أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية

أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com/index.php)
-   خيمة الثقافة والأدب (http://hewar.khayma.com/forumdisplay.php?f=9)
-   -   جــيران العرب (http://hewar.khayma.com/showthread.php?t=47952)

ابن حوران 24-09-2005 07:51 AM

جــيران العرب
 
جـــــــيران العرب


ان أهمية الجار معروفة على الصعيد الشخصي و الصعيد الدولي ، فعندما يؤمن جانب الجار ، فان كثيرا من المشاكل الخارجية ستنتهي ، أو يضعف تأثيرها .. و لما كانت رقعة الوطن العربي واسعة ، فان معرفة الجوار و أوضاعهم ، ستمهد لمعرفة ضرورية في كيفية التعامل معهم ، كجزء هام من مسألة ترميم و إعادة بناء الأمة العربية ..

وسنتعرض بهذه المحاولة المتواضعة لإلقاء الضوء على جارين هامين ، وهما ايران و تركيا ، وهما بالإضافة لكونهما دولتين اسلاميتين ، فانهما كذلك رافقتا صناعة التاريخ العربي الحديث ..

وعليه فاننا سنلقي الضوء على تاريخهما الحديث ، دون الغوص الى العصور الغابرة ، التي تمتد الى آلاف السنين .. تاركين لمن يطلع على التاريخ الحديث الحرية في الاستزادة في الاطلاع على ما يريد ..

ايران
العهد الصفوي 1501 ـ 1722 م

الأوضاع السياسية قبل قيام الدولة الصفوية :

لم تأخذ إيران اسمها هذا الا بعد عام 1935م ، حيث كانت تسمى (بلاد فارس) . و قد كانت بلادا متسمة بعدم الاستقرار لتنازع زعماء القبائل عليها ، منذ الغزو المغولي في منتصف القرن السابع الهجري ( الثالث عشر الميلادي) .

فقد صارت ايران جزءا من الدولة ( الايلخانية) التي أقامها المغول ، والتي شملت آنذاك العراق وجزءا مهما من آسيا الصغرى ( الأناضول ) .. و بعد وفاة آخر سلاطين تلك الدولة (أبو سعيد) عام 1335 م .. دون وريث على العرش ، تنازعت القوى المحلية على السيادة على تلك البلاد .. فكان (الكرت) في الهراة ، والسربداريون في غرب خراسان ، والمظفريون في مقاطعتي فارس وكرمان ، والجلائريون في العراق و أذربيجان ..


وبعد حوالي نصف قرن تعرضت المنطقة لموجة مغولية ثانية بقيادة (تيمورلينك) .. حيث صارت إيران جزء من الإمبراطورية التي أقامها في المشرق الاسلامي .. وبعد وفاة تيمورلنك .. تم تقسيم الامبراطورية الى قسمين بين اثنين من أبناءه هما ( ميران شاه ) و أخذ على غرب ايران والمناطق المجاورة بما في ذلك بغداد و تبريز عاصمتي العراق و أذربيجان . أما الثاني فقد عزز سلطته على بلاد فارس و خراسان وبلاد ما وراء النهر .

لم تعمر مملكة ميران شاه ففي عام 1408 تعرض لهزائم على أيدي تركمان (القرة قوينلو )* التي سلبت منه الحكم أخيرا .. أما مملكة شاه رخ فقد عمرت زمنا أطول حتى عام 1447 م ثم تم تصفيتها على يد ( القرة قوينلو ) ..


في غضون ذلك ظهرت قوة أخرى من تركمان ( الآق قوينلو) .. الذين أسسوا أمارة قوية في ديار بكر ( آمد) .. و قد استطاع السلطان ( أوزون حسن ) أن ينهي حكم ( القرة قوينلو ) عام 1467 م .. و بعد وفاة السلطان عام 1478 م دب الضعف في الدولة حتى تم تصفيتها على يد الصفويين في مطلع القرن السادس عشر الميلادي ..


ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
القرة قوينلو : ( الخروف الأسود) قبائل موطنها تركستان ..
الآق قوينلو ( الخروف الأبيض) قبائل أيضا موطنها تركستان على خلاف دائم مع الأولى ..
ما وراء النهر : بلاد ما وراء نهر جيحون و أهم مدنها بخارى و سمرقند

ابن حوران 24-09-2005 07:53 AM

قيام الدولة الصفوية



يرجع اسم تلك الدولة ، الى الشيخ صفي الدين اسحق الأردبيلي (1253ـ1334 م) .. وقد ذاعت شهرته لطريقته الصوفية التي ، سميت باسمه .وكانت تلك الفرق تنتشر انتشارا واسعا في عهد الاضطراب السياسي في البلاد الاسلامية .. وقد توسعت تلك الحركة حتى أصبح لها اتباع في بلاد الشام .. وقد قدم هؤلاء شيخهم على أساس أنه من نسل الرسول ، صلى الله عليه وسلم ، من خلال انتسابه الى الإمام الكاظم .

ومنهم من ذهب أن الصفويين هم من أصل كردي ، وهذا ما ثبت خطأه ، لكنهم ربما يكونوا من أصول تركية .. أو ايرانية محلية ..

بعد وفاة الشيخ صفي الدين ، تولى المشيخة ابنه ( صدر الدين ) فأصبح (بير) أي مرشد ..وبعده انتقلت الى ابنه ( خوجة علي) الذي لقب ب ( سياه بوش) أي لابس السواد ..وفي عهده انقلبت تلك الطائفة من الشافعية الى الشيعية !!

وقد عاصر (خوجة علي ) غزو ( تيمورلنك ) وتحالف معه لاقتطاع (أردبيل) له و لجماعته ..وبعد وفاته في فلسطين وهو عائد من الحج ..تولى ابنه ابراهيم من بعده حتى عام 1447.. حيث تولى بعده ابنه ( جنيد) ..

تعتبر مرحلة ( جنيد) من أهم مراحل تأسيس الدولة الصفوية ، حيث قلب الحركة الى سياسية ، و أبدى رغبته في أن يصبح ملكا ( باد شاه ).. وهذا مما حدا بآخر ملوك ( القرة قوينلو) بطرده من أردبيل ..فتوجه الى ديار بكر .. حيث دولة ( الآق قوينلو ) أعداء ( القرة قوينلو ) فقربه حسن أوزون منه وزوجه أخته ( خديجة بيكوم ) .. وتوجه من هناك لاستعادة أردبيل ، ولكنه قتل على أيدي الشراكسة في ( باكو ) عام 1460

تولى بعده ابنه ( حيدر ) الذي عزز صلته ب ( حسن أوزون ) .. بالزواج من ابنته ..واتخذ هو و أتباعه غطاء أحمرا للرأس مكون من 12 طية ، رمزا للشيعة الاثني عشرية .. وسمي جماعته ب (قزلباش) أي ذوي الرؤوس الحمراء. وبعد تصفية حكم (القرة قوينلو) على يد ( الآق قوينلو) وموت حسن أوزون .. ضعف التحالف معهم ، بل و انتهى ..

وفي عام 1488 قتل (الآق قوينلو ) حيدر .. فخلفه ابنه (سلطان علي) الذي سجن وهو و أخوته ابراهيم و اسماعيل لمدة اربعة سنوات ، وكان الأخير عندما سجن عمره سنتين .. وقد تم اطلاق سراحهم عام 1493 .

وفي عام 1500 بعد أن دب الضعف في جسم دولة ( الآق قوينلو ) .. استطاع اسماعيل الفتى الصغير هو وأتباعه قد استرجعوا مقاطعة ( شيروان) وسحقوا جيش (الآق قوينلو ) في أذربيجان .. وفي سنة 1501 تم تنصيب اسماعيل ملكا في تبريز .. وفي خلال سنوات بسط اسماعيل نفوذه على كل ايران .

يتيم الشعر 26-09-2005 12:05 AM

أخي الحبيب
ماهو أصل تسمية (إيران ) بهذا الاسم ؟

ابن حوران 26-09-2005 04:23 PM

أخي الكريم .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ان تسمية ايران بهذا الاسم آتية من القبائل الآرية التي هاجرت من نهر
الفولغا قبل ميلاد السيد المسيح عليه السلام ب 1500 سنة و كونت دولتين
هما الفارسية في شرق الهضبة الايرانية .. خراسان وما حولها و الميدية

وكانت اللغة الآرية هي السائدة .. وبعد استيلائهم على بابل و فلسطين
توحدت الدولتان الميدية و الفارسية باسم دولة ايران .. لكن الاسم ، عاد
من جديد في عام 1925 م ..

وتحريف الكلمات أو الأسماء من بيرثية و آرية الى فارس واريان ( التي
أصبحت ايران ) جاء على أيدي المؤرخين اليونانيين ..

لك تحياتي و تقديري

ابن حوران 29-09-2005 08:05 AM

الدولة الصفوية في مرحلة القوة 1501 ـ 1629م

عصر الشاه اسماعيل


كان أول إجراء ل ( الشاه اسماعيل ) هو إعلان المذهب الشيعي بقوة .. ولو أن هناك من يقول أن القوة استعملت في التشيع بالقرن الثامن عشر ..

ازدادت قوة الصفويين باطراد وبسرعة هائلة ، فقد استولوا على ديار بكر وجرجان و همدان وأوزبكستان و بغداد والموصل .. ولكن الأوزبك عادوا وطردوا الصفويين من بلادهم .. وانضم الى الصفويين أنصار كثر من الأناضول الذين سمعوا أن ( الشاه اسماعيل) يغدق بالعطاء على أتباعه ..

كانت هناك أمارة اسمها ( ذو القدر) تعزل الدولة العثمانية عن دولة المماليك وعاصمتها ( البستان ) .. تطاول (الشاه اسماعيل) باحتلالها ، وعقد حلفا مع المماليك ضد العثمانيين .. مما أغضب السلطان (سليم الأول) بتحريك جيوش العثمانيين لطردهم من ذو القدر و ديار بكر ، و ملاحقتهم حتى احتلال عاصمتهم (تبريز) عام 1514 لمدة ثمانية أيام ، ثم تركها الجيش العثماني ، للشعور بالجو العدائي من سكانها ، و تأخر الإمدادات .. وكان نصر العثمانيين السهل ، سببه بتفوقهم العسكري و استعمالهم المدافع ..


بعد هزيمة الشاه اسماعيل ، وفراره من ساحة المعركة أمام العثمانيين ، ومقتل الكثير من ( القزلباش) أتباعه .. بعد هذه الواقعة أحس بانكسار مما دعاه الى إعطاء صلاحيات واسعة لزعماء ( القزلباش) .. و قد خسر الصفويون مدن بلخ و قندهار 1522

وقد تدعم موقف زعماء ( القزلباش) حتى احتلوا علاوة على مناصب الدولة العليا وقيادة الجيش ، منصب نائب الشاه ( وكيل نفسي ، نفيسي همايون) .. وفي جوانب أخرى اعتمد الشاه على الأرستقراطية المحلية من الفرس ( الطاجيك) .. وقد ظهر فيما بعد الصراع بين العنصرين التركي (القزلباش) أقرباء الشاه من أمه ( أخواله) .. و ( التاجيك ) الفرس ..

ابن حوران 06-10-2005 06:12 PM

التخلص من العنصر التركي في الجيش الصفوي



بعد وفاة اسماعيل خلفه ابنه (طهماسب) وكان ابن عشرة سنوات ، وقد بقي بالحكم 52 عاما لحين وفاته عام 1576 .. وقد قوي في عهده الذي اتسم بفتوحات وتوسعات كثيرة ، قادة القزلباش ( ذو الأصول التركية من أخواله) ..وانتشرت النزاعات بين قبائل القزلباش .. مما جعل السلطان ( طهماسب) التفكير بالحد من قوتهم ..

الا أن الأخطار التي تمثلت بالأوزبك شرقا الذي كان يقودهم قائد شرس اسمه (عبيد خان) . كما أن العثمانيون الذين استولوا على بغداد عام 1534 ، واستولوا على تبريز (عاصمة الصفويين ) مما جعلهم يوقعوا اتفاقية في النهاية مع العثمانيين استمرت 30 سنة .

تدهورت الأمور بعد وفاة طهماسب فتولى ابنه ( اسماعيل الثاني ) الحكم لمدة 18 شهرا ، استهل حكمه بقتل بعض أخوته و أقاربه فقتل بظروف غامضة . فحل بعده أخوه ( محمد خدا بندا) الذي انصرف للهو والعبث ، فأصيب بعينيه مما جعل زوجته ( الملكة خير النساء والملقبة ب مهدي عليا) ، ولما كانت من أصول ايرانية ، قتلها القزلباش . و بعدها قتلوا ولي العهد الأمير حمزة .

ثم اختار ( القزلباش ) ابن ( محمد خدا بندا) واسمه عباس للحكم .. لكنه استطاع بذكاء التخلص من زعماء القزلباش و يحكم ايران لمدة 43 سنة كانت من أفضل سنين الحكم الصفوي ، لا بل امتدت آثار قوته لتبقى لعام 1722م .

أدرك عباس بأن الجيش الذي قوامه 60 ألف جندي قياداته كلها من ( القزلباش) ، فانشأ جيشا جديدا نقيا من العنصر التركي ، من صنفين الفرسان ويضم 15000 جندي والثاني ( تفنكجيان ) حملة البنادق ، ويضم 12 ألف .
وكان معظم الفرسان من الجورجيين و الشراكس و الأرمن الذين اعتنقوا الاسلام .. وقد نقل العاصمة الى أصفهان .

وقد استفاد من النقل للعاصمة للسيطرة على ( طريق الحرير) .. و أنشأ ميناء بندر عباس ليصبح مركزا مهما على الخليج العربي .. واستطاع لتخفيف الضغط العثماني عليه ، من عقد اتفاقية تنازل بموجبها عن أذربيجان وجورجيا وكردستان .. ليتفرغ للخطر الأوزبكي الذي استطاع دفعه شرقا ..

ان ارتياحه من خطر الأوزبك والعثمانيين ، جعله يتحرش بالبرتغاليين الذين كانوا القوة المتنفذة في الخليج العربي .. فاحتل البحرين التي كانت تخضع للبرتغاليين سنة 1602 .. و للصعوبة في الوقوف في وجه البرتغاليين والحفاظ على انتصاراته ، استعان بالانجليز الذين كانوا يستعمرون الهند ..

وكانت الصلات بين الصفويين و الأوروبيين على قدم وساق للتحالف ضد العثمانيين ..

ابن حوران 08-10-2005 06:31 PM

انحلال الدولة الصفوية :



توفي الشاه ( عباس الأول) عام 1629 وقد استمرت الدولة الصفوية بعده زهاء قرن من الزمن .. ولم يبرز خلال الفترة تلك أي زعيم قادر على الحفاظ على متانة الدولة ، فقد تعاقب على الملك أربعة ملوك تميزت عهودهم باستثناء عهد الشاه (عباس الثاني 1642ـ 1666) الى حد ما ، بتدهور متواصل .


كان أول من تولى الحكم بعد ( عباس الأول ) حفيده (سام ميرزا) الذي حمل اسم (الشاه صفي 1629ـ 1642) .. وتميز حكمه بالقسوة وسفك الدماء لأعوان جده ، و يفسر ذلك بالهزائم المتوالية التي منيت بها الدولة الصفوية على يد العثمانيين ، حيث احتلوا همدان عام 1630 وتبريز في عام 1635 .

كما خسر الصفويون (قندهار) عام 1638 التي استولى عليها ( شهاب الدين شاه جهان الأول) امبراطور المغول في الهند .. وفي نفس السنة أخرج العثمانيون الصفويين من العراق نهائيا ..


و تولى الحكم بعد ( الشاه صفي ) ابنه سلطان محمد ميرزا الذي عرف باسم (عباس الثاني ) وقد حاول ان يعيد أمجاد جده عباس الاول في بداية حكمه فاستعاد قندهار عام 1648 .. ثم اتجه الى اللهو وشرب الخمر حتى توفي عام 1666 ..

بعد وفاة ( عباس الثاني ) خلفه ابنه صفي باسم ( الشاه سليمان ) .. وقد كان خليعا سكيرا .. أهمل شؤون الدولة . ولم يكن عهد ابنه الشاه ( سلطان حسين) الذي عرف ببداية حكمه ورعا تقيا ، فنادوه الناس بلقب ( ملا حسين ) ثم ما لبث أن عاد الى عهد والده بالخلاعة والسكر ..

بهذه الأثناء قامت (البلوش) بثورة احتلت بها كرمان وسلختها عن جسم الدولة سنة 1701 م ، وقامت قبائل افغانية بزعامة (ميرويس) باحتلال قندهار سنة 1709م . وقامت قبيلة إفغانية باحتلال (هراة ) و تكوين أمارة بها . وهاجم إمام مسقط (سلطان بن سيف اليعربي) بانتزاع البحرين سنة 1717م وجزيرة قشم وغيرها سنة 1720م ..

كما قامت ثورات لأقوام (اللزجيون) التي تقطن بين جورجيا و بحر قزوين واحتلو شيروان .. كما أن العاصمة (أصفهان ) نفسها حدث بها اضطرابات على إثر المجاعات التي حدثت عام 1707 ..

لكل هذه الظروف تعرضت ايران للغزو الإفغاني الذي أنهى حكم الصفويين بشكل نهائي عام 1722 م .

ابن حوران 10-10-2005 02:57 PM

عهود الاحتلال والاضطراب والصراع على السلطة

الاحتلال الأفغاني 1722 ـ 1729 م

ان البلاد المسماة الآن بأفغانستان ، كانت لثلاثة قرون مضت قبل 1722 مسرحا لتنافس القوى في الهند والأوزبك في الشمال والصفويين في الغرب ، وكانت مدينة قندهار تكون أياما بيد الصفويين و أياما بيد المغول (في الهند) .. ومدينة هراة الشمالية ، كانت أياما بيد الصفويين و أياما ببيد الأوزبك .

وجدت قبائل الهند بضعف الصفويين في الغرب ، وخراب دولة المغول في الهند خصوصا بعد وفاة الإمبراطور ( أورانج زيب ) عام 1707 م .. فبسطت قبيلة (غلزائي) نفوذها على (قندهار) .. كما أقامت قبيلة (أبدالي ) أمارة لها في (هراة ) ..

عندما تسلم (مير محمود ) الحكم بعد وفاة والده ( مير ويس) .. نجح في أخذ (هراة) وبسط نفوذه على كل أفغانستان .. وبعدها استولى على ايران عام 1722 .. وأبقى كبار موظفي الفرس على رأس عملهم ..

إثر ملاحقة الصفويين في قزوين وقم وكاشان ، والقيام بمذابح عظيمة في تلك المدن ، ظهر اضطراب عقلي على ( مير محمود) مما دفع ابن عمه (أشرف) على قتله واستلام الملك منه عام 1725 م


في أجواء الاضطراب هذه تمدد النفوذ الروسي أيام (بطرس الكبير) واستولوا على مدينة (دربند) الواقعة على الساحل الغربي لبحر قزوين ..ثم عندما أراد ان يحرك الروس جيشهم المكون من 22 ألف جندي لاحتلال مدينة (شماخي) .. فوجئوا برفض العثمانيين وتحذيرهم الذين قالوا ان المدينة تحت سيطرتهم .

تدخلت فرنسا ، لوقف الاحتكاك بين العثمانيين والروس ، فوضعت معاهدة 1724 فاعطت العثمانيين أجزاء من أذربيجان وتبريز و مرند و أورمية ، في حين أعطت للروس كيلان و مازندران و استراباد ، واعترف الطرفان بطهماسب الثاني ملكا على ايران لدفع الأفغان عن أراضيه ..

دخل (أشرف الأفغاني ) في حرب مع العثمانيين احتجاجا على تلك المعاهدة ، التي توفي بعد توقيعها (بطرس الكبير) قيصر روسيا .. واستمرت حرب الأفغان مع العثمانيين حتى عام 1727 م ..فاضطر (أشرف) على الاعتراف بسلطان العثمانيين خليفة على كل المسلمين .. في حين اعترف العثمانيون بأشرف ملكا على ايران ..

قوي شأن (طهماسب الثاني ) بانضمام (نادر خان الأفشاري) .. مع 5000 مقاتل ، من قبيلة الأفشار التركمانية ، و أكراد .. وكان لنار خان الأثر في مشاغلة الأفغان ، فقد احتل (هراة) و ( مشهد) ..

توجه ( أشرف ) على رأس جيش من 30 ألف جندي لمواجهة نادر خان ، لكنه مني بهزائم متتالية .. حتى استعاد الصفويون ايران عام 1729 ، وحكموا ايران حكما صوريا ( طهماسب الثاني ) حتى عام 1736.. في حين الحاكم الفعلي كان (نادر خان ) ..

ابن حوران 13-10-2005 05:11 AM

إيران في عهد نادر شاه :



ينتمي نادر شاه الى عشيرة كركلو Kirklu التي دفعها ضعفها الى الاتحاد مع قبيلة أفشار التركمانية القوية . وقد ولد في خراسان عام 1688 لأب راعي فقير ، كما امتهن هو الرعي ، حتى القي القبض على أسرته ، وتوفت والدته في السجن لدى الأوزبك .. فاستطاع الفرار .. وانخرط بالخدمة العسكرية لدى (بابا علي بيك أحمدلو أفشار ) حاكم مدينة (ايبورد) فكسب وده وتزوج من ابنته .

وقد كان نادر شاه متأثرا بتيمورلنك ، في حبه للحرب والتوسع والتدمير ، وبعد وفاة والد زوجته تولى هو حكم (ايبورد) .. ويقال انه هو من دس له السم فقتله .. ودخل بخدمة (طهماسب الثاني) . فبعد انتصاراته الكبيرة ، واسترجاعه ما فقد في افغانستان ، وما احتلته روسيا ، وما احتلته الدولة العثمانية ، لا بل أضاف الى ما كان في أيام مجد الصفويين ..

بعد كل ذلك وفي عام 1736 ، و عندما توفي (عباس الثالث) آخر شاه صوري لإيران .. دعا لاجتماع في مدينة أردبيل لاسناد العرش من قبل أعيان إيران لمن يرونه مناسبا .. فأجمع الحاضرون على اسناد العرش ل (نادر شاه) . فتمنع ورفض أو تظاهر بالرفض لمدة شهر ، ثم اشترط أن ينبذ الإيرانيون كل ما جاء به الصفويون ، و أضاف مذهبا خامسا الى المذاهب السنية الأربعة ، وهو المذهب الجعفري ( نسبة الى الإمام جعفر الصادق) .

وبعد أن وافق الإيرانيون على طلباته ، قبل بمنصب الشاه ، وتوج في 8آذار عام 1736 .. وما فتئ يذكر هذا المذهب ، حتى في معاهدات الصلح مع العثمانيين التي تكررت مرات ومرات بعد كل معركة بينهم . بل وطالب بتخصيص ركن في الكعبة لهذا المذهب ، والعثمانيون يرفضون الطلب في كل مرة .


لقد كان السبب وراء إلحاح نادر شاه على ذلك سياسيا ، كما هو الحال فيما بعد حكمه ، للعب بوحدة المسلمين ، و لتحقيق حلم يتضاد مع الدولة العثمانية ، وإحلال دولة اسلامية محلها تسترضي مسلمي الهند وغيرهم ممن لم يرضوا عن حكم العثمانيين . وكان نبلاء إيران يتفهموا الأهداف السياسية تلك فوافقوه عليها لاعبين في مسار تفريق المسلمين ..


استمر عهد نادر شاه حتى عام 1747م ، و قد اتسمت سنون حكمه بالحروب المتواصلة مما أنهك اقتصاد ايران ، الذي دمر نادر شاه النظام الاداري فيه ..كما أن اتجاهه لبناء قوة بحرية في الخليج العربي عن طريق الشراء الجاهز من الهند والبرتغال و بريطانيا .. وقد فشل في نقل أخشاب (مازندان) من الشمال الى بوشهر حيث حاول إقامة مكان لبناء السفن ..


لقد أنهكت الحروب الشعوب التي كانت تحت حكمه ، فكانت مثلا منطقة (خوي) في أذربيجان تدفع 3000 تومان سنويا ، أصبح لزاما عليها دفع 100ألف تومان ، وكان يلجأ لحبس وتعذيب الفلاحين ممن لا يستطيعوا دفع الضرائب. فقام الكثير من سكان ايران بالهجرة الى أرض العثمانيين والهند ..


وبعد مصادرة أراضي الوقف الشيعي ، وممتلكات (القزلباش) ..ثارت عليه الشعوب الايرانية ، ثورة وراء ثورة حتى قتل في طريقه لإخماد ثورة للأكراد في (خبوشان ) أو (فوجان حاليا) .. وقتله اثنان من ضباطه في المعسكر ، هما (صالح خان كركلو أفشار) و (محمد خان قاجار) في حزيران 1747 .

ابن حوران 16-10-2005 04:58 PM

كريم خان الزند 1750 ـ 1779 م



إثر اغتيال نادر شاه بقيت إيران زهاء ثلاث سنوات ، تفتقد الى الحكم المركزي ، حيث تصارع أخوة نادر شاه على ممتلكات قلعته الخاصة ، فقد أفنى أخوه (عادل) كل أسرة نادر عدا حفيد واحد اسمه (شاه رخ ) .. ثم سملت عينا (عادل) و قتل أخوه ابراهيم ثم قتل هو ..


استولى أحمد خان على (هراة) و (قندهار) و توسع شرقا على حساب الهند ونصب شاها على أفغانستان و يعتبر ( أحمد خان ) المؤسس الحقيقي لدولة أفغانستان الحديثة ..


في داخل ايران استولى (أزاد خان) وهو من قادة نادر شاه ، على أذربيجان ، وادعى الملك ، وجمع من حوله الأتباع لا سيما من عشيرة الأفشار . كما احتل (آغا خان محمد حسن ) زعيم قبيلة (القاجار ) أقاليم قزوين ..



وفي جنوب غرب ايران ، استولى ( علي مردان خان ) زعيم قبيلة (البختياري) على أصفهان و نصب عليها أميرا صفويا ، ابن أخت الشاه الصفوي (سلطان حسين) .. أطلق عليه اسم ( اسماعيل الثالث) .. وكان في الثامنة من عمره .. وانضم الى (على مردان) ، زعيم قبلي اسمه ( كريم خان الزند) ، والذي قدر له أن يصبح حاكم ايران العام .



في عام 1750 م أغتيل (علي مردان ) و أصبح (كريم خان الزند) هو الحاكم الفعلي لجنوب غرب ايران ، وان كان يرفض أن يطلق عليه أي اسم أو لقب لحاكم .. وزحف الى عموم ايران فأقصى خصومه واحدا بعد الآخر ..


اتخذ كريم خان مدينة شيراز عاصمة له .. واتخذ لنفسه لقب وكيل الدولة ثم وكيل الرعية و أحيانا وكيل الخلائق .. وبعد وفاة (اسماعيل الثالث) رفض كريم خان أن يتخذ لقب شاه .


عم الهدوء والرخاء في عهد كريم خان .. ولم يلحظ أي نشاط عسكري سوى الذي كان يتعلق بتصفية خصومه المحليين ..


كانت تجارة البصرة تلحظ نشاطا ملحوظا ، اذ حول الانجليز نشاطهم من ميناء بوشهر الى البصرة و أغلقوا مكاتبهم في بوشهر .. فأراد كريم خان احتلال البصرة .. لدوافع هي :


1 ـ استغلال وضع العثمانيين المنهكين من حربهم مع روسيا .
2 ـ اشغال الجيش الايراني الذي أبدى بعض التذمر من الهدوء !
3 ـ رفض الدولة العثمانية تسليم والي بغداد لايران ( عمر باشا) والذي اتهمه الايرانيون باساءة معاملة التجار الفرس و سلب أموالهم .
4 ـ رفض الانجليز والعثمانيين مساعدة ايران في تحصيل الأتاوة السنوية التي كان يدفعها سلطان عمان ( أحمد بن سعيد ) الذي توقف عن دفعها .


أرسل ( كريم خان الزند) 30000 جندي لاحتلال البصرة بقيادة أخيه (صادق خان) .. وحاصرها مدة سنة كاملة من 1775ـ 1776 و نجح باحتلالها ، وبقي فيها زهاء ثلاث سنوات ، بعد ان نشبت حرب أهلية في ايران إثر وفاة (كريم خان الزند) في آذار 1779 م .. حيث انسحب الفرس من البصرة .

ابن حوران 17-10-2005 04:18 PM

الصراع على السلطة و قيام الحكم القاجاري :




يحتار بعض المؤرخين بمعرفة أصل (القاجار ) ، ولكن الرأي الأغلب هو أنه في حملات المغول الأولى ، انتقلت بعض القبائل التركمانية من آسيا الوسطى واستقرت في بلاد الشام و أجزاء من العراق و إيران .. وكان ذلك في القرن الثالث عشر الميلادي .. ثم في غزو (تيمورلنك ) في القرن الرابع عشر ، جمع حوالي 100 ألف تركماني من بينهم ( القاجار) ووضعهم في القفقاس و تركستان و أذربيجان ..


ثم أطلق (تيمورلنك ) حريتهم بالتماس من ( الشيخ خوجه علي الصفوي) .. فأصبحوا جزءا هاما من (القلزاش) ليسهموا في قيام الدولة الصفوية ، عرفانا بالجميل من لدنهم تجاه ذلك الالتماس بتحريرهم .


بعد وفاة ( كريم خان الزند ) عام 1779 م ، عادت ايران الى عصر الفوضى والصراع على السلطة ، ومن بين المتصارعين كان ( القاجار) ، الذين لعبوا في عهد نادر شاه دورا هاما ، كما هم الذين تخلصوا منه , وكان تمركزهم في مناطق (استراباد ) ..


كان (أغا محمد خان ) الرهينة ، الذي فقد أباه قتلا على يد كريم خان الزند ، قد تمكن من الهرب بعد وفاة (كريم خان الزند) وحدوث الفوضى .. فقد هرب من شيراز متوجها الى (مازندران) .. وقد أمضى عدة سنوات وهو يتصارع مع زعماء آخرين .. حتى أصبح السيد المطلق على (كوركان و مازندران و كيلان)
وذلك عام 1785 م .


ازداد نشاط (أغا محمد خان ) في التوسع .. فجعل من (طهران) عاصمة له لقربها من موطن ( القاجار) .. وذلك عام 1786 م .


واصل (أغا محمد خان ) حروبه ضد ( الزنديين) ونجح بالحاق هزيمة نكراء بآخر قادتهم ( لطف علي خان الزند ) عام 1794 م وقتله .. ثم استولى على عاصمتهم (شيراز) و استولى على كرمان ، و بذلك بسط نفوذه على كل ايران باستثناء خراسان التي كان يحكمها ( شاه رخ ) حفيد (نادر شاه) .. وجورجيا التي كان يحكمها ( هرقل الثاني) الذي وضع نفسه تحت حماية قيصر روسيا ، أو بالتحديد قيصرة روسيا ( كاترين الثانية ) ..

لم يدخر (أغا محمد خان ) جهدا في استرجاع جورجيا ، حتى نجح بدخولها على رأس جيش من 60 ألف جندي واحتلال عاصمتها (تفليس) وهروب هرقل الثاني .. فسبى منها 16 ألف شابة وشاب و جعلهم خدما في بيوت أعوانه ..


وفي ربيع عام 1796م ، توج ( أغا محمد خان ) شاها على كل ايران .. ليستمر حكم الأسرة القاجارية حتى عام 1925م ..

ابن حوران 21-10-2005 07:38 AM

العهد القاجاري 1796 ـ 1925 م



يعتبر العهد القاجاري من أهم فترات الحكم في العصر الحديث ، ليس لأنه استمر قرنا وربع .. بل لأنه استطاع أن ينقل ايران من نمطية الحكم في العصور الاسلامية الوسطى التي كانت ملكية اسلامية ، الى حكم ملكي دستوري ، ناقلا بعض ما كان يجري في أوروبا الى ايران ، من طرق إدارة الدولة ..


لقد تعاقب على العهد القاجاري سبعة ملوك ، أولهم كان ( أغا محمد شاه) الذي لم يحكم بصفته ملك الا خمسة عشر شهرا ، قتل بعدها على يد حراسه .. وقد اتصف عهده بالتعطش للدماء و الحروب ، ويقال أنه أقسى حاكم حكم ايران ، وقد عزا علماء التاريخ ذلك لتكوين شخصيته ( فقد خصي بأمر من عادل شاه) ابن أخ نادر شاه .. و أثر ذلك فيه فلم يكن له نصيب في الحياة السوية ، فحاول أن ينتقم من كل من يقدر عليهم ..


تولى العرش بعد اغتيال أغا محمد شاه ، ابن أخيه بابا خان الذي كان حاكما على مقاطعة فارس في جنوب ايران .. وقد أعطى لنفسه اسما ( فتح علي شاه) ودام حكمه حتى سنة 1834 م ، لم يخلد شيئا يذكر لإيران ، فقد كان يتعامل مع البلاد ، كأنها مزرعة أو أرض منهوبة ، فلم يهمه سوى جمع المال و لحيته الطويلة التي كان يعتني بها ..


كان عهد (فتح علي شاه) الذي كان مشهورا ببخله الشديد .. أمام أمرين : الأول الحروب مع روسيا ، وكانت كلها حروب خاسرة لايران ، والثاني : اهتمام الدول الأوروبية بإيران وتنافسها على الاستحواذ عليها ..فقد كان موقع ايران الهام لضمان استمرار الاحتلال البريطاني للهند .. والذي خشي البريطانيون ان يتأثر بعد حملة نابليون على مصر ..


كانت صيغة المعاهدة البريطانية الإيرانية تنص على ان اذا هاجمت افغانستان الهند فان على ايران مهاجمة افغانستان .. وان أي اتفاق بين ايران و افغانستان عليه ان يذكر تعهد الأفغان بعدم مهاجمة الهند !

كما أن الموانئ الإيرانية تفتح أمام السفن البريطانية دون رسوم .. وبالمقابل فان بريطانيا تمنع الفرنسيين من موضع قدم في ايران .. ثم أهملت تلك الاتفاقية لزوال خطر الأفغان بعد وفاة الحاكم (زمان شاه) .. وانسحاب الفرنسيين من مصر .

كانت ايران تتلقى مساعدة سنوية من بريطانيا مقدارها 150 ألف جنيه ، نظير تعاون ايران ، وقد كانت بريطانيا تسارع الى عقد اتفاقية مع ايران كلما أحست بالخطر ..

كما قامت بعهد (فتح علي شاه) حروب مع العثمانيين عام 1821 بسبب تدخل ايران بكردستان .. ووضعت اتفاقية بين الطرفين عام 1823 تمنع قبول النازحين من الطرفين الى الاتجاه الاخر .


توفي ( فتح علي شاه) عام 1834 عن عمر68 عاما مخلفا وراءه 57 ابنا و46 بنتا .. ويقال ان وفاته بسبب تأثره بوفاة ابنه (عباس ميرزا) سنة 1833 .
وتولى العرش من بعده حفيده (محمد شاه ) ابن عباس ميرزا ..وقد واجه أعمامه في الصراع على أحقية العرش خصوصا (فرمان فرما) حاكم مقاطعة فارس ..

ابن حوران 24-10-2005 09:40 AM

ايران في عهد محمد شاه 1834 ـ 1848 م


كانت ايران تواجه تعبا في حربها مع العثمانيين غربا و الروس شمالا ، مما جعل قادتها يستسهلوا التوجه شرقا جهة أفغانستان .. لكن الانجليز ، مانعوا في ذلك فحاولوا إثارة المتاعب داخل ايران ، حيث شرعوا في الدفاع عن هراة ، واحتل الانجليز جزيرة الخرج في الخليج العربي للضغط على ايران .. كما أن أعوانهم من الطائفة الإسماعيلية قاموا بتمرد بقيادة (أغا خان محلاتي ) ومن بعده أخوه أبو القاسم وهددوا أقاليم يزد و كرمان و بالو و بلوشستان ..


ان تلك الضغوط جعلت ( محمد شاه ) ينسحب من (هراة) و يعود الى الداخل ليتفرغ لمحاربة الاسماعيليين الذي هربوا للهند .. وعندها بدأت العلاقات بين ايران وبريطانيا بالانفراج فانسحبت من جزيرة الخرج .. و يبدو أن الإنجليز كانوا يكرهوا أن تكون حدود الهند(باكستان) من جهة ايران) و من الشمال افغانستان .. تحت حكم واحد ..أو حكمين متفقين ..

لقد واجه (محمد شاه) على الحدود الغربية ، خصما قويا ، اذ كان والي بغداد (علي رضا باشا اللاز ) قد احتل (المحمرة) عام 1837 وتعرض لمدينة (الفلاحية) حاضرة بني كعب .. وانتهى باتفاق بين( علي رضا باشا) والحاج جابر بن مرداو شيخ المحمرة على أن تناط إدارة المحمرة به ، مقابل أن يكون ولائه للعثمانيين ..


لقد دفع هذا الاتفاق الى أن ترد ايران ، وتعتدي على السليمانية ، ثم تعاود وتحتل المحمرة عام 1841 ..فيقوم والي بغداد الجديد (نجيب باشا 1842ـ1847م)باقتحام كربلاء وتأكيد سلطة حكومته عليها ، بعد أن عاث فيها الأشقياء و قطاع الطرق ..

تدخلت روسيا القيصرية و بريطانيا العظمى ، في حل النزاعات بين الدولتين حتى انتهى ذلك باتفاقية ( أرض روم الثانية ) في 31/5/1847 م وتعد أهم الاتفاقيات التي وقعت بين الطرفين .. حيث اعترفت الدولة العثمانية لإيران بالسيطرة على إقليم الأحواز ، و المشاركة في استخدام شط العرب ، واعترفت ايران بسيادة الدولة العثمانية على السليمانية ..


ظهرت في آخر أيام محمد شاه ، حركة دينية اسمها (البابية ) ، وهي امتداد للحركة (الشيخية) التي نادى بها ( الشيخ احمد بن زين الدين الاحسائي) .. وملخص الحركة البابية التي انضم اليها مريدو ( الشيخية ) بعد وفاة مؤسسها .. هو ادعاء (محمد رضا الشيرازي) مؤسس الحركة ، بأنه يشكل بابا الى (الإمام المنتظر) فعلى من يحتاج مخاطبة (الامام المنتظر) بشيء عليه مخاطبة الباب أولا ! . ثم تطورت الأمور مع هذا الدعي حتى ادعى النبوة وقال أنه أفضل من رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم .

ان ظهور مثل تلك الحركات ، يدل على تردي أوضاع ايران في عهد (القاجاريين) .. والذين لم يألوا جهدا في ملاحقة هؤلاء الذين اتسعت دعواتهم حتى أصبحت سياسية دينية .

توفي محمد شاه عام 1848 م عن عمر (40) عاما و خلفه ابنه الأكبر (ناصر الدين) وكان عمره 17 سنة .

ابن حوران 27-10-2005 08:25 AM

ايران في عهد ناصر الدين شاه 1848 ـ 1896م


تعتبر فترة حكم ناصر الدين شاه أطول فترة حكم بالعهد القاجاري ، و قد تميزت تلك الفترة بأحداث و أهداف و غايات للحكم نوجزها ب :

1 ـ صراعه مع الحركة البابية و التمكن من التغلب عليها ، وتشريد بقاياها الى عكا في فلسطين والهند والعراق و بعض مناطق الخليج العربي ..

2 ـ التطلع الى الشرق جهة هراة و سيستان للتوسع نحوها .. ومعارضة البريطانيين المستمرة .. حيث أن في كل مرة تحتل ايران أحد المناطق الافغانية ، فان بريطانيا تقوم باحتلال جزيرة الخرج أو مينائي المحمرة و بوشهر ، من أجل الضغط على ايران بعدم التمدد شرقا ..

3 ـ اتسمت العلاقات مع روسيا القيصرية بالمد والجزر في عهد (ناصر الدين شاه) .. حيث تشكل الحدود الروسية من الشمال حوالي ألفي كيلو متر ، بعد أن أخذت روسيا القيصرية طشقند و سمرقند و بخارى و خيوه ومرو .. فكان لا بد من إقامة علاقة حذرة مع روسيا التي كانت تتنافس مع بريطانيا على الأولوية في العلاقات .. حيث لكل منهما أطماع ..

4 ـ كانت العلاقات البريطانية الايرانية ، تتسم هي الأخرى بحذر متبادل .. فايران التي منعتها بريطانيا من تكوين اسطول بحري ، حتى لا تهدد مصالحها في الخليج و بالذات البحرين .. حيث كانت ايران تطمع ببسط نفوذها على منطقة الخليج .. في حين كانت بريطانيا تخشى من تهديد مستعمراتها في الهند من جهة الشمال ، فكان محور سياستها يقوم على منع الروس من اختراق ايران او افغانستان ..

5 ـ ابتدع (ناصر الدين شاه) الرحلات الجماعية لأوروبا للأسرة الحاكمة وحاشية ضخمة ، كلفت الميزانية الشيء الكثير ..

ابن حوران 30-10-2005 05:43 AM

ايران بعد حكم ناصر الدين شاه

مظفر الدين شاه ( 1896 ـ 1907م)

بعد وفاة ناصر الدين شاه ، أعقبه ولده ، مظفر الدين شاه و كان هذا قد أمضى شبابه في الكسل و اللهو البحث عن الملذات ، عندما كان في تبريز . ولما تولى العرش أنهك الميزانية بسبب سفره المستمر الى أوروبا بحجة العلاج حتى أفلست إيران و استدانت الأموال من بريطانيا و روسيا ، مما جعل تلك الدولتين يتدخلان بالشأن الايراني بكثرة .


وقد شهد عهد مظفر الدين شاه أبرز الأحداث في تاريخ ايران ، وهو الثورة الدستورية ، التي أجبرته على الموافقة على اقامة حكم دستوري عام 1906م وكان ذلك في 31من كانون الأول وبعد عشرة أيام توفي مظفر شاه .

محمد علي شاه 1907ـ1909م

منذ أن كان وليا للعهد ، كان مكروها وقد ذكر ذلك القنصل الأمريكي في ايران عندما قال : لم أسمع كلمة إطراء واحدة في ايران بحق هذا الشخص . وقد خضع الى النفوذ الروسي ، وحاول الغاء الدستور و تعطيل البرلمان ، مما كاد أن يسبب حربا أهلية ، وقد انتهى الأمر بعزله عام 1909م في تموز .

سلطان أحمد شاه 1909 ـ 1925م

عندما عزل والده كان صبيا في الثانية عشر ، لذا تأخر تتويجه حتى عام 1914م .. وكان آخر ملوك الأسرة القاجارية .. وقد شهد العالم في عهده الحرب العالمية الأولى .. و تحولت ايران في عهده الى بيدق في أيدي البريطانيين .. وقد وصفه اللورد (كرزن) وزير خارجية بريطانيا في أحد وثائقه بأنه أجبن رجل في العالم ..

وفي 31/10/1925 انتهى حكمه بقرار من البرلمان ، وبانتهائه انتهى عصر القاجاريين في ايران .. ويبدأ عهد الأسرة البهلوية ..

ابن حوران 01-11-2005 01:11 PM

الأوضاع العامة في ايران في القرن التاسع عشر


تشابهت الحكومات و العهود التي تناوبت على حكم ايران منذ عهد الصفويين ، في شكل أدائها العام ، فهي أقرب للنظام الملكي .. ولم يكن عهد القاجاريين يختلف عن ذلك الشكل . فقد انقسم عهدهم الى قسمين النصف الأول منه ، سمته العامة هي التعطش لسفك الدماء و العنف .. والثاني عهد اتسم بالنهب لثروات البلاد والتمتع بها خارج البلاد .. ولمواكبة و استمرار هذا السلوك ، كانت الضرائب الفاحشة و الاقتراض من الخارج .


السكان و توزيعهم :

قدر عدد سكان ايران في منتصف القرن التاسع عشر بين تسعة و عشرة ملايين نفس . وكان 6.5 مليون يسكنون ويستقرون في الريف و المدن ، ومن كان يسكن منهم الريف كانوا حوالي 5.5 مليون ، في حين يسكن مليون في مدن يزيد عدد سكانها عن 10 آلاف نسمة .

ملكية الأراضي و التصرف بها :

كان حوالي نصف أراضي إيران الصالحة للزراعة ، تملكها الأسرة الحاكمة ، ولو أضفنا أملاك الأمراء و الحاشية لارتفعت النسبة أكثر .. ويلي هؤلاء زعماء القبائل الفارسية والكردية والتركية والعربية .. وقد كانت أملاك أحدهم تصل الى ألفي قرية .. وان هؤلاء الملاك يتقاضون ممن يزرع تلك الأراضي مبالغا من المال هي أشبه بالضرائب ، وكانت تلك المبالغ تزيد حسب رغبة الشاه .

بالمقابل فان هؤلاء الزعماء يقدمون للتاج بدل تلك الإقطاعيات ، أعدادا من الجند يكونوا من ضمن رجال إقطاعياتهم و قبائلهم .. وهم بالحقيقة يشكلون في النهاية قوام الجيش الإيراني .. حيث أن لا جيش للدولة غير هؤلاء ، ويحتفظ الشاه في العهد القاجاري سوى قوة صغيرة هي الحرس الملكي الخاص ..

من هنا كنا نرى كيفية فشل هذا الجيش باستمرار ، في حروبه مع دول مثل العثمانيين و الروس ، حيث كان بهما جيشان محترفان جاهزان مدربان ..


القوى المؤثرة اجتماعيا واقتصاديا في ايران


· الجهاز الإداري في العهد القاجاري :

لم يكن الجهاز الإداري بمستوى معقد ومتطور في العهد القاجاري .. بل كان كبار موظفي الدولة : هم الوزير الأول أو (الصدر الأعظم) وأحيانا يلقب ب ( معتمد الدولة ) .. و ( مستوفي الممالك ) وهو المسؤول عن إيرادات الدولة .. و وزير الجيش (وزير لشكر) .. ووزير الخارجية ..

أما ما يلي هؤلاء فهم موظفون كانوا يدفعون من المبالغ لقاء ثمن وظائفهم التي كان يطغي عليها الفساد والرشوة ..

· الحالة الاقتصادية :

كان سكان المدن من التجار والحرفيين و العاملين في الإدارات الحكومية ورجال الدين .. والفئة الأخيرة أي رجال الدين من الملالي والمجتهدين الذين يعرفون بفئة (العلماء) ، وكانوا يمارسون دورا مهما ويتمتعون بنفوذ كبير على المستوى الشعبي بشكل خاص . وهم قسمان : قسم يعينوا من قبل الشاه وهم (شيخ الاسلام) ، وهو أعلى منصب ديني في الدولة القاجارية ، و إمام الجمعة في كل مدينة من المدن الايرانية ..

والصنف الثاني وهو الغالبية وهو الأخطر ، حيث كان مستقلا في ماليته عن الدولة ، وماليته آتية من (الأوقاف) ومعاملات البيع والشراء والزواج والطلاق والقضاء ( عدا المتعلق بالسرقة والقتل والتمرد ، حيث كانت تبت به دوائر الدولة) .. وكانت أحكام هؤلاء قطعية .. وكانت المساجد أمكنة لها حصانة لا يدخلها رجال الجيش والشرطة و أجهزة الدولة بشكل عام ..


كانت صلة رجال الدين بالتجار و الحرفيين الذين لم يكونوا كلهم مسلمون ، فقد كان من بينهم اليهود و المسيحيين والزرادشتيين .. ومع ذلك كل هؤلاء يدفع خمس ايراداته لرجال الدين ، مقابل وقوف رجال الدين معهم بالضغط على وقف الاستيراد و منع الإعفاءات التي كان يتمتع بها الحرفيون والتجار الأجانب.

الإهمال هو الصفة العامة في باقي القطاعات

اذا تركنا الحديث عن الفئات السابقة .. وانتقلنا الى الريف وباقي القطاعات فإننا سنجد الويلات في الريف الذي يفتقد لأبسط أمور الحياة ، إضافة لثقل طلبات الملاك والقصر في دفع المزيد من الأموال ..

كما أن قطاعات الصحة والتعليم والمواصلات والري ، كانت هي الأخرى بأسوأ ما يكون بين بقية دول المنطقة والعالم ، في مثل ذاك الوقت ..

ابن حوران 06-11-2005 03:20 AM

محاولات الاصلاح في العهد القاجاري :


قام بعض الأشخاص بمحاولات للإصلاح في العهد القاجاري ، أسهمت في التأشير على بعض موجبات التغيير .. نذكر منها :

أولا ـ محاولة ( عباس ميرزا )

تأثر (عباس ميرزا ) وهو الابن الأكبر ل( فتح علي شاه) و حاكم أذربيجان ، بتجربة السلطان العثماني ( سليم الثالث ) .. فقد حركته كثرة الانكسارات للإيرانيين في حروبهم ، لاعتمادهم على زعماء الأقاليم و المناطق ، الذين لم يكن لديهم الخبرة الكافية في القتال بحروبهم مع الروس و العثمانيين ..

فأراد تكوين جيشا مستقرا ، ومجهزا بالمدفعية والأسلحة ومدربا تدريبا جيدا ، فكون نواة لهذا الجيش من ستة آلاف جندي ، واستقدم مدربين فرنسيين وبريطانيين وبعث بمجموعات للتدرب في الخارج ..

الا أنه قلل من مخصصات دواوين الدولة ، وزاد الضرائب و الجمارك ، مما خلق جوا من البلبلة والتذمر ، خصوصا بين موظفي الدولة ، وزعماء القبائل 2الذين خافوا من اضمحلال نفوذهم نتيجة لتكوين جيش ثابت . ثم جاءت هزيمة الجيش الإيراني على يد الجيش الروسي 1826ـ 1828م لتضع نهاية لتلك المحاولة الإصلاحية و ان تركت بعض آثارها .


ثانيا : محاولة (ميرزا محمد تقي خان فارهاني ) الملقب ب (أمير كبير) ..


اتفق الكثير من المؤرخين على اعتبار هذا الرجل أهم رجال ايران في العصور الحديثة . وهو ابن لطباخ الصدر الأعظم في أيام ( محمد شاه) .. أتيحت له الفرصة لزيارة روسيا ، فأعجب بنظامها . قلد العديد من المناصب في البلاط القاجاري .. وترأس وفد بلاده باتفاقية (أرض روم) مع العثمانيين عام 1847م وبعد وفاة محمد شاه عينه (ناصر الدين شاه ) صدرا أعظما ، ومنحه لقب (أمير كبير) ..

تلخص برنامجه الاصلاحي بما يلي :

1 ـ تطوير الجيش باستقدام مدربين من إيطاليا و المجر .. وتجهيزه بأسلحة حديثة .. وسن قانون الخدمة الإجبارية لمن هم بين 20ـ28 سنة الا أنه واجه صعوبات في تطبيقه ..

2 ـ على الصعيد الإدراي : عمل على تطهير أجهزة الدولة من الفساد والرشوة ، وفرض ضرائب شملت حتى الأمراء ، وقلص مصاريف الشاه و البلاط ، و خفض الرواتب ، و حصل ديون الدولة من الذين استغلوا أوضاع انشغالها خارجيا ..

3 ـ على الصعيد الاقتصادي : ركز على تنمية و تشجيع الصناعات الوطنية وتطوير الزراعة .. وعمل على حماية الاقتصاد الوطني بوضع التعريفات الجمركية العالية على المستوردات ..

4 ـ في المجال الثقافي : إنشاء أول مدرسة ثانوية علمانية باسم ( دار الفنون) وكانت تدرس الطب و الهندسة والترجمة والزراعة والعلوم العسكرية ..

5 ـ في مجال الاعلام : أصدر أول جريدة رسمية (روزنامة وقائع ) واهتم بالطباعة والنشر ..

6 ـ قلص نفوذ رجال الدين ..

لقد أوجد هذا البرنامج الطموح أطيافا واسعة من المعادين المحليين ، وانزعاج روسيا وبريطانيا .. مما دفع بالشاه الى عزله عام 1851 ثم اغتياله .

ثالثا : محاولة ( ميرزا حسين خان ) ( مشير الدولة )

تخرج هذا من فرنسا وتولى مناصب بتفليس و بومباي و اسطنبول .. وتأثر بما شاهده .. و عندما تولى منصب رئاسة الوزراء ( الصدر الأعظم ) ، كان أبرز ما حققه هو تشكيل ديوان ملكي عالي ( درباره أعظم ) ليكون بمثابة النظام الوزاري على غرار ما كان سائدا في أوروبا ..

ابن حوران 08-11-2005 03:48 PM

التنافس البريطاني ـ الروسي و معاهدة 1907م

:

كان التنافس البريطاني الروسي أهم سمات العهد القاجاري .. وان كان في النصف الأول من القرن التاسع عشر قد اتخذ طابعا سياسيا ، فانه كان ذا طابع اقتصادي في النصف الثاني من نفس القرن ..


لقد أدت حركات تراكم رأس المال في أوروبا و زيادة الانتاج الى البحث المستمر عن أسواق جديدة وثابتة وبنفس الوقت تمد البلدان الأوروبية بالمواد الخام ..

حصل البريطانيون عام 1863م على امتياز من (ناصر الدين شاه) لانشاء خط اتصالات برقية بين خانقين العراقية عبر ايران الى الهند .. مقابل 30000 تومان سنويا ..

في عام 1872م حصل البارون الإنجليزي ( دي رويتر ) على امتياز لمد خطوط سكك حديد بين قزوين والخليج العربي ، مقابل 40000 جنيه استرليني سنويا ولمدة 70 عاما .. الا أن الروس عارضوا عليه ، وهددوا باجتياح ايران فألغي المشروع .. ثم أعيد إحالة المشروع على نفس الشخص عام 1884م وتم اعتراض الروس عليه وألغي ..

في عام 1888 حصل البريطانيون على امتياز الملاحة في نهر قارون .. وعاودوا محاولاتهم في شأن السكك الا أن الروس ، منعوا ذلك نهائيا ..

في عام 1889 حصل البارون (دي رويتر) على امتياز إنشاء البنك الشاهنشاهي الفارسي مع منحه احتكار إصدار العملة وهي أكبر خبطة للإنجليز في حينها ..

في عام 1890 حصل البريطاني الميجر (تالبوت) على امتياز انتاج وبيع وشراء و تصنيع التبغ لمدة (50) عاما ..الا أن الروس استخدموا أصدقائهم من الملالي للإفتاء بتحريم الدخان (التبغ) بعد سنة من الاتفاقية فألغيت ..

أما أكبر مكسب للبريطانيين بحق ، فهو ما حصل عليه الإنجليزي (وليام نوكس دارسي ) في استخراج النفط من نصف مليون ميل مربع وكان أمده 60 عاما . وكان ذلك عام 1901 م وتم اكتشاف النفط بكميات تجارية عام 1908م .. ثم دخلت الحكومة الإنجليزية و أخذت أكبر نصيب ..


أما الحكومة الروسية ، فقد أخذت امتيازات أقل أهمية ، مثل خط سكك حديد يربط تبريز بشرق القفقاس ..وامتياز صيد الأسماك جنوب بحر قزوين .. وانشاء بنك الخصم والقرض الروسي ، الذي استطاع ان يتغلغل في صفوف الأمراء و رجال الدين الذين كان يستخدمهم لمعارضة الإتفاقيات مع بريطانيا .


في عام 1900 حصل ( مظفر الدين شاه ) على قرض 22.5 مليون روبل وفي عام 1902 حصل على 10.00 ملايين روبل .. وكان من شروط تلك القروض عدم أخذ أي قرض من أي دولة عدا روسيا ..ولكن بعد هزيمة روسيا أمام اليابان في حربها عام 1904 ، استطاع الإنجليز أن يقدموا قرضين أحدهما بقيمة 190ألف جنيه إسترليني والثاني بقيمة 100ألف .

لقد هدأ التنافس الشديد بين الروس و الإنجليز ، بعد أن دخلت ألمانيا التي وحدها بسمارك عام 1870 م وأخذت تنمو بقوة وسرعة ملحوظة .. اذ أنشأت عام 1902م خط برلين ـ بغداد . ودخلت ايران لتؤسس شركة لانتاج وتسويق السجاد الايراني ..

كل ذلك أدى الى معاهدة 1907 م بين روسيا و بريطانيا .. اذ أخذت روسيا بموجبه امتيازات في معظم ايران يمتد من قصر شيرين الى حدود إفغانستان شاملا طهران و أهم مدن ايران .. في حين أخذت بريطانيا من بندر عباس على الخليج العربي ويمر ببرجند وكرمان وينتهي بجيزاك على الحدود الأفغانية ..


و كانت الاتفاقية تبين دعم الدولتين ضد التحركات الشعبية التي استمرت حتى أنتجت ( الثورة الدستورية ) .. أما الإنجليز الذين أرادوا في حزيران 1914 تعديل الاتفاقية اذ أحسوا بالغبن ، ما أن انتهت الحرب العالمية الأولى عام 1918 حتى بسطوا نفوذهم على كل ايران ..

ابن حوران 09-11-2005 06:05 AM

الثورة الدستورية 1907م


(1)



جاءت الثورة الدستورية نتيجة لعاملين العامل الأول مساوئ الحكم وظلمه ، والثاني الاتصال المستمر للإيرانيين مع العالم الخارجي وبشكل ملحوظ خلال القرن التاسع عشر مما جعلهم على اطلاع كاف على كيفية إدارة الحكم بالعالم .

ومن خلال البعثات الطلابية و الدبلوماسية للخارج فقد برز مجموعة من المثقفين الذين حثوا و حرضوا على التغيير ومنهم : فتح علي آخندوف (1812ـ1878) و محمد خان مجد الملك (1809ـ 1880) و يوسف مستشار الدولة التبريزي توفي 1895م وميرزا مالكم خان ناظم الدولة (1833ـ 1908م) وعبد الرحيم طالبوف (1834 ـ 1911م) .

فتح علي آخندوف 1812ـ 1878م :

كان هذا الأذربيجاني مسرحيا علمانيا ، يطالب بثورة لإسقاط الحكم ( اذا استطعتم إدراك منافع الحرية و حقوق الانسان ، واذا درستم العلوم وشكلتم الجمعيات ووحدتم قواكم ، وقررتم إنقاذ أنفسكم من طغيان الحاكم المستبد فانكم سوف لن تتسامحوا أبدا إزاء العبودية و الإذلال )

رغم أن انتشار مبادئه كان محدودا في صفوف الايرانينن وذلك كونه علمانيا ولا ينكر ذلك .. الا أنه أسهم في التأسيس لما حدث من تغيير فيما بعد ..

محمد خان مجد الملك 1809 ـ 1880م

من أبناء الطبقة الحاكمة ، تعرف على نظم حكم العالم من خلال تمثيله لبلاده في السفارات .. فألف كتاب بعنوان ( كشف الغرائب) وكان ينقد فيه بشدة نظام حكم القاجاريين .. وقد قرأه الايرانيون بحماس شديد ..

يوسف مستشار الدولة التبريزي :
مثل مجد الملك من حيث توليه مناصب حكومية و اتصاله بالغرب ، وقد ألف كتاب ( يك كلمة ) أي كلمة واحدة .. طالب فيه بفصل السلطات ..

ميرزا مالكم خان 1833ـ 1908 م

قد يكون هذا هو أهم شخصية مؤثرة في التغيير الذي حدث في ايران ، وهو من عائلة أرمنية اعتنقت الاسلام .. درس في باريس وقد عمل في الدولة العثمانية سفيرا في روما ولندن وبرلين وكان متأثرا بمبادئ الثورة الفرنسية ، رغم أن أكثر شخصية أثرت به ( جون ستيوارت ميل ) الفيلسوف السياسي الإنجليزي .. وقد ترجم كتابه ( حول الحرية ) الى الفارسية ..

عبد الرحيم طالبوف 1834 ـ 1911 م

تبريزي المولد ، أتقن اللغة الروسية كتابة وقراءة ، ألف ثلاث كتب ( مسالك المحسنين) و ( نخبة سبهسري) و ( كتاب أحد ياسفينة طالبي ) وقد كان يقتبس بشكل واضح من جان جاك روسو و فولتير وغيرهما .. وكان شديد الإعجاب بالنظام الدستوري الغربي ..

جمال الدين الأفغاني 1838 ـ 1897 م


بعد أن ذاع صيته ،دعاه ناصر الدين شاه الى ايران 1885 ـ1886 م الا أنه لم يرضي الشاه من كثر ما كتب عن الاصلاح ، فاستأذن بالسفر وخرج ، الا أن الشاه طلبه مرة أخرى فعاد عام 1889م ثم طرد الى العراق عام 1891م .. ومنها ذهب الى لندن وأخذ يكتب من هناك مقالاته المنتقدة بشدة للحكم في ايران .. ويقال ان قاتل ناصر الدين شاه هو من أتباع الأفغاني .. اذ أنه وهو يطلق النار عليه صاح ( خذها من يد جمال الدين ) ..

ولا بد من الإشارة الى أن الصحافة والجاليات الإيرانية في الخارج كان لها دور هام في إحداث التغيير .. ويقال أن كل سنة كان يذهب الى روسيا 200ألف عامل للعمل .. نتيجة الفقر المدقع والضغط .. هذا الى روسيا وحدها .. مما جعل من احتكاك أبناء تلك الجاليات أثرا في نقل تجارب البلاد التي لجئوا إليها .

ابن حوران 09-11-2005 06:10 AM

الثورة الدستورية 1907م


(1)



جاءت الثورة الدستورية نتيجة لعاملين العامل الأول مساوئ الحكم وظلمه ، والثاني الاتصال المستمر للإيرانيين مع العالم الخارجي وبشكل ملحوظ خلال القرن التاسع عشر مما جعلهم على اطلاع كاف على كيفية إدارة الحكم بالعالم .

ومن خلال البعثات الطلابية و الدبلوماسية للخارج فقد برز مجموعة من المثقفين الذين حثوا و حرضوا على التغيير ومنهم : فتح علي آخندوف (1812ـ1878) و محمد خان مجد الملك (1809ـ 1880) و يوسف مستشار الدولة التبريزي توفي 1895م وميرزا مالكم خان ناظم الدولة (1833ـ 1908م) وعبد الرحيم طالبوف (1834 ـ 1911م) .

فتح علي آخندوف 1812ـ 1878م :

كان هذا الأذربيجاني مسرحيا علمانيا ، يطالب بثورة لإسقاط الحكم ( اذا استطعتم إدراك منافع الحرية و حقوق الانسان ، واذا درستم العلوم وشكلتم الجمعيات ووحدتم قواكم ، وقررتم إنقاذ أنفسكم من طغيان الحاكم المستبد فانكم سوف لن تتسامحوا أبدا إزاء العبودية و الإذلال )

رغم أن انتشار مبادئه كان محدودا في صفوف الايرانينن وذلك كونه علمانيا ولا ينكر ذلك .. الا أنه أسهم في التأسيس لما حدث من تغيير فيما بعد ..

محمد خان مجد الملك 1809 ـ 1880م

من أبناء الطبقة الحاكمة ، تعرف على نظم حكم العالم من خلال تمثيله لبلاده في السفارات .. فألف كتاب بعنوان ( كشف الغرائب) وكان ينقد فيه بشدة نظام حكم القاجاريين .. وقد قرأه الايرانيون بحماس شديد ..

يوسف مستشار الدولة التبريزي :
مثل مجد الملك من حيث توليه مناصب حكومية و اتصاله بالغرب ، وقد ألف كتاب ( يك كلمة ) أي كلمة واحدة .. طالب فيه بفصل السلطات ..

ميرزا مالكم خان 1833ـ 1908 م

قد يكون هذا هو أهم شخصية مؤثرة في التغيير الذي حدث في ايران ، وهو من عائلة أرمنية اعتنقت الاسلام .. درس في باريس وقد عمل في الدولة العثمانية سفيرا في روما ولندن وبرلين وكان متأثرا بمبادئ الثورة الفرنسية ، رغم أن أكثر شخصية أثرت به ( جون ستيوارت ميل ) الفيلسوف السياسي الإنجليزي .. وقد ترجم كتابه ( حول الحرية ) الى الفارسية ..

عبد الرحيم طالبوف 1834 ـ 1911 م

تبريزي المولد ، أتقن اللغة الروسية كتابة وقراءة ، ألف ثلاث كتب ( مسالك المحسنين) و ( نخبة سبهسري) و ( كتاب أحد ياسفينة طالبي ) وقد كان يقتبس بشكل واضح من جان جاك روسو و فولتير وغيرهما .. وكان شديد الإعجاب بالنظام الدستوري الغربي ..

جمال الدين الأفغاني 1838 ـ 1897 م


بعد أن ذاع صيته ،دعاه ناصر الدين شاه الى ايران 1885 ـ1886 م الا أنه لم يرضي الشاه من كثر ما كتب عن الاصلاح ، فاستأذن بالسفر وخرج ، الا أن الشاه طلبه مرة أخرى فعاد عام 1889م ثم طرد الى العراق عام 1891م .. ومنها ذهب الى لندن وأخذ يكتب من هناك مقالاته المنتقدة بشدة للحكم في ايران .. ويقال ان قاتل ناصر الدين شاه هو من أتباع الأفغاني .. اذ أنه وهو يطلق النار عليه صاح ( خذها من يد جمال الدين ) ..

ولا بد من الإشارة الى أن الصحافة والجاليات الإيرانية في الخارج كان لها دور هام في إحداث التغيير .. ويقال أن كل سنة كان يذهب الى روسيا 200ألف عامل للعمل .. نتيجة الفقر المدقع والضغط .. هذا الى روسيا وحدها .. مما جعل من احتكاك أبناء تلك الجاليات أثرا في نقل تجارب البلاد التي لجئوا إليها .

ابن حوران 16-11-2005 04:03 AM

الثورة الدستورية 1907م


(2)



رغم أن بدايات الثورة الدستورية قد تمت في منتصف القرن التاسع عشر ، الا أن بداياتها التنفيذية قد حصلت بعد انتفاضة التبغ عام 1891 م ، حيث كانت تلك الانتفاضة بمثابة التمرين الأولي ..

وبعد الارتفاعات الحادة في الأسعار عام 1905 حيث ارتفع السكر بما نسبته 33% والحنطة بما نسبته 90% .. و انخفاض التجارة بين ايران وروسيا ، نتيجة للحرب اليابانية الروسية ، و انخفاض الإيرادات الجمركية .. وتفشي الكوليرا و المجاعة .. ومهاجمة الحكومة للتجار الذين اعتصموا بمسجد طهران الكبير وانضمام رجال الدين للتجار وعلى رأس رجال الدين محمد الطباطبائي و عبد الله البهبهاني ..

وتوالت الاضرابات ، فانسحب رجال الدين و معهم 2000 من طلاب العلم الى قم و قام حوالي 15 ألف من التجار الى الاضراب و توقيف الحياة العامة ، وتوالت البرقيات من مختلف الأقاليم التي تهدد بالزحف على طهران ان لم تلبي الحكومة مطالب المضربين ..


نتيجة لتلك التهديدات و الاضرابات المتكررة ، أصدر (مظفر شاه) مرسوما في حزيران 1906 ، تجرى فيه انتخابات ، اقتصر المشاركون فيها على الأسرة القاجارية و الملاك و الأمراء و الأعيان و المجتهدين و التجار و أصحاب الحرف ، و حدد المرسوم مكان اجراء الانتخابات في طهران فقط .. وقد جرت الانتخابات بسرعة في مطلع تشرين الأول و تمت صياغة دستور في 31/12/1906 .. وقعه الشاه وهو على فراش الموت ..

انتعشت الحياة المدنية وتم انشاء المزيد من المنظمات الشعبية و النقابات والجمعيات ، وزاد عدد الصحف من ستة قبل الثورة الى مائة بعدها ..

وبعد أن تولى الحكم (محمد علي شاه) حاول أن يعطل الدستور الذي نص على وجوب امتثال الحكومة لمجلس النواب ، و يفصل بين السلطات الثلاث . و أخذ يتجاهل دوره .. حتى عادت الاضطرابات الى الشارع مرة أخرى ، خصوصا بعد ان تم اقتسام ايران بين بريطانيا و روسيا بموجب معاهدة 1907(سابقة الذكر).

أرسل (محمد علي شاه) لواء القوزاق الى العاصمة و قصف البرلمان و قتل من قتل ..وعاونت روسيا الشاه بخبرات عسكرية وقيادات للجيش ، كالخبير (العقيد لياخوف ) الذي قاد الهجوم. فثارت المدن من تبريز الى أقصى الجنوب ، حيث كانت المفاجأة بانضمام قبيلة ( البختياري) القوية التي قاد قواتها (سردار أسعد ) شقيق الزعيم الأكبر للقبيلة ( صمصام) .

استطاع ( سردار أسعد) أن يجمع حوله المتمردين من مختلف أنحاء ايران ، وزحفوا الى العاصمة و بعد قتال شوارع لمدة ثلاثة أيام ، خلع الشاه (محمد علي) و هرب الى روسيا .. وتم تنصيب ابنه (احمد شاه ) عام 1909م .

ابن حوران 18-11-2005 04:39 AM

نهاية الحكم القاجاري


(1)


اذا كانت ايران قد نجحت في إقامة وضع دستوري وبرلماني ، الا ان هذا الوضع لم يحسن من الواقع الاقتصادي ، نتيجة لتدخل روسيا و بريطانيا المستمر ، الأمر الذي حدا بايران بالاستعانة بخبير اقتصادي أمريكي ، هو (مورغان شوستر ) الذي أجبر بعد عدة شهور في عام 1911 لمغادرة ايران وذلك للمعارضة الشديدة التي بدت من الروس والبريطانيين ، اللذان اقتسما ايران بموجب اتفاقية 1907م .

وقد هدد الروس باحتلال شمال ايران ، لا بل احتلوها فعلا ، وانهمك الروس بشراء الأراضي في أذربيجان ، وهددوا باحتلال طهران ، كما عزز البريطانيون وجودهم في الجنوب ، وقدمت ضمانات الى أمير الأحواز العربي الشيخ (خزعل بن جابر ) وتعهدوا بالذود عنه ضد أي تهديد !


في ظل هذه الظروف نشبت الحرب العالمية الأولى ( بريطانيا و فرنسا وروسيا ودول أخرى ) وسموا بالحلفاء ضد دول الوسط (ألمانيا و الدولة العثمانية و إمبراطورية المجر ـ النمسا ودول أخرى ) .. ورغم أن ايران وقفت على الحياد الا ان معظم الايرانيين كانوا متعاطفين مع دول الوسط ، ضد الحلفاء ، وكانت ايران ساحة للحرب .. فاخترق العثمانيون أجزاء مهمة من ايران كانت محسوبة تحت الحماية الروسية مثل (كرمانشاه) الا ان الروس استعادوها ووصلوا الى راوندوز وخانقين في العراق ..

نشط وكلاء الحرب الألمان في تحريض الايرانيين والأفغان ضد الحلفاء ، الأمر الذي أقلق الإنجليز من خوفهم على الهند ..ومع ذلك نجح الألمان في حشد المتعاطفين ليصل الى البرلمان الايراني الحزب الديمقراطي في أغلب المقاعد ، الأمر الذي عقد أمور الانجليز فيما بعد ..

تشكلت حكومات متمردة في عدة مناطق .. خصوصا بعد حدوث الثورة البلشفية و تعقيد أمور الرؤيا البريطانية ، اذ أصبحت روسيا الحليفة بالحرب ، مبعثا لهواجس التمدد الشيوعي و البلشفي ، فاستغلت بريطانيا و ضع روسيا و بسطت نفوذها على ايران بكامله ..

عندما افتتح مؤتمر السلام بباريس عقب الحرب العالمية الأولى ، رفض الإنجليز حضور طرف ايراني ، بحجة أن ايران ليست طرفا بالحرب ، والحقيقة أن بريطانيا كانت تضمر نوايا للانفراد بايران لجعلها حاجزا بين ممتلكاتها في الهند و مستعمرتها الجديدة ( العراق ) .. في وجه شبح خطر السوفييت الجدد ، اضافة لما تحوي هي والعراق من نفط ، ذلك السائل التي برزت أهميته .


ترجم الإنجليز خططهم تجاه ايران من خلال معاهدة 9آب 1919 والتي عقدت بسرية بالغة بين ( بيرسي كوكس) وكان سفيرا لبريطانيا في ايران ، وبين رئيس وزراء ايران ( وثوق الدولة ) المعروف بميوله للإنجليز .. وسميت الاتفاقية ( اتفاقية المعاهدة البريطانية من أجل تقدم ايران و رفاهها )


نصت الاتفاقية على قيام بريطانيا بتزويد ايران بمستشارين عسكريين و إداريين ، تتحمل ايران نفقاتهم .. على ان تحسن بريطانيا نظام المواصلات ، ويعني هذا اعطاء بريطانيا الحق بانشاء سكك حديد واستثمارها ، وتتخلى بريطانيا عن مطالبتها بنفقات الجيش البريطاني ، مقابل توقف ايران عن المطالبة بكلف التدمير التي نجمت عن الحرب !

لم يوافق البرلمان على تلك المعاهدة ، وتم عزل ( وثوق الدولة ) رئيس الوزراء ، واعترضت كل من الولايات المتحدة الأمريكية و فرنسا و روسيا على تلك المعاهدة .. و قامت عدة مناطق بالانفصال و اعلان نظام جمهوري بها مثل أذربيجان ..

كل هذا قاد الى انقلاب عسكري قاده العقيد ( رضا خان المازندراني) في حين من تولى الانقلاب السياسي معه كان ( ضياء الدين الطابطبائي) المعروف بموالاته لبريطانيا .. وجرى اعتقال كل المعادين لبريطانيا من رجال مهمين . وأعلنت الأحكام العرفية ..

وفي الوقت الذي طمأنت حكومة ( الطابطبائي) والذي عين ( رضا خان ) قائدا للجيش ، بريطانيا بأن مصالحها محمية ومضمونة ، كانت بيانات الحكومة تنتقد الفساد و الخراب و تتهم بريطانيا بها ، لا بل ذهبت أكثر من ذلك و ألغت اتفاقية 1919 م ، وكان ذلك في نيسان 1921 ، وما لبث ( رضا خان ) يتقدم حتى أسقط حكومة ( الطابطبائي ) في نفس الشهر و نفس السنة .

ابن حوران 20-11-2005 12:26 PM

نهاية الحكم القاجاري


(2)


استطاع رضا خان الذي أقصى الطابطبائي ، خارج البلاد ، حيث ذهب الى فلسطين ولم يعد الا بعد سقوط نظام رضا شاه . استطاع ان يتقدم خطوات سريعة ، ويتصرف كأنه منقذ لإيران .. ومنذ إقصاء الطابطبائي تغيرت الوزارات خمس مرات بمعدل وزارة كل ستة أشهر ..

رغم أن النخب السياسية كانت تنظر الى ( رضا خان ) نظرة ازدراء على أساس أنه جندي أمي قديم .. فقد استطاع أن يزحف نحو السلطة شيئا فشيئا ، حتى أصبح رئيسا للوزراء و احتفظ بوزارة الدفاع و كل أذرع القوة داخل ايران.

وقد نجح في قمع وإنهاء الحكومات المحلية في ( أذربيجان ) و (كيلان) و ألحق هزيمة بالكردي ( اسماعيل آغا سمكو ) عام 1922 . ووجه حملات لقمع القبائل الثائرة في مختلف أنحاء ايران .. وهزم قبائل الجنوب (البختياري و اللر ) .. كما أنهى حكم الشيخ خزعل في الأحواز في نيسان 1925 م .

ثم أجبر الشاه أحمد على السفر الى أوروبا حيث بقي بفرنسا الى أن مات عام 1930م .. و أخذ تعهدا من ولي العهد على عدم التدخل بشؤون الدولة .. وانهزم من ايران معظم رجال العهد القاجاري المهمين ..


و عقد دورة انتخابية للبرلمان على عجل نجح بها من يريده هو .. وفي جلسة 31/10/1925م ، خلع مجلس النواب حكم الأسرة القاجارية .. و أسند أمر حكم البلاد لرئيس الوزراء ( رضا خان ) الذي أحب أن يلقب بلقب ( بهلوي ) حيث تعني هذه الكلمة اللغة القديمة لإمبراطورية (ساسان) .. ثم بعد شهرين أسند البرلمان العرش الى ( رضا خان بهلوي ) الذي توج في 25/4/1926م لينتهي بذلك العهد القاجاري في ايران ..

ابن حوران 23-11-2005 04:15 PM

التاريخ الإيراني المعاصر

العهد البهلوي

كما عرفنا أصل لفظ بهلوي الذي استنبط من اللغة القديمة للإمبراطورية الساسانية القديمة ، والتي لمن يذكر قد أحتفل بمرور 25 قرنا على تأسيسها ، وتم اختيار اليوم الذي أعاد فيه كورش الفارسي ، اليهود الذين سباهم نبوخذ نصر ، الى فلسطين ، وكان هذا الاحتفال عام 1977 م بعهد محمد رضا ..

فعقد التوسع والأمجاد القديمة هو ما كان يسيطر على رضا بهلوي ، والذي استطاع أن يجعل من إيران دولة لها شأنها . وان كانت الثورة الدستورية قد وضعت حدا لمسحة القرون الوسطى ، فانها لم تستطع إنهائها بشكل تام . أما رضا بهلوي فقد وضع نصب عينيه جملة مسائل صنعت من ايران شكلها الراهن ونستطيع تلخيص أهدافه وما تحقق منها بما يلي :

1 ـ تعزيز سلطته من خلال إعطاء الجيش ، حظوة أولى .. فزاد عدد أفراده من 40 ألف عام 1925 الى 80ألف عام 1930 ثم الى 125 ألف عام 1941 . كما أصبح لديه قوة بحرية و قوة جوية قوام أفراد كلا منها ألف رجل .

واعتمد بالتسليح على ايطاليا و تشيكوسلوفاكيا و ألمانيا و بريطانيا و اسبانيا حسب الأولوية ، و أنشأ مصانع للذخيرة و الأسلحة الخفيفة .. وإنشاء مدارس حربية أحضر لها مدربين من فرنسا ..

وقد استطاع أن يكسب الجيش بزيادة رواتبهم ، والإغداق على قادتهم بالإقطاعيات و عمل لهم ناديا فخما .. وكان يحرص على لبس الملابس العسكرية لتذكيرهم بماضيه من ناحية ولإشعار الجيش أنه منهم ..

2 ـ خلخلة النظام الإداري الذي ورثه عن القاجاريين .. وتحويله الى نظام بيروقراطي ، على طريقة كمال أتاتورك في تركيا ، ليسهل السيطرة عليه ، واقتلاع الفساد منه .. فحشر 90 ألف موظف في عشر وزارات هي الداخلية والخارجية و العدل والمالية والبريد والزراعة والتجارة والصناعة والطرق والتعليم ..

كما أزال حدود الأقاليم ووضع لها حدودا و أسماء جديدة ، و رحل سكانها الذين ارتبط تاريخهم بها الى أماكن بعيدة ، وحل محلهم إيرانيون كالأكراد والعرب .. وغير أسماء المدن و القرى ، وحتى اسم البلاد إذ استحدث اسم ايران التي تعني الجنس الآري ، اذ تشير الروايات التاريخية الى أن قبيلتان آريتان حلتا قبل 4 آلاف عام من وراء بحر قزوين وسكنتا تلك البلاد ، فالشرقية منها سماها المؤرخون اليونانيون ( بيريث ) أي فارس و الغربية منها (ايريان) أي ايران ..

3 ـ خلخلة الطبقة الأرستقراطية القديمة ، و إيجاد طبقة جديدة من أتباعه و مقربيه الذين حصلوا على أراضي واسعة ، هذا بالاضافة الى القديمين الذين وافقوه و أعلنوا الطاعة والولاء ..

كما أن رضا بهلوي نفسه ، والذي كان عقيدا في الجيش سابقا ، ترك لابنه بعد أن ترك العرش عام 1941 ، ترك له أكثر من مليون وربع هكتار من أخصب أراضي ايران الزراعية إضافة الى أموال طائلة ..

ابن حوران 28-11-2005 07:25 AM

ايران في عهد رضا شاه 1926 ـ 1941 م

(1)


السياسة الداخلية

بسبب احتقانات قديمة من (رضا شاه ) تعود الى 1924 م عندما فكر بتأسيس جمهورية في ايران ، ووقوف رجال الدين بوجهه ، فقد ضمر لهم سوءا ، وقلم أظافر نفوذهم شيئا فشيئا ، حيث منع الحجاب ، وكانت زوجته أول سافرة في ايران ، ومنع لبس العمائم في مجلس النواب وغير ذلك من مناكفات أصبحت فيما بعد سلوكا عاما ، وقد كان يبرر ذلك بحماية الدين ، خصوصا عندما منع مواكب الشيعة واللطم وغيرها ..

التعليم في عهد رضا شاه

في عام 1925 لم يكن في ايران سوى 648 مدرسة يتعلم بها 56 ألف طالب ، ارتفعت في عام 1941 الى 2330 مدرسة ابتدائية يتعلم بها أكثر من ربع مليون طالب ، أما الدراسة الثانوية فقد ارتفع عدد الطلاب من 14 ألف الى حوالي 29 ألف في نهاية عهده . كما منع المدارس الخاصة التي كانت سائدة في أول عهده وحصر ترخيصها بسلطات تشترط الالتزام بمناهج الدولة .

قام بارسال الطلاب للخارج للتعلم فعاد منهم حتى عام 1941 أكثر من 500 خريج عملوا في مختلف القطاعات ، كما أنشأ جامعة طهران عام 1934 والتي ضمت ست كليات ..

عدل على اللغة الفارسية واستبعد منها الكلمات العربية ، وظهرت دعوات لتغيير الحروف العربية الا انها باءت بالفشل ..

كما جرى التركيز على احياء أمجاد الفرس القديمة بالمناهج والمناسبات وغيرها ، وتم استبدال الأشهر العربية بأشهر فارسية ..

الشؤون المالية :

نظرا لافتقار ايران للتقاليد المالية ، فقد استعان بخبراء أمريكان و بلجيك ، وان كانت سلطات الأمريكي (ملسبو ) أكثر و أوسع ، لدرجة أن الشاه صرخ يوما قائلا : لا أريد شاهان في ايران بل واحد هو أنا .. ثم طرد الأمريكي ..

كانت ايرادات دولة ايران بين عامي 1927 و1928 (250 مليون قران ) أي ما يعادل (5) ملايين جنيه استرليني ، ثم ارتفعت قليلا في أواخر الثلاثينات لتصل ما يعادل 20 مليون استرليني ..

استبدل القران ( الذي كان من الفضة ) بالريال البهلوي ( من ذهب ) ..

الصناعة و التجارة :

ركز رضا شاه على صناعات السكر والنسيج و الصابون والاسمنت والتبغ ، وشجع الحرفيين وبالذات صناع السجاد الذين تعرضوا لمنافسات سوفييتية وصينية وتركية ..

لشحة المواد الخام كانت بعض الصناعات خاسرة ورديئة النوعية ، حيث تعلق الاحتكار بموازنة الصادر مع الوارد ، لازدهار السوق السوداء ..

أما صناعة النفط و مداخيلها فكانت حكرا على شركة إنجليزية فارسية ..

الطرق و المواصلات :

كان طموح الشاه بتحويل ايران الى قوة هائلة ، يفتح عليه أبوابا لتطويع تلك الأهداف ، ومنها الطرق التي كانت في بداية عهده لا تتجاوز 3500كم حتى أصبحت أكثر من 40 ألف كم عام 1941 .. وكذلك سكك الحديد التي وصلت زهاء 2000كم .

الزراعة والفلاحة :

لم يحظ هذا القطاع باهتمام يذكر باعتبار أن الشاه نفسه كان أكبر إقطاعي في ايران .. وعندما شرع قانونا يجيز امتلاك الأراضي المستصلحة ، فلم يستفد من هذا القانون سوى كبار الملاك ..

الحريات العامة :

بالرغم من وجود نظام برلماني ، لكن هذا النظام يشكل منبرا لحماة النظام ، بالمقابل فان تصفية الأحزاب وبالذات حزب الاشتراكي ، والحزب الشيوعي ، وتقليص بل وكبت الصحافة ، وملاحقة المعارضين و تصفيتهم بطرق غامضة أو دفعهم للإنتحار هو الذي كان سائدا ..

لقد كتب وزيران مفوضان أحدهما بريطاني و الآخر أمريكي ، بأن كراهية الشعب للنظام لا يمكن تصورها ، وان زوال هذا الحكم آت ولا بد أن لا نحزن عليه !

ابن حوران 01-12-2005 04:29 AM

(2)

السياسة الخارجية

اولا : الدول الكبرى :
على مر أكثر من ثلاثة قرون مضت ، كان التنافس على أشده بين دولتي روسيا و بريطانيا على أخذ دور المتنفذ الأول في شؤون ايران ، الأولى لطول حدودها معها ، وحلمها المستمر بالوصول للمياه الدافئة . والثانية لأهميتها الاستراتيجية ومجاورتها للهند ( المستعمرة البريطانية الهامة ) وفيما بعد النفط .

وقد ورث الاتحاد السوفييتي تلك الشدة بالاهتمام عن روسيا القيصرية ، رغم خفوت هذا الاهتمام خلال العشرة سنين الأولى من الثورة الشيوعية .

لقد استطاع رضا شاه أن يستفيد من هذا التوازن ، ويلعب به بتذاكي ، دون أن يخفي رغبته القصوى في إعادة أمجاد الإمبراطورية الساسانية ، كما أسلفنا ، فكان يصطدم مع بريطانيا ، حيث أثار مسألة أحقية ايران بملكية البحرين لدرجة أنه طالب بها من خلال عصبة الأمم المتحدة ، وجعلها قضية دولية بين سنين 1928و 1935 م .. كما طالب بملكية طنب الكبرى و الصغرى و أبو موسى التي تعود لمشايخ الإمارات (الشارقة و رأس الخيمة ) . وهذا كان يجعل بريطانيا تحشد أساطيلها لاصطدام عسكري مباشر .

أما السوفييت والذين كانوا يستغلون اعتماد المحافظات الايرانية الشمالية على العلاقات الاقتصادية ، ويلعبون بتلك الورقة . فقد دفع هذا بالشاه الى مد خط سكك حديد من تلك المناطق الى الخليج العربي .. الأمر الذي خفض قيمة التبادل التجاري بين الدولتين من 40% الى 0.04% عام 1940 .

وبرزت أهمية العلاقة مع ألمانيا منذ تولي الشاه الحكم ، و ازدادت بعد تولي هتلر حكم المانيا ، حيث أن الشاه الذي أعجب بشخصية هتلر ونازيته ! . وكره هتلر للشيوعيين والإنجليز ، رفع من حجم التبادل بين الدولتين الى 47% من مجموع التبادل الاقتصادي ..

أما الأمريكان الذي كان الشاه في بداية حكمه ، يرغب بتنويع العلاقات وعدم الاعتماد على دولة دون غيرها ، خصوصا بريطانيا و الخداع الذي تم بخصوص المحاسبة على عائدات النفط ، اذ تبين أنها تسرق 80% من حصة ايران التي هي أصلا لم تكن تساوي الا 17% من مجموع عائدات النفط .. فقد ابتدأت علاقات طيبة مع الأمريكان .. الا أن العلاقات مع ألمانيا غطت على كل العلاقات وهذا ما أدى الى تأثير ذلك على وضع ايران بعد نشوب الحرب العالمية الثانية .

ابن حوران 04-12-2005 06:32 PM

السياسة الخارجية

ثانيا : العلاقات مع الدول المجاورة (أفغانستان ، تركيا ، العراق )


بعد انهيار الدولة العثمانية ، الذي جاء بعد الحرب العالمية الأولى ، ترتب على ذلك ظهور دول جديدة مثل العراق و تركيا .. واذا ما استثنينا الاتحاد السوفييتي .. فان قائمة الدول المجاورة أصبحت تضم دولا مثل العراق وافغانستان وتركيا اضافة للهند ..فيما بعد باكستان ..

أفغانستان :

العداء بين البلدين تقليدي و قديم .. ومع ذلك شهد عهد رضا شاه تطورات نحو التعاون مع افغانستان ، حيث وقعت عدة اتفاقيات ، تحول دون اعتداء أحدهما على الأخرى (1921 و 1927) ثم تطورت لتسليم المطلوبين في عام 1928 ، ثم تطورت لمعاهدة تقسيم مياه نهر (هلمند) الذي تستفيد منه ايران في ري (سيستان ) ..

كما وقعت كل من ايران و افغانستان و العراق وتركيا ميثاق (سعد آباد) الذي يلزم تلك الدول بمحاربة التيارات القومية والشيوعية و التشاور بملاحقة الجمعيات التي تبث تلك الأفكار ..

تركيا :

لقد شهدت العلاقات الإيرانية التركية ، تقدما وتطورا ، وقد كان الشاه معجب بشخصية مصطفى كمال أتاتورك ، فالزيارات المتبادلة ، والاتفاقيات ، وكان وراء رغبة الشاه في تطوير تلك العلاقات ، هو تخفيف الاعتماد على العلاقات الاقتصادية مع الاتحاد السوفييتي ، حيث كانت المحافظات الشمالية تعتمد في اقتصادها على مثل تلك العلاقة كما أسلفنا .. فكان يطمع بنقل منتوجات تلك المحافظات الى موانئ تركيا على البحر الأسود ثم للعالم .

العراق :


تمتد أطماع ايران بالعراق منذ القدم ، منذ أيام (نيوراسمب أو الضحاك أو النمرود ) الذي عادى نبي الله ابراهيم عليه السلام ، أثناء احتلاله جزءا من شمال العراق في القرن الثامن عشر قبل الميلاد ..

أما في القرن العشرين ، فقد ورث العراق عن الدولة العثمانية اتفاقياتها مع ايران خصوصا اتفاقيتي 1913 و 1914 واللتان تسمحان لايران باستغلال جزء من شط العرب قبالة عبادان .. والتنازل الذي حدث قبالة المحمرة ..

ومع ذلك فان ايران لم تكتف بذلك ، بل أزالت علامات الحدود بين البلدين ، ولم تعترف بالحكم الملكي الا في عام 1929 ، ويبدو أن بريطانيا التي كانت تمارس الانتداب على العراق و تمثل الشؤون الخارجية فيه ، كانت تتذبذب وفق مصالحها ، بإثارة الطرفين ضد بعض .. وبالذات مسألة الجنسية للإيرانيين المقيمين في العراق والتي أمهلوا مدة أربعة سنوات بين عامي 1924و 1928 للبت بتحديد جنسيتهم ..

وقد تمثلت المشاكل بين البلدين في :

1 ـ تشييد مخافر حدودية ايرانية داخل الأراضي العراقية ..
2ـ التجاوز على حقوق العراق في مياه الأنهار المشتركة مثل نهر (كنكير) الذي يستفيد منه سكان مندلي .. ونهر (كنجان جم) الذي يستفيد منه سكان زرباطية .
3ـ تجاوزات السفن الايرانية في شط العرب ..

وبعد زيارة الملك فيصل الأول ونشاطات وزير الخارجية نوري السعيد آنذاك ، لم تفلح تلك الاتصالات ، بل ازدادت ايران في تصعيدها ، حتى وضعت في مناهجها الدراسية أحقيتها التاريخية في العراق ووجوب استعادته لها ..

وبعد تدخل عصبة الأمم المتحدة وتركيا ، تم توقيع اتفاقية عام 1937 التي تؤكد الالتزام بالاتفاقيات العثمانية الايرانية سالفة الذكر ..

ولا بد من ذكر أنه بهذه الفترات جرى بالعراق انقلاب الفريق ( بكر صدقي ) في 29/10/1936 كما جرى احتلال الحبشة من قبل ايطاليا ، مما هيأ الأجواء لوضع ميثاق 1938 سالف الذكر بين (أفغانستان وايران وتركيا والعراق) ..

فخف التوتر بين البلدين ، ومما ساعد بزوال التوتر نشوب الحرب العالمية الثانية وسقوط رضا شاه عام 1941 وانشغال ايران بمشاكلها الداخلية ..

ابن حوران 08-12-2005 06:28 AM

سقوط رضا شاه :

رغم إعلان ايران وقوفها على الحياد في الحرب العالمية الثانية التي بدأت في أيلول 1939 وانتهت في أيلول 1945 ، فان كثرة الخبراء الألمان ، والتطورات العسكرية التي حدثت على الجبهة الروسية ، واجتياح القوات الألمانية لأجزاء مهمة منه .. جعل التقارب البريطاني السوفييتي يتسارع نحو التنسيق وذلك في حزيران من عام 1941

وكان هناك قد تم بعض الأحداث التي عجلت من هذا التنسيق ، وهو الانجازات الألمانية و الإيطالية في الجبهة الإفريقية ، و فشل ثورة رشيد عالي الكيلاني ، ولجوءه هو والحاج أمين الحسيني مفتي فلسطين الذي اشترك بثورته ، الى ايران .. وما لهذا الموضوع من حساسية ..

كما أن خشية السوفييت من فتح جبهة ألمانية من الأراضي الإيرانية ، التي كانت تستخدمها بريطانيا لإمداد السوفييت بالمعونات اللوجستية ..

كل ذلك دفع الإنجليز والسوفييت بتوجيه مذكرات مشتركة وصل عددها في آب (أغسطس) من عام 1941 الى ثلاث مذكرات ، تطالب الحكومة الايرانية بطرد الخبراء الألمان .. ولما رفضت ايران ذلك ، اجتاحت القوات السوفييتية والبريطانية ايران من مواقع عدة ، فاستولى السوفييت على شمال ايران ، واستولت بريطانيا على الجزء الجنوبي والغربي .. وتركت طهران ومشهد للحكومة الايرانية .

وبعد إلقاء القبض على معظم خبراء ألمانيا ، تنازل الشاه عن العرش لإبنه محمد رضا بهلوي ، و أبعد الى جزيرة (موريشيوس) ومنها الى (جوهانسبيرغ) وبقي هناك لحين وفاته عام 1944 ثم دفن في القاهرة و أعيد رفاته الى ايران عام 1950 .

ابن حوران 12-12-2005 05:50 AM

عهد محمد رضا بهلوي 1941 ـ1979 م

من الصعب الإحاطة الكاملة بأوضاع ايران خلال حقبة محمد رضا ، لازدحام الأحداث و لقرب العهد مما نحن فيه ، و قد يكون تكييف الموضوع ليكون ملائما لجعله موضوعا قابلا ليكون موضوعا للتداول بشكل موضوعات سهل التعامل معها على الإنترنت . وهذا مما يفقده بعض التفاصيل الدقيقة للمهتمين .

مولد محمد رضا و نشأته :

ولد محمد رضا في طهران عام 1919 م وسافر الى سويسرا لتكملة تعليمه عام 1931 وبعد تخرجه من الثانوية في سويسرا عاد عام 1936م ليلتحق بالكلية الحربية بطهران ويتخرج من صنف المدفعية عام 1938 ليعين مفتشا في الجيش الايراني برتبة ملازم .

ظروف تسلمه للحكم :

أدى محمد رضا اليمين الدستوري كشاه لإيران بعد إزاحة والده بيوم واحد أي في 17/9/1941م .. وقد كان وضع ايران مضطربا والبلاد تحت الاحتلال السوفييتي شمالا والبريطاني جنوبا ، ثم أضيف لهم 30 ألف جندي أمريكي لتأمين حماية خطوط الإمداد اللوجستي للجبهات السوفييتية .. وقد استدعى هذا الأمر وضع اليد على سكك الحديد والطرق ، وحتى محصول القمح والشعير ، فازداد الوضع سوءا وارتفعت تكاليف الحياة منذ توليه الحكم حتى عام 1945 الى 750% مما كانت عليه ..

وعد الشاه الجديد الذي لم يكن يخفي بوصفه ليبراليا متأثرا بحياة الغرب ، امتعاضه من نمط حكم والده وشكله الأوتوقراطي ..وعد بإصلاحات هامة .. وتخليص البلاد من الفساد ، وإعادة جزء من أراضي والده للدولة ومن ثم لأصحابها الأصليين .

الحريات العامة :

ازدادت عدد الصحف الصادرة ازديادا ملحوظا في عهد محمد رضا ، كما تم إنشاء الأحزاب ، فظهر حزب (تودة) الشيوعي الذي استفاد من وجود السوفييت في شمال ايران ووصل عدد أعضاء الحزب الى (200) ألف عضو عام 1943م واعتبر أفضل حزب في وقتها من حيث التنظيم والأداء .

وبالمقابل فقد شجع البريطانيون إنشاء حزب باسم (إرادة ملي ) أي الارادة الوطنية أو الأهلية ، لمعاداة الشيوعية ، وقد كان زعيمه (ضياء الدين طابطبائي) يكتب ضد الإقطاع والشيوعية و المبالغة في الصرف على الجيش .

كما ان اصحاب الشهادات العليا قد أسسوا حزبا سموه (ايران) وهم من ذوي الميول الليبرالية والاشتراكية الديمقراطية ، وكان بزعامة مصدق .

كما تم تأسيس مجلس مركزي موحد لنقابات العمال الإيرانيين ، ووصل عدد المنتسبين له عام 1946 الى 400 ألف منتسب .

النشاط القومي غير الفارسي :

نشأ على هامش التواجد العسكري الأجنبي ، مجالا سمح للحركات القومية غير الفارسية بالنشاط ، فتحرك الأكراد و أنشئوا جمهورية خاصة بهم استمرت عدة أشهر في مهاباد . وتأسس الحزب الديمقراطي الكردستاني . بزعامة قاضي محمد .

وتحرك الأذربيجانيون و أسسوا جمهورية أذربيجان الديمقراطية ، وحزب (فرقة ديمقرات أذربيجان ) أي الحزب الديمقراطي الأذربيجاني ، ووصل عدد أعضاؤه الى 70 ألف عضو .

في حين نالت القوميتان السابقتان دعم الاتحاد السوفييتي ، فان العرب في الأحواز قد منعوا من مواصلة حركتهم من قبل الإنجليز الذين خشوا أن تتأثر صناعة النفط التي كانوا يسيطرون عليها ، بعدم الاستقرار .

القوات الأجنبية بايران

بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية ، انسحبت كل من القوات الأمريكية والبريطانية وتلكأت القوات السوفييتية بالانسحاب ريثما تحسن وضع مصالحها داخل ايران ، اذ عطلت كل المحادثات من أجل الانسحاب وربطتها بالشراكة في صناعة النفط الايراني والتي كانت بريطانيا هي المنافسة ، فبحيلة من قبل المفاوضين الايرانيين قبلوا شروط السوفييت ، حتى تم انسحابهم ، ونكثوا بالوعود الأخرى .. وقضوا على جمهوريتي مهاباد و أذربيجان .. وانقلبوا على الحريات العامة في عام 1946 .

ابن حوران 16-12-2005 04:16 AM

ايران بين عامي 1947 و1953


اذا كنا قد أبرزنا خلال الفترة السابقة التي امتدت حتى عام 1947 والتي كان أكثر ما تميز بها هو التخلص من تبعية العلاقات الإيرانية الروسية (السوفييتية ) وقد قاد تلك المهمة ، رئيس وزراء آنذاك (أحمد قوام السلطنة ) .. والذي برز نجمه كبطل بعد ذلك .. مما جعل الشاه يخطط للتخلص منه .. ولكنه تركه بعض الوقت لينهي كل المعارضة من أحزاب مثل (تودة) وغيرها ..

وبعد أن تم الاستفادة منه لأقصى درجة ، اشتغل الشاه على تفكيك حزبه (الحزب الديمقراطي) الذي كان له الأغلبية بالبرلمان ، ثم انقلب عليه زعماء القبائل و غيرهم و أقيمت الدعاوى على الحزب وعلى (قوام السلطنة) نفسه .

استطاع الشاه محمد رضا ان يعزز موقفه ، واستغل محاولة اغتيال فاشلة تعرض لها في شهر فبراير 1949 ليعيد صياغة الدستور فأسس جمعية دستورية ، أعادت الاحترام للشاه السابق وأعادت الأراضي التي كانت قد أصبحت للدولة لملكية الشاه محمد رضا .. و أعيد رفاة والده عام 1950 الى ايران .. وشكل مجلس شيوخ وأتاح لنفسه حل مجلس النواب ، وعين رئيس وزراء يطيعه في كل شيء ، ويعمل على زيادة تقربه من الولايات المتحدة وهو (ابراهيم حكيمي ) ..

كل ذلك أثار سخط المعارضة ، فاغتالت أكثر وزراءه رجعية و قسوة ، وزير الداخلية (حسين هجير ) .. فأدرك الشاه عمق الهوة بينه وبين الشعب ، فألغى انتخابات برلمان 1949 و أعاد الانتخابات .. كما أن هناك عدة نقاط تهدد مركزه هي :
1ـ تجسيد ديكتاتوريته ذكر الايرانيين بعهد القاجاريين .
2ـ تدهور الأوضاع الاقتصادية .. وفشله بالحصول على قروض .
3ـ موقفه المائع تجاه استغلال نفط البلاد ، الذي لم يعود عليها الا ب 15% من وارداته في حين كان الوضع في فنزويلا مناصفة مع الشركات .. وقد اتخذت فنزويلا نموذجا لتطورات وضع المعارضة فيما بعد .

كان مجلس النواب يضم اكثر من 85% من الأرستقراطيين و الأثرياء وكبار الملاك وكبار موظفي الدولة وكان به فقط 8 أعضاء معارضين ، لكنهم فاعلين جدا من بينهم ( محمد مصدق) وكانوا هؤلاء يمثلون عدة أحزاب تجمعت في (جبهة ملي) أي الجبهة الوطنية . وكان مصدق ناطقا باسم الجبهة وقد لعب بتحريك الشارع بأسلوب ذكي جدا .

لقد استغل مصدق ، نص قرار البرلمان عندما رفض التوقيع على انشاء شركة نفط ايرانية سوفييتية ، بما كان يتماشى مع إرادة الشاه ، استغل فقرة طالب القرار فيها الحكومة الايرانية باتخاذ خطوات جادة في استغلال نفط البلاد . فعندما تم استغلال المقارنة مع وضع فنزويلا ، بدأت المطالبات باقتسام عوائد النفط مناصفة ، وتدريب الكوادر الايرانية و إشغالهم مناصب أفضل و أقرب لنقل تقنية صناعة وإدارة المشاريع النفطية .

وعندما قبلت شركات النفط رفع نسبة حصة ايران الى 20% بدلا من 15% ، وكانت شركة أرامكو قد وقعت مع السعوديين على اقتسام عائدات النفط مناصفة ، رفع مجلس النواب قرارا الى رئيس الوزراء آنذاك (رزم آرا) كان رده مخجلا اذ اعتبر ان رفع حصة ايران كافيا .. فتم اغتياله في 7/3/1951 وتم تعيين مصدق رئيسا للوزراء .. الذي اتخذ قرارا بتأميم النفط في 1/5/1951.

ادى هذا القرار الى أزمة حادة عرضت على الأمم المتحدة ، ففشلت بريطانيا في الحصول على قرار لجانبها فحركت سفنها الحربية ، ونت التدخل العسكري لكنها لاقت معارضة أمريكية وسوفييتية ، فعمدت الى سحب عمالها وخبرائها فتفاقمت الأزمات الاقتصادية بالبلاد .. وعاونت كل دول الغرب بريطانيا للضغط على ايران حتى لا تصبح تلك نموذجا في دول نفطية أخرى .

رغم محاولات مصدق التقارب مع السوفييت لتعويض العلاقات الخارجية ، فقد كان في الداخل له أعداء يتربصون به ، خصوصا عندما أقال كبار ضباط الجيش الموالين للغرب ، و أجرى محاولات ثورية في كل الصعد .. مما جعل الشاه يخرج من البلاد ليتيح فرصة للمخابرات الأمريكية بتنفيذ خطة انقلابية ، قادها (كيرمت روزفلت ) مدير عملياتها في الشرق الأوسط حيث تم الانقلاب بواسطة ضباط عسكريين ايرانيين في 19/8/1953 . وتم بعدها اقتسام النفط مناصفة مع الحكومة الايرانية والشركات الأجنبية .

ابن حوران 19-12-2005 12:03 PM

ايران ما بين 1953 و 1979م

داخليا ..


بعد القضاء على مصدق من خلال الانقلاب الذي أطاح به ، وعودة الشاه الى ايران ، وتعيين حكومة برئاسة الجنرال (فضل الله زاهدي ) .. حث الشاه الخطى نحو ديكتاتورية قاسية ، ونرجسية مبالغ فيها . فأعطى نفسه ألقابا جديدة ، مثل شاهنشاه (ملك الملوك) و(آريا مهر) أي ضياء (الجنس الآري) .. وإلغاء التوقيت بالهجري و العمل بالتوقيت الفارسي أي وقت تتويج (كورش) .

الحريات العامة :

تراجعت الحريات العامة بشكل فاق عهد القاجاريين ، فبعد سجن مصدق ثلاث سنوات و وضعه في الاقامة الجبرية ، حتى مماته ، اندثر كثير من الأحزاب ، وأنشئ في النهاية حزبا خاصا به في عام 1975م ظنا منه أن يسيطر على البلاد في كل مناحيها . كما ضيق على الصحافة والنقابات . ويقال أن نصف مليون إيراني قد تعرضوا للتعذيب في تلك الفترة .

تزايد الرغبة في تطوير الجيش :

ارتفعت أعداد أفراد الجيش من 120 ألف عام 1953 الى 540 ألف وقت سقوط الشاه .. كما ارتفعت مخصصات الجيش من 293 مليون دولار عام 1963 الى 7.3 مليار دولار عام 1977 ، ليصبح خامس جيش في العالم . كما أنشئت قوات أمن متعددة لملاحقة المعارضة ، مثل (السافاك) الشرطة السرية ، وجهاز اسمه (المكتب الثاني ) للتجسس على أفراد القوات المسلحة .

الوضع الاقتصادي :

لم تظهر تباشير التحسن الاقتصادي الا بعد تأميم مصدق للنفط ، لكن فعليا لم تظهر الا في أول السبعينات ، فقد عانت ايران من مشاكل اقتصادية ضخمة ، وأهمها كان في عام 1963 .. كما تحالف في تلك الأزمة التجار ورجال الدين ، والذين تم قمع نشاطهم بعنف .

الوضع الزراعي :

تبلغ مساحة ايران حوالي مليون1.7 كم مربع ، و يملك أراضيها أناس لم يكن الفلاحون ليروهم في كل حياتهم ، بل يستفيد هؤلاء الملاك من أن يكونوا باستمرار بالبرلمان وتأتيهم حصصهم من الأراضي و أجورها من خلال وكلاء ، تفننوا هم الآخرون في حلب الفلاحين و إعدامهم ، مما دفع سكان الأرياف الى الهجرة الى المدن ، التي ازداد نسبة السكان بها الى عموم ايران من 34% عام 1960 الى 50% عام 1978 . فسكن هؤلاء بخيام و علب صفيح بجوار المدن وكانوا يتعرضون لإزالة مساكنهم المتواضعة أكثر من مرة . مما زاد بؤسهم ، وجعل المعارضون يستثمرون هذا الوضع فيما بعد .

لقد استدرك الشاه مخاطر الوضع فقام بمجموعة من الاجراءات كتأميم الغابات وتصويب حالة ملكية الأراضي ( ومعلوم ان نسبة الأراضي الزراعية الصالحة للزراعة في ايران لا تتعدى 14%) ..

لكن لم تفلح كل خطط الشاه في تحسين هذا الوضع ، مما جعله عرضة للانتقاد ، حتى من صديقه كارتر ، والذي لن نقف عند مقاصده في انتقاد الشاه ، والتي كانت بمثابة إطلاقة التسابق الى إسقاط حكمه .

ابن حوران 24-12-2005 06:53 AM

علاقات ايران الخارجية في عهد محمد رضا بهلوي

لو نظرنا الى فلسفة الشاه محمد رضا في رسم سياساته الخارجية ، لرأيناها أسيرة لركيزتين اثنتين ، الأولى : إقامة مجد إيراني جديد ليحيي أمجاد فارس القديمة . والثانية : البحث عن دولة ثالثة و توطيد العلاقة معها لاتقاء خطر دولتين حثيثتا التطلع لأن يكون لهما شأن داخل ايران ( بريطانيا و روسيا ) . فكما كان والده يمتن علاقاته لهذا الغرض مع المانيا ، فان محمد رضا وجد ضالته في الولايات المتحدة الأمريكية .

وقد كان لنتائج الحرب العالمية الثانية ، وبروز الحرب الباردة ، وانشاء الكيان الصهيوني في المنطقة ، وقيام حكومات وطنية قومية في المنطقة ، الأثر الأكبر في المضي قدما في تدعيم تلك العلاقات و ما ترتب عليها .

أما الولايات المتحدة الأمريكية ، وبعد الحرب وظهور النفط و أهميته ، فقد كانت مصالحها تتمثل ب :

1 ـ التوافق بعلاقتها القوية مع ايران ، مع سياسة (ايزنهاور) ملء الفراغ ، خصوصا بعد استقلال الهند و انسحاب بريطانيا فيما بعد من الخليج .

2 ـ منع السوفييت من الوصول لمنابع النفط ، و نصب قواعد محاذية لدولتهم .
3ـ تأسيس طوق تحالفي ضد الاتحاد السوفييتي (حلف بغداد) من باكستان وتركيا و ايران والعراق و الأردن .

4 ـ منع القوى التقدمية والقومية العربية التي تسلمت الحكم من توسيع شأنها والاضرار بمصالح الغرب و الكيان الصهيوني .

5 ـ الاستفادة من النفط الايراني ، بأفضل وجه ، حيث وصلت حصة الولايات المتحدة الى 40% ، كما أسلفنا .

أما ايران فكانت ترمي إضافة لما أسلفنا من وقف التدخلين الروسي (السوفييتي) والبريطاني الى ما يلي :

1 ـ إطلاق يدها في المنطقة العربية ، كخدمة تؤديها للغرب ، وكثمن بنفس الوقت ، وقد تجلى هذا الشكل ، بعدما انسحبت بريطانيا من الخليج ، في الوقت الذي كانت الولايات المتحدة غارقة في حربها في فيتنام ، الامر الذي جعلها تستحسن إنابة ايران في القيام بهذا الدور ، والذي كان يتمثل باحتلال الجزر الثلاث و إثارة القلاقل داخل العراق ، من خلال التجاوزات المستمرة في مياه شط العرب و دعم حركات التمرد . و حث الإيرانيين للهجرة الى دول الخليج ، مقابل دور كانت تقوم به في ملاحقة القوى الثورية ، كما حدث في عمان .


2 ـ غض النظر العالمي عن قمع أي حركة ايرانية معارضة ، وتصفيتها بأبشع الصور ، بل كانت أمريكا تبرر ذلك ، وتصفه بأنه إجراء ضد قوى رجعية متخلفة وكانت تقصد القوى الدينية ، كما جعل ذلك ان ينسحب على الشيوعيين الايرانيين .

3 ـ حصلت ايران على مساعدات قيمة ، مالية ، وعسكرية وتقنية ، و تدريبية مختلفة .

4 ـ لا ننسى انه وبعد الانفراج الدولي في السبعينات بادر الشاه ، بتحسين علاقاته مع الاتحاد السوفييتي ، اذ عقدت صفقة لإنشاء معامل الصلب ، كما حصل على قرضين من السوفييت ، وكان التذاكي بسلوكه واضحا ، حيث أراد ان لا يجعل السوفييت حلفاء للعرب بشكل قد يطال مصالح ايران ، خصوصا بعد تنامي قوة العراق الذي ، شكل هاجسا لهم وللأمريكان و للصهاينة في نفس الوقت .

وهكذا تواصلت العلاقات الايرانية ، على مر التاريخ ، ولم تتغير في تغيير أشكال الحكم ، وكانت تخفي في كل سلوكها الحقد الشعوبي تجاه العرب ، منذ ان تمت البعثة المحمدية ، فاستمرت بتحين الفرص لإثارة القلاقل ، من أجل تحقيق أطماعها .. ولا تزال .


Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.