![]() |
الملك والشاعر (أسرعوا بالدخول)
وقع شاعر في أسر ملك شرير، عُرف عنه أنه يحب أن يمدح، وكان لا مناص للشاعر من أن يمدح الملك حتى يفك أسره، ولكن شاعرنا (العصامي) أبى أن يكذب، فقرر أن يهجوه فيما يظن الملك أنه يمدحه.
فلنفترض أنك أنت الشاعر، فما عساك تقول؟؟؟؟ |
الملك:
أين السجين وأين من ناداني؟ ................ فكأنه وقت اللقا، سجاني هل يستغيث شويعر من سطوتي ............... أم أنه ذكر التقى فهجاني فائتوا به حتى نرى من أمره ............ فعلى الشويعر قد وضعت رهاني |
الشاعر:
ماذا بمدحــكَ قد يقـــولُ بيـــــاني **************** فالشعرُ غاض بنا وجفَّ لساني من أين أستوحي الجمال ومثلكم ***************** جعل الجمال بدون أيِّ معاني |
الشاعر:
وجهٌ لكم كالبدر يُشرقُ في الضحى ***************** خلف الغيـــوم وقلبكم قلبـــانِ قلبٌ به زرع المليـــك ســـلاحه ***************** زهـــــواً وقلبٌ آخـرٌ متواني |
الملك:
ماذا تقول إذا وصفت سماحتي ................. وشهامتي والبعض من إحساني |
( الشاعر )
*************** منذ اعتليتم سيدي هام الورى ..... الخير شح وفاض بالنقصان! حتى الغيوم وإن تعاظم حملها ....... عنا تمر كموكب الأحزان اما السماحة سيدي فنداكم .... للطامعين بنا سقى الظمآن |
الشاعر:
أمَّــا السماحة .... للسماحة أهلها ***************** تُعطـي بـلا منٍّ لكلِّ بنـــــانِ أمَّـا الشــهامة فيــكمُ فهي التي ***************** تاقتْ إلى الإنفاق والإحسانِ |
الملك:
ماذا بِجِدي في المعامع والمعا ...................... رك كل يوم مرسل فرساني فاسأل تجب، ومن الرعية كم فتكـ ........................تُ بهم بأمرٍ نصَّه جيراني |
الشاعر:
السيف في يدكمْ يجزُّ رقاب منْ ***************** مالــوا إلى العدوانِ والعصيانِ وفوارس الملكِ العظيمِ جحافلٌ ***************** لا تعرف الإسراف في البهتانِ |
مما علق بالذاكرة من القصص الشعبي أن ملكا أمر شاعرا هجاءا بمدحه، فأبى الشاعر وتحت الضغط اتفقا على حل وسط، بأن يمدح في الصدر ويذم في العجز. فقال فيما قال
يا ملك يا ابن الملكْ .................أبوك من قبلك تنكْ ذباح للكبش السمين ...............ما يطعم السائلْ جنكْ وهنا محاولة للنسج على هذا المنوال بشكل بحيث يقول الملك بلسانه ثلاثة أشطر فيربعها الشاعر بشطر من عنده، إذ لا تعقل المساواة بينهما. الملك:......أنظر إلى ملكي السعيدْ ............أنظر لألــوان البنودْ ........... أنظر ملايين الجنــود الشاعرْ:.................................أهمُ لنا أم لليهودْ؟ الملك: ........لا عاشَ فينا من بـخَلْ ..............إنـي كريـمٌ لـم أزلْ .....................أنا لا أفرق بالبَذَلْ الشاعرْ:...............................ما بين ليكو والعمَلْ الملكْ :.......إنـي لـمقتصدٌ فقيرْ .............للشعب أعمل كالأجيرْ .............ما لـي من الدنيا يسيرْ الشاعر:...........................تسعونَ قصراً ليس غِـيرْ الملكْ:........إنّي على ديني أمينْ ..............من خيرِ أهلٍ متّقينْ ...........أوَلستُ إبنَ الأكرمينْ؟ الشاعرْ:..............................قطعاً فأنتَ أخو ربينْ الملك:........الكلُّ مني مستفيدْ .............وأنا بإيماني فريدْ ........عن شرع ربي ما أحيد الشاعر:.............................والشيخُ يفتي ما تريدْ الملك:.......أحكي ولا أتَـلَعْـثَمُ ............فـي كلِّ عِلْمٍ مَعْـلَمُ ...........أنا فـي الفصاحة مُلْهَمُ الشاعر:............................ولِجَرِّ فِـعْلٍ تَسْلَمُ الملك:............في كُلِّ أمرٍ لِيَ خِطّهْ ..................ما همَّني ديكٌ وبطّهْ ..................ومع الخيارِ أودُّ شطّهْ الشاعر : ..................................لِمَ لا فأنتَ لديكَ سُلْطَهْ الملكْ : ........أنا والملوك ذوو الأَثَرْ ................لسنا بيومٍ نسـتقرْ ................إذ كلّما دهم الخطرْ الشاعرْ: ......................................للأمرِ يُعْقَدُ مؤْتَمَرْ الملوكْ: .......نحنُ الملوكُ ذوو الخصالْ .................وبحكمةٍ نبقى رجالْ .................لكن بصبرٍ واعتدالْ الشاعرْ:...................................إغضابُ أمريكا مُحالْ الملوك:..............أتظـنّنا شيئاً قليلْ ................إنْ لم نصلْ للمستحيلْ ...............هلْ وحدةٌ في كلِّ جيلْ الشاعر:..................................أيجوزُ إغضاب اسْرئيلْ؟ |
Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.