أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية

أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com/index.php)
-   الخيمة الإسلامية (http://hewar.khayma.com/forumdisplay.php?f=8)
-   -   تربية الأسرة المسلمة 2 (http://hewar.khayma.com/showthread.php?t=34965)

الحقاق 07-09-2003 01:57 PM

تربية الأسرة المسلمة 2
 
أواصل معكم من كتاب الشيخ / ابو بكر الجزائري - كتاب / المسجد وبيت المسلم أو تربية الأسرة المسلمة .
الـــــدرس الـثـانـي :-

قولُ الرسـول صلى الله عليه وسلم لعُمَر بنِ أبي سَلَمَة : - " يا غُلام سَـــمّ الله ، وكُـلْ بِـيـميـنِكَ ، وكُـل مِـمّا يَـليـك " .

الـشــــــرح :-

عمر بن أبي سلمة هذا ربيب للنّبيّ صلى الله عليه وسلم إذ أمه هي أم سلمة زوج النّبيّ صلى الله عليه وسلم وقد استشهد والده أبو سلمة بأحد فآوى رسول الله صلى الله عليه وسلم زوجه وضمها إلى بيت النبوة فأصبحت أم المؤمنين وطفلها عمر معها فأصبح ربيباً للنّبيّ صلى الله عليه وسلم .

ولما وُضع الطعام وَهَمّ الغلام بالأكل قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم مُعلما له ومؤدباً :- ياغلام سمّ الله أي قل :- بسم الله - إذ هي سنة الأكل والشرب - وكل بيمينك فأمره بأن يأكل بيده اليمنى إذ اليسرى تستعمل في إزالة الأذى في الاستنجاء وغيره . ولأن الشيطان يأكل بشماله فلا يجوز التشبه بالشيطان ولا بالكفار . فقد قال صلى الله عليه وسلم ( إذا أكل أحدكم فليأكل بيمينه وإذا شرب فليشرب بيمينه فإن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله ) رواه مسلم . قوله :- وكل مما يليك أمرٌ له بأن لا يؤذي الآكلين معه بأن يأخذ ما يليهم إذ هم أحق به منه وذلك حِفاظاَ على المحبّة بين المسلمين بترك كل ما يسبب العداوة والبغضاء .

إرشـــــادات للـمربي :-

1- لقن إخوانك الّذين جلسوا يتعملون العلم عنك . لقنهم لفظ الحديث حتّى يحفظوه وتسمعه من أكثرهم وقد حفظوه حفظا جيدا .

2- سلهم عن عمر بن أبي سلمة ما هي نسبته إلى النّبيّ صلى الله عليه وسلم .

3- سلهم لمَ نسمي أزواج النّبيّ صلى الله عليه وسلم بأمهات المؤمنين ولم لا يقال أمهات المؤمنات ؟

4- سلهم عن آداب الأكل وقد عرفوا منها التسمية والأكل باليمين والأكل مما يلي الآكل .

5- ذكرهم بحرمة التشبه بالشيطان والكفار .

6- أتمم لهم بقية آداب الأكل وهي تصغير اللقمة وإجادة المضغ وعدم الأكل من وسط الإناء وأن من سقط من يده شيء من طعامه على الارض أن ينظفه من التراب ويأكله . إذ قد تكون البركة فيه .

7- ذكرهم بلعق الاصابع لمن يأكل بيده قبل مسحها أو غسلها .

8- ذكرهم بحمد الله تعالى بعد الأكل وهو قوله ( الحمدالله ) .

9- ذكرهم بالدعاء لمن أطعمهم وهو :- ( ......... اللهم بارك لهم في ما رزقتهم واغفر لهم وارحمهم ) .

==========================


ملاحظه :-الشيخ ابو بكر الجزائري المدرس بالمسجد النبوي الشريف - كل يوم اربعاء لليلة الخميس يلقي درس من نفس هذا الكتاب ويشرحه .

وقـــــفـــــة :-

روى الخطيب البغدادي عن أبي عبدالله بن الجلاء قوله :- لا تضيعن حق أخيك اتكالاّ على ما بينك وبينه من المودة والصداقه ، فإن الله تعالى فرض لكل مؤمن حقوقاً لا يضيعها إلا من لم يراع حقوق الله عليه .

الحقاق

التعديل كان للتنسيق فقط :)

الحقاق 16-09-2003 06:14 AM

الدرس الثالث
 
الدرس الثالث :-

قولُ اللّه تعالى : ( بسم الله الرحمن الرحيم الحمد الله رب العلمين الرحمن الرحيم ملك يوم الدين ) الفاتحه 1-4

الـــشـــر ح :-

افتتح قراءتي ( بسم الله الرحمن الرحيم ) أي مستعيناً باسم ربي متبركاً به مشعراً بإذنه لي بذلك . ( الحمد الله ) : أي كل وصف جميل هو مستحق لله تعالى والله هو اسم المعبود الحق الّذي لا يستحق العبادة سواه الله ذو الأسماء الحسنى والصفات العلا . ( رب العلمين ) : أي هو تعالى خالق العالمين ورازقهم ومالكهم ومعبودهم الّذي لا يستحق العبادة غيره . والعالمين هم كل مخلوق سوى الله جلّ وعلا . ( الرحمن ) : أي بأوليائه وأهل طاعته وذلك في الجنة دار السلام . ( ملك يوم الدين ) : المالك ليوم الدّين الملك فيه ، ويوم الدّين هو يوم الجزاء بعد الحساب وذلك يوم القيامة حيث لا يوجد فيه ملك يحكم ولا مالك يتصرف إلا هو سبحانه وتعالى فلذا يجب أن يؤمن به وبما أمر أن يؤمن به وأن يُعْبَدَ وحده بما شرع من أنواع العبادات وأن لا يعبد معه سواه .

إرشـــــادات للـــمـــربي :-

1- رتل الآيات بتأن والمستمعون يرددونها في أنفسهم أو بصوت منخفض حتّى يَحْفَظوها .

2- اقرأ الشرح عليهم جملة جملة وبَيّن لهم ما صعب عليهم فهمه باللغات الدارجة حتّى تطمئن إلى أنهم فهموا ما سمعوه من هذا الشرح .

3- عَلمْهُم أن الحمدالله هو رأس الشكر وأن على كل من أنعم الله عليه بنعمة أن يحمد الله بأن يقول الحمدالله .

4- علمهم أن من فرغ من أكله أو شربة يقول الحمدالله وأنّ من سئل عن حاله يقول الحمدالله .

5- علمهم أن الله تعالى وهو الرحمن الرحيم يُحِب من عباده الرحماء إذ قال نبيه صلى الله عليه وسلم " إن الله رحيم يحب الرحماء " وقال " ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء " .

6- علمهم أن ذكر يوم الدّين وعدم نسيانه يساعد على فعل الطاعات واجتناب المحرمات .

7- علمهم أن الله استحق الحمد والعبادة بوصفه رب العالمين والرحمن الرحيم والمالك ليوم الدّين .

===============

يتبع الدرس الرابع ..............

وقـــــفـــــة :-

قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه :-

" إن من حق العالم ألا تكثر عليه بالسؤال ، ولا تعنته في الجواب ، وألاّ تلح عليه إذا كسل ، ولا تأخذ بثوبه إذا نهض ، ولا تفتين له سراً ، ولا تغتابن عنده أحداً ، ولا تطلبن عثرته ، وإن زَلّ قبلت معذرته ، وعليك أن توقره وتعظمه مادام يحفظ أمر الله ، ولا تجلس أمامه ، وإن كانت له حاجة سبقت القوم إلى خدمته ......" جامع بيان العلم وفضله

الحقاق

الحقاق 27-09-2003 06:40 AM

الــدرس الــرابــع




قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( كْمُكُمْ يـَدْ خُل الْجَنّةَ إلا مَنْ أبَى قالوا :- ومَن يأْبَى ) . رواه البخاري




الـــشــرح :-




قوله صلى الله عليه وسلم :- كـلـكم : يعني المؤمنين من أمته رجالاً ونساءً أشرافاً ووضعاء علماء وجهالاً أغنياء وفقراء . وقوله :- يدخل الجنة يعني بعد موته تدخلها روحه . ويوم القيامة يدخل بروحه وبدنه . والجنة هي دار الأبرار ودار المتقين ودار السلام فسميت بدار الأبرار إذ لا يدخلها إلا الأبرار وهم أهل الإيمان والطاعات . وسميت دار المتقين ، لأنها لا يدخلها إلا هم وسميت دار السلام ، لأنها لا يصيب أهلها أذى ، إذ لا مرض ولا موت ولا هرم فيها .

وقوله : أبى : أي رفض أن يدخلها وذلك بأن عصى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يؤمن ولم يعمل الصالحات ولم يترك الشرك وكبائر الذنوب .



إرشـــادات للــمــربــي :-



1- اقرأ الحديث بتأن والمستمعون يرددونه معك سراً دون الجهر وواصل ذلك حتّى يحفظه أكثرهم .

2- اقرأ عليهم شرح الحديث كما هو أمامك وما صعب فهمه عنهم فاشرحه لهم بلغتهم الدارجة حتى يفهموه فهما جيداً .

3- علمهم أن طاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت سبب دخول الجنة ، لأنها فعل عبادات تزكي النفس البشرية وتطهرها فإذا زكت النفس وطابت وطهرت تأهلت لدخول الجنة لقول الله تعالى ( قد أفلح من زكها ) " الشمس :9" معنى أفلح نجا من النار ودخل الجنة وهو الفوز العظيم إذ قال تعالى ( فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز ) "آل عمران 185"

4- علمهم أن معصية الرسول صلى الله عليه وسلم سبباً في الحرمان من الجنة وموجبة لدخول النار ، لأنه عمل يدنس النفس ويخبثها فإذا خبثت منعت من دخول الجنة وذلك أن معصية الرسول صلى الله عليه وسلم معناها ترك أوامره وارتكاب نواهيه ، وإذا تركت الأوامر فعلى أي شيئ تطهر النفس وإذ ارتكبت النواهي تخبثت النفس ومن ثم لا تدخل الجنة .

5- علمهم أن طاعة الرسول لا تتم للعبد إلا إذا عرف الأوامر التي أمر بها ، وعرف النواهي التي نُهي عنها .

6- علمهم أنه لا بدّ من طلب العلم الذي هو معرفة ما يطاع به الرسول وهو عقائد واقوال وأفعال وصفات وذوات .

=======================

وقــفــة :-



قال الإمام النووي عند شرح حديث ( حجبت الجنة بالشهوات وحجبت النار بالمكاره )

هذا من بديع الكلام وفصيحه وجوامعه التي أوتيها صلى الله عليه وسلم من التمثيل الحسن ومعناه "" لا يوصل الجنة إلا بارتكاب المكاره والنار بارتكاب الشهوات وكذلك هما محجوبتان بهما فمن هتك الحجاب وصل المحجوب فهتك حجاب الجنة باقتحام المكاره ، وهتك حجاب النار بارتكاب الشهوات """

الحقاق

الحقاق 27-09-2003 06:43 AM

الــدرس الـــخــامــس





قال الله تعالى ( إيّاكَ نَــعْــبُــدُ وإيّـاكَ نَـسْــتَــعِــيــنُ اهْــدِنـَا الــصِــرَاطَ الــمُــسْــتَــقِــيــمَ )


الــــشـــــرح :-




قوله تعالى :- ( إياك نعبد ) . بعد ما عـلّمنا تعالى كيف نحمده ونثني عليه ونمجده بقولنا :- الحمدالله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين . علّمنا كيف نتملقه بقولنا : ( إيك نعبد وإياك نستعين ) أي إننا لا نعبد إلا أنت ياربنا ، ولا نستعين إلا بك يا معبودنا الحق وقوله ( اهدنا الصراط المستقيم ) . إنه لما علّمنا كيف نتوسل إليه بحمدنا له وثنائنا عليه وتمجيدنا له وتملقنا إياه علمّنا كيف ندعوه وبم ندعوه بقوله اهدنا الصراط المستقيم وذلك ليستجيب لنا فيما دعوناه فيه وهو الهداية إلى الصراط المستقيم وهو الإسلام بأن يديم هدايتنا ويحفظ سيرنا عليه لنكمل عليه ونسود في الدنيا ولآخرة .



إرشـــادات للــمـــربـــي :-

1- اقرأ الآيتين بتأن والمستمعون يرددونهما في أنفسهم وبصوت خفي حتى يحفظوهما ثم اقرأهما مع الآيات السابقة عدّة مرات لتتأكد من حفظ الجميع لها حفظا جيدا .

2- اقرأ شرح الآيات علهيم مبيناً لهم ما يحتاجون إلى بيانه بلغتهم العامية حتى تتأكد من فهم الجميع لها .

3- علمهم أن حقيقة العبادة هي طاعة الله تعالى مع غاية الحب والتعظيم والذل له سبحانه وتعالى .

4- علمهم أن العبادة إذا خالطها الشرك فسدت كالطهارة إذا خالطها الحَدَثُ فسدت وتعين تجديدها .

5- علمهم أننا بقولنا :- إياك نعبد وإياك نستعين أعطينا عهدنا لله تعالى بأن لا نعبد إلا إياه وأن لا نستعين بغيره في كل أمورنا .

6- علمهم أن الاستعانة هي طلب العون على القيام بالعمل ولا تطلب حقيقة إلا من الله تعالى إذ هو وحده القادر على العون . فنقول اللهم أعنا على كذا وكذا ... وفي الحديث (( اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك )) ولا يجوز لأحد أن يقول يا رسول الله أعني أو سيّدي فلان الغائب أن الميت أعني ، ولا بأس أن يتعاون المؤمنون أي أن يعين بعضهم بعضا على القيام بفعل الخير والطاعات لقول الله تعالى : (( وتعاونوا على البر والتقوى ) المائده 2 .

وقفه :-

القلب السليم الذي ينجو من عذاب الله هو القلب الذي قد سلم لعبودية ربه حياء وخوفا وطمعا ورجاء ، ففني بحبه عن حب ما سواه ، وبخوفه عن خوف ما سواه ، وبرجائه عن رجاء ما سواه ، وسلم لأمره ، ولرسوله تصديقا وطاعة ، واستسلم لقضائه وقدره ، فلم يتهمه ولم ينازعه ولم يتسخط لأقداره ، وفأسلم لربه وانقيادا وخصوعا وذلا وعبودية ، وسلم جميع أحواله وأقواله وأعماله وأذواقه طاهرا وباطنا لمشكاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ."" ابن القيم . مفتاح دار السعاده ""

الحقاق

الحقاق 27-09-2003 06:48 AM

الــدرس الــســادس



قولُ النّبيّ صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل رضي الله عنه : ( يا معاذ والله إني لأُحِبّكَ أُوصِيكَ يا مُعاذُ لاَ تـَدَعَنّ في دُبُرِ كُل صَلاَةِ تَقولُ : اللّهُمّ أعِنّى عَلى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ )



الــــشـــرح :-

قوله صلى الله عليه وسلم :- يا معاذ ناداه باسمه ليلفت نظره إلى ما يوصيه به ويدعوه إليه . ومعاذ هو الشاب الأنصاري الذي بعث به رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن قاضيا لما علم من فقهه في الدين ، وقد أخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً بقوله : بم تحكم يا معاذ ؟ فقال : بكتاب الله . فقال : فإن لم تجد في كتاب الله ؟ قال : بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :- فإن لم تجد في سنة رسول الله . قال :- أجتهد رأيي . فقال له :- الحمدالله الذي وفّق رسول رسول الله إلى ما يحب الله ورسوله . وقوله صلى الله عليه وسلم :- والله إني لأحبك حلف له ليعظم شأن ما يوصيه به وقوله :- لا تدعن أي لا تتركن في دبر كل صلاة يعني بعد كل صلاة من الصلوات الخمس قوله : أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك : أطلب من الله تعالى أن يعينك على مواصلة ذكره تعالى بقلبك ولسانك ، وعلى مواصلة شكره بحمده على نعمه وصرف تلك النعم فيما من أجله أعطاك الله إياها ، وعلى حسن عبادتك ، لأن العبادات إذا لم يحسنها العبد بأن أساء في أدائها لا تولد له الحسنات المطلوبه منها .

إرشــادات للـــمــربي :- 1-



1-اقرأ الحديث بتأن وردد قراءته حتى يحفظه جل المستمعين .

2- اقرأ شرح الحديث قراءة متأنيه واشرح لهم بالدارجة ما صعب عليهم فهمه من الشرح .

3- علمهم أن الحلف على الخير المُهم مشروع .

4- علمهم أن تبادل الحب بين المعلم والمتعلم ضروري لتعلم العلم والانتفاع به .

5- بين لهم فضل الذكر والشكر لقول الله تعالى ( فاذكروني أذكركم واشكروا لي ) البقره 152

6- بين لهم أن حسن العبادة هو الإخلاص فيها الله تعالى وأداؤها كما بينها الشارع فلا يزاد فيها ولا ينقص منها ولا يقدم مؤخرها ولا يؤخر مقدمها ولا توقع في غير وقتها المعين لها ولا في غير مكانها الذي عُين لها وإلا ما كانت من حسن العبادة .

7- علمهم أن الذكر يكون بالقلب واللسان ولا يكون بغير الوارد عن الشارع .


وقـــــفــه :-




عن معاوية بن ابي سفيان رضي الله عنه أنه قال :-

أفضل ما أعطي الرجل :- العقل والحلم ، فإذا ذُكّر دَكَرَ ، وإذا أساء استغفر ، وإذا وعد أنجز ... وكان يقول :- المروءة : احتمال الجريرة - الجناية - وإصلاح أمر العشيرة ، والنيل :- الحلم عند الغضب ، والعفو عند المقدرة .

الحقاق

الحقاق 27-09-2003 06:51 AM

الـــدرس الــسـابــع





قولهُ تعالى ( صِرَاطَ الّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضّآآلِينَ )





الــــــشـرح :-



قوله ( صراط الذين أنعمت عليهم ) تقدم أن الصراط هذا هو الإسلام ، لأنه طريق من سلكه نجا من النار ودخل الجنة وأضافه إلى من أنعم الله عليهم وهم الأنبياء والصديقون والشهداء والصالحون ، لأنهم عرفوه وساروا عليه ودعوا الناس إليه . وقوله ( غير المغضوب عليهم ولا الضآلين ) أي اهدنا صراط من أنعمت عليهم لا صراط من غضبت عليهم وهم اليهود ولاصراط من ضلوا عن الصراط الحق وهو الإسلام ، وهم النصارى إذ ضلوا عن الإسلام ووقعوا في الشرك بالتثليث وبعبادات ما شرعها الله تعالى .

إرشادات للمربي :-

1- اقرأ الآية بتأن والمستمعون يقرأونها معك سرا حتى تطمئن إلى أن جلهم قد حفظها ثمّ رتل السورة كلها عدّة مرّات واختبر بعض المستمعين في حفظها كاملة .

2- اقرأ الشرح بتأن واشرح لهم مالم يفهموه بلغتهم الدارجة حتى تطمئن إلى أنهم قد فهموا معنى الآية فهما صحيحاً .

3- علمهم أن من أطاع الله والرسول كان مع المنعم عليهم لقوله تعالى من سورة النساء ( ومن يطع الله والرسول فاؤلئك مع الذين أنعم الله عليهم ) 69 .

4- علمهم أن نعم الله لا تعد ولا تحصى وأن أعظمها أربع وهي :- الإيمان ومعرفة الله تعالى ومعرفة محابه ومكارهه والتوفيق لفعل ما يحب كما يحب وترك مايكره .

5- علمهم أن المغضوب عليهم سبب غضب الله تعالى عيهم هون عدم عملهم بما علموا من محاب الله تعالى ومكارهه وأن الضالين سبب ضلالهم الجهل بمحاب الله ومكارهه .

6- علمهم أن طلب العلم الذي هو معرفة ما يحب ويكره من الاعتقادات والأعمال والأقوال والصفات والذوات واجب ومن فرط فيه جهل وضل وخسر دنياه وأخراه .

7- علمهم أن سبب كل ما يشكوه الناس من شر وفساد وظلم وخبث هو الجهل بما يجب أن يُعلم .

وقـــــفــــة :-

قال مالك بن دينار :- الصدق والكذب يعتركان في القلب ، حتى يُخرِج أحدهما صاحبه

الحقاق

الحقاق 27-09-2003 06:53 AM

الــدرس الـثـامـن



قَوْل رَسَــول الله صلى الله عليه وسلم ( لَـعـنَةُ الله على اليهود والنصارى اتّخَذَوا قُبورَ أنبيائهم مساجِد يُحذِرُ ماصنعوا ) "في الصحيحين "


الـــشــرح :-


قوله صلى الله عليه وسلم :- لعنة الله على اليهود والنصارى يخبر صلى الله عليه وسلم بما جزى الله تعالى اليهود والنصارى وهو بعدهم من رحمته تعالى بسبب اتخاذهم قبور أنيائهم مساجد . وهو بهذا الإخبار والدعاء عليهم باللعنة أي البعد والطرد من رحمة الله تعالى يُحَذّرنا نحن المسلمين من أن نفعل فعلهم فنتعرض للعنة . ومع الأسف فقد اتخذ كثير من المسملين قبور الصالحين مساجد يصلون فيها كأنّه لم يبلغهم هذا الحديث وغيره كقوله صلى الله عليه وسلم ( لعن الله زوارات القبور والمتخذين عليها المساجد والسرج ) رواه أبو دواد والترمذي . إذ لعن المكثرات من النساء لزيارة القبور والمتخذين على القبور المساجد للصلاة فيها والمتخذين عليها السرج أي المصابيح والشموع لإنارتها طوال الليل . وفي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها أن أم حبيبة وأم سلمة رضي الله عنهما ذكرتا كنيسة رأتاها بالحبشة فيها تصاوير لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال :- ( إن أولئك إذا كان فيهم الرجل الصالح فمات بنوا على قبره مسجداً وصوروا تلك الصور أولئك شرار الخلق عند الله يوم القيامة ) .

إرشــادات للــمربي :-

1- اقرأ الحديث بتأن وردده والمستمعون يرددونه معك سراً حتّى تطمئن أن جلهم قد حفظوه .

2- اقرأ الشرح مبيناً لهم تضمن الحديث من علم وهداية وهو تحريم بناء المساجد على قبور الصالحين وغيرهم ، وأن من فعَل ذلك استوجب لعنة الله ورسوله والمؤمنين .

3- علمهم أن ما فعله ويفعله جهال المسلمين وضُلاّلهم من دفن الأموات في المساجد وبناء المساجد على القبور أنه فعل محرم فلا يحل الرضا به والسكوت عنه .

4- علمهم أن إنارة أضرحة الصالحين بالشموع وغيرها محرما لا يحل فعله أبداً .

5- علمهم أن وضع الصور في المساجد أو على القبور محرم لا يحل فعله وأن ما وجد من ذلك يجب إزالته .

6- علمهم أن علة النهي عن اتخاذ المساجد على القبور هو التحذير من الوقوع في الشرك بالله تعالى الّذي هو من أعظم الذنوب .

وقــفـــة :-

قال رجل لإياس بن معاوية :- يا أبا واثلة ، حتى متى يبقى الناس ؟ وحتى متى يتوالد الناس ويموتون ؟ فقال لجلسائه :- أجيبوه ، فلم يكن عندهم جواب ، فقال إياس :- حتى تتكامل العدتان :- عدّة أهل الجنة ، وعدة أهل النّار !!

الحقاق

الحقاق 28-09-2003 12:11 AM

الــدرس الــتـاســع




قولهُ تعالى ( يَأيُّهَا الَّـذِينَ ءَامنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برءوسكم وأرجلكم إلى الكعبين )



الـــشـرح :-



قوله تعالى ( يأيها الذين ءامنوا ) . هذا نداء لعباده المؤمنين ناداهم ليخبرهم ويعلمهم ما يجب عليهم من طهارة إذا أرادوا مناجاته بالصلاة فقال : ( فاغسلوا وجوهكم ) وقد بين الرسول صلى الله عليه وسلم كيفية غسل الوجه وهو أن يغسل المرء يديه ثلاثاً ثمّ يتمضمض ثلاثاً غسلاً لفمه ، ثمّ يستنشق الماء ويستنثره ثلاثاً غسلاً لأنفه إذِ الفم والأنف من الوجه لذا يغسلهما المتوضىء أولاً ثمّ يغسل وجهه ثلاثا وحد الوجه طولاً من شعر الرأس المعتاد إلى منتهى الذقن ، وحده عرضا من وتد الأذن اليمنى إلى وتد الأذن اليسرى . ثمّ يغسل يده اليمنى مع المرفق ثلاثاً ثمّ اليسرى كذلك ثمّ يمسح رأسه بيديه يبدأ بمقدمة رأسه ثمّ يمرّ بهما إلى قفاه . ثمّ يردهما إلى المكان ألذي بدأ منه . ثمّ يغسل رجليه إلى الكعبين يغسل اليمنى ثمّ اليسرى .



إرشادات للمربي :-



1- رتل الآية وكرر ترتيلها والمستمعون يرددونها معك سراً حتّى يحفظها أكثر هم .

2- اقرأ الشرح قراءة هادئة واقفاً عند كل معنى مبيناً لهم ما صعب فهمه عليهم .

3- اذكر لهم أن الوضوء يكون من الحدث الأصغر وهو انتقاض الوضوء بسبب الخارج من السبيلين وهو البول والغائط والمذي والريح والضراط ، ولنوم الثقيل ولمس المرأة بقصد اللذة وجدها أم لم يجدها .

4- علمهم أن المسح على الخفين جائز وهو للمقيم يوماً وليلة وللمسافر ثلاثة أيام بلياليها وأن شرط المسح عليه أن يلبسه وهو متوضىء وأن يكون ساتراً لمحل الوضوء من الرجلين .

5- علمهم أنه يجوز المسح على بعض الرأس مع العمامة إذا كانت مشدودة على الرأس لبرد ونحوه .

6- علمهم أن من توضأ فأحسن الوضوء وقال :- ( أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ، اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المنتطهرين ) فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء وردد عليهم لفظ التشهد والدعاء حتى يحفظوه .

وقـــفــة :-



قال الأحنف بن قيس :-

الملول : ليس له وفاء ، والكذاب : ليست له حيلة ، والحسود : ليست له راحة ، والبخيل : ليست له مروءة ، ولا يسود سيء الخلق .

الحقاق

الحقاق 29-09-2003 12:04 AM

الـدرس الــعــاشر




عن عُثمانَ بن عفَّان رَضي الله عَنهُ أنَّهُ دَعَا بإنَاء فَـأفْرَغَ عَلَى كَفيْهِ ثَلاث مَرَّات فَغَسلَـهُـمَا ثُـمّ أدْخَلَ يَمينَهُ في الأناء فَمَضْمَضَ واسْـتَـنـْثـَر ثُـمّ غَـسَـل وَجْـهَـهُ ثلاثاً وَيَـديـهِ إلى الرفقين ثَلاثَ مَـرّاتِ ، ثُـمّ مَسَحَ رَأسَه ثُـمّ غَـسَـلَ رِجلَيْـهِ ثَلاثَ مَراتٍ إلى الكَعَبين ثمّ قال :- رأيتُ رسُولَ الله صلى الله عليه وسلم توَضأ نحو وضوئي هَذا ثمّ قال : ( توضأ نحو وضوئي هَذَا ثُمّ صَلّي رَكْعتين لا يُحدّث فيهما نَفْسه غَفرَ اللهُ لَهُ ما تَقَدّمَ مِنْ ذَنْبِهِ ) متفق عليه




الــشـــرح :-



هذا الحديث له حكم الرفع إلى النبي صلى الله عليه وسلم لقول عثمان ورضي الله عنه رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ نحو وضوئي هذا ثم قال إلح .....

قوله : فمضمض واستتنثر لم يذكر الاستنشاق ، لأنّ الاستنثار لا يكون إلا بعد الاستنشاق فالماء الذي استنشقه هو الذي استنثره وقوله :- ثم مسح برأسه ولم يذكر أذنيه ، لأن الأذنين تابعتان للرأس فهما يمسحان معه . وقوله :- لا يُحدث فيهما نفسه يعني بأمور الدنيا أما أمور الآخرة فلا بأس . وقوله : غفر له ما تقدم من ذنبه هذا إن نوى التوبة من كبائر الذنوب وإلا فالصغائر هي التي تكفر بالوضوء والصلاة .


إرشـادات للمربي :-


1- اقرأ الحديث بتأن عدّة مرات .

2- اقرأ الشرح وبين لهم ما تضمنه الحديث ودل عليه من فرائض الوضوء وهي غسل الوجه واليدين ومسح الرأس وغسل الرجلين . والترتيب بين الأعضاء فغسل الوجه اولا ثم اليدين ثم الرأس ثم الرجلين . والموالاة بان لا يغسل وجهه ثم يترك الوضوء ويعود إلى إتمامه إذ الواجب أن يفعله في وقت واحد بلا فاصل طويل . وسننه وهي غسل الكفين والمضمضة والاستنشاق والاستنثار ومسح الأذنين ظاهرا وباطنا .

3- علمهم أن نية الوضوء شرط في صحته إذ الأعمال بالنيات فلا بدّ وأن ينوي المتوضىء رفع الحدث أو طاعة الله بفعل ما أمره به من الوضوء .

وقـــفــــه :-

قال أردشير لابنه :-

يابني ، إن الملك والعدل أخوان ، لا غنى بأحدهما عن الآخر ، فالملك أس والعدل حارس ، والبناء ما لم يكن له أس فمهدوم ، والملك مالم يكن له حارس فضائع .

يابني ، اجعل حديثك مع أهل المراتب ، وعطيتك لأهل الجهاد ، وبشرك لأهل الدين ، وسرك لمن عناه ما عناك من أرباب العقول .....

الحقاق

الحقاق 30-09-2003 12:04 AM

الــدرس الـحادي عـشـر





قولهُ تعالى ( وإن كُـنـتُـم جُـنُـباً فَـاَ طَّـهَّـرُوا )


الــشرح :-

قوله تعالى ( وإن كنتم جنبا ) أي كان بأحدكم جنابة وهي أن يجامع الرجل امرأته بأن يولج ذكره ف ي فرجها ولو لم يخرج منه شيء أو يحتلم فيخرج منه مني أو ينظر إلى امرأته أو يلمسها فيتلذذ فيخرج منه مني فهذه هي الجنابة ، ويقال لمن قامت به جُـنُب والمرأة في هذا كالرجل . وقوله ( فاطهروا ) أي فاغتسلوا ، لأن من اغتسل تطهر والغسل هو أن يغسل الجنب كفيه ثلاثاً ناوياً رفع الحدث الأكبر ثم يغسل فرجيه وما حولهما ثمّ يتوضأ وضوءه للصلاة ثمّ يخلل شعر رأسه بالماء ثم يغسله ثلاثاً بثلاث غرفات ثمّ يغسل أذنيه ظاهراً وباطناً ثمّ يغسل شقه الأيمن من أعلاه إلى أسفله أي من رأسه إلى قدميه ، ثمّ الأيسر كذلك .


إرشــادات للــمـربي :-


1- اقرأ الآية ورددها حتّى يحفظها كل المستمعين والمستمعات .

2- اقرأ الشرح مبيناً للمستمعين مراد الله تعالى من قوله ( وإن كنتم جنبا فاطهروا ) .

3- علمهم أن المرأة كالرجل في الجنابة بالاحتلام والجماع فالمرأة إذا احتلمت قرأت الماء وجب عليها الغسل كالرجل إذا وجد المني في ثوبه الّذي نام فيه .

4- إن صفة الغسل هذه تكون لغسل الجمعة والإحرام إلا أنها لا تجزيء عن الوضوء فمن اغتسل هذا الغسل للجمعة أو للإحرام ولم يكن جنباً عليه أن يعيد الوضوء بعد الغسل .

5- نبئهم أن المغتسل عليه أن يَـتَـتَـبَّع الأماكن التي ينبو عنها الماء كالسرة ، وتحت الإبطين وتحت الركبتين إذ لا يتم الغسل إلا إذا عم الماء كل الجسم ظاهرا وباطناً .

6- نبئهم أن من مس ذكره بكفيه وهو يغتسل عليه أن يعيد الوضوء بعد الغسل كمن فسا أو ضرط فإنه يعيد الوضوء بعد الغسل ، لأن من الذكر بدون حائل ناقض للوضوء ، لحديث من مس ذكره فلا يصلي حتّى يتوضأ . " رواه غير واحد وصححه الترمذي " .

وقــــفــه :


قال الوليد بن عتبه لأبيه :- إن أمير المؤمنين قد أسر إلى حديثا ولا أراه ينخفى عنك ما يبسطه لغيرك أفلا أحدثك به ؟ قال :- لا يا بنى إن من كتم سره كان الخيار بين يديه ، ومن أفشاه كان الخيار عليه ، فلا تكونن مملوكا بعد أن كنت مالكا .

الحقاق

الحقاق 01-10-2003 12:15 AM

الدرس الثاني عشر




عن ميمونة رضي الله عنها قالت :- وضَعْتُ للنبي صلى الله عليه وسلم ماءَ يغتسل به فأفرغ على يديه فغسلهما مرتين أو ثلاثاً ثمّ أفرغ بيمينه على شماله فغسل مذاكيره ثمّ دلك يده بالأرض ، ثمّ مَضْمَضَ واستنشق ثمّ غسل وجهه ويديه ثمّ غسل رأسه ثلاثاً ثمّ أفرغ على جَسدِهِ ثمّ تنحّى عن مقامه فغسل قدميه . رواه الشيخان وأصحاب السنن


الــشــرح :-

ميمونة هي بنت الحارث الهلالية أم المؤمنين رضي الله عنها وقولها :- مذاكيره تعني فرجيه أي قُــبُلَه ودُبُرَه ، وقولها :- ثم دلك يده بالأرض أي لإزالة الرائحة الكريهة من جراء مس موضعي النجاسة ، والصابون مجزيء عن الدلك بالأرض . ولم تذكر الاستنثار ، لأنّه لازم للاستنشاق ، وقولها :- ثم غسل وجهه ويديه ولم تذكر مسح الرأس والأذنين فقد ذكرت عائشة أنّه توضأ وضوءه للصلاة فدل على أنّه مسح رأسه وأذنيه . وفي حديث عائشة أنّه خلل أصول شعر راأسه بالماء قَبل غسل رأسه لئلا يصاب بالزكام . وقولها ثم تنحى عن مقامه فغسل قدميه أي بَعُد عن المكان الّذي اغتسل فيه لما فيه من الماء والطين ثمّ غسل قدميه ليدخلهما في نعله صلى الله عليه وسلم .


إرشادات للمربي :-


1- اقرأ الحديث بتأن وردده مرات والمستمعون يرددونه معك سراً رجاء أن يحفظه أكثرهم .

2- اقرأ الشرح جملة جملة معيداً معناها مذكراً به المستمعين .

3- علمهم أن كيفية الغسل هذه هي المطلوبة لكل غسل من جناية أو حيض أو نفاس أو جمعة أو إحرام أو وقوف بعرفة أو دخول مكة على سبيل الاستحباب .

4- نبهم أن دلك اليد بالأرض أو غسلها بالصابون مظهر من مظاهر محاسن الشريعة ، وكذلك تخليل الشعر الرأس بالماء قبل غسله حذراً من الزكام من محاسن الشريعة .

5- علمهم أن إفراغ الماء على الجسد يكون مصحوباً بدلك الاعضاء وأن على المغتسل أن لا يترك موضع ظفر أو أقل لا يمسه الماء ، إذ تحت كل شعرة جنابة كما روي عن علي رضي الله عنه .

وقـــفـة
قيل للحسن البصري : نراك إذا خطبت أبكيت الناس ولا يُبكي غيرك الناس . فقال :- ليست النائحة الثكلى كالنائحة المستأجرة .

الحقاق

الحقاق 02-10-2003 04:41 PM

كود:


الـدرس الثالث عشر




قولهُ تعالى ( وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جآء أحد منكم من الغائط أو لمستم النساء فلم تجدوا مآء فتيمموا صعيدا طيبا فامسحوا بوجوهكم وأيديكم منه )



الــشـــرح :-

قوله تعالى ( وإن كنتم مرضى أو على سفر ) فيه بيان العلة المبيحة للتيمم وهي المرض الذي يعجز صاحبه عن إستعمال الماء كما في السفر لأن المسافر غالبا ما يعدم الماء لعدم وجوده أو عجزه عن حمله أو حاجته إليه للشرب أو الطبخ . وقوله ( أو جاء أحد منكم من الغائط ) فيه بيان نواقض الوضوء وهي الخارج من لسبيلين سواء كان عذرة أو بولا أو ضراطا أو فساء لأن إتيان المكان المنخفض المعبر عنه بالغائط لا يأتيه المرء إلا لنقض الوضوء بالتغوط والتبول . وقوله ( أو لمستم النسآء ) فيه بيان أن الجماع موجب للغسل وأن من لم يجد ماء يغتسل حينئذ ولا يعيد ما صلى بالتيمم . وقوله ( فتيمموا صعيدا طيبا ) أي من رمل وسبخة وحجارة مجزيء فيتيمم به . وقوله ( فاسمحوا بوجوهكم وأيديكم ) فيه بيان كيفية التيمم وهي أن يقول المرء : بسم الله ويضع كفيه على التراب ويمسح بهما وجهه وكفيه مرّة واحدة .


إرشـــادات للــمـربي :-



1- اقرأ الآية بتأن وردد قراءتها والمستمعون يرددونها معك سراً حتّى يحفظها أكثرهم .

2- اقرأ الشرح جملة جملة مفسراً لهم معنى الآيات حتّى يفهموها وإن عجزوا فعبر لهم بالدارجة .

3- بين لهم أن هذه القطعة من الآية اشتملت على بيان موجبات الوضوء والغسل وبيان رخصة التيمم وكيفيته .

4- بين لهم أنّه ورد عن أبن عمر أنّه كان يضرب الأرض مرتين الأولى لوجهه والثانية ليديه . ويمسح يديه إلى المرفقين فمن فعل جاز له ذلك ولا يعاب عليه .

5- ما ذكر في الآية من مسح الوجه والكفين أكده حديث عمار بن ياسر رضي الله عنهما في الصحيح .

وقــــفــه :-


وقف الأحنف بن قيس ومحمد بن الأشعث بباب معاوية ، فأذن للأحنف ثم أذن لابن الأشعث ، فأسرع الأخير في مشيته حتى تقدم الأحنف ودخل قبله ، فلما رآه معاوية غمه ذلك وأحنقه ، فالتفت إلى الأحنف وقال ( والله إنى ما أذنت له قبلك وأنا أريد أن تدخل قبله ، وإننا كما نلي أموركم كذلك نلى آدابكم ، ولا يزيد متزيد في خطوة إلا لنقص يجده من نفسه )

الحقاق

الحقاق 04-10-2003 12:39 AM

الــدرس الرابع عشر




عن عمار بن ياسر رضي الله عنهما قال : أجنبتُ فَلَم أُصِب الماءَ فتمعَّكتُ في الصَّعيد وَصَلًّيتُ فَذَكرتُ ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال : ( إنّما يكفيك هكذا " ، وضرب النبي صلى الله عليه وسلم بكفيه الأرض ونفخ فيهما ثم مسح بهما وجهه وكفيه . " متفق عليه وفي رواية الدار قطني إلى الرسغين " .


الــشـرح :-


قوله :- أجنبت أي أصابتني جنابة وهي احتلامه وهو في سفر وقوله :- تمعكت أي تقلبت وفي رواية تمرغت في الصعيد أي في الأرض وقوله :- فذكرت ذلك أي بعد عودته من سفره وقوله :- إنما يكفيك أي يجزيك . وقوله :- ونفخ فيهما من أجل إزالة الغبار حتى لا يشين وجهه . وقوله إلى الرصغين بالصاد والسين وهما مفصل اليدين .

إرشــادات للــمـربي :-

1- اقرأ الحديث بتأن عدّة مرات والمستمعون يرددونه معك سراً حتى ترى أن أكثرهم قد حفظه .

2- اقرأ الشرح بتأن جملة جملة وبين لهم ماصعب عليهم فهمه بلغتهم الدارجة حتى ترى أنهم قد فهموا فهماً صحيحاً .

3- علمهم أن هذه الصورة للتيمم أصح صورة . وقد ورد عن ابن عمر رضي الله عنه أن المتيمم يضرب الأرض مرتين : الأولى للوجه ، والثانية لليدين وأنه يمسح يديه إلى المرفقين . وهذه الصورة أي الثانية في حديث عمار رضي الله عنه أيسر وأصح والعمل جائز بكلتيهما .

4- في الحديث إشارة صريحة في طلب النظافة حيث نفض الغبار من يديه قبل مسح الوجه بهما .

5- في الحديث بيان مفصل اليد وهو الحد الفاصل بين الكف والذراع . قال أحدهم :- عَظمٌ يلي الإبهام كوع وما يلي الخنصر الكرسوع والرسغ ما وسط يقال فلان لا يعرف كوعه من بوعه أي لجهله فالكوع في اليد والبوع في الرجل وهو العظم الذي يلي الإبهام كما في اليد .

وقفه :-

إذا أقبلت عليك الدنيا فأنفق فإنها لا تفنى ، وإذا ادبرت فأنفق فإنها لا تبقى خالد البرمكي

الحقاق

الحقاق 06-10-2003 09:28 AM

الدرس السادس عشر ( من الشهر الأول )



قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويكفر به الذنوب ؟ قالوا بلى يا رسول الله قال : إسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطا إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة فذلكم
الرباط ) .



الــشــرح :-

قوله صلى الله عليه وسلم ألا أدلكم على مايمحو ... إلخ . الاستفهام للتنبيه إلى أمر مهم وهو ما بينه لهم بعد أن طلبوا بيانه وهو إسباغ الوضوء ، وكثرة الخطا إلى المساجد ، وانتظار الصلاة بعد الصلاة وإيراد الخبر في قالب الاستفهام للتشويق إلى المطلوب والخطايا جمع خطيئة وهي الذنب المتعمد فعله والذنوب جمع ذنب وهو ما يؤاخذ به العبد إن فعله ذاكراً غير ناس مخطىء مريداً غير مكره .

وقوله :- إسباغ الوضوء أي إبلاغه مواضعه وتوفيه كل عضو حقّه وقوله :- على المكاره أى فعل الوضوء وهو في حال النّفس كارهة إما لمرض أو إعياء وتعب أو برد شديد أوخوف وقوله :- وكثرة الخطا إلى المساجد وهذا يحصل لمن يسكن أو يعمل بعيداً عن المسجد ويأتيه للصلاة فيه وقوله :- انتظار الصلاة بعد الصلاة يريد يصلّي المغرب ويبقى في المسجد ينتظر صلاة العشاء أو يصلّي الظهر وينتظر العصر وهكذا يصلي الصلاة وينتظر التي بعدها فلا يخرج من المسجد .وقوله :- فذلكم الرباط أي المذكور هو الرباط الذي أجره أعظم أجر إذ رباط ليلة في سبيل الله خير من صيام شهر وقيام ليله . والرباط النزول بالثغور الإسلاميه لحراستها من الكفار .

إرشادات للمربي :-

1- اقرأ الحديث بتأن وردد قراءته والمستمعون يرددونها معك حتى يحفظ الحديث أكثرهم .

2- اقرأ شرح الحديث فقرة فقرة ولا تتجاوز الأولى إلى الثانية حتى يفهموها فهماً جيداً .

3- نبهم إلى رغبة النبي صلى الله عليه وسلم في تعليم أصحابه وهدايتهم لاستعماله أسلوب الترغيب بقوله :- ألا أدلكم .... إلخ .

4- علمهم أن المنزل البعيد عن المسجد أجر صاحبه أعظم وذلك لكثرة الخطا التي يخطوها إليه .

5- علمهم أن الرباط أمر الله تعالى به في قوله ( يأيها الذين ءامنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون ) " آل عمران 200 " فمن عجز عن الرباط في الثغور والثكنات الإسلامية فهناك رباط آخر وهو إسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطا إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة .

وقــفة :-

قيل لمعاوية بن أبي سفيان ، يوم صفين :- إنك تتقدم حتى نقول :- إنك تقبل ، وإنك اشجع الناس ، وتتأخر حتى نقول :- إنك تفر ، وإنك أجبن الناس . قال :- أتقدم إذا كان التقدم غُنما ، وأتأخر إذا كان التأخر عزما

الحقاق

الحقاق 07-10-2003 11:04 AM

الدرس السابع عشر ( من الشهر الأول )




قولُ الله تعالى ( خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِِضْ عَنِ الْجَــهِلِينَ وَإمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَـنِ نَزْغٌ فَاسْتعِذ بِاللّهِ إنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيم )



الــشرح :

قوله تعالى ( خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجهلين ) يأمر تعالى رسوله وأمته تابعة له يأمرهم بمكارم الأخلاق إذ هذه الآية أجمع لمكارم الأخلاق كما قال جعفر الصادق وليس في القرآن أجمع لمكارم الأخلاق من هذه الآية . وقوله ( خذ العفو ) المراد بالعفو من أخلاق الناس وأعمالهم هو ما يسهل عليهم وتيسر لهم بدون كلفة ، فمن كمال الخلق أن لا يطلب المرء من أخيه ما لا قدرة له عليه من علم ومعرفة أو أدب وخلق أو عمل من أخذ أو عطاء ( والعرف ) هو كل خصلة حسنة ترتضيها العقول وتطمئن إليها النفوس . وقوله ( وأعرض عن الجهلين ) أي بعد دعوتهم وإرشادهم أعرض عما يقولونه ويعاملونك به من قبح القول وسوء العمل فكان صلى الله عليه وسلم يعفو عمن ظلمه ويعطي من حرمه ويصل من قطعه وبذلك كان أكمل الناس خلقا وأسماهم أدبا . وقوله ( وإما ينزغنك من الشيطن نزغ باستعذ بالله ) أي وإن نزغك الشيطان لتغضب فتقول ما ينافي حسن الخلق فالجأ إلى الله تعالى بطلب العون منه فإنه يحميك مما أراده الشيطان منك فإن الله سميع لأقوال عباده عليم بحاجاتهم ومن كان كذلك فإنه قادر على إنجائهم من المكروه وحمايتهم مما يسيء ويضر .

إرشادات للمربي :-

1- رتل الآيتين عدّة مرات ويرتلهما معك المستمعون حتى ترى أن كلهم قد حفظهما .

2- اقرأ الشرح بتأنٍ وقف عند كل معنى تام . وسهل لهم العبارة بالدارجة حتى يفهموا .

3- حثهم على العمل بما تضمنته الآيتان من أخلاق إذ العبرة بعد العلم بالعمل .

4- علمهم أن الجهل بالله تعالى ومحابه ومكارهه ، وما عنده من نعيم لأروليائه ، وما لديه من عذاب لاعدائه هو سبب كل شر وفساد وسوء أخلاق .

5- علمهم أن الاستعاذة بالله عبادة . فلا يستعاذ بغيره تعالى من الجن والإنس .

وقفه :-

قال غيلان لعبدالرحمن :- أنشدك الله ! أترى الله يحب أن يعصى ؟ فقال ربيعة :- أنشدك الله ! أترى الله يعصى قسراً ؟ فكأن ربيعة ألقم غيلان حجراً .

يتيم الشعر 07-10-2003 02:28 PM

جزاك الله خيراًأخي على هذا النقل الطيب

الحقاق 30-11-2003 11:10 PM

الدرس الثامن عشر
 
روى أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال :- ( أمرني ربي بتسع :- الإخلاص في السر والعلانية ، والعدل في الرضا والغضب ، والقصد في العنى والفقر ، وأن أعفو عمن ظلمني ، وأصل من قطعني ، وأعطي من حرمني ، وأن يكون نطقي ذكراً ، وصمتي فكراً ، ونظري عبرة ) "أخرجه ابن الأثير في جامع الأصول والقرطبي في تفسيره واللفظ له "


الشـــرح :-

قوله بتسع أي مسائل :- الأولى الإخلاص اي إخلاص العبادة الله تعالى بحيث لا يشرك فيها أحداً وسواءً كانت مما يعمل سراً أو علناً ، والثانية العدل وهو ضد الجور فلا يجور ولا يحيف في قوله أو حكمه وسواء كان في حال الرضا أو حال الغضب ، والثالثة القصد وهو عدم الإسراف وسواء كان في حال الغنى أو الفقر ، والرابعة العفو عمن ظلمه بعدم مؤاخذته ، والخامسة وصل من يقطعه فلا يجازيه بقطعه كما قطعه بل يصله والسادسة إعطاؤه من حرمه فلم يعطه فلا يعامله بما عامله به بل يعطيه متى احتاج إلى عطائه وهذه الست اشتملت على مكارم الأخلاق ، والسابعة وهي أن يكون نطقه إذا نطق ذكراً الله تعالى ، وصمته إذا صمت فكراً أي فيما يرضي الله تعالى وما وصل إليه من زيادة الإيمان وصالح الأعمال ، وأن يكون نظره إذا نظر عبرة يعبر بها إلى ما هو خير وصلاح وفلاح .

إرشادات للمربي :-

1- اقرأ الحديث بتأن وردده جملة جملة والمستمعون يرددونه سرا حتى ترى أن أكثرهم قد حفظه .


2- علمهم بأن المسائل الست من هذا الحديث هي مكارم الأخلاق التي على كل مؤمن ومؤمنه أن يتحلى بها ، وأن يجاهد نفسه في ذلك حتى يكتسبها وتصبح خلقا له .

3- نبهم إلى وجوب الإخلاص في العبادة الله تعالى ووجوب العدل في القول والحكم والقصد في الإنفاق في حال العنى والفقر .

4- ذكرهم بأن من محاسن الأخلاق العفو عمن ظلم وإعطاء من حرم ووصل من قطع .

5- علمهم أن عليهم أن يتحلوا بهذه الخصال التسع حتى يرى ذلك فيهم ويعرفون به بين الناس وتلك ثمرة العلم المطلوبة .

وقــفــــه :-
الدهر ليست اسما من أسماء الله تعالى ، ومن زعم ذلك فقد أخطأ ، وذلك لسببين ، السبب الأول :- أن أسماءه سبحانه وتعالى حُسنى : أي بالغة في الحسن أكمله ، فلابد أن تشتمل على وصف ومعنى هو أحسن ما يكون من الأوصاف والمعاني في دلالة هذه الكلمة ، ولهذا لا نجد في أسماء الله تعالى اسما جامداً ، والدهر :- اسم جامد لا يحمل معنى إلا أنه اسم للأوقات . والسبب الثاني :- إن سياق الحديث الذي ورد فيه اسم الدهر يأبى ذلك والحديث هو قوله صلى الله عليه وسلم ( قال الله تعالى ( يؤذيني ابن آدم يسب الدهر ، وأنا الدهر بيدي الأمر ، أقلّب الليل والنهار ) متفق عليه . فالليل والنهار هما الدهر ، فكيف يمكن أن يكون المُقلب هو المقلب !!! واما قوله ( وأنا الدهر اي مدبر الدهر ومصرفه كما قال تعالى ( وتلك الأيام نداولها بين الناس ) ولا يقال بأن الله نفسه هو الدهر ، ومن قال ذلك فقد جعل الخلوق خالقا ، ونلاحظ في الحديث أن في الكلام محذوف ( وأنا الدهر ) تقديره : وأنا أقلب الدهر لأنه فسّره بقوله ( أقلب الليل والنهار ) ولأن العقل لا يمكن أن يجعل الحالق الفاعل هو المخلق " من كتاب مفاهيم مغلوطه لمهدي سعيد رزق كريزم "

الحقاق

الحقاق 13-03-2004 02:05 AM

الدرس التاسع عشر




إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ *أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ




الشرح :-


قوله تعالى ( إن الذين قالوا ربنا الله ) أي شهدوا أنه لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله ( ثم استقـموا ) فلم يكفروا ولم يشركوا ولم يفسقوا عن أمر الله ورسوله ولم يخرجوا عن طاعتهما فيما هو مستطاع لهم . وقوله ( فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون ) نفى تعالى عن أهل الإيمان والاستقامة على الطاعات نفى عنهم الخوف والذي يصيب غيرهم ، والحزن الملازم لأهل الشرك والمعاصي في الدنيا وفي القبر ويوم القيامة . وقوله ( أولئك أصحب الجنة خالدين فيها ) أي أولئك الشرفاء الأطهار بالإيمان وصالح الأعمال أهل الجنة الذين لا يفارقونها أبد الآبدين . وقوله ( جزآء بما كانوا يعملون ) أي جزاهم على إيمانهم واستقامتهم على منهج الحق وهو الإسلام جزاهم بالنجاة من النار والخلود في دار الأبرار .

إرشادات للمربي :-

1- اقرأ الآيتين بتأن وترتيل وليرددهما المستمعون دون الجهر حتى ترى أنهم قد حفظهما أكثرهم .

2- اقرأ الشرح جملة جملة شارحا لهم ما صعب فهمه بلسانهم الدارج .

3- علمهم أن الاستقامة على طاعة الله ورسوله تحتاج إلى مراقبة ا لله تعالى ومجاهدة النفس وذكر الوعد والوعيد في كل حين .

4- بين لهم فضيلة المجاهرة بالتوحيد المأخوذة من قولهم : ربنا الله ، وفضيلة الاستقامة التي قيل فيها : الاستقامة خير من ألف كرامة .

5- نبهم إلى ما شاع في صفوف الإخوان من إطلاق كلمة الالتزام بدل الاستقامة فإنه خطأ إذ كلمة الالتزام تكون في كل ما يعهد إلى المرء فيه من حق أو باطل ، أما الاستقامة فإنها ظاهرة فيما هو طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم .

- وقـــفــة :-

قال احد الحكماء : ما تستطيع نيله بالإرهاب يسهل عليك بالابتسام

الحقاق 13-03-2004 02:07 AM

الدرس العشرون





ما روى مسلم وغيره عن عبد الله الثقفي قال :- قُلتُ يا رسُولَ الله قُل لِي فِي الإسلام قَولاً لاَ أَسْألُ عَنْهُ أحَداً بَعْدَك ؟ قال :- " قُلْ آمَنْتُ بِاللهِ ثُم اسْتَقِمْ "


الـــشـــــرح :-


قول السائل يا رسول الله نداء له صلى الله عليه وسلم بعنوان الرسالة إقراراً برسالته صلى الله عليه وسلم وتعظيما وتشريفا بذلك ، واستجابة لنهي الله تعالى المؤمنين عن نداء الرسول صلى الله عليه وسلم باسمه العلم " محمد " صلى الله عليه وسلم إذ قال تعالى من سورة النور :- ( لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا ) " النور :- 36 " وقد ناداه الله تعالى في كتابه عدة مرات فلم يناده بيا محمد بل بيا أيها النبي ويا أيها الرسول . قوله : في الإسلام أي في شرائع الإسلام التي تعبَّد الله تعالى بها عباده المؤمنين من عقائد وعبادات وأحكام وآداب وأخلاق . قوله : لا أسأل عنه أحداً بعدك أي لكونه كافيا واضحا أنجو به من النار وأدخل به الجنة دار الأبرار . قوله صلى الله عليه وسلم : " قل آمنت بالله ثم استقم " أعطاه ما طلب باختصار وهو أن يؤمن ويجاهر بإيمان ولا يخفيه ويستقيم عليه إذ الإيمان عقد بالجنان وقول باللسان وعمل بالأركان والرسول صلى الله عليه وةسلم في إعطائه ما أعطاه ناظر فيه إلى قوله تعالى من سورتي فصلت والأحقاف : ( إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا ) " الأحقاف : 13 "

إرشـــادات للمربي :-

1- كرر قراءة الحديث والمستمعون يكررنها معك سراً حتى يحفظ الحديث أكثرهم .

2- نبهم إلى وجوب طلب العلم إذ هذا السائل كان سؤاله طلبا للعلم .

3- نبهم إلى وجوب الأدب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا يقول أحدهم قال محمد ولا رأيت محمداً ولا أمر ولا نهى محمد صلى الله عليه وسلم بل يقول رسول الله ونبي الله .

4- ذكرهم بفضل الإيمان والاستقامة عليه وأنه اعتقاد وقول وعمل وأنّه سبيل نجاة العبد وفلا حه .

5- بيان حرص الصحابة رضوان الله عليهم على طلب العلم العملي ليكملوا عليه ويسعدوا به في الدنيا والآخرة .

وقــفـه :-
من اقول عمر رضي الله عنه ( مهما ينزل بامرىء شدة يجعل الله بعدها فرجاً ، وإنه لن يغلب عسرٌ يسرين )

الحقاق

الحقاق 13-03-2004 02:09 AM

الدرس الحادي والعشرون



قَوْلُ اللهِ جلّ جلاله : ( إنَّ المتقين فى ظلال وعيون وفواكه مما يشتهون كلوا واشربوا هنيئا بما كنتم تعملون إنا كذلك نجزي المحسنين ) المرسلات 41-44



الــــشــرح :-

قول تعالى : ( إن المتقين ) المراد من المتقين هم المؤمنون والمؤمنات الذين اتقوا ربهم عزّ وجلّ أي اتقوا سخطه الموجب لعذابه على من سخط عليه . اتقوه بفعل محابه وترك مكارهه بعد معرفة ذلك ومعرفة كيف يفعل المحبوب . ولذا كان طلب العلم بتعلمه أو سؤال أهله واجباً ضرورياً وإلاّ ما تمت للعبد تقوى الله عزّوجلّ ومن لم يتق الله عزّ وجلّ خسر وهلك ، وقوله ( فى ظلال عيون وفواكه مما يشتهون ) هذا إخبار منه تعالى عن أهل التقوى فإنهم بعد موتهم ترفع أرواحهم إلى دار السلام ليقضوا فيها منعمين بقية عمر الدنيا وبعد نهاية هذه الحياة يعيد الله تعالى أجسامهم ويرسل إليهم أرواحهم فتحتل تلك الأجسام الطاهرة فيحشرون للموقف ويعطون كتبهم بأيمانهم وتوزن أعمالهم ويجتازون الصراط إلى الجنة فيدخلونها بسلام آمنين فتجدهم في ظلال اشجار الجنة يشربون من عينونها التي هي الماء والعسل واللبن والخمر ويأكلون من أنواع الفواكه المختلفة مما يشتهون لوفرتها وكثرتها وتنوع أنواعها وكل أكلهم تفكهاً ، لأنهم لا يأكلون من أجل الإبقاء على حياتهم كما هم أهل الدنيا وإنما يأكلون تلذذاً بالأكل فقط وتقول لهم الملائكة ( كلوا واشربوا هنيئا بما كنتم تعملون ) أي من الأعمال الصالحة التي ورثوا بها هذا النعيم المقيم . وقوله تعالى ( إن كذلك نجزي المحسنين ) لانهم لما أتقوا ربهم بالإيمان وصالح الأعمال كانوا محسنين في أعمالهم فلم تفسد عليهم فزكت نفوسهم فتأهلوا لدار السلام .

إرشــادات للـمـربي :-
1- اقرأ الآيات ورتلها لهم عدّة مرات والمستمعون يرددونها معك حتى يحفظها أكثرهم .

2- اقرأ الشرح جملة جملة مبيّناً لهم معناها بلغتهم الدارجة حتى يفهموا معناها .

3- علمهم أن التقوى هي السبب المورث لدار السلام لقوله تعالى ( تلك الجنة التي نورث من عبادنا من كان تقيا ) " مريم :63 " لأن التقوى وهي الطاعة لله ورسوله بفعل المأمور واجتناب النهي زكت نفوسهم فتأهلوا للجوار الكريم في دار النعيم .

4- نبهم إلى أن الإحسان هو الجزء الثالث من الإسلام وبدونه لا ينفع عمل صالح وحقيقته مراقبة الله تعالى أثناء أداء العبادة حتى يتفنها صاحبها فتثمر له الطهر الروحي فيتأهل لدخول الجنة ز

وقفه :-

كل يوم يسوق إلى غده ، وكل امرىء مأخوذ بجناية لسانه ويده

الحقاق

الحقاق 13-03-2004 02:11 AM

الدرس الثاني والعشرون




قول النبي صلى الله عليه وسلم :- عن عوف بن مالك الأشجعي قال :- خَرَجَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وقد علّق رجل أقناء أو قِنْواً ، وبيده عصا فجعل يطعن يدقدق في القنو ويقول :- " لو شاء ربُّ هذه الصدقة تصدّق بأطيب منها . إن ربّ هذه الصدقة يأكل الحشف يوم القيامة ". <حسن صحيح أبي دواد >


الــشـــرح :-


قول عوف بن مالك رضي الله عنه خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم أي من منزله إلى المسجد ، والحال أن رجلاً من المسلمين قد علق أي على حبل بين أسطوانتين من سواري المسجد النبوي . علق أقناء جمع قنو وهو العذق من ثمار النخل الشبيه بعنقود العنب ، وأهل شمال إفريقيا يسمونه العرجون . وقوله :- وبيده عصا أي بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم عصا فجعل يطعن بها في القنو يدقدقه بها ويقول :- لو شاء ربُّ هذه الصدقة تصدق بأطيب منها . لأنه يملك غيرها من جيّد التمر وطيِّبه ، ولكن شحه منعه من ذلك . وقوله صلى الله عليه وسلم :- إن ربَّ هذه الصدقة يأكل الحشف يوما القيامة . والحشف هو الرديء من التمر . وهذا من باب الحزاء من جنس العمل إذ لو تصدق بالطيب لأعطي الطيب ، ولما تصدق بالردي أُعطي الرديء .

إرشــادات للــمـربـي :-
1- اقرأ الحديث وكرر قراءاته حتى يحفظه المستمعون .

2- اقرأ الشرح بتأنٍ وفسر ما يحتاج إلى تفسير .

3- ذكرهم بسمو الأدب المحمدي الرفيع . إذ عاب صلى الله عليه وسلم الصدقة الرديئة ولم يواجه صاحبها باللوم والعتاب .

4- ذكرهم بأن الجزاء في الآخرة يكون من جنس العمل . من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ومن جاء بالسيئة فله مثلها .

5- ذكرهم بأن الشح هو الذي حمل صاحب الصدقة أن يتصدق بالرديء دون الجيد . فليجتهدوا في التخلص من الشح وعلاجه الإكثار من الصدقة .

6- ذكرهم بفضل الصحابة إذ كانوا يأتون بعذق التمر ويعلقونه بالمسجد ليأكل المحتاج منه . بدون ما يمن عليه أحد صدقته .

وقــفــة :-


فلا الجود يفني المال قبل فنائه *** ولا البخل في مال الشحيح يزيد

فلا تلتمس رزقاً بعيش مقترٍ *** لكل غدٍ رزق يعود جديد

ألم ترى أن الرزق غادٍ ورائح *** وأن الذي أعطاك سوف يعيد



حاتم الطائي .

الحقاق

الحقاق 13-03-2004 02:12 AM

الدرس الثالث والعشرون



قول الله تعالى ( يأيها الذين ءامنوا أنفقوا من طيبات ما كسبتم ومما أخرجنا لكم من الأرض ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون ولستم بأخذيه إلآ أن تغمضوا فيه واعلموا أن الله عنى حميد )

الــشرح :-


نادى تعالى عباده المؤمنين به ربًّا وإلهاً معبوداً بحق ، وبدينه الإسلام دينا وبمحمد نبيه ورسوله نبياً ورسولاً ، ناداهم لأنهم بإيمانهم قادرون على التكليف اعتقادا وفعلا وتركا . ناداهم ليأمرهم بقوله ( أنفقوا من طيبات ما كسبتم ) أي من مال صامت ونانطق فالصامت الذهب والفضه وعروض التجارة والناطق الإبل والبقر والغنم وقوله ( ومما اخرجنا لكم من الأرض ) وهو الحبوب كالبر والشعير والذرة وكل مقتات مدخر والثمار كالتمر و الزيتون والزبيب ونهاهم تعالى عن الإنفاق من الرديء بل الجيد والطيب فقال ( ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون ) أي لا تقصدوا الخبيث من أموالكم تنفقون منه وأنتم لو أُعطي لكم لا تقبلونه إلا إذا أغمضتم أعينكم فلا تنظرون إلى خبثه ورداءته ثم أعلمهم بانه تعالى غني حميد فليس هو في حاجة إلى إنفاقهم وحمدهم له وشكرهم وإنما إنفاقهم وشكرهم عائد إليهم إذ هم الفقراء المحتاجون ، وليس هو سبحانه وتعالى .

إرشادات للمربي :-

1- رتل الآية والمستمعون يرتلونها معك في نفوسهم حتى ترى أن أكثرهم قد حفظهم .

2- اقرأ الشرح بتأنٍ جملة جملة وبين لهم معناها بلغتهم الدارجة حتى يفهموها جيداً .

3- علمهم أن السنة بينت الانصبة إذ المال لا تجب فيه الزكاة إلا إذا بلغ نصاباً ، فنصاب الذهب عشرون مثقالا مايقارب سبعين غراماً . ونصاب الفضة مائتا درهم مايقارب أربعمائة وخمسين غراماً ، ونصاب الإبل خمسة جمال ، ونصاب الغنم أربعون شاة ، ونصاب البقر ثلاثون بقرة ، ونصاب الحبوب والثمار خمسة أوسق مايقارب خمسة قناطير .

4- علمهم أن الآية نص في وجوب الزكاة على المؤمنين والمؤمنات وأن الزكاة هي القاعدة الثالثة من قواعد الإسلام فلا إسلام لمن هدم ركن إسلامه .

5- علمهم أن الله طيب لا يقبل إلا طيبا فلا يجوز للمؤمن أن يتصدق بالرديء من ماله ويترك الجيد .

وقفه :-
يقول بلال بن سعيد رحمه الله :- لا تنظر إلى صغر الخطيئة ، ولكن انظر إلى عظَم من عصيت

الحقاق

الحقاق 13-03-2004 02:14 AM

الدرس الرابع والعشرون



قوله صلى الله عليه وسلم في الصحيح ( أُمِرْتُ أن أُقَاتِلَ النَّاسَ حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة ) وقوله ( ليس فيما دون خمس أوراق صدقة ) وقوله ( وليس فيما دون خمس ذودٍ من الإبل صدقةٌ ) وقوله ( وفي الرّكاز الخُمسُ ) وقوله ( فيما سقت السماء والعيون أو كان عثرياً العُشر وفيما سُقِيَ بالنَّضح نصف العشر ).


الشرح :-
قوله صلى الله عليه وسلم : أمرت أي أمرني ربي أن أدعو الناس إلى أن يشهدوا أنه لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله فإن أبوا أقاتلهم حتى يعترفوا بهذا الحق وهو أنه لا إله إلا الله فيعبدوه وحده لا شريك له وأن محمداً رسول الله حتى يحبوه ويطيعوه ، وقوله : ويقيموا الصلاة أي الصلوات الخمس وفيؤدوها بشروطها وأركانها في بيوت الله جماعة ، وقوله : يؤتوا الزكاة أي يعطوا ما وجب عليهم في أموالهم من زكوات . قوله : خمس أواق الأواقي جمع أوقية وقد تقدم في الآية بيان نصاب الذهب والفضة ، وقوله : ليس فيما دون خمس ذود من الإبل صدقة .والركاز الكنز يعثر عليه تحت الأرض وفيه الخمس أي يصرف خمسه في مصارف الزكاة التي هي الفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل . وقوله : أو كان عثرياً : العثري هو الذي سقته السماء بالمطر والندى فلم يسق بماء العيون والأنهار ولا ماء الآبار . وقوله :- فيما سُقي بالنضح نصف العشر أي ما سقاه مالكه بالسني أو بالدلاء أو بالمكائن الآلية فالواجب فيه نصف العشر .

إرشادات للمرابي :-

1- اقرأ الأحاديث بتأن وردد ذلك والمستمعون كذلك سراً حتى ترى أن كلهم قد حفظها .

2- اقرأ الشرح جملة جملة مبيناً لهم المعنى حتى يفهموا المراد منه .

3- علمهم أن من شهد أن لا إله الله وجب عليه أن يعبد الله ولا يشرك في عبادته أحداً وأن من شهد أن محمداً رسول الله وجب عليه أن يحبه وأن يطيعه ويتبعه في كل ما أرسل به ودعا إليه .

4- علمهم أن الزكاة أخت الصلاة فلا يحل لمؤمن أن يمنعها متى وجبت عليه ز

5- وجه إلى المستمعين أسئلة عما جاء في الدرس لتتأكد من صحة حفظهم وفهمهم .

وقفه :-
رحم الله عبداً وقف عند همه فإن كان لله مضى وإن كان لغيره تأخر " الحسن بن علي "

الحقاق

الحقاق 13-03-2004 02:16 AM

الدرس الخامس والعشرون



فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم )

الشرح :-

قوله تعالى ( فهل عسيتم ) المخاطبون هنا هم المنافقون وعلى رأسهم عبد الله بن أُبَي إذ قالوا وهم في طريقهم إلى معركة أحد : لِمَ نقتل انفسنا هنا ؟ ورجعوا إلى بيوتهم . فخاطبهم الله عزّ وجلّ موبخاً لهم منكراً عليهم موقفهم الشائن المخزي وقوله تعالى ( إن توليتم ) أي رجعتم عن الإيمان الصوري الذي تتظاهرون به تَقِيّةً وقوله ( أن تفسدوا في الأرض ) بالشرك والمعاصي . وقوله ( وتقطعوا ارحامكم ) بأن لا تصلوا رحماً من أرحامكم وهم أقرباؤهم المؤمنون فإنهم إن كفروا لا يصلون رحماً كما هي عادة أهل الكفر . كما أن اللفظ بدل الآية أخرى وهي حق وذلك بأنهم لو تولوا الحكم لأفسدوا في الأرض بالظلم والاعتداء والشر والفساد وتقطيع الأرحام كما هي حال الحاكم الكافر لجهله وظلمه نفسه . وقوله تعالى ( أولئك الذين لعنهم الله ) أي أبعدهم من رحمته فأصمهم فهم لا يسمعون الحق والمعروف وأعمى أبصارهم فهم لا يشاهدون الآيات والعبر . شأنهم شأن الأعمى والأصم .

إرشادات للمرابي :-

1- اقرأ الآية قراءة مرتلة وكررها حتى يحفظها المستمعون .

2- اقرأ الشرح بتأنٍ ووضح ما يحتاج إلى توضيح .

3- حذرهم من النفاق وهو إظهار الإيمان وإبطان الكفر .


4- علّمهم أن ارتكاب الذنوب من الإفساد في الأرض .

5- حذرهم من قطيعة الرحم فإنها من الكبائر . وذكرهم بقول الرسول صلى الله عليه وسلم ما من ذنب أحرى أن يعجل الله تعالى عقوبته في الدنيا مع ما يدخر لصاحبه في الآخرة من البغي وقطيعة الرحم . رواه غير واحد وصححه الترمذي .

وقفه :-

قال خالد بن صفوان :- لا تطلبوا الحوائج عند غير اهلها ، ولا تطلبوها في غير حينها ، ولا تطلبوا ما لا تستحقون منها ، فإن من طلب مالا يستحق استوجب الحرمان .

الحقاق

الحقاق 13-03-2004 02:17 AM

الدرس السادس والعشرون


قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ( يقول الله تعالى :- أنا الرحمن وهذه الرَّحمُ شققتُ لها اسماً من اسمي فمن وصلها وصلته ، ومن قطعها قطعته ) رواه أحمد وأبو داود والترمذي
الـــشــــرح :-

قول صلى الله عليه وسلم أنا الرحمن هذا إخبار عن نفسه تعالى بأن اسمه الرحمن وفي القرآن الكريم يقول جلّ جلاله ( هو الرحمن الرحيم ) الآية ، ويوضح هذا رواية البخاري وهي : قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن الله تعالى خلق الخلق حتى إذا فرغ منهم قامت الرحم فقالت : هذا مقام العائذ بك من القطيعة قال : نعم أما ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك ؟ قالت بلى . قال فذلك لك ) فهنيئاً لمن وصل رحمه ولم يقطعها .

ووصل الرحم يكون بالآتي :-

1- كف الأذى .

2- إكرامهم واحترامهم .

3- إسداء الخير والمعروف إليهم .

وقطع الرحم يكون بالآتي :-

1- أذيتهم باللسان أو اليد .

2- إهانتهم وعدم احترامهم .

3- منع المعروف والخير عنهم .

إرشــادات للمربي :-

1- اقرأ الحديث بتأنٍ وليتابعك المستمعون حتى يحفظه أكثرهم .

2- اقرأ الشرح جملة جملة مبيِّنا لهم المعنى المراد من الحديث .

3- ذكرهم بأن الله تسعة وتسعين اسماً منها الرحمن وعليهم أن يحفظوا منها ما أمكنهم ليدعوا الله تعالى بها لقوله تعالى ( والله الأسماء الحسنى فادعوه بها )

4- بين لهم معنى العائذ وأنه المستجير طالب الحماية من المرهوب والمكروه .

5- علمهم أن الله تعالى أنطق كل شيء فالمخلوقات كلها من حيوان وجماد وغيرها إذا استنطقها الله نطقت وفي سورة فصلت دليل ذلك إذ قال تعالى ( وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا قالوا أنطقنا الله الذى أنطق كل شيء ) فصلت : 21 .

وقفه :-
قال عمر رضي الله عنه ( إن الذي تشتهي نفسه المعاصي ويتركها لله عز وجل من ( الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى لهم مغفرة وأجر عظيم ) الفوائد ص 203

الحقاق

الحقاق 13-03-2004 02:19 AM

الدرس السابع والعشرون


قول الله جل جلاله (وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا)

الـــشـــــــرح :-

قوله تعالى ( قضى ) معناه حكم وأمر ووصى عباده بأن يعبدوه وحده ولا يعبدوا معه غيره . كما قضى وحكم وأمر ووصى عباده بأن يحسنوا بوالديهم إحسانا تاما غير ناقص . كما نهاهم عن الإساءة إليهم حتى ولو كانت كلمة تضجر وتأفف نحو أفٍ ، وقوله ( إما يبلغن عندك الكبر ) الآية . أي إن يبلغ سن الكبر عندك واحد منهما الأب أو الأم أو يكبران معاً وأنت حي موجود بينهما وتطهر نجاستهما وتقدم لهما ما يحتاجان إليه ولا تتضجر ولا تتأفف من خدمتهما كما كانا هما يفعلان ذلك معك وأنت طفل تبول وتتغوط وهما يغسلان وينظفان ولا يتضجران ولا يتأففان . وقوله ( ولا تنهرهما ) أي لا تزجرهما بالكلمة العالية النابية . وقوله ( وقل لهما قولا كريما ) أي قل لهما قولا جميلا سهلا لينا يشعران معه بالكرامة والتقدير ، وقوله ( واخفض لهما جناح الذل من الرحمة ) أي ألن لهما جانبك وتطامن معهما وتعطف وترحم عليهما وادع لهما بالمغفرة والرحمة طوال حياتك .

إرشادات للمربي :-
1- اقرأ الآيتين بتأنٍ وواصل القراءاة حتى يحفظهما أكثر المستمعين .

2- اقرأ الشرح جملة جملة وبين معنى كل جملة وكرّر ذلك حتى تطمئن فهم المستمعين .

3- نبهم إلى عِظَم ذنب الشرك وأنّه من أعظم أنواع الظلم واذكر لهم أمثلة من شرك العبادة كالدعاء والذبح والنذر لغير الله تعالى .

4- علمهم أن الإحسان بالوالدين يتم بثلاثة أمور :- وهي طاعتهما في المعروف ، وإيصال الخير إليهما ، وكف الأذى عنهما .

وقفه :-
قال الفضيل بن عياض ( لأن يصحبني فاجر حسن الخلق أحب إليّ من أن يصحبني عابد سيئ الخلق .




الحقاق


22/1/1425 هجري

الحقاق 13-03-2004 11:35 PM

الدرس الثامن والعشرون




روى الشيخان البخاري ومسلم عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال ( سألت النبي صلى الله عليه وسلم :- أيُّ العمل أحبُ إلى الله تعالى ؟ قال الصلاة على وقتها قلتُ ثُم أي ؟ قال بر الوالدين قلتُ ثمَّ أي ؟ قال الجهاد في سبيل الله . ورويا أيضا عن أبي بكرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( ألا أبنئكم بأكبر الكبائر ؟ ثلاثاً قلنا بلى يا رسول الله . قال الإشراك بالله ، وعقوق الوالدين وكان متكئا فجلس فقال ألا وقول الزور وشهادة الزور فما زال يكررها حتى قلنا ليته سكت ).



الشرح :-

دل سؤال ابن مسعود عن أحب الأعمال إلى الله تعالى على أن المؤمن يتقر إلى الله تعالى بأحب الأعمال إليه ليفوز بمحبة الله تعالى ورضاه ودل جواب النبي صلى الله عليه وسلم على أحب الأعمال إلى الله تعالى : الصلاة على وقتها أي في أول وقتها ، وبر الوالدين وهو طاعتهما في المعروف وكفّ الأذى عنهما ، وإيصال الخير إليهما والجهاد وهو باللسان والمال والسنان على شرط أن يكون في سبيل الله وهو نصرة دينه وعبادة المؤمنين ونشر دعوة الإسلام في الناس أجمعين .

وقوله :- في حديث أبي بكرة " وعقوق الوالدين " دل على أن عقوق الوالدين من أكبر الكبائر وبذلك أصبح بر الوالدين من أحب الأعمال إلى الله وعقوق الوالدين وهو ضد برهما من أكبر الكبائر فلنتق الله تعالى في بر الوالدين وفي عقوقهما وبذلك ننجو من عذاب الله ونسعد بنعيمه . في مقعد صدق عند مليك مقتدر سبحانه وتعالى .


إرشادات للمربي :-


1- اقرأ الحديثين وكررهما والمستمعون يرددونهما حتى ترى أن أكثرهم قد حفظهما .

2- اقرأ الشرح بتأن وفسر لهم المعاني بحسب قدرتهم على الفهم .

3- اذكر لهم أن الأم مقدمة على الأب في البر لحديث البخاري : من أحق الناس بصحبتي قال أمك ، قال ثم من ؟ قال أمك . قال ثم من ؟ قال أمك . قال ثم من ؟ قال أبوك .

4- ذكرهم بأن للوالدين حقوقاً بعد موتهما وهي الصلاة عليهما ، والاستغفار لهما وإنفاذ عهدهما من بعد موتهما وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما وإكرام صديقهما . رواه ابو داود .

وقفه :-

قال رجل للشعبي :- إن فلاناً عالم .

قال :- ما رأيت عليه بهاء العلم !

قال :- وما بهاؤه ؟

قال الشعبي :- السكينة ، إذا عَـلَّـمَ لم يُـعَـنِّـف ، وإذا عُـلِّـمَ لم يَـأنف .

الحقاق

23/1/1425 هجري

الحقاق 15-03-2004 01:24 AM

الدرس التاسع والعشرون



قول ُ الله تعالى :- ( قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (31)قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ (32) ) " سورة آل عمران


الــشــرح :-

هذه الآية نزلت في وفد نصارى نجران حيث ادعوا أنهم ما عبدوا عيسى عليه السلام إلا طلباً لحب الله تعالى لهم . فأمر الله تعالى رسوله أن يقول لهم ( إن كنتم تحبون ) أن يحبكم لذا عبدتم عبده ورسوله واتخذتموه وأمه إلهاً . فاتبعوني فيما جئت به من التوحيد والدين الإسلامي يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم . ثم أمر رسوله أن يقول لهم أمراً بما يحقق حبّ الله تعالى وهو طاعته وطاعة رسوله ( قل أطيعوا الله والرسول فإن تولّوا ) ورفضوا طاعة الله وطاعة رسوله فهم كافرون والله لا يحبهم لأنه لا يحب الكافرين .

إرشـادات للـمربي :-

1- اقرأ الآيتين قراءة تبأنٍ وعدّة مرات حتى يحفظهما أكثر المستمعين .

2- اقرأ الشرح جملة جملة مبيناً لهم المعنى المراد من كل جملة .

3- علِّمهم أن سبب عبادة النصارى لعيسى عليه السلام وأمّه هو الغلو في حب عيسى وأمه لذا يجب أن ننهى عن الغلو في الصالحين و الأولياء حتى لا يعبدوا مع الله ويقع المؤمنون في الشرك .

4- علمهم أن حب الله دين وعبادة وأن من لم يحب الله تعالى يكفر .

5- علمهم أن علامة حب العبد لله تعالى طاعته في الأمر والنهي وأسمعهم قول الشاعر :-


تعصي الإله وأنت تُظهر حبَّه *** هذا لعمري في القياس بديع

لو كان حُـبُّك صادقاً لأطعته *** إنّ المحب لمن يحب مُطيعُ

6- علمهم أن الشأن ليس أن تُحِب ، ولكن الشأن أن تُحَب إذ لو أن عبداً أحب الله ولم يطعه فلم يحبه الله فإنه لم ينتفع بحبه وكان من الخاسرين .

وقفه :-
المحبة الصادقة كضوء الشمس لا يمكن أن يحجبه أحد

الحقاق

24/1/1425 هجري

الوافـــــي 16-03-2004 06:14 AM

أخي / الحقاق

موضوع جدير بالقراءة فعلاً ، والجهد فيه كبير
بارك الله فيك أخي ونفع بك وبعلمك

تحياتي

:)

الحقاق 20-03-2004 12:53 AM

الاخ الفاضل / الوافي

اشكرك على مرورك وجزاك الله خير في الدارين





الحقاق

الحقاق 20-03-2004 12:54 AM

الدرس الثلاثون




قول النبي صلى الله عليه وسلم ( أحِبُّوا الله لِمَا يَغْذوكُمُ بِهِ مِنَ النّعَم وأحبونِي بحب الله تعالى ) رواه الترمذي


الــشــرح :-


يقال غذاه يغذوه وعذَّاه تغذية أعطاه بما به قوام جسمه فالله تعالى هو الذي خلق لنا أنواع الأغذية وهي نعم لا تعد ولا تحصى فوجب أن نحبه لإنعامه علينا وإحسانه إلينا . ولما كان الله تبارك وتعالى يحب نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وجب علينا أن نحبه بحب الله تعالى لذا قال صلى الله عليه وسلم لنا :- أحبوا الله لما يغذوكم به من النعم . لأن المنعم يُحب بالفطرة . وقال :- وأحبوني أنا بحبه إذ من أحبَّ الله تعالى أحب كل ما يحب والله تعالى قد أحب رسوله محمد صلى الله عليه وسلم لذا اصطفاه وفضله على سائر أنبيائه ورسله ورفعه إليه وناجاه وأوحى إليه ما أوحى وذلك ليلة الإسراء والمعراج .

إرشـــادات للمربي :-


1- اقرأ الحديث بتأنٍ والمستمعون يرددونه معك حتى ترى أنهم قد حفظوه .

2- اقرأ الشرح عليهم جملة جملة مبيناً لهم المعنى المراد من الحديث .

3- علمهم أن حب الله تعالى وحب رسوله وحب كل ما يحب الله ورسوله واجب على كل مؤمن ومؤمنة .

4- ذكرهم بأن حب الله ورسوله مستلزم طاعتهما في المنشط والمكره .

5- نبهم إلى أن ذكر النعم التي أنعم الله تعالى بها عليهم تجلب للعبد حب الله تعالى وحب رسوله .

6- نبهم إلى أن الغفلة عن النعم وعدم ذكرها وعدم شكرها هما السبب في ضعف حب الله تعالى في نفوسهم والعياذ بالله تعالى .

7- ذكرهم بأن حب الله تعالى للعبد يحصل بمتابعة الرسول صلى الله عليه وسلم فيما جاء به من الدين والشرع .

وقفه :-
اتق الله بطاعته ، وأطع الله بتقواه ، وكُفّ يدك عن دماء المسلمين ، وبطنك عن أموالهم ، ولسانك عن أعراضهم . " أبو بكر رضي الله عنه وأرضاه "

الحقاق

29/1/1425 هجري

الحقاق 22-03-2004 01:56 AM

[ALIGN=CENTER]الدرسالأول-الشهرالثاني[/ALIGN]



قول الله تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مسلمون (*) وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ........)


الـــشــــرح :-


نادى الله تبارك وتعالى عباده المؤمنين من هذه الأمة المرحومة أمة الخير والحمد ، ناداها بعنوان الإيمان ؛ لأن المؤمن حيّ حياة روحيّة وبدنية فهو قادر على النهوض بالتكاليف الشرعية ، قادر على البذل والعطاء كما هو قادر على الترك والامتناع حتى من أحب الأشياء إلى نفسه ، ناداهم فأمرهم بتقواه وتقوى الله هي سبب سعادة الدنيا والآخرة معاً إنها - التقوى - خوف من عذاب الله يحمل على طاعة الله يفعل ما يأمر به ، وكل أوامِره وأوامر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، دعوة إلى الأخذ بأسباب النجاة ، وعلى طاعة الله بترك ما نهى الله عنه ونهى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو كل ما يؤذي ويضر ، ويجلب الشقاء والشرّ .

ونهاهم عن الموت على غير الإسلام ، إذ من مات على غير الإسلام خسر أبداً .

وأمرهم بالاعتصام بحبله المتين ألا وهو دينه القويم وصراطه المستقيم ؛ لأن ذلك هو سُلَّم رقيّهم وطريق نجاتهم وسعادتهم .

ونهاهم عن التفرق في دينهم ودنياهم ؛ لأن التفرق يضعف قواهم الروحية والذاتية فيضعفوا ويهلكوا كما هلك من قبلهم .


إرشادات للمربي :-

1- رتل الآية ترتيلا حتى ترى أن المستمعين قد حفظوها .

2- اقرأ الشرح جملة جملة مبيّناً لهم مراد الله تعالى من كل جملة .

3- ذكرهم بأن تقوى الله تعالى هي السبب المورث للجنة لقوله تعالى ( تلك الجنة التي نورث من عبادنا من كان تقيا ) مرم 63 .

4- علمهم بأن التقوى هي خوف من عذاب الله يحمل على طاعة اله ورسوله صلى الله عليه وسلم .

5- ذكرهم بأن العبد إذا واصل طاعة الله وطاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه لا يموت إلا مسلماً بإذن الله .

6- علمهم أن ما يعصم من الفرقة هو العمل بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم لقول الله تعالى ( فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الأخر ) "النساء 59 " . وقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي كتاب الله وسنتي ) .

وقفه :-
التوفيق خير قائد ، وحُسْنُ الخُلُق خير قرين ، والعقل خير صاحب ، ولأدب خير ميراث ، ولا وحشة أشد من العُجْب . " علي بن أبي طالب رضي الله عنه "

الحقاق

1/2/1425 هجري

الحقاق 23-03-2004 01:45 PM

الدرس الثاني - الشهر الثاني




قول رسول الله صلى ا لله عليه وسلم : ( افترقت اليهود إلى إحدى وسبعين فرقة ، وافترقت النّصارى إلى اثنتين وسبعين فرقة ، وستفترق هذه الإمة إلى ثلاث وسبعين فرقة ، كلها في النار إلا واحدة في الجنة ، وقيل من هم يارسول الله ؟ فقال هم الذين يكونون على ما أنا عليه اليوم وأصحابي ) رواه الترمذي وصححه ورواه غيره



الـــشـــرح :-


قوله صلى الله عليه وسلم افترقت .. إلخ هذا علم من أعلام النبوة ، إذ كيف عرف تفرق اليهود والنصارى والمسلمين على النحو الذي ذكر ، وهو أميٌّ لا يقرأ ولا يكتب ، وهو لم يشهد زمن تفرقهم ؟ قوله : كلها في النار ، لأنها لم تعبد الله عبادة صحيحة تزكي النفس ، وعبدته بعبادات داخلها الابتداع والتحريف والزيادة والنقصان ، فلم تعد تولد الحسنات التي تشرق عليها النفس وتطهر . والله قد حكم أن النفس الزكية هي التي تفلح فقال ( قد أفلح من زكاها ) ، والفلاح هو الفوز بدخول الجنة بعد النجاة من النار . وقوله صلى الله عليه وسلم : هم الذين .... إلخ بيان لعلة دخول الجنة وهي متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه في العقيدة والعبادة والقضاء والأخلاق ولآداب . فهذه المتابعة معناها أن المتابع تزكو نفسه بها فيصبح أهلاً لدخول الجنة بخلاف من تخالف عقيدته وعبادته آدابه وأخلاقه ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه . فإن نفسه لا تزكو بل تتدسَّى فيخيب في عبادته ويخسر .


إرشـــــادات للمربي :-

1- اقرأ الحديث وكرر قراءته بتأنٍ والمستمعون يرددون سرا حتى ترى أن أكثرهم قد حفظ الحديث .

2- اقرأ الشرح مبينا لهم المعنى المراد من كل جملة وكرره حتى تتأكد من فهم أكثرهم .

3- ذكرهم بحرمة الخلاف وأنه شؤم وبلاء ، وأن عليهم إذا اختلفوا في شيء أن يردوه إلى أهل العلم وأهل العلم يردونه إلى الكتاب والسنة .

4- علمهم أن أصحاب رسول الله رضوان الله عليهم هم قدوة المسلمين فلا يحل الطعن في أحدهم بحال من الأحوال ز

5- ذكرهم بحكم الله تعالى في عباده وهو ( قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها ) " الشمس 9 ،10 " مبيناً لهم ما تزكو عليه النفس وهو الإيمان والعمل الصالح ، وما تتدسّى به النفس وهو الشرك والمعاصي .

وقفه :-

إنما تنقض عرى الإسلام عروة ، عروة ... إذا نشأ في الإسلام من لم يعرف الجاهلية " عمر بن الخطاب رضي الله عنه "



قال ابن تيمية :-

لهذا كان الصحابة أعظم إيمانا وجهادا لكمال معرفتهم بالخير وبغضهم للشر وكمال علمهم للخير وبغضهم للشر .

الحقاق

2/2/1425 هجري

الحقاق 24-03-2004 02:47 PM

الدرس الثالث



قول الله جل جلاله وعظم سلطانه ( وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم فتقبلها ربها بقبول حسن وأنبتها نباتا حسنا ) " آل عمران 36 ، 37 "

الشرح :-

أتدرون من القائلة ( وإني أعيذها ) إنها حنّةُ امرأة عمران إحدى صلحاء بني إسرائيل ، مضى على زواجها زمن لم تلد فيه وحنّت إلى الولد فرأت عصفوراً يَزُقُّ أفراخه ، فجاشت عاطفة حب الولد فيه فسألت ربّها إن رزقها ولداً أن تجعله الله يعبده ولا تطلب منه شيئاً أبداً . واستجاب الله تعالى لها وحملت وقالت ( رب إنى نذرت لك ما فى بطني محررا ) - أي خالصاًَ لك - ( فتقبل مني إنك أنت السميع العليم ) وفعلا ولدت بنتاً وسمتها مريم أي خادمة الله . وقالت ( وإني أعيذها بك وذريتها ) أي أحصنهما وأحفظهما من الشيطان الرجيم أن يغويهما ويفسدهما بارتكاب الذنوب وغشيان المعاصي ، واستجاب الله دعاءها وحفظ بنتها مريم وولدها عيسى عليه السلام فلم يَغشيا ذنباً ولم يرتكبا معصية . وتقبل الله النذيرة مريم قبولاً حسناً ( وأنبتها نباتا حسنا ) فكانت تنمو نماءً عجباً على خلاف الأطفال ، كرامة الله لحنّة الصالحة .

إرشادات للمربي :-

1- اقرأ الآية قراءة جيدة ورددها حتى يحفظها المستمعون .

2- اقرأ الشرح بتأن وقف عند كل جملة وبيّن معناها للمستمعين حتى يفهموه .

3- علمهم مشروعية النذر الله تعالى ووجوب الوفاء به وحرمة النذر لغير الله تعالى وأنه من شرك العبادة

4- ذكرهم بأن المؤمنة لا تعوذ مولودها بالحديدة تضعها عند رأسه ولا بالعظم تعلقه بعنقه ، ولكن تعوّذه بالله تعالى كما فعلت حنّة إذ قالت حنّة :- أعيذها بك أي يا ربي .

5- علمهم بأن التوسل يكون بأسماء الله وصفاته كما قالت حنّة ، إنك أنت السميع العليم وليس بدعاء الصالحين والأستغاثة بهم والنذر لهم إذ هذا من الشرك لا من التوسل في شيء

6- ذكرهم باستجابة الله تعالى لحنّة لصدقها في إيمانها وطهارة روحها من الشرك والذنوب فإن الله يستجيب لعباده الصالحين الصادقين الأتقياء ولا يستجيب للمشركين والفاسقين .

وقفه :-

قال بعض الحكماء :- لا تصطنعوا إلى ثلاثة معروفاً ، اللئيم فإنه بمنزلة الأرض السبخة ، والفاحش فإنه يرى الذي صنعت إليه إنما هم لمخافة فحشه ، والأحمق فإنه لا يعرف قدر ما أسديت إليه .

الحقاق

3/2/1425 هجري

الحقاق 25-03-2004 01:52 PM

الدرس الرابع - الشهر الثاني -





قول النبي صلى الله عليه وسلم ( ما من مولود يولد إلا نخسه الشيطان فيستهل صارخا من نخسة الشيطان إلا ابن مريم وأمه . ثم قال أبو هريرة اقرأوا إن شئتم ( وإنى أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم ) رواه مسلم


الشرح :-

قول صلى الله عليه وسلم : ما من مولود هذا اللفظ يدل على العموم فلا يخرج من المواليد مولود قط إلا ما استثنى . ومعنى نخسه عرز في جنبه أو بطنه بعود ونحوه . والشيطان هو إبليس أو أحد ذريته . وقوله : إلا ابن مريم وأمه يعنى عيسى وأمه مريم ، استجابة الله دعوة حنّه إذ قالت : وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم ، كما قال أبو هريرة : وإن شئتم اقرأوا ( وإنى أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم ) .

إرشادات للمربي :-

1- اقرأ الحديث بتأن وأعده مراراً والمستمعون يرددونه معك حتى ترى أنهم قد حفظوه أو كادوا .

2- علمهم أن صرخة المولود لما يولد هي من نخس الشيطان عليه لعائن الرحمن وأنه لا يسلم منها مولود ، ولعل الشيطان يريد بذلك أن يُعَلمَهُ كما يسم صاحب الغنم شاته ليعرفها بذلك الوسم .

3- ذكرهم أن سلامة عيسى من نخسة الشيطان كانت بسبب عدم تأثمه طوال حياته ، إذ يوم يطلب الناس من آدم والرسل الشفاعة لهم في فصل القضاء ، يذكر كل نبي ذنبا - آدم ونوح وإبراهيم وموسى - إلا عيسى فإنه لم يذكر ذنبا قط .

4- علم نساء المؤمنين أن يعوذن أولادهن بالله تعالى ، ولا يعوذوهن بالحديد والعظام والخيوط وما إلى ذلك مما هو شائع عند الجاهلات .

5- ذكرهم بأن أفضل ما تعوذ به متعوذ هو سورة الفلق وسورة الناس لذا من السنة قراءة الصمد والمعوذتين دبر كل صلاة وكذا عند النوم ، تقرأ ثلاث مرات في كـفَّى العبد وينفث فيهما ثم يمسح بهما رأسه ووجهه وما أقبل من جسده .

وقفه :-
قال سفيان بن عيينة : لا تأتون بمثل مشهور للعرب إلا جئتكم به من القرآن ، فقال له قائل : فأين في القرآن ( أعط أخاك تمرة فإن لم يقبل فأعطه جمرة ) فقال :- في قوله تعالى ( ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا )

الحقاق

4/2/1425 هجري

الحقاق 26-03-2004 02:18 PM

الدرس الخامس



قولُ الله تبارك وتعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كثيرا (*) وسبحوه بكرة واصيلا ) الأحزاب 41 ،42


الشرح :-

هذا النداء الإلهي الكريم من رب رحيم يُوجهه إلى المؤمنين الصادقين ليعلمهم ما يزيد به إيمانهم ونورهم ويحفظون به من عدوهم وهو ذكر الله تعالى لهم . قوله تعالى ( ذكرا كثيرا ) ، إن الذكر الله تعالى بالقلب واللسان بمثابة مُوَلِّدِ للنور ، لا بد من مواصلته حتى لا يخفت أو ينطفيئ فيضل العبد . لذا لم يجعل له عداً ولا حداً بخلاق سائر العبادات ، فإن لها عدداً أو حداً تنتهي إليه . وقوله تعالى ( وسبحوه بكرة وأصيلا ) أي قدسوه ونزهوه عن الشريك والنظير وكل نقص كالصاحبة والولد ، وذلك بعبادته وحده والصلاة هي العبادة الوحيدة التي لا يزال العبد يذكر الله فيها حتى يخرج منها ، ولذا من صلى الصبح وصلّى العصر فقد امتثل أمر الله في قوله ( وسبحوه بكرة وأصيلا ) ؛ لأن البكرة الصبح ، والأصيل المساء ، وورد أنّ من قال سبحان الله وبحمده مائة مرة صباحاً او مساء غفر له ما تقدم من ذنبه .

إرشادات للمربي :-

1- اقرأ الآيتين قراءة جيّدة وكرر القراءة حتى ترى أن أكثر المستمعين قد حفظهما .

2- ذكرهم بأن نداء الله للمؤمنين فيه شرف لهم ورفعة سببهما إيمانهم الذي هو بمثابة الروح للأجسام الميّته ، لذا فالمؤمن حيٌّ ، والكافر ميّت .

3- اذكر لهم الأوراد الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم في الذكر نحو ك لا إله الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير مائة مرة ، وسبحان الله والحمدالله والله أكبر ثلاثاً وثلاثين وختامها بلا إله الله وحده لا شريك له له الملك ، وله الحمد وهو على كل شيء قدير ، ونحو ربّ اغفر لي وتب عليّ إنك أنت التواب الرحيم . إذ كان يكثر منها رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قال ابن عمر عددناها فوجدناه يقولها في المجلس الواحد مائة مرة .

4- علّمهم أن المؤمن لا يبرح يذكر الله حتى يدخل بيت الخلاء ، أو ينام ، إن المؤمن نطقه ذكر وصمته فكر كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الله تعالى أمره به .

وقفه :-

سب رجل المهلب بن أبي صفرة وأفحش في سبه والمهلب ساكت لا يرد عليه ، فمر رجل فسمعه فرد على السفيه وخاصمه ثم التفت على المهلب وقال :- هلا انتصرت لنفسك ؟ فقال : يا ابن أخى وجدت النصرة في الحلم ولولا حلمي ما انتصرت أنت لي .

الحقاق

5/2/1425 هجري

الحقاق 27-03-2004 10:35 AM

الدرس السادس





قول الرسول صلى الله عليه وسلم ( مثل الذي يذكر ربه ، ولذي لا يذكره مثل الحي والميت ) رواه البخاري .

( مثل البيت الذي يذكر الله فيه والبيت الذي لا يذكر الله فيه مثل الحي والميت ) رواه مسلم
.


الشرح :-

المثل :- الصفة أي صفة الذي يذكر ربه ، والذي لا يذكره صفة الحي والميت أي الذاكر حيّ والتارك للذكر ميت . وبيان ذلك أن الذكر يكون بالقلب وللسان ، فمن ذكر ربه دلّ ذكره على حياته ، لأن الإدراك والفهم والوعي تكون بالقلب ، والنطق والإعراب والبيان تكون باللسان ومن لا يذكر ربه دلّ عدم ذكره على موت قلبه وتوقف حركة لشانه وبذلك فهو ميت ، وسرّ هذه الظاهرة أن الله تعالى خلق للإنسان هذه الكائنات لتقوم عليها حياته ، وخلقه هو لعبادته ، وعبادة الله تعالى وإن كانت طاعته بفعل أمره ، وترك نهيه ، فإنها تدور على حقيقة الذكر والشكر .

وقوله صلى الله عليه وسلم ( مثل البيت الذي يذكر الله فيه ..... إلخ ) دال على مادل عليه الحديث قبله ، وهو أن البيت الخالي من ذكر الله تعالى صاحبه ميت ، إذ لو كان حيًّا لذكر الله تعالى بعبادته ، كما أن البيت الذي يذكر الله تعالى فيه صاحبه حي ودليل حياته ذكره الله تعالى بعبادته التي تدور على الذكر والشكر .

إرشادات للمربي :-

1- اقرأ الحديثين وردّد القراءة حتى يحفظ المستمعون الحديثين أو يقاربوا حفظهما .

2- اقرأ الشرح بتأنٍ وقف عند كل معنى وردده حتى ترى أن المستمعين قد فهموه .

3- ذكرهم بما في الذكر من عظيم الأجر .

4-ذكرهم أن ذكر الله بالقلب واللسان هو أكبر حصن للذاكر فلا يصل إليه الشيطان ولا يتمكن من إغوائه بحمله على معصية الله تعالى بارتكاب كبائر الإثم والفواحش .

5- حثهم على ملازمة الأوراد الثابته عن النبي صلى الله عليه وسلم كالذكر بعد الصلوات الخمس ، وعند النوم وعند دخول الخلاء وبعد الوضوء وعند الأكل والشرب ، وما إلى ذلك .

6- ذكرهم أن قراءة القرآن يتحقق معها الذكر والشكر بصورة أوفر وأعظم أجراً .


وقفه :-

قال يحيى بن خالد البرمكي :- - لا - الكريم أنجح من - نعم - اللئيم لأن - لا - الكريم ربما كانت في وقت غضب وإبان سأمه و - نعم - اللئيم تصدر عن تصنع وفساد نية وقبح مآل .

الحقاق

6/2/1425 هجري

الحقاق 28-03-2004 02:24 PM

الدرس السابع




لْيَوْمَ قوله تعالى ( وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ اتُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ ) الأنعام 93



الشرح :-

قوله تعالى ( ولو ترى ) ..... إلخ . إن المراد بالظالمين هنا المشركون ؛ لأن الظلم وضع الشيء في غير موضعه ، والمشركون وضعوا العبادة في غير موضعها حيث عبدوا غير الله تعالى ، وغير الله تعالى لا يستحق العبادة ؛ لأنه لم يخلق العابد له ولم يرزقه ولم يحفظ عليه حياته إلى نهايتها ، ولا يجزي العابد على عبادته إذ لا يملك شيئاً لأنه مخلوق مربوب ويؤكد أن الظالمين هنا هم المشركون قوله تعالى في نهاية الآيات ( وَمَا نَرَى مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاءُ ) الأنعام 94 . والمشرك مكذب بآيات الله قائل على الله غير الحق مستكبر والعياذ بالله تعالى . والمراد من ( غمرات الموت ) سكراته وآلامه التي تغمرُ المُحتضر ، والمراد من ( والملائكة ) ملك الموت وأعوانه ، وبسط أيديهم لضرب بالهون إشارة إلى استكبار المشركين عن قبول الحق وهو الإيمان بالله وآياته وإخلاص العبادة الله وحده . وجواب : ( لو ) الشرطية مقدر أي لرأيت أمراً فظيعاً لا يقادر قدرة .

إرشادات للمربي

1- اقرأ الآية وكرر قراءتها والمستمعون يرددنها معك حتى ترى أن أكثرهم حفظها .

2- اقرأ الشرح بتأنٍ وقف عند كل معنى تكرره حتى ترى أنهم قد فهموه .

3- علمهم أن للموت سكرات ولا ينجو منها أحد ، وتعظم على غير الصالحين وتَشْـتَدُ .

4- حذرهم من الشرك والقول على الله بغير الحق ، والا ستكبار عن قبول الحق والتسليم به .

5- علمهم أن المحتضر يرى ملك الموت ، والملائكة والمرافقين له ، فإن كان من أهل الإيمان والاستقامة طمأنوه بأنه لا يخاف ولا يحزن وبشروه بالجنة لأية فصلت (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ) فصلت : 30

وقفه :-

مات لعلي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضوان الله عليهم ولد ، فلم يحزن ولم يجزع عليه ، فقال له أحدهم : يا على أيموت ولدك وفلذة كبدك وأملك في الحياة وظهيرك فيها ولم تأبه لموته ولم تجزع ؟ فأجاب على رضي الله عنه : نعم لأنه أمر كنا نتوقعه ، فلما وقع لم ننكره وفي هذا تسليم لقضاء الله عز وجل .

الحقاق

7/2/1425 هجري

الحقاق 30-03-2004 09:50 AM

الدرس الثامن




قوله صلى الله عليه وسلم :- إن العبد إذا وضع في قبره وتولى عنه أصحابه وإنه ليسمع قرع نعالهم أتاه ملكان فيقعدانه فيقولان له :- ما كنت تقول في هذا الرجل ( لمحمد صلى الله عليه وسلم ) فأما المؤمن فيقول : أشهد أنه عبدالله ورسوله ، وأما المنافق أ الكافر فيقولان له : ما كنت تقول في هذا الرجل ؟ فيقول : لا أدري كنت أقول كما يقول الناس ، فيقال له : لا دريت ولا تليت ، ويُضرب بمطارق من حديد ضربة فيصيح صيحة يسمعه من يليه غير الثقلين ) رواه أبو داود وأحمد والحاكم وغيرهم


الشرح :-

قوله وتولى عنه أصحابه أي رجع من صحبه إلى المقبرة من المشيعين له ، والملكان هما منكر ونكير ، وقوله : في هذا الرجل إشارة إلى النبي صلى الله عليه وسلم المسؤول عنه كما في رواية " من ربك وما دينك ، ومن نبيك ؟ " وقوله : أنظر إلى معقدك من النار .... إلخ هذا دليل على أن الله تعالى أعد لكل إنسان منزلاً في النار ومنزلاً في الجنة ، ثم الناس يتوارثون المنازل فالمؤمن يرث منزل الكافر في الجنة ، والكافر يرث منزل المؤمن في النار ويشهد له قوله تعالى على لسان إبراهيم : واجعلني من ورثة جنة النعيم ، والمنافق هو من أخفى الكفر وأظهر الإيمان حماية لنفسه وماله من المسلمين . ومعنى لا تليت أي لا اتبعت من تلا يتلو وأبدل بتليت ليجانس لا دريت . والمراد بالثقلين الإنس والجن وقول : لا دريت ولا تليت دعاء على المنافق أو الكافر الذي قال لا أدري .

إرشادات للمربي :-

1- اقرأ الحديث بتأنٍ وكرّر القراءة والمستمعون يقرأون معك حتى ترى أنهم حفظوه ز

2- ذكرهم بقول الله تعالى ( يثبت الله الذين ءامنوا بالقول الثابت فى الحياة الدنيا ) " إبراهيم 27 " . وقول الله تعالى ( النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ) " غافر :46 " إذ في هذا شاهد على سؤال القبر ونعيمه أو عذابه .

3- علمهم أن من أنكر سؤال القبر ونعيمه وعذابه قد كذب بآيات الله وكذب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو كافر .

4- علمهم الاستعاذة من عذاب القبر في التشهد الأخير من الصلاة ، وهو " اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر وعذاب جهنم ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الداجال " .

وقفه :-

قال علي رضي الله عنه ( لو علم الله شيئاً في العقوق أدنى من افٍّ لحرمه ، فليعمل العاق ما شاء أن يعمل فلن يدخل الجنة ، وليعمل البار ما شاء أن يعمل فلن يدخل النار )

الحقاق

9/2/1425 هجري

الحقاق 31-03-2004 12:30 AM

الدرس التاسع




قول الله تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفلِحُونَ ) المائدة :35

الشرح :-

قوله تعالى ( يأيها الذين ءامنوا ) هو نداء الله تعالى لعباده المؤمنين الذين آمنوا بالله ربّا وإلهاً وبالإسلام ديناً وبمحمداً نبياً ورسولاً . ناداهم ليأمرهم بفعل ما ينجيهم ويسعدهم وهو تقواه عزّ وجلّ بفعل أوامره واجتناب نواهيه ، وطلب الوسيلة إليه ليُحبهم ويقربهم وذلك بفعل النوافل الزائدة عن الفرائض ، وهي نوافل الصلاة والزكاة والصيام والحج والجهاد في سبيله أي من أجل أن يعبد وحده لا شريك له وذلك بدعوة المشركين والكافرين إلى الإيمان والتوحيد وحمايتهم إذا أسلموا من أن يتعرض لهم كافر بالقتل أو السلب أو الفتنة في الدين ، ثم رجَّاهم تعالى بقوله تعالى ( لعلكم تفلحون ) أي إن أنتم اتقيتم وتوسلتم وجاهدتم أصبحتم مؤهلين للفلاح وهو الفوز بالجنة بعد النجاة من النار في الآخرة وفي الدنيا الفلاح والنصر والعزة والكرامة والأمن والطهر ووافر النعم .

إرشادات للمربي :-

1- رتل الآية وليرتلها معك سراً المستمعون حتى ترى أنهم قد حفظوها .

2- اقرأ الشرح بتأنٍ وإعادة الجملة وشرحها بحسب فهم المستمعين .

3- ذكرهم بأن الإيمان الصحيح السليم القوي هو بمثابة الروح فصاحبه مؤمن حيٍّ قادر على الامتثال والاجتناب بخلاف غير المؤمن ، ومدخول الإيمان وضعيفه فإنه لا يقدر على التكليف والنُهُوضِ بما كُلّف .

4- ذكرهم أن الوسيلة لا تكون إلا بالإيمان والعمل الصالح وذكرهم بوسيلة أصحاب الغار الواردة في الدرس بعد هذا .

5- علمهم أن توسل الجاهلين بدعاء الأموات والذبح لهم والنذر لهم والعكوف حول قبورهم والحلف بهم والتمسح بتوبة أضرحتهم هو شرك بالله وليس توسلاً إلى الله تعالى .

وقفه :-

قال بكر بن عبدالله : أحق الناس بلطمة من أتى طعاماً لم يدع إليه ، وأحق الناس بلطمتين من يقول له صاحب البيت اجلس ههنا فيقول لا ههنا ، وأحق بثلاث لطمات من دعى إلى طعام فقال لصاحب المنزل ادع ربة البيت تأكل معنا .

الحقاق

10/2/1425 هجري


Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.