتي أسم الماده واسم الكتاب ، فجائني بالكتاب وصورة المؤلف وعنوان بريد المؤلف

وقلت في نفسي الآن أنا لست بحاجة إلى مدرسي في الجامعه ، فهاهو مؤلف الكتاب معي الآن على الشبكة ، أسألوه عبر البريد الإلكتروني ما أشاء

وهكذا توالت الأمور ، وفجأة نظرت إلى ساعتي، ما هذا أمضيت ثلاث ساعات أمام الشاشه وكأنما هي ثلاثة دقائق

وتذكرت كلام صديقي المخلص ، واعلم ان لنفسك عليك حقاً ، عدت إلى السكن

وهبطت من الآفاق وصعدت من الأعماق ، أنا في طريقي إلى السكن أمشي بجسمي ، لكن عقلي ليس معي ، أحس بنشوة وفرحه

لم يعد عقلي إلى جسمي إلا لما عاد جسمي إلى غرفتي

فتحت الباب فوجدت ثلة من أصدقائي أتوا لزيارتي ، كانت فاكهه حديثنا الإنترنت

وبكل شغف وهمه بدأت أحدثهم عن تجربتي القصيرة مع الإنترنت ، ولكنهم لم يدعوني أكمل حديثي

قالوا لي بكل سخرية وإستهزاء ، إذا أردت الغوص في عالم المتعة وإشباع الرغبات فإنه هناك عفريت أقوى من عفريتك اسمه الحائط الناري فاير ول))ـ ((

فكلما أراد عفريتك جلب ما يسعدك منعه هذا العفريت ، ونحن نعاني منه وياليت الحائط ينهدم فنستريح وياليت تلك النار تنطفأ فنطمأن ، فقال أحدهم لكن لا عليك يا صديقي ، لكل مشكلة حل ، والحاجة أم الإختراع والقاع مليء بالجواهر وأعرف عناوين مجموعة كبيرة من المجوهرات إذا طلبتها ، جاءتك سراعاً من فوق الحائط الناري ، دون أن تتعثر أو تحترق وسأعطيها لك مجاناً

لكن لا تعطها إلا لمن تثق به أو تأمنه أو تستأنس إليه ، ,وإياك أن تدخل بالطريقة المعتادة ، فيرصد أسمك عند المسؤلين في الجامعة

ولم ينهي صديقي كلامه إلا وفي يده قصاصة من ورق عليها مجموعة من العنواين ، ناولني إياها خفيفة وودعني على أثرها بحرارة

وعدت إلى الفراش ، بدأت أفكر في الإنترنت كم أنا مغفل إلا يكفيني شرح مدرس الفصل حتى ألجأ إلى شرح مؤلف الكتاب في الأنترنت

ألا تكفيني المذكرات ، والمختصرات التي عندي ، حتى أبحث عن مصادر أخرى

دع الهموم واستمتع بالحياه ، غداً أبدأ صفحه جديده بعيد عن الدراسه وهمومها في الإنترنت ، ووبطأ وتتدرج فارقت عالم اليقظة ورحلت عالم الأحلام والصباح رباح

أستيقظت من نومي مبكراً الساعه السابعه والنصف عندي محاضره الساعه 9 هناك فراغ ماذا أفعل ، الطيران إلى عالم المتعة عبر الإنترنت ، بقي على الحصة لأستفيد من هذا الوقت هرعت إلى أقرب (( لاب )) معمل واخترت جهازاً في أبعد ركن حتى أكون في مأمن من الأنظار وأخرجت بخفية قصاصة الورق التي فيها عنواين المواقع اللذيذة

وأدخلت أول عنوان بكل لهفه وشوق ، أني أرى شاشه يطلب مني الدخول فقط إذا كان عمري يزيد عن 21 سنة ، لا شك أن هؤلاء قوم شرفاء ونبلاء أنهم يعطفون على الصغير ولا يريدون تشويش عقولهم بالدخول إلا ما لا يليق بهم ، بدأت أحسب عمري ،نعم أن عمري يزيد عن 21 إذا لا مانع من الدخول نقرت على كلمة (( انتر )) ـ

أن المنظر الذي شاهدته بعد ذلك لا أستطيع وصفه ، ولكن سأصف رده فعلي

أولاً أقفلت عيناي لا شعورياً ، وثانياً خرجت من فمي نصف كلمه وهي (( أستغ... )) غير معقول لعلي شاهدت خيالاً ، لكنها هي الحقيقة

لم أفكر يوماً من الأيام أن أرى صور كهذه ، كم أنا محظوظ الآن أنفتح أمامي عالم المتعه يا نفسي هذه فرحتك فتمتعي ويا عين هذه المناظر فشاهدي ويا أذن هذه الأصوات فاسمعي

وبدأت الإبحار في محيط اللذة وبدأت إدخال العناوين واحداً تلو الآخر ، مضت ساعه كأنها دقيقة ، عندي حصة الآن لكن لن أتخلى عن فرصة العمر لتذهب الحصص إلى الجحيم ، واستمريت في الغوص ومضت ساعات وفجأة تذكرت قول صديقي القديم ، واعلم ان لجسمك عليك حقاً

وقد بدأت أشعر بإرهاق شديد ، ولكن لن أتخلى عن فرصة العمر ، وضربت بنصيحة صديقي عرض الحائط

ومرة اخرى تذكرت نصيحة صديقي القديم ، وعلم ان لجامعتك عليك حقاً ، ان الابحار في عالم الإنترنت ليس مجاناً ، نعم هو مجاني بالنسبه لنا كطلاب والجامعة تتحمل التكاليف ، لكنها فرصة العمر ، واستمريت

وفجأة تذكرت قول صديقي مره ثالثه وأعلم ان لربك عليك حقوقاً ، كانت تلك الكلمة كالصاعقة

نعم لربي علي حقوقاً ، ألم يهب لي السمع ، الم يمنن علي بالبصر ، لماذا أستعين بنمعته على معصيه إذن

وتذكرت قول الباري عز وجل ( ان السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤلا))ـ ، وتذكرت قول ربي جل جلاله : - (( وما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم ولا آبصاركم ولاجلودكم ولكن ظننتم ان الله لا يعلم كثيراُ مما تعلمون وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم آرداكم فأصبحتم من الخاسرين )) وتذكرت قول الله يحانه وتعالى ( يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم اذ يبيتون ما لا يرضى من القول وكان الله بما يعلمون محيطا )) ـ

وهذه المره خرجت من فمي تلك الكلمه (( استغفر الله )) وعلى الفور أعرضت عن تكلم الصفحات وخرجت من ذلك المحيط المبوء

وألقيت بتلك القصاصه في سله المهملات أيضاَ فلا خير في صديق يريددني للمهالك

وحيا هلا بذلك الصديق الناصح الذي أفادتني عبارته الثمينة في ديني ودنياي0

النسري 14-01-2006 11:34 PM

حقيقة مروعة
 
حقيقة مروعة


لو أنّ طبيباً مشهوداً له ، قال لإنسان يتردد على عيادته :

اسمعها مني صريحة ناصحة، لا أراك ستعيش أكثر من شهرين، فاحتــط لنفسك، وتهيأ بما تستطيع، فلا فائدة تُرجى لك من طب الناس تحت أي سماء ..!

هذه وصيتي لك، وشفقتي عليك، وأنت وشأنك ..!

* *

أما أنا فأحسب أنّ هذا الإنسان سيتحطم كلياً،

وسيموت كل جزء فيه على حدة ، كأنه جدار كان يتماسك في جهد ، فلما تعرض لهزة عارضة ، إذا بأحجاره كلها تتتابع إلى القاع ..!

ثم إني أحسب أنّ انقلابا هائلاً سيحدث في حياة هذا الإنسان ،

يجعله ينتقل من النقيض إلى النقيض بين يوم وليلة..

- - -

وهذه قصة لرجل ثري ، حدث له مثل هذا الذي نقوله ، ولكن النهاية كانت هي الأعجب ..

لقد أصيب بمرض عضال ، وتردد على مشافي كثيرة في بلدان مختلفة ، من بلاد العالم ، وفي كل مرة لا يرى فائدة تُذكر ، بل إنه يحس أن الأمر يستفحل مع الأيام

ويحدث أن يقال له بملء الفم :

بحسابات الطب التي نملكها ، فإنه لا أمل في شفائك ، ولقد أصبحت أيامك في دنيا الناس معدودة ، لا تتعدى الشهرين أو الثلاثة ،

فبقاؤك بين أهلك وأحبائك خير لك ..

وجحظت عينا الرجل ، وارتعشت كل خلية فيه ، وانتصبت كل شعرة في جسده تنتفض مذعورة،

ولما أيقن بما أخبروه ، عاد إلى بلده منهاراً محطماً ، يحمل نفسه في جهد ،

وفي رأسه تثور عشرات الآلاف من الخواطر والأفكار والأسئلة ،

ولأن الأمر جدّ ولا مجال للمزح فيه ، فقد بقي يخبط يداً بيد ، ويضرب أخماساً في أسداس ،

ثم لمعت في رأسه فكرة ، فرح لها كل الفرح ،

وما إن وضع عصى الترحال في بيته ، حتى بادر يستدعي محاميه الخاص إلى مكتبه ، وأغلق في إحكام الباب من ورائه ، ثم شرع يملي عليه وصيته العجيبة الغريبة :

تبرعات سخية لأطفال أفريقيا ، ومثلها لأطفال فلسطين ،

ومشاريع خيرية في هذا البلد وذاك ،وصدقات ،

وزكوات ، وملايين يذكرها ويوزعها ،

والمحامي يكتب في ذهول وعجب ودهشة ،

وكلما حاول أن يتكلم ، زجره صاحبه قائلاً :

لقد أيقنت أنني مودّع هذه الدنيا ، وأريد أن أغتسل من ذنوبي وما أكثرها ..

ثم شرع يقسّم بقية ميراثه على ورثته ..!

كل ذلك على الورق ، ولذا طلب من محاميه أن لا ينفذ شيئاً من هذا إلاّ بعد موته ..

ومن يومها انقلبت حياة الرجل رأسا على عقب ،

لم تعرف رجلاه ، منذ ذلك اليوم ، سوى الطريق إلى المسجد ، وأصابعه لا تزال تدير مسبحته الطويلة ، على مدار الأنفاس ،

حتى كلامه ، أصبح معدوداً محسوباً موزوناً ، لا يدور لسانه إلاّ بذكر أو تذكير

أو نصح أو إرشاد ووعظ ونحو ذلك ..

وكلما حاول أهله وذووه أن يثنوه ، ازداد إصراراً ، ومع إصراره إزداد شحوباً ..

وتمضي الأيام والرجل يكاد يكون من العُبّاد القلائل في مدينته ،

كان أول الداخلين إلى المسجد ، وآخر الخارجين منه ، كثير الاعتكاف ، غزير

الدمعة .. ومع كل يوم يموت بعضه ، ومع نهاية كل ليلة ، يكون قد انتصب فزعاً في جوف الظلام يبكي وينوح على نفسه ..

ويمرّ الشهر ووراءه الشهر ، وفي الشهر الثالث

يتضح لك أن الرجل قد أصبح من أبناء الآخرة .!!

ولما انقضى الشهر بكله ، ثم تتابعت أيام من الشهر التالي ، ورأى أنه لا يزال في

كامل عافيته ، برقت عيناه ، وانعقد لسانه ، وفغر فاه ،

وأشرق أمل جديد في صدره ، وظل يترقب الأيام الجديدة ، ومضت أسابيع ، فإذا هو يصيح لاعناً الطب والأطباء ، وسارع يخلع ثياب الزهد والعبادة ،

ودعا صحبته القديمة _ التي كان قد طلّقها _

وقبل ذلك كان قد دعا محاميه ، ومزّق تلك الوصية وهو يقهقه ساخراً ولاعناً ..

وقرر أن يعوّض كل تلك الأيام بسهرة لم يسهر مثلها إنسان ..!

واجتمع لفيف من صعاليك الأرض ، ليس لهم همّ إلاّ بطونهم وشهواتهم ،

وكانت ليلة أشبه ما تكون بليالي ألف ليلة وليلة المسطرة في الكتب ..

وعلى المائدة الكبيرة ، ووسط روائح الخمور وعطور الغانيات و..و..

يُقبل الرجل يأكل بشراهة وفي نهم ، غير أنه لم يكد يمضغ لقيمات حتى خرّ صريعاً ميتاً وسط هذه الزينات ، وهذا الصخب والضجيج ..!

- - -

يا لله …. ! ماذا تفعل الحماقة بأصحابها ...!

لقد كان - فيما يبدو - على باب الجنة ليس بينه وبينها إلاّ ساعات ،

ولكن الشقاوة أبت عليه إلاّ أن ينحرف عن الطريق عند آخر محطة ...!

نسأل الله العفو والعافية لنا ولجميع المسلمين والمسلمات ..

- - -

والفكرة التي امتلأت بها نفسي من هذه القصة كلها هي :

كيف أنّ هذا الرجل ، قد انقلبت حياته كلها ، حين أخبره طبيب( مخلوق ) بأنه على وشك أن يموت ..

ونحن يُخبرنا الخالق عز وجل في محكم آياته ،

أننا على وشك أن نغادر هذه الحياة الدنيا ، في أية لحظة ،

ثم نحن لا نتأثر أبداً .!؟

أتُرانا لا نؤمن بالله وبما أنزل من كتاب _ وإن كنا ندّعي ذلك _

أم أنها مجرد غفلة بلغت بنا حد الحماقة .؟

كلّ ابنِ أُنثى وإن طالتْ سـلامتهُ=يوماً على آلةٍ حــدباء محمــولُ

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

النسري 15-01-2006 11:45 PM

عودي يا أمة الله ولا تعودي
 

عودي يا أمة الله ولا تعودي

جلست بجوارها في إحدي الحلقات، وحين بدأت تتلو بعض الآيات ...لم أتمالك نفسي، بكيت وكأنها أول مرة أبكي فيها... لم يفهم الحضور لماذا كنت أبكي. فأختي في الله لم تكن تتلو إلا سورة القدر. ولكن سبحان الله كأن الكلمات سياط تمزق احشائي كلما تفوهت هي بكلمة ازددت في البكاء.

كيف بعدت كل هذا البعد عن ديني. صوتها عذب صافي تستريح له الآذان وتنشرح له الصدور. وكنت أستمع ولكن التلاوة انقطعت وسمعت صوتها يقول عودي يا أمة الله الي الله ولا تعودي إلى ماكنت عليه. مسحت دموعي ونظرت إلى وجهها المضيء وتعجبت ... ما زالت تتلو نفس السورة والحضور يستمعون لها بإنصات ..ألم يسمعوا ما قالت؟

انتهت الحلقة ولكني لم أسمع شيئا ... كل ما كان يتردد في ذهني هو صوتها العذب يقول : عودي يا أمة الله إلى الله ولا تعودي إلى ماكنت عليه.

في صباح اليوم التالي استيقظت مبكرة ....فتوضأت وصليت وجلست أسترجع الأسابيع والشهور الماضية وكيف تبدل حالي. قبل شهور كان ذهابي إلى المسجد قليلا. دائماً أتهرب بحجة أني منهكة من كثرة العمل وضيق الوقت.

الحقيقة هيّ أنني لم أكن أحب الذهاب لشعوري بنقص كبير بين هؤلاء النسوة. يتكلمن في أمور الدين الذي أصبح شيئا ثانويا بالنسبة لي . بهرتني أمريكا والحرية التي فيها التي طالما تقت إليها منذ الصغر..أو هكذا ظننت...أمريكا بلد الحرية!!

لم يكن الانتقال مفاجئا بل تدريجيا...رويدا رويدا تخليت عن هويتي واندمجت مع المجتمع الامريكي. قل عدد معارفي من المسلمين وتضاعفت الأعداد من غيرهم. بدأت أحضر حفلاتهم وأشارك فيها بل قد أقوم بالمساعدة في تنظيمها وإعداد العدة لها. ودخلت ميدان العمل وزاحمت الرجال على المناصب العالية إلى أن وصلت إلي منصب مساعد رئيس مجلس الإدارة لأحد البنوك. ومرت الأيام والشهور والأعوام وأنا على هذا الحال تطحننى رحى الحياة الأمريكية. أخرج مبكراً من البيت وأرجع في الساعات المتأخرة ولكن لما الشكوى هذه هي الحرية الأمريكية !! لا وقت للراحة.

استمر الوضع على هذا الحال إلى أن رجع زوجي في يوم من الأيام من المسجد ليخبرني أنه خلال شهر رمضان سيكون بالمسجد إفطار جماعي يومياً وإن العائلات المقيمة بالمنطقة تتسابق للمشاركة في إفطار الصائمين. وسألني ان كنت أريد أن أحدد يوماً لنفطر فيه الصائمين. ضحكت ملء فيّ وأخبرته أن وقتي ضيق بسبب العمل ولن أستطيع أن أفعل ذلك ولكن لا مانع من الذهاب للإفطار في المسجد فهذا شيء طيب لأنه قد يصعب علي إعداد الطعام في وقت يتناسب مع موعد الإفطار.

وبدأ شهر رمضان وبدأت أذهب إلي المسجد يوميا. وبدأت في التعارف على الأخوات ووجدتهن ذوات أقوال عذبة، كثيرات الدعاء، ليس لهن في القيل والقال. أحسست معهن براحة لم أحسسها من قبل، أصبحت أنتظر بفارغ الصبر انتهاء وقت الدوام حتى أنطلق إلي المسجد للقاء الأخوات والجلوس معهن والاستئناس بهن. بدأت الشهر باحثة عن من يريحني من عناء الطهو بعد يوم طويل في العمل وانتهيت بعد أيام قلائل إلى البحث عن الصحبة الطيبة سواء كان هناك طعام أم لا. سبحان مغير الأحوال.

وما أن انتهي الشهر حتى وجدت نفسي تتوق إلى الحلقات الأسبوعية ووجدتني أحس بالراحة خارج إطار العمل و بالضيق وأنا بداخله. وقررت أن أتخذ خطوة أخرى ألا وهي ارتداء الحجاب. فبعد مناقشات عديدة مع الأخوات علمت أن الحجاب ليس من العادات كما سمعت من الكثير ولكنه فرض لا بد من تنفيذه. ووضعت "الإيشارب" علي رأسي وذهبت لأودع زوجي قبل الذهاب إلي العمل. وما أن رآني حتى بدأ يقبلني ويبكي في آنٍ معاً وكأنه طفل صغير ويقول بين شهقاته "الحمد لله....الحمد لله ....هذا ما أردت منذ زمن بعيد."

بدأت معاملاتي وتصرفاتي تتغيير . لا أكثر الكلام فيما لا فائدة فيه وأحرص كل الحرص على حضور الحلقات. وأصبحت أكثر من الاستماع إلى الدروس والمحاضرات وأشرطة القرآن المسجلة. وكم كانت سعادتي كبيرة يوم أتلفت أشرطة الأغاني أو استخدمتها في تسجيل تلاوات مختلفة. وبدأت ابتعد كل البعد عن "أصدقائي" من الكفار وأتقرب أكثر وأكثر إلى أخواتي اللواتي أحببنني في الله . وبالرغم من كل هذا كان هناك شيئاً ينقصني ولم أكن أدري ما هو حتى أعطتني أختي الحبيبة "أمة الرحمن" مطوية بها آيات وأحاديث حول الربا. وفجأة علمت ما ينقصني. عودتي لم تكن كاملة. فأنا ما زلت أعمل في ذلك البنك في منصبي العالي وأوقع وأوثق مستندات القروض الربوية يمنة ويسرة.

قرأت تلك المطوية بتمعن قبل ذهابي إلى الحلقة مباشرة وهذا ما أبكاني. ولم يكن أحد يدري لماذا بكيت . لم تكن سورة القدر خاصة ولكن مدوامتي على قراءة كتاب الله عامة هو ما جعلني أفيق لنفسي واتخذ القرار الحاسم ...تركت منصبي العالي في هذه الدنيا الزائلة رجاء أن يبدلني الله مكانا خيراً منه في الآخرة. تركت المنصب لا لشيء إلا ابتغاء وجه الكريم.

التفت حولي صديقات السوء ليشككونني في قراري. منهن من قلن: تتركين هذا الدخل الكبير

وأخريات يقلن الآن تشحذين من زوجك؟
وأخريات يقلن تجلسين بين أربع جدران يوميا؟!
إنه شيء عجيب...عندك الحرية وتنبذينها...ياليت لنا فرصة مثل التي عندك!! ولكني والحمد لله تمسكت بقراري و داومت علي أن أذكر نفسي بأن " ..وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُه..." (الطلاق 2-3)ُ. والحمد لله رزقنا الله الكثير وبارك لنا في أشياء لم تكن في الحسبان.

وها أنا الآن بعد أعوام عديدة من ذاك اليوم أحمد الله وأشكره علي فضله وكرمه ومنه....لم أندم يوماً على الراتب الذي انقطع أو على الحرية المزعومة. ولكني ندمت أشد الندم على الوقت الذي أضعته بحثاً عن الحرية الزائفة. ومايخفف عني هو تذكري لقوله تعالى: "قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ" (الزمر 53).

فسبحان الله وجدت حريتي في العودة إلى الله وفي عباءتي، وجلبابي وخماري ونقابي. حريتي في اعتزازي بهويتي الإسلامية وليس في تقليد الغرب. أيقنت بعد مضي الكثير من عمري أن الحرية الحقة هي العبودية التامة لله تبارك وتعالى.

فيا من يعيشن في بلاد الغرب اعلمن أنه لا سعادة إلا بالرجوع إلى الله فلا تبهركن أضواء الغرب، فهي تحرق من يلتف حولها .ويا من يعشن في بلاد الإسلام احفظن عليكن دينكن ولا يستهوينكن الشيطان، فأنتن في نعمة يتمناها الكثيرون.

وختاماً أسأل الله السميع المجيب أن يبارك لي ولكنّ فيما بقي من أعمارنا وأن يتقبل توبتنا وأن يثبتنا على طاعته وأن يبدل سيئاتنا بحسنات وأن يظللنا بظله يوم لا ظل إلا ظله. إنه ولي ذلك والقادر عليه. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أحسن الخلق أجمعين سيدنا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبع هديه إلى يوم الدين.

أوراق الخريف 16-01-2006 01:00 AM

اخي الفاضل النسري

اسال الله تعالى ان لا يحرمك من ريح الجنة
عودي يا أمة الله ولا تعودي
الله يهدينا اخي كما هداها والله يبارك لها ويثبتها على ما هي عليه الان
سبحان الله والحمدلله بارك الله فيك اخي ولا حرمنا من نقل هذه القصص والعبر

النسري 19-01-2006 02:36 AM

مين يا رب العالمين

أختي الفاضلة أوراق الخريف بارك الله بكي وشكراً جزيلاً
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

النسري 19-01-2006 02:37 AM

آمين يا رب العالمين
أجمعين بإذن الله تعالى
أختي الفاضلة أوراق الخريف بارك الله بكي وشكراً جزيلاً
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

النسري 22-01-2006 01:16 AM

قصة إسلام فتاة يهودية
 
قصة إسلام فتاة يهودية

أيها الاخوة هذا الدين العظيم الإسلام إذا و جد من يعرضه عرضا صحيحا سليما فإن النفوس بفطرها تقبل عليه أيا كانت دينها أو أيا كانت أديانها في هذه القصة يقول صاحبها الذي كتبها و قد اخترناها لكم من الشبكة العنكبوتية

تقول صاحبتها : رأيتها بوجهها المضيء في مسجد يقع على ربوة في مدينة أمريكية صغيرة تقرأ القرآن الذي كان مترجم باللغة الإنجليزية ، سلمت عليها وقد ردت ببشاشة ، تجاذبنا أطراف الحديث و بسرعة صرنا صديقتين حميمتين وفي ليلة جمعتنا على شاطئ بحيرة جميلة حكت لي قصة إسلامها تعالوا لنسمع هذه القصة

حيث قالت الأخت : نشأت في بيت أمريكي يهودي في أسرة مفككة وبعد انفصال أبي عن أمي تزوج بأخرى أذاقتني أصناف العذاب فهربت و أنا في السابعة عشرة من ولاية إلى أخرى حيث التقيت بشباب عرب و هم كما حكت رفيقاتي المشردات كرماء و ما على إحداهن إلا الابتسام في وجههم حتى تنال عشاء ، و فعلت مثلهن ، في نهاية كل سهرة كنت أهرب فقد كنت لا أحب مثل هذه العلاقات ثم إنني أكره العرب و لكني لم أكن سعيدة بحياتي و لم أشعر بالأمان بل كنت دائما أشعر بالضيق و الضياع لجأت إلى الدين لكي أشعر بالروحانية و لأستمد منه قوة دافعة في الحياة و لكن اليهود بدينهم لم يقنعوني ، وجدته دينا لا يحترم المرأة و لا يحترم الإنسانية دين أناني كرهته و وجدت فيه التخلف و لو سألت سؤالا لم أجد إجابة.

فتنصرت و لم تكن النصرانية إلا أكثر تناقضا في أشياء لا يصدقها عقل و يطلبون منا التسليم بها ، سألت كثيرا كيف يقتل الرب ابنه ؟ كيف ينجب ؟ كيف تكون لديننا ثلاثة آلهة و لا نرى أحدا منهم ، احترت ، تركت كل شيء و لكنني كنت أعلم أن للعالم خالقا و كنت في كل ليلة أفكر و أفكر حتى الصباح ، في ليلة و في وقت السحر كنت على وشك الانتحار من سوء حالتي النفسية ، كنت في الحضيض لا شيء له معنى ، المطر يهطل بغزارة السحب تتراكم و كأنها سجن يحيط بي ، و الكون حولي يقتلني ، ضيق الشجر ينظر إلي ببغض قطرة مطر تعزف لحنا كريها رتيبا ، أنا أطل من نافذة في بيت مهجور عندها وجدت نفسي أتضرع لله ، يا رب أعرف أنك هنا أعرف أنك تحبني أنا سجينة أنا مخلوقتك الضعيفة أرشدني إلى أين الطريق رباه إما أن ترشدني أو تقتلني كنت أبكي بحرقة حتى غفوت.

و في الصباح صحوت بقلب منشرح غريب علي كنت أتمتم خرجت كعادتي إلى الخارج أسعى للرزق لعل أحدهم يدفع تكاليف فطوري أو أغسل له الصحون فأتقاضى أجرها هناك التقيت بشاب عربي تحدثت إليه طويلا و طلب مني!
بعد الإ فطار أن أذهب معه إلى بيته و عرض علي أن أعيش معه تقول صديقتي ذهبت معه و بينما نحن نتغدى و نشرب و نضحك دخل علينا شاب ملتح اسمه سعد كما عرفت من جليسي الذي هتف باسمه متفاجئا ، أخذ هذا الشاب بيد صديقي و قام بطرده و بقيت أرتعد فها أنا أمام إرهابي وجها لوجه كما تقول سابقا لم يفعل شيئا مخيفا بل طلب مني و بكل أدب أن أذهب إلى بيتي

فقلت له : لا بيت لي ، نظر نحوي بحزن ، استشعرته في قسمات وجهه وقال حسنا ابقي هنا هذه الليلة فقد كان البرد قارساً وفي الغد ارحلي و خذي هذا المبلغ ينفعك ريثما تجدين عملا و هم بالخروج فاستوقفته و قلت له شكرا فلتبقى هنا و سأخرج وستبقى أنت و لكن لي رجاء أريد أن تحدثني عن أسباب تصرفك مع صديقك ومعي ، فجلس وأخذ يحدثني و عيناه في الأرض فقال إنه الإسلام يحرم المحرمات ويحرم الخلوة بالنساء وشرب الخمر ويحثنا على الإحسان إلى الناس وإلى حسن الخلق ، تعجبت أهؤلاء الذين يقال عنهم إرهابيون لقد كنت أظنهم يحملون مسدسا ويقتلون كل من يقابلون هكذا علمني الإعلام الأمريكي
قلت له أريد أن أعرف أكثر عن الإسلام هل لك أن تخبرني ، قال لي سأذهب بك إلى عائلة مسلمة متدينة تعيش هنا و أعلم أنهم سيعلموك خير تعليم فانطلق بي إليهم
وفي الساعة العاشرة كنت في بيتهم حيث رحبوا بي و أخذت أسأل والدكتور سليمان رب الأسرة يجيب حتى اقتنعت تماما بالفعل واقتنعت بأني وجدت ما كنت أبحث عنه لأسئلتي ، دين صريح واضح متوافق مع الفطرة لم أجد أي صعوبة في تصديق أي شيء مما سمعت كله حق أحسست بنشوة لا تضاهى حينما أعلنت إسلامي وارتديت الحجاب من فوري في نفس اليوم الذي صحوت فيه منشرحة في الساعة الواحدة مساء
أخذتني السيدة إلى أجمل غرف البيت و قالت هي لك ابقي فيها ما شئت رأتني أنظر إلى النافذة وابتسم دموعي تنهمر على خدي وسألتني عن السبب قلت لها إنني كنت بالأمس في مثل هذا الوقت تماما كنت أقف في نافذة و أتضرع إلى الله ربي إما أن تدلني على الطريق الحق وإما أن تميتني ، لقد دلني وأكرمني وأنا الآن مسلمة محجبة مكرمة هذا هو الطريق ، هذا هو الطريق وأخذت السيدة تبكي معي وتحتضنني.

النسري 02-02-2006 06:13 AM

الشيخ الوقور وركاب القطار؟
 
الشيخ الوقور وركاب القطار؟


هل سمعتم بقصة الشيخ الوقور وركاب القطار ؟؟

إذا فاقرءوها الآن فكم هي شيقة !! وكم هي معبرة !! وكم هي خاصة بكل واحد منا !!
فأنا وأنت وهو وهي قد عايشناها لحظة بلحظة .. !!

حصلت هذه القصة في أحد القطارات ...

ففي ذات يوم أطلقت صافرة القطار مؤذنة بموعد الرحيل .. صعد كل الركاب إلى القطار فيما عدا شيخ وقور وصل متأخرا .. لكن من حسن حظه أن القطار لم يفته .. صعد ذلك الشيخ الوقور إلى القطار فوجد أن الركاب قد استحوذوا على كل مقصورات القطار ..

توجه إلى المقصورة الأولى ...
فوجد فيها أطفالا صغارا يلعبون و يعبثون مع بعضهم .. فأقرأهم السلام .. وتهللوا لرؤية ذلك الوجه الذي يشع نورا وذلك الشيب الذي أدخل إلى نفوسهم الهيبة والوقار له .. أهلا أيها الشيخ الوقور سعدنا برؤيتك .. فسألهم إن كانوا يسمحون له بالجلوس ؟؟ ..
فأجابوه : مثلك نحمله على رؤسنا .. ولكن !!! ولكن نحن أطفال صغار في عمر الزهور نلعب ونمرح مع بعضنا لذا فإننا نخشى ألا تجد راحتك معنا ونسبب لك إزعاجا .. كما أن وجودك معنا قد يقيد حريتنا .. ولكن إذهب إلى المقصورة التي بعدنا فالكل يود استقبالك ...

توجه الشيخ الوقور إلى المقصورة الثانية ..
فوجد فيها ثلاثة شباب يظهر انهم في آخر المرحلة الثانوية .. معهم آلات حاسبة ومثلثات .. وهم في غاية الإنشغال بحل المعادلات الحسابية والتناقش في النظريات الفيزيائية .. فأقرأهم السلام .... ليتكم رأيتم وجوههم المتهللة والفرحة برؤية ذلك الشيخ الوقور .. رحبوا به وأبدوا سعادتهم برؤيته .. أهلا بالشيخ الوقور .. هكذا قالوها .. فسألهم إن كانوا يسمحون له بالجلوس ..!!!
فأجابوه لنا كل الشرف بمشاركتك لنا في مقصورتنا ولكن !!! ولكن كما ترى نحن مشغولون بالجا والجتا والمثلثات الهندسية .. ويغلبنا الحماس أحيانا فترتفع أصواتنا .. ونخشى أن نزعجك أو ألا ترتاح معنا .. ونخشى أن وجودك معنا جعلنا نشعر بعدم الراحة في هذه الفرصة التي نغتنمها إستعدادا لإمتحانات نهاية العام .. ولكن توجه إلى المقصورة التي تلينا .. فكل من يرى وجهك الوضاء يتوق لنيل شرف جلوسك معه ...

أمري إلى الله .. توجه الشيخ الوقور إلى المقصورة التالية ..
فوجد شاب وزوجته يبدوا أنهم في شهر عسل .. كلمات رومانسية .. ضحكات .. مشاعر دفاقة بالحب والحنان ... أقرأهما السلام .. فتهللوا لرؤيته .. أهلا بالشيخ الوقور .. أهلا بذي الجبين الوضاء .. فسألهما إن كانا يسمحان له بالجلوس معهما في المقصورة ؟؟؟
فأجاباه مثلك نتوق لنيل شرف مجالسته .. ولكن !!! .. ولكن كما ترى نحن زوجان في شهر العسل .. جونا رومانسي .. شبابي .. نخشى ألا تشعر بالراحة معنا .. أو أن نتحرج متابعة همساتنا أمامك .. كل من في القطار يتمنى أن تشاركهم مقصورتهم ..

توجه الشيخ الوقور إلى المقصورة التي بعدها ..
فوجد شخصان في آوخر الثلاثينيات من عمرهما .. معهما خرائط أراضي ومشاريع .. ويتبادلان وجهات النظر حول خططهم المستقبلية لتوسيع تجارتهما .. وأسعار البورصة والأسهم ..
فأقرأهما السلام ... فتهللا لرؤية .. وعليك السلام ورحمة الله وبركاته أيها الشيخ الوقور .. أهلا وسهلا بك يا شيخنا الفاضل .. فسألهما إن كانا يسمحان له بالجلوس ؟؟؟ فقالا له : لنا كل الشرف في مشاركتك لنا مقصورتنا ... بل أننا محظوظين حقا برؤية وجهك الو ضاء .. ولكن !!!! " يالها من كلمة مدمرة تنسف كل ما قبلها " .. كما ترى نحن بداية تجارتنا وفكرنا مشغول بالتجارة والمال وسبل تحقيق ما نحلم به من مشاريع .. حديثنا كله عن التجارة والمال .. ونخشى أن نزعجك أو ألا تشعر معنا بالراحة .. اذهب للمقصورة التي تلينا فكل ركاب القطار يتمنون مجالستك ..

وهكذا حتى وصل الشيخ إلى آخر مقصورة ..

وجد فيها عائلة مكونة من أب وأم وابنائهم .. لم يكن في المقصورة أي مكان شاغر للجلوس ..
قال لهم : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. فردوا عليه السلام .. ورحبوا به ... أهلا أيها الشيخ الوقور ..

وقبل أن يسألهم السماح له بالجلوس .. طلبوا منه أن يتكرم عليهم ويشاركهم مقصورتهم .. محمد اجلس في حضن أخيك أحمد .. أزيحوا هذه الشنط عن الطريق .. تعال يا عبد الله اجلس في حضن والدتك .. أفسحوا مكانا له .. حمد الله ذلك الشيخ الوقور .. وجلس على الكرسي بعد ما عاناه من كثرة السير في القطار ..

توقف القطار في إحدى المحطات ...

وصعد إليه بائع الأطعمة الجاهزة .. فناداه الشيخ وطلب منه أن يعطي كل أفراد العائلة التي سمحوا له بالجلوس معهم كل ما يشتهون من أكل .. وطلب لنفسه " سندويتش بالجبنة " ... أخذت العائلة كل ما تشتهي من الطعام .. وسط نظرات ركاب القطار الذين كانوا يتحسرون على عدم قبولهم جلوس ذلك الشيخ معهم .. كان يريد الجلوس معنا ولكن ..

صعد بائع العصير إلى القطار .. فناداه الشيخ الوقور .. وطلب منه أن يعطي أفراد العائلة ما يريدون من العصائر على حسابه وطلب لنفسه عصير برتقال .. يا الله بدأت نظرات ركاب القطار تحيط بهم .. وبدأوا يتحسرون على تفريطهم .. آه كان يريد الجلوس معنا ولكن ...

صعد بائع الصحف والمجلات إلى القطار .. فناداه الشيخ الوقور وطلب مجلة الزهرات أمل هذه الأمة .. للأم ... ومجلة كن داعية .. للأب .... ومجلة شبل العقيدة للأطفال .... وطلب لنفسه جريدة أمة الإسلام .. وكل ذلك على حسابه ... ومازالت نظرات الحسرة بادية على وجوه كل الركاب ... ولكن لم تكن هذه هي حسرتهم العظمى ...

توقف القطار في المدينة المنشودة ..
واندهش كل الركاب للحشود العسكرية والورود والإحتفالات التي زينت محطة الوصول .. ولم يلبثوا حتى صعد ضابط عسكري ذو رتبة عالية جدا .. وطلب من الجميع البقاء في أماكنهم حتى ينزل ضيف الملك من القطار .. لأن الملك بنفسه جاء لاستقباله .. ولم يكن ضيف الملك إلا ذلك الشيخ الوقور .. وعندما طلب منه النزول رفض أن ينزل إلا بصحبة العائلة التي استضافته وان يكرمها الملك .. فوافق الملك واستضافهم في الجناح الملكي لمدة ثلاثة أيام أغدق فيها عليهم من الهبات والعطايا .. وتمتعوا بمناظر القصر المنيف .. وحدائقه الفسيحة ..

هنا تحسر الركاب على أنفسهم أيما تحسر .. هذه هي حسرتهم العظمى .. وقت لا تنفع حسرة ..

والآن بعد أن استمتعنا سويا بهذه القصة الجميلة بقي أن أسألكم سؤالا ؟؟؟

من هو الشيخ الوقور ؟

ولماذا قلت في بداية سرد القصة :

وكم هي خاصة بكل واحد منا !! فأنا وأنت وهو وهي قد عايشناها لحظة بلحظة .. !!

أعلم إنكم كلكم عرفتموه .. وعرفتم ما قصدت من وراء سرد هذه القصة ..

لم يكن الشيخ الوقور إلا الدين ...

إبليس عليه لعنة الله إلى يوم الدين توعد بإضلالنا .. وفضح الله خطته حينما قال في كتابه الكريم { ولأمنينهم }

إبليس أيقن انه لو حاول أن يوسوس لنا بأن الدين سيئ أو انه لا نفع منه فلن ينجح في إبعادنا عن الدين ... وسيفشل حتما ..

ولكنه أتانا من باب التسويف .. آه ما أجمل الإلتزام بالدين .. ولكن مازالوا أطفالا يجب أن يأخذوا نصيبهم من اللعب واللهو .. حرام نقيدهم .. عندما يكبرون قليلا سوف نعلمهم الدين ونلزمهم به ..

ما اجمل الإلتزام بالدين ولكن .. الآن هم طلبة مشغولون بالدراسة .. بالواجبات والإمتحانات .. بعد ما ينهوا دراستهم سيلتزمون بالدين .. وسيتعلمونه ..

أو مازلنا في شهر العسل .. الدين رائع ولكن سنلتزم به غدا ..

مازلنا نكون أنفسنا بعد أن أقف على رجلي في ساحة التجارة سأهتم كثيرا بديني .. وسألتزم به ..

ولا ندري هل يأتي غدا ونحن أحياء .. أم نكون وقتها تحت الثرى .... !!!

التسويف هو داء نعاني منه في أمورنا كلها .. نؤمن بالمثل القائل : لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد ولكننا لا نطبق ما نؤمن به على أرض الواقع .. لذا نفشل في بناء مستقبلنا في الدنيا .. كما في الآخرة ..

فالعمر يمضي ونحن نردد .. غدا سأفعل .. سأفعلها ولكن بعد أن أفرغ من هذه .. مازلت صغيرا إذا كبرت سأفعلها .. بعد أن أتزوج سألتزم بالدين .. بعد أن أتخرج .. بعد أن أحصل وظيفة .. بعد أن .. بعد أن .......


النسري 05-02-2006 03:24 AM

قصة واقعية لفتاة العصر عذبت عذاب الجاهلية
 
قصة واقعية لفتاة العصر عذبت عذاب الجاهلية


كان عمري 12 وما كنت أعلم عن الإسلام شيئا و كنت ألعب الجمباز وقد شاركت في بطولة محلية لم يكن ينقصني شيئا و مع هذا أحس بأنني مهمومتا و قلبي مقبوض في يوم من الأيام أقبلت علي أخت محتجبة سألتني لماذا لا أصلي ؟ فتعجبت أأنا ملزمة على الصلاة ؟كان والدي يقول لنا بأننا نشأنا من زبد البحر وأن الكون وجد من عدم وأن الموت نهاية . مع كل هذا كنت أعلم أن وراء كل هذه المخلوقات خالق سبحانه و تعالى
ليلة الجمعة قررت أن أشهر إسلامي لم أكن أتخيل ما كان ينتظرني..........
أول ماعذبت به هو تمزيق كتاب الله أمام عيني و رميه في القمامة أكتب هذه الكلمات وقد مر على هذه الأحداث أكثر من 16 عاما ومازال ذلك المنظر ينزف مشاعري .


وبعد ذالك لجأت أمي للتعذيب الجسدي وياله من تعذيب حيت ربطت في عنقي حبل وشددت علي حتى سال الدم من فمي. أسرد لكن قصتي و يشهد ربي أني ما بالغت ولا تجاوزت. بعدها منعت عني الأكل أو يكلمن أحد احتجزتني في ركن البيت. بدأت أقرأ القرآن همسا حينها لم أكن أحفظ سوى آية الكرسي فتأتي إلي و تفتشني لعلي أخبئ المصحف و كانت تضربني بسلك الكهرباء ودمت على هذا الحال لمدة شهر وسبحان الله مع مواصلة التعذيب إلا أن إسلامي يتقوى شيئا فشيئا حتى ملت أمي والذي نفس محمد بيده هي التي تعذبني ملت من تعذيبي حينها قررت أن أفر بديني خرجت من المنزل و ليس لي مكان أقصده على الإطلاق أحوم في الشوارع وأحوم وقد بدأ الظلام يخيم على المدينة حينها رفعت بصري إلى السماء و قلت إلهى ما خرجت إلا لأجلك ولا ملجأ منك إلا إليك وقد توكلت عليك فافعل بي ما أنت راض به علي وقررت العودة إلى البيت وسلمت كل أمري إلى الله وعند عودتي مررت بمنزل الأخت التي أرشدتني أول مرة فطرقت عليها الباب وكان الوقت متأخر فاحتضنتها مودعتا وأخبرتها بأني قد فررت بديني إذ بأمها تطل علينا متسائلتا عن من في الباب في هذا الوقت فأخبرتها بالسبب و أدخلتني الأم الحنونة التي لا أنسى أبدا ما حييت ما صنعته لأجلي فقد عاملتني معاملة الأم الطيبة لابنتها و ألبستني من ثياب ابنتها فأصبحت أصلي بكل حرية ما أشاء ووقت ما أشاء وأذهب إلى مجالس العلم و أقرأ القرآن وقت ما أشاء .
يا أخواتي احمدن الله كثيرا فهناك من تقبض على هذا الدين كأنها تقبض على الجمر و عشت حياتا ما كنت أحلم بها إلى أن جاء اليوم الذي ألتقي بزوجي الطيب وتلك قصة أخرى، أما الآن فلدي بفضل الله خمسة أبناء يحفظون من القرآن ما تيسر لهم إلا لابنتي الصغرى فعمرها 7 أشهر. وابنتاي الأخريات يرتدين الحجاب وعمرهن ستة و سبعة سنوات والذي لا إله غيره يرتدينه من تلقاء أنفسهن ولا يسلمن على الرجال ويغضضن من أبصارهن فما شاء الله و لا قوة إلا بالله أعانكن الله على الثبات في دينكن وأقر أعينكن بالصلاة أختكن في الله أم سارة



النسري 06-02-2006 04:46 AM

وأيضاً.. هكذا تكون لذة العقوق !!
 
وأيضاً.. هكذا تكون لذة العقوق !!

من صميم الحياة ....
كانت ترى فيه السعادة كل السعادة، ترى فيه الدنيا كلها ولا ترى في الدنيا سواه، وكذلك كان؛ لأنه وحيدها؛ وهي كذلك ! كانت وحيدته؛ إذ أنهما كما يقول أهل هذا الزمان ( مقطوعان من شجرة ) ! وترجمتها : أنهما لا قريب لهما ولا نسيب ولا صهر ولا حبيب !. مات زوجها ولم يترك وراءه لها سوى بيت من الطين؛ يقبع في زاوية خجولة من حيٍّ قديم من أحياء الرياض ! ؛ ليس في بيتها ما يرد العين إلاَّ أثاثٌ إذا رأيته عرفت من أول نظرة أنه لم يعد يصلح إلاَّ لزمن ولَّى أصحابه قبل عشرين عاماً؛ أما أصحاب زماننا فيأنفون أن يجلسوا على مثله؛ لأن ثيابهم أنظف من قلوبهم ! أما أولئك السابقون فبعكسنا تماماً كانت قلوبهم أنظف من ثيابهم !... وترك لها في هذا البيت طفلاً رضيعاً في أشهره الأولى .. فكان كل متاعها في الدنيا : بيتاً من الطين؛ وطفلاً كوجه الصبح الحزين؛ وحفنةً تأتيها كل عام لا تملأ الكفَّ من مال يسمى ( الضمان الاجتماعي) تُقيم به صُلْبها وصُلب صغيرها وتدخر ما بقي منه للأيام الشديدة في حياتهما وما أكثرها .
رعته حتى أدخلته المدرسة؛ وفي أول يوم غدا فيه إلى مدرسته يحمل على رأسه حقيبة صغيرة ينوء بحملها ! ليس فيها إلاَّ (..جزء عم .. والهجاء .. والحساب .. وقلم الرصاص .. و ! كسرة من خبز يابس هي إفطاره )! يجر خلفه طرف ( شماغه ) وطاقيته تتوسط رأسه الصغير .

رأته ففاضت عيناها فرحاً بصغيرها الذي يستقبل أول أيام المستقبل .

كان ديدنها أن تغدو معه كل صباح إلى مدرسته سيراً على الأقدام ؛ وتنتظره في حر الشمس ظهراً حتى يعود فتتلقاه بالقُبل .. تطبعها على خديه وتحمل عنه حقيبته ويعودان للبيت ... فرحةٌ غامرة .. عمرت قلبها عندما سمعت بنبأ نجاحه في المرحلة الابتدائية .. بل كانت تخبر كل من تلقاه في طريقها أنَّ ابنها حمل الشهادة (الصفراء )! .

* * *
مرت السنون؛ وإذ به يحمل الشهادة الجامعية ! من أعرق جامعات المملكة في قلب العاصمة ! ولا يزال مع وحيدته الحبيبة في بيت الطين ! وكانت فرحة ممزوجة بالألم والأمل معاً ؛ تلك التي كان سببها .. استئذانه حبيبته أن يفارقها ويفارق بلاده للسفر في بعثة لمواصلة دراسته العليا في بلاد الغرب؛ يأتي بعدها حاملاً أعلى الشهادات .
كاد قلبها ينخلع من البكاء عندما أغلقت عليه باب سيارة الأجرة التي ستوصله إلى مطار الرياض ليغيب بعدها عن حبيبته الغالية ست سنوات كاملات ! لا يعرف من أخبارها شيئاً إلاَّ بواسطة رسائل الجيران الأخيار ؛ الذين تطلب منهم جارتهم العجوز كتابتها لابنها الذي سافر بقلبها معه ... كانت تضم صورته التي تزّين شهاداته السابقة على صدرها كل ليلة وتبلها بالدموع حتى يغلبها النوم .. فتنام لتراه يتراءى لها في المنام ! هكذا هي طوال سنواتها العجاف؛ كان الله في عونها .

* * *
مرت السنوات .. وإذ بها تتلقى رسالة من ابنها ( الدكتور ) .. يخبرها فيها أنه قاب قوسين أو أدنى من رحلة العودة .. لم تسعها صحراء نجدٍ كلها من فرحها .
دعت الله كثيراً أن يبقيها حتى تراه .. وودعت النوم .. ترقباً لمجيئه ...

في يوم .. غلبتها عيناها ضحوةً؛ فإذا باب بيت الطين الذي لم يكن ليغلق كما تُغلق أبوابنا اليوم يُفتح وتظهر منه مقدمة حقيبتين كبيرتين .. يدخل بعدها رجل قارب الثلاثين من عمره يلبس ملابساً لم يكن لبسها معتاداً في ذلك الوقت إلاَّ قليلاً .. (جاكيت .. وملحقاته من كرافته ..وحذاء يلمع لمعان البرق ) ..
حضنته بين يديها الضعيفتين وغابت عن الدنيا ! ؛ بكاءٌ متبادل أزعج الجيران الواقفين في (..حوش ) المنزل الذين أتوا للترحيب والتهنئة بقدوم الابن الضيف (.. الدكتور ).

* * *
وتمر السنون ! وينتقل بها إلى منزل اشتراه .. يليق به وبمنصبه ؛ أما هي فلا يليق بها !؛ ويودعان بيت الطين إلى غير رجعة؛ ذلك أنه باعه بثمن بخس دراهم معدودة وكان فيه من أزهد الزاهدين ! .. أما هي ! فكأنها قطعت قطعةً من قلبها وألقتها .. وتراءى لها منظر الجيران الطيبين ..لكنها صبرت ابتغاء رضاه ! بعد رضا الله تعالى .

* * *
أتته في يومٍ؛ تعرض عليه الزواج من بنت (فلان ) .. امرأة ديّنة ..صالحة .. عفيفة .. محتشمة .. مطيعة ...تخدم في بيتها بنشاط بنات ذلك الزمان .. وهي مع ذلك .......! - ضحك وربت بيده على كتفها وقال : لم يحن الوقت بعد ...

* * *
حان الوقت ! وتزوج امرأة من طبقته هو ! ذات منصب وجمال .. لكنها كانت أنموذجاً من النساء بارعاً في التكبر والغرور والازدراء لأُمّه والاحتقار لها ولكلامها .. ولبسها .. و ..

* * *
صبرت الأم صبر أيوب !! ولم تشأ أن تجرح مشاعر ابنها ؛ فلم تخبره بشيء مما يقع لها معها .

كانت تلك المرأة تسومها سوء العذاب كل يوم ! . حتى إذا قدم الدكتور من عمله انفردت به في غرفتها .. وسردت له أحداث النهار كله ؛ وكيف أنها عانت من أمه وعانت وعانت و ... هكذا كان الحال كل يومٍ !!!.
كان يعجب أشد العجب إذا سأل أمه عن زوجته : كيف هي ؟ فتثني عليها خيراً ما استطاعت ؛ كل ذلك اتقاء ما يجرح شعوره ويسبب غضبه !... نفد صبره .. ونفد (بالدال) إيمانه .. ونفد ما كان في قلبه من بقايا رحمة عاد بها معه من بلاد الغرب على استحياء .. فوقف على رأس أُمّه وهي تغسل ثيابها في (..حوش ) المنزل ! – وتلك الأفعى وراءه بشعرها الطويل المنثور على ظهرها - وقال لها بصوت الآمر :- يا أمي .. إما أن تراعي منصب زوجتي وتستقبلي زميلاتها بثياب حسنة وكلام زين ولا تجلسي معهم في الصالة .. وإلاَّ ....التفتت الأم العجوز ! خلفها وظنت أنه يخاطب أحداً غيرها ؛ فلما لم تجد إلاَّ نفسها في فناء المنزل ؛ علمت أنها هي المقصودة بالكلام لوحدها فأظلمت الدنيا في عينيها .. واتكأت على ما بقي في جسمها من قوة .... ودخلت ملحقها الصغير ورمت بنفسها على فراشها ؛ وخبأت رأسها في مخدتها وبكت حتى كاد أن ينشق قلبها ..


* * *
زادت الأفعى في خبثها؛ وزادت أُذُن الدكتور في سماعها ! . حتى كانت الطامة الكبرى وقاصمة الظهر :-
كم مرة قلت لك أن عقلية العجائز هذه لم تعد تناسبنا .. صارت قديمة. . تفهمين ؟..حتى التلفون تردين عليه ؟ ..ما بقي شيء ما تدخلتي فيه في هذا البيت النكد ؟! الله يستر عليك نحن لم نعد نصلح لك ؛ ولا أنتِ تصلحين لنا .. - (حملت الأم في يدها كيساً من القماش أودعته ما لديها من ثياب .. وخرجت حتى إذا وقفت بباب القصر المنيف ! التفتت إليه ودموعها تسطع على خديها في ظهيرة تشوي الوجوه ) ؛ وقالت : - سامحك الله يا ولدي .. والله ما عملت لكم إلاَّ كل خير أنت وزوجتك .. ووالله ما أذكر أني جرحتها بشيء .. سامحكم الله ..ثم شهقت شهقة ملؤها القهر .. وذهبت إلى حيث لا تعلم .

حاول أن يوقظ ضميره فيلحق بها ؛ فمنعته الأفعى .. الرقطاء الجميلة الناعمة الملمس .. فلم يفعل .

* * *
مرت الأشهر ! وهي تساءل عنه ما تبقى من جيرانها ؛ لتعلم هل هو بخير ؛ هل مرض ؛ هل رزق بأطفال ؟! هل .. وكانت تنتقل من هذا الجار إلى هذا إلى ذاك .. وتمكث عند هؤلاء أياماً وعند هؤلاء شهراًًَ .. وهناك أكثر .. تأخذ في حياء شديد ما يقدمونه لها من صدقات .. وكأنها تبلع الجمر الأحمر ..

• مرض .. دخل المستشفى .. سمعت أمه بالخبر .. استأجرت سيارة الأجرة لتراه .. وجدت الأفعى عند باب غرفته في المستشفى ؛ فأغرت بها الأطباء والممرضات وأنها عجوز مجنونة .. لا عقل لها نخاف على الأجهزة الطبية منها .. فأخرجوها وهي تنتحب ..- أريد أن أراه .. يا ناس هذا ولدي .. حبيبي .. فلذة كبدي .. الله يخليكم لا تحرموني من رؤيته ...

• خرج من المستشفى ولم يُخـــبَــر بزيارة أمه له .
أنفق جُلَّ أمواله في علاج مرضه ؛ بل كل ماله ؛ وباع بعض أثاث منزله ..

• وقفت الأفعى الرقطاء .. في وجهه يوماً على إثر خلاف بينهما لتكثر عليه الطلبات ؛ فلما لم يستجب قالت بصلافة المسترجلات - : صبرت عليك وعلى أمك من قبل .. أنت الآن وللأسف لم تعد رجلاً .. ولا استعداد لدي أكثر من هذا أن أعيش مع فقير مثلك .. طلقني .. هل تسمع .. طلقني ..

• قال : كأنها صفعتني على وجهي بيد من حديد ؛ وألقتني في صحراء النفود عرياناً .

• طلقها .. وذهب يبحث عن ذكريات قديمة مفقودة .. اسمها ( أمه الحبيبة الغالية .. المظلومة)..

• طرق باب كل بيت في الحي القديم ؛ وسأل عنها كل جار .. لكن دون جدوى ..

• بحث عنها في ثلاجات المستشفيات .. في أقسام الشرط .. دون جدوى أيضاً ..

• أعياه التعب ! حتى ظن أنها قد ماتت ..

• هام على وجهه بحثاً عنها .. وأيضاً بلا جدوى !

• وفي يومٍ .. وفي طريق عودته مر بمسجد الحي القديم ليصلي به صلاة المغرب .. علَّه يجد عنها خبراً لدى جيرانه الأقدمين .. فإذا به يرى منظراً يؤمن لرؤيته الملحدون ويتوب العاصون .. منظراً يقطع أنياط القلوب ويمزق الأحشاء ويستنزف الدموع من العين بالقوة ... ماذا تتوقعون ؟!

• إنها أمُّه الحبيبة الغالية (تشحذ) الناس على رصيف المسجد .. وتمد يداً لطالما مدتها إليه في صغره بالريال والخمسة والعشرة ... تماماً كما تُمد إليها أيدي المصلين الآن بالريال والخمسة و.. و.. و .. ولطالما عطفت عليه في صغره وحزنت عليه في غربته في كبره .. واليوم تتسول لتعيش فقد ملت من عطايا وصدقات الجيران وأحست أنها عالةٌ عليهم وأنها أذلت نفسها كثيراً كثيراً .. فلجأت إلى استجداء عباد الله بجوار بيت الله !.

ارتمى بين يديها يقبل أقدامها ويديها ويضع قدميها على خديه .. وبكاؤه يشق سماء نجدٍ . منظرٌ يقف الحليم أمامه حيران ..

• حملها بين يديه .. أمام المصلين وذهب بها يمشي على وجهه إلى منزله .. وهو يردد بصوت متهدج مخنوق بالدموع والحسرات ؛ وجؤار يملأ الشوارع :- لعنة الله على الزوجة الفاجرة .. وعلى الدكتوراه .. وعلى العمارة .. وعلى الراتب .. وعلى المال ... وعلى من فرق بيني وبين أمي .....

* * *
وذهب يحملها بين ذراعيه وطرف (شماغه ) يخط على الأرض و(عقاله ) على ذراعه اليسرى ..وولى ظهره للدنيا !

* * *
وبعد ... فوالله لقد حاولت جاهداً أن أجد تعليقاً أختم به هذه القصة ؛ فخنقتني العبرة فلم أستطع .. فاقرؤوها هكذا كما هي : من دون تعليق ..!




النسري 07-02-2006 12:07 AM

قصة توبة شاب غريبة
 
قصة توبة شاب غريبة

توبه شاب

قصة غريبة جدا

انا شاب فى مقتبل العمر .. اتمنى ان اكون من قوافل التائبين الذين طالما تتحدث عنهم . انا عمرى يقرب من الواحد والعشرين وقصة توبتى غريبة جدا .. وهاك هى وارجوا ان تقصها على من تحاضرهم عسى ان يجعل الله بها النفع للأمة .. واتمنى من الله رب العلمين الثبات على دينه

كثيرا ما كان يتحدث الناس عنى انى عبقرى مبتكر فى الأفكار . واصبحت استغل كل هذا فى الحصول على الشهوات وبدأت بالفعل حيث لا اعلم من الإسلام شيئا الا قليلا مما فرضه على العيش فى بلد اسلامى واختى الملتزمة التى كانت كثيرا ما كانت تنصحنى وانا اولى هاربا منها .. كانت كلماتها لا تنال منى الا السخرية

والغريب فى توبتى ان اسباب المعصية هى نفس اسباب التوبة

قد كنت مدمنا لجميع الشهوات ولا تتخيل ذنب الا وقد فعلته .. قد كنت حقا ظالما لنفسى .. هذا اقل تعبير عن حالتى بل هو اشمل تعبير لأن الله استخدمه حين وصف العصاه

كنت مدمنا لغرف الدردشة Chat وكانت تحتل اهتماما كبيرا من شهواتى خاصة انا كنا نتحدث عن ما حرم الله وكنت اجد معها متعة غريبة .. لا ادرى لماذا ؟؟

ذات يوم تعرفت على فتاه من امريكا ، كانت فى عمر العشرين متزوجة ولها ولد جميل .. تعرفت عليها صدفة.. قالت لى ما اسمك قلت لها اسمى : محمد " ما كدت ان اقول تلك الكلمة الا ووجدتها طارت من الفرح وتقول لى اذن انت مسلم . حقا انت مسلم لا اصدق اريد ان اعرف عن الإسلام الكثير ارجوك لا تتركنى كما تركونى ارجوك لدى الآف الأسئلة التى اود ان اسئلها ارجوك... قلت فى نفسى يالها من تعيسة تطلب الإسلام من ابعد واحد عنه .. ربنا يستر ولكنى شعرت بها حقا .. اول مرة فى حياتى اعيش لحظة اهتم فيها بأمر دينى اول مرة اعيش فيها لهدف .. شعرت بإحساس اخر .. اغلقت كل من اتحدث معهم من الفتيات الساقطات .. غريبة، لأول مرة فى حياتى اترك شهوتى لأجل شىء .. حتى الآن لا اعلم هذا الشىء ... لا اعلم منه الا اسمه الإسلام ... وقلت لعلها تسألنى واجيب مع يأسى التام على قدرتى على الإجابه ... وبالفعل قالت لى ما الإسلام .. قلت له من فضلك ثانية واحدة .. دخلت على مواقع اسلامية .. وظللت ابحث عن كل سؤال تسأله حتى انى نجحت فى الإجابه على معظم الأسئلة .. قالت لى من هى عائشة .. قلت لها عائشة ؟؟؟!!! كنت لا اعلمها .. ظللت ابحث عنها فى المواقع الإسلامية.. وبينما انا ابحث اشعر بحماس ورغبة غريبة فى مساعدتها .. قلت لها اختى انتظرينى ايام سأرسل لك كتاب وغيره يعلمك ما الإسلام .. لا تتصور مدى سعادتى من كلمة اختى .. اول مرة فى حياتى انادى فتاه بكلمة اختى .. الله اختى

لأول مرة اشعر بالطهارة .. حتى ذرفت عيناى ... وما نمت ليلتى .. ظللت اسأل اختى عن بعض الأسئلة التى سألتنى اياها ( هل الحجاب فريضة ؟؟ وغير ذلك ) .. ذهبت للمكتبة لشراء كتاب وقبل الذهاب فوجئت انى لا املك من الأموال الا يسيرا .. قلت ماذا افعل .. كنت اشعر ان الموت يسابقنى لها ويجب ان اكون اسرع منه لها قبل ان تموت وتدخل النار .. لأول مرة احدث نفسى بهذه اللهجة .. تعجبت من نفسى .. ذهبت لأحد الأصدقاء السوء كان غنيا جدا واقترضت منه مبلغا .. كنت انوى ان لا ارده ولكن بعد التزامى رددته لعلمى بأهمية رد الدين والحمد لله .. واشتريت لها كتابان قرأتهما قبلها .. وكنت طليق فى الإنجليزية، شعرت بأن هذا الدين عظيم ..واشتريت لها زيا اسلاميا جميلا مثل الزى التى ترتديه اختى لعلمى لصعوبة الحصول على هذه الأزياء الإسلامية هناك واشتريت لها مصاحف قرآن للغامدى والعجمى .. وارسلت كل هذا بالبريد السريع الدولى ليصل فى اقصر فترة ممكنة .. وبالفعل وصلت اليها ... وقرأت الكتابان .. وقالت لى هذا ما كنت اريد .. ماذا افعل لكى ادخل فى الإسلام .. حينها لا تتصور ما حدث لى بكيت كثيرا كثيرا .. وذرفت دموعى فقالت لى لما تبكى .. فقد كانت تسمعنى وكنت اتحدث معها بالمايك .. قلت لها لأن ميلادى مع ميلادك .. ما فهمت معناها .. ولكنى اخبرتها ان تردد الشهادتين وتذهب لتغتسل .. كنت قد سألت عن هذا لهذه اللحظة .. لا تتصور وهى تردد بعدى " اشهد ان لا اله الا الله وان محمد رسول الله " وكأنى ارددها معها لأول مرة ... فلا اتذكر انى قد قلتها قبل ذلك .. وقالت لى ما معناها .. فأخبرتها ان انه لا يوجد اله غير الله فى الكون وان محمد رسول الله وظللت اتطرق فى شرحها ولكن العجيب انى لا أدرى ما هذه الكلمات .. وانا اشرحها كل هذا المعانى كانت غائبة عنى ... ايقنت ان هذه الكلمة لها معانى عظيمة .. ثم قالت " محمد قل لا اله الا الله وضحكت " قلتها وانا ابكى من سعادتى ابكى بكاءا مريرا ... ثم قلت " قولى ياأختى محمد رسول الله " فقالت وضحكت بسعادة وقالت محمد الان وجدت حياتى .. لقد كنت محطمة وقلبى كسير حاولت الإنتحار خمس مرات وكان زوجى ينقذنى .. ولكنى الان اشعر بسعاده غامرة واشعر انى وجدت نفسى ووجدت سعادتى ... قلت لها اذن انتى ولدتى هذه الليلة .. قالت حقا نعم .. قلت لها وانا كذلك وحكيت عليها قصتى وكيف كنت مسلما بالإسم فقط .. ولآن اشعر بأنى ولدت من جديد .. قالت : الآن فهمت ميلادى مع ميلادك " ثم قالت اذن " ردد وقل لا اله الا الله ياخى " قلت لها نعم لا اله الا الله رب العالمين" وضحكت وشعرت بأنى أسلمت من جديد ، قامت واغتسلت واتفقنا ان نتقابل بعد 30 دقيقة سمعت المؤذن لصلاة الفجر .. فقمت توضأت كنت لازلت اذكر الوضوء من المدرسة ودخلت مع الإمام ... وذرفت عيناى بالدموع شعرت بلذة غريبة كانت الذ بكثير من هذه اللذة التى كنت اذوقها مع الشهوات .. لذة الإيمان حقا ان له لذة غريبة ثم عدت اليها واخبرتنى من هى عائشة وظللت اتعلم منها عن عائشة وسيدنا محمد تتخيل ان اتعلم الدين من ما كنت سببا فى اسلامه وهو عمره فى الإسلام لحظات، شىء غريب جعلنى اذرف دموعى كثيرا ووجدتها غيرت اسمها المستعار لعائشة ، وبعد يومين فوجئت باسلام زوجها وسموا ابنهم احمد ... بكيت بكاءا شديدا .. وحمدت الله كثيرا .. أه لا استطيع ان اصدق انى سببا فى اسلام ثلاثة انفس يأتون يوم القيامة فى ميزان حسناتى ... وانا ليس لى من الإسلام شىء .. منذ ذلك الحين ظللت اتعلم عن الإسلام الكثير ووجدت فى مكتبة اختى التى تزوجت قبل اسلامها واسلامى بإسبوع .. وظللت اقرأ وأقرأ واتعلم ووجدت حالى ينصلح شعرت بلذة الصلاة ولذة العبادة وتركت كل شهواتى وكل اصدقائى الفاسقين فى بلدى وفى العالم كله وكل حين اردد " اشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله " وابكى وابكى .. وفرحت بذلك امى .. وقالت حقا " كل شىء وله اوان " قلت لها صدقت يأمى ..

وتحولت من البحث عن فاسقة او زانية لاتحدث معها او اقابلها .. الى البحث عن كل من يريد الإسلام ويريد ان يعرف عنه شىء .. تخيل فوجئت بالكثير بالكثير يريد المعرفة عن الإسلام ..وكلما عرفت احد ارسلت له نفس الكتابان ونسخة من القرآن الكريم .. حتى اسلم على يدى ثلاثة اخر اثنان من امريكا وفتى من بريطانيا .. وفرحت بذلك كثيرا .. وكانت ام احمد تساعدنى فى الحديث معهم .. حتى انها اقنعت اختها بالإسلام .. والحمد لله رب العالمين ... واخيرا لا استطيع ان اخبرك على مدى سعادتى بالإسلام انا اسلمت مع هؤلاء حقا لقد اسلمت معهم .. وعلمت ان الدعوة فرض عين فى ظل هذا الأنفتاح وكون العالم كله قرية صغيرة .. فيجب على المسلمين العمل لدينهم الذى طالما ظلموه وهو اغنى الأغنياء عنا .. ونحن افقر الفقراء اليه ... تحولت دفة حياتى تماما اصبح كل همى الدعوة الى الله .. والعمل له ...وارجوا من الله رب العالمين ان يرحمنى وان يييسر لى ويثبتنى .. اتعلم يأخى والله ان الدعوة الى الله رزق يسوقه الله الى العبد .. وانى أشعر انى مرزق فى الدعوة رزقا غريبا اشعر ان رزقى واسع فى هذا الأمر ... اللهم وسع ارزاقنا .. وارجوا ان تحكى قصتى هذه لمن يسمعونك عسى الله ان يعم النفع والفائدة .. واعتذر للإطاله بالرغم ان هذا لا يحمل معشار ما تحمل خواطرى من مشاعر .. ولكن انها الكلمات تعجز عن وصف ما انا فيه من السعادة .. وجزاكم الله خيرا

النسري 08-02-2006 12:59 AM

وبكى الفاروق
 
وبكـى الفـاروق

كان الفرح يغمر الابطال الذين عادوا منتصرين بعد أن طال الغياب عن الاهل والاحباب .. كانوا أسودا كاسرة في ساحة الجهاد.. ففتحوا البلاد ورفعوا راية الإسلام على بقاع جديدة من أرض الله، عادوا فرحين بنصر الله ولبسوا أجمل الثياب.
أسرعوا الى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، فقد اعتادوا ان يستقبلهم بعد عودتهم، يفرح بلقائهم ويبالغ في إكرامهم، ولكنهم فوجئوا هذه المرة أنه لم يهتم بهم، بل أدار وجهه عنهم، فبعد ان رد السلام أمسك عن الكلام، فظهرت الدهشة على وجوههم.

أرادوا أن يعرفوا السبب كي يبطل العجب .. فأسرعوا الي عبدالله بن عمر وقالوا له : لقد أدار امير المؤمنين وجهه عنا ولم يهتم بأحد منا فما سبب هذا الجفاء بعد ما قدمناه من تضحية وفداء!؟

كان لابد لعبدالله بن عمر الذي نشأ في بيت عمر أن يقرأ أفكار أبيه فهو يعلم جيدا أنه ماض في درب الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، ولم يتزحزح عنه قيد أنمله ..

نظر عبدالله إلى ثيابهم الفاخرة التي عادوا بها من بلاد فارس وقال لهم : إن أمير المؤمنين رأى عليكم لباسا لم يلبسه رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا الخليفة أبو بكر الصديق من بعده.

عرف الابطال المجاهدون السبب فلم يجادلوا، ولكنهم تحلوا بالأدب النبوي الشريف فأسرعوا الى ديارهم وبدلوا ثيابهم ثم عادوا الى أمير المؤمنين بثيابهم التي اعتاد ان يراهم بها، فلما رآهم فرح بقدومهم واحسن استقبالهم ونهض يسلم عليهم ويعانقهم رجلا .. رجلا .. وكأنه لم يرهم من قبل، فهو يرى أن إيمانهم وجهادهم هو أبهى الحلل واجمل الزينات.

قدموا لأمير المؤمنين الغنائم التي عادوا بها من أرض الجهاد فقسمها بينهم .. كان في تلك الغنائم سلال من خبيص، والخبيص هو طعام حلو مصنوع من التمر والسمن، مد أمير المؤمنين يده وذاق ذلك الطعام فوجده لذيذ الطعم طيب الرائحة فقال لمن حوله واصفا لذة طعمه : والله يا معشر المهاجرين الانصار سوف يقتل الابن اباه والأخ أخاه على هذا الطعام, أمرهم ان يحملوه الى أبناء الشهداء من المجاهدين والانصار الذين نالوا الشهادة اثناء جهادهم مع رسول صلى الله عليه وسلم.

نهض أمير المؤمنين عمر بن الخطاب أمير أعظم دولة في ذاك الزمان وسار مجللا بالهيبة والوقار بوجه يعلوه الايمان، وجسم فارع الطول عليه جبة قديمة بها 12 رقعة!! سار خلفه عدد من الصحابة، أخذوا ينظرون الى جبته القديمة ، قال بعضهم لبعض : ما رايكم في زهد هذا الرجل؟؟!!...لقد فتح الله على يديه بلاد كسرى وقيصر ... وطرفي المشرق والمغرب، وتاتي اليه وفود العرب والعجم من كل مكان فيستقبلهم وعليه هذه الجبه القديمة ذات الرقع الكثيرة...

اقترح بعضهم أن يتقدم اليه بعض كبار الصحابه الذين جاهدوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم .. ويحاولوا اقناعه بان يستبدل هذه الجبه القديمة بثوب جميل وأن يقدم له جفنة الطعام في الصبح والمساء ..قال البعض الاخر : لايجرؤ أحد على ان يتحدث اليه في هذا الامر إلا علي بن ابي طالب او ابنته حفصة فهي ذات مكانه عالية في نفسه لأنها زوجة الرسول صلى الله عليه وسلم إحدى أمهات المؤمنين..

ذهبوا إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه وعرضوا الامر عليه .. فقال : لن افعل هذا ، ولكن عليكم بأزواج النبي صلى الله عليه وسلم فإنهن أمهات المؤمنين ويستطعن عرض الامر عليه فلما سمعوا راي الامام علي بحثوا في الامر واستقر الرأي على أن تقوم كل من ام المؤمنين عائشة وحفصة رضي الله عنهما بتلك المهمة .. دخلت عائشة وحفصة رضي الله عنهما على أمير المؤمنين عمر، فقربهما وأحسن استقبالهما فبدأت عائشة بالحديث قائلة : يا امير المؤمنين .. هل تأذن لي بالكلام؟؟

قال : تكلمي يا أم المؤمنين .. فقالت ما معناه : لقد مضى رسول الله الى سبيله الى جنته ورضوانه، لم يرد الدنيا ولم ترده، وكذلك مضى أبو بكر من بعده .. وقد فتح الله على يديك كنوز كسرى وقيصر وديارهما وحمل إليك اموالهما، وخضعت لك اطراف المشرق والمغرب، ونرجو من الله المزيد، وفي الاسلام التأييد، وقد أصبح العجم يبعثون إليك رسلهم ووفود العرب تأتي اليك من كل مكان وانت تستقبلهم بتلك الجبة القديمة التي رقعتها 12 رقعة، فلو غيرتها بثوب لين يهاب فيه منظرك وايضا يأتونك بجفنة طعام في أول النهار وأخرى في آخر النهار، تاكل منها انت ومن حضر معك من المهاجرين..

تأثر أمير المؤمنين تأثرا بالغا حتى بكى بكاءا شديدا .. سأل أم المؤمنين عائشة قائلا : هل تعلمين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم شبع من خبز قمح عشرة أيام أو خمسة أيام أو ثلاثة أيام أو جمع في يوم بين عشاء وغداء حتى لحق بربه؟ قالت : لا....

استمر عمر رضي الله عنه في حديثه لهما قائلا : أنتما زوجتا رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكما حق على المؤمنين عامة وعلي خاصة، ولكنكما أتيتما ترغبانني في الدنيا، وإني أعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لبس جبة من صوف وربما حك جلده من خشونته هل تعلمان ذلك .. قالتا : نعم...

ثم قال أمير المؤمنين لعائشة : ألا تعلمين أن رسول الله كان يرقد على عباءة تكون له بالنهار بساطا وبالليل فراشا ، فندخل عليه ونرى أثر الحصير في جنبه؟ ثم قال لحفصة :الا تذكرين يا حفصة حين قلتي لي انك ثنيت الفراش للنبي ذات ليلة فشعر بلينه فرقد ولم يستيقظ بالليل الا حينما سمع اذان بلال ، فقال لك النبي : ياحفصة .. ماذا صنعتِ؟ أثنيت المهاد(أي الفراش) .. حتى ذهب بي النوم الى الصباح؟ .. مالي ومال الدنيا ومالي شغلتموني بلين الفراش ..!!

وفي النهاية قال لابنته : ياحفصة..إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان مغفورٌ له ماتقدم من ذنبه وما تأخر .. ومع ذلك فقد أمسى جائعا ورقد ساجدا ولم يزل راكعا وساجدا وباكيا ومتضرعا اناء الليل والنهار الى أن قبضه الله برحمته ورضوانه ثم قال رضي الله عنه : لا اكل عمر طيبا ولا لبس لينا، بل سيكون له في صاحبيه أسوة وقدوة، وقطع عمر عهدا على نفسه ..الا يجمع بين طعامين في وقت واحد سوى الملح والزيت .. ولا ياكل لحما الا مرة كل شهر..فخرجت عائشة وحفصة واخبرتا الصحابة بما حدث .. وظل عمر ماضيا في طريقه الى ان لقي ربه شهيدا سعيدا..

غفر الله لك يا عمر وأسكنك جنة عرضها كعرض السموات والأرض .. أعدت للمتقين وجعلنا من رفقائك ورفقاء الرسول والصديق والمهاجرين والأنصار .. إن شاء الله تعالى ..

النسري 09-02-2006 04:04 AM

ثبات امرأة
 
ثبات امرأة


يقول صاحب القصة :
سافرت إلى مدينة جدة في مهمة رسمية .. وفي الطريق فوجئت بحادث سيارة .. ويبدو أنه حدث لتوه .. كنت أول من وصل إليه .. أوقفت سيارتي واندفعت مسرعاً إلى السيارة المصطدمة ..

تحسستها في حذر .. نظرت إلى داخلها .. أحدقتُ النظر .. خفقات قلبي تنبض بشدة .. ارتعشت يداي .. تسمَّرت قدماي .. خنقتني العبرة ..

ترقرقت عيناي بالدموع .. ثم أجهشت بالبكاء .. منظر عجيب .. وصورة تبعث الشجن ..

كان قائد السيارة ملقاً على مقودها .. جثة هامدة .. وقد شخص بصره إلى السماء .. رافعاً سبابته .. وقد أفتر ثغره عن ابتسامة جميلة .. ووجهه محيط به لحية كثيفة .. كأنه الشمس في ضحاها .. والبدر في سناه

العجيب " والكلام ما يزال لصاحب القصة " .. أن طفلته الصغيرة كانت ملقاة على ظهره .. محيطة بيديها على عنقه .. ولقد لفظت أنفاسها وودعت الحياة ..

لا إله إلا الله .. لم أرى ميتة كمثل هذه الميتة .. طهر وسكينة ووقار .. صورته وقد أشرقت شمس الاستقامة على محياه .. منظر سبابته التي ماتت توحّد الله .. جمال ابتسامته التي فارقت بها الحياة .. حلّقت بي بعيداً بعيداً ..

تفكرت في هذه الخاتمة الحسنة .. ازدحمت الأفكار في رأسي .. سؤال يتردد صداه في أعماقي .. يطرق بشدة .. كيف سيكون رحيلي !! .. على أي حال ستكون خاتمتي !! ..

يطرق بشدة .. يمزّق حجب الغفلة .. تنهمر دموع الخشية .. ويعلو صوت النحيب .. من رآني هناك ضن أني أعرف الرجل .. أو أن لي به قرابة .. كنت أبكي بكاء الثكلى .. لم أكن أشعر بمن حولي !! ..

ازداد عجبي .. حين انساب صوتها يحمل برودة اليقين .. لامس سمعي وردَّني إلى شعوري .. " يا أخي لا تبكي عليه إنه رجل صالح .. هيا هيا .. أخرجنا من هناك وجزاك الله خيرا "

إلتفتُ إليها فإذا امرأة تجلس في المقعدة الخلفية من السيارة .. تضم إلى صدرها طفلين صغيرين لم يُمسا بسوء .. ولم يصابا في أذى ..
كانت شامخة في حجابها شموخ الجبال .. هادئة في مصابها منذ أن حدث لهم الحدث !! ..

لا بكاء ولا صياح و عويل .. أخرجناهم جميعاً من السيارة .. من رآني ورآها ضن أني صاحب المصيبة دونها ..

قالت لنا وهي تتفقد حجابها وتستكمل حشمتها .. في ثباتٍ راضٍ بقضاء الله وقدره .. " لو سمحتم أحضروا زوجي وطفلتي إلى أقرب مستشفى .. وسارعوا في إجراءات الغسل والدفن .. واحملوني وطفليَّ إلى منزلنا جزاكم الله خير الجزاء " ..

بادر بعض المحسنين إلى حمل الرجل وطفلته إلى أقرب مستشفى .. ومن ثم إلى أقرب مقبرة بعد إخبار ذويهم ..

وأما هي فلقد عرضنا عليها أن تركب مع أحدنا إلى منزلها .. فردّت في حياء وثبات " لا والله .. لا أركب إلا في سيارة فيها نساء " .. ثم إنزوت عنا جانباً .. وقد مسكت بطفليها الصغيرين .. ريثما نجلب بغيتها .. وتتحقق أمنيتها .. إستجبنا لرغبتها .. وأكبرنا موقفها ..
مرَّ الوقت طويلاً .. ونحن ننتظر على تلك الحال العصيبة .. في تلك الأرض الخلاء .. وهي ثابتة ثبات الجبال .. ساعتان كاملتان .. حتى مرّت بنا سيارة فيها الرجل وأسرته .. أوقفناهم .. أخبرناه خبر هذه المرأة .. وسألناه أن يحملها إلى منزلها .. فلم يمانع ..
عدت إلى سيارتي .. وأنا أعجبُ من هذا الثبات العظيم ..

ثبات الرجل على دينه واستقامته في آخر لحظات الحياة .. وأول طريق الآخرة ..

وثبات المرأة على حجابها وعفافها في أصعب المواقف .. وأحلك الظروف .. ثم صبرها صبر

الجبال .. إنه الإيمان .. إنه الإيمان .. " يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء "
" انتهى كلامه وفقه الله تعالى "

الله أكبر .. هل نفروا في هذه المرأة صبرها وثباتها .. أم نفروا فيها حشمتها وعفافها .. والله لقد جمعت هذه المرأة المجد من أطرافه ..
إنه موقف يعجز عته أشداء الرجال .. ولكنه نور الإيمان واليقين ..
أي ثباتٍ .. وأي صبرٍ .. وأي يقين أعظم من هذا !!!

وأني لأرجو أن يتحقق فيها قوله تعالى " وبشر الصابرين ، الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون ، أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون "




النسري 13-02-2006 12:04 AM

توبة مدمن
 
توبة مدمن

في احدى المدن بالمملكة كانت هناك امرأة تسكن مع زوجها واولادها وبناتها في احدى الاحياء وكان المسجد ملاصق لبيتها تماما الا ان الله ابتلاها بزوج سكير.
لا يمر يوم او يومين الا ويضربها هى وبناتها واولادها ويخرجهم الى الشارع، كان اغلب من في الحي يشفقون عليها وعلى ابنائها وبناتها اذا مروا بها ويدخلون الى المسجد لاداء الصلاة ثم ينصرفون الى بيوتهم ولا يساعدونها بشئ ولو بكلمة عزاء، وكم كانوا يشاهدون تلك المرأة المسكينة وبناتها واولادها الصغار بجوار باب بيتها تنتظر زوجها المخمور ان يفتح لها الباب ويدخلها بعد ان طردها هى واولادها و لكن لا حياة لمن تنادى، فاذا تأكدت من انه نام جعلت احد ابنائها يقفز الى الداخل ويفتح لها، وتدخل بيتها وتقفل باب الغرفة على زوجها المخمور الى ان يستيقظ من سكره وتبدأ بالصلاة والبكاء بين يد الله عز وجل تدعو لزوجها بالهداية والمغفرة.
لم يستطع احد من جماعة المسجد بما فيهم امام المسجد والمؤذن أن يتحدث مع هذا الزوج
السكير وينصحه، ولو من اجل تلك المرأة المعذبة وابنائها لمعرفتهم انه رجل سكير لا يخاف الله؛ باطش؛ له مشاكل كثيرة مع جيرانه في الحى فظاً غليظ القلب لا ينكر منكراً ولا يعرف معروف وكما نقول بالعامية ( خريج سجون ) فلا يكاد يخرج من السجن حتى يعود اليه .
الزوجة المسكينة كانت تدعو لزوجها السكير في الثلث الاخير من الليل وتتضرع الى الله باسمائه العلى وبأحب اعمالها لديه ان يهدي قلب زوجها الى الايمان، واكثر ايامها كانت تدعو له بينما هى وابناءها تعاني الامرين فلا احد يرحمها من هذا العناء غير الله فلا اخوة ولا اب ولا ام يعطف عليها الكل قد تخلى عنها والكل لا يحس بها وبمعاناتها فقد اصبحت منبوذة من الجيران والاهل بسبب تصرفات زوجها.
في احدى المرات وبينما هى تزور احدى صديقاتها في حى آخر مجاور لهم تكلمت وفتحت
صدرها لصديقتها وشرحت لها معاناتها وما يفعله بها زوجها وببناتها وابناءها اذا غاب تحت مفعول المسكر، تعاطفت معها صديقتها وقالت لها: اطمئني، سوف اكلم زوجي لكي يزوره وينصحه وكان زوجها شاباً صالحا حكيماً ويحب الخير للناس ويحفظ كتاب الله و يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر فوافقت بشرط ان لا يقول له بانها هى التى طلبت هذا حتى لا يغضب منها زوجها السكير ويضربها ويطردها من البيت الى الشارع مرة اخرى لو علم بذلك، فوافقت على ان يكون هذا الامر سر بينهما فقط.
ذهب زوج صديقتها الى زوجها بعد صلاة العشاء مباشرة لزيارة زوج تلك المرأة وطرق الباب عليه فخرج له يترنح من السكر ففتح له الباب فوجده انسان جميل المنظر له لحية سوداء طويلة ووجه يشع من النور والجمال ولم يبلغ الخامسة والعشرين من عمره والزوج السكير كان في الاربعين من عمره على وجهه علامات الغضب والبعد عن الله عز وجل فنظر اليه وقال له: من انت وماذا تريد؟
فقال له: انا فلان بن فلان واحبك في الله وجئتك زائرا ولم يكد يكمل حديثه حتى بصق في وجهه وسبه وشتمه وقال له بلهجة عامية شديدة الوقاحة: لعنة الله عليك يا كلب، هذا وقت يجىء فيه للناس للزيارة، انقلع عسى الله لا يحفظك انت واخوتك اللى تقول عليها.
كانت تفوح من الزوج السكير رائحة الخمرة حتى يخيل له ان الحى كله تفوح منه هذه الرائحة الكريهة، فمسح ما لصق بوجهه من بصاق وقال له: جزاك الله خيرا قد اكون اخطأت وجئتك في وقت غير مناسب ولكن سوف اعود لزيارتك في وقت اخر ان شاء الله، فرد عليه الزوج السكير انا لا اريد رؤية وجهك مرة اخرى وان عدت كسّرت رأسك واغلق الباب في وجه الشاب الصالح.
وعاد هذا الشاب الى بيته وهو يقول الحمد لله الذى جعلني اجد في سبيل الله وفي سبيل ديني هذا البصاق وهذا الشتم وهذه الاهانة، وكان في داخله اصرار على ان ينقذ هذه المرأة وبناتها من معاناتها احس بأن الدنيا كلها سوف تفتح ابوابها له اذا انقذ تلك الاسرة من الضياع.
فأخذ يدعو الله لهذا السكير في مواطن الاستجابه ويطلب من الله ان يعينه على انقاذ تلك الاسرة من معاناتها الى الابد، كان الحزن يعتصر في قلبه وكان شغله الشاغل ان يرى ذلك السكير من المهتدين.
فحاول زيارته عدة مرات وفي اوقات مختلفه فلم يجد الا ما وجد سابقاً حتى انه قرر في احدى المرات ان لا يبرح من امام بيته الا ويتكلم معه فطرق عليه الباب في يوما من الايام فخرج اليه سكران يترنح كعادته وقال له : ألم اطردك من هنا عدة مرات لماذا تصر على الحضور وقد طردتك؟!!فقال له: هذا صحيح ولكنى احبك في الله واريد الجلوس معك لبضع دقائق والله عز وجل يقول على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم: من عاد اخ له في الله ناداه مناد من السماء ان طبت وطاب ممشاك وتبؤت من الجنة منزلا.
فخجل السكير من نفسه امام الحاح هذه الشاب المستمر رغم ما يلقاه منه وقال له ولكن انا الآن اشرب المسكر وانت يبدو في وجهك الصلاح والتقوى ولا يمكننى ان اسمح لك ان ترى ما في مجلسى من خمور احتراما لك فقال له: ادخلنى في مكانك الذى تشرب فيه الخمر ودعنا نتحدث وانت وتشرب خمرك فأنا لم اتي اليك لكى امنعك من الشرب بل جئت لزيارتك فقط فقال السكير: اذا كان الامر كذلك فتفضل بالدخول فدخل لاول مرة بيته بعد ان وجد الامرين في عدم استقباله وطرده وايقن ان الله يريد شيئاً بهذا الرجل.
ادخله الى غرفته التى يتناول فيها المسكر وتكلم معه عن عظمة الله وعن ما اعد الله للمؤمنين في الجنة وما اعد للكافرين في النار وفي اليوم الاخر وفي التوبه وان الله يحب العبد التائب اذا سأله الهدايه ثم تكلم في اجر الزيارة وما الى ذلك وان الله يفرح بتوبة العبد التائب فإذا سأله العبد الصالح قال الله له لبيك عبدي (مرة واحدة) واذا سأله العبد المذنب العاصى لربه قال الله له لبيك لبيك لبيك عبدي (ثلاث مرات) وكان يرى اسارير الرجل السكير تتهلل بالبشر وهو ينصت اليه بجوارحه كلها ولم يحدثه عن الخمرة وحرمتها ابدا وهو يعلم انها ام الكبائر وخرج من عنده بعد ذلك دون كلمة واحدة في الخمر فأذن له بالخروج على ان يسمح له بين الحين والحين بزيارته فوافق وانصرف.
بعد ذلك بأيام عاد اليه فوجده في سكره، وبمجرد ان طرق الباب عليه رحب به وادخله الى المكان الذى يسكر فيه كالعادة فتحدث ذلك الشاب عن الجنة وما عند لله من اجر للتائبين النادمين ولاحظ بأن السكير بدأ يتوقف عن الشرب بينما هو يتكلم فأحس انه اصبح قريبا منه وانه بدأ يكسر اصنام الكؤوس في قلبه شيئاً فشيئاً، وان عدم مواصلته للشرب دليل على انه بدأ يستوعب ما يقال له، فأخرج من جيبه زجاجة من الطيب الفاخر غالية الثمن فأهداها له وخرج مسرعاً وكان سعيداً بما تحقق له من هذه الزيارة من تقدم ملحوظ.
فعاد بعد ايام قليلة لهذا الرجل فوجده في حالة اخرى تماماً وان كان في حالة سكر شديدة ولكن هذه المرة بعد ان تكلم الشاب عن الجنة وما فيها من نعيم اخذ يبكي السكير كالطفل الصغير ويقول لن يغفر الله لى ابداً، لن يغفر الله لى ابداً وانا اكره المشائخ واهل الدين والاستقامة واكره الناس جميعاً واكره نفسي واننى حيوان سكير لن يقبلني الله ولن يقبل توبتي حتى وان تبت، فلو كان الله يحبني ما جعلني اتعاطى المسكرات ولا جعلني بهذه الحالة وهذا الفسق والفجور الذى اعيش فيه من سنوات مضت، فقال له الشاب الصالح وهو يحتضنه: ان الله يقبل توبتك وان التائب من الذنب كمن لا ذنب له وان باب التوبة مفتوح ولن يحول بينك وبين الله احد وان السعادة كلها في هذا الدين وان القادم سوف يكون اجمل لو سألت الله الهداية بقلب صادق مخلص وما عليك الا ان تسأل الله مخلصاً في طلب الهدايه والله عز وجل يقبلك وأن قيمته عند الله عظيمة، واشار اليه بأنه على سفر الآن مع مجموعة من اصدقائه المشائخ الى مكه المكرمه وعرض عليه ان يرافقهم فقال له السكير وهو منكسر القلب: ولكن انا سكران واصدقائك المشائخ لن يقبلوا بمرافقتي فقال له: لا عليك هم يحبونك مثلي ولا مانع لديهم ان ترافقهم بحالتك الراهنة فكل ما في الامر هو ان نذهب الى مكة المكرمه للعمرة فأذا انتهينا عدنا الى مدينتنا مرة اخرى وخلال رحلتنا سوف نسعد بوجودك بيننا فقال السكير: وهل تسمحون لى ان آخذ زجاجتي معى فأنا لا استغني عنها لحظة واحدة فقال له الشاب الصالح: بكل سرور خذها معك ان كان لابد من اخذها.
كانت نظرة هذا الشاب الصالح بعيدة جدا جدا رغم خطورة ان يحمل زجاجة الخمر في سيارته وان يحمل معه شخصاً سكيراً وسكران في نفس الوقت فالطريق الى مكة ممتلئ بدوريات الشرطة ولكنه قرر المجازفة من اجل انقاذ هذه المرأة وابناءها فمن يسعى لتحقق هدف عظيم تهون عنده الصغائر.
فقال له: قم الآن واغتسل وتوضأ والبس احرامك فخرج الى سيارته واعطاه ملابس الاحرام الخاصة به على ان يشترى هو غيرها فيما بعد، فأخذها ودخل الى داخل البيت وهو يترنح وقال لزوجته انا سوف اذهب الى مكة للعمره مع المشائخ فتهللت اسارير زوجته فرحا بهذا الخبر واعدت حقيبته ودخل الى الحمام يغتسل وخرج ملتفاً بأحرامه وهو
مازال في حالة سكره وكان الرجل الشاب الصالح البطل المغامر يستعجله حتى لا يعود في كلامه فلا يرافقهم ولم يصدق ان تأتي هذه الفرصة العظيمة لكى ينفرد به عدة ايام ويبعده عن السكر واصدقاء السوء فلو افاق فربما لن يذهب معهم او يدخل الشيطان له من عدة ابواب فيمنعه من مرافقته فعندما خرج اليه أخذه ووضعه في سيارته وذهب مسرعاً به بعد ان اتصل على اصدقائه من الاخوة الملتزمين الذين تظهر عليهم سمات الدين والصلاح والتقوى لكى يمر عليهم في منازلهم ويصطحبهم في هذه الرحلة المباركه.
انطلقت السيارة باتجاه مكه المكرمه، وكان الشاب الصالح على مقودها وبجواره السكير وفي المقعد الخلفي اثنان من اصدقائه الذى مر عليهم واخذهم معه، فقرأوا طوال الطريق قصار السور وبعض الاحاديث النبويه من صحيح البخارى وكلها في التوبه وفي الترغيب والترهيب بما عند الله من خير جزيل وفي فضائل الاعمال، كان السكير لا يعرف قراءة الفاتحة و(يلخبط) بها ويكسر فيها كيفما شاء، وعندما يأتي الدور عليه يقرأونها قبله ثلاثة مرات حتى يصححوا له ما اخطأ فيها بدون ان يقولوا له انت اخطأت وأنه لا يعقل أن يخطىء احد في الفاتحة، وهكذا حتى انتهوا من قراءة قصار السور عدة مرات، وقرأوا الاحاديث المختلفه في فضائل الاعمال وهو يسمع ولا يبدي حراك وقبل الوصول الى مكة قرر الثلاثة الاصدقاء ان لا يدخلوا مكة الا وقد افاق تماماً صاحبهم من السكر فقرروا المبيت في احدى الاستراحات على الطريق بحجة انهم تعبوا ويريدون النوم الى الصباح ومن ثم يواصلون مسيرهم وكان يلح عليهم بانه بأمكانه قيادة السيارة على ان يناموا هم اثناء قيادته السيارة فهو لن يأتيه النوم ابداً فقالوا له جزاك الله خير وبارك الله فيك نحن نريد ان نستمتع برحلتنا هذه بصحبتك وان نقضى اكبر وقت ممكن مع بعضنا البعض فوافق على مضض ودخلوا احدى الاستراحات المنتشرة على الطريق واعدوا فراش صاحبهم السكير وجعلوه بينهم حتى يرى ما سوف يفعلونه فقاموا يتذاكرون آداب النوم وكيف ينامون على السنه كما كان المصطفي عليه الصلاة والسلام ينام وكان ينظر اليهم ويقلدهم وما هى الا بضع دقائق حتى نام ذلك السكير في نوم عميق.

يتبـــــــ توبة مدمن ــــــــع

النسري 13-02-2006 01:36 AM

تابـــــــــ توبة مدمن ـــــــــــع
 
تابـــــــــ توبة مدمن ـــــــــــع

استيقظ الثلاثة قبل الفجر واخذوا يصلون في جوف الليل الاخير ويدعون لصاحبهم الذي يغط في نومه من مفعول الكحول وكانوا يسجدون ويبكون بين يدى الله ان يهديه ويرده لدينه رداً جميلاً وبينما هم كذلك اذ استيقظ ورآهم يصلون قبل الفجر ويبكون ويشهقون بين يدى الله سبحانه وتعالى فدخل في نفسه شيئاً من الخوف وبدأ يستفيق من سكره قليلاً قليلاً، وكان يراقب ما يفعلوه اولئك الشباب في الليل من تحت الغطاء الذى كان يخفى به جسده الواهى وهمومه الثقيلة وخجله الشديد منهم ومن الله عز وجل.
فأخذ يسأل نفسه كيف اذهب مع اناس صالحين يقومون الليل ويبكون من خشية الله وينامون ويأكلون على سنه المصطفى صلى الله عليه وسلم وانا بحالة سكر، وتشابكت الاسئلة في رأسه حتى بدا غير قادر على النوم مرة اخرى، بعد فترة من الزمن اذن المؤذن للفجر فعادوا الى فرشهم وكأنهم ناموا الليل مثل صاحبهم وما هى الا برهة حتى ايقضوه لصلاة الفجر ولم يعلموا بانه كان يراقب تصرفاتهم من تحت الغطاء فقام وتوضأ ودخل المسجد معهم وصلى الفجر وقد كان متزناً اكثر من ذي قبل حيث بدأت علامات السكر تنجلي تماماً من رأسه فصلى الفجر معهم وعاد الى الاستراحة بصحبه اصدقائه الذين احبهم لصفاتهم الجميلة وتمسكهم بالدين واكرامهم له والتعامل معه بانسانية راقية لم يرها من قبل.
بعدها احضروا طعام الافطار وكانوا يقومون بخدمته وكأنه امير وهم خدم لديه ويكرمونه ويسلمون على رأسه ويلاطفونه بكلمات جميله بين الحين والحين، فشعر بالسعادة بينهم واخذ يقارن بينهم وبين جيرانه الذين يقول بأنه يكرههم، انفرجت اسارير الرجل بعد ان وضع الفطور فتذاكروا مع بعضهم البعض آداب تناول الطعام والطعام موجود بين ايديهم هو يسمع ما يقال فأكلوا طعامهم و جلسوا حتى ساعة الاشراق فقاموا وصلوا صلاة الاشراق وعادوا الى النوم ثانية حتى الساعة العاشرة صباحا لكى يتأكدوا من ان صاحبهم افاق تماما من سكره، ورجع طبيعياً لوضعه الطبيعى فأنفرد بصاحبه قليلا وقال له:
كيف اخذتني وانا سكران مع هؤلاء المشائخ الفضلاء سامحك الله سامحك الله، ثم انى وجدت زجاجتي في السيارة فمن احضرها فقال له الشاب الصالح: انا احضرتها بعد ان رأيتك مصر على اخذها وانك لن تذهب معنا الا بها فقال له: وهل شاهدها اصحابك فقال له: لا لم يشاهدوها فهى داخل كيس اسود لا يظهر منها شئيا فقال الحمد لله انهم لم يشاهدوها.
تحركوا بعد ذلك الى مكه و صاحبهم معهم و نفس ما قاموا به في بداية رحلتهم قاموا به بعد ان تحركوا فقرأوا قصار السور وبعض الاحاديث في الترغيب والترهيب اثناء رحلتهم و لكن لاحظوا هذه المرة انه بدأ يحاول قراءة قصار السور بشكل افضل من السابق وخلال الطريق تنوعت قراءاتهم فوصلوا الى مكة المكرمة ودخلوا الى البيت الحرام وكانوا يكرمون صاحبهم السكير كرماً مبالغا فيه في بعض الاحيان املاً في هدايته فطافوا وسعوا وشربوا من زمزم فاستأذنهم ان يذهب الى الملتزم فاذنوا له وذهب وامسك بالملتزم واخذ يبكي بصوت يخيل للشاب الصالح الذي كان يرافقه ويقف بجواره ان اركان الكعبة تهتز من بكاء السكير ونحيبه وان دموعه اغرقت الساحة المحيطة بالكعبة فكان يسمع بكاءه فيبكي مثله ويسمع دعائه فيؤمن خلفه كان يئن وصاحبه يئن مثله، كان منظراً مروعاً ان ترى منظر بهذا الشكل، كان يدعو الله ان يقبل توبته ويعاهد الله ان لا يعود الى الخمرة مرة اخرى وان يعينه على ذلك، فلم يكن يعرف من الدعاء غير يارب ارحمنى يارب اسرفت كثيرا فارحمنى انت رب السموات والارض ان طردتني من باب رحمتك فلمن التجأ ان لم تتب على فمن سواك يارحمن! يارب ان ابواب مغفرتك مفتوحه وانا ادعوك يارب فلا تردني خائباً.
كان دعائه مؤثرا جداً لدرجه انه ابكى المجاورين له، كان بكائه مريراً تشعر بأن روحه تصعد الى السماء حين يدعو ربه، كان يبكي ويستغيث حتى ظن صاحبه ان قلبه كاد أن ينفطر، استمر على هذا المنوال اكثر من ساعة وهو يبكى وينتحب ويدعو الله وصاحبه من خلفه يبكى معه، منظر مؤثر فعلا حين يجهش بالبكاء رجلا تجاوز الاربعين ومتعلق باستار الكعبة، واكثر ما جعله يبكى هو انه كان يقول يارب ان زوجتى اضربها واطردها اذا غبت في سكري فتب على يارب مما فعلت بها، يارب ان رحمتك وسعت كل شئ واسالك يارب ان تسعني رحمتك، يارب اني اقف بين يديك فلا تردني صفر اليدين، يارب ان لم ترحمنى فمن سواك يرحمنى، يارب انى تائب فاقبلني فقل لي يارب لبيك لبيك لبيك عبدي، يارب انى اسالك لا تشح بوجهك عنى، يارب انظر الى فاننى ملأت الارض بالدموع على ما كان منى، يارب انى بين يديك، وضيف عليك في بيتك الحرام فلا تعاملني بما يعاملني به البشر فالبشر ياربي ان سألتهم منعوني وان رجوتهم احتقروني، يارب اشرح صدري وانر بصيرتي واجعل اللهم نورك يغشاني وكره الي حب الخمور ما احييتني يا رب لا تغضب منى ولا تغضب علىّ فكم اغضبتك بذنوبي التى لا تحصى وكنت اعصيك وانت تنظر الي.
كان صديقه في هذه الاثناء يطلب منه الدعاء له فكان يزداد بكاءه ويقول يارب امن مثلي يطلب الدعاء؟!! يارب انى عصيتك خمس وعشرين عاما فلا تتركني ولا تدعني اتخبط في الذنوب، يارب انى فاسق فاجر اقف ببابك فاجعلني من عبادك الصالحين، يا رب اني اسالك الهداية وما قرب اليها من قول او عمل وأنا خاشع ذليل منكسر بين يديك، يارب ان ذنوبي ملات الارض والسموات فتب على يا ارحم الراحمين واغفر جميع ذنوبي يارب السموات والارض، فيشهق ويبكي واحياناً يغلبه البكاء فلا تسمع الا صوت حزين متقطع من النحيب والبكاء.
اذن المؤذن لصلاة العصر فجلسوا للصلاة والسكير التائب مازال متعلقا باستار الكعبة يبكي حتى اشفق عليه صديقه واخذه الى صفوف المصلين كى يصلي ويستريح من البكاء، اخذه معه وهو يحتضنه كأنه أمه او كأنه اباه فصلي ركعتين قبل صلاة العصر كانت كلها بكاء بصوت منخفض يقطع القلب ويدخل القشعريرة في اجساد من حوله، ان دعاء زوجته في الليل قد تقبله الله وأن دعاء الشاب الصالح قد نفع و اثمر، وأن دعاء اصدقائه في الليل له قد حقق المقصود من رحلتهم، ان الدعاء صنع انسان آخر بين ليلة وضحاها، فبدأ يرتعد صاحبهم خوفاً من الله حين احس بحلاوة الايمان، ان الدعاء في ظهر الغيب حقق النتيجه التى تدله على الهداية، لقد اشفق عليه اصحابه في هذه الرحلة من بكاءه، انقضت الصلاة وخرجوا يبحثون عن فندق مجاور للحرم ولازالت الدموع تملأ وجهه، كان احدهم يحفظ القرآن عن ظهر قلب هو الآخر، وكان متواضعا لدرجة كبيرة جداً لا تراه الا مبتسماً فعندما رأى اقبال صاحبهم التائب الى الله زاد في اكرامه وبالغ وأصر ان يحمل حذاء ذلك التائب وان يضعه تحت قدميه عند باب الحرم، هذا التصرف من حافظ القرآن فجر في صدر التائب اشياء لا يعلمها الا الله بل يعجز الخيال عن وصفها حين توصف.
وفعلا حمل حذائهُ مع حذائه وخرج به الى خارج الحرم ووضعهما في قدميه وهو فرح بما يقوم به، استاجروا فندق مطل على الحرم، وجلسوا به خمسة ايام وكان صاحبهم يتردد على الحرم في كل الصلوات ويمسك بالملتزم ويبكى ويبكى كل من حوله، وفي الليل كان يقوم الليل ويبكى، ولا تكاد تراه نائماً ابداً... ففي النهار يبكى في الحرم وفي الليل قائما يصلي ويدعو الله بصوت يملؤه البكاء.
وبعد ان مضت رحلتهم عادوا الى مدينتهم وهم في طريق العودة طلب من صديقه ان يوقف السيارة قليلاً فاوقفها بناء على طلبه فاخرج التائب زجاجة الخمر من ذلك الكيس الاسود امام صديقه ومرافقيه وسكب ما فيها وقال لهم اشهدوا علىّ يوم الموقف العظيم انى لن اعود اليها ثانية واخذ يسكب ما فيها وهو يبكى على ذنوبه التى ارتكبها ويعدد ما فعله باسبابها وكانت عيون مرافقيه تغرغر بالدموع وتحشر كلمات تنطق من اعينهم لا يعرفون كيف يعبرون عنها فكانت الدموع ابلغ من لغة الكلام فبكوا.
وتحركوا بعد ذلك وهم يبكون مثله، وبدأ الصمت يختلط بالنحيب وبدأ البكاء يختلط بالبكاء، وقبل ان يصلوا الى مدينتهم قالوا له: الان تدخل الى بيتك متهلل الوجه عطوفاً رحيماً بأهلك واعطوه نصائح عديدة في كيفية التعامل مع الابناء والزوجة بعد أن منّ الله عليه بالهداية وان يلزم جماعة المسجد المجاور له وان يتعلم امور دينه من العلماء الربانين، فالله عز وجل يقبل توبه التائب ويفرح بها ولكن الاستمرار على الهداية والتوبة من موجبات الرحمة والهداية فكان يقول والله لن اعصى الله ابدا فيقولون له ان شاء الله والدموع تملأ اعينهم.
وصل الى بيته ودخل على زوجته وابنائه وبناته وكان في حال غير الحال التى ذهب بها ولم تحاول الزوجه ان تخفى فرحتها بما شاهدته فاخذت تبكى وتضمه الى صدرها واخذ يبكى هو الاخر ويقبل رأسها ويقبل ابنائه وبناته واحداً تلو الاخر وهو يبكي، وماهى الا فترة وجيزة حتى استقام على الصلاة في المسجد المجاور له وبدأت علامات الصلاح تظهر عليه فأصبح ذو لحية ناصفها البياض وبدأ وجهه يرتسم عليه علامات السعادة والسرور وبدأ كأنه مولود من جديد.
استمر على هذا الحال فترة طويلة، فطلب من امام المسجد ان يساعد المؤذن في الاذن للصلاة يومياً فوافق واصبح بعد ذلك المؤذن الرسمي لهذا المسجد بعد ان انتقال المؤذن الرئيسي الى الرفيق الاعلى، وبدأ يحضر حلقات العلم والدروس والمحاضرات بالمسجد ثم قرر ان يحفظ القران فبدأ بالحفظ فحفظه كاملاً عن ظهر قلب وخلال هذه الفترة كان صديقه الشاب الحليم يزوره بأستمرار ويعرفه على اهل الخير والصلاح حتى اصبح من الدعاة الى الله واهتدى على يديه العديد من اصدقائه الذين كانوا يشربون الخمر معه فيما مضى، واصبح امام للمسجد المجاور له ولا يزال بحفظ الله ورعايته الى يومنا هذا من الدعاة واماماً لمسجد الحى.

النسري 16-02-2006 07:22 AM

هل جربتي الحب .. ؟!!؟ ( خلينا نجرب ونشوف )
 
هل جربتي الحب .. ؟!!؟ ( خلينا نجرب ونشوف )


كانت تجلس مع بعض زميلاتها وتسمع شيئا من أخبارهن

فمن مدة طويلة لم تجلس هذه الجلسة

كانت المواضيع متعددة ومتنوعة ولكن شد انتباها موضوع تسمعه لأول مرة واندهشت منه غاية الاندهاش فهذه الزميلة تتكلم عن حياة خيالية وعن أمور لا تعرفها

جلست تسمع كلام زميلاتها

وفجأة جاءها السؤال الذي هز أركانها

ألا تعرفين الحب؟؟

فأجابت ببراءة : لا

فقالت لها زميلاتها : لم تعيشي حياتك ولم تستمتعي بها

ثم جلست تخبرها عن الحب وعن العلاقة البريئة بين الطرف الآخر

عادت إلى منزلها وفكرت في الأمر وجلست تسأل نفسها وتتحدث معها

لماذا أعيش مختلفة عن الناس ؟

بل لماذا أعيش متخلفة عن صديقاتي ؟

ألا يحق لي أن أجرب ؟

أريد أن أشعر بأنوثتي وكياني وأني فتاة لها مشاعر وعواطف؟

ولماذا هذا الكبت وإلى متى سأظل أعيش وحدي فلا أحد يشاطرني همومي؟

ولماذا هذا الزواج التقليدي؟ أريد أن أتزوج عن حب ...

إلى غير ذلك من الأسئلة والأحاديث القلبية التي دارت في فكرها

ثم دارت الأيام والموضوع يزداد رسوخا في بالها وفي فكرها

ثم تعرفت على شاب وتعلق قلبها به وأحبته حبا عظيما

بل هي لا تستطيع النوم إن لم تسمع صوته وهو كذلك بل هو يحلف لها بأنه سيتزوجها

ويريدها ولا يريد أحدا غيرها

كل هذا وهي لم تره وهو لم يراها فقط بالهاتف

ثم بدأ الشاب يلح عليها بأنه يريد أن يراها فهو لا يستطيع أن يتحمل أكثر من هذا

وبعد إلحاح عظيم وأخذ ورد وافقت الفتاة على أن تكون أول مرة وآخر مرة

فاتفقا على مكان معين ثم رآها ورأته لمدة وجيزة جدا

فطار قلبها وذهب لبها

ثم مرت الأيام وازدادت تعلقا به

ثم بدأت تخرج معه للحظات ثم امتدت إلى ساعات

وبطريقة من الطرق وقعت هذه الفتاة المعصية

التي ما كانت تتوقع في يوم من الأيام أن تقع فيها وأن تفقد شرفها

وبعد أن حصل ما حصل

طلبت من الشاب أن يتزوجها ويتقدم لها

حتى – كما يقال – يكفر زلته ويمحو ما بدر منه

فكان جواب هذا الشاب

ومن قال لك بأني سأتزوجك

إني لا أتزوج فتاة تعرفت عليها في الشارع

فهددته بفضحه

فهددها هو بما لديه من الصور والرسائل

فبكت وصرخت وتألمت وعاشت حياتها في هم وغم ونكد لا يعلم به إلا الله

هذه القصة أختي الكريمة

أسمعها وتسمعينها

بل تتكرر كثيرا بنفس السيناريو الحزين

دائما الفتاة هي الضحية

تعرفين لماذا؟

لأنها هي التي بدأت وهي التي طلبت

وهي التي استسلمت

وهي التي صدقت الوعود والأحلام الكاذبة

ولم تستمع لنصيحة من نصحها بل اتهمتهم بالتخلف والرجعية

فيا أختاه لا تنخدعي بوهم اسمه الحب

فكم جر هذا الوهم من هموم وأحزان لا يعلم بها إلا الله

ولو لم يكن في تقبيح هذا الأمر لديك إلا أنه يسخط الله لكفى بهذا الوهم قبحا وشناعة

فهو سبحانه يراك ويعلم بك من فوق سبع سماوات

وأهمس إليك يا أختاه

اتركي عبارات الأفلام والمسلسلات:

أريد أن أحس بكياني وأنوثتي

وأنا حرة وأنا فتاة ولا بد أن أجرب

والكل ضدي ولا أحد معي

وغير ذلك من العبارات الخبيثة التي هي من مكايد الشيطان لخداع الإنسان

وإياك إياك من عبارة

( خليني أجرب وأشوف )

فبعض التجارب قاتلة ومميتة

ويا أختاه ما ظنك بفتاة تخون أهلها وتضيع ثقتهم فيها ...

فهل تظنين أنها ستوفق في حياتها ؟!

وستعيش في سعادة ؟!

تخيلي لو أن ابنتك فعلت بك هذا الفعل

اكتشفتِ أنها تكلم شابا وعدها بالزواج

وغرها بهذا الحلم الوردي

كيف سيكون شعورك وحالك؟

ولا تنخدعي بالكلام المعسول من الغريب المجهول فهو لا يريد إلا شيئا واحدا

أظنك قد عرفتيه

فهل تفرطين فيه بهذه السهولة؟

فيا أختاه الخير كل الخير في طاعة الله وفي امتثال أمره والإقبال عليه

فتلذذي بالطاعة

واشكي همك إلى الله

فدمعة في محراب التوبة لها لذة لا يعلم بها إلا الله

فانتبهي ... حتى لا يستدرجك الشيطان ويبعدك عن طاعة الرحمن

النسري 19-02-2006 12:08 AM

شيخ يأتي إلى المسجد حبوا ؟
 
شيخ يأتي إلى المسجد حبوا ؟


وبينما كنت جالسة في السيارة (والحديث لصاحبته)، لمحتُ شيئا ما يخرج من بين مجموعة البيوت الصغيرة المحيطة ..

فمضى بعض الوقت إلى أن تبينت أن هذا الشيئ هو رجل يزحف باتجاه المسجد.. وكان هذا الرجل يضع صندلاً من المطاط في يديه ويزحف متوجهاً إلى المسجد لأداء صلاة العصر جماعة مع غيره من المصليين

وكان هذا الرجل يجر الجزء الأسفل من جسده على الأرض الصلبة من تحته وقد كان العرق يتصبب على جسمه كاملا من أثر الحرارة الشديدة والتي قاربت المائة درجة فهرنهايتية ..

ومع وصوله إلى سور المسجد كان كأنه يغرق في بحر من العرق وقد تلفح وجهه بالحمرة ..

وقد مر به الكثير من المصلين في طريقهم إلى المسجد بطريقة تشير إلى تعودهم على رؤية هذا المنظر الغريب

ثم إذا برجل يخرج من متجر مجاور ويمعن النظر فيه قبل أن يعود إلى داخل المتجر جالباً بعلبة مشروب بارد .. وفتح العلبة وأعطاها للرجل ثم جلسا لدقيقة يتحدثان في موضوع ما ..

وقد سمعتهما حين عرض صاحب المتجر المساعدة على الرجل المقعد وتوصيله إلى المسجد ولكن دون جدوى حيث أصر المقعد على الزحف نحو المسجد بمفرده دون مساعدة ..

ولقد كان المقعد حريصا على أن يبلغ المسجد في الوقت المناسب، لذلك استأذن صاحبه ومضى في زحفه المجهد نحو المسجد ..

لم أره حين صعد الدرج ولم أتصور كيف يمكنني مساعدته ..

لقد أجهشت في البكاء بعد رؤية هذا المنظر متذكرة حديث النبي عليه الصلاة والسلام حينما قال بما معناه أن أثقل الصلاة على المنافقين هي صلاة الفجر والعشاء، ولو علموا ما فيهما من خير لأتوهما حبواً ..

هذا الرجل، الذي جاء حقاً زاحفاً إلى المسجد، لم يستثقل الصلاة بتاتا بل كان ذاهباً إلى المسجد وكأنه الجنة التي سيجد فيها الخير الدائم والنعمة الباقية

وهكذا هم عباد الرحمن يمشون على الأرض معنا ويعيشون بيننا ولهم منزلة عظيمة عند الله سبحانه وتعالى ..

أسأل الله أن يجزي كل المجتهدين في سبيله، وأن يعرفنا بضعف نفوسنا حينما نرى قوة مثل هذا الرجل الذي لم يخجل من الزحف نحو المسجد بينما يخجل البعض من دخوله !!

اسئلكم بالله العلي العظيم اما قلوبنا قاسيه امام هذا الشيخ الضعيف الحال والجسد والمعاق اسئل نفسك متى تذهب للمسجد متى ؟



النسري 28-02-2006 12:42 AM

اثنــان وعشــرون ســؤال
 
اثنــان وعشــرون ســؤال


كان هناك شاب مسلم يكمل دراسته بأمريكا وهذا الشاب ممن أنعم الله عليهم بتعاليم دينه بل وتفقه فيها وكان بجانب دراسته يعمل داعيه للإسلام .. وبينما هو في أمريكا تعرف على أحد المسيحيين وتوطدت علاقته به يرتجي أخينا أن يهدي الله تعالى هذا المسيحي إلى الإسلام وذات يوم كان أخينا في الله المسلم ومعه المسيحي يتجولون في أحد أحياء أمريكا فمروا على كنيسة في نفس الحي فطلب المسيحي من أخينا أن يدخل الكنيسة
لكنه رفض وبعد إلحاح من المسيحي لم يجد إلا القبول فدخل معه وجلس على أحد الطاولات وبقي ساكناً كما هي عاداتهم وبعد دخول القسيس وقفوا جميعاً لتحيته وجلسوا وما كان من القسيس إلا أن أبرق نظرة إلى الموجودين ورفع بصره عنهم وقال يوجد بيننا مسلم فأريده أن يخرج ولم يتحرك أخينا المسلم وكرر نداءه القسيس وكذلك لم يتحرك وأخيراً قال القسيس أريده أن يخرج وعليه الأمان بأن لا يعترضه أحد وعندها خرج المسلم وعند الباب سأل القسيس كيف عرفت بأني مسلم ؟ فرد القسيس ( سيماهم على وجوههم )
فأدار الأخ الفاضل وجهه للخروج ولكن القسيس أراد أن يستفيد من وجود المسلم وذلك بطرح أسأله عليه بقصد إحراجه وتقوية مركزة فوافق أخينا المسلم على هذه المناظرة فقال له القسيس : سأسألك اثنان وعشرين سؤالاً ويجب عليك الإجابة عليها كاملة فابتسم أخونا المسلم وقال هات ما عندك
قال القسيس

1- ما هو الواحد الذي لا ثاني له ؟

2- وما هما الاثنان اللذان لا ثالث لهما ؟

3- ومن هم الثلاثة الذين لا رابع لهم ؟

4- ومن هم الأربعة الذين لا خامس لهم ؟

5- ومن هم الخمسة الذين لا سادس لهم ؟

6- ومن هم الستة الذين لا سابع لهم ؟

7- ومن هم السبعة الذين لا ثامن لهم ؟

8- ومن هم الثمانية الذين لا تاسع لهم ؟

9- ومن هم التسعة الذين لا عاشر لهم ؟

10- وما هي العشرة التي تقبل الزيادة ؟

11- وما هي الأحد عشر اللاتي لا ثاني عشر لهم ؟

12- وما هي الإثنا عشر اللاتي لا ثالث عشر لهم ؟

13- ومن هم الثلاثة عشر الذين لا رابع عشر لهم ؟

14- وما هو الشيء الذي يتنفس ولا روح فيه ؟

15- وما هو القبر الذي سار بصاحبه ؟

16- ومن هم الذين كذبوا ودخلوا الجنة ؟

17- وما هو الشيء الذي خلقة الله وأنكره ؟

18- وما هي الأشياء التي خلقها الله بدون أب وأم ؟

19- ومن هو المخلوق من نار ومن هلك بالنار ومن حفظ من النار ؟

20- ومن الذي خلق من الحجر وهلك بالحجر وحفظ بالحجر ؟

21- وما هو الشيء الذي خلقة الله واستعظمه ؟

22- وما هي الشجرة التي لها اثنا عشر غصناً وفي كل غصن ثلاثين ورقة وفي كل ورقة خمس ثمرات ثلاث منها بالظل واثنان منها بالشمس ؟

فابتسم الشاب ابتسامة الواثق بالله تعالى وسمى بالله وقال:

الواحد الذي لا ثاني له هو الله سبحانه وتعالى

والاثنان اللذان لا ثالث لهما الليل والنهار ( وجعلنا الليل والنهار آيتين )

والثلاثة الذين لا رابع لهم أعذار موسى مع الخضر في إعطاب السفينة وقتل الغلام وإقامة الجدار

والأربعة الذين لا خامس لهم التوراة والإنجيل والزبور والقرآن الكريم

والخمسة الذين لا سادس لهم الصلوات المفروضة

والستة التي لا سابع لهم فهي الأيام التي خلق الله تعالى بها الكون

والسبعة التي لا ثامن لهم هي السبع سموات ( الذي خلق سبع سموات طباقا ما ترى من خلق الرحمن من تفاوت )

والثمانية التي لا تاسع لهم هم حملة عرش الرحمن ( ويحمل عرش ربك يومئذٍ ثمانية )

والتسعة التي لا عاشر لها وهي معجزات سيدنا موسى عليه السلام ( العصى، اليد، الطوفان السنون, الضفادع، الدم، القمل، الجراد, القمل )

وأما العشرة التي تقبل الزيادة هي الحسنات ( من جاء بالحسنة فله عشرة أمثالها والله يضاعف الأجر لمن يشاء )

والأحد عشر الذين لا ثاني عشر لهم هم أخوة يوسف عليه السلام

والاثنا عشر الذي لا ثالث عشر لهم هي معجزة موسى عليه السلام ( وإذ استسقى موسى لقومه فقلنا اضرب بعصاك الحجر فانفجرت منه اثنا عشر عيناً )

والثلاثة عشرة الذين لا رابع عشر لهم هم اخوة يوسف عليه السلام وأمه وأبيه

وأما الذي يتنفس ولا روح فيه هو الصبح ( والصبح إذا تنفس )

وأما القبر الذي سار بصاحبة هو الحوت الذي التقم سيدنا يونس عليه السلام

وأما الذين كذبوا ودخلوا الجنة هم اخوة يوسف عليه السلام عندما قالوا لأبيهم ذهبنا لنستبق وتركنا يوسف عند متاعنا فأكله الذئب، وعندما انكشف كذبهم قال أخوهم لا تثريب عليكم وقال أبوهم يعقوب سأستغفر لكم ربكم إنه كان غفارا

و أما الشيئ الذي خلقه الله وأنكره هو صوت الحمير ( إن أنكر الأصوات لصوت الحمير )

وأما الأشياءالتي خلقها الله وليس لها أب أو أم هم آدم عليه السلام، الملائكة

ناقة صالح وكبش إبراهيم عليهم السلام

وأما من خلق من نار فهو إبليس

ومن هلك بالنار فهو أبو جهل وجماعته

وأما من حفظ من النار فهو إبراهيم عليه السلام ( يا نار كوني برداً وسلاماً على إبراهيم )

وأما من خلق من حجر فهي ناقة صالح

وأما من هلك بالحجر فهم أصحاب الفيل

وأما من حفظ بالحجر فهم أصحاب الكهف

وأما الشيء الذي خلقه الله واستعظمه هو كيد النساء ( إن كيدكن عظيم )

وأما الشجرة التي بها اثنا عشر غصنا وفي كل غصن ثلاثين ورقة وفي كل ورقة
خمس ثمرات ثلاث منها بالظل واثنان منها بالشمس، فالشجرة هي السنة والأغصان هي الأشهر والأوراق هي أيام الشهر والثمرات الخمس هي الصلوات ثلاث منهن ليلاً واثنتان منهن في النهار

وهنا تعجب القسيس ومن كانوا في الكنيسة من نباهة أخونا المسلم وودعه

ولكن أخينا طلب أن يسأل القسيس سؤالاً واحداً فقط ..فوافق القسيس فقال الشاب المسلم

ما هو مفتاح الجنة ؟

وعندها ارتبك القسيس وتلعثم وتغيرت تعابير وجهة ولم يفلح في إخفاء رعبه وطلب منه الحاضرين بالكنيسة أن يرد عليه ولكنه رفض فقالوا له لقد سألته اثنان وعشرين سؤالاً وأجابك عليها وسألك سؤالاً واحداً ولا تعرف الإجابة

فقال إني أعرف الإجابة ولكني أخاف منكم فقالوا له نعطيك الأمان فأجب عليه

فقال القسيس الإجابة هي أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله

وهنا أسلم القسيس وكل من كان بالكنيسة، فقد من الله تعالى عليهم

وحفظهم بالإسلام على يد هذا الشاب التقي المسلم

h_nawras77 28-02-2006 01:10 PM

هل جربتي الحب ....خلينا نجرب و نشوف
 
إن انحراف الفتاة مشكلة لا علاج لها لأنها دوما ملتصقة بالفتاة و العائلة
و تعرض مستقبلها الأسري للخطر، و ان تمادت في الأنحراف فإنها تفسد
المجتمع كله ، و تبقى لتعيش بحسرتها بقية عمرها أو تعيش مع من اخطأ معها

وهو يشعر نحوها بشعور مشوب بالريبة و الشك .

انها حقا جريمة لا تغتفر ، و انه ليس عرضها وحدها ، انه عرضها و عرض
والديها ، و اسرتها و مجتمعها ، و عرض الأنسانية ، انه عرض الأمانة
التي ائتمن الله عليها البشر و ينبغي ان يردوا الأمانة نظيفة كما تلقوها كاملة
كما تسلموها ، إلا بحقها الذي نص عليه صاحب الحق ......

و ان الدين و الشرف و الأخلاق يجب ان يكونوا اقوى من الهوى و العواطف
و الحب . و ان الأنسان المسلم الحق يعلم ان الله تعالى سيبارك له و يهديه
و يعوضه خير ، لأنه يعالج نفسه بالدعاء و الصلاة و يعتصم بدين الله تعالى .




جزاك الله كل الخير عنا اخي النسري و حماك للإسلام داعية
فكم نفرح بحرصك على اخواتك المسلمات و خوفك عليهن
و لكن تأكد اخي انه ما من فتاة تربت على الأسلام و الأخلاق
الدينية الصحيحة الا كانت حريصة على نفسها من الفتن بإذن الله
و لا تنسانا من الدعاء
و لك من كل اخواتك المسلمات الف تحية و تقدير

النسري 28-02-2006 11:45 PM

الفاضله h_nawras77 مرورك الكريم ترك في الموضوع عبق عطرك الدافىء وكلماتك نثرت عبيرها في كل الأمكنة ... بارك الله تعالى فيكي والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

النسري 01-03-2006 02:07 AM

قصة الأبناء مع أبو بكر النابلسي
 
أبو بكر النابلسي: الشهيد المسلوخ


كان محمود وعبد الرحمن يتشاجران بصوت مرتفع ينذر بأن يعقب ذلك تشابك بالأيدي. وكان هذا الحوار الدموي شيئا معتادا منهما كلما تطرقا في الحديث عن الكرة. فقد كان كل منهما يشجع فريقا غريما لفريق الآخر. ورغم أنهما إخوة، إلا أن صلة الكرة كانت أحب إليهما – مثل جميع الشباب في عمرهما – من رابطة الإخوة!!!

ودخل عليهما " جدو ياسين " الغرفة وهما في أوج المعركة. كان جدو ياسين يحب حفيديه حبا جما. ولكنه كان يشفق عليهما من عشقهما المبالغ فيه – مثل شباب عصرهما – للكرة. وحاول الجد أن يخرج الشابين من الموضوع الذي سيطر على تفكيرهما. فبادرهما بالسؤال:
- ما الذي أدى لهذه المعركة الرهيبة يا أولاد؟
وبادر محمود بالحديث:
- حمدا لله أنك أتيت الآن يا جدو!! تصور أن عبد الرحمن يريد أن يثبت أن " بيليه " يلعب أفضل " مارادونا "!!!
فانتهز الجد الفرصة وقال:
- وهل هما أفضل من أبو بكر النابلسي؟
فتساءل الشابين معا في صوت واحد:
- ومن هو أبو بكر النابلسي؟ هل هو لاعب جديد؟ وفي أي فريق؟
ضحك الجد وقال:
- للأسف فإن أبو بكر النابلسي ليس لاعبا للكرة، ولكنه عالم من علماء المسلمين الذين ضحوا بأرواحهم رخيصة حتى يصل إلينا الدين غضا كما هو الآن.
وزاد فضول الشابين فقالا للجد:
- إذن عليك أن تقص علينا قصته.
أخذ الجد نفسا عميقا، وبدأ يقول:
- الإمام أبو بكر النابلسي، هو: محمد بن أحمد بن سهل بن نصر، أبو بكر الرملي الشهيد المعروف بابن النابلسي. كان عابدا صالحا زاهدا، قوالا بالحق، وكان إماماً في الحديث والفقه، صائم الدهر، كبير الصولة عند الخاصة والعامة.
قال عبد الرحمن:
- وما هو العلم الذي نبغ فيه يا جدو؟
رد جدو ياسين قائلا:
- هو علم الحديث. فقد كان رحمه الله من المحدثين الكبار، فقد حدّث عن: سعيد بن هاشم الطبراني، ومحمد بن الحسن بن قتيبة، ومحمد بن أحمد بن شيبان الرملي. كما حدّث عنه: تمام الرازي، والدارقطني، وعبد الوهاب الميداني، وعلي بن عمر الحلبي، وغيرهم.
وعاد عبد الرحمن يسأل جده:
- ولكن ما هي قصته يا جدو؟
صمت الجد برهة، ثم بدأ في القول:
- كما تعلمون فقد أسس عبيد الله المهدي دولة الخلافة الفاطمية، واتخذ مدينة المهدية - التي نسبها إليه - عاصمة له. وتقع هذه المدينة على ساحل تونس، على مسافة ستة عشر ميلا من الجنوب الشرقي لمدينة القيروان الحالية. ثم سار أبناء عبيد الله المهدي على نهج سياسته التوسعية. حتى استطاع أبو تميم معد بن إسماعيل الملقب بالمعز لدين الله فتح مصر، فدخلها في يوم الجمعة الثامن من شهر رمضان عام 362 من الهجرة. وكان قد مهد له قائده جوهر الصقلي الأمور وأقام له الدعوة وبنى له القاهرة فنزلها. وكان حكام الدولة الفاطمية يدعون إلى المذهب الشيعي، بينما كان أهل مصر وفلسطين وسوريا يعتنقون المذهب السني.

وسكت الجد لحظات ريثما يسترد أنفاسه، ثم أكمل القصة قائلا:
- كانت محنة الفاطميين عظيمة على المسلمين، كما يقول الإمام الذهبي. ولما استولوا على الشام ( فلسطين حاليا ) هرب الصلحاء والفقراء من بيت المقدس. وكان الفاطميون يجبرون علماء المسلمين على لعن أعيان صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنابر. وكان ممن هرب من العلماء من وجه الفاطميين الإمام النابلسي، الذي هرب من الرملة إلى دمشق. ولما ظهر المعز لدين الله بالشام واستولى عليها، أظهر الدعوة إلى نفسه، وأظهر المذهب الرديء، ودعا إليه، وأبطل التراويح وصلاة الضحى، وأمر بالقنوت في الظهر بالمساجد. أما الإمام النابلسي فكان من أهل السنة والجماعة، وكان يرى قتال الفاطميين. وقال النابلسي: لو كان في يدي عشرة أسهم كنت أرمي واحداً إلى الروم وإلى هذا الطاغي تسعة. وبعد أن استطاع حاكم دمشق أبو محمود الكتامي أن يتغلب على القرامطة أعداء الفاطميين، قام بالقبض على الإمام النابلسي وأسره، وحبسه في رمضان، وجعله في قفص خشب. ولما وصل قائد جيوش المعز إلى دمشق، سلّمه إليه حاكمها. فحمله إلى مصر.

وواصل الجد قائلا:
- فلما وصل إلى مصر، جاء جوهر للمعز لدين الله بالزاهد أبا بكر النابلسي، فمثل بين يديه. فسأله:
- بلغنا أنك قلت: إذا كان مع الرجل عشرة أسهم وجب أن يرمي في الروم سهماً وفيناً تسعة!
فقال الإمام النابلسي:
- ما قلت هكذا!!
ففرح القائد الفاطمي، وظن أن الإمام سيرجع عن قوله. ثم سأله بعد برهة:
- فكيف قلت؟
قال الإمام النابلسي بقوة وحزم:
- قلت: إذا كان معه عشرة وجب أن يرميكم بتسعة، ويرمي العاشر فيكم أيضاً!!!
فسأله المعز بدهشة:
- ولم ذلك؟!!
فرد الإمام النابلسي بنفس القوة:
- لأنكم غيرتم دين الأمة، وقتلتم الصالحين، وأطفأتم نور الإلهية، وادعيتم ما ليس لكم.
وتساءل محمود وعبد الرحمن:
- وماذا فعل معه الحاكم الفاطمي؟!!

فقال الجد:
- أمر بإشهاره في أول يوم، ثم ضُرب في اليوم الثاني بالسياط ضربا شديدا مبرحا. وفي اليوم الثالث، أمر جزارا يهودياً – بعد رفض الجزارين المسلمين – بسلخه، فسُلخ من مفرق رأسه حتى بلغ الوجه، فكان يذكر الله ويصبر، حتى بلغ العضد، فرحمه السلاخ وأخذته رقة عليه، فوكز السكين في موضع القلب، فقضى عليه، وحشي جلده تبناً، وصُلب. وقتل النابلسي في سنة ثلاث وستين وثلاثمائة من الهجرة.

قال محمود:
- ولكن كيف أُوتي هذا الرجل مثل هذه القوة والثبات؟!!
فرد الجد في هدوء:
- إنما حياة السنة بعلماء أهلها والقائمين بنصرة الدين، لا يخافون غير الله!! إنه عالم من علماء الحديث. فهو يعلم أنه يحمل علما أفضل من أي شيء في الدنيا!! لقد سجنه الفاطميون وصلبوه على السنة. ومن مظاهر ثباته: إنه لما أُدخل مصر، قال له بعض الأشراف ممن يعانده:
- الحمد لله على سلامتك!
فقال:
- الحمد لله على سلامة ديني وسلامة دنياك!!!
كذلك فلم يكن يردد وهو يُسلخ إلا الآية الكريمة: ﴿ كَانَ ذَلِك فِي الْكِتَابِ مَسْطُوراً ﴾ ] الإسراء: 58 [ .
وسأل عبد الرحمن:
- ولكن هل كانت له كرامات؟!
فأجاب الجد:
- نعم يا بني!! لما سُلخ كان يُسمع من جسده قراءة القرآن. وذكر ابن الشعشاع المصري إنه رآه في النوم بعدما قُتل، وهو في أحسن هيئة. قال: فقلت: ما فعل الله بك؟ قال:

حباني مالكي بدوام عزٍ *** وواعـدني بقـرب الانتصارِ
وقربنـي وأدناني إليه *** وقال: انعم بعيشٍ في جواري

ثم أردف الجد قائلا:
- والآن ما رأيكما في هذه القصة؟ أليس الانشغال بقراءة تاريخ وسير علماء المسلمين أفضل من تضييع الوقت في توافه الأمور مثل الأمور التي كنتما تتعاركان من أجلها.
وأطرق كل محمود وعبد الرحمن رأسيهما خجلا من جدهما، ووعداه ألا يشغلا أنفسهما بعد ذلك إلا بما هو أجدى وأنفع لدينهما.

النسري 05-03-2006 03:51 AM

فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ
 
فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ

عندما تسلم الرئيس الفرنسي الراحل فرانسوا ميتران زمام الحكم في فرنسا

عام 1981 طلبت فرنسا من مصر في نهاية الثمانينات استضافة مومياء فرعون

لإجراء اختبارات وفحوصات أثرية ... فتم نقل جثمان أشهر طاغوت عرفته

الأرض .. وهناك عند سلم الطائرة اصطف الرئيس الفرنسي منحنياً هو

ووزراؤه وكبار المسؤولين الفرنسيين ليستقبلوا فرعون

وعندما انتهت مراسم الإستقبال الملكي لفرعون على أرض فرنسا .. حُملت

مومياء الطاغوت بموكب لا يقل حفاوة عن استقباله وتم نقله إلى جناح خاص

في مركز الآثار الفرنسي ليبدأ بعدها أكبر علماء الآثار في فرنسا

وأطباء الجراحة والتشريح دراسة تلك المومياء واكتشاف أسرارها، وكان

رئيس الجراحين والمسؤول الأول عن دراسة هذه المومياء هو البروفيسور

موريس بوكاي

كان المعالجون مهتمين بترميم المومياء ، بينما كان اهتمام موريس هو

محاولة أن يكتشف كيف مات هذا الملك الفرعوني ، وفي ساعة متأخرة من

الليل ظهرت النتائج النهائية .. لقد كانت بقايا الملح العالق في جسده

أكبر دليل على أنه مات غريقا ، وأن جثته استخرجت من البحر بعد غرقه

فورا، ثم اسرعوا بتحنيط جثته لينجو بدنه

لكن أمراً غريباً مازال يحيره وهو كيف بقيت هذه الجثة أكثر سلامة من

غيرها رغم أنها استُخرجت من البحر ! كان موريس بوكاي يعد تقريراً

نهائيا عما كان يعتقده اكتشافاً جديداً في انتشال جثة فرعون من البحر

وتحنيطها بعد غرقه مباشرة ، حتى همس أحدهم في أذنه قائلا : لا تتعجل

.. فإن المسلمين يتحدثون عن غرق هذه المومياء

ولكنه استنكر بشدة هذا الخبر واستغربه، فمثل هذا الإكتشاف لا يمكن

معرفته إلا بتطور العلم الحديث وعبر أجهزة حاسوبية حديثة بالغة الدقة،

فقال له أحدهم إن قرآنهم الذي يؤمنون به يروي قصة عن غرقه وعن سلامة

جثته بعد الغرق، فازداد ذهولا وأخذ يتساءل .. كيف هذا وهذه المومياء

لم تُكتشف إلا في عام 1898 ، أي قبل مائتي عام تقريبا، بينما قرآنهم

موجود قبل أكثر من ألف وأربعمائة عام؟ وكيف يستقيم في العقل هذا،

والبشرية جمعاء وليس العرب فقط لم يكونوا يعلمون شيئا عن قيام قدماء

المصريين بتحنيط جثث الفراعنة إلا قبل عقود قليلة من الزمان فقط؟

جلس موريس بوكاي ليلته محدقا بجثمان فرعون يفكر بإمعان عما همس به

صاحبه له من أن قرآن المسلمين يتحدث عن نجاة هذه الجثة بعد الغرق ..

بينما كتابهم المقدس يتحدث عن غرق فرعون أثناء مطاردته لسيدنا موسى

عليه السلام دون أن يتعرض لمصير جثمانه .. وأخذ يقول في نفسه : هل

يُعقل أن يكون هذا المحنط أمامي هو فرعون الذي كان يطارد موسى؟ وهل

يعقل أن يعرف محمدهم هذا قبل أكثر من ألف عام؟

لم يستطع موريس أن ينام ، وطلب أن يأتوا له بالتوراة ، فأخذ يقرأ في

التوراة قوله : فرجع الماء وغطى مركبات وفرسان جميع جيش فرعون الذي

دخل وراءهم في البحر لم يبق منهم ولا واحد .. وبقي موريس بوكاي حائراً

.. فحتى الإنجيل لم يتحدث عن نجاة هذه الجثة وبقائها سليمة

بعد أن تمت معالجة جثمان فرعون وترميمه أعادت فرنسا لمصر المومياء،

ولكن موريس لم يهنأ له قرار ولم يهدأ له بال منذ أن هزه الخبر الذي

يتناقله المسلمون عن سلامة هذه الجثة، فحزم أمتعته وقرر السفر لبلاد

المسلمين لمقابلة عدد من علماء التشريح المسلمين

وهناك كان أول حديث تحدثه معهم عما اكشتفه من نجاة جثة فرعون بعد الغرق ..

فقام أحدهم وفتح له المصحف وأخذ يقرأ له قوله تعالى :

فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ (92)سورة يونس

لقد كان وقع الآية عليه شديدا .. ورجت له نفسه رجة جعلته يقف أمام الحضور ويصرخ بأعلى

صوته : لقد دخلت الإسلام وآمنت بهذا القرآن

رجع موريس بوكاي إلى فرنسا بغير الوجه الذى ذهب به .. وهناك مكث عشر

سنوات ليس لديه شغل يشغله سوى دراسة مدى تطابق الحقائق العلمية

والمكتشفة حديثا مع القرآن الكريم ، والبحث عن تناقض علمي واحد مما

يتحدث به القرآن ليخرج بعدها بنتيجة قوله تعالى : لا يأتيه الباطل من

بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد

كان من ثمرة هذه السنوات التي قضاها الفرنسي موريس أن خرج بتأليف كتاب

عن القرآن الكريم هز الدول الغربية قاطبة ورج علماءها رجا، لقد كان

عنوان الكتاب : القرآن والتوراة والإنجيل والعلم .. دراسة الكتب

المقدسة في ضوء المعارف الحديثة، فماذا فعل هذا الكتاب؟

من أول طبعة له نفد

(الم يأن للذين آمنوا ان تخشع قلوبهم لذكر الله )


Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.