![]() |
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
الحديث: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ هُوَ الْعَوَقِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ قَالَ ح و حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ النَّضْرِ قَالَ أَخْبَرَنَا هُشَيْمٌ قَالَ أَخْبَرَنَا سَيَّارٌ قَالَ حَدَّثَنَا يَزِيدُ هُوَ ابْنُ صُهَيْبٍ الْفَقِيرُ قَالَ أَخْبَرَنَا جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أُعْطِيتُ خَمْسًا لَمْ يُعْطَهُنَّ أَحَدٌ قَبْلِي نُصِرْتُ بِالرُّعْبِ مَسِيرَةَ شَهْرٍ وَجُعِلَتْ لِي الْأَرْضُ مَسْجِدًا وَطَهُورًا فَأَيُّمَا رَجُلٍ مِنْ أُمَّتِي أَدْرَكَتْهُ الصَّلَاةُ فَلْيُصَلِّ وَأُحِلَّتْ لِي الْمَغَانِمُ وَلَمْ تَحِلَّ لِأَحَدٍ قَبْلِي وَأُعْطِيتُ الشَّفَاعَةَ وَكَانَ النَّبِيُّ يُبْعَثُ إِلَى قَوْمِهِ خَاصَّةً وَبُعِثْتُ إِلَى النَّاسِ عَامَّةً (فائدة) : مدار حديث جابر هذا على هشيم بهذا الإسناد، وله شواهد من حديث ابن عباس وأبي موسى وأبي ذر، من رواية عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، رواها كلها أحمد بأسانيد حسان. قوله: (أعطيت خمسا) بين في رواية عمرو بن شعيب أن ذلك كان في غزوة تبوك وهي آخر غزوات رسول الله صلى الله عليه وسلم. قوله: (لم يعطهن أحد قبلي) زاد في الصلاة عن محمد بن سنان " من الأنبياء"، وفي حديث ابن عباس " لا أقولهن فخرا " ومفهومه أنه لم يختص بغير الخمس المذكورة، لكن روى مسلم من حديث أبي هريرة مرفوعا " فضلت على الأنبياء بست " فذكر أربعا من هذه الخمس وزاد ثنتين كما سيأتي بعد، وطريق الجمع أن يقال: لعله اطلع أولا على بعض ما اختص به ثم اطلع على الباقي، ومن لا يرى مفهوم العدد حجة يدفع هذا الإشكال من أصله، وظاهر الحديث يقتضي أن كل واحدة من الخمس المذكورات لم تكن لأحد قبله، وهو كذلك، ولا يعترض بأن نوحا عليه السلام كان مبعوثا إلى أهل الأرض بعد الطوفان لأنه لم يبق إلا من كان مؤمنا معه وقد كان مرسلا إليهم، لأن هذا العموم لم يكن في أصل بعثته وإنما اتفق بالحادث الذي وقع وهو انحصار الخلق في الموجودين بعد هلاك سائر الناس، وأما نبينا صلى الله عليه وسلم فعموم رسالته من أصل البعثة فثبت اختصاصه بذلك، وأما قول أهل الموقف لنوح كما صح في حديث الشفاعة " أنت أول رسول إلى أهل الأرض " فليس المراد به عموم بعثته بل إثبات أولية إرساله، وعلى تقدير أن يكون مرادا فهو مخصوص بتنصيصه سبحانه وتعالى في عدة آيات على أن إرسال نوح كان إلى قومه ولم يذكر أنه أرسل إلى غيرهم، واستدل بعضهم لعموم بعثته بكونه دعا على جميع من في الأرض فأهلكوا بالغرق إلا أهل السفينة، ولو لم يكن مبعوثا إليهم لما أهلكوا لقوله تعالى (وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا) . وقد ثبت أنه أول الرسل، وأجيب بجواز أن يكون غيره أرسل إليهم في أثناء مدة نوح وعلم نوح بأنهم لم يؤمنوا فدعا على من لم يؤمن من قومه ومن غيرهم فأجيب. وهذا جواب حسن، لكن لم ينقل أنه نبئ في زمن نوح غيره. ويحتمل أن يكون معنى الخصوصية لنبينا صلى الله عليه وسلم في ذلك بقاء شريعته إلى يوم القيامة، ونوح وغيره بصدد أن يبعث نبي في زمانه أو بعده فينسخ بعض شريعته، ويحتمل أن يكون دعاؤه قومه إلى التوحيد بلغ بقية الناس فتمادوا على الشرك فاستحقوا العقاب، وإلى هذا نحا ابن عطية في تفسير سورة هود قال: وغير ممكن أن تكون نبوته لم تبلغ القريب والبعيد لطول مدته، ووجهه ابن دقيق العيد بأن توحيد الله تعالى يجوز أن يكون عاما في حق بعض الأنبياء وإن كان التزام فروع شريعته ليس عاما لأن منهم من قاتل غير قومه على الشرك، ولو لم يكن التوحيد لازما لهم لم يقاتلهم. ويحتمل أنه لم يكن في الأرض عند إرسال نوح إلا قوم نوح فبعثته خاصة لكونها إلى قومه فقط وهي عامة في الصورة لعدم وجود غيرهم، لكن لو اتفق وجود غيرهم لم يكن مبعوثا إليهم. وغفل الداودي الشارح غفلة عظيمة فقال: قوله " لم يعطهن أحد " يعني لم تجمع لأحد قبله، لأن نوحا بعث إلى كافة الناس، وأما الأربع فلم يعط أحد واحدة منهن. وكأنه نظر في أول الحديث وغفل عن آخره لأنه نص صلى الله عليه وسلم على خصوصيته بهذه أيضا لقوله " وكان النبي، يبعث إلى قومه خاصة " وفي رواية مسلم " وكان كل نبي. إلخ". قوله: (نصرت بالرعب) زاد أبو أمامة " يقذف في قلوب أعدائي " أخرجه أحمد. قوله: (مسيرة شهر) مفهومه أنه لم يوجد لغيره النصر بالرعب في هذه المدة ولا في أكثر منها، أما ما دونها فلا، لكن لفظ رواية عمرو بن شعيب " ونصرت على العدو بالرعب ولو كان بيني وبينهم مسيرة شهر " فالظاهر اختصاصه به مطلقا، وإنما جعل الغاية شهرا لأنه لم يكن بين بلده وبين أحد من أعدائه أكثر منه، وهذه الخصوصية حاصلة له على الإطلاق حتى لو كان وحده بغير عسكر، وهل هي حاصلة لأمته من بعده؟ فيه احتمال. قوله: (وجعلت لي الأرض مسجدا) أي موضع سجود، لا يختص السجود منها بموضع دون غيره، ويمكن أن يكون مجازا عن المكان المبني للصلاة، وهو من مجاز التشبيه لأنه لما جازت الصلاة في جميعها كانت كالمسجد في ذلك، قال ابن التين: قيل المراد جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا وجعلت لغيري مسجدا ولم تجعل له طهورا، لأن عيسى كان يسيح في الأرض ويصلي حيث أدركته الصلاة، كذا قال. وسبقه إلى ذلك الداودي، وقيل إنما أبيحت لهم في موضع يتيقنون طهارته، بخلاف هذه الأمة فأبيح لها في جميع الأرض إلا فيما تيقنوا نجاسته. والأظهر ما قاله الخطابي وهو أن من قبله إنما أبيحت لهم الصلوات في أماكن مخصوصة كالبيع والصوامع، ويؤيده رواية عمرو بن شعيب بلفظ " وكان من قبلي إنما كانوا يصلون في كنائسهم". وهذا نص في موضع النزاع فثبتت الخصوصية، ويؤيده ما أخرجه البزار من حديث ابن عباس نحو حديث الباب وفيه " ولم يكن من الأنبياء أحد يصلي حتى يبلغ محرابه". قوله: (وطهروا) استدل به على أن الطهور هو المطهر لغيره، لأن الطهور لو كان المراد به الطاهر لم تثبت الخصوصية، والحديث إنما سيق لإثباتها. وقد روى ابن المنذر وابن الجارود بإسناد صحيح عن أنس مرفوعا " جعلت لي كل أرض طيبة مسجدا وطهورا". ومعنى طيبة طاهرة، فلو كان معنى طهورا طاهرا للزم تحصيل الحاصل، واستدل به على أن التيمم يرفع الحدث كالماء لاشتراكهما في هذا الوصف، وفيه نظر. وعلى أن التيمم جائز بجميع أجزاء الأرض، وقد أكد في رواية أبي أمامة بقوله " وجعلت لي الأرض كلها ولأمتي مسجدا وطهورا". وسيأتي البحث في ذلك. قوله: (فأيما رجل) أي مبتدأ فيه معنى الشرط، و " ما " زائدة للتأكيد، وهذه صيغة عموم يدخل تحتها من لم يجد ماء ولا ترابا ووجد شيئا من أجزاء الأرض فإنه يتيمم به، ولا يقال هو خاص بالصلاة، لأنا نقول: لفظ حديث جابر مختصر. وفي رواية أبي أمامة عند البيهقي " فأيما رجل من أمتي أتى الصلاة فلم يجد ماء وجد الأرض طهورا ومسجدا " وعند أحمد " فعنده طهوره ومسجده " وفي رواية عمرو بن شعيب " فأينما أدركتني الصلاة تمسحت وصليت " واحتج من خص التيمم بالتراب بحديث حذيفة عند مسلم بلفظ " وجعلت لنا الأرض كلها مسجدا، وجعلت تربتها لنا طهورا إذا لم نجد الماء". وهذا خاص فينبغي أن يحمل العام عليه فتختص الطهورية بالتراب، ودل الافتراق في اللفظ حيث حصل التأكيد في جعلها مسجدا دون الآخر على افتراق الحكم وإلا لعطف أحدهما على الآخر نسقا كما في حديث الباب. ومنع بعضهم الاستدلال بلفظ " التربة " على خصوصية التيمم بالتراب بأن قال: تربة كل مكان ما فيه من تراب أو غيره. وأجيب بأنه ورد في الحديث المذكور بلفظ " التراب " أخرجه ابن خزيمة وغيره. وفي حديث علي " وجعل التراب لي طهورا " أخرجه أحمد والبيهقي بإسناد حسن، ويقوى القول بأنه خاص بالتراب أن الحديث سيق لإظهار التشريف والتخصيص، فلو كان جائزا بغير التراب لما اقتصر عليه. قوله: (فليصل) عرف مما تقدم أن المراد فليصل بعد أن يتيمم. قوله: (وأحلت لي الغنائم) وللكشميهني المغانم وهي رواية مسلم، قال الخطابي: كان من تقدم على ضربين، منهم من لم يؤذن له في الجهاد فلم تكن لهم مغانم، ومنهم من أذن له فيه لكن كانوا إذا غنموا شيئا لم يحل لهم أن يأكلوه وجاءت نار فأحرقته. وقيل: المراد أنه خص بالتصرف في الغنيمة يصرفها كيف يشاء، والأول أصوب وهو أن من مضى لم تحل لهم الغنائم أصلا، وسيأتي بسط ذلك في الجهاد. قوله: (وأعطيت الشفاعة) قال ابن دقيق العيد: الأقرب أن اللام فيها للعهد، والمراد الشفاعة العظمى في إراحة الناس من هول الموقف، ولا خلاف في وقوعها. وكذا جزم النووي وغيره. وقيل الشفاعة التي اختص بها أنه لا يرد فيما يسأل. وقيل الشفاعة لخروج من في قلبه مثقال ذرة من إيمان، لأن شفاعة غيره تقع فيمن في قلبه أكثر من ذلك، قاله عياض. والذي يظهر لي أن هذه مرادة مع الأولى لأنه يتبعها بها كما سيأتي واضحا في حديث الشفاعة إن شاء الله تعالى في كتاب الرقاق. وقال البيهقي في البعث: يحتمل أن الشفاعة التي يختص بها أنه يشفع لأهل الصغائر والكبائر، وغيره إنما يشفع لأهل الصغائر دون الكبائر. ونقل عياض أن الشفاعة المختصة به شفاعة لا ترد. وقد وقع في حديث ابن عباس " وأعطيت الشفاعة فأخرتها لأمتي، فهي لمن لا يشرك بالله شيئا " وفي حديث عمرو بن شعيب " فهي لكم ولمن شهد أن لا إله إلا الله " فالظاهر أن المراد بالشفاعة المختصة في هذا الحديث إخراج من ليس له عمل صالح إلا التوحيد، وهو مختص أيضا بالشفاعة الأولى، لكن جاء التنويه بذكر هذه لأنها غاية المطلوب من تلك لاقتضائها الراحة المستمرة، والله أعلم. وقد ثبتت هذه الشفاعة في رواية الحسن عن أنس كما سيأتي في كتاب التوحيد " ثم أرجع إلى ربي في الرابعة فأقول: يا رب ائذن لي فيمن قال لا إله إلا الله، فيقول: وعزتي وجلالي لأخرجن منها من قال لا إله إلا الله " ولا يعكر على ذلك ما وقع عند مسلم قبل قوله " وعزتي " فيقول " ليس ذلك لك، وعزتي. . إلخ لأن المراد أنه لا يباشر الإخراج كما في المرات الماضية، بل كانت شفاعته سببا في ذلك في الجملة. والله أعلم. وقد تقدم الكلام على قوله " وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة " في أوائل الباب. وأما قوله " وبعثت إلى الناس عامة " فوقع في رواية مسلم " وبعثت إلى كل أحمر وأسود " فقيل المراد بالأحمر العجم وبالأسود العرب، وقيل الأحمر الإنس والأسود الجن، وعلى الأول التنصيص على الإنس من باب التنبيه بالأدنى على الأعلى لأنه مرسل إلى الجميع، وأصرح الروايات في ذلك وأشملها رواية أبي هريرة عند مسلم " وأرسلت إلى الخلق كافة". يتبع |
(تكميل) : أول حديث أبي هريرة هذا " فضلت على الأنبياء بست " فذكر الخمس المذكورة في حديث جابر إلا الشفاعة وزاد خصلتين وهما " وأعطيت جوامع الكلم، وختم بي النبيون " فتحصل منه.
ومن حديث جابر سبع خصال. ولمسلم أيضا من حديث حذيفة " فضلنا على الناس بثلاث خصال: جعلت صفوفنا كصفوف الملائكة " وذكر خصلة الأرض كما تقدم. قال: وذكر خصلة أخرى، وهذه الخصلة المبهمة بينها ابن خزيمة والنسائي وهي " وأعطيت هذه الآيات من آخر سورة البقرة من كنز تحت العرش". يشير إلى ما حطه الله عن أمته من الإصر وتحميل ما لا طاقة لهم به، ورفع الخطأ والنسيان، فصارت الخصال تسعا. ولأحمد من حديث علي " أعطيت أربعا لم يعطهن أحد من أنبياء الله: أعطيت مفاتيح الأرض، وسميت أحمد، وجعلت أمتي خير الأمم " وذكر خصلة التراب فصارت الخصال اثنتي عشرة خصلة، وعند البزار من وجه آخر عن أبي هريرة رفعه " فضلت على الأنبياء بست: غفر لي ما تقدم من ذنبي وما تأخر وجعلت أمتي خير الأمم، وأعطيت الكوثر، وإن صاحبكم لصاحب لواء الحمد يوم القيامة تحته آدم فمن دونه " وذكر ثنتين مما تقدم. وله من حديث ابن عباس رفعه " فضلت على الأنبياء بخصلتين: كان شيطاني كافرا فأعانني الله عليه فأسلم " قال ونسيت الأخرى. قلت: فينتظم بهذا سبع عشرة خصلة. ويمكن أن يوجد أكثر من ذلك لمن أمعن التتبع. وقد تقدم طريق الجمع بين هذه الروايات، وأنه لا تعارض فيها. وقد ذكر أبو سعيد النيسابوري في كتاب شرف المصطفى أن عدد الذي اختص به نبينا صلى الله عليه وسلم عن الأنبياء ستون خصلة. وفي حديث الباب من الفوائد غير ما تقدم مشروعية تعديد نعم الله، وإلقاء العلم قبل السؤال، وأن الأصل في الأرض الطهارة، وأن صحة الصلاة لا تختص بالمسجد المبني لذلك. وأما حديث " لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد " فضعيف أخرجه الدارقطني حديث جابر. واستدل به صاحب المبسوط من الحنفية على إظهار كرامة الآدمي وقال: لأن الآدمي خلق من ماء وتراب، وقد ثبت أن كلا منهما طهور، ففي ذلك بيان كرامته، والله تعالى أعلم بالصواب. فتح الباري |
عابر سبيــــل أوفيت الجواب حقه ، وليس ذلك بمستغرب منك فجزاك الله خيرا أخي العزيز تحياتي :) |
السؤال :
ما هي السور المقصودة ( بالمسبحات ) ..؟؟ |
هديه للتافه الشبح
الحمد لله العلي العظيم الذى أرسل لنا نبيه الكريم الصادق الأمين حبيبنا و عظيمنا و قائدنا إلى طريق الهدى و جنان الخلد و مخلصنا من اَثامنا و نيران الخلد فصلى اللهم عليه و سلم ألف صلاة وسلام و على اَله و صحبه الكرام أجمعين و أحشرنا فى زمرتهم يوم الدين .
يا من تبحثون عن عيوب الغير إليكم هذه الفضيحه ( بالصوت )
كما تعودنا منهم كذب فى كذب فى كذب ....هاهى فضيحه من فضائحهم التى لا تنتهى... الشيخ الكبير سعيد الغامدى.... يكذب على السلف كذب واضح و ينفي علاقة المسلمين برسول الله ... لمجرد أن يثبت رايه الباطل و رأى شيوخه ولا يهمه الخوف من الله أو الخوف من عقابه على كذبه و إفترائه .............. يقول هذا الشيخ : لا يجوز التوسل إلا بالعمل الصالح .....و النبى صلى الله عليه واله وسلم يقول للأعمى الذى يدعوا له قال شفعه في و شفعني فيه فسال الله سبحانه و تعالى و كذلك العباس رضى الله تعالى عنه ...يقول عمر رضى الله تعالى عنه قم يا عباس ادعوا الله كنا نستسقى برسول الله و إنا نستسقى بعم رسول الله ...قم يا عباس فادعوا الله و لا مانع أن نقول للرجل الصالح أدعوا لنا و نحن نؤمن اما أن يقول أتوسل بفلان أن تفعل لى كذا ... هذا مثل ان ياتى أحد إلى الملك و يقول عشان إنك تحب الوزير الفلانى ..أرجو أن تقضى حاجتى ..... فيقول له طيب فلان أش له علاقه بحاجتك ...ما فى علاقه أصلاً ... هذا التوسل مذموم هذا التوسل غير صيح ......... ............ كذاب...... كذاب........ كذاب........ كذاب......كذاب ......كذاب و إليكم الرابط لتستمعوا بأنفسكم http://www.islamway.com/bindex.php?s...&fatwa_id=1742 هذه أصح الأحاديث الوارده فى هذا الأثر ........... صحيح البخارى - الإستسقاء 1010 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِىُّ قَالَ حَدَّثَنِى أَبِى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُثَنَّى عَنْ ثُمَامَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَنَسٍ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ - رضى الله عنه - كَانَ إِذَا قَحَطُوا اسْتَسْقَى بِالْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَقَالَ اللَّهُمَّ إِنَّا كُنَّا نَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِنَبِيِّنَا فَتَسْقِينَا وَإِنَّا نَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِعَمِّ نَبِيِّنَا فَاسْقِنَا . قَالَ فَيُسْقَوْنَ . طرفه 3710 - تحفة 10411 صحيح البخارى - فضائل الصحابه 3710 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِىُّ حَدَّثَنِى أَبِى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُثَنَّى عَنْ ثُمَامَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَنَسٍ عَنْ أَنَسٍ - رضى الله عنه أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ كَانَ إِذَا قَحَطُوا اسْتَسْقَى بِالْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، فَقَالَ اللَّهُمَّ إِنَّا كُنَّا نَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِنَبِيِّنَا - صلى الله عليه وسلم - فَتَسْقِينَا ، وَإِنَّا نَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِعَمِّ نَبِيِّنَا فَاسْقِنَا . قَالَ فَيُسْقَوْنَ . طرفه 1010 - تحفة 10411 سنن البيهقي - صلاة الإستسقاء 6657- حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ : عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ الأَصْبَهَانِىُّ إِمْلاَءً أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ الأَعْرَابِىِّ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ الزَّعْفَرَانِىُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِىُّ حَدَّثَنِى أَبِى : عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُثَنَّى عَنْ ثُمَامَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَنَسٍ يَعْنِى عَنْ أَنَسٍ : أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ كَانَ إِذَا قُحِطُوا اسْتَسْقَى بِالْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ : اللَّهُمَّ إِنَّا كُنَّا نَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِنَبِيِّنَا -صلى الله عليه وسلم- فَتَسْقِينَا وَإِنَّا نَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ الْيَوْمَ بِعَمِّ نَبِيِّنَا -صلى الله عليه وسلم- فَاسْقِنَا فَيُسْقَوْنَ. رَوَاهُ الْبُخَارِىُّ فِى الصَّحِيحِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الزَّعْفَرَانِىِّ. وَقَالَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ مِنْ غَيْرِ شَكٍّ وَكَانَ ذِكْرُ أَنَسٍ سَقَطَ مِنْ كِتَابِ شَيْخِنَا أَبِى مُحَمَّدٍ رَحِمَهُ اللَّهُ. {ت} وَقَدْ رَوَاهُ يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ وَغَيْرُهُ عَنِ الأَنْصَارِىِّ مَوْصُولاً. و الغريب أنكم تدعون إنتمائكم للسلف ........... و تكذبون عليهم ..و تخالفونهم ....شفاكم الله من بن تيميه و محمد بن عبد الوهاب اللهم صل و سلم على سيدنا و مولانا محمد و على اله و صحبه أجمعين صلاة دائمة عدد خلقك ورضا نفسك و زنة عرشك و مداد كلماتك كلما ذكرك الذاكرون و غفل عن ذكرك الغافلون . ( سبحان ربك رب العزة عما يصفون و سلام على المرسلين و الحمد لله رب العالمين .) |
السلام عليكم
ما هي السور المقصودة ( بالمسبحات ) ..؟؟ هي السور التي تبدأ بالتسبيح .. روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان لا ينام حتى يقرأ المسبحات .. ويقول صلى الله عليه وسلم " فيها آية خير من ألف آية " وهي : الحديد .. والحشر .. والصف .. والجمعة ... والتغابن تحياتي |
اليشمك جزاك الله خيرا أختي الكريمة على إجابتك على هذا السؤال وأسأل الله أن ينفعك بما علمك إنه ولي ذلك والقادر عليه تحياتي :) |
السؤال :
ثمار ذكرت في القرآن الكريم ... ما هي هذه الثمار ..؟؟ |
السلام عليكم
(وإذ قلتم يا موسى لن نصبر على طعام واحد فادع لنا ربك يخرج لنا مما تنبت الأرض من بقلها وقثائها وفومها وعدسها وبصلها، قال أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير، اهبطوا مصرا فإن لكم ما سألتم ) البقرة 61 (وبدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتي أكل خمط وأثل وشيء من سدر قليل) سورة سبأ 16 (مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة) البقرة 261 (وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين، في سدر مخضود وطلح منضود ) الواقعة 29 (ويسقون فيها كأسا كان مزاجها زنجبيلا) الإنسان 17 (فيهما فاكهة ونخل ورمان ) الرحمن 68 (إن للمتقين مفازا.. حدائق وأعنابا) النبأ 32 (والتين والزيتون وطور سنين) سورة التين ( إن الأبرار يشربون من كأس كان مزاجها كافورا) الإنسان 5 الكافور شجرة عظيمة الحجم حتى يقال إنها تظلل مائة رجل وخشبها شديد البياض زكي الرائحة وليس لها زهر ( إن الله فالق الحب والنوى ) الانعام 59 والحب في اللغة هو القمح والذرة والأرز والشعير والسمسم وما شابـه ذلك .. ومن اشهر الحبوب .. الحبة السوداء ( يا بني إنها إن تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أو في السماوات أو في الأرض يأت بها الله ) لقمان 16 اعذرني اذا في تقصير بس هادا اللي اتذكرته :rolleyes: |
الأخت الفاضلة / اليشمك جزاك الله خيرا فقد أوفيت السؤال حقه من الإجابة تحياتي :) |
السؤال :-
كلمتان متشابهتان تماما وردتا مكررتين في القرآن الكريم لا يفصفهما فاصل أذكرهما .. وأذكر الآية التي وردتا فيها ... |
السلام عليكم
( وإذا جاءتهم آية قالوا لن نؤمن حتى نؤتى مثل ما أوتي رسل اللهِ اللهُ أعلم حيث يجعل رسالته ) سورة الانعام آية 124 تحياتي |
الأخت / اليشمك ماشاء الله تبارك الله لقد أصبت الإجابة بعينها وعندما سئلت أنا نفس السؤال ، لم استطع أن أجد إجابته إلا بعد أكثر من أسبوع فجزاك الله خيرا على ذلك تحياتي :) |
السؤال :
نبيان كريمان عليهما السلام ، هدى الله الأول للإستفادة من معدن الحديد ، وهدى الله الثاني للإستفادة من معدن النحاس ... أكتب أسمائهما ، مع ذكر الآيات ؟؟ |
ساجيب على النبي الاول
وهو ذو القرنين قال تعالى"قالوا يا ذا القرنين ان ياجوج وماجوج مفسدون في الارض فهل نجعل لك خرجا على ان تجعل بيننا وبينهم سدا ،قال ما مكني فيه ربي خير فاعينوني بقوة اجعل بينكم وبينهم ردما، آتوني زبر الحديد حتى اذا ساوى بين الصدفين قال انفخوا حتى اذا جعله نارا قال آتوني افرغ عليه قطرا " |
جوجو شكرا لمشاركتك بالموضوع ، وبارك الله بك ولكن هل ( ذو القرنين ) نبي ..؟؟؟ وسننتظر من يأتي بالجواب تحياتي :) |
السلام عليكم العفو أخي الوافي .. أنا سمعت نفس السؤال مرة وعرفت الجواب :) بالنسبة للنبي الذي سخر الله له النحاس فهو نبي الله سليمان: (وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ ومن الجن من يعمل بين يديه بإذن ربه ) سورة سبأ آية 12 والقطر هو النحاس المذاب كما جاء في التفسير .. وقد استفاد سليمان من النحاس المذاب فائدة عظيمة في الحرب والسلم. وقوله تعالى : " ومن الجن من يعمل بين يديه بإذن ربه " أي وسخرنا له الجن يعملون بين يديه بإذن ربه أي بقدره وتسخيره لهم بمشيئته ما يشاء من البنايات وغير ذلك ومن يعص سليمان يعذبه الله تعالى.. لذلك كانوا يستجيبون لأوامره فيبنون له القصور والتماثيل –التي كانت مباحة في شرعهم- والأواني والقدور الضخمة جدا.. فلا يمكن تحريكها من ضخامتها!. وكانت تغوص له في أعماق البحار وتستخرج اللؤلؤ والمرجان والياقوت.. أما النبي الذي سخر له الله الحديد وعلمه كيف يصهره فهو والد سيدنا سليمان .. سيدنا داوود عليهما السلام كان سيدنا داود عليه السلام يأكل من عمل يديه لذلك كافأه الله بأن ألان له الحديد وعلمه كيف يصنع الدروع منه "وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلًا يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ " سورة سبأ آية 10 ولم يكن بحاجة لاستخدام النار وإنما كان كالعجين في يديه.. فسبحان الله تحياتي |
اليشمك لا أقول إلا ماشاء الله تبارك الله معلوماتك جيدة ووافيه بارك الله فيك وثقي بأن الكثيرين قد كتبوا لي أنهم استفادوا من بعض الإجابات التي تكتبونها في هذا الموضوع فجزاك الله خيرا ، وجزى الإخوة جميعا خيرا على ما تقومون به تحياتي :) |
السؤال :
لرسول الله ( موسى ) عليه السلام آيات تسع ... أذكرها ... |
بسم الله الرحمن الرحيم أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {تسع آيات بينات} قال: يده وعصاه ولسانه والبحر والطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم. [HR] أخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طرق، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {ولقد آتينا موسى تسع آيات بينات} قال: اليد والعصا والطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم والسنين ونقص من الثمرات. :) |
صدقني اخي الوافي
بلا مجاملة أنا أول المستفيدين والشكر الجزيل لك لأنك ساعدتنا على الإطلاع على أمور ديننا بشكل مبسط ومختصر فكل من يدخل لهذا الموضوع ويقرأ اي كلمة لابد وأن يستفيد سواء على صعيد الأسئلة وبلا شك على صعيد الأجوبة تحياتي |
أخي المتيم المجهول أحسنت أخي الحبيب في الجواب وقد أوفيته حقه فجزاك الله خيرا تحياتي :) |
اليشمك ما أنا إلا كمن يرمي الحب في الأرض والناس لا تستفيد إلا من الثمار والثمار أنتم من يضعها وينميها ، وليس لي في هذا الموضوع إلا أنني أكتب السؤال وما جعلت هذا الموضوع مسابقة حقيقية بنقاط أو غيره لأن هدفي من ورائه تكوين بنك للمعرفة والمعلومات الإسلامية من خلال إجابات الأعضاء ويبقى هدفنا الأول هو طلب مرضاة الله سبحانه وختاما .. شكرا لكلماتك الطيبة أختي الفاضلة تحياتي :) |
السؤال :
أربع مواطن يستجاب فيها الدعاء .. ما هي ..؟؟؟ |
من مميزات الإباضية:
أولا الإمامة العظمى: لم يتمسك أحد من الفرق الإسلامية بسنة الخلافة ، كما تمسك بها الإباضية منذ صدور الإسلام ، حيث لم تولد أئمة المذاهب بعد ، وإنما تكونت هذه المذاهب بعدما صار للإباضية دول وسلطة في عمان والمغرب واليمن وحضرموت ، فقد قامت الإمامة في السنة الثامنة والعشرين بعد المائة واستمرت معهم - خصوصاً في عمان - إلى القرن الرابع عشر ، وإن صار أمرها إلى مَدٍّ وجَزْر في كل هذه القرون ، إلا أن علماءهم لم يقر لهم قرار حيث لا يقود الأمة قائد يثقون بعدله ويشترطون عليه أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ، وينفذ أوامر الله سبحانه وتعالى ، لا استثناء لشيء منها ، فكان العالِم الإباضي لا يترك فرصة تمر يمكنه فيها أن يُقَدِّم إماماً يقوم بالعدل في الناس إلا انتهزها ؛ ولو باثنين أو ثلاثة من الرجال ، اللهم إلا أن يتوقع فتنة تضر بالمجتمع فإنه يسكت حتى تأتي فرصة أخرى ، لأن دفع المفسدة عندهم مقدم على جلب المصلحة ، بينما علماء المذاهب الأخرى يقولون: أطع أميرك وإن ضربك وشتمك ونتف لحيتك ، فلا يجوز لك الخروج عليه ، ويتركون الحديث على ظاهره ركوناً إلى الراحة وحباًّ للخمول ، وقد اطلعتُ في التاريخ على أنه مات عالِمٌ من علمائهم الكبار فشيع جنازته من تلاميذه أربعون ألف ، هم كانوا تحت أمره لا يخالفونه في شيء ، وما حدثته نفسه في حياته يوماً أن يغير منكراً على الحاكم الطاغية في زمانه. ولا ينكر تاريخ الإباضية إلا اثنان ؛ إما حاسدٌ وإما جاهل ، والنوع الأول أكثر ، وإن الإباضية متمسكون في أفعالهم هذه بأدلةٍ من الكتاب والسنة لا تخفى على أهل العلم إلا من كان في عينيه غشاء ، يقول الله سبحانه وتعالى: "الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِيْ الأَرْضِ أَقَامُوُا الصَّلاةِ وَآتَوا الزَّكَاةِ وَأَمَرُوا بِالمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ المُنْكَرِ وَللهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ" (سورة الحج 41). ويقول تعالى: "لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ" (سورة البقرة 124). والآيات الدالة على ذلك كثيرةٌ. فإن قال قائلٌ: لا تدل الآيات على نصب الإمام على الرعية ، بل تدل على الوجوب على الإمام إن انتصب أن يقوم بذلك ، قيل له: ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، قاعدة شرعية. فَمَن يُقَوِّمُ الإمام إن لم تُقَوِّمُهُ الرعية؟! بيد أنه من تسلط على الناس بالغلبة لا يسمى إماماً عادلاً ، فهل كانت إمامة أبي بكر وعمر وعثمان وعلي إلا باجتماع واتفاق من الصحابة؟ ولما انتقلت الخلافة إلى مُلْكٍ حيث تولاها معاوية بالغلبة وإيثار أصحابه للدنيا ، وبالإجماع لا يعد معاوية من الخلفاء الراشدين لأي شيء إلا لهذا السبب. والنبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من بات ليلةً وليس عليه إمامٌ إن مات فميتته جاهلية" وقال - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله لا يعاقب الرعية وإن كانت مسيئة إلا إذا كانت الأئمةُ هاديةٌ مهدية وتُعاقَب الرعية وإن كانت هادية مهدية إذا كانت الأئمة ظالمةٌ مسيئة ، وذلك أن حسنات الأئمة تعلوا سيئات الرعية وحسنات الرعية لا تعلوا سيئات الأئمة ، السلطان ظل الله في أرضه ، يأوي إليه كل مظلوم" (المصدر: قاموس الشريعة). والأحاديث في ذلك كثيرة. ولو لم يكن من الأدلة إلا إجماع الصحابة على وجوب نصب الإمام لكفى ، فكيف قاموا - قبل أن يدفن النبي - صلى الله عليه وسلم - بمبايعة أبي بكر إلا لكون الأمر فريضة ، ولِمَ استخلف أبو بكر عمر - رضي الله عنهما - عند موته؟ ولم يترك الأمر للناس؟ ولِمَ جعل عمر الأمر شورى بين ستة من خيار الصحابة ، وأوصى أن تقطع رقابهم إن تجاوزا ثلاثة أيام - بعد موته -؟ إلا لكون الأمر لا يجوز التهاون فيه أو التفريط؟ فمبدأ الإباضية مبدأٌ شرعي فَحْلٌ لا يُخَطُّ لهم غبار في ذلك. ولذلك ترى الكُتَّابَ وأهل السير لا يذكرون عنهم إلا الشيء اليسير ، ويتعقبونه بطعنة من الخلف لأنهم إن ذكروا هذا التاريخ الناصع سيفضحون أنفسهم وسيعترفون بفضل الإباضية وهو في غير صالحهم ؛ فالله حسبهم. ثانيا: الإمامة في الصلاة إن من فضل الله على الإباضية أنهم يعتمدون في صلاتهم على السنة المُطَهَّرَة في كل شيء ، فتراهم لا يُقَدِّمون إلا أفضلهم ، سواءاً كان أقرأهم أو أفقههم ، لما جاء في الحديث ؛ ولا يأخذ قفوة الإمامة إلا من يلي الإمام في الفضل ، فإذا كان مفضولٌ قبض السترة وجاء أفضل منه تأخر المفضول وقَدَّم الفاضلَ من تلقاء نفسه ، لأنهم يعرفون الفضل لأهل الفضل ، لقوله - صلى الله عليه وسلم -: "لِيَليني أُوُلُو النُّهَى والأحلام"، وليكون صالحاً لو استخلفه الإمام ، وترى غير الإباضية في الصلاة لا يعرفون هذا ، فربما أخذ قفوة الإمامة من ظهر عليه مخالفة الشرع ، كأن يكون حالق اللحية أو لابساً لباس الإفرنج أو عهده بالوضوء منذ أمس أو لباسه غير كامل ، أو شيئاً من هذا النوع ، فلنظر الشاكُّ في هذا ، بينما الإباضي إذا كان متلبِّساً بشيء من هذه النواقص يبتعد عن الصف الأول كله تلقائيا ، لما يرى في نفسه من النقص الذي لا يخوله التطاول على مقام الفضل ، وهذه مِنَّةٌ من الله عليهم ، ولا يفطن لها غيرهم ، بل ترى حتى في غير الصلاة إذا دخل حالق اللحية على أهل الفضل تطامن ونكس رأسه حياءاً. ثالثا: فريضة الولاية والبراءة تُطبِّقُ الإباضية هذه الفريضة ، ولا يوجد هذا مع غيرهم ، فهذا مثلاً صاحب البداية والنهاية ذكر في ترجمة قتيبة بن مسلم أنه زَلَّ زلة كان فيها حتفه ، وفعل فَعلةً رَغِمَ فيها أنفُه ، وخلغ الطاعة فبادرت المَنِيَّةُ إليه ، وفارق الجماعة فمات ميتةً جاهلية ، ثم قال: "لكن سبق له من الأعمال الصالحة ما قد يُكَفِّرُ الله به سيئاته ويضاعف به حسناته ، والله يسامحه ويعفو عنه ويتقبل منه ما كان يكابده من مُناجَزَة الأعداء - رحمه الله". فهذا التخبيط بعينه ، فلعمري ما يُرجَى لمن مات ميتة جاهلية؟ "أَفَنَجْعَلُ المُسْلِمِينَ كَالمُجْرِمِينَ مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ" (سورة القلم 35-36). فانظر وقارن بين هذا وبين ما فعله الإباضية عندما قُتِلَ بنو عم إمامهم الجلندى بن مسعود ، بكى الإمام ، فقال المسلمون: أتبكي رأفة على هؤلاء البغاة إذ هم بنو عمك؟ إعتزل عن المسلمين ؛ فاعتزل ، كل هذا الذنب الذي فعله ، وقد فعل ذلك قبله أبو حُذيفة - رضي الله عنه - لما قُتِل أبوه في بدر ، لكنهم - جزاهم الله خيراً - لم تأخذهم في الله لومة لائم ، وما كانت أعمالهم وأقوالهم إلا ناصعة البياض في كل شيء ، بعيدين عن المُداهنة في الدين ، قوامين بالقسط ولو على أنفسهم والوالدين والأقربين ، مطبقين للكتاب والسنة تطبيقاً لا يمتري فيه اثنان ، يقول الله سبحانه: "وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِنَاتِ" (سورة محمد 19). ويقول تعالى: "مَا كَانَ لَلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى" (سورة التوبة 113) ، وقول النبي - صلى الله عليه وسلم - لابن مسعود: "أيُّ عُرَى الإسلام أوثق؟ قال: الله ورسوله أعلم. قال: "الوَلاية في الله والبغض في الله"، وهذه حقيقة الإيمان عند الإباضية ، فمن لم يَدِن بها فلا دين له ولا وِلاية له ، هذه قضية انفرد به الإباضية دون غيرهم من الفرق الإسلامية فضلاً من الله عليهم ، لم يُساووا بين المؤمن التقي والعاصي الشقي في المعاملة: "إِنَّ الأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ وَإِنَّ الفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ يَصْلَوْنَهَا يَوْمَ الدِّينِ وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَائِبِينَ" (سورة الإنفطار 13-16). فهل المحارب لله تعالى من الأبرار حتى نتولاه أو على الأقل أن ننزله منزلة الطائع ، والله وَلِيُّ الخلق وربهم فرق بينهم ، إن هذا لهو المُصادمة للحق ، وكأن القوم شركاء الله في تصرفاته. رابعا: الوعد والوعيد إن الإباضية اتَّزَنُوا في عقائدهم ولم تستولِ عليهم الأهواء ، ولا الأخبار المجتثة ، فلم يُعِدُّوا للعصاة الجنة لأنها ليست مُلكاً لهم يدخلون فيها من شاؤوا ويُبعِدون من شاؤوا ، بل يَعِدُون بها من وعدهم الله ، ويُبعِدون عنها من أبعدهم الله ، فالله سبحانه بَيَّنَ في وصف الجنة أنها: "أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ" ولم يقل للمسلمين ، فهم متمسكون بهاتين الآيتين لا يعرفون غير طريقها ؛ قوله تعالى: "بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارَ هُمْ فِيْهَا خَالِدُونَ ، وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الجّنَّةِ هُمْ فِيْهَا خَالِدُونَ" (سورة البقرة 81-82). لا يَعْدُل الإباضية عن صريح هذه الآيات إلى نقلٍ آحادي ، الله أعلم بصحته ، يقول: "أعددتُ شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي" فكأنهم يقولون: يا مسلم بعد أن تقول لا إله إلا الله محمد رسول الله لا تبالي بما تفعله من المعاصي فإنك لا بد أن تدخل الجنة ، إما بشفاعة الرسول - صلى الله عليه وسلم - ؛ والله تعالى يقول: "مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلاَ شَفِيْعٍ يُطَاعُ" (سورة غافر 18). وإما أن تدخل الجنة بعدما تُعذَّب قليلاً بقدر عملك ، وقد قال اليهود قبلهم ذلك: "وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّاماً مَعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللهِ عَهْداً فَلَنْ يُخْلِفَ اللهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُوْلُوْنَ عَلَى اللهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ" (سورة البقرة 80) ، وإما أن تدخل تحت المشيئة ؛ فيشاء الله أن يرحمك وإن خالفته وعصيته والله سبحانه شاء - كما أخبرنا - أن يخلده في النار ، فلذلك انهمكت الأمة الإسلامية في المعاصي ولم تبالِ بما يأتي منها ، لأنها لا تحاذِر شيئاً ، فقد وعدهم علماؤُهم أنهم سيدخلون الجنة ، وهذه ثغرة إستغلها أعداء الإسلام فدخلوا على المسلمين منها ، ولو لم يكن علماء المسلمين فتحوا الباب على مصراعيه ، لما استطاع أعداؤُهم أن يلِجوا عليهم ؛ فإنا لله وإنا إليه راجعون ، ويُروَى أن عمر بن الخطاب رضوان الله عليه أرسل جيشاً إلى فارس ، فجاءه المبشر بالفتح فسأل عن المقاومة كم كانت؟ قال: من غُدوةٍ إلى الرَّواح ثم فتح للمسلمين ، فقال عمر: إنا لله وإنا إليه راجعون ، بدلتم بعدي أو بدلتُ بعدكم؟ يقوم الشرك في وجه الإسلام من غُدوةٍ إلى الرَّواح؟ والسيئة في الآية معناها الذنب اليسير كما جاء في لغة العرب ، وأحاطت به كثرت حتى لم يجد مَخْلَصاً منها ، لأنه يُذنِب فلم يتب حتى استولت عليه الذنوب ، ولا دخل للشرك في هذه الآية حتى يقال إنه يعني بالسيئة الشرك. خامسا: تنزيه الله إن الإباضية نَزَّهوا الله سبحانه وتعالى تنزيهاً يليق بجلاله ولم يشبهوه بخلقه تعالى ، ولم يقولوا (بل يردوا مثل هذا القول الذي يصادم النصوص): "إن الله يأتي يوم القيامة إلى أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - فلا يعرفوه؟!! حتى يكشف لهم عن ساقه؟! فيعرفونه بها فيتَّبِعونه!!!! يقولون: إنهم أخذوا ذلك من صحيحي البخاري ومسلم ، يتأولون قول الله تعالى: "يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ" (سورة القلم 42). فلله العجب! أين ذهبت عقولُ هؤلاء الناس؟ وتجنبوا العربية في الساق وأولوه على حسب ما يَهْوَوْن!! فإذا كان لله ساق فأي امتياز له على غيره ، يلزم القائلين بذلك أن يردوا قول الله سبحانه: "لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ" (سورة الشورى 11). فلعمْرُ الحق ، من كانت هذه صفته ، وهو يَبرُز لخلقه كما يبرز ملوك الدنيا ، إذاً سيكون مثله أشياء وأشياء ... سبحان الله والحمد لله على هدايته ، فلله دَرُّ الإباضية كيف وقعوا على الحقيقة ووقفوا على الإستقامة والطريقة ولم يُفَرِّطوا في ذرة من حقوق الله سبحانه الواجبة والمستحيلة. وما توفيقي إلا بالله. . |
من مميزات الإباضية:
إن الإباضية امتازوا عن سائر الفرق الإسلامية بأشياء كثيرة ؛ اتبعوا فيها السنة المطهرة لَمَّا جانَفَها إن الإباضية امتازوا عن سائر الفرق الإسلامية بأشياء كثيرة ؛ اتبعوا فيها السنة المطهرة لَمَّا جانَفَها كثرٌ من الفرق الإسلامية أو زهدوا فيها أو عجِزوا عنها ؛ توفيقاً من الله سبحانه للإباضية وتكريماً لهم ، فمن لم يعرفهم ، أو يعرفهم وينكر عليهم . امتازوا بها ويضعهم بعد ذلك حيث يشاء ، بعدما يكون العلم حجة عليه. أولا الإمامة العظمى: لم يتمسك أحد من الفرق الإسلامية بسنة الخلافة ، كما تمسك بها الإباضية منذ صدور الإسلام ، حيث لم تولد أئمة المذاهب بعد ، وإنما تكونت هذه المذاهب بعدما صار للإباضية دول وسلطة في عمان والمغرب واليمن وحضرموت ، فقد قامت الإمامة في السنة الثامنة والعشرين بعد المائة واستمرت معهم - خصوصاً في عمان - إلى القرن الرابع عشر ، وإن صار أمرها إلى مَدٍّ وجَزْر في كل هذه القرون ، إلا أن علماءهم لم يقر لهم قرار حيث لا يقود الأمة قائد يثقون بعدله ويشترطون عليه أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ، وينفذ أوامر الله سبحانه وتعالى ، لا استثناء لشيء منها ، فكان العالِم الإباضي لا يترك فرصة تمر يمكنه فيها أن يُقَدِّم إماماً يقوم بالعدل في الناس إلا انتهزها ؛ ولو باثنين أو ثلاثة من الرجال ، اللهم إلا أن يتوقع فتنة تضر بالمجتمع فإنه يسكت حتى تأتي فرصة أخرى ، لأن دفع المفسدة عندهم مقدم على جلب المصلحة ، بينما علماء المذاهب الأخرى يقولون: أطع أميرك وإن ضربك وشتمك ونتف لحيتك ، فلا يجوز لك الخروج عليه ، ويتركون الحديث على ظاهره ركوناً إلى الراحة وحباًّ للخمول ، وقد اطلعتُ في التاريخ على أنه مات عالِمٌ من علمائهم الكبار فشيع جنازته من تلاميذه أربعون ألف ، هم كانوا تحت أمره لا يخالفونه في شيء ، وما حدثته نفسه في حياته يوماً أن يغير منكراً على الحاكم الطاغية في زمانه. ولا ينكر تاريخ الإباضية إلا اثنان ؛ إما حاسدٌ وإما جاهل ، والنوع الأول أكثر ، وإن الإباضية متمسكون في أفعالهم هذه بأدلةٍ من الكتاب والسنة لا تخفى على أهل العلم إلا من كان في عينيه غشاء ، يقول الله سبحانه وتعالى: "الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِيْ الأَرْضِ أَقَامُوُا الصَّلاةِ وَآتَوا الزَّكَاةِ وَأَمَرُوا بِالمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ المُنْكَرِ وَللهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ" (سورة الحج 41). ويقول تعالى: "لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ" (سورة البقرة 124). والآيات الدالة على ذلك كثيرةٌ. فإن قال قائلٌ: لا تدل الآيات على نصب الإمام على الرعية ، بل تدل على الوجوب على الإمام إن انتصب أن يقوم بذلك ، قيل له: ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، قاعدة شرعية. فَمَن يُقَوِّمُ الإمام إن لم تُقَوِّمُهُ الرعية؟! بيد أنه من تسلط على الناس بالغلبة لا يسمى إماماً عادلاً ، فهل كانت إمامة أبي بكر وعمر وعثمان وعلي إلا باجتماع واتفاق من الصحابة؟ ولما انتقلت الخلافة إلى مُلْكٍ حيث تولاها معاوية بالغلبة وإيثار أصحابه للدنيا ، وبالإجماع لا يعد معاوية من الخلفاء الراشدين لأي شيء إلا لهذا السبب. والنبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من بات ليلةً وليس عليه إمامٌ إن مات فميتته جاهلية" وقال - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله لا يعاقب الرعية وإن كانت مسيئة إلا إذا كانت الأئمةُ هاديةٌ مهدية وتُعاقَب الرعية وإن كانت هادية مهدية إذا كانت الأئمة ظالمةٌ مسيئة ، وذلك أن حسنات الأئمة تعلوا سيئات الرعية وحسنات الرعية لا تعلوا سيئات الأئمة ، السلطان ظل الله في أرضه ، يأوي إليه كل مظلوم" (المصدر: قاموس الشريعة). والأحاديث في ذلك كثيرة. ولو لم يكن من الأدلة إلا إجماع الصحابة على وجوب نصب الإمام لكفى ، فكيف قاموا - قبل أن يدفن النبي - صلى الله عليه وسلم - بمبايعة أبي بكر إلا لكون الأمر فريضة ، ولِمَ استخلف أبو بكر عمر - رضي الله عنهما - عند موته؟ ولم يترك الأمر للناس؟ ولِمَ جعل عمر الأمر شورى بين ستة من خيار الصحابة ، وأوصى أن تقطع رقابهم إن تجاوزا ثلاثة أيام - بعد موته -؟ إلا لكون الأمر لا يجوز التهاون فيه أو التفريط؟ فمبدأ الإباضية مبدأٌ شرعي فَحْلٌ لا يُخَطُّ لهم غبار في ذلك. ولذلك ترى الكُتَّابَ وأهل السير لا يذكرون عنهم إلا الشيء اليسير ، ويتعقبونه بطعنة من الخلف لأنهم إن ذكروا هذا التاريخ الناصع سيفضحون أنفسهم وسيعترفون بفضل الإباضية وهو في غير صالحهم ؛ فالله حسبهم. ثانيا: الإمامة في الصلاة إن من فضل الله على الإباضية أنهم يعتمدون في صلاتهم على السنة المُطَهَّرَة في كل شيء ، فتراهم لا يُقَدِّمون إلا أفضلهم ، سواءاً كان أقرأهم أو أفقههم ، لما جاء في الحديث ؛ ولا يأخذ قفوة الإمامة إلا من يلي الإمام في الفضل ، فإذا كان مفضولٌ قبض السترة وجاء أفضل منه تأخر المفضول وقَدَّم الفاضلَ من تلقاء نفسه ، لأنهم يعرفون الفضل لأهل الفضل ، لقوله - صلى الله عليه وسلم -: "لِيَليني أُوُلُو النُّهَى والأحلام"، وليكون صالحاً لو استخلفه الإمام ، وترى غير الإباضية في الصلاة لا يعرفون هذا ، فربما أخذ قفوة الإمامة من ظهر عليه مخالفة الشرع ، كأن يكون حالق اللحية أو لابساً لباس الإفرنج أو عهده بالوضوء منذ أمس أو لباسه غير كامل ، أو شيئاً من هذا النوع ، فلنظر الشاكُّ في هذا ، بينما الإباضي إذا كان متلبِّساً بشيء من هذه النواقص يبتعد عن الصف الأول كله تلقائيا ، لما يرى في نفسه من النقص الذي لا يخوله التطاول على مقام الفضل ، وهذه مِنَّةٌ من الله عليهم ، ولا يفطن لها غيرهم ، بل ترى حتى في غير الصلاة إذا دخل حالق اللحية على أهل الفضل تطامن ونكس رأسه حياءاً. ثالثا: فريضة الولاية والبراءة تُطبِّقُ الإباضية هذه الفريضة ، ولا يوجد هذا مع غيرهم ، فهذا مثلاً صاحب البداية والنهاية ذكر في ترجمة قتيبة بن مسلم أنه زَلَّ زلة كان فيها حتفه ، وفعل فَعلةً رَغِمَ فيها أنفُه ، وخلغ الطاعة فبادرت المَنِيَّةُ إليه ، وفارق الجماعة فمات ميتةً جاهلية ، ثم قال: "لكن سبق له من الأعمال الصالحة ما قد يُكَفِّرُ الله به سيئاته ويضاعف به حسناته ، والله يسامحه ويعفو عنه ويتقبل منه ما كان يكابده من مُناجَزَة الأعداء - رحمه الله". فهذا التخبيط بعينه ، فلعمري ما يُرجَى لمن مات ميتة جاهلية؟ "أَفَنَجْعَلُ المُسْلِمِينَ كَالمُجْرِمِينَ مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ" (سورة القلم 35-36). فانظر وقارن بين هذا وبين ما فعله الإباضية عندما قُتِلَ بنو عم إمامهم الجلندى بن مسعود ، بكى الإمام ، فقال المسلمون: أتبكي رأفة على هؤلاء البغاة إذ هم بنو عمك؟ إعتزل عن المسلمين ؛ فاعتزل ، كل هذا الذنب الذي فعله ، وقد فعل ذلك قبله أبو حُذيفة - رضي الله عنه - لما قُتِل أبوه في بدر ، لكنهم - جزاهم الله خيراً - لم تأخذهم في الله لومة لائم ، وما كانت أعمالهم وأقوالهم إلا ناصعة البياض في كل شيء ، بعيدين عن المُداهنة في الدين ، قوامين بالقسط ولو على أنفسهم والوالدين والأقربين ، مطبقين للكتاب والسنة تطبيقاً لا يمتري فيه اثنان ، يقول الله سبحانه: "وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِنَاتِ" (سورة محمد 19). ويقول تعالى: "مَا كَانَ لَلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى" (سورة التوبة 113) ، وقول النبي - صلى الله عليه وسلم - لابن مسعود: "أيُّ عُرَى الإسلام أوثق؟ قال: الله ورسوله أعلم. قال: "الوَلاية في الله والبغض في الله"، وهذه حقيقة الإيمان عند الإباضية ، فمن لم يَدِن بها فلا دين له ولا وِلاية له ، هذه قضية انفرد به الإباضية دون غيرهم من الفرق الإسلامية فضلاً من الله عليهم ، لم يُساووا بين المؤمن التقي والعاصي الشقي في المعاملة: "إِنَّ الأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ وَإِنَّ الفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ يَصْلَوْنَهَا يَوْمَ الدِّينِ وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَائِبِينَ" (سورة الإنفطار 13-16). فهل المحارب لله تعالى من الأبرار حتى نتولاه أو على الأقل أن ننزله منزلة الطائع ، والله وَلِيُّ الخلق وربهم فرق بينهم ، إن هذا لهو المُصادمة للحق ، وكأن القوم شركاء الله في تصرفاته. رابعا: الوعد والوعيد إن الإباضية اتَّزَنُوا في عقائدهم ولم تستولِ عليهم الأهواء ، ولا الأخبار المجتثة ، فلم يُعِدُّوا للعصاة الجنة لأنها ليست مُلكاً لهم يدخلون فيها من شاؤوا ويُبعِدون من شاؤوا ، بل يَعِدُون بها من وعدهم الله ، ويُبعِدون عنها من أبعدهم الله ، فالله سبحانه بَيَّنَ في وصف الجنة أنها: "أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ" ولم يقل للمسلمين ، فهم متمسكون بهاتين الآيتين لا يعرفون غير طريقها ؛ قوله تعالى: "بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارَ هُمْ فِيْهَا خَالِدُونَ ، وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الجّنَّةِ هُمْ فِيْهَا خَالِدُونَ" (سورة البقرة 81-82). لا يَعْدُل الإباضية عن صريح هذه الآيات إلى نقلٍ آحادي ، الله أعلم بصحته ، يقول: "أعددتُ شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي" فكأنهم يقولون: يا مسلم بعد أن تقول لا إله إلا الله محمد رسول الله لا تبالي بما تفعله من المعاصي فإنك لا بد أن تدخل الجنة ، إما بشفاعة الرسول - صلى الله عليه وسلم - ؛ والله تعالى يقول: "مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلاَ شَفِيْعٍ يُطَاعُ" (سورة غافر 18). وإما أن تدخل الجنة بعدما تُعذَّب قليلاً بقدر عملك ، وقد قال اليهود قبلهم ذلك: "وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّاماً مَعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللهِ عَهْداً فَلَنْ يُخْلِفَ اللهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُوْلُوْنَ عَلَى اللهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ" (سورة البقرة 80) ، وإما أن تدخل تحت المشيئة ؛ فيشاء الله أن يرحمك وإن خالفته وعصيته والله سبحانه شاء - كما أخبرنا - أن يخلده في النار ، فلذلك انهمكت الأمة الإسلامية في المعاصي ولم تبالِ بما يأتي منها ، لأنها لا تحاذِر شيئاً ، فقد وعدهم علماؤُهم أنهم سيدخلون الجنة ، وهذه ثغرة إستغلها أعداء الإسلام فدخلوا على المسلمين منها ، ولو لم يكن علماء المسلمين فتحوا الباب على مصراعيه ، لما استطاع أعداؤُهم أن يلِجوا عليهم ؛ فإنا لله وإنا إليه راجعون ، ويُروَى أن عمر بن الخطاب رضوان الله عليه أرسل جيشاً إلى فارس ، فجاءه المبشر بالفتح فسأل عن المقاومة كم كانت؟ قال: من غُدوةٍ إلى الرَّواح ثم فتح للمسلمين ، فقال عمر: إنا لله وإنا إليه راجعون ، بدلتم بعدي أو بدلتُ بعدكم؟ يقوم الشرك في وجه الإسلام من غُدوةٍ إلى الرَّواح؟ والسيئة في الآية معناها الذنب اليسير كما جاء في لغة العرب ، وأحاطت به كثرت حتى لم يجد مَخْلَصاً منها ، لأنه يُذنِب فلم يتب حتى استولت عليه الذنوب ، ولا دخل للشرك في هذه الآية حتى يقال إنه يعني بالسيئة الشرك. خامسا: تنزيه الله إن الإباضية نَزَّهوا الله سبحانه وتعالى تنزيهاً يليق بجلاله ولم يشبهوه بخلقه تعالى ، ولم يقولوا (بل يردوا مثل هذا القول الذي يصادم النصوص): "إن الله يأتي يوم القيامة إلى أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - فلا يعرفوه؟!! حتى يكشف لهم عن ساقه؟! فيعرفونه بها فيتَّبِعونه!!!! يقولون: إنهم أخذوا ذلك من صحيحي البخاري ومسلم ، يتأولون قول الله تعالى: "يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ" (سورة القلم 42). فلله العجب! أين ذهبت عقولُ هؤلاء الناس؟ وتجنبوا العربية في الساق وأولوه على حسب ما يَهْوَوْن!! فإذا كان لله ساق فأي امتياز له على غيره ، يلزم القائلين بذلك أن يردوا قول الله سبحانه: "لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ" (سورة الشورى 11). فلعمْرُ الحق ، من كانت هذه صفته ، وهو يَبرُز لخلقه كما يبرز ملوك الدنيا ، إذاً سيكون مثله أشياء وأشياء ... سبحان الله والحمد لله على هدايته ، فلله دَرُّ الإباضية كيف وقعوا على الحقيقة ووقفوا على الإستقامة والطريقة ولم يُفَرِّطوا في ذرة من حقوق الله سبحانه الواجبة والمستحيلة. وما توفيقي إلا بالله. . |
من مميزات الإباضية:
إن الإباضية امتازوا عن سائر الفرق الإسلامية بأشياء كثيرة ؛ اتبعوا فيها السنة المطهرة لَمَّا جانَفَها إن الإباضية امتازوا عن سائر الفرق الإسلامية بأشياء كثيرة ؛ اتبعوا فيها السنة المطهرة لَمَّا جانَفَها كثرٌ من الفرق الإسلامية أو زهدوا فيها أو عجِزوا عنها ؛ توفيقاً من الله سبحانه للإباضية وتكريماً لهم ، فمن لم يعرفهم ، أو يعرفهم وينكر عليهم . امتازوا بها ويضعهم بعد ذلك حيث يشاء ، بعدما يكون العلم حجة عليه. أولا الإمامة العظمى: لم يتمسك أحد من الفرق الإسلامية بسنة الخلافة ، كما تمسك بها الإباضية منذ صدور الإسلام ، حيث لم تولد أئمة المذاهب بعد ، وإنما تكونت هذه المذاهب بعدما صار للإباضية دول وسلطة في عمان والمغرب واليمن وحضرموت ، فقد قامت الإمامة في السنة الثامنة والعشرين بعد المائة واستمرت معهم - خصوصاً في عمان - إلى القرن الرابع عشر ، وإن صار أمرها إلى مَدٍّ وجَزْر في كل هذه القرون ، إلا أن علماءهم لم يقر لهم قرار حيث لا يقود الأمة قائد يثقون بعدله ويشترطون عليه أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ، وينفذ أوامر الله سبحانه وتعالى ، لا استثناء لشيء منها ، فكان العالِم الإباضي لا يترك فرصة تمر يمكنه فيها أن يُقَدِّم إماماً يقوم بالعدل في الناس إلا انتهزها ؛ ولو باثنين أو ثلاثة من الرجال ، اللهم إلا أن يتوقع فتنة تضر بالمجتمع فإنه يسكت حتى تأتي فرصة أخرى ، لأن دفع المفسدة عندهم مقدم على جلب المصلحة ، بينما علماء المذاهب الأخرى يقولون: أطع أميرك وإن ضربك وشتمك ونتف لحيتك ، فلا يجوز لك الخروج عليه ، ويتركون الحديث على ظاهره ركوناً إلى الراحة وحباًّ للخمول ، وقد اطلعتُ في التاريخ على أنه مات عالِمٌ من علمائهم الكبار فشيع جنازته من تلاميذه أربعون ألف ، هم كانوا تحت أمره لا يخالفونه في شيء ، وما حدثته نفسه في حياته يوماً أن يغير منكراً على الحاكم الطاغية في زمانه. ولا ينكر تاريخ الإباضية إلا اثنان ؛ إما حاسدٌ وإما جاهل ، والنوع الأول أكثر ، وإن الإباضية متمسكون في أفعالهم هذه بأدلةٍ من الكتاب والسنة لا تخفى على أهل العلم إلا من كان في عينيه غشاء ، يقول الله سبحانه وتعالى: "الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِيْ الأَرْضِ أَقَامُوُا الصَّلاةِ وَآتَوا الزَّكَاةِ وَأَمَرُوا بِالمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ المُنْكَرِ وَللهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ" (سورة الحج 41). ويقول تعالى: "لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ" (سورة البقرة 124). والآيات الدالة على ذلك كثيرةٌ. فإن قال قائلٌ: لا تدل الآيات على نصب الإمام على الرعية ، بل تدل على الوجوب على الإمام إن انتصب أن يقوم بذلك ، قيل له: ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، قاعدة شرعية. فَمَن يُقَوِّمُ الإمام إن لم تُقَوِّمُهُ الرعية؟! بيد أنه من تسلط على الناس بالغلبة لا يسمى إماماً عادلاً ، فهل كانت إمامة أبي بكر وعمر وعثمان وعلي إلا باجتماع واتفاق من الصحابة؟ ولما انتقلت الخلافة إلى مُلْكٍ حيث تولاها معاوية بالغلبة وإيثار أصحابه للدنيا ، وبالإجماع لا يعد معاوية من الخلفاء الراشدين لأي شيء إلا لهذا السبب. والنبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من بات ليلةً وليس عليه إمامٌ إن مات فميتته جاهلية" وقال - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله لا يعاقب الرعية وإن كانت مسيئة إلا إذا كانت الأئمةُ هاديةٌ مهدية وتُعاقَب الرعية وإن كانت هادية مهدية إذا كانت الأئمة ظالمةٌ مسيئة ، وذلك أن حسنات الأئمة تعلوا سيئات الرعية وحسنات الرعية لا تعلوا سيئات الأئمة ، السلطان ظل الله في أرضه ، يأوي إليه كل مظلوم" (المصدر: قاموس الشريعة). والأحاديث في ذلك كثيرة. ولو لم يكن من الأدلة إلا إجماع الصحابة على وجوب نصب الإمام لكفى ، فكيف قاموا - قبل أن يدفن النبي - صلى الله عليه وسلم - بمبايعة أبي بكر إلا لكون الأمر فريضة ، ولِمَ استخلف أبو بكر عمر - رضي الله عنهما - عند موته؟ ولم يترك الأمر للناس؟ ولِمَ جعل عمر الأمر شورى بين ستة من خيار الصحابة ، وأوصى أن تقطع رقابهم إن تجاوزا ثلاثة أيام - بعد موته -؟ إلا لكون الأمر لا يجوز التهاون فيه أو التفريط؟ فمبدأ الإباضية مبدأٌ شرعي فَحْلٌ لا يُخَطُّ لهم غبار في ذلك. ولذلك ترى الكُتَّابَ وأهل السير لا يذكرون عنهم إلا الشيء اليسير ، ويتعقبونه بطعنة من الخلف لأنهم إن ذكروا هذا التاريخ الناصع سيفضحون أنفسهم وسيعترفون بفضل الإباضية وهو في غير صالحهم ؛ فالله حسبهم. ثانيا: الإمامة في الصلاة إن من فضل الله على الإباضية أنهم يعتمدون في صلاتهم على السنة المُطَهَّرَة في كل شيء ، فتراهم لا يُقَدِّمون إلا أفضلهم ، سواءاً كان أقرأهم أو أفقههم ، لما جاء في الحديث ؛ ولا يأخذ قفوة الإمامة إلا من يلي الإمام في الفضل ، فإذا كان مفضولٌ قبض السترة وجاء أفضل منه تأخر المفضول وقَدَّم الفاضلَ من تلقاء نفسه ، لأنهم يعرفون الفضل لأهل الفضل ، لقوله - صلى الله عليه وسلم -: "لِيَليني أُوُلُو النُّهَى والأحلام"، وليكون صالحاً لو استخلفه الإمام ، وترى غير الإباضية في الصلاة لا يعرفون هذا ، فربما أخذ قفوة الإمامة من ظهر عليه مخالفة الشرع ، كأن يكون حالق اللحية أو لابساً لباس الإفرنج أو عهده بالوضوء منذ أمس أو لباسه غير كامل ، أو شيئاً من هذا النوع ، فلنظر الشاكُّ في هذا ، بينما الإباضي إذا كان متلبِّساً بشيء من هذه النواقص يبتعد عن الصف الأول كله تلقائيا ، لما يرى في نفسه من النقص الذي لا يخوله التطاول على مقام الفضل ، وهذه مِنَّةٌ من الله عليهم ، ولا يفطن لها غيرهم ، بل ترى حتى في غير الصلاة إذا دخل حالق اللحية على أهل الفضل تطامن ونكس رأسه حياءاً. ثالثا: فريضة الولاية والبراءة تُطبِّقُ الإباضية هذه الفريضة ، ولا يوجد هذا مع غيرهم ، فهذا مثلاً صاحب البداية والنهاية ذكر في ترجمة قتيبة بن مسلم أنه زَلَّ زلة كان فيها حتفه ، وفعل فَعلةً رَغِمَ فيها أنفُه ، وخلغ الطاعة فبادرت المَنِيَّةُ إليه ، وفارق الجماعة فمات ميتةً جاهلية ، ثم قال: "لكن سبق له من الأعمال الصالحة ما قد يُكَفِّرُ الله به سيئاته ويضاعف به حسناته ، والله يسامحه ويعفو عنه ويتقبل منه ما كان يكابده من مُناجَزَة الأعداء - رحمه الله". فهذا التخبيط بعينه ، فلعمري ما يُرجَى لمن مات ميتة جاهلية؟ "أَفَنَجْعَلُ المُسْلِمِينَ كَالمُجْرِمِينَ مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ" (سورة القلم 35-36). فانظر وقارن بين هذا وبين ما فعله الإباضية عندما قُتِلَ بنو عم إمامهم الجلندى بن مسعود ، بكى الإمام ، فقال المسلمون: أتبكي رأفة على هؤلاء البغاة إذ هم بنو عمك؟ إعتزل عن المسلمين ؛ فاعتزل ، كل هذا الذنب الذي فعله ، وقد فعل ذلك قبله أبو حُذيفة - رضي الله عنه - لما قُتِل أبوه في بدر ، لكنهم - جزاهم الله خيراً - لم تأخذهم في الله لومة لائم ، وما كانت أعمالهم وأقوالهم إلا ناصعة البياض في كل شيء ، بعيدين عن المُداهنة في الدين ، قوامين بالقسط ولو على أنفسهم والوالدين والأقربين ، مطبقين للكتاب والسنة تطبيقاً لا يمتري فيه اثنان ، يقول الله سبحانه: "وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِنَاتِ" (سورة محمد 19). ويقول تعالى: "مَا كَانَ لَلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى" (سورة التوبة 113) ، وقول النبي - صلى الله عليه وسلم - لابن مسعود: "أيُّ عُرَى الإسلام أوثق؟ قال: الله ورسوله أعلم. قال: "الوَلاية في الله والبغض في الله"، وهذه حقيقة الإيمان عند الإباضية ، فمن لم يَدِن بها فلا دين له ولا وِلاية له ، هذه قضية انفرد به الإباضية دون غيرهم من الفرق الإسلامية فضلاً من الله عليهم ، لم يُساووا بين المؤمن التقي والعاصي الشقي في المعاملة: "إِنَّ الأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ وَإِنَّ الفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ يَصْلَوْنَهَا يَوْمَ الدِّينِ وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَائِبِينَ" (سورة الإنفطار 13-16). فهل المحارب لله تعالى من الأبرار حتى نتولاه أو على الأقل أن ننزله منزلة الطائع ، والله وَلِيُّ الخلق وربهم فرق بينهم ، إن هذا لهو المُصادمة للحق ، وكأن القوم شركاء الله في تصرفاته. رابعا: الوعد والوعيد إن الإباضية اتَّزَنُوا في عقائدهم ولم تستولِ عليهم الأهواء ، ولا الأخبار المجتثة ، فلم يُعِدُّوا للعصاة الجنة لأنها ليست مُلكاً لهم يدخلون فيها من شاؤوا ويُبعِدون من شاؤوا ، بل يَعِدُون بها من وعدهم الله ، ويُبعِدون عنها من أبعدهم الله ، فالله سبحانه بَيَّنَ في وصف الجنة أنها: "أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ" ولم يقل للمسلمين ، فهم متمسكون بهاتين الآيتين لا يعرفون غير طريقها ؛ قوله تعالى: "بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارَ هُمْ فِيْهَا خَالِدُونَ ، وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الجّنَّةِ هُمْ فِيْهَا خَالِدُونَ" (سورة البقرة 81-82). لا يَعْدُل الإباضية عن صريح هذه الآيات إلى نقلٍ آحادي ، الله أعلم بصحته ، يقول: "أعددتُ شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي" فكأنهم يقولون: يا مسلم بعد أن تقول لا إله إلا الله محمد رسول الله لا تبالي بما تفعله من المعاصي فإنك لا بد أن تدخل الجنة ، إما بشفاعة الرسول - صلى الله عليه وسلم - ؛ والله تعالى يقول: "مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلاَ شَفِيْعٍ يُطَاعُ" (سورة غافر 18). وإما أن تدخل الجنة بعدما تُعذَّب قليلاً بقدر عملك ، وقد قال اليهود قبلهم ذلك: "وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّاماً مَعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللهِ عَهْداً فَلَنْ يُخْلِفَ اللهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُوْلُوْنَ عَلَى اللهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ" (سورة البقرة 80) ، وإما أن تدخل تحت المشيئة ؛ فيشاء الله أن يرحمك وإن خالفته وعصيته والله سبحانه شاء - كما أخبرنا - أن يخلده في النار ، فلذلك انهمكت الأمة الإسلامية في المعاصي ولم تبالِ بما يأتي منها ، لأنها لا تحاذِر شيئاً ، فقد وعدهم علماؤُهم أنهم سيدخلون الجنة ، وهذه ثغرة إستغلها أعداء الإسلام فدخلوا على المسلمين منها ، ولو لم يكن علماء المسلمين فتحوا الباب على مصراعيه ، لما استطاع أعداؤُهم أن يلِجوا عليهم ؛ فإنا لله وإنا إليه راجعون ، ويُروَى أن عمر بن الخطاب رضوان الله عليه أرسل جيشاً إلى فارس ، فجاءه المبشر بالفتح فسأل عن المقاومة كم كانت؟ قال: من غُدوةٍ إلى الرَّواح ثم فتح للمسلمين ، فقال عمر: إنا لله وإنا إليه راجعون ، بدلتم بعدي أو بدلتُ بعدكم؟ يقوم الشرك في وجه الإسلام من غُدوةٍ إلى الرَّواح؟ والسيئة في الآية معناها الذنب اليسير كما جاء في لغة العرب ، وأحاطت به كثرت حتى لم يجد مَخْلَصاً منها ، لأنه يُذنِب فلم يتب حتى استولت عليه الذنوب ، ولا دخل للشرك في هذه الآية حتى يقال إنه يعني بالسيئة الشرك. خامسا: تنزيه الله إن الإباضية نَزَّهوا الله سبحانه وتعالى تنزيهاً يليق بجلاله ولم يشبهوه بخلقه تعالى ، ولم يقولوا (بل يردوا مثل هذا القول الذي يصادم النصوص): "إن الله يأتي يوم القيامة إلى أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - فلا يعرفوه؟!! حتى يكشف لهم عن ساقه؟! فيعرفونه بها فيتَّبِعونه!!!! يقولون: إنهم أخذوا ذلك من صحيحي البخاري ومسلم ، يتأولون قول الله تعالى: "يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ" (سورة القلم 42). فلله العجب! أين ذهبت عقولُ هؤلاء الناس؟ وتجنبوا العربية في الساق وأولوه على حسب ما يَهْوَوْن!! فإذا كان لله ساق فأي امتياز له على غيره ، يلزم القائلين بذلك أن يردوا قول الله سبحانه: "لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ" (سورة الشورى 11). فلعمْرُ الحق ، من كانت هذه صفته ، وهو يَبرُز لخلقه كما يبرز ملوك الدنيا ، إذاً سيكون مثله أشياء وأشياء ... سبحان الله والحمد لله على هدايته ، فلله دَرُّ الإباضية كيف وقعوا على الحقيقة ووقفوا على الإستقامة والطريقة ولم يُفَرِّطوا في ذرة من حقوق الله سبحانه الواجبة والمستحيلة. وما توفيقي إلا بالله. تم بحمد الله. |
إقتباس:
أخرج الطبراني والبيهقي، عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تفتح أبواب السماء ويستجاب الدعاء في أربعة مواطن: عند التقاء الصفوف في سبيل الله، وعند نزول الغيث، وعند إقامة الصلاة، وعند رؤية الكعبة". وهناك روايات أخرى للحديث .. والله أعلم |
شكرا لليشمك على الاجابه على سؤال النبيين وجزاك الله خيرا
|
احببت ان اكتب هذه المداخله الى الاخ الوافي
حسب معلوماتي ان هنالك انبياء لم يذكروا في القرآن كما قال اهل السنه حيث قال تعالى"منهم من قصصنا عليك ومنهم لم نقصص" اما بالنسبه لذوالقرنين فقد اصبت فاعتقد انه عبد صالح والله اعلم |
آرجوا من المشرف على هذه الصفحة حذف تلك المداخلة التي لا علاقة لها بالموضوع وأقل ما يوصف صاحبها بأنه مريضٌ أدعوا الله له بالشفاء |
المتيم المجهول إجابتك إحدى الإجابات الصحيحة فجزاك الله خيرا وقد ورد عنه صلى الله عليه وسلم ذكر آخر للأوقات الأربعة وهي الراجحة عندي أنها : بين الآذان والإقامة وقت نزول المطر ليلة القدر الثلث الأخير من الليل شكرا لمشاركتك أخي الكريم تحياتي :) |
جوجو أشكر لك ملاحظتك وقد صدقت فيما ذهبت إليه فالقرآن الكريم ذكر لنا ( 25 ) نبيا ورسولا فقط وأما أعدادهم فهم كما تقول أكثر من ذلك جزاك الله خيرا تحياتي :) |
السؤال :
للقرآن الكريم خمسة أسماء غير اسم ( القرآن ) أذكرها ... |
خمسة بس!
السلام عليكم
هناك العديد من الأسماء وإليك قائمة بها .. أورد القرآن الكريم لنفسه بين آياته أسماء بالعشرات هي: الفرقان- الكتاب- النور- التنزيل- الكلام- الحديث- الموعظة- الهادي- الحق- البيان- المنير- الشفاء- العظيم- الكريم- المجيد- العزيز- النعمة- الرحمة- الروح- الحبل- القصص- المهيمن- الحكم- الذّكر- السراج- البشير- النذير- التبيان- العدل- المنادي- الشافي- الذكرى- الحكيم. وقالوا أسماء أخرى للقرآن الكريم منها الميزان وأحسن الحديث والكتاب المتشابه والمثاني وحق اليقين والتذكرة والكتاب الحكيم والقيم وأبلغ الوعّاظ منقول :rolleyes: |
الأخت الفاضلة / اليشمك أشكرك جدا على إجابتك الوافية وأنا على ثقة أن أسماء القرن كثيرة ولكن المشهور منها ( خمسة ) فقط وهي :- (( الكتاب ، النور ، الفرقان ، الهدي ، الروح )) جزاك الله خيرا تحياتي :) |
السؤال :
رتب الغزوات التالية ترتيبا ( تصاعدياً ) واذكر تاريخ وقوع كلٍ منها :- فتح مكة ، تبوك ، بدر ، الخندق ، أحد ، الحديبية |
بسم الله الرحمن الرحيم
غزوة بدر ( 2 هـ ) . غزوة احد ( 3 هـ ) . غزوة الخندق ( 5 هـ ) . غزوة الحديبية ( 6 هـ ) . غزوة فتح مكة ( 8 هـ ). غزوة تبوك ( 9 هـ ) . غير متأكد من الجواب :rolleyes: |
أخي / المتيم المجهول بل الإجابة صائبة جزاك الله خيرا أخي العزيز واسمح لي أن أزيد على ما كتبته تحديدا غزوة بدر في رمضان عام ( 2 هـ ) . غزوة احد في شوال عام ( 3 هـ ) . غزوة الخندق في شوال عام ( 5 هـ ) . غزوة الحديبية في ذي القعدة عام ( 6 هـ ) . غزوة فتح مكة في رمضان عام ( 8 هـ ). غزوة تبوك في رجب عام ( 9 هـ ) . تحياتي :) |
السؤال :
عن أبي هريرة رضى الله عنه قال : ( أوصاني خليلي بثلاثة لا أدعهن حتى أموت ) ما هن ...؟؟؟ |
Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.