أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية

أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com/index.php)
-   الخيمة الإسلامية (http://hewar.khayma.com/forumdisplay.php?f=8)
-   -   مفاهيم مغلوطة (http://hewar.khayma.com/showthread.php?t=37924)

الحقاق 07-02-2004 01:32 PM

مافهيم مغلوطة
 
( مفاهيم مغلوطة في العقيدة والعبادات واللغة والألفاظ أخطاء علمية وتاريخية وثقافية وإعلامية )




هذا العنوان هو عنوان لكتاب من تأليف مهدي سعيد رزق كريزم من دار طويق للنشر والتوزيع .




وهو كتاب فيه من الفوائد والمعلومات القيمه التي يستفيد منها المسلم ،( ويحتوي هذا الكتاب على جملة من الأخطاء الشائعة والمفاهيم المغلوطة التي شاعت وانتشرت واشتهرت على ألسن الناس او في عقولهم ومعلوماتهم أو في أفعالهم وسلوكهم او في أمور عديدة ومجالات متفرقة : في العقيدة والعبادة والعادة والسلوك أو في اللغة والتاريخ والعلوم والأخرى )


الفصل الأول


مفاهيم وأخطاء شائعة في العقيدة


أولاً :- أخطاء شائعة فيما يخص أسماء الله تعالى وصفاته

أ - ما ليس من أسماء الله تعالى :-

هناك أسماء يتناقلها بعض الناس وينسبونها إلى الله تعالى على أنها من أسمائه الحسنى وهي ليست كذلك ، ويجب أن نعلم أن أسماء الله تعالى تقيفية لا مجال للعقل أو الاجتهاد فيها ، بل يجب الوقوف فيها على ما جاء في الكتاب والسنة دون زيادة أو نقص ، وألاّ نعتمد على العقل في إثبات أسماء الله تعالى وصفاته ، لأن العقل لا يُمكنه إدراك ما يستحقه الله تعالى من الأسماء والصفات ، ولا نعتمد أيضاً في إثباتها على القياس والاشتقاق من الأفعال ونحوها .


1- الدهر :-


ليست اسما من أسماء الله تعالى ، ومن زعم ذلك فقد أخطأ ، وذلك لسببين ، السبب الأول :- أن أسماءه سبحانه وتعالى حُسنى :- أي بالغة في الحسن أكمله ، فلابد أن تشتمل على وصف ومعنى هو أحسن ما يكون من الأوصاف والمعاني في دلالة هذه الكلمة ، ولهذا لا نجد في أسماء الله تعالى اسماً جامداً ، والدهر :- أسم جامد لا يحمل معنى إلا أنه اسم للأوقات . والسبب الثاني :- إن سياق الحديث الذي ورد فيه اسم الدهر يأبى ذلك ، والحديث هو قوله - صلى الله عليه وسلم - ( قال الله تعالى :- ( يؤذيني ابن آدم يسب الدهر ، وأنا الدهر بيدي الأمر ، أقلِّب الليل والنهار ) متفق عليه ، فالليل والنهار هما الدهر ، فكيف يمكن أن يكون المُقلَّب هو المُقلِّب !! وأما قوله : ( وأنا الدهر ) أي مدبر الدهر ومُصرِّفه كما قال تعالى وتلك الأيام نداولها بين الناس ) سورة آل عمران الآية 140 ، ولا يقال بأن الله نفسه هو الدهر ، ومن قال ذلك فقد جعل الخلوق خالقاً ، ونلاحظ في الحديث أن في الكلام محذوف ( وأنا الدهر ) وتقديره : وأنا أقلب الدهر ، لأنه فسَّره بقوله ( أقلب الليل والنهار ) ولأن العقل لا يمكن أن يجعل الخالق الفاعل هو الخلوق .

يتبع ان شاء الله .............................

وقفه :-

من اقوال عمر رضي الله عنه ( ليس لأحد عذرٌ في تعمد ضلالة حسبها هدىً ، ولا ترك حق حسبه ضلالة )

الحقاق 16/12/1424هجري

aboutaha 07-02-2004 02:21 PM

الاخ الحقاق

وانا اقرا موضوعك ... جاء ببالي ان اطرح تحذيرا مهما جدا


سمعت قديما من بعض الناس الذين يتجمعون بزعمهم لذكر الله ان كلمة آه من اسمائه تعالى

فهم يذكرون الله ومع سرعة في الذكر يصبح لفظة الجلالة يقال ( اه اه اه اه )

الحقاق 08-02-2004 12:56 PM

الاخ الفاضل / زهير


أشكرك على مرورك و مداخلتك وجزاك الله خير في الدارين

الحقاق 08-02-2004 01:00 PM

أواصل معكم أسماء الله والتي ولم يرد فيها شيء ومنها :-



2:-الحارث:- ليس من أسماء الله تعالى ، ولم يرد فيها شيء ، والله تعالى يُوصف بأنها الزارع - يوصف بذلك وصفاً ولا يسمى به .



3:- ومن ذلك :- الباقي - الآتي - الآخذ - الأبد - الناظر - السامع - القائم - الفعّال - الفالق - المخرج - الأزلي - الباطش - الجائي - التام - الجوهر - الحنّان - الدائم - الدليل - الرشيد . فكل تلك الأسماء لم تثبت أنها من أسماء الله تعالى التي يُسمَّى بها سبحانه " انظر ( الانتباه إلى ماليس من أسماء الله ) صالح العصيمي ".


4:- الساتر ـ السِّـتَّار :- اسمان مشهوران على ألسنة الناس ، ولم يردا في الكتب الصحيحة ، ولم يثبت فيهما نص . وقد كثر التسمي بعبد الستّار عند الناس ، كما أنه اشتهر على الألسنة قول : يا ساتر او ياستار عند رؤية ما يُفزع . وعليه فإن التسمي بعبد الساتر أو بعبد الستار فيه نظر . وقال بعض المعاصرين :- إنما يُقال يا ستِّير لما أخرجه أبو داود والنسائي والبيهقي وأحمد عن يعلى بن أمية مرفوعاً " إن الله حيي ستير يحب الحياء والستر " وهو صحيح .


5:- ومن ذلك أسماء :- الشيء - الموجود - الذات . فلا يقال الله تعالى :- يا( موجود) ولا يا ( شيء ) أو يا ( ذات ) فهذه ليست من أسماء الله تعالى .


6:- الصاحب :-ليس من أسماء الله تعالى وقوله صلى الله عليه وسلم ( اللهم أنت الصاحب في السفر ....) إنما هو إخبار ، لأنه قيَّده بقوله :- " الصاحب في السفر " .

7:- الصانع - الطالب - العاطي - الضَّار - النافع . كل هذه الأسماء لم يرد بها نص .


8:- العارف :- ليس من أسماء الله تعالى ، ولا يوصف به - ايضا - سبحانه ، فلا يُقال بأنه عارف ، بل من أسمائه تعالى العليم ومن صفته العلم .

9:- العالم :- قال الشيخ سليمان بن عبدالله :- " إنه ليس من الأسماء ، لأنه لم يرد فيه شيء من الأحاديث .. لأن الأسماء توقيفية " . "تيسير العزيز الحميد ص655 " وأقره الشيخ بكر أبو زيد في المعجم المناهي للشيخ بكر أبو زيد 211 .

10 :- العال :-ليس من أسماء الله تعالى ، قال الشيخ بكر أبو زيد في المعجم ص 228 : " أسماء الله تعالى توقيفيه ، وليس منها العال ..." واسمه سبحانه ( المتعال ) وليس ( العال) قال تعالى : ( عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال ) سورة الرعد الأيه 9 .

================================================== =======

يتبع بإذن الله ...............

وقــفــه :-

لا تغرنك صحة جسمك ، وسلامة نفسك ، فمدة العمر قليلة ، وصحة الجسم مستحيلة .

الحقاق


17/12/1424 هجري

الحقاق 09-02-2004 01:43 PM

ومن الأسماء التي يعتقد كثير من الناس أنها أسماء لله عزوجل منها :-

11- الفاعل - الفاتن - الفرد - القديم :- ليست من أسماء الله تعالى ، وقد غلط من اشتق له سبحانه هذه الأسماء من أفعالها

12- الفضيل :-ليس من أسماء الله تعالى ، قالت اللجنة الدائمة ( الفضيل ليس من أسماء الله تعالى ولا يجوز التسمي به ) " فتاوى اللجنة الدائمة فتوى رقم (3862)

13- الكامل :- ليس من أسماء الله تعالى وثبوت الكمال له سبحانه معلوم .

15 :- المبدىء :- لم يثبت به نص

16 :- المتوفّي :- لا يُسمى به الله تعالى ، وهو من باب الإخبار عنه سبحانه .

17:- المتولي :- لا يُسمى الله تعالى بهذا الاسم ولا يوصف به سبحانه

18:- المثل الأعلى :- لا يُسمى الله به سبحانه ، وإن كان له المثل الأعلى سبحانه " شرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العز ص 82 "

19:- المدبر :- لم يثبت أنه من أسماء الله تعالى .

20:- ومنها :- المربي - المرسل - المركب - المريد - المتجرد - المستولى - المستوي - المضل - المعبود - الباقي . هذه الأسماء لم تثبت ولا يُسمى الله بها ، وإنما يُخبر عنه بها سبحانه ، ولا يجوز التسمي بـ ( عبدالموجود ) ولا ( عبدالباقي ) لأنه لم يرد بهما نص وهما من باب التعبيد بما لم يسم الله به نفسه ولا رسوله صلى الله عليه وسلم .

21:- المعين :-ليس من أسماء الله تعالى .

22 :- المغّير :-لم يرد به نص .

23 :- المغيث :- لم يثبت .

24:- المغِير :- لم يرد به نص

25:- المفتي :- لا يُسمى الله به .

26:- المقصود :- ليس من أسماء الله تعالى ، وفي التسمي به نظر كما في رقم 20 .

27:- الممسك :- ليس من أسماء الله تعالى ، وإنما يوصف به ، ويُخبر به عنه سبحانه .

28:- المنتقم :- ليس من أسماء الله تعالى .

29:- المنعم - المنيع - الموجب - الموجود :-ليس من أسماء الله تعالى .

30 :- النازل - النافع - النور - الميسِّر - الواجد - الواقي :- هذه اليست من أسماء الله تعالى .

31 :- الوحيد :-ليس من أسماء الله تعالى

فكل ما ذكر ليس من أسماء الله تعالى ، وبعضه من صفاته جل وعلا .

في وقت آخر إن شاء الله يكون الموضوع عن ( الإيجاز المفيد في الأسماء والصفات )

وقــفــة :-

تعلم قول ( لا أدري ) فإنك إن قلت ( لا أدري ) علموك حتى تدري ، وإن قلت ( إني أدري ) سألوك حتى لا تدري ، وما أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( إسألوني ) إلا علي رضي الله عنه وأرضاه .

الحقاق

18/12/1424 هجري

الحقاق 10-02-2004 10:41 PM

أكمل معكم اليوم الإيجاز المفيد في الأسماء والصفات


إن مذهب السلف في الأسماء والصفات :- أن نثبت الله تعالى من الأسماء والصفات ما أثبته سبحانه لنفسه في كتابه وما أثبته رسوله صلى الله عليه وسلم .

إن أسماء الله تعالى وصفاته الثابته له سبحانه بالطريقة السابقة يجب أن نجريها كما هي ( كما وردت ) من غير تحريف ولا تعطيل ولا تمثيل ولا تكييف ولا تشبيه .

" وإنّ إن باب الصفات أوسع من باب الأسماء ، ومن أمثلة ذلك :- إن من صفات الله تعالى افعال المجيء والإتيان والأخذ والإمساك والبطش ...... إلى غير ذلك من الصفات التي لا تُحصى ، فَنَصِفُ الله تعالى بهذه الصفات على الوجه الوارد ، ولا نُسميه تعالى بها ، فلا تقول :- إن من أسمائه ( الجائي ) و( الآتي ) و( الآخذ ) و( الممسك ) وإن كنا نخبر عنه بذلك ونصفه به" وما يطلق عليه من باب الإخبار ليس توقيفياً كا ( القديم ) و( الشيء ) و ( الموجود ) " راجع العقيدة الواسطية ، الأجوبه الأصولية على العقيدة الواسطية : محمد السلمان " .

واعلم أنه لا يجوز اشتقاق الأسماء الله تعالى من كل فعل أخير به عن نفسه وإدخال ذلك في أسمائه ، كلا ! فمثلا :- بعض المتأخرين اشتق من صفة المكر اسم الماكر ، ومن الخداع المخادع ، والمضل .... وهكذا ، وهذا غلط كبير .

واعلم أن بعض صفات الله تعالى وأسمائه لا تطلق عليه بمفردها بل لابد أن تكون مقرونة بما يقابلها مثل : المانع الضار ، المنتقم ... فلا يجوز أن نفرد هذه عن مقابلها فلا نقول : المانع ونسكت أو الضّار ونسكت ، كلا بل نقول : المانع المعطي ، النافع الضار - العفو المنتقم - المعز المُذل .

واعلم - ايضا - أنه لا يجوز وصف الله تعالى بالصفات التي تدل على النقص ، لان صفاته سبحانه كلها صفات كمال وتنزيه ، فلا يوصف سبحانه بالخيانه ولا بالغدر ولا بالظلم ، لأنها صفات تدل على النقص مطلقاً . وإنما يوصف سبحانه ببعض الصفات مقيّدة مثل :- المكر بتقييده بالمكر المحمود الدال على المدح والذي يدل على القوة والغلبة ، قال تعالى :- ( ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ) سورة الانفال الآيه 30 . وكذلك يوصف سبحانه وتعالى بالخداع حينما يكون مقيداً بالمدح ولا يوصف به على سبيل الإطلاق كقوله تعالى : ( إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم ) سورة النساء الآية 142 . ويُوصف الله تعالى بالنسيان الذي هو بمعنى الترك عن علم وعمد مثل قوله تعالى ( نسوا الله فنسيهم ) سورة التوبة الآية 67 . ولا يوصف سبحانه بالنسيات المعروف الذي بمعنى الذهول عن الأشياء ، لأن هذا منتفي عن الله تعالى ، لأنه سبحانه يعلم كل شيء وله صفات الكمال ، وإن الجهل والنقص منتفيان في حقه جل وعلا .

يتبع بإذن الله ( ذكر أسماء الله تعالى الثابته في النصوص )

وقفه :-

قال عمر رضي الله عنه ( في اليأس الغنى ، وفي الطمع الفقر ، وفي الغزلة راحة من اخلطاء السوء )

الحقاق

20/12/1424 هجري

الحقاق 11-02-2004 02:13 PM

ذكر أسماء الله تعالى الثابتة في النصوص




الله - الأول - الآخر - الظاهر - الباطن - العليّ - الأعلى - المتعال - العظيم - المجيد - الكبير - السميع - الكبير - السميع - البصير - العليم - الخبير - الحميد - العزيز - القدير - القادر - المقتدر - القوي - المتين - الغني - الحكيم - الحليم العفو - الغفور - الغفار - التواب - الرقيب - الشهيد - الحفيظ - اللطيف - القريب - المجيب - الودود - الشاكر - الشكور - السيد - الصمد - القاهر - القهار - الجبار - الحسيب - الهادي - الحكم - القدوس - السلام - البر - الوهاب - الرحمن - الرحيم - الكريم - الأكرم - الرؤوف - الفتاح - الرزّاق - الحي - القيوم - نور السماوات والأرض - الرب - الملك - المليك - مالك الملك - الواحد - الأحد - المتكبر - الخالق - الخلاّق - الباريء - المصوّر - المؤمن - المهيمن - المحيط - المُقيت - الوكيل - ذو الجلال والإكرام - جامع الناس - بديع السماوات والأرض - الكافي - الواسع - الحق - الجميل - الرَّفيق - الحييّ - الستِّير - الإله - القابض - الباسط - المعطي - المقدِّم - المؤخِّر - المبين - المنان - الولي - المولى - النصير - الشافي - المستعان - المسعِّر - الطيب - الوتر . " انظر شرح اسماء الله الحسنى للشيخ سعيد بن علي القحطاني ، وقد عرض تلك الأسماء على سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله وأقرها .

هل أسماء الله تعالى محصورة في التسعة والتسعين اسماً التي وردت في الحديث

أسماء الله تعالى ليست محصورة بعدد معين والدليل على ذلك قوله - صلى الله عليه وسلم - ( اللهم إني عبدك وابن عبدك ....) إلى أن قال - صلى الله عليه وسلم - ( أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك ...) أخرجه الإمام أحمد وصححه الألباني . فهناك أسماء الله تعالى استأثر بها سبحانه وتعالى في علم الغيب عنده فلم يُطلع عليها أحداً من خلقه ، وما ليس معلوماً ليس محصوراً .

أما قوله صلى الله عليه وسلم ( إن الله تسعة وتسعين اسماً من أحصاها دخل الجنة ) رواه البخاري ، فهي صفة لا خير مستقبل ، وليس معنى ذلك أنه سبحانه ليس له إلا هذه التسعة والتسعون اسماً ، ولكن معناه أن من أحصى من أسمائه تعالى هذه التسعة والتسعين فإنه يدخل الجنة ، فقولة : ( من أحصاها ) هو تكميل للجملة الأولى وليس استئنافاً مستقلاً للكلام ، وهذا كما نقول - مثلاً - لفلان مئة فرس أعدها للجهاد في سبيل الله فليس معنى هذا أنه ليس عنده غير هذه المئة ، بل عنده غيره معدود لغير الجهاد .

ومعنى ( من أحصاها دخل الجنة ) في التفصيل التالي :-

أولاً :- ليس معنى أحصاها : أن يكتبها ويحفظها فقط بل معناه :

1- إحصاء ألفاظها وعددها ، وحفظها .

2- فهم معانيها ومدلولاتها .

3- التعبد الله بمقتضاها ، ودعاؤه بها : إما بالدعاء بها ، والطلب منه سبحانه وسؤاله بها لقوله تعالى ( والله الأسماء الحسنى فادعوه بها ) سورة الأعراف الآية 180 ، فنختار الاسم المناسب للمطلوب ، فعند سؤال المغفرة نقول ( يا غفور اغفرلي ) ولا نقول ( يا شديد العقاب اغفر لي ) لأن هذا فيه شبه استهزاء ، بل نقول يا شديد العقاب اجرني من عذابك أو من عقابك ، وهكذا .....

ولا يُسأل سبحانه ويُدعى إلا بها - أي بالأسماء الثابته - فلا يُقال : ياموجود أو يا شيء أو يا ذات .. من الأسماء والصفات التي لم تثبت بنصوص صحيحة " فتاوى للجنة الدائمة "

ومن التعبد بها - أيضا - الثناء على الله وعبادته بهاا ، فلا يُثنى على الله تعالى إلا بأسمائه الحسنى وصفاته العليا .

ومن التعبد بها كذلك :- محاولة مطابقتها والتعبد بمقتضاها أي : تتعرض في عبادتك وأحوالك إلى ما تقتضيه هذه الأسماء وبعضهم يقول : ( تخلّق بأسماء الله ) أو ( تشبَّه بأسماء الله ) وهي عبارات فيها نظر فهي من عبارات الفلاسفة ومن شابههم وتوضيح ذلك - مثلا - مفتضى اسم الرحيم هي الرحمة فاعمل أيها الإنسان العمل الصالح الذي يكون جالباً لرحمة الله ، وكن رحيماً أيضاً ، وهكذا في الرأفة والإحسان والحكمة واللطف .......

وللحديث بقية إن شاء الله ......................................

وقــفــة :-

إن هذا الدين قوي ، وإن الحق ثقيل ، وإن الإنسان ضعيف ، فليأخذ أحدكم ما يطيق ، فإن العبد إذا كلف نفسه من العمل فوق طاقتها ، خاف عليها السآمة والترك .

الحقاق

20/12/1424 هجري

الحقاق 12-02-2004 02:24 PM

التسمّي بأسماء الله تعالى




1:- حكم التسمي بأسماء الله تعالى :-



التسمي بأسماء الله تعالى على وجهين :-

الوجه الأول : وهو على قسمين :-

- أن يقترن الاسم بــــ(ال) مثل الرحيم - الكريم - السميع ، ففي هذه الحال لا يسمي به غير الله لأن ( ال ) تدل على لمح الأصل في المعنى الذي تصمنه الاسم وهو اسم الله تعالى .

2- إذا كان الاسم غير مقترن بـــ(ال) وقُصد به معنى الصفة فإنه لا يسمى به أيضاً لأنه إذا تسمى أحد باسم من أسماء الله تعالى ملا حظاً معنى الصفة التي تضمنها الاسم فإنه يمتنع ، لأنه هذه التسمية تكون مطابقة تماماً لأسماء الله تعالى .

الوجه الثاني :- أن يسمى بالاسم غير مقترن بـــ(ال)
أن يسمى غير مقترن بــــ(ال) وليس المقصود به معنى الصفة فهذا لا بأس به مثل حكيم - رؤوف - رحيم - كريم .... " راجع مفتاوى اللجنة الدائمة "

ويجب أن تلاحظ :- أن ما كان من أسماء الله تعالى علم شخص مثل ( الله ) فإنه يمتنع تسمية غير الله به لأن مسماه معين لا يقبل الشركة ، وكذلك ما كان من أسمائه سبحانه في معناه في عدم قبول الشركة ، كالخالق والباريء والرحمن والقيوم والقدوس والصمد والرب والقهار ومالك الملك والاحد والخلاق وذو الجلال والإكرام وبديع السماوات والأرض والإله والشافي ..... وغيرها من الأسماء التي لا تقبل المشاركة بحال ، فلا يجوز اشتقاق الأسماء منها - بدون ال - فلا يجوز أن تمسى شخصاً قدوس أو صمد أو باريء أو خالق أو رحمن أو قيوم فكل ذلك لا يجوز ، وهذا يختلف عما ذكرناه في الوجه الثاني سابقاً فانتبه لذلك !

والخلاصة .... أنه قد يُسمى الخلوق بما سمّى الله تعالى به نفسه بدون ( ال ) ، كما يوصف بما وصف سبحانه به نفسه لكن على أنه يكون لكل من الخصائص ما يليق به ويُميزه عن الآخر فلا يلزم تمثيل الخلق بخالقهم ، ولا تمثيله بهم حتى وإن حصلت الشركة في التعبير وفي المعنى الكلي للفظ ، لأن المعنى الكلي ذهني فقط لا وجود في الخارج .

2- أفضل الأسماء وأحبها إلى الله تعالى :-

أفضل الأسماء وأحبها إلى الله تعالى :- عبدالله وعبدالرحمن " كما ثبت ذلك في الحديث الذي رواه مسلم "

وكل ما عُبد الله تعالى باسم او صفة من أسمائه أو صفاته سبحانه الصحيحة الثابتة مثل عبدالعزيز وعبدالكريم وعبدالمجيد ......

ثم أسماء الأنبياء ومحمد وأحمد وكل ما فيه الحمد ، ثم الاسم الحسن الدال على معنى الصلاح .

وللحديث بقية إن شاء الله ..........................

وقفه :-

إذا أسديت جميلا إلى إنسان ، فحذر أن تذكره ، وإن أسدى إنسان إليك جميلاً فحذار أن تنساه . " عبدالله بن المقفع "

الحقاق

21/12/1424 هجري

الحقاق 13-02-2004 01:17 PM

أسماء الله تعالى وصفاته مختصة به سبحانه واتفاق الأسماء لا يوجد تماثل المسميات


أسماء الله تعالى مختصة به إذا أُضيفت إليه لا يشاركه فيها غيره ، وقد سمّى الله تعالى بعض مخلوقاته بأسماء مختصة بهم مضافة إليهم تُوافق أسماءه التي قُطعت عن الإضافة والتخصيص ولا يلزم من اتفاق الاسمين تماثل المسمى واتحاده .

فالله تعالى حي والمخلوق حي ولكن ليس الحي مثل الحي ، والله تعالى عليم حليم وقد سمى بعض عباده عليماً وحليماً ، ولكن ليس العلم كالعلم ولا الحلم كالحلم .

والله تعالى سميع بصير والمخلوق سميع بصير ، ولكن ليس السمع كالسمع ولا البصر كالبصر ، ومثل هذا كثير ..... وكذلك الحال في صفاته جل وعلا كالقوة والمشيئة والإرادة والمحبة والرضا والتكلم والغضب .....كما أنه سبحانه قد أثبت أن له يداً وعيناً ووجهاً ، وليس العلم كالعلم ولا القوة كالقوة ولا المشيئة كالمشيئة ، وليس يد الله تعالى كيد خلقه وليس عينه سبحانه كأعين خلقه ...

ومذهب السلف في هذا : أن نثبت لله تعالى من الأسماء والصفات ما أثبتته لنفسه جل وعلا وما جاء على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تعطيل لصفاته ولا تمثيل بخلقه ، فإثبات بلا تمثيل وتنزيه بلا تعطيل .

الفرق بين أسماء الله تعالى وصفاته :-

الاسم :- ما دل على الذات وما قام بها من صفات مثل : الرحمن - القدوس - السلام ....

والصفة :- هي ما قام بالذات مما يميزها عن غيرها من معان ذاتية كالعالم والقدرة ، أو معانٍ فعليه كالخلق والرزق والإحياء والإماتة ." راجع الأسئلة والأجوبة الأصولية على العقيده الواسطية للشيخ محمد السلمان وكتاب التوحيد للشيخ محمد بن عبدالوهاب ".

وقفه :-

يابني إن الناس ثلاثة أثلاث :- ثلث لله ، وثلث لنفسه ، وثلث للدود ، فأما ماهو لله فروحه ، وأما ماهو لنفسه فعمله ، وأما ماهو للدود فجسمه . " لقمان الحكيم يوصي أبنه "

الحقاق

22/12/1424 هجري

الحقاق 18-02-2004 02:02 AM

ومن الأخطاء الشائعة أيضا :-

4- كثير من الناس عندما يحلف يقول :- ( بذمتي ) والحلف بالذمة له اعتباران :-

-- إذا أراد بقوله ( بذمتي ) الحلف واليمين فهذا لا يجوز لأنه حلف بغير الله .

-- إذا لم يكن قصده الحلف بالذمة وإنما قصده من الذمة العهد ، يعني : هذا على عهدي ومسئوليتي ، فلا بأس وهذا قد يكون غالب مراد الناس بذلك .

وأقول : إن المراد بظهر من خلال الشيء المحلوف عليه ، ولكن الأحوط والأسلم ألا يحلف بالذمة ، لكي لا يقع في المشتبه ولا يُهم الناس أنه حلف بغير الله .

5- من الأخطاء الشائعة :- الحلف بالطلاق

فالحلف بالطلاق إن كان في معنى اليمين فهو لا يجوز ، لأنه حلف بغير الله تعالى .

وإن قال ( عليّ الطلاق أن تفعل كذا أو الأفعلنَّ كذا وكذا ) أو يقول ( إن لم تفعل كذا فامرأنيّ طالق ... هكذا ..)

فقد قال كثير من أهل العلم :- إن الطلاق يلزمه إن وقع خلاف ما فال ، وتصبح امراته طالقاً .

"والقول الراجح في هذا أنه ليس طلاقاً وأن عليه كفارة يمين لأن الطلاق إذا استُعمل استعمال اليمين - بأن كان قصد الحالف الحث على الشيء أو منعه أو التوكيد ‘ فإن حكمة حكم اليمين ‘ فعليه كفارة يمين " " الفتاوى للشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله "

التعليق :-

إن الحلف بالطلاق أو بالله تعالى على غيرك مثل أن يقول شخص : ( عليه الطلاق إن تأكل أو تنزل ، أو قال والله العظيم أن تأكل معنا أو تشرب أو غير ذلك ....) فهذا فيه إحراج كبير له شخصيا وللشخص الآخر المحلوف عليه فقد لا يفعل ذلك الشخص الذي حلفت عليه ما أجبرته عليه فتحنث أنت في حلفك وتقع في الإثم ، وقد يفعل ما قلته له فيقع هو في الحرج والمشقة أو يتعطل عن عمله أو عن أمر ضروري يخصه .

فيجب على الإنسان ألا يقع في مثل هذا ، وعليه أن يعلم : أن الحلف بالطلاق هو ( يمين الفُسَّاق) .

وإن كان يريد أن يُؤكد على شيء أو على شخص ويعزم عليه فعليه أن يستخدم ألفاظاً غير الطلاق واليمين .

6- ومن الأخطاء التي يقع فيها بعض الناس :-

أنه يُعظِّم الحلف بالطلاق أكثر من الحلف بالله تعالى ، فتجد الكثير من الناس : يحلف على صاحبه بالله مرة أو مرتين أن يفعل كذا فلا يستجيب له صاحبه ولا يسمع كلامه ، فإذا قال له ( عليّ الطلاق من زوجتي أن تفعله ) استجاب له وسمع كلامه عندما يسمع أنه حلف بالطلاق بينما حين حلف عليه بالله لم يُجب ولم يسمع .

أقول :- هذا مسلك خطير حيث أن هذا المحلوف عليه قد عظّم أمر المرأة وأمر الطلاق اكثر من تعظيمه الله تعالى فليحذر الإنسان من هذا أشد الحذر .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــ

وللحديث بقية إن شاء الله .........................

وقفه :-

من اعجب برأيه ضلَّ ، ومن استغنى بعقله زلَّ ، ومن تكبر على الناس ذلَّ ، ومن خالط الأنذال حقر ، ومن جالس العلماء وقر .

الحقاق

27/12/1424 هجري

الحقاق 19-02-2004 02:31 PM

ومن الأخطاء ايضاً :-

7- تسمع بعض الناس يقول : ( بالعون )

فيقول مثلاً : ( بالعون إنك رجل طيب ، أو بالعون ما قصّرت أو غير ذلك ... ، فهذه الكلمة ( بالعون ) بهذه الصيغة هي في معنى الحلف ومفهومها بمعنى ( والله ) فإطلاق هذه الكلمة بهذا المعنى شرك لا يجوز ، لأنه من الحف بغير الله .

8- ومن الأخطاء :- الإقسام على الله تعالى

فتجد بعض الناس يقول : ( والله لا يكون كذا ) أو يقول : ( والله لا يفعل الله كذا ) أو يقول ( والله لا يغفر الله لفلان ....) .

فالإقسام على الله نوعان :-

-- أن يكون الحامل عليه - أي على الإقسام على الله - قوة ثقة وإيمان الشخص الذي أقسم ، مع اعترافه بضعفه وعدم إلزامه الله بشيء فهذا جائز ، ودليله قوله صلى الله عليه وسلم ( رُبَّ أشعث أغبر مدفوع بالأبواب لو أقسم على الله لأبره ) .

-- التألي على الله تعالى ، وهو أن يكون الحامل على الإقسام على الله تعالى : الغرور والكبر والإعجاب بالنفس ، وأنه يستحق على الله كذا وكذا ، فهذا محرم وقد يكون محبطاً للعمل ، ودليله في السنة النبوية ( قصة ذلك الرجل العابد الذي قال عن رجل عاصٍ ( والله لا يغفر الله لفلان ) - وقد قال ذلك اغتراراً بنفسه - ( وبعبادته ) ، فقال الله تعالى ( من ذا الذي يتألى عليّ ألاّ أغفر لفلان ، قد غفرت له وأحبطت عملك ) رواه مسلم .

9 - خطأ بعض الناس في كثرة الحلف :-

الحلف لا يكون إلا بالله تعالى ، وهو يقتضي التعظيم الله عز وجل ، وإن أراد الإنسان أن يحلف فعليه أن يحلف بالله تعالى أو ليصمت ، وهذا الحلف الجائز بالله تعالى لا ينبغي للمسلم أن يكثر منه ولا يجعل اليمين - دائماً - على لسانه .

فإنك تسمع الكثير من الناس يُكثر من الحلف في كل أمر وفي كل موضوع ، إذا تكلم كلمة حلف ، أو قال عبارة حلف وإن اعتذر حلف ، وإن وعد حلف ، وإن فعل أو ترك .... حلف بالله .

وهذا الفعل لا ينبغي للمسلم ، لأن الله تعالى عظيم جليل يجب أن يُعظّم حق تعظيمه ، ويُقدر حق قدره سبحانه ، وفي هذا يقول الله تعالى ( واحفظا إيمانكم ) سورة المائده الآية 89 ، ويقول أيضا ( ولا تجعلوا الله عُرضة لأيمانكم ..) سورة البقرة الآية 224 .

فكثرة الحلف بالله منهي عنها في حال الصدق ، فكيف إن كانت تلك الإيمان الكثيرة كذباً ، فلا شك إن هذا إثم عظيم وذنب كبير . فليحفظ الإنسان لسانه عن كثرة الحلف ، وإن احتاج إلى الحلف فليحلف بالله تعالى صادقاً بقدر الحاجة .

يتبع إن شاء الله ......................................

وقفه :-

جاء رجل إلى الحسن البصري رحمه الله يسأله :- ما سر زهدك في الدنيا ؟

فقال : أربعة أشياء :-

1 - علمت أن رزقي لا يأخذه غيري فاطمأن قلبي .

2- وعلمت أن عملي لا يقوم به غيري فاشتغلت به وحدي .

3- وعلمت أن الله مطلع علي فاستحييت أن يراني على معصية .

4- وعلمت أن الموت ينتظرني فأعددت الزاد للقاء ربي .

الحقاق

28/12/1424 هجري

أحمد أبو المجد 20-02-2004 12:08 PM

المشرف
ــــــــــــــــــــــــــــ
أتمنى أن نلتزم بأدب الحوار ..

الحقاق 21-02-2004 11:01 PM

اليمين الغموس




اليمين الغموس : هي اليمين الكاذبة ، التي يحلف صاحبها بالله على الأموال أو الأعراض أو الحقوق وهو كاذب . وهي من كبائر الذنوب ومهلكات البشر . وسُميت غموس ، لأنها تغمس صاحبها في النار .

فعن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( الكبائر : الإشراك بالله ، وعقوق الوالدين ، وقتل النفس ، واليمين الغموس ) رواه البخاري .

وعن أبي أمامة إياس بن ثعلبة الحارثي رضي الله عنه أن رسول الله قال ( من اقتطع حق امريء مسلم بيمينه فقد أوجب الله له النار وحرّم عليه الجنة ، فقال رجل : وإن كان شيئاً يسيراً يا رسول الله ، قال : وإن كان قضيباً من أراك ) رواه مسلم . أي وإن كان سواكاً - فليحذر المسلم من أن يحلف بالله يميناً كاذبة ليأكل مال غيره ، أو ليقتطع من أرضه ، أو ليأكل حق أحد من الناس . فإن اليمين الغموس إثمها عظيم ، وعقوبتها شديدة ، وقد يُعجل الله للحالف العقوبة في الدنيا قبل الآخرة فينتقم منه في ماله أو ولده أو نفسه .


شــــهـــــادة الـــــزور






شهادة الزور ، هي الشهادة الكاذبة المزوَّرة على شخص لم يفعل ما شُهد عليه به ، أو الشهادة على شيء لم يره ولم يسمعه ولم يعمله ، أو يشهد مع غيره - وهو لا يعلم الأمر ولم ير ولم يسمع - من أجل أن يأكل ذلك الغير حقوق الناس .

وشهادة الزور من أكبر الكابائر وأعظم الذنوب ، فعن أبي بكرة نفيع بن الحارث رضي الله عنه أن رسول الله قال ( ألا أنبئكم باكبر الكبائر - ثلاثا - قلنا بلى يارسول الله قال : الأشراك بالله وعقوق الوالدين - وكان متكئاً فجلس - فقال : ألا وقول الزور وشهادة الزور ، فما زال يكررها حتى قلنا ليته سكت ) متفق عليه .

فقول الزور :- هو قول الكلام المزوَّر المكذوب .

وشهادة الزور :- هي الشهادة الكاذبة على الأشياء .

فأحذر أيها المسلم كل الحذر من شهادة الزور وقول الزور فإن العاقبة شديدة ، ولا تغرنك القرابة أو المال .

ولعل بعض الناس قد استهان بشهادة الزور ، ولبَّس عليه الشيطان وأغواه بأن يشهدها بسبب رشوة أو منفعة أو تعصُّب ، ونسي هذا أن ربه بمالرصاد ، وأنه سبحانه يُمهل ولا يُهمل , وإن أخْذَه أليم شديد .

وللحديث بقية إن شاء الله عن الاخطاء الشائعة في الأدعية والأذكار ..........................

وقفه :-

قال أبو الدرداء رضي الله عنه : أضحكني ثلاث وأبكاني ثلاث :

أضحكني :- مؤمل الدنيا والموت يطلبه ، وغافل ولا يُغْفَلُ عنه ، وضاحك ملء فيه ولا يدري أساخط ربه أم راض .

وأبكاني :- هول المطلع ، وانقطاع العمل ، وموقفي بين يدي الله لا أدري أيأمر بي إلى الجنة أم إلى النار .

الحقاق

2/1/1425 هجري

الحقاق 13-03-2004 01:45 AM


ثالثاً - أخطاء شائعة في الأدعية والأذكار


1- من الأخطاء الشائعة في هذا المجال :- الدعاء الجماعي وهذا شائع في كثير من بلدان العالم الإسلامي إذا تقوم مجموعة من الناس ويدعون سويا بدعاء جماعي واحد ، أو يقوم شخص يدعو وهم يرددون خلفه ، وهذا من البدع ، فلم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه مثل هذا الفعل ؛ بل إن المشروع أن يدعن المسلم ربه بعد الصلاة أو في أي وقت منفرداً بما يريده من الدعاء وبصوت عادي .

2- ومن الأخطاء :- أن بعض المصلين يزيد في الذكر الوارد بعد الفراغ من الصلاة ، فزيد كلمة ( وتعاليت ) عند قوله :- اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت ( وتعاليت ) يا ذا الجلال والإكرام ويزيد بعضهم أيضا ( إليك يعود السلام ) ، وتلك الزيادات ليست موجودة في الحديث الذي ورد بذلك ، وكما هو معلوم أن ذكر الله تعالى محمود ومرغوب فيه دائما وبأي أذكار مشورعة ولكن أفضل الذكر ما كان موافقاً لهدي النبي صلى الله عليه وسلم مكاناً وزماناً "" مخالفات الصلاة والطهارة : الشيخ عبدالله بن جبرين ""

3- ومن الاخطاء :- أن بعض الناس يمسحون وجوههم بأيديهم بعد الفراغ من الدعاء ، وهذا الفعل لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه الكرام ، ولم يثبت شيء صحيح في مسح الوجه بعد الدعاء لا في القنوت ولا غيره ، والأولى بالإنسان أن لا يفعله وأن يقتصر على فعل السلف من رفع اليدين دون مسحهما بالوجه ، أما رفع اليدين أثناء الدعاء فهو سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم .

4- ومن الأخطاء :- أن بعض الناس لا يدعون الله تعالى ولا يطلبون منه تعالى قضاء حوائجهم ، بل يقولون :- إن الله يعلم حالنا فهو يعلم السر وأخفى وأنه يعلم ما نريد فلا داعي لأن ندعو ونطلب . وهذا خطأ كبير وفهم سقيم فالدعاء قبل كل شيء عبادة لله تعالى - بل من أهم العبادات - وإن الله تعالى يُحب أن يدعوه عبده ويطلب منه ، كما أن العبادات با لاتّباع وليس بالابتداع ؛ باتباع النبي صلى الله عليه وسلم والسير على ما شرع وقد كان - صلى الله عليه وسلم - دائم الذكر والدعاء لله تعالى .

يتبع بإذن الله تعالى ...............

وقفه :-

قال خباب بن الأرت رضي الله عنه ( تقرب إلى الله ما استطعت ، واعلم أنك لن تتقرب إليه بشيء أحب إليه من كلامه )

الحقاق

22/1/1425 هجري



الحقاق 13-03-2004 11:39 PM

تابع - أخطاء شائعة في الأدعية والأذكار




5- ومن الأخطاء :- تعليق الدعاء ، فتجد بعض الناس يدعو ويقول :- اللهم اغفر لي إن شئت ، أو ارحمني إن شئت وهكذا .... وهذا خطأ نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( لا يقولن أحدكم اللهم اغفر لي إن شئت ، اللهم ارحمني إن شئت ، ولكن ليعزم المسألة فإن الله لا مستكره له ) رواه البخاري .

فعلى الإنسان أن يدعو ربه ويعزم المسألة ويُلح في الدعاء فإن الله تعالى كريم غفور رحيم رزّاق وهّات ، ولا يتعاظمه سبحانه شيء أعطاه .

6- ومن الأخطاء :- أن البعض يبالغ في الدعاء بطلب أشياء من الخوارق كأن يطلب من الله تعالى أن يعطيه مثلما أعطى سليمان - عليه السلام - من تسخير الريح والجن ، أو كما أعطى موسى او عيسى - عليهما السلام - أو غير ذلك من المعجزات والخوارق ، وهذا تجاوز في الدعاء لا ينبغي .

7- ومن الأخطاء :- أن يدعو الإنسان بأدعية حسب التخصصات العلمية ، كأن يقول ( من الرياضيات ) اللهم اجعلني مستقيما على دينك ، ولا تجعلني في زاوية بعيدة عن الخير ، ولا تجعلني في دائرة الفسّاق ، ولا في محيط الفجار ، ولا في مربع الكفّار .. وهكذا فينتقي مصطلحات الهندسية والحساب ويجعلها في دائه و كأن يقول ( من الجغرافيا والجيولوجيا ) اللهم اجعلني بحراً في العلم وجبلاً في المعرفه ، وسيلاً في الهجوم على الأعداء ، واجعلني بركاناً في الحق ، وصخرة في الدفاع عن دينك .... وهكذا ، فهذا اعتداء في الدعاء وتجاوز لا ينبغي ، وإن قصد منه الاستهزاء فقد باء بإثم عظيم ، وسلك مسلكاً خطيراً .

8- ومن الاخطاء :- تساهل كثير من الناس في المحافظة على الذكر والدعاء ، من التهليل والتحميد والتسبيح والاستغفار والتهاون في الإتيان بأذكار الصباح والمساء والسفر والدخول والخروج والركوب ..... وغير ذلك من الأذكار الكثيرة التي تختص بامور كثيرة في حياة الإنسان .

ولا شك أن من يفعل ذلك فإنه يُضيّع على نفسه أجراً عظيماً ويُحرم نفسه من الحرز العظيم الذي يحفظ الله به عباده عند قولهم تلك الأدعية والأذكار .

كما أن الكثير من الناس يتهاونون في أمر الدعاء ؛ فلا يدعون الله إلا قليلاً ، أو لم يعلموا ما للدعاء من فضل عظيم فهو مخ العبادة ، وقد ورد في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ( إن الدعاء هو العبادة ) حديث صحيح رواه ابن ماجه رقم 3086 ، وقد ورد أيضاً أنه لا يرد القضاء إلا الدعاء ، كما أن الدعاء مدعاة لتحقيق أغراض الإنسان ومتطلباته الدينية والدنيوية ، وفيما يلي نذكر بعض الآيات والأحاديث التي تدل على فضل الداعاء والذكر ؛ ليعلم الإنسان المفرِّط أنه أضاع على نفسه الخير الكثير وعليه أن يبادر للمحافظة على الأذكار ، ويداوم على دعاء ربه .

يتبع بإذن الله ما ورد في فضل الذكر ...................................

وقفه :-

أطيعو الله فيما أمركم به من النكاح ، ينجز لكم ما وعدكم من الغنى " أبي بكر الصديق رضي الله عنه "

الحقاق

23/1/1425 هجري

الحقاق 15-03-2004 01:21 AM

ماورد في فضل الذكر



- قال الله تعالى ( فاذكروني أذكركم ) البقرة 152 . وقال تعالى ( يا ايها الذين آمنوا اذكروا الله ذكراً كثيراً وسبحوه بكرة وأصيلا ....) وقال تعالى ( واذكر ربك في نفسك تضرعاً وخفية ودون الجهر من القول بالغدو والآصال ولا تكن من الغافلين )

- وفي الحديث : عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال الرسول الله صلى الله عليه وسلم ( سبق المفرِّدون قالوا : وما المفردون يا رسول الله . قال الذاكرون الله كثيراً والذاكرات ) رواه مسلم .

وذكر عبد الله بن بُسر رضي الله عنه : أن رجلاً قال : يا رسول الله إن شرائع الإيمان قد كثرت علي ، فأخبرني بشي أتشبث به قال : ( لا يزال لسانك رطباً من ذكر الله تعالى ) رواه الترمذي وقال حديث حسن وصححه الألباني في الكلم الطيب .

وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( مثل الذي يذكر ربه ، والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت ) رواه البخاري .

وقد ورد في فضل التسبيح والتحميد والتهليل أحاديث كثيرة تدل على عظم تلك الألفاظ ، وأن فيها من الأجر مالا يعلمه إلا الله ونكتفي هنا بذكر حديثين أو ثلاثة :

1- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى لله عليه وسلم ( من قال سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة حُطَّت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر ) متفق عليه .

2- وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ( أيعجز أحدكم أن يكسب كل يوم ألف حسنة ؟ فسأله سائل من جلسائه : كيف يكسب أحدنا الف حسنة ؟ قال : يُسبّح ما ئة تسبيحة ، فتُكتب له ألف حسنة ، أو تُحط عنه الف خطيئة ) رواه مسلم .

وقال صلى الله عليه وسلم ( من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجاً ومن كل هم فرجاً ورزقه من حيث لا يحتسب ) رواه ابو داود وابن ماجه . ويكفيك أيها المسلم أن غراس الجنة : سبحان الله والحمدالله ولا إله إلا الله والله أكبر ، ومن كنوزها قول ( لا حول ولا قوة إلا بالله ).

يتبع بإذن الله ما ورد في فضل الدعاء ....................................

وقفه :-

من جاءك بالحق فاقبل منه ، وإن كان بعيداً بغيضاً ، ومن جاءك بالباطل فاردد عليه ، وإن كان حبيباً قريباً . " عبدالله بن مسعود رضي الله عنه "

الحقاق

24/1/1425 هجري

الحقاق 17-03-2004 03:00 AM

ما ورد في فضل الدعاء




1- قال تعالى ( وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا داعن ..) سورة البقرة 186

وورد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من لم يسأل الله يغضب عليه ) حديث حسن رواه ابن ماجة 3085 .

وورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ( الدعاء هو العبادة ) حديث صحيح رواه ابن ماجة برقم 3086 .

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن الله يقول أنا عند ظن عبدي بي ، وأنا معه إذا دعاني ) رواه مسلم برقم 2675 .

وهناك الكثير من الآيات والأحاديث التي تبين فضل الدعاء وأهميته في حياة المسلم .


شرح لبعض عبارات الذكر والدعاء




1- معنى ( لا إله إلا الله ) معناها لا معبود بحق وصدق إلا الله تعالى وحده لا شريك له ، وفي هذه العبارة نفي لجميع الآلهة المزعومة وإثبات الألوهية لله وحده سبحانه ؛ فهو الإله الحق المعبود مالك الملك وخالق الخلق وهو الرزّاق المدبر المحيي المميت ... وكل شيء بأمره سبحانه .

2- معنى ( سبحان الله )

معناها :- هي تنزيه الله تعالى عن كل نقص ، وأنه سبحانه القدوس المُتنزه المطهر عن كل عيب وعجز ونقص وأن له الأسماء الحسنى والصفات العليا .

3- معنى ( استغفر الله )

استغفر الله هذا دعاء بطلب المغفرة والعفو والصفح من الله تعالى فهو وحده سبحانه غافر الذنب وقابل التوب ، وهو الغفور الرحيم الكريم .

4- معنى ( لا حول ولا قوة إلا بالله )

هي نفي أي قُدرة أو حركة أو قوة لأي خلوق إلا أن تكون بالله تعالى ومنه سبحانه وبامره وإرادته وقدرته .

يتبع بإذن الله تعالى تكملة باقي المعاني ......................

وقفه :-

قال عمر رضي الله عنه ( إن في المعاريض ما يكفي أن يعفّ الرجل عن الكذب )

المعاريض = أي الكلام المورّى

الحقاق

26/1/1425 هجري

الوافـــــي 17-03-2004 04:53 PM

أخي الكريم / الحقاق

أتابع منذ فترة هذا الموضوع دون أن أكتب فيه
وكنت أنسخ بعض أجزاءه لأحتفظ بها في ذاكرة جهازي
وكعادة الإنسان ( خلق عجولا ) لم أجد للصبر مجالا
فأوكلت لأحد الإخوة أن يشتري لي هذا الكتاب
وقرأته .. فنعم الإختيار إختيارك
ونعم الكاتب أنت
جزاك الله خيرا أخي الكريم ، ونفعنا بعلمك إنه جواد كريم
إستمر يا رعاك الله وثق بأن هناك من يتابعك ويستفيد مما تكتب
حتى وإن لم يعلقوا هنا :)

تحياتي

:)

الحقاق 18-03-2004 03:42 AM

الاخ الفاضل / الوافي


بارك الله فيك وجزاك الله خير على مرورك ومداخلتك .




الحقاق

كيلو متر 19-03-2004 02:15 PM

هلا وشكرا على هالموضوع والمفاهيم

هناك بعض الاسئلة تدور في دهني فهل استطيع ان اشارك واناقش واسال ؟


والسلام

الحقاق 19-03-2004 11:54 PM

الاخ الفاضل / كيلو متر

اشكرك على مرورك وجزاك الله خير وبارك الله فيك


إذا طرحت اسئلتك لابد أن تلقى بإذن الله لها إجابه من الكاتب او الناقل او اي شخص يعرف إجابه للسؤال .



الحقاق

الحقاق 19-03-2004 11:55 PM

5- معنى " الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم "

ومعنى قوله تعالى ( إن الله وملائكته يُصلون على النبي * يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلّموا تسليماً )

الصلاة على النبي من الله تعالى :- هي الرحمة منه سبحانه لرسول الله صلى الله عليه وسلم وثناؤه سبحانه عليه صلى الله عليه وسلم وإرادة إكرامه ورفع ذكره منزلته وتقريبه .

والصلاة على النبي من الملائكة هي الاستغفار له .

وصلاة المؤمنين عليه صلى الله عليه وسلم هي التضرع و الدعاء له ، وسؤالنا الله تعالى أن يُعلي منزلته ويرفع ذكره ويُثني عليه .

ومعنى السلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم :- أن تُسلم عليه ونحييه ونرفعه صلى الله عليه وسلم عن النقائص .

وصفة السلا م أن نقول :- اللهم صل وسلم على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، وصفة الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم أن نقول :- اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد .


والأفضل :- أن نجمع بين الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم ، فلا يقتصر الإنسانن على أحدهما ؛ بل يجمع بينهما ويقول :- اللهم -- وسلم على نبينا محمد - - ؛ بل إن عدم جمعهما ليس بمستساغ نظقاً كأن يقول قائل :- النبي عليه الصلاة أو النبي عليه السلام .

بل إن الصلاة والسلام عليه - - أن يصلي ويسلم عليه كلما مر ذكره - - قولاً أو سمعاً أو كتابةً ، فيقول القائل أو المستمع أو الكاتب : صلى الله عليه وسلم او عليه الصلاة والسلام .

يتبع بإذن الله ( أخطاء ومفاهيم شائعة في التوسل والتبرُّك )

وقفه :-

الاستشارة عين الهداية ، وقد خاطر من استغنى برأيه " علي بن أبي طالب رضي الله عنه "

الحقاق

29/1/1425 هجري

الحقاق 22-03-2004 12:23 AM

رابعاً :- أخــطاء ومفاهيم شائعة في التوسل والتبرُّك
د



اولا :- تعريف التوسل والتبرك :-

1 - التـــوسُّــــل :-

هو التقرب إلى الله تعالى ودعاؤه سبحانه بشيئ من الوسائل المشروعة .

2- الـتـبـرُّك :-

هو طلب البركة : من الزيادة في الخير والأجر وكل ما يحتاجه العبد في دينه ودنياه ، من ذات مباركة أو زمان مبارك أو مكان مبارك أو كلام مبارك أو مطعوم مبارك بالطُرق والشروط الشرعية المباحة .

ثانياً :- أقسام التوسل :-
التوسل :- قسمان

ــ توسل صحيح مشروع

ــ توسل غير صحيح ( ممنوع ) لم يأت به الشرع

أ - التوسل المشروع :-

هو التوسل إلى الله تعالى بالوسيلة الصحيحة المشروعة التي تكون سبباً في قبول الدعاء والوصول للمطلوب . وهو عدة أنواع :-

1- التوسل إلى الله تعالى باسم من أسمائه أو صفة من صفاته كأن يدعو ربه بأي أسم أو أي صفة له سبحانه ، مثل أن يقول :- يارحيم أرمحني - يا لله اغفرلي .......

ويدخل في هذا النوع :- أن يتوسل الإنسان إلى ربه بذكر حاله فيذكر فقره وضعفه وغير ذلك ، ومثال ذلك قول موسى عليه السلام ( رب إني لما أنزلت إليّ من خير فقير ) وقول زكريا عليه السلام ( رب إني وهن العظم مني .....) .

2- التوسل إلى الله تعالى بعمل صالح قام به الداعي نفسه . كأن يدعو الإنسان ربه فيقول ( اللهم بإيماني بك ومحبتي لك ) أو ( اللهم يإيماني برسولك ومحبتي له ....) أو يقول ( اللهم ببري بوالديّ أن تغفر لي .....) او ( بعفتي عن الزنا أن ترحمني ) أو ( بصلاتي أو بصدقتي ....) أو بأي عمل صالح قام به الداعي ابتغاء مرضات الله . فهذا جائز ومشروع ، كما في قصة الثلاثة الذين انطبق عليهم الغار ، فدعوا بصالح أعمالهم .

3- التوسل إلى الله تعالى بدعاء رجل صالح :- كأن يطلب الإنسان من رجل - يظن فيه الصلاح والتقوى والفضل - أن يدعو له ، وقد كان الصحابة الكرام رضي الله عنهم يطلبون من الرسول صلى الله عليه وسلم أن يدعو لهم وهذا كثير في السُّـنَة النبوية .

يتبع بإذن الله التوسل الممنوع .....................

وقفه :-
اللهم إني أعوذ بك ممن لا يلتمس خالص مودتي إلا بموافقة شهوتي ، وممن ساعدني على سرور ساعتي ولا يفكر في حوادث عدي . " أبو هريره رضي الله عنه "

الحقاق

1/2/1425 هجري

الحقاق 23-03-2004 09:24 AM

ب - التوسل الممنوع :-

وما سوى هذه الأنواع من التوسل فهو ممنوع شرعاً ولا يجوز ، فلا يجوز التوسل بالأنبياء والصالحين ؛ لا بجاههم ولا بذواتهم ولا بحقهم ، ولا يجوز التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم ولا بآثاره ، ولا بأحد من الخلق ولا بآثارهم ..

ثالثاً :- التبرّك
أ - بيان وتعريف

- البركة هي كثرة الخير ودوامه

- والبركة في حق الله تعالى : هي تعظيم وتمجيد وتعالي ، وإن البركات كلها تجيء من عنده سبحانه ؛ إذ أن الخير كله بيده سبحانه ، وكل الخير منه جل وعلا ، وهي تشمل كثرة خيره وإحسانه ورزقه ، وتشمل رحمته بالخلق .

- وهناك بركة يجعلها الله تعالى في المخلوقات والموجودات ، وهناك بركة تضاف إليه سبحانه إضافة الرحمة والعزة ، والفعل منها " تبارك " ؛ ولهذا لا يقال ( تبارك ) لغير الله تعالى ، ولا تصلح إلا له سبحانه ؛ فهي تحمل معنى التقديس والعلو والتسبيح والثناء الحسن بكل معانيه .

- ويجب أن تعلم أيها المسلم : أن البركة كلها من الله تعالى ، ولا تُطلب إلا منه سبحانه ؛ فهو واهبها ، فطلبها من غيره سبحانه شرك ، كطلب الرزق أو جلب النفع ودفع الضر من غيره سبحانه ....

- والبركة من الخير ، والخير كله من الله تعالى ، فيدخل في ذلك كل ما أنعم الله تعالى به على الإنسان من الخيرات الدنيوية والأخروية ، ويدخل في ذلك - أيضاً - دعاء الله تعالى وطلب الحوائج منه سبحانه .

- واعلم :- أن الاشياء التي يُتبرك بها من الأعيان والأقوال والأفعال والأزمان والأمكنة ؛ التي ورد بها الشرع إنما هي سبب للبركة واليست واهبة لها ؛ كما أن الدواء سبب للشفاء وليس واهباً له بل الذي يشفي هو الله تعالى .

فالبركة من الله تعالى ، وما ذكره الشرع أن فيه بركة فيُستعمل استعمال السبب الذي قد يتخلف تأثيره ولا يحصل مقصوده ؛ وإنما تُضاف البركة إليه من باب إضافة الشيء إلى سببه .

- إن التماس البركة من شيء من الأشياء أمر شرعي والذي يدل على حصول البركة من شي ( ما ) أو ( فيه ) هو الدليل الشرعي فقط وليس العقل أو التجربة .

- إن أسباب البركة في بعض المطعمات أو الأزمنة والأمكنة ليس من الأسباب المعهودة المعروفة عند الناس ؛ بل أسبابها خافية عنهم .

يتبع بإذن الله تعالى أنواع التبرك ...............................................

وقفه :-

الكلام كالدواء ، إن أقللت منه نفع ، وإن أكثرت منه قتل .

الحقاق

2/2/1425 هجري

الحقاق 24-03-2004 01:48 PM

ب - أنواع التبرك :-

التبرك قسمان :-

1- تبرك مشورع

2- تبرك ممنوع


1- التبرك المشروع



التبرك المشروع :-

هو التبرك الذي دلّت الأدلة الشرعية على جواز التبرك به . وهو عدة أنواع ك-

1- التبرك بذات النبي صلى الله عليه وسلم وبآثاره ( ليس التوسل ) فذات النبي صلى الله عليه وسلم ذات مباركة فيها بركة خاصة به صلى الله عليه وسلم فقد كان الصحابة الكرام رضي الله علنهم يتبركون بشعره صلى الله عليه وسلم وبوضوئه وببصاقه وبعرقه وبملابسه وبما كان يستعمله من الاواني ..... ورُغم أن هذا الفعل جائز فقد كان صلى الله عليه وسلم يحاول أبعاد الناس - بأسلوب حيكم - عن هذا التبرك ويصرفهم عنه ، ويُرشدهم إلى أعمال صالحة خير لهم من ذلك .

عن عبدالرحمن بن أبي قراد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم ( توضأ يوماً ، فجعل أصحابه يتمسحون بوضوئه ، فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم : ما يحملكم على هذا ، قالوا حب الله ورسوله ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم :- من سره أن يحب الله ورسوله ، أو يحبه الله ورسوله ، فليصدق حديثه إذا حدّث ، وليؤد أمانته إذا اُؤتمن ، وليحسن جوار من جاور ) **

وحكم هذا التبرك بذات النبي صلى الله عليه وسلم وبآثاره جائز ، وهو حكم خاص به صلى الله عليه وسلم دون سواه .

أقول : وفي هذا الزمان قد انتهى هذا النوع من التبرك لأن النبي صلى الله عليه وسلم قد مات ، فلا ذات له موجود بيننا ، وأما آثاره صلى الله عليه وسلم فإنه لا يوجد منها شيء يُقطع بصحته على وجه اليقين ، وليس من الممكن - مطلقاً - إثبات وجود شيء منها ، وعلى هذا ، فإن ذلك النوع من التبرك قد انتهى ، ويُصبح أمراً نظرياً فقط .

2- التبرك المشروع ببعض الأقوال والأفعال :-

هناك بعض الأقوال والأفعال إذا جاء بها المسلم مبتغياً بها الخير والبركة من الله تعالى بسببها ؛ متبعاً في ذلك سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه يحصل له من الخير والبركة بقدر نيته واجتهاده .

ومن تلك الاقوال :-

قراءة القرآن الكريم ، وذِكْر الله تعالى ، والدعاء ، والتسبيح .......

ومن الأفعال :-

الاجتماع على ذكر الله تعالى في حلقات العلم والدروس وقراءة القرآن وذكر الله تعالى ، وكذلك الجهاد في سبيل الله ، والاجتماع على الطعام ، والأكل من جوانب القصعة ، ولعق الأصابع . وبالجملة : كل قول أو فعل أمر به الخالق عزوجل أو أمر به رسوله صلى الله عليه وسلم فقام العبد بأدائه إيماناً بالله وامتثالاً له سبحانه ، وتصديقاً ومتابعةً للنبي صلى الله عليه وسلم فإنه يحصل على بركة عظيمة في الدنيا ولآخرة وهذا يشمل كافة أعمال الإسلام وأقواله .

يتبع بإذن الله التبرك المشروع ببعض الأمكنة ...........................................

______________________________________


* قال الشيخ الألباني :- هذا حديث ثابت له طرق وشواهد في معجمي الطبراني وغيرهما ، وقد أشار المنذري إلى تحسينه ، وقد خرجته في الصحيحة رقم 2998 .


وقفه :-
دخل علي بن أبي طالب رضي الله عنه المقابر ، فقال :- أما المنازل فقد سكنت ، وأما الأموال فقد قسمت ، وأما الأزواج فقد نكحت ...... هذا خبر ما عندنا فما خبر ما عندكم ؟!

ثم قال :- والذي نفسي بيده لو أذن لهمم في الكلام لأخبروا أن خير الزاد التقوى .

الحقاق

3/2/1425 هجري

الحقاق 25-03-2004 01:50 PM

3
- التبرك المشروع ببعض الأمكنة




توجد أمكنة معينة جعل الله فيها بركة عظيمة ؛ فمن التمس فيها البركة نالها بإذن الله تعالى بشرط أن يتحقق في عملة الإخلاص لله تعالى والمتابعة للنبي صلى الله عليه وسلم .

ومن هذه الأمكنة :-

أ - المساجد :- ويكون التبرك بها بالصلاة فيها والاعتكاف وانتظار الصلوات ، وصلاة الجماعة ، وحضور مجالس الذكر والعلم وقراءة القرآن فيها ......

ولا يكون التبرك بالتمسح بها بجدرانها أو ترابها أو غير ذلك مما ليس هو بمشورع ؛ فحينئذ يكون ذلك التبرك بدعة .

وهناك مساجد لها ميزات خاصة وبركة أكثر مثل :- المسجد الحرام ومسجد النبي صلى الله عليه وسلم والمسجد الأقصى ومسجد قباء وذلك للفضائل التي وردت لكل منها خاصة ......

ب - ومن الأماكن المباركة التي ورد ذكر بركتها :- مكة المكرمة والمدينة المنوره ، والقدس ، والشام . ويكون التبرك بهذه الأمكنة : بالسكن فيها ، والتماس كثرة خيرها من الله تعالى ، أما غير ذلك من التبرك بترابها وأشجارها أو التمسح بشيء فيها فهو ممنوع شرعاً ، لأنه مسلك - في التبرك - لم يسكله النبي صلى الله عليه وسلم ولا اصحابه .

ج- كما أن في المشاعر المقدسة : كعرفة ومنى ومزدلفة بركة خاصة في مغفرة الذنوب والعتق من النار ، وحصول الأجر العظيم ؛ بسبب تعظيم شعائر الله تعالى ، والاقتداء برسوله الكريم صلى الله عليه وسلم وهذه البركة في تلك الأماكن تكون في أوقاتها المشروعة في الحج فقط - ليس غير - وبالطرق الشرعية المباحة كالدعاء والصلاة والذكر .


4- التبرك المشروع في بالأزمنة




هناك أزمنة مباركة خصها الله تعالى بزيادة فضل وبركة مثل :- شهر رمضان ، وليلة القدر ، ويوم الجمعة ، ويومي الأثنين والخميس ، والأشهر الحُرُم ، وعشرٍ من ذي الحجة ، ويوم عرفة ويوم عاشوراء ، والثلث الاخير من الليل ، وساعة الإجابة في يوم الجمعة .

ويكون التبرك بهذه الأزمنة بالطرق المشروعة مثل الدعاء والصلاة والصوم والصدقة ، أما ما يتعدى ذلك من البدع فليس من الدين في شيء .


5- التبرك المشروع ببعض المأكولات والمشروبات وغيرها



هناك بعض الأطعمة تُلتمس فيها البركة مثل : زيت الزيتون واللبن ، والحبة السوداء ، والعسل ، والعجوة ، والكمأة ، وماء المطر ، وماء زمزم والخيل ، والغنم ، والنخل ...

ويكون التبرك بتلك الأشياء بما نص عليه صلى الله عليه وسلم في استخدامها رجاء خيرها ؛ كأكلها وشربها واقتنائها واستخدامها ، أما ما يتعدى ذلك فهو بدعة لا يجوز . وقد ورد في الأشياء التي ذكرناها أحاديث صحيحة تخص كل نوع ببركته وخيره .

يتبع بإذن الله التبرك الممنوع شرعاً .................................................. ...

وقفه :-

من لم يعرف الشر كان جديراً أن يقع فيه " عمر بن الخطاب رضي الله عنه "

الحقاق

4/2/1425 هجري

الحقاق 26-03-2004 02:19 PM

- التبرك الممنوع شرعاً



هو التبرك الذي يخالف ما شرعه الله تعالى ، أو يكون بطرق بدعية لما يجوز التبرك به ، وهو عدة أنواع ك :-

1- التبرك بالأمكنة والجمادات :-

كالتبرك بالأحجار والأشجار والأصنام ، أو بالأسلحة أو الملابس ، أو الآثار الحجرية ، أو آثار الأشخاص ، أو التبرك بالشمس والقمر والآيات الكونية ... أو التبرك بالقبور والأضرحة أو مكان مولد النبي صلى الله عليه وسلم أو الذهاب للمقابر والدعاء عندها أو الأماكن التي مر بها ، أو غار حراء ، أو جبل ثور أو موضع بيعة العقبة أو مكان موقعة بدر أو الغزوات الأخرى أو مكان بيعة شجرة الرضوان ...... أو غير ذلك مما لم ترد به النصوص الصحيحة فكل ذلك بدعة لا تجوز .

2- التبرك بالأمكنة المباح التبرك بها بطريقة مخالفة للشرع :-

وذلك كالتمسح بالمساجد بجدرانها أو نوافذها أو أبوابها أو محاريبها ، أو التبرك بأشجار وأحجار المشاعر المقدسه ؛ إلا ما كان من المناسك الشرعية كالطواف بالكعبة وتقبيل الحجر الأسود والصلاة في الروضه والصلاة في مسجد ( الخيف ) بمنى فإنه يجوز ، أما غير ذلك مما ذكر فهو لا يجوز .

3- التبرك بالأزمنة :-

لا يجوز التبرك بالأزمنة إلا بالأزمنة التي وردت فيها البركة زيادة عن غيرها وبالطرق المشروعة ( كما سبق ذكره في التبرك المشروع بالأزمنة )

وعلى ذلك فلا يجوز عمل الاحتفالات ولا الموالد ، ولا يجوز الاحتفال باليلة المولد النبوي ، ولا ليلة الإسراء والمعراج ، أو ليلة النصف من شعبان ، أو يوم الهجرة أو أيام المعارك الإسلامية أو غير ذلك من الأعياد والمناسبات التي لم يرد فيها نص صحيح ، ولا يجوز - أيضا - تخصيص أيام بالصوم غير التي وردت فيها النصوص .

يتبع بإذن الله تكملة انواع التبرك ................................

وقفه :-

تنبأ رجل وادعى أنه نبى الله موسى ، فبلغ خبره المأمون فأحضره وقال له :- من انت ؟ فقال : أنا موسى الكليم ، قال : وهذه عصاك التي صارت ثعبانا ؟ قال : نعم ، قال : ألقها من يدك ومرها تصير ثعبانا كما فعل موسى ! قال : قل انت أنا ربكم الأعلى كما فعل فرعون وأنا أصيرها ثعبانا ، فضحك الخليفة وعفا عنه .

الحقاق

5/2/1425 هجري

الحقاق 27-03-2004 03:02 PM

4- التبرك بالأزمنة المباح التبرك بها بطريقة مخالفة للشرع :

قد تقدم معنا ( جواز التبرك ببعض الأزمنة ) التي فُضِّلت على غيرها كيوم الجمعة ويوم عرفة وغير ذلك مما سبقث ذكره وقد عرفنا أن التبرك بها يكون بالطرق المشروعة التي ذكرناها ؛ ولكن إن تبرك الشخص بتلك الأزمنة المباح التبرك بها بطريقة مخالفة فإن ذلك بدعة لا تجوز مثل : تخصيص يوم الجمعة بالصوم ، أو أحداث ما لم يرد في الشرع في تلك الأزمنة .

5- التبرك بالصالحين وآثارهم :-

لا يجوز التبرك بذوات الصالحين ولا بآثارهم - وإنما يُستثنى من ذلك - فقط - الأنبياء ، وخاصة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وكان ذلك الحكم خاص به صلى الله عليه وسلم ولا يُقاس عليه أحد ، والدليل على أنه لا يُقاس عليه أحد : فعل الصحابة الكرام - رضي الله عنهم - فلم يثبت عن أحد منهم أنه تبرك بعرق أو وضوء صحابي آخر أو بشيء من آثاره .

وحيث أن ذات النبي صلى الله عليه وسلم وذوات الأنبياء جميعاً غير موجودة الآن ! وكذلك لم يعد شيء من آثار النبي صلى الله عليه وسلم ولا آثار الأنبياء الآخرين يُقطع بوجوده على وجه اليقين ؛ فإن هذا الحكم في التبرك قد انتهى ويتضح أن التبرك بذوات الصالحين أو بآثارهم : لا يجوز لعدم وُرود الدليل الشرعي على ذلك ؛ وإجماع الصحابة الكرام على تركه ، إضافة إلى سد ذرائع الغلو والشرك ، وللمحافظة على عقيدة المتبرك بحيث لا يتعلق قلبه إلا بالله تعالى واللحفاظ على الشخص المتبرك به كي لا يخالط الغرور والعُجب و الكبر .

رابعاً : أخطاء شائعة ملحقة بالتوسل والتبرك


1- يُخطىء بعض الناس عندما يتوسلون ويدعون بجاه النبي صلى الله عليه وسلم ومنزلته عند الله تعالى ، كأن يقول مثلاً ( اللهم إني اسألك بجاه نبيك محمد كذا وكذا .....) فهذا محرم عظيم ؛ لأن جاه النبي صلى الله عليه وسلم ليس له أثر في حصول المطلوب ، وجاهه صلى الله عليه وسلم خاص به وحده ولا ننتفع به ، وإنما ننتفع بالإيمان به صلى الله عليه وسلم ومحبته واتباعه ؛ ولذلك يجوز للمسلم أن يدعو ويقول : ( اللهم بإيماني برسولك ومحبتي له ..... ان ترزقني أو توفقني .... وهكذا .... ) .

2- يُخطىء بعض الناس عندما يتوسلون ويدعون بجاه الأولياء والصالحين ؛ لأن هذا الفعل محرم كبير وشرك بالله تعالى وإنما الذي يجوز هو أن تطلب من أحد الأولياء أو الصالحين أن يدعو لك ، كما كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يفعله حيث كان يطلب من العباس بن عبدالملطلب رضي الله عنه عند أن يدعو الله تعالى لهم أن يُغيثهم بالمطر .

3- ومن الأخطاء العظيمة التي يقع فيها بعض الناس : التوسل بالأموات سواء كانوا من الأنبياء أو الصالحين أن من عامة الناس وهذا الفعل من الشرك العظيم ؛ وإن اعتقد الداعي أن ذلك المدعو ينفع أو يضر فإن ذلك نوع من الشرك الاكبر المخرج من الملة .

4- ومن الأخطاء العظيمة - أيضاً - التبرك بالقبور سواء كانت قبور انبياء أو صالحين أو غيرهم ، وهذه بدعة شركية عظيمة لا تجوز ولا تليق بالمسلم .

5- ومن الأخطاء في التوسل أن يدعو الإنسان ببعض العبارات التي لا تجوز ؛ بل هي طلب للدعاء من غير الله ، مثل قول القائل ( يا جبريل أجبرني ، يا محمد أشفق علي أو انقذني أو فرّج كربي ، يا بدوي أغثني ، أو يا حسين أو يا علي أو يا سيد فلان ...) فكل هذا وأمثاله من الشرك الأكبر الذي يُخرج من الملة ؛ لأنه صرف لنوع من أنواع العبادة لغير الله تعالى ** .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ

* تمت الاستفادة في هذا المبحث من كتاب " التوسل احكامه وانواعه للشيخ محمد ناصر الدين الألباني وكتاب : التبرك المشروع والتبرك الممنوع ، د. علي العليان .
نهاية الفصل الأول والحمدالله رب العالمين .................................

بإذن الله يتبع الفصل الثاني عن الأخطاء الشائعة في بعض العبارات والألفاظ التي تجري على ألسنة الناس .

وقفه :-

قال بعض الاذكياء :- إذا رأيت رجلا قد وقف على باب داره وهو يقول : وما عند الله خير وأبقى ، فاعلم أن في جواره وليمة لم يدع إليها ، وإذا رأيت قوماً يخرجون من مجلس القاضي وهم يقولون : وما شهدنا إلا بما علمنا ، فاعلم أن شهادتهم لم تقبل ، وإذا تزوج رجل فسئل عن حاله فإن قال :- ما رغبنا إلا الصلاح فاعلم أنه تزوج قبيحة .

الحقاق

6/2/1425 هجري

الحقاق 28-03-2004 10:27 AM

الفصل الثاني


مقدمه



أولاً : أخطاء شائعة في بعض العبارات والألفاظ التي تجري على ألسنة الناس


ثانيا : أخطاء تتعلق بأسماء الناس


ثالثاً : أخطاء شائعة في موضوعات وقضايا عقيدية مختلفة



مقدمة



لا شك أن اللسان قد ينطق يكلمات - ولا يدور في خلد قائلها - إنها كلمات كفرية أو شركية أو إنها كلمات تُعد من أكبر الكبائر وأعظم الذنوب ، أو إنها من الكلام المحرم أو الخبيث أو القبيح .

يقول النبي صلى الله عليه وسلم ( .... وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله - لا يُلقى لها بالاً - يهوي بها في جهنم ) رواه البخاري .

ويقول صلى الله عليه وسلم أيضا ( إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين ما فيها ، يزل بها في النار أبعد ما بين المشرق ) رواه البخاري .

وفي حديث آخر ، قال صلى الله عليه وسلم ( إن الرجل ليتكلم بالكلمة لا يرى بها بأساً يهوي بها سبعين خريفاً في النار ) صحيح الجامع لألباني .

أيها المسلم .. إن ذلك الوعيد الشديد الذي ذُكر في الأحاديث هو للذي يتكلم بالكلام وهو لا يُلقي له بالاً - أي غير قاصد المعناه - فما بالك إذا كانت تلك الكلمات عن قصد وعمد - خاصة إن كانت من الكلمات الكفرية والشركية - فالواجب علينا أن نحفظ ألسنتنا - خاصة في أمور العقيدة والدين - عن الكلمات التي تؤدي إلى الكفر والشرك ، بل قد تُخرج الإنسان من الإسلام بالكية .

وقد قمت في هذا الفصل ( والكلام للمؤلف ) بذكر عدد من الألفاظ والعبارات التي تكثر على ألسنة الناس ؛ ويأخذونها بمأخذ التهاون والتساهل أو بمأخذ الاستهزاء والسخرية أو أنها كلمات - عادية - لا شيء فيها ، وهي - حقيقة - من الكلمات و العبارات الخاطئة أو المخالفة للعقيدة .

وقد قمت بشرح تلك العبارات ثم بينت حكمها ، وحكم قائلها استناداً على ما جاء في كتب وفتاوي العلماء الموثوقين .



أولاً : أخطاء شائعة في بعض العبارات والألفاظ التي تجري على ألسنة الناس

1- يقول بعض الناس ، أنا في وجه أبيك في قبره وبالعامية : أنا في وجه أبوك في قبره .

هذه العبارة فيها استغاثة بغير الله تعالى ، بل هي استغاثة بميت لا يقدر على شيء ، وهذا شرك أكبر .

كما أنا الاستغاثة بالميت لا تجوز في أي أمر من الأمور .

أما الاستغاثة بالحي فيما يقدر عليه فتجوز كأن يقول شخص : يا فلان ساعدني في كذا وكذا من الأمور الحياتية التي يقدر عليها ذلك الشخص ، أما الاستغاثة به فيما لا يقدر عليه فلا تجوز كأن يطلب منه الإغاثة في شفائه أو دفع ضرٍ أو جلب نفع أو في أمر آخر لا يقدر عليه إلا الله تعالىلا فهذا شرك أكبر .

يتبع بإذن الله من بعض الاخطاء قول بعضهم أنا في وجه النبي ........................

وقفه :-

قيل لحكيم : أي الرجال أفضل ؟ قال : الذي إذا حاورته وجدته عليما ، وإذا خبرته وجدته حكيما ، وإذا غضب كان حليما ، وإذا ظفر كان كريما ، وإذا استمنح منح جسيما ، وإذا وعد وفي و إن كان الوعد عظيما ، وإذا شكى إليه وجد رحيما .

الحقاق

7/2/1425 هجري

الحقاق 30-03-2004 12:21 AM

2- ومن الأخطاء قول بعضهم : أنا في وجه النبي :-




وهذه - ايضا - عبارة شركية ؛ لأنها استغاثة بغير الله تعالى واستغاثة بميت - حتى لو كان النبي صلى الله عليه وسلم وهذا شرك أكبر . والتحقيق في ذلك مثل ما سبق شرحه في العبارة السابقة رقم (1) .


3- يكثر قول بعض الناس : ما شاء الله وشئت - ما شاء الله وفلان - لولا الله وفلان - أنا متوكل على الله وعليك - الأمر لله ولك - أنا داخل على الله وعليك - أنا بالله وبك - مالي إلا الله وأنت - أنا عند الله وعندك - هذا من الله ومنك - وأمثال تلك العبارات كثير .




فنقول : إن استخدام واو التسوية في مثل تلك العبارات بهذه الصورة شرك لا يجوز ؛ لأن الواو معناها : التسوية بين الله تعالى وبين خلقه ، وهذا شرك ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ( لا تقولوا ما شاء الله وشاء فلان ، ولكن قولوا ما شاء الله ثم شاء فلان ) رواه أبو داود .

فما على المسلم في هذه الحالة إلا أن يجعل حرف ( ثم ) بدلاً عن ( الواو ) فيقول مثلاً : أنا بالله ثم بك ، أو يقول : الأمر لله ثم بك . وهكذا .


4- يكثر على ألسنة بعض الناس عبارة ( الله والنبي محييك )



وهذا خطأ كبير ، وشرك بالله لا يجوز قوله ، وهو خطأ من وجهين :

1- إن فيه مساواة بين الله وخلقه - حتى لو كانوا من الانبياء والصواب أن نقول : الله ثم النبي محييك .

2- إن الإنسان يقول عبارة : ( الله يحييك ) من باب التفاؤل والدعاء ولكن إضافة كلمة ( والنبي محييك ) ليس لها ضرورة ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قد مات ولا فائدة من ذكر تلك العبارة ، والناس يقولونها تفاؤلاً ومبالغة في التكريم ؛ ولكن لا داعي لذكرها .


5- ويكثر على ألسنة بعض الناس عبارات : شاءت الاقدار أو شاءت الظروف ، أو شاءت قدرة الله أو شاء القدر .



فنقول ... إن كل تلك العبارات لا يجوز قولها : لأن المشيئة لله وحده فالأقدار أو الظروف لا تشاء ، ولكذلك قدرة الله لا تشاء ؛ لأن المشيئة إرادة ، والقدرة معنى ، والمعنى لا إرادة له ، وإنما الإرادة للمريد ، والمشيئة لشيء ، ولكننا نقول : اقتضت حكمة الله تعالى كذا وكذا ، أو نقول عن الشيء إذا وقع هذه قدرة الله تعالى أو هذا قدر الله .


6- ومن الأخطاء قولهم تدخل القدر :



قولهم : تدخل القدر لا ينبغي لانها تعنى أن القدر اعتدى بالتدخل ، وإنما القدر من فعل الله تعالى ، والأصح أن يُقال نزل القضاء والقدر ، أو غلب القدر .

يتبع بإذن الله قول بعض الناس لم تسمح لي الظروف .......................

وقفه :-

إذا احتجت إلى المشورة في أمر قد طرأ عليك فاستبده ببداءة الشبان فإنهم أحد اذهاناً واسرع حدسا ، ثم رده بعد ذلك إلى رأس الكهول والشيوخ ليستعقبوه فإن تجربتهم أكثر .

الحقاق

9/2/1425 هجري

الحقاق 31-03-2004 12:36 AM

قول بعض الناس : لم تسمح لي الضروف ، أو لم يسمح لي الوقت :



فنقول : إذا كان المقصود إنه لم يحصل وقت يمكّن الإنسان من فعل ذلك الشيء بلا بأس ، أما إذا كان قصد المتكلم أن للظروف أو للوقت تأثيراً في الأمور فلا يجوز قول تلك العبارة .


8- قول بعض الناس ( ما صدقت على الله أن يكون كذا وكذا ) :




إن مقصود هذا القول عند قائله : إنه ما توقع وما ظن أن يكون كذا وكذا ، وليس معناه - ومقصوده - أنه ما صدّق أن الله يفعل كذا لعجزه عنه ؛ بل المعنى : ما كان يقع في ذهني ولا يخطر ببالي هذا الأمر ، فالمعنى صحيح .

ولكن هذا اللفظ فيه إيهام ، وعليه يكون تجنب هذا اللفظ أحسن .


9- ومن ذلك ، قول بعض الناس ( لا سمح الله أو لا قدّر الله )



يُكره استخدام قول ( لا سمح الله ) لأن هذا القول يُوهم السامع بأن احداً يُجبر الله تعالى على شيء فيقول ( لا سمح الله ) والله تعالى لا مُكره له .

والأفضل أن يقول : لا قدّر الله ؛ لأن عبارة ( لا قدّر الله ) أبعد عن الستوهم في المعنى وهي أيضاً بمثابة الدعاء والطلب ، وليس معناها رد القدر أو عدم الإيمان بوقوعه .


10- حكم قول بعض الناس ( المرحوم فلان أو المغفور له فلان أو فلان المرحوم .... وهكذا )


إن قول الناس لمثل هذه الألفاظ - في الغالب - ليس من باب الإخبار عن فلان أنه مرحوم وأن الله تعالى قد غفر له ورحمه ، لأنه لا يجوز أن يُقطع لأحد بأن الله تعالى قد غفر له . بل إن قول الناس هذا من باب الدعاء وسؤال الرحمة لذلك الميت ، وهو من باب الرجاء كذلك ، وليس من باب الخبر القطعي ، فعلى ذلك فلا حرج في قول تلك الكلمات ؛ ولكن الأفضل استبدالها بغيرها مثل : ( فلان نسأل الله له المغفره والرحمة والجنة ..... ) أما إن أراد القائل أن فلان - فعلاً - قد غُفر ذنبه أو رحمه الله فلا تجوز .

يتبع بإذن الله حكم قول بعض الناس عن شخص قتل في سبيل الله إنه شهيد .........ز

وقفه :-

خطب ثلاثة إخوة من العرب إلى عمهم ثلاث بنات له فقال : مرحبا بكم لا أذم عهدكم ولا استطيع ردكم ، خبروني عن مكارم الأخلاق ، فقال الأكبر : الصون للعرض والجزاء بالفرض . وقال الأوسط : النهوض بالثقل والأخذ بالفضل . وقال الأصغر : الوفاء بالعهد والأنجاز للوعد ، قال : أحسنتم للجواب ووفقتم للصواب .

الحقاق

10/2/1425 هجري

الحقاق 01-04-2004 09:42 AM

11- قول بعض الناس عن شخص قتل في سبيل الله إنه شهيد ، فيقول : الشهيد فلان .


لا يجوز إن يُشهد لشخص بأنه شهيد حتى لو مات في المعركة . وقد عقد الإمام البخاري رحمه الله في صحيحه ( باب لا يقول فلان شهيد ) وساق أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم تُفيد النهي عن قول ذلك ) .


12- ومن الأخطاء : قول بعض الناس عن الميت ( دفن في مثواه الأخير أو ذهب إلى مثواه الأخير ) .


وهذا القول حرام لا يجوز ؛ لأن معنى ذلك أن القبر هو آخر شيء للميت وهذا خطأ كبير يتضمن إنكار البعث ، ومن المعلوم أن القبر ليس آخر مرحلة ؛ بل وراءه البعث والنشور و الحساب ... فلا ينبغي قول ذلك الكلمات .


13- حكم قول بعض الناس : تحياتي أو لكم تحياتي أو لكم تحياتنا أو أهدي لك تحياتي ... ونحو ذلك .



لقد كره بعض العلماء كلمة التحيات بصيغة الجمع ، وقالوا : إن هذه التحيات لا تنبغي إلا لله تعالى ، لأنها لا تُقال إلا في التشهد في الصلاة وتختص بالله تعالى ، وإن قيلت ( تحيتي ) بالمفرد فلا بأس .

وكما أنه لا بأس في هذه العبارات - بصيغة الجمع - فالتحية من شخص لآخر جائزة ؛ لأن المقصود ليس لتحيات المطلقة التي هي لله تعالى ، كما أن الحمد والشكر لله تعالى ومع هذا يجوز أن نقول ( حمدتُ فلاناً على كذا ، وشكرته على كذا ، أما الحمد المطلق فهو لله تعالى .. والأفضل ترك هذه الكلمات إلا إن جاءت بصيغة المفرد .


14- حكم قول بعض الناس لغيرهم ( يامولاي )


الولاية تنقسم إلى قسمين :-

1) - ولاية مطلقة وهذه لله عزوجل ، وهي شاملة لكل أحد ، وبالمعنى الخاص فهي خاصة بالمتقين .

2) - ولاية مقيدة مضافة : فهذه تكون لغيره الله تعالى ، ومن معانيها : الناصر والمتولي للأمور والسيد

وعلى هذا فلا بأس من قول القائل للملك أو للأمير أو لذي الشرف : ( يامولاي ) بمعنى سيدي - ذلك - ما لم يخش من ذلك محذور أو اقتضت التعظيم والخضوع ، أو أحس من تُقال له بالعظمة وأنه خير من أؤلئك الناس . فلا تُقال .


15- ومن الأخطاء : استخدام عبارة ( أدام الله أيامك أو ودمتم أو أدامكم الله ) .


إن استخدام مثل هذه العبارات خطأ كبير ، وهو من الاعتداء في الدعاء ؛ لأن دوام الأيام مُحال فكل إنسان لابد أن يموت ويفنى ، ولا يدوم إلا الله تعالى .

فهذه العبارات من باب الاعتداء والتجاوز في الدعاء فلا تجوز .

يتبع بإذن الله تعالى حكم قول الشخص للمملوك أو للخادم والخادمة يا ......

وقفه :-

أستأذن رجل المأمون أن يقبل يده فقال : إن القبلة من المؤمن ذلة ومن الذمي خديعة ولا حاجة بك أن تذل ولا حاجة بنا أن نخدع . واستأذن أبو دلامة المهدي في تقبيل يده فمنعه فقال : ما منعتني شيئا أيسر على عيالي فقدا من هذه ......

الحقاق

11/2/1425 هجري

الحقاق 02-04-2004 09:38 AM

16- حكم قول الشخص للمملوك أو للخادم والخادمة ( يا عبدي او يا أمتي ) :
إن لتلك المقولة ثلاث صور :-




1- أن يقول ذلك بصيغة النداء مثل : يا عبدي .. يا أمتي فهذا محرم لا يجوز وقد نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله : ( لا يقل أحدكم عبدي وأمتي ) رواه البخاري .

2- أن يقول ذلك بصيغة الخبر مع عدم وجود العبد أو الأمة ، كأن يقول عبدي ذهب لكذا أو فعل كذا .... فلا بأس بهذا .

3- أن يقول ذلك بحضرة العبد أو الأمة ، فإن ترتب على ذلك مفسدة كالذل للعبد أو الكبر للسيد فلا تجوز ، وإن لم يترتب مفسدة فلا بأس ؛ لأن القائل لا يقصد بقوله ذلك ( العبودية ) وإنما يقصد أنه خادمة او مملوكة .


17- حكم قول بعض الناس أو في نشرات الأخبار وغيرها : ( أتكهن بكذا أو تكهنت المصادر بكذا ..)


هذا القول لا يجوز ، فهو لفظ يدل على عمل محرم وهو الكهانة وقد استُخدم في الدلالة على أمر مباح ، فلا يُقال اتكهن بكذا بل يقول : ( أظن كذا ، كما أن مثل هذه الألفاظ تلتبس على الناس .


18- ومن الاخطاء : ما يردده الكثير من الناس ( الله ما يضرب بعصا او ربك ما يضرب بعصا )


إن قول مثل هذه العبارات لا يجوز في حق الله تعالى وقد تكون - احياناً - من باب الاستهزاء وعدم تقدير الله تعالى حق قدره . وللقائل أن يقول عبارات أخرى مثل :- إن الله تعالى لا يظلم احداً او أنه ينتقم من الظالم ...... وهكذا .


19- ومما يكثر على ألسنة بعض الناس عبارة ( وجه الله تأكل أو وجه الله - عليك - أن تفعل كذا وكذا )



قد يقول الناس هذه العبارات من باب التأكيد على إكرام الضيف المبالغة في التقدير أو للإلزام ولكن هذا القول لا يجوز ؛ لأن وجه الله تعالى عظيم ، ولا يُسأل بوجهه سبحانه إلا الجنة - كما ورد في الأحاديث - وكذلك لا يجوز أن يُستشفع بالله تعالى إلى خلقه ؛ لأن مرتبة المشفوع إليه أعلى من مرتبة الشافع والمشفوع له فلا يجوز أن يُجعل الله شافعاً عند أحد وعلى المسلم ترك هذه الكلمات .


20 - ومن الأخطاء القولية أيضا :- قول بعض الناس ( الله يسأل عن حالك )


وهذا يحدث عندما يسأل شخص شخصاً آخر عن حاله فيرد الثاني ويقول : الله يسأل عن حالك . فهذه عبارة لا تجوز ؛ لأنها تُوهم أن الله تعالى يجهل الأمور ويحتاج إلى أن يسأل عنها - وهذا القول منكر عظيم - مع أن القائل لا يقصد هذا المعنى ، ولكنها عبارة تفيد هذا المعنى وتُوهم به ؛ لذلك يجب الابتعاد عنها واستبدالها بغيرها كأن يقول :- أسأل الله أن يكرمك أو يعزك ، أو الله يلطف بحالك ... وهكذا .

يتبع بإذن الله ( ومن الاخطاء قول بعض الناس هذا زمان أقشر أو زمان أغبر ........

وقفه :-

قال بعض الحكماء :- لا يكن منكم المحدث ولا ينصت له ، ولا الداخل في سر اثنين ولم يدخلاه ، ولا الآتى الدعوة ولم يدع إليها ، ولا الجالس المجلس لا يستحقه ، ولا الطالب الفضل من أيدى اللئام ، ولا المتعرض للخير من عند عدوه ، ولا المتحمق في الدالة .

الحقاق

12/2/1425 هجري

الحقاق 03-04-2004 09:44 AM

21 - ومن الأخطاء الشائعة قول بعض الناس : هذا مان أقشر أو زمان أغبر أو الزمن غدار أو هذا زمان سوء أو نحو ذلك من العبارات التي فيها ذم للزمن :



هذه العبارات تقع على وجهين :-

1 - أن تكون هذه العبارات سبّاً وقدحاً في الزمن فهذا حرام ولا يجوز ؛ لأن ما حصل في الزمن هو من الله تعالى فمن سبه فقد سبَّ الله تعالى وقد قال تعالى في الحديث القدسي ( يؤذيني ابن آدم يسبّ الدهر وأنا الدهر بيدي الأمر أقلّب الليل والنهار ...) رواه البخاري .

2- أن يقول - الشخص - هذه العبارات على سبيل الإخبار عن حاله ( هو ) أو لما وقع له ( من الأمور ) فهذا لا بأس به وكل الناس يقول - مثلاً - هذا يوم شديد ، وهذا يوم عصيب ... وهذا يوم حار .

أما قول ( الزمن غدّار ) فلا تجوز أبداً لأنه سب ؛ ولأن صفة الغدر صفة ذم دائماً


22- ومما يكثر قوله على ألسنة بعض الناس : الله يلعن اليوم الذي رأيتك فيه أو يا خيبة اليوم الذي رأيتك فيه ، أو يقطع اليوم الذي رأيتك فيه ، أو يقطع اليوم الذي تعرفت عليك فيه ، أو يلعن اليوم الذي حدث فيه كذا وكذا ، أو العنة الله على المرض ، أو لعنة الله على الدين :




فنقول : روى أبو هريرة رضي الله عنه - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( لا يقول أحدكم يا خيبة الدهر فإن الله هو الدهر ) متفق عليه .

فإن كان قصد القائل في كلامه ( يا خيبته هو شخصيياً ) وهذا نادر فلا حرج في ذلك . وإن قَصَد سب الدهر واليوم والزمن فهو محرم عظيم لا يجوز وهكذا في باقي العبارات المشابهه . إلا قوله ( الله يلعن اليوم الذي صار فيه كذا وكذا أو الله يقطع اليوم الذي حدث فيه كذا وكذا ) فإن نسبة هذا اللعن إنه صادر من الله وهذا منكر عظيم . وإن كان يقصد لعن نفسه أو لعن ذلك الشخص فهو منكر - أيضا - لا يجوز .

أما قوله : لعن الله المرض أو الدَّيْن و لعن الله كذا وكذا فهذا من أعظم القبائح والذنوب ، لأن المرض والدّيْن والفقر والعجز من تقدير الله تعالى فسبّ تلك الأشياء هو بمنزلة سبّ الله تعالى ، وعدم الرضا بالقضاء والقدر ، فمن قال مثل ذلك فعليه التوبة والرجوع إلى دينه وألاّ يقول مثل هذه الكلمات أبداً .


23- يكثر قول بعض الناس عندما يموت شخص ( ربنا افتكره ) :



أكثر ما يقول ذلك هم الأخوة في مصر ، فإن كان القائل يقصد بأن الله تعالى كان ناسياً له ثم تذكره ثم أماته فهذا كفر لأنه يقتضي معنى : إن الله تعالى ينسى ، والله تعالى لا ينسى فإن كان هذا هو قصد القائل وهو يعلم معنى ما يقوله فهو كفر ، أما إن كان جاهلاً ولا يدري وإنما يقصد بقوله إن الله افتكره بمعنى أماته وأخذه - وهذا هو الغالب - فهذا ليس بكفر لكن يجب ترك هذه الكلمة لأنها تُوهم بالنقص في حق الله تعالى ، وعلى القائل أن يقول ( توفاه الله أو أماته أو فلان مات )، ولا يقول ( فلان انتقل إلى الرفيق الأعلى ) .

يتبع بإن الله حكم سب الدهر والزمان والأيام والوقت ................................

وقفه :-

قال الربيع : أقلل الكلام إلا من تسع : تكبير وتهليل وتسبيح وتحميد وسؤالك الخير وتعوذك من الشر وأمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر وقراءتك القرآن .

الحقاق

13/2/1425 هجري

الحقاق 05-04-2004 10:33 AM

24- حكم سب الدهر والزمان والأيام والوقت :-



سب الدهر في الجملة محرم لا يجوز . قال الله تعالى في الحديث القدسي : ( يؤذيني ابن آدم يسبّ الدهر وأنا الدهر ، اقلب الليل والنهار ) رواه البخاري .

أي : أن الله تعالى يتأذى - بالوجه اللائق به سبحانه - من سبّ الدهر . وقوله تعالى : ( وأنا الدهر ) لا يُقال إن الله تعالى نفسه هو الدهر ، بل معنى ذلك أن الله تعالى هو مدبر الدهر ومصرفه لأن الليل والنهار هما الدهر . وكذلك فإن ( الدهر ) ليس من أسماء الله تعالى ؛ لأن اسم الدهر اسم جامد لا يحمل معنى غير أنه اسم للأوقات ؛ ولأن الليل والنهار هما الدهر فكيف يكون الشيء المقلّب هو المقلِّب . وإليك هذا التفصيل :-

1 ) - إن قصد القائل من ذم الدهر ( وليس سبّ الدهر ) إن قصد الخير المحض دون اللوم فهذا جائز كأن يقول : تعبنا من سدة حر هذا اليوم أو هذا الشهر ، لأن اللفظ صالح لمجرد الخبر .

2 ) - أن يسبّ الدهر على أنه هو الفاعل للأشياء فهذا شرك أكبر ؛ لأنه نسب الجوادث إلى غير الله تعالى واعتقد معه خالقاً آخر .

3 ) - أن يسبّ الدهر وهو يعتقد أن الله تعالى هو الفاعل ، ولكنه يسبه لأنه محل وموقع الأمور المكروهة التي حدثت له ، فهذا محرم لأنه منافاة للصبر ( وليس هو سبٌ مباشر ) ، كما يحرم لأنه سباب والسباب .


25 - حكم قول بعض الناس ( لا حول لله ، أو لا حول الله )



المقصود بهذه العبارة : لا حول ولا قوة إلا بالله ، فالخطأ فيها في اللفظ والتعبير ، والواجب على المسلم أن يقولها صحيحة ( لا حول ولا قوة إلا بالله ) لأنها بلفظ ( لا حول الله أو لا حول لله ) كلمة قبيحة تفيد نفي الحول والقوة عن الله تعالى وهذا محرم . فيجب ترك هذه الكلمة التي درجت على الألسنة ؛ لأن الكلمات التي درجت على الألسنة مع سلامة قصد قائلها ليس مبرراً لإبقائها كما هي وتكررها بالستمرار ، بل يجب أن نبتعد عنها ونستخدم غيرها .


26- استخدام كلمة ( أرجوك )



كثيراً ما تُستخدم هذه الكلمة على ألسنة الناس ، وحكم قولها للشخص لا بأس به إن كانت في شيء يقدر عليه المخلوق ومن حسن الأدب ترك استعمال هذه الكلمة ، والأفضل أن يقول أرجو الله ثم أرجوك .


27- استخدام كلمة ( أنا )



استخدام كلمة ( أنا ) بالشكل الطبيعي المألوف لا شيء فيه وإنما نهى الإسلام عن استخدامها إذا دلّت على المجهول أو أدت إلى الكبر والتعالي ، وفي الحديث عن جابر رضي الله عنه قال ( أتيت النبي صلى الله عليه وسلم في دَيْـن كان على أبي فدققت الباب فقال : من ذا ؟ فقلت : أنا ، قال : أنا .. أنا ، كأنه كرهه ) متفق عليه .

وقال ابن القيم - رحمه الله - في زاد المعاد ؛ واليحذر المسلم كل الحذر من طغيان - كلمة - (أنا) وكلمة ( لي ) وكلمة ( عندي ) فإن هذه الألفاظ الثلاثة ابتلى بها إبليس وفرعون وقارون .

يتبع بإذن الله حكم استعمال ( لو و لولا ) .............................


وقفه :-

سمع علي رضي الله عنه رجلاً من الحرورية يتهجد ويقرأ فقال ( نوم على يقين خير من صلاة على شك )

الحقاق

15/2/1425 هجري

الوافـــــي 07-04-2004 05:55 PM

موضوع جدير بالقراءة

جزاك الله خيرا اخي الحقاق ...:)

الحقاق 12-04-2004 12:53 AM

28- حكم استعمال ( لو ) و ( لولا )



لهاتين الكلمتين في الاستعمال عدة أحكام :-

1- استخدامها في مجرد الخبر ، مثل أن تقول : لو زرتني لأكرمتك ولو علمت بوجودك لأتيت ... فهذا جائز ولا شيء فيه .

2- استخدامها في التمنى . فهما على حسب ما تمناه ، فإن تمنّى خيراً فهو مأجور ، وإن تمنى شراً فعليه إثم .

3- أن يستخدمها في التحسر والتسخط على القدر أو الأعتراض على قدرة الله تعالى فهذا محرم .. وفي الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال (...... وإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كذا لكان كذا ولكن قل : قدر الله وما شاء فعل فإن لو تفتح عمل الشيطان ) رواه مسلم .

4- أن يستخدم ( ثم ) بعد لولا ، مثل لولا الله ثم فلان لكان كذا وكذا وهذا هو الأفضل والأكمل ؛ ولكن لا يقول : لولا الله وفلان ، لأن الواو تقتضي التسوية وهذا لا يجوز " راجع زاد المعاد لابن قيم الجوزية "

5- أن يستخدم ( لولا ) بدون اقترانها بالله تعالى بل يُضيفه إلى سببه الصحيح فيقول ( لولا فلان لغرقت أو لوقعت ) ، ولكن بشرط أن يكون السبب صحيحاً وواقعاً ؛ لأن إضافة الشيء إلى سببه المعلوم شرعاً أو حساً جائز وإن لم يذكر معه اسم الله تعالى ، أو تقول مثلاً : ( لولا الرعاية الصحية لا نتشرت الأوبئة ) وغير ذلك فكله جائز لكن مع اعتقاده إن المسبب الحقيقي هو الله تعالى وإنما ذُكر الشخص أو الشيء لكونه سبباً فقط مع الاعتماد على الله تعالى ، وإن لم يعتمد ذلك ؛ فإنه يكون نوعاً من الشرك وإن تعلّق بالأسباب بما يُنافي اصل التوحيد - كأن يتعلق بشيء لا يمكن أن يكون له تأثير ويعتمد عليه اعتماداً كاملاً معرضاً عن الله تعالى كتعلق عبّاد القبور بمن فيها عند حلول المصائب والاعتقاد بأنهم ينفعون ويضرون فهذا شرك أكبر مخرج من الإسلام . أما إن يكن السبب شرعياً صحيحاً فلا يجوز أن تقول ( لولا فلان لكان كذا وكذا أو ما حدث كذا ) في شيء ليس هو سببه المباشر .

والأفضل دائماً استعمال عبارة ( لو الله ثم فلان ) .


29- ومن الأخطاء الشائعة قول بعض الناس - وهذا يتردد كثيرا - ( أنا بريء من الإسلام إن فعلت كذا ، أو أخسر ديني - أو أنا كافر .... إن فعلت كذا - أو غير ذلك من العبارات المشابهة .



هذه كلمات يُرددها الكثير من الناس ، وهي كلمات يجب على المسلم أن يترفع عنها وقد جاء في مثل ذلك نهي صريح ، فعن بريدة رضي الله عنه قال قالر رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من قال أنا بريء من الإسلام ، فإن كان كاذباً فهو كما قال ، وإن كان صادقاً لم يعد إلى الإسلام سالماً ) رواه أبو داود والنسائي .

والمعنى إن قائل هذه العبارة واشباهها إن كان كاذباً فيما يقوله من كلام ، فإن قوله ( أنا بريء من الإسلام ) يحق عليه حتى يتوب ، وإن كان صادقاً في حديثه الذي قاله فقد نالت هذه الكلمة من دينه وأنقصت منه وعليه الاستغفار وعدم العودة .

وكذلك لو قال :- أنا نصراني أو يهودي بوذي ..... لو فعلت كذا فهي في حكم ما قبلها كما فصّلناه .

وللحديث بقية إن شاء الله في الأخطاء الشائعه ومنها مايقوله في التعزيه ( البقية في حياتك )

وقفه :-

دخل الرشيد على المأمون في مكتبه فوجده وقد امسك بكتاب يقلبه بين يديه فقال له :- ما هذا بيدك ؟ فقال : بعض ما تشحذ به الفطنة وينبه به من الغفلة ويؤنس به من الوحشه ، فقال له : ما تحب أن أهدى لك ؟ حسن رأيك ، فقال الرشيد : الحمدالله الذى رزقنى من ولدى من ينظر بعين عقله اكثر من ما ينظر بعين جسمه وسنه .

فمن من شباب الإمه من ينظر بعين عقله أكثر من ما ينظر بعين جسمه وسنه !!!! والله المستعان

الحقاق

22/2/1425 هجري

الحقاق 13-09-2004 08:47 AM

30 - ومن الأخطاء الشائعة في التعزية قولهم لمن مات له شخص : البقية في حياتك أو البقاء لك




فهذه من الكلمات التي لا تليق ، فإن الميت لا يموت إلا وقد استنفذ أجله كاملا ، فأي بقية التي يقصدها المُعزي ، فهل يظن أن ذلك الشخص قد مات وبقيت له مدة لم يعشها - وهذا بالتأكيد غير مقصود عنده - وإنما المقصود بها التفاؤل .



فالأفضل اجتناب هذه المقولة وأشباهها ، ثم يرد الشخص الذي قيلت له بقوله : حياتك الباقية وهي عبارة كاذبة ، لأنه لا حياة باقية لأي بشر إضافة إلى أن فيها جرأة على الله تعالى وتعد في الكلام .


أما عبارة ( البقاء لك ) فهي كلمة لا تجوز لأنه ليس هناك أحد باق ومخلد ، كما أن فيها جرأه على العقيدة وتعد . والواجب على المسلم أن يحافظ على أقواله وألفاظه ، حتى وإن كان لا يقصد منها شيئا ، خاصة وأن هناك ألفاظا شرعية كثيرة لكل الأحوال والمناسبات . وعبارات التعزية الشرعية كثيرة والله الحمد مثل :- عظم الله أجركم وأحسن الله عزاءكم ، وغفر لميتكم وإن في الله خلفا من كل هالك وآجركم الله في مصيبتكم








31 - ومن الأخطاء اللفظية قول ( الله بالخير )


هذا القول ( الله بالخير ) هو اختصار لعبارة ( مساك الله بالخير أو صبحك الله بالخير ) وهو اختصار مخل ، وكلام فاسد لا ينبغي ، أما قول مساك الله بالخير وصبحك الله بالخير فهو جائز والأفضل قوله بعد تحية الإسلام ( السلام عليكم ) .




32 - ومن الأخطاء قول : ( بالرفاء والبنين لمن تزوج )



إن عبارة ( بالرفاه والبنين ) تهنئة من تهنئات الجاهلية وقد نهانا النبي صلى الله عليه وسلم عنها وتهنئة الإسلام هي قول ( بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما بخير )





33 - ومن الاخطاء قول ( تراهن )



إن هذه الكلمة ( تُراهن ) شائعة بكثرة فتجد الناس يرددونها كثيرا - وخاصة الشباب - فإذا اختلف اثنان حول شيء ما فيقول أحدهما للآخر :- تراهن او تراهني على كذا وكذا أو أن الشيء الفلاني كذا وكذا .


وهذه الكلمة من الكلمات المخالفة للشرع ولا يجوز استخدامها وقد جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ( ...... ومن قال لصاحبه تعال أقامرك فليتصدق ) متفق عليه . والمراهنة هي نوع من القمار دون شك .





إلى اللقاء في اخطاء شائعه ......... ( رزق الهبل على المجانين وقولهم يعطي الحلق .....)






وقفه :-


لا يقبل قول إلا بعمل ، ولا يستقيم قول وعمل إلا بنية ، ولا يستقيم قول وعمل ونية إلا بموافقة السنة . " سفيان الثوري "



الحقاق

الحقاق 15-09-2004 10:14 AM

34- ومن الأخطاء الشائعة ايضا قولهم في الأمثال الشعبية ( ارزق الهبل على المجانين ) وقولهم ( يعطي الحلق لمن بلا آذان )

إن الناس يقولون هذه الأمثال المغلوطة في معناها وفحواها من باب الجهل أو من باب التعجب من شيء . ولكن تلك العبارات خطيرة جداً وقد تؤدي بصاحبها إلى الكفر والشرك ، فإن معناها بهذه الألفاظ : أن الله تعالى لم يعدل في قسمة الأرزاق بين الخلق ، كما أن فيها اعتراضاً على عطاء الله تعالى ورزقه وحكمته وقضائه ، وكلا المعنيين كفر والعياذ بالله . فالله تعالى هو الذي يرزق ويُعطي ويُمسك وكل شيء عنده بمقدار وحكمة سبحانه وتعالى .

فالواجب على المسلم أن يحذر كل الحذر ولا يستهين بمثل تلك الأقوال .

35 - ومن الأخطاء قول شخص لآخر ( ياعدو الله ) :-

وهذه كلمة كبيرة مستبشعة إذا وُجهت من المسلم للمسلم فمن قالها لشخص لا يستحقها رجعت على قائلها لإثم العظيم ، وفي الحديث أن رسول الله صلى ا لله عليه وسلم قا ل ( من دعاء رجلا بالكفر أو قال : عدو الله وليس كذلك إلا حار عليه ) متفق عليه .

36- ومن الأخطاء قول ( قبح الله وجهك ) :-

قول ( قبح الله وجهك ) قول مخالف للدين الإسلام وللأدب وفيه جرأة على الله تعالى ، وهو قول منهي عنه ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قا ل ( لا تقولوا قبح الله وجهه ) رواه البخاري في الأدب المفرد .

37- ومن الأخطاء القول لشخص مسلم ( يا كافر أو أنت كافر ) :-

إن هذه الكلمة لا تجوز ، وقولها محرم ، فعن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال :- سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( أيما امريء قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما ، إن كان كما قال وإلا رجعت عليه ) متفق عليه .

فلا يجوز قول يا كافر إلا للكافرين من اليهود والنصارى والوثنيين وغيرهم من الطوائف الكافرة ، أو تقال لمن أتى بشيء يُخرجه من الإسلام وقد شاعت هذه الكلمة على ألسنة بعض الناس ، وعلى ألسنة بعض الجماعات المتعصبة التي تُكفر الناس دون تثبت أو روية .

وللحديث بقية إن شاء الله تعالى ......... ومع الاخطاء في قول بعض الناس ( مدد مدد يا أهل البيت مدد ، مدد يا حسين او مدد يا بدوي ...

وقفه :-

الطريق إلى الله عزوجل مسدودة على خلق الله تعالى ، إلا على المقتفين آثار رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والتابعين لسنته . كما قال عزوجل ( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة ) سورة الأحزاب الآية 21 .

الحقاق

الحقاق 16-09-2004 06:36 AM

38- ومن الأخطاء الشائعة والخطيرة جداً ما شاع عند كثير من جهلة المسلمين المتأثرين بالصوفية وطرقها أو من شاكلهم من القبوريين وغيرهم ، من قولهم ( مدد يا فلان ، أو مدد يا حسين مدد ، أو مدد يا بدوي ، أو يا دسوقي ، أو يا فلان ....)

إن مثل هذه الأقوال شرك أكبر يُخرج قائله من الإسلام ، لأنه يطلب من أولئك المخلوقين - الأموات - قضاء الحوائج من الرزق والشفاء والعون ... وهو طلب قضاء أشياء لا يقدر عليها إلا الله تعالى .

ومن الأخطاء الشائعة التي تُلحق بما سبق أن الكثير من الناس يستغيثون بالنبي صلى الله عليه وسلم أو الأنبياء الآخرين أو بالصحابة وهذا له نفس الحكم السابق ، أنه شرك أكبر يُخرج من الإسلام لأن الرسو ل صلى الله عليه وسلم والأنبياء والصحابة والصالحين وغيرهم لا يستطيعون نفعاً ولا ضراً ، وما يفعله بعض الجهلة من دعاء القبور وأصحابها سواء كانوا من الأنبياء أو الصحابة أو الصالحين فإن ذلك شرك أكبر ، لأنه طلب لشيء لا يقدر عليه إلا الله تعالى ، أما طلب الحاجات من الخلق - الأحياء - فيما يقدرون عليه من الأشياء المعروفه فهو جائز لا شيء فيه ، كأن تقول يا فلان ساعدني في البحث عن عمل .. وهكذا ، وإن كان الشخص ميتاً فإنه لا يجوز دعاؤه والطب منه مطلقاً مهما كانت درجته .

39- ومن الخطاء اللفظية أو الكتابية :- الجمع بين الله تعالى وبين الرسول صلى الله عليه وسلم في ضمير واحد كأن يقول عن الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم في ثنايا الحديث ( ومن يطعهما فقد رشد ومن يعصهما فقد ضل )

وهذا خطأ فالواجب أن يقول ( من يطع الله ورسوله فقد رشد ، ومن يعصي الله ورسوله فقد ضل ... وهكذا ) . وقد خطب رجل عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال ( من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصهما فقد غوى ) فقال صلى الله عليه وسلم ( بئس الخطيب أنت ، قل :- من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصي الله ورسوله فقد غوى ) رواه مسلم .

وهكذا الحال في كل ضمير من شأنه الجمع بين الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم فيجب عدم جمع الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم في ضمير واحد ، بل يجب فصلهما ، لكي لا تكون هناك تسوية بين الله تعالى وبين رسوله صلى الله عليه وسلم مما يُشعر أن النبي صلى الله عليه وسلم في منزلة الله تعالى .

وللحديث بقية إن شاء الله تعالى .... في قول بعض الناس ( هذا يوم نحس ......

وقفه :-

اصبر نفسك على السنة ، وقف حيث وقف القوم ، وقل بما قالوا ، وكف عما كفوا عنه ، واسلك سبيل سلفك الصالح ، فإنه يسعك ما وسعهم . " الأوزاعي "

الحقاق


Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.