أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية

أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com/index.php)
-   الخيمة الإسلامية (http://hewar.khayma.com/forumdisplay.php?f=8)
-   -   حلقات من القصص المؤثره ...... (http://hewar.khayma.com/showthread.php?t=40634)

النسري 17-10-2006 11:56 PM

أخي الفاضل m-mokhtar
جزاك الله تعالى خيراً
وأشكرك على المرور والدعاء

النسري 18-10-2006 01:46 AM

قصتـي مـع رمضـان
 
قصتي مع رمضان



(القصة من فم الراوي)
سأحكي لكم قصتي المحزنة، إنها قصة مأساة، قصة رددها اللسان طويلا وكتبها القلم مرارا، لذالك فأنتم تعرفونها، ولكني انقلبت إلى الوراء لأذكركم بقصتي المؤلمة :

في يوم كنت

غافلا عن كتاب الله، عاصيا لأوامره، كنت ألهو وألعب وأغتر بالحياة الدنيا، كنت أتمشى مع رفقاء السوء معتقدا أنهم يسلونني أو يستمتعون بصحبتي، ولكن لا لقد فات الأوان للندم والإعتذار فقد أفسدوني ليسرقوا مني أغلى ما أملك وهو حلاوة الإيمان،، أفسدوا هيئتي الخارجية والداخلية أيضا، فقد كتبوا في نفسي معتقدات لا أصل لها قالوا أن الصلاة لا تفيد وأنها فقط تأدية حركات ..

قالوا أن الصوم لا معنى له وأنك مخلوق كي تملئ معدتك بالطعام الهني ..

قالوا أن الزكاة ليست فرض .. قالوا وقالوا الكثير............

وعندما كنت أسمع صوت الأذان، يخشع قلبي له ولكن ... ولكن ماذا ؟!؟!! .... لقد كان رفقاء السوء يلاحقوني في كل أقوالي وأفعالي وحتى حركاتي البسيطة، كانوا ينهوني عن كل شيئ يرضي الله، كانوا أصدقاء سيئين ..! ولكني للأسف اعترفت بعد فوات الأوان ..

في يوم كنت أتمشى على رصيف أحد الشوارع وحيدا وكان بجانب هذا الشارع مســـجد ضخم كبير، تلتف حوله عددا كبيرا من السيرات الواقفة، أما أصحابها فقد كانوا يستعدون بلهفة وشوق وسعادة غامرة على وجوههم، يستعدون ويتهيؤون لشئ ما !! ترى ما هو ؟؟ ..... حاولت أن أتذكر ما قاله لنا أستاذ التربية الإسلامية أمس ولكن دون جدوى فقد كنت أتحدث مع زملائي عن موضوع سخيف ..! ليتني انتبهت إلى ماقاله المدرس ..!

سألت أحد المارة : إذا سمحت، كم التاريخ اليوم الهجري ؟

فأجابني مستغربا : تريد التاريخ الهجري فهو

1 / رمضان / 1422

عصف كلام هذا الرجل بقلبي، حين تذكرت أخيرا ما قاله المدرس .... اليوم هو اليوم الأول من شهر رمضان، اليوم تغير كل شئ في نفسي، انقلب كل شئ في قلبي .. وفي هذه الأثناء علا صوت الأذان الذي لم أسمع كلمات جميلة قبل هذا اليوم قط !! ياله من صوت رائع !!!! ...... يا لها من كلمات عذبة !!!! ... وبشعور لا إرادي غيرت طريقي واتجهت إلى هذا المسجد.........

حمدت الله لأنني لم أكن مع هؤلاء الرفاق السيئين .. فتحت باب المسجد وهممت بالدخول،، كان معلق على الباب دعاء دخول المسجد .. دخلت إليه ونسمات عليلة باردة حركت خصلات شعري المنسدلة على جبيني بل إنها حركت قلبي الصغير الذي كان ينتظر هذه التحية القلبية حين دخولي للمسجد.......

توجهت إلى الشيخ المؤذن أو الإمام هناك، كان يستند على كرسيه في أول الصف كان شيخا وقورا، يمسك في يده مسباحة جميلة ويسبح الله ! .....

سلمت عليه ورد علي التحية بأحسن منها .. سألته :

-- ياعم هنا تصلون التراويح ؟ تصلون صلاة الجمعة ؟ تصلون الصلوات الخمس ؟؟؟

-- نعم يا بني ..! ولكن لماذا تسأل ؟؟

-- أنا يا سيدي جئت إلى هنا عندك فقط لأقابلك وأحكي لك قصتي .

-- خيرا إن شاء الله ... !!! قل يا بني .

-- أنا يا عمي شاب عصى الله سنين طويلة، فهل من توبة تكفر عني هذه الآثام العظيمة التي ارتكبتها طيلة عمري،، فقد ضلني أصدقائي الطيبين الذين كنت احسبهم، ولكنهم سيئين، أشرار لقد ضلوني عن الذكر بعد إذ جائني، وكان أولهم الشيطان، كنت أتبعه وينصحني ولكن نصيحة الغير واثق من نفسه .. كان يسهل لي كل الطرق كي أعمل السيئات وأتلذ لذ بها وأعصي الله في كل مرة ..

فأنا الآن عزمت على التوبة والرجوع إلى الخالق الغفور، فهل من مكان إلى جوارك يسع قلبي الصغير بالجلوس فيه ؟؟!

-- بالتأكيد يا عزيزي،،، سمعت قصتك المؤلمة والإقرار على الرجوع والتوبة .. فاذهب فاتوضأ ثم ائتني إلى هنا ..


ففعلت ما أمر به الشيخ الفاضل، ثم توجهت إليه مرة أخرى وتذكرت تلك النسمة الرقيقة التي حركت شعري وقلبي معا وحركت في نفسي الشعور بالندم ..

علمني الشيخ كل شيئ عن الإسلام الصحيح، وتلاوة القرآن، ونصحني بدخول المعاهد الإسلامية في أي مدينة كي أتعلم العلوم الإسلامية وتجويد القرآن وحفظه.....

والتزمت بما أوصاني به الشيخ.. وبدأت في حفظ القرآن،،،،، ومرت سنين طويلة حتى رأيت اسمي منشورا في مجلة مع صورتي .. وقرأت تحتها، فلان بن فلان ... الذي ختم القرآن حفظا وتجويدا حصل على جائزة قدرها (---------) بالإضافة إلى مثوبة من الله ومغفرة منه وجنة عالية...

وأخيرا .......... وبعد أن سمعتم قصتي أحكموا عليها أنتم بأنفسكم ......

وأخيرا وليس آخرا ما عساي أن أقول :: ( الحمد لله الذي هداني لهذا وما كنت لأهتدي لولا أن هداني الله )

rainbow 18-10-2006 03:04 AM

أخى النسرى ...

قصص أكثر من رائعة ..

لا تختلف عن سائر موضوعاتك المميزة داخل هذه الخيمة تحديدا ..

بارك الله فيك ..

النسري 19-10-2006 12:03 AM

إقتباس:

المشاركة الأصلية بواسطة rainbow
أخى النسرى ...

قصص أكثر من رائعة ..

لا تختلف عن سائر موضوعاتك المميزة داخل هذه الخيمة تحديدا ..

بارك الله فيك ..


الفاضل رانبو ....
أشكر لك مرورك العليل وكلماتك الشافية ودعائك الجميل
وجزاك الله تعالى خيراً

النسري 22-10-2006 01:12 AM

قصة حزينة....
 
قصة حزينة....


ملئت نفسى بالكثير من الحزن والالم ..... وبعض التساؤلات هل فعلا هناك حب يسمو الى هذه الدرجة ان ندفع حياتنا ثمنا لاجل فقدان محب او ان يؤثر فقدان هذا الحبيب فينا الى درجة المرض والموت من اجله مع انى غير متاكدة بوجود هكذا حب فى زمننا هذا الا اننى قراته واحسست به مع قصة هذه الفتاة التعيسة الحظ واحببت ان تقرؤا هذه القصة الحقيقة معى ..... يكاد المرض ينهش بجسدي .. يحاول القضاء على بسمتي .. يحاول القضاء على طفولتي ..

لم اكمل عامي العشرين .. إلا وهذا المرض قد افترس جسدي باكلمه .. بدأ الألم بوخزة سريعه بقلبي .. وتوالت الوخزات .. وبدأت نوبات الألم .. تألمت بصمت .. لم يشعر أحد بمرضي الخطير .. كنتُ اصبر على المرض .. اخفيه عن اعينهم .. لا اريد ان يصيبهم الحزن .. مرت ليالي وانا ابكي واتأوه بصمت .. ومع مرور الايام .. بدأتُ أشعر بأن المرض قد بدأ ينتقل من قلبي لبقية اعضاء جسدي النحيل .. إلى أن وصل لاخمص قدميّ .. بدأت الهالات السوداء تتمركز تحت عينايّ البريئتان .. بدأت الشحوب تغزو محيايّ الطفوليّ .. كنتُ متردده للذهاب للطبيب .. ولكني وصلتُ لحاله .. لا استطيع فيها تحمل الالم ذهبت وكنتُ متوقعه ما سأسمعه ... اجريتُ الفحوصات المتعبه والممله تقدم اليّ الطبيب والارتباك واضحٌ على محياه .. سألني كم عمركِ يا صغيرتي اجبته .. سأكمل عامي العشرين بعد خمسة اشهر فطأطأ رأسه وسكت لبرهة .. ألن أكمل عامي العشرين يا دكتور الاعمار بيد الله ولكن أشعر بأني لن أكمله .. فالمرض قد سيطر على جسدي .. صغيرتي .. منذ متى وتعرفين عن معاناتك ومرضك منذ سنه ..... "عندما افترقت عنه" من يعلم من اهلك لا احد .. سوى دفاتري وكتبي .. فقـــــــــــــط ......... نعم .. لم اخبر اجدا .. حتى لا يعيشوا بحزن ابدي فأنا أعلم .. أن والدتي .. ستحزن كثيرا لفراقي .. فأنا ابنتها الوحيده .. ولطالما حلمت ان تراني بفستاني الابيض .. وتحمل اطفالي على كتفها . . وينادوننها جدتي ولكن هيهات .. فأنا أشعر .. بألمي .. فلم يبقى الا القليل .. ولكني ما زلت اقبلها صباحا .. بوجه مشرق .. واقرصها .. واداعبها .. لانني لا اريد ان اشعرها باي تغيير .. حاولت ان اخبر اخي .. ولكني وجدته مشغولا بتجهيزاته لزفافه .. يأتي ليلا لغرفتي منهك .. يجلس بجانبي على السرير .. يخبرني عن حبه الكبير لزوجة المستقبل .. يخبرني ماذا اشترى لها من هدايا .. وعن مفاجأته لها برحله لمدة شهر لاستراليا .. يخبرني عن شوقه لهذا اليوم الذي لم يبقى عليه الا خمسة اشهر ... فكيف اخبره بمرضي .. وهو بغاية السعاده اتود مني ان اقتل فرحته اما والدي .. فانأ ظللت طوال عمري خجوله منه رغم انني دائما اختلس النظرات اليه فانأ احبه كثيرا .. واراه قدوتي كنتُ احلم بفتى احلام يشبه والدي .. هل علمت الان يا دكتور لماذا لم اخبرهم حتى لا يعيشوا الحزن فلو اخبرتهم .. لما جهز اخي لزفافه ولما رأيتُ السعاده تشع من عينا والدتي ووالدي رغم مرور 30 عاما على زفافهم الا ان الحب ما زال يحيط بينهما دكتور .. ها أنت الوحيد الذي يعلم بمرضي بعد الله لذا سأترك معك هذا الصندوق ... به وصيه صغيره .. اتمنى ان تسلمها لوالدتي يوم وفاتي صغيرتي .. ماهذا الكلام .. فالله قادر على كل شيء اطمأن ايماني بالله كبير .. ولولا هذا الايمان .. لما استطعت ان اصبر هكذا على المرض ولكن .. العمر ينتهي واود ان اكتب كلمات لوالدتي تقراها بعد وفاتي هل تعدني بذلك حسنا .. اعطني الصندوق ولا تنسي اخذ الادويه .. متى امرّ عليك .. تعالي بعد اسبوعين .. وان شعرتِ بتعب فاتصلي بي فورا حسنا .. الى اللقاء .. شكرا لك يا دكتور .. ذهبت لمنزلي .. انفردتُ في غرفتي اخذت ادويتي .. قرأتُ آيات من القرآن .. واستلقيت على السرير لآخذ قسطا من الراحه .. ومرت الساعات .. تلو الساعات .. وكانت اخر اللحظات .. وفُتحت الوصيه .. وقرأها الدكتور .. قراها والكل بكى معه .. قرأ كلمات تلك الطفله الشابه .. كتبتها بخط جميل .. كتبت .. لوالدتها .. احبكِ .. والدتي .. كنتِ صديقتي .. اختي .. والدتي .. اعذريني لان مرضي كان السر الوحيد بيننا .. ولكن لم اقوى ان اخبركِ اني مصابه بالسرطان .. لم اقوى ان تسهري معي وتري نوبات ألمي .. لم اقوى ان اقتل الابتسامه من على محياك الجميل والدتي .. اتعلمين كنتُ احسدك على امر ما .. سأخبرك اياه الان حسدتك مرارا على عشق والدي لكِ .. فلم ارى بحياتي قصة حب تضاهي حبكما .. وكنت احلم بشاب يأخذني بين ذراعيه .. ويحيطني بالحب ل30 عام مثلكما ولكن شاء الله ان لا اكمل عامي العشرين .. والدتي .. لا تبكي على وفاتي .. اخي الحبيب .. كم احببتك .. واحببت مغامراتنا معا .. وكم كنتُ سعيده عندما اكون معك وصديقاتي يطلن النظر اليك معجبات بك .. .. لا اريدك ان تؤجل زواجك .. ولكن لي طلب بسيط .. ان رزقك الله بطفله .. فاطلق عليها اسمي .. شوق .. والدي .. فخري وعزتي .. فرحي وسروري .. لو تعلم مقدار احترامي لك .. مقدار الحب الكبير الذي يكنه قلب لك .. والدي انت مثال الاب الرائع .. لن اوصيك على والدتي .. لانني اعلم ما بينكما من حب صادق.. دكتوري .. اشكرك من اعماق قلبي .. لكتمانك سر شـــوق .. لا تنسوني من الدعاء .. .. وقضى السرطان .. علىجسدي ..

" شــــــــــــــــــــــــــــــــــوق ..................... رحمك الله شوق ................... "

النسري 09-11-2006 02:49 AM

مدمـن فـي الحـج
 
مدمـن فـي الحـج



يجلس وحيدا ... يمشي وحيدا ... ينام وحيداً

دمعة تترقرق في عينيه، يكفكفها بين حين وآخر

تابعته بنظري، تساءلت : هل هو فعلاً وحيد ؟

راقبته وهو يتنقل بين المشاعر، ليس له أم يرعاها ولا زوجة يهتم بشأنها

تيقنت من وحدته

مضى اليوم الأول من أيام التشريق

تخلى عن وحدته قليلاً

شارك الحجيج مجالس الذكر، والذكريات

وفي لحظة صفاء، أنفردت به جانباً

نظرت إليه نظرة تجاوزت حدود المكان والزمان

بادلني النظرة، أرخى برأسه إلى الأرض

تبدو لغزاً محيراً بالنسبة لي

نظر إليّ وقال : ولماذا ؟

شاب مثلك، لاتبدو عليه ملامح الاستقامة، يحج وحده، لا يرافقه أبٌ ولا أم

ولست حديث عهدٍ بزواج فتأتي بزوجتك، ولا رفقاء لك

قال: وربما قلت في نفسك، ومظاهر الانحراف تبدو عليك

لم استطع أن أخفي مشاعري عليه وهو يقول هذه الكلمات التي كتمتها منذ لحظات

أسمع قصتي، وستعرف سر اللغز

أنصت له وقد زادني هدوئه شوقاً للسماع

نشأت في أسرة متوسطة الحال، أبي رجلٌ صالح، وأمي أيضاً، كبرت وكبرت آمالهما في أن أصبح طبيباً أو مهندساً أو طياراً، ولكنني جلبت لهما الأحزان، بعد أن تعرفت على رفقاء سوء، قادوني للسهر واللهو والعبث

ثم قادوني للتدخين، و طبعاً دخلت معهم عالم المخدرات

كان الأمر سراً، ولكن مدمن المخدرات لا يحتفظ بسره، كل شيء يفضحه

ضعف البدن، الهم والغم، الغضب السريع، النوم الكثير، كثرة الخروج والسهر، كل شيء، يفضح سره ..

نصائح وتوجيهات أبي ضاعت بين طيش الشباب وعناد المراهق، وسكرة الشهوة والمخدرات ..

هربت من البيت، نصائح أبي، ترهقني، تجعلني أغضب

أحب أبي لا أريد أن أواجهه، أمسيت لا أعود إلا مع طلوع الفجر .

قد يكون نائم، أو يتظاهر بالنوم، لم أكن أحاول أن أعرف ماذا يحدث

المهم أن أتسلل إلى سريري لكي أنام ..

إلى أن جاءت تلك الليلة

عدت إلى البيت, فتحت الباب، تسللت كعادتي، خطوت نحو الغرفة

شعرت بحاجة إلى الماء، توجهت نحو المطبخ، تسلل إلى سمعي صوت

تتبعته بهدوء، ظهر لي ضوء خافت، سرت نحوه، وهناك على الباب

وقفت أنظر ماذا يحدث، كدت أن أسقط على الأرض

رعشة سرت في جسدي، أصابتني قشعريرة، شعرت بهزةٍ زلزلت كياني

إنه صوت أبي يدعو لي في ظلام الليل

إنه أبي يبكي وينتحب

إنه أبي الذي ما رأيته يبكي في يوم من الأيام، يبكي وأنا السبب

أسرعت نحو غرفتي، وأخذت أبكي، أنا يا أبي أنا من أجرى دمعك

أنا من أبكى قلبك، أنا دمعتك وكنت تأمل أن أكون بسمتك

أنا بكاؤك وكنت تأمل أن أكون سعادتك، أنا حزنك وشقاءك

أنا بؤسك وعناءك، أنا يا أبي، يا رب، أرحمني يا رب

شقاء حياتي وجلبت لمن أحبوني الشقاء

لم يشعر أبي بما حدث

وفي اليوم الثاني كتبت اسمي في حملة الحج

ولهذا تجدني وحيداً دمعة أبي أحرقتني، أحرقتني، أحرقتني

وجئت إلى هذه المشاعر لتطفئ نار المخدرات التي كادت أن تحرق أبي قبل أن تحرقني، ثم أنخرط في البكاء

لم أتمكن من منع دموعي التي أبت إلا أن تشاركه البكاء

اللهم ثبته، اللهم ثبته، اللهم أقر عينه برضا والديه عليه

النسري 09-11-2006 04:26 AM

نصف ساعة في قبـر....فمـاذا رأى؟




بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين

اخوتي في الله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اليكم هذه القصة العجيبة المبكية الموقظة من الغفلة ..

هل زرتم القبور يوما؟؟ إذاً اقرأوا


رجــل يحكـــي قصتــه فيقــول ..... نصف ساعه تحت الأرض أكيد مجنون .. ‏أو انه لديه مصيبة .. ‏والحق أن لدي مصيبة أي شخص كان قد رأني متسلقا صور المقبره في هذه الساعة من الليل كان ليقول هذا الكلام * * * ‏كانت البدايه عندما قرأت عن سفيان الثوري رحمه الله انه كان لديه قبرا في منزله يرقد فيه وإذا ما رقد فيه نادى .. ( ‏رب ارجعون رب ارجعون ) .. ‏ثم يقوم منتفضا ويقول ها أنت قد رجعت فماذا أنت فاعل .. حدث أن فاتتني صلاة الفجر وهي صلاة لو دأب عليها المسلم لأحس بضيقة شديده عندما تفوته طوال اليوم ..

‏ثم تكرر معي نفس الأمر في اليوم الثاني ..

‏فقلت لابد وفي الأمر شئ ..

‏ثم تكررت للمرة الثالثه على التوالي ...

‏هنا كان لابد من الوقوف مع النفس وقفة حازمة لتأديبها حتى لاتركن لمثل هذه الأمور فتروح بي إلى النار قررت ان ادخل القبر حتى أؤدبها ... ‏

ولابد أن ترتدع وأن تعلم أن هذا هو منزلها ومسكنها إلى ما يشاء الله ...

‏وكل يوم اقول لنفسي دع هذا الأمر غدا .. ‏وجلست اسول في هذا الأمر حتى فاتتني صلاة الفجر مرة أخرى .. ‏حينها قلت كفى ... ‏وأقسمت أن يكون الأمر هذه الليلة ذهبت بعد منتصف الليل .. ‏حتى لا يراني أحد وتفكرت .. ‏هل أدخل من الباب ؟ .. ‏حينها سأوقض حارس المقبره ... ‏أو لعله غير موجود ... ‏أم أتسور السور .. ‏إن اوقضته لعله يقول لي تعال في الغد .. ‏او حتى يمنعني وحينها يضيع قسمي .. ‏فقررت أن اتسور السور .. ‏ورفعت ثوبي وتلثمت بواسطة الشماغ واستعنت بالله وصعدت برغم أنني دخلت هذه المقبرة كثيرا كمشيع ... ‏إلا أنني أحسست أنني أراها لأول مرة .. ‏ورغم أنها كانت ليلة مقمرة .. ‏إلا أنني أكاد أقسم أنني ما رأيت أشد منها سوادا ... ‏تلك الليلة ... ‏كانت ظلمة حالكة ... ‏سكون رهيب .. ‏هذا هو صمت القبور بحق تأملتها كثيرا من أعلى السور .. ‏واستنشقت هوائها.. ‏نعم إنها رائحة القبور .. ‏أميزها عن الف رائحه ..‏رائحة الحنوط .. ‏رائحة بها طعم الموت ‏الصافي .. ‏وجلست اتفكر للحظات مرت كالسنين .. ‏إيه أيتها القبور .. ‏ما أشد صمتك .. ‏وما أشد ما تخفيه .. ‏ضحك ونعيم .. ‏وصراخ وعذاب اليم .. ‏ماذا سيقول لي اهلك لو حدثتهم .. ‏لعلهم سيقولون قولة الحبيب صلى الله عليه وسلم ( ‏الصلاة وما ملكت أيمانكم ) ‏قررت أن أهبط حتى لا يراني أحد في هذه الحاله .. ‏فلو رآني أحد فإما سيقول أنني مجنون وإما أن يقول لديه مصيبه .. ‏وأي مصيبة بعد ضياع صلاة الفجر عدة مرات .. ‏وهبطت داخل المقبره .. ‏وأحسست حينها برجفة في القلب .. ‏والتصقت بالجدار ولا أدري لكي أحتمي من ماذا ؟ .. ‏عللت ذلك لنفسي بأنه خشية من المرور فوق القبور وانتهاكها ... ‏نعم أنا لست جبانا ... ‏أم لعلي شعرت بالخوف حقا!!! ‏نظرت إلى الناحية الشرقية والتي بها القبور المفتوحه والتي تنتظر ساكنيها .. ‏إنها أشد بقع المقبرة سوادا وكأنها تناديني .. ‏مشتاقة إلي ... ‏وجلست أمشي محاذرا بين القبور .. ‏وكلما تجاوزت قبرا تساءلت .. ‏أشقي أم سعيد ؟ .. ‏شقي بسبب ماذا .. ‏أضيّع الصلاة . .. ‏أم كان من اهل الغناء والطرب .. ‏أم كان من أهل الزنى .. ‏لعل من تجاوزت قبره الآن كان يظن أنه أشد أهل الأرض .. ‏وأن شبابه لن يفنى .. ‏وأنه لن يموت كمن مات قبله ...‏أم أنه قال ما زال في العمر بقية ... ‏سبحان من قهر الخلق بالموت أبصرت الممر ... ‏حتى إذا وصلت اليه ووضعت قدمي عليه اسرعت نبضات قلبي فالقبور يميني ويساري .. ‏وأنا ارفع نظري إلى الناحية الشرقية .. ‏ثم بدأت أولى خطواتي .. ‏بدت وكأنها دهر .. ‏اين سرعة قدمي .. ‏ما أثقلهما الآن .. ‏تمنيت ان تطول المسافة ولا تنتهي ابدا .. ‏لأنني أعلم ما ينتظرني هناك .. ‏اعلم ... ‏فقد رأيته كثيرا .. ‏ولكن هذه المرة مختلفة تماما أفكار عجيبة .. ‏بل أكاد اسمع همهمة خلف أذني .. ‏نعم ... ‏اسمع همهمة جلية ... ‏وكأن شخصا يتنفس خلف أذني .. ‏خفت أن أنظر خلفي .. ‏خفت أن أرى أشخاصا يلوحون إلي من بعيد .. ‏خيالات سوداء تعجب من القادم في هذا الوقت ... ‏بالتأكيد أنها وسوسة من الشيطان ولا يهمني شئ طالما أنني قد صليت العشاء في جماعه فلا يهمني أخيرا أبصرت القبور المفتوحة .. ‏اكاد اقسم للمرة الثانية أنني ما رأيت اشد منها سوادا .. ‏كيف أتتني الجرأة حتى اصل بخطواتي إلى هنا ؟.. ‏بل كيف سأنزل في هذا القبر ؟.. ‏وأي شئ ينتظرني في الأسفل .. ‏فكرت بالإكتفاء بالوقوف .. ‏و أن اصوم ثلاثة ايام .. ‏ولكن لا .. ‏لن اصل الى هنا ثم اقف .. ‏يجب ان اكمل .. ‏ولكن لن أنزل إليه مباشرة ... ‏بل سأجلس خارجه قليلا حتى تأنس نفسي ما أشد ظلمته .. ‏وما أشد ضيقه .. ‏كيف لهذه الحفرة الصغيرة أن تكون حفرة من حفر النار أو روضة من رياض الجنة .. ‏سبحان الله .. ‏يبدوا ‏أن الجو قد ازداد برودة .. ‏أم هي قشعريرة في جسدي من هذا المنظر.. ‏هل هذا صوت الريح .. ‏ليس ريحا .. ‏لا أرى ذرة غبار في الهواء !!! ...‏هل هي وسوسة أخرى ؟؟؟ استعذت بالله من الشيطان الرجيم .. ‏ثم انزلت الشماغ ووضعته على الأرض ثم جلست وقد ضممت ركبتي امام صدري اتأمل هذا المشهد العجيب إنه المكان الذي لا مفر منه ابدا .. ‏سبحان الله .. ‏نسعى لكي نحصل على كل شئ . ‏وهذه هي النهاية .. ‏لاشئ كم تنازعنا في الدنيا .. ‏اغتبنا .. ‏تركنا الصلاة .. ‏آثرنا الغناء على القرآن .. ‏والكارثة اننا نعلم أن هذا مصيرنا .. ‏وقد حذرنا الله ورغم ذلك نتجاهل .. ‏ثم أشحت وجهي ناحية القبور وناديتهم بصوت خافت... ‏وكأني خفت أن يرد علي أحدهم يا أهل القبور .. ‏مالكم .. ‏أين أصواتكم .. ‏أين أبناؤكم عنكم اليوم .. ‏أين أموالكم .. ‏أين وأين .. ‏كيف هو الحساب .. ‏اخبروني عن ضمة القبر .. ‏أتكسر الأضلاع ..‏أخبروني عن منكر و نكير .. ‏أخبروني عن حالكم مع الدود .. ‏سبحان الله .. ‏نستاء إذا قدم لنا أهلنا طعام بارد او لا يوافق شهيتنا .. ‏واليوم نحن الطعام لابد من النزول إلى القبر قمت وتوكلت على الله ونزلت برجلي اليمين وافترشت شماغي ووضعت رأسي .. ‏وأنا أفكر .. ‏ماذا لو انهال علي التراب فجأة ... ‏ماذا لو ضم القبر علي مرة واحده ... ‏ثم نمت على ظهري واغلقت عيني حتى تهدأ ضربات قلبي ... ‏حتى تخف هذه الرجفة التي في الجسد ... ‏ما أشده من موقف وأنا حي .. ‏فكيف سيكون عند الموت ؟ فكرت أن أنظر إلى اللحد .. ‏هو بجانبي ... ‏والله لا أعلم شيئا أشد منه ظلمه .. ‏وياللعجب .. ‏رغم أنه مسدود من الداخل إلا أنني أشعر بتيار من الهواء البارد يأتي منه .. ‏فهل هو هواء بارد أم هي برودة الخوف خفت أن انظر اليه فأرى عينان تلمعان في الظلام وتنظران الى بقسوة .. ‏أو أن أرى وجها شاحبا لرجل تكسوه علامات الموت ناظرا إلى الأعلى متجاهلني تماما .. ‏او كما سمعت من شيخ دفن العديد من الموتى أنه رأى رجلا جحظت عيناه بين يديه إلى الخارج وسال الدم من أنفه .. ‏وكأنه ضرب بمطرقة من حديد لو نزلت على جبل لدكته لتركه الصلاة ... ‏ومازال يحلم بهذا المنظر كل يوم .. ‏حينها قررت أن لا أنظر إلى اللحد .. ‏ليس بي من الشجاعه أن أخاطر وأرى أيا من هذه المناظر .. ‏رغم علمي أن اللحد خاليا .. ‏ولكن تكفي هذه الأفكار حتى أمتنع تماما وإن كنت جلست انظر إليه من طرف خفي كل لحظة ثم تذكرت قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لا إله إلا الله إن للموت سكرات تخيلت جسدي يرتجف بقوه وانا ارفع يدي محاولا ارجاع روحي وصراخ أهلي من حولي عاليا أين الطبيب أين الطبيب ( ‏فلولا إن كنتم غير مدينين ترجعونها إن كنتم صادقين ) ‏تخيلت الأصحاب يحملونني ويقولون لا إله إلا الله ... ‏تخيلتهم يمشون بي سريعا إلى القبر وتخيلت صديقا ... ‏اعلم انه يحب أن يكون أول من ينزل إلى القبر .. ‏تخيلته يحمل رأسي ويطالبهم بالرفق حتى لا أقع ويصرخ فيهم .. ‏جهزوا الطوب ... ‏تخيلت احمد .... ‏كعادته يجري ممسكا إبريقا من الماء يناولهم إياه بعدما حثوا علي التراب .. ‏تخيلت الكل يرش الماء على قبري .. ‏تخيلت شيخنا يصيح فيهم ادعوا لأخيكم فإنه الآن يسأل .. ‏أدعوا لأخيكم فإنه الآن يسأل ثم رحلوا وتركوني وكأن ملائكة العذاب حين رأوا النعش قادما قد ظهروا بأصوات مفزعة .. ‏وأشكال مخيفة .. ‏لا مفر منهم ينادون بعضهم البعض.. ‏أهو العبد العاصي ؟... ‏فيقول الآخر نعم ..‏فيقول .. ‏أمشيع متروك ... ‏أم محمول ليس له مفر ؟ ... ‏فيقول الآخر بل محمول إلينا .. ‏فيقول هلموا إليه حتى يعلم إن الله عزيز ذو انتقام . . ‏رأيتهم يمسكون بكتفي ويهزونني بعنف قائلين ... ‏ما غرك بربك الكريم حتى تنام عن الفريضة .. ‏أ**** مثلك يعصى الجبار والرعد يسبح بحمده والملائكة من خيفته .. ‏لا نجاة لك منا اليوم ... ‏أصرخ ليس لصراخك مجيب فجلست اصرخ رب ارجعون ... ‏رب ارجعون ... ‏وكأني بصوت يهز القبر والسماوات يملأني يئسا يقول ( ‏كلاّ إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون ) ‏حتى بكيت ماشاء الله ان ابكي .. ‏وقلت الحمدلله رب العالمين .. ‏مازال هناك وقت للتوبة استغفر الله العظيم وأتوب إليه ثم قمت مكسورا ... ‏وقد عرفت قدري وبان لي ضعفي وأخذت شماغي وأزلت عنه ما بقى من تراب القبر وعدت وأنا أقول سبحان من قهر الخلق بالموت خاتمة من ظن أن هذه الآية لهوا وعبثا فليترك صلاته وليفعل ما يشاء (أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون) ‏وليلهو وليسوف في توبته فيوما قريبا سيقتص الحق لنفسه وويل لمن كان خصمه القهار ولم يبالي بتحذيره ... ‏ولم يبالي بعقوبته ... ‏ولم يبالي بتخويفه أسألكم بالله أي شجاعة فيكم حتى لا تخيفكم هذه الآية [60من سورة الإسراء ] قال تعالى((وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلاَّ فِتْنَةً لِّلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي القُرْآنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلاَّ طُغْيَاناً كَبِيراً ))اللهم بلغت اللهم فاشهد

منقول للفائدة ليعلم القارئ انها تذكرة فليغتنم الفرصة لاعلان التوبة والاقلاع عن المعاصي اسال الله التوفيق للجميع لتوبة صادقة نصوح

النسري 13-11-2006 12:38 AM

فتاة تختار درجتها من الجنـة
 
فتاة تختار درجتها من الجنـة


قالت والدمع في عينيها، وغصة في حلقها تدفعها حيناً وتغلبها أحياناً أخرى

لقد سكن حبها في قلبي منذ أن رأيتها ..

ابتسامتها العذبة ..

كلماتها الرقيقة .. نور الإيمان الذي يشع من وجهها .. صفاؤها .. نقاؤها ..

كل شيء فيها جعلني اتخذها الصديقة والحبيبة ..

إليها أبث أحزاني فتعزيني ..

أشكو ضعف إيماني فتعظني وتذكرني ..

اتأملها تردد آيات القرآن الكريم الذي تحفظه، فأشعر بنقصي وضعفي ..

الكل يستمع إليها، والكل يحبها ..

لقد كانت مشعل هداية للجميع .. أعرضت عن الدنيا ..

لم تشغلها فتن هذا الزمان .. الموضات .. الصرخات .. الموديلات الحديثة ..

لا تعنيها شيء .. بسيطة في ملبسها .. في مأكلها ..

حديثها ذكر وقراءة قرآن .. أمر بالمعروف .. نهي عن المنكر ..

تأنس بحديثها النفوس ..

هجم المرض عليها .. تمكن من جسدها .. أنتشر في خلاياها ..

صارحها الجميع .. إنه السرطان .. لم يصل إلى قلبها .. لم يحطمه ..

ظل قوياً بالإيمان .. صابراً محتسباً .. راضياً بقضاء الله وقدره ..

لم يتوقف لسانها عن الذكر .. ترد آيات القرآن الكريم فتجد سلواها وعزائها فيه ..

ظلت صابرة محتسبة..مؤمنة بربها راضية بقضائه وقدره..

وحانت اللحظة الحاسمة ..

وجاءت سكرة الموت .. غصصه .. آلامه ..

فجأة .... صارت تردد ..

لا.. أريد درجة أعلى ..

لا.. أريد درجة أعلى .. تعجب أهلها ..

قالوا: إنها الحمى .. لابد أنها تهذي ..

ظلت تردد .. لا.. أريد درجة أعلى ..

وأخيراً ابتسمت ابتسامة عريضة ..

سكن بعدها كل شيء في جسدها .. قد صعدت الروح إلى خالقها ..

لقد ماتت بعد أن أختارت درجتها في الجنة ..

اسأل الله أن يجعلها من أصحاب الفردوس الأعلى ..

ماتت حافظة للقرآن .. داعية إلى الإيمان .. حريصة على الصلاة ..

مواظبة على الطاعات .. لم تغرها الدنيا بشهواته وملذاتها ..

حفظها الله بحفظها القرآن الكريم ..

النسري 13-11-2006 11:22 PM

غسلوني و كفنوني و لازلت حية
 
غسلوني و كفنوني و لازلت حية



أحسست بتعب وببعض الألم...اتجهتُ إلى أمي اشتكي إليها كعادتي...

تحسست جبهتي براحتها النقية..ثم ناولتني مخفضا للحرارة

وقالت لي:حرارتك مرتفعه قليلا..

اذهبي وارتاحي وبإذن الله ستكونين بخير...

نفذت ما قالته والدتي...واستلقيتٌ على سريري...

شعرتُ بالنعااااااااااس............

وحينها....أحسست ببرودة شديدة في أطرافي....

حاولتُ تحريك أصابع قدمي فلم استطع!!!!

شعرتُ بشيء يسري في أوصالي!!

أيقنتُ وقتها انه الموت لا محالة!!!!

مرّت سنوات عمري كلها أمام عيني في لحظات...

كم أذنبت؟!! وكم أسرفت؟!! وكم قسوت؟!! وكم؟؟ ...وكم؟؟ ....وكم؟؟

كيف سألاقي ربي وهذه افعالي!!!

لم أعد اشعر بشيء****سوى بتسارع أنفاسي..

ضيقا شديدا في
صدري...

لســــــــــــــــــاني!! مالذي جرى له هو الآخر؟؟؟

لا استطيع الكلام ..حاولتُ أن انطق بالشهادتين...

ولم استطع حتى ان اراجع اقوالي!!

لـ ـــحــ ــظـــ ــــ ـــات............وسكن كل شيء...

ولم يعد في هذا الجسد روح...

فقد فاضت لخالقها...........

دخلت أختي الغرفة...نادتني.....ونادتني فلم اجبها......ظنّت بأنني نائمة..

اقتربت مني وحركتني فلم اجبها أيضا...

أسرعت إلى أمي الحبيبة....جاءت أمي وحملتني في حضنها...نادتني وحركتني بقوة..

وهي تناديني...وما من مجيب لها!!!

ليتني استطيع أن أرد عليكِ يا أمّـــــــــاه..كم تجاهلت نداءك حين كنت استطيع الاجابه..

...دوت صرخة من أمي ملأت المكان..استيقظ أبي من قيلولته...

جاء يركض فزعا...سمع صراخ أمي وبكاء إخوتي...الذين تجمهروا حولي!!!

حملني...واسندني...وكذلك ناداني...ولم يجد مني
جواب.......!!!

ردد...لاحول ولا قوة إلا بالله...إنا لله وإنا إليه راجعون..

أغمض عيناي وأغلق فمي............وغطـــــــــاني...!!

لازالوا يبكون ...وضعوني ليلتها في غرفة باردة...باردة جدا....

هذا صوت عمتي....وتلك الأخرى جدتي...كلهم هـــنا يبكون فقدي...

تلك تقول..كانت رحمة الله عليها......وكانت....والأخرى تقول كانت.....وكانت......

أتُراهم يذكرونني بالخير!!!!!!!

أم يغتابونني كما كنت افعل بالناس...!!

وفي اليوم التالي..

جاؤوا إلي وحملوني...ووضعوني على تلك الخشبة....

التي طالما خفت منها...وكنت ابغضها....

والآن

وضعوني عليها عنوة...دون أن يأخذوا برأيي....!!

بدأوا بقص ملابسي...ونزعها..لم استطع منعهم!!

فقد أصبحت جمـــــــــــــادا!!

غســـــلوني.....وطهروني....وبذلك البياض لفّوني وكفنوني!!!!

وهنا جاء دور الأحباب والأصحاب....ليودعونني الوداع الأخير!!

انهالوا
عليّ بقبلاتهم...ودموعهم قد ملأت عيونهم....

وبعدها.....حملوني على الاكتـــــــــــــــــــاف!!

((وحدّووووه ........لا الـــــــــــــــه إلا الله))

قالوها بعد أن حملوني...تلك الكلمات التي كنت أخاف سماعها...

واهربُ حتى لا أرى منظر الجنازة.....

ولكن الآن لا مفر لي فقد أصبحت....جنــــــــــــازة.....

وضعوني بالسيارة..حيث سيأخذونني إلى مسكني الجديد..

الدنيا لم تعد كما كانت...أراها بااااااااهته...لاشيء يوحي بالجمال فيها...!!

وصلنا إلى ذلك المسجد ..الذي أحببته مُذ كنت طفله..

أذكر أنني كنت أتمنى أن أصلي في قسم الرجال...

لكن أبي كان ينهرني ويقول:اذهبي مع أمك فأنت امرأة!!

لكنني الآن سأدخل قسم الرجال..ولكن ليس على قدميّ..

بل.........محمولة على الاكتــــــــاف!!

وضعوني وبدأوا بالصلاة...

وبعد أن انتهوا...عادوا وحملوني من جديد..

ليذهبوا إلى تلك المقبرة!!.....كم هو اسمها جااااف!!

تلك الحفرة التي
هناك...هي بيتي الجديد!!

التراب مبللا...يبدو أن مطرا أصاب هذه المقبرة...

كم كنت اعشق اللعب بالتراب...والعبث بالطين مع الصغار...

ولكني اليوم سأسكن هنا...وكل ما حولي تراب!!!!!!!!

وضعوني وبداوا بوضع التراب فوقي..

ما هذه الظلمـــة الحااااالكة!!!

لقد دفنـــــــــــــــــــــــــوني!!!

ودفنوا معي كل ذكرياتي...فقد تناثر مابقي مني مع ذرات التراب..

رحلتُ عن هذه الدنيا رحيلا بلا عودة..

أحسستُ ببرودة على جبيني...فتحتُ عيني !!

فإذا بها أمي الغالية...وضعت كفها على جبيني لتطمئن عليّ...

قمتُ فزعه..أتصبب عرقا..فما شاهدته ليس بهيّن!!!!!

رأيتُ تلك الورقة على حافة سريري..

وقد كتبت بها قبل فترة..

((كوني متفائلة فالحياة بين يديكِ))

مزّقتها.....وعلى شفتيّ ابتسامة
باااااااهتة....

يخالطها...

خوف من الموت...

ورغبة في الجنة...

ورجاء في عفو الخالق

النسري 14-11-2006 02:46 AM

مَـنْ يسكـن قلبـي
 
مَـنْ يسكـن قلبـي




انسل من بين زملائه، توجه نحو السطح لعله يعود، هذا ما كنت أظنه سيحدث

تنقلت بين الطلاب، ضحكاتهم، تعليقاتهم الساخرة، حركتهم في أنحاء السفينة

وهم يتابعون الأسماك من وراء النوافذ الزجاجية

ينطلقون ورائها من مكان لآخر، كانت لحظات من السعادة

وتجربة جديدة لم يعيشوها من قبل

توجهت نحو الباب المؤدي إلى السطح، ثم تجولت ببصري بين الطلاب ابحث عنه

لم يعد ؟

ماذا حدث له ؟

أسرعت نحو السطح، بحثت عنه

وهناك .. في مؤخرة السفينة، جلس متكئاً واضعاً يده على خده، ينظر إلى البحر وأمواجه، ويرنو ببصره إلى السماء بين الحين والآخر

قد استغرق في تفكير عميق

اقتربت منه، لم يشعر بي

هتفت به

ما أسعدها من فتاة تلك التي ملكت قلبك

انتبه من غفلته، التفت نحوي

أعدت العبارة

ما أسعدها من فتاة تلك التي ملكت قلبك

أرخى رأسه

وضعت يدي على كتفه

هل تحبها؟

لم تنطق شفتاه، تحدثت عيناه، بدا عليه الحياء والحرج

لم يستطع أن يضع عينه في عيني

همست له : هل تستحق هذا الحب؟

أطلقها زفرة من صدره

لا .. لا تستحق هذا الحب يا أستاذ

لماذا لا تمنح الحب لمن يستحقه ؟

من هو ؟

إنه الله، الذي خلقك، خلق هذا البحر، وهذه السماء

هذا القلب الذي ينبض بين جنبيك

هذه العيون التي تبصر بها هذا الجمال

التفت إلي وقد عاد إليه هدوئه واتزانه

إنني أحب الله

صورتها في جهاز هاتفك، أليس كذلك ؟

هز رأسه موافقاً

تذكرها في كل لحظة، حين تنام، وحين تستيقظ

بل هي في حياتك كما قال الشاعر:

خيالك في عيني وذكرك في فمي ومثواك في قلبي فأين تغيب

هذا حالك معها، أنا متأكد من ذلك

سأترك لك هذا السؤال، لأعود إلى زملائك أسفل السفينة، وأنا على يقين أنك ستصل للإجابة، وحينها أنا على استعداد أن اسمعك

كن صادقا هل تحب الله ؟

هل منحت قلبك لمن يستحق ؟

نزلت إلى أسفل، و أخذت أرمقه وهو لا يشعر

عاد يحلق من جديد، يقلب بصره بين السماء والأرض

عدت إلى الطلاب، لازالوا يستمتعون بمطاردة الأسماك

شاركتهم فرحتهم، تنقلت بينهم، شعرت بالسعادة وأنا معهم

أبصرته يخطو نحوي، ابتعدت عن الطلاب

وقف بين يدي، يحمل هاتفه النقال

تفضل يا أستاذ

قم بحذف جميع الصور الخاصة بــ وسكت عند هذه الكلمة

ولم يكمل, أعرضت عنه

قُم أنت بالحذف، أنت صاحب القرار

بدأ يحذف الصور واحدة بعد أخرى حتى انتهى

استاذ.. التفت إليه

ترقرقت الدمعة في عينيه، سقطت أحدها على خده

ساعدني يا أستاذ: أريد أن أمنح قلبي لمن يستحق

أريد أن يسكن قلبي حب الله

وضعت يدي على كتفه، دعوت له من قلبي

اللهم تقبل توبته، اللهم حبب إليه الإيمان وزينه في قلبه

النسري 14-11-2006 11:44 PM

حنيـن لسيـد العالميـن
 
حنيـن لسيـد العالميـن




الكل ينتظر، الكل يترقب، إنها أول جمعة بل أول خطبة سيخطبها النبي صلى الله عليه وسلم على منبره الجديد، والذي صنعه له الأنصار بعد أن كان يستند إلى جذع نخلة أثناء خطبته ...

ها هو ذا المنبر يقف شامخاً في واجهة المسجد بدرجاته الثلاث

الجميع سيرى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقف خطيباً يعلم ويوجه الصحابة، ينذرهم النار يبشرهم بجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين ...

اللحظات تمضي في مسجد رسول الله، أشعة الشمس تتسلل من خلال السقف المصنوع من جريد النخل، ظلال الأشياء توحي باقتراب وقت الزوال واقتراب حضور النبي صلى الله عليه وسلم ...

بلال مؤذن الرسول صلى الله عليه وسلم يتحفز ينتظر الإمام ...

دوي الصحابة بالقرآن يبعث في النفوس السكينة والطمأنينة ...

منظر رائع، الأجساد متقاربة، والقلوب متحابة، اجتمعت قلوبهم على محبة الله ورسوله، فرحل الحقد والحسد والضغينة من قلوبهم، وسكن الحب العظيم لكل شيء يقربهم من حب الله ورسوله ...

خرج النبي صلى الله عليه وسلم، توجهت الأبصار نحوه تراقبه تكاد قلوبهم تطير شوقاً إليه

ودوا لو أنهم يقومون فيقبلونه ويقفون بين يديه، لكنهم لن يفعلوا فهو لا يحب ذلك منهم، بل لقد نهاهم عن القيام له، وطاعته لديهم مقدمة على ما تهوى أنفسهم ...

تعلقت أبصارهم به ترقبه يسير في تواضع وخشية نحو المنبر

تجاوز الجذع الذي كان يستند إليه قبل اليوم، صعد الدرجة الأولى والثانية والثالثة

ارتفع عالياً، راح يتطلع إلى أصحابة، سكن كل شيء، أنصتت الجوارح

خشعت الأبصار

إلا صوتاً واحداً انطلق ليعلن نوبة بكاء، ارتج لها المسجد

بحث الجميع عن ثكلى تحن لفقد الزوج أو الولد، أو صبي يئن شوقاً إلى أمه أو أبيه أو ثور جاء يشكو ظلماً فهو يخور خواراً حتى يسمعه رسول الله صلى الله عليه وسلم فينقذه من ظلمٍ حل به، أو ناقة جاءت تصيح لمّا علمت من رحمة محمد صلى الله عليه وسلم بالحيوانات ...

لم يعثروا على شيءٍ من ذلك، وعادوا ليبحثوا عن مصدر الصوت من جديد ...

اتفقت الأبصار والأسماع على أن مصدر الصوت هو جذع النخلة الذي كان قبل اليوم منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ...

تنقلت أبصارهم بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين الجذع ...

رق النبي صلى الله عليه وسلم للصوت فنزل من على منبره ومشى نحو الجذع أحتضنه بين يديه حتى سكن بكاؤه، وهدأ خواره ثم عاد إلى منبره، وقال : لو لم احتضنه لحنّ إلى يوم القيامة كانت تبكي على ما كانت تسمع من الذكر عندها ...

كان الحسن إذا حدث بهذا الحديث بكى ثم قال :

يا عباد الله الخشبة تحن إلى رسول الله شوقاً إليه لمكانه من الله فأنتم أحق أن تشتاقوا إلى لقائه ...


انظر أصل القصة في البداية والنهاية لابن كثير المجلد السادس

*** إخواني في الله حتى نكون من اتباع المصطفى صلوات الله وسلامه عليه لابد ان نتعلم مقتضيات شهادة ان محمدا رسول الله ثم نعمل بها وهي: (( تصديقه فيما اخبر، وطاعته فيما امر، واجتناب ما نهى عنه وزجر، وان لا يعبد الله الا بما شرع ))
.

النسري 15-11-2006 11:33 PM

قطـرة مـاء توقـظ الايمـان
 
قطـرة مـاء توقـظ الايمـان



أظلمت الدنيا في عينيه .... فلم يعد يرى شيئأً ....

يمم وجهه تلقاء المنزل ....

هو لا يتذكر كيف سار ؟ ولا كيف وصل ؟

أغلق الباب خلفه .... وانطلق نحو غرفته ....

أطفأ الأنوار .... أغلق كل شيء يصدر صوتاً ....

قضى على كل شيء ينبض بالحياة ....

شدة الحر لم تجبره على فتح جهاز التكييف ....

ألقى بنفسه على سريره وألقى بوسادته على وجهه ....

أغمض عينيه فانطلقت الدموع تجري على خديه ....

كظم نشيجه وأنينه ....

وفي هدأة السكون .... ومن بين الظلام الذي تسربل به ....

تسلل صوتٌ ضعيف إلى سمعه .... تك ؛ تك ؛ تك ....

أطبق بالوسادة على أذنيه .... لكن الصوت زلزل كيانه ....

انتفض من فراشه صوب نظره نحو الحائط فلم يرَ شيئاً ....

ظن الصوت من الساعة، قذف بإحدى الآلات القريبة منه نحوها ....

صوت الانكسار ومن بعده الارتطام، هزت جوانحه ....

لكنه تحمل فالصوت حتماً سينقطع ....

عاد الهدوء إليه، وعاد هو ليستلقي على سريره ....

ولكن الصوت عاد تك ؛ تك ؛ تك ؛ مرةً أخرى إليه ....

انتفض من فراشه .... أضاء الأنوار .... وراح يتتبع مصدر الصوت ....

بحث في كل مكان فلم يعثر عليه ....

عاد إلى غرفته، حاول أن يتناسى الصوت ....

وضع وسادة أكبر من الأولى ....لكن الصوت لازال يقض مضجعه ....

خرج مرة أخرى، شدة الغضب، جعلته أكثر تركيزاً ....

توجه نحو المطبخ .... زفر زفرة شديدة ....

أعلن فيها الانتصار .... وجدته صرخ بها في غضب ....

توجه نحو محبس الماء والذي كان تتساقط منه قطرات ماء على بعض الأواني النحاسية ....

أمسك به حاول إغلاقه، لكن محاولته باءت بالفشل ....

أطبق عليه بيديه وبكل ما أوتي من قوة، فانكسر المحبس وانطلق الماء كالشلال ....

حاول إيقافه فتبلل وجه وجسده ....

أسرع نحو المحبس الرئيسي ليغلقه ....

توقف الماء .... فانطلقت منه ضحكة شعر معها بأن الحياة بدأت تدب في جسده ....

أطبق على تلك الضحكة بشفتيه ....

لكن مشاعر السعادة بدأت تتسلل إلى قلبه كما تسلل ذلك الصوت قبل لحظات ....

بدأ يفكر في سر الماء وسر الحياة ....

تذكر قول الله عز وجل :{ وجعلنا من الماء كل شيءٍ حي ...} الآية.

سبحان الله انطلقت من شفتيه، أعلن بها الانتصار على النفس ....

توجه نحو الغرفة أضاء الأنوار، غير ملابسه ....

توضأ شعر وهو يتوضأ أن الهم والحزن يتناثر مع ماء الوضوء ....

نظر في المرآة إلى وجهه تغير كل شيء، ذهب العبوس والبؤس ....

تردد بين جنبيه : أرحنا بها يا بلال، أرحنا بها يا بلال ....

صلى لله ركعتين، ما أجملهما، شعر وكأنه لأول مرة يصلي ....

شعر بحاجته للنوم، وضع رأسه وهو يردد: اعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، آمنت بالله، آمنت بالله ....

أغمض عينيه وقد ذاق حلاوة الإيمان ....

رضيت بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمدٍ صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً....


*** سبحان مسبب الأسباب سبحان الله له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن اللهم اهدنا صراطك المستقيم

النسري 19-11-2006 12:57 AM

توبـة داعيـة غـزة
 
توبـة داعيـة غـزة



أشرقت الشمس على بلدتي ...
غردت العصافير على ما تبقى فيها من شجر ...
تسللت أشعة الشمس الدافئة من خلال النافذة لتعانق صفحة خدي ...
فزعت ، نظرت إلى ساعتي، لم يبق سوى دقائق معدودة على الموعد ...
نفضت الغطاء وأسرعت أغسل وجهي وألبس ثيابي ...
ألقيت بنظرة من خلال النافذة، كان منظر التلاميذ وهم يحملون حقائبهم المدرسية على ظهورهم جميلاً ، وأجمل من ذلك براءة الأطفال التي تنبعث من أعينهم، رغم مظاهر الدمار التي أحاطت بهم، وملامح البؤس والفقر والحرمان الذي جلبه لهم الاحتلال الصهيوني ...
خرجت من غرفتي، أمي وأبي قد جلسا يتناولان الافطار، ألقيت عليهما نظرة خاطفة، ارتد بصري بسرعة، لم استطع أن أملي عيني منهما ، شعرت بأن نظراتهما الحزينة كلمات لاذعة تعاتبني وتوبخني، وأحياناً تتوسل إليّ : لماذا لا تصلي ياولدي ؟...
وقفت لحظة تمنيت لو أنني أعود طفلاً صغيراً تمطره أمه بالقبلات، أما أبوه فيربت على شعره وهو يردد : لا تفسدي الولد نريده مجاهداً يطرد اليهود من أرضنا ...
أسرعت بالخروج هروباً من تأنيب الضمير الذي حاصرني في تلك اللحظة ...
خرجت من البيت ومع أول خطوة أخطوها تبخرت لحظة الألم التي شعرت بها قبل ثواني معدودة ...
0-0-0-0-0-0-0
ضاقت الطرقات بالناس، اختلطت الأصوات، إنه يوم جديد يحمل الكثير من الأماني والأحلام ...
حركة الناس طبيعية، السيارات، المحلات، المصانع، المتاجر والأسواق، كل شيء في بلدي طبيعي ...
وفجأة ...
اهتزت الأرض تحت أقدامنا ...
اضطرب الناس، عم الذعر والخوف في كل مكان ...
طائرات إف 15 الأمريكية تحلق في السماء تطلق صواريخها على بلدتي، وتنشق الأرض عن مدرعات ومصفحات يقودها أحفاد القردة والخنازير ...
اشتعلت النيران، أرتفعت الصرخات، أصوات الانفجارات تنبعث من جهات شتى ...
لم أعد أسمع سوى ضجيج القصف والتدمير والطائرات المحلقة وهي ترسل النار لتحرق الأرض وتدمر المنازل ...
تقدم أبطال الحجارة شباباً وأطفالاً يحملون حجارتهم ، يقذفون بها الأعداء ، بصدورهم العارية وقفوا أمام الدبابات، كان منظراً رهيباً، انطلقت رصاصات الغدر والمكر لتحصد أرواح الشباب والأطفال، وتنفس عن الحقد والغل اليهودي ...
انطلقت الرصاصات لتغتال سبعة عشر شاباً وعشرات من الجرحى بل الموتى ولكن بقلوب تنبض ...
القنابل السامة والمسيلة للدموع أحالت النهار إلى ليل، تلتفت يمينا وشمالاً فلا ترى إلا سيارات الاسعاف تسعف جريحاً، أو تنقل شهيداً ....
لا ترى إلا الدموع ولا تسمع إلا البكاء ...
انطلقت أجري وأجري، أبحث عن مكان أختبئ فيه ...
تركت عملي، هربت من البيت فالجنود الصهاينة يداهمون المنازل بحثاً عن الشباب ...
وهناك في المخبأ الآمن ...
تذكرت طفولتي وأحلامي أن أقتل اليهود ...
تردد في سمعي كلمات كنت أشدو بها عندما كنت صغيراً : خيبر خيبر يا يهود جيش محمد سوف يعود ...
عادت أماني من جديد كطيف يمر بذاكرتي ...
أمي .. أتمنى أن أجاهد في سبيل الله ...
أتمنى أن أقتل اليهود وأطردهم من بلدي ...
جرت دمعة على خدي حينما شعرت وكأن أمي تربت بيدها على شعري ، وهي تقول : غداً تكبر ياولدي وتحقق حلمك، قول : إن شاء الله، وهنا عدت إلى الواقع وصرخت : إن شاء الله، إن شاء الله ...
وقفت، هممت أن أركض، أن أعود إلى بلدتي ...
أن أحمل حجراً، أن أقتل يهودياً أو أُقتل ...
تقدمت خطوات ألقيت نظرة على بلدتي، وقفت ولم استطع مواصلة الركض، سيطر الخوف على قلبي، جلست وضعت رأسي بين يديّ، بكيت بكاءً صامتاً، لم تجري له دموعي، اضطرب له صدري ...
أنت جبان .. همست بها لنفسي، نعم أنت جبان بل أنت كاذب ...
صرخت ... لا أريد أن أموت ...
كيف ألقى ربي؟ كيف ألقى ربي ؟...
تذكرت حينها غفلتي وذنوبي، تذكرت الصلاة التي تركتها منذ زمن بعيد، تذكرت أبي وأمي، تذكرت إخوتي وأقاربي، والناصحون في بلدتي، كيف ألقى ربي؟ وأنا تارك للصلاة بالكلية، نعم تارك للصلاة بالكلية ...
هل تدري ماذا تعني هذه الكلمات ؟ ...
العهد الدي ببننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر ...
نعم ..نعم لا أريد أن أموت ... يجب أن أصلح مابيني وبين ربي ...
يارب ... أتوب إليك واستغفرك ...
مضى ذلك اليوم، لكن الغارة لا تزال مستمرة، مداهمة المنازل توقفت، عدت مع من عاد نواسي الجرحى ونشيع القتلى، إنهم الأبطال الذين دافعوا عن أرضنا، بكيت كثيراً، وبكيت أكثر كلما تذكرت أن ضعفي وخوري جعلني أهرب من مواجهة العدو، لم استطع أن أنام، قمت أصلي وأصلي، عاهدت ربي على المحافظة على الصلاة ...
لقد أفقت من غفلتي، فالحمد لك ياربي أن حفظتني وأمهلتني لأعود إليك، سأعود داعية إلى الله، داعية إلى قتل اليهود وطردهم من بلدي، وليعلم أحفاد القردة والخنازير أن القتل والتعذيب أن الهدم والتدمير لن يزيد أمتنا إلا قوة وعودة، وكما عدت أنا عاد الكثير ...
هذه قصة شاب فلسطيني كتبتها بقلمي بعد أن أرسلها لنا أختمها بكلماته إذ يقول: والحمدلله من ذلك اليوم وأنا ملتزم بالصلاة والحمدلله وأتمنى من الله أن يرزقني حور طين وعين في أقرب وقت .. يارب العالمين وبارك الله فيكم ...



طريق التوبة( قصة من الواقع)


النسري 19-11-2006 11:50 PM

أستـاذ ينقـذ طالبـه
 
أستـاذ ينقـذ طالبـه

أستاذي العزيز .... شكراً


في تلك الأرض البعيدة حيث الطبيعة الساحرة والجمال الأخاذ ...

حيث الجبال تقف شامخة وهي تبتسم فقد كساها اللون الأخضر بهجةً وأنساً ....

جبال لكنها تختلف عن جبالنا العابسة والتي كساها اللون الرمادي ثوب الحزن ....

هناك أطلقتها زفرة شعرت بحرارتها تعانق صفحات خدي وأنا أتأمل في وجوه غريبة لا تعرفني ولا أعرفها....

حينها شعرت بالحرية والانطلاق فلا قيود تكبلني ولا عيون تراقبني ....

افعل ما شئت وتمتع كما تشاء فأنت غريب وهم غرباء .....

شعرت في تلك اللحظة أن الحياء الذي يمنعني كلما هممت

بالمعاصي قد تركته في بلدي ....

شعرت أن الخوف الذي يحول بيني وبين الشهوات قد تلاشى ....

هناك قررت أن أعقد صداقة حميمة مع إبليس ....

خلعت ملابسي وتخلصت من كل شيء يذكرني بالماضي وخرجت في الطرقات ....

تجولت بعيني في الرائح والغادي ....

بقايا من الحياء تعاودني كلما وقعت عيني على امرأة ...

اعلنت الحرب على الإرهاب الذي يعاودني بين لحظة وأخرى ...

استعنت فيها بخبرات الرفقاء ....

توالت النصائح من كل حدب وصوب ...

هيا .. اعتمد على نفسك، ممّ تخاف ؟...

مضى الوقت سريعاً شعرت بعدها بالفشل ....

وقفت حيران لا أدري ماذا أفعل ؟

اقترب مني رجل ومعه فتاتان ....

صوبت نظري إليهما ثم أرخيت رأسي ....

قلت في نفسي :ألا تستح ألا ترى الرجل الذي معهما ؟ ربما يكون مسكين ‍....

سألني : هل أنت زائر ؟

قلت له : نعم ...

سكت لحظة وتقدمت الفتاتان نحوي بعد أن أشار لهما ....

شعرت بالحرج والخوف ....

هل ترغب في اصطحاب أحدهما ؟ قالها بلهجة ركيكة لكنها انطلقت كالسهم

أصابتني الدهشة وانعقد لساني وتصبب العرق مني...

لحظة من الصمت، جعلت الرجل يتقدم نحوي ويمسك بيدي هيا اختر ولن نختلف ...

تأملت الفتاتين ... اخترت أحدهما ؟

سرت معها في طرقات المدينة وعند أحد المطاعم توقفت ....

دخلنا المطعم وفي أول طاولة جلسنا ....

عندها ودعت الحياء الوداع الأخير، أما الخوف قد أدرجته في أكفانه ...

جلست وعيناي لا تتجاوز حدود الفتاة ....

وهناك في طاولة بعيدة جلس رجل يرمقني بنظرات لم أتنبه له في أول الأمر....

تلك النظرات أثارت اهتمام الفتاة معي ....

التفت نحو الرجل فقد شعرت بالغضب يتسلل إليّ ...

همهمت : حتى هنا ؟؟!

صوبت نظري نحوه ...

عندها انعقد لساني، وبدت الدهشة على وجهي

شعرت وكأن صفعة قوية نزلت على رأسي...

دارت بي الأرض من هول المفاجأة ....

لقد كان الرجل أستاذي في الجامعة ....

كان يصوب نظره بقوة نحوي ...

أغمضت عيني، تحولت بنظري إلى مكان آخر ....

رعشة سرت في جسدي ...

الخوف والحياء عادا يدبان من جديد ...

لم أعد أرى شيئاً، ولم أعد أسمع شيئاً ...

أما الفتاة فظلت ساكنة تراقب ما يحدث ....

التفت بهدوء نحو أستاذي ثم أرخيت رأسي ...

لا زال ينظر نحوي ....

أغمضت عيني ، وبدأت الهواجس والأفكار تتزاحم في رأسي ...

وما شأنه بي ؟....لماذ ينظر إلي بهذه الطريقة ؟

اذهب إليه وأسمعه كلاماً يكف عنك ؟

هل أنت خائف منه ؟ ولماذا أخاف ؟

سوف يفضحني في الجامعة ....

اعوذ بالله من الشيطان الرجيم انطلقت عفوية من لساني ....

اتبعتها بضحكة لم تتجاوز حدود صدري ...

تستعيذ من الشيطان وهو بجانبك ....

بل أنت ماجئت إلى هنا إلا لتكون رفيقاً للشيطان

قمت من مكاني ، توجهت نحو المغسلة ....

سألت نفسي : أتستحين من الناس ولا تستحين من الله ؟....

تخافين من بشر ولا تخافين من خالق البشر ؟

أنا شاب ولا زلت صغيراً ومثلي كثير .....

صراع رهيب ، دوامة الأفكار تبعدني وتقربني ....

أخذت كمية من الماء نضحتها على وجهي ، أغمضت عيني ...

وقبل أن أفتح عيني شعرت بيد تهز كتفي ....

التفت وإذا بأستاذي يقف أمامي ...

بعزته وذلي ، بقوته وضعفي ، بهيبته وانكساري ....

صرخ بي فانطلقت كلماته صادقة تخترق جسدي تخاطب قلبي ....

أما تتقي الله تقطع هذه المسافات الشاسعة لتعصي الله ؟....

أما تخشى الموت أن يبغتك وأنت مع هذه الفاجرة ؟...

أنت ... أنت تفعل جريمة الزنا ....

يا أسفا عليك ... كيف أطعت الشيطان وخسرت دينك ؟....

أما تخشى من الإيدز والهربس والسيلان أن ينتقل إليك ويذيقك الآلام بسبب لذة وقتية؟....

كيف تقابل ربك وأنت على هذه الحالة ؟....

أما تستحي ممن خلقك ؟....

سيل الكلمات لا يتوقف كأنها أمواج بحر هادرة حطمت كل الصخور الجاثمة على صدري ...

جرت الدموع على خدي ، لم أنطق بكلمة ....

سكت لحظة لما رأى دموعي ثم قال :

الآن تخرج من هذا المكان وتتخلص من هذه الفتاة ، وأنا أوعدك بأن لا أفضحك ؟.....

خرج من المغسلة وتركني مع نفسي لحظات .....

مسحت دموعي وأنا أسألها : لمن هذه الدموع ؟

لم أملك الإجابة .....

شعرت بأنني أختنق ، شعرت بالضيق ركضت نحو الشارع

توجهت بنظري إلى السماء ...

يارب ... يارب ... لك الحمد فقد أرسلت لي من ينقذني

من أوحال المعصية ومستنقع الرذيلة ....

لك الحمد أرسلت لي من لا أراه في مدينتي الصغيرة ليراني في هذه البلاد الكبيرة ....

شعرت بأن دموعي تحولت إلى قوة هائلة تحطم القيود والأغلال الجاثمة على صدري ، وأن أنفاسي تعود إلي مرة أخرى ....

سكنت نفسي واطمأن فؤادي وأنا أضع قدمي في ساحة المطار مفارقاً تلك البلاد التي تدعوك إلى الفاحشة ....

مستقبلاً وطني ، مشتاقأً لرؤية أستاذي ....

شكراً أستاذي فقد انتشلتني من مستنقع الرذيلة ووحل الفاحشة ....

النسري 21-11-2006 03:08 AM

إجابـة رائعـة قادتنـي للتوبـة
 
إجابـة رائعـة قادتنـي للتوبـة


قصة من الواقع


أشعث أغبر في زي رياضي، قد أنهكني التعب، وأرهقني الركض في أرجاء الملعب ....

أسير في الطرقات أتجه نحو منزلي ...

استأنس بلحظات الصراع بين النهار المودع والليل الذي أعلن الانتصار ....

وصلت إلى المنزل تخلصت من آلامي وآهاتي، ألقيت بالزي الرياضي، وتحت الماء تخلصت من أوساخي وأدراني، توضأت لكي أصلي صلاة المغرب الذي ذهب وقته، لكن لا بأس فأنا أحسن من كثير من الشباب الذين لا يصلون ....

ارتديت البنطال والقميص، وركعت ثلاث ركعات لم أشعر ماذا قلت فيها، لكنني أتذكر مقطع لأغنية داعب فؤادي وأنا ساجد ...

خرجت من المنزل، توجهت نحو محل الخياط فهو المكان الذي أجتمع فيه مع الجيران والأصدقاء، قضيت وقتاً ممتعاً معهم تبادلنا فيها الضحكات والطرائف، فقد كنت محبوباً ودوداً مع الجميع ....

هممت بالخروج ولكنّ قدمين غليظتين، ويداً أمسكت بي بقوة حالت بيني وبين الخروج، التفت لصاحبها وكان رجلاً ذا لحية كثة يدعى محمد عبدالرحمن، وقلت له: اتركني أذهب فأنا مشغول، نظر إليّ وقال: لن أدعك تذهب حتى تجيب على سؤالي ....

توقعت السؤال أن يكون دينياً، فشعرت بالغرور يتسلل إلى نفسي، وقلت بصوت الواثق: سل وسوف أجيب، فقال: لماذا خلقت يا عبدالله ؟ .....

شعرت بالانتصار، سوف أجيبه إجابة تلجمه وتخرسه، حتى لا يعود إلى سؤالي مرة أخرى....

وقلت بصوت متقعر متفيقه، يقول الله عز وجل:{ وماخلقت الجن والأنس إلا ليعبدون } ونظرت إليه بسخرية، أنتظر الثناء والمدح ....

وفي لحظة الانتصار، أنزل قدميه، وبحركة غريبة ترك يدي، وقال بسخرية واضحة: اذهب....

وقفت في مكاني لحظة فقد فاجأني موقفه، ولكنه كرر الكلمة: اذهب ....

خرجت من المحل والغضب والدهشة قد تمكنا مني، تساؤلات كثيرة بدأت تطاردني ....

لماذ عاملني بهذه الطريقة ؟ لقد كانت إجابتي رائعة ...

لماذا يسخر مني ؟ وماذا فعلت حتى يسخر مني ؟ لماذا لم يثني عليّ كعادته ؟

لقد تغير اليوم، ومع طول الطريق نسيت ما حدث وسرت في الطريق أقطعه بالشعر والغناء، وقلت لنفسي : لا عليك فأنت على خير عظيم، أما هو فمعقد وليس في مستواك العلمي...

وفي طريق العودة تسلل ما حدث من محمد إلى عقلي والذي بدأ يفكر بعمق فيما حدث ....

قلت لنفسي : السؤال كان سهلاً جداً، فلماذا سألني ؟ ...

الإجابة كانت متوقعة وليست دليلاً على ذكائي ....

توقفت عند كلمة ذكائي، وقلت : هل أنت ذكي ؟ هكذا قالوا عني ….

لكنني عدت إلى الآية، وما خلقت تفيد النفي، إلا ليعبدون تفيد الإثبات، والنفي والإثبات يفيدان الحصر، وهذا يعني أنني ما خلقت للعب واللّهو والعبث، بل خلقت لعبادة الله وحده، وتذكرت قول الله عز وجل :{ قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين، وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين} ….

عدت لنفسي ذكرتها بماضيها، ساءلتها … حاورتها …. أنت قد أجبت على محمد، والآن أجيبي على نفسك، هل حققت العبودية لله ؟ هل أنت تحبين الله عز وجل ؟

هل … هل …. أسئلة كثيرة حاصرتني ؟ ….

الغناء قد ملأ قلبك، في سهوك ويقظتك، في حزنك وفرحك، سهر بالليل على البرامج الإذاعية، شعر غزلي، وأغاني ماجنة، صرفت همك في تنسيق الكلمات وكتابتها، ثم إرسالها إلى الصحف، لعب الكرة وتفريط في الصلوات ثم جلسات وسهرات لا يذكر فيها اسم الله بل سخرية واستهزاء، غيبة ونميمة، ومشاهدة وسماع لما حرم الله من المسلسلات والأفلام والأغاني التي تذهب بالرجولة ….

وكانت الإجابة : لا … لا لم تحققي العبودية بل كنت تسعين إلى الشهرة والمجد …

كيف يا نفس تدّعين الفهم والعلم وتنطقين به، وأنت لا تعملين بما تعلمين، كم كنت غافلاً وجاهلاً مغرورا ….

اقتربت من المنزل واقتربت من الهداية والتوبة، وقبل أن أصل كنت قد وصلت إلى القرار، لا للرجوع للأيام الماضية، وداعاً للغناء، للشعر التافه، والكتابة بلا هدف، وداعاً للسهر على ما حرم الله ….

سوف أبدأ من جديد، سوف انتقي من الماضي أجمله، شكراً محمد قد وصلت الآن …

صليت العشاء وبعد ساعات من زيادة الإيمان، تسلل الشيطان والهوى إلى نفسي، لا زلت شاباً وقد بدأت الثمرة، فالصحف تنشر لك، وكلماتك سوف تغنى عما قليل، بل هي عنوان الشريط القادم إلى الساحة، لا تتعجل بالقرار ….

وبدأ الصراع في داخلي يتفاعل، صراع رهيب بين شهوات وملذات، وحقيقة كانت غائبة ثم ظهرت لي جلية، أنا الذي أجبت وأنا الذي أدنت نفسي ….

وأنا في حيرتي ودهشتي، رأيت صديقاً قديماً لعبنا سوياً الكرة، وغاب فترة ثم عاد …

اندهشت عندما رأيته، ثوب قصير ولحية قد زينت وجهه، فرحت برؤيته دعاني لمرافقته، ركبت معه السيارة وذهبنا لأحد التسجيلات الإسلامية …

انشرح صدري وشعرت أن الله أرسله لي ليثبتني على ما عزمت فعله، منحني بعض الأشرطة الإسلامية وقد كان يمنحني الأشرطة الغنائية فيما مضى ….

شعرت بالسعادة التي فقدتها زمناً طويلاً وقررت أن أسير في طريق التائبين ……

النسري 21-11-2006 11:39 PM

إنـه يطاردنـي
 
إنـه يطاردنـي




وقفت على الباب تنتظر .. يدٌ على الجرس والأخرى على مقبض الباب

تضربه حيناً وحيناً تلصق أذنها بالباب تنتظر أن تسمع صوتاً قادماً يفرج عنها لحظات الخوف والترقب ..

تصبب عرقها .. تصاعدت أنفاسها

تسارعت نبضات قلبها.. نظرت إلى السماء

أغمضت عينيها فأشعة الشمس الحارقة كادت أن تذهب بنورهما ..

عادت إلى الجرس .. يدها الممسكة بمقبض الباب تكاد تخلعه ..

تصرخ بصوتٍ مخنوق لا يتجاوز أذنيها ..

افتحوا الباب أرجوكم .. افتحوا الباب أرجوكم ..

نظرت إلى الساعة .. الوقت يمضي ببطءٍ شديد .. إنها الثانية عشرة ظهراً

الجميع عاد من زيارات العيد وألقى بجسده على السرير ..

لن يسمعكِ أحد

هكذا قالت لنفسها وهي تتأمل الشارع الساكن ..

جرت الدموع على خديها .. تمنت لو أنها رفضت النزول من سيارة زوجها حين أمرها

همست :

ليتني لم أنزل .. ليته يعود .. لن أغضبه ..

لكنها عادت تقول :

لا .. إنه قاس وظالم .. لن أغفر له ما صنعه بي اليوم ..

اجتمع الحزن والخوف عليها .. لم تعد تبصر شيئاً ..

عادت تنظر إلى الباب .. وتراقب الطريق لعل أحداً يأتي ليفتح لها الباب ..

أبصرت رجلاً قادماً من بعيد .. لم يتبين لها من هو ؟ ..

مسحت دموعها .. دققت النظر في القادم ..

أحست بالخطر يحدق بها ..

نظرات القادم مريبة .. تكاد تلتهمها .. أنفاسه تصل إلى سمعها

إنه يقترب منها ..

أخذت تضرب بيديها الباب ..

لم يبق لها أمل ..

اقترب منها أكثر وأكثر ..

جمعت عباءتها على جسدها .. وانطلقت تجري وتجري بعيداً عنه ..

وقفت تسترد أنفاسها .. نظرت خلفها .. لا زال يتبعها ..

رفعت عينيها إلى السماء ..

الشمس ترسل أشعتها الحارقة ..

الطرقات خالية .. أبواب المنازل والنوافذ مغلقة

سكون قاتل يقضي على بقايا الأمل في صدرها ..

شعرت بأنها في صحراء مقفرة .. كل شيء فيها يقول

لا ملجأ لك في الأرض ..

يارب .. يارب .. انطلقت من شفتيها

لم تتذكر كلمة تضيفها إليها .. ظلت تردد : يارب .. يارب ..

عاودت الركض من جديد ..

لم تلتفت وراءها ..

سارت في طريقٍ تعرفه ..

وكلما أحاط بها اليأس .. رددت :

يارب .. يارب ..فاستعادت قوتها ..

أبصرت الباب الذي تعرفه .. أسرعت نحوه .. احتضنته بجسدها ..

طرقت الباب بيديها ورأسها .. كل جزءٍ من جسدها كان يطرق معها

بكاؤها نحيبها وحتى ضربات قلبها شاركت معها ..

صوتٌ قادمٌ من وراء الباب يهدد ويتوعد الطارق المزعج ..

سقطت على ركبتيها .. تحول البكاء إلى أنين بصوتٍ مرتفع ..

نظرت خلفها .. توقف الرجل عن مطاردتها .. ألقى بنظرةٍ أخيرة

ثم استدار إلى الوراء ليغيب بسرعة عن نظرها

انفتح الباب .. سقطت بين يدي أخيها وهي تردد :

إنه ورائي .. إنه يطاردني .. المجرم تركني في الطريق ولم ينتظر

المجرم .. المجرم .. ثم غابت عن الوعي ..


قصة من الواقع

النسري 23-11-2006 02:17 AM

شافانـي الله بالفاتحـة
 
شافانـي الله بالفاتحـة



توقفت الممرضة عن الكلام .. وأخذت تنظر إلى نتيجة الفحص

تغيرت ملامح وجهها .. أسرعت نحو الهاتف تستدعي الطبيب

شعرت بالخوف يتسلل إلى قلبي ..

لماذا بدا عليها القلق ؟

هل نتيجة الفحص تستدعي حضور الطبيب بسرعة ؟

كدت أن أصرخ بها ..

عدت أُطمئن نفسي .. إنها آلام بسيطة ..

لا داعي للخوف .. إنها عادة الممرضات يظهرن المهارة .. ويضخمن الأمور ..

حضر الطبيب .. نظر في نتيجة الفحص .. بدا عليه الذهول

ارتسمت في عينيه علامات الاستياء ..

أيقنت بالخطر .. ترقرقت الدموع في عيني ..

دكتور .. دكتور .. وجدت صعوبة بالغة في النطق بها ..

التفت الطبيب نحوي .. بدا حزيناً .. سألته ..

ما الذي تقوله الفحوصات ؟

تحدث كثيراً .. وبكيت أكثر .. لم أعد أذكر من كلماته إلا تلك الجمل والتي حشد لها الكثير والكثير من العبارات التي حاول بها أن يصبرني ويذهب عني الخوف والفزع ..

" سرطان في الرحم "

" يجب استئصاله "

" لابد من إجراء العملية بأسرع وقت .. أي تأخير قد يتسبب في انتشار السرطان في جميع أجزاء الجسم "

أجهشت ببكاءٍ رهيب ..

كلمة .. ماما .. أصبحت مستحيلة ..

طفلٌ صغير .. أقبله .. أضمه إلى صدري .. مستحيل ..

غربتي .. آلامي .. أحزاني ..

أربعة أعوام مضت .. وكل يوم يمضي أشعر بأنني أقترب من الحلم ..

تناهى إلى سمعي .. حديثي مع زوجي ..

" غداً نعود إلى الوطن .. ومعنا المال .. سنعيش سعداء .. سيكون لنا منزل واسع .. الأطفال يلعبون من حولنا .. غداً .. غداً .."

آهـ .. غداً الذي أرقبه بشوقٍ ولهفةٍ لن يأتي بعد اليوم ..

بكيت بحرقة .. غبت عن الوعي لحظات ..

وعندما أفقت وجدت زوجي بجانبي يحاول تهدئتي

أبصرت الحزن في عينيه

تساءلت في نفسي : هل حزنه بسبب مرضي أم بسبب الحلم الذي تلاشى

ولم يعد هناك أمل في تحقيقه ؟..

أقبلت الممرضة .. بدأت الفحوصات استعداداً للعملية .. الوقت يمضي

جفت دموعي .. توقفت عن البكاء .. واستسلمت للأمر الواقع ..

جاء السرير أو جاء النعش ليحمل حلم حياتي إلى المقبرة

جاءت اللحظة التي لم أكن أتوقعها في يومٍ من الأيام

تمنيت لحظتها أن تنتزع روحي مع رحمي الذي سينتزعونه مني

أتراهم لا يعلمون أن هذا الرحم هو سر سعادة النساء

هو نعمة الرب علينا .. هو الذكرى الباقية والحياة الثانية

فيه نحفظ فلذات أكبادنا قبل أن نلقيهم إلى الأرض ..

مضى بي السرير إلى غرفة العمليات

الخطوات صوت العجلات .. نغمات حزينة تشيعني .. أغمضت عيني

جرت الدموع على خدي .. زوجي يمسحها بيديه .. يربت على رأسي

شعرت بالأسى عليه ..اقتربنا من غرفة العمليات

فُتح الباب الكبير

وقف الجميع .. ممنوع الدخول .. دخلت لوحدي .. منظر رهيب

أجساد تتحرك بشكل مرعب .. تلبس الرداء الأخضر .. الكمّامات تغطي وجوههم

تظهر العينان من خلال فتحتين صغيرتين وغالباً تختفي وراء النظارات الطبية

السرير في وسط الغرفة تحيط به الأجهزة المختلفة .. أدوات التشريح

تثير في النفس الخوف .. الكشافات الضوئية تسلط أشعتها على السرير

رائحة البنج تقتحم جيوبي الأنفية ..

لم استطع تحمل تلك المناظر .. أغمضت عيني

تذكرت الأميرة والأمير وأبناءهما تذكرت القصر الكبير ..

تذكرت الأميرة وهي تصلي .. تذكرت سجادتها التي تبدأ بها كلما عادت من سفرٍ تعودت على تلك الكلمات : أحضروا لي السجادة لأصلي تساءلت: لماذا لا تؤجل الصلاة .. خاصة أنها مرهقة من أثر السفر ..

تذكرت ذلك اليوم عندما قلت لها :

ارتاحي قليلاً فأنت متعبة ..

غضبت حينها وقالت كلمات لم أستوعبها جيداً لكنني فهمت أن الصلاة

هي أهم أمر بالنسبة لها ..

تذكرت الأمير ومحافظته على الصلاة

وكذلك الأبناء .. إنها أسرة كريمة .. تذكرت شهر رمضان .. تغيير شامل

صيام وصلاة .. يتحول القصر إلى مسجد كبير

لا تسمع فيه سوى القرآن وصوت الأئمة وهم يرتلون القرآن ..

في هذا القصر لم أسمع صوت موسيقى أو غناء

لم أشاهد أفلاماً ماجنة .. لم أجد منهم سوى المعاملة الحسنة .. الرفق واللين ..

تذكرت سورة الفاتحة

تلك السورة التي كانت تتكرر مرات ومرات في القصر

ومن خلال التلفاز أو المذياع .. ومن خلال المسجد القريب ..

كنت أشعر بها تخاطبني .. تهزني .. تجعلني أعيش معها .. حتى حفظتها

وأخذت أكررها بيني وبين نفسي .. وفي غرفتي كنت أرفع بها صوتي

فيتعجب زوجي مني ويسألني : وهل تعرفي معناها ؟

فأقول له : لا .. ولكنني أحبها .. أحبها كثيراً

تم نقلي إلى السرير الخاص بالعمليات

بدأ العد التنازلي للعملية .. طبيب التخدير يجهز أسلحته

لحظات ويغرزها في جسدي فلا أشعر بشيء .. رفعت رأسي إلى السماء

منظر الكشافات أرهبني

أخذت أردد سورة الفاتحة .. وأدعو الله أن يشفيني بها

يارب لقد أحببت هذه السورة فاجعل فيها شفائي ..

يارب بحبي لهذه السورة فرج عني ما أجده ..

بدأت العملية .. أقبل طبيب التخدير .. لم أستغرق وقتاً لكي أنام .. غبت عن الوجود

وعندما أفقت من التخدير كانت المفاجأة تنتظرني

الممرضة تناديني وعلى وجهها فرح عظيم

فيكتوريا .. فيكتوريا .. نظرت إليها .. لقد أزيل الخطر عنك يا فيكتوريا

لقد رفض الطبيب أن يستأصل الرحم

وضعه مستقر يمكن إزالة الورم بالأدوية

لم أصدق ما تقول .. أمعقول؟! : لا زال رحمي موجود ..

حلم حياتي سيتحقق .. لم تتلاشَ آمالي .. سأسمع كلمة ماما

سيكون لي أطفال .. بكيت من الفرح .. الحمد لك يارب .. الحمد لك يارب

لقد استجبت دعائي .. سورة الفاتحة أنقذت حياتي .. لقد رحم الله ضعفي

لقد قبل الله دعائي وشافاني بسورة الفاتحة ..

أخذت أردد سورة الفاتحة

أقبل الكلمات التي تنطلق في فضاء الغرفة .. شعرت كأنني أعانقها

سوف أسلم .. سوف أعتنق هذا الدين .. من الآن أنا مسلمة

إنه الدين الحق .. لقد قبل الله دعائي بحبي للفاتحة ..

طلبت من زوجي أن يذهب بي إلى قسم التوعية الدينية بالمستشفى

هتفت به .... أريد أن أسلم

لا زلت متعبة .. نعود فيما بعد ..

كلا ثم كلا .. أريد أن أعتنق الإسلام الآن .. أريد أن أشكر ربي الآن لقد أنقذني

لقد سمع ندائي واستجاب لدعائي .. أريد أن أصبح مسلمة ..

وبين يديّ الشيخ نطقت بالشهادتين بعد أن لقنني إياها :

أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله

وعندما رأى زوجي حالتي .. نطق بالشهادتين أيضاً ..

عدت إلى القصر أحمل خبر إسلامي إلى الأميرة .. فرحت كثيراً

ثم قالت: أنت اليوم ابنتي

بكيت وأنا أسمع هذه الكلمات .. لقد زادت محبتي لها ..

أيقنت أن الإسلام عظيم .. وأن المسلمين هم السعداء في هذه الحياة ..

لقد أسلمت أنا وزوجي في يوم واحد

فحمدت الله أن ساقني إلى العمل في هذا القصر ومع هذه الأسرة الفاضلة

التي دعتني بأفعالها .. بأخلاقها .. بمحافظتها على الصلاة والصيام

وسائر العبادات .. بما كان يصل إلى سمعي من آيات القرآن وخاصة سورة الفاتحة ..
----------------------------------------------------------------

إن سورة الفاتحة سورة عظيمة تتجلى بعض من أهدافها في الرابط التالي :
أهداف سورة الفاتحة
الحمد لله على نعمة الإسلام
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين .

أصل القصة نقلاً عن المكتب التعاوني لدعوة الجاليات بحي السلامة بجدة


النسري 26-11-2006 12:45 AM

دمــعة علـى القبــر
 
دمــعة علـى القبــر




وقف على القبر ...

غاب عن أصحابه ...

جرى الدمع على خديه، بلل لحيته الكثة، نشفها بكمه ..

أخذ ينكت بعود على الأرض ...

تحلقوا من حوله، تعجب البعض من حالته ..

إنها عادته كلما وقف على القبر، هكذا قال الذين يعرفونه ...

تركوه يبكي وفي صدورهم عشرات الأسئلة ...

أليس هو أمير المؤمنين ؟...

أليس هو أحد العشرة المبشرين بالجنة ؟ ...

أليس هو ذو النورين ؟...

أليس هو من قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم :

ما ضر عثمان ما فعل بعد اليوم ؟...

أليس هو من تستحي منه الملائكة ؟ ...

أسئلة كثيرة والاجابة لها : نعم .. نعم ..

هو عثمان بن عفان صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ...

تقدم أحدهم منه، يحمل سؤالاً لم يجدوا له إجابة ...

( تذكر الجنة فلا تبكي ، وتبكي من هذا ) ؟ ...

أطرق برأسه ، وعاد ينكت بعوده من جديد ...

الجميع ينتظر الإجابة ...

أطرق برأسه .. عاد بذاكرته إلى الوراء ...

تذكر حبيبه محمد صلى الله عليه وسلم ...

أنطلق صوته ضعيفاً ، قائلاً :

إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( القبر أول منازل الآخرة فإن نجا منه فما بعده أيسر منه، وإن لم ينج منه فما بعده أشد منه ))...

الحديث صحيح أخرجه أحمد ...


اللّهم اجرنا من عذاب القبر وعذاب النار

اللّهم اجرنا من عذاب القبر وعذاب النار
اللّهم يا أرحم الراحمين إرحمنا يا كريم, أنت على كل شيء قدير.
اللهم يا ارحم الراحمين ارحمنا يا كريم
اللهم يا ارحم الراحمين ارحمنا يا كريم
اللهم يا ارحم الراحمين ارحمنا يا كريم

النسري 27-11-2006 05:23 AM

تــــــــــوبــة خــلــــــــــود
 
تــــــــــوبــة خــلــــــــــود




خلود .. خلود .. هيا يا إبنتي لقد تأخرنا على السوق ..

أسرعت في لبس العباءة .. أعتنيت كثيراً بالنقاب

نظرت إلى المرآة نظرة أخيرة... هكذا أبدو أجمل

أسرعتُ نحو أمي .. كانت غاضبة مني بسبب التأخير

وزاد غضبها وحنقها عندما رأتني ألبس عباءتي الجديدة ونقابي المطرز ..

ما هذا ياخلود هل ستخرجين بهذا اللباس

وماذا في هذا اللباس .. أمي أنت لا تثقين بي وما كنت كذلك فلن أذهب معك إلى السوق

ولن أذهب إلى فرح ابنة خالي ..

تظاهرتُ بالبكاء .. وقبل أن أعود كانت أمي تعلن الاستسلام

تنقلنا بين المحلات التجارية .. كانت لحظات من الفرح

تمكنت خلالها من شراء كل ما أحب ..

وفجأة .. شعرت بأن قدماي لم تعودا قادرتين على حملي

لبثت لحظة في مكاني .. صوت أمي يستحثني على السير

حاولت التقدم .. ولكنني لم استطع ؟

حاولت أن أتكلم .. تعثرت الكلمات في شفتيّ ..

أقبلت أمي نحوي

خلود .. لماذا توقفتِ ؟ .. هيا يا بنتي لم يبق لنا إلا شراء الحذاء ..

أمي .. نطقت بها بكل صعوبة .. أشعر بتعب شديد .. لا استطيع المشي أكثر ..

حسناً .. انتظري هنا .. لن نتأخر ..

وقفت في وسط السوق أراقب المتسوقين

وأقلب نظري في واجهات المحلات التجارية

شعرت بتحسنٍ بسيط ، وقدرة على السير

قمت من مكاني اقتربت من إحدى اللوحات الدعائية ..

تناهى إلى سمعي صوت شاب يقترب مني .. لم التفت نحوه

اقترب أكثر فأكثر ..

تظاهرت بعدم السماع ..

تشاغلت بمراقبة المعروضات ..

خطواته تقترب وكلماته بدت واضحة لي ّ ..

وقف أمامي .. أمطرني بالكلمات الرقيقة ..

أعرضت عنه ..

واصل محاولاته لأتحدث إليه

لم أمنحه الفرصة للحديث معي ..

أخــــــــــذ يصــــــــــف جســـــــــدي

شعرت برعشة تسري في أطرافي .. قطرات العرق تصببت على وجهي

شعرت بالخوف الشديد ..

واصل هو الوصف بأسلوبٍ حقير وقذر

شعرت بأنني أقف أمام هذا الشاب عارية .. وأن عباءتي المخصرة منحته الفرصة ليتعرف على أجزاء جسدي ..

توجهت إلى الله وسألته أن يصرف عني هذا الشاب

تضرعت إليه .. سقطت دموعي على خدي .. بكيت بحرقة ..

كدت أن أصرخ .. تمنيت أن تنشق الأرض وتبتلعني ..

أنا السبب .. أنا من منحه الفرصة ليصفني بهذه الطريقة ..

وفجأة .. أطلق الشاب آخر سهامه وسبابه قبل أن ينصرف

الظاهر ما لنا فيك نصيب .. وأتبعها بكلمة قبيحة ..

ابتعد عني .. وأخذتُ أنا أبكي بحرقة

لقد كانت كلماته سهام مسمومة تخترق جسدي ، تصل إلى قلبي

أحرقتني .. زلزلتني .. كدت أن أسقط على الأرض

توجهت إلى الله .. انبعثت الكلمات من أعماق وجداني

يارب .. يارب أغفر لي .. يارب سامحني

كم كنت مغرورة بنفسي .. ليتني سمعت كلام أمي

ليتها ضربتني .. ليتها صرخت في وجهي

أنا لا أثق بك ما دمت تلبسين هذه العباءة ..

تذكرت خالتي .. وهي تنصحني كلما رأتني بهذه العباءة

" خلود يا ابنتي رب كاسية في الدنيا عارية في الآخرة "

" خلود احذري من غضب الله عليك "

خلود .. تذكري حديث النبي صلى الله عليه وسلم

(صنفان من أهل النار .. نساء كاسيات عاريات مائلات مميلات لا يجدن ريح الجنة)

خلود .. هذه العباءة تعرضك للذئاب

الكل يحتقرك الكل ينظر إليك على أنك ...... خلود أنا لا استطيع أن أنطق بها ..

نظرت إلى عباءتي .. حذائي .. غطاء رأسي .. نقابي

جلست في أقرب مقعد .. وأخذت أبكي ..

أقبلت أمي ومعها أختي .. عيناي المتورمتان من البكاء بعثت الخوف في قلبها

أسرعت نحوي .. سألتني :

خلود لماذا تبكين ؟ .. هل نذهب بك إلى المستشفى ؟

رفعت رأسي نحو أمي .. مسحت دمعتي ..

لا .. لا داعي للذهاب إلى المستشفى .. لقد ذهب المرض

ذهب المرض .. الحمد لله .. لقد ذهب ولن يعود بإذن الله ..

وقفت إلى جانب أمي التي قالت :

لقد انتهينا لنعد إلى البيت ..

لا .. لم ننته بعد .. أريد أن أشتري الدواء

نعم يا أمي .. هيا إلى بائع العباءات .. أريد شراء عباءة رأس

إنها الدواء لمرضي ..

أحتضنتني أمي وأخذت تردد

الحمد لله .. الحمد لله

النسري 28-11-2006 06:37 AM

قصة تحولي من مذهب الإباضية إلى مذهب أهل الحق أهل السنة والجماعة
 
قصة تحولي من مذهب الإباضية ، إلى مذهب أهل الحق أهل السنة والجماعة



الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد :
فهذه قصة رجوعي من مذهب الإباضية(والكلام لصاحبه)، إلى مذهب أهل الحق، وطريقة أهل الاستقامة،
وقد سبق لي أن ذكرت شيئا من هذا في السبلة الإباضية، ولكن تعجل بعض من هناك بالتكذيب، وكأنهم لا يعلمون أن كثيرا من الإباضية في عمان وخارجها قد تركوا مذهب آبائهم إلى مذهب أهل السنة والجماعة، وهذا أمر معلوم لكل من يعيش في عمان تقريبا، بل لا أظن أحدا من أهل عمان إلا ويعرف واحدا أو أكثر ممن ترك المذهب الإباضي ورجع إلى مذهب الحق،
ثم إن الله – عز وجل – أراد أن يكشف تسرع أولئك المكذبين، فدخل السبلة بعض من يعرفني شخصيا، وهو من الإباضية، فصرح بأني كنت إباضيا، ثم رجعت إلى مذهب أهل السنة والجماعة، فالحمد لله أن جعل لي من يصدقني .

على أية حال، فليس المراد من سياق هذه القصة أن يصدق الناس أني كنت إباضيا أو لا،
ولكن المراد أن يطلع المنصف على السبب الذي جعلني أترك مذهب الآباء والأجداد، لعله إن سلك طريقي أن يصل إلى نفس القناعة التي وصلت إليها .

وأول ذلك أني كنت يوما من الأيام أصلي في مسجد حينا على الهيئة الإباضية، فجاءني رجل من أهل المسجد وقال: "يا أخي لم لا تكبر تكبيرة الإحرام، فالصلاة لا تصح إلا بتكبيرة الإحرام"،
طبعا أنا كنت أكبر تكبيرة الإحرام، لكني لم أكن أرفع يدي مع التكبير لأن هذا هو المذهب الإباضي، مع أن أحاديث الرفع كثيرة وكثيرة جدا، منها في الصحيحين وغيرها، بل هي متواترة.
على أية حال قلت له: "بل أنا أكبر تكبيرة الإحرام، ولكن سرا"
فقال لي: "إذن لا أراك ترفع يديك!"
قلت له: "نحن الإباضية لا نرفع أيدينا في تكبيرة الإحرام"، وظننت أن هذا الجواب كاف له ليتركني وشأني
ولكنه قال: "أنت إباضي!"
قلت: "نعم"
قال: "لا يمكن أن أتركك على هذا المذهب، هذا من المذاهب الضالة"
فكبرت هذه الكلمة عليَ، واستعظمتها جدا، ولذلك ينبغي الرفق في الدعوة، خاصة مع الذين لا يعلمون شيئا
فذكر لي كلاما يستدل به على ذلك، لكني لا أذكر منه شيئا الآن، لأني لم أكن أفهم ما يقول،
على أية حال، أحدث هذا عندي شكا، فلما ذهبت إلى عمان جئت أحد أخوالي فقصصت له ما سبق، فأعطاني كتاب الحق الدامغ، ولكني أيضا لم أفهم منه شيئا، لأنه كان فوق المستوى،

ولكن رأى أحد طلبة العلم عندي الكتاب، فأخذه وقرأه، ثم أعطاني محاضرة حوله، لكني أيضا لم أفهم شيئا، لأن ذلك كله كان فوق المستوى، وفي هذا فائدة مهمة للداعية، وهي أن يحدث الناس على قدر عقولهم، لأن المراد هداية الناس، فلو كلم الناس بما لا يفهمونه لم يستفد الناس من فعله شيئا .
ثم إني في أحد سفراتي إلى عمان جلست مع خال لي فسألته عن الخلاف بين أهل السنة والإباضية، حيث كنت أظن سابقا أن الخلاف إنما هو في الصلاة فقط، الإباضية يسدلون أيديهم وأهل السنة يكفتونها، يضعونها على صدورهم
فأعلمني أن الخلاف أوسع من ذلك، وأن أهل السنة مشبهة
فقلت له: "وما معنى مشبهة؟"
قال: "أي أنهم يشبهون الله بعباده، فيقولون: الله له يد كيد البشر"
فاستعظمت هذا ورأيت أن مذهب أهل السنة من أبطل ما يكون، وطبعا فرحت بهذا من قرارة نفسي، لأني كنت أريد أن يكون الإباضية هم على الحق، لأنه المذهب الذي ولدت عليه، والذي رأيت كل أهلي عليه، بل كنت إذا جاءنا ضيف فصلى على مذهب أهل السنة استنكرت فعله جدا،
فذهبت إلى أهل السنة، وعرضت على أحد طلبة العلم ما علمته من خالي
وقلت له: "أنتم مشبهة، لأنكم تقولون: إن لله يدا كأيدي الناس"
فقال لي: "أعوذ بالله، بل نحن نقول: الله له يد تليق به، كما أن للمخلوق يدا تليق به"
ثم طرح علي هذا السؤال: "هل الله يسمع؟"
قلت: "نعم"
قال: "يسمع كسمعنا؟"
قلت له: "لا"
قال: "كذلك الله له يد لا كأيدنا"
وأعطاني الدليل على ذلك وهو قوله تعالى: "بل يداه مبسوطتان"، وقوله تعالى لإبليس: "ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي".
فاطمأنت نفسي لذلك جدا، ووقع كلامه في قلبي موقعا عظيما، ورأيت أنه كلام سلس مفهوم واضح موافق للفطرة، فقنعت به، وصرت من يومها أصلي على مذهب أهل السنة

ثم إني ذهبت إلى عمان مرة أخرى، فقلت لخالي: "أهل السنة ليسوا مشبهة، بل يقولون: الله له صفات تليق به، كما أن للمخلوق صفات تليق به، وصفة الله لا تشبه صفة المخلوق"
فلم يعرف ما يقول، لأنه كان مبتدئا في العلم
ولكنه حول مجرى الكلام فقال: "هل تعلم أن ابن تيمية يقول: إن الله يستوي على جناح بعوضة؟"
فقلت: له: "وما معنى يستوي؟"
قال: "يجلس"
قلت: "ومن ابن تيمية هذا؟"
قال: "عالم من علماء السنة"
فانقدح في نفسي أن هذا الرجل يتبرأ منه أهل السنة، لأنه لا يمكن لأحد أن يقبل مثل هذه المقولة
فرجعت إلى طلاب العلم من أهل السنة فسألتهم عن ذلك
فقال لي أحدهم: "ليس بصحيح، ابن تيمية لا يقول ذلك، ومن زعم أن ابن تيمية يقوله فليأت بكلامه"
وفهمني أن ابن تيمية إمام عظيم، وأن العلماء اتفقوا على توثيقه [طبعا إلا من شذ]


يتبـــــــــــــــــــــع

النسري 28-11-2006 06:41 AM

تابــــــــــــــع

ثم إني بعد أن قرأت كتب ابن تيمية عرفت أصل المسألة، وهو أن ابن تيمية نقل عن عثمان بن سعيد الدارمي في رده على المريسي أنه – أي المريسي – أنكر أن يكون الله فوق العرش،
فقال الدارمي: "ولو قد شاء لاستقر على ظهر بعوضة فاستقلت به بقدرته ولطف ربوبيته" [انظر نقض تأسيس الجهمية (1/568)]
وهذا أولا: ليس من كلام ابن تيمية، بل نقله عن الدارمي
وثانيا: هذا من باب فرض ما لم يكن، كقوله تعالى: "لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا" وكقوله: "ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله إذا لذهب كل إله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض"، وكقوله: "قل إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين"، ونحوها من الآيات
فكل هذا من باب التنزل وفرض المستحيل، فهذا كما ترى ليس فيه غضاضة على الإطلاق، والله قد استوى على العرش وهو مخلوق من مخلوقاته جل وعلا، فهو لا يسأل عما يفعل وهم يسألون.

على أية حال هذه كان بداية سلسة كذبات سمعتها على هذا الإمام العظيم، ليس من خالي، إنما من غيره فيما بعد، وكثير منها تولى كبرها بعض من يكتب في السبلة العمانية

وفي النية إن يسر الله أن أجمع بعض ذلك وأرد عليه، ذبا عن عرض هذا الإمام العظيم، فيعلم الله كم له من فضل علي خاصة، وعلى المسلمين عامة، اللهم اجزه عنا خير الجزاء، اللهم اجمعنا به في دار كرامتك.
بعد ذلك ما زلت أتردد بين الفريقين، فأسمع حجة هؤلاء، وحجة هؤلاء، ثم أقارن

وأذكر أن من الأمور التي استوقفتني مسألة نزول الرب – عز وجل – إلى السماء الدنيا،
فإن خالي قال لي مرة: "إن أهل السنة يثبتون أن الله ينزل كل ليلة إلى السماء الدنيا"،
وكنت قد حضرت محاضرة لأحد أهل السنة تكلم فيها عن هذه المسألة، ووضح أنهم يؤمنون بأن الله ينزل كل ليلة إلى السماء الدنيا، وأن هذا هو نص كلام النبي – صلى الله عليه وسلم – كما ثبت في الحديث الصحيح الذي أخرجه البخاري ومسلم عن أبي هريرة – رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر، يقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له".
فقلت لخالي: "نعم أهل السنة يثبتون ذلك على ما جاء به الحديث"
فقال لي: "ولكن قال الشيخ أحمد الخليلي: إن ثلث الليل يدور حول العالم، فحين ينتهي ثلث من منطقة يذهب إلى التي تليها من جهة الغرب، وهكذا، فثلث الليل لا يزال حول العالم يدور، فهل معنى هذا أن الله يبقى نازلا إلى الأبد؟"
فرأيت أن هذا الدليل قوي جدا، ولم أستطع الانفكاك عنه
فغيرت مذهبي على الفور إلى مذهب الإباضية، وصرت أصلي مسبلا يدي، وصرت على يقين أن هذا الدليل لا مدفع له، وشعرت حينها أني قوي، كالجندي الذي معه سلاح يجزم أن عدوه لا يمكنه أن يمتلك سلاحا يقاومه، فصرت كلما لقيت أحدا شرحت له هذا الدليل الذي وصلني من قبل الخليلي، من شدة فرحي بما سمعت.

حتى قابلت مرة أحد أهل السنة العوام فأخبرته بما قاله الخليلي، فقال: "أنا لا أعرف الجواب، ولكن سآخذك إلى من هو أعلم مني"
فقلت: "نعم"
وكنت على يقين أنه سيفاجأ بهذا الجواب، وكنت أظن أن هذه الحجة من عند الخليلي لم يسبقه إليها أحد، فلما ذهبنا عند الرجل، وكان من طلبة العلم الحريصين، شرح له صاحبي المسألة، وسمع الرجل الدليل مني
إلا أنه فاجأني بأن قال: "هذه شبهة قديمة معروفة، وقد أجاب عليها الشيخ ابن عثيمين في فتاواه، وسأهديك منها نسخة"، وواعدني أن آتيه بالغد
وفي اليوم التالي حضر إلى المسجد فعلا، وأعطاني نسخة من فتاوى الشيخ ابن عثيمين، وكتبا أخرى، ويعلم الله، كم كانت فرحتي بتلك الهدية
وهذه لفتة مهمة إلى الدعاة، فإن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: "تهادوا تحابوا"
فكم أثرت هديته في نفسي، ولما شعرت أنها تخصني زاد اهتمامي بالكتاب، وكنت أول مرة أسمع فيها بالشيخ ابن عثيمين، فأراني الرجل مكان الفتوى المطلوبة
ثم قال لي: "اقرأ الكتاب فسيفيدك جدا"
وفعلا قرأت الكتاب من أوله إلى آخره، واستفدت منه أمورا عظيمة،
منها: تعريف أهل السنة والجماعة
ومنها: تقسيم التوحيد ومعاني كل قسم
ومنها: طريقة أهل السنة في الإثبات، والأدلة على ذلك، وأنهم غير مشبهة، بل ينكرون على المشبهة
ومنها: تحريم التصوير، وأنه وسيلة إلى الشرك
ومنها: تحريم البناء على القبور، والغلو فيها، إلى غير ذلك من الفوائد العظيمة
ومما كان يزيدني اهتماما بالكتاب تمكن صاحبه، وسهولة عبارته، وقوة أدلته، ولم أكن أتصور حينها أن يقدر الله لي التتلمذ علي يدي هذا الرجل العظيم، وأني سأكون ممن يجلس في حلقاته، ويسمع منه مباشرة، ولكن لله على عباده ألطاف كثيرة
ويعلم الله أني من يومها لم أحب عالما من العلماء الذين التقيت بهم كما أحببت ذلك الشيخ العظيم، الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله رحمة واسعة - .

وهنا لفتة مهمة أيضا إلى الدعاة: وهي أن نشر كتب أمثال هؤلاء العلماء فيه من الخير الشيء الكثير، وخاصة كتب الفتاوى، لأنها تتناول أسئلة الناس التي تدور بينهم، والتي يكثر السؤال عنها، ولأنها تراعي مستوى العوام، أو المبتدئين، وفيها تعليق الناس بأهل العلم الكبار، فيعلم الله كم لذلك الرجل الذي أعطاني كتاب الشيخ ابن عثيمين من فضل علي بما أهداني.
والمقصود، أني قرأت فتوى الشيخ حول الشبهة المذكورة، وإليكم نص السؤال، وجوابه:
جاء في مجموع فتاوى ورسائل الشيخ ابن عثيمين (1/102) سؤال رقم (102) ما نصه:
"سئل الشيخ – أعلى الله درجته في الهديين -: من المعلوم أن الليل يدور على الكرة الأرضية، والله – عز وجل – ينزل إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر، فمقتضى ذلك أن يكون كل الليل في السماء الدنيا، فما الجواب عن ذلك؟
فأجاب بقوله: الواجب علينا أن نؤمن بما وصف الله وسمى به نفسه في كتابه وعلى لسان رسوله – صلى الله عليه وسلم – من غير تحرف، ولا تعطيل، ولا تكييف، ولا تمثيل، فالتحريف في النصوص والتعطيل في المعتقد، والتكييف في الصفة، والتمثيل أيضا في الصفة ، إلا أنه أخص من التكييف؛ لأنه تكييف مقيد بمماثلة
فيجب أن تبرأ عقيدتنا من هذه المحاذير الأربعة
ويجب على الإنسان أن يمنع نفسه عن السؤال بـ (لم)؟ وكيف؟ فيما يتعلق بأسماء الله وصفاته، وكذا يمنع نفسه عن التفكير في الكيفية
وهذا الطريق إذا سلكه الإنسان استراح كثيرا، وهذه حال السلف – رحمهم الله -، ولهذا جاء رجل إلى مالك بن أنس – رحمه الله – قال: يا أبا عبد الله "الرحمن على العرش استوى"، كيف استوى؟، فأطرق برأسه وعلته الرحضاء، وقال: "الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، وما أراك إلا مبتدعا"
وهذا الذي يقول: إن الله ينزل إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر كل ليلة، فيلزم من هذا أن يكون كل الليل في السماء الدينا؛ لأن الليل يدور على جميع الأرض، فالثلث ينتقل من هذا المكان إلى هذا المكان الآخر؟
جوابنا عليه أن نقول: هذا سؤال لم يسأله الصحابة – رضوان الله عليهم -، ولو كان هذا يرد على قلب المؤمن المستسلم لبينه الله ورسوله – صلى الله عليه وسلم -
ونقول: ما دام ثلث الليل الأخير في هذه الجهة باقيا فالنزول فيها محقق، ومتى انتهى الليل انتفى النزول، ونحن لا ندرك كيفية نزول الله، ولا نحيط به علما، ونعلم أنه سبحانه ليس كمثله شيء، وعلينا أن نستسلم، وأن نقول: سمعنا، وآمنا، واتبعنا، وأطعنا، هذه وظيفتنا " اهـ .

وهذا الجواب كاف شاف كما ترى، فالله – عز وجل – أخبرنا على لسان نبيه، أنه ينزل في الثلث الأخير من الليل، فنحن نؤمن بهذا، فأينما كان الثلث الأخير فهنالك النزول،
ثم إنه من المتفق عليه بيننا وبين الإباضية أنه لا ينبغي للإنسان أن يخوض في صفات الله – عز وجل – بالتفكير، والتكييف
بل ينبغي عليه أن يكف عن هذا، فما بال علماء الإباضية يعرضون مثل هذه الشبه، مع أننا جميعا متفقون أنه ينبغي عدم الخوض فيها؟!!

على أية حال عرفت حينها أن أهل السنة يقولون إزاء النصوص: سمعنا وأطعنا، فإذا لم تتقبل عقولهم شيء اتهموها، وآمنوا بالنص، ولم يردوا النص لأجل شيء يقوم في عقولهم، وأن هذه الطريقة أسلم، وأحكم، وأعلم، وهي طريقة الصحابة، ومن بعدهم من علماء الأمة، ومن سلكها نجا، ومن تنكبها هلك
فلو عرضنا نصوص الكتاب والسنة على عقولنا لرددنا الكثير مما لا يقبله عقل كثير من الناس، والواجب عدم معارضة النصوص إذا ثبتت.

ومن يومها استفدت درسا عظيما، وهو التسليم لكتاب الله، وسنة رسوله - عليه الصلاة والسلام -، وعدم الاعتراض عليهما، فصار عندي قناعة تامة بمذهب أهل السنة في صفات الله – عز و جل -، وذلك بفضل قراءتي لفتاوى الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله تعالى-.

ورجعت بعدها أصلي صلاة أهل السنة، أكفت يدي، كما يكفتون.
بعدها تزايد حضوري لحلقات طلاب العلم من أهل السنة والجماعة عندنا في الإمارات، وصرت أواظب على الدروس في أيام معينة من الأسبوع، فدرست كتاب الأصول الثلاثة، وبعض كتاب التوحيد، كلاهما للشيخ محمد بن عبد الوهاب – رحمه الله-
وحضرت بعض حلقات العقيدة، وأظن أنها كانت حول كتاب العقيدة الواسطية لشيخ الإسلام ابن تيمية، فعرفت الكثير من مبادئ أهل السنة والجماعة في الصفات
ومن القواعد المفيدة التي درستها: (أن القول في الصفات كالقول في الذات)، فالصفات تابعة للذات، فمن أثبت لله ذاتا لا تشبه الذوات فليثبت له صفات لا تشبه الصفات
فلله – عز وجل – يد لا كأيدينا، وله وجه لا كوجهنا، وله سمع لا كسمعنا، وله بصر لا كبصرنا، وله علم لا كعلمنا، وله عزة لا كعزتنا، كما أن له ذاتا ليست كذواتنا، كل ذلك سواء.
ومن القواعد المفيدة التي درستها: (أن كل معطل مشبه)، فكل من عطل صفة من صفات الله إنما عطلها لأنه فهم منها التشبيه، ولو أنه ما فهم التشبيه من تلك الصفة لأثبتها
فهو حين يقرأ قوله تعالى: " قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ (75) "، يفهم أن هاتين اليدين كيدي المخلوق، فلأجل هذا يضطر إلى أن يؤول، ويقول: ليست اليد هنا على معناها الحقيقي، بل هي بمعنى المباشرة، أو بمعنى القوة، أو غير ذلك من المعاني، والذي جعله يتؤل الآية أنه فهم منها التشبيه، وليس كذلك، فليس الأمر على ما ذكر، بل القرآن ليس ظاهره تشبها، حاشا وكلا،
قال نعيم بن حماد الخزاعى شيخ البخارى: "من شبه الله بخلقه فقد كفر، ومن جحد ما وصف الله به نفسه فقد كفر، وليس فيما وصف الله به نفسه ولا رسوله تشبيها".
على أية حال: كانت هذه المرحلة مرحلة تعلم لمبادئ أهل السنة والجماعة عموما، ولعقيدتهم في الصفات خصوصا.
فكنت إذا ذهبت إلى عمان عند أخوالي أناقشهم في بعض ما تعلمته يعجزون عن مجاراتي، لأنهم لم يكونوا بدرجة عالية من الدراية بمذهبهم، وهذا زادني تثبيتا على ما أنا عليه.
ثم إنني ذهبت مرة لزيارة أحد طلاب العلم من أهل السنة والجماعة، فذكرت له قصتي، وبعض ما كان يجري بيني وبين أخوالي وغيرهم من أهلي
وقلت له: "أريد أن أذهب إلى الشيخ أحمد الخليلي"، لعلي أجد عنده شيئا زائدا
فنصحني ألا أذهب إليه، ولكني لم أقنع بكلامه، لأني كنت أرى أنه من تمام الإنصاف أن أسمع حججهم كاملة
ثم في نهاية المجلس أعارني كتابا نفيسا بعنوان: "إثبات علو الرحمن، من قول فرعون لهامان"، لأسامة القصاص، وهو كتاب نفيس في بابه، فزدت قناعة بما توصلت إليه من الحق، والحمد لله .

يتبــــــــــــــــــــــــع

النسري 28-11-2006 06:43 AM

تابـــــــــــــــع

ثم إنه لم يتيسر لي أن أذهب إلى الشيخ أحمد الخليلي – مفتي عمان -، ولكني كنت أقرأ بعض كتب الإباضية كلما ذهبت إلى عمان، وأذكر أني كنت إذا أمسكت بكتاب من كتبهم أقول قبل أن أفتحه: "اللهم إن كان الحق في هذا الكتاب فأرني إياه"، ولكني لم أكن أرى إلا ما يزيد ثقتي بصدق مذهب أهل السنة والجماعة.

كل ذلك كان وأنا في مرحلة الثانوية العامة، وما بعدها بقليل، وبعد مرحلة الثانوية العامة صرت على مفترق الطرق، إما أن أذهب إلى إحدى شركات الطيران لأدرس وأتخرج طيارا، وإما أن أذهب إلى الجامعة الإسلامية، ولله الحمد قبلت في الجامعة الإسلامية قبل استدعائي إلى معهد الطيران للدراسة، فلما بدأت بالجامعة ودخل حبها قلبي استدعيت للطيران، ولكن هيهات وقد تعلق القلب بالمدينة النبوية، ومسجدها، وجامعتها، فلم أبغ بذلك بدلا، ولله الحمد.

مع أن قلبي كان أميل إلى الذهاب للطيران قبل ذلك، بل كنت أعد ذهابي للجامعة الإسلامية لما ذهبت استغلال وقت فراغ قبل أن أحزم حقائبي وأتوجه إلى الطيران، ولكن أعان الله بكرمه، ولطف رحمته بأن نشبت بالجامعة، فلم أبغ بها بدلا، ولله الحمد والمنة.

وفي الجامعة الإسلامية حصل لي تحول كبير في حياتي
فهنالك عاشرت علماء أهل السنة، وتعلمت منهم، ونهلت من آدابهم، وكان أخي في الإمارات إذا أشكل عليه شيء كلمني في الهاتف
وسألت له العلماء عن إشكاله فكشفوه لي
وأذكر أن من أول الإشكالات التي عرضت علي هناك مسألة الحد وإثباتها لله – عز وجل -، فسألت عنها العلماء، فكان أول من سألت من أهل العلم الشيخ: (محمد أمان الجامي – رحمه الله-) وكان متخصصا في العقيدة
وكنا قد انتهينا لتونا من صلاة الفجر في المسجد النبوي الشريف، وكانت للشيخ حلقة في العقيدة بعد صلاة الفجر، فسألته قبل أن يجلس على كرسيه
قلت: "يا شيخ هل أهل السنة يثبتون الحد لله – عز وجل -؟"
فقال: "وما الذي تعنيه بالحد؟"
فارتبكت، فلما رأى مني الارتباك قال لي: "يا ولدي! اذهب وادرس العقيدة"
وأمرني أن أركز على الأصول وأن لا أهتم بالمسائل العارضة الآن
فانصرفت من عنده مهموما؛ لأني كنت أريد الجواب حالا، ولكني عرفت أن تلك الكلمة من الشيخ أراد بها أن يربيني، وخاصة لما رأى عدم فقهي للسؤال الذي سألت عنه، فما فائدة جواب لإنسان لا يدري معنى السؤال الذي يسأله؟
ولكني لم أدرك ذلك في حينه، فما زلت أفتش حتى علمت قاعدة أهل السنة في مثل هذا، وهو ما ذكره ابن أبي العز الحنفي في شرحه للعقيدة الطحاوية (ص218، ط . المكتب الإسلامي، تخريج الألباني)
قال – عند شرحه لقول الطحاوي: "وتعالى عن الحدود والغايات"- : "أن الناس في إطلاق مثل هذه الألفاظ ثلاثة أقوال:
فطائفة تنفيها، وطائفة تثبتها، وطائفة تفصل، وهم المتبعون للسلف، فلا يطلقون نفيها ولا إثباتها إلا إذا تبين ما أثبت بها فهو ثابت، وما نفي بها فهو منفي
لأن المتأخرين قد صارت هذه الألفاظ في اصطلاحهم فيها إحمال وإبهام، كغيرها من الألفاظ الاصطلاحية، فليس كلهم يستعملها في نفس معناها اللغوي
ولهذا كان النفاة ينفون بها حقا وباطلا، ويذكرون عن مثبتيها مالا يقولون به
وبعض المثبتين لها يدخل لها معنى باطلا مخالفا لقول السلف، ولما دل عليه الكتاب والميزان،
ولم يرد نص من الكتاب ولا من السنة بنفيها ولا إثباتها، وليس لنا أن نصف الله تعالى بما لم يصف به نفسه، ولا وصفه به رسوله نفيا ولا إثباتا، وإنما نحن متبعون لا مبتدعون
فالواجب أن يُنظر في هذا الباب – أعني باب الصفات – فما أثبته الله ورسوله أثبتناه، وما نفاه الله ورسوله نفيناه، والألفاظ التي ورد بها النص يُعتصم بها في الإثبات والنفي، فنثبت ما أثبته الله ورسوله من الألفاظ والمعاني
وأما الألفاظ التي لم يرد نفيها ولا إثباتها فلا تطلق حتى يُنظر في مقصود قائلها، فإن كان معنى صحيحا قبل، لكن ينبغي التعبير عنه بألفاظ النصوص، دون الألفاظ المجملة، إلا عند الحاجة مع قرائن تبين المراد، والحاجة مثل أن يكون الخطاب مع من لا يتم المقصود معه إن لم يخاطب بها، ونحو ذلك " اهـ كلامه رحمه الله.

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – [مجموع الفتاوى (3/308)]:
"والسلف والأئمة الذين ذموا وبدعوا الكلام في الجوهر، والجسم، والعرض تضمن كلامهم ذم من يُدخل المعاني التي يقصدها هؤلاء بهذه الألفاظ في أصول الدين، في دلائله وفي مسائله نفيا وإثباتا،
فأما إذا عرف المعاني الصحيحة الثابتة بالكتاب والسنة، وعبر عنها لمن يفهم بهذه الألفاظ؛ ليتبين ما وافق الحق من معاني هؤلاء وما خالفه؛ فهذا عظيم المنفعة، وهو من الحكم بالكتاب بين الناس فيما اختلفوا فيه" اهـ كلامه – رحمه الله -.
فلفظة الحد كما ترى ليست من الألفاظ الواردة في الكتاب والسنة، فيُستفصل فيها
فإن كان مراد قائلها حقا فإن الحق يقبل، ولكن الأولى التعبير به تعبيرا شرعيا، وإن كان مراد قائلها أمرا باطلا فإنها ترد، فإن أراد بالحد أن الله مستو على عرشه، بائن من خلقه، منفصل عنهم، كان كلامه حقا، وإن أراد بالحد أن الله محدود، وأنه محشور في مكان يحده، فهذا باطل ولا شك،
تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا

وما أحسن ما نقله الذهبي في السير في ترجمة أبي القاسم التيمي [السير (20/85)] قال:
"سئل أبو القاسم التيمي - رحمه الله - هل يجوز أن يقال لله حد أو لا؟، وهل جرى هذا الخلاف في السلف؟
فأجاب: هذه مسألة أستعفي من الجواب عنها لغموضها وقلة وقوفي على غرض السائل منها، لكني أشير إلى بعض ما بلغني، تكلَّم أهل الحقائق في تفسير الحد بعبارات مختلفة محصولها:
أن حد كل شيء موضع بينونته عن غيره،
فإن كان غرض القائل ليس لله حد: (لا يحيط علم الحقائق به)، فهو مصيب، وإن كان غرضه بذلك: (لا يحيط علمه تعالى بنفسه)، فهو ضال، أو كان غرضه أن الله بذاته في كل مكان فهو أيضا ضال .
قلت [والقائل هو الذهبي]: الصواب الكف عن إطلاق ذلك؛ إذ لم يأت فيه نص، ولو فرضنا أن المعنى صحيح، فليس لنا أن نتفوه بشيء لم يأذن به الله خوفا من أن يدخل القلب شيء من البدعة، اللهم احفظ علينا إيماننا" اهـ .

وهذا كما ترى أمر واضح جلي، وحقا: "إنما شفاء العي السؤال".
وهكذا استمرت الفوائد تنهال علي من علماء أهل السنة في المدينة، ومن طلابها
وأذكر ذات مرة أني قابلت رجلا من أهل عمان إباضيا يصلي في المسجد النبوي الشريف،
فتعرفت عليه، وتعرف علي، فلما عرف أني سني جرى بيني وبينه حوار حول استواء الله على العرش، فقلت له: "يا أخي الكريم الاستواء بمعنى الارتفاع والعلو، كما قال تعالى: "وجعل لكم من الفلك والأنعام ما تركبون، لتستووا على ظهوره ثم تذكروا نعمة ربكم إذا استويتم عليه ..."، وقوله تعالى عن سفينة نوح: "واستوت على الجودي"، فالاستواء العلو والاستقرار، والله يقول في سبع مواضع من القرآن إنه استوى على العرش منها قوله تعالى: "الرحمن على العرش استوى"، وقوله: "... ثم استوى على العرش الرحمن فاسأل به خبيرا"، ويثبت أنه يدبر الأمر من السماء إلى الأرض "يدبر الأمر من السماء إلى الأرض في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون"، وأذكر أني استوقفته عند هذه الآية، فقلت له تأمل سياق الآيات في سورة السجدة، وشدة وضوحها على استواء الله – عز وجل -، ففتحت معه المصحف – لأني لم أكن أحفظها – وقرأتها عليه، يقول تعالى: "الله الذي خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش ما لكم من دونه من ولي ولا شفيع أفلا تتذكرون، يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون".
فقلت له: تأمل هذه الآيات كيف هي صريحة في إثبات علو الله، واستوائه على عرشه، ففي أولها أثبت لنفسه الاستواء على العرش، ثم أخبر أنه يدبر الأمر من السماء إلى الأرض، ثم أخبر أن الأمر يرفع إليه، فإن كانت هذه الآية يجوز أن يسلط عليها التأويل فليست هناك آية لا يمكن أن تأول، وعلى هذا يعود القرآن كله مؤولا، وعليه فلا يستفاد الهدى منه، بل يتوقف استفادة الهدى من القرآن على أقوال الناس من المشايخ المتبوعين
ثم الله قد وصف قرآنه بأنه مبين، كما قال تعالى: "والكتاب المبين"، وقال: "ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر"، فالقرآن ميسر، والذي يقول: إن هذه الآيات على خلاف ظاهرها – مع أنها نص في علو الله، واستوائه – فهذا يزعم أن القرآن غير مبين.
واستطرادا هنا أقول: إن الشيخ أحمد الخليلي اشتد نكيره على عبد الرحيم الطحان لما قال: "لا قرآن بلا سنة"، مع أنه يقصد أن من أخذ القرآن وترك السنة فإنه يضل، وسياق كلامه كله في هذا المعنى، فأنكر الشيخ أحمد عليه، وساق في إنكاره عليه الآيتين التين ذكرت وأمثالها من الآيات التي تدل على أن القرآن فيه الهدى، وقوله حق لا مرية فيه
ولكن العجب أنه أيد قول الباحثة التي قدم لرسالتها الموسومة بـ "رؤية الله بين المثبتين والنافين" حيث تقول المؤلفة في (ص26):
"وقد يقول قائل: إنه إذا كان الله تعالى غير مستقر على العرش، وغير جسمه [هكذ ] فما معنى الآيات، والأحاديث التي جاءت في القرآن الكريم، وعلى لسان سيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم – والتي ظاهرها يوهم ذلك؟
ولعل أبلغ رد على هذا السؤال أن نقول: إن المقصود من ذكر هذه الآيات والأحاديث هو الامتحان، والاختبار، هل يفهمها الناس على حقيقتها فيقعون في تشبيه الله بالحوادث فيضلون بذلك، أو يفهمونها بما يتفق مع النصوص الصريحة الدالة على أن الله منزه عن صفات الحوادث، وأنه ليس كمثله شيء، ومع دلالة العقل السليم على أن الله وهو القديم الباقي لو اتصف بالحادث يكون حادثا، لأن الحادث له أول، والقديم لا أول له ..." الخ كلامها.
وهذا يدل على أن الإباضية يرون أن أكثر آيات القرآن يدل ظاهرها على الضلال، لأنك لا تكاد تمر على آية من آيات القرآن إلا وفيها صفة من صفات الله، بل القرآن كله كلام الله، فإذا كان أكثر أو كثير من آيات القرآن يدل ظاهرها على الضلال فهل يجوز أن يوصف مع هذا بأنه مبين؟
ثم إن كنا نحتاج إلى تأويل تلكم الآيات الكثيرة فمن يؤلها لنا؟
لا شك أنهم المشايخ – أعني مشائخ الإباضية – وعلى هذا فلا يؤخذ الهدى من القرآن، إنما يؤخذ من المشائخ، فلم ينكر الخليلي إذا على من قال: "لا قرآن بلا سنة"، وهو أحسن حالا ممن يدل كلامه على أنه (لا قرآن بلا قول المشائخ)؟.
كل هذا استطراد، ولنرجع إلى صاحبنا
فإني لما سقت له الآيات التي تدل على العلو، لم يجد لها مدفعا، قال لي "أنا لا أسلم بهذا الكلام، ولا أقول: إن الله فوق السماء"
قلت له: فأين الله؟
قال: "في كل مكان"
وهو يظن أن هذه عقيدة الإباضية، وليست كذلك، بل عقيدتهم أن الله ليس داخل العالم ولا خارجه، ولكنه اعتقدها لأنه يظن أنها عقيدة الآباء، وليس معه في ذلك دليل، وهذا من العجب!! أن يتعصب الإنسان لشيء لا دليل عليه، وهذا حال أكثر الإباضية، بل أكثر البشر إنما يتعصبون لما ألفوه، ولما أخذوه من آبائهم، وإن لم يكن معهم دليل


يتبــــــــــــــــــــــــــــــع

النسري 28-11-2006 06:45 AM

تابـــــــــــــــــــــــــــع


وأذكر مرة أن أحد أخوال كان يظن أن أهل السنة يقولون: "إن الله في كل مكان"، وأن الإباضية يقولون: "إن الله فوق السماء"، فأنكر علي اعتقادي أن الله في كل مكان
فقلت له: "أهل السنة لا يعتقدون أن الله في كل مكان، بل يعتقدون أن الله فوق السماء"
فقال: "لا، أنتم تعتقدون أن الله في كل مكان"
قلت له: "نحن نرد هذه العقيدة"
فلما تأكد أننا نعتقد أن الله فوق السماء، وأن الإباضية لا يعتقدون ذلك غير عقيدته على الفور
وقال لي: "نعم الله في كل مكان، وهذا هو الحق"، قلت له: "قبل قليل كنت تقول خلاف هذا" قال: "كنت أظنها عقيدة الإباضية".
وهذا حال أكثر الناس، مجرد أن يعرف أن عقيدتهم كذا يسارع إلى الدفاع عنها من غير بينة، والله المستعان.
نعود إلى صاحبنا الإباضي
قال لي: "إن الله في كل مكان"
فقلت له: "هل تعتقد أن الله في الحمام؟!!" – تعالى الله عما يقول الله الظالمون علوا كبيرا - .
فسكت هنيهة ثم قال – كالمعترض على كلامي –: "إن لم يكن الله في الحمام فإني سأذهب إلى الحمام وأشرب الخمر".
فقلت له: "هداك الله، إن الله فوق سماواته، مستو على عرشه، ومع ذلك قريب من خلقه، يعلم كل ما يكون على الأرض، ولأجل هذا يقرن الله – عز وجل – دائما علوه بالعلم
قال تعالى: "الرحمن على العرش استوى، له ما في السماوات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى، وإن تجهر بالقول فإنه يعلم السر وأخفى"
وقال تعالى: "هو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش، يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو معكم أينما كنتم والله بما تعملون بصير"
ومثلها قوله تعالى: "هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم"، فقرن بين اسمه الظاهر وبين اسمه الباطن، وقد فسر النبي – صلى الله عليه وسلم – معنى الظاهر بقوله: "أنت الظاهر فليس فوقك شيء"، وفسر معنى الباطن بقوله: "أنت الباطن فليس دونك شيء"، أي فليس أقرب منك شيء، فالله قريب في علوه، بمعنى أنه يعلم كل شيء مع علوه".
فلما سمع هذا مني لم يحر الرجل جوابا، [طبعا أنا أسوق ما جرى بيني وبين الرجل بالمعنى، وإلا فهذه القصة قد مر عليها ما يقارب العشر سنين].
فقال لي: "أنا لا أعرف الرد عليك، ولكن معنا شيخ في الحملة لو تأتي وتكلمه"
فقلت له: "إنني مشغول والله، وكانت الأيام أيام امتحانات"
ومع إصراره خفت أن يظن أنني أتهرب فذهبت معه إلى مقر سكنه، وهناك التقيت بالشيخ المذكور، فبدأ الحديث وتكلم بكلام لا أذكره الآن، وأظنه كان يعظ القوم، ولكنه أثناء كلامه أنكر سنة المسح على الخفين إلا في السفر
فقلت له: قد ثبتت السنة في البخاري، ومسلم، وغيرهما، وأحاديث المسح متواترة، فجاوز الكلام عن هذه المسألة وأقحمنا في مسألة الصفات
فقلت له: "الرحمن على العرش استوى"
فقال: "استوى بمعنى استولى"
فقلت له: "هذا خلاف الظاهر، ولا يجوز تفسير الاستواء هنا بالاستيلاء، لأن الله قال: "ثم استوى على العرش"، والعطف بـ "ثم" يقتضي التعقيب مع التراخي، فيكون معنى هذا أن الله لم يكن مستوليا على العرش، ثم استولى عليه"
فقال لي: "إذا قلت إنه مستو على العرش لزم منه التحيز والجهة"
وكنت يومها ما زلت مبتدأ، وليست لي القوة العلمية الكافية، ولا الدراية بأساليب المناظرة، ولكني ولله الحمد جاوبته بما لدي من أصول سنية سلفية
فقلت له: "أنا لا أدري ما تقول، أنا أقول بما قال الله – عز وجل -، ولا أتدخل بعقلي في شيء من ذلك"
وهذه قاعدة نافعة جدا، ذكرها الشيخ محمد بن عبد الوهاب – رحمه الله – في كتابه كشف الشبهات، حيث يقول: "جواب أهل الباطل من طريقين: مجمل ومفصل
أما المجمل : فهو الأمر العظيم، والفائدة الكبيرة لمن عقلها ، وذلك قوله تعالى : " هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله "
وقد صح عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أنه قال : "إذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمى الله ، فاحذروهم "
مثال ذلك : إذا قال لك بعض المشركين: "ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون"، وأن الشفاعة حق، وأن الأنبياء لهم جاه عند الله، أو ذكر كلاما للنبي – صلى الله عليه وسلم – يستدل به على شيء من باطله ، وأنت لا تفهم معنى الكلام الذي ذكره
فجاوبه بقولك: إن الله ذكر في كتابه أن الذين في قلوبهم زيغ يتركون المحكم ويتبعون المتشابه، وما ذكرته لك من أن الله تعالى ذكر أن المشركين يقرون بالربوبية ، وأن كفرهم بتعلقهم على الملائكة والأنبياء والأولياء ، مع قولهم : " هؤلاء شفعاؤنا عند الله " ،
هذا أمر محكم بيّن لا يقدر أحد أن يغير معناه ، وما ذكرت لي أيها المشرك من القرآن أو كلام النبي – صلى الله عليه وسلم – لا أعرف معناه ،
ولكن أقطع أن كلام الله لا يتناقض ، وأن كلام النبي – صلى الله عليه وسلم – لا يخالف كلام الله .
وهذا كلام جيد سديد ، ولكن لا يفهمه إلا من وفقه الله ، فلا تستهن به ، فإنه كما قال تعالى : " وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم " . " اهـ كلامه رحمه الله .
فهداني الله ساعتها إلى الجواب المجمل ، مع أني ما كنت ساعتها مطلعا على كلام الشيخ محمد بن عبد الوهاب – رحمه الله تعالى -
فلما أتاني بكلام مجمل لا أعرف معناه، رجعت إلى المحكم الذي معي، وهو أن الله تعالى لا يشبهه شيء، وأنه تعالى لا يلحقه النقص من وجه من الوجوه، وأنه أعلم بنفسه من غيره، وأنه يجب علينا أن نسلم للآيات والأحاديث الصحيحة، فالله قد أثبت لنفسه العلو، والاستواء في آيات كثيرة جدا، ونفى عن نفسه مشابهة خلقه، فمن فهم من بعض الآيات ما يوهم التشبيه، أو النقص فالخطأ منه لا من الآيات
فأنا أثبت ما أثبتته الآيات، وأتوقف فيما لا أعلم
فلما قال لي ذلك الشيخ: "إثبات العلو يلزم منه إثبات التحيز، والجهة"
قلت له: أنا لا أعلم ما تقول، ولكني أقول كما قال الله تعالى: "الرحمن على العرش استوى"، ونحو ذلك من الآيات التي تدل على الاستواء والعلو .
فلما رآني قد جاوبته بهذا الجواب استغل الموقف، وجعل يستطرد في الكلام في صفات الله – عز وجل – بكلام لا أذكره الآن، وظهر أمام الناس أنه المنتصر، وأني قد انقطعت حجتي، مع أني أعلم أنه يعارض القرآن الكريم برأيه، لأنه فهم من آيات العلو التشبيه، فأولها، ولو لم يفهم التشبيه ما أولها .
ثم دخل في مسائل كثيرة لا أذكرها، حتى تكلم في مسألة الصفات هل هي عين الذات أم غيرها، فقال: "الحق أنها عين الذات"، قال لي: "وما تقول فيها؟"
قلت: "الله أعلم"
قال: "الحق أن الصفات عين الذات"
ثم تكلم بكلام لم أفهمه ساعتها، ولكني دريت فيما بعد أنه كان يقرر نفي الصفات بناء على تلك القاعدة، وأقطع أن العوام الذين كانوا في المجلس لم يكونوا يفهمون أكثر كلامه، لأنه ما كان يتكلم بالآيات والأحاديث، إنما كان يتكلم بكلام أكثره فلسفي، ويظهر بذلك أنه منتصر، وأنه العالم المحرر .
ثم خرجت من عنده وأنا مهزوم أمام الحاضرين – ولم يكونوا كثرا -، ولكنهم فرحوا بشيخهم، ورأوني مهزوما
ولذلك نهى العلماء عن مثل هذه المناظرات، ووضعوا لها شروطا خاصة، منها: أن يكون عالما بمذهبه، عالما بمذهب الخصم، واضح البيان، وأن تكون المناظرة عند إمام يلزم الطرفين بالقول الحق، ويشهره، وأن يكون هذا الإمام الحاكم عالما باللغة، مريدا للحق .
إلى غير ذلك من الشروط في المناظرة، التي تطلب من مظانها .
فمن أخل بمثل هذه الشروط فإنه قد ينتج من فعله شر أكثر من الذي يريد من الخير .
والله أعلم
ثم لما انفض ذلك المجلس أصاب قلبي ما لا يعلمه إلا الله من الحزن والغم، لأني شعرت أن القوم غير صادقين في طلب الحق
الله أعلم أكان ذلك حقا أم لا، لكن شعوري بذلك سبب لي انقباضا وحزنا في صدري .

ثم بحثت في بعض المسائل التي جرى النقاش فيها ،
ومنها مسألة : هل الصفات عين الذات أم غيرها ؟
فعلمت أن هذه المسألة أراد بها الإباضية أن ينفوا الصفات عن الله – عز وجل - ،
فقالوا : الصفات الواردة في الكتاب والسنة لا يراد بها أن ذات الله متصفة بها ،
ولكن المراد أنها عين الذات ، أي نفسها ،
فمعنى قولهم : الصفات عين الذات ، أي الصفات هي الذات ،
وعليه فقدرة الله – عز وجل – هي الله ، وسمع الله هو الله ، وعلمه هو نفسه ،
كل ذلك لا فرق بينه ،
ومرادهم بهذا نفي جميع الصفات عن الله – عز وجل - ،

يتبــــــــــــــــــــــــــــــع

النسري 28-11-2006 06:46 AM

تابـــــــــــــــــــــــــــــــــــع


قال أبو مسلم البهلاني في كتابه نثار الجوهر (1/62)
[ ناقلا عن الخليلي أبي محمد سعيد بن خلفان ، ومقرا له ] :
" والأصل الذي ذهب إليه أصحابنا في هذا أن صفاته تعالى هي عين ذاته الأزلية ،
ولا ينكشف هذا إلا بتجريد الذات المقدسة عن الصفات بالكلية " اهـ المراد منه .

وهذا النص موجود في كتاب تمهيد قواعد الإيمان للخليلي نفسه في (1/195)
لكن سقط منه قوله : " هي عين ذاته الأزلية ،
ولا ينكشف هذا إلا بتجريد الذات المقدسة عن الصفات بالكلية " .

وفي تمهيد قواعد الإيمان (1/196) ما نصه :
" والحق الذي لا مرية فيه ما قاله أصحابنا من تجريد الصفات عن الذات المقدسة مع اتصافها بها ،
فقالوا : إنه يعلم بذاته ، ويقدر بنفسه ، وكذا في يسمع ، ويبصر ، ويقدر ،
ويشاء ، ويريد ، وغير هذا ،
فهو عالم بذاته ، وقدير بها ، وهكذا ،
وهو معنى قولهم في صفاته : إنها عين ذاته ،
فليس مرادهم به إلا سلب الصفات عن ذاته الكريمة مع اتصافها بها ،
بمعنى : أنه ليس ثم من صفة زائدة على ذاته المقدسة أبدا " اهـ كلامه ،
وقد نقله بنصه مقرا له أبو مسلم البهلاني في نثار الجوهر (1/63) .
وهذا الكلام – كما يرى القارئ الكريم – خطير جدا ، إذا معناه :
أن الله – عز وجل – ليست له صفة أزلية مطلقا ،
لا صفة القدرة ، ولا السمع ، ولا البصر ، ولا العلم ... الخ ،
إنما صفاته – جل وعلا – كلها وهمية اعتبارية ،
وقد نص على هذا الخليلي نفسه [ وهو طبعا غير المفتي ]
في كتابه آنف الذكر في (1/197) حيث يقول :
" لكن قولك : عليم بذاته فيه مزيد إيضاح ، وكشف للحقيقة ،
ودفع للأغاليط الوهمية من العقيدة الأشعرية في قولهم :
إنه تعالى يعلم بعلم ، ويقدر بقدرة ، وإثباتهم له صفات قديمة قائمة بذاته العظيمة ،
وبطلان هذا واضح بما سبق " . اهـ .

وأقول : بل كلامك هو الذي يتضح بطلانه بمجرد قراءته ،
فسبحان الله الذي له الأسماء الحسنى والصفات العلى ،
لا كما يقوله المبطلون الذين يزعمون أنه ليست له صفات إطلاقا .

وأنقل هنا كلاما نفيسا لشيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى -
في بيان عقيدة السلفيين أهل السنة والجماعة في هذه المسألة
حيث يقول – رحمه الله – [ الفتاوى (6/96) ] :
" فإنا لا نطلق على صفاته أنها غيره ، ولا أنها ليست غيره ،
على ما عليه أئمة السلف كالإمام أحمد بن حنبل وغيره " .

وقال – رحمه الله – في الجواب الصحيح (5/16) :
" وقد تنازع المثبتة : هل يقال : الصفات عين الذات ؟ ، أم يقال : ليست عين الذات ؟ ،
أم يقال : لا يقال هن غير الذات ولا يقال ليست غير الذات؟ ،
وتنازعوا في مسمى الغيرين : هل هما ما جاز مفارقة أحدهما الآخر مطلقا ؟ ،
أو ما جاز مفارقته بوجود أو زمان أو مكان ؟ ،
أو هما ما جاز العلم بأحدهما مع عدم العلم بالآخر ؟ ،
وغاية ذلك منازعات لفظية ، وكثير منهم فرق في الصفات اللازمة بين بعضها وبعض ،
فجعل بعضها زائدا على الذات ، وبعضها ليس بزائد على الذات ،
وكان الفرق بحسب ما يتصوره لا بحسب ما الأمر عليه في نفسه ،
فإذا أمكنهم تصور الذات بدون صفة قالوا : هذه زائدة ،
وإلا قالوا : ليست زائدة ،
وهذا يقتضي أنها زائدة على ما تصوروه هم من الذات
لا أنه في الخارج ذات مجردة عن تلك الصفة ، وصفة زائدة عليها ،
بل ليس إلا الذات المتصفة بتلك الصفات ،
ولكن يجب الفرق بين أن يقال : إن الصفات غير الذات ،
وبين أن يقال : إنها غير الله ، فإن اسم الله متناول لذاته المتصفة بصفاته ،
فإذا قال القائل : دعوت الله ، وعبدت الله ، فلم يدع ذاتا مجردة ، ولا صفات مجردة ،
بل دعا الذات المتصفة بصفاتها ، فاسمه تعالى يتناول ذلك ،
فليست صفاته خارجة عن مسمى اسمه ولا زائدة على ذلك ،
وإن قيل إنها زائدة على الذات المجردة ،
ومن ظن أنها زائدة على الذات المتصفة بصفاتها التي تدخل صفاتها في مسماها فقد غلط ،
ولكن الأذهان والألسنة تزلق في هذا الموضع كثيرا ،
فإذا قيل : الصفات مغايرة للذات ، لم يكن في هذا من المحذور ما في قولنا :
إن صفات الله غير الله ، فإن اسم الله يتناول صفاته ،
فإذا قيل : إنها غيره فُهم من ذلك أنها مباينة له ، وهذا باطل ،
ولهذا كان النفاة إذا ناظروا أئمة المسلمين
كما ناظروا الإمام حمد بن حنبل في محنته المشهورة
فقالوا له : " ما تقول في القرآن وكلام الله ؟ أهو الله أم غير الله ؟ "
عارضهم بالعلم
وقال لهم : " ما تقولون في علم الله ؟ أهو الله أم غير الله ؟ " ،
أجاب أيضا : " أن الرسل لم تنطق بواحد من الأمرين ،
فلا حجة لهم في كلام الله ورسوله ، فإن الله لم يقل لكلامه هو أنا ولا قال إنه غيري
حتى يقول القائل : إذا كان قد جعل كلامه غيره وسواه فقد أخبر أنه خالق لكل ما سواه " ،
فإن كان الاحتجاج بالسمع فلا حجة فيه ،
وإن كان الاحتجاج بالعقل فالمرجع في ذلك إلى المعاني لا إلى العبارات ،
فإن أراد المريد بقوله : هل كلامه وعلمه غيره أنه مباين له فليس هو غيرا له بهذا الاعتبار ،
وإن أراد بذلك أن نفس الكلام والعلم ليس هو العالم المتكلم فهو غير له بهذا الاعتبار ،
وإذا كان اللفظ مجملا لم يجز إطلاقه على الوجه الذي يُفهِم المعنى الفاسد ،
وأما الذين جعلوا الأعيان القائمة بأنفسها صفات
فهم هؤلاء المتفلسفة النفاة للصفات ومن أشبههم " اهـ كلامه – رحمه الله - .
وأنت ترى أن أهل السنة سلكوا في هذا مسلكا سليما واضحا ،
فإن قول الإباضية ومن وافقهم : " صفات الله – عز وجل – عين ذاته "
قول لم يرد في الكتاب ولا السنة ،
فأهل السنة يسلكون في هذا مسلك السلامة ، فيقولون :
نثبت لله ما أثبته لنفسه ، وننفي عنه ما نفاه عن نفسه ،
وما لم يرد في الكتاب والسنة نستفسر عن مراد قائله ،
فإن أراد حقا أثبتنا الحق ، وعبرنا عنه بالعبارة الشرعية ،
وإن أراد باطلا نفينا الباطل ،
وهذا قد سبق بيانه في هذه القصة في مسألة إثبات الحد لله – عز وجل –
ومسلك أهل السنة والجماعة في ذلك ، والله أعلم .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

النسري 11-12-2006 05:34 AM

الــــــراقصــــــــــــة
 
الــــــراقصــــــــــــة




الساعة الرابعة عصرا،الوقت يمضي،والسائق في الخارج ينتظر

ألقت العباءة على كتفيها،وألقت بالغطاء على رأسها

لا بأس سوف أصلحها في السيارة..

ركبت السيارة،كشفت الغطاء عن وجهها،أصلحت من حال عباءتها

تأكدت من حقيبتها، الهاتف النقال، المال، عطرها..لم تنس شيئا

انطلقت السيارة بهدوء نحو صالون التجميل وتجولت هي بنظرها

وقفت السيارة، ارجع الينا الساعة الثانية عشرة

النساء كثير في الداخل، لا بأس فأنا عميلة دائمة ومميزة

لابد أن تراعي صاحبة الصالون هذا الأمر وإلا.. استقبال حافل

تبادلن الابتسامات، ذهب الخوف، لن نتأخر كثيرا..

هذا حمام زيتي انتظري ساعة.. مجلة أزياء

عرض لبعض التسريحات، قلبت الصفحات تنقلت بين المجلات المختلفة

مضت الساعة، ارتفع أذان المغرب، أسلمت نفسها لمصففة الشعر جففت شعرها

غاب الأذان ومضت الصلاة.. إزالة للشعر وتنظيف للبشرة

أنصتت لموسيقى هادئة، تحولت لأخذ حمام مائي

ارتفع الأذان، إنها صلاة العشاء، لم يتبق على الفرح سوى بضع ساعات

وضعت رأسها بين يدي المصففة، اختارت التسريحة، تناثر الشعر بين يديها

يودعها وداعا حزينا، ألقت نظرة إلى المرآة لم تعرف نفسها

ارتسمت ابتسامه على شفتيها، لن يسبقني أحد

تغيرت ملامحها، نظرت إلى الساعة إنها الواحدة، ألقت العباءة على كتفيها

وبحذر شديد وضعت الغطاء على رأسها..ركبت السيارة

إلى المنزل بسرعة لقد تأخرت

لبست فستانها، تعرت من حيائها، بدت بطنها، وسائر ظهرها

انكمش الفستان عن ركبتيها، دارت حول نفسها، لن يغلبني أحد..

العين ترقبها، الكل يتأملها، نظرات الإعجاب تحيط بها، تقترب منها

نظرات السخط تنفر منها، تغمض عينيها تقززا من حالها..

السفيهات يلاحقنها بالتعليقات الساخرة

رقصت على أنغام الموسيقى اهتز جسدها

تنوعت الأغاني وتنوع رقصها.. لم يسبقها أحد، ولم يغلبها أحد.. الكل يتابعها

الكل يتحدث عنه

من أين أتت بكل هذا؟؟ كيف تعلمت كل هذا؟؟ كيف حفظت الأغاني؟؟؟

والكل يعرف الإجابة

توقفت عن الرقص، سقطت على الأرض، ارتفع الصراخ

تدافع النساء إلى المسرح، نادوها فلم تجب، حركوها فلم تتحرك، ارتفع الصياح

حملوها، أحضروا الماء، مسحوا وجهها، بكت الأم والأخوات، ارتفع العويل

وعلا النياح.. تدخل الأب والأخ، اختلطت الأمور، تحول الفرح إلى حزن

والضحكات إلى بكاء، توقف كل شيء..ألبسوها...غطوا ما ظهر من جسدها

حضر الطبيب..أمسك بيدها..وضع سماعته على صدرها

أرخى رأسه قليلا..انطلقت الكلمات من شفتيه

لـــــــــقد ماتـــــــــت.. لقد مـــــــــاتـــــــــت

ارتفع النحيب..وجرت الدموع..ألقت الأم بجسدها على صغيرتها الجميلة

أخفى الأب وجهه بين يديه، الأخ يدافع عباراته، انتهى يا أمي

قامت الأم مذهولة صرخت، لقد تحركت، تحولت الأنظار نحوها

لقد جنت، لقد ماتت هكذا قال الطبيب

أسرع الأب والأخ والأخوات نحو الأم.. المشهد رهيب، والمنظر مؤلم

سقطت الأم على الأرض..الأخوات فقدن السيطرة على مشاعرهن..والأخ يصرخ..لا...لا..مستحيل....

تجلدا لأب أمسك بالأخ، وبلهجة حازمة أخرج الأخوات، وهن يحملن أمهن

حضر بعض النسوة من الأسرة.. نظرن إلى الميتة، ترقرقت الدموع

وضعت الكبيرة منهن يدها على رأسها وانطلقت منها كلمة:

فضيحة..فضيحة..أسرعت نحو الأب، يجب أن تستر عليها

أحضروا المغسلة هنا، ادفنوها بين الصلوات، إنها فضيحة

ماذا يقول الناس عنا..؟؟

أرخى الأب رأسه، نعم، نعم.. إنا لله وإنا إليه راجعون

جاءت المغسلة، جهزت سريرا لغسل، وضعت الأكفان والطيب، جهزت الماء

أين جثة المتوفاة..؟ سارت العمة أمامها، فتحت الباب

الفتاة على السرير مغطاة بغطاء سميك.. وبجانب السرير

وقفت الأم تكفكف دموعها

أمسكت بورقة الوفاة، الإسم......العمر:18عاما سبب الوفاة: سكته قلبية

شعرت بالحزن، نطقت الغطاء، تحول الحزن إلى غضب

لماذا تركتموها على هذا الوضع، قد تصلبت أعضاؤها، كيف نكفنها..؟؟؟

الحاضرات لم يستطعن الإجابة، سكتن قليلا

زاد حنق المغسلة بكلمات المواساة للجميع.. كشفت

انبعث صوت الأم ممزوجا بالبكاء ... لم تكن هكذا حينما ماتت

لقد اتخذت هذا الوضع بعد لحظات من موتها

لقد سقطت على المسرح وهي ترقص

حملناها جثة هامدة، حضرا لطبيب، كتب التقرير، أيقنت حينها بأنني قد فارقت ابنتي، لألقيت بجسدي عليها، انطرحت أقبلها.. وأبكي، شعرت بيدها اليمنى ترتفع، ويدها اليسرى تعود للوراء، أرعبني الموقف

صرخت حينها ثم سقطت على الأرض، لأجد نفسي في غرفتي

ومن حولي بناتي يبكين أختهن، ويبكين نهايتها المؤلمة

انتحبت بالبكاء، أنا السبب أنا من فرط في تربيتها، أنا من غشها

يا ويلي ويا ويلها من عذاب الله... يا ويل أباها ويا ويلنا جميعا....

كانت تحب الرقص والغناء، فماتت..، وستدفن في قبرها

يا رب ارحمها يا رب ارحمني يا رب اغفر لها...محاولات لإعادة جسدها إلى وضعه الطبيعي، الفشل كان النتيجة

بذلت المغسلة مجهودا جبارا في تكفينها

وفي لحظة هدوء وبعيدا عن العيون، نقلت الجنازة إلى المقبرة

وهناك صلى عليها الأب والأخ وبعض المقربين... نعم لقد دفنت وهي في وضع راقص...

ومن مات على شيء بعث عليه

اللهم أغفر لها وأرحمها يا أرحم الراحمين

اللهم إنا نسألك حسن الخاتمة يا رب العالمين

والنجاة من النار يا رحمن يا رحيم

اللهم أسترنا في محيانا ومماتنا وجميع المسلمين الأحياء منهم والأموات

اللهم آمين.

قصة واقعية

النسري 13-12-2006 05:10 AM

لا مكـان للفـرح
 
لا مكـان للفـرح


التقينا فتكسرت بيننا الحدود، تآخينا في زمن الوفاء به مفقود

أحببته وكان حباً في الله نشأ وتربى في بيت من بيوت الله ..

كان صغيراً
ولا تسألني عنه الآن !!

ومضت الأيام سريعة
في كل يوم أتعلم منه، يتعلم مني، نبحث عمن يعلمنا ..

وفجأة ..
تغيرت الأوضاع في البلد، وازدادت سوءاً مع الأيام ..
فقرر أبوه الرحيل
تدخلت في الأمر، حاورت .. ناقشت .. جادلت، وبذلت الرأي مع العمل ..
وكان الرحيل هو القرار الأخير ..
ودعته وأنا أكفكف دموعي، ونشيجي يقتل كلمات الوداع، في صدري ..
وكان يوم الوداع يوماً حزيناً ..

رحل وكلماته في سمعي ..
عبدالله لا تنس حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: (طلب العلم فريضة على كل مسلم).
هذه الكلمات كانت لي زاد ..
حثتني على طلب العلم ..
التحقت بعدة دروس ..
حملت أوراقي وأقلامي تتبعتها حيثما كانت ..
شعرت بالسعادة، وزيادة الإيمان ..
وتزداد سعادتي كلما تذكرت حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الدال على الخير كفاعله) .
وأقول هنيئاً له!!

وتمضي الأيام، لكنني لم أنساه، وكيف أنساه ؟!!
فقرآنٌ تلوناه، وكتابٌ قرأناه، ومسجدٌ سجدنا فيه لله، كل هذه تذكرني إياه ..

كم تذاكرنا زماناً يوم كنا سعـداء
بكتاب الله نتلـوه صباحاً ومساء

سهرت تلك الليلة، أمسكت القلم اكتب له رسالة ..
حدثته عن أخباري، وسألته عن أخباره ..
وركض القلم في يدي لا يتوقف، ومداده على الورق يسطر ..
يا ترى ماذا يسطر ؟
وهل القلم هو الذي يسطر ؟
أم أنها أحاسيس ومشاعر، سبقت الرسائل، بل سبقت كل ما هو جديد في عالم الاتصال ..
سطرت بيدي موعظة عن !!
هادم اللذات ..
ذكرته وعظته ..
وختمت رسالتي بتاريخ تلك الليلة، الثامن عشر من شهر شعبان ..
وأرسلت الرسالة مع أول مسافر ..
وبعدها أخذني التفكير، لماذا هذه الرسالة ؟
أهي موعظة .. أم رسالة ؟
لم أترك لنفسي فرصة للندم، فقد مضت الرسالة وهو الآن يقرأها ..

لم يكن من عادتي الذهاب إلى مسجد أويس القرني صباحاً ..
ولكنني وجدت نفسي وجهاً لوجه أمام المسجد ..
أوقفت سيارتي ..
سرت بخطواتٍ بطيئة ..
أرفع قدماً وأتمتم بينهما ..
فهذا الشارع مشيت فيه أنا ومحمد ..
وفي نهايته هناك دار محمد ..
نظرت إليها متأملاً، وكأنني استرجع الذكريات الجميلة ..
وأمام باب المسجد وقفت أتأمل زواياه، فهنا حلقتي وهناك حلقته ..
رآني الطلاب، ركضوا نحوي، وتنادى الجميع ( الأستاذ عبدالله ) ..
سلمت عليهم، مازحتهم وضحكت معهم ..
تجولت بنظري في جميع أرجاء المسجد، تساءلت في نفسي: أين سليمان ؟ مالي لا أراه في حلقته ..

بحثت عنه إنه يذكرني بالعزم والإصرار، والمسارعة إلى الخيرات ..
فهو لم يتجاوز السادسة عشر، وحج مع محمد ..
رغم اعتراض الجميع عليهما ..
لا زلت اذكرهما عندما انطلقا إلى منى ..
لم أرَ سليمان، وهممت أن أسأل عنه زملائه ..
وقبل أن أسأل، رأيته يأتي من بعيد ..
أنكرته، أنكرت حاله، اقبل نحوي، وكأن على ظهره حملٌ ثقيل، ألقى بنفسه على كتفي، أخفى نشيجه وأنينه، أرسل دموعه على صدري .. كأنه طفلٌ صغير، جذبته بقوة، واتجهت به إلى السيارة ..
سكتُ ولم اسأله، وسكت هو وظل يبكي ..

تركت لنفسي التفكير، يا ترى ماذا حدث له ؟
هل ذكرى محمد تؤرقه ؟
أم مصيبةٌ ألمت به ؟
أوقفت سيارتي عند مسجدي، طلبت منه النزول ..
رفض وكنت أظنه سيفرح ..
فأجبته لما أراد ..
قلت سأذهب إلى مكان يحبه ..
إلى مكان يحتضن ذكرى محمد ..
اتجهت نحو البحر ..
وكلما اقتربت من المكان، كلما زاد في البكاء ..
خفت وعدت أتسائل ما الذي حدث ؟
لقد ظننت أن هذا المكان سيجعله سعيداً ..
أوقفت السيارة، نزل متثاقلاً ..
ضحكت ضحكة االخائف القلق، وداعبته قائلاً :
أتتذكر هذا المكان جيداً ؟
فهمهم بكلماتٍ ممزوجة بالبكاء: ليتك اخترت غيره ..
فعادت ابتسامتي خوف وقلق ..
إذاً ما بالك تبكي ؟
قال جاءني العم حسين وقال: لقد حدث لمحمد حادث .. ولم يكمل من شدة البكاء ..
أخفى رأسه بين ركبته ..
أطبقت بيدي على كتفيه ..
هززته، حركته، صرخت به ..
مات
مات
مات
إنا لله وإنا إليه راجعون، لا حول ولا قوة إلا بالله
وصرخت به مرةً أخرى: قم .. قم ..
أرسلت العينان الدموع حارة ..
لقد مات محمد ..

حزمت أمتعتي، واتجهت نحو محطة النقل الجماعي ..
وفي أول رحلة صعدت متجهاً نحو قرية محمد ..
وصلت القرية ليلاً، كاد السائق أن يتخطى مدخل القرية ..
صرخت به توقف .. ها هو مدخل القرية ..
وقف، ولكن في أرض رملية ..
حاول الخروج لكنه لم يستطع ..
حاولت معه ولكن جميع المحاولات لم تنجح ..
طرقت باب دارٍ قريبة من الخط الرئيسي، وطلبت منه المساعدة ..
سألته عن والد محمد، لكنه لم يتعرف عليه ..
قلت: لقد مات ابنه في حادث سيارة، لكنه سكت ..
تسلل الفرح إلى قلبي، وشعرت أن الحادث إشاعة ..
ابتسمت لكن صوت طفل من داخل البيت انطلق ليحاصر آمالي التي انتعشت، ويئد أحلامي التي انبعثت من جديد، فيُذكر الأب الناسي، ويعيدني إلى دوامة الحزن ..

انطلق يصف لنا الطريق، وانطلقت دموعي تسيل على خدي ويخفيها الظلام ..
عاد الرجل إلى بيته، والسيارة لا زالت وسط الرمال ..
استجمعت قواي واستعنت بالله في دفعها حتى تمكن السائق من إخراجها، وسرنا على الوصف ..
وفي الطريق وجدنا رجل يعرفني وأعرفه، عانقني وعانقته، ثم صعد معنا السيارة، وراح يصف الطريق ..
اقتربنا من دار يتسلل من خلال جدارها المصنوع من القش ضوء خافت، أشار الرجل إليه قائلاً : ذاك دار والد محمد ..
أوقفنا السيارة وخرج الرجل ينادي، فخرج مجموعة لم أتبين أحداً منهم فقد كان الظلام ودموعي يحجبان النظر عني ..
قشعريرة سرت في جسدي، شعرت أن قدميي غير قادرتين على حملي، تملكتني رغبة شديدة في البكاء، حاولت كتمانه، نزلت من السيارة، ألقيت بجسدي بين أحضان والد محمد ولم استطع الكلام، راح يعزيني، أما أنا فقد كنت أحمد الله أن الظلام كان شديداً فلا يرى أحد دموعي ..
انتقلت من حضن إلى حضن، شعرت أثناء ذلك بحب عظيم ..
وشعرت من فرحهم الحزين بقدومي أن محمدا قد عاد إليهم ..
أما أنا فأيقنت بأني قد فقدت محمد !!

دخلت إلى الدار وهناك انبعث صوت حزين يخاطبنا من على بعد ..
عبدالله .. عبدالله .. مات محمد يا عبدالله ..
وقفت الكلمات في حلقي، ولم انطق، لكنها راحت تعزيني وتصبرني ..
الجميع يتحرك، فهذا يجهز سريراً لي، واخر يحضر الماء، الأب يدعوني لأجلس، يسألني عن أخباري، عن مدينتي، يريد أن ينتشلني من دوامة الحزن التي سكنت وجداني ..
قدموا لي الطعام، حاولت أن أتناوله لكن غصة الحزن تلفظه، حاولت ولكني لم استطع ..
أعلن الأب للجميع أن يتركوني لكي أنام، انصرفوا ووجهت بصري نحو السماء والتي زينتها النجوم وهمت مع الذكريات ..
شعرت بحركة في سريري، ألتفت وإذا علي الصغير يصعد بجانبي، يردد أبيات على سمعي :

صلوا علي صلاة لا ركوع لها ولا سجود لعـل الله يرحمنـي

ويقول : لقد قلت لهم أن الأستاذ عبدالله سيأتي، احتضنته وقبلته وجلست استمع إليه ..
سلوت معه وهو يحدثني، مضى الليل، وارتفع صوت المؤذن يعلن عن صلاة الفجر ..
سألته : هل تعرف طريق المسجد ؟ نعم، كانت إجابته ..
انطلقت إلى المسجد وهو معي، وبعد الصلاة سألني : هل تريد أن ترى قبر محمد ؟ قلت له : نعم ..
سرنا حتى وصلنا قبر محمد، أشار إليه ..
وقفت أدعو له وبكيت بكاءً مراً، لم أشعر بمن حولي ..
عدنا إلى البيت وقد وعدني أن لا يخبر أحداً ببكائي، ووعدته ألا أخبر أحداً بأنه ذهب بي إلى قبر محمد ..
أشرقت الشمس، فأرسلت أشعتها الذهبية على كثبان الرمال الصفراء، فيظهر المكان يبث لي حديث الأمس عندما كان محمد يتنقل بين أرجاءه ..
فهذه حقيبته التي أودعها أوراقه ودفاتره ومذكراته ..
نثرتها بين يدي أقلب صفحات الماضي الجميل ..

وهذه رسائلي، بحثت فيها عن رسالتي الأخيرة، لكنني وجدت توقيعاً له على إحداها كتبه بخط يده ..(ما من رجلين تحابا في الله، إلا كان أحبهما إلى الله أشدهما حباً لصاحبه) حديث صحيح ..
ترقرقت دمعة في عيني وقلت: حتى في هذه سبقتني يا محمد .. وجدت رسائل كتبها لي، ولم يرسلها، جميعها تحثني على طلب العلم، تذكرني بعلماء الأمة ورحلتهم في طلب العلم، حشد فيها الكثير والكثير من القصص التي تشحذ الهمم ..
ووجدت بين الأوراق رسالة قد قطعت، فتحتها فإذا هي رسالتي الاخيرة ..
لم يقرأها فقد وصلت ومحمد في المستشفى ..


يتبـــــــــــــــــع

النسري 13-12-2006 05:14 AM


تابـــــــــــــــــــــــــــــع

لا مكـان للفـرح


ومن بين بقاياه دفتر كتب عليه :

أقوال الأئمة الثقاة في اثبات الصفات لرب الأرض والسموات، جمع فيه أقوال الأئمة الأعلام في إثبات صفات الله عزوجل (والتي لا يثبتها الأشاعرة والمعطلة)، يحتوي على مقدمة بعثها لأحد مدرسيه في المعهد العلمي ليبين له فيها منهج أهل السنة والجماعة في إثبات الصفات لله عز وجل، بعد مناقشة حدثت بينهما في الصف ..
لفت نظري غرفة صغيرة من القش، لكنها لم تكتمل، تعجبت وزال العجب، عندما قالوا لي: بدأ محمد في بناءها ليخلو فيها بنفسه في رمضان ..

وقفت أتأمل المكان، سافرت إلى الماضي القريب، تذكرت كلماته :
هناك لا أجد الطعام فأصوم نهاري، ولا أجد ما يخفف حرارة الجو فأقوم ليلي ..
جسدي في الأرض أما روحي وعقلي فقد رحلا إلى البعيد، ولم أفق إلا على صوت حسن ابن عمة محمد يقول: السلام عليكم، رددت السلام ..
غمرني حسن بالمحبة وكأنه يعرفني منذ زمن بعيد، كان شاباً بسيطاً لم يغادر القرية من قبل ..
جلست معه فراح يحدثني عن محمد حديثاً عذباً جميلاً، أنصت له بكل جوارحي ..
كانت دموعه تغلبه أحياناً ويغلبها أحياناً أخرى، شعرت بأن حزنه على محمد عظيم، فقد تغيرت حياته من اللهو والعبث إلى الجد والالتزام والحرص على اتباع السنة، شعر مع محمد بحقيقة وجوده في الحياة، كان يأمل أن يغذ الخطى معه إلى الجنة، لكنه أضاء له الطريق ومضى هو ..
وصف محمداً، فكأنه يصف رجلاً من بقية السلف بعث فينا فترة من الزمن ثم رحل .. !!

وجدت ضالتي، هكذا قلت بعدما جلست مع حسن ..
في ظلام الليل، ذهب الجميع إلى فرشهم، وجلس حسن أمامي يحول بين وبينه الظلام ..
همست له : حسن كيف مات محمد ؟
سكت برهة وكأنه يمنع بكائه أن يفضحه وراح يتحدث ..
صلينا الفجر معاً وبعد الصلاة قررت أن أتأخر في الذهاب أما هو فقد كان متعجلاً، فارقني ودخل إلى داره، يوقظ النائمين ويمزح مع المستيقظين، جلس مع أمه وجدته تناول قطعاً من الخبز والحليب، كان وجهه يتهلل بالسرور، توجه نحو جده وأبيه منحهما الكثير من الحب والبر قبل أن يجمع أوراقه وأقلامه ويتوجه نحو الشارع الرئيسي ..
في الطريق نثر الابتسامة على كل من رآه ، وسابق الجميع بالسلام ..
التقى بمدرس التحفيظ في المدرسة الذي داعبه قائلاً : متى نزوجك يا محمد ؟
فأجاب : هناك .. هناك ويشير إلى الجنة ..
فقال : وهنا أيضاً ..
ولكن الإجابة هذه المرة كانت تعبر عن ألم دفين في قلب محمد، ومرارة عبرت عنها هذه الكلمات : باطن الأرض خير من ظاهرها ..

ومضى في الطريق يردد الأذكار حيناً، وحينا ينشد هذه الأبيات :

أخاف الموت والحشر العبادا **** فما عرفوا التواني والرقادا
وكان مسيرهـم لله دومـاً ***** وما يبغي الإله ومـا أرادا
فويـل للمفـرط إذ تمـادى ***** ولم يسرج لأخراه الجيـادا
وأهمل طاعة الرحمن حتى ***** حداها الله للعسرى فحـادا

وفي أثناء سيره التقى باثنين من رفقائه الذين قطعوا معه ما تبقى من الطريق ..
وعلى الشارع الرئيسي اجتمع عدد كبير من أبناء القرية ينتظرون سيارة تقلهم إلى المدينة ..
لم ينتظروا فقد توقفت سيارة نقل بضائع كبيرة ، قفزوا إليها في سرعة كبيرة ..
اختار محمد ورفقاؤه الجلوس في مؤخرة حوض السيارة وراحوا يتبادلون الأحاديث ..
مضت السيارة في الطريق والحديث يدور بين الجميع فمنهم من يضحك ومنهم من يبتسم، ومنهم من يتأمل، النشاط والحيوية، الصحة والشباب، والهمة العالية، والهموم المشتركة تجمع بينهم ..
وفجأة .. تنحرف السيارة يميناً في محاولة يائسة لتفادي الاصطدام بسيارة فقد سائقها التحكم فيها ..
ارتطام قوي، ارتفعت أجساد الطلاب في الهواء لتسقط على الأرض الخرسانية ..
انطلقت الصرخات ثم تبعتها الآهات والأنين ، وجرت الدماء على الأرض لتحكي فاجعة القرية الصغيرة في شبابها ..
سمعت الخبر فأسرعت نحو مكان الحادث ..
الآهات والأنين والبكاء تنبعث من المصابين ، أما السائق فقد قضى نحبه في الحال ..
بحثت بين الأجساد المتناثرة على الأرض عن محمد حتى وجدته ، يئن والدم ينزف من وجهه ورأسه ..
احتضنته بين يدي ورحت أصرخ إسعاف .. إسعاف .. محمد سيموت أدركوني ..
لحظات الانتظار كانت صعبة وحرجة ، أقبل والد محمد وأمه التي صعقت عندما رأت ابنها مضرجاً بدمائه ، يئن من شدة الألم ، لحظات ويالها من لحظات حزينة ..
بحثنا عن سيارة تنقله إلى المستشفى ..
تبرع صاحب سيارة نقل صغيرة وحمل محمد ومن كان في مثل حالته ، توجه نحو المدينة ، بدأ أنين محمد يخفت شيئاً فشيئاً حتى سكت ودخل في غيبوبة ..
وصلنا المستشفى بادرنا بنقله إلى الطوارئ ، تجمع الناس ينتظرون بينما الأطباء مع المصابين في الداخل ..
انتظرنا ساعات وكأنها أيام نتابع بالنظرات الداخل والخارج نسأل كل واحد ، نظن أن الجميع أطباء ، وأن الجميع لديهم الإجابة على أسئلتنا ..
خرج الطبيب سألناه عن محمد ، اطرق برأسه نحو الأرض ، وضعت الأم يدها على صدرها ، وفغر الأب فاه واتسعت عيناه ، وهمست أنا بصوت لايسمعه أحد : هل مات .. ؟
تحدث الطبيب فأنصتنا : لن تتضح حالته إلا بعد مضي ثلاثة أيام ، إن شاء الله تمضي لا نملك له الآن إلا الدعاء ..
ارتفعت الأكف إلى السماء ، ولهجت الألسن بالدعاء : اللهم اشفه ..
وضع محمد على السرير جثة هامدة ، آثار الارتطام على وجهه ورأسه ، لكنه يبدو كأنه نائم ..
الأم تجلس بجانبه تقبله بين لحظة وأخرى ، دمعتها لا تتوقف ، ولسانها لا يفتر ، تدعو له فهو بكرها وحبيبها وسندها ، لكم مازحها وداعبها ، وهاهي الآن لا تملك له ما يدفع عنه الألم ..
أما الأب فظل يصارع الدموع والبكاء ، يصبر الأم وكلما غلبته العبرات خرج قليلاً ثم عاد ..
وقفت أشاهد هذه المناظر وقلبي يتقطع آسىً وحسرة ..
تمضي الدقائق وكأنها ساعات وأنا أترقب وأدعو الله أن تمضي هذه الأيام الثلاثة حتى يتجاوز مرحلة الخطر ..
وفي تلك اللحظات التي سكن الحزن قلوبنا وبدت آثاره على وجوهنا ، كان وجه محمد مبتسماً يتهلل كأنه مذهبة يشع منه نور الإيمان ، كان في غيبوبة لا يشعر بأحد ، لكن يديه تتحرك ، نعم تتحرك ، فتارة تراه كأنه يقلب صفحات من كتاب ، وتارة أخرى كأنه يتوضأ للصلاة ، كانت حركة يده مثار دهشة الحاضرين ، لكنني لم استغربها فهكذا كان في حال صحته ، إما أن يقرأ ، وإما أن يكتب ، أو يتوضأ ويصلي ..
مضى اليوم الأول واليوم الثاني ولا زال محمد في غيبوبته، الحالة مستقرة هكذا يقول الأطباء، الآمال بدأت تكبر لدينا بأن يمضي اليوم الثالث ويتجاوز مرحلة الخطر، ليعود إلينا، ليمنحنا الحياة الجميلة والطيبة ..
بعد محاولات عديدة وبعد أن ظهر الإعياء على أم محمد قررت وبعد إصرار الجميع عليها أن تعود إلى القرية في اليوم الثالث، لم يبق في الغرفة معه أحد غيري، تلاشت آثار الحادث وبدا وجهه جميلاً يشع منه النور والطهر، أما يده فلا زالت في حركتها التي تظهر بين وقت وآخر ..
وعند الساعة الثانية عشر بدأت أنفاسه تتصاعد، صدره يرتفع وينخفض، فرحت قلت : سيفيق الآن إن شاء الله، حضر الطبيب، راح يقيس الضغط وضربات القلب، تغير وجهه بدت عليه علامات الانزعاج، ارتدت فرحتي خوفاً وقلقاً، لم أشاهد مثل هذه الحالة من قبل، صمت ورحت أراقب الموقف ..
رفع سبابته إلى السماء ثم وضع اليد اليمنى على اليسرى على صدره، توقفت الأنفاس، سكن الصدر وشخص البصر، وضعت يدي على ساقيه الباردتين، أغمض الطبيب عيناه، ووضع الغطاء على وجهه ..
لقد انسلت روحه في هدوء وفارقت جسده ..
مات محمد ..

توقف حسن عن الحديث لحظات

أما أنا فقد انهمرت من عيني الدموع كانت باردة غسلت أحزاني وآلامي، إنها دموع الفرح، هنيئاً له هذه الخاتمة الحسنة، هنيئاً لتلك السبابة التي ارتفعت في الرخاء توحد الله، فارتفعت في الشدة وفي اللحظات الحاسمة ..

عاد حسن يتحدث : حضر القرية جمع غفير من المدن المجاورة للصلاة عليه وإتباع جنازته، خيم الحزن على الوجوه، وجرت الدموع وهي تودع شاباً أجمعت القلوب على محبته ..
مضى محمد بعد أن أضاء لنا الطريق، بعد أن صار حديثاً باسماً في المجالس ..
مضى لكن رسالته قد بلغت القلوب ..
لم أشعر كيف انتهى المجلس بيننا ؟

هناك بدأنا ..
ومن هنا سأبدأ وحيداً ..
يتردد بين جوانحي كلماته العذبة : عبدالله .. عبدالله .. طلب العلم فريضة على كل مسلم ..
وفي الجنة بإذن الله نلتقي ..

اللهم أجمعنا في ظل عرشك يوم لا ظل إلا ظلك إخواناً على سررٍ متقابلين ..
أغمضت عيني .. ونمت قريراً ..

أيها الأحبة ..
هذه قصتي مع محمد رحمه الله ..
ولي رجاء بأن تدعو لمحمد وللكاتب ..

قصة حقيقة منقولة

النسري 14-12-2006 04:48 AM

أم وأبنتها في قبضة الهيئـة
 
أم وأبنتها في قبضة الهيئـة



شكرا لك أيها الشيخ، ينطق بها لساني كلما جاءت ليلة خميس ...
وتهمس بها نبضات قلبي كلما سمعت هدير البحر ...وكلما وقفت على ساحله ...
شكراً لك ... لقد أنقذت أسرتي من التدمير ... وحياتي من الهلاك...

شكراً لك أيها الشيخ الكريم ... فلن أنساك ولن أنسى تلك الليلة ...

حيث كان الموعد، عشت فيها لحظات من الترقب، الخوف، القلق، مكثت في غرفتي أراقب أمي التي تستعد للخروج وهي تضع اللمسات الأخيرة على وجهها ...
ها هي تقف أمام المرآة تتفقد شعرها، تتأكد من فستانها، تبدو هذه الليلة أجمل من كل ليلة، اختارت حقيبتها، وضعت عباءتها على كتفها، إنها تناديني، أسرعت نحوها، حاولت أن ابدو طبيعية، لم تتأملني كثيراً

كانت تنظر إلى ساعتها وهي تتحدث معي ...
قالت : أبوك لن يعود هذه الليلة ...
طرت من الفرحة، أسرعت لكي أضمها وأقبلها، نهرتني، ابتعدي عني لقد تعبت في عمل كل هذا، تأسفت لها ...
فرحتي لم تثر فضولها، فقد كانت مستعجلة جداً، وكنت أكثر استعجالاً منها ...
أغلقت الباب وراءها وهي تقول: أخوك سيعود بعد قليل، مسكينة أمي أخي ذهب في رحلة مع أصدقائه ولن يعود الليلة ...
أسرعت نحو غرفة أمي، بدأت أقلدها في كل شيء، نظرت إلى المرآة، صففت شعري، ولبست فستاناً جميلاً، اخترت حقيبة جذابة، وخرجت من البيت ...

وهناك على شاطئ البحر جمعتنا لحظات من اللهو والغفلة، نخوض في المعاصي، نمارس الحب الزائف

يصفني بالأدب والحياء فأغمض عيني وأرخي رأسي إلى الأرض، يا له من كاذب فلو كان صادقاً ما خرجت معه، ثم يصف جمالي ورقتي، اقترب مني أكثر مد يده لتلامس يدي، شعرت بقشعريرة سرت في جسدي، حاولت إبعاد يده، أمسكها بقوة ...

صوت قادم من ورائي، السلام عليكم، انتصب واقفاً، تصبب العرق منه

رفعت رأسي نحوه، تحولت تلك النظرات الناعسة والعيون الذابلة إلى عيون خائفة، شعرت بالخوف الشديد

همس لي لقد وقعنا إنها الهيئة ...

تعثرت الكلمات في فمي، أسقط في يدي، استسلمت للأمر الواقع ...
ركبت في سيارة وبها مجموعة من النسوة، شعرت حينها بأنني مجرمة خطيرة، مجرمة في حق نفسي، في حق أمي وأبي، في حق أسرتي، تصورت والدي قد اسود وجهه، وأمي تبكي بلوعة وحسرة، شعرت بأخي قد نكس رأسه بين شباب الحي، سمعت حينها همسات الجيران النساء والرجال وحتى الأطفال: "لقد أمسكت بها الهيئة مع عشيقها على البحر"، "إنها حامل وأسقطت الجنين"، "لم يحسنوا تربيتها" ...
رأيت زنزانة كئيبة أقبع خلفها وقد حُكم عليّ بالسجن ...
تذكرت حينها غضب الله وسخطه، تذكرت نار جهنم ...
جرت الدموع على خدي، بكيت بحرقة ...

صرخات في داخلي تتوالى تزيد من ألمي وحزني: أبي، أمي، أخي انتم السبب، أين أنتم عني

لماذا تركتموني للذئاب ؟ ...
ياليتني مت قبل هذا ...
أظلمت الدنيا في عيني، فلم أر شيئاً ، الوقت يمضي بسرعة كبيرة، تمنيت حينها لو أن الزمن يتوقف، أغمضت عيني وفتحتها، ثم أغمضتها وفتحتها، وفي كل مرة أجد نفسي أمام الحقيقة المرة، لقد تم القبض عليّ مع رجل أجنبي، وهذا يعني السجن، عاودت البكاء من جديد ....

وصلت السيارة إلى مقر الهيئة، نزل الجميع، يمشين وكأنهن يسقن إلى الموت

فتح الشرطي الباب، وليته لم يفتحه، وقفت ولم أتحرك، صرخ بي ادخلي، ود حينها أن يقول ليّ أيتها الفاجرة لكنه أمسك بها، وربما نطق بها قلبه، انخرطت في بكاءٍ رهيب كدت أن أسقط، ارحمني قليلاً، أقبل مجموعة من النسوة، أمسكن بيدي وأدخلني إلى الغرفة، رحن يصبرنني، وكلما رفعت رأسي وتأملت النساء عاودتني نوبة البكاء مرة أخرى، أشفق النساء لحالي، ورحن يذكرنني بأن الله غفور رحيم، وأن كل البشر يخطئون ويتوبون ولكن بكائي يزداد مع الوقت، همت واحدة منهن أن تكشف غطاء وجهي الذي التصق به من كثرة الدموع، أمسكت به بقوة، قالت: ارتاحي يا ابنتي، لا يوجد رجال هنا، رفضت فانصاعت لرغبتي وعادت إلى مكانها ....
بدأ النساء يكتبن أرقام الهواتف لاستدعاء أولياء أمورهن ...

طرقت على الباب، فجاء الشرطي، طلبت منه الالتقاء بالشيخ

ذهب قليلاً ثم عاد وفتح الباب، سار وسرت وراءه، جلست في الغرفة انتظر، جاء الشيخ شعرت بالخوف، أصابتني نوبة بكاء رهيبة ...

قال الشيخ : هوني عليك يا ابنتي، ماذا حدث لك ؟
ابنتي أنا ! الشيخ يناديني : يا ابنتي .. وأنا ...
انطلق حينها لساني وقلت : يا شيخ أنا داخلة على الله ثم عليك، استر عليّ ...
تعجب الشيخ مني وقال : ما الذي حدث ؟
استعجم لساني ولم استطع أن انطق، شعرت بغصة في حلقي

وبكل صعوبة نطقت : أمي في الغرفة معي يا شيخ ...
تغير وجهه وبدا عليه الحزن، أطرق برأسه نحو الأرض، ثم قام يمشي في الغرفة ...
سمعته يقول : إنا لله وإنا إليه راجعون، الأم وابنتها، أين الأب، أين الأخ، لا حول ولا قوة إلا بالله

على من نتصل على الأب أو على الأخ، لا حول ولا قوة إلا بالله ...

حاولت الوقوف لكن قدماي لم تستطيعا حملي، رحت أتوسل إليه بكلماتٍ متقطعة، أنا نادمة على ما حدث، أرجوك لا تفضحني وأمي، الفضيحة تعني دمار أٍسرة، وضياع الأم والابن وأنا، كل شيء سيدمر، أرجوك ياشيخ ...
سكت لحظة ثم خرج، وعدت أنا إلى البكاء ...

وبعد لحظات دخلت أمي، ألقيت بنفسي بين أحضانها، بكينا سوياً

رفعت رأسي نحوها : أمي اقتليني يا أمي أنا استحق ذلك، وأخفيت رأسي في صدرها ...
قالت : بل أنا التي استحق القتل، سامحيني يا ابنتي لقد أطعت الشيطان وسرت مع شهوات نفسي

وتركتك للفراغ الذي قادك إلى هنا حيث الفضيحة والعار، يالله، إنها مصيبة لن يتحملها أبوك، يا ألهي لقد خسرت كل شيء، كل شيء ...
ثم شهقت شهقة ظننت أن روحها ستخرج معها، هوى جسدها نحو الأرض، أسندتها بيدي، وصرخت أمي لا تموتي يا أمي، أحتاج إليك يا أمي، أجلستها على الكرسي، انهمرت الدموع مني بغزارة، لحظات لم أعد أرى شيء، بعدها شعرت، بيدها تربت على رأسي، رفعت رأسي نحوها، كانت ترمقني بعينين حزينتين، ظلت صامتة ...
طرق الشيخ على الباب ثم دخل، وبهدوء جلس يعظنا ويخوفنا بالله عز وجل، أوصى أمي بالعناية ببيتها وزوجها وأبنائها ...
أوصاني بطاعة أمي وتقديرها، وأن الذنب الذي وقعت فيه لا يعني عدم طاعتها واحترامها، وأن المؤمنة تخطئ فإذا تابت قبل الله توبتها ...

الحمدلله أن الجرة لم تكسر، وليس كل مرة تسلم الجرة ...
سألني هل يرضى ذلك الشاب لأخته أن تخرج مع شاب أجنبي عنها ؟
وهل يرضى شاب بأن يتزوج من فتاة تخرج معه ؟
شعرت بكلمة : لا .. تنبعث من قلبي، وشعرت بصدق الشيخ وحكمته ...
هدأت نفسي، شعرت بعدها بالندم على تفريطي، وحمدت الله أن الهيئة قبضت عليّ قبل أن تكسر الجرة، وأفقد عفتي مع ذلك الشاب المخادع ...
عدنا إلى البيت بقلوب منكسرة، لجأت أمي إلى الصلاة، قامت تبكي وتصلي، وبين لحظة وأخرى، تحضنني وتقبلني، لقد شعرت بحنانها وحبها، شعرت بشفقتها ورقتها، شعرت بأن ليّ أم ولأول مرة منذ زمنٍ بعيد ...

تغيرت أمي كثيراً وتغيرت أنا، حتى والدي تغير ولم يعد يخرج من البيت كثيراً

أخي أيضاً تغير، عاد الحب إلى البيت وعادت الآلفة والمودة بيننا جميعاً ...
وظلت كلمات الشيخ : الحمد لله إن الجرة هذه المرة لم تكسر، وليس كل مرة تسلم الجرة أرددها مع نفسي وأحياناً أشدو بها ...

وها أنا ذا مع زوجي في مملكتي الصغيرة مع ابنتي التي أتمنى أن أرعاها وأحافظ عليها

ولن أنسى ما حييت أن أعلمها أن تدعو في كل صلاة للشيخ الذي أنقذ حياة أمها من الغرق في البحر، في ليلة خميس ...



قصة واقعية

النسري 17-12-2006 05:33 AM

الكنيسة تدلني على الإسلام
 
الكنيسة تدلني على الإسلام


إن الرب واحـد

كفراشة صغيرة تتنقل بين الفصول الدراسية, تحتضن كتبها ودفاترها، كأم تحتضن طفلها الرضيع، تمنحها حبها وحنانها، تحمل بين جنبيها فرحاً يشع بريقه من عينيها، ويرتسم سناه على شفتيها ..
أحبتها القلوب لما حوته من خصال رائعة .. أدب جم .. فطنة وذكاء ..
وشغف قي طلب العلم يفوق قريناتها من المسلمات .. أو اللائي أسلمن حديثاً من بلدها الفلبين .. بل الكثير من المسلمات في بلدي ...
استحوذت على اهتمامي، أخذت أراقبها، وأتحين الفرصة المناسبة للجلوس معها ...
لم تكن هناك فرصة لكي أتحدث إليها، فهي تستغل اللحظات التي تمضيها معنا في الدراسة والمراجعة ومناقشة المعلمات فيما يشكل عليها ...
كدت أن أفقد الأمل في الجلوس معها، فقد قررت وقرر معها الداعيات في المكتب بأن تحصل على دروس مكثفة ودورات شرعية متقدمة، لكي تصبح داعية لهذا الدين بين فتيات بلدها العاملات في المستشفيات وفي المنازل اللائي يتخبطن في ظلمات الكفر ...
وأخيراً قررت أن أقتحم حياتها، أن اقتطع جزء من وقتها، أن أعرف سرها، سر شغفها بالعلم الشرعي وخاصة التوحيد
سر حرصها على أن تكون داعية لهذا الدين فيما قريناتها يكتفين بتعلم أحكام الشريعة التي هنّ بحاجة ماسة لها ...
أقبلت تتعثر في خطواتها، ارتسمت على وجهها علامات الحياء، جلست أمامي، بعد أن ألقت السلام بطريقة صحيحة جعلتني أزداد إعجاباً بها ..
لم أعرف كيف أبدأ معها؟ ..
تسابقت الاسئلة ..
كيف أسلمت؟ ولماذا؟
لماذا تحرصين على تعلم اللغة العربية؟
المعلمات يتحدثن عن شغفك بدراسة التوحيد ..
أطرقت برأسها .. ثم قالت :
ولدت في الفلبين لأبوين نصرانيين متعصبين للكنيسة الكاثوليكية ..
وقبل أن أبلغ الخامسة تقدما بي إلى الكنيسة .. قدماني هدية للرب .. أعيش بين جدرانها .. يتولى رعايتي وتربيتي الراهبات ..
وهناك فارقتهما وفارقت منزلي .. لأعيش في قصرٍ كبير .. تحيط به حديقة كبيرة .. في عيش رغد .. وحياة ناعمة مترفة .. ترعانا أيدي الراهبات .. وتباركني نظرات الرهبان ..
يتردد في سمعي .. غداً تصبحين منصرة .. غداً تطوفين العالم تحملين رسالة الرب .. تنقذين العالم من الجوع والجهل والفقر .. تنشرين السلام .. ليباركك الرب ..
هكذا ونشأت طفلة صغيرة تنعم بالحب والحنان في أحضان الكنيسة ..
عيسى يمنحها الحب .. يمنحها الطعام والشراب .. يقدم لها الألعاب .. إنه الرب الذي لا ينسانا .. يموت لنحيا .. يجوع لنشبع .. يشقى لنسعد ..
وهكذا تمكن حب الكنيسة في قلبي
صرت أردد معهم : إن الله ثالث ثلاثة .. أشير كما يشيرون .. وأنطق بما ينطقون ..
وعندما بلغت سن الدراسة .. بدأت اتعلم مبادئ النصرانية ..
ومضت الأيام .. بين قاعات الدراسة وأحضان الكنيسة .. اقترب من الحلم .. ويقترب مني .. ويزداد ارتباطي وتعلقي بالكنيسة ..
انتهيت من دراستي .. وبلغت الثامنة عشر ..
التحقت بالدراسة الجامعية ..
ثلاث سنوات من البحث والدراسة ..
تعمقت في دراسة اللاهوت .. أظهرت الكثير من الجد والاجتهاد ..
الدراسة الجامعية جعلتني أبحث بنفسي .. لم أعد أتلقى العلم من القسيسين والرهبان فقط
اتجهت للقراءة والبحث في جميع إصحاحات الكتب المقدسة والمتوفرة في الجامعة ..
قرأءت العديد من كتب الإنجيل .. تناقضات .. اختلافات .. عبارات لا تليق بالرب .. وصف يخدش الحياء .. العذراء .. الرب .. الابن .. قصص لا تليق بالإنسان العادي .. فكيف يوصف بها الرب .. انتابتني الحيرة والشك .. طردتها .. حاربتها .. كيف أشك في ديني وعقيدتي .. صرخت .. لا .. لا .. لا يمكن ..
الحب للرب والكنيسة لا زالا يسيطران على قلبي .. يجريان في دمي .. لا أملك أمامهما إلا التسليم والانقياد ..
"لم يبق على تحقيق الحلم سوى أشهر معدودة أنتهي فيها من دراسة اللاهوت
أسافر بعدها إلى إيطاليا .. لأعود منصرة تحمل رسالة الرب إلى العالم" ..
بهذه الكلمات قضيت على الصراع بداخلي ..
إلى أن جاءت اللحظة والتي كانت نقطة التحول في حياتي .. زلزلت كل قناعاتي .. هزت كياني
تلك اللحظة التي وقعت فيها عيني على آية في الكتاب المقدس تقول: "إن الرب واحد"
توقفت عند هذه الآية .. أعدت قراءتها .. قلبت الكتاب بين يديّ .. إنه أصح كتب الإنجيل .. لم يكن كتاباً دسه أحد الناقمين على النصرانية ..
تأكدت من العنوان .. إنه إحد الكتب المقررة في دراسة اللاهوت ..
تحول اليقين إلى شك .. والإيمان الذي جرى في دمي بل نما مع جسدي إلى أسئلة حائرة لم أجد لها حل ..
"إن الرب واحد" هكذا يصرح الإنجيل ..
من أُصدق إصحاحات الكتاب المقدس أم ما حفظته ويحفظه القسيسين والرهبان؟!
هل الرب واحد أم أنه ثالث ثلاثة؟
من أين أتت عقيدة التثليث؟
هذه الاسئلة أذهبت النوم من عيني .. حاصرتني الهموم ..
قرأت الآية أكثر من مرة: إن الرب واحد ..
عدت من جديد أقلب صفحات الكتاب .. العبارة تتكرر ..
أغمضت عيني وفتحتها .. لم يتغير شيء ..
الضجيج في داخلي يهتف بي ليلاً ونهاراً .. من أصدق؟ ..
وهل يمكن أن يكون المعنى واحد؟
الآية صريحة .. إنها تهدم العقيدة التي اعتقدها .. ويعتقدها النصارى .. والتي هي أساس النصرانية .. من أين جاءت عقيدة التثليث؟!..
حملت الكتاب المقدس .. مضيت إلى أكبر القساوسة .. إنه أستاذي .. لابد أن أجد الإجابة لديه .. سوف يجلو عني أحزاني .. سوف يعيد الإيمان والطمأنينة إلى صدري ..
جلست بين يديه .. نظر إلى عيني .. ونظر إلى الكتاب في يدي ..
أطرقت برأسي إلى الأرض، وانطلقت الاسئلة من شفتي ..شعرت بالراحة والسكينة وأنا أتحدث .. أما هو فقد التزم الصمت ..
رفعت رأسي .. نظرت إلى عينيه ..لقد ذهب منها ذلك العطف .. وانطلقت منها نظرة مخيفة .. اضطربت .. فزعت .. تملكني الخوف منها ..
وقف على قدمية ..
يجب عليكِ أن تؤمني بما نقوله لك .. وأن لا تفكري فيما قرأتِ ..
قالها بغضب .. ثم ذهب وتركني ..
لم يترك لي فرصة الكلام .. تركني للحيرة والشك ..
ردة فعله كانت بالنسبة لي صدمة لا تقل عن صدمتي بالآية التي قرأتها ..
لم استطع أن أصدق ..
هل القسيس لا يملك الإجابة؟ ..
أم أنه لا توجد إجابة على هذا السؤال؟ ..
مستحيل .. أن يكون الثلاثة واحد .. والواحد ثلاثة ..
"لا تفكري" .. بسهولة قالها .. فهل ألغي عقلي وتفكيري في فهم ما أنا أومن به منذ كنت طفلة صغيرة؟ ..
عدت أقرأ في الكتاب المقدس .. العبارة تتكرر ..
إن الرب واحد ..
زاد الصراع في داخلي .. لم اعد قادرة على التفكير .. توقفت عن القراءة ..
تقدمت بعدها إلى الكنيسة باعتذار عن السفر إلى إيطاليا ..
تحررت من قيود الكنيسة .. ابتعدت عنها ..
تركت الدراسة الجامعية ..
قررت البحث عن الحقيقة ..
وجدت رغبة في السفر .. السفر سيتيح لي البحث عن الحقيقة .. سيتيح لي التعرف على العالم ..
لابد أن هناك من يجيب على أسئلتي واستفساراتي ..
تقدمت إلى إحدى مكاتب العمل في بلدي ..حيث أحصل على المال، وامنح نفسي فرصة البحث عن الحقيقة ..
تقدمت بطلب للعمل .. لم أجد سوى العمل كخادمة في إحد المنازل.. لم اتردد .. في أن أكون خادمة بعد أن كنت في طريقي لأن أكون منصرة .. لعلي أعثر على الإجابة الشافية هناك ..
سافرت إلى الأردن .. وهناك تركت الذهاب إلى الكنيسة .. وانشغلت بالعمل ..
عمل .. نوم .. ثم عمل .. ثم نوم .. كالليل والنهار يحدثان كل يوم لا شيء يتغير ..
مضت الأيام تغيرت حياتي .. الكنيسة .. الكتاب المقدس .. عقيدة التثليث .. أصبحت من الماضي ..
إتقان العمل .. الحصول على الراتب .. هو ما أشغل به وقتي ..
ثناء ربة البيت يسعدني ..
الترابط بين أفراد الأسرة .. الحب والمودة .. الاجتماع .. شوق بعضهم لبعض .. رعاية الوالدين للأبناء .. طاعة الأبناء .. مظاهر كثيرة .. جعلتني أحب هذه الأسرة .. جعلتني أنسى ما جئت لأجله ..
شعرت برغبة كبيرة في خدمة هذه الأسرة .. بذلت جهداً أكبر ..
إخلاصي في عملي .. جعل ربة البيت تهتم بي .. ثناؤها امتد أمام جاراتها وصديقاتها .. تعرفت على الكثير منهن ..
وكلما أغلقت باب غرفتي لأنام .. تضطرم نار الحيرة والشك في صدري .. أعيش صراعاً شديداً مع نفسي .. اتململ في سريري .. أحاول النوم .. فلا استطيع ..
هل الرب واحد أم ثالث ثلاثة؟! ..
هل ديني وعقيدتي هي الحق؟!..
هل هناك دينٌ آخر هو الدين الحق؟!..
قررت أن أذهب إلى الكنيسة .. أن ادعو الله فيها ..
وهناك تحول الشك والحيرة إلى دعاء وبكاء .. وتضرع بين يديّ الرب الذي لا أعرف اسمه
لم ادعو عيسى ولا روح القدس .. لم ادعو الأب ولا الابن .. نسيت كل العبارات التي كنا ندعو بها .. انطلق الدعوات من قلبي .. تسقيها دموعي التي تساقطت على خدي ..
يارب .. إنك تعلم أنني ما جئت إلى هذه البلاد إلا لأتعرف على الحقيقة ..
يارب .. إن نار الشك والحيرة تمزقني كل يوم .. بل كل لحظة ..
يارب .. لا ملجأ لي إلا أنت .. ولا معين إلا أنت ..
يارب .. إن كنت تعلم أن ديني وعقيدتي هي الحق فأشرح صدري لها
وإن كنت تعلم أن هناك دين آخر هو الحق فيسره لي .. وأهدني إليه ..
خرجت من الكنيسة .. عدت إلى المنزل بقلبٍ غير القلب الذي ذهبت به ..
لم أعد أفكر بالأمر .. ذهب ما كنت أجده من حيرة وقلق ..
أيقنت أنني سأجد الإجابة .. شعور قوي بداخلي يقول لي: لقد استجاب الله دعائك .. ستجدين الإجابة ..
وفي يوم لن أنساه .. كنت أنظف المنزل فوقع بين يديّ كتابٌ صغير .. وباللغة الفلبينية .. يتحدث عن التوحيد .. شعرت أنه وضع من أجلي ..
عدت به إلى غرفتي .. بدأت أقرأ وأقرأ .. شاركت كل جوارحي في القراءة .. ومع كل صفحة بل سطر من الكتاب .. كانت نيران الشك والحيرة تنطفئ ..
ونور الحقيقة يضيء صدري .. إن الله واحد .. إن الله واحد لا شريك له .. لا يُعبد سواه .. ولا يُدعى غيره ..
صرخت : لقد وجدت الحقيقة .. لقد استجاب الله دعائي ..
إنه الإسلام .. إنه الدين الحق ..
أسرعت إلى المذياع .. أنصت إلى إذاعة القرآن الكريم ..
أحسست براحة وانشراح في الصدر .. رغم عدم معرفتي باللغة العربية ..
أقبلت على القراءة .. تعرفت على الإسلام .. زاد يقيني بأنه الدين الحق .. بأنه الدين الوحيد القادر على أن يجيب عن اسئلتي .. الذي يعيد لي الطمأنينة ويُذهب عني الحيرة والشك ..
أشهد أن لا إله إلا الله .. نطق بها قلبي ولساني وكل جوارحي .. حتى دموعي التي تسارعت على خدي أعلنت الفرح .. لقد وجدت الحقيقة ..
عدت إلى بلدي الفلبين .. بعد انتهاء مدة خدمتي في ذلك المنزل المبارك ..
وهناك تقدمت بطلب للعمل في السعودية .. ليتسنى لي رؤية المسجد الحرام والمسجد النبوي .. وكان لي ما طلبت .. بل رزقني الله بربة بيت رائعة .. منحتني الحب والعطف .. أخذت بيديّ إلى مكتب دعوة الجاليات بحي السلامة .. لأتعلم القرآن الكريم والسنة النبوية ..
التقيت بالداعيات المسلمات من الفلبين .. أقبلت على الدراسة .. ودراسة اللغة العربية ..
وجدت لذة الإيمان .. مع تلاوة القرآن الكريم .. وكلما قرأت في سنة النبي صلى الله عليه وسلم زدت شوقاً وحباً له ..
وكلما تذكرت بلدي .. أمي .. أبي .. أخواني .. فتيات بلدي .. شعرت بالحزن يستولي على حياتي ..
أحسست بعظم المسؤولية الملقاة على عاتقي ..
يجب أن أنقذهم من النار في الدنيا قبل الآخرة ..
إنهم يحتاجون إلى دعاة مخلصين ..
ويجب أن أكون أنا واحدة منهم .. يجب أن أتعلم وأتعلم ..
لقد تغير الحلم من منصرة تدعو إلى عقيدة باطلة ودين منسوخ .. إلى مسلمة تدعو إلى الدين الحق .. (إن الدين عند الله الإسلام) ..
أنا فخورة بديني وإن كنت خادمة .. فهذه المهنة قادتني إلى الهداية ونور الإسلام ..
إنني على يقين أن الله سيعوضني خيراً مما تركت ..
ترقرق الدمع في عينيها .. سكتت لحظة .. ثم أخذت تردد :
الحمد لله .. الحمد لله .. الحمد لله ..
قمت إليها .. وضعت يديّ على كتفها ..همست لها :
باب من حقق التوحيد دخل الجنة ..
ابتسمت ثم قالت :
من كان آخر كلامه من الدنيا : لا إله إلا الله دخل الجنة ..


قصة من الواقع

النسري 20-12-2006 04:37 AM

فضيحة الكاهن قادتني للإسـلام
 
فضيحة الكاهن قادتني للإسـلام



أين أبي يا أمي ؟

سؤال بريء من طفلٍ صغير، يسمع الأطفال ينطقون بكلمة بابا، وهو لا ينطق بها ...

إنه السؤال الذي لن يجد له إجابة يوماً ما ...

ويكبر الصغير، ويصبح السؤال في طي النسيان، فالذين لا آباء لهم كثير في بلده ...

فالأمر طبيعي، أنت نتاج لقاء عاطفي بين ذكر وأنثى، جمعتهما الفاحشة ولذة المعصية، رحل الذكر وبقيت أنت في رحم الأنثى لتخرج إلى الدنيا بلا أب ...

الكثير من الأطفال في بلدي بلجيكا يولدون بلا أب، والقليل لهم آباء

وربما يكونوا ليسوا آبائهم، هكذا سمعت أصدقائي يقولون ...

وها هو الطفل الصغير يبلغ سن الخامسة عشر ...

ويتبدل السؤال : أين أبي ؟ إلى سؤالٍ آخر ، بل اسئلةٍ كثيرة ...

من الذي خلقني ؟ ...

لماذا خلقت ؟

من خلق هذه المخلوقات ؟

إلى أين أمضي ؟

ماذا بعد الموت ؟

توالت الاسئلة، لم تجد الأم الإجابة ...

أمسكت بصغيرها، توجهت به إلى الكنيسة ...

ساورها أمل في أن يكون ابنها قسيساً يوماً ما ...

وبدأ الصغير يداوم على الحضور مع أمه إلى الكنيسة كل يوم أحد ...

تكررت المواعظ على سمعه، إنها حياة جديدة ...

الرذائل .. الفواحش .. إنها قبيحة، إنها تغضب الرب ...


هكذا كان القسيس يعظ الناس، يحذرهم ويخوفهم ...

توقفت الاسئلة، لم يجد الإجابات التي تشفي صدره، بل زاد الغموض في حياته ...

لكن الحياة الجديدة، والتغير الذي حدث له، جعله يسكن قليلاً ...

تعلق قلبه بالقسيس، تمناه أباً له، فحديثه عن الفواحش كان يجدد له ذكرى السؤال: أين أبي ؟ ...

وتمضي الأيام ...

ولا زال يوم الأحد يعني له يوم الطهر والنقاء، إنه يوم المواعظ، والجلوس بين يديّ القسيس، وهو يتلو آيات الأنجيل المحرفة ...

وتطلع الشمس ذات تحمل خبراً شنيعاً، وحادثة رهيبة، هزت كيان الشاب

هدمت كل المواعظ التي سمعها، نسفت كل المعتقدات التي اعتقدها ...

لقد جاءت الفضيحة لتعري القسيس، وتكشف عن حقيقته ...

لقد كان يتاجر بأعراض الأطفال، يقودهم إلى الفاحشة والرذيلة ...

أين مواعظه ؟ أين دموعه ؟ أين بكاؤه ؟ أين غضبه ؟ ...

الفواحش .. الرذائل، تغضب الرب ...

هجر الناس الكنيسة، فالنور الذي كان يضيء لهم الطريق، لم يكن سوى مجرم خبيث سرق كلمات ومواعظ، وراح يخدع بها الناس ...

عادت الأسئلة وعاد الحزن يجثم على صدره ...

راح يبحث عن السعادة الحقيقية ...

عالم المخدرات، عالم جديد، لحظات يغيب فيها عن العالم، يضجك يبكي، ليس مهماً ما يحدث، إنه يبحث عن السعادة ...

وفي الحقيقة إنه يهرب من الضنك الذي يسطر على قلبه إلى الشقاء ...

يغيب عن الدنيا حين يتجرعها، ويعود فيهرب، فالهم والغم والحزن لم يفارقوا صدره، يعود ليتجرع المخدرات ليغيب عن الواقع ...

المخدرات أنهكته، تحولت إلى ألم لا يفارقه، انحدر في سلوكٍ بهيمي، لم يعد يشعر بإنسانيته

ظلام أطبق على بصره، أفاق وراح يبحث عن العلاج ...

كان شجاعاً وذكياً وصل إلى العلاج من المخدرات ...

لكن معاناته لم تفارقه، قلبه يحمل حزنه القديم، وحزناً جديداً على من يتعاطى المخدرات ...

انضم إلى جمعية لمكافحة المخدرات، عمل بجد و تفان، شعر بالسعادة كلما مد يداً لينتشل غريقاً يتخبط في دركات الشقاء ...

لكن السعادة تزول وتعود الاسئلة تتجاذبه من جديد ...

هل وجدت السعادة ...

لماذا يشقى هؤلاء بالمخدرات ...

لقد أنقذته، ولكن أين الطريق إلى الراحة والسكينة ؟...

وعاد يبحث من جديد ...

الرياضة الروحية، تمنحك السعادة ...

تخلص من أحزانك وآلامك النفسية والجسدية، شاركنا في الرياضة الروحية، رياضة اليوغا، لتعيش السعادة والسكينة والراحة ...

كلمات سال لها لعابه، ركض نحوها ...

إنها جماعة بوذية قدمت من بلاد الهند، إنها دين جديد ...

جرب، ربما تجد السعادة ...

أندفع في تلك الرياضات الشاقة، تحول إلى روح تحلق في السماء، شقي جسده

وغابت روحه في عالم من الأوهام والخيالات ...

حياة جديدة أنغمس فيها، تخلى عن كل شيء ...

لكن اللحظات التي يفيق فيها، تحمل العذاب الأليم ...

إنه لم يجد إجابات عن أسئلته ...

لم يجد السعادة ...

لكنه الهروب من الواقع ...

وتمضي الأيام، السكر ذاب في فمه والطعم الذي وجده في تلك الطقوس الوثنية عاد مراً

والسآمة التي فر منها أطبقت على صدره، والأسئلة عادت من جديد ...

هل أنت مقتنع بحياتك ؟

هل وجدت الإجابة ؟

انتقل إلى مدينة جدة، كانت فرصة للبحث عن حياة جديدة، فرصة للتغيير ...

تنقل بين طرقاتها، تأمل أسواقها، صوت الآذان لحظة تغيير تشمل كل شيء في المدينة، يتحول لحظتها الضجيج إلى سكون ...

وقريباً من سكنه الجديد، وفي طريقه الذي يسلكه، جذبته كلمات كُتبت على لوحة كبيرة

المكتب الدعوي بجدة، طرح السؤال على رفقاءه ...

- إنه مكتب يهتم بتعريف الجاليات والناطقين بغير اللغة العربية بالإسلام، من المسلمين وغير المسلمين على حدٍ سواء ...

تذكر الأسئلة، تذكر الحيرة التي يتخبط بين ظلماتها ...

عادت الهموم تجثم على صدره، وتزداد الأسئلة كلما مر بذلك المكتب الدعوي، قادته قدماه نحوه، وقف يتأمل الكتب ...

مضت الدقائق وهو واقف يتأمل، استغرق في التفكير، لم يشعر بمن حوله

صوت قادم من وراءه ..

- تفضل بالدخول، وأشرق وجهه بابتسامة

- هل تسمحون بالدخول لغير المسلمين

- نعم .. فالمكتب يستقبل الجميع

تقدم خطوات مع الشاب، تجول بين الكتب ...

- هل يوجد كتب باللغة الفرنسية

- نعم .. هذا كتاب : إنه الحق للدكتور عبدالمجيد الزنداني

- هل يمكنني قراءته

- إنه هدية

- شكراً لك

- وهذا أيضاً ترجمة للقرآن الكريم

حمل الكتابين وخرج من مقر المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات بحي السلامة ...

همته العالية، وحزنه العميق، بالإضافة إلى الأسئلة التي حولت حياته إلى ضيق ونكد، جعلته يقبل على الكتب بشراهة ...

تساقطت الأسئلة سؤال بعد آخر ...

ومع كل إجابة، يسمع هتافاً بين جنبيه وجدتها ...

عاد إلى بلجيكا يحمل الكتابين، وأرقام بعض المسلمين حتى يتصل بهم ...

واصل القراءة، إلى أن جاء ذلك اليوم، وتلك اللحظة، والتي شعر فيها بأنه لابد وأن يتخذ القرار الصحيح، لابد وأن يسلم ...

نطق بالشهادتين، وأعلن إسلامه بين المسلمين ...

السكينة، الطمأنينة، السعادة، شعر بها تتسلل إلى جسده، وهو ينطق : أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله، فجرى الدمع على خديه ...

ومن تلك اللحظة، تغيرت حياته، وتغير اسمه إلى الحسين بن علي ...

لم ينس عبدالعزيز، قرر الحج وزيارته، وكان له ما أراد ..

لقد وجدت الحق يا عبدالعزيز، هكذا نطق، وهكذا نطقت جوارحه، ودموعه ...



قصة من الواقع


النسري 24-12-2006 12:57 AM

بحثتُ عنها في الكنائس .. فوجدتها في المطار ..
 
بحثتُ عنها في الكنائس .. فوجدتها في المطار ..



تزوجت بإحدى الفتيات وبعد عدة أشهر أنجبت لي طفلي الأول الذي كنت سعيدا به أيما سعادة ولكن لم تكتمل فرحتي فلقد كان مريضا جدا جدا

وقضيت السبعة أيام الأولى من مستشفى إلى مستشفى وأخيرا مات ..

" لكنه " ..

قبل أن يموت بلحظات وبينما أنا أحمله بين ذراعي قال لي : (( الله )) ...

حفظت هذه الكلمة جيدا رغم أنها لم تكن في لغتنا وبقيت سنوات وأنا أسأل عن هذه الكلمه تنقلت من كنيسة إلى كنيسه أسأل عن هذه الكلمه ... كان جوابهم أني مازلت متأثرا بموت ابني وأنهم لم يسمعوا هذه الكلمه ومن المستحيل أن يتكلم طفل في يومه السابع ....

وبعد عدة سنوات ... أتاني عقد عمل في السعوديه وسافرت إلى الرياض ... ((( وعندما وضعت قدمي على أرض المطار ))) ... سمعت تلك الكلمه التي أبحث عنها منذ سنوات .. **انه ينادي ..(( الله أكبر ))

وتتكرر الكلمه ... سألت الرجل الذي أتى لاصطحابي إلى الشركه وكان من بني جلدتي .. وقال لي .. (( لا أعرف شيئا سوى أنه عندما تسمع هذه الكلمه يعني أن المحلات ستقفل ولن تستطيع أن تشتري شيئا )) ...

ذهبت إلى البيت الذي سأسكن فيه وكان الوقت مساءا ... ** وفجأة أيقظني ذلك المنادي ثانية عند الفجر .. (( الله أكبر )) ..

(( إنها الكلمه التي طالما بحثت عنها )) .. خرجت بعدها بقليل ومشيت خلف من يمشون إلى أن وجدت مسجدا ..

ولم أستطع أن أكلم أحدا لأنهم لا يعرفون لغتي وأنتظرت إلى أن وجدت رجلا من بني جلدتي وسألته عن هذه الكلمه التي قضيت سنوات وأنا أبحث عنها وعن المكان الذي خرج منه - المسجد - وشرح لي أشياء كثيره عن الدين الإسلامي .. وبعدها قررت مباشرة إعلان إسلامي

وأخبرته بذلك فما كان منه إلا أن أخذني إلى إمام المسجد وبعدها إلى مكتب توعية الجاليات وقالوا لي أنه يتعين علي معرفة بعض الأشياء إلا أنني قلت : لا يهم لا يهم أريد فقط أن أسلم وأدخل الدين الذي أحبه طفلي ..

وأعلنت إسلامي وشهدت أن :

* لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله *

وها أنا أنتظر أن أجتمع بابني الذي أنقذني قبل أن يفارق الدنيا ..

هذه قصة شاب فلبيني قضى سنوات من عمره يبحث عن كلمة " الله "

حتى وجدها ..

أختي .. أخي .. كم مرة سمعتما هذه الكلمه؟؟ وهل قضيتما سنوات من عمركما لترضوه سبحانه؟؟

أخي .. أختي .. الملايين يعيشون في الظلام وأنتما تعيشان في النور ..

فهل شكرتما هذه النعمه ؟؟؟؟؟

اللهم لك الحمد والشكر على نعمة الإسلام .. ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا ..

النسري 26-12-2006 06:05 AM

هـذه الغـرف دمّـرت حياتـي
 
هـذه الغـرف دمّـرت حياتـي



ملامحها دقيقة، ولكنها شاحبة منطوية قليلة الحديث، من عائلة راقية، الكل انتقدها في عزلتها ووحدتها، إنها الزميلة الجديدة التي أهلت علينا، أحببت أن أخرجها من عزلتها مرة بمجاذبتها أطراف الحديث، وأخرى بتقديم بعض المأكولات، وحاولت أن أتغلغل في داخلها، ولكن في كل مرة كنت أحس أن هناك سداً منيعاً يمنعني من ذلك، تعرفت على القليل عنها الأم والأب على ثقافة عالية وهما أستاذان في الجامعة، وهي تخرجت حديثاً متزوجة وتنتظر حادثاً سعيداً، فكان كل ما حكته لي لا يؤدي إلى ما هي فيه من اكتئاب وعزلة، وفي يوم فوجئت بوقوفها على باب غرفتي جامدة لا تتحرك، قمت إليها متهللة، فنظرت إلي محملقة ما هذا؟ قلت: هو الكمبيوتر الذي أقوم بالعمل عليه، وأنت تعلمين هو وسيلة العصر، وعلى فكرة أنا لا أمل منه فهو معي في عملي وبيتي أيضاً.
فقالت: وماذا تفعلين به في البيت هل تكملين عملك هناك؟ قلت: لا ولكني أفتحه لأعرف أحوال الناس وأخبارهم على الإنترنت، فوجئت بفزعها واضطرابها، ثم قالت بلهفة بالله عليك لا تفعلي، فأنا أحبك، وهذا الجهاز مدمر يدمر صاحبه، تعجبت لما بدر منها، وهدأت من روعها، استأذنت في الانصراف، أحببت أن أثنيها عن عزمها ولكنها صممت، تركتها وأنا أتساءل لم كان الجهاز مدمراً وهو الذي ندبر به أمور حياتنا.
وفي اليوم التالي ذهبت إليها، وأنا عازمة على معرفة السبب قدمت التحية ردتها ولم تزد، أخذت أتودد إليها، ثم قلت فجأة ما سبب وصفك للكمبيوتر بأنه جهاز مدمر يدمر صاحبه؟
نظرت إلي نظرة فاحصة، ثم قالت هل تدخلين صفحة البيت؟ قلت: بالطبع، مصمصت شفتيها، وازدادت شحوباً، وأخذت تتمتم بكلمات لم أتبينها، ولكن شممت منها ثورتها.
نظرت إلي مشفقة حانية يا أختاه: هل تقبلين النصيحة من أخت تحبك، هذه الصفحة في وقت من الأوقات كانت شغلي الشاغل، وكانت غرفة الحوارات هي كل ما يهمني، والتي من خلالها تعرفت على شاب استمالني بكثرة الحديث، ووصل به الأمر إلى أن يستدعيني في غرفة خاصة؛ ليسألني عن أموري، وأسأله عن أموره، وزادت العلاقة بيننا، فأصبح كل منا مرآة الآخر، بالرغم من أنه لم يرني، ولم أره وكان يعمل في دولة عربية.
وللأسف لم أفاتح والديّ عن هذه العلاقة، وكنت أدمن الجلوس عليه، والغريب أنهما لم يسألاني هل كان هذا خطأ منهما أم الخطأ كان مني لا أدري!! المهم تطورت العلاقة، وطلب مني المقابلة طبعاً لم أتصور بأي حال أن تتطور العلاقة هذا التطور الخطير، طمأنني بأن المقابلة ستكون في مكان عام، حتى يراني كما رسمني في مخيلته، وافقت بعد تردد، وقابلته.. تنهدت تنهيدة ثم استرسلت، فلما رآني.
قال بالضبط كما تصورتك في نفسي، جلس وقال: لقد ولدنا لنكون لبعض، فأنا أريدك زوجة لي، قلت ولكنني لم أكمل دراستي بعد، قال: ما يضر نتزوج بعد إتمام الدراسة، وخاصة أنه لم يتبق على نهاية العام إلا عدة شهور نكون قد هيأنا بيت الزوجية، وأعددنا أنفسنا لذلك، كيف أقنعني بفكرته لا أدري، فاتحت والديّ بأن أخاً لصديقة لي يريد التقدم، ولم أخبرهما بالحقيقة وشكرت في خلقه.
وتم الزواج، ويا ليته، لم يتم، في أرقى الفنادق، وكان كريماً سخياً في شراء الشبكة والهدايا، وتجهيز الجهاز، وطرت إلى البلدة التي يعمل بها، كان يعاملني برقة أحسد عليها نفسي، ولكن داخلي يحدثني بشيء آخر، وبدأ يلح علي في العمل حتى لا أشعر بالوحدة، وخرجت فعلاً للعمل، وطلبتني الشركة للعمل فيها فترة ثانية، ففوجئت بتشجيعه لي، وبرر ذلك بأنهم واثقون في عملي، ولا بد أن أكون عند حسن ظنهم، عملت يومياً من أول اليوم إلى آخره، وفجأة في يوم أحسست بالإرهاق، فاستأذنت في الانصراف، وكان عادة يقوم بتوصيلي في الذهاب والعودة، فأخذت سيارة أجرة، وقمت بتدوير المفتاح في الباب، فكان مغلقاً، طرقت الباب فتح بعد فترة، وكان مرتبكاً، فسألته عن سبب إغلاقه للباب فتهرب من الإجابة، دخلت إلى غرفة نومي وجدت ثوباً من ثياب النوم على الأرض، فلم أهتم، وبسبب إرهاقي نمت نوماً عميقاً، وبعد الراحة تذكرت الأحداث ومجريات الأمور، فلعب الوسواس في صدري لم أسأله عن شيء، ومثلت عدم الاهتمام، وأصر على ذهابي إلى طبيب لفحصي، وبشرنا الطبيب بقدوم حادث سعيد، وجدته متجهماً بعكس ما أعرف من أن الأزواج يهللون بالطفل الأول، وعلل ذلك بأن الوقت غير مناسب، وبعد عدة أيام، عاودتني الآلام فاستأذنت ورجعت من العمل فجأة، ويا هول ما رأيت توقفت والدموع تملأ مقلتي، وقد تحجرت في محاولة إخفائها، فنكست رأسها، وأسندتها بيديها، صمتت برهة، ثم استرسلت، رأيته ورأيتها، ويا ليتني لم أرهما في غرفة نومي وعلى مخدعي، مادت الأرض بي، وضاقت علي نفسي ومن هول ما رأيت لم أتفوه بكلمة انتظرت بالخارج حتى خرجت العشيقة، فلملمت متعلقاتي، ولم ينبس بكلمة، ورجعت إلى أهلي في أول طيارة، وكنت ضحية هذا الجهاز اللعين، الذي يلعب بحياة الناس، ويهدد مستقبلهم .

النسري 28-12-2006 02:29 AM

استشهاد فتاة سعودية!
 
استشهاد فتاة سعودية!


نقلا عن أحد الإخوة

في سفرتي هذه لأداء الامتحانات .. سألني أحد الأطباء عن طبيبة سعودية مشهورة عندهم مجهولة عندنا .. هذه الطبيبة كان لها الأثر الكبير في قلب موازين عمليات جراحات المخ والأعصاب جعلت من الجراحات المتخصصة الصعبة .. جراحات بسيطة سهلة وبالتخدير الموضعي أيضا ورجعت بي الذاكرة إلى الوراء خمس سنوات مرت تقريبا .. تعرفت بها على تلك الفتاة الناضجة .. المسلمة التي جعلت من الطب مهنه محترمة .. تجعلنا نقف احتراما لتلك الإنسانة دائما وأبدا

هذه الطبيبة السعودية درست وتخرجت من مدرسة الطب في جامعة الملك فيصل، وبعد حادث مريع حصل لوالدها وأدى إلى وفاته بسبب كسر في الجمجمة .. قررت وأصرت أن تكون أول جراحه مخ وأعصاب سعودية .. وبسبب أن ليس لدينا هذا النوع من الدراسات فقد تقدمت وقتها لمجلس الدراسات العليا في أمريكا ، وعملت اختبارات الامتياز وغيرها .. لتنظم لجامعه من أعرف جامعات الطب في أمريكا وهي جامعة شارلز درو للطب والعلوم في مستشفى مارثن لوثر كنج بعد أن تأهلت و أنهت دراستها في هذا التخصص الصعب .. عملت جاهدة على ترتيب معايير الإصابات الدماغيه وطرق علاجها .. فاستفاد العالم من أبحاثها الطبية التي أثرت فيها الساحة
قامت هذه الطبيبة رحمها الله .. بالكثير من الاختراعات التي جعلت من الطب والفتاة المسلمة انسانه قوية بكل ما تحمل الكلمة .. وعلى ما أذكر .. كان جهاز الاسترخاء العصبي وهو عبارة عن وحدات من أجهزة الكمبيوتر المحاكي تستطيع من خلالها تحريك وشفاء بعد إذن الله تعالى الأعصاب المصابة بالشلل .. كذلك اخترعت جهاز الجونج، وهو جهاز فريد من نوعه يساعد في التحكم في الخلايا العصبية ما بين فتحها وإغلاقها والذي يعتبر الوحيد في العالم .. وعلى ما أذكر أن الدكتورة رحمها الله حصلت على براءة الاختراع من المجلس الطب الأمريكي PCT
وهنا .. بدأت لحظات عمر الطبيبة يعد العد التنازلي
في ذلك اليوم عام 1997 قابلت الطبيبة رحمها الله في بالوبيتش، وقد كانت هي المرة الأولى التي أقابلها على الرغم أني سمعت عنها الكثير .. قابلتها بحجابها الإسلامي الملتزم وبكلامها المحتشم .. وكنا وقتها بصدد أنشاء معمل أزاله الأورام باستخدام جهازها رحمها الله قالت الطبيبة .. لماذا لا تعمل في السعودية .. قلت لها .. أنني استجمع خبرات العمل .. ولا بد لي في يوم أن أرجع بإذن الله .. وقالت .. أنها سوف تسافر لمكة لأداء العمرة .. وسوف تدعي لي بأن الله يوفقني .. كانت كلماتها بسيطة جدا .. معبرة .. جدا .. تأخذك في مجال الأبحاث وكأنها عملاقة في علمها رقم صغر سنها .. بلهجتها الحجازية المتسارعة قالت .. أن الأمريكان عرضوا عليها مبلغ من المال والجنسية .. فما رأيكم؟ وقد كنا وقتها مجموعه من الشباب السعودي منا من هو مقيم ويعمل .. ومنا من هو لازال يدرس وينتظر تخرجه ليعود لأرض الوطن
حارت النظرات فقد كان المبلغ خمسة ملايين دولار .. يحلم بها أي باحث طبي لينشأ معمله الخاص .. في أي مكان ..وليس هذا فقط .. بل أعطيت الدكتوة رحمها الله عرضا بالجنسية ما إذا وافقت على العرض من الجانب الأمريكي

كانت الدكتورة دائما .. أسمعها تقول .. يا رب سهل لي أمري يا رب سهل لي أمري .. وكنت أقول مازحا .. راح يكون سهل إنشاء الله بس أنت شدي حيلك .. ترد .. وتقول .. أكثر من كدا راح ينقطع

لم تنظر الطبيبة لكلماتنا .. بأن عليها مغادرة الأراضي الأمريكية فورا .. بل استمرت في دارستها .. وتعلمها .. وأبحاثها في تطوير الجهاز, استمرت وهي تطلب من الله أن ينصرها وأن يحفظها

بعدها .. سافرت أنا ومجموعة العمل .. إلى تاكسس حيث مقر عملي الأساسي .. وبعدها بسبعة أشهر وأنا أشاهد الأخبار .. سمعت أن الدكتورة سامية الميمني قد قتلت خنقا في شقتها وجدت جثتها رحمها الله في أحد المدن القريبة من بلوبتيش في سيارة تستخدم لأغراض التبريد والتي لم تعد تستعمل من قبل الشركة مالكة السيارة

إهتزت الدنيا في أول ثلاثة أيام في أمريكا .. واهتز مجلس الطلبة السعوديين ..واهتزت السفارة السعودية .. واهتزت أنفسنا من الداخل بكينا بكاء مر على تلك العالمة السعودية التي أرادت أن تجعل من الفتاة السعودية فتاة يحتذي بها في الالتزام بالشرع ..وبالتعلم حتى وصلت لأعلى مراتب العلم في تخصص يعد من أصعب تخصصات الطب حتى الآن

وبعد أسبوع من الحادثة .. تم الإعلان عن القبض على رجل يعمل حارسا للعمارة التي قد كانت تسكن بها الطبيبة رحمها الله ..وزج به في السجن المؤبد ..وقفل ملف القضية .. بعد أن حكم عليه بسبب وجود بصماته على الشريط اللاصق الذي استخدمه لسرقة أثاث القتيلة ومعها أبحاثها وبراءة الاختراع وكل ما تملك من مال ومصاغ
وأقفلت القضية رغم أن القاتل لم يعترف بأنه هو الجاني ..وعلى الرغم من الحكم المخفف الذي حكم عليه .. فهو لا زال ينكر بأنه هو الفاعل
والسؤال .. لو قلنا أن هذا القاتل وهو حارس العمارة .. والذي عثر بعد القبض عليه جميع الأثاث مخزن في أحد الشقق القريبة من العمارة إياها .. لكن أين ذهبت أوراق الأبحاث ..وأين ذهبت أوراق الاختراع ‍‍‍‍‍‍.. هل CIA الأمريكية لديها ضلع في الموضوع .. هل اليهود لديهم ضلع في الموضوع هذه الأسئلة نوجهها للسفارة السعودية التي لم تهتم كثيرا بالموضوع .. وعلقت بأنه حادث عارض .. حصل بغرض السرقة فقط

وتم نقل جثمان الطبيبة لمكة بتكتم شديد من الجرائد السعودية وأعلامنا الجهبذ .. والتي لم تنشر كلمة واحده عن الموضوع وقتها ولا الآن ..ولا أعتقد حتى لاحقا
رحمها الله وأسكنها فسيح جناتها ..وغفر لها

أحببت أن أضع هذه القصة المحزنة بين أيديكم لتحذروا من كل مشرك يتأهب لهذا الدين العظيم الذي يثير في نفوسهم الخوف كل لحظة ويوم ...

النسري 06-01-2007 06:10 AM

المرأة التى بكت ملك الموت عندما قبض روحها ..
 
المرأة التى بكت ملك الموت عندما قبض روحها ..




ورد في بعض الآثار أنَّ الله عز وجل أرسل ملك الموت ليقبض روح امرأة من الناس

فلما أتاها ملك الموت ليقبض روحها وجدها وحيدة مع رضيعاً لها ترضعه وهما في صحراء قاحلة ليس حولهما أحد

عندما رأى ملك الموت مشهدها ومعها رضيعها وليس حولهما أحد وهو قد أتى لقبض روحها، هنا لم يتمالك نفسه

فدمعت عيناه من ذلك المشهد رحمة بذلك الرضيع، غير أنه مأمور للمضي لما أرسل له، فقبض روح الأم ومضى، كما أمره ربه: (لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون)


بعد هذا الموقف - لملك الموت - بسنوات طويلة أرسله الله ليقبض روح رجل من الناس

فلما أتى ملك الموت إلى الرجل المأمور بقبض روحه وجده شيخاً طاعناً في السن

متوكئاً على عصاه عند حداد ويطلب من الحداد أن يصنع له قاعدة من الحديد يضعها

في أسفل العصى حتى لا تحته الأرض ويوصي الحداد بأن تكون قوية لتبقى عصاه سنين طويله .

عند ذلك لم يتمالك ملك الموت نفسه ضاحكاً ومتعجباً من شدة تمسك وحرص هذا الشيخ وطول أمله بالعيش بعد هذا العمر المديد، ولم يعلم بأنه لم يتبقى من عمره إلاَّ لحظات .

فأوحى الله إلى ملك الموت قائلاً: فبعزتي وجلالي إنَّ الذي أبكاك هو الذي أضحكك

سبحانك ربي ما أحكمك

سبحانك ربي ما أعدلك

سبحانك ربي ما أرحمك

نعم ذلك الرضيع الذي بكى ملك الموت عندما قبض روح أمه

هو ذلك الشيخ الذي ضحك ملك الموت من شدة حرصه وطول أمله

: فالنعلم يا اخواني أن كل انسان مكتوب رزقه على الله متى يعيش وكيف يعيش .

النسري 08-01-2007 01:01 AM

تركهـا فـي الشقـة !!!
 
تركهـا فـي الشقـة !!!



هذه القصه حقيقيه :
يوم من الايام الجميله تعرفت الفتاه على شاب في مقتبل العمر من جده وكل يوم اتصالات وحب وحنان الى ان قال لها بعد ان وثقت به كل الثقه وش رايك نروح مكه عشان ناخذ عمره وهي بدورها قالت كويس خويي يبا الاجر وهي ما تدري عن ما سوف يحصل لها
راحت معه على انها بتروح مع زميلاتها الى السوق من بدري
لمن وصلو مكه اخبرها الشاب انهو قد استاجر شقه عن طريق احد زملاه وانهم بيريحون في الشقه (اخذتهم السواليف في الخط ونسو يحرمون) راحو للشقه ريحو الى المغرب ثم قالت له انها راح ترجع البيت الساعه 12 الليل قال اوكي ما اظن مثل هؤلاء يعرفون الصلاة الا من رحم ربي دخلو الشقه (الشقه غرفه مع دورة مياه) دخلو غرفة النوم وبعد تلميحات فعلو الجريمه الزنا
وهذا حاصل في كل مكان الشاهد انه حصل للشاب ظرف طارىء والبنت تتشروش في الحمام ورجع الشاب الى جده وتركها في مكه اشرف بقعه على وجه الارض
الشقه كانت مستاجره ليوم واحد فقط
راحت البنت وقعدت في الحرم ثم كلمت اهلها وقالت انا في مكه تعالوا اخذوني
علمت العائله فضيحه البنت ولا استطيع ان اصف ماذا حصل للوالدين خاااااصه

لا حول لنا ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

النسري 10-01-2007 04:31 AM

ماذا تفعل على شاطىء البحر في منتصف الليل؟؟!!
 
ماذا تفعل على شاطىء البحر في منتصف الليل؟؟!!


قصة مؤلمة :

يقول الراوي كنت على شاطئ البحر فرأيت امرأة كبيرة في السن جالسة على ذلك الشاطئ تجاوزت الساعة 12مساءً فقربت منها مع أسرتي ونزلت من سيارتي ... أتيت عند هذه المرأة , فقلت لها : يا والدة من تنتظرين ؟

قالت : انتظر ابني ذهب وسيأتي بعد قليل ... يقول الراوي : شككت في أمر هذه المرأة .. وأصابني ريب في بقائها في هذا المكان . الوقت متأخر ولا أظن أن أحد سيأتي بعد هذا الوقت ...

يقول : انتظرت ساعة كاملة ولم يأت أحد ... فأتيت لها مره أخرى فقالت : يا ولدي .. ولدي ذهب وسيأتي الآن .

يقول : فنظرت فإذا بورقه بجانب هذه المرأة .

فقلت : لو سمحت أريد أن اقرأ هذه الورقة .

قالت : إن هذه الورقة وضعها ابني وقال : أي واحد يأتي فأعطيه هذه الورقة.

يقول الراوي : قرأت هذه الورقة ... فماذا مكتوب فيها ؟

مكتوب فيها : ( إلى من يجد هذه المرأة الرجاء أن أخذها إلى دار العجزة ).

عجباً لحال هؤلاء .

............


- أيها الأخوة لا تظنون هذه القصة من الخيال والله في البيوت أعظم من ذالك, واسألوا المحاكم وزوروا المستشفيات ترون العجب العجاب .

فلنتقي الله أخوتي الكرام في والدينا وفي أنفسنا ونسأل الله تعالى العفو والعافية ...

النسري 15-01-2007 10:59 PM

ثلاث فتيات يدخلن المسجد بملابس سباحه((قصه واقعيه))
 
ثلاث فتيات يدخلن المسجد بملابس سباحه((قصه واقعيه))



أما القصة يا أعزائي فهي قصة حقيقية بالفعل وقد حدثت في إحدى المدن في الولايات المتحدة الأمريكية ولا يحضر ببالي اسم الولاية الآن

وقد حدثت هذه القصة قبل عدة سنوات

أما البداية فكانت كالآتي:

ثلاث بنات أمريكيات طائشات يظنن أنهن يتمتعن بحياتهن وحريتهن ومراهقتهن ويفعلن كل ما يحلو لهن بدون أي رادع أو وازع سواء أكان ديني أو اجتماعي فبالنهاية هن يعشن في مجتمع غريب الأطوار فاسد إن لم يكن للفتاة صاحب أو إن لم تخرج للملاهي الليلية وتشرب الكحول وترافق الشباب وكل ما هب ودب، إن لم تكن الفتاة تفعل ذلك فاسمع أقاويل الناس عنها وذمهم لها وبأنها غريبة الأطوار وأنها ليست طبيعية0

فعلا مجتمع غريب

وفي يوم من الأيام كانت هذه الفتيات الثلاث كالعادة ------ كانوا يريدون الذهاب للبحر وقد لبسن ملابس السباحة الخليعة(البكيني) وفي طريقهم إلى البحر كانوا يتسكعون في الشوارع من شارع إلى آخر حتى فجأة دخلوا شارعا ووجدوا فيه؟

احزر يا عزيزي القارئ ماذا وجدوا؟

وجدوا مسجدا ولكنهن استغربن ولم يعرفن ما هذا فسألوا من حولهم في الشارع فقالوا لهن هذا مسجد للمسلمين0

ولكن ذلك لم يكن ليغري فضولهن بعد فنزلوا من السيارة وقرروا الدخول إلى داخل المسجد ليروه من الداخل ويروا ماذا يفعل المسلمين داخله0

وبالفعل فقد دخلن المسجد الآن000 يا إلهي كانت الناس داخل المسجد تصرخ !

ما هذا ثلاث فتيات بملابس السباحة داخل المسجد! يا للهول

وثارت الضجة داخل المسجد00000أما الفتيات فلم تكترثن فقد كن تربين هكذا على عدم الاكتراث واللا مبالة0

أما بالنسبة لإمام المسجد فقد اشتظ غيظا فكان يحاول ويحاول أن يطرد الفتيات من المسجد ويهدد بأن يتصل بالشرطة لطردهم ولكن لا حياة لمن تنادي000000

فالفتيات ما زال الفضول يأكلهن ويريدون أن يبقوا في المسجد ليروا المسلمين كيف يصلون00

ما الحل الآن؟ ماذا يفعل الإمام؟ مع العلم بأن الإمام كان من النوع المتزمت جدا0 00

لن أطيل عليك أكثر أيها القارئ، فأنا أعلم أنك صرت متشوقا وتريد أن تصل للنهاية وتعرف ما الذي جرى

أما الإمام فقد رفض أداء الخطبة ورفض أن يصلي بالناس ما دامت هذه الفتيات شبه العاريات هنا في المسجد وترك المسجد بالذي فيه بالمصلين الذين لم يؤدوا الصلاة والفتيات الثلاث وذهب إلى البيت

وزادت المشاحنات الآن ما الحل؟ الإمام تركهم وذهب، هل يستطيعون عمل أي شئ فالإمام نفسه لم يستطع حل المشكلة وذهب وتركهم لحلها000000

وفي هذه الأثناء خرج من المصلين رجل عاقل فصار يتحدث مع الفتيات ويريد أن يحل المشكلة لا أن يعقدها أكثر مما هي معقدة فأقنعهن بالرجوع إلى الوراء والجلوس وراء المصلين في آخر المسجد لأنهن لم يرضين أن يخرجن فهن يريدون أن يشوفوا كيف يصلي المسلمين وماذا يفعلوا وماذا يقولوا ....

وبالفعل رجعن إلى الوراء أما هو فأخذ يخطب بالمصلين ومن ثم أقاموا الصلاة وصلوا

أما الفتيات اللواتي ظنن بأنهن سينتهي فضولهن بانتهاء رؤيتهم الصلاة فكن مخطئات فعلى العكس فقد زاد فضولهن وصرن متشوقات ليعرفن المزيد عن الاسلام00 فكان هذا الرجل العاقل في مكان المناسب وفي الوقت المناسب فتحدثوا مع بعض وكانوا يسألوه ويرد عليهم فإذا بهن يسلمن
نعم لقد أسلمن .. يا سبحان الله لقد أسلمن ومنّ الله عليهن بنعمة الاسلام ويسر في طريقهن ذلك الرجل الذي حل المشكلة بعقله وتفكيره السليم فلم يكن متزمتا عصبيا

أما الفتيات بعد أن أسلمن ومنّ الله عليهن قد أنشئن منظمة كبيرة لنشر الدعوة ونشر الإسلام وأسلم على أيدي الثلاث ومركزهن الكثير الكثير من الناس

والمنظمة اللاتي أنشئنها ما شاء الله كبيرة إذ أنها تدعو للاسلام في ولايات أخرى غير ولايته

سبحان الله

النسري 18-01-2007 02:30 AM

كيف كُنا ؟ ثم كيف صرنا ؟
 
كيف كُنا ؟ ثم كيف صرنا ؟




رسالتان من رسائل تبادلها سلاطين المسلمين مع ملوك أوروبا

الرسالة الأولى:

بعث جورج الثاني ملك إنجلترا والنرويج والسويد برسالة إلى الخليفة الأندلسي هشام الثالث، جاء فيها :
" إلى صاحب العظمة / خليفة المسلمين
/ هشام الثالث الجليل المقام ....
من جورج الثاني ملك إنجلترا والنرويج والسويد ...

بعد التعظيم والتوقير، فقد سمعنا عن الرقي العظيم الذي تتمتع بفيضه الضافي معاهد العلم والصناعات في بلادكم العامرة، فأردنا لأبنائنا اقتباس نماذج من هذه الفضائل... لتكون بداية حسنة لاقتفاء أثركم، لنشر العلم في بلادنا التي يحيط بها الجهل من أركانها الأربعة.

وقد وضعنا ابنة شقيقنا الأميرة (دوبانت) على رأس بعثة من بنات الأشراف الإنجليز، لتتشرف بلثم أهداب العرش، والتماس العطف، وتكون مع زميلاتها موضع عناية عظمتكم، وفي حماية الحاشية الكريمة..

وقد أرفقت الأميرة الصغيرة بهدية متواضعة لمقامكم الجليل، أرجو التكرم بقبولها مع التعظيم والحب الخالص.


من خادمكم المطيع
جورج الثاني


-----------------------------------------------------------

الرسالة الثانية:

بعث ريتشارد قلب الأسد برسالة إلى صلاح الدين الأيوبي جاء فيها:

من ريكاردوس قلب الأسد ملك الإنجليز إلى صلاح الدين الأيوبي ملك العرب
أيها المَولَى..
حامل خطابي هذا بطل باسل صنديد، لاقى أبطالكم في ميادين الوغى، وأبلى في القتال البلاء الحسن، وقد وقعت أخته أسيرة، فقد كانت تدعى (ماري) وصار اسمها " ثريا "
وإن لملك الإنجليز رجاء يتقدم به إلى ملك العرب وهو: إما أن تُعيدوا إلى الأخ أخته، وإما أن تحتفظوا به أسيراً معها، لا تفرِّقوا بينهما ولا تحكموا على عصفور أن يعيش بعيداً عن أليفه.
وفيما أنا بانتظار قراركم بهذا الشأن، أذكِّركم بقول الخليفة عمر بن الخطاب ـ وقد سمعته من صديقي الأمير حارث ـ وهو: " متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً؟ ".

فردَّ عليه صلاح الدين على رسالة ريتشارد..

من السلطان صلاح الدين الأيوبي إلى ريكاردوس ملك الإنجليز

أيها الملك: صافحتُ البطل الباسل الذي أوفدتموه رسولاً إليّ، فليحمل إليكم المصافحة ممن عرف قدركم في ميادين الكفاح.

وإني لأحب أن تعلموا بأنني لم أحتفظ بالأخ أسيراً مع أخته؛ لأننا لا نُبقي في بيوتنا سوى أسلاب المعارك، لقد أعدنا للأخ أخته. وإذا ما عمل صلاح الدين بقول عمر بن الخطاب، فلكي يعمل ريكاردوس بقولٍ عندكم: "أعطوا ما لقيصر لقيصر، وما لله لله". فرُدَّ أيها الملك الأرضَ التي اغتصبتَها إلى أصحابها، عملا بوصية السيد المسيح عليه السلام.

النسري 21-01-2007 12:13 AM

بعد العشاء على العادة (مع بن باز رحمه الله) :
 
بعد العشاء على العادة
(مع بن باز رحمه الله) :



قال الشيخ عبد الرحمن بن عبد العزيز بن جلال : ذهبنا كعادتنا وسلمنا على الشيخ في المسجد في المغرب وطلب مني وإخواني أن نجلس بعد المغرب في المجلس العام وقال : وبعد العشاء لابد من العشاء والجلوس قلت : طيب هذه روضتي وعندما قارب أذان العشاء قمت أتوضأ ومررت بالمكتب ..

فقال لي أحد كتابه وأظنه محمد بن موسى : جئتم اليوم والشيخ مشغول عنكم لا يمكن أن تجلسوا معه بعد العشاء فقلت : عساه خير إن شاء الله ماذا عند الشيخ قال : عنده زواج ابنته الليلة ..

قلت : خير إن شاء الله بدل الليلة ليلة أخرى وذهبت وجلست بجانب الشيخ وبعد ما أذن وقام الشيخ قبلت رأسه وقلت : أستودعك الله واسمح لنا سمعت أنكم مشغولون الليلة وبدل الليلة ليلة أخرى قال : أبدا عندنا زواج البنت والوفود الآتين عندهم الأولاد أما أنتم فأنا وإياكم بعد العشاء على العادة ..



وفعلا صلينا العشاء ورجعنا ودخل بنا في المكتبة وجلسنا معه وضيوفه عند أبنائه في المجلس وجلسنا حتى جاء موعد العشاء فجاءه ابنه عبد الله وقال يا أبي العشاء زاهب فقال : قوموا تفضلوا وذهبنا وتعشينا مع ضيوفه وكان الزواج مختصرا وبعد العشاء قال : تفضلوا وجلسنا معه في المكتبة مرة أخرى والزوج ومن معه قابلهم أولاد الشيخ وأدخلوهم على بنت الشيخ وانتهوا .


( شريط لقاءات مع طلبة العلم وأعيان أهل الدلم )

النسري 22-01-2007 03:27 AM

معجزه لفتاه في قاعة الامتحانات :
 
معجزه لفتاه في قاعة الامتحانات



بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صلي وسلم على سيدنا محمد خاتم الانبياء والمرسلين

هذه قصة انقلها اليكم وهيه ليست من تاليف مؤلف او من نسج خيال راوي انما هيه قصة واقعية حدثت لاحدى الفتيات في احد المدارس وهي بقاعة الاختبار ولقد نقلت وقائع هذه القصة المؤثرة احدى المعلمات اللتي كانت حاضرة لتلك القصة .

والقصة تقول :
ان فتاة في قاعة الامتحان دخلت وهيه في حالة اعياء واجهاد واضح على محياها ولقد جلست في مكانها المخصص في القاعة وسلمت اوراق الامتحان واثناء انقضاء دقايق الوقت لاحظت المعلمة تلك الفتاة اللتي لم تكتب اي حرف على ورقة اجابتها حتى بعد ان مضى نصف زمن الامتحان
فاثار ذلك انتباه تلك المعلمة فركزت اهتمامها ونظراتها على تلك الفتاة
وفجأة !!!!!!!!!!!!!!
اخذت تلك الفتاة في الكتابة على ورقة الاجابة وبدات في حل اسئلة الاختبار بسرعة اثارت استغارب
ودهشة تلك المعلمة التي كانت تراقبها وفي لحظات انتهت تلك الفتاة من حل جميع اسئلة الامتحان
وهذا ما زاد دهشة تلك المعلمة اللتي اخذت تزيد من مراقبتها لتلك الفتاه لعلها تستخدم اسلوبا جديد
في الغش ولكن لم تلاحظ اي شيء يساعدها على الاجابة!!!!!!!!!!
وبعد ان سلمت الفتاة اوراق الاجابة سالتها المعلمة ما الذي حدث معها ؟؟؟؟
فكانت الاجابة المذهلة المؤثرة المبكية !!!!!!!!!!!!
اتدرون ماذا قالت ؟؟؟؟!!!!!!!!
اليكم ما قالته تلك الفتاه :
لقد قالت تلك الفتاه انها قضت ليلتة هذا الاختبار سهرانة الى الصباح !!!!!
ماذا تتوقعن ان تكون سهرة هذه الفتاة!!!!!!
تقول قضيت تلك الليلة وانا امرض واعتني بوالدتي المريضة دون ان اذاكر او اراجع درس الغد
فقضيت ليلي كله اعتني بامي المريضة
ومع هذا اتيت الى الاختبار ولعلي استطيع ان افعل شيء في الامتحان
ثم رايت ورقة الامتحان وفي بداية الامر لم استطع ان اجيب على الاسئلة
فما كان مني الا ان سالت الله عز وجل باحب الاعمال اليه وما قمت به من اعتناء بامي المريضة
الا لوجه الله وبرا بها ..
وفي لحطات _ والحديث للفتاة _ استجاب الله لدعائي وكاني ارى الكتاب امامي واخذت بالكتابة
بالسرعة اللي ترينها وهذا ما حصل لي بالضبط واشكر الله على استجابته لدعائي
فعلا هي قصة مؤثرة توضح عظيم بر الوالدين وانه من احب الاعمال الى الله عز وجل
فجزى الله تلك الفتاة خيرا وحفظها لامها
ادعوا الى من كان له اب وام ان يستغلهما في مرضات الله وان يبرهما قبل وبعد موتهما


Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.