أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية

أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com/index.php)
-   الخيمة الإسلامية (http://hewar.khayma.com/forumdisplay.php?f=8)
-   -   الإنجاز في ترجمة الإمام بن بـــاز (http://hewar.khayma.com/showthread.php?t=34332)

الوافـــــي 15-08-2003 09:00 PM

الإنجاز في ترجمة الإمام بن بـــاز
 
هذا كتاب


الإنجاز
في ترجمة الإمام عبد العزيز بن باز

حياته وجهوده العلمية والعملية والدعوية وآثاره الحميدة

كتبه وحرره

عبد الرحمن بن يوسف بن عبد الرحمن الرحمة
- عفا الله عنه -




تحياتي

:)

الوافـــــي 15-08-2003 09:08 PM

الفصل الأول اسمه ونسبه

أ :- اسمه ونسبه
هو الإمام الصالح الورع الزاهد أحد الثلة المتقدمين بالعلم الشرعي ، ومرجع المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها ، في الفتوى والعلم ، وبقية السلف الصالح في لزوم الحق والهدي المستقيم ، واتباع السنة الغراء : عبد العزيز بن عبد الله بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله آل باز ، وآل باز - أسرة عريقة في العلم والتجارة والزراعة معروفة بالفضل والأخلاق قال الشيخ / سليمان بن حمدان - رحمه الله - في كتابه حول تراجم الحنابلة : أن أصلهم من المدينة النبوية ، وأن أحد أجدادهم انتقل منها إلى الدرعية ، ثم انتقلوا منها إلى حوطة بني تميم .

ب : - مولده
ولد في الرياض عاصمة نجد يوم الثاني عشر من شهر ذي الحجة عام ألف وثلاثمائة وثلاثين من الهجرة النبوية ، وترعرع فيها وشب وكبر ، ولم يخرج منها إلا ناويا للحج والعمرة .

ج : - نشأته
نشأ سماحة الشيخ عبد العزيز في بيئة عطرة بأنفاس العلم والهدى والصلاح ، بعيدة كل البعد عن مظاهر الدنيا ومفاتنها ، وحضاراتها المزيفة ، إذ الرياض كانت في ذلك الوقت بلدة علم وهدى فيها كبار العلماء ، وأئمة الدين ، من أئمة هذه الدعوة المباركة التي قامت على كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - وأعني بها دعوة الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - وفي بيئة غلب عليها الأمن والاستقرار وراحة البال ، بعد أن استعاد الملك عبد العزيز - رحمه الله - الرياض ووطد فيها الحكم العادل المبني على الشرعة الإسلامية السمحة بعد أن كانت الرياض تعيش في فوضى لا نهاية لها ، واضطراب بين حكامها ومحكوميها .

ففي هذه البيئة العلمية نشأ سماحته - حفظه الله - ولا شك ولا ريب أن القرآن العظيم كان ولا يزال - ولله الحمد والمنة - هو النور الذي يضيء حياته ، وهو عنوان الفوز والفلاح فبالقرآن الكريم بدأ الشيخ دراسته - كما هي عادة علماء السلف - رحمهم الله - إذ يجعلون القرآن الكريم أول المصادر العلمية - فيحفظونه ويتدبرونه أشد التدبر ، ويعون أحكامه وتفاسيره ، ومن ثمَّ ينطلقون إلى العلوم الشرعية الأخرى ، فحفظ الشيخ القرآن الكريم عن ظهر قلب قبل أن يبدأ مرحلة البلوغ ، فوعاه وحفظه تمام الحفظ ، وأتقن سوره وآياته أشد الإتقان ، ثم بعد حفظه لكتاب الله ، ابتدأ سماحته في طلب العلم على يد العلماء بجد وجلد وطول نفس وصبر .

وإن الجدير بالذكر والتنويه في أمر نشأته ، أن لوالدته - رحمها الله - أثرا بالغا ، ودورا بارزا في اتجاهه للعلم الشرعي وطلبه والمثابرة عليه ، فكانت تحثه وتشد من أزره ، وتحضه على الاستمرار في طلب العلم والسعي وراءه بكل جد واجتهاد كما ذكر ذلك سماحته في محاضرته النافعة - رحلتي مع الكتاب - وهي رحلة ممتعة ذكر فيها الشيخ في نهاية المحاضرة ، وبالخصوص في باب الأسئلة بعض الجوانب المضيئة من حياته - فاستمع إلى تلك المحاضرة غير مأمور - .

ولقد كان سماحة الشيخ / عبد العزيز - حفظه الله - مبصرا في أول حياته ، وشاء الله لحكمة بالغة أرادها أن يضعف بصره في عام 1346 هـ إثر مرض أصيب به في عينيه ثم ذهب جميع بصره في عام 1350 هـ ، وعمره قريب من العشرين عاما؛ ولكن ذلك لم يثنه عن طلب العلم ، أو يقلل من همته وعزيمته بل استمر في طلب العلم جادا مجدا في ذلك ، ملازما لصفوة فاضلة من العلماء الربانيين ، والفقهاء الصالحين ، فاستفاد منهم أشد الاستفادة ، وأثّروا عليه في بداية حياته العلمية ، بالرأي السديد ، والعلم النافع ، والحرص على معالي الأمور ، والنشأة الفاضلة ، والأخلاق الكريمة ، والتربية الحميدة ، مما كان له أعظم الأثر ، وأكبر النفع في استمراره .

.. يتبع ..

الوافـــــي 15-08-2003 09:11 PM

د : - مكانة أسرته العلمية
وأما مكانة أسرة آل باز العلمية فهي أسرة معروفة بالعلم والفضل ، والزهد والورع ويغلب على بعض أفرادها العناية بالتجارة ، وعلى بعضها العناية بالزراعة ، وعلى كثير من فضلائها - كما أسلفنا القول - العلم والفضل والزهد والورع ، ولعل من أبرز علماء هذه الأسرة الشيخ عبد المحسن بن أحمد بن عبد الله بن باز - رحمه الله - المتوفى سنة 1342 هـ ، وهاك قطوفا يسيرة من ترجمته :

فقد ولد في بلدة الحلوة ، ولما بلغ سن الشباب شرع في طلب العلم فقرأ في تلك البلدة على قاضيها الشيخ ناصر بن عيد - رحمه الله - وكانت له دراية تامة في الفقه ، واطلاع واسع على العلوم الشرعية ، ومحبة لطلبة العلم والاعتناء بهم ، مع حسن الأخلاق ، وكريم الشمائل ، وطيب التعليم والتدريس ، وقرأ أيضا على عالم نجد في زمانه فضيلة الشيخ / حمد بن عتيق - رحمه الله - وهو أحد كبار العلماء المعروفين بالعلم والفضل والنشاط في الدعوة إلى الله ، وحسن التأليف والتصنيف في نصرة الدعوة السلفية دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - وهو أحد أئمة الدعوة المعروفين بقوة الاعتقاد وسلامته ، فأخذ عنه الشيخ عبد المحسن الاعتقاد والفقه ، وقرأ عليه في الحديث وعلومه ورجاله ، كما قرأ على غيرهما من علماء عصره ، وفقهاء زمانه ، فبرع - رحمه الله - في العلوم الشرعية لا سيما في علم الحديث ورجاله ، وفي الفقه فإنه أصبح ذا اطلاع واسع فيه .

مما حدا بالملك عبد العزيز - رحمه الله - أن يوليه قضاء الحلوة ، بعد أن عرف فيه العلم والفضل ، وحسن الأخلاق ، والقدرة المؤهلة على القضاء بالحكمة والحزم والموعظة الحسنة ، وذلك في عام 1340 هـ ، إلا أنه لم يستمر في قضائه سوى سنتين ، بعد أن كف بصره ، وأصابه ارتعاش في بدنه وجسمه .

وفي عام 1342 هـ توفي - رحمه الله - في بلدته الحلوة وهي مقر عمله القضائي .

ومن العلماء البارزين من تلك الأسرة ، الشيخ مبارك بن عبد المحسن بن باز المكنى " بأبي حسين " فقد ولد الشيخ مبارك في بلدة الحلوة التابعة لحوطة بني تميم في عام 1303 هـ ونشأ فيها ، وقرأ على طلبة العلم فيها بعض العلوم الشرعية كالتوحيد والتفسير والفقه والحديث ، ثم ارتحل بعد ذلك إلى الرياض لمواصلة طلب العلم ، فقرأ على علماء الرياض آنذاك أمثال الشيخ / عبد الله بن عبد اللطيف - رحمه الله - قرأ عليه في التوحيد وكتب العقائد ، وكما قرأ على الشيخ إسحاق بن عبد الرحمن - رحمه الله - الحديث وعلومه وقرأ على الشيخ حسن بن حسين - رحمه الله - الفقه ، وعلى الشيخ إبراهيم بن عبد اللطيف قرأ التوحيد والفقه ، كما قرأ على الشيخ / محمد بن محمود الحسني - رحمه الله - الفقه ، وعلى الشيخ / عبد الله بن جلعود - رحمه الله - قرأ الفرائض وأتقنها ، وقرأ على الشيخ الفلكي حمد بن فارس - رحمه الله - النحو والفلك . وقد جد واجتهد ، وثابر على التلقي عن هؤلاء العلماء حتى صار من كبار حملة العلم المعروفين بالعلم والفضل وحسن السيرة ، وكان والده الشيخ / عبد المحسن - رحمه الله - هو قاضي بلدة الحلوة فقرأ عليه في بعض العلوم الشرعية في أول طلبه للعلم ، ثم لما توفي والده ، تولى القضاء بعده ، ثم نقل بعد ذلك إلى قضاء عدة بلدان منها بيشة والأرطاوية ورنية .

ولما تولى الملك عبد العزيز - رحمه الله - على الحجاز عينه قاضيا في الطائف ، والشيخ مبارك - رحمه الله - يعتبر أحد العلماء الذين بعثهم الملك عبد العزيز - رحمه الله - إلى مكة لكي يناظروا علمائها ويناقشوهم في مسائل تتعلق بالتوحيد والعقيدة الصحيحة ، وقد أبلى الشيخ مبارك - رحمهم الله - في ذلك بلاء حسنا وكانت له اليد الطولى في تبيين بعض المسائل وإيضاحها ، وظهر الحق إلى جانب علماء الدعوة - رحمهم الله - .

والجدير بالذكر هاهنا أن أخر عمل للشيخ مبارك - رحمه الله - هو قضاء مقاطعة الشعيب ، وبالخصوص في عاصمة تلك المقاطعة ، وهي حريملاء ، وكان ذلك في عام 1356 هـ ، ولم يستمر فيها طويلا بل إنه طلب الإعفاء من القضاء فأعفي ، وتفرغ للطاعة والعبادة والتدريس في بلدة الحلوة حتى وافاه أجله فيها - رحمه الله - .

قلت : - وقصارى القول أن الطابع الغالب على هذه الأسرة ، هو طابع الجد في ممارسة الخير ، سعيا في نشدان الكسب الحلال ، والمذاكرة الحيّة في مسائل الدين ، مع الالتزام بالفضائل والأخلاق الحميدة - رحم الله أموالهم وبارك في أحيائهم ، وجعل معهم العلماء الصالحين - آمين .

هـ :ـ أبناء الشيخ
وللشيخ أطال الله في عمره - أبناء أربعة ، وكذلك من البنات أربع ، فيكون مجموعهم ثمانية - أدام عليهم النعم؛ ومنعهم من شرور النقم - .

.. يتبع ..

الوافـــــي 15-08-2003 09:12 PM

لفصل الثاني أوصافه الخلقية

أ :- أوصافه الخلقية
إن الشيخ - حفظه الله - يمتاز باعتدال في بنيته ، مع المهابة ، وهو ليس بالطويل البائن ، ولا القصير جدا ، بل هو عوان بين ذلك ، مستدير الوجه ، حنطي اللون ، أقنى الأنف ، ومن دون ذلك فم متوسط الحجم ، ولحية قليلة على العارضين ، كثة تحت الذقن ، كانت سوداء يغلبها بعض البياض فلما كثر بياضها صبغها بالحناء ، وهو ذو بسمة رائعة تراها على أسارير وجهه إن ابتسم؛ وهو عريض الصدر ، بعيد ما بين المنكبين ، ويمتاز بالتوسط في جسمه فهو ليس بضخم الكفين ولا القدمين؛ وأوصافه فيها شبه من أوصاف العلماء السابقين - رحمهم الله - .

ب :- هيئته ولباسه
يعتبر الشيخ - حفظه الله - حسن الهيئة ، جميل المظهر ، ولا يتكلف في ذلك أبدا ، ويحرص جدا على لباس البياض في ثيابه ، ويحب ارتداء الثياب الواسعة ، وثيابه تصل إلى أنصاف ساقيه ، ويزين ثيابه بمشلح وعباءة عودية اللون ، وهو سلفي في المظهر والشارة .

.. يتبع ..

الوافـــــي 15-08-2003 09:13 PM

ج :- هيبته

مما تميز به سماحته - حفظه الله - الهيبة ، وقد حدثني غير واحد من كبار العلماء الفضلاء وطلبة العلم أن للشيخ هيبة فيها عزة العلماء مع عظيم مكانتهم وكبير منزلتهم ، وهذه الهيبة قذفها الله في قلوب الناس ، وهي تنم عن محبة وإجلال وتقدير له ، لا من خوف وهلع وجبن معه ، بل إن الشيخ - حفظه الله ورعاه - قد فرض احترامه على الناس ، بجميل شمائله وكريم أخلاقه ، مما جعلهم يهابونه حياء منه ، ويقدرونه في أنفسهم أشد التقدير .

ومما زاد هيبته أنه ابتعد عن ساقط القول ، ومرذول اللفظ ، وما يخدش الحياء أشد الابتعاد ، فلا تكاد تجد في مجلسه شيئا من الضحك إلا نادرا ولماما ، بل تجد مجالسه عامرة بذكر الله ، والتفكر والتأمل في الدار الآخرة .

ومع هذه المكانة العظيمة ، والمنزلة السامية ، والهيبة ، فإنه آية في التواضع ، وحسن المعاشرة ، وعلو الهمة ، وصدق العزيمة ، مع عزة في النفس ، وإباء في الطبع ، بعيدا كل البعد عن الصلف والتكلف المذموم كأنه واضع بين نصب عينيه قوله تعالى : وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ

.. يتبع ..

الوافـــــي 15-08-2003 09:13 PM

د :- فصاحته

اللغة العربية لغة جميلة في بابها ، ماتعة في لبابها وفوائدها ، فهي لغة القرآن والسنة ، أسلوبا ومنهجا ، ومقصدا ومغزى ، وهي الوسيلة إلى فهم الدين ، وإدراك أسراره ، وسبر أغواره ، وهي من مستلزمات الإسلام وضروراته .

والشيخ - أدام الله عزه - يعد وبجداره من أرباب الفصاحة ، وأساطين اللغة وخاصة في علم النحو ، وفي علوم اللغة العربية كافة .

وفصاحته تبرز في كتابته ومحادثته ، وخطبة ومحاضراته وكلماته ، فهو ذو بيان مشرق ، ونبرات مؤثرة حزينة ، وأداء لغوي جميل ، ويميل دائما إلى الأسلوب النافع الذي كان عليه أكثر أهل العلم وهو الأسلوب المسمى " السهل الممتنع " فتجده - حفظه الله - من أكثر الناس بعدا عن التعقيد والتنطع في الكلام والتشدق في اللفظ والمعنى ، والتكلف والتمتمة ، بل هو سهل العبارة ، عذب الأسلوب ، تتسم عباراته وكتاباته بالإيجاز والإحكام والبيان .

ومن نوافل الأمور أن يقدر القارئ الكريم ثقافة الشيخ - حفظه الله - في اللغة والأدب وحسن البيان ، لأن معرفة ذلك وإتقانه من الأسس الرئيسية في فهم آيات الكتاب ونصوص السنة النبوية ، ومعرفة مدلولات العلماء ، ولهذا كان الشيخ - رعاه الله - متمكنا مجيدا للخطابة والكتابة .

ومن المألوف حقا - في عالم الإسلام - أن الذين يحرمون بصرهم من أهل العلم ، يمتازون بالفصاحة في الألفاظ والمعاني ، وقوة الخطابة وإتقانها ، لأن معظم اعتمادهم على الإلقاء والخطابة في الدرس والوعظ والدعوة ، وهذا ما يتجلى واضحا في الشيخ - حفطه الله - .

والشيخ - ختم الله له بخير - خطيب مصقع ، وواعظ بليغ سواء في محاضراته الكثيرة النافعة أو تعقيباته على محاضرات غيره ، أو في توجيهاته الحكمية ، وتوصياته المفيدة ، التي تشرئب إليها الأسماع ، وتتطلع لها الأفئدة والقلوب الصادقة المؤمنة .

ومن مميزاته وخصائصه الخطابية قدرته على ترتيب أفكاره حتى لا تشتت ، وضبطه لعواطفه حتى لا تغلب عقله ، ثم سلامة أسلوبه ، الذي لا يكاد يعتريه اللحن في صغير من القول أو كبير ، وأخيرا تحرره من كل أثر للتكلف والتنطع .

.. يتبع ..

الوافـــــي 15-08-2003 09:15 PM

هـ:- قوة حافظته وحضور بديهته

ومما تميّز به سماحته - حفظه الله - قوة الحافظة ، وسرعة البديهة ، واستحضار مسائل العلم بفهم واسع ، ووفرة في العلم ، وشدة في الذكاء ، وغزارة في المادة العلمية ، فهو - رعاه الله - صاحب ألمعية نادرة ، ونجابة ظاهرة .

وإن نعمة الحفظ ، وقوة الذاكرة ، هما من الأسباب القوية - بعد توفيق الله عز وجل - على تمكنه من طلبه للعلم ، وازدياد ثروته العلمية ، المبنية على محفوظاته التي وعتها ذاكرته في مراحل التعلم والتعليم ، وقد حباه الله من الذكاء وقوة الحفظ وسرعة الفهم ، مما مكنه من إدراك محفوظاته العلمية عن فهم وبصيرة .

ومما يؤكد على ذلك أنه لربما سُئِلَ عن أحاديث منتقدة في الكتب الستة وغيرها من كتب السنة فيجيب عليها مع تخريجها والتكلم على أسانيدها ورجالها ، وذكر أقوال أهل العلم فيها ، وهو ممَّن منَّ الله عليه بحفظ الصحيحين واستحضارهما ، ولا يكاد يفوته من متونهما شيء؛ إلا اللهم أنه سُئِلَ مرة ونحن على طعام الغداء عنده ، فقال السائل : هل تحفظ الصحيحين فأجاب قائلا - نعم ولله الحمد والمنة - إلا أن صحيح مسلم يحتاج إلى نظر وتربيط .

ومما يؤكد ويبرهن على قوة حافظته وحضور بديهته ، أنه في كلماته ومحاضراته ومواعظه تجده كثير الاستدلال بالنصوص القرآنية ، والأحاديث النبوية ، وأقوال أهل العلم الشرعية ، يأتي عليها بسياقها ولفظها وتمامها ، وهكذا في اجتماعات هيئة كبار العلماء ، تجده يذكر المسألة وأقوال أهل العلم فيها مبينا الجزء والصفحة والكتاب المنقول عنه القول .

وثم أمر آخر يؤكد على قوة حافظته أنه يميز بين أصوات محبيه الذين يقدمون للسلام عليه ، مع كثرتهم ووفور عددهم ، وقد حدَّثني بعض من عاصر الشيخ قديما وحديثا أنني قدمت للسلام عليه بعد مدة من الزمن طويلة ، فبادرته بالسلام ، فعرفني من أول وهلة ، ورد عليَّ السلام مناديا باسمي ، وهذا دأبه في أغلب من يقدمون عليه للسلام .

وأيضا مما يؤكد على قوة ذاكرته أنك تجده يورد القصص القديمة التي حصلت قبل ستين سنة أو أكثر كأنه مطلع عليها ، ينظر إليها ويتأمل في أمرها ، وهذا أمر معلوم عند من خالط الشيخ وعرفه تمام المعرفة .

.. يتبع ..

الوافـــــي 15-08-2003 09:15 PM

و:- فراسته
إن الفراسة حلية معلومة ، وخصلة حميدة لكبار العلماء وأهل الفضل والهدى ، والفراسة كما قال عنها الإمام ابن القيم - رحمه الله - : الفراسة الإيمانية سببها نور يقذفه الله في قلب عبده يفرِّق به بين الحق والباطل ، والحال والعاطل ، والصادق والكاذب ، وهذه الفراسة على حسب قوة الإيمان ، فمن كان أقوى إيمانا فهو أحدَّ فراسة ، وكان أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - أعظم الأمة فراسة ، وبعده عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - ووقائع فراسته مشهورة ، فإنه ما قال لشيء : " أظنه كذا إلا كان كما قال " ويكفي في فراسته موافقته ربه في مواضع عدة .

وفراسة الصحابة - رضي الله عنهم - أصدق الفراسة ، وأصل هذا النوع من الفراسة عن الحياة والنور اللذين يهبهما الله تعالى لمن يشاء من عباده ، فيحيا القلب بذلك ويستنير ، فلا تكاد فراسته تخطئ ، قال تعالى : أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا

قال بعض السلف : " من غض بصره عن المحارم وأمسك نفسه عن الشهوات وعمر باطنه بالمراقبة وظاهره باتباع السنة لم تخطئ فراسته " .

والشيخ عبد العزيز - وقاه الله مصارع السوء - ولا نزكي على الله أحدا - ، صاحب بصيرة نافذة ، وفراسة حادة ، يعرف ذلك جيدا من عاشره وخالطه ، وأخذ العلم على يديه . ومما يؤكد على فراسته أنه يعرف الرجال وينزلهم منازلهم ، فيعرف الجادّ منهم في هدفه ومقصده من الدعاة وطلبة العلم فيكرمهم أشد الإكرام ، ويقدمهم على من سواهم ، ويخصهم بمزيد من التقدير ويسأل عنهم وعن أحوالهم دائما ، وله فراسة في معرفة رؤساء القبائل والتفريق بين صالحهم وطالحهم ، وله فراسة أيضا في ما يعرض عليه من المسائل العويصة ، والمشكلات العلمية؛ فتجده فيها متأملا متمعنا لها ، تقرأ عليه عدة مرات ، حتى يفك عقدتها ، ويحل مشكلها ، وله فراسة أيضا في ما يتعلق بالإجابة عن أسئلة المستفتين ، فهو دائما يرى الإيجاز ووضوح العبارة ووصول المقصد إن كان المستفتي عاميا من أهل البادية ، وإن كان المستفتي طالب علم حريص على الترجيح في المسألة ، أطال النفس في جوابه مع التعليلات وذكر أقوال أهل العلم ، وتقديم الأرجح منها ، وبيان الصواب بعبارات جامعة مانعة .

جزاه الله خيرا ، وأعظم له أجرا .

.. يتبع ..

ابن الأقصى 16-08-2003 01:11 AM

اخي الحبيب / الوافـــــي

لا أجد أبلغ أو أفضل من كلمة .. جزاك الله كل الخير على جهدك .. وإدراجك هذا الموضوع في وقته ..

بعد أن تطاول الرعاع ونطق السفهاء وتحدث الرويبضه وأصبح القرد ليثا وأفلتت الغنم ..!!
لينالوا من سيرة العالم العلم شيخنا الوالد بن باز -رحمه الله رحمة واسعه- ولكن أنى لهم ذلك ..!!

بإذن الله سيبقى تاريخ هذا العلم يضيء لنا الدرب ويمهد لنا الطريق للسير على نهج رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم تسليما كثيرا ..

وأسأله سبحانه بأسمائه الحسنى وصفاته العلى جل شأنه .. بأن يجعل لك بكل حرف حسنه ويمحوا بها عنك سيئه وأن تكون لك نورا على الصراط يوم القيامه ..

واصل اخي الحبيب لعل البعض يهتدي او يرتدع ..

الوافـــــي 16-08-2003 06:19 PM

أخي / بن الأقصى

سيبقى رحمه الله علما من أعلام الأمة حيناً من الدهر
ولولا أنه كان علما ما رجمه الراجمون
فثق بأن الحق يبقى ، وأن الباطل مهما طال زائل
جزاك الله خيرا على مداخلتك أخي الحبيب

تحياتي

:)

الوافـــــي 16-08-2003 06:22 PM

الفصل الثالث صفاته الخُلقية

إنه لمن المعلوم المتواتر عند جميع الناس أن سماحة الشيخ عبد العزيز - حفظه الله - ممَّن تميَّز بالخلال الحميدة ، والخصال الرشيدة ، وجميل الأخلاق ، وطيب الفعال ، وعظيم التواضع ، وهو ممن يقتدى به في الأدب والعلم والأخلاق ، بل هو أسوة حسنة في تصرفاته وسمته وهديه المبني على كتاب الله العظيم ، وسنة رسوله الكريم - صلى الله عليه وسلم ، وخاصة في زهده وعبادته وأمانته وصدقه ، وكثرة التجاءه وتضرعه إلى الله ، وعظيم خشيته لله ، وذكاء فؤاده وسخاء يده ، وطيب معشره ، مع اتباع للسنة الغراء ، وكثرة عبادة - زاده الله إحسانا وتوفيقا - وقصارى القول أن للشيخ - رعاه المولى - صفات حسنة ، وخلال جميلة ، وشيم كريمة ، ومناقب فذّة عظيمة ، يجدر بنا أن نتناولها بشيء من التفصيل .

أ :- عظيم تواضعه
التواضع هو انكسار القلب لله ، وخفض جناح الذل والرحمة للخلق ، ومنشأ التواضع من معرفة الإنسان قدر عظمة ربه ، ومعرفة قدر نفسه ، فالشيخ - حفظه الله - قد عرف قدر نفسه ، وتواضع لربه أشد التواضع ، فهو يعامل الناس معاملة حسنة بلطف ورحمة ورفق ولين جانب ، لا يزهو على مخلوق ، ولا يتكبر على أحد ، ولا ينهر سائلا ، ولا يبالي بمظاهر العظمة الكاذبة ، ولا يترفع عن مجالسة الفقراء والمساكين ، والمشي معهم ، ومخاطبتهم باللين ، ولا يأنف أبدا من الاستماع لنصيحة من هو دونه ، وقد طبق في ذلك كله قول الله : وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلامًا وقول النبي صلى الله عليه وسلم : إن الله أوحى إليّ أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحدٍ ولا يبغي أحد على أحد أخرجه مسلم ( 2865 ) .

ومما يندرج تحت هذا الخلق خلقا : السكينة والوقار ، وهما من أبرز صفات الشيخ - حفظه الله - وهما أول ما يواجه به الناس سواء القرباء أو البعداء ، جلساءه الأدنين أو زواره العابرين ، فإن الناس ليتكبكبون حوله أينما وجد ، في المسجد ، في المنزل ، في المكتب ، وإنه ليصغي لكل منهم في إقبال يخيل إليه أنه المختص برعايته ، فلا ينصرف عنه حتى ينصرف هو ، ومراجعوه من مختلف الطبقات ، ومن مختلف الأرجاء ، ولكل حاجته وقصده ، فيقوم الشيخ - حفظه الله - بتسهيل أمره ، وتيسير مطلبه ، ولربما ضاق بعضهم ذرعا عليه ، بكلمات يرى نفسه فيها مظلوما فما من الشيخ - حفظه الله إلا أن يوجهه للوقار والدعاء له بالهداية والصلاح ، إنها والله صور صادقة ، بالحق ناطقة ، تدل على تواضع جم ، وحسن سكينة ، وعظيم أناة وحلم ، وكبير وقار .

ومما يؤكد تواضعه - حفظه الله - تلبية دعوة طلابه ومحبيه في حفلات الزواج الخاصة بهم ، ويحضر حضورا مبكرا ، ويطلب من أحد الإخوان قراءة آيات من القرآن الكريم ، ثم يقوم بتفسيرها للجميع ، هذا دأبه والغالب عليه في حضوره للولائم - رفع الله قدره - .

.. يتبع ..

الوافـــــي 16-08-2003 06:26 PM

ب :- زهده وعفته

لعل من أبرز ما تميز به شيخنا - حفظه الله - الزهد في هذه الدنيا ، مع توفر أسبابها ، وحصول مقاصدها له ، فقد انصرف عنها بالكلية ، وقدم عليها دار البقاء ، لأنه علم أنها دار الفناء ، متأسيا بزهد السلف الصالح - رحمهم الله - الذين كانوا من أبعد الناس عن الدنيا ومباهجها وزينتها الفانية ، مع قربها منهم ، فالشيخ - حفظه الله - مثالا يحتذى به ، وعلما يقتدى به ، وقدوة تؤتسى في الزهد والورع وإنكار الذات ، والهروب من المدائح والثناءات العاطرة ، وكم من مرة سمعته في بعض محاضراته ، حين يطنب بعض المقدمين في ذكر مناقبه وخصاله الحميدة ، وخلاله الرشيدة ، يقول : " لقد قصمت ظهر أخيك ، وإياكم والتمادح فإنه الذبح ، اللهم اجعلني خيرا مما يظنون ، واغفر لي ما لا يعلمون " بمثل هذه الكلمات النيرة ، والتوجيهات الرشيدة نراه يكره المدح والثناء كرها شديدا ، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على زهد في القلب وعفة في الروح ، وطهارة في الجوارح ، وخشية للمولى جل وعلا .

وأما عفته وتعففه فهو بحر لا ساحل له ، فهو عف اللسان ، عفيف النفس طاهر الذيل بعيدا عن المحارم ، مجانبا للمآثم ، مقبلا على الطاعات ، مدبرا عن السيئات ومواطن الزلل - نحسبه كذلك والله حسيبه ولا نزكي على الله أحدا - .

.. يتبع ..

الوافـــــي 16-08-2003 06:30 PM

ج :- صِدقه

أرسل الله محمدا صلى الله عليه وسلم بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ، ولو كره الكافرون ، أرسله بين يدي الساعة بشيرا ونذيرا ، وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا .

أنزل الله عليه الكتاب تبيانا لكل شيء ، فبيّن صلى الله عليه وسلم أهدافه ، وقيّد مطلقه ، وخصص عامه ، بعث صلوات الله وسلامه عليه ليتمم مكارم الأخلاق ، فبيّن ذلك أتم بيان بقوله وفعله وتقريره ، وإن من أعظم مكارم الأخلاق التي أمر الله بها وأمر بها رسوله صلى الله عليه وسلم " الصدق " وهو مطابقة الخبر للواقع ، وقيل هو استواء السر والعلانية ، والظاهر والباطن ، وبأن لا تكذَّب أحوال العبد أعماله ، ولا أعماله أحواله .

ولقد بلغ الشيخ عبد العزيز - بيَّض الله وجهه - من الصدق مبلغا عظيما ، وغاية سامية ومنزلة رفيعة ، فتجد جميع الناس يثقون به وبعلمه ، وبفتاواه التي يعرفون أن مصدرها كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - ويتقبلون نصحه لأنهم يعلمون أنه صادر من قلب صادق مبني على الرحمة والشفقة وحب الهداية للخلق والخير لهم ، وهذا الأمر - أعني به الثقة المتناهية - إنما نتجت وحصلت له ، من جهة معلومة هي صدقه مع خالقه ومولاه ، ونزاهته وإخلاصه .


.. يتبع ..

الوافـــــي 16-08-2003 06:31 PM

د :- أمانته

إن الإسلام دين كامل ، وشرع شامل ، جاء به محمد صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين من تمسك به أعزه الله ، ومن ابتغى الهدى في غيره أذله الله ، وإن مما أمر به هذا الدين الكريم الكامل ، وهذا الشرع العظيم الشامل ، " الأمانة " فهي خلق فاضل ، وسلوك محمود ، حث عليه ودعا إليه الإسلام قال تعالى : إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ

وقال سبحانه وتعالى : إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا وفي الحديث عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أد الأمانة إلى من ائتمنك ولا تخن من خانك ( أخرجه الترمذي ( 1264 ) .

وحسنه وأبو داود ( 2 / 260 ) وإسناده حسن وعن أم سلمة - رضي الله عنها - قالت : أن جعفر بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال مخاطبا النجاشي ملك الحبشة : " أيها الملك كنا قوما أهل جاهلية نعبد الأصنام . . . وأمرنا بصدق الحديث وأداء الأمانة وصلة الرحم وحسن الجوار . . . " ( أخرجه أحمد في المسند ( 1 / 202 ) وصححه الشيخ أحمد شاكر - رحمه الله - ) .

فليس من الغريب أن يكون الشيخ / عبد العزيز متصفا بهذه الصفة الحميدة والخلة الرشيدة ، والمنقبة الجليلة ، وهي من أبرز صفات من لنا به الأسوة الحسنة ، والقدوة الصادقة ، نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ولا أدل على ذلك ، من أن العالم الإسلامي بأجمعه قد ائتمنوه ليس فقط على أموالهم وودائعهم وأمانتهم؛ بل على أفكارهم وتوجهاتهم الدينية ، فهو مفتي المسلمين ، ومرجعهم الأول في هذا العصر ، ومما يؤكد ذلك حرص ولاة الأمر ، والوجهاء وأعيان البلاد والقضاة وغيرهم ، على استشارته في دقائق الأمور وعسيرها ، مما يستلزم فكرا وقَّادا ، وحجة نيرة ، ونزاهة في القصد ، وإخلاصا في العمل ، وأمانة في الفتوى ، ولقد رأيت بأم عيني كثير من هؤلاء ، وأولئك ، يأتون إليه في منزله ومكتبه لأخذ المشورة الصادقة ، والنصح السديد ، والتوجيه المفيد ، ومما يدل على حبه للأمانة ، حرصه الشديد على تذكير الأمة بالأصول النافعة ، والكلمات السديدة ، في المناسبات العامة : وذلك بكلمة وعظية ، وإرشادات دينية ، يرى أن القيام بدورها ، والتضلع بمسئوليتها أمانة في عنق كل مسلم وهبه الله علما وفقها في الدين ، فجزاه الله خيرا ، وأعظم له الثواب .

.. يتبع ..

الوافـــــي 16-08-2003 06:34 PM

هـ :- حلمه وسعة صدره

من الصفات الحميدة ، والفضائل الرشيدة ، التي تميز بها سماحة الشيخ عبد العزيز - حفظه الله - على غيره من العلماء ، صفة الحلم وسعة الصدر ، ولا شك بل ولا ريب أن الحلم من أشرف الأخلاق ، وأنبل الصفات ، وأجمل ما يتصف به ذو العقول الناضجة والأفهام المستنيرة ، وهو سبيل إلى كل غاية حميدة ، وطريق لاحب إلى كل نهاية سعيدة . ولقد بيَّن رسول الله صلى الله عليه وسلم منزلة الحليم ، وما له من أجر وثواب عظيم عند الله ، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لأشج بن عبد القيس : إن فيك خصلتين يحبهما الله الأناة والحلم ( أخرجه البخاري ومسلم ) وبلوغ الحليم لمنزلة محبة الله ورسوله ليس بمستغرب ، وذلك لأن الحلم هو سيد الفضائل ، وأسّ الآداب ، ومنبع الخيرات ، ومصدر العقل ، ودعامة العز ، ومنبع الصبر والعفو .

ولقد من الله تعالى على سماحته - رعاه الله - فجمع له بين أكرم خصلتين ، وأعظم خلتين وهما العلم والحلم ، فبهما تميز عن غيره ، ولذا اتسع صدره ، وامتد حلمه ، وعذر الناس من أنفسهم ، والتمس العذر لأغلاطهم . ولعل من المناسب إيراد ما يدل على حلمه وسعة صدره ، وشفعته على الناس ، فمن ذلك أنه دخل عليه في مجلس القضاء في الدلم ، رجل كثير السباب فسبَّ الشيخ وشتمه ، والشيخ لا يرد عليه ، وعندما سافر الشيخ / عبد العزيز بن باز إلى الحج توفي هذا الرجل فجهّز للصلاة عليه ، في جامع العذار ، وكان إمامه آنذاك الشيخ / عبد العزيز بن عثمان بن هليل ، فلما علم أنه ذلك الرجل تنحى وامتنع عن الصلاة عليه ، وقال : لا أصلي على شخص يشتم الشيخ ابن باز ، بل صلوا عليه أنتم؛ فلما عاد الشيخ عبد العزيز من الحج وأخبر بموت ذلك الرجل ترحم عليه ، وعندما علم برفض الشيخ ابن هليل الصلاة عليه ، قال : إنه مخطئ في ذلك ، ثم قال دلوني على قبره فصلى عليه وترحم عليه ودعا له .

ودخل عليه رجل آخر عنده قضية في الصباح الباكر ، والشيخ يدرس الطلاب في الجامع - جامع الدلم - فوقف هذا الرجل عليهم ، وأخذ ينادي بصوت مرتفع قائلا : قم افصل بين الناس ، قم افصل بين الناس ، واترك القراءة ، فلم يزد الشيخ على أن قال : قم يا عبد الله بن رشيد ، وأخبره يأتينا عندما نجلس للقضاء بعد الدرس .

وأخبرته برجل اغتابه سنين عديدة متهما إياه بصفات بذيئة ، ونعوت مرذولة وأنه يطلب منه السماح والعفو ، فقال : أما حقي فقد تنازلت عنه ، وأرجو الله أن يهديه ويثبته على الحق .

.. يتبع ..

الوافـــــي 16-08-2003 06:35 PM

و:- كرمه

الكرم صفة محمودة ، ومنقبة جليلة ، وأكرم الورى على الإطلاق نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، فهو أجود بالخير من الريح المرسلة - وخاصة في رمضان - .

والكرم في اصطلاح العلماء وهو التبرع بالمعروف قبل السؤال ، والإطعام في المحل ، وإكرام السائل مع بذل النائل .

والشيخ عبد العزيز - حفظه الله - كرمه معروف مشهور ، وكرمه كرم أصيل لا تكلف فيه ولا تنطع ، وقد سماه بعض محبيه حاتم الطائي في هذا العصر ، فمائدته لا تخلو من ضيوف أبدا ، يلتقي عليها الصغير والكبير ، والغريب والقريب ، وما أظن طعاما له خلا من عديد الضيفان حتى لكأنه هو القائل :

إذا ما صنعت الزاد فالتمسي له *** أكيلا فإني لست آكله وحدي
أخا سفر أو جار بيت فإنني *** أخاف مذمات الحوادث من بعدي

وهذه الصفة مما انفرد سماحته - حفظه الله - دون غيره من العلماء ، فهو كريم وكرمه يتمثل في أمور عدة :

أولا : عطاءه المستمر للفقراء والمحتاجين والمساكين فهو لا يرد طلبا ، ولا يمسك شيئا من ماله لا قليلا ولا كثيرا ، وربما مر عليه بعض الأشهر يستدين على راتبه ، ولربما باع أغراضا مهمة لإنفاق قيمتها في سبيل الله .

ثانيا : يتمثل كرمه في أنه ما يدنو وحده إلى طعامه ، ولا يأكل منفردا وحيدا ، وإنما إذا حضر طعامه أحضر الناس على طعامه وسفرته ، ويحضر العلماء والطلبة والمفكرون والأدباء والعامة وعابري السبيل والفقراء والمساكين ، فيحيي الجميع ويرحب بهم أطيب الترحيب ، ثم إذا أراد أحدهم أن يستعجل قال : كل باختياره لا ينظر أحد إلى أحد ويقول لمن دعا الله له ، جعل الله فيه العافية .

بمثل هذه الأخلاق الرضية ، والصفات الحميدة ، حصل للشيخ طيب الذكر ، وحسن الأثر ، لا في الرياض وحدها ، ولا في المملكة فحسب ، ولا في العالم العربي ولكن في جميع العالم كله ، وهناك - ولله الحمد والمنة - إجماع أو شبه إجماع على حبه وعلى أنه البقية الباقية الثابتة على طريق السلف الصالح .

وهذه الصور المشرقة التي سقناها عن كرم الشيخ وجوده تعتبر بمثابة دعوة مفتوحة إلى التنافس في الخير ، والتسابق في ميادين الفضيلة والبعد عن الشح والحرص والبخل ، وذلك أن الإسلام دين يقوم على التعاون والبر والبذل والإنفاق ، ويحذر من الأنانية والإمساك ولذلك رغب صلى الله عليه وسلم في أن تكون النفوس بالعطاء سخية ، والأكف بالخير ندية ، ووصى أمته بالمسارعة إلى دواعي الإحسان ، ووجوه البر وبذل المعروف ، وإلى كل خلق نبيل .


.. يتبع ..

الوافـــــي 17-08-2003 09:14 PM

الفصل الرابع حياته العلمية

أ :- مكانته العلمية

إن مما لا شك فيه ، ولا ريب يعتريه ، أنه لا توجد في الإسلام وظيفة أشرف قدرا ، وأسمى منزلة ، وأرحب أفقا ، وأثقل تبعة ، وأوثق عهدا ، وأعظم أجرا عند الله ، من وظيفة العالم! ذلك لأنه وراث لمقام النبوة ، وآخذ بأهم تكاليفها ، وهو الدعوة إلى الله وتوجيه خلقه إليه ، وتزكيتهم وتعليمهم وترويضهم على الحق حتى يفهموه ويقبلوه ، ثم يعملوا به ويعملوا له .

فالعالم بمفهومه الديني في الإسلام ، قائد ميدانه النفوس ، وسلاحه الكتاب والسنة وتفسيرهما العملي من الكتاب والسنة ، ومن فعل النبي صلى الله عليه وسلم وفعل أصحابه ، وعونه الأكبر الانتصار ، في هذا الميدان أن ينسى نفسه ويذوب في المعاني السامية التي جاء بها الإسلام وأن يطرح حظوظها وشهواتها من الاعتبار ، وأن يكون حظه من ميراث النبوة أن يزكي ويعلم ، وأن يقول الحق بلسانه ، ويحققه بجوارحه ، وأن ينصره إذا خذله الناس ، وأن يجاهد في سبيله بكل ما آتاه الله من قوة؛ وقد هيأ الله لسماحة الشيخ عبد العزيز بن باز هذه الصفات الحميدة ، والمناقب الرشيدة فأتاه الله حسن القبول ، ورفعة الذكر ، وانكباب المسلمين عليه في أقطار المعمورة ، إفتاء ودعوة وتوجيها وإرشادا وتسديدا ، بل إنه ليعتبر في مكانة علمية رفيعة فهو مفتي المسلمين ومرجعهم في النوائب والكرب والملمات والشدائد ، بعد الله سبحانه ، فهو لضعيفهم أب رحيم ، ولمظلومهم كهف منيع ولداعيهم موجه سديد ، ولطالبهم معلم رشيد ، ولفقيرهم محسن كريم ،

وأما الوسيلة الكبرى في نجاحه في هذه المكانة العلمية ووصوله إليها ، فهي أنه قد بدأ بنفسه في نقطة الأمر والنهي ، فلا يأمر بشيء مما أمر الله به ورسوله حتى يكون أول فاعل له ، ولا ينهى عن شيء مما نهى الله ورسوله عنه حتى يكون أول تارك له ، كل ذلك ليأخذ الناس عنه بالقدوة والتأسي أكثر مما يأخذون عنه بوساطة الأقوال المجردة والنصوص اللفظية ، لأنه أدرك - أدام الله عزه - تمام الإدراك أن تلاوة الأقوال والنصوص لا تعدو أن تكون تبليغا ، والتبليغ لا يستلزم الاتباع ، ولا يثمر الاهتداء ضربة لازم ، ولا يعدو أن يكون تذكيرا للناسي ، وتبكيتا للقاسي ، وتنبيها للخامل ، وتعليما للجاهل ، وإيقاظا للخامل ، وتحريكا للجامد ودلالة للضال . . .

أما جر الناس إلى الهداية بكيفية تشبه الإلزام فهو في التطبيقات والتفسيرات العملية التي كان المرشد الأول محمد صلى الله عليه وسلم يأتي بها في تربية أصحابه ، فيعلمهم بأعماله ، أكثر ما يعلمهم بأقواله . . . لعلمه وهو - سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم - بما للتربية العملية من الأثر في النفوس ، ومن الحفز إلى العمل بباعث فطري في الاقتداء ، وقد رأى مصداق ذلك في واقعة الحديبية حين أمر أصحابه بالقول فتردّدوا ، مع أنهم يعلمون أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأنه لا ينطق عن الهوى ، ثم عمل فتتابعوا في العمل اقتداء به وكأنهم غير من كانوا .

ومما أوصل سماحته إلى هذه المكانة العلمية ، والمنزلة الرفيعة ، أنه يرى نفسه أنه مستحفظ على كتاب الله ، ومؤتمن على سنة رسوله في العمل بها وتبليغها كما هي ، وحارس لهما وعليهما أن يحرفهما الغالون ، أو يزيغ بهما عن حقيقتهما المبطلون ، أو يعبث بها المبتدعة الضالون ، فهو حذر أن يؤتى الإسلام من قبله ، تجده لذلك - حفظه الله - يقظ الضمير ، متأجج الشعور ، مضبوط الأنفاس ، دقيق الوزن ، مرهف الحس ، كثير العمل ، قليل الكلام عن نفسه وجهده وجهاده ، متتبع لما يأتي الناس ، وما يذرون من قول وعمل ، سريع الاستجابة للحق ، إذا دعا داعيه ، وإلى نجدته ، إذا ريع سربه ، أو طرق بالشر حماه . ومما أوصله إلى مكانته العلمية أنه قد أخذ على نفسه بالفزع والجد لحرب الباطل أول ما تنجم ناجمته وتظهر بوادره ، فلا يهدأ له خاطر ، ولا تلين له قناة ، حتى يوسعه إبطالا ومحوا ، ولا يسكت عليه وعنه حتى يستشري شره ويستفحل أمره ، فتستغلظ جذوره ، ويتبوأ من نفوس العامة مكانا مطمئنا ، بل يحاربه محاربة شديدة حتى يقل ويندثر ، وتلك صفة مجيدة ، ومنقبة حميدة تذكر لسماحته في كل منكر وباطل - زاده الله توفيقا - .

من تلك المقومات ، لمكانته العلمية أنه دائما يتذكر عهد الله على العلماء وأنه قد أخذ عليهم ميثاق الكتاب ألا يقولوا على الله إلا الحق ، وأن الحق هو ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم عن ربه عز جل لهداية البشر وصلاح حالهم وإصلاح نفوسهم .

.. يتبع ..

الوافـــــي 17-08-2003 09:15 PM

ومن تلك المقومات ، أنه يزن نفسه دائما بميزان الكتاب والسنة ، فأي زيغ واعوجاج وميل ، قوّمه في الحال بالرجوع والإنابة والعودة إلى المصدرين الأصليين والمنبعين العظيمين . ومما أوصله إلى تلك المكانة المتميزة أنه يرد كل ما اختلف فيه إلى الكتاب والسنة ، تاركا آراء العلماء ، وأقوال الفقهاء ، والتي يرى أنها بعيدة عن الكتاب والسنة ، لأن الحق واحد لا يتعدد؛ وله في ذلك سلف صالح من علماء الأمة ، وأمناء الملة ، فما هي قصة الإمام مالك - بن أنس - رحمه الله - مع الإمام ابن مهدي - رحمه الله - وهو قرينه في العلم والإمامة - حينما عزم على الإحرام من المسجد النبوي ، وعلل ذلك قائلا : إنما هي بضعة أميال أزيدها ، فقال له مالك : أو ما قرأت قوله : فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ وأية فتنة أعظم من أن تسول لك نفسك أنك جئت بأكمل مما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ أو كلاما هذا معناه . . . ثم تلا قوله تعالى : الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِينًا

وقال كلمته الجامعة التي كأن عليها ضياء الوحي بل كأنها مستلة من مشكاة النبوة ، وهي قوله : " فما لم يكن دينا فليس اليوم بدين " .

ومن أبرز مقومات مكانته العلمية التي تبوأها هي أنه يقدم دينه والوحي على العقل ، ويجعل الرأي تبعا للنص ويحكم عقله في لسانه ، فلا يصدر كلاما إلا بعد أن يتحرى ويتروى فيه ، وينظر نظرة ذات اعتبار وتقدير في آرائه وفتاويه ، ويجعل ميزان الترجيح داخلا في أمور مهمة من المصلحة والضرورة والزمان والمكان والحال ، ودرء المفاسد ، بل إنه يميز بين أقل الخيرين وأكثر الشرين مع دفع أعلاهما ضررا وأضرارا ، وبين خير الخيرين وشر الشرين ، لذلك غلب صوابه على خطأه في الفهم والاجتهاد .

وكان وما زال - رفع الله قدره - يزن الشدائد التي تصيبه في طريقه إلى إقامة دين الله بأجرها عند الله ومثوبتها في الدار الآخرة ، ولا يهتم بما يفوته من أعراض الدنيا ، وسلامة البدن ، وخفض العيش وراحة البال ، فما أصابه من أمر من أمور الابتلاء يعد طريقا إلى الجنة ، ووسيلة إلى رضي الله . ومن أهم مقومات مكانته العلمية أنه ذائد عن حمى الدين ، واقف بالمرصاد لمن يريد العلو في الأرض والفساد والضلال بين العباد ، لا يقر باطلا أو منكرا ، ولا يسكت أو يتجاهل مخالفة صريحة للدين ، ولا يتساهل أبدا في حق الله ، ولا يرضى مطلقا عن ما يسخط الله من أي شخص كائن من كان ، بل يقول كلمة الحق ، ويدل عليها ، ويحرص أشد الحرص على بيان الحق وإيصاله للأمة أجمع ، فلله دره ما أقواه وما أجلده فجزاه الله خير الجزاء عن أمة الإسلام ، فقد قدم جهدا كبيرا ، وبذل وقتا ثمينا للأمة فنال بذلك جمال الأحدوثة ، وطيب الثناء ، والأمة هي شهود الله في الأرض ، وأن الأمة تشهد والتاريخ يشهد والعلماء يشهدون أن ابن باز - وفقه الله للصالحات من الأعمال - أمة في رجل ، ورجل في أمة .

بمثل هذه الخلال الحميدة التي أشرنا إليها إشارات يسيرة ، باللمحة المنبهة ، تبوأ ابن باز هذه المكانة العلمية التي أوصلته إلى أعلى المراتب ، وأسنى المناصب ، وهو التوقيع عن رب العالمين في الإفتاء والدعوة إلى الله ، وهذا قليل من كثير في مكانته العلمية ، ومنزلته الدينية ، جعلنا الله وإياه من دعاة الحق وأنصار الهدى - آمين - .

وإننا لنفرح أشد الفرح أن الله قد ادّخره لهذا العصر المتلاطمة أمواجه بالفتن ، والظاهر فيه أوار المحن والذي تأذن فيه أيضا فجر الإسلام بالانبلاج ، هذا العالم الرباني ، والإمام المصلح ، الذي بزَّ الجميع في شجاعة الرأي وقوة العلم والعقل ، وسلامة الفكر والتدبير ، وجرأة اللسان والقلب ، والزهد والورع فهز النفوس الجامدة ، وحرك العقول الراكدة ، وأيقظ المشاعر الخامدة ، وترك ذكره وعمله دويا وصوتا ملأ سمع الزمان ، وسيكون له شأن أيما شأن ، بإذن الواحد المنان ، وربنا الرحمن المستعان .

.. يتبع ..

الوافـــــي 17-08-2003 09:16 PM

ب :- نبوغه المبكر

لقد عرف سماحته بالنبوغ المبكر والألمعية النادرة ، والنجابة الظاهرة ، والذكاء المفرط منذ نعومة أظفاره حتى بزَّ أقرانه ، وفاق أترابه ، فهو منذ صغره صاحب همة عالية ، ونفس أبية ، وقلب طموح ، جعلته تلك الصفات الجليلة موضع تقدير واحترام ، وتبجيل وتعظيم ، لكل من عرفه آنذاك أو خالطه وزامله .

ومن أبرز الأدلة ، وأبين الأمثلة على نبوغه المبكر ، وتوقد ذهنه ، وشدة ذكائه ، حفظه المتقن لكتاب الله عز وجل قبل البلوغ ، وحفظه لبعض المتون العلمية ، وتطلعه للعلم والحرص عليه أشد الحرص .

أما أهم الأسباب التي جعلته يقبل على العلم ، ويقدر من وقته الشيء الثمين لذلك مع ذهن وقاد ، وذكاء مفرط ، ونبوغ واطلاع تعود إلى خمسة أسباب :

1- إخلاص النية في طلبه للعلم ، مع صدق القصد ، وحسن التوجه إلى الله .

2- نشأته الصالحة في بيت علم وهدى وإيمان : وكان يجد من أمه - رحمها الله - التشجيع المستمر ، والدعوات الصالحة ، والحث والتأكيد على أهمية طلب العلم .

3- عناية إلهية كريمة ، ومنة ربانية رحيمة ، ونعمة امتن الله بها على الشيخ فكان لها أعظم الأثر ، وأطيب الثمر ، في نبوغه العلمي ، وتفوقه في مجال الفقه والفهم لأمور الدين .

4- دقة استحضاره وسلامة منهجه واستقامة حياته ، وجولان ذهنه ، وحسن استجابته لنصائح أساتذته وشيوخه .

5- استعداده الفطري ، وصفاء ذهنه ، وحضور بديهته ، وقوة حافظته ، واستثمار وقته في البحث والمطالعة ، مع توقد في الهمة ، وتوفر الرغبة الملحة في معرفة العلم بمختلف فنونه ، والحرص على الدليل في كل مسألة من مسائل العلم المختلف فيها .

.. يتبع ..

الوافـــــي 17-08-2003 09:19 PM

ج : - شيوخه

إن سماحته علم بارز من أعلام الأمة الإسلامية ، وقد نهل علمه ، وتلقى العلوم الشرعية من علماء بارزين ، وأئمة ناصحين ، لهم القدح المعلى في العلم والفضل ، استفاد منهم أشد الاستفادة ، وأخذ منهم الصفات الحميدة ، والعلوم الشرعية والعربية وهم على النحو التالي : -

1- الشيخ / محمد بن عبد اللطيف بن عبد الرحمن آل الشيخ - رحمه الله - المتوفى عام 1367 هـ وهاك ترجمته بنوع من التفصيل والإطناب؛ وهي وغيرها من التراجم الآتية مستقاة من كتاب شيخنا العلامة عبد الله بن بسام - حفظه الله - علماء نجد خلال ثمانية قرون .

هو الشيخ الفاضل محمد بن عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن بن الشيخ محمد بن عبد الوهاب .

وُلد المترجَم في مدينة الرياض عام 1283 هـ ، ونشأ بها وقرأ القرآن في حياة والده العلامة الشيخ عبد اللطيف ، ثم شرع في طلب العلم ، فأخذ يقرأ على أخيه الشيخ عبد الله بن عبد اللطيف والشيخ محمد بن محمود والشيخ إبراهيم بن عبد الملك والشيخ حمد بن عتيق والشيخ حسن بن حسين آل الشيخ والشيخ أبو بكر خوقير ، وله منه إجازة . وغيرهم من علماء عصره .

وهكذا جدَّ واجتهد حتى صار له يد طولى في التوحيد والتفسير والحديث والفقه وعلوم العربية ، حتى عدَّ من كبار علماء وقته .

ثم عيَّنه الملك عبد العزيز رحمه الله تعالى قاضيا في القويعية ثم في الوشم ، ومقر عمله في شقراء ، كما بعثه إلى عسير وبلاد الحجاز مرشدا وداعيا إلى الله تعالى ، فهدى الله به خلقا كثيرا . ونفع الله بوعظه وتوجيهه .

فلما علم الكفاية التامة عينه قاضيا لعاصمة المملكة ( الرياض ) فباشر هذه الأعمال بقوة وكفاية وأمانة وعفة .

وتصدَّى للإفتاء والتدريس والإفادة ، فكان يجلس لتدريس تلاميذه في بيته فيأخذون عنه جميع العلوم الشرعية ، والعربية ، حتى استفاد منه خلق كثير منهم سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم والشيخ عبد اللطيف بن إبراهيم والشيخ عبد الملك بن إبراهيم وأبناء المترجَم الشيخ عبد الرحمن وعبد الله وإبراهيم والشيخ الأستاذ حمد بن محمد بن جاسر صاحب دار اليمامة للبحث والترجمة والنشر والشيخ صالح بن سحمان والشيخ عبد الرحمن بن إسحاق والشيخ عبد الله الدوسري ومحمد بن حمد بن فارس ومبارك أبو حسين وغيرهم كثير . وكان شغوفا بجمع الكتب مهما كلفه ذلك من المشقة والإنفاق حتى جمع من نفائس المخطوطات مكتبة لا نظير لها في نجد .

حدثني الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله ، قال : كنت حاجا مع العم الشيخ محمد بن عبد اللطيف ، فجعل طريقنا على البرة وهناك طريق أقصر منه ، فلما وصلنا ( قرية البرة ) طلب حضور رجل من أهلها فلما جاءه اشترى منه أجزاء من كتاب ( التمهيد ) لابن عبد البر . فقلت له يا عم : مهدت الطريق لأجل التمهيد ، فاستحسن مني هذه النكتة البديعة .

وهذه المكتبة لا تزال محفوظة عند ابنه عبد الرحمن ، ولكن ثمرتها والفائدة منها لا تكون إلا بتسهيل الانتفاع منها ، حقَّق الله ذلك .

والباقي من هذه المكتبة صارت هي نواة المكتبة السعودية بالرياض وأساس هذه المكتبة هي كتب جده الشيخ عبد الرحمن بن حسن انتقلت إلى ابنه الشيخ عبد اللطيف ، ومنه إلى ابنه الشيخ عبد الله بن عبد اللطيف ومنه إلى أخيه الشيخ المترجَم ، ولا شك أن تضخمها كان بجهود الشيخ محمد بن عبد اللطيف .

وقد توفي ابنه عبد الرحمن عند كتابة هذه السطور في رمضان عام 1393 هـ رحمه الله ، ونقل بعض الكتب إلى المكتبة السعودية بالرياض .

وللمترجَم رسائل وأجوبة تدل على طول باعه وسعة اطلاعه وخاصة في التوحيد ، نشر بعضها ضمن رسائل أئمة الدعوة السلفية .

.. يتبع ..

الوافـــــي 17-08-2003 09:21 PM

ولمَّا أن عزمت الحكومة السعودية على طبع رسائل أئمة الدعوة للمرة الأولى جعل الملك عبد العزيز أمر ذلك إليه ، فقام بالتعهد لها ، وجرى بينه وبين المطبعة وصاحبها محمد رشيد رضا صاحب مصر مجاوبات في شأنها ، وأخذ عليه تعهدات أن لا يتصرف بشيء من ألفاظها وكلماتها ، وقد برزت الرسائل مطبوعة بمطبعة المنار على أحسن ما يرام ولله الحمد .

ومن أراد أن ينظر إلى مناقبه ويعرف فضائله فليراجع العقيدة التي جمعها وبعثها إلى رؤساء القبائل من أهل اليمن وعسير وتهامة وشهران وبني شهر وقحطان وغامد وزهران وكافة أهل الحجاز ، وذلك سنة 1339 هـ بأمر من جلالة الملك ابن سعود ، وكان لها أحسن وقع ، فلذلك جعلها الشيخ سليمان بن سحمان من جملة رسائل الهدية السنية ، وكم لهذا العالم من رسائل أشاد بها التوحيد وهدم الشرك ، فجزاه الله عن المسلمين خيرا .

وكان جوادا كريما مضيافا ، حسن الخلق لطيف العشرة ، متواضعا سليم الصدر ليِّن الجانب .

ولم يزل على حاله الكريمة الطيبة حتى توفي يوم الأحد ثاني جمادى الثانية عام 1367 هـ .

ولمَّا مات رثاه الشعراء والأدباء ، وهذه مرثية أنشأها الأديب ابن أخيه عبد الله ابن الشيخ عمر ابن الشيخ عبد اللطيف آل الشيخ لما توفَّاه الله في 4 / 6 / 1357 هـ ، وقد أثبتنا ما وجدناه منها ، نسأل الله تعالى أن يرفع درجاته في الدار الآخرة :


على الشيخ فليبكي محب مولع *** فبكاه حزين قلبه يتصدع
وينشر دمعا من عيون غريقة *** فإن قلصت ماء فبالدم تدمع
وميتة خير الخلق للناس كلهم *** عزاء به يسلو المصاب المفجع
فقد رحل الحبر الفقيه الذي به *** قواعد دين الله تتلى وترفع
له همة تسمو إلى هامة العلى *** تقلدها مذ كان في الحجر يرضع
مام همام ألمعي مهذب *** فقيه نبيه حافظ متضلع
مجالسه بالعلم أضحت منيرة *** بها أمهات الدين تقرا وتسمع
مرابعه تبكيه من بعد ما غدت *** معطلة أرجاؤها تترجع
ويبكيه أهل الدين إذ كان دأبه *** مجدا على تبيينه فهو يصدع
وحق لها تبكيه إذ كان قائما *** بغرس علوم الدين أيضا ويجمع
أصولا وتوحيدا وفهما وكلما *** رأى حسنا منها لها يتتبع
فتلك جمادات عون بفقده *** يرجعن أصواتا لها تتنوع
فيا ليتني أرويت قلبي بمجلس *** فأحفظ منه الجم إذ لا أضيع
فهيهات هيهات انقضت وتصرمت *** لياليه بالإحسان فالله يجمع
فآها على العلم الشريف فإنه *** يتيما غدا من بعد ما كان يرفع
وما مثله في الجود إلا كحاتم *** جميع خصال الخير والفضل مودع
وَصول لأرحام وإن قطعت له *** عفو حليم ذو تقى متخشع
فيا حي يا قيوم يا سامع الدعا *** ويا من له كل الخلائق تفزع
أنله الرضا وأحسن جميعا لنا العزا *** وأسكنه جنات بها يتمتع
وأبق لنا شيخ الهدى علم الورى *** يقرر هذا الأصل لا يتضعضع
وأعني به الحبر التقي محمدا *** سلالة من للدين شادوا ويرفعوا
ويا أيها الأبناء للشيخ إنني *** أوصيكم بالعلم فيه تولعوا
فمن فاته العلم الشريف فإنما *** بضاعته المزجاة دوما يخدع
ويا رب ثبتنا جميعا وكن لنا *** معينا على فهم الذي هو أنفع
وصلَّ إلهي كل وقت وساعة *** على المصطفى من للخلائق يشفع
وآل كرام ثم صحب ومن على *** طريقتهم يقفو وللرسل يتبع

عقبه :

وخلَّف ثلاثة أبناء هم : عبد الرحمن وعبد الله وإبراهيم ، وله أحفاد ، والمشهور من أحفاده الآن هو الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن محمد بن عبد اللطيف ، فهو عضو في مجلس هيئة كبار العلماء ، وعضو في اللجنة الثقافية الخماسية ، وهو إمام جامع الرياض الكبير وخطيبه ، كما أنه هو خطيب الحج يوم عرفة في مسجد نمرة ، وفقه الله تعالى ورحم أسلافه ، آمين .

.. يتبع ..

الوافـــــي 17-08-2003 09:21 PM

الشيخ / سعد بن حمد بن علي بن عتيق
- رحمه الله -
المتوفى سنة 1349 هـ ، وهو إمام في العلم والعمل والزهد والورع ، وقد أخذ الشيخ عنه في الحديث وعلومه ، ودرس علمه في العقيدة والفقه ، وإبان دراسة الشيخ عليه ، كان ضعيفا في بدنه ، مريضا في جسده ، وكانت دروسه في جامع الرياض الكبير وهذه ترجمته مفصلة مطولة لعل فيها فوائد ودروسا وعبرا يستفيد منها من رام معرفته وحرص على ذلك :

هو الشيخ الزاهد العالم سعد بن حمد بن علي بن محمد بن عتيق بن راشد بن حميضة ، كانت مساكنهم الأولى في ( الزلفي ) ، فعُيِّن والده قاضيا في الأفلاج ، فاستقر فيه ، واتخذه له موطنا ، ثم نقل والده إلى قضاء حوطة سدير ، فولد المترجَم في بلدة ( الحلوة ) إحدى القرى التابعة لحوطة بني تميم سنة 1268 هـ ، وقيل غير ذلك ، لكن هذا هو الأصح ، والله أعلم .

نشأ المترجم في بلده ( الحلوة ) وشرع في القراءة على والده ، فلما أدرك في التوحيد والتفسير والحديث والفقه والنحو رغب في الزيادة فسافر إلى الهند سنة 1301 هـ ، فقرأ على محدث الهند الشيخ نذير حسين الدهلوي والشيخ العلامة المحقق صديق حسن خان القنوجي والشيخ شريف حسين والشيخ محمد بشير السندي والشيخ سلامة الله الهندي والشيخ حسين بن محسن الأنصاري الخزرجي اليماني نزيل الهند ، وهؤلاء العلماء كلهم محققون في العقيدة محدثون مفسرون .

وقد أجازه الشيخ الأنصاري ونذير حسين ، وهكذا أقام يقرأ على هؤلاء المحدثين المفسرين المحققين في الهند تسع سنين حتى استفاد منهم فائدة كبرى فأجازوه وأثنوا عليه ثناء عطرا . ثم توجه إلى مكة المكرمة لأداء فريضة الحج ، فوجد فيها المحدث الكبير العلامة الشيخ شعيب بن عبد الرحمن الدكالي المغربي والشيخ الفقيه العلامة أحمد بن إبراهيم بن عيسى النجدي والشيخ محمد بن سليمان حسب الله الهندي ، والشيخ السيد عبد الله بن محمد بن صالح الزواوي ، والشيخ أحمد أبو الخيور .

وبانكبابه على القراءة والاستفادة من هؤلاء العلماء الكبار من النجديين والحجازيين والهنديين بلغ في العلم مبلغا كبيرا ، وصار من عداد كبار العلماء المشار إليهم بالبنان ، كما ورث عن والده الغيرة الشديدة في الدين ، والصلابة في العقيدة ، فاشتهر بسعة العلم والتقى والصلاح ، وجدَّ واجتهد في نشر الدعوة السلفية ، حتى نفع الله باجتهاده وبركة دعوته خلقا كثيرا .

.. يتبع ..

الوافـــــي 17-08-2003 09:23 PM

وسافر إلى الهند عام 1301 هـ ، وكتب تاريخ سفره في هذه الأبيات :

لاكتساب العلم سافرنا وأرجو *** أنه فتح وإقبال وبِرّ
قلت يا قلبي فأرِّخ منهما *** قال تاريخ يجيء له ( يمن أغر )

فلمَّا اطلع على هذين البيتين والده ، فأعجب بهما وكتب تحتهما بقوله :

يا إلهي لا تخيب سعيه *** أَوْلِه التوفيق حقا والظفر
واجعل العلم اللدني حظه *** أَوْلِ فهم المُنزَل والأثر
وأعطه رزقا حلالا واسعا *** كافيا حاجاته في ذا السطر
واكفه جميع محذوراته *** أيضا حادثات البر والبحر

وبعد عودته إلى بلاده ( الأفلاج ) عينه الإمام عبد الله الفيصل آل سعود في قضاء الأفلاج مكان والده في القضاء ، ثم استولى الأمير محمد بن رشيد على نجد ، فأقره على عمله ، فاستمر قاضيا حتى فتح الملك عبد العزيز آل سعود الرياض عام 1319 هـ ، واستولى على الأفلاج ، فنقله من قضاء الأفلاج إلى الرياض وجعله قاضيا في جميع قضايا البادية القريبة من الرياض أو القادمة إليه ، وجميع الدماء من القتل فما دونه من أنواع الجراحات ، واختار لتقدير الشجاج في الرأس التي دون الموضحة وهي الخمس ، التي لا تقدير فيها من الشرع بل حكومة ، اختار لتقديرها طريقة حسنة .

فقال - رحمه الله - في وصف طريقته : ( وأما ما سألت عن عادتنا في تقدير حكومة الشجاج التي دون الموضحة فالجواب :

غير خاف عليك حقيقة الحكومة وكيفيتها ، ونحن في الغالب ما نعتبر الحكومة ، لكن نتحرى ما تأخذ الجناية من اللحم الحاصل بين البشرة وبين العظم ، أعني حد الموضحة ، ثم نعرف نسبة ما أخذته الجناية من اللحم إلى أرش الجناية ، وهو نصف عشر الدية ، فإذا عرفنا أن الجناية أخذت ثلث ما بين البشرة إلى حد الموضحة ، فقيها ثلث أرش الموضحة ، وهكذا .

هذا ما ذكره بعض العلماء ، وهو حسن ، لكنه يحتاج إلى عارف بصير بالجراحات ، ولكن إذا علم الله من العبد تحري العدل والإنصاف فالله يغفر له ) . اهـ .

وكان من مزايا المترجَم أنه كثير التواضع قليل الكلام .

وقد عينه الملك عبد العزيز إماما في جامع الرياض الكبير ، وفي هذا المسجد الواسع عقد له حلقتين للتدريس ، إحداهما بعد طلوع الشمس حتى امتداد النهار ، والثانية بعد صلاة الظهر ، وكان حريصا على ما يلقيه من الدروس ، شديد التثبت لمعنى ما يقرأ عليه ، فلا يلقي درسه ولا يسمعه من الطالب حتى يراجع عليه شروحه وحواشيه ، وما قاله العلماء عليه وضبطه لغة ونحوا وصرفا ، حتى يحرر الدرس تحريرا بالغا ، وكان إذا حصل إشكال أثناء الدرس لم يتجاوزه حتى يزول ذلك الإشكال ، وربما بعث من يحضر له الكتب التي تكون مظنة ذلك .

لذا أقيل عليه الطلاب ، وحفوا به ، واستفادوا منه فوائد جليلة ، فتخرج عليه أكابر العلماء ، فمن تلاميذه الكبار سماحة الشيخ عبد الله بن حسن رئيس القضاة ، وسماحة الشيخ محمد بن إبراهيم رئيس القضاة ، وسماحة الشيخ عمر بن حسن رئيس الهيئات للأمر بالمعروف بالمنطقتين الوسطى والشرقية ، والشيخ عبد اللطيف بن إبراهيم نائب رئيس المعاهد والكليات ، والشيخ محمد بن عبد اللطيف ، والشيخ سليمان بن سحمان ، والشيخ محمد بن عثمان الشامي ، والشيخ عبد الله بن عبد العزيز ، والشيخ العنقري ، والشيخ عبد الله الدوسري ، والشيخ عبد العزيز بن مرشد ، والشيخ إبراهيم بن سليمان آل مبارك ، والشيخ فيصل بن عبد العزيز آل مبارك ، والشيخ عبد الرحمن بن عودان ، والأستاذ البحاثة حمد الجاسر ، والشاعر الكبير محمد بن عثيمين ، والشيخ سعود بن رشود ، والشيخ محمد بن رشيد قاضي الرس ، ثم قاضي رنية ، والشيخ عبد الله بن سعد بن جاسر التغلبي الدوسري ، وغير هؤلاء كثير من كبار علماء المملكة العربية السعودية .

كما تصدى لنشر العلم بالكتابة ، فقد بعث الرسائل والنصائح ، كما حرر الفتاوى والأجوبة على الأسئلة ، فيما لو جمعت كتاباته وفتاويه لجاءت جزءا حافلا ، ونظم مختصر المقنع حتى كاد أن يتمه ، وله رسالة سماها : " حجة التحريض تحريم الذبح للمريض " في مكتبة جامعة الرياض ، برقم ( 215 ) .

.. يتبع ..

الوافـــــي 17-08-2003 09:25 PM

وكتاباته وفتاواه دليل على غزارة علمه ، وسعة اطلاعه ، وحسن تصوره ، وقد جمعت وطبعت في كتاب سمي " المجموع المفيد من رسائل وفتاوى الشيخ سعد بن حمد بن عتيق " رحمه الله ، ويحوي هذا المجموع أربعين رسالة للمترجَم ، وله : نيل المراد بنظم متن الزاد .

والمترجَم في عداد كبار علماء نجد المشار إليهم ، فهو مقرب من الملك عبد العزيز ويعتمد عليه في مهام الأمور الدينية ، وهو معزز محترم عند علماء الدعوة ، فيجلونه ويقدرونه ، ويعرفون له حقه ومكانته العلمية ونشاطه في الدعوة وموالاة أهلها ، وقد ألف رسالة سماها : ( عقيدة الطائفة النجدية في توحيد الألوهية ) لا تزال مخطوطة في جامعة الرياض .

وللمترجَم شعر جيد ونظم رائق ، فله قصائد كثيرة تدل على علو منزلته في الشعر ، حتى إن من مؤلفاته : ( نظم المفاتيح ) لابن القيم ، وشرع في نظم زاد المستقنع ، ثم توفي قبل إتمامه .

وما زال على أحواله الكريمة وسجاياه ، حتى توفي في الرياض بعد أن كف بصره ، وذلك في اليوم الثالث عشر من جمادى الأولى عام 1349 هـ ، ودُفن في مقبرة العود في الرياض ، وكان قد صلي عليه في جامع الرياض ، وأم المصلين الشيخ محمد بن عبد اللطيف .

وله وصية بقلم محمد بن عبد الرحمن الشويعر في تاريخ 28 جمادى الأولى من عام 1349 هـ ، وهذا نصها .

( أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمدا عبده ورسوله ، وأن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه ، وأن الجنة حق ، وأن النار حق ، وأن الساعة آتية لا ريب فيها ، وأن الله يبعث من في القبور ، وأوصي من بعدي أن يعبدوا الله ولا يشركوا به شيئا ، وأن يعتصموا بحبل الله جميعا ولا يتفرقوا ، وأن يلتزموا ما وصى به إبراهيم بنيه حيث يقول : يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ والحمد لله أولا وآخرا ، وظاهرا وباطنا ، كما يحب ربنا ويرضى ، وأنا الفقير إلى الله سعد بن حمد بن عتيق أمليتها آخر الثالث والعشرين من شهر ربيع الأول عام 1349 هـ ، وصلى الله على محمد وآله وصحبه أجمعين ) .

وعلى هذا النقل تصديق من الشيخ عبد اللطيف بن إبراهيم وقال فيه : إنه نقلها من ورقة إملاء الشيخ سعد وعليها ختمه . تمَّ بحمد الله .

وقد بكاه الناس وأسفوا عليه ، وحزنوا لفقده وتبادلوا التعازي في موته ، لأنه محبب إلى كل قلب عزيز على كل فرد ، فالمصاب به عام والحزن عليه شامل ، وقد رثي بكثير من القصائد والرسائل ، وممن رثاه شاعر نجد الكبير الشيخ محمد بن عبد الله بن عثيمين بقصيدة منها :

أهكذا البدر تخفي نوره الحفر *** ويُفقد العلم لا عين ولا أثر
خبت مصابيح كنا نستضيء بها *** وطرحت للمغيب الأنجم الزهر
واستحكمت غربة الإسلام وانكسفت *** شمس العلوم التي يهدى بها البشر
تخرم الصالحون المقتدى بهمو *** وقام منهم مقام المبتدأ الخبر
فنح على العلم نوح الثاكلات وقل *** والهف نفسي على أهل له قبروا
لم يجعلوا سلما للمال علمهم *** بل نزهوه فلم يعلق به وضر
تلك المكارم لا تزويق أبنية *** ولا الشفوف التي تكسى بها الجدر
فَابْكِ على العَلَم الفرد الذي فخرت *** بذكر أفعاله الأخبار والسير
بحر العلوم الذي فاضت جداوله *** أضحى وقد ضمه في بطنه المدر
طوتك يا سعد أيام طوت أمما *** كانوا فبانوا وفي الماضين معتبر
إن كان شخصك قد واراه ملحده *** فعلمك الجم في الآفاق منتشر
بنى لكم حمد آل العتيق علا *** لم يبنها لكمو مال ولا خطر
لكنه العلم يسمو من يقوم به بالجهل *** على الجهول ولو من جَدُّه مضر
لكنه العلم إن كان أقوالا بلا عمل *** فليت صاحبه بالجهل منغمر
يا حامل العلم والقرآن إن لنا *** يوما تضم به الماضون والأخر

فرحم الله الراثي والمرثي وجزاهما أحسن الجزاء .

.. يتبع ..

الوافـــــي 17-08-2003 09:26 PM

الشيخ / حمد بن فارس بن محمد بن فارس
المتوفى سنة 1345 هـ أخذ الشيخ عنه علم الفرائض والحساب ، وكان الشيخ حمد - رحمه الله - من أبرز العلماء في وقته بالفرائض والحساب والعربية ، بل هو أنحى أهل نجد في زمانه ، وهاك ترجمته موسعة :

هو الشيخ حمد بن فارس بن محمد بن فارس بن عبد العزيز بن محمد بن الشيخ إسماعيل بن رميح بن جبر بن عبد الله بن حماد بن عريض بن محمد بن عيسى بن عرينة العرني التيمي الربابي ، فهو فخذ العرينات الذين هم بطن من تيم الذين هم قبيلة من قبائل الرباب ، والرباب تتألف من سبع قبائل هي : تيم وعدي وثور وعكل ومزينة وعوف وأشيب .

والرباب هم بنو عبد مناة بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر بن نزار معد بن عدنان ، وهم أبناء عم تميم بن مر بن أد بن طابخة . . . إلخ النسب .

والمشهود عند أهل نجد أن العرينات من قبيلة ( سُبَيْع ) تصغير سبع ، ولكن هذه النسبة بالحلف فقط ، فهم أحلاف لسبيع لا منهم .

كما أن أبناء عمهم بني ثور ، ينسبون إلى سبيع ، وهم من الرباب أيضا ، وأصل بلد المترجَم - بلدة العطار - من مقاطعة سدير ، ونسب المترجَم كما تقدم يتصل بنسب الشيخ إسماعيل بن رميح العالم المشهور صاحب المجموع بـ ( مجموع ابن رميح ) ، فهو ابن عم آل رميح الموجودين في بلدة العطار .

وقد وُلِدَ المترجَم عام 1263 هـ ، وكان والده الشيخ فارس من أهل العلم ، فنشأ نشأة طيبة ، ورباه تربية صالحة ، فلازمه ملازمة تامة حتى حفظ عليه القرآن الكريم ، وقرأ عليه في علم الفرائض والحساب ومبادئ العلوم .

ثم شرع في القراءة على العالم الخطيب الواعظ الشيخ عبد الله بن حسين المخضوب الهاجري القحطاني قاضي الخرج ، ثم سافر إلى الرياض للتزود من العلم ، فقرأ على العلامة الكبير الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن وعلى غيره ، حتى أدرك وحصل كثيرا من العلوم الشرعية والعربية ، لا سيما النحو ، فقد صار أنحى أهل زمانه في نجد ، فعرف في هذا الباب من العلم حتى صار مرجع العلماء وطلابه في علوم العربية ، كما أن له اطلاعا جيدا في علم سير الفلك وحسابه وأوقاته وبروجه ومنازله .

ثم عينه الإمام عبد الله الفيصل على بيت المال يوم كانت هذه الوظيفة كوزارة المالية في العهد الحاضر ، كما عينه مديرا لأوقاف آل سعود ينفذها في أعمال البر والإحسان ، فحمدت سيرته في ذلك ، حيث برَّ الفقراء وواسى المساكين وأجرى إنفاق هذه الأموال في مجاريها الشرعية النافعة ، واستمر في هذا العمل أيضا في ولاية الإمام عبد الرحمن الفيصل وصَدْرا من حكم الملك عبد العزيز ، حتى إذا توسعت الأعمال وتحددت المسئوليات أصبح هذا العمل الآن وزارة من أكبر الوزارات .

وكان المترجَم مع عمله عاكفا ومقيما على التدريس في مسجد الشيخ عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب في - حي دخنة - فحف به الطلاب وأقبلوا عليه وتتلمذوا على يديه ، فاستفادوا منه ، حتى تخرج عليه الفوج بعد الفوج ، وأغلبهم من كبار العلماء ، فمن مشاهير تلاميذه :

سماحة الشيخ عبد الله بن حسن ، وسماحة الشيخ محمد بن إبراهيم ، وسماحة الشيخ عمر بن حسن ، والشيخ عبد اللطيف بن إبراهيم ، والشيخ محمد بن عبد اللطيف ، والشيخ سليمان بن سحمان ، والشيخ عبد الله العنقري ، والشيخ عبد الرحمن بن عودان ، والشيخ محمد بن علي البيز والشيخ عبد الله بن زاحم ، والشيخ محمد الشاوي ، والشيخ سعد بن رشود ، والشيخ محمد بن عبد العزيز بن رشيد أحد علماء بلدة الرس وقضاتها وغيرهم من كبار علماء نجد .

وجمع المترجَم مكتبة خاصة كبيرة غنية بنفائس المخطوطات آلت بعد وفاته إلى ابنه محمد ، وقد توفي ابنه فلا ندري ماذا كان مصيرها .

وكان المترجَم مع علمه دينا متعبدا كثير الصيام والقيام ، ولم يزل على حالته الحميدة وسيرته المرضية حتى توفي في مدينة الرياض بعد العصر من اليوم الثامن والعشرين من شهر جمادى الآخرة عام 1345 هـ ، وصلي عليه في جامع الرياض ، وحضر جنازته حشد كبير من المسلمين ، فيهم الأمراء والأعيان ، وصلي عليه صلاة الغائب في أنحاء المملكة ، وله الآن أحفاد في الرياض . فرحمه الله تعالى .

* وقد ترجم له الشيخ سليمان بن حمدان ، ومن خطه نقلت فقال : ( الشيخ حمد بن فارس بن محمد بن رميح تصغير رمح النجدي الحنبلي ، وهو شيخنا الإمام العالم العلامة النحوي الفرضي الحيسوب الفلكي الفقيه الوجيه ، وُلد سنة ثلاث وستين ومائتين وألف تقريبا ، أخبرني بذلك عنه ابنه محمد ، فنشأ على يد والده فهذّبه ورباه تربية طيبة ولازمه ملازمة تامة ، فتخصص عليه في علم الفرائض والحساب وغيرها من العلوم ، وقرأ على الشيخ عبد الله بن حسين المخضوب صاحب الخطب وعلى الشيخ العلامة عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن أخذ عنه علم النحو وغيره ، وتفقه به ، وأخذ عن جملة من الأكابر حتى اشتهر وأصبح سيبويه زمانه في علم النحو ، وصار مرجعا لطلاب العلم ، وضربت للأخذ عنه أكباد الإبل من أطراف نجد ، وكان مداوما على التعليم في مسجد الشيخ عبد الله بعد صلاة الصبح إلى الساعة الرابعة نهارا ، لا يُخِلّ بذلك ، وكان كثير الصيام قلَّ أن تراه مفطرا ، وكان ملازما على الصف الأول خلف الإمام ، كثير الأوراد والأذكار ، مهيبا عند الخاص والعام ، طويلا نحيف الجسم ، يخضب بالحناء .

تولى حفظ بيت المال للإمام عبد الله آل فيصل ثم للإمام عبد الرحمن ، ثم للملك عبد العزيز ، فباشره بعفة ونزاهة تامة ، وكان يواسي الفقراء من طلبة العلم وغيرهم من بيت المال ، ويعطيهم ما يقوم بكفايتهم منه .

وقد تخرج به خلق كثير لا يحصون ، ولما قدمت الرياض قرأت عليه جملة من كتاب الروض المربع شرح زاد المستقنع ، وملحة الإعراب ، وبعض ألفية ابن مالك ، وبعض الرحبية .

وتوفي رحمه الله في الساعة العاشرة بعد العصر الثامن والعشرين من جمادى الآخرة سنة خمس وأربعين وثلاثمائة وألف ، وقد كفّ بصره قبل وفاته ، وصلي عليه في جامع الرياض ، وأم الناس في الصلاة عليه شيخنا محمد بن عبد اللطيف ، وشيَّعه خلق كثير من الأعيان والأمراء ، ودفن في مقبرة العود ، وصلي عليه صلاة الغائب في مكة والمدينة والطائف وجدة ، وتأسف الناس على فقده رحمه الله ، ولم يخل من الأولاد سوى ابنه محمد ) . انتهى .

كما ترجم له مطلق بن صالح في تاريخه المخطوط فقال : ( وفي رجب سنة 1345 هـ توفي الشيخ العالم المتبحر في العلوم حمد بن فارس طيب الله ثراه ، وجعل الجنة مثواه ، وكان رحمه الله تعالى وأفاض عليه سحب رضوانه هو الذي إليه بيت مال المسلمين يجبي ويدفع إليه ذلك ويفرق على جميع بلدان المسلمين ، وكان على حالة مُرْضِيَة ، وطريقة من الزهد مرضية ، وكان عن ذلك المال والأقل منه متعففا ، بل يأكل منه بالمعروف ، ولمَّا توفي رحمه الله تعالى وُجِد عليه من الدين تسعون ألف ريال ، فأدَّاها عنه الإمام عبد العزيز ، أيَّده الله بالعز والإقبال ) اهـ .

.. يتبع ..

الوافـــــي 17-08-2003 09:27 PM

الشيخ / صالح بن عبد العزيز بن عبد الرحمن بن حسين آل الشيخ
- رحمه الله -

المتوفى سنة 1372 هـ وهو قاضي الرياض في زمانه ، ومن العلماء الزهاد الورعين المعروفين بالفضل ، أخذ الشيخ عنه في العقيدة والفقه ولازم دروسه فنهل معه العلوم المفيدة ، وهذه ترجمته مفصلة موسعة :

هو الشيخ صالح بن عبد العزيز بن عبد الرحمن بن حسين ابن الشيخ محمد بن عبد الوهاب ، كان جده الشيخ عبد الرحمن بن حسين هو قاضي بلدان الخرج للإمام تركي ثم لابنه الإمام فيصل ، وكان والده مع جده في مقر عمله ، فولد الشيخ المترجَم صالح في ( السلمية ) إحدى بلدان مقاطعة الخرج ، ومكث فيها أيام طفولته ، فمات والده وهو في أول سن التمييز ، فانتقل مع والدته إلى الرياض حيث يقيم هو وعشيرته وأخواله ، فكفله ابن عمه الشيخ حسن بن حسين ، وتزوج بأمه بعد أبيه ، فنشأ في بيت عمه وأمه نشأة صالحة .

وقد دخل الكتّاب وتعلم فيه مبادئ الكتابة والقراءة ، ثم حفظ القرآن عن ظهر قلب ، ثم شرع في طلب العلم فأخذ في حفظ وقراءة كتب شيخ الإسلام الشيخ محمد بن عبد الوهاب ، وغيرها من مختصرات العلوم النافعة ، فأدرك طرفا طيبا منها .

ولما شب أخذ يتعاطى التجارة ، مع الحرص على تحري العقود الصحيحة والنزاهة وحسن المعاملة .

وتعاطيه التجارة لم يصده عن الاستمرار ومواصلة طلب العلم ، فكان ملازما لدروس الشيخ عبد الله بن عبد اللطيف والشيخ عبد الله الخرجي ، والشيخ حمد بن فارس ، والشيخ محمد بن محمود ، حتى أدرك في التوحيد والتفسير والحديث والفقه وأصول هذه العلوم والنحو .

وكان يرافق الملك عبد العزيز في غزواته ، وآخر غزواته له هي غزوة جراب عام 1333 هـ .

وقد جلس للتدريس في الرياض ، فعمر مجلسه بالدروس ، واقتنى مكتبة كبيرة خاصة به .

وفي عام 1337 هـ ولاه الملك عبد العزيز آل سعود رحمه الله قضاء مدينة الرياض ، فكان المثل الحسن في العدل والإحسان والإنصاف والنزاهة والعفاف ، واستمر في القضاء حتى عام 1352 هـ ، حيث أصيب بألم شديد في رأسه وعينيه ، واستعفي بسبب ذلك من القضاء فأعفي ، ثم سافر إلى مصر للعلاج عام 1354 هـ ، ثم عاد بدون فائدة ، وطال معه هذا المرض حتى مات منه عام 1372 هـ . رحمه الله تعالى .

.. يتبع ..

الوافـــــي 17-08-2003 09:28 PM

الشيخ / سعد بن وقاص البخاري
- رحمه الله -


أخذ عنه علم التجويد في مكة ، وكان - رحمه الله - له دكان صغير في الشامية ، وقد بحثت عن ترجمة موسعة له فلم أجد من ذلك شيئا ، والمقصود أنه من العلماء الفضلاء المعروفين بسلامة المعتقد ، وأصالة الرأي ، وحسن التعليم - رحمه الله - .

.. يتبع ..

الوافـــــي 17-08-2003 09:29 PM

الشيخ الإمام العلامة / محمد بن إبراهيم بن عبد اللطيف آل الشيخ
المتوفى سنة 1389 هـ ، وهو علم على رأسه نار ، إمام معروف بالعلم والفضل وقوة الرأي ، وحسن التدبير لازمه الشيخ عبد العزيز - حفظه الله - مدة طويلة تقدر نحو عشر سنين ، وكان من أخص تلامذته ، وذلك ما بين عام 1347 هـ إلى عام 1357 هـ ، وهذه ترجمة مفصلة موسعة له من كتاب مشاهير علماء نجد وغيرهم .

هو العلامة الجليل الأصولي المحدث الفقيه الشيخ محمد بن الشيخ إبراهيم بن الشيخ عبد اللطيف بن الشيخ عبد الرحمن بن حسن ابن شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب ، مفتي الديار السعودية ورئيس قضاتها في حياته - رحمه الله - .

مولده :

ولد في مدينة الرياض في السابع عشر من شهر محرم سنة ألف وثلاثمائة وإحدى عشرة من الهجرة ونشأ في كنف والده الشيخ إبراهيم ، ولما بلغ الثامنة من عمره أدخله مدرسة تحفيظ القرآن عند مقرئ يدعى عبد الرحمن بن مفيريج فختم القرآن نظرا وهو في الحادية عشرة من عمره وطرأ عليه العمى وهو في الرابعة عشرة من عمره فأعاد قراءة القرآن مرة أخرى عن ظهر قلب حتى ختمه وحفظه حفظا تاما ثم شرع في قراءة العلم في مختصرات الشيخ محمد بن عبد الوهاب ومبادئ النحو والفرائض على والده الشيخ إبراهيم ثم شرع في القراءة على عمه الشيخ عبد الله بن الشيخ عبد اللطيف في كتاب التوحيد ثم في العقيدة الواسطية والحموية لشيخ الإسلام ابن تيمية ، وقرأ عليه في أصول التفسير والحديث وقرأ على الشيخ سعد بن الشيخ حمد بن عتيق في الفقه ومصطلح الحديث ولازمه ملازمة تامة وقرأ على الشيخ حمد بن فارس في الألفية وغيرها من المؤلفات النحوية ، وقرأ عليه في الفقه وقرأ على الشيخ عبد الله بن راشد بن جلعود العنزي نزيل مدينة الرياض آنذاك في الفرائض ولم يزل مجدا في طلب العلم إلى أن توفي عمه الشيخ عبد الله بن الشيخ عبد اللطيف سنة 1339 هـ ، فعينه الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود خلفا لعمه في الفتيا وإمامة المسجد والتدريس فصار يؤم الناس الفروض الخمسة في مسجد عمه المشهور بمسجد الشيخ ( بحي دخنة ) ويجلس فيه لطلبة العلم يقرءون عليه في مختلف العلوم وفي سنة 1345 هـ أرسله جلالة الملك عبد العزيز آل سعود إلى أهل الغطغط لما غلوا في الدين وشددوا فيه تشديدا ينافي الشرع فمكث عندهم ستة شهور يبين لهم معاني الكتاب والسنة وعبارات رسائل علماء دعوة التوحيد السلفية ، ويحذرهم من الغلو ومجاوزة الأمور المحظورة ، ثم رجع إلى الرياض واستمر في نشر العلم وتعليمه .

.. يتبع ..

الوافـــــي 17-08-2003 09:30 PM

طريقة تدريسه وأوقات جلوسه :

فكان - رحمه الله - إذا صلى الفجر جلس في المسجد يقرأ عليه صغار الطلبة في الأجرومية في النحو ، وبعدهم يقرأ عليه متوسطو الطلبة في القطر لابن هشام في النحو ، وبعدهم يقرأ عليه كبار الطلبة في ألفية ابن مالك وشرح ابن عقيل ، فإذا انتهوا من قراءة النحو في الألفية والشرح قرءوا عليه في الفقه في ( متن زاد المستقنع ) غيبا ، فإذا قرأ آخرهم وسكت أخذ الشيخ في إعادة ما قرءوه من المتن من حفظه وشرع يتكلم على العبارات ويوضح معاني الكلمات ، فإذا انتهى شرع أحد الطلاب في قراءة شرح الزاد المسمى ( الروض المربع شرح زاد المستقنع ) قراءة ترتيل يقف عند كل فقرة وجملة والشيخ يعلق على عبارات الشارح وجملة بكلام يوضح المعنى ويزيح الإشكال ، ويصور المسائل تصويرا ملموسا يقرب المعاني الفقهية إلى أذهان الطلبة ، ويقرر قواعدها في نفوسهم لأنه - رحمه الله - آخذ بناصية علم الفقه ومتبحر فيه تبحرا عظيما ، فإذا انتهى من تقريره على الفقه شرعوا في القراءة عليه في بلوغ المرام ، فإذا أشارت الساعة إلى الواحدة نهارا انصرف إلى داره وجلس فيها ، فإذا حانت الساعة الثالثة جاءه كبار الطلبة وخواصهم وقرءوا عليه إلى الساعة الخامسة نهارا ، ثم انصرفوا ، فإذا أذن الظهر خرج وصلى بالناس في المسجد وجاء أهل المطولات وقرءوا عليه في مختلف الكتب بجامع الترمذي وصحيح البخاري وزاد المعاد في هدي خير العباد ، فإذا انتهوا قرأ عليه بعض الطلبة في بعض المتون العلمية غيبا مثل كتاب التوحيد والعقيدة الواسطية ، فإذا أذن العصر خرج إلى داره وجدد الوضوء ثم رجع وصلى بالناس العصر وجلس في المسجد يقرأ عليه أحد أعيان الطلبة في بعض الردود ، فإذا انتهى قرأ عليه جملة من الطلبة في مصطلح الحديث ، فإذا انتهوا قرءوا عليه في العقيدة الحمولة لشيخ الإسلام ابن تيمية ، فإذا بقي على أذان المغرب مقدار نصف ساعة خرج إلى داره ، فإذا أذن المغرب جاء وصلى بالناس ثم جلس في المسجد للطلبة يقرءون عليه علم الفرائض والمواريث ، فإذا ختم أذان العشاء قام من حلقة درس الفرائض إلى الصف الأول وتنفل ثم أمر القارئ فشرع يقرأ عليه في تفسير ابن كثير إلى الساعة الثانية والنصف ، فيأمر بإقامة صلاة العشاء ، فإذا أقيمت وصلى بالناس تنفل وأوتر وخرج إلى داره وهي قريبة من مسجده ، واستمر على هذا الترتيب في الدروس بهذه الصفة من عام 1339 هـ إلى عام 1380 هـ حيث ترك جميع الدروس ما عدا درس الفقه وبلوغ المرام فإنه لم يترك الجلوس لهما بعد صلاة الفجر إلى أن حبسه المرض .

.. يتبع ..

الوافـــــي 17-08-2003 09:32 PM

وقد تخرج على يديه أفواج من العلماء كثيرون شغلوا مناصب القضاء والتدريس والدعوة إلى الله ، والإرشاد ، وحسبنا أن نشير إلى البعض منهم إشارة موجزة في هذه الترجمة المقتضبة على النحو الآتي :

1- الشيخ العلامة الجليل عبد الله بن محمد بن حميد ، الرئيس العام للإشراف الديني بالمسجد الحرام .
2- الشيخ عبد العزيز بن باز ، رئيس الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة .
3- الشيخ عبد الله بن يوسف الوابل نزيل أبها في هذا الوقت .
4- شيخنا الشيخ عبد الله بن سليمان المسعري رئيس ديوان المظالم .
5- شيخنا الشيخ عبد العزيز بن ناصر بن رشيد رئيس هيئة التمييز بالمنطقة الغربية .
6- الشيخ عبد الملك بن إبراهيم بن الشيخ عبد اللطيف شقيق المترجم رئيس هيئات الأمر بالمعروف بالمنطقة الشرقية .
7- الشيخ عبد العزيز بن الشيخ عبد الله بن حسن آل الشيخ .
8- الشيخ صالح بن الشيخ عبد العزيز بن محمد آل الشيخ .
9- الشيخ عبد الرحمن بن فارس أحد قضاة الرياض حاليا .
10- الشيخ عبد الرحمن بن سعد من بلد ملهم المعروفة بنجد .
11- الشيخ إبراهيم بن سليمان من آل مبارك أهل بلدة حريملاء تولى قضاء الخرمة والأفلاج وتوقي - رحمه الله .
12- الشيخ محمد بن عبد العزيز بن الشيخ حمد بن عتيق توفي - رحمه الله - .
13- الشيخ عبد الله بن عمر بن دهيش رئيس محكمة مكة المكرمة سابقا .
14- الشيخ سليمان بن عبيد السلمي رئيس محكمة مكة حاليا .
15- الشيخ عبد العزيز بن عجلان من بلدة نعام المعروفة .
16- الشيخ محمد بن مسلم آل عثيمين .
17- الشيخ عبد الرحمن بن عبد الله بن فريان من أهل مدينةالرياض الأقدمين .
18- وابنه الشيخ إبراهيم ابن الشيخ محمد إبراهيم نائب المفتي الأكبر .
19- وابنه الشيخ عبد العزيز ابن الشيخ محمد بن إبراهيم مدير المعاهد والكليات .
20- الشيخ راشد بن صالح بن خنين .
21- الشيخ سعود بن رشود رئيس محكمة الرياض في حياته - رحمه الله - .
22- الشيخ ناصر الحناكي .
23- الشيخ سعد بن غرير .
25- الشيخ محمد بن مهيزع . أحد قضاة الرياض حاليا .
26- الشيخ عبد الله بن بكر توفي - رحمه الله - .
27- محمد السحيباني .
28- صالح السحيباني .
29- حسن بن مانع .
30- إبراهيم بن نغميش .
31- زيد بن فياض .
32- محمد ابن الشيخ عبد الرحمن بن قاسم .
33- عبد العزيز بن محمد بن صالح بن شلهوب .
34- أحمد بن قاسم .

وقرأ عليه غير هؤلاء خلق كثير لا يحضرني ذكرهم ولا معرفة أسمائهم .

.. يتبع ..

الوافـــــي 17-08-2003 09:34 PM

مؤلفاته ( محمد بن إبراهيم بن عبد اللطيف آل الشيخ ) :

ألف مؤلفات وكتب ورسائل كثيرة وله فتاوى تبلغ مجلدات جمعها ورتبها الشيخ عبد الرحمن بن محمد بن قاسم جامع ( فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية ) وله فتاوى غير ما جمعه ابن قاسم تبلغ عدة مجلدات لا تزال محفوظة في ملفات دار الإفتاء بالرياض .

وبلغني أن النية متجهة إلى ترتيبها وتحقيقها وتبويبها والقيام بطبعها ، وله مجموعة أحاديث في الأحكام رتبها على أبواب الفقه لا تزال محفوظة في ملفاتها ، وله معرفة بالعروض ويقرض الشعر على طريقة العلماء ، له مرثية في عمه الشيخ عبد الله ابن الشيخ عبد اللطيف تبلغ أبياتها خمسة وخمسين بيتا ، ومطلعها :

على الشيخ عبد الله بدر المحافل *** نريق كصوب الغاديات الهواطل

وله أربعة أبيات رثاء في الشيخ عمر بن سليم .

وظائفه وأعماله التي قام بها:

استمر في إمامة مسجد عمه الشيخ عبد الله المعروف بمسجد الشيخ وتدريس الطلاب فيه من عام 1339 هـ إلى قبيل وفاته . وفي عام 1373 هـ أنشئت دار الإفتاء والإشراف على الشئون الدينية تحت رئاسة سماحته، وفي عام 1376 هـ أنشئت رئاسة القضاة تحت رئاسة سماحته في نجد والمنطقة الشرقية والمنطقة الشمالية، وبعد وفاة سماحة الشيخ عبد الله بن حسن آل الشيخ - رحمه الله - سنة 1378 هـ رئيس القضاة بالحجاز والمنطقة الغربية ضمت رئاسة القضاة بالحجاز والمنطقة الغربية إلى سماحة المترجم فصار رئيس قضاة المملكة العربية السعودية عامة .

أعمال سماحته المتعلقة بالمدارس والمعاهد والكليات:

وفي عام 1369 هـ عرض سماحته على جلالة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود فكرة إنشاء معهد علمي بمدينة الرياض، فأمر جلالته - رحمه الله - بإنشاء هذا المعهد وتخصيص مكافآت سخية لطلابه تحت إشراف سماحته، وتم افتتاح هذا المعهد المشار إليه عام 1370 هـ ؛ وأسند سماحته إدارته إلى شقيقه الشيخ عبد اللطيف بن إبراهيم واختار سماحته عددا وفيرا من تلامذته وألحقهم بالسنة الثالثة من المعهد المذكور نظرا لقراءتهم عليه وتحصيلهم السابق المعادل للسنة المذكورة .

وفي عام 1373 هـ أنشئت كلية الشريعة بمدينة الرياض فالتحق بها خريجو المعهد المذكور، وفي عام 1374 هـ تحصل سماحته على أمر ملكي يخوله افتتاح فروع لهذا المعهد فأمر سماحته بافتتاح ستة معاهد في كل من بريدة وشقراء والإحساء والمجمعة ومكة المكرمة وسامطة من أعمال جازان، ثم بدأت فروع هذا المعهد تنتشر في جميع أنحاء هذه المملكة .

وفي عام 1374 هـ أنشئت كلية اللغة العربية بمدينة الرياض .

هذه بعض الأعمال التي كان يقوم بها ويضطلع بأعبائها في حياته، وقد أوردنا ملخصا يتضمن جميع الأعمال المنوطة بسماحته في ملحق خاص وضعناه في آخر هذه الترجمة ليرجع إليه من شاء الاطلاع ومعرفة ما كان ينوء به الفقيد من الأعمال العظيمة التي لا يستطيع القيام بها إلا من كان في مستواه من العلم وراحة العقل والاتزان ومعرفة موارد الأمور ومصادرها .

.. يتبع ..

الوافـــــي 17-08-2003 09:36 PM

وفاته( محمد بن إبراهيم بن عبد اللطيف آل الشيخ ) رحمه الله :

توفي ظهر يوم الأربعاء في الرابع والعشرين من شهر رمضان سنة ألف وثلاثمائة وتسع وثمانين عن عمر بلغ ثمانين وسبعين سنة وثمانية شهور وثمانية أيام، وانزعج الناس لموته وحزنوا عليه حزنا شديدا وصلوا عليه في الجامع الكبير وأم الصلاة عليه الشيخ عبد العزيز بن باز وبعد فراغهم من الصلاة خرجوا به إلى المقبرة محمولا على الأعناق وكان الجمع عظيما والزحام شديدا وشيعه إمام المسلمين جلالة الملك فيصل آل سعود والعلماء والأمراء والوزراء وجميع سكان مدينة الرياض وقبر بمقبرة العود، وخلف أربعة أبناء هم الشيخ عبد العزيز والشيخ إبراهيم، وأحمد وعبد الله، وقد رثاه العلماء . والأدباء والشعراء نثرا ونظما، ويكفي أن نشير إشارة خاطفة في هذه الترجمة الموجزة إلى بعض من رثاه مرتبين على النحو التالي:

1- الشيخ راشد بن صالح بن خنين رثاه نثرا بعنوان ( حادث جلل ) .
2- الشيخ حمد بن محمد بن فريان .
3- الشيخ سعد بن عبد العزيز بن عبد الرحمن بن رويشد رثاه نثرا بعنوان ( فقيد الإسلام ) .
4- ابنه عبد الله ابن الشيخ سعد بن عبد العزيز بن رويشد رثاه نثرا بعنوان: ( فجيعة مملكة في شيخ القضاء وقاضي العلماء ) .
5- ورثاه شعرا الشيخ عبد الله بن إدريس بقصيدة تبلغ أبياتها عشرين بيتا ومطلعها:
ما عاش إلا للعلوم وشنرعة الإنصاف قضى الحياة مكرم الأوصاف
6- ورثاه الدكمور محمد عبد المنعم الخفاجي بقصيدة طويلة تبلغ أبياتها زهاء ثلاثة وخمسين بيتا ومطلعها:
أمات الشيخ هل ذهب الإمام *** وطار به إلى الخلد الغمام
7- ورثاه الدكتور كامل الفقي مدرس بكلية اللغة العربية بالرياض رثاه بقصيدة تبلغ أبياتها اثنين وثلاثين بيتا ومطلعها:
دهى الجزيرة خطب ليس يحتمل *** فلتنفطر مهج ولتنهمر مقل
8- ورثاه الشيخ محمد بن عبد العزيز بن هليل المستشار الشرعي بديوان المظالم بقصيدة تبلغ أبياتها أربعة وثلاثين بيتا ومطلعها:
على شيخنا الحبر الجليل محمد *** حفيد إمام المسلمين محمد
محقق توحيد الإله بدعوة *** تجلت بنهج مستبشر محمد
9- ورثاه نجله الشيخ عبد العزيز ابن الشيخ محمد مدير المعاهد والكليات بقصيدة تبلغ أبياتها ثلاثة وعشرين بيتا ومطلعها:
خطب دهى فبكى له العلماء *** وبكت لهول مصابه العقلاء
10- ورثاه نجله الشيخ إبراهيم ابن الشيخ محمد نائب المفتي الأكبر بقصيدة تبلغ أبياتها ثلاثين بيتا ومطلعها:
مصاب كبير وجرح أليم *** ورزء عظيم وخطب جسيم
11- ورثاه معالي الشيخ حسن ابن الشيخ عبد الله بن حسن آل الشيخ .

وسيرى القارئ على الصفحة التالية ملحقا في ملخص أعمال سماحته التي كان يشغله ويقوم بأعبائها في حياته تغمده الله برحمته وغفرانه .

.. يتبع ..

الوافـــــي 17-08-2003 09:41 PM

ملحق في ملخص أعمال سماحة الشيخ
( محمد بن إبراهيم بن عبد اللطيف آل الشيخ )


نلخص أعمال سماحته ومسئولياته فيما يأتي:-

1- دار الإفتاء .
2- رئاسة القضاة .
3- رئاسة الكليات والمعاهد العلمية .
4- رئاسة الجامعة الإسلامية التي أسست بالمدينة المنورة سنة 1381 هـ . وبعد وفاة سماحته أسندت رئاستها إلى الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز في 15 / 9 / 1390 هـ .
5- رئاسة دور الأيتام التي ضمت فيما بعد إلى وزارة العمل والشئون الاجتماعية .
6- الإشراف على رئاسة تعليم البنات .
7- رئاسة المعهد العالي للقضاء .
8- رئاسة المجلس الأعلى لرابطة العالم الإسلامي .
9- رئاسة المكتبة السعودية التي أنشئت بجوار مسجد سماحته بحي دخنة عام 1370 هـ .
10- رئاسة المعهد الإسلامي في نيجيريا .
11- رئاسة المجلس العالي للقضاء .
12- رئاسة معهد إمام الدعوة .
13- خطيب الجامع الكبير وإمام العيدين .
14- إمام مسجد دخنة الكبير المعروف بمسجد الشيخ من عام 1339 هـ إلى أن توفي - رحمه الله - .
15- الإشراف على نشر الدعوة الإسلامية في إفريقيا .
16- رئيس مؤسسة الدعوة الإسلامية الصحفية التي تصدر عنها الآن جريدة الدعوة .
17- بدأ في إنشاء مجلس هيئة كبار العلماء وأثبت في ميزانية عام 1389 هـ غير أن المنية وافت سماحته - رحمه الله - قبل أن يباشر المجلس أعماله .
18- الإشراف على ترشيح الأئمة والمؤذنين .
19- تعيين الوعاظ والمرشدين .
هذا موجز أعمال سماحته التي كان يضطلع بها في حياته - رحمه الله تعالى - .

.. يتبع ..

الوافـــــي 17-08-2003 09:46 PM

د :- تلاميذه
( تلاميذ الشيخ / عبد العزيز بن باز )

نظرا لما تميز به سماحته من مكانة علمية عالية، ومنزلة رفيعة من العلم والهدى والتقى، أخذ العلم عنه عدد كبير من طلابه وتلاميذه، وهم كثيرون جدا، وسأذكر من وسعني أن أذكره منهم، ومن نسيته سهوا فليعذرني، فإنني لم أتعمد إسقاطه، بل إن ذاك ليس بخلق حميد في أمر التراجم ؛ ولعلي أذكر تلاميذه على ترتيب جلوسه للتدريس فأبدل بطلابه فيالدلمم، لم في الرياض ثم في المدينة ثم في الرياض .

أولا - في الدلم :

فقد كانت للشيخ - حفظه الله - فيالدلمم حلقات علمية، ودروس فقهية حديثية، يلقيها في الجامع الكبير، وهؤلاء هم أسماء الطلاب الذين يفدون لحضور دروسه وحلقاته سواء في الجامع الكبير أو في المنزل آنذاك، ولأن هدفهم هو الدراسة على هذا العالم الجليل والبحر النبيل، فقد اندمجوا مع بعضهم في جو علمي مفعم بالمحبة والألفة، مقرونا بالمداعبات الفكرية، والطرائف المفيدة، متحملين في ذلك شظف العيش والصبر عليه في سبيل الاستفادة من علم الشيخ - حفظه الله - فنالوا ما أملوا حتى أصبحوا علماء عاملين، ومصابيح هادين تنير الطريق،وتسنمواا غارب القضاء، وغيره من الوظائف الدينية، وساهموا في النهضة العلمية التي مرت بها هذه الدولة المباركة - زادها الله عزا - وهؤلاء هم:

1- معالي الشيخ راشد بن صالح بنخنينن المستشار بالديوان الملكي، وأحد أعضاء هيئة كبار العلماء، معروف بالفضل والزهد، وهو من كتاب الشيخ، ومن أكثر الطلاب ملازمة له ومن أكثرهم كتابة له في مجلس القضاء، ولا يزال على صلة علمية بالشيخ - حفظه الله - رأيته مرارا وتكرارا يزور الشيخ في منزله، ويجتمع به وخاصة في شهر رمضان المبارك، وهو منالدلمم .
2- معالي الشيخ / عبد الله بن سليمانالمسعريي رئيس ديوان المظالم - سابقا - وهو منالحوطةة .
3- معالي الأستاذ / عبد العزيز بن عبد الله السالم أمين عام مجلس الوزراء وهو من الرياض ؛ وصاحب مقالات قوية، وله اهتمام بالأدب والعلم حريص على وقته، محب للعلماء وطلبة العلم، ومعروف بالخير والفضل، وقوة القلم والتعبير - زاده الله من فضله - .
4- الشيخ / عبد العزيز آل سليمان من الحريق .
5- الشيخ الفاضل / محمد بن سليمان آل سليمان القاضي في المحكمة الكبرى بالدمام - سابقا - ورئيس جمعية تحفيظ القرآن بالمنطقة الشرقية، وأحد العلماء الفضلاء والوجهاء النبلاء يمتاز بسعة الحلم، ودقة الهم، وحب المساكين، مع كرم في الطبع وأريحية في الخلق زرته في منزله بالدمام، فوجدته فوق ما وصف ليمزز طيب الشمائل، وكريم الأخلاق وقد أحببته حبا عظيما في الله ولله - وهو من الحريق .
6- الشيخ / عبد الله بن حسن بن قعود، عضو هيئة كبار العلماء، وعضواللجنةه الدائمة للإفتاء سابقا، وإمام وخطيب جامع الملك عبد العزيز بالمربع وهو من الحريق .
7- الشيخ / محمد بن زيد آل سليمان رئيس المحاكم الشرعية في الدمام، وعضو هيئة كبار العلماء من الحريق .
8- الشيخ / عبد الله بن عبالرحمننالشثريي المستشار بالحرس الوطني - منحوطةة بني تميم
9- الشيخ / سعد بن سليمانالمسعريي - منالحوطةة .
10- الشيخ / عبد العزيز بن سليمانالمسعريي - منالحوطةة- .
11- الشيخ / عبد الرحمن بن مجلي - منالحوطةة - .
12- الشيخ / عبد الرحمن بنسحمانن، منالأفلاجج كان كاتبا للشيخ، ثم عمل رئيسا لمحكمةالأفلاجج فرئيسا لمحكمةالدلمم، ثم قاضيا في هيئة التمييز للأحكام الشرعية، فمحالا على التقاعد .
13- الشيخ / حمد بن سعد بن حمد بن عتيق - منالأفلاجج - عمل قاضيا في محكمة التمييز ثم محالا على التقاعد .
14- الشيخ سعد بن حمد بن عتيق - منالأفلاجج - .
15- الشيخ / إبراهيم بن محمد بنخرعانن - منالأفلاجج - .
16- الشيخ / عبد العزيز بن إسحاق بن عتيق - منالأفلاجج - .
17- الشيخ / سليمان بن عبد الله بن حماد - من الرياض - وكان يقرأ على الشيخ الكتب التي سيلقي فيها دروسا في اليوم التالي، ثم عمل فيالتفتيشش الفضائي، ثم أحيل على التقاعد .
18- الشيخ / عبد العزيز بن عبد الرحمن بن عبد العزيز آل الشيخ - من الرياض - .
19- الشيخ / محمد بن أحمد بن سنان - عافاه الله - صاحب مدرسة ابن سنان لتحفيظ القرآن الكريم، وهو من خيرة الرجال علما وعملا، تفرغ لتدريس القرآن الكريم، وكان إبان عافيته نائبا لرئيس الجماعة الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم، ومديرا لمدرسة تحفيظ القرآن الكريم الأولى بالرياض، وهو ممن له جهود مباركة نافعة، وقد جعل القرآن ونشره وتعليمه بين المسلمين همه وغايته، وقد أصيب بمرض عضال ما زال ملازما له أحسن الله خاتمته ورزقه الجنة .
الشيخ / عبد العزيز بن سلميان الحميديي من الرياض .
21- الشيخ / عبد الرحمن بن ناصرالبراكك - من الرياض - يعمل حاليا أستاذا في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وهو أحد كبار العلماء في العقيدة وأصولها، وله محاضرات أسبوعية ودروس يومية، ومن تواضعه أنه مازال مكبا حريصا على دروس سماحة الشيخ وخاصة يومي الأحد والأربعاء في جامع الأميرة سارة .
22- الشيخ ؛ عمر بن محمد بن باز - من الرياض - .
23- الشيخ / علي بن عبد الله بن حواس - رحمه الله - من علماء القصيم المعروفين، وصاحب الردود الشهيرة، والمؤلفات القيمة، كان من الزهاد الورعين، والفضلاء الناصحين، لا يخاف في دين الله وإظهاره لومة لائم، شديد الغيرة على محارم الله، كثير الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر - رحمه الله - .
24- الشيخ / عبد الرزاق بن محمد المسعود - منالزلفيي - .
25- الشيخ / عبد العزيز بن محمد بن جلال - رحمه الله - منالدلمم - عمل رئيسا للحسبة فيها - .
26- الشيخ / عبد الرحمن بن عبد العزيز بن جلال - منالدلمم - رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فيالدلمم .
27- الشيخ / صالح بن محمدالصيراميي - منالدلمم - .
28- الشيخ / عبدالعزيزز بن محمدالصيراميي - منالدلمم - .
29- الشيخ / عبد العزيز بن عبد الرحمن بن عوين - منالدلمم - .
30- الشيخ / سعد بن عبد الرحمن بن عوين - منالدلمم - .
31- الشيخ / عبد الرحمن بن سعد بن شعيل - منالدلمم - .
32- الشيخ / محمد بن سعد بن شعيل - منالدلمم - .
33- الشيخ / صالح بن عبد العزيز بنهليلل - منالدلمم - .
34- الشيخ / عثمان بن عبد العزيز بنهليلل - منالدلمم - .
35- الشيخ / إبراهيم بن محمد بن مبرد - منالدلمم - .
36- الشيخ / عبد العزيز بن حسين بن عسكر - منالدلمم - .
37- الشيخ / عبد الله بن فهد بن سنبل - منالدلمم - .
38- الشيخ / عبد الله بن بلال الملاحي - منالدلمم - .
39- الشيخ / سعد بن عيسى الزير - منالدلمم - .
40- الشيخ / عبد الله بن عتيقالعويرضيي- منالدلمم - .
41- الشيخ / محمد بن أحمد بنمهينيي - رحمه الله منالدلمم - .
42- الشيخ / عبد اللطيف بن محمد بن شديد- رحمه الله منالدلمم - .
43- الشيخ / محمد بن إبراهيم بن عبد السلام - منالدلمم - .
44- الشيخ / محمد بن راشد بن شعيل - منالدلمم - .
45- الأستاذ / عبد العزيز بن عبد اللهالخرجيي - منالدلمم - .
46- الأستاذ / أحمد بن مرشد بنمسقمم - منالدلمم - .
47- الشيخ / عبد العزيز بن سعدالحقبانيي - منالدلمم - .
48- الشيخ / سعد بن ناصر المطوع - منالدلمم - .
49- الشيخ / عبد العزيز بن علي الزير - منالدلمم - .
50- الشيخ محمد بن عبد الرحمن بنمثيبب - منالدلمم - .
51- الشيخ / سعد بن رشيدالخرجيي - منالدلمم - .
52- الشيخ / عبد الرحمن بن أحمد العميري - منالدلمم - .
53- الشيخ / سعد بن صالح بن عبد العزيز بنهليلل - منالدلمم - .
54- الشيخ / عبد الله بن عبد الرحمن بنخنينن - منالدلمم - .
55- الشيخ / إبراهيم بن عتيقالعويرضيي - منالدلمم - .
56- الشيخ / عبد الله بن عبد العزيز بن تميم - منالدلمم - .
57- الشيخ / محمد بن عبد الرحمنالكنهلل - من بلدة اليمامة بالخرج - .
58- الشيخ / عبد الله بن عبد الرحمنالكنهلل - من بلدة اليمامة بالخرج - .
59- الشيخ / ناصر بن عبد الرحمنالكنهلل - من بلدة اليمامة بالخرج - .
60- الشيخ / سليمان بن عبد العزيز آل سليمان- من بلدة اليمامة بالخرج - أحد القضاة المعروفين ويعمل حاليا رئيس محكمة التمييز بالمنطقة الوسطى، زرته في مكتبه وأهديته بعض المؤلفات، فهش في وجهي وبش - جزاه الله خيرا - .
61- الشيخ / صالح بن حسين العلي - من العراق - كان من كتاب الشيخ في مجلس القضاء ومن الطلاب البارزين، عمل مديرا لمدرسة ابن عباس، ثم محاضرا في الجامعة الإسلامية، وله نفس طويل في نظم الشعر المطول - رحمه الله - .
62- الشيخ / عبد الكريم السعيدان - من العراق - .
63- الشيخ / يحيى بن فهد بن حزام - من اليمن - وقد توفي - رحمه الله - .
64- الشيخ / عبد الله بن مقحم - رحمه الله - منالدرعيةة .
65- الأستاذ /مسفرر بن سعيد الزهراني - من زهران - كان يعمل آنذاك مديرا لبريدالدلم . 66- عبد الله بن يحيى الزهراني من زهران .
67- حامد بن أحمدالغامديي - منغامدد - .
68- الشيخ / سعيد بن عياشالغامديي - منغامدد - عمل رئيسا لمحكمة خميس مشيط .
69- الشيخ / أحمد العمريالغامديي - منغامدد - .
70- الشيخ / محمد بن عبد اللهالعدينيي - من اليمن - .
71- الشيخ / سيف بن عبد اللهالعدينيي - من اليمن - .
72- الشيخ / عبد الله يحيى اليمني - من اليمن - .
73- الشيخ / سعيدالعدينيي - من اليمن - .
74- الشيخ / علي مهدي اليماني - من اليمن - .
75- الشيخ / محمود ياسين - من فلسطين -، رشحه الشيخ ليكون أول مدير للمدرسة السعودية ( ابن عباس حاليا ) إبان افتتاحها عام 1368 هـ .
76- الشيخ / محمد حسن العبد الرزاق - رحمه الله - فلسطين .
77- الشيخ: عبد القادر بن سليمان الأشقر - من فلسطين - .
78- الشيخ / عبد الرحمن بن سعيدالناطورر - من فلسطين - .
79- الشيخ / عبد الكريم الهرريي - من الحبشة - .

.. يتبع ..

الوافـــــي 17-08-2003 09:48 PM

ثانيا - في الرياض :

هذه بعض أسماء طلاب الشيخ - حفظه الله - الذين درسوا عليه في الرياض، وذلك إبان تدريسه في كلية الشريعة بالرياض، وهم الآن يمثلون صفوة المجتمع من علماء فاضلين ووجهاء مرموقين، لهم المكانة العلية، والمنزلة السنية، وقد ساهموا في نشر العلم والدعوة إلى الله سبحانه وتعالى، في جميع أنحاء المملكة وهم على النحو التالي:

1- زيد بن عبد العزيز بن فياض - رحمه الله - أحد كبار العلماء، وصاحب كتاب الروضة الندية في شرح العقيدة الواسطية، وممن له في حياته أعمال مبرورة، وجهود مشكورة .
2- محمد بن سليمان الأشقر العالم الأصولي المعروف صاحب كتاب زبدة التفسير عن فتح القدير، وغيرها من المؤلفات النافعة، يمتاز بالحكمة والموعظة الحسنة في الدعوة والتوجيه والإرشاد وله أعمال ومساهمات طيبة في الكويت لعل من أبرزها الموسوعة الفقهية التي أصدرتها وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف في دولة الكويت وهو الآن نزيل الأردن - حاليا - .
3- حمود بن عبد الله العقلاء الشعيبي، من أهل بريدة بالقصيم، وله باع في الفقه والعقيدة ويدرس الآن في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية - فرع القصيم - في كلية الشريعة .
4- راشد بن صالح بن خنين المستشار في الديوان الملكي - سبق الكلام عنه - .
5- عبد العزيز بن محمد آل عبد المنعم أمين عام هيئة كبار العلماء بالمرتبة الممتازة، وهو أحد الفضلاء المعروفين بالعلم والنبل والفضل ؛ وهو محل ثقة الشيخ عبد العزيز - حاليا - يستشيره في كثير من الأمور، لثاقب رأيه، وأصالة فكره، زاده الله توفيقا .
6- محمد صالح الشاوي .
7- عبد الله بن عبد الرحمن بن غديان أحد أعضاء اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء، وعضو هيئة كبار العلماء، وعضو اللجنة الخماسية، وأحد كبار المفتين، وهو عالم أصولي فقيه متبحر، قرأت عليه بعض الكتب، فوجدته فوق ما يظنه الظانون فيه، وهو صاحب دعابة ومرح ولطف مع من يعرفه حريص على الفائدة العلمية، لا يحب كثرة الأسئلة التي فيها تكلف وتنطع وإعجاز .
8- محمد بن عبد الرحمن بن دخيل .
9- إبراهيم بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ وزير العدل سابقا، وعضو هيئة كبار العلماء - سابقا - أصيب بمرض عضال في الآونة الأخيرة، وكان رئيسا لدائرة البحوث العلمية والإفتاء، وهو الآن يرأس مجلس إدارة مؤسسة الدعوة الإسلامية الصحفية . يمتاز بالحلم والفهم السديد والرأي الصائب - متع الله به وشفاه وعافاه - .
10- علي بن سليمان الضالع .
11- إبراهيم بن محمد بن عثمان .
12- إبراهيم بن عبد الله الثميري .
13- منصور بن عثمان الدخيل .
14- عبد العزيز بن عبد الرحمن الخريجي .
15- عبد الرحمن بن محمد بن شعيل .
16- عبد الله بن عبد العزيز بن إدريس الأديب المعروف ورئيس نادي الرياض الأدبي، وله أشعار رنانة، وقصائد جيدة، ولعل من أبرز كتبه شعراء نجد، وديوانه المشهور "في زورقي" .
17- علي بن سليمان الرومي نائب رئيس محكمة التمييز بالرياض وأحد الفرضيين المعروفين والعلماء المشهورين بالفضل والجود والكرم، وهو ففيه ذو ملكة فقهية تميل إلى التيسير والرفق .
18- عبد الرحمن بن عبد العزيز بن محمد بن سحمان .
19- عبد الملك بن عمر آل الشيخ .
20- سعد بن إسحاق بن عتيق .
21- محمد بن سعود بن دغيثر . قلت: وهؤلاء يعتبرون الدفعة الأولى التي تخرجت من كلية الشريعة في العام الدراسي 1376 هـ في دورها الأول .
22- صالح بن محمد بن رشود المدرس بكلية الشريعة - سابقا - ففيه معروف بغزارة علمه وتمكنه من مذهب الحنابلة .
23- عمر بن عبد العزيز بن مترك المستشار في الديوان الملكي - سابقا - توفي - رحمه الله - عام 1404 هـ وهو من خيرة الرجال علما وعملا وعقلا وأدبا، كان محبوبا لدى الجميع، استفاض الشيخ بكر أبو زيد - رعاه الله في ترجمته في كتابه: "الربا والمعاملات المصرفية" وهو كتاب نافع جدا فيه من المسائل المهمة الاقتصادية ما يجدر بطالب العلم الرجوع إليه والاستفادة منه قدر الإمكان .
24- فالح بن سعد آل مهدي - رحمه الله - أحد العلماء المعروفين بقوة الفهم والحفظ مات ولم يبلغ سن الأشد، وكان ولعا بكتب شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - كثير النظر فيها، ولذا تمكن من شرح التدمرية بمجلد كبير سماه "التحفة المهدية شرح الرسالة التدمرية" أجاد فيها وأفاد، وأوضح مشكل مسائلها، ومجمل معانيها بعبارة فصيحة مفهومة لطلبة العلم - رحمه الله وجعل الجنة مأواه - والكتاب مطبوع متداول .
25- محمد بن صا لح العثيمين أحد كبار العلماء المعروفين، وأحد كبار المفتين في العالم الإسلامي مفسر أصولي فرضي نحوي فقيه بل قل كل الصيد في جوف الفراء وهو ممن لازم الشيخ عبد العزيز في المسجد والكلية واستفاد منه على حد قوله: "حب الحديث والحلم وسعة الانبساط للناس" وهو من جملة شيوخنا .
26- عبد الله بن حسن بن قعود عضو هيئة كبار العلماء - سابقا - وعضو اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء - سابقا - وقد سبق الكلام عنه - .
27- حمود بن عبد العزير السبيل أحد القضاة المعروفين، والفقهاء المشهورين، آثر العزلة وخمول الذكر مقبل على الدار الآخرة، وقد وهم من جعله من آل سبيل من بني زيد، بل هو من غيرهم وقد رأيت بعض الأفاضل من طلبة العلم يثنون عليه ولم أره، ونمي إلي أنه يحفظ كثيرا من مسائل الشيخ / محمد بن إبراهيم - رحمه الله - .
28- عطية بن محمد بن سالم القاضي بمحكمة المدينة، والمدرس بالمسجد النبوي، وتلميذ الشيخ الإمام العلامة محمد الأمين الجكني الشنقيطي - رحمه الله - وهو أحد كبار فقهاء المالكية في هذا العصر وله تتمة على كتاب شيخه "أضواء البيان" وله ترتيب التمهيد لابن عبد البر على الأبواب الفقهية .
29- صالح بن عبد الرحمن الأطرم، عضو هيئة كبار العلماء، وعضو الإفتاء، وعضو هيئة التدريس بكلية الشريعة فقيه متمكن، وله مقالات طيبة ومشاركات نافعة، وهو من جملة شيوخنا الفضلاء، وله فضل علي واسع وهو بحر لا تكدره الدلاء - وخاصة في فهم مصطلحات أصحابنا الحنابلة - ختم الله له بخير - .
30- حسن بن عبد اللطيف بن مانع، المدرس بالمعهد العلمي بالشفاء، وأحد كبار العلماء الذين آثروا العزلة وخمول الذكر، حافظ متقن، كثير الثناء على الشيخ محمد بن إبراهيم - رحمه الله - وهو من أخص تلامذته، له بحوث جيدة وقد ألان الله له الفقه والحديث فجمع بينهما، وكانت له جلسة بعد المغرب يزوره فيها الأحبة وطلبة العلم زرته مرارا وتكرارا فرأيت فيه علما جما وأدبا .

.. يتبع ..

الوافـــــي 17-08-2003 09:51 PM

تابع تلاميذ الشيخ في الرياض :

31- عبد الرحمن بن ناصر البراك - سبق الكلام عنه - .
32- عبد الله بن محمد بن زاحم رئيس محاكم المدينة المنورة - سابقا - وعضو المجلس الأعلى للقضاء وإمام وخطيب المسجد النبوي .
33- علي بن محمد بن زامل: النحوي المعروف، وعالم القصيم في اللغة والنحو، وهو من جملة شيوخنا استفدت منه في تواضعه وزهده وورعه كثيرا توفي عام 1418 هـ .
34- عبد الله بن محمد بن رشيد عضو مجلس القضاء الأعلى، وممن له هيبة وبعد نظر وترو وتثبت في الأمور .
35- عبد الصمد بن محمد الكاتب - الفرضي المعروف، وأحد مدرسي الجامعة الإسلامية - سابقا - وله نشاطات دعوية، وجهود علمية، وهو من الكرماء، وله مؤلف قيم في الفرائض، نزيل المدينة النبوية .
36- يوسف بن محمد المطلق الداعية المعروف، والواعظ المشهور، له إسهامات طيبة، وجهود مباركة في نشر الدعوة إلى الله ؛ ولا تراه - ولله الحمد إلا واعظا ومتكلما، وهو من الفصحاء المشهورين ويجمع في وعظه بين صدق العاطفة، ونصاعة الكلمة، وفصاحة العبارة، فلذا عليه تأثير في القلوت وهو إلى الآن - ما زال واعظا ومرشدا - أدام الله عزه، ورفع قدره .
37- عبد الله بن إبراهيم الفتوخ عميد كلية الشريعة - سابقا - ومدير عام الدعوة في الداخل - سابقا - له مميزات منها الكرم والبساطة وسعة الصدر، وحسن الخاطر، وجودة اللفظ، ودقه المناقشة وله دروس يومية في منزله - زاده الله من زوائد فضله - وقد درست عليه كتاب التوحيد والآجرومية .
38- علي الحمد الصالحي أحد علماء عنيزة، ممن جمع له بين العلم والمال، وهو من كبار تلاميذ الشيخ عبد الرحمن السعدي - رحمه الله - وكان ابن سعدي - رحمه الله - يستشيره في كثير من الأمور وله نشاط دعوي، وحب لطلبة العلم - وخاصة المساكين منهم - وله كتاب نافع جمع فيه تفسير ابن القيم - رحمه الله - من كتبه وقد سماه "السراج المنير" وقد توفي - رحمه الله - عام 1415 هـ .
39- صالح بن محمد اللحيدان رئيس المجلس الأعلى للقضاء بمرتبة وزير، وعضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الخماسية الثقافية، وأحد العلماء المعروفين، وله دروس يومية في شهر رمضان في المسجد الحرام بمكة ويمتاز بقوة الشخصية وأصالة الرأي، وثاقب النظر، متواضع، جميل السجايا، وله حب لنشر التوحيد في أرجاء العالم الإسلامي - زاده الله عزا وتوفيقا - .
40- صالح بن عبد العزيز المنصور، الفقيه المعروف، والمدرس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية فرع القصيم، وله مؤلفات قيمة لعل من أهمها "حكم الزواج بنية الطلاق" و "الجواب الواضح في الرد على شبه من أجاز الزواج بنية الطلاق" وهما مهمان جدا، وله "أصول الفقه عند ابن تيمية" وغيرها من الكتب النافعة .
41- علي بن سليمان المهنا - أحد علماء المدينة النبوية، ورئيس محكمة المدينة المستعجلة - سابقا - وله نشاط دعوي طيب، وحب للفقراء والمساكين، وهو ممن له دراية بمذهب الحنابلة - زاده الله توفيقا - .
42- محمد بن زيد آل سليمان - سبق الكلام عنه - .
43- محمد بن سليمان البدر عضو مجلس القضاء الأعلى، عضو هيئة كبار العلماء .
44- محمد بن سليمان آل سليمان - سبق الكلام عنه - .
45- محمد بن عبد الكريم آل سليمان قاضي العمار - سابقا الفرضي المتفنن، آثر العزلة وخمول الذكر، وإلا فهو من العلماء الحفاظ المتقنين، جمع الله له بين صفتين هما قوة الذاكرة، ودقة الاستحضار، نزيل الرياض - حاليا - زرته مرارا وتكرارا، فلا أخرج من عنده إلا بفوائد علمية ومعروف بشدته على أهل الأهواء والبدع - ختم الله له بصالح العمل - ولا يخرج من بيته إلا للمسجد والضرورة القصوى .
46- محمد بن عبد الله الأمير - عضو مجلس القضاء الأعلى - وأحد أهل العلم والفضل، متواضع مع قوة في الشخصية، وهيبة، وسعة صدر، وسلامة مقصد .
47- عبد الكريم بن مراد الآثري أحد مدرسي الجامعة الإسلامية، وهو ممن له نشاط دعوي في باكستان يشكر عليه، ويمتاز نشاطه بنصرة أهل الحديث والأثر، مضلع في علوم الحديث والمصطلح وله قصب السكر شرح نظم نخبة الفكر وغيرها من المؤلفات .
48- عبد المحسن بن حمد العباد - نائب رئيس الجامعة الإسلامية - سابقا - والمدرس حاليا بالمسجد النبوي، وأحد كبار علماء المدينة، عالم معروف بمواضعه وزهده وورعه، وحبه للسنة وتعظيمها، وما زال نشيطا في دروسه، ويريد أن يتم الكتب الستة، فقد قرئ عليه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وبقي له ابن ماجة وهو عالم بالحديث، ويحق أن يسمى عالم المدينة - ختم الله له بصالح العمل - .
49- منصور بن حمد المالك - نائب رئيس ديوان المظالم - واحد العلماء المعروفين يمتاز بالتواضع وأصالة الرأي، وواسع العلم، زرته في مكتبه، فوجدته سمحا لينا - أدام الله عزه .
50- محمد أمان علي الجامي - المدرس بالجامعة الإسلامية والمسجد النبوي، وأحد علماء المدينة النبوية درس العقيدة لمدة ثلاثين سنة، وهو صاحب كتاب "الصفات الإلهية" وغيرها من الكتب النافعة المفيدة، وقد توفي - رحمه الله - عام 1416 هـ .
51- أبو بكر جابر الجزائري - علم على رأسه نار - أحد علماء المدينة، والمدرس بالمسجد النبوي، وصاحب الكتب المفيدة النافعة، وله سعة بال وصدر على الدعوة إلى الله، يسافر كثيرا، جريء في الحق لا يخاف في الله لومة لائم، مشهور بتواضعه وحبه للناس - ختم الله بصالح العمل - .
52- حمد بن محمد الفريان - عضو مجلس الشورى - حاليا - ووكيل وزارة العدل - سابقا - .
53- رومي بن سليمان الرومي - رحمه الله - المستشار في وزارة الداخلية - سابقا - واحد أهل العلم والفضل، معروف بحبه لطلبة العلم، ونفعه للناس، جعل الله الجنة مأواه - آمين - .
54- سعد بن محمد الفريان - عضو الجماعة الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم، ورئيس تحرير مجلة الدعوة - سابقا - .
55- صالح بن فوزان آل فوزان - عضو هيئة كبار العلماء، وعضو اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء، وعضو اللجنة الخماسية الثقافية، وأحد كبار العلماء المعروفين على أوساط العالم الإسلامي، وأحد كبار المفتين، يمتاز بقوة الشخصية وهيبة الوجه، وحسن القصد، وجمال الروح، وهو من شيوخنا الأجلاء، مهتم بالعقيدة، ونصرة منهج السلف الصالح، معتني أشد الاعتناء بكتب شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم - رحمهما الله - محارب للبدع وأهلها، وهو من أقوى العلماء في فهم العقيدة ولذا دائما يحيل عليه الشيخ ابن باز - حفظه الله - مسائل العقيدة والكتب المتعلقة بها، وهو ذو قلم سيال، وفي الحقيقة النفس تطمح إلى إفراد سيرته بترجمة، فالله أسأل أن ييسر ذلك .
56- عبد الله بن حمد بن عبد الله الجلالي - الداعية المعروف نزيل عنيزة - حاليا - وله بها تجارة واسعة، كريم، محب للإخوان، جواد بماله لنشر الدين والدعوة الإسلامية، وله اهتمام بقضايا المرأة المسلمة ومشكلاتها وأزماتها .
57- عبد الله بن سعد السعد - رحمه الله - وكيل الجامعة لشئون المعاهد العلمية، نبيه فاضل وجيه كبير المنزلة، محب للعقيدة السلفية، ونشرها، كريم الطبع، حسن الخلق ؛ عالم بالأنساب في نجد .
58- عبد الله بن محمد المنيف - المدرس بالمعهد العلمي بالرياض، وإمام جامع بن تركي بالشفا والداعية المعروف، صاحب دعابة ومرح - ختم الله بخير -
59- عبد المحسن بن عبد الله الخيال - رئيس محاكم جدة - حاليا - فقيه ؛ وله مشاركات طيبة في المشاريع الخيرية، والمناشط الدعوية .
60- محمد بن سليمان المهوس - رئيس هيئة التحقيق والادعاء العام - حاليا -
61- صالح بن غانم السدلان - العالم المعروف ورئيس قسم الفقه بكلية الشريعة بالرياض وهو من شيوخنا الفضلاء، جمع الله له من الجاه والمنزلة وحب الخير ونفع الناس، وله صفات حميدة، وصاحب نشاط دعوي، وجهد فاضل خيري، وهو فقيه حافظ أصولي، وله دروس يومية، معروف بتواضعه وسلامة صدره، محب للسنة وأهلها، وناصر للتوحيد، محارب للشرك - زاده الله عزا وتوفيقا -
62- أبو بكر إسماعيل ميغا عضو هيئة التدريس في جامعة الملك سعود، وله تصانيف نافعة مفيدة .
63- عبد الرحمن بن محمد آل سدحان - عميد كلية الشريعة بالرياض - حاليا - فقيه أصولي .
64- عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ، عضو هيئة كبار العلماء، ونائب المفتي العام، وعضو اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء، وعضو اللجنة الخماسية، وخطيب مسجد نمرة، وإمام وخطيب جامع الأمير تركي بن عبد الله وأحد العلماء الكبار المعروفين بالزهد والورع، وطيب النفس وسعة الصدر، وسلامة القصد، وله مشاركات طيبة في إلقاء المحاضرات ومناقشة الرسائل العلمية والإشراف عليها .
65- غيهب بن محمد آل غيهب - قاضي التمييز بمحكمة الرياض - حاليا - .
66- علي بن مديش بجوي - عضو مجلس الشورى، وقاضي التمييز في الديوان الملكي .
67- حمد بن عبد الرحمن الجنيدل - رئيس قسم الاقتصاد الإسلامي بكلية الشريعة بالرياض وأحد المشاركين بالندوات والدروس العلمية، معروف بقوة حجته، وسلامة مقصده، وله جهود طيبة في أبحاث الشريعة الإسلامية . .
68- عبد الله بن عبد المحسن التركي وزير الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد ؛ وعضو هيئة كبار العلماء .
69- عمر بن سليمان الأشقر - الكاتب الإسلامي المعروف - .
70- محمد بن عبد الله العجلان - عضو مجلس الشورى - .
71- إبراهيم الحماد الصايغ - مدير إدارة التعليم بحائل - سابقا - .

قلت: وهؤلاء هم الذين تخرجوا من كلية الشريعة من عام 1376 هـ - 1383 هـ، وأغلبهم قد درس على سماحة الشيخ - حفظه الله - الفقه والعقيدة، وكان درسه في الفقه، في كتاب الروض المربع، وفي العقيدة التدمرية، وكان شرحه مفهوما مبسطا، ودرسهم أيضا الألفية لابن مالك في النحو .

.. يتبع ..

الوافـــــي 17-08-2003 09:52 PM

أما طلابه من كلية اللغة العربية فهم على النحو التالي:

72- محمد بن عمد الرحمن بن مفدى - دكتور في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية كلية اللغة العربية نحوي لغوي ضليع فيهما، يمتاز بقوة الذاكرة، وجمال الأسلوب .
73- عبد الله بن سليمان بن منيع - نائب الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء - سابقا - ثم قاضي التمييز بمكة، وعضو هيئة كبار العلماء، وعضو مجلس الأوقاف الأعلى، وأحد كبار العلماء المعروفين بالعلم والفضل، وهو من جملة شيوخنا، زرته مرارا وتكرارا، وهو ذو عزم وعلم جم وأدب واسع، معروف بأعماله الخيرية، ومناشطه الدعوية، وله مشاركات طيبة في المجامع الفقهية وندوات الاقتصاد الإسلامي، وله من جملة العلوم نصيب كبير، وحظ وافر، فهو فقيه، محدث فرضي، أصولي، وكل الصيد في جوف الفرا، وله فضل كبير علي، زاده الله عزا وتوفيقا - وختم له بالصالح من الأعمال - آمين - .
74- مبارك بن عبد الله المبارك .
75- عبد الرحمن بن عبد المحسن الخيال .
76- عمران بن محمد العمران - الكاتب المعروف، وعضو مجلس الشورى .
77- عبد الرحمن بن سليمان الرويشد - رئيس مجلة الشبل، والمستشار في وزارة الداخلية - سابقا - .
78- عطية بن محمد سالم - سبق الكلام عنه - .
79- محمد بن سعد بن حسين - الأستاذ الدكتور بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بكلية اللغة العربية، وأحد الأدباء المعروفين، وأحد المنافحين عن أصالة الشعر، وصاحب ندوة الثلاثاء وله مشاركات دورية في الصحف والمجلات، وشاعر متمكن في شعره .
80- محمد بن عبد الخطراوي، نائب رئيس النادي الأدبي بالمدينة، وأستاذ اللغة العربية بجامعة الملك عبد العزيز بالمدينة .
81- عبد الله التركي البكر - أحد كبار أدباء حائل، له كتابات جيدة، وإشراقات ماتعة، يمتاز أسلوبه بقوة الكلمة، وجمال العبارة .
82- عبد الرحمن الحمود الدويش .
وهذا ؛ غيض فيض، ووشل من بحر من طلاب سماحة الشيخ / عبد العزيز - حفظه الله - الذين درسوا عليه في المعهد العلمي وفي كليتي الشريعة واللغة العربية، إبان تدريسه بهما وهذا السرد الطويل ليس للحصر، بل هو للإشارة وضرب المثال، وإلا فهم أكثر من أن يحصوا ويعدوا ؛ وليعذرني من غفلت عن ذكر اسمه، من طلاب الشيخ - حفظه الله - فإن النفس مجبولة على الخطأ والوهم والنسيان، وليذكرني بذلك، فإن الذكرى تنفع المؤمنين .

.. يتبع ..

الوافـــــي 17-08-2003 09:53 PM

ثالثا في المدينة :

وذلك في الجامعة الإسلامية، وفي المسجد النبوي الشريف وهؤلاء أبرز الأسماء الذين عرفتهم من تلاميذه آنذاك :

1- إبراهيم بن عبد الرحمن الحصين - رحمه الله - مدير مكتب البيت ومستشاره الخاص وأحد أولي العلم والفضل والنباهة والذكر الحسن .
2- عبد المحسن بن حمد العباد - سبق الكلام عنه - .
3- عمر بر محمد بن فلاته المدرس حاليا بالمسجد النبوي، ورئيس مركز السنة النبوية - سابقا - .
4- محمد بن ناصر العبودي الأمين العام للجامعة الإسلامية - سابقا - والأمين العام المساعد لرابطة العالم الإسلامي - حاليا - وصاحب الرحلات المتعددة إلى بلاد العالم الإسلامي، أديب ذو قلم سيال يأسرك بجمال العبارة، ودقة الاستطراد، وصاحب مناشط خيرية، وجهود دعوية .
5- سعد بن عبد الرحمن الحصين مدير مركز الدعوة والإرشاد بعمان - الأردن - أحد العلماء المعروفين ممن له مؤلفات قيمة ؛ وجهود دعوية، وإسهامات مشكورة في نشر السنة والتوحيد .
6- علي بن محمد بن ناصر الفقيهي - الأستاذ بالجامعة الإسلامية، ورئيس مركز شئون الدعوة بها - حاليا - وأمينها - سابقا - وله مؤلفات وتحقيقات في المجال العلمي والمستشار بمجمع الملك فهد للطباعة .
7- ربيع بن هادي المدخلي، الأستاذ بالجامعة الإسلامية، ورئيس قسم السنة بشعبة الدراسات العليا، وصاحب الردود الشهيرة . .
عبد الرحمن بن عبد الخالق اليوسف، نزيل الكويت - حاليا - ورئيس دائرة الإفتاء بجمعية إحياء التراث الإسلامي ؛ وله مؤلفات وكتب في الرد عدا الصوفية وغيرها .
9- ذياب بن سعد السحيمي - القاضي بالمحكمة الكبرى بالمدينة النبوية .
10- صالح بن سعد السحيصي الأستاذ بالجامعة الإسلامية . بالمدينة، ورئيس قسم العقيدة بشعبة الدراسات العليا، وله مؤلفات قيمة، وجهود دعوية .
11- عبيد بن عبد الله الجابري، المدرس بالجامعة الإسلامية .
12- عبد العزيز بن محمد بن إبراهيم آل عبد اللطيف المدرس بالجامعة الإسلامية .
13- محمد بن بكري السميري - الباحث العلمي برئاسة البحوث العلمية والإفتاء .
14- بكر بن عبد الله أبو زيد، عضو هيئة كبار العلماء، وعضو اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء، صاحب المؤلفات المعروفة، والتصانيف المشهورة .
15- عبد العزيز بن عبد الله أبو زيد، القاضي بالمحكمة المستعجلة بالمدينة النبورة .
16- علي بن محمد بن سنان، العالم المعروف، والمدرس بالمسجد النبوي، - شفاه الله - .
17- عبد العزيز الشبل - رحمه الله - المدرس بالمسجد النبوي سابقا - .
18- علي بن عبد العزيز العايدي الداعية المعروف المتجول في بلاد أفريقيا وله نشاط دعوي واضح المعالم، بارز القسمات، في غينيا، ويمتاز بالحجة القوية، والاستدلال السليم .
19- محمد بن قدومة نزيل الرياض حاليا، وأحد الدعاة الذين تجولوا في بلاد أفريقيا لنشر السنة وضيائها ومحاربة البدعة وظلماتها ؛ رأيته عدة مرات في بيت سماحة الشيخ / عبد العزيز - رعاه الله - بالرياض، وله خلق واسع، وتواضع رائع، وبعد عن الصلف والكبر ؛ زاده الله توفيقا - . .
20- علي بن مشرف العمري الأستاذ بالجامعة الإسلامية - سابقا - .
21- محمد بن المجذوب بن مصطفى الأستاذ بالجامعة الإسلامية - سابقا - ونزيل المدينة - حاليا - له مؤلفات قيمة، ورصينة في مجملها، أديب بارع، وقلمه أقوى من لسانه، وهو صاحب كتاب "علماء ومفكرون عرفتهم" زرته في المدينة النبوية، فوجدته كبيرا في قدره وسنه، ورحب بي أجمل ترحيب وأهديته بعض الأشرطة النافعة، فأبى إلا أن يهديني بعض مؤلفاته وكتبه - ختم الله له بخير - .
22- عبد الرحمن الحكواتي أحد الدعاة المعروفين في سوريا .

.. يتبع ..

الوافـــــي 17-08-2003 09:55 PM

رابعا في الرياض من عام 1395 هـ:

هذه أسماء بعض طلاب سماحة الشيخ - حفظه الله ورعاه - من المشهورين من كبار تلامذته وغيرهم، ممن عرفته بالحضور والمواظبة على دروسه ليلا ونهارا - وفقهم الله لمراضيه - .

1- فهد بن حمين، العالم المعروف، وأحد كبار أهل العلم والفضل، وعضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، ومعروف بقوته في العقيدة وفنونها، وله اطلاع واسع على كتب الحنابلة، وهو من تلاميذ الشيخ الإمام العلامة / محمد بن إبراهيم آل الشيخ - رحمه الله - .
2- عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين، أحد العلماء والمعروفين، والمفتين المشهورين يمتاز بسعة العلم وسلامة المقصد، وطيبة النفس، وله نشاط دعوي، وجلد على التدريس - زاده الله عزا - .
3- عبد الرحمن بن ناصر البراك - سبق الكلام عنه .
4- عبد العزيز بن عبد الله الراجحي، عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وأحد العلماء المعروفين بسعة العلم، ودقة الفهم، والزهد والورع، وله جهود دعوية، ونشاط تعليمي مكثف في العطل والإجازات، حيث يقوم بإقامة الدورات العلمية، ويرحل إلى الهجر والبلاد النائية داخل المملكة - زاده الله توفيقا - .
5- عبد العزيز بن إبراهيم بن قاسم القاضي بالمحكمة الكبرى، ففيه أصولي لغوي عالم مشهود له بالعلم والفضل، يمتاز بالحكمة والهيبة، والجلد على البحث ؛ وهو من تلاميذ الشيخ العلامة / عبد الله بن حميد - رحمه الله - .
6- عبد الله بن صالح القصير، عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية والمستشار بوزارة الشئون الإسلامية، وأحد دعاة العقيدة المعروفين بالعلم والفضل .
7- عبد العزيز بن ناصر بن باز - سيأتي الكلام عنه - . .
8- محمد بن سعد الشويعر - سيأتي الكلام عنه - .
9- عمر بن سعود العيد، عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وأحد الدعاة المعروفين بالاطلاع الواسع في السيرة وعلومها، وهو صاحب علم واتباع وفصاحة في اللسان، وبلاغة في البيان .
10- خالد بن أحمد الشريمي إمام وخطيب جامع الأمير عبد الرحمن بن عبد الله - حفظه الله - له مناشط خيرية، ودعم للدعاة الصادقين، يمتاز بحلمه وجمال صوته، وحبه للسنة الغراء .
11- سلطان بن عبد العزيز الخميس عضو هيئة التدريس جامعة الملك سعود - سابقا - .
12- عبد العزيز بن حمد المشعل عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية .
13- عبد الله بن عبد العزيز الخضير المستشار بوزارة الشئون الإسلامية ؛ وإمام وخطيب جامع بن سويلم بالعليا بالرياض، وأحد المعروفين بالعلم والحكمة والنشاط في الدعوة، والجهد الصامت، والبذل النافع - ختم الله له بخير - .
14- عبد المحسن الزامل الموجه الديني بوزارة الدفاع، وأحد أفاضل كبار طلبة العلم، حافظ فقيه محدث ؛ وعلمه وفضله واضح للعيان، بارز للأنام .
15- صالح بن عبد العزيز العقيل عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، أصولي ففيه، له اطلاع واسع على كتب المذهب الحنبلي، وهو من تلاميذ العلامة عبد الله بن حميد - رحمه الله - وعين حديثا وكيلا لوزارة العدل للشئون القضائية .
16- عبد العزيز بن محمد السدحان، صاحب المؤلفات القيمة، وعضو هيئة التدريس بالكلية التقنية، وهو من جملة شيوخنا، له مناشط خيرية، وجهود دعوية، يمتاز بدماثة الأخلاق، وسكون الخاطر، وسعة الحلم كل ذلك مع علم وفهم، وله اطلاع واسع في التاريخ وتراجم الرجال، ومعرفة الصحيح من الضعيف . .
17- عبد العزيز بن محمد الوهيبي، الداعية بوزارة الشئون الإسلامية، وأحد الدعاة المعروفين على الساحة الإسلامية، له جهود واضحة في نشر السنة ورفع أعلامها، والذب عن حياضها، يمتاز بالعلم والصدق وحب الخير للأمة .
18- سعد بن عبد الله البريك - الداعية المعروف والخطيب المفوه المشهور ؛ والأستاذ بكلية إعداد المعلمين بالرياض .
19- أحمد بن عبد العزيز بن عبد الله بن باز - سبق الكلام عنه - .
20- عبد الله بن عبد الرحمن السند .
21- عبد العزيز بن عبد الله المبدل .
22- عبد الله بن مانع العتيبي .
23- أحمد بن عرفج .
24- ضيدان بن عبد الرحمن اليامي .
25- فهد السنيد .
26- عبد الله بن عودة العتيبي .
27- نمر بن تركي العتيبي .
28- طارق العيسى .
29- عمر أحمد بافضل .
30- محمد بافضل .
31- سعد بن فلاح العريفي .
32- محمد بن إلياس .
33- عبد الله الشهراني - وهو الذي يقرأ التقريب على سماحته - .
34- تركي بن عبد العزيز العقيل .
35- عبد الله بن عوض البلالي .
36- عبد الرحمن السويلم .
37- أحمد بن صالح الحسامي .
38- عبد المحسن البقماء .
39- عبد اللطيف بن عبد المحسن البقماء .
40- عبد الرحمن بن معمر .
41- أبو هريرة محمد الفقيه أبو بكر .
42- أحمد بانبيلة .
43- محمد زين بن خليل .
44- محمد بن آبكر بن عبد الرحيم .
45- عبد الواحد المهيدب .
46- هارون أبو بكر أحمد عبد الرحمن .


.. يتبع ..

الوافـــــي 17-08-2003 09:57 PM

تابع أسماء طلاب الشيخ في الرياض من عام 1395 هـ

47- يوسف العطير .
48- باديس الجزائري .
49- فهد بن منديل الفهيد .
50- عبد الرحمن بن يوسف الرحمة - كاتب هذه الأسطر - .
51- حمد بن محمد الوهيبي .
52- خالد بن راشد الدوسري .
53- على بن فالح القحطاني .
54- محمد بن سعود العريفي .
55- بدر بن محمد الوهيبي .
56- سامي بن محمد آل بكر .
57- منصور بن محمد بن علي .
58- فهد بن إدريس .
59- حسيف بن موسى العسيري .
60- محمد بن فايز الشهراني .
61- خليل المديفر .
62- منصور الزير .
63- سليمان بن إبراهيم بن دخيل .
64- صالح التابعي .
65- يوسف بن أحمد الأمين .
66- عبد الحكيم الفرنسي .
67- سلطان بن غلاب الشرعبي .
68- خالد الروقي .
69- شريف بن عبده المصري .
70- عثمان بن محمد بن عثمان .
71- عبد الرحمن الصومالي .
72- عمر بن أمين .
73- أيمن العنقري .
74- محمد بن عبد الله العوشن .
75- رفاعي بن فهد العتيبي .
76- محمد بن حمدان العتيبي .
77- خالد بن عبد الرحمن الشايع .
78- سليمان السعوي .
79- علي بن فاتن الشيباني .
80- عصام العويد .
81- عبد الله بن مبارك القحطاني .
82- سالم بن مطرف العرجاني .
83- مطلق القحطاني .
84- إسحاق بن شعيب الهوساوي .
85- عبد الرحمن الدوسري .
86- محمد بن سليمان اليوسف .
87- رضوان بن ياسين .
88- عبد الله الدهيشي .
89- محمد العيسى .
90- عزام الشويعر .
91- محمد النصار .
92- حمد العيد .
93- محمد بن عمر العيد .
94- عبد الله بن عمر العيد .
95- عبد الله بن صالح بن سعد اللحيدان .
96- عبد اللطيف بن محمد آل عبد اللطيف .
97- سعود بن عبد العزيز الغانم .
98- عبد الله بن أحمد السويلم .
99- يوسف الشويعي .
100- خالد الحمود .
101- مشعل بن حمد الغراب .
102- محمد المهوس .
103- عبد الله بن سعد الفالح .
104- خالد الخريف .
105- خالد السويح .
106- فلاح المطيري .
107- مقبول العصيمي .
108- إبراهيم الدغيثر .
109- حسن بن عبد الله بن قعود .
110- صالح الحمودي .
111- جعفر الكثيري .
112- عبد اللطيف السوداني .
113- عبد العظيم السوداني .
114- غازي الوادعي .
115- عمر بن موسى الحافظ .
116- خليفة الدهلوس .
117- خليفة العتيبي .
118- عبد الله بن عامر .
119- حبيب الحربي .
120- حسن بن الشيخ .
121- مسفر الدوسري .
122- خالد الشعلان .
123- سلمان بن مصلح الرشيد .
124- يوسف بن عبد الرحمن الشنيفي .
125- إبراهيم الدخيل .
126- مزيد الدرويش .
127- فهد الحماد .
128- خالد العرفج .
129- علي بن مفرح الزهراني .
130- علي بن مهدي الأنصاري .
131- عيد الرميح الشمري .
132- بدر المقاطي العتيبي .
133- بندر السليمان .
134- عبد السلام السليمان .
135- أحمد بن عبد الرحمن العباد .
136- أحمد بن محمد العتيق .
137- عبد الله بن ناصر السلمي .
138- عبد المحسن الوهيب .
139- صالح بن عبيد الحربي .
140- بندر بن عبد العزيز العكيل .
141- خالد البلادي .
142- عبد السلام بن سليمان الخليفة .
143- علي بن عبد العزيز الشبل .
144- خالد المهنا .
145- عبد العزيز العريفي .
146- يحيى اليحيى .
147- فالح بن مزهر العرجاني .
148- عبد الرحمن الحسين .
149- صفر العتيبي .
150- محمد الرشدان .
151- محمد إسماعيل .
152- ناصر بن حمد الناصر .
153- عمر العمودي .
154- عبد الله العنقري .
155- أمجد المصري .
156- محمد بن إسماعيل الأنصاري .
157- خالد بن سعود العجمي .
158- سعيد الدعيجي .
159- بدر الغانم .
160- عبد القادر بن إدريس .
161- محمد على بن سليمان .
162- فهد بن فهم القحطاني .
163- إبراهيم الشثري .
164- عبد العزيز العقيل .
165- أحمد الزهراني .

.. يتبع ..


Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.