أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية

أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com/index.php)
-   الخيمة الإسلامية (http://hewar.khayma.com/forumdisplay.php?f=8)
-   -   رمضـــان الضيف العــــزيز (http://hewar.khayma.com/showthread.php?t=41114)

النسري 07-10-2004 12:15 AM

رمضـــان الضيف العــــزيز
 
رمضـــان الضيف العــــزيز

:D:D:D

عندما يزورك ضيف تحبه تتهيأ لاستقباله وتبالغ في الإعداد لهذه اللحظة السعيدة فتشتري ما يلزم من حاجيات لإكرام هذا الضيف المحبوب، وتنظف البيت وتعطره وتلبس لاستقباله خير ما عندك من الثياب،وتعد له افضل أنواع الطعام والشراب، وتبحث له عن أنواع التسلية التي يحبها وغير ذلك.
وهنا لا بد أن تعلم أن ضيفك المقبل عليك هذه المرة هو شهر رمضان وهو لا يزورك في العام إلا مرة .. وهو ضيف لاشك أنك تحبه وتنتظره بفارغ الصبر ، لأنه يحمل لك أصنافا شتى من الهدايا المباركة .. وبالتالي يجب عليك في استقباله كما يلي :
1- إخلاص النية لله تعالى ، وأن يكون مرادك وجه الله تعالى وحده.
2- العزم على صيامه وقيامه وبذل المستطاع في أداء العبادات و الطاعات والقربات لله تعالى.
3- التوبة النصوح عما سلف من أخطاء وآثام.
4- شحذ الهمة للمسارعة والمسابقة بالأعمال الصالحة في هذا الشهر الفضيل.
5- كثرة الدعاء أن يعينك الله تعالى على صيامه وقيامه ويتقبل منك.
6- المبادرة بالطاعات والإكثار منها قبل مجيئه استعدادا له.
هكذا نستقبل هذا الضيف العزيز .. وهكذا نعد ونهيئ أنفسنا لولوج أبوابه الواسعة.. كيف لا وهو السوق الرائجة ، والتجارة الرابحة ، وفيه الخير العميم ، وصوامه وقوامه مآلهم النعيم المقيم.. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : (كان النبي صلى الله عليه وسلم يبشر أصحابه بقدوم رمضان يقول : قد جاءكم شهر رمضان ، شهر مبارك ، كتب عليكم صيامه، تفتح فيه أبواب السماء،وتغلق فيه أبواب الجحيم ، وتغل فيه الشياطين ، فيه ليلة خير من ألف شهر ، من حرم خيرها فقد حرم).وكان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذا دخل شهر رجب وشعبان قال : اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان.

والسلان عليكم ورحمة الله وبركاته






النسري 07-10-2004 05:46 AM

ماذا نقول إذا دخل رمضان ؟
 

ماذا نقول إذا دخل رمضان ؟


علمنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أن ندعو بدعوات إذا اقبل رمضان، وذلك ترحيبا بهذا الضيف الكريم ،وإعلانا للفرح والسرور الذي يغمر قلب المؤمن عند اقترابه.فقد روى أنس عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه كان إذا رأى الهلال قال : ( اللهم أهله علينا باليمن والإيمان والسلامة والإسلام، ربي وربك الله ). وعلى الإنسان المسلم أن يسأل الله تعالى أن ييسر له صيام الشهر دون عقبات تنقص من الأجر أو الثواب أو تحول بينه وبين صيام بعض أيامه من مرض وسفر وغيره. وأن يطلب من الله أن يعصمه فيه من المعاصي والذنوب ويتقبل منه الصيام والقيام ، ويرزقه الثواب، ويعتق رقبته من النار.ويستحب الإكثار من الدعاء والإلحاح في طلب المغفرة والرحمة، والمبادرة لعمل الخير، وبذل الصدقات، وكذلك يتهيأ ليعيش أيام عبادة خالصة لرب العالمين.





muslima04 07-10-2004 06:27 AM

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين.

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته،

اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان.

ىمين يا رب.

جزاك الله بالخير خيرا وإحسانا اخي الكريم.

نسأل الله تعالى الكريم ان يبلغنا رمضان وليلة القدر ويعيننا على قيامهم وصيامهم ويجعلنا من عتقاء شهر رمضان برحمته ىمين يا رب.

والصلاة والسلام على رسول الله.

والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

abbud 07-10-2004 11:59 AM

الرسالة الأصلية كتبت بواسطة muslima04
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين.

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته،

اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان.

امين يا رب العالمين.

جزاك الله بالخير خيرا وإحسانا اخي الكريم.

نسأل الله تعالى الكريم ان يبلغنا رمضان وليلة القدر ويعيننا على قيامهم وصيامهم ويجعلنا من عتقاء شهر رمضان برحمته امين يا رب.

والصلاة والسلام على رسول الله.

والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

النسري 09-10-2004 11:55 PM

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله المحمود على ما له من الأسماء الحسنى، والصفات الكاملة العظيمة العليا، وعلى آثارها الشاملة للأولى والأخرى‏.‏

وأصلي وأسلم على محمد أجمع الخلق لكل وصف حميد، وخلق رشيد، وقول سديد، وعلى آله وأصحابه وأتباعه من جميع العبيد‏.

أشكر الأخت مسلمة وعودة مباركة وطيبة بإذن الله تعالى .
وأشكر الأخ العزيز عبود .
وبارك الله فيكما.


النسري 10-10-2004 12:57 AM

ما يقال عند رؤية الهلال :
 
بسم الله الرحمن الرحيم

ما يقال عند رؤية الهلال

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ،

عن طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى الهلال قال : (اللهم أهله علينا بالأمن، والإيمان ، والسلامة والإسلام، ربي وربك الله ، هلال رشد وخير) .وروى عن سهل بن سعد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر ) متفق عليه.
نسأل الله أن يبلغنا رمضان وأن يعيننا على حسن استقباله وعلى حسن العمل فيه، وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين.






النسري 11-10-2004 12:45 AM

سؤال وجواب في الصيام ؟؟!!
 
متى فرض صيام شهر رمضان ؟ كم عاما صام الرسول صلى الله عليه وسلم فيه رمضان؟ وهل فرض الصيام على الأمم السابقة؟ وهل كان صيامهم في رمضان؟


* فرض صيام شهر رمضان في شعبان من السنة الثانية للهجرة . صام رسول الله صلى الله عليه وسلم تسعة أعوام أو تسع رمضانات .

* نعم، فُرض الصيام على الأمم السابقة وقد كان معروفا عند أهل الكتاب الذين عاصروا النبي صلى الله عليه وسلم، قال تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}[البقرة: 183].

* كلا، لم يكن صيامهم في رمضان، فوجوب صوم رمضان لم يشرع من قبل، إذ تختص أمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بفرضية صوم شهر رمضان بالذات .

و كلمة رمضان مشتقة في الأصل من الرمض و هو الحر الشديد.

وكيف كان الصيام في رمضان أول ما فرض ؟

كان الصيام على أمة محمد قبل أن يفرض رمضان -أي في مكة -؟

* كان الصيام قبل أن يفرض رمضان عبارة عن صيام يوم عاشوراء ( عاشوراء :هو اليوم العاشر من شهر محرم ) وثلاثة أيام من كل شهر (وهي: اليوم الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من كل شهر قمري). وعندما فرض الصيام في المدينة، أصبح صوم عاشوراء نفلاً وصوم رمضان فرضاً .

* وأول ما فرض الصيام كان يحرم على الصائم الأكل ومباشرة النساء بعد الغروب إذا نام أو صلى العشاء الآخرة.

ثم خفف الله عنا بقوله :{أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ… وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ}. [البقرة : 187] .

ما هي شروط وجوب الصيام ؟

* الشروط التي يجب أن تتوفر في الإنسان حتى يفرض عليه الصيام هي التالية :

1. الإسلام .

-2البلوغ .

3- العقل .

4- القدرة .

5- أن يكون مقيما أي غير مسافر .

6- أن يكون خاليا من الأعذار المانعة للصيام ( حيض ، و نفاس ) .






النسري 13-10-2004 12:48 AM

ما هي فضاثل شهر رمضان ؟
 
ما هي فضاثل شهر رمضان ؟

*شهر رمضان هو شهر مبارك فيه أنزل القرآن، قال تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ...} [البقرة: 185]. وقد جاء في الحديث النبوي الشريف : (( إذا جاء شهر رمضان فتحت أبواب الجنة، و غلِّقت أبواب جهنم، و صفِّدت الشياطين)) .

وقال النبي صلى الله عليه و سلم : ((من صام رمضان إيماناً و احتساباً -أي طلبا للثواب من عند الله، غير مستثقل للصوم و لا مستطيل لأيامه - غُفر له ما تقدم من ذنبه )) متفق عليه .

وأيضاً عليه الصلاة والسلام : (( الصيام و القرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام : أي رب، منعته الطعام و الشهوات بالنهار فشفعني فيه، و يقول القرآن : منعته النوم بالليل فشفعني فيه، قال فيشفعان)) .

ولقد ورد: (( أن في الجنة باباً يقال له: الريان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة لا يدخل منه أحد غيرهم، يقال : أين الصائمون؟ فيقومون، لا يدخل منه أحد غيرهم، فإذا دخلوا أغلق فلم يدخل منه أحد )) متفق عليه .

وقال أيضاً صلى الله عليه و سلم : ((الصلوات الخمس، و الجمعة إلى الجمعة، و رمضان إلى رمضان، مكفرات لما بينهن إذا اجتنب الكبائر )) . متفق عليه .

ما حكم تارك صيام شهر رمضان من غير عذر مع اعتقاد وجوبه؟ وماذا لو كان لا يعتقد وجوب صيام شهر رمضان ؟

* من ترك صيام شهر رمضان من غير عذر مع اعتقاد وجوبه، يكون فاسقاً مرتكباً لكبيرة من كبائر الذنوب .

* أما إن كان لا يعتقد وجوب صيام شهر رمضان فهو كافر مخلد في نار جهنم إن مات على هذا الاعتقاد .

فصيام شهر رمضان هو ركيزة من ركائز الإسلام ومن الفرائض المعلومة من الدين بالضرورة .

هل يصح صوم الصبي المميز؟ وهل يثاب عليه ؟ ومتى يجب على الوالد أن يأمر أولاده بالصيام؟

* نعم، يصح صوم الصبي المميز .

* نعم، يثاب عليه ثواباً كبيراً وكذا والداه .

* يجب على الوالد أن يأمر أولاده بالصيام وهم أبناء سبع ويضربهم -يقيد الضرب بغير المبرح-عليه أبناء عشر .

ما حكم من صام ولم يصل؟ وما حكم من لم يصم ولم يصل؟ وما حكم من صام وصلى ؟

* قال عليه الصلاة والسلام: ((من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه )).

وقال : (( رب صائم وليس له من صيامه إلا الجوع والعطش )) . وقال تعالى: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ} [النور: 39]. أي يظن الإنسان أنه عمل عملا جيدا ولكنه يكون كسراب، ويكون عمله هباءً منثوراً . من المعلوم أنه يجب على المسلم أن يصوم وأن يصلي وأن يبتعد عن كل المحرمات، فإذا فعل ذلك نال عند الله تعالى أجرا عظيما.

* وأما من صام مثلاً ولم يصل، فلا نقول له: لا تصم لان صيامك من غير صلاة لا ينفع، ولكن نقول له: إنك بتركك للصلاة ارتكبت معاصٍ كثيرة، كما أن أجر صيامك قل كثيراً، لأن أجر الصيام لا يكون كاملاً إلا إذا اقترن معه فعل باقي الواجبات والبعد عن المحرمات .

ولعل هذا الجدول التوضيحي يعطي فكرة تقريبية للإجابة عن هذا السؤال

من صام وصلى من صام ولم يصل من لم يصم ولم يصل

صلاة 5.000.000 حسنة 500.000 سيئة 500.000 سيئة

(الحسنة بعشر أمثالها والسيئة بمثلها)

------------------------------------------------

صيام 10.000.000حسنة 30.000حسنة 1.000.000 سيئة

(ملاحظة إن أجر الصيام قل كثيرا لان الإنسان لم يصل )

------------------------------------------------

المجموع 15.000.000 حسنة 500.000 سيئة - 30.000 حسنة 1.500.000 سيئة

وأما إن لم يصم ولم يصل فقد خسر خسراناً مبيناً، إذ أنه بتركه للصلاة ارتكب كبيرة من أكبر الكبائر، وبتركه للصيام ارتكب أيضاً كبيرة من أكبر الكبائر ونال غضب الله تعالى .

وهذا الجدول مثال تقريبي يصور لنا هذه الحالات، مع ملاحظة أن هذه الأرقام وضعت فقط للتمثيل ولإيضاح الصورة وأنه لا أصل لها في الشرع وليس عليها دليل كأرقام ولكن الذي عليه دليل هو ما نلاحظه من ارتباط هذه الأرقام بالأعمال لنفهم الجواب. وهذا الجواب أيضاً ينطبق على من تصلي مثلا ولكنها غير متحجبة وعلى غيره من المسائل العديدة التي يكون الإنسان قد قام بطاعة ما وقصر في طاعة أخرى، فهذا هو حكمه







النسري 14-10-2004 01:18 AM

كيف يثبت دخول شهر رمضان؟ اذكر الحديث الذي رواه البخاري في ذلك؟ وهل تقبل شهادة العبد والمرأة؟ وهل تقبل شهادة الفاسق؟ وهل يجب الصوم في حق الرائي إن كان فاسقاً؟ وهل يلزم الصوم من أخبره فاسق أنه رأى الهلال واعتقد صحة قوله؟

* يثبت دخول شهر رمضان بأحد أمرين :

الأول : رؤية الهلال ليلة الثلاثين من شعبان، وذلك بأن يشهد شاهد عدل أمام القاضي أنه قد رأى الهلال .

الثاني: إكمال شعبان ثلاثين يوماً، وذلك فيما إذا تعسرت رؤية الهلال بسبب الغيوم مثلاً، ودليل هذين الأمرين

* قوله صلى الله عليه وسلم (( صوموا لرؤيته وأفطـروا لرؤيته، فإن غُم عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين يوما)) متفق عليه .

* أما هلال شوال فإنه لا يثبت إلا بقول رجلين عدلين عند عامة العلماء، بخلاف ثبوت شهر رمضان، فإنه يكتفى برجل واحد فقط كما ذكرنا ، لأنه في رمضان دخول في عبادة، و في شوال خروج من عبادة، فناسب أن نحتاط .

* تقبل شهادة العبد والمرأة عند الحنفية . ولا تقبل شهادة الفاسق .

* نعم، يجب الصوم في حق الرائي إن كان فاسقا.

* نعم، يجب الصيام على من صدقه واعتقاد صحة قوله .

هل يجوز العمل بقول المنجم والحاسب، وهل يجوز لهما العمل باعتقادهما؟

* لا يجوز العمل بقول المنجم والحاسب باتفاق علماء المسلمين، ويجوز لهما العمل باعتقادهما .

إذا رؤى الهلال -سواء كان للصوم أو الإفطار-في بلد هل يجب على جميع البلاد الإسلامية متابعته؟ اذكر قول الشافعية وغيرهم :

* جمهور علماء المسلمين من حنفية ومالكية وحنابلة وغيرهم قالوا: إنه إذا رؤى الهلال في بلد وجب على جميع

البلاد الإسلامية متابعته، سواء للصوم أو للإفطار ، وهذا هو المفتى به . قال تعالى :{إنما أمتكم أمة واحدة}.

* أما عند الشافعية إذا رؤى الهلال في بلد لزم الصوم أهل البلاد القريبة من بلد الرؤية، دون أهل البلاد البعيدة، لأن

البلاد القريبة في حكم البلد الواحد بخلاف البلاد البعيد . فيحق لكل بلد أن يعمل برؤيته إن بَعُد مطلعه عن البلد الآخر مسافة 24 فرسخاً -أي 120 كلم . وكان ذلك لصعوبة الاتصالات وعذر انتقال الأخبار بسرعة أما الآن، فالمفتى به هو قول جمهور علماء المسلمين، وهو إن رؤى الهلال في بلد من البلاد الإسلامية وجب الصيام، والفطر على الجميع .

ماذا يقول من رأى الهلال ؟

* يستحب للمسلم عند رؤية الهلال أن يقول كما كان يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اللهم أهِلَّه علينا بالأمن و الإيمان و السلامة و الإسلام ربي و ربك الله، هلال رشد و خير )).

12-إذا سافر رجل من بلد رُأى الهلال فصام أهلُه إلى بلد بعيدٍ لم ير الهلال هل يجب على المسافر الإمساك أم يجب عليه الفطر؟ وماذا لو سافر من بلد رأى هلال شوال فأفطر إلى بلد لم ير الهلال وما زال صائماً فماذا يفعل؟ وماذا لو سافر من بلد ما زال أهله صائمين إلى بلد رأى هلال شوال، فهل له أن يفطر إن كان هذا يومه الثامن والعشرين ؟

* إن الإنسان يوافق حال البلد الذي حل فيه، فإن سافر رجل من بلد رُأى الهلال فصام أهله إلى بلد بعيد لم ير الهلال، وجب عليه الإفطار لأنه بالانتقال غلى بلدهم صار واحداً منهم فيلزمه حكمهم .

* ولو سافر من بلد رُأى هلال شوال فأفطر إلى بلد لم ير الهلال وما زال صائماً، وجب عليه أن يُمسك بقية اليوم موافقة لهم .

* ولو سافر من بلد ما زال صائماً إلى بلد رأى الهلال -هلال شوال- أفطر معهم وإن كان هذا يومه الثامن والعشرين، لكنه يقضي يوماً لأن رمضان لا يكون كذلك .

من أفطر بغير عذر في رمضان ماذا يجب عليه ؟ وهل يباح له فطر ذلك اليوم في السفر وصوم يوم آخر مكانه؟

* من أفطر من غير عذر في رمضان وجب عليه قضاء ذلك اليوم فوراً أي في الثاني من شوال عند الشافعية ولا يجوز له أن يفطر فيه أي في الثاني من شوال إن كان مسافرا. ولا يعوضه صيام الدهر كله،أي من حيث الأجر .

* وعند الحنفية إن أفطر بغير عذر بنحو أكل أو شرب أو جماع وجب عليه القضاء والكفارة المغلظة -صيام شهرين متتابعين فإن لم يستطع فإطعام ستين مسكينا- .

* وكيف تصوم الحائض الشهرين المتتابعين؟ تفطر وقت حيضها وتتابع صومها إن كان عليها صيام شهرين متتابعين.

من كان على مرتفع هل له أن يفطر إذا غربت الشمس في المدينة؟

* من كان على مرتفع ليس له أن يفطر إذا غربت الشمس في المدينة .

ما هي الأعذار المانعة للصوم ؟



الأعذار المانعة من الصوم هي التالية :

1. الحيض .

2. النفاس .

3. الإغماء المطبق طوال النهار فإن أفاق من الإغماء ولو لحظة من النهار سقط، العذر ووجب الإمساك بقية اليوم .

4- الجنون ولو لحظة .

ما هي الأعذار المبيحة للإفطار ؟

الأعذار المبيحة للإفطار هي :

1- المرض الذي يسبب لصاحبه ضرراً شديداً والذي يخاف معه زيادة المرض أو تأخر الشفاء.

2- السفر الطويل الذي لا يقل عن 83 كلم بشرط أن يكون سفراً مباحاً -أي لا معصية فيه، وذلك عند الشافعية خلافاً للحنفية- قال تعالى :{وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} [البقرة: 185] .

3- العجز عن الصيام: فلا يجب الصوم على من لا يطيقه لكبرٍ أو مرض لا يرجى شفاؤه لأن الصوم إنما يحب

على من يقدر عليه. قال تعالى: {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ}. [البقرة: 184] .
إن أصبح الإنسان مقيما ثم سافر أثناء النهار، فهل يجوز له الفطر ؟ لماذا؟ وهل يجوز الفطر في سفر المعصية؟ وفي السفر المباح كالتنزه مثلا؟ وما هي مسافة السفر؟ وأيهما أفضل للمسافر الصوم أم الفطر؟ وهل للقاعدة القائلة:كل ما اجتمع فيه سفر وحضر، فإنه يغلب فيه جانب الحضر صحيحة، وهل تنطبق على من أصبح مقيماً ثم سافر؟

* إن أصبح الإنسان مقيماً ثم سافر أثناء النهار لا يجوز له الفطر بعذر السفر، لأنه لا يجوز الفطر إلا إن ابتدأ سفره قبل الفجر، أما إن سافر بعد الفجر، وجب عليه إتمام الصيام .

* ولا يجوز الفطر في سفر المعصية عند الشافعية خلافاً للحنفية .

* أما في السفر المباح كالتنزه مثلا فيجوز .

* ومسافة السفر هي تتراوح ما بين 81 - 90 كلم

* الصوم أفضل للمسافر لقوله تعالى : {وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ} [البقرة: 184] . إلا إذا كان السفر سيؤدي إلى ضرر أو مشقة بالغة يصعب تحملها فالفطر بحقه أولى .

*والقاعدة القائلة : (( كل ما اجتمع فيه سفر وحضر فإنه يغلب فيه جانب الحضر )) هي قاعدة صحيحة وتنطبق على من أصبح مقيماً ثم سافر أثناء النهار، فعندها لا يجوز له الفطر بعذر السفر كما أوضحنا. ( قولنا: أصبح مقيما أي دخل عليه الفجر وهو مقيم بينما لو سافر قبل الفجر لدخل عليه الفجر وهو مسافر ) .








النسري 17-10-2004 02:12 AM

من معاني الصيام :
 

من معاني الصيام


غير خاف على أحد أن الله عز وجل لم يشرع العبادة ويوجبها على عباده لحاجته إليها، فهو الغني سبحانه، وإنما شرعها لحكم ومعان عظيمة ، ومقاصد جليلة, تعود إلى نفع العبد في دينه ودنياه .

وأول هذه المعاني والتي تشترك فيها جميع العبادات , أن الصوم فيه تربية على العبودية والاستسلام لله جل وعلا , فعندما تغرب الشمس يأكل الصائم ويشرب امتثالا لأمر الله , وإذا طلع الفجر يمسك عن الأكل والشرب وسائر المفطرات , فهو يتعبد الله عز وجل في صيامه وفطره , فإذا أمره ربه عز وجل بالأكل في وقت معين أكل , وإذا أمره بضد ذلك في وقت آخر امتثل، فالقضية إذا ليست قضية أذواق وأمزجة , وإنما هي قضية طاعة واستسلام وانقياد لأمر الله . ولا يعني ذلك خلو هذه الأوامر عن الحكمة، وإنما المراد أن قدم الإسلام لا تثبت إلا على ظهر الاستسلام لله سبحانه . ثم لا مانع بعد ذلك أن يبحث المسلم عن حكمة الخالق الكامنة وراء أوامره ونواهيه وهو ما نبحثه في هذا المقال بخصوص الصيام .

إن الصوم يربي في النفس مراقبة الله عز وجل, وإخلاص العمل له , والبعد عن الرياء والسمعة , فهي عبادة بين العبد وبين ربه جل وعلا , ولهذا جاء أن الصوم عبادة السر , فإن بإمكان الإنسان ألا يصوم , وأن يتناول أي مفطر من المفطرات من غير أن يشعر به أحد من الناس, بل إنه بمجرد تغيير النية وقطعها يفطر ولولم يتناول شيئا من المفطرات طوال يومه, فامتناعه عن ذلك كله على الرغم من أنه يستطيع الوصول إليه خفية, دليل على استشعاره اطلاع الله على سرائره وخفاياه, ومراقبته له, ولأجل هذا المعنى اختص الله جل وعلا عبادة الصوم من بين سائر العبادات , ولم يجعل لها جزاء محددا , قال صلى الله عليه وسلم : ( كل عمل ابن آدم يضاعف , الحسنة عشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف , قال الله عز وجل : إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به , يدع شهوته وطعامه من أجلي ) أخرجه مسلم . فقوله جل وعلا ( من أجلي ) تأكيد لهذا المعنى العظيم .

والصوم يربي العبد على التطلع إلى الدار الآخرة, وانتظار ما عند الله عز وجل , حيث يتخلى الصائم عن بعض شهوات النفس ومحبوباتها , تطلعا إلى ما عند الله عز وجل من الأجر والثواب , وفي ذلك توطين للنفس على الإيمان بالآخرة , والتعلق بها , والترفع عن عاجل الملاذ الدنيوية , التي تقود إلى التثاقل إلى الأرض والإخلاد إليها .

والصوم يربي النفس على الصبر, وقوة الإرادة والعزيمة , فإن الصبر لا يتجلى في شيء من العبادات كما يتجلى في الصوم , فإن المقصود من الصوم إنما هو حبس النفس عن الشهوات , وفطامها عن المألوفات , ولهذا كان نصف الصبر , والله تعالى يقول : {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} ( الزمر :10) .

وفي الصوم كذلك تربية للمجتمع ، وتنمية للشعور بالوحدة والتكافل بين المسلمين , فالصائم حين يرى الناس من حوله صياما كلهم , فإنه يشعر بالترابط والتلاحم مع هذا المجتمع , فالكل صائم , والكل يتذوق لذة بالجوع في سبيل الله عز وجل. والكل يمسك ويفطر دون تفريق أو امتياز , لا يستثنى من ذلك أحد لغناه أو لجاهه أو منصبه , فأكرمهم عند الله أتقاهم , وأفضلهم أزكاهم . فما أعظمها من صورة معبرة عن وحدة المجتمع في ظل العبودية لله جل وعلا .

والصوم يضيّق مجاري الدم , ويخمد نيران الشهوات , ويقلل فرص إغواء الشيطان لابن آدم , فإن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم , ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيح : ( الصوم جنة ) ، أي وقاية يتقي به العبد الشهوات والمعاصي , ولهذا أمر صلى الله عليه وسلم من اشتدت عليه شهوة النكاح مع عدم قدرته عليه بالصيام ، وجعله وجاء لهذه الشهوة ومخففا من حدتها .

ومن معاني الصوم أن يتذكر الصائم بصومه الجائعين والمحتاجين , فيتألم لآلامهم , ويشعر بمعاناتهم , فالذي لا يحس بالجوع والعطش قد لا يشعر بمعاناة غيره من أهل الفقر والحاجة, وإذا كان أحدنا يجد ما يفطر عليه من الطعام والشراب , فغيرنا قد لا يجد شيئا من ذلك .

هذه بعض معاني تلك العبادة العظيمة , وقد جمعها الله عز وجل في قوله : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } ( البقرة : 183) فالحكمة التي شرع الصوم من أجلها هي تحقيق تقوى الله عز وجل, وهي ثمرة الصوم الشرعي ونتيجته, ومالم يكن الصوم طريقا لتحصيل هذه التقوى فقد فقد الغاية والمعنى الذي شرع لأجله , فليس المقصود من الصيام هو مجرد الامتناع عن الطعام والشراب والجماع فقط دون أي أثر لهذا الصوم على حياة الإنسان وسلوكه , ولذلك قال صلى الله عليه وسلم كما عند البخاري : ( من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه ) وقال : ( رب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش ) رواه الإمام أحمد وابن ماجه بسند صحيح , قال جابر رضي الله عنه " إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والمآثم , ودع أذى الجار , وليكن عليك وقار وسكينة يوم صومك , ولا تجعل يوم صومك ويوم فطرك سواء " .

فينبغي للمسلم أن يستحضر هذه المعاني وهو يؤدي تلك العبادة العظيمة , حتى لا تخرج العبادة عن مقصودها , وحتى لا تتحول إلى عادة يؤديها مسايرة للبيئة والمجتمع , نسأل الله أن يوفقنا لحسن عبادته , وأن يتقبل منا الصيام والقيام إنه جواد كريم ، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم والحمد لله رب العالمين .








النسري 18-10-2004 03:57 AM

هل يلزم الإمساك من تعدى بالفطر أو نسي النية من الليل؟
* نعم يلزم الإمساك عن الطعام لمن تعدى بالفطر أو نسي النية من الليل، ويجب عليه قضاء ذلك اليوم فوراً أي في اليوم الثاني من شوال .

هل يلزم الإمساك للمسافر والمريض إن زال عذرهما بعد الفطر، كأن أقام المسافر وشفي المريض؟ وما حكم الإمساك في حقهما؟

* نعم يلزم، الإمساك للمسافر والمريض إن زال عذرهما بعد الفطر، كأن أقام المسافر وشفي المريض . والإمساك في حقهما مستحب عند الشافعية وواجب عند الحنفية .

وهل يلزم الحائض و النفساء إذا طهرتا في أثناء النهار الصوم؟ وما حكم الإمساك لهام اذكر قول الأحناف والشافعية.

* الإمساك في حق الحائض والنفساء إذا طهرتا في أثناء النهار واجب عند الحنفية ومستحب عند الشافعية ( الإمساك أفضل من باب أولى ) .

* ولا يلزم الحائض والنفساء الصوم إذا طهرتا في أثناء النهار، ولا يصح منهما، ولكن يمسكان عن المفطرات من لحظة الطهر كما ذكرنا ويقضيان يوماً مكانه .

هل يحرم الفطر للمسافر إذا أقام وهو صائم، أي هل للمسافر والمريض الإفطار إذا زال عذرهما وكانا صائمين، كأن لم يترخص المسافر بالفطر أثناء سفره ثم لما أقام أراد أن يفطر؟ هل للمريض الذي يجب عليه أن يتناول الدواء من نهار رمضان أن يأكل ويشرب غير الدواء كلما اضر لذلك أم ينبغي عليه الإمساك عما سوى الدواء؟

* نعم، يحرم الفطر للمسافر إذا أقام وهو صائم.

* ولا يجوز للمسافر والمريض الإفطار إذا زال عذرهما وكانا صائمين كأن لم يترخص المسافر بالفطر أثناء سفره ثم لما أقام أراد أن يفطر .

*نعم يجوز للمريض الذي يجب عليه تناول الدواء الأكل والشرب في نهار رمضان وان لم يكن مضرا لذلك، ولكن عليه أن يستقر ولا يستحب له الإمساك عما سوى الدواء، لأن هذه رخصة من الله تعالى.

هل يضر الإغماء إذا استمر كل النهار إلا لحظة؟ وهل يضر النوم ولو استغرق جميع النهار؟ وهل يجب القضاء على المغمي عليه؟ وهل يجب عليه قضاء الصلاة؟ وهل يجب ذلك على من زال عقله بمرض أو بشرب دواء أخذه للحاجة مثل البنج؟

* لا يضر الإغماء إذا استمر كل النهار إلا لحظة، فيكون الصوم صحيحاً أما إذا استمر الإغماء النهار كله عندها عليه القضاء .

* لا يضر النوم ولو استغرق جميع النهار .

* نعم، يجب القضاء على المغمى عليه يقضي الصيام ولا يقضي الصلاة.

* لا يقضي الصلاة من زال عقله بمرض أو بشرب دواء أخذه للحاجة مثل البنج( هذا إن مر وقت صلاة كاملة عليه وهو مغمى، أما إن أدرك شيئاً من الوقت مثلاً بعد أذان الظهر بربع ساعة غاب عن وعيه واستمر ذلك إلى المغرب وجب عليه قضاء الظهر إن لم يكن قد صلاه ولا يجب عليه قضاء العصر) ويجب عليه قضاء الصيام مطلقاً.

هل يلزم الإمساك لمن أكل يوم الشك ثم ثبت أنه رمضان، وهل يطالب بقضائه؟ وهل تجب الكفارة إذا جامع الرجل زوجته وهو صائم صوم فرض غير رمضان وهل يجب عليه الإمساك؟

* يلزم الإمساك لمن أكل يوم الشك ثم ثبت أنه من رمضان، ويطالب بقضائه فوراً أي في اليوم الثاني من شوال.

* لا تجب الكفارة ولا الإمساك إذا جامع الرجل زوجته وهو صائم صوم فرض غير رمضان لأن الكفارة والإمساك من خصائص رمضان فقط.
ماذا يجب على من أفطر في رمضان بعذر، وماذا يستحب له؟

* من أفطر في رمضان بعذر - لسفر أو مرض مثلاً-وجب عليه قضاؤه على التراخي، ولكن قبل حلول شهر رمضان المقبل من العام الذي يليه، فإن لم يقض تساهلاً حتى دخل رمضان آخر أثم ولزمه القضاء والفدية وهذا عند الشافعية خلافاً للحنفية وهي: أن يطعم عن كل يوم مُدِّ من غالب قوت البلد وهو ما يساوي 600 غ تقريباً أو ما يعادله مالا.

* ويستحب لمن أفطر في رمضان المبادرة والموالاة بالقضاء وخاصة إذا كان أفطر بغير عذر .

هل يجوز الفطر لأصحاب الأعمال الشاقة كالذين يعملون في الطرقات في شدة الحر او الذين يعملون في المناجم مثلا ؟ وماذا يجب عليهم أن يفعلوا؟

* لا يجوز لأصحاب الأعمال الشاقة، كالذين يعملون في الطرقات في شدة الحر، أو الذين يعملون في المناجم مثلا الفطر، ويجب عليهم أن ينظروا إذا كانوا يستطيعون الاستغناء والتوقف عن عملهم الشاق هذا ولو لبضعة أيام دون أن يضطروا إلى مساعدة الآخرين.....

* وجب عليهم ذلك أي التوقف عن العمل وصيام أيام التعطيل وهذا فرض عليهم، وإلا إذا كانوا لا يستطيعون التوقف عن عملهم مطلقاً فيجب عليهم أن ينووا الصيام لكل يوم من أيام رمضان، ثم خلال النهار إن غالبهم تعب شديد وإجهاد لا يمكن تحمله، وشق عليهم متابعة الصيام، عندها يفطرون لعذر المرض وإلا صاموا . ثم ينوون في اليوم التالي. وأيضاً إن غالبهم مرض شديد وضعف أفطروا وإلا أكملوا وهكذا حتى نهاية رمضان ثم يقضوا الأيام التي أفطروا فيها.

هل يجوز لسائقي سيارات الأُجرة بين بيروت ودمشق أن يفطروا في رمضان بعذر السفر؟ وماذا يجب عليهم أن يفعلوا؟.

* لا يجوز لسائقي سيارات الأُجرة بين بيروت ودمشق أن يفطروا في رمضان بعذر السفر وعليهم أن يفعلوا مثلاً أصحاب الأعمال الشاقة كما ذكرنا في السؤال السابق .

هل له أن ينوي ليلة الثلاثين من شعبان صوم غد من رمضان إن كان منه؟ وهل له أن ينوي ليلة الثلاثين من رمضان صوم غد من رمضان إن كان منه؟

* ليس له أن ينوي ليلة الثلاثين من شعبان صوم غد من رمضان إن كان منه، فلا يصح التشكيك في النية ويجب أن تكون جازمة، لأن الأصل بقاء شعبان، بل عليه أن يسهر تلك الليلة، فإذا سمع أن بلداً من البلاد الإسلامية أثبتت أن غدا رمضان نوى صيام رمضان يقيناً، وإلا فإن نام واستيقظ في اليوم التالي وعلم أنه رمضان ولم ينو أو كان شاكاً في نيته أمسك بقية اليوم وقضى يوما مكانه. هذا عند الشافعية.

*ويجب عليه أن ينوي ليلة الثلاثين من رمضان صوم غد من رمضان دون أن يقول إن كان منه لان الأصل في هذه الحالة بقاء رمضان.

أما الحنفية فيقولون بحصة إنشاء إلى الضحوة الكبرى، وهي قبل ساعة تقريباً من صلاة الظهر.

هل للحائض إذا كان من عادتها أن تطهر قبل الفجر في تلك الليلة أن تنوي صوم غد إن انقطع حيضها؟ أين محل النية؟ وهل يشترط التلفظ باللسان؟ وما حكم التلفظ باللسان في النية؟

* يجب على الحائض إذا كان من عادتها أن تطهر قبل الفجر، في تلك الليلة أن تنوي صوم غد إن انقطع حيضها .

* ومحل النية القلب .

* ولا يشترط التلفظ باللسان ولكنه مستحب، لأنه يذكر القلب .

هل يشترط في صوم رمضان تبييت النية قبل الفجر؟ وهل يشترط ذلك في القضاء والنذر والكفارة؟ وهل يشترط ذلك في صوم النفل؟.

* يشترط عند الجمهور من الشافعية والمالكية والحنابلة في صوم رمضان تبييت النية قبل الفجر، ما عدا الحنفية فإنهم لا يشترطون ذلك ويقولون بأنه يجوز للمسلم أن ينوي الصيام قبل الضحوة الكبرى ( أي قبل صلاة الظهر بساعة تقريباً ) ومعنى تبييت النية لكل يوم أمر سهل جدا هو مجرد أن يعلم الإنسان أنه غدا صائم ولا يشترط التلفظ باللسان بل يستحب فقط إن نام قبل تبييت النية يمسك عن الطعام ويقضي .

* ويشترط تبييت النية في القضاء والنذر المطلق أي غير المعين والكفارة باتفاق علماء المسلمين.

* ولا يشترط ذلك في صوم النفل ولكن يشترط النية قبل الضحوة الكبرى، وهي قبل ساعة من صلاة الظهر تقريباً.

أي له باتفاق علماء المسلمين أن ينوي صيام النفل ( دون الفرض) قبل أذان الظهر من ذلك اليوم. فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي الفجر ثم يسأل زوجاته هل عندكم من طعام؟ فيقلن: له لا، فيقول: إني إذا صائم ".

- هل يشترط في صوم رمضان تعيين النية؟ وهل يشترط ذلك في القضاء والنذر والكفارة؟ وهل يشترط ذلك في النفل؟ وهل يشترط تكرار النية في كل يوم من رمضان؟ ومتى وقت النية ( أي ما هو الوقت التي تصبح فيه نية صوم يوم من رمضان أو قضاء أو كفارة؟ ومتى وقت النية بالنسبة للنفل؟.

* يشترط في صوم رمضان تعيين النية عند الشافعية أما عند الحنفية فلا يشترط .

* ويشترط تعيين النية في القضاء والنذر والكفارة باتفاق علماء المسلمين .

* ولا يشترط ذلك في النفل .

* ويشترط تكرار النية في كل يوم من رمضان، لأن كل يوم عبادة مستقلة بخلاف المالكية فعندهم يجوز للمسلم أن ينوي مرة واحدة لصيام شهر رمضان كله ( تغني نية واحدة عن الشهر كله).

* وقت النية التي تصح فيه نية صوم يوم من رمضان أو قضاء أو كفارة هو من المغرب إلى الفجر.

* وقت النية بالنسبة للنفل هو من المغرب إلى الزوال الضحوة الكبرى، وهي مثل ساعة من صلاة الظهر تقريباً من اليوم الثاني .

في نية الصيام هل هنالك فرق بين أن ينوي أول الليل أو آخره؟ وماذا لو نوى الإنسان من أول الليل مثلا ثم نام بعدها واستيقظ قبل الفجر هل يجب عليه أن يجدد النية ؟

* في نية الصيام لا فرق بين أن ينوي أول الليل أو آخره.

* ولو نوى الإنسان من أول الليل مثلا ثم نام بعدها واستيقظ قبل الفجر ليس عليه أن يجدد النية.
ماذا لو اشتبه شهر رمضان على إنسان ما بأن كان أسيراً أو مسجوناً أو منفياً ولم يتمكن من السؤال ومعرفة حلول شهر رمضان، فماذا يفعل بهذه الحالة؟ وإن صام ثم لم يعرف إن وقع صيامه في شهر رمضان أم لا ماذا يفعل؟ وماذا يفعل لو علم أنه وقع قبله؟ وماذا يفعل لو علم أنه وقع فيه؟ وماذا لو علم أنه وقع بعده أي بعد انتهاء شهر رمضان؟

* لو اشتبه شهر رمضان على إنسان ما بأن كان أسيراً أو مسجوناً أو منفياً ولم يتمكن من السؤال ومعرفة حلول شهر رمضان، عليه أن يقدر وقت الصيام ...

* إن صام ثم لم يعرف إن وقع صيامه في شهر رمضان أم لا صح صومه.

* ولو علم أنه وقع قبل رمضان صح صومه نفلا وعليه القضاء.

* ولو علم أنه وقع في رمضان : صح صومه

* ولو علم أنه وقع بعد رمضان: صح قضاءَ ولا إعادة عليه، لأن العبادة لا تُعرف قبل وقتها.









النسري 19-10-2004 02:20 AM


ماذا لو اشتبه شهر رمضان على إنسان ما بأن كان أسيراً أو مسجوناً أو منفياً ولم يتمكن من السؤال ومعرفة حلول شهر رمضان، فماذا يفعل بهذه الحالة؟ وإن صام ثم لم يعرف إن وقع صيامه في شهر رمضان أم لا ماذا يفعل؟ وماذا يفعل لو علم أنه وقع قبله؟ وماذا يفعل لو علم أنه وقع فيه؟ وماذا لو علم أنه وقع بعده أي بعد انتهاء شهر رمضان؟

* لو اشتبه شهر رمضان على إنسان ما بأن كان أسيراً أو مسجوناً أو منفياً ولم يتمكن من السؤال ومعرفة حلول شهر رمضان، عليه أن يقدر وقت الصيام ...

* إن صام ثم لم يعرف إن وقع صيامه في شهر رمضان أم لا صح صومه.

* ولو علم أنه وقع قبل رمضان صح صومه نفلا وعليه القضاء.

* ولو علم أنه وقع في رمضان : صح صومه

* ولو علم أنه وقع بعد رمضان: صح قضاءَ ولا إعادة عليه، لأن العبادة لا تُعرف قبل وقتها.

ما حكم من تلبس بفرض ثم قطعه، كمن نوى صيام يوم قضاء ثم أفطر في منتصف النهار؟ وما حكم من تلبس بنفل ثم قطعه؟ اذكر الآية. وهل يستوي في ذلك الصيام والصلاة؟ وماذا يجب على من أفطر في صوم فرض غير رمضان متعمدا؟ وماذا يجب على من أفطر في صوم نفل متعمداً؟.

* من تلبس بفرض ثم قطعه كمن نوى صيام يوم قضاء ثم أفطر في منتصف النهار، أثم لقوله تعالى :{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ} [محمد: 33].

* ومن تلبس بنفل ثم قطعه كره له ذلك.

* ويستوي في ذلك الصيام والصلاة.

* ومن أفطر في صوم فرض غير رمضان متعمداً وجب عليه قضاء الفرض الذي قطع صيامه بالاتفاق.

* من أفطر في صوم نفل متعمداً وجب عليه قضاء النافلة التي قطعها عند الحنفة ولا يجب عليه ذلك عند الشافعية.

* ويجب عليه قضاء نفل بدأه في حج ولا يكره إن أفطر ( أي قطع صيام نفل) لعذر كتكريم ضيف مثلا لقوله صلى الله عليه وسلم:" إن لزورك عليك حقا" [متفق عليه]. ومن شرع في صوم تطوع لم يلزمه إتمامه عند الشافعية ويستحب له الإتمام فإن قطعه فلا قضاء عليه وإن قطعه لعذر كتكريم ضيف مثلا كما ذكرنا فلا يكره له ذلك أما إن قطعه لغير عذر فيكره .

ماذا لو أخطأت الأُمة بالصيام كأن صام عامة المسلمين أو في بلد ما بإتمام شعبان ثلاثين يوما أو بشهادة عدل برؤية الهلال ثم تبين لهم الخطأ فيما ذهبوا إليه كأن تبين لهم أن شهر شعبان كان تسعة وعشرين يوما فهل يأثمون؟ ماذا قالرسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك فيما رواه أبو داود و الترمذي؟ وهل تقضي الأمة يوما إذا استوفوا عدة شعبان ثلاثين ثم ثبت يقينا أن شعبان كان تسعا وعشرين؟.
* لو أخطأت الأُمة بالصيام كأن صام عامة المسلمين أو بلد ما بإتمام شعبان ثلاثين يوماً أو بشهادة عدل برؤية الهلال، ثم تبين لهم الخطأ فيما ذهبوا إليه، كأن تبين لهم أن شهر شعبان كان تسعة وعشرين يوماً لا يأثمون.

* قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك فيما رواه و الترمذي :" الصوم يوم تصومون والفطر يوم تفطرون والأضحى يوم تضحون". وقال: حسن غريب

* وتقضي الأُمة يوماً على التراخي إذا استوفوا عدد شعبان ثلاثين يوماً، ثم ثبت يقيناً أن شعبان كان تسعاً وعشرين.

هل يصح أن الإنسان إن كان يأكل طعام السحور ثم سمع الأذان فإنه يُتم الطعام الذي في يده، أو يشرب الكأس التي في يده حتى يرتوي؟.

* لا يصح إن كان الإنسان يأكل طعام السحور ثم سمع الأذان أن يُتم الطعام الذي في يده، أو أن يشرب الكأس التي في يده حتى يرتوي، إذ أنه يحرم الأكل عند أول حرف من الأذان ويجب مج (أي إخراج) ما في الفم من طعام أو شراب ثم المضمضة حتى لا يبقى في الفم شيء.


هل يفطر من أكل ناسياً أو أكل مكرهاً أو ملجأً في رمضان؟ وفي صوم الفرض في غير رمضان وصوم النفل ؟.

* لا يفطر من أكل ناسيا في رمضان إلا إذا تعدى بأكله أي تابع أكله بعد تذكره، وكذلك لا يفطر من أكل مكرها في رمضان، كمن هُدد على أن يفطر، وليس له خيار إلا أن يفطره، ويفطر المكرَه إذا تعدى، أي إذا أكل أكثر ما طلب منه، أو أكل بعد أن ارتفع عنه التهديد . أما المُلجَأ وهو الذي فُتح فمه وأدخل فيه الطعام بالقوة دون إرادته فلا يفطر.

* هذا في رمضان وكذلك في صوم الفرض في غير رمضان وصوم النفل، فإن الناسي والمكره والملجأ لا يفطرون أيضا باتفاق جمهور العلماء إذا أكلوا في صوم النفل إلا إذا تعدوا كما ذكرنا.

هل يفطر الإنسان إذا خرج شيء من صدره من نخامة أو غيرها سواء أكان ذلك عمدا أم قهرا؟ وهل يستوي في ذلك ما يبتلعه الإنسان من رأسه أو صدره؟ وماذا لو وصلت النخامة الى حد الظاهر من الفم واستطاع على قطعها ومجها إلا أنه ابتلعها هل يفطر؟ وما هو الحد الظاهر من الفم؟ وماذا يقول الحنفية في هذه المسألة؟.

* لا يفطر الإنسان إذا خرج شيء من صدره من نخامة أو غيرها، سواء أكان ذلك عمداً أم قهراً، طالما زال البلغم في صدره.

* ويستوي في ذلك ما يبتلعه الإنسان من رأسه أو صدره.

* أما إذا وصلت النخامة الى حد الظاهر من الفم واستطاع على قطعها ومجها إلا أنه ابتلعها عمداً، يفطر عند الشافعية وتبطل صلاته إن فعلها أثناء الصلاة.

* والحد الظاهر من الفم هو فوق مخرج الخاء.

* أما عند الحنفية فلا يضر ذلك ولكنه مكروه، أي لا يفطر من ابتلع النخامة وان وصلت إلى ما بعد مخرج الخاء عند الأحناف.

هل يفطر من جمع ريقه في فمه ثم بلعه؟ وهل تفطر القطرة في العين إن أحس الإنسان بطعمها في حلقه وهل تفطر القطرة في الأذن وفي الأنف؟ وهل تفطر الحقنة الشرجية والحقنة الوريدية؟.

عدد المنافذ المفتوحة.

* لا يفطر من جمع ريقه في فمه ثم بلعه، إلا إذا أخرجه خارج فمه ثم بلعه.

* لا تفطر القطرة في العين وإن أحس الإنسان بطعمها في حلقه، لأن العين ليست منفذاً مفتوحاً والقطرة إنما تدخل أو تتسرب إلى داخل العين عبر المسام وهذا عند الشافعية والأحناف.

* القطرة في الأذن تفطر عند الشافعية وقال متأخريهم: أنها ليست منفذاً مفتوحاً وبالتالي لا تفطر. والمتعمد أنها تفطر.

وعند الحنفية قطرة الأذن إذا كانت سائلة مثل الماء لا تفطر أما إذا كانت دُهنية فهي تفطر. والقطرة التي تستعمل كدواء اليوم أغلبها دهنية وبالتالي فهي تفطر عند الحنفية والشافعية.

* القطرة في الأنف تفطر قولا واحدا.

* الحقنة الشرجية تفطر وهي التي تكون في الدبر.

- الحقنة الوريدية لا تفطر وهي الإبرة في العضل.

- الإبر المغذية (المصل) التي تقوم مقام الطعام و الشراب ، تفطر.

* المنافذ المفتوحة هي التالية:

1- السبيلين (القبل والدبر).

2- الفم

3- الأنف

4- الأذن

5- البطن

6- المعدة

7- المخ والرأس

ما حكم ما بقي في خلل أسنانه من الطعام هل يجب أن يتحراه ويخرجه؟ ماذا لو ابتلعه عمداً، وماذا لو ابتلعه سهواً أو قهراً؟ وماذا يقول الحنفية في هذه المسألة؟.

* يجب تحري وإخراج ما بقي من طعام في خلل الأسنان عند الشافعية وهو مستحب عند الحنفية.

* لو ابتلعه عمداً أفطر مطلقاً عند الشافعية أما عند الحنفية إن كان ما بقي من الطعام أقل أو دون حبة الحمص وابتلعه عمداً، لا يفطر، ولكن يكره له ذلك.

*ولو ابتلعه سهواً أو قهراً فلا شيء عليه بالاتفاق.







النسري 20-10-2004 04:50 AM

[align=JUSTIFY]
ماذا لو خرج ريق الإنسان من فمه ثم بلعه؟ وهل يفطر من ابتلع ريقه متنجساً - كمن دميت لثته؟ هل يفطر من تمضمض أو استنشق فسبق ماء المضمضة أو الاستنشاق إلى جوفه؟ وهل يفطر إن كان قد بالغ في المضمضة والاستنشاق أو كانت المضمضة الرابعة ؟

* لو خرج ريقه من فمه ثم بلعه أفطر.

* يفطر من ابتلع ريقه متنجساً بخمر أو دميت لثته ( إلا إذا ابتلي بذلك) وعليه الإمساك والقضاء.

* لا يفطر من تمضمض أو استنشق فسبق ماء المضمضة أو الاستنشاق إلى جوفه ما لم يبالغ، فإن بالغ أو كانت المضمضة الرابعة ودخل شيء إلى جوفه من الماء ولو بغير قصد أفطر ( وعليه الإمساك والقضاء).

ماذا لو جرح بطن الإنسان أو شق رأسه فوضع على الجرح دواء فوصل إلى جوفه أو باطن رأسه هل يفطر؟ وهل يفطر ما لا يصل عبر منفذ مفتوح كأن وصل إلى الجوف عبر المسام؟.

* لو جرح بطن الإنسان أو شق رأسه فوضع على الجرح دواء فوصل الدواء إلى جوفه أو باطن رأسه يفطر، لأن الرأس والبطن منفذان مفتوحان كما مر سابقاً.-سؤال رقم: 38_

* أما ما لا يصل عبر منفذ مفتوح كالذي يصل إلى الجوف عبر المسام فإنه لا يفطر.

ماذا لو سبق الماء إلى جوف الإنسان من غسل تبرد أو مضمضة غير مندوبة كالمضمضة لتنظيف الفم أو من فرشاة الأسنان فهل يفطر إذا بالغ أو لم يبالغ؟.

* لو سبق الماء من غسل تبرد أو مضمضة غير مندوبة كالمضمضة لتنظيف الفم أو فرشاة الأسنان يفطر تعمد ذلك أم لم يتعمد، بالغ أم لم يبالغ.

وماذا لو كان الماء في فم المتوضىء الصائم كالمضمضة فحصل له سعال أو عطاس ونزل الماء بذلك الى جوفه فهل يفطر؟ وهل يستوي في ذلك صيام الفرض وصيام النفل؟.

* لو كان الماء في فم المتوضىء الصائم للمضمضة فحصل له سعال أو عطاس ونزل الماء بذلك الى جوفه لا يفطر.

* ويستوي في ذلك صيام الفرض وصيام النفل . ولا يضر بقاء شيء من الرطوبة في فم المتوضىء بعد مج الماء.

ولو سبق ماء من غسل مطلوب ولو مندوبا كغسل الجمعة إلى الجوف هل يضر؟ وهل يفطر من غلبه القيء؟ وماذا لو استقاء؟.

* لو سبق ماء من غسل مطلوب أو مندوب كغسل الجمعة مثلا إلى الجوف لا يضر .

* ولا يفطر من غلبه القيء على أن لا يبتلع شيئا منه، فإذا ابتلع أفطر عند الشافعية وعليه الإمساك والقضاء.

* أما لو استقاء أي قاء متعمداً أفطر بالاتفاق.

هل يجوز للصائم أن يستاك بالسواك إذا كان يابسا والى متى؟ وماذا لو كان السواك أخضر أو يابسا فتخلل منه شيء من طعمه فابتلعه المستاك مع ريقه هل يفطر؟

* يجوز للصائم أن يستاك بالسواك إذا كان يابساً إلى الزوال عند الشافعية وطيلة النهار عند الحنفية.

* لو كان السواك أخضراً أو يابساً فتخلل منه شيء من طعمه فابتلعه المستاك مع ريقه يفطر (كذلك الحال بالنسبة لمعجون الأسنان) وعليه الإمساك والقضاء عندها. أي إذا دخل شيء إلى جوف الذي يفرشي أسنانه ولوعن غير قصد أفطر وعليه الإمساك والقضاء.

إذا جامع الرجل زوجته في رمضان هل يفطر كل منهما وهل تكون الكفارة على الواطىء والموطوءة؟.

* إذا جامع الرجل زوجته في رمضان يفطر الواطىء والموطوءة وتكون الكفارة على الواطىء فقط عند الشافعية وإن تسببت الزوجة بذلك.

* أما عند الحنفية إن رضيت الزوجة بذلك أو تسببت به فعلى الواطىء والموطوءة كفارة (والكفارة هي عتق رقبة مؤمنة، فإن لم يجد أو لم يستطع، فصيام شهرين متتابعين، فإن لم يستطع فإطعام 60 مسكيناً لكل مسكين مُد من غالب قوت البلد ( 600 غ).

هل الاستمناء يفطر؟ وما حكم القبلة في رمضان؟.
* والاستمناء حرام ويفطر بالاتفاق وعليه القضاء ولا كفارة عليه ولو أنزل المني عن مباشرة كقبلة مثلا أفطر وعليه الإمساك والقضاء دون الكفارة.

* هذا علماً أن القبلة في رمضان مكروهة كراهة تحريم لمن حركت شهوته، لأن في ذلك تعريضاً لإفساد الصوم والأولى تركها في كل الأحوال. فهي مكروهة كراهة تحريم للشباب ومكروهة كراهة تنزيه للشيوخ. ولو أمذى عن مباشرة كقبلة لا يفطر والمذي هو ماء أبيض رقيق يخرج عند ثوران الشهوة، ولكن من غير تدفق ولا يعقُبُه انكسار شهوة، وهو نجس ناقض للوضوء، ولا يوجب الغسل.

هل يفطر خروج المني بالاحتلام ؟ هل تفطر المرأة إذا طرأ عليها الحيض ولو لحظة من النهار وهل يجب عليها القضاء؟.

* لا يفطر خروج المني بالاحتلام أو بالنظر والفكر إلا إن اعتاد ذلك (إي إن علم أنه إن نظر إلى شيء ما خرج منها المني ففعل وأمنى افطر.

* وتفطر المرأة إذا طرأ عليها الحيض ولو لحظة من النهار، ويجب عليها القضاء ولا يستحب لها أن تمسك عن الطعام.

ما حكم المريض الذي لا يدري متى يشفى ؟ ماذا يفعل؟ هل يصوم، هل ينوي الصيام أم ماذا؟.

* المريض الذي لا يدري متى يشفى يجب عليه أن ينوي في كل ليلة صوم يوم غد من رمضان، ثم إذا استيقظ ووجد نفسه قادرا على إتمام الصوم، صام وأتمه، وإلا أفطر بعذر المرض.

*ولا يجوز له أن يقول : أنا مريض وسيتأخر شفائي فليس علي أن أنوي في كل ليلة. ذلك لأن الشفاء بيد الله تعالى، فقد يشفيه في لحظة. * بل يجب عليه أن ينوي كل ليلة صوم غد من رمضان، فأن استيقظ في اليوم التالي ووجد نفسه لا يزال مريضاً غير قادر على إتمام الصيام، أفطر بعذر المرض.
القاعدة الفقهية ما لا يدرك كله لا يترك كله اذكر كيف تطبق في مثل في الصيام؟.. القاعدة الفقهية :" ما لا يدرك كله لا يترك كله" . يمكن تطبيقها في الصيام على النحو التالي على سبيل المثال: المريض الذي لا يرجى شفاؤه أو الذي يأخذ الدواء بانتظام عليه أن لا يهمل الصيام مطلقاً، يستطيع أن يسأل طبيبه إن كانت صحته أو حالته لا تمنعه من صيام يوم أو يومين، بمعنى آخر يفطر يوماً ويصوم يوماً أو يصوم يومين ويفطر يوماً بحسب ما تسمح له حالته الصحية وبقدر ما يتحمل دون تعريض نفسه للهلاك. ونعني بالقاعدة أن الإنسان إذا كان لا يستطيع صيام الشهر كله فهذا لا يمنعه من صيام بعضه ولو القليل منه. المقصود أنه لا يجوز للمسلم أن يفطر إلا إذا أخبره طبيب مسلم حاذق عالم بأحكام الصيام أنه عليه أن يفطر وإلا فيجب على المريض أن يسأل طبيبه إذا كان يمكنه أن يصوم يوم ويفطر يوم، أو يصوم يوم ويفطر يومين أو يصوم يوم ويفطر أسبوع، أو حتى ما إذا كان يمكنه أن يصوم يوماً واحداً في الشهر وجب عليه ذلك.

هل يبطل الصوم بالردة؟ وما حكم من باشر شيئاً من المفطرات ظاناً أن الفجر لم يطلع بعد، فتبين خطأه ؟ وماذا لو تبين أنه أكل في الليل، وماذا لو لم يتبين له خطأ ولا صواب؟ وماذا لو أفطر في آخر النهار ظاناً غروب الشمس، ثم تبين أنها قد غابت؟ وماذا لو لم يعلم أغربت الشمس أم لا؟.

* يبطل الصوم بالردة.

* من باشر شيئاً من المفطرات ظاناً أن الفجر لم يطلع بعد، فتبين خطأه أفطر وعليه الإمساك عن الطعام والقضاء على التراخي.

*ولو تبين أنه أكل في الليل فلا شيء عليه. ولو لم يتبين له خطأ ولا صواب بقي على صيامه، لأن الأصل بقاء الليل.

* لو أفطر في آخر النهار ظاناً غروب الشمس ثم تبين أنها لم تكن قد غابت أثم، لأن عليه التحري قبلاً وأفطر وعليه قضاؤه.

* وإن تبين له أن الشمس غابت أثم ولم يفطر، لأنه أكل من غير تحر.

* وإن لم يتبين له حال الشمس أفطر وأثم، لأن الأصل بقاء النهار.

ماذا يندب للصائم أن يقول عند فطره ؟ وهل يستحب له إن يدعو بما يشاء عند فطره ؟ اذكر الدليل على ذلك. * يستحب للصائم أن يقول عند فطره : "اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت، ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله" [ أخرجه أبو داود في حديثين].

* ويستحب أن يدعو بما شاء عند فطره كأن يقول مثلا " اللهم إنا نسألك الفردوس الأعلى...

* ودليلنا على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم : " إن للصائم عند فطره دعوة مستجابة ".

اذكر سبعة آداب من آداب الصوم ؟

آداب الصوم هي:

1- تعجيل الفطر بعد التيقن من غروب الشمس ( الأفضل الإفطار على: رطب، أو تمر، أو ماء)

2- تأخير السحور: لقوله صلى الله عليه وسلم:" تسحروا فإن في السحور بركة" [متفق عليه] وقوله " لا تزال أمتي بخير ما عجلوا الإفطار وأخروا السحور" [ أخرجه الإمام أحمد في "المسند" ].

3- ترك الهجر من الكلام: كالشتم، والكذب، وسماع الغناء....

4- الاغتسال من الجنابة قبل الفجر (علماً أن الجَنَابة لا تتعارض مع الصيام، أي لا يشترط لصحة الصيام الاغتسال من الجنابة أو الاغتسال في الحيض، ولكن يجب ذلك لصحة الصلاة، ويسن ذلك للصيام.

5- ترك الحجامة والفصد ( مص الدم الفاسد) وتذوق الطعام.

6- كثرة الصدقة، وتلاوة القرآن، ومدارسته، والاعتكاف في المسجد لا سيما في العشر الأخير من رمضان.

7-إطعام الصائمين وذلك بإطعامهم ولو تمرة أو شربة ماء.

ما حكم المبادرة إلى الاغتسال عقب الاحتلام مباشرة في نهار رمضان ؟ وما حكم الغُسل عن الحيض والنفاس قبل الفجر للحائض إذا طهرت قبل الفجر ؟ وهل للجنب أن يصوم إن لم يغتسل كل شهر رمضان ؟ وهل للحائض الصوم بعد الطهر وإن لم تغتسل؟ أم يجب عليها أن تغتسل قبل وقت معين ؟ * المبادرة إلى الاغتسال عقب الاحتلام مباشرة في نهار رمضان مستحب.

* والغسل عن الحيض والنفاس قبل الفجر للحائض إذا طهرت قبل الفجر مستحب .

* ويصح صيام الجنب إن لم يغتسل كل شهر رمضان، ولكن مع الإثم لتركه الصلاة .

*وللحائض الصوم بعد الطهر وإن لم تغتسل ولا يجب عليها أن تغتسل، قبل وقت معين، بل يجب عليها الاغتسال للصلاة.

ما حكم الوصال في الصوم الفرض و النفل: وهو صوم يوم فأكثر من غير أن يتناول مفطراً ؟ الوصال في الصوم للفرض و النفل أي صوم يوم فأكثر من غير مفطر بعد الغروب مكروه تحريماً.
ما حكم ذوق الطعام من مرق وغيره للصائم إذا لم ينزل إلى جوفه منه شيء؟ وماذا لو نزل منه شيء إلى جوفه؟.


* يكره ذوق الطعام من مرق وغيره للصائم إذا لم ينزل إلى جوفه منه شيء، وتقل الكراهة عند الضرورة ( للمرأة ذات الزوج الصعب المزاج ) وشم العطوس أو البخور يفطر. ولا يفطر شم الروائح الطيبة كالورود وغيره.

هل يجب على المسافر والمريض الفدية أم القضاء فقط؟ وماذا لو أخر عن رمضان المقبل فما حكمه؟ وماذا لو أخر القضاء إلى رمضانين؟.

* يجب على المسافر والمريض القضاء فقط دون الفدية، ولكن قبل مجيء رمضان المقبل .

* لو أخر القضاء عن رمضان المقبل أثم وعليه القضاء والفدية ( وهي عبارة عن إطعام مكان كل يوم مسكيناً وجبتين مشبعتين من أوسط ما تطعمون أهليكم).

* لو أخر القضاء إلى رمضانين تتكرر الفدية بتكرر الأعوام. أي عليه قضاء ذلك اليوم ودفع فديتين عن كل يوم وإن أخره إلى ثلاث رمضانات عليه قضاء يوم ودفع ثلاث فديات عن كل يوم وهكذا.

ما حكم من مات ولم يتمكن من القضاء؟ وماذا لو مات بعد التمكن من القضاء ولم يقض؟ وماذا لو لم يتمكن من القضاء ولكن قد تعدى بفطره؟.

* من مات ولم يتمكن من القضاء لا شيء عليه إن أفطر بعذر كمرض أو سفر أو حيض...

* لو مات بعد التمكن من القضاء ولم يقض صام عنه وليه استحباباً (أي قريب من أقاربه) الأيام الباقيات في ذمته.

لقوله صلى الله عليه وسلم :" من مات وعليه صيام صام عنه وليه" [ متفق عليه ].

* من لم يتمكن من القضاء وكان متعديا بفطره أي أفطر بغير عذر ولم يتمكن من القضاء يقضي عنه وليه فإن لم يصم عنه أحد، أطعم عنه لكل يوم مد. ويخرج هذا من التركة وجوباً كالديون، فإن لم يكن له مال يجوز لوليه أن يدفع عنه، وتبرأ ذمته.



ALIGN]

النسري 20-10-2004 06:57 AM

مدرسة الثلاثين يوماً :
 


مدرسة الثلاثين يوماً



الأستاذ مصطفى صادق الرافعي


قال الأستاذ :

لم أقرأ لأحد قولاً شافياً في فلسفة الصوم وحكمته، أما منفعته للجسم، وأنه نوع من الطب له، وباب من السياسة في تدبيره، فقد فرغ الأطباء من تحقيق القول في ذلك، وكأن أيام هذا الشهر المبارك إن هي إلا ثلاثون حبة تؤخذ كل في كل سنة مرة، لتقوية المعدة وتصفية والدم وحياطة أنسجة للجسم.


ولكننا الآن لسنا بصدد من هذا وإنما نستوحي تلك الحقيقة الإسلامية الكبرى التي شرعت هذا الشرع لسياسة الحقائق الأرضية الصغيرة ، عاملة على استمرار الفكرة الإنسانية فيها ، كي لا تتبدل النفس على تغير الحوادث وتبدلها ، ولكيلا تجهل الدنيا معاني الترقيع إذا أتت على هذا الدنيا معاني التمزيق.


ومن معجزات القرآن الكريم أنه يدخر في الألفاظ المعروفة في كل زمن حقائق غير معروفة لكل زمن ، فيجلبها لوقتها حين يضج الزمان العلمي في متاهته وحيرته ، فيشغب على التاريخ وأهله مستخفاً بالأديان ، ويذهب يتتبع الحقائق، ويستعصي في فنون المعرفة ، ليستخلص من بين كفر وإيمان ديناً طبيعياً سائغاً ، يتناول الحياة أول ما يتناول فيضبطها بأسرار العلم ، ويوجهها بالعلم إلى غايتها الصحيحة ويضاعف قراءها بأساليبه الطبيعية ، ليحقق في إنسانية العالم هذه الشيئية المجهولة التي تتوهمها المذاهب الاجتماعية ولم يهتد إليها مذهب منها ولا قاربها ، فما برحت سعادة الاجتماع كالتجربة العلمية بيد أيدي علمائها : لم يحققوها ولم ييأسوا منها ، وبقيت تلك المذاهب كعقارب الساعة في دورتها : تبدأ من حيت تبدأ ، ثم لا تنتهي إلا إلى حيث تبدأ.


يضطرب الاشتراكيون في أوروبا وقد عجزوا عجز من يحاول تغيير الإنسان بزيادة ونقص في أعصابه ، ولا يزال مذهبهم في الدنيا مذهب كتب ورسائل ، ولو أنه تدبروا حكمة الصوم في الإسلام لرأوا هذا الشهر نظاماً عملياً من أقوى وأبدع الأنظمة الاشتراكية الصحيحة ، فهذا الصوم فقر إجباري تفرضه الشريعة على الناس فرضاً ليتساوى الجميع في بواطنهم ، سواء منهم من ملك المليون من الدنانير ومن ملك القرش الواحد ومن لم يملك شيئاً ، كما يتساوى الناس جميعاً من ذهاب كبريائهم الإنسانية بالصلاة التي يفرضها الإسلام على كل مسلم، وفي ذهاب تفاوتهم الاجتماعي بالحج الذي يفرضه على من استطاع.


فقر إجباري يردا به إشعار النفس الإنسانية بطريقة عملية واضحة كل الوضوح، إن الحياة الصحيحة وراء الحياة لا فيها ، وإنها إنما تكون على أتمها حين يتساوى الناس في الشعور لا حين يختلفون ، وحين يتعاطفون بإحساس الألم الواحد لا حين يتنازعون بإحساس الأهواء المتعددة.


ولو حققت رأيت الناس لا يختلفون في الإنسانية بعقولهم ، ولا بأنسابهم ولا بمراقبهم ، ولا بما ملكوا ، وإنما يختلفون ببطونهم وأحكام هذه البطون على العقل والعاطفة ، فمن البطن نكبة الإنسانية.


ومن ههنا يتناوله الصوم بالتهذيب والتأديب والتدريب ويجعل الناس فيه سواء : ليس لجميعهم إلا شعور واحد وحس واحد وطبيعة واحدة ، ويحكم الأمر فيحول بين هذا البطن وبني المادة ، ويبالغ في إحكامه.


وبهذا يضع الإنسانية كلها في حالة نفسية واحدة تتلبس بها النفس في مشارق الأرض ومغاربها ، ويطلق في هذه الإنسانية كلها صوت الروح يعلم الرحمة ويدعو إليها ، فيشبع فيها بهذا الجوع فكرة معينة هي كل ما في مذهب الاشتراكية من الحق ، وهي تلك الفكرة التي يكون عنها مساواة الغني للفقير من طبيعته ، واطمئنان الفقير إلى الغني بطبيعته ، ومن هذين الاطمئنان والمساواة يكون هدوء الحياة بهدوء النفسين اللتين هما السلب والإيجاب في هذا الاجتماع الإنساني ، وإذا أنت نزعت هذه الفكرة من الاشتراكية بقي هذا المذهب كله عبثاً من العبث في محاولة جعل التاريخ الإنساني تاريخاً لا طبيعة له.


من قواعد النفس أن الرحمة تنشأ عن الألم ، وهذا بعض السر الاجتماعي العظيم في الصوم ، إذ يبالغ أشد المبالغة ، ويدقق كل التدقيق في منع الغذاء وشبه الغذاء عن البطن وحواشيه مدة آخرها آخر الطاقة ، فهذه طريقة عملية لتربية الرحمة في النفس ، ولا طريقة غيرها إلا النكبات والكوارث ، فهما طريقتان كما ترى مبصرة وعمياء ، وخاصة وعامة ، وعلى نظام وعلى فجأة.


ومتى تحققت رحمة الجائع الغني للجائع الفقير أصبح للكلمة الإنسانية الداخلية سلطانها النافذ ، وحكم الوازع النفسي على المادة ، فيسمع الغني في ضميره صوت الفقير يقول : " أعطني " ثم لا يسمع منه طلباً من الرجاء ، بل طلباً من الأمر لا مفر من تلبيته والاستجابة لمعانيه ، كما يواسي المبتلى من كان في مثل بلائه.


أية معجزة إصلاحية أعجب من هذه المعجزة الإسلامية التي تقضي أن يحذف من الإنسانية كلها تاريخ البطن ثلاثين يوماً في كل سنة ، ليحل في محله تاريخ النفس وأنا مستيقن أن هناك نسبة رياضية هي الحكمة في جعل هذا لصوم شهراً كاملاً من كل اثني عشرا شهراً ، وإن هذه النسبة متحققة في أعمال النفس للجسم ، وأعمال الجسم للنفس ، كأنه الشهر الصحي الذي يفرضه الطب في كل سنة للراحة والاستجمام وتغيير المعيشة لإحداث الترميم العصبي في الجسم ، ولعل ذلك آت من العلاقة بين دورة الدم في الجسم الإنساني وبين القمر منذ يكون هلالاً إلى أن يدخل في المحاق ، إذا تنتفخ العروق وتربو في النصف الأول من الشهر كأنها في مد من نور القمر ما دام هذا النور إلى زيادة ، ثم يراجعها الجزر في النصف الثاني حتى كأن الدم إضاءة وظلاماً ، وإذا ثبت أن القمر أثراً في الأمراض العصبية وفي مد الدم وجزره فهذا من أعجب الحكمة في أن يكون الصوم شهراً قمرياً دون غيره.


وفي ترائي الهلال ووجوب الصوم لرؤيته معنى دقيق آخر ، وهو مع إثبات رؤية الهلال وإعلانها - إثبات الإرادة وإعلانها ، كأنما انبعث أول الشعاع السماوي في التنبه الإنساني العام لفروض الرحمة والإنسانية والبر.


وهنا حكمة كبيرة من حكم الصوم، وهو عمله في تربية الإرادة وتقويتها بهذا الأسلوب العملي الذي يدرب الصائم على أن يمتنع باختياره من شهواته ولذة حيوانيته ويبقيه مصراً على الامتناع ، متهيئاً له بعزيمته ، صابراً عليه بأخلاق الصبر، مزاولاً في كل ذلك أفضل طريقة نفسية لاكتساب الفكرة الثابتة ترسخ لا تتغير ولا تتحول ، ولا تعدو عليها عوادي العزيزة.


وإدراك هذه القوة من الإرادة العلمية منزلية اجتماعية سامية ، هي في الإنسانية فوق منزلة الذكاء والعلم ، ففي هذين تعرض الفكرة مارة مرورها ولكنها في الإدارة تعرض لتستقر وتتحقق ، فانظر في أي قانون من القوانين وفي أية أمة من الأمم تجد ثلاثين يوماً من كل سنة قد فرضت فرضاً لتربية إرادة الشعب ومزاولته فكرة نفسية واحدة بخصائصها وملابساتها حتى تستقر وترسخ وتعود جزءاً من عمل الإنسان ، لا خيالاً يمر برأسه مراً.


أليست هذه هي إتاحة الفرصة العملية التي جعلوها أساساً في تكوين الإرادة ، وهل تبلغ الإرادة – فيما تبلغ – أعلى من منزلتها حين تجعل شهوات المرء مذعنة لفكره ، منقادة لوازع النفس فيه ، مصرفة بالحس الديني المسيطر على النفس ومشاعرها؟


أما والله لو عم هذا الصوم الإسلام أهل الأرض جميعاً لآل معناه أن يكون إجماعاً من الإنسانية كلها على إعلان الثورة شهراً كاملاً في السنة لتطهير العالم من رذائله وفساده ، ومحق الأثرة والبخل فيه ، وطرح للمسألة النفسية ليتدارسها أهل الأرض دراسة عملية مدة الشهر بطوله ، فيهبط كل رجل وكل امرأة إلى أعماق نفسه ومكامنها ، ليختبر في مصنع فكرة معنى الحاجة ومعنى الفقر ، وليفهم في طبيعة جسمه - لا في الكتب - معاني الصبر والثبات والإرادة ، وليبلغ من ذلك وذلك درجات الإنسانية والمواساة والإحسان. ويحقق بهذه وتلك معاني الإخاء والحرية والمساواة.


شهر هو في أيام قلبية في الزمن ، متى أشرفت على الدنيا قال الزمن لأهله : هذه أيام من أنفسكم لا من أيامي ، ومن طبيعتكم لا من طبيعتي ، فيقبل العالم كله على حاله نفسيه بالغة السمو ، ويتعهد فيها النفس برياضتها على معالي الأمور ومكارم الأخلاق ، ويفهم الحياة على وجه آخر غير وجهها الكالح ، ويراها كأنما أجيعت من طعامها اليومي كما جاه هو ، وكأنما ألزمت معاني التقوى كما ألزمها هو ، وما أجمل وأبدع أن تظهر الحياة في العالم كله - ولو يوماً وحداً - حاملة في يدها السبحة ! فكيف بها على ذلك شهراً من كل سنة ؟


إنها - والله - طريقة عملية لرسوخ فكرة الخير والحق في النفس ، وتطهر المجتمع من خسائس العقل المادي ، ورد هذه الطبيعة الحيوانية المحكومة في ظاهرها بالقوانين والمحررة من القوانين في باطنها - إلى قانون من باطنها نفسه - يطهر مشاعرها ، ويسمو بإحساسها ، ويصرفها إلى معاني إنسانيتها ، ويهذب من زياداتها ويحذف كثيراً من فضولها ، حتى يرجع بها إلى نحو من براءة الطفولة ، فيجعلها صافية مشرقة بما يجتذب إليها من معاني الخير والصفاء والإشراق ، إذ كان من عمل الفكرة الثابتة في النفس أن تدعو إليها ما يلائمها ويتصل طبيعتها من الفكر الأخرى ، والنفس في هذا الشهر محتسبة في فكرة الخير وحدها ، فهي تنبي بناءها من ذلك ما استطاعت.


هذا على الحقيقة ليس شهراً ، بل ، هو فصل نفساني كفصول الطبيعة في دورانها ، وهو - والله - أشبه بفصل الشتاء في حلوله على الدنيا بالجو الذي من طبيعته السحب والغيث ، ومن عمله إمداد الحياة بوسائل لها ما بعدها إلى آخر السنة ، ومن رياضته أن يكسبها الصلابة والانكماش والخفة ، ومن غايته إعداد الطبيعية للتفتح عن جمال باطنها في الربيع الذي يتلوه.


وعجيب جداً أن هذا الشهر الذي يدخر فيه الجسم من قواه المعنوية فيودعها مصرف روحانيته ، ليجد منها عند الشدائد مدد الصبر والثبات والعزم والجد والخشونة عجيب جداً أن هذا الشهر الاقتصادي هو من أيام السنة هو كفائدة 8.33% فكأن في أعصاب المؤمن حساب قوته وربحه فله في كل سنة زيادة 8.33% من قوته المعنوية الروحانية.


وسحر العظائم في هذه الدنيا إنما يكون في الأمة التي تعرف كيف تدخر هذه القوة وتوفرها ، ليستمدها عند الحاجة ، وذلك هو سر أسلافنا الأولين الذين كنوا يجدون على الفقر في دمائهم وأعصابهم ما تجد الجيوش العظمة اليوم في مخازن الأسلحة والعتاد والذخيرة.


كل ما ذكرته في هذا البحث من فلسفة الصوم فإنما استخرجته من هذه الآية الكريمة : { يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون }.


وقد فهمها العلماء جميعاً على أنها معنى (التقوى) أما أنا فأولتها من (الاتقاء) فبالصوم يتقي المرء على نفسه أن يكون كالحيوان الذي شريعته معدته ، وألا يعامل الدنيا إلا بمواد هذه الشريعة ، ويتقي المجتمع على إنسانيته وطبيعته مثل ذلك ، فلا يكون إنسان مع إنسان كحمار مع إنسان : يبيعه القوة كلها بالقليل من العلف.


والصوم يتقي هذا وهذا ما بين يديه وما خلفه ، فإن ما بين يديه هو الحاضر من طباعه وأخلاقه، وما خلفه هو الجيل الذي سيرث من هذه الطباع والأخلاق فيعمل بنفسه في الحاضر، ويعمل بالحاضر في الآتي.


وكل ما شرحناه فهو اتقاء ضرر لجلب منفعة، واتقاء رذيلة لجلب فضيلة وبهذا التأويل تتجه الآية الكريمة جهة فلسفية عالية، لا يأتي البيان ولا العلم ولا الفلسفة بأوجز ولا أكل من الفظها، ويتوجه للصيام على يتهذب العالم إلا إذا كان له مع القوانين النافذة هذا القانون العام الذي اسمه الصوم، ومعناه : (قانون البطن).


ألا ما أعظمك يا شهر رمضان! لو عرفك العالم حق معرفتك لسماك (مدرسة الثلاثين يوماً)






النسري 21-10-2004 07:05 AM

رمضان شهر تلاوة ومدارسة القرآن



الشيخ : عمر عبيد حسنه




كيف لا يكون لرمضان هذا الفضل الكبير ، وهذا التميز العظيم ، عن سائر الشهور والأيام ، وفيه أنزل القرآن ، قال تعالى : { شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ }



هذا الكتاب الذي انتهت إليه أصول الرسالات السماوية جميعاً ، وحكى لنا قصة البنوة كمختبر بشري ، وتجاربها في الهداية ، على مدى تاريخ البشرية الطويل.



وكأن المؤمن به ، الملتزم بتعاليمه وأحكامه ، يقف على القمة لتجربة الأنبياء مع أقوامهم ، ووسائلهم في هدايتهم ، وخصائصهم ، كمحل للأسوة والاقتداء ، في الصبر والتحمل ، والإيثار ، والرحمة ، والعفو ، والإحسان ، والاحتساب في سبيل نشر الخير ، والفضيلة.



وكأن المؤمن بالقرآن ، إلى جانب أنه يتحصل على مواريث النبوات ، وينضم إلى قافلة الخير ، والاستقامة ، فإنه يمتلك أصول الخطاب الإلهي للبشر ، ابتداء مما أنزل الله من تعاليم في الصحف الأولى : { إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى } [ الأعلى : 18 ]



وانتهاء الرسالة الخاتمة التي جاءت مصدقة لما سبقها من الرسالات ، ومصوبة لتعاليمها،بعد أن داخلتها يد التحريف والتبديل ، قال تعالى : { وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ } [ المائدة :48] .



فبالقرآن ينضم المسلم إلى قافله الخلود ، التي ابتدأت مع بدء الخلق ، ويمتد به الخلود ويمتد حتى مرحلة الخلود ، المستقر في دار الخلد ، الجنة التي وعدها الله المؤمنين ، كل هذا كان محله ، ومدخله ، شهر رمضان.



والحقيقة التي لا بد من الإشارة إليها ، في شهر رمضان ، الذي بلغ تلك المكانة ، بسبب القرآن إلى جانب كل المعاني ، التي ينضحها القرآن ، أسوة بالرسول عليه الصلاة والسلام الذي تصفه عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها بقولها : كان خلقه القرآن. إن القرآن هو الخطاب الإلهي الأخير للبشرية ، وهو أقدم وثيقة تاريخية دينية وصلت بالتواتر : أي بما يفيد علم اليقين ، بسلامة النقل ، من جيل إلى جيل ، وهذا يعني فيما يعينه ، أن المسلمين ، يمتلكون دون غيرهم من العالم ، النص الديني السليم ، من التحريف ، والتبديل ، بل يمتلكون المعيار ، معيار التصويب والتصحيح ، لما داخل النبوات السابقة ، من تحريف وتبديل ، وامتلاك هذا النص الإلهي السليم يفوق لكل الكنوز ، والثروات ، والطاقات ، لأنه يأتي بكل تلك الكنوز والطاقات ، ولكنها لا تأتي به.



والمسلمون عندما تمسكوا بالقرآن ، كانوا خير أمة أخرجت للناس ، وألحقوا الرحمة بالناس ، وخرجوا بهم من الظلمات إلى النور : { كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ }.


وأصبحوا أمة الحضارة ، والعطاء العالمي ، وتخلصوا من الفرقة ، والشتات بالتناحر والتشاحن ، وتحولوا إلى التعاون والوحدة أصبحوا أمة مذكورة تاريخياً ، وحضارياً ، {وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ } [ الزخرف : 44 ] .


إن امتلاك المسلمين اليوم للنص الإلهي السليم ، يمنحهم القدرة على إنقاذ البشرية ، ويمنحهم الإمكان الحضاري ، ويجعلهم في محل القيادة للناس ، والشهادة عليهم ، من موقع الوسطية والاعتدال. يقول تعالى : { وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدا } .



إنهم يمتلكون التاريخ النبوي ، ويمتلكون المعيار ، ويمتلكون قيم الهداية ، يمتلكون الهدى والبينات ، يمتلكون الفرقان ، الذي يمنحهم البعد والتاريخي ، والعطاء العالمي ، والمدى المستقبلي ، لدعوتهم ورسالتهم.



لذلك نرى أن من الأخطاء الفكرية ، والدينية ، والثقافية ، والتاريخية ، محاولات اختزال الإسلام في زمن معين ، أو جماعة معينة ، أو إقليم معين ، أو جنس بشري معين ، أو صراع مع نظام ، أو حاكم ، أو واقع ما ، كائناً ما كان.



إن الإسلام بما يمتلك من قيم الكتاب الخاتمة ، للنبوة الخالدة ، على الزمن ، أكبر بكثير من الإنسان ، والزمان ، والمكان ، والأشخاص والأحوال ، والأحزاب ، والجماعات ، والحكام ، وحتى المحكومين.



إنه النور الذي لا يطفأ ، ولا ينطفئ ، مهما حاولت الأفواه الصغيرة ، أن تقذفه لتطفئه متمثلة صورة النمرود ، والمتجددة ، في حواره مع سيدنا إبراهيم أبي الأنبياء عليه السلام ، عندما قال : أنا أحي وأميت ، ذلك أن خلود الآيات على الزمن ، يعني خلود المشكلات ، وتجدد الجدال والمواجهة ، بين النبوة ، متمثلة بسيدنا إبرهيم ، أبي الأنبياء ، والنماريد المستمرة ، التي تتوهم أنها تحيى وتميت فلا تلبث أن تموت ، ويخلد الإسلام والمسلمين ولو لم تتكرر أمثال هذه الصورة ، لتوقف ، التاريخ البشري ، وانتهت رحلة الصراع بين الخير والشر ، وألغيت سنن المدافعة ، وضرب الحق بالباطل : { كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ }



فلولا الضرب ، لما ظهر الزبد ، ولما تحصحص الحق الذي ينفع الناس.



نعود إلى القول : أي فضل لشهر رمضان ، إلى جانب فضائله العظيمة ، والكثيرة أكبر من أنه شهر القرآن ، ذلك الشهر الذي خصه الله من بين الشهور كلها ، بنزول القرآن ، كما خصه بتلاوة ومدارسة القرآن ؟



فلقد كان جبريل أمين الوحي ، ينزل على الرسول صلى الله عليه وسلم في رمضان، فيدارسه القرآن ، فالمدارسة والمراجعة ، والتجدد ، كان محله شهر رمضان، فرمضان مائدة القرآن ، بما فيه من إقبال على التلاوة الفردية، والمدارسة الجماعية ، والدروس في المساجد ، وتلاوات الصلوات الجهرية، وصلاة القيام ، تلك التلاوات المتعددة ، التي إن أحسنا تدبرها ، وحسن التعامل معها ، والتلقي لها ، فسوف تفعم نفوسنا بالإيمان ، وتحقق لنا النقلة الكبيرة ، في سلوكنا وواقعنا.



وبذلك يشكل رمضان ، من كل عام ، مرحلة التصحيح والتصويب ، لأحوالنا والارتقاء لمواقعنا ومراتبنا.



روى عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : ( يقال لصاحب القرآن اقرآ وارق ، ورتل كما كنت ترتل في دار الدنيا ، فإن منزلتك عند آخر آية كنت تقرؤها ) [ السنن لابن ماجه ].



فهل يدرك المسلمون رسالة ومكانة شهر القرآن ، ويدركون أهمية المدارسة ، والتدبر ، والتلاوة ، يدركون أن القراءة سبيل الرقي ، والارتقاء ، فيكون رمضان مرحلة التحول الكبير في حياتهم ، من الجهل إلى العلم ، ومن الأمية إلى القراءة ، ومن الظلمات إلى النور ؟

الوافـــــي 21-10-2004 08:42 AM

إقتباس:

الرسالة الأصلية كتبت بواسطة النسري
فهل يدرك المسلمون رسالة ومكانة شهر القرآن ، ويدركون أهمية المدارسة ، والتدبر ، والتلاوة ، يدركون أن القراءة سبيل الرقي ، والارتقاء ، فيكون رمضان مرحلة التحول الكبير في حياتهم ، من الجهل إلى العلم ، ومن الأمية إلى القراءة ، ومن الظلمات إلى النور ؟


لو أنهم أدركوا ذلك ( وأنا منهم ) لكانت أحوالنا قد تغيرت ، وأوضاعنا قد تبدلت ، فما رمضان إلا سجل إنتصارات المسلمين ، وما رمضان إلا باب خير لهم
فنسأل الله أن يبلطف بنا وأن يهدينا سبل الرشاد

جزاك الله خيراً أخي الكريم

تحياتي

:)

النسري 24-10-2004 04:34 AM

الصيام النعمة العظيمة :
 


الصيام النعمة العظيمة



إن شهر رمضان نعمة عظيمة من الله بها على هذه الأمة، ومن واجب الإنسان تجاه نعمة ربه أن يشكره عليها، وشكره لله حق الشكر هو أن يؤدي حقه عليه فيما أنعم به، وشهر رمضان من هذه النعم التي يجب أن نشكر الله عليها، وشكرنا له عليها هو أن نحرص على أن تكون كما أراد منا أن تكون. في هذا الشهر وفي غيره. وما جعل الله هذا الشهر إلا ليؤدبنا ويدربنا لنكون دائما كما كنا فيه، وعظمة رمضان تتجلى فيما وقع فيه من أحداث، فهو الشهر الذي أنزل الله فيه القرآن، وهذا أعظم حدث وقع فيه، ونحن نعلم مدى عظمة هذا الكتاب، وفيه حدثت معركة الفرقان ببدر، والتي كانت حدا فاصلا بين الشرك والتوحيد، والإسلام والكفر، وتحدد فيها مصير كل منهما. وفيه حدث الفتح الأعظم "فتح مكة" الذي به انفتح الطريق أمام الإسلام لينساح إلى بقاع الأرض كلها وفيه حدث عظيم آخر يتكرر كل عام، وهو "ليلة القدر" التي نزل القرآن فيها أول مرة. هذه الليلة التي هي خير من ألف شهر، والتي من صادفها نال مغفرة الله ورحمته، وهذا خير كثير هنيئا لمن فاز به، هذه أبرز الأحداث التي وقعت وتقع في رمضان المبارك.

ومن مزايا شهر رمضان، وحكمة فرض صيامه ووجوبه على القادر والمستطيع أن الله سبحانه يريد لعباده الخير والفلاح والجنة، ولا يريد لهم الشر والخسران والنار، وقد علم أن عباده ضعفاء، وأن الأرض قد تجذبهم، وتنجذب لها النفوس، فيركنوا إلى شهوات الدنيا وملذاتها ويعكفوا عليها. وفي ذلك خطر عظيم عليهم، وكما هو معلوم فالإنسان مركب من عنصرين مختلفين هما الروح والمادة، ونفس الإنسان بينهما، قد تنجذب إلى هذا أو ذاك


علم الله سبحانه كل هذا فجعل لعباده محطات في حياتهم يقفون عندها، يتزودون منها ما يعينهم على تتبع السير في طريقهم إليه، ومن هذه المحطات البارزة هذا الشهر الكريم. يتوقف عنده المسلم، كما يتوقف المسافر على طول الطريق بسيارته أمام محطة الوقود ليملأ خزان سيارته، حتى لا يتعطل في الطريق عندما ينفذ ما معه من وقود ويتعرض للخطر.

والله سبحانه جعل شهر رمضان وشرع صيامه ليدرب عباده على مجاهدة نفوسهم، واعتقل فيه أعداءهم ليسهل عليهم المجاهدة، وفتح عليهم أبواب نفحات رحمته وهداه. كل ذلك ليتخلصوا من سيطرة شهواتهم وأهوائهم ويعودوا إلى رحاب ربهم يتلون كتابه ويناجونه بذكره ويستغفرونه على ما كان منهم، وهذا سر الحديث الذي قاله صلى الله عليه وسلم "إذا دخل رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار وصفدت الشياطين". إن نفس الإنسان متمردة بطبعها، فإذا لبى لها صاحبها كل رغائبها فإنها تتمرد عليه ولا يسلس له قيادتها، وتبدأ هي في توجيهه إلى حيث تشتهي، دون أن يملك من أمره شيئا، كذلك الفرس الجموح الذي ينفر من صاحبه، ولا يقدر عليه، ولكن ما الذي يجعل هذه النفس المتمردة تذعن وتخضع لأمر الله، إنه الجوع، ولهذا فرض الله صيام رمضان ليكسر غرور النفوس ويحد من أنانيتها المفرطة، ويعلم الإنسان كيف يحس بآلام أخيه المحتاج فيعطيه مما أعطاه الله. ويدربه حتى يكون طول العام كذلك، لا في رمضان وحده، ومن حكمة نزول القرآن في هذا الشهر أن يتذكر المسلم الصائم فضل هذا الكتاب ويقترب منه تاليا متدبرا وأن يحرص على تنفيذ الأوامر الموجودة فيه ويجتنب النواهي كذلك، ويعرف فضل الإنسان العظيم الذي جاء به من عند ربه بلغه للناس، فيحرص على إتباع

سنته والإقتداء بهديه صلى الله عليه وسلم، ويتدرب على ذلك في رمضان ويحرص على أن يكون بعده، لا أن يلتزم بطاعة الله في رمضان فإذا خرج عاد إلى ما كان عليه قبله، فقد قال الحسن البصري: بئس القوم الذين لا يعرفون الله، إلا في رمضان.

ورمضان شهر الصبر، فالصيام يعلم الإنسان الصبر على الطعام والشراب، فالصبر على شهوات النفس كلها، يعلمه كيف يكظم غيظه، كيف يضبط لسانه، ويزن كلامه قبل النطق به، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا كان صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابه أحد أو شاتمه، وفي رواية أو قاتله، فليقل إني صائم، إني صائم". هكذا يعلمنا رسولنا صلى الله عليه وسلم كيف نكون في رمضان حتى نتدرب على أن نكون كذلك طول العام.

إن الصيام يعلم الإنسان الصبر على شهوات نفسه ورغباتها أيام رمضان، وهو بهذا يدربه ويعده للصبر في مواطن أخرى يحتاج الإنسان فيها إلى الصبر أكثر من أيام رمضان، وهي مواطن الجهاد في سبيل الله وإعلاء كلمة الله في الأرض، في هذه المواطن يحتاج الإنسان إلى المؤمن إلى الصبر ليقف الموقف الذي يشرفه، ويشرف الدين الذي يتبعه ويؤمن به، ومن هنا نعرف الحكمة في وقوع معركة بدر في هذا الشهر الكريم، حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه قلة بالنسبة لأعدائهم ولكنهم كانوا صائمين، ففعلوا بأعدائهم الأفاعيل، إن الإنسان في صيامه يصبر على الجوع والعطش باختياره هو، ولكنه في هذه المواطن ،مواطن الجهاد، يصبر رغما عنه، فليس له اختيار في الصبر حينئذٍ، فإن انتصر على نفسه وصبر، فصبره هذا على نفسه وانتصاره عليها يرشحه لكي ينتصر عدوه، وهذا ما وقع لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، في بدر وغيرها، إنهم انتصروا على أنفسهم فنصرهم الله على عدوهم، والصيام يعلم الإنسان المراقبة لله سبحانه، والإخلاص له في القول والعمل، فالإنسان عندما يصوم لا يعلم الناس هل هو صائم أم لا ؟! قد يدخل بيته وحده، ويأكل ويشرب ويخرج، ولا يدري الناس عنه شيئا، ولكنه لا يفعل هذا، ويظل جائعا عطشانا حتى تنتهي المهلة التي حددها الله للصوم، وهي الغروب، فهذه هي المراقبة لله، إنه لا يستطيع أن يخترق الحد الذي حده الله، وهذا ما نتمنى أن يكون مع جميع الحدود التي حدها الله والشرائع التي شرعها، حتى نكون كما أراد الله لنا أن نكون.

والصيام يعلم الإنسان الإخلاص لله في أعماله وأقواله، فعبادة الصوم ليست كسائر العبادات، فالصلوات الخمس عبادة جماعية، تحضر فيها مع الجماعة، تراهم ويرونك، والزكاة كذلك، قد يراك الناس وأنت تخرجها، والحج فأنت تحج مع الناس وليس وحدك، ولكن الصيام يظل سرا بينك وبين مولاك، إن لم تظهره أنت بنفسك، فالصيام عبادة تظل بعيدة عن الرياء، وما شابه ذلك من الأمراض، ولا تستطيع أن تخترقها، إلا إذا فتح صاحبها لها الأبواب لتدخل عليه منها ولعل هذا سر ما جاء في الحديث القدسي: "كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به".

كتبها: عبد الله القادري







النسري 24-10-2004 04:47 AM


أيهما أولى في حق الميت الإطعام أو الصوم؟ وهل على ورثته قضاء أو فدية لو مات وعليه صلاة أو اعتكاف؟ وهل يصح في الحج الإطعام أم لا يصح إلا الحج عنه ( أي حج البدل)؟.

* الأولى في حق الميت الإطعام.

* ليس على ورثته قضاء أو فدية لو مات وعليه صلاة أو اعتكاف ( القضاء يكون في الصيام والحج والزكاة).

* لا يصح في الحج الإطعام بالاتفاق، ولا يصح إلا الحج عنه، أي حج البدل.

هل يصح الصوم عن حي ولو هرماً أو مريضاً مرضاً لا يرجى شفاؤه؟ وماذا يفعل من كان حاله كذلك؟.

* لا يصح الصوم عن حي ولو هرماً أو مريضاً مرضاً لا يرجى شفاؤه.

* ومن كان حاله كذلك يدفع فدية ( مد= وجبتين مشبعتين من غالب قوت البلد) عن كل يوم لمسكين.

إإلى من تخرج الكفارة أو الفدية ؟ وهل يجوز إعطاء فقير مدين أو ثلاثة؟ وهل يصح إعطاء كفارة الجماع لفقير واحد أو اثنين أو أربعين؟ وهل يجوز له أن يعطي فقيرين مد واحد؟.

* تخرج الكفارة أو الفدية إلى الفقراء والمساكين فقط من دون سائر مصارف الزكاة.

* يجوز إعطاء فقير مدين أو ثلاثة ( ويجوز دفع الفدية عن شهر رمضان كاملة من أول يوم من رمضان) وله أن يعطي الفدية إلى فقير واحد.

*ولا يصح إعطاء كفارة الجماع لفقير واحد أو اثنين أو أربعين، بل يجب إعطاءها لستين مسكيناً إن لم يستطع الصيام.

* لا يجوز له أن يعطي فقيرين مد واحد، لأن كل مد هو عبارة عن يوم لفقير واحد.

هل على الحامل والمرضع القضاء والفدية إن أفطرتا خوفاً على نفسهما؟ وإن خافتا على ولديهما؟ وماذا لو خافتا على نفسهما وولديهما؟ وهل تتعدد الفدية بتعدد الأولاد؟ وماذا قال أبو حنيفة؟.

* ليس على الحامل والمرضع الفدية، بل القضاء فقط إن أفطرتا خوفاً على نفسهما (لهما أن تفطرا ولا يجب عليهما ذلك) وإن أفطرتا خوفاً على ولديهما عليهما القضاء والفدية.

* وأن خافتا على نفسهما وعلى ولديهما عليهما القضاء فقط.

* لا تتعدد الفدية بتعدد الأولاد ( مثل حالة التوأم ).

* وقال الحنفية عليهما القضاء فقط مطلقاً.

هل تجب الفدية لكل يوم على من أخر قضاء رمضان أو شيئا منه بعذر أو بغير عذر إلى رمضان آخر إن أمكنه القضاء في تلك السنة؟ وماذا لو أخره جهلاً أو نسياناً أو كرهاً؟ وهل تتكرر الفدية بتكرر الأعوام ؟.

* تجب الفدية لكل يوم على من أخر قضاء رمضان أو شيئاً منه بعذر أو بغير عذر إلى رمضان آخر إن أمكنه القضاء في تلك السنة.

* لو أخره جهلاً أو نسياناً أو كرها عليه القضاء فقط، أي من كان يجهل هذا الحكم كحال -أغلب الناس-فعليه القضاء فقط، ولكن بعد أن علم وَجَبَ عليه المسارعة في القضاء قبل رمضان المقبل.

* وتتكرر الفدية بتكرر الأعوام.

ما هي كفارة الجماع في رمضان ؟ وماذا يفعل لو عجز عن الكفارة ؟ وهل يجوز إعطاء الكفارة لمن تلزمه نفقتهم؟ وهل لغير المكفر التطوع للتكفير عنه بإذنه؟ وهل تجب الكفارة على من أفطر بغير الجماع كالأكل والشرب ثم جامع ؟ وهل تجب الكفارة على من أفطر بغير الجماع كالأكل والشرب ثم جامع؟ وهل تجب الكفارة على من أفطر في نهار رمضان بغير عذر بنحو أكل أو شرب؟ اذكر قول الحنفية، الشافعية.

* كفارة الجماع في رمضان هي عتق رقبة مؤمنة، فإن لم يجد أو لم يستطع فصيام شهرين متتابعين، فإن لم يستطع فإطعام ستين مسكيناً لكل مسكين مُد من غالب قوت البلد.

* لو عجز عن الكفارة تلزم وتبقى في ذمته.

* لا يجوز إعطاء الكفارة لمن تلزمه نفقتهم.

* ويجوز لغير المكفر التطوع للتكفير عنه بإذنه من حيث الإطعام فقط ولا يجوز الصيام عنه .

* لا تجب الكفارة المغلظة على من أفطر بغير جماع كالأكل والشرب ثم جامع عند الشافعية وتجب عند الحنفية.

* لا تجب الكفارة المغلظة على من أفطر في نهار رمضان بغير عذر بنحو أكل أو شرب عند الشافعية ويجب القضاء والكفارة عند الحنفية على من أفطر من نهار رمضان عامدا بالجماع أو بالأكل أو الشرب غذاء أو دواء أو شرب الدخان.

ماذا يفعل من تعرض للشتم و هو صائم؟.

ليكن من عباد الرحمن الذين قال عنهم سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: {وَعِبَادُ الرَّحْمَانِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمْ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلامًا} [الفرقان: 63] فإذا شتم أحد صائماً فليقلُ الصائم كما علمنا الرسول صلى الله عليه وسلم: " إني صائم، إني صائم".


ما هو أجر تفطير الصائم؟ (أي دعوته إلى الإفطار).

* تفطير الصائم أمر مستحب وينبغي الحرص عليه لما فيه من الأجر والثواب . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

" من فطَّر صائماً فله مثل أجره، إلا أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئاً" [أخرجه الترمذي]. ويستحب لمن فطره أخوه أن يدعو له بعد الانتهاء بدعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أفطر عندكم الصائمون، وأكل طعامكم الأبرار، وصَلَّت عليكم الملائكة" [أخرجه أبو داود و الترمذي].

عدد الأيام التي يسن صومها وهل يشترط في صيام الست من شوال تتابعها أو صيامها ابتداءاً من ثاني أيام العيد، وهل يشترط صيام ثاني يوم من شوال ؟ وهل للإنسان أن يجمع في صيام يوم واحد نية القضاء والسنة مثل أن يصوم يوم الاثنين قضاءً عما عليه وينوي به سنة صيام الاثنين؟.

* الأيام التي يسن صومها هي: 9 و10 محرم أي يوم تاسوعاء وعاشوراء أو الحادي عشر من محرم يوم عرفة يومي الاثنين والخميس.

- ثلاثة أيام من كل شهر (الأفضل أن تكون الليالي البيض: 13-14-15 من كل شهر قمري) ستة أيام من شوال - أول تسعة أيام من ذي الحجة.

لا يشترط في صيام الست من شوال تتابعها أو صيامها ابتداءاً من ثاني أيام العيد، ولكن يستحب صيام ثاني يوم من شوال، ويستحب استحباباً تتابعهاً.

* نعم، يجوز للمسلم أن ينوي صيام قضاء وسنة في يوم واحد وذلك في كل الأيام التي يسن صومها وقال الحنفية الأفضل أن لا يجمع مع نية صوم يوم عرفة فقط صوم قضاء، وذلك لفضيلته. أما باقي الأيام التي يسن صومها، فله أن ينوي القضاء والسنة عند الحنفية والشافعية.

ملاحظة: جمع نية القضاء والسنة في طاعة واحدة يصح في الصوم ولا يصح في الصلاة، فليس للمسلم أن ينوي ركعتين قضاء الفجر وركعتين سنة الظهر في صلاة واحدة.

هل يسن صوم الأشهر الحرم وما هي هذه الأشهر؟ وهل يسن صيام 15 شعبان وصيام 1 رجب و27 رجب؟ وهل يصح الدعاء المشهور بين العامة في النصف من شعبان " اللهم إن كنت كتبتني عندك في أم الكتاب شقياً أو محروماً فامحو اللهم شقاوتي " ولماذا؟.

* نعم يسن صوم الأشهر الحرم وهي : محرم، و ذو القعدة، و ذو الحجة، و رجب.

* لا يسن صيام 15 شعبان و1 رجب و27 رجب . ولكن لو صامها متنفلا من غير اعتقاد سنيتها فهذا أمر حسن وصيامها كصيام أي يوم من رجب أو شعبان، فلا فرق بين النصف من شعبان أو العاشر منه مثلاً...

لا يصح ولا يجوز الدعاء المشهور بين العامة في النصف من شعبان : " اللهم إن كنت كتبتني عندك في أم الكتاب شقيا أو محروما فامحو اللهم شقاوتي " لأن ما في أم الكتاب ثابت لا يمحى، قال تعالى : " يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب ". أي وعنده أم الكتاب ثابت لا يتغير.

أيُّ الصيام أفضل ؟ وهل للمرأة أن تصوم صوم نفل بغير إذن زوجها الحاضر أو علم رضاه؟ وهل لها صوم يوم عرفة بغير إذن زوجها الحاضر؟.

* صيام داود عليه السلام هو أفضل الصيام وهو عبارة عن صيام يوم وإفطار يوم.

* لا يجوز للمرأة أن تصوم نفل بغير إذن زوجها الحاضر أو علم رضاه ولكن، لها أن تصوم يوم عرفة بغير إذن زوجها الحاضر لأنه سنة مؤكدة.

ما هي الأيام التي يكره إفرادها بالصوم، وما حكم صوم الدهر؟ وهل يكره إفراد يوم الجمعة بنذر، وقضاء، أو صيام له سبب ؟ وهل يكره إذا وصل يوم الجمعة بما قبله أو بعده؟.

* الأيام التي يكره إفرادها بالصوم هي الجمعة والسبت والأحد.

صوم الدهر يستحب، لأن الصوم من أفضل العبادات، بشرط أن لا يفوت عليه حق لأحد، وبشرط أن لا يلحقه ضرر و إلا كره له.

* لا يكره إفراد يوم الجمعة بنذر وقضاء أو صيام له سبب عند الشافعية.

* لا يكره إذا وصل يوم الجمعة بما قبله أو بعده.

ما هي الأيام التي يحرم صيامها ؟ وهل ينعقد الصيام في هذه الأيام ؟ وهل يستثنى من تلك الأيام شيء؟.
* الأيام التي يحرم صيامها هي : يوم عيد الفطر ويوم عيد الأضحى وأيام التشريق الثلاثة (هي الأيام الثلاثة التي تلي يوم عيد الأضحى) و يوم الشك (وهو الثلاثين من شعبان وصيامه معصية) والنصف الثاني من شعبان.

* وينعقد الصيام في النصف الثاني من شعبان وتنتفي حرمة صوم هذه الأيام إذا كان الإنسان قد اعتاد صيام الخميس والاثنين أو عليه قضاء أو وصل صيامه بما قبل النصف الثاني من شعبان.

* ومن كان عليه قضاء له أن يصوم بعد النصف من شعبان.

* ولا ينعقد الصيام مطلقاً يوم عيد الفطر وعيد الأضحى وأيام التشريق.





أميرة الثقافة 24-10-2004 05:31 AM



اخي الكريم النسري

جزاك الله خيرا على هذه المادة

فعلا هـو ضيف عزيز وغالي، وولكنه سرعان ما يذهب عنا


نفعنا الله بعلمك وعملك

وكل عام وانت بالف خير

النسري 25-10-2004 02:02 AM

تلاوة القرآن :
 



تلاوة القرآن

وهي أول صلة وهي جسر إلى التدبر وطريقٌ إلى فهم المعاني وسبيلٌ إلى معرفة علوم القرآن وهي كذلك مُعينة على التزام الأوامر واجتناب النواهي وما يلحق بذلك من واجبات .
وهذه التلاوة القرآنية نزل بها أمر الله -عز وجل- للمصطفى -صلى الله عليه وسلم- ولأمته من بعده لأن الأمر له ولأمته كما جاء في قول الحق عز وجل:
{إنما أُمرت أن أعبد رب هذه البلدة الذي حرمها ووله كل شيء وأُمرت أن أكون من المسلمين وأن أتلو القرآن}.
أي وأُمرت أن أتلو القرآن قال ابن كثير أي أتلوه على الناس وأُبلغهم إياه والمقصود أن النبي أُمر بتلاوة القرآن لنفسه ولأمته ولتبليغه للناس وبيانه ولتحريك القلوب به وإحياء النفوس به بإذن الله -عز وجل-.

وقد جاء في دعاء إبراهيم:{ربنا وأبعث فيهم رسولٌ منهم يتلو عليهم آياتك }.
وقال جل وعلا:{هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويعلمهم الكتاب والحكمة}.
فالتلاوة هي الطريق إلى هذا العلم والجسر إلى ذلك الفهم.
وهي الباب الذي يلج منه الإنسان إلى تأثر قلبه وميل نفسه وهداية عقله واستقامة سلوكه بالقرآن الكريم:{وأتلو ما أوحي إليك من كتاب ربك لا مبدل لكلماته}.
أمرٌ للنبي -صلى الله عليه وسلم- أن يشغل لسانه بتلاوة القرآن وأن يجعله مِلئ الأسماع والآذان حتى يقع به تحريك النفوس والقلوب بإذنه -جل وعلا- وقال سبحانه وتعالى:{وما تكون في شأن وما تتلو منه من قرآن إلا كنا عليكم شهوداً إذ تفيضون فيه}.

وهذا يبيّن أن شأن النبي -صلى الله عليه وسلم- وشأن أهل الإيمان والآية في معنى اطلاع الله تعالى ومعرفته بكل أحوال الإنسان وذكر منها على وجه الخصوص الشأن والحال الذي ينشغل فيه المرء بتلاوة القرآن فهذه تلاوة القرآن أمر الله وهي النفع والفائدة والباب الذي يلج منه إلى كثير من الفوائد والمنافع.

ولنقف مع الأجر، ولننظر إلى الأثر، ولنعرف الآداب، ولنجتنب المحاذير في شأن تلاوة القرآن، أما الأجر فتأتينا الآيات التي تُهيّج النفوس المؤمنة والقلوب المُحبة المتشوقة إلى مثوبة الله ورضوانه:{إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سراً وعلانية يرجون تجارة لن تبور ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله إنه غفورٌ شكور}.
وصيغة المضارع كما نعلم أنها صيغة الاستمرار والدوام فألسنتهم دائمة مشغولة بذكر الله وتلاوة القرآن:{ الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة }.
والقرآن من إقامة الصلاة وهو لبّها في قراءة الفاتحة وما بعدها:{وأنفقوا مما رزقناهم سراً وعلانية يرجون تجارة لن تبور}.
فهو بابٌ عظيم من أبواب المتاجرة مع رب الأرباب وملك الملوك الذي لا تنفذ خزائنه والذي يعطي عطاء ليس له وصف ولا له حد والذي لو أعطى كل سائل مسألته ما نقص من مُلكه شيءٌ إلا كما ينقص المخيط إذا غُمس في ما البحر ثم أُخرج منه.

ويبيّن الحق جل وعلا أن المقبلين عليه بتلاوة كتابه وتدبر آياته أنه -سبحانه وتعالى- يقابله وفاءاً بالأجر منه ومن أوفى من الله -سبحانه وتعالى- وزيادة وإكراماً بالفضل والمزيد من الإحسان منه -سبحانه وتعالى- ومن أكرم منه جل وعلا.

وبيّن الحق -عز وجل- بعد ذلك أنه غفورٌ شكور يغفر لمن غَفَلَ أو سها أو قصّر أو فرّط ويشكر من ذكر وأقبل وتقدم لمرضاة الله سبحانه وتعالى.
وهذه أحاديث النبي -صلى الله عليه وسلم- التي تبيّن لنا عظيم الأجر والمنفعة التي نجنيها بتلاوة القرآن التي قصرّنا قيها وربما مرت بنا أيام وليالٍ لم نقرأ فيها آية ولم ننظر فيه في مصحف ولم نتفرغ فيها لإحياء قلوبنا بهذه الآيات.

هذه عائشة رضي الله عنها تروي عن رسول الهدى -صلى الله عليه وسلم- أنه قال:(الذي يقرأ القرآن وهو ماهرٌ به مع السفرة الكرام البررة –أي الذي يحسن التلاوة ويجيدها تصحيحاً وترتيلاً مع السفرة الكرام البررة، منزلته مع الملائكة الأطهار في منزلة عالية سمواً بإيمانه وارتفاعاً وقرباً لصلته بالله عز وجل ورفعة لمنزلته وتعظيماً لأجره- والذي يقرأ القرآن ويتعتع فيه وهو عليه شاق فله أجران).
الذي يُعاني مشقة في القراءة فهو لا يُجيدها ولا يُحسنها فليقبل على القراءة؛ فإن الله عز وجل يُعظم له أجره ويكون له أجر المشقة وأجر التلاوة بإذن الله.

وفي حديث ابن مسعود:(من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشرة أمثالها لا أقول ألم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف).
فكم نُضيّع عندما نُقصّر في التلاوة من أجور وحسنات مضاعفة إلى أضعاف لا يعلمها إلا الله؟ وكم في كل آية من حرف؟ وكم في كل سورة من حرف؟ وكم في كل جزءٍ من حرف؟ وكم في القرآن كله من حرف؟ وكم في الحروف من حسنات؟ وكم في الحسنات من مضاعفات؟ وكم في هذا من فضل ونعيمٍ وأجر ومثوبة نحن في أمّس الحاجة إليها فضلاً عن ما يكون وراء ذلك من نفع القلوب والنفوس والعقول والسلوك.

وإذا تأملنا أيضاً؛ فإننا واجدون في هدي وحديث الرسول -صلى الله عليه وسلم- أيضاً ما يربط بالقراءة في شأنٍ هو عند المرء المؤمن عظيم ٌ وأمر هو عنده من الأمور المهمة وهو أمر الآخرة.
جاء في حديث أبي أمامة عن رسول الهدى -صلى الله عليه وسلم- أنه قال:(اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه).

وفي حديث عبد الله بن عمر عن المصطفى -عليه الصلاة والسلام- أنه قال:
(الصيام والقرآن يشفعان للمسلم، يقول الصيام أظمأته في الهواجر ويقول القرآن أسهرته في الليالي وكلٌ يطلب الشفاعة فيُشفعان فيه) والأحاديث كلها من الصحيحة.

وفي حديث أبي هريرة يبيّن النبي -صلى الله عليه وسلم- أن هذا الباب من أعظم الأبواب التي يتنافس فيها المتنافسون ويتطلع إليها المتطلعون المتشوقون إلى الإقبال على الله، وعلى نيل رضوانه وإلى تحصيل الأجر والثواب فهو عليه الصلاة والسلام يقول:(لا حسد إلا في اثنتين رجلٌ علمه الله القرآن فهو يتلوه أناء الليل وأناء النهار فقال رجلٌ "أي آخر" لو أن الله أعطاني مثله لفعلت فعله والآخر رجلٌ أتاه الله مال فسلطه على الحق في هلكته).

هكذا يبيّن لنا النبي -عليه الصلاة والسلام- أن الأمنيات تتعلق بهذه التلاوة والقراءة والصلة بالقرآن الكريم، وأن ميدان التنافس والحسد المحمود وهو الغبطة إنما يكون في هذا ولم تكن النفوس تتطلع ولا الأعناق تشرأب إلى الأموال وكثرتها ولا إلى الجاه وعظمته ولا إلى السلطان وقوته وسطوته وإنما إلى القرآن وتلاوته وأجره ومثوبته وفتحه وتأثيره في القلوب والنفوس وهذا الذي ينبغي أن نتنبه له.
وأما الأثر بعد الأجر فما أدراك ما هذا الأثر أثرٌ لا يقتصر على الإنسان المسلم المؤمن بل يتعداه حتى إلى الكافر بل يتجاوز الإنس إلى الجن بل يتجاوز عالم الأحياء إلى عالم الجمادات تأمل ما جاء في كتاب الله لبيان هذه الحقيقة في شأن أهل الكفر قال الله جل وعلا:{وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون}.
قال ابن كثير: "أي إذا تُليّ لا تسمعوه ".
ورُوي عن مجاهد أنه قال:"ألغوا فيه بالمكاء والصفير والتخليط في المنطق"، ولماذا كانوا يصنعون ذلك ؟ لماذا كانوا يتبعون النبي -صلى الله عليه وسلم- فإذا قرأ القرآن صفروا وصفقوا وخلطوا أو جاء قائلهم يروي القصص ؟ لأنهم كانوا يخشون الأثر الذي يتوجه إلى القلوب والنفوس فيغيّرها، ومن هنا كانوا يعرفون أنهم لو تركوا القرآن يُتلى حتى دون تفسير وحتى دون تعريفٍ بالمعاني؛ فإنه له تأثيره الذي لا يُنكر مطلقاً.

بل قد وقع هذا في هذا العصر بتجارب مخبرية معملية طبية أن القرآن قد وُجد له تأثير في كافر لا يعرف اللغة العربية.. وُجِدَ أنه عند قياس كهربية جسمه واضطرابه وتوتره أنه عند سماع القرآن يحصل له نوع تغير فيه نوع سكينة وهدوء وطمأنينة، وهو كافر غير مسلم وهو لا يعرف العربية، وهو لا يعرف ما الذي يُتلى عليه حتى نقول إنه تأثر به.

وهذا الوليد -وهو أحد أعلام الكفر في الجاهلية وأحد صناديد قريش وأحد بلغاء العرب وفصحائهم- عندما تُلي عليه القرآن قال للنبي -عليه الصلاة والسلام-:أعد عليّ، فأعاد ثم قال:"والله إن له لحلاوة وإن عليه لطلاوة وإن أسفله لمغدق وإن أعلاه لمثمر وإنه يعلو ولا يُعلى عليه وما هذا بقول بشر".
هكذا شهد الأعداء بأثر تلاوة القرآن، ومثل الوليد كان يعرف المعاني وكان يُدرك الإعجاز وكان يلمس البيان والبلاغة التي يعرف مدى تأثيرها عند العرب.

وهذا القرآن أيضاً يقص علينا التأثير:{قل أوحي إليّ أنه استمع نفرٌ من الجن فقالوا إنا سمعنا قراءناً عجباً * يهدي إلى الرشد فآمنا به ولن نُشرك بربنا أحدا}.
حتى هذا العالم الذي لا نراه من الجن مخلوقات الله قد أقبلت واستمعت وأنصتت وتأثرت وءامنت وأسلمت.
بل انظر إلى ما هو أعظم من ذلك وأجلى.. {لو أنزلنا هذا القرآن على جبلٍ لرأيته خاشعاً متصدعاً من خشية الله}..{ولو أن قرآناً سُيرت به الجبال أو قُطعت به الأرض أو كُلم به الموتى} والتقدير لكان هذا القرآن هو الذي يُحدث مثل هذا الأثر، فكيف لا تتأثر به قلوب ءامنت بربها، وأسلمت لمولاها، واتبعت رسولها، ورضيت هذا الإسلام ديناً لها.. كيف لا يحصل هذا الأثر؟ إننا قد انقطعنا عن التلاوة وانقطعنا عن الأسباب المؤدية لهذا التأثير فكيف حينئذٍ نشكو انعدام الأثر ونحن لم نبدأ بإيجاد المؤثر؟ الذي يتأمل ينظر إلى هذا فيعرف ما ينبغي أن تكون عليه التلاوة.

يتبــعـــــ........>>>



النسري 25-10-2004 02:17 AM

تابع تلاوة القرآن :
 
>>>...ــــتابـــ تلاوة القرآن ــــع

وننتقل إلى الأدب وإلى الأداء الذي ينبغي أن يكون في تلاوة القرآن لندرك أننا بهذا نُحصّل بإذن الله - عز وجل - الأجر ويتحقق لنا الأثر.
فأول ذلك: الترتيل
قال عز وجل: {ورتل القرآن ترتيلا}.
وجاء القوم أرتالاً أي بعضهم إثر بعض أي شيئاً فشيئا.
وهذه أم سلمة نعتت قراءة النبي - صلى الله عليه وسلم - كما في سنن أبي داود وغيره نعتت قراءته أي وصفتها، فنعتت قراءة مفسرة حرفاً حرفا.
أي أنه كان يتلو القرآن بتؤدة وتأني وترتيل، حتى كأنك تسمع كل حرفٍ وحده وتميزه عن غيره.

وهذا أنس كما في البخاري سُئل رضي الله عنه عن قراءة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال:( كان يمد مدا ثم قرأ بسم الله الرحمن الرحيم).
فمدها رضي الله عنه وأرضاه ليبيّن كيفية قراءة المصطفى -صلى الله عليه وسلم-.

وعندما ننظر أيضاً إلى ما اتفق عليه الشيخان من رواية ابن مسعود أن رجلٌ جاء فقال : قرأت المفصلة في ركعة، فقال ابن مسعود: هذاً كهذ الشعر -أي سرعة وتتابع من غير ترتيل وحُسن تلاوة- هذاً كهذّ الشعر، إن أقواماً يقرءون القرآن لا يُجاوز تراقيهم، ولكن إذا وقع في القلب فيرسخ فيه نفعٌ.
فهذا هو الذي يُقصد به الترتيل يُقصد به التوقير والإجلال للقرآن وحصول فرصة التدبر والتأمل ومن بعد ذلك حصول فرصة التغير والتأثر بهذا القرآن.
ومن هنا قال ابن عباس كما ذكر النووي في التبيان قال: "لئن أقرأ سورة أُرتّل فيها أحب إليّ من أن أقرأ القرآن كله". أي من غير ترتيل وحُسن تلاوة.
وهذا ابن مسعود يروي عنه الأجوري في آداب حملة القرآن أنه قال: " لا تنثروه نثر الدقل - وهو رديء التمر- ولا تهذوه هذّ الشعر، قفوا عند عجائبه ، وحركوا به القلوب، ولا يكن همّ أحدكم آخر السورة".
إذا أردنا الأثر فلابد من اتباع الطريقة الصحيحة.

وأيضاً مع الترتيل التحسين، وهو تزيين القرآن بالصوت الحسن والحرص على تحسين الصوت وتحسين الأداء مع هذا الترتيل.
قال النووي رحمه الله: "أجمع العلماء من السلف والخلف من الصحابة والتابعين ومن بعدهم من علماء الأمصار أئمة المسلمين على استحباب تحسين الصوت بالقرآن".
وفي هذا أحاديث كثيرة منها حديث أبي هريرة عند الشيخين عن رسول الله عليه الصلاة والسلام:(ما أذن الله لشيءٍ ما أذِن لنبي حسن الصوت أن يتغنى بالقرآن يجهر به).
وفي حديث النبي -عليه الصلاة والسلام- لأبي موسى الأشعري أنه قال:(لقد أوتيت مزماراً من مزامير آل داود).
وثناءه على حُسن صوته دليل على استحبابه وعلى الترغيب فيه، قال عليه الصلاة والسلام كما في رواية مسلم:( لو رأيتني وأنا أستمع لقراءتك- جذب حُسن صوت أبي موسى النبي -صلى الله عليه وسلم- فوقف يُنصت ويستمع - فقال أبو موسى: أما لو علمت أنك تسمعني لحبّرته لك تحبيراً). أي لبالغت في تحسينه وتجويده وتزيينه.

وفي حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- عن البراء عند الإمام أحمد وابن حبان والحاكم عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (زيّنوا القرآن بأصواتكم).
مع التحرّز مما ليس مشروعاً من التغني الذي يخرج عن حد التلاوة وآدابها وضوابطها وقواعدها وغير ذلك.

ومع الترتيل والتحسين يأتي التحزين، وهو من الأمور المهمة التي تتحرك بها القلوب وتتهيّج بها النفوس، وفي هذا يأتينا تذكيرٌ بقول الله عز وجل:{ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعا}.
ورُوي عن أبي صالح أن قوماً من أهل اليمن قدموا على أبي بكر في خلافته فجعلوا يقرئوا القرآن ويبكون فقال أبو بكر: "هكذا كنا".

وهذا عمر الفاروق رضي الله عنه يُخبرنا عن ذلك، ويبيّن علي رضي الله عنه تغير الناس في ذلك في روايات كثيرة وأحداث عديدة.
وقال الغزالي فيما نقله النووي عنه البكاء مستحب مع القراءة وعندها وطريقته في تحصيل ذلك أن يُحضر في قلبه الحزن لئن يتأمل ما فيه من الوعد والوعيد والتهديد والمواثيق والعهود ثم يتأمل تقصيره في ذلك؛ فإن لم يحضره حزن وبكاء فليبكي على فقد ذلك فإنه من أعظم المصائب.

وقال الأجوري -رحمه الله- أحب لمن يقرأ القرآن أن يتحزن ويتباكى ويُخشع قلبه، ويتفكر في الوعد والوعيد ليستجلب بذلك الحزن ألم تسمع إلى ما نعت الله به - عز وجل - من هو بهذه الصفة وأخبرنا بفضلهم بقوله : { الله نزل أحسن الحديث كتاباً متشابهاً مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله }.
ثم ذمّ قوم استمعوا القرآن فلم تخشع له قلوبهم فقال جل وعلا:{أفمن هذا الحديث تعجبون وتضحكون ولا تبكون وأنتم سامدون}.
ثم يبيّن الحق -جل وعلا- لنا أن هذه التلاوة بهذه الآداب ينبغي مراعاتها فذكر في سياق مدح بعض أهل الكتاب ممن ءامنوا بالنبي -صلى الله عليه وسلم- أو قادهم ارتباطهم الصحيح بكتابهم إلى الإيمان بالنبي وبالإسلام قال:{الذين أتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته}.
وقد قال بعض المفسرين:إن المراد بهذا هم أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- ومرادنا ما معنى حق تلاوته ما معنى أن يُتلى حق تلاوته.
قال ابن كثير في تفسيره عن ابن مسعود، والذي نفسي بيده إن حق تلاوته أن يُحل حلاله ويُحرم حرامه ويقرأه كما أُنزل ولا يحرف الكلم عن مواضعه ولا يتأول شيئاً منه على غير تأويله.

وقال ابن عباس رضي الله عنه:{يتلونه حق تلاوته يتبعونه حق اتباعه}.
وجعل التلاوة من الاتباع كما في قوله جل وعلا:{والقمر إذا تلاها}، أي إذا تبعها.
ولابد أن ندرك أننا محتاجون إلى الارتباط بالقرآن تلاوة وترتيلاً، وأن ذلك ولو كان قليلاً ؛ فإن القليل فيه خيرٌ كثير، وأجرٌ كبير ونفعٌ عميم وقد ورد في حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- الذي رواه عبدالله بن عمر أنه قال:(من قام بعشر آيات لم يُكتب من الغافلين ومن قام بمائة آية كُتب من القانتين ومن قام بألف آية كُتب المقنطيين) رواه أبي داود في سننه بسندٍ حسن.
والله نسأل أن يردنا إلى دينه رداً جميلا وأن يجعلنا ممن يتلون القرآن حق تلاوته ويحيون به قلوبهم.
الخطبة الثانية

أول واجباتنا في تجاه كتاب ربنا هو أن نقبل عليه ونتلوه ونقرأه، ولعلنا نقف وقفة أخيرة مع التقصير والانحراف في هذا الجانب.
فأما التقصير فمشهود معروف في الانقطاع عن التلاوة وعدم الختم الذي روى النووي فيه ما كان عليه السلف فذكر أن أكثره ختم القرآن في شهرين وذكر في أقله ختمه في يوم وليلة وعدّد من كان بعض من رُوي أنه كان يختم في يوم وليلة بل عدّد وذكر بعض من رُوي أنه قد ختم في قراءته وصلاته.

والنبي -عليه الصلاة والسلام- ردّ عبد الله بن عمرو إلى ثلاثة أيام وفي رواية إلى خمسة وعلى كل حال التقصير في هذا بيّن.
وأما الانحراف فقد وقع أيضاً في مجتمعات المسلمين فصارت التلاوة للتنغيم والتطريب وصارت القراءة للاستحسان الأصوات أو للمنافسة أو لابتغاء الدنيا أو لغير ذلك من أغراض لا يتحقق بها الصلة، ولا يقع بها التأثير وربما لا يُكتب لأصحابها الأجر فقد ورد في حديث عبد الرحمن بن شبل الذي رواه الإمام أحمد والطبراني بسندٍ صحيح عن المصطفى عليه الصلاة والسلام:(اقرءوا القرآن ولا تأكلوا به ولا تجفوا عنه ولا تغلوا فيه).

فهذه المحذورات وهذا الذي صار يتكسب به وأحياناً يُحرف القرآن في تلاوته ليوافق أهواء من يوافق من أهواء البشر تزلفاً وتملقاً ونفاقاً وغير ذلك مما قد نراه.

وفي حديث جابر عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (اقرءوا القرآن من قبل أن يأتي قوم يقيمونه إقامة القِدح يتعجلونه ولا يتأجلونه).
قال أهل العلم في تفسير وشرح ذلك : يتعجلونه أي يتعجلون الأجر والمثوبة له من أهل الدنيا لطلب المال والجاه والتزلف والتقرب ولا يتأجلونه إخلاصاً لله وابتغاء لمرضاته.
وفي حديث عمران الذي رواه الإمام أحمد في مسنده بسندٍ صحيح عن النبي -عليه الصلاة والسلام- أنه قال:(سيجيء أقوام يسألون بالقرآن -أي يجعلونه وسيلة للتكسب والسؤال وأما تعليم القرآن فقد جوّز أهل العلم أخذ الأجرة على تعليمه بشرائط وضوابط واضحة معروفة أما السؤال والتسول به فقد جاء في هذا الحديث- سيجيء أقوامٌ يسألون بالقرآن فمن سأل بالقرآن فلا تعطوه).

وهذا فاروق الأمة -رضي الله عنه- عمر يقول: "لقد أتى علينا حينٌ وما نرى أن أحدٌ يتعلم القرآن يريد به إلا الله فلما كان هاهنا أي في عهد عمر". يصف التغير من عهد النبي إلى عهده فيقول فلما كان هاهنا بأخرة خشيت أن رجالاً يتعلمونه يريدون به الناس وما عندهم فأريدوا الله بقرآنكم وأعمالك .

فنسأل الله -عز وجل- أن يُعيذنا من هذا الظلام والزيغ، ونسأله -عز وجل- أن يجعل قلوبنا مقبلة على كتابه تدبراً وتأملاً وتغيراً وتأثرا ونسأله -عز وجل- أن يشغل ألسنتنا بذكره وتلاوة كتابه.
ولكم منا سلام الله تعالى وبركاته




النسري 25-10-2004 05:02 AM


ما حكم الاعتكاف في كل وقت وما حكمه في العشر الأواخر من رمضان ومتى يكون واجباً ؟ وما هي شروط الاعتكاف ؟ وما هو أقله؟.

*الاعتكاف سنة في كل وقت وفي العشر الأواخر من رمضان هو سنة مؤكدة وله أجر عظيم.

*ويكون الاعتكاف واجباً في حالة النذر .

*شروط صحة الاعتكاف هي :

1- النية

2- اللبث في المسجد فترة تسمى في العرف اعتكافاً (مقدار ركعتين من صلاة)

ملاحظة : يستحب للمسلم في كل وقت إذا دخل إلى أي مسجد أن يقول: نويت الاعتكاف في هذا المسجد

ما دمت فيه. فيكون له بذلك أجر الصلاة والاعتكاف ما دام في المسجد ولو لفترة قصيرة. فينبغي على المسلم أن ينوي الاعتكاف ولو لصلاة عادية كصلاة المغرب مثل، أو لصلاة الجمعة في رمضان وخارج رمضان لينال أجراً أعظم إن شاء الله.

هل يسن للمرأة أن تعتكف؟ وهل لها أن تعتكف بغير إذن زوجها؟ وأين تعتكف المرأة؟.

* يسن للمرأة أن تعتكف، ولا يجوز لها أن تعتكف بغير إذن زوجها.

* ولها أن تعتكف في المسجد مع زوجها، أو في مصلاها في بيتها.

هل تجب زكاة الفطر على من ولد قبل غروب آخر يوم من رمضان وماذا لو مات قبل غروب آخر يوم من رمضان؟ وهل يشترط لدفع زكاة الفطر أن يكون الدافع مالكاً للنصاب أم ماذا يشترط ؟.

* تجب زكاة الفطر على من ولد قبل غروب آخر يوم من رمضان.

ولو مات قبل غروب آخر يوم من رمضان لم تجب في حقه.

* لا يشترط لدفع زكاة الفطر أن يكون الدافع مالكاً للنصاب ولكن يشترط أن يوجد لديه فضل من المال يزيد عن قوته وقوت عياله في يوم العيد وليلته، وعن مسكن وخادم إن كان بحاجة إليه، فلو كان ماله لا يكفي لنفقات يوم العيد وليلته، بالنسبة له ولمن تجب عليه نفقتهم، لم تلزمه زكاة الفطر، ولو كان لديه مال يكفي يوم العيد وليلته ولكنه لا يكفي لما بعد ذلك تجب عليه زكاة الفطر، ولا عبرة بما بعد يوم العيد وليلته. وهذا عند الشافعية أما عند الحنفية فلا تجب إلا على من ملك النصاب.

على من يجب أن يخرج المكلف زكاة الفطر، عنهم؟ وهل يجب أن يخرجها عن ولده البالغ القادر على الاكتساب؟ وهل له أن يخرجها عنه ؟ والى من تدفع زكاة الفطر؟.

* يجب على المكلف إخراج زكاة الفطر عن نفسه وعمن تلزمه نفقتهم، كأصوله وفروعه وزوجته.

* ولا يجب أن يخرجها عن ولده البالغ القادر على الاكتساب، ولكن له أن يخرجها عنه بإذنه وتوكيله.وإن أخرجها عن أولاده الكبار وهم في عياله بغير إذنهم أجزأهم عند الحنفية.

* تدفع زكاة الفطر إلى الفقراء والمساكين وباقي مصارف الزكاة.

ما هي زكاة الفطر، أي كم تساوي؟ ومتى يجب إخراجها؟ وماذا لو لم يخرجها؟ وهل له أن يخرجها من أول رمضان؟ ومتى يسن إخراجها؟.

* زكاة الفطر هي صاع من غالب قوت البلد، والصاع عبارة عن أربعة إمداد أي حفنات وتساوي بالوزن 2400 غراما تقريبا.

* يجب إخراجها بغروب شمس آخر أيام رمضان.

* وله أن يخرجها من أول رمضان أو في أي يوم منه إلى غروب شمس يوم الفطر ويسن إخراجها صباح يوم العيد قبل الخروج إلى الصلاة. فإن لم يخرجها قبل غروب يوم العيد أثم ولزمه القضاء.

ماذا يجب على من أفطر بالجماع في رمضان ثلاثة مرات في ثلاثة أيام متفرقة؟.
* من أفطر بالجماع في رمضان ثلاثة مرات في ثلاثة أيام متفرقة وجب عليه قضاء الأيام الثلاثة التي أفطرها، وتتكرر الكفارة بتكرر الأيام التي أفطرها بالجماع أي يقضي الأيام الثلاثة ويلزمه ثلاث كفارات وهذا عند الشافعية، أما عند الحنفية فإن الكفارات تتداخل ولا يلزمه إلا كفارة واحدة ما لم يكفر عن واحد منهم.

ما حكم صلاة التراويح في رمضان ؟ ومتى وقتها فهل تجوز قبل العشاء وهل تجوز بعد الوتر ؟ وهل لو فات المأموم بعضها وقام الإمام إلى الوتر هل له أن يوتر معه ثم يصلى ما فاته؟.
* صلاة التراويح في رمضان سنة مؤكدة.

* وقتها بين صلاة العشاء وصلاة الفجر وتصلى قبل الوتر ولو صلاها قبل أن يصلي العشاء لا يصح وبعد الوتر يجوز * ولو فات المأموم بعضها وقام الإمام إلى الوتر له أن يوتر معه ثم يصلي ما فاته. ولا تقضى التراويح إذا فاتت.

هل يسن في الوتر الجماعة في رمضان؟ وهل يسن ذلك في غير رمضان على أن يصلى أربعة مقتدين بواحد؟ وماذا لو اقتضى المتنفلون بالوتر بمن يصلي فرضا في غير رمضان؟.
* الأفضل في الوتر الجماعة في رمضان.

*ويكره تنزيها أن يصلي الوتر والتطوع في غير رمضان في جماعة إذا كان ذلك على سبيلا لتداعي بأن يقتدي أربعة بواحد وأما اقتداء واحد بواحد أو اثنين بواحد فلا يكره وثلاثة بواحد فيه خلاف.

* ولو اقتدى واحد أو اثنان ثم جاءت جماعة فاقتدوا به فالكراهة على المتأخرين ولا يخفى أن هذا إذا كان الكل متنفلين، أما لو اقتدى متنفلون بمفترض فلا كراهة حينئذ.

هل يجوز عند الحنفية لمن عليه صلوات أن يشتغل بالتراويح؟ ولماذا؟.
* يجوز عند الأحناف لمن عليه قضاء صلوات أن يشتغل بالتراويح لآكديتها.

فائدة : سها في التراويح فقام إلى الثالثة ولم يقعد في الثانية ماذا يفعل ؟
الجواب : إن تذكر في القيام ينبغي أن يعود ويقعد ويسلم ما لم يقيد الثالثة بالسجدة وإن تذكر بعدها ركع للثالثة وسجد فإن أضاف إليها ركعة أخرى فإن هذه الأربع عن تسليمه واحدة، يعني حسبت له عن ركعتين فقط.

وهذا إذا صلى أربع ركعات ولم يقعد في الثانية، فإن قعد في الثانية قدر التشهد حاز عن تسليمتين في الصحيح عند الحنفية.






النسري 26-10-2004 05:18 AM




ها هو ذا الثلث الثاني يدخل علينا..

يودع صاحبه الأول..

ويوشك أن يستقبل صاحبه الأخير..

فثلث قد ارتحل، وثلث حل، وثلث ما يلبث أن يُطل..

فكيف حالنا إذا الثلاثة ولّو مدبرين..

مخلفين ورائهم الناس على صنفين..

مؤمن بربه متبع سنة نبيه فائز بالرياض والجنان..

وكافر بربه مبتدع مخالف، يوشك أن تأكله النيران..

فإلى هؤلاء كن ولا تكن إلى أولئك..

ومع هؤلاء قم الليل وصم النهار..

ولا تضيع نهارك بنوم وليلك بلهو..

وأحسن إلى الناس.. وأحسن إلى نفسك..

وأقبل بمن تعول على الرب المسؤول..

واملأ صحيفة أعمالك بالطاعات..

ولا تغبرها بالمنكرات..

وتذكر أن على يمينك وشمالك رقيب وعتيد..

ما تلفظ من قول إلا هو عليك محسوب..

منقـــول









النسري 31-10-2004 01:46 AM

وأوسطه مغفرة :
 

وأوسطه مغفرة


الشيخ : عمر عبيد حسنه



من رحمه الله سبحانه وتعالى بعباده ، إلى جانب نعمه التي لا تحصى ، أن فتح لهم باب التوبة ، ووعدهم بالمغفرة ، ولعل من أول مظاهر الرحمة ، وأعظم ثمارها ، ما قطعه الله على نفسه ، من عهود ومواثيق المغفرة ، التي منحها لعباده بقوله : { قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً } .. {إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ } .


تلك المغفرة التي تمنح الفرد القدرة الهائلة ، والحرية والإرادة الكاملة ، للفعل والتجديد والتجدد ، بعد الإحساس بها والطمأنينة ، إلى مواثيق الله ، وعهوده ، ومهما كانت تلك الذنوب التي تطارد الإنسان ، وتقض مضجعه ، ومهما كان ذلك التاريخ الطويل ، من السقوط ، والوقوع في الإثم ، والقلق على المصير ، فإن العزيمة على الرشد والتوبة ، كافية لأن تحقق له الولادة الجديدة ، وتمكنه من التخلص ، والانخلاع ، والتجاوز ، والإقلاع صوب فعل الخير من جديد ، دون أن تطارده ذنوب وآثام ومعاصي الماضي ، مهما عظم شأنها ، إنه بالتوبة أو بامتلاك القدرة على التوبة ، بإمكانه أن يتخلص من حالات اليأس ، والقلق ، والقنوط ، الذي يأكل سعادته ، ويشقي حياته.



ولا شك أن للتوبة شروطاً ، تنطلق من داخل النفس ، وإعادة بنائها بشكل سليم ، وذلك بالعزيمة على عدم العودة إلى الفعل السوء ، والتصميم على الثبات على فعل الخير ، ومن ثم الندم على الماضي ، وما تم فعله من السوء فيه والإقلاع عن الذنوب فوراً ، والبدء برحلة الخير ومسالكها ، من فعل الحسنات ، لأن الحسنات يذهبن السيئات.



وكأن التوبة ، تلك الرياضة النفسية ، التي تعني التغيير النفسي ، والتحول ، وإعادة صياغة الإنسان ، هي الباب المفتوح دائماً ، الذي يسمح لنا بالدخول إلى ساحة المغفرة ، التي تتوافر أسبابها في كل حين ، حيث يبسط يده بالليل ، ليتوب مسيء النهار ، ويبسط يده في النهار ليتوب مسيء الليل ، وفي رمضان بشكل أخص ، تفتح الأبواب على مصاريعها ، وكأن صوم رمضان مناخ لها ، ومعوان عليها ، (إذا جاء رمضان ، فتحت أبواب الجنة، وغلقت أبواب النار وصفدت الشياطين).



فإذا أحس الإنسان فعلاً بالنظافة ، والتطهر النفسي ، واستيقن أنه تخلص من الآثام ، وأنه استطاع أن يسقط ، ويلغي من تاريخه ، النقاط السوداء التي تطارده ، وكل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون - فمن منا يخطئ - أصبح بإمكانه أن يكون مطمئناً إلى مصيره ، بعد أن حطم الأغلال والآثار السابقة وانعتق منها : (فمن صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه) (ومن قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه).


إنها الولادة الجديدة التي تحقق في رمضان ، حيث يتغير في رمضان إلى جانب كل المعاني النفسية الكبيرة ، مألوف الإنسان ومعروفه في الطعام ، الشراب ، والنكاح ، والعلاقة مع الناس، وإيقاف الخصومة ، والتفحش والسباب ، والشتائم ، ومقابلة السوء بالإحسان ، (فإن امرؤ شاتمه أو قاتله فليقل إني صائم) الأمر الذي يستدعي التغيير في سلوكه خلال شهر كامل ، حتى يصبح ذلك خلقاً له.


من هنا نجد أن قافلة الخير ، تتسع في رمضان ، وفعل الخير ، يزداد في رمضان ، وروح التراحم والتكافل ، تسود في رمضان ، وكثير من الناس ، يعلقون توبتهم على رمضان ، ويبدأون مشوار الخير في رمضان ، ويقلعون عن مساوئهم في رمضان ، وعلى الرغم من أن الكثير ما يعودون بعد رمضان إلى ما نهوا عنه ، إلا أن الكثير أيضاًَ يشكل رمضان بالنسبة لهم محطة التحول ، والتزود بطاقات الخير ، كما يشكل لهم مرحلة الانعطاف الكبير في حياتهم، صوب الخير ، فهو رحمة ، ومغفرة ، وعتق من النار. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أوله رحمة ، ورحمة الله وسعت كل شيء وأوسطه مغفرة { إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً } ، وآخره عتق من النار ) .


وأعتقد أننا لو أحسنا التربية والتدريب على معاني الصوم ، وعطائه في الرحمة والمغفرة والعتق من النار ، لكانت العبادات بشكل عام ، والصوم بشكل خاص ، علاجاً للمأزومين والقلقين ، واليائسين ، والقانطين ، ليعيشوا من جديد ، في ظلال الرحمة التي تمكنهم من البوح بما في داخلهم إلى الله ، الذي لا تخفى عليه خافية ، ولا يفضح الإنسان ويستره ، ومن ثم غسل نفوسهم وتزكيتها ، ليتخلصوا من مطاردة الذنوب والآثام ، والتوبة والدعاء ليست موقفاً سلبياً لفظياً ، يشكل لحظة في حياة الفرد ، ثم يعود لما تاب عنه ، وإنما هي موقف إيجابي ، يعني المراجعة والانعطاف والتغير والتجدد ، إنها موقف الرشد ، والعزيمة عليه وولوج بابه المفتوح. قال تعالى في أعقاب آيات الصيام ، وما تمنحه من التقوى : {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ } [ سورة البقرة : 186] .

النسري 31-10-2004 02:29 AM

رمضان شهر الدعاء :
 

رمضان شهر الدعاء


الحمد لله مجيب الدعوات، والصلاة والسلام على أزكى البريات، أما بعد:

فإن شأنَ الدعاءِ عظيم، فما استُجْلِبت النعمُ، ولا استُدْفِعت النِّقَمُ بمثله، ذلك أنه يتضمن توحيد الله، وإفراده بالعبادة دون من سواه، وهذا رأس الأمر، وأصل الدين. وإن شهرَ رمضانَ مناسبة مباركة يتقرب فيها العبد إلى ربه بسائر القربات، وعلى رأسها الدعاء؛ ذلكم أن مواطن الدعاء، ومظانَّ الإجابة تكثر في هذا الشهر؛ فلا غَرْوَ أن يُكْثِر المسلمون فيه من الدعاء.

ولعل هذا هو السر في ختم آيات الصيام بالحثّ على الدعاء، حيث يقول عز وجل:{ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ[186]}[سورة البقرة].

وإليكم معاشر الصائمين هذه الوقفات اليسيرة مع مفهوم الدعاء، وفضله:

معنى الدعاء: الدعاء هو أن يطلبَ الداعي ما ينفعُه وما يكشف ضُرَّه؛ وحقيقته إظهار الافتقار إلى الله، والتبرؤ من الحول والقوة، وهو سمةُ العبوديةِ، واستشعارُ الذلةِ البشرية، وفيه معنى الثناءِ على الله عز وجل، وإضافةِ الجود والكرم إليه.


من فضائلُ الدعاءِ، وثمراتُه:

1- الدعاءُ طاعةٌ لله، وامتثال لأمره: قال عز وجل:{ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ...[60]}[سورة غافر].

2- الدعاء عبادة: عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: [الدُّعَاءُ هُوَ الْعِبَادَةُ]رواه الترمذي وابن ماجه، وصححه الألباني.

3-الدعاء سلامة من الكبر:{ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ[60]}[سورة غافر].

4- الدعاءُ أكرمُ شيءٍ على الله: قال النبي صلى الله عليه وسلم: [لَيْسَ شَيْءٌ أَكْرَمَ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى مِنْ الدُّعَاءِ] رواه أحمد والبخاري في الأدب المفرد، وابن ماجة، والترمذي والحاكم وصححه، ووافقه الذهبي.

5- الدعاء سبب لدفع غضب الله: قال النبي صلى الله عليه وسلم: [ مَنْ لَمْ يَسْأَلْ اللَّهَ يَغْضَبْ عَلَيْهِ] رواه الترمذيُّ، وابن ماجةَ، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي، وحسنه الألباني.

6- الدعاء سبب لانشراح الصدر، وتفريج الهم، وزوال الغم، وتيسير الأمور: ولقد أحسن من قال:

وإني لأدعو اللهَ والأمرُ ضيّقٌ عليَّ فمـا ينفـك أن يتفرّجـا

وربَّ فتىً ضاقتْ عليه وجوهُهُ أصاب له في دعوة الله مَخْرَجا

7- الدعاء دليل على التوكل على الله: فسرُّ التوكلِ وحقيقتُه هو اعتمادُ القلبِ على الله، وفعلُ الأسباب المأذون بها، وأعظمُ ما يتجلى هذا المعنى حالَ الدعاء؛ ذلك أن الداعيَ مستعينٌ بالله، مفوضٌ أمرَهُ إليه وحده.

8- الدعاء وسيلة لكِبَرِ النفس، وعلو الهمة: ذلك أن الداعيَ يأوي إلى ركن شديدٍ ينزل به حاجاتِه، ويستعين به في كافّة أموره؛ وبهذا يتخلص من أَسْر الخلق، ورقِّهم، ومنَّتِهِم، ويقطعُ الطمعَ عما في أيديهم، وهذا هو عين عِزِّهِ، وفلاحِه.

9- الدعاء سلامة من العجز، ودليل على الكَياسة: قال النبي صلى الله عليه وسلم: [أَعْجَزُ النَّاسِ مَنْ عَجَزَ عَنْ الدُّعَاءِ وَأَبْخَلُ النَّاسِ مَنْ بَخِلَ بِالسَّلَامِ] رواه ابن حبان، وصححه الألباني.

10- ومن فضائل الدعاء: أن ثمرته مضمونة بإذن الله: قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [مَا أَحَدٌ يَدْعُو بِدُعَاءٍ إِلَّا آتَاهُ اللَّهُ مَا سَأَلَ أَوْ كَفَّ عَنْهُ مِنْ السُّوءِ مِثْلَهُ مَا لَمْ يَدْعُ بِإِثْمٍ أَوْ بِقَطِيعَةِ رَحِمٍ] رواه أحمد والترمذي، وحسنه الألباني.

وقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَنْصِبُ وَجْهَهُ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي مَسْأَلَةٍ إِلَّا أَعْطَاهَا إِيَّاهُ إِمَّا أَنْ يُعَجِّلَهَا لَهُ وَإِمَّا أَنْ يَدَّخِرَهَا لَهُ] رواه أحمد، والبخاري في الأدب المفرد، وصححه الألباني.

ففي الحديثين السابقين وما في معناهما: دليل على أن دعاء المسلم لا يُهمل، بل يُعطى ما سأله إما مُعجلاً، وإما مُؤجلاً، قال ابن حجر رحمه الله:'كلُّ داعٍ يُستجاب له، لكن تتنوع الإجابة؛ فتارةً تقع بعين ما دعا به، وتارةً بعِوَضِه'. اهـ.

11- ومن فضائل الدعاء: أنه سبب لدفع البلاء قبل نزوله، ورفعه بعد نزوله: قال النبي صلى الله عليه وسلم: [لَا يُغْنِى حَذَرٌ مِنْ قَدَرٍ، وَإِنَّ الدُّعَاءَ يَنْفَعُ مِمَّا نَزَلَ وَمِمَّا لَمْ يَنْزِلْ وَإِنَّ الدُّعَاءَ لَيَلْقَى البَلاءَ فَيَعْتَلِجَانِ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ] رواه الطبراني وقال الحاكم: صحيح الإسناد. ومعنى يعتلجان أي: يتصارعان، ويتدافعان.

12- الدعاء من أعظم أسباب الثبات والنصر على الأعداء: قال تعالى عن طالوت وجنوده لما برزوا لجالوت وجنوده:{ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ[250]} فماذا كانت النتيجة؟ {فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ...[251]}[سورة البقرة].

13- ومن فضائل الدعاء: أنه مَفْزَعُ المظلومين، ومَلْجَأُ المستضعفين: فالمظلوم، أو المستضعف إذا انقطعت به الأسباب، وأغلقت في وجهه الأبواب، ولم يجد من يرفع عنه مظلمته، ويعينه على دفع ضرورته، ثم رفع يديه إلى السماء، وبث إلى الجبار العظيم شكواه؛ نصره الله، وأعزه، وانتقم له ولو بعد حين.


أتهزأُ بالدعـاء وتزدريـه وما تدري بما صنع الدعاءُ

سهامُ الليلِ لا تخطي ولكن لهـا أَمَدٌ وللأمدِ انقضـاءُ


14- الدعاء دليلٌ على الإيمان بالله، والإقرار له بالربوبية، والألوهية، والأسماء والصفات: فدعاءُ الإنسان لربه متضمنٌ إيمانهَ بوجوده، وأنه غنيٌّ، سميعٌ بصيرٌ، رحيمٌ، قادرٌ، جوادٌ، مستحقٌ للعبادة دون من سواه. وصلِّ اللهم وسلم على نبينا محمد، وآله، وصحبه أجمعين.


من :'رمضان شهر الدعاء' للشيخ/ محمد بن إبراهيم الحمد


النسري 31-10-2004 03:50 AM

الحكمة الطبية في تأخير السحور :
 

الحكمة الطبية في تأخير السحور


د.عبدالرحمن الجمعة



هناك حكم شرعية وصحية لتأخير السحور ، فرسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "تسحروا فإن في السحور بركة" وكان صلى الله عليه وسلم أعجل الناس إفطاراً وأبطأهم سحوراً.
فالسحور هو فترة التموين والإمداد الغذائي للجسم خلال النهار


فالسحور هو فترة التموين والإمداد الغذائي للجسم خلال النهار فهو يمنع بإذن الله حدوث الجوع والعطش أثناء الصوم ويمد الجسم بعوامل الطاقة وبالسوائل الضرورية للجسم وفي تأخير السحور فرصة للجهاز الهضمي بإكمال عملية هضم وامتصاص الطعام الذي أكل خلال الإفطار ومن المعروف علمياً أن السكريات والنشويات تهضم خلال ساعة إلى ثلاث ساعات والبروتينات خلال 3-5 ساعات والدهنيات خلال 4-7ساعات لذلك فتأخير السحور من 7-10 ساعات من وقت الإفطار يتيح للجهاز الهضمي هضم الأكل الذي وصل إليه أثناء الإفطار وبالتالي عدم حدوث التلبك المعوي وعسر الهضم ويساعده على حسن الأداء بدون إرهاق.

وللقارئ الكريم تخيّل لو كان العكس هو الصحيح، عكس ما هو مشروع أي بتأخير الإفطار وتقديم السحور فهذا أولاً سيزيد من فترة الصوم، ثانياً سيؤدي إلى أخذ وجبتين في خلال وقت قصير مما يؤدي إلى مشاكل صحية كثيرة أقلها زيادة العبء على الجهاز الهضمي.

ووجبة السحور هي الوجبة الرئيسية مقارنة بالإفطار فإذا كان الإطار يمد الجسم بالطاقة خلال فترة الليل التي يتخللها سكن ونوم فالسحور هو الذي يمد الجسم بالطاقة المحتاجة لوقت أطول وفترة فيها عمل وإجهاد عضلي وفكري، لذلك فإن الأمر بوجوب السحور وتأخيره إلى ما قبل طلوع الفجر له فوائد صحية لا يمكن تجاهلها أو التهاون بها.

و الإنسان العادي بإمكانه الصبر عن الطعام والشراب لمدة من 15-18 ساعة مع قدرته على مواصلة نشاطه اليومي دون عناء ودون أن يتأثر جسمه سلبياً وإذا استمر الصيام لأكثر من 20-24 ساعة تبدأ الوظائف العضوية للجسم بالتأثر السلبي من الصوم فيظهر الإعياء والخمول وقلة التركيز والآلام في المعدة.
وهناك حالات صيام طويلة سجلت في أبحاث طبية أثبتت أن بالإمكان الصوم عن الماء لعدة أيام وعن الطعام لعدة أسابيع ولكن هذا يصاحب في الغالب بمشاكل صحية وتلف لبعض الخلايا ويعتبر الإنسان في هذه الحالة مريضاً ويحتاج إلى عناية مركزة لاستعادة حيوية الخلايا.

وينطبق هذا على المضربين عن الطعام وكذلك ما نسمعه عن إنقاذ مصابين في الزلازل تحت الأنقاض كما حصل في تركيا المسلمة عندما وجد أحياء تحت الأنقاض بعد أيام من وقوع الزلازل، حمانا الله وجميع المسلمين.


النسري 02-11-2004 02:50 AM

الناس والصـلاة في شـهر رمضـان :
 

الناس والصـلاة في شـهر رمضـان



الحمد لله وكفى، والصلاة والسلام على نبينا المجتبى، وعلى الآل والأصحاب ومن اقتفى. أما بعد:
فهذه لفتة وتذكرة موجزة حول أصناف الناس في رمضان مع تلك الشعيرة العظيمة، والركن الثاني من أركان الإسلام، ألا وهي الصلاة.


قال الله تعالى: { إنَّ الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً مَّوقوتاً } [النساء: 103].

وللناس في هذا الشهر المبارك مع الصلاة أحوالٌ- لا يخرجون عنها غالباً- رمنا بيانها ليكون المسلم على حذر من أن يُصنف نفسه في خطيرها وعظيمها وعلى شوق وعزم أن يرتقي إلى أكملها وأفضلها. سائلين المولى- عزّ وجلّ- أن يجعل هذا العمل خالصاً، وإليه مقرباً، وعن النار مباعداً، وأن يعفو عنّا جميعاً بمنه وكرمه، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

الصنف الأول"من يصوم رمضان، ولا يصلي فيه ولا في غيره".
فهذا نقول له، أي صوم هذا الذي ترتجي ثوابه وأجره وأنت لا تصلي، أما تعلم أن الصلاة هي عمود الدين وهي أهم وآكد أركان الإسلام بعد الشهادتين، وقد علمت أن من تركها عمداً جاحداً لوجوبها كفر بإجماع المسلمين، ومن تركها تهاوناً وكسلاً كفر على القول الصحيح، وهذا حبيبك صلى الله عليه وسلم يقول: « بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة » ولا يخفاك أن الكافر لا يُقبل منه صيام ولا غيره.

الصنف الثاني"من يصوم رمضان ولا يصلي إلا فيه".
أما هذا فقد أغضب ربه، وخادعه وهذا حري أن يكون عبداً لرمضان لا لرب رمضان!! وكما قيل فيه وفي شاكلته "بئس القوم لا يعرفون الله إلا في رمضان" فمن ترك الصلاة فهو كافر كما ذكرنا ولا عبرة بصيامه وصلاته في رمضان فقط.

الصنف الثالث"من يصوم رمضان ولا يعرف الصلاة ولا الجماعة طيلة أيام العام إلا صلاة الجمعة، وصلاة المغرب في رمضان!!".
وهذا إن لم يتب من جرمه فأمره عظيم، وخطره وبيل ومرده إلى ويل. قال الله تعالى: { فويلٌ للمصلين . الَّذين هم عن صلاتهم ساهون } [الماعون:4-5] فهذا المبخوس بعد أن استفاق من نومه على صوت المؤذن أو بالأصح على وقت الإفطار والتهم ألوان الأطعمة والأشربة، ساقته قدماه- حسب العادة- إلى المسجد ومن المعتاد أن تجد المسجد في صلاة المغرب في رمضان مزدحماً وربما يضيق بالمصلين- أما سائر الفروض فهو لا يصليها، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وهذا إن كان ممن أضاف إلى ترك الجماعة ترك الصلاة بالكلية فهو على خطر عظيم نسأل الله العافية.

الصنف الرابع"من يصوم رمضان ويترك صلاة الفجر والظهر والعصر جماعة ويصليهن في بيته وربما كان خارج أوقاتهن".
فمن الناس من يقضي ليل هذا الشهر المبارك وأوقاته الفاضلة في المعاصي ما بين سهر على منكرات، ومجالس آثام ومعاصٍ، لا تعد ولا تحصى، فهؤلاء ضيعوا ليلهم في غضب الله، واستخدموا نعمه الظاهرة والباطنة فيما يسخطه عليهم، ويبعدهم عن رضوانه.

ولا يخفى أن من ترك الصلاة المفروضة حتى يخرج وقتها دونما عذر شرعي صحيح، لا تبرأ ذمته ولو عاد الصلاة ألف مرة، إذ أن كل عبادة لها وقت معلوم لا تصح إلا فيه. ومن تعمد ترك الصلاة بسهر في معصية فقد أتى كبيرة من أعظم الكبائر.

الصنف الخامس"من يصوم رمضان ويترك صلاة الفجر طيلة العام، وربما يصليها في رمضان إن كان مستيقظاً!!".
ابتلي عدد من الناس بالتخلف عن صلاة الفجر جماعة، بل ربما عن صلاتها في وقتها- وقد تجد من أهل المساجد من نسي أو تناسى أن هناك صلاة خامسة تُدعى (صلاة الفجر)- إذ دأبهم طيلة العام السهر إلى ساعات متأخرة من الليل، فتجد أحدهم تاركاً لهذه الفريضة إما عمداً أو لعدم المبالاة بها، وفي الوقت نفسه تجده شديد العناية بضبط منبه الوقت على ساعة الدراسة أو العمل!!، ولكن في رمضان قد يصليها لا لكونه مهتماً بها لكن لدخولها في وقت صحوه ويقظته!!، ولهؤلاء نقول تذكروا أن « أثقل الصلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر.. » هذا هو حكم رسولك صلى الله عليه وسلم، وهل تعلم يا أخي عقوبة المنافق!؟

الصنف السادس"من يصوم رمضان ولكنه لا يعرف طريق المسجد والجماعة لا في رمضان ولا في غيره":
وهناك فئةٌ محرومةٌ من الخير، محرومة من تفيؤ ظلال بيوت الله- نسأل الله لنا ولهم الهداية- فهم لا يعرفون المساجد ولا الجماعة حتى في هذا الشهر المبارك حيث تتنزل البركات، وتصبو القلوب إلى خالقها، فمن باب أولى أنهم لا يؤمونوها فيما سواه.

روى مسلم في صحيه عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: " .. ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا المنافق معلوم النفاق" فهل يرضى عاقل لبيب أن يعرف في حيه بأن فلاناً لا يشهد الجماعة؟!.. بأن فلاناً منافق؟!. وهل يا ترى أن يتوانى ويتكاسل عن قصد بيت الله وقد يكون ببابه تراه حريصاً على تأديتها في بيته في وقتها؟!

الصنف السابع"من يصوم رمضان وينشط في أوله بالصلاة إلا أنه يكسل بعد مضي أيام منه، لا سيما الأيام الفاضلة في آخره".
إن المسلم الكيس الفطن يحاول قصارى جهده أن يغتنم الفرص ومواسم الخير فالعمر قصير، والذنب كثير والخطب كبير، فرمضان موسم جد وعمل، لا نوم وكسل، ولكن من اختلطت عليه مشارب الحياة ومداخلها تجده في أول الأمر حريصاً على الخير وطرقه، ولكن ما أن يسلكه إلا وتدخل عليه الحياة ومشاغلها، فتجده تضعف همته وتخور عزائمه. وإن من الخسارة أن يكون ذلك التفريط في آخر الشهر المبارك، حيث الأيام والليالي الفاضلة التي لا يعد لها في السنة مثيل، وكفى بلية القدر فضلاً وشرفاً.

الصنف الثامن"من يصوم رمضان ويحرص على صلاة التراويح وتجده في الوقت نفسه يتخلف ويفرط في الصلوات المفروضة".
فمما لا شك فيه أن الفرائض مقدمة على النفل، وأن الواجب مقدم على المستحب، فما عساه أن يسمى ذلك الذي يفرط في الصلوات المكتوبة، إما بالنوم وإما بالانشغال بما لا يتفق مع هذا الشهر المبارك، وفي الوقت نفسه تجده أحرص ما يكون على صلاة التراويح، فهذا قد ظلم نفسه وحرمها مما أوجب عليه، واهتم بالطاعات التي هي من باب النفل والزيادة.

الصنف التاسع"من يصوم رمضان ويصلي مع جماعة المسلمين، إلا انه لا يحرص على إدراك تكبيرة الإحرام مع الإمام، وربما تفوته الجماعة وإضافة إلى ذلك فهو مضيع للسنن القبلية والبعدية"
وهذا مما ابتلي به الكثير من الشباب بل وممن يعدون من أهل الخير، إذ لا تراهم إلا في الصفوف الأخيرة يقضون صلاتهم. فإلى هؤلاء جميعاً نقول لهم ألا تريدون أن تكونوا ممن قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم: « من صلى لله أربعين يوماً في جماعة يدرك التكبيرة الأولى كتب له براءتان، براءة من النار وبراءة من النفاق » حديث حسن ولا ننسى قول الرسول صلى الله عليه وسلم: « خير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها » [رواه مسلم].

الصنف العاشر
"من يصوم رمضان ويحافظ على الصلوات جماعة، ويكون رمضان دافعاً له على تقوية إيمانه وزيادته".
وهذه الطائفة الموفَّقة هم من عُمَّار المساجد، ولرمضان في حياتهم الإيمانية أكبر الأثر، إذ تجد أحدهم في هذا الشهر المبارك من الحرص بمكان في المبادرة إلى المساجد عند الأذان أو قبيله، والمحافظة على الصفوف الأولى فهؤلاء نقول لهم، احمدوا الله واشكروه، واسألوه من فضله وتعرضوا لنفحات مولاكم، وأدعوه بالثبات على ذلك في رمضان وغير رمضان، وإياكم من نقض الغزل بعد القوة!!

الصنف الحادي عشر"من يصوم رمضان ويصوم الأيام المسنون صومها، ويجتهد في الطاعات والقرب ما كان منها واجباً ونفلاً، وللصلاة في حياته النصيب الأكبر".
أما هؤلاء فنسأل الله أن يجعلنا منهم، فهم في جنة غناء وارفة الظلال، وهذا هو شيخ الإسلام ابن تيمية- رحمه الله تعالى- يصور هذه الجنة بقوله: "إن في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة" ورغم ذلك نجد أحدهم يعمل العمل ويخشى ألا يُقبل منه، فماذا عسى أن يقول من جمع إلى الإساءة والذنب الأمن من عقاب رب العالمين وتعلق بنصوص الوعد والمغفرة والرحمة وأهمل وتناسى ما ورد في نصوص العقاب من أمور عظيمة وأهوال جسيمة يذوب القلب لسماعها- نسأل الله العافية-.

وفي آخر المطاف هذه دعوة من رب كريم رحيم طالما بادرناه بالذنوب والمعاصي وهو سبحانه يتودد إلينا بالنعم والرحمات { قُل يا عباديَ الَّذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رَّحمة الله إن الله يغفر الذُّنوب جميعاً } [الزمر: 53]، نعم إنه يغفر الذنوب كلها صغيرها وكبيرها { إنَّه هُوَ الْغفور الرَّحيم } ولكن هناك أمراً لا بد من تحقيقه ألا وهو { وأنيبوا إلى ربِّكم وأسْلِمُوا له } [الزمر:54].

أخي.. عد إلى الله وأسلم له حقيقة الإسلام وقل بلسان حالك ومقالك: { ربَّنا ظَلَمْنا أنفُسنا وإن لَّم تغفر لنا وتَرْحَمْنا لنكوننَّ من الخاسرين } [الأعراف:22].

وتذكر أن سيئاتك مهما بلغت فإن الله تعالى يبدلها حسنات.. نعم حسنات!! ولا تسلم نفسك للشيطان وخطواته وكن ممن قال فيهم رب البريات { إلاَّ من تاب وآمن وعمل عملاً صالحاً فأولئك يُبدِّل الله سيِّئاتهم حسنات وكان الله غفوراً رَّحيماً } [الفرقان:70].

وفي ختام هذه الكلمات ندعو الله تعالى بما علمنا أن ندعوه به { ربَّنا لا تُزغ قُلُوبَنَا بعد إذ هَدَيْتنا وَهَبْ لنا من لدنك رحمةً إنَّك أنت الوهَّاب } [آل عمران:8].
{ ربَّنا عليْك توكَّلْنا وإلَيْكَ أنبْنا وإلَيْكَ المَصِير } [الممتحنة:4].
هذا والله أعلى وأعلم وأعز وأكرم وعليه التكلان ولا حول ولا قوة إلا به.
وصلى الله وسلم على نبينا محمّد وعلى آله وصحبه وسلم.
منقول



النسري 02-11-2004 06:11 AM

صــــــ التراويح ـــــــــلاة :
 
[align=JUSTIFY]
صلاة التراويح

تعريف التراويح
هي الصلاة التي تصلى جماعة في ليالي رمضان، والتراويح جمع ترويحة، سميت بذلك لأنهم كانوا أول ما اجتمعوا عليها يستريحون بين كل تسليمتين، كما قال الحافظ ابن حجر رحمه الله، وتعرف كذلك بقيام رمضان.

حكمها
سنة، وقيل فرض كفاية ، وهي شعار من شعارات المسلمين في رمضان لم ينكرها إلا مبتدع، قال القحطاني رحمه الله في نونيته:

وصيامنا رمضان فرض واجب وقيامنا المسنون في رمضـان

إن التراويـح راحـة في ليله ونشاط كل عويجز كســـلان

والله ما جعل التراويح منكـراً إلا المجوس و شيعـةالشيطان

دليل الحكم
قيام رمضان في جماعة مشروع سنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يداوم عليه خشية أن يفرض، عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج ليلة من جوف الليل فصلى في المسجد، وصلى رجال بصلاته، فأصبح الناس فتحدثوا، فاجتمع أكثر منهم، فصلى فصلوا معه، فأصبح الناس فتحدثوا فكثر أهل المسجد من الليلة الثالثة، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فصٌلِّي بصلاته، فلما كانت الليلة الرابعة عَجَزَ المسجد عن أهله حتى خرج لصلاة الصبح، فلما قضى الفجر أقبل على الناس فتشهد ثم قال: أما بعد فإنه لم يخف عليِّ مكانكم، ولكني خشيتٌ أن تفرض عليكم فتعجزوا عنها، فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم والأمر على ذلك".

ولما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وأٌمن فرضها أحيا هذه السنة عمر رضي الله عنه، فقد خرج البخاري في صحيحه عن عبد الرحمن بن عبد القاري أنه قال: "خرجت مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه ليلةً في رمضان إلى المسجد فإذا الناس أوزاع متفرقون يصلي الرجل لنفسه، ويصلي الرجل فيصلي بصلاته الرَّهط، فقال عمر: إني أرى لو جمعت هؤلاء على قارئ واحد لكان أمثل، ثم عزم فجمعهم على أٌبي بن كعب، ثم خرجت معه ليلة أخرى، والناس يصلون بصلاة قارئهم، قال عمر: نعم البدعة هذه، والتي ينامون عنها أفضل من التي يقومون ـ يريد آخر الليل ـ وكان الناس يقومون أوله".

قلت: مراد عمر بالبدعة هنا البدعة اللغوية، وإلا فهي سنة سنها الرسول صلى الله عليه وسلم وأحياها عمر الذي أٌمرنا بالتمسك بسنته: "عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ" الحديث.

وعن عروة بن الزبير أن عمر رضي الله عنه جمع الناس على قيام شهر رمضان، الرجال على أبي بن كعب، والنساء على سليمان بن أبي حثمة.

وروي أن الذي كان يصلي بالنساء تميم الداري رضي الله عنه.

وعن عرفجة الثقفي قال: "كان علي بن أبي طالب رضي الله عنه يأمر الناس بقيام رمضان ويجعل للرجال إماماً و للنساء، فكنت أنا إمام النساء".

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "كان النبي صلى الله عليه وسلم يرغب في قيام رمضان من غير أن يأمرهم بعزيمة".

ورحم الله الإمام القحطاني المالكي حيث قال:

صلى النبي به ثلاثاً رغبة وروى الجماعة أنها ثنتان

فضلها
لقد حث رسول الله صلى الله عليه وسلم وحض على قيام رمضان ورغب فهي ولم يعزم، وما فتئ السلف الصالح يحافظون عليها، فعلى جميع المسلمين أن يحيوا سنة نبيهم وألا يتهاونوا فيها ولا يتشاغلوا عنها بما لا فائدة منه، فقد قرن صلى الله عليه وسلم بين الصيام والقيام، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قـال: "سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لرمضان من قامه إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه".

وفي رواية في الصحيح كذلك عنه: "من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه".

وزاد النسائي في رواية له: "وما تأخر" كما قال الحافظ في الفتح.

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: (ظاهره يتناول الصغائر والكبائر، وبه جزم ابن المنذر. وقال النووي: المعروف أنه يختص بالصغائر، وبه جزم إمام الحرمين وعزاه عياض لأهل السنة، قال بعضهم : ويجوز أن يخفف من الكبائر إذا لم يصادف صغيرة.

إلى أن قال: وقد ورد في غفران ما تقدم وما تأخر من الذنوب عدة أحاديث جمعتها في كتاب مفرد، وقد استشكلت هذه الزيادة من حيث أن المغفرة تستدعي سبق شيء يغفر والمتأخر من الذنوب لم يأت فكيف يغفر؟ والجواب عن ذلك يأتي في قوله صلى الله عليه وسلم حكاية عن الله عز وجل أنه قال في أهل بدر: "اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم"، ومحصل الجواب: أنه قيل إنه كناية عن حفظهم من الكبائر فلا تقع منهم كبيرة بعد ذلك. وقيل إن معناه أن ذنوبهم تقع مغفورة).

فعليك أخي الكريم ألا يفوتك هذا الفضل، فما لا يدرك كله لا يترك جله، فصل ما تيسر لك إن لم تتمكن من إتمامها مع الإمام.

واحذر أشد الحذر السمعة والرياء، فيها وفي غيرها من الأعمال، فهما مبطلان للأعمال مفسدان لثوابها.

وقتها
من بعد صلاة العشاء إلى طلوع الفجر.

وفعلها في آخر الليل أفضل من فعلها في أوله لمن تيسر لهم، واتفقوا عليه ، لقول عمـر رضي الله عنه: "والتي ينامون عنها أفضل من التي يقومون".

عدد ركعاتها
أفضل القيام في رمضان وغيره إحدى عشرة ركعة، وهو ما واظب عليه صلى الله عليه وسلم، كما صح عن عائشة رضي الله عنها وقد سئلت: كيف كانت صلاته صلى الله عليه وسلم في رمضان؟ فقالت: ما كان يزيد في رمضان ولا في غيره عن إحدى عشرة ركعة، يصلي أربعا فلا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي أربعاً فلا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي ثلاثاً".

وإن كان الأمر فيه سعة، وقد أحصى الحافظ ابن حجر رحمه الله في الفتح الأقوال في ذلك مع ذكر الأدلة، وهي:

1. إحدى عشرة ركعة مع الوتر بثلاث ركعات.

2. ثلاث عشرة ركعة مع الوتر بثلاث ركعات.

3. إحدى وعشرون ركعة مع الوتر بثلاث ركعات.

4. ثلاث وعشرون ركعة مع الوتر بثلاث ركعات.

5. تسع وثلاثون ركعة مع الوتر بثلاث ركعات.

6. إحدى وأربعون ركعة مع الوتر بثلاث ركعات.

7. تسع وأربعون ركعة مع الوتر بثلاث ركعات.

لم يصح حديث عن النبي صلى الله عليه و سلم في عدد ركعات صلاة التراويح إلا حديث عائشة: "أحد عشرة ركعة"، وما روي عن ابن عباس رضي الله عنه: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي في رمضان عشرين ركعة والوتر" فإسناده ضعيف كما قال الحافظ ابن حجر.

و الأعداد الأخرى سوى الإحدى عشرة أُثرت عن الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، والقاعدة عندهم في ذلك أنهم كانوا إذا أطالوا القراءة قللوا عدد الركعات وإذا أخفوا القراءة زادوا في عدد الركعات.

ولله در الشافعي ما أفقهه حيث قال، كما روى عنه الزعفراني: (رأيت الناس يقومون بالمدية بتسع وثلاثين، وبمكة بثلاث وعشرين، وليس في شيء من ذلك ضيق).

وقال أيضاً: (إن أطالوا القيام وأقلوا السجود فحسن وإن أكثروا السجود وأخفوا القراءة فحسن، والأول أحب إلي).

والخلاصة أن أصح وأفضل شيء أن يقام رمضان بإحدى عشرة ركعة مع إطالة القراءة، ولا حرج على من قام بأكثر من ذلك.

واحذروا أيها الأئمة من التخفيف المخل، بأن تقرأوا في الأولى مثلاً بعد الفاتحة بآية نحو "مدهامتان" أو بقصار السور من الزلزلة وما بعدها، وفي الثانية دائماً بالإخلاص، فهذا تخفيف مخل، هذا مع عدم الاطمئنان في الركوع والسجود، والمسابقة حيث يصبح من التجاوز إطلاق القيام على من يفعل ذلك.

وحذار أيها المأموم أن تحتج على إمامك إذا حول أن يطيل في ظنك بقوله صلى الله عليه وسلم: "من أم الناس فليخفف"، فهذا استدلال مع الفارق والفارق الكبير، حيث قال صلى الله عليه وسلم ذلك لمعاذ عندما قرأ في الركعة الأولى في صلاة العشاء بالبقرة كلها، وفي الثانية بما يناصف البقرة، فأين هذا مما يفعله الأئمة اليوم؟!
يتبــ صلاة التراويح ــــعـ....>>>[/ALIGN]


النسري 02-11-2004 06:22 AM

صـــــــ التراويح ــــــــلاة
 
]<<<...ـــــتابــــ صلاة التراويح ـــع


ما يقرأ فيها
لم تحد القراءة فيها بحد، وكان السلف الصالح يطيلون فيها واستحب أهل العلم أن يختم القرآن في قيام رمضان ليسمع الناس كل القرآن في شهر القرآن، و كره البعض الزيادة على ذلك إلا إذا تواطأ جماعة على ذلك فلا بأس به.

فقد روى مالك في الموطأ عن عبد الرحمن الأعرج أنه قال : سمعت أبي يقول : كنا ننصرف في رمضان من القيام فنستعجل الخدم بالسحور مخافة الفجر .

وروى مالك أيضاً عن السائب بن يزيد قال: أمر عمر بن الخطاب رضي الله عنه أبي بن كعب وتميماً الداري أن يقوما للناس وكان القارئ يقرأ بالمائتين حتى كنا نعتمد على العصا من طول القيام، وما كنا ننصرف إلا في فروع الفجر.

وروى البيهقي بإسناده عن أبي عثمان الهندي قال: دعا عمر بن الخطاب بثلاثة قراء فاستقرأهم فأمر أسرعهم قراءة أن يقرأ للناس ثلاثين آية، وأمر أوسطهم أن يقرأ خمساً وعشرين آية، وأمر أبطأهم أن يقرأ عشرين آية.

وقال ابن قدامة: قال أحمد: يقرأ بالقوم في شهر رمضان ما يخف على الناس، ولا يشق عليهم، ولا سيما في الليالي القصار.

و الأمر على ما يحتمله الناس، وقال القاضي ـ أبو يعلى ـ: (لا يستحب النقصان عن ختمة في الشهر ليسمع الناس جميع القرآن ولا يزيد على ختمة، كراهية المشقة على من خلفه والتقدير بحال الناس أولى).

وقال ابن عبد البر: (والقراءة في قيام شهر رمضان بعشر من الآيات الطوال، ويزيد في الآيات القصار، ويقرأ السور على نسق المصحف).

عليك أخي المسلم أن تقارن بين قراءة سلفنا الصالح في القيام وبين قراءة أئمتنا في معظم المساجد بما فيهم الحفظة، ثم احكم لترى الفرق الشاسع بيننا وبينهم.

أيهما أفضل للمرء، أن يصلي القيام في جماعة أم في بيته؟
إذا أقيمت صلاة التراويح في جماعة في المساجد،فقد ذهب أهل العلم في ذلك مذاهب:
1. القيام مع الناس أفضل، وهذا مذهب الجمهور، لفعل عمر رضي الله عنه، ولحرص المسلمين على ذلك طول العصور.

2. القيام في البيوت أفضل، وهو رواية عن مالك وأبي يوسف وبعض الشافعية، لقوله صلى الله عليه وسلم :" أفضل صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة".

3. المسألة تختلف باختلاف الأشخاص، فمن كان حافظاً للقرآن ذا همة على القيم منفرداً ولا تختل الصلاة في المسجد بتخلفه فصلاته في الجماعة والبيت سواء، أما إذا اختل شرط من هذه الشروط فصلاته مع الجماعة أفضل.

أجر من صلى مع الإمام حتى ينصرف في رمضان
ليس هناك حد لعدد ركعات القيام في رمضان، فللمرء أن يقيمه بما شاء، سواء كانت صلاته في جماعة أو في بيته ، ولكن يستحب لمن يصلي مع جماعة المسلمين أن ينصرف مع الإمام ويوتر معه، لحديث أبي ذر يرفعه إلى النبي صلى الله عليه و سلم: "إن القوم إذا صلوا مع الإمام حتى ينصرف كتب لهم قيام تلك الليلة".

قال أبو داود رحمه الله: (سمعت أحمد يقول: يعجبني أن يصلي مع الإمام ويوتر معه، قال: وكان أحمد يقوم مع الناس ويوتر معهم).

من فاته العشاء
إذا دخل الإنسان المسجد ووجد الناس قد فرغوا من صلاة العشاء وشرعوا في القيام، صلى العشاء أولاً منفرداً أومع جماعة وله أن يدخل مع الإمام بنية العشاء فإذا سلم الإمام قام وأتم صلاته، واختلاف لا يؤثر، لصنيع معاذ وأقره الرسول صلى الله عليه وسلم حيث كان يصلي العشاء مع الرسول صلى الله عليه وسلم ويأتي فيصلي بأهل قباء العشاء حيث تكون له هذه الصلاة نافلة، وليس له أن يشرع في التراويح وهو لم يصل العشاء.

القنوت في قيام رمضان
ذهب أهل العلم في القنوت في الوتر مذاهب هي:

1. يستحب أن يقنت في كل رمضان، وهو مذهب عدد من الصحابة وبه قال مالك ووجه للشافعية.

2. يستحب أن يقنت في النصف الآخر من رمضان،المشهور من مذهب الشافعي.

3. لا قنوت في الوتر، لا في رمضان ولا في غيره.

4. عدم المداومة على ذلك، بحيث يقنت ويترك.

5. عند النوازل وغيرها، متفق عليه.

قال ابن القيم رحمه الله: ولم يصح عن النبي صلى الله عليه و سلم في قنوت الوتر قبل ـ أي الركوع ـ أو بعده شيء.

وقال الخلال: أخبرني محمد بن يحيى الكحال أنه قال لأبي عبد الله في القنوت في الوتر؟ فقال: ليس يروى فيه عن النبي صلى الله عليه و سلم شيء ، ولكن كان عمر يقنت من السنة إلى السنة.

إلى أن قال: والقنوت في الوتر محفوظ عن عمر وابن مسعود والرواية عنهم أصح من القنوت في الفجر، والرواية عن النبي صلى الله عليه وسلم في قنوت الفجر أصح من الرواية في قنوت الوتر، والله أعلم).

صيغة القنوت في رمضان
أصح ما ورد في القنوت في الوتر ما رواه أهل السنن عن الحسن قال: علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمات أقولهن في الوتر: "اللهم اهدني فيمن هديت، وعافني فيمن عافيت، وتولني فيمن توليت، وبارك فيما أعطيت، وقني شر ما قضيت، إنك تعضي ولا يقضى عليك، إنه لا يذل من واليت تباركت ربنا وتعاليت".

وروي عن علي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول في آخر وتره: "اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك، لا أحصي ثناءاً عليك أنت كما أثنيت على نفسك".

الجهر بالقنوت ورفع الأيدي فيه
وله أن يقنت بما شاء من الأدعية المأثورة وغيرها وأن يجهر ويؤمن من خلفه وأن يرفع يديه ، لكن ينبغي أن يحذر التطويل والسجع والتفصيل وعليه أن يكتفي بالدعوات الجامعة لخيري الدنيا والآخرة، وليحذر الاعتداء في الدعاء.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وفقنا الله وإياكم للصيام والقيام، وجعلنا وإياكم من عتقاء هذا الشهر ، ونسأل الله أن يمكن فيه للإسلام والمسلمين وأن يذل فيه الكفر والكافرين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

[/color]

النسري 07-11-2004 01:37 AM

رمضان شهر المراجعات الذاتية :
 

رمضان شهر المراجعات الذاتية

لو تأمل كل إنسان في ذاته، واستقرأ حياته وأوضاعه، لوجد أن له أفكاراً يتبناها، وصفات نفسية وشخصية يحملها، وسلوكاً معيناً يمارسه، وأنه يعيش ضمن وضع وقالب يؤطر حياته الشخصية والاجتماعية.

والسؤال الذي يجب أن يطرحه الإنسان على نفسه هو: هل هو راضٍ عن الحالة التي يعيشها؟ وهل يعتبر نفسه ضمن الوضع الأفضل والأحسن؟ أم أنه يعاني من نقاط ضعف وثغرات؟ وهل أن مايحمله من أفكار وصفات، وما يمارسه من سلوك، شيء مفروض عليه لا يمكن تغييره أو تجاوزه؟ أم أنه إنسان خلقه اللَّه حراً ذا إرادة واختيار؟
إن هذه التساؤلات كامنة في نفس الإنسان، وتبحث عن فرصة للمكاشفة والتأمل، يتيحها الإنسان لنفسه، لينفتح على ذاته، وليسبر غورها، ويلامس خباياها و أعماقها.
ورغم حاجة الإنسان إلى هذه المكاشفة والمراجعة، إلاّ أن أكثر الناس لا يقفون مع ذاتهم وقفة تأمل وانفتاح: لأسباب أهمها ما يلي:
أولاً: الغرق في أمور الحياة العملية، وهي كثيرة، ما بين ماله قيمة وأهمية، وما هو تافه وثانوي.
ثانياً: وهو الأهم، أن وقفة الإنسان مع ذاته، تتطلب منه اتخاذ قرارات تغييرية بشأن نفسه، وهذا ما يتهرب منه الكثيرون، كما يتهرب البعض من إجراء فحوصات طبية لجسده، خوفاً من اكتشاف أمراض تلزمه الامتناع عن بعض الأكلات، أو أخذ علاج معين.

دعوة إلى مكاشفة الذات:

في تعاليم الإسلام دعوة مكثفة للانفتاح على الذات ومحاسبتها، بعيداً عن الاستغراق في الاهتمامات المادية، والانشغالات الحياتية، التي لا تنتهي. فقد ورد في الأثر: (( حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوها قبل أن توزنوا ))

إن لحظات التأمل ومكاشفة الذات، تتيح للإنسان فرصة التعرف على أخطائه ونقاط ضعفه، وتدفعه لتطوير ذاته نحو الأفضل. فثمرة المحاسبة إصلاح النفس.

ولعل من أهداف قيام الليل، حيث ينتصب الإنسان خاشعاً أمام خالقه، وسط الظلام والسكون، إتاحة هذه الفرصة للإنسان.

وكذلك فإن عبادة الاعتكاف قد يكون من حكمتها هذا الغرض، والاعتكاف هو اللبث في المسجد بقصد العبادة، لثلاثة أيام أو أكثر مع الصوم، بحيث لا يخرج من المسجد إلا لحاجة مشروعة.

ولا يوجد شهر آخر يماثل شهر رمضان في هذه الخاصية، فهو خير شهر يقف فيه الإنسان مع نفسه متدبراً متأملاً، ففيه تتضاعف الحسنات، وتمحى السيئات كما روي عن رسول اللَّه (صلى الله عليه وسلم، وفي هذا الشهر فرصة عمر كبرى للحصول على مغفرة اللَّه فـ (( إن الشقي من حرم غفران اللَّه في هذا الشهر العظيم )) كما في الحديث النبوي، وقد يغفل البعض عن أن حصول تلك النتائج هو بحاجة إلى توجه وسعي.

فهذا الشهر ينبغي أن يشكل شهر مراجعة وتفكير وتأمل ومحاسبة للنفس، إذ حينما يمتنع الإنسان في هذا الشهر الكريم عن الطعام والشراب، وبقية الشهوات التي يلتصق بها يومياً، فإنه يكون قد تخلص من تلك الا نجذابات الأرضية ، مما يعطيه فرصة للانتباه نحو ذاته ونفسه، وتأتي تلك الأجواء الروحية التي تحث عليها التعاليم الإسلامية، لتحسّن من فرص الاستفادة من هذا الشهر الكريم، فصلاة الليل مثلاً فرصة حقيقية للخلوة مع اللَّه، ولا ينبغي للمؤمن أن يفوت ساعات الليل في النوم، أو الارتباطات الاجتماعية، ويحرم نفسه من نصف ساعة ينفرد فيها مع ربه، بعد انتصاف الليل، وهو بداية وقت هذه الصلاة المستحبة العظيمة، وينبغي أن يخطط المؤمن لهذه الصلاة، حتى تؤتي بأفضل ثمارها ونتائجها، فيؤديها وهو في نشاط وقوة، وليس مجرد إسقاط واجب أو مستحب، بل يكون غرضه منها تحقيق أهدافها قال عز وجل: {وَمِنْ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا}.



وقراءة القران الكريم والتي ورد الحث عليها في هذا الشهر المبارك، فهو شهر القران يقول تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ})وفي الحديث الشريف: (( لكل شيء ربيع وربيع القرآن شهر رمضان )) هذه القراءة إنما تخدم توجه الإنسان للانفتاح على ذاته، ومكاشفتها وتلمس ثغراتها وأخطائها، لكن ذلك مشروط بالتدبر في تلاوة القران، والاهتمام بفهم معانيه، والنظر في مدى الالتزام بأوامر القران ونواهيه.

إن البعض من الناس تعودوا أن يقرأوا ختمات من القران في شهر رمضان، وهي عادة جيدة، لكن ينبغي أن لا يكون الهدف طي الصفحات دون استفادة أو تمعن.

وإذا ما قرأ الإنسان آية من الذكر الحكيم، فينبغي أن يقف متسائلاً عن موقعه مما تقوله تلك الآية، ليفسح لها المجال للتأثير في قلبه، وللتغيير في سلوكه، ورد عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: (( إن هذه القلوب تصدأ كما يصدأ الحديد، قيل: يا رسول اللَّه فما جلاؤها؟ قال: تلاوة القران وذكر الموت )).

وبذلك يعالج الإنسان أمراض نفسه وثغرات شخصيته فالقران {شِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ}.

والأدعية المأثورة في شهر رمضان، كلها كنوز تربوية روحية، تبعث في الإنسان روح الجرأة على مصارحة ذاته، ومكاشفة نفسه، وتشحذ همته وإرادته، للتغير والتطوير والتوبة عن الذنوب والأخطاء. كما تؤكد في نفسه عظمة الخالق وخطورة المصير، وتجعله أمام حقائق وجوده وواقعه دون حجاب.

مجالات التأمل الذاتي:

إن حاجة الإنسان إلى التأمل والمراجعة لها أهمية قصوى في أبعاد ثلاثة:

البعد الأول: المراجعة الفكرية:

أن يراجع الإنسان أفكاره وقناعاته، ويتساءل عن مقدار الحق والصواب فيها، ولو أن الناس جميعاً راجعوا أفكارهم وانتماءاتهم، لربما استطاعوا أن يغيروا الأخطاء والانحرافات فيها، غير أن لسان حال الكثير من الناس {إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ} وليكن الإنسان حراً مع نفسه، قوياً في ذاته. إذا ما اكتشف أنه على خطأ ما، فلا يتهيب أو يتردد من التغيير والتصحيح.

البعد الثاني: المراجعة النفسية:

أن يراجع الإنسان الصفات النفسية التي تنطوي عليها شخصيته، فهل هو جبان أم شجاع؟ جريء أم متردد؟ حازم أم لين؟ صادق أم كاذب؟ صريح أم ملتو؟ كسول أم نشيط؟.. الخ. وليطرح الإنسان على نفسه عدداً من الأسئلة التي تكشف عن هذا البعد، مثل: ماذا سأفعل لو قصدني فقير في بيتي؟ ماذا سأفعل لو عبث الأطفال بأثاث المنزل؟ ماذا سأفعل لو حدث أمامي حادث سير؟ وكيف سيكون رد فعلي لو أسيء إلي في مكان عام؟ وكيف أقرر لو تعارضت مصلحتي الشخصية مع المبدأ أو المصلحة العامة؟
وتأتي أهمية هذه المراجعة في أن الإنسان ينبغي أن يقرر بعدها أن يصلح كل خلل نفسي عنده، وأن يعمل على تطوير نفسه، وتقديمها خطوات إلى الأمام.

البعد الثالث: المراجعة الاجتماعية والسلوكية:

أن يراجع الإنسان سلوكه وتصرفاته مع الآخرين، بدءاً من زوجته وأطفاله، وانتهاءً بخدمه وعماله، مروراً بأرحامه وأصدقائه، وسائر الناس، ممن يتعامل معهم أو يرتبط بهم.

وهذا الشهر الكريم هو خير مناسبة للارتقاء بالأداء الاجتماعي للمؤمن، ولتصفية كل الخلافات الاجتماعية، والعقد الشخصية، بين الإنسان والآخرين، وقد حثت الروايات الكثيرة على ذلك، إلى حد أن بعض الروايات تصرّح: بأن مغفرة اللَّه وعفوه عن الإنسان يبقى مجمداً فترة طويلة، حتى يزيل ما بينه وبين الآخرين من خلاف وتباعد، حتى وإن كانوا هم المخطئين في حقه، وحتى لو كان أحدهما ظالماً والآخر مظلوماً فإنهما معاً يتحملان إثم الهجران والقطيعة، إذ المظلوم منهما يتمكن من أن يبادر لأخيه بالتنازل وإزالة الخلاف،

فما أوضحها من دعوة للمصالحة الاجتماعية، وما أعظمها من نتيجة لو تحققت خلال هذا الشهر الكريم، وما أكبر منزلة تلك القلوب التي تستطيع أن تتسامى على خلافاتها، وتتصالح في شهر القرآن، من أجل الحصول على غفران اللَّه؟ من هنا يحتاج الإنسان حقاً إلى قلب طاهر متزكي، ونية خير صادقة، فاسألوا اللَّه ربكم بنيات صادقة وقلوب طاهرة.

من جانب آخر فقد تسيطر على الإنسان بعض العادات والسلوكيات الخاطئة، ومهما كان عمقها في نفس الإنسان، والتصاقه بها، فإن الإرادة أقوى من العادة، وشهر رمضان أفضل فرصة لنفض وترك العادات السيئة الخاطئة.

فهنيئاً لمن يستفيد من أجواء هذا الشهر المبارك في المكاشفة مع ذاته، وإصلاح أخطائه وعيوبه، وسد النواقص والثغرات في شخصيته، فيراجع أفكاره وآراءه، ويدرسها بموضوعية، ويتأمل صفاته النفسية ليرى نقاط القوة والضعف فيها، ويتفحص سلوكه الاجتماعي، من أجل بناء علاقات أفضل مع المحيطين به.

وبهذه المراجعة والتراجع عن الأخطاء، يتحقق غفران اللَّه تعالى للإنسان في شهر رمضان، أما إذا بقي الإنسان مسترسلاً سادراً في وضعه وحالته، فإنه سيفوّت على نفسه هذه الفرصة العظيمة، وسينتهي شهر رمضان، دون أن يترك بصمات التأثير في شخصيته وسلوكه، وبالتالي فقد حرم نفسه من غفران اللَّه تعالى، وحقاً أن من لا يستفيد من هذه الفرصة ولا يستثمر هذه الأجواء الطيبة يكون حرم نفسه خيرا كثيرا


كتبه / محمد إبراهيم زيدان

النسري 07-11-2004 03:01 AM

لعله آخر رمضان :
 

لعله آخر رمضان


شادي السيد أحمد



إن الذي يرجع البصر في بلاد المسلمين، وهي تستقبل شهر رمضان في هذه الأيام، يجد فرقاً شاسعاً بين ما نفعله في زماننا من مظاهر استقبال شهر رمضان، وما كان عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه - رضي الله عنهم .

وإن القلب ليملي على البنان عبارات اللوعة والأسى، فيكتب البنان بمداد المدامع، وينفطر الجنان من الفتن الجوامع!

فالسلف - رحمهم الله - كانوا يدعون الله - تعالى - ستة أشهر حتى يبلغهم رمضان، فإذا بلغوه اجتهدوا في العبادة فيه، ودعوا الله – سبحانه - ستة أشهر أخرى أن يتقبله منهم.

أما أصحاب الفضائيات والإذاعات في زماننا؛ فإن معظمهم يستعد لرمضان قبل مجيئه بستة أشهر بحشد كل (فِلم) خليع، وكل (مسلسل) وضيع، وكل غناء ماجن للعرض على المسلمين في أيام وليالي رمضان؛ لأن (رمضان كريم) كما يعلنون!

ولسان حالهم يقول: شهر رمضان الذي أنزلت فيه الفوازير والمسلسلات!!

ولأن مردة شياطين الجن تصفد وتغل في شهر رمضان، عز على إخوانهم من شياطين الإنس الذين يمدونهم في الغي ثم لا يقصرون! عز عليهم ذلك فناوؤا دين الله تعالى وناصبوه العداء، وأعلنوا الحرب ضده في رمضان بما يبثونه ليل نهار على مدار الساعة على كثير من الشبكات الأرضية والفضائية!

وقبل دخول شهر رمضان بأيام.. إذا ذهبت إلى الأسواق والمتاجر والجمعيات ستجد الناس يجمعون أصنافاً وألواناً من الطعام والشراب بكميات كبيرة وكأنهم مقبلون على حرب ومجاعة، وليس على شهر التقوى والصيام!

فأين هم مما يحدث لإخوانهم المسلمين المشردين في هذه الأيام؟!

وما إن تغمر نفحات الشهر الكريم أرجاء الدنيا، حتى تنقلب حياة كثير من المسلمين رأساً على عقب، فيتحولون إلى (خفافيش) فيجلسون طيلة الليل يجلسون أمام الشاشات، أو يجوبون الأسواق والملاهي والخيام الرمضانية والسهرات الدورية.. ثم ينامون قبل الفجر! وفي النهار نيام كجيف خبيثة!!

وعلى الرغم من أن معظم حكومات الدول الإسلامية تقلل ساعات العمل الرسمي في رمضان وتؤخر بداية الحضور، إلا أن السواد الأعظم من الموظفين والعاملين ينتابهم كسل وخمول وبلادة ذهن، ويعطلون مصالح البلاد والعباد، وإذا سألتهم قالوا: إننا صائمون! وكأن الصيام يدعوهم للكسل وترك العمل، وهي فرية يبرأ منها الصيام براءة الذئب من دم يوسف - عليه السلام -! فما عرف سلفنا الكرام الجِد والنشاط والعزيمة والقوة إلا في رمضان، وما وقعت غزوة بدر، وفتح مكة، وعين جالوت، وفتح الأندلس، وغيرها إلا في رمضان. والدراسات العلمية الحديثة أثبتت فوائد جمة للصيام .. فلماذا –أيها الموظفون – تتهمون الصيام بأنه سبب كسلكم وخمولكم؟!

آهٍ من لوعة ضيف عزيز كريم بين قوم من الساهين الغافلين!

أوَّاه لو كانوا لحق قدره يقدرون، أو يعرفون!

وإذا أردت أن تبكي، فاذرف الدمع مدراراً، وأجر الحزن أنهاراً على الإعلانات التي تدعوك عبر وسائل الإعلام المختلفة إلى الاستمتاع بتناول السحور والتلذذ بمذاق الشيشة – النارجيلة - على أنغام المطرب.. ورقصات الفنانة.. وفرقة.. في الخيمة الرمضانية بـ ..

وإذا سرت بعد منتصف الليل في رمضان في أي مدينة إسلامية سترى عجباً عجاباً لو ترى عيناك! سترى المحلات والأسواق مفتحة الأبواب، وسترى العارية وذات الحجاب، وأصوات اللهو والأغاني ترتفع فوق السحاب، والمعاصي عياناً جهاراً، وانقلب الليل نهاراً!

فأين أين أرباب القيام؟! أين المحافظون على آداب الصيام؟! أين المجتهدون في الصيام والقيام؟! أين المجتهدون في جنح الظلام؟! فشهر رمضان مضمار السابقين، وغنيمة الصادقين، وقرة عيون المؤمنين .. وأيام وليالي رمضان كالتاج على رأس الزمان، وهي مغنم الخيرات لذوي الإيمان ..

فطوبى لعبد تنبه من رقاده، وبالغ في حذاره، وأخذ من زمانه بأيدي بداره.. فيا غافلاً عن شهر رمضان اعرف زمانك.. يا كثير الحديث فيما يؤذي احفظ لسانك.. يا متلوثاً بأوحال الفضائيات والجلسات اغسل بالتوبة ما شَانَك!

إن إدراك رمضان من أجل النعم، فكم غيب الموت من صاحب، ووارى من حميم ساحب.. وكم اكتظت الأسِرة بالمرضى الذين تتفطر قلوبهم وأكبادهم، ويبكون دماً لا دموعاً حتى يصوموا يوماً واحداً من أيام رمضان، أو يقوموا ليلة واحدة من لياليه، ولكن.. حيل بينهم وبين ما يشتهون!

إن كثير من المسلمين في هذا الزمان لم يفهموا حقيقة الصيام، وظنوا أن المقصود منه هو الإمساك عن الطعام والشراب والنكاح فقط! أمسكوا عما أحل الله لهم، لكنهم أفطروا على ما حرم الله عليهم! فأي معنى لصيام هذا الذي يقول عند أذان المغرب: (ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله)، ثم يشعل سيجارته!

وأي تقوى لهذا الذي يجمع الحسنات في النهار؛ من صيام وصلاة وصدقة وقراءة للقرآن..، ثم في الليل يصير عبداً لشهوته ويعكف على القنوات الفضائية، أو الشبكات العنكبوتية، أو زبوناً في الملاهي الليلية، والتجمعات الغوغائية، والخيام – المسماة زوراً - بالرمضانية؟! وإذا دعي إلى صلاة التراويح والقيام تعلل بالحمى والأسقام، والبرد والزكام، وغواية اللئام!

ورب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش! ورب قائم حظه من قيامه السهر!

يروى أن الحسن بن صالح – وهو من الزهاد الورعين – كانت له جارية – فاشتراها منه بعضهم، فلما انتصف الليل عند سيدها الجديد قامت تصيح في الدار: يا قوم الصلاة .. الصلاة، فقاموا فزعين، وسألوها: هل طلع الفجر؟!

فقالت: وأنتم لا تصلون إلا المكتوبة؟! فلما أصبحت رجعت إلى الحسن بن صالح؛ وقالت له: لقد بعتني إلى قوم سوء لا يصلون إلا الفريضة، ولا يصومون إلا الفريضة فردَّني فردَّها!

وقلت: قلبي يعتصرني خجلاً، ويتوارى قلمي حياءً وأنا أخط هذا الكلام؛ لأن من المسلمين اليوم من ضيع الفروض في رمضان بله التراويح والقيام!



فيا مضيع الزمان فيما ينقص الإيمان.. يا معرضاً عن الأرباح متعرضاً للخسران.. أما لك من توبة؟! أما لك من أوبة؟! أما لك من حوبة؟! (ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق) فقلوب المتقين إلى هذا الشهر تحن، ومن ألم فراقه تئن.. فإلى متى الغفلة؟!

فيا عباد الشهوات والشبهات

يا عباد الملاهي والمنتديات

يا عباد الشاشات والفضائيات

ما لكم لا ترجون لله وقاراً؟!

ولا تعرفون لشهر رمضان حلالاً أو حراماً؟!

فيا من أدركت رمضان.. وأنت ضارب عنه صفحاً بالنسيان.. هل ضمنت لنفسك الفوز والغفران؟! أتراك اليوم تفيق من هذا الهوان؟!

قبل أن يرحل شهر القرآن والعتق من النيران؟! لعله يكون –بالنسبة إليك- آخر رمضان!



يا ذا الذي ما كفاه الذنب في رجب *** حتى عصى ربه في شهر شعبان

لقد أظلك شهر الصوم بعدهــــما *** فلا تصيره أيضاً شهر عصيان

فيا باغي الخير أقبل أقبل .. ويا باغي الشر أقصر .. أقصر!

واحر قلباه! من لم يخرج من رمضان إلا بالجوع والعطش .. رغم أنفه في الطين والتراب من كان رصيده في رمضان من (الأفلام) و(المسلسلات)، وبرامج المسابقات!

فيا من أسرف على نفسه وأتبعها الهوى، وجانب الجادة في أيامه وغوى .. هاك رمضان قد أقبل فجدد فيه إيمانك، وامح به عصيانك ..

فهو – والله – نعمة كبيرة، ومنة كريمة، وفرصة وغنيمة..

فإن أبيت إلا العصيان .. وملازمة المعاصي في رمضان .. فتوضأ وكبر أربع تكبيرات، وصل على نفسك صلاة الجنازة ..، فإنك حينئذ ميت!

اللهم بلغنا رمضان أعواماً عديدة، وأزمنة مديدة، واجعلنا فيه من عتقائك من النار

النسري 07-11-2004 04:19 AM

والعشر أقبلت :
 

والعشر أقبلت.. خلفت وراءها عشرين يوماً وليلة..

عمرها من عمرها بالطاعة.. وخربها من خربها بالمعصية..

عشر بقين، لا يعدلهن عشر طيلة العام.. عشر إذا أقبلن.. كان صلى الله عليه وسلم يعتزل الدنيا.. يطلقها إلى غير رجعة.. فما هذا بزمانها، ولا هذه لحظاتها..

صيام وقيام واعتكاف.. طلاق بائن للدنيا إلى غير رجعة وممن؟!!!

من سيد البشرية.. المصطفى الطاهر صلوات ربي وسلامه عليه..

الذي كانت الدنيا عنده في الأصل لا شيء.. زاد عنها بعداً في هذه العشر لأن العشر فرصة لا تعوض وغنيمة لا تضيع!!

تتطاير الأفئدة إلى الخصومات والعروض التي تقيمها المتاجر والمراكز والمجمعات التجارية هنا وهناك..

فهذا يعطيك خصماً قدره 50 %..

وهذا يعطي هدايا قيمة لكل مشتري.. وثالث.. ورايع.. وخامس..

والكل إلى هؤلاء يطير.. يسرع.. لا تطمئن نفسه حتى يشتري وينتظر الساعات الطوال في طابور الحساب..

وأما أن يقبل على عرض السنة بل العمر كله..

عرض رمضاني لا مثيل له ولا مشابه..

عرض رباني جائزته عتق من النار واستحقاق للجنة..

عرض رباني لا يأخذه واحد أو اثنان وقد ضاعت الجائزة على مئات وآلاف المشترين كما يحصل في عروض أهل الدنيا..

لا.. يل عرض يناله في كل ليلة من رمضان آلاف مؤلفة..

وفي آخر ليلة من رمضان يعتق ربنا من النار بقدر ما أعتق طيلة الشهر..

فتخيل ذلك أخي الحبيب.. أختي الفاضلة..

ولنقبل على عرض العمر، فالرب هو المعطي.. والجنة هي الثمن.. والمقابل: طاعة يسيرة في إيام معدودات!!

النسري 02-12-2004 06:35 AM

ماذا بعد رمضان :
 

ماذا بعد رمضان

آل نظيف


أحبتي في الله:

لقد كان شهر رمضان ميداناً يتنافس فيه المتنافسون، ويتسابق فيه المتسابقون، ويحسن فيه المؤمنون، تروضت فيه النفوس على الطاعة، وتربت فيه على الفضيلة، وترفعت فيه عن الخطيئة، وتعالت عن الرذيلة، واكتسبت فيه كل خير وهدى، وتزودت فيه من الرشاد والبر والتقى، وسمت فيه النفوس إلى جنة الفردوس، وتطلعت فيه لرضى الملك القدوس، وتعالت فيه الهمم، وارتفعت وسمت فيه العزائم، فخشعت القلوب، ودمعت الأعين، وخضعت الجوارح، وزكت النفوس، وتهذبت الأخلاق

فيا عين جودي من بالدمع من أسف ****** على فراق ليــــالِ ذات أنوار

على ليال لشهــــر الصوم ما جعلت ****** إلا لتمحيـــص آثام وأوزاري

ما كان أحسننا والشمل مجتمــــــع ****** منا المصلي ومنا القانت القاري

فأبكوا على ما مضى من الشهر، واغتنموا ما قد بقي من فضل الأعمار.

ولنا مع ختام الشهر الكريم واستقبال العيد السعيد عدة وقفات وفوائد وعظات:


1- [ لا تكن رمضانياً ]:

أيها الأحبة: لقد اعتادت النفوس في شهر الخير والبركات، وموسم المغفرة والرحمات؛ على الإقبال على الطاعات، والمسارعة في الخيرات، والتنافس في سائر القربات، ولكن بمجرد إعلان ليلة العيد نجد الكثير من المسلمين قد تنكبوا الطريق، وضلوا السبيل، وانحرفوا عن الصراط المستقيم، وانفلتوا من الطاعات، وانغمسوا في الملاهي والملذات، وسارعوا إلى المعاصي والشهوات، بل وقعوا في كبائر الإثم وعظائم الموبقات.

ولقد ذم السلف هذا الصنف من الناس، وهذا النوع من الأجناس، قيل لبشر: إن قوماً يجتهدون ويتعبدون في رمضان!! فقال: " بئس القوم الذين لا يعرفون الله إلا في رمضان، إن الصالح يجتهد ويتعبد السنة كلها"، وسئل الشبلي: أيهما أفضل رجب أو شعبان؟ فقال: "كن ربانياً ولا تكن شعبانياً".

فيا أخي الحبيب: لازم طاعة الله - عز وجل - على الدوام، فرب شعبان ورمضان هو رب الشهور كلها، فليس لعموم الطاعة زمن محدد، وليس للتقوى موسم مخصص، فعمل العبد لا ينتهي بموسم، ولا ينقضي عن مناسبة، بل العبد مأمور بالعمل حتى الممات (( واعبد ربك حتى يأتيك اليقين )) الحجر ( 99)، وعن علقمة قال: قلت لعائشة – رضي الله عنها -: هل كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يختص شيئاً من الأيام؟ قالت: لا بل كان عمله ديمة ) البخاري ( 1987) ومسلم بشرح النووي ( 6/72).

فكان - صلى الله عليه وسلم - يستمر في العمل الصالح، ويداوم على العبادة، ويواظب على الطاعة، ومن علامة توفيق الله - عز وجل - وقبوله العمل أن يتبع الحسنة بعد الحسنة، ويوفقه على المواظبة على فعل الخير، ولزوم طريق الاستقامة وطريق الهداية قال تعالى: (( والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم )) سورة محمد (17)، وما يفعله الكثير من المسلمين بعد انقضاء الشهر الكريم من التكاسل عن الطاعات، وتضييع الفرائض والواجبات، والتساهل في الذنوب والسيئات، والانجراف والارتكاس في الموبقات؛ فهذا كله من تبديل نعمة كفراً، وفاعله كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثاً، وكمن يبني قصراً ويهدم مصراً.



2- [ المؤمن بين الخوف والرجاء ]:

يقول الحافظ ابن رجب في اللطائف: " لقد كان السلف الصالح يجتهدون في إتمام العمل وإكماله وإتقانه، ثم يهتمون بعد ذلك بقبوله، ويخافون من رده وإبطاله، قال علي - رضي الله عنه -: " كونوا لقبول العمل أشد اهتماماً منكم بالعمل، ألم تسمعوا الله - عز وجل – يقول: (( إنما يتقبل الله من المتقين )) سورة المائدة ( 27)، وعن فضالة بن عبيد قال: لأن أكون أعلم أن الله قد تقبل منى مثقال حبة من خردل أحب إلي من الدنيا وما فيها، لأن الله - تعالى- يقول: (( إنما يتقبل الله من المتقين ))، ومن بلغ مرتبة المتقين حتى يكون من المقبولين؟.

وقال عبد العزيز بن أبي رواد: أدر كتهم يجتهدون في العمل الصالح، فإذا فعلوه وقع عليهم الهم أيقبل منهم أم يرد!!"، وروي عن علي أنه كان ينادي في آخر ليلة من رمضان: با ليت شعري من المقبول فنهنيه، ومن المحروم فنعزيه، وقد جاء عن عائشة - رضي الله عنها - أنها سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن هذه الآية (( والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة )) أهم الذين يشربون الخمر ويسرقون؟ قال: لا يا بنت الصديق، ولكنهم الذين يصومون، ويصلون، ويتصدقون، وهم يخافون أن لا يقبل منهم (( أولئك الذين يسارعون في الخيرات )) رواه الترمذي ( 3175) وابن ماجة ( 4198 ) وهو في الصحيحة ( 162).

ولكن على المسلم أن يحسن ظنه بربه، وأنه غفور رحيم، جواد كريم، يقبل اليسير، فيسير العبد في طريقه إلى الله - عز وجل - بالخوف والرجاء كجناحي الطائر، متأسياً في ذلك بهدي الأنبياء وطريقة الأولياء قال - تعالى- عن المرسلين: (( إنهم كانوا يدعوننا رغباً ورهباً وكانوا لنا خاشعين ))، وقال - صلى الله عليه وسلم -: ( لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله ) رواه مسلم ( 2877 ).



3- [ عرفت فالزم ]:

أخي الحبيب: عرفت أثر العبادة، وذقت طعم الإيمان، وحلاوة الطاعة، ولذة المناجاة، فعليك أن تحافظ على هذه المكاسب، وتلك المنجزات، فتحرص على الطاعة، وتقبل على العبادة، وتلزم الطريق المستقيم، والهدي القويم.

ورؤوس الأعمال التي زكت فيها النفوس، ورقت القلوب، ودمعت الأعين، وارتفعت فيها الأكف؛ من الصيام والقيام، والصدقة والإحسان، والذكر والتلاوة، والدعاء والالتجاء ليست مقتصرة على رمضان، وليست مختصة بشهر الصيام، بل من الإعمال والعبادات والقرب والطاعات ما سبب لتضعيف الحسنات، وتكفير السيئات، ورفع الدرجات، ولكننا عنها غافلون، وفيها مفرطون، فالصلوات الخمس كفارة لما بينهما، وكذا الجمعة إلى الجمعة، وإذا كان رمضان هو شهر الدعاء ففي الجمعة ساعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله شيئاً إلا أعطاه الله إياه، وكذا الصدقة والإحسان، والذكر والتلاوة؛ مشروعة في كل وقت، وأجرها ثابت في كل حين.

فعليك أخي الحبيب بالعزيمة الصادقة، والإرادة الجازمة، والنية الخالصة على مواصلة العبادة، والاستمرار على الطاعة، والمداومة على الأعمال الصالحة، والاستفادة من هذه الغنائم الباردة، والفضائل المتعددة والمتنوعة، والأزمنة الفاضلة.



4- [ صيام الست ]:

لا بد للعبد في طريقه إلى الله - عز وجل - من تقصير في الاستقامة، ومن نقص في الطاعة، وخلل في الهداية، ولهذا قال الله - تعالى-: (( فاستقيموا إليه واستغفروه )) سورة فصلت ( 6)، فيجبر التقصير بالاستغفار، ويسد الخلل بالتوبة والأوبة، ويكمل النقص بنوافل العبادات كما جاء في الحديث المرفوع عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: ( أول ما يحاسب به العبد من عمله الصلاة، فإن صلحت فقد أفلح وأنجح، وإن فسدت فقد خاب وخسر، قال الرب- تبارك وتعالى -: انظروا هل لعبدي من تطوع، فيكمل به ما انتقص من الفريضة، ثم يكون سائر عمله كذلك ) رواه الترمذي ( 413).

ومن النوافل التي حث عليها الشارع ورغب فيها، وأرشد على القيام بها؛ صيام ست من شوال فعن أبي أيوب الأنصاري - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ( من صام رمضان وأتبعه ستاً من شوال فكأنما صام الدهر كله ) رواه مسلم، فاتقوا الله أيها الأخوة، وجدوا في العمل، واعتبروا بما سلف، فالفرص تفوت، والأجل موقوت، والإقامة محدودة، والأيام معدودة (( ولن يؤخر الله نفساً إذا جاء أجلها والله خبير بما تعملون )) سورة المنافقون (11).
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.