أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية

أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com/index.php)
-   الخيمة الإسلامية (http://hewar.khayma.com/forumdisplay.php?f=8)
-   -   معانى القران الكريم (http://hewar.khayma.com/showthread.php?t=60223)

sayed555 06-01-2007 02:03 AM

معانى القران الكريم
 
اخواني واخواتي الكرام

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ان خير مانشغل به اوقاتنا ونملا به قلوبنا ونتعبد ونتقرب به الى الله تبارك وتعالى هو القران الكريم ولكن كثيرا منا يجهل معانيه.
لذلك هدانى الله الى تقديم شرح معانى القران الكريم ويهمنا مشاركتكم وارائكم وفقنا الله جميعا الى مايحب ويرضى ؛ وعلى بركة الله نبدء :

قران / أى كلام الله.
أعوذ بالله / أى أستجير بجناب الله --- والاستعاذة هى الالتجاء بالله تعالى --- والعياذة تكون لدفع الشر ؛

سُورَة الْفَاتِحَة
. يُقَال لَهَا الْفَاتِحَة أَيْ فَاتِحَة الْكِتَاب خَطًّا وَبِهَا تُفْتَح الْقِرَاءَة فِي الصَّلَوَات وَيُقَال لَهَا أَيْضًا أُمّ الْكِتَاب عِنْد الْجُمْهُور ذَكَرَه أَنَس

- قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " الْحَمْد لِلَّهِ رَبّ الْعَالَمِينَ أُمّ الْقُرْآن وَأُمّ الْكِتَاب وَالسَّبْع الْمَثَانِي وَالْقُرْآن الْعَظِيم " وَيُقَال لَهَا " الْحَمْد " وَيُقَال لَهَا " الصَّلَاة "
.
, وَأَنَّهُ أَرَادَ بِقِيلِهِ " بِسْمِ اللَّه " : أَقُوم بِسْمِ اللَّه , وَأَقْعُد بِسْمِ اللَّه ; وَكَذَلِكَ سَائِر الْأَفْعَال . هُوَ مَعْنَى قَوْل اِبْن عَبَّاس ,

"الْحَمْد لِلَّهِ" جُمْلَة خَبَرِيَّة قُصِدَ بِهَا الثَّنَاء عَلَى اللَّه

"رَبّ الْعَالَمِينَ" أَيْ مَالِك جَمِيع الْخَلْق مِنْ الْإِنْس وَالْجِنّ وَالْمَلَائِكَة وَالدَّوَابّ وَغَيْرهمْ وَكُلّ مِنْهَا يُطْلَق عَلَيْهِ عَالَم يُقَال عَالَم الْإِنْس وَعَالَم الْجِنّ إلَى غَيْر ذَلِك .

الرَّحْمَن الرَّحِيم" أَيْ ذِي الرَّحْمَة وَهِيَ إرَادَة الْخَيْر لِأَهْلِهِ .

أَنَّ " الرَّحْمَن " مَجَازه " ذُو الرَّحْمَة " , و " الرَّحِيم " مَجَازه " الرَّاحِم ". ثُمَّ قَالَ : قَدْ يُقَدِّرُونَ اللَّفْظَيْنِ مِنْ لَفْظ وَالْمَعْنَى وَاحِد , وَذَلِكَ لِاتِّسَاعِ الْكَلَام عِنْدهمْ .

{ مَالِك يَوْم الدِّين } أَنَّ لِلَّهِ الْمُلْكَ يَوْم الدِّين خَالِصًا دُون جَمِيع خَلْقه الَّذِينَ كَانُوا قَبْل ذَلِكَ فِي الدُّنْيَا مُلُوكًا جَبَابِرَة يُنَازِعُونَهُ الْمُلْك وَيُدَافِعُونَ الِانْفِرَاد بِالْكِبْرِيَاءِ وَالْعَظَمَة وَالسُّلْطَان وَالْجَبْرِيَّة . فَأَيْقَنُوا بِلِقَاءِ اللَّه يَوْم الدِّين أَنَّهُمْ الصَّغَرَة الْأَذِلَّة ,

أى أَنَّهُ يَمْلِك الْحُكْم بَيْنهمْ وَفَصْل الْقَضَاء مُتَفَرِّدًا بِهِ دُون سَائِر خَلْقه.

وَالدِّين فِي هَذَا الْمَوْضِع بِتَأْوِيلِ الْحِسَاب وَالْمُجَازَاة بِالْأَعْمَالِ .
: { مَالِك يَوْم الدِّين } قَالَ : يَوْم يَدِين اللَّه الْعِبَاد بِأَعْمَالِهِمْ .

إِيَّاكَ نَعْبُد "
و" نَعْبُد " مَعْنَاهُ نُطِيع ; وَالْعِبَادَة الطَّاعَة وَالتَّذَلُّل.--: لَك اللَّهُمَّ نَخْشَع , وَنَذِلّ , وَنَسْتَكِين.

" وَإِيَّاكَ نَسْتَعِين "
أَيْ نَطْلُب الْعَوْن وَالتَّأْيِيد وَالتَّوْفِيق . وَإِيَّاكَ رَبّنَا نَسْتَعِين عَلَى عِبَادَتنَا إِيَّاكَ وَطَاعَتنَا لَك وَفِي أُمُورنَا كُلّهَا لَا أَحَد سِوَاك , وَنَحْنُ بِك نَسْتَعِين فِي جَمِيع أُمُورنَا مُخْلِصِينَ لَك الْعِبَادَة .

( اِهْدِنَا الصِّرَاط الْمُسْتَقِيم )
أَيْ أَرْشِدْنَا إلَيْهِ وَوَفِّقْنَا لِلثَّبَاتِ عَلَيْهِ , وألهمناالطَّرِيقَ الْهَادِيَ وَإِلْهَامُهُ إِيَّاهُ ذَلِكَ هُوَ تَوْفِيقه لَهُ .
( صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ )
وَمَعْنَاهُ الْعِلْم بِاَللَّهِ جَلَّ وَعَزَّ وَالْفَهْم عَنْهُ
( غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ )
الْمَغْضُوب عَلَيْهِمْ الْيَهُود , وَالضَّالِّينَ النَّصَارَى ; . وَقِيلَ : " الْمَغْضُوب عَلَيْهِمْ " الْمُشْرِكُونَ . وَ " الضَّالِّينَ " الْمُنَافِقُونَ .
( آمين؟ )
معناها التأمين على على الدعاء
عن ‏ ‏أبي هريرة ‏
‏أن رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال ‏( ‏إذا ‏ ‏أمن الإمام فأمنوا فإنه من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه ) ‏ ‏قال ‏ ‏ابن شهاب ‏ ‏وكان رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏يقول آمين؛
تمت بحمد الله ( ترقبوا معانى سورة البقرة )
تابعونا بارك الله فيكم ؛
السبت 6 / 1 / 2007 م.

sayed555 06-01-2007 03:59 AM

مقدمة موضوع ( معانى القران الكريم )
 
الاخوة والاخوات / الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يشرفنى أن أكون عضوا فى ( حوار الخيمة العربية ) وأن يكون أول موضوع لى هو ( معانى القران الكريم ) وأتمنى أن يوفقنى الله فى ذلك .
وهذة المعانى أقوم بجمعها من تفسير ( بن كثير - القرطبى - الجلالين - الطبرى ).
برجاء المتابعه بارك الله فيكم --- وأن يكون هذا العمل خالصا لوجهه الكريم ؛
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ؛

RWIDA 06-01-2007 12:57 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا
ولكن لي مداخلة بسيطة في سورة الفاتحة
اعوذ بالله من الشيطان الرجيم
الشيطان من فعل شطن:اي حاد وخرج عن الصواب(وهي بفتح الشين وكسر الطاء مع التشديد)
الرجيم:المحروم من الرحمة والخير

الرحمن الرحيم
الرحمن:تشمل رحمته عباده في الدنيا
الرحيم:الرحيم بالمؤمنين فقط في الآخرة

مالك يوم الدين
وفي رواية{ ملك يوم الدين}.اي ان الله عزوجل يملك يوم الدين وهو تعالي وحده المتصرف فيه

sayed555 06-01-2007 01:40 PM

أخى الكريم / RWIDA
مشكور على مرورك العطر وعلى الاضافه الرائعه .
برجاء المتابعه بارك الله فيك ؛

sayed555 07-01-2007 04:43 AM

سورة البقرة ( الاية 1 / 10 )

( ألم )

فَقَالَ بَعْضهمْ : هُوَ اسْم مِنْ أَسْمَاء الْقُرْآن ---عَنْ مُجَاهِد , قَالَ : { الم } فَوَاتِح يَفْتَح اللَّه بِهَا الْقُرْآن .
عَنْ اِبْن عَبَّاس وَعَلِيّ أَيْضًا : أَنَّ الْحُرُوف الْمُقَطَّعَة فِي الْقُرْآن اِسْم اللَّه الْأَعْظَم , إِلَّا أَنَّا لَا نَعْرِف تَأْلِيفه مِنْهَا . وَقَالَ قُطْرُب وَالْفَرَّاء وَغَيْرهمَا : هِيَ إِشَارَة إِلَى حُرُوف الْهِجَاء أَعْلَمَ اللَّه بِهَا الْعَرَب حِين تَحَدَّاهُمْ بِالْقُرْآنِ أَنَّهُ مُؤْتَلَف مِنْ حُرُوف هِيَ الَّتِي مِنْهَا بِنَاء كَلَامهمْ ; لِيَكُونَ عَجْزهمْ عَنْهُ أَبْلَغ فِي الْحُجَّة عَلَيْهِمْ إِذْ لَمْ يَخْرُج عَنْ كَلَامهمْ . قَالَ قُطْرُب : كَانُوا يَنْفِرُونَ عِنْد اِسْتِمَاع الْقُرْآن , فَلَمَّا سَمِعُوا : " الم " وَ " المص " اِسْتَنْكَرُوا هَذَا اللَّفْظ , فَلَمَّا أَنْصَتُوا لَهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقْبَلَ عَلَيْهِمْ بِالْقُرْآنِ الْمُؤْتَلَف لِيُثَبِّتهُ فِي أَسْمَاعهمْ وَآذَانهمْ وَيُقِيم الْحُجَّة عَلَيْهِمْ . وَقَالَ قَوْم : رُوِيَ أَنَّ الْمُشْرِكِينَ لَمَّا أَعْرَضُوا عَنْ سَمَاع الْقُرْآن بِمَكَّة وَقَالُوا : " لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآن وَالْغَوْا فِيهِ "

( ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ )
"ذَلِك" أَيْ هَذَا "الْكِتَاب" الَّذِي يَقْرَؤُهُ مُحَمَّد .
"لَا رَيْب" لَا شَكَّ "فِيهِ" أَنَّهُ مِنْ عِنْد اللَّه وَجُمْلَة النَّفْي خَبَر مُبْتَدَؤُهُ ذَلِك وَالْإِشَارَة بِهِ لِلتَّعْظِيمِ .
"هُدًى" خَبَر ثَانٍ أَيْ هَادٍ "لِلْمُتَّقِينَ" الصَّائِرِينَ إلَى التَّقْوَى بِامْتِثَالِ الْأَوَامِر وَاجْتِنَاب النَّوَاهِي لِاتِّقَائِهِمْ بِذَلِكَ النَّار.

{ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ }
أى آمَنُوا بِالْجَنَّةِ وَالنَّار وَالْبَعْث بَعْد الْمَوْت وَبِيَوْمِ الْقِيَامَة , وَكُلّ هَذَا غَيْب .
- حَدَّثَنَا عَنْ عَمَّار بْن الْحَسَن , عَنْ الرَّبِيع بْن أَنَس { الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ } آمَنُوا بِاَللَّهِ وَمَلَائِكَته وَرُسُله وَالْيَوْم الْآخِر وَجَنَّته وَنَاره وَلِقَائِهِ , وَآمَنُوا بِالْحَيَاةِ بَعْد الْمَوْت , فَهَذَا كُلّه غَيْب . وَأَصْل الْغَيْب : كُلّ مَا غَابَ عَنْك مِنْ شَيْء .

{ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاة }
إقَامَة الصَّلَاة : تَمَام الرُّكُوع وَالسُّجُود وَالتِّلَاوَة وَالْخُشُوع وَالْإِقْبَال عَلَيْهَا فِيهَا .

{ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ }
أَيْ يُؤْتُونَ مَا أَلْزَمَهُمْ الشَّرْع مِنْ زَكَاة وَغَيْرهَا مِمَّا يَعِنّ فِي بَعْض الْأَحْوَال مَعَ مَا نَدَبَهُمْ إِلَيْهِ .--- "يُنْفِقُونَ" فِي طَاعَة اللَّه.

{ وَاَلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إلَيْك وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلك }
أَيْ يُصَدِّقُونَك بِمَا جِئْت بِهِ مِنْ اللَّه جَلَّ وَعَزَّ , وَمَا جَاءَ بِهِ مِنْ قَبْلك مِنْ الْمُرْسَلِينَ , لَا يُفَرِّقُونَ بَيْنهمْ وَلَا يَجْحَدُونَ مَا جَاءُوهُمْ بِهِ مِنْ عِنْد رَبّهمْ .

( أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ )
يَقُول اللَّه تَعَالَى أُولَئِكَ أَيْ الْمُتَّصِفُونَ بِمَا تَقَدَّمَ مِنْ الْإِيمَان بِالْغَيْبِ وَإِقَام الصَّلَاة وَالْإِنْفَاق مِنْ الَّذِي رَزَقَهُمْ اللَّه وَالْإِيمَان بِمَا أَنْزَلَ اللَّه إِلَى الرَّسُول وَمَنْ قَبْله مِنْ الرُّسُل وَالْإِيقَان بِالدَّارِ الْآخِرَة وَهُوَ مُسْتَلْزِم الِاسْتِعْدَاد لَهَا مِنْ الْأَعْمَال الصَّالِحَة وَتَرْك الْمُحَرَّمَات عَلَى هُدًى أَيْ عَلَى نُور وَبَيَان وَبَصِيرَة مِنْ اللَّه تَعَالَى.
( وَأُولَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ )
أَيْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة والْفَائِزُونَ بِالْجَنَّةِ النَّاجُونَ مِنْ النَّار

{ إنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا }
أَيْ بِمَا أُنْزِلَ إلَيْك مِنْ رَبّك , وَإِنْ قَالُوا إنَّا قَدْ آمَنَّا بِمَا قَدْ جَاءَنَا مِنْ قَبْلك . وَكَانَ ابْن عَبَّاس يَرَى أَنَّ هَذِهِ الْآيَة , نَزَلَتْ فِي الْيَهُود الَّذِينَ كَانُوا بِنَوَاحِي الْمَدِينَة عَلَى عَهْد رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَوْبِيخًا لَهُمْ فِي جُحُودهمْ نُبُوَّة مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَتَكْذِيبهمْ بِهِ , مَعَ عِلْمهمْ بِهِ وَمَعْرِفَتهمْ بِأَنَّهُ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلَيْهِمْ وَإِلَى النَّاس كَافَّة .

( خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ )
"خَتَمَ اللَّه عَلَى قُلُوبهمْ"
طَبَعَ عَلَيْهَا وَاسْتَوْثَقَ فَلَا يَدْخُلهَا خَيْر.
"وَعَلَى سَمْعهمْ"
أَيْ مَوَاضِعه فَلَا يَنْتَفِعُونَ بِمَا يَسْمَعُونَهُ مِنْ الْحَقّ.
"وَعَلَى أَبْصَارهمْ غِشَاوَة"
غِطَاء فَلَا يُبْصِرُونَ الْحَقّ.

"وَلَهُمْ عَذَاب عَظِيم"
قَوِيّ دَائِم ؛

{ وَمِنْ النَّاس مَنْ يَقُول آمَنَّا بِاَللَّه}
يَعْنِي الْمُنَافِقِينَ مِنْ الْأَوْس وَالْخَزْرَج , وَمَنْ كَانَ عَلَى أَمْرهمْ .

{ وَبِالْيَوْمِ الْآخِر }
يَعْنِي بِالْبَعْثِ يَوْم الْقِيَامَة . وَإِنَّمَا سُمِّيَ يَوْم الْقِيَامَة الْيَوْم الْآخِر : لِأَنَّهُ آخِر يَوْم , لَا يَوْم بَعْده سِوَاهُ .

{ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ }
يَعْنِي بِمُصَدِّقِينَ فِيمَا يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ بِهِ مُصَدِّقُونَ .

"يُخَادِعُونَ اللَّه وَاَلَّذِينَ آمَنُوا"
بِإِظْهَارِ خِلَاف مَا أَبْطَنُوهُ مِنْ الْكُفْر لِيَدْفَعُوا عَنْهُمْ أَحْكَامه الدُّنْيَوِيَّة

"وَمَا يَخْدَعُونَ إلَّا أَنَفْسهمْ"
لِأَنَّ وَبَال خِدَاعهمْ رَاجِع إلَيْهِمْ فَيُفْتَضَحُونَ فِي الدُّنْيَا بِإِطْلَاعِ اللَّه نَبِيّه عَلَى مَا أَبْطَنُوهُ وَيُعَاقَبُونَ فِي الْآخِرَة .

"وَمَا يَشْعُرُونَ"
أَيْ يَفْطِنُونَ أَنَّ وَبَال خَدْعهمْ رَاجِع عَلَيْهِمْ , فَيَظُنُّونَ أَنَّهُمْ قَدْ نَجَوْا بِخَدْعِهِمْ وَفَازُوا , وَإِنَّمَا ذَلِكَ فِي الدُّنْيَا , وَفِي الْآخِرَة يُقَال لَهُمْ : " اِرْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا"

فِي قُلُوبهمْ مَرَض"
شَكّ وَنِفَاق فَهُوَ يُمْرِض قُلُوبهمْ أَيْ يُضْعِفهَا

"فَزَادَهُمْ اللَّه مَرَضًا"
بِمَا أَنْزَلَهُ مِنْ الْقُرْآن لِكُفْرِهِمْ بِهِ

"وَلَهُمْ عَذَاب أَلِيم"
مُؤْلِم "بِمَا كَانُوا يُكَذِّبُونَ" بِالتَّشْدِيدِ أَيْ : نَبِيّ اللَّه وَبِالتَّخْفِيفِ أَيْ قَوْلهمْ آمَنَّا.

بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ
أَيْ بِتَكْذِيبِهِمْ الرُّسُل وَرَدّهمْ عَلَى اللَّه جَلَّ وَعَزَّ وَتَكْذِيبهمْ بِآيَاتِهِالبقرة 8 / 10

تابعونا بارك الله فيكم ؛
الاحد 7 / 1 / 2007 م.

sayed555 07-01-2007 09:50 PM

تابع سورة البقرة ( الاية 11 / 15 )

{ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْض }
فَإِنَّ الْفَسَاد هُوَ الْكُفْر وَالْعَمَل بِالْمَعْصِيَةِ .
( وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ )
قَوْله تَعَالَى : " وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ " يَعْنِي الْمُنَافِقِينَ .
" آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاس " أَيْ صَدِّقُوا بِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَشَرْعه , كَمَا صَدَقَ الْمُهَاجِرُونَ وَالْمُحَقِّقُونَ مِنْ أَهْل يَثْرِب .
( قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ )
يَعْنِي أَصْحَاب مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , عَنْ اِبْن عَبَّاس . وَعَنْهُ أَيْضًا : مُؤْمِنُو أَهْل الْكِتَاب .
وَهَذَا الْقَوْل مِنْ الْمُنَافِقِينَ إِنَّمَا كَانُوا يَقُولُونَهُ فِي خَفَاء وَاسْتِهْزَاء فَأَطْلَعَ اللَّه نَبِيَّهُ وَالْمُؤْمِنِينَ عَلَى ذَلِكَ.
وَالسَّفِيه : الْجَاهِل الضَّعِيف الرَّأْي , الْقَلِيل الْمَعْرِفَة بِمَوَاضِع الْمَنَافِع وَالْمَضَارّ ;
( أَلَا إنَّهُمْ هُمْ السُّفَهَاء وَلَكِنْ لَا يَعْلَمُونَ }
قَالَ أَبُو جَعْفَر : وَهَذَا خَبَر مِنْ اللَّه تَعَالَى عَنْ الْمُنَافِقِينَ الَّذِينَ تَقَدَّمَ نَعْته لَهُمْ وَوَصْفه إيَّاهُمْ بِمَا وَصَفَهُمْ بِهِ مِنْ الشَّكّ وَالتَّكْذِيب , أَنَّهُمْ هُمْ الْجُهَّال فِي أَدِيَانهمْ , الضُّعَفَاء الْآرَاء فِي اعْتِقَادَاتهمْ وَاخْتِيَارَاتهمْ الَّتِي اخْتَارُوهَا لِأَنْفُسِهِمْ مِنْ الشَّكّ وَالرَّيْب فِي أَمْر اللَّه وَأَمْر رَسُوله وَأَمْر نُبُوَّته ,
( وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينهمْ )
إِلَى أَصْحَابهمْ مِنْ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُشْرِكِينَ .
وَقَالَ قَتَادَة وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينهمْ ) قَالَ إِلَى رُءُوسهمْ وَقَادَتهمْ فِي الشِّرْك وَالشَّرّ.
( إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِءُونَ )
أَيْ إِنَّمَا نَحْنُ نَسْتَهْزِئ بِالْقَوْمِ وَنَلْعَب بِهِمْ . وَقَالَ الضَّحَّاك عَنْ اِبْن عَبَّاس قَالُوا سَاخِرُونَ بِأَصْحَابِ مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
( اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ )
أَيْ يَنْتَقِم مِنْهُمْ وَيُعَاقِبهُمْ , وَيَسْخَر بِهِمْ وَيُجَازِيهِمْ عَلَى اِسْتِهْزَائِهِمْ , فَسَمَّى الْعُقُوبَة بِاسْمِ الذَّنْب . هَذَا قَوْل الْجُمْهُور مِنْ الْعُلَمَاء ,
( فِي طُغْيَانِهِمْ )
كُفْرهمْ وَضَلَالهمْ .
{ يَعْمَهُونَ }
يَتَمَادَوْنَ فِي كُفْرهمْ .

تابعونا بارك الله فيكم ؛
الاثنين 8 / 1 / 2007 م.

sayed555 10-01-2007 06:28 AM

تابع سورة البقرة ( الاية 16 / 20 )

{ أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوْا الضَّلَالَة بِالْهُدَى }
أَيْ الْكُفْر بِالْإِيمَانِ ---أى أَخَذُوا الضَّلَالَة وَتَرَكُوا الْهُدَى .

{ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ }
مَا كَانُوا رُشَدَاء فِي اخْتِيَارهمْ الضَّلَالَة عَلَى الْهُدَى , وَاسْتِبْدَالهمْ الْكُفْر بِالْإِيمَانِ , وَاشْتِرَائِهِمْ النِّفَاق بِالتَّصْدِيقِ وَالْإِقْرَار .

( مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ )
"مَثَلهمْ" صِفَتهمْ فِي نِفَاقهمْ "كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ" أَوْقَدَ "نَارًا" فِي ظُلْمَة "فَلَمَّا أَضَاءَتْ" أَنَارَتْ "مَا حَوْله" فَأَبْصَرَ وَاسْتَدْفَأَ وَأَمِنَ مِمَّنْ يَخَافهُ.

( ذَهَبَ اللَّه بِنُورِهِمْ )
أَطْفَأَهُ.

( وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَات لَا يُبْصِرُونَ )
مَا حَوْلهمْ مُتَحَيِّرِينَ عَنْ الطَّرِيق خَائِفِينَ فَكَذَلِكَ هَؤُلَاءِ أَمِنُوا بِإِظْهَارِ كَلِمَة الْإِيمَان فَإِذَا مَاتُوا جَاءَهُمْ الْخَوْف وَالْعَذَاب.

( صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ )
هُمْ "صُمّ" عَنْ الْحَقّ فَلَا يَسْمَعُونَهُ سَمَاع قَبُول.
"بُكْم" خُرْس عَنْ الْخَيْر فَلَا يَقُولُونَهُ.
"عُمْي" عَنْ طَرِيق الْهُدَى فَلَا يَرَوْنَهُ.

"فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ"
عَنْ الضَّلَالَة.

{ أَوْ كَصَيِّبٍ مِنْ السَّمَاء }
عَنْ ابْن عَبَّاس قَالَ : الصَّيِّب : الْمَطَر .

{ فِيهِ ظُلُمَات وَرَعْد وَبَرْق يَجْعَلُونَ أَصَابِعهمْ فِي آذَانهمْ مِنْ الصَّوَاعِق حَذَر الْمَوْت }
قَالَ أَبُو جَعْفَر : فَأَمَّا الظُّلُمَات فَجَمْع , وَأَحَدهَا ظُلْمَة .
وَأَمَّا الرَّعْد فَإِنَّ أَهْل الْعِلْم أَخْتَلَفُوا فِيهِ فَقَالَ بَعْضهمْ : الرَّعْد مَلَك يَزْجُر السَّحَاب بِصَوْتِهِ وقيل الرَّعْد مَلَك يَسُوق السَّحَاب بِالتَّسْبِيحِ .
وأما الْبَرْق :قيل مِخْرَاق حَدِيد بِيَدِ الْمَلَك يَسُوق بِهِ السَّحَاب .
جَعْلهمْ أَصَابِعهمْ فِي آذَانهمْ لِئَلَّا يَسْمَعُوا الْقُرْآن فَيُؤْمِنُوا بِهِ وَبِمُحَمَّدٍ عَلَيْهِ السَّلَام .
{ حَذَر الْمَوْت } جَعَلَهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ مَثَلًا لِخَوْفِهِمْ وَإِشْفَاقهمْ مِنْ حُلُول عَاجِل الْعِقَاب الْمُهْلِك الَّذِي تَوَعَّدَهُ بِسَاحَتِهِمْ .

( وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ )
فَاَللَّه سُبْحَانه مُحِيط بِجَمِيعِ الْمَخْلُوقَات أَيْ هِيَ فِي قَبْضَته وَتَحْت قَهْره.

{ يَخْطَف أَبْصَارهمْ }
يَعْنِي : يَذْهَب بِهَا وَيَسْتَلِبهَا وَيَلْتَمِعهَا مِنْ شِدَّة ضِيَائِهِ وَنُور شُعَاعه.

{ وَلَوْ شَاءَ اللَّه لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارهمْ }
قَالَ أَبُو جَعْفَر : وَإِنَّمَا خَصَّ جَلَّ ذِكْره السَّمْع وَالْأَبْصَار بِأَنَّهُ لَوْ شَاءَ أَذَهَبَهَا مِنْ الْمُنَافِقِينَ دُون سَائِر أَعْضَاء أَجْسَامهمْ لِلَّذِي جَرَى مِنْ ذِكْرهَا فِي الْآيَتَيْنِ .

{ إنَّ اللَّه عَلَى كُلّ شَيْء قَدِير }
قَالَ أَبُو جَعْفَر : وَإِنَّمَا وَصَفَ اللَّه نَفْسه جَلَّ ذِكْره بِالْقُدْرَةِ عَلَى كُلّ شَيْء فِي هَذَا الْمَوْضِع لِأَنَّهُ حَذَّرَ الْمُنَافِقِينَ بَأْسه وَسَطْوَته وَأَخْبَرَهُمْ أَنَّهُ بِهِمْ مُحِيط وَعَلَى إذْهَاب أَسَمَاعهمْ وَأَبْصَارهمْ قَدِير .

تابعونا بارك الله فيكم ؛
الاربعاء 10 / 1 / 2007 م.

sayed555 10-01-2007 10:06 PM


تابع / سورة البقرة ( الاية 21 / 25 )

يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ
"يَا أَيّهَا النَّاس"
أَيْ أَهْل مَكَّة.

"اُعْبُدُوا"
وَحِّدُوا "رَبّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ" أَنْشَأَكُمْ وَلَمْ تَكُونُوا شَيْئًا " وَ " خَلَقَ "الَّذِينَ مِنْ قَبْلكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ" بِعِبَادَتِهِ عِقَابه وَلَعَلَّ : فِي الْأَصْل لِلتَّرَجِّي وَفِي كَلَامه تَعَالَى لِلتَّحْقِيقِ .

{ الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ الْأَرْض فِرَاشًا }
أى مِهَادًا لَكُمْ .

{ وَالسَّمَاء بِنَاء }
وَإِنَّمَا سُمِّيَتْ السَّمَاء سَمَاء لِعُلُوِّهَا عَلَى الْأَرْض وَعَلَى سُكَّانهَا مِنْ خَلْقه , وَكُلّ شَيْء كَانَ فَوْق شَيْء آخَر فَهُوَ لِمَا تَحْته سَمَاء . وَلِذَلِكَ قِيلَ لِسَقْفِ الْبَيْت سَمَاؤُهُ .

{ وَأَنْزَلَ مِنْ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجَ بِهِ مِنْ الثَّمَرَات رِزْقًا لَكُمْ }
يَعْنِي بِذَلِكَ أَنَّهُ أَنَزَلَ مِنْ السَّمَاء مَطَرًا , فَأَخْرَجَ بِذَلِكَ الْمَطَر مِمَّا أَنْبَتُوهُ فِي الْأَرْض مِنْ زَرْعهمْ وَغَرْسهمْ ثَمَرَات رِزْقًا لَهُمْ غِذَاء وَأَقْوَاتًا .

{ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا }
وَالْأَنْدَاد , جَمْع نِدّ , وَالنِّدّ : الْعَدْل وَالْمِثْل .
أى أَكْفَاء مِنْ الرِّجَال تُطِيعُونَهُمْ فِي مَعْصِيَة اللَّه .

{ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ }
عَنَى بِهَا جَمِيع الْمُشْرِكِينَ , مِنْ مُشْرِكِي الْعَرَب وَأَهْل الْكِتَاب .
أوعَنَى بِذَلِكَ أَهْل الْكِتَابَيْنِ : التَّوْرَاة , وَالْإِنْجِيل .

( وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ )
أَيْ فِي شَكّ.

( مِمَّا نَزَّلْنَا )
يَعْنِي الْقُرْآن .

( عَلَى عَبْدِنَا )
يَعْنِي مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؛ وَالْعَبْد مَأْخُوذ مِنْ التَّعَبُّد وَهُوَ التَّذَلُّل .

{ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْله }
فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْل هَذَا الْقُرْآن مِنْ كَلَامكُمْ أَيَّتهَا الْعَرَب .

{ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُون اللَّه }
مَعْنَاهُ أَعْوَانكُمْ وَنُصَرَاءَكُمْ .

{ فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا }
إنَّ لَمْ تَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْله .

{ وَلَنْ تَفْعَلُوا }
أَيْ لَنْ تَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْله أَبَدًا .
{ فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا ` وَلَنْ تَفْعَلُوا } أَيْ لَا تَقْدِرُونَ عَلَى ذَلِكَ وَلَا تُطِيقُونَهُ .

( فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ )
"فَاتَّقُوا" بِالْإِيمَانِ بِاَللَّهِ وَأَنَّهُ لَيْسَ مِنْ كَلَام الْبَشَر
"النَّار الَّتِي وَقُودهَا النَّاس" الْكُفَّار
"وَالْحِجَارَة" كَأَصْنَامِهِمْ مِنْهَا يَعْنِي أَنَّهَا مُفْرِطَة الْحَرَارَة تَتَقَيَّد بِمَا ذُكِرَ لَا كَنَارِ الدُّنْيَا تَتَّقِد بِالْحَطَبِ وَنَحْوه .

{ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ }
"أُعِدَّتْ" هُيِّئَتْ النَّار لِلْجَاحِدِينَ أَنَّ اللَّه رَبّهمْ الْمُتَوَحِّد بِخَلْقِهِمْ وَخَلَقَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلهمْ .

وَبَشِّرْ"
أَخْبِرْ
"الَّذِينَ آمَنُوا" صَدَّقُوا بِاَللَّهِ
"وَعَمِلُوا الصَّالِحَات"
مِنْ الْفُرُوض وَالنَّوَافِل "أَنَّ" أَيْ بِأَنَّ
"لَهُمْ جَنَّات"
حَدَائِق ذَات أَشْجَار وَمَسَاكِن
"تَجْرِي مِنْ تَحْتهَا"
أَيْ تَحْت أَشْجَارهَا وَقُصُورهَا
"الْأَنْهَار" أَيْ الْمِيَاه فِيهَا وَالنَّهْر الْمَوْضِع الَّذِي يَجْرِي فِيهِ الْمَاء لِأَنَّ الْمَاء يَنْهَرهُ أَيْ يَحْفِرهُ وَإِسْنَاد الْجَرْي إلَيْهِ مَجَاز "كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا" أُطْعِمُوا مِنْ تِلْكَ الْجَنَّات .

{ هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْل }
إنَّهُمْ أُتُوا بِالثَّمَرَةِ فِي الْجَنَّة , فَلَمَّا نَظَرُوا إلَيْهَا قَالُوا : هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْل فِي الدُّنْيَا .

{ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا }
يَعْرِفُونَ أَسَمَاءَهُ كَمَا كَانُوا فِي الدُّنْيَا , التُّفَّاح بِالتُّفَّاحِ , وَالرُّمَّان بِالرُّمَّانِ .

{ لَهُمْ فِيهَا أَزْوَاج مُطَهَّرَة }
أى مِنْ الْوَلَد وَالْحَيْض وَالْغَائِط وَالْبَوْل .

{ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ }
وَخُلُودهمْ فِيهَا : دَوَام بَقَائِهِمْ فِيهَا عَلَى مَا أَعْطَاهُمْ اللَّه فِيهَا مِنْ الْحِبَرَة وَالنَّعِيم الْمُقِيم .

تابعونا بارك الله فيكم ؛
الخميس 11 / 1 / 2007 م.

moataz 10-01-2007 10:25 PM

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
مشكور اخى سيد وبراك الله فيك وجعله فى ميزان حسناتك باذن الله واهلا بك معنا اخ وعضو جديد
والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته

sayed555 11-01-2007 10:41 PM

أخى الكريم / moataz

مشكور على مرورك العطر وكلماتك الرقيقه بارك الله فيك ؛ ويسعدنى مشاركاتك .

sayed555 14-01-2007 09:50 PM

تابع سورة البقرة ( الاية 26 / 30 )

( إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا )
عَنْ ابْن عَبَّاس , وَعَنْ مُرَّة , عَنْ ابْن مَسْعُود , وَعَنْ نَاس مِنْ أَصْحَاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَمَا ضَرَبَ اللَّه هَذَيْنِ الْمَثَلَيْنِ لِلْمُنَافِقِينَ , يَعْنِي قَوْله : { مَثَلهمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا } وَقَوْله : { أَوْ كَصَيِّبٍ مِنْ السَّمَاء } الْآيَات الثَّلَاث , قَالَ الْمُنَافِقُونَ : اللَّه أَعَلَى وَأَجَلّ مِنْ أَنْ يَضْرِب هَذِهِ الْأَمْثَال . فَأَنْزَلَ اللَّه { إنَّ اللَّه لَا يَسْتَحْيِ أَنْ يَضْرِب مَثَلًا مَا بَعُوضَة } إلَى قَوْله : { أُولَئِكَ هُمْ الْخَاسِرُونَ } .

{ فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا }
فَأَمَّا الَّذِينَ صَدَقُوا اللَّه وَرَسُوله . وَقَوْله : { فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقّ مِنْ رَبّهمْ } يَعْنِي فَيَعْرِفُونَ أَنَّ الْمَثَل الَّذِي ضَرَبَهُ اللَّه لَمَا ضَرَبَهُ لَهُ مَثَل . كَمَا .

{ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا }
يَعْنِي الَّذِينَ جَحَدُوا آيَات اللَّه وَأَنْكَرُوا مَا عَرَفُوا وَسَتَرُوا مَا عَلِمُوا أَنَّهُ حَقّ . وَذَلِكَ صِفَة الْمُنَافِقِينَ , وَإِيَّاهُمْ عَنَى اللَّه جَلَّ وَعَزَّ وَمَنْ كَانَ مِنْ نُظَرَائِهِمْ وَشُرَكَائِهِمْ مِنْ الْمُشْرِكِينَ مِنْ أَهْل الْكِتَاب وَغَيْرهمْ بِهَذِهِ الْآيَة .

{ يُضِلّ بِهِ كَثِيرًا }
يَعْنِي الْمُنَافِقِينَ .

{ وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا }
يَعْنِي الْمُؤْمِنِينَ فَيَزِيد هَؤُلَاءِ ضَلَالًا إلَى ضَلَالهمْ لِتَكْذِيبِهِمْ بِمَا قَدْ عَلِمُوهُ حَقًّا يَقِينًا مِنْ الْمَثَل الَّذِي ضَرَبَهُ اللَّه لِمَا ضَرَبَهُ لَهُ وَأَنَّهُ لِمَا ضَرَبَهُ لَهُ مُوَافِق , فَذَلِكَ إضْلَال اللَّه إيَّاهُمْ بِهِ . { وَيَهْدِي بِهِ } يَعْنِي بِالْمَثَلِ .

{ وَمَا يُضِلّ بِهِ إلَّا الْفَاسِقِينَ }
هُمْ أَهْل النِّفَاق .

{ الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْد اللَّه مِنْ بَعْد مِيثَاقه }
مَقْصُود بِهِ كُفَّارُهُمْ وَمُنَافِقُوهُمْ , وَمَنْ كَانَ مِنْ أَشْيَاعهمْ مِنْ مُشْرِكِي عَبَدَة الْأَوْثَان عَلَى ضَلَالهمْ .

"وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّه بِهِ أَنْ يُوصَل"
مِنْ الْإِيمَان بِالنَّبِيِّ وَالرَّحِم وَغَيْر ذَلِكَ وَأَنْ بَدَل مِنْ ضَمِير بِهِ

"وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْض"
بِالْمَعَاصِي وَالتَّعْوِيق عَنْ الْإِيمَان "أُولَئِكَ" الْمَوْصُوفُونَ بِمَا ذُكِرَ
"هُمْ الْخَاسِرُونَ"
لِمَصِيرِهِمْ إلَى النَّار الْمُؤَبَّدَة عَلَيْهِمْ.

( كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ )
"كَيْفَ تَكْفُرُونَ"
يَا أَهْل مَكَّة
"بِاَللَّهِ" وَقَدْ "كُنْتُمْ أَمْوَاتًا" نُطَفًا فِي الْأَصْلَاب
"فَأَحْيَاكُمْ" فِي الْأَرْحَام وَالدُّنْيَا بِنَفْخِ الرُّوح فِيكُمْ وَالِاسْتِفْهَام لِلتَّعْجِيبِ مِنْ كُفْرهمْ مَعَ قِيَام الْبُرْهَان أَوْ لِلتَّوْبِيخِ
"ثُمَّ يُمِيتكُمْ" عِنْد انْتِهَاء آجَالكُمْ
"ثُمَّ يُحْيِيكُمْ" بِالْبَعْثِ
"ثُمَّ إلَيْهِ تُرْجَعُونَ" تُرَدُّونَ بَعْد الْبَعْث فَيُجَازِيكُمْ بِأَعْمَالِكُمْ وَقَالَ دَلِيلًا عَلَى الْبَعْث لِمَا أَنْكَرُوهُ.

( هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ )

"هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْض"
أَيْ الْأَرْض وَمَا فِيهَا "جَمِيعًا" لِتَنْتَفِعُوا بِهِ وَتَعْتَبِرُوا

"ثُمَّ اسْتَوَى"
بَعْد خَلْق الْأَرْض أَيْ قَصَدَ "إلَى السَّمَاء فَسَوَّاهُنَّ" الضَّمِير يَرْجِع إلَى السَّمَاء لِأَنَّهَا فِي مَعْنَى الْجُمْلَة الْآيِلَة إلَيْهِ : أَيْ صَيَّرَهَا كَمَا فِي آيَة أُخْرَى ( فَقَضَاهُنَّ "سَبْع سَمَاوَات وَهُوَ بِكُلِّ شَيْء عَلِيم" مُجْمَلًا وَمُفَصَّلًا أَفَلَا تَعْتَبِرُونَ أَنَّ الْقَادِر عَلَى خَلْق ذَلِك ابْتِدَاء وَهُوَ أَعْظَم مِنْكُمْ قَادِر عَلَى إعَادَتكُمْ.

( وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ )
وَاذْكُرْ يَا مُحَمَّد إذْ " قَالَ رَبّك لِلْمَلَائِكَةِ إنِّي جَاعِل فِي الْأَرْض خَلِيفَة" يَخْلُفنِي فِي تَنْفِيذ أَحْكَامِي فِيهَا وَهُوَ آدَم.
"قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِد فِيهَا"
بِالْمَعَاصِي .

"وَيَسْفِك الدِّمَاء"
يُرِيقهَا بِالْقَتْلِ كَمَا فَعَلَ بَنُو الْجَانّ وَكَانُوا فِيهَا فَلَمَّا أَفْسَدُوا أَرْسَلَ اللَّه عَلَيْهِمْ الْمَلَائِكَة فَطَرَدُوهُمْ إلَى الْجَزَائِر وَالْجِبَال.

"وَنَحْنُ نُسَبِّح"
مُتَلَبِّسِينَ "بِحَمْدِك" أَيْ نَقُول سُبْحَان اللَّه "وَنُقَدِّس لَك" نُنَزِّهك عَمَّا لَا يَلِيق بِك فَاللَّام زَائِدَة وَالْجُمْلَة حَال أَيْ فَنَحْنُ أَحَقّ بِالِاسْتِخْلَافِ.

قَالَ تَعَالَى "إنِّي أَعْلَم مَا لَا تَعْلَمُونَ"
مِنْ الْمَصْلَحَة فِي اسْتِخْلَاف آدَم وَأَنَّ ذُرِّيَّته فِيهِمْ الْمُطِيع وَالْعَاصِي فَيَظْهَر الْعَدْل بَيْنهمْ فَقَالُوا لَنْ يَخْلُق رَبّنَا خَلْقًا أَكْرَم عَلَيْهِ مِنَّا وَلَا أَعْلَم لِسَبْقِنَا لَهُ وَرُؤْيَتنَا مَا لَمْ يَرَهُ فَخَلَقَ اللَّه تَعَالَى آدَم مِنْ أَدِيم الْأَرْض أَيْ وَجْههَا بِأَنْ قَبَضَ مِنْهَا قَبْضَة مِنْ جَمِيع أَلْوَانهَا وَعُجِنَتْ بِالْمِيَاهِ الْمُخْتَلِفَة وَسَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ الرُّوح فَصَارَ حَيَوَانًا حَسَّاسًا بَعْد أَنْ كَانَ جَمَادً.

تابعونا بارك الله فيكم ؛
الاثنين 15 / 1 / 2007 م.

النسري 15-01-2007 12:29 AM

أخي الفاضل مجهود مبارك بارك الله تعالى فيك وجعله في ميزان حسناتك ...
أقترح أخي الكريم أن تعزز مجهودك الرائع بالمصادر التي تستقي منها المعلومات ...
وجزاك الله تعالى خيراً وجعله في موازين حسناتك ...
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

sayed555 15-01-2007 02:14 PM

أخى الكريم / النسرى
لك منى خالص التحيه والتقدير على مرورك العطروكذلك على اهتمامك بمصادر المعانى .
أطمئنك أخى الكريم بأن مصادر هذة المعانى هى تفسير :
( بن كثير - القرطبى - الجلالين - الطبرى )
وممكن أن تتأكد من ذلك --- برجاء المتابعه ولا تنسانى من دعائك أخى الكريم وأن تكون كل أعمالنا وأقوالنا وأفعالنا خالصة لوجه الله الكريم ؛
بارك الله فيك وجزاك كل خير ؛

sayed555 18-01-2007 03:00 PM

تابع سورة البقرة ( الاية 31 / 35 )

{ وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلّهَا }
عَنْ ابْن عَبَّاس قَالَ : عَلَّمَ اللَّه آدَم الْأَسْمَاء كُلّهَا , وَهِيَ هَذِهِ الْأَسْمَاء الَّتِي يَتَعَارَف بِهَا النَّاس : إنْسَان وَدَابَّة , وَأَرْض , وَسَهْل , وَبَحْر , وَجَبَل , وَحِمَار , وَأَشْبَاه ذَلِكَ مِنْ الْأُمَم وَغَيْرهَا .

{ ثُمَّ عَرَضَهُمْ }
ثُمَّ عَرَضَ الْخَلْق عَلَى الْمَلَائِكَة .

{ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ }
يَقُول : بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ الَّتِي حَدَّثْت بِهَا آدَم .

{ إنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ }
أَنَّ بَنِي آدَم يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْض وَيَسْفِكُونَ الدِّمَاء .

{ قَالُوا سُبْحَانك لَا عِلْم لَنَا إلَّا مَا عَلَّمْتنَا }
وَهَذَا خَبَر مِنْ اللَّه جَلَّ ذِكْره عَنْ مَلَائِكَته بِالْأَوْبَةِ إلَيْهِ , وَتَسْلِيم عِلْم مَا لَمْ يُعَلِّمُوهُ لَهُ , وَتَبَرِّيهِمْ مِنْ أَنْ يَعْلَمُوا أَوْ يَعْلَم أَحَد شَيْئًا إلا ما عَلِمَهُ تَعَالَى ذِكْره . وَفِي هَذِهِ الْآيَات الثَّلَاث الْعِبْرَة لِمَنْ اُعْتُبِرَ , وَالذِّكْرَى لِمَنْ ادَّكَرَ , وَالْبَيَان لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْب أَوْ أَلْقَى السَّمْع وَهُوَ شَهِيد , عَمَّا أَوْدَعَ اللَّه جَلَّ ثَنَاؤُهُ آيَ هَذَا الْقُرْآن مِنْ لَطَائِف الْحِكَم الَّتِي تَعْجِز عَنْ أَوْصَافهَا الْأَلْسُن .

{ إنَّك أَنْتَ الْعَلِيم الْحَكِيم }
وَتَأْوِيل ذَلِكَ : أَنَّك أَنْتَ يَا رَبّنَا الْعَلِيم مِنْ غَيْر تَعْلِيم بِجَمِيعِ مَا قَدْ كَانَ وَمَا وَهُوَ كَائِن , وَالْعَالِم لِلْغُيُوبِ دُون جَمِيع خَلْقك .

" قَالَ " تَعَالَى "يَا آدَم أَنْبِئْهُمْ"
أَيْ الْمَلَائِكَة

"بِأَسْمَائِهِمْ"
الْمُسَمَّيَات فَسَمَّى كُلّ شَيْء بِاسْمِهِ وَذَكَرَ حِكْمَته الَّتِي خُلِقَ لَهَا.

( فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ )
قَالَ " تَعَالَى لَهُمْ مُوَبِّخًا "أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إنِّي أَعْلَم غَيْب السَّمَاوَات وَالْأَرْض" مَا غَابَ فِيهِمَا "وَأَعْلَم مَا تُبْدُونَ" مَا تُظْهِرُونَ مِنْ قَوْلكُمْ أَتَجْعَلُ فِيهَا إلَخْ "وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ" تُسِرُّونَ مِنْ قَوْلكُمْ لَنْ يَخْلُق أَكْرَم عَلَيْهِ مِنَّا وَلَا أَعْلَم.

( وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ )
" وَ " اُذْكُرْ " إذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اُسْجُدُوا لِآدَم "
سُجُود تَحِيَّة بِالِانْحِنَاءِ.

"فَسَجَدُوا إلَّا إبْلِيس"
هُوَ أَبُو الْجِنّ كَانَ بَيْن الْمَلَائِكَة.

"أَبَى"
امْتَنَعَ مِنْ السُّجُود.

"وَاسْتَكْبَرَ"
تَكَبَّرَ عَنْهُ وَقَالَ : أَنَا خَيْر مِنْهُ "وَكَانَ مِنْ الْكَافِرِينَ" فِي عِلْم اللَّه.


( وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ )

"وَقُلْنَا يَا آدَم اُسْكُنْ أَنْت"
تَأْكِيد لِلضَّمِيرِ الْمُسْتَتِر لِيَعْطِف عَلَيْهِ "وَزَوْجك" حَوَّاء بِالْمَدِّ وَكَانَ خَلَقَهَا مِنْ ضِلْعه الْأَيْسَر.

"الْجَنَّة وَكُلَا مِنْهَا" أَكْلًا "رَغَدًا" وَاسِعًا لَا حَجْر فِيهِ أو الْهَنِيء أوسَعَة الْمَعِيشَة .

"حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَة"
بِالْأَكْلِ مِنْهَا وَهِيَ الْحِنْطَة أَوْ الْكَرْم أَوْ السُّنْبُلَة أو غَيْرهمَا.

"فَتَكُونَا"
فَتَصِيرَا.

"مِنْ الظَّالِمِينَ"
الْعَاصِينَ.

تابعونا بارك الله فيكم ؛
الجمعة 19 / 1 / 2007 م.

sayed555 20-01-2007 11:26 PM

تابع سورة البقرة ( 36 / 40 )

{ فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَان }
أَغَوَاهُمَا --- نَحَّاهُمَا "عَنْهَا" أَيْ الْجَنَّة بِأَنْ قَالَ لَهُمَا : هَلْ أَدُلّكُمَا عَلَى شَجَرَة الْخُلْد .
{ فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ }
فَأَخْرَجَ الشَّيْطَان آدَم وَزَوْجَته مِمَّا كَانَا , يَعْنِي مِمَّا كَانَ فِيهِ آدَم وَزَوْجَته مِنْ رَغَد الْعَيْش فِي الْجَنَّة وَسَعَة نَعِيمهَا الَّذِي كَانَا فِيهِ .
{ اهْبِطُوا بَعْضكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوّ }
آدَم , وَإِبْلِيس , وَالْحَيَّة , ذُرِّيَّة بَعْضهمْ أَعْدَاء لِبَعْضٍ .
{ وَلَكُمْ فِي الْأَرْض مُسْتَقَرّ }
الْقُبُور --- أو مَقَامهمْ فِيهَا قَالَ أَبُو جَعْفَر : وَالْمُسْتَقَرّ فِي كَلَام الْعَرَب هُوَ مَوْضِع الِاسْتِقْرَار .
{ وَمَتَاع إلَى حِين }
إلَى يَوْم الْقِيَامَة إلَى انْقِطَاع الدُّنْيَا .
{ فَتَلَقَّى آدَم مِنْ رَبّه كَلِمَات فَتَابَ عَلَيْهِ }
إنَّ آدَم قَالَ لِرَبِّهِ إذْ عَصَاهُ رَبّ أَرَأَيْت إنْ أَنَا تُبْت وَأَصْلَحْت ؟ فَقَالَ لَهُ رَبّه : إنِّي رَاجِعك إلَى الْجَنَّة .
{ فَتَابَ عَلَيْهِ }
يَعْنِي رِزْقه التَّوْبَة مِنْ خَطِيئَته . وَالتَّوْبَة مَعْنَاهَا الْإِنَابَة إلَى اللَّه وَالْأَوْبَة إلَى طَاعَته مِمَّا يَكْرَه مِنْ مَعْصِيَته.
{ إنَّهُ هُوَ التَّوَّاب الرَّحِيم }
أَنَّ اللَّه جَلَّ ثَنَاؤُهُ هُوَ التَّوَّاب عَلَى مَنْ تَابَ إلَيْهِ مِنْ عِبَاده الْمُذْنِبِينَ مِنْ ذُنُوبه التَّارِك مُجَازَاته بِإِنَابَتِهِ إلَى طَاعَته بَعْد مَعْصِيَته بِمَا سَلَفَ مِنْ ذَنْبه .
{ اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا }
آدَم , وَحَوَّاء , وَالْحَيَّة , وَإِبْلِيس .
{ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى }
خِطَابًا لَهُ وَلِزَوْجَتِهِ : فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدَى أَنْبِيَاء وَرُسُل .
{ فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ }
يَعْنِي بَيَانِي .
{ فَلَا خَوْف عَلَيْهِمْ }
يَعْنِي فَهُمْ آمِنُونَ فِي أَهْوَال الْقِيَامَة مِنْ عِقَاب اللَّه غَيْر خَائِفِينَ عَذَابه .
{ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ }
يَوْمئِذٍ عَلَى مَا خَلَّفُوا بَعْد وَفَاتهمْ فِي الدُّنْيَا .
وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ
"وَاَلَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا"
كُتُبنَا "أُولَئِكَ أَصْحَاب النَّار.
هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ"
مَاكِثُونَ أَبَدًا لَا يَفْنَوْنَ وَلَا يَخْرُجُونَ .
يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ
"يَا بَنِي إسْرَائِيل"
أَوْلَاد يَعْقُوب.
"اُذْكُرُوا نِعْمَتِي الَّتِي أَنْعَمْت عَلَيْكُمْ"
أَيْ عَلَى آبَائِكُمْ مِنْ الْإِنْجَاء مِنْ فِرْعَوْن وَفَلْق الْبَحْر وَتَظْلِيل الْغَمَام وَغَيْر ذَلِكَ بِأَنْ تَشْكُرُوهَا بِطَاعَتِي .
"وَأَوْفُوا بِعَهْدِي"
الَّذِي عَهِدْته إلَيْكُمْ مِنْ الْإِيمَان بِمُحَمَّدٍ.
"أُوفِ بِعَهْدِكُمْ"
الَّذِي عَهِدْت إلَيْكُمْ مِنْ الثَّوَاب عَلَيْهِ بِدُخُولِ الْجَنَّة .
"وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِي"
خَافُونِ فِي تَرْك الْوَفَاء بِهِ دُون غَيْرِي.
تابعونا بارك الله فيكم ؛
الاحد 21 / 1 / 2007 م.

sayed555 24-02-2007 02:43 PM

تابع سورة البقرة ( الاية 41 / 45 )

( وَآمِنُوا بِمَا أَنْزَلْتُ )
أَيْ صَدِّقُوا , يَعْنِي بِالْقُرْآنِ .

( مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ )
يَعْنِي مِنْ التَّوْرَاة .

"وَلَا تَشْتَرُوا"
تَسْتَبْدِلُوا.

"بِآيَاتِي"
الَّتِي فِي كِتَابكُمْ مِنْ نَعْت مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .

"ثَمَنًا قَلِيلًا"
عَرَضًا يَسِيرًا مِنْ الدُّنْيَا أَيْ لَا تَكْتُمُوهَا خَوْف فَوَات مَا تَأْخُذُونَهُ مِنْ سَفَلَتكُمْ.

"وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ"
خَافُونِ فِي ذَلِكَ دُون غَيْرِي.

( وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ )

"وَلَا تَلْبِسُوا"
تَخْلِطُوا.
"الْحَقّ"
الَّذِي أَنْزَلْت عَلَيْكُمْ.
"بِالْبَاطِلِ" الَّذِي تَفْتَرُونَهُ.
"وَ" لَا "تَكْتُمُوا الْحَقّ"
نَعْت مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
"وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ"
أَنَّهُ الْحَقّ.

( وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ )
صَلُّوا مَعَ الْمُصَلِّينَ مُحَمَّد وَأَصْحَابه وَنَزَلَ فِي عُلَمَائِهِمْ وَكَانُوا يَقُولُونَ لِأَقْرِبَائِهِمْ الْمُسْلِمِينَ اُثْبُتُوا عَلَى دِين مُحَمَّد فَإِنَّهُ حَقّ.

قَالَ أَبُو جَعْفَر : ذَكَرَ أَنَّ أَحْبَار الْيَهُود وَالْمُنَافِقِينَ كَانُوا يَأْمُرُونَ النَّاس بِإِقَامِ الصَّلَاة وَإِيتَاء الزَّكَاة وَلَا يَفْعَلُونَهُ ; فَأَمَرَهُمْ اللَّه بِإِقَامِ الصَّلَاة مَعَ الْمُسْلِمِينَ الْمُصَدِّقِينَ بِمُحَمَّدٍ وَبِمَا جَاءَ بِهِ , وَإِيتَاء زَكَاة أَمْوَالهمْ مَعَهُمْ وَأَنْ يَخْضَعُوا لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ كَمَا خَضَعُوا .

{ أَتَأْمُرُونَ النَّاس بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسكُمْ }
كَانَ بَنُو إسْرَائِيل يَأْمُرُونَ النَّاس بِطَاعَةِ اللَّه وَبِتَقْوَاهُ وَبِالْبِرِّ وَيُخَالِفُونَ , فَعَيَّرَهُمْ اللَّه .
بَعْد إجْمَاع جَمِيعهمْ عَلَى أَنَّ كُلّ طَاعَة لِلَّهِ فَهِيَ تُسْمَى بِرًّا .

{ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَاب }
{ تَتْلُونَ }
تَدْرُسُونَ وَتَقْرَءُونَ وَيَعْنِي بِالْكِتَابِ التَّوْرَاة .

{ أَفَلَا تَعْقِلُونَ }
أَفَلَا تَفْقُهُونَ وَتَفْهَمُونَ قَبَّحَ مَا تَأْتُونَ مِنْ مَعْصِيَتكُمْ رَبّكُمْ الَّتِي تَأْمُرُونَ النَّاس بِخِلَافِهَا وَتَنْهَوْنَهُمْ عَنْ رُكُوبهَا وَأَنْتُمْ رَاكِبُوهَا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ الَّذِي عَلَيْكُمْ مِنْ حَقّ اللَّه وَطَاعَته فِي اتِّبَاع مُحَمَّد وَالْإِيمَان بِهِ وَبِمَا جَاءَ بِهِ مِثْل الَّذِي عَلَى مِنْ تَأْمُرُونَهُ بِاتِّبَاعِهِ

{ وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ }
اسْتَعِينُوا عَلَى الْوَفَاء بِعَهْدِي الَّذِي عَاهَدْتُمُونِي فِي كِتَابكُمْ - مِنْ طَاعَتِي وَاتِّبَاع أَمْرِي , وَتَرْك مَا تَهْوُونَهُ مِنْ الرِّيَاسَة وَحُبّ الدُّنْيَا إلَى مَا تَكْرَهُونَهُ مِنْ التَّسْلِيم لِأَمْرِي , وَاتِّبَاع رَسُولِي مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِالصَّبْرِ عَلَيْهِ وَالصَّلَاة .

" وَالصَّلَاة "
فَالصَّلَاة عَلَى هَذَا التَّأْوِيل هِيَ الشَّرْعِيَّة وَقَالَ قَوْم : هِيَ الدُّعَاء.

{ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَة }
{ وَإِنَّهَا } وَإِنَّ الصَّلَاة , فَالْهَاء وَالْأَلِف فِي " وَإِنَّهَا " عَائِدَتَانِ عَلَى " الصَّلَاة " .

( إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ )
الْخَاشِعُونَ جَمْع خَاشِع وَهُوَ الْمُتَوَاضِع وَالْخُشُوع هَيْئَة فِي النَّفْس يَظْهَر مِنْهَا فِي الْجَوَارِح سُكُون وَتَوَاضُع --- وَقَالَ قَتَادَة الْخُشُوع فِي الْقَلْب وَهُوَ الْخَوْف وَغَضّ الْبَصَر فِي الصَّلَاة .

تابعونا بارك الله فيكم ؛
الاحد 25 / 2 / 2007 م.

sayed555 01-03-2007 09:40 PM

تابع سورة البقرة ( الاية 46 / 50 )

( الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ )
"الَّذِينَ يَظُنُّونَ"
يُوقِنُونَ.
"أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبّهمْ"
بِالْبَعْثِ .
"وَأَنَّهُمْ إلَيْهِ رَاجِعُونَ"
فِي الْآخِرَة فَيُجَازِيهِمْ.

( يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ )
"يَا بَنِي إسْرَائِيل اُذْكُرُوا نِعْمَتِي الَّتِي أَنْعَمْت عَلَيْكُمْ" بِالشُّكْرِ عَلَيْهَا بِطَاعَتِي .
"وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ"
أَنِّي فَضَّلْت أَسْلَافكُمْ أَيْ آبَاءَكُمْ.
"عَلَى الْعَالَمِينَ"
عَالَم أَهْل ذَلِكَ الزَّمَان .

{ وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْس عَنْ نَفْس شَيْئًا }
فَإِنَّهُ تَحْذِير مِنْ اللَّه تَعَالَى ذِكْره عِبَاده الَّذِينَ خَاطَبَهُمْ بِهَذِهِ الْآيَة عُقُوبَته أَنْ تَحِلّ بِهِمْ يَوْم الْقِيَامَة , وَهُوَ الْيَوْم الَّذِي لَا تَجْزِي فِيهِ نَفْس عَنْ نَفْس شَيْئًا وَلَا يَجْزِي فِيهِ وَالِد عَنْ وَلَده وَلَا مَوْلُود هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِده شَيْئًا .

" وَلَا يُقْبَل مِنْهَا شَفَاعَة "
يَعْنِي مِنْ الْكَافِرِينَ .

{ وَلَا يُؤْخَذ مِنْهَا عَدْل }
يَعْنِي فِدَاء .
لَوْ أَنَّ لَهَا مِلْء الْأَرْض ذَهَبًا لَمْ يُقْبَل مِنْهَا فِدَاء وَلَوْ جَاءَتْ بِكُلِّ شَيْء لَمْ يُقْبَل مِنْهَا .

{ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ }
وَلَيْسَ لَهُمْ مِنْ اللَّه يَوْمئِذٍ نَصِير يَنْتَصِر لَهُمْ مِنْ اللَّه إذَا عَاقَبَهُمْ .
وَقَدْ قِيلَ : وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ بِالطَّلَبِ فِيهِمْ وَالشَّفَاعَة وَالْفِدْيَة .

( وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ )
" وَ " اُذْكُرْوَا "إذْ نَجَّيْنَاكُمْ" أَيْ آبَاءَكُمْ وَالْخِطَاب بِهِ وَبِمَا بَعْده لِلْمَوْجُودِينَ فِي زَمَن نَبِيّنَا بِمَا أَنْعَمَ اللَّه عَلَى آبَائِهِمْ تَذْكِيرًا لَهُمْ بِنِعْمَةِ اللَّه تَعَالَى لِيُؤْمِنُوا.
"مِنْ آل فِرْعَوْن يَسُومُونَكُمْ"
يُذِيقُونَكُمْ.
"سُوء الْعَذَاب"
أَشَدّه وَالْجُمْلَة حَال مِنْ ضَمِير نَجَّيْنَاكُمْ.
"يُذَبِّحُونَ"
بَيَان لِمَا قَبْله "أَبْنَاءَكُمْ" الْمَوْلُودِينَ.
"وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ"
يَسْتَبْقُونَ "نِسَاءَكُمْ" لِقَوْلِ بَعْض الْكَهَنَة لَهُ إنَّ مَوْلُودًا يُولَد فِي بَنِي إسْرَائِيل يَكُون سَبَبًا لِذَهَابِ مُلْكك.
"وَفِي ذَلِكُمْ"
الْعَذَاب أَوْ الْإِنْجَاء "بَلَاء" ابْتِلَاء أَوْ إنْعَام "مِنْ رَّبّكُمْ عَظَيِمٌ " .

( وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ )
" وَ " اُذْكُرُوا "إذْ فَرَقْنَا" فَلَقْنَا "بِكُمْ" بِسَبَبِكُمْ "الْبَحْر" حَتَّى دَخَلْتُمُوهُ هَارِبِينَ مِنْ عَدُوّكُمْ.
"فَأَنْجَيْنَاكُمْ" مِنْ الْغَرَق .
"وَأَغْرَقْنَا آل فِرْعَوْن" قَوْمه مَعَهُ.
"وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ"
إلَى انْطِبَاق الْبَحْر عَلَيْهِمْ.

تابعونا بارك الله فيكم ؛
الجمعة 3 / 2 / 2007 م.

sayed555 07-03-2007 02:12 PM

تابع سورة البقرة ( الاية 51 / 55 )

{ وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَة }
يَعْنِي ذَا الْقَعَدَة وَعَشْرًا مِنْ ذِي الْحِجَّة . وَذَلِكَ حِين خَلَف مُوسَى أَصْحَابه وَاسْتَخْلَفَ عَلَيْهِمْ هَارُونَ فَمَكَثَ عَلَى الطُّور أَرْبَعِينَ لَيْلَة وَأَنْزَلَ عَلَيْهِ التَّوْرَاة فِي الْأَلْوَاح وَكَانَتْ الْأَلْوَاح مِنْ زَبَرْجَد فَقَرَّبَهُ الرَّبّ إلَيْهِ نَجِيًّا , وَكَلَّمَهُ , وَسَمِعَ صَرِيف الْقَلَم . وَبَلَغَنَا أَنَّهُ لَمْ يَحْدُث حَدَثًا فِي الْأَرْبَعِينَ لَيْلَة حَتَّى هَبَطَ مِنْ الطُّور .

( ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ )
أَيْ اِتَّخَذْتُمُوهُ إِلَهًا مِنْ بَعْد مُوسَى .

"وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ"
بِاِتِّخَاذِهِ لِوَضْعِكُمْ الْعِبَادَة فِي غَيْر مَحَلّهَ .


( ثُمَّ عَفَوْنَا عَنْكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ )
"ثُمَّ عَفَوْنَا عَنْكُمْ"
مَحَوْنَا ذُنُوبكُمْ.
"مِنْ بَعْد ذَلِكَ"
الِاتِّخَاذ.
"لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ"
نِعْمَتنَا عَلَيْكُمْ.

( وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ )
"وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَاب"
التَّوْرَاة ."وَالْفُرْقَان"
أَيْ الْفَارِق بَيْن الْحَقّ وَالْبَاطِل وَالْحَلَال وَالْحَرَام.
"لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ"
بِهِ مِنْ الضَّلَال.

" وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْم إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسكُمْ بِاِتِّخَاذِكُمْ الْعِجْل" فَقَالَ ذَلِكَ حِين وَقَعَ فِي قُلُوبهمْ مِنْ شَأْن عِبَادَتهمْ الْعِجْل.

" فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ "
أَيْ إِلَى خَالِقكُمْ قُلْت وَفِي قَوْله هَاهُنَا " إِلَى بَارِئِكُمْ " تَنْبِيه عَلَى عِظَم جُرْمهمْ أَيْ فَتُوبُوا إِلَى الَّذِي خَلَقَكُمْ وَقَدْ عَبَدْتُمْ مَعَهُ غَيْره.

{ ذَلِكُمْ خَيْر لَكُمْ عِنْد بَارِئِكُمْ }
فَإِنَّهُ يَعْنِي بِذَلِكَ تَوْبَتكُمْ بِقَتْلِكُمْ أَنْفُسكُمْ وَطَاعَتكُمْ رَبّكُمْ خَيْر لَكُمْ عِنْد بَارِئِكُمْ لِأَنَّكُمْ تَنْجُونَ بِذَلِكَ مِنْ عِقَاب اللَّه فِي الْآخِرَة عَلَى ذَنْبكُمْ وَتَسْتَوْجِبُونَ بِهِ الثَّوَاب مِنْهُ .

{ فَتَابَ عَلَيْكُمْ }
رَجَعَ لَكُمْ وَبِكُمْ إلَى مَا أَحْبَبْتُمْ مِنْ الْعَفْو عَنْ ذُنُوبكُمْ وَعَظِيم مَا رَكَبْتُمْ وَالصَّفْح عَنْ جُرْمكُمْ .

{ إنَّهُ هُوَ التَّوَّاب الرَّحِيم }
يَعْنِي الرَّاجِع لِمَنْ أَنَابَ إلَيْهِ بِطَاعَتِهِ إلَى مَا يُحِبّ مِنْ الْعَفْو عَنْهُ .
وَيَعْنِي بِالرَّحِيمِ : الْعَائِد إلَيْهِ بِرَحْمَتِهِ الْمُنْجِيَة مِنْ عُقُوبَته .

" لَنْ نُؤْمِن لَك حَتَّى نَرَى اللَّه جَهْرَة "
أَيْ عَلَانِيَة أَيْ حَتَّى نَرَى اللَّه - أَيْ عِيَانًا .

" فَأَخَذَتْكُمْ الصَّاعِقَة "
نَار.
" وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ "
صُعِقَ بَعْضهمْ وَبَعْضَهُمْ يَنْظُرُونَ ثُمَّ بُعِثَ هَؤُلَاءِ وَصُعِقَ هَؤُلَاءِ .

تابعونا بارك الله فيكم ؛
الخميس 8 / 3 / 2007 م.

sayed555 10-03-2007 01:52 PM

تابع سورة البقرة ( الاية 56 / 60 )

{ ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ }
ثُمَّ أَحْيَيْنَاكُمْ .

{ مِنْ بَعْد مَوْتكُمْ }
مِنْ بَعْد مَوْتكُمْ بِالصَّاعِقَةِ الَّتِي أَهْلَكَتْكُمْ .

{ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ }
فَعَلْنَا بِكُمْ ذَلِكَ لِتَشْكُرُونِي عَلَى مَا أَوْلَيْتُكُمْ مِنْ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ بِإِحْيَائِي إيَّاكُمْ اسْتِبْقَاء مِنِّي لَكُمْ لِتُرَاجِعُوا التَّوْبَة مِنْ عَظِيم ذَنْبكُمْ بَعْد إحْلَالِي الْعُقُوبَة بِكُمْ بِالصَّاعِقَةِ الَّتِي أَحَلَلْتهَا بِكُمْ فَأَمَاتَتْكُمْ بِعَظِيمِ خَطَئِكُمْ الَّذِي كَانَ مِنْكُمْ فِيمَا بَيْنكُمْ وَبَيْن رَبّكُمْ .

( وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ )
أَيْ جَعَلْنَاهُ عَلَيْكُمْ كَالظُّلَّةِ وَالْغَمَام جَمْع غَمَامَة كَسَحَابَةٍ وَسَحَاب.

{ وَأَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ الْمَنّ }
الْمَنّ : صَمْغَة --- وقيل الْمَنّ : شَرَاب كَانَ يَنْزِل عَلَيْهِمْ مِثْل الْعَسَل فَيَمْزُجُونَهُ بِالْمَاءِ ثُمَّ يَشْرَبُونَهُ .
وَقَالَ آخَرُونَ : الْمَنّ : عَسَل .

( وَالسَّلْوَى )
اُخْتُلِفَ فِي السَّلْوَى فَقِيلَ هُوَ السُّمَانَى.

{ كُلُوا مِنْ طَيِّبَات مَا رَزَقْنَاكُمْ }
كُلُوا مِنْ مُشْتَهَيَات رِزْقنَا الَّذِي رَزَقْنَاكُمُوهُ .
مِنْ حَلَاله الَّذِي أَبَحْنَاهُ لَكُمْ , فَجَعَلْنَاهُ لَكُمْ رِزْقًا .

( وَمَا ظَلَمُونَا )
يُقَدَّر قَبْله فَعَصَوْا وَلَمْ يُقَابِلُوا النِّعَم بِالشُّكْرِ.
وقيل وَمَا وَضَعُوا فِعْلهمْ ذَلِكَ وَعِصْيَانهمْ إيَّانَا مَوْضِع مَضَرَّة عَلَيْنَا وَمُنْقَصَة لَنَا , وَلَكِنَّهُمْ وَضَعُوهُ مِنْ أَنْفُسهمْ مَوْضِع مَضَرَّة عَلَيْهَا وَمَنْقَصَة لَهَا .

( وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ )
لِمُقَابَلَتِهِمْ النِّعَم بِالْمَعَاصِي .

"وَإِذْ قُلْنَا"
لَهُمْ بَعْد خُرُوجهمْ مِنْ التِّيه.

"اُدْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَة"
بَيْت الْمَقْدِس أَوْ أَرِيحَا.

"فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا"
كثيرا وَاسِعًا لَا حَجْر فِيهِ.

"وَادْخُلُوا الْبَاب سُجَّدًا "
أَيْ بَابهَا مُنْحَنِينَ .
وَقِيلَ : بَاب الْقُبَّة الَّتِي كَانَ يُصَلِّي إِلَيْهَا مُوسَى وَبَنُو إِسْرَائِيل
وَ " سُجَّدًا " قَالَ اِبْن عَبَّاس مُنْحَنِينَ رُكُوعًا وَقِيلَ مُتَوَاضِعِينَ خُضُوعًا لَا عَلَى هَيْئَة مُتَعَيِّنَة .


"وَقُولُوا حِطَّة"
مَسْأَلَتنَا أَيْ أَنْ تَحُطّ عَنَّا خَطَايَانَا.

"نَغْفِر لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ"
بِالطَّاعَةِ ثَوَابًا --- وَسَيَزِيدُ فِي إِحْسَان مَنْ هُوَ مُحْسِن أَيْ نَزِيدهُمْ إِحْسَانًا عَلَى الْإِحْسَان الْمُتَقَدِّم .

(فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ )
" الَّذِينَ " أَيْ فَبَدَّلَ الظَّالِمُونَ مِنْهُمْ قَوْلًا غَيْر الَّذِي قِيلَ لَهُمْ .
وَذَلِكَ أَنَّهُ قِيلَ لَهُمْ قُولُوا حِطَّة فَقَالُوا ( حِنْطَة ) عَلَى مَا تَقَدَّمَ فَزَادُوا حَرْفًا فِي الْكَلَام فَلَقُوا مِنْ الْبَلَاء مَا لَقُوا تَعْرِيفًا أَنَّ الزِّيَادَة فِي الدِّين وَالِابْتِدَاع فِي الشَّرِيعَة عَظِيمَة الْخَطَر شَدِيدَة الضَّرَر.

{ فَأَنْزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا }
عَلَى الَّذِينَ فَعَلُوا مَا لَمْ يَكُنْ لَهُمْ فِعْله مِنْ تَبْدِيلهمْ الْقَوْل - الَّذِي أَمَرَهُمْ اللَّه جَلَّ وَعَزَّ أَنْ يَقُولُوهُ - قَوْلًا غَيْره , وَمَعْصِيَتهمْ إيَّاهُ فِيمَا أَمَرَهُمْ بِهِ وَبِرُكُوبِهِمْ مَا قَدْ نَهَاهُمْ عَنْ رُكُوبه.

( رِجْزًا مِنْ السَّمَاء )
وَالرِّجْز فِي لُغَة الْعَرَب : الْعَذَاب

{ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ }
إذَا بِمَا كَانُوا يَتْرُكُونَ طَاعَة اللَّه عَزَّ وَجَلَّ فَيَخْرُجُونَ عَنْهَا إلَى مَعْصِيَته وَخِلَاف أَمْره .

" وَ إذْ اسْتَسْقَى مُوسَى"
أَيْ طَلَبَ السُّقْيَا "لِقَوْمِهِ" وَقَدْ عَطِشُوا فِي التِّيه .

"فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاك الْحَجَر"
وَهُوَ الَّذِي فَرَّ بِثَوْبِهِ خَفِيف مُرَبَّع كَرَأْسِ الرَّجُل رُخَام أَوْ كَذَّان فَضَرَبَهُ.

"فَانْفَجَرَتْ"
انْشَقَّتْ وَسَالَتْ "مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَة عَيْنًا" بِعَدَدِ الْأَسْبَاط .

"قَدْ عَلِمَ كُلّ أُنَاس"
سَبْط مِنْهُمْ.

"مَشْرَبهمْ"
مَوْضِع شُرْبهمْ فَلَا يَشْرَكهُمْ فِيهِ غَيْرهمْ وَقُلْنَا لَهُمْ.

"كُلُوا وَاشْرَبُوا مِنْ رِزْق اللَّه وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْض مُفْسِدِينَ"
لَا تَطْغَوْا , وَلَا تَسْعَوْا فِي الْأَرْض مُفْسِدِينَ .

تابعونا بارك الله فيكم ؛
الاحد 11 / 3 / 2007 م.

sayed555 13-03-2007 03:42 PM

تابع سورة البقرة (الاية 61 / 65 )

( وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نَصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ )
كَانَ الْقَوْم فِي الْبَرِيَّة قَدْ ظَلَّلَ عَلَيْهِمْ الْغَمَام وَأَنْزَلَ عَلَيْهِمْ الْمَنّ وَالسَّلْوَى فَمَلُّوا ذَلِكَ .

"فَادْعُ لَنَا رَبّك يُخْرِج لَنَا"
شَيْئًا.

"مِمَّا تُنْبِت الْأَرْض مِنْ"
لِلْبَيَانِ "بَقْلهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومهَا" حِنْطَتهَا "وَعَدَسهَا وَبَصَلهَا.

{ قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِاَلَّذِي هُوَ خَيْر }
أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ شَرّ بِاَلَّذِي هُوَ خَيْر مِنْهُ .

{ اهْبِطُوا مِصْرًا }
مِصْرًا مِنْ الْأَمْصَار دُون مِصْر فِرْعَوْن بِعَيْنِهَا .

{ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمْ الذِّلَّة وَالْمَسْكَنَة }
.فَأَخْبَرَهُمْ اللَّه جَلَّ ثَنَاؤُهُ أَنَّهُ يُبَدِّلهُمْ بِالْعِزِّ ذُلًّا وَبِالنِّعْمَةِ بُؤْسًا وَبِالرِّضَا عَنْهُمْ غَضَبًا جَزَاء مِنْهُ لَهُمْ عَلَى كُفْرهمْ بِآيَاتِهِ وَقَتْلهمْ أَنْبِيَاءَهُ وَرُسُله اعْتِدَاء وَظُلْمًا مِنْهُمْ بِغَيْرِ حَقّ وَعِصْيَانهمْ لَهُ وَخِلَافًا عَلَيْهِ .
وقيل أنهم يَهُود بَنِي إسْرَائِيل.

{ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنْ اللَّه }
اسْتَحَقُّوا الْغَضَب مِنْ اللَّه.

{ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّه }
كَانَ ذَلِكَ مِنَّا بِكُفْرِهِمْ بِآيَاتِنَا وَجَزَاء لَهُمْ بِقَتْلِهِمْ أَنْبِيَاءَنَا .

{ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقّ }
وَيَقْتُلُونَ رُسُل اللَّه الَّذِينَ ابْتَعَثَهُمْ لِإِنْبَاءِ مَا أَرْسَلَهُمْ بِهِ عَنْهُ لِمَنْ أُرْسِلُوا إلَيْهِ .

{ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ}
أَيْ بِعِصْيَانِهِمْ .
وَالْعِصْيَان : خِلَاف الطَّاعَة .
وَالِاعْتِدَاء : تَجَاوُز الْحَدّ فِي كُلّ شَيْء وَعُرِفَ فِي الظُّلْم وَالْمَعَاصِي .

{ إنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَاَلَّذِينَ هَادُوا }
أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَهُمْ الْمُصَدِّقُونَ رَسُول اللَّه فِيمَا أَتَاهُمْ بِهِ مِنْ الْحَقّ مِنْ عِنْد اللَّه وَإِيمَانهمْ بِذَلِكَ : تَصْدِيقهمْ بِهِ عَلَى مَا قَدْ بَيَّنَّاهُ فِيمَا مَضَى مِنْ كِتَابنَا هَذَا .
وَأَمَّا الَّذِينَ هَادُوا فَهُمْ الْيَهُود وَمَعْنَى هَادُوا : تَابُوا .
وَقِيلَ لِنِسْبَتِهِمْ إِلَى يَهُودَا أَكْبَر أَوْلَاد يَعْقُوب.

( والنَّصَارَى )
وَسُمُّوا بِذَلِكَ لِتَنَاصُرِهِمْ فِيمَا بَيْنهمْ وَقَدْ يُقَال لَهُمْ أَنْصَار أَيْضًا كَمَا قَالَ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام " مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّه قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَار اللَّه ".
وَقِيلَ إِنَّهُمْ سُمُّوا بِذَلِكَ مِنْ أَجْل أَنَّهُمْ نَزَلُوا أَرْضًا يُقَال لَهَا نَاصِرَة.

{ وَالصَّابِئِينَ }
وَالصَّابِئُونَ جَمْع صَابِئ وَهُوَ الْمُسْتَحْدِث سِوَى دِينه دِينًا كَالْمُرْتَدِّ مِنْ أَهْل الْإِسْلَام عَنْ دِينه .
وَكُلّ خَارِج مِنْ دِين كَانَ عَلَيْهِ إلَى آخَر غَيْره تُسَمِّيه الْعَرَب صَابِئًا.

{ مَنْ آمَنَ بِاَللَّهِ وَالْيَوْم الْآخِر }
مَنْ صَدَّقَ وَأَقَرَّ بِالْبَعْثِ بَعْد الْمَمَات يَوْم الْقِيَامَة وَعَمَل صَالِحًا فَأَطَاعَ اللَّه فَلَهُمْ أَجْرهمْ عِنْد رَبّهمْ .

{ وَلَا خَوْف عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ }
وَلَا خَوْف عَلَيْهِمْ فِيمَا قَدِمُوا عَلَيْهِ مِنْ أَهْوَال الْقِيَامَة .
وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ عَلَى مَا خَلَّفُوا وَرَاءَهُمْ مِنْ الدُّنْيَا وَعَيْشهَا عِنْد مُعَايَنَتهمْ مَا أَعَدَّ اللَّه لَهُمْ مِنْ الثَّوَاب وَالنَّعِيم الْمُقِيم عِنْده .

( وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ )
"وَ" اُذْكُرْ "إذْ أَخَذْنَا مِيثَاقكُمْ" عَهْدكُمْ بِالْعَمَلِ بِمَا فِي التَّوْرَاة.
"و" قَدْ "رَفَعْنَا فَوْقكُمْ الطُّور"
الْجَبَل اقْتَلَعْنَاهُ مِنْ أَصْله عَلَيْكُمْ لَمَّا أَبَيْتُمْ قَبُولهَا.
وَقُلْنَا "خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ"
بِجِدٍّ وَاجْتِهَاد.
"وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ"
بِالْعَمَلِ بِهِ.
"لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ"
النَّار أَوْ الْمَعَاصِي.

( ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَكُنْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ )
"ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ"
أَعْرَضْتُمْ.
"مِنْ بَعْد ذَلِكَ"
الْمِيثَاق عَنْ الطَّاعَة.
"فَلَوْلَا فَضْل اللَّه عَلَيْكُمْ وَرَحْمَته"
لَكُمْ بِالتَّوْبَةِ أَوْ تَأْخِير الْعَذَاب .
"لَكُنْتُمْ مِنْ الْخَاسِرِينَ"
الْهَالِكِينَ.

( وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ )
"وَلَقَدْ"
لَام قَسَم .
"عَلِمْتُمْ"
عَرَفْتُمْ.
"الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْت"
تَجَاوَزُوا الْحَدّ بِصَيْدِ السَّمَك وَقَدْ نَهَيْنَاهُمْ عَنْهُ وَهُمْ أَهْل أَيْلَة.
"فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَة خَاسِئِينَ"
مُبْعَدِينَ فَكَانُوا وَهَلَكُوا بَعْد ثَلَاثَة أَيَّام.

تابعونا بارك الله فيكم ؛
الاربعاء 14 / 3 / 2007 م.

sayed555 16-03-2007 10:43 PM

تابع سورة البقرة ( الاية 66 / 70 )

( فَجَعَلْنَاهَا نَكَالًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ )
"فَجَعَلْنَاهَا"
أَيْ تِلْكَ الْعُقُوبَة.
"نَكَالًا"
عِبْرَة مَانِعَة مِنْ ارْتِكَاب مِثْل مَا عَمِلُوا.
"لِمَا بَيْن يَدَيْهَا وَمَا خَلْفهَا"
أَيْ لِلْأُمَمِ الَّتِي فِي زَمَانهَا وَبَعْدهَا.
"وَمَوْعِظَة لِلْمُتَّقِينَ"
وَتَذْكِرَة وَعِبْرَة لِلْمُتَّقِينَ .
وَأَمَّا الْمُتَّقُونَ فَهُمْ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِأَدَاءِ فَرَائِضه وَاجْتِنَاب مَعَاصِيه.

( وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ )
"وَ" اُذْكُرْ "إذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ" وَقَدْ قُتِلَ لَهُمْ قَتِيل لَا يُدْرَى قَاتِله وَسَأَلُوهُ أَنْ يَدْعُو اللَّه أَنْ يُبَيِّنهُ لَهُمْ فَدَعَاهُ.
"إنَّ اللَّه يَأْمُركُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَة قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا" .
مَهْزُوءًا بِنَا حَيْثُ تُجِيبنَا بِمِثْلِ ذَلِكَ.
"قَالَ أَعُوذ" أَمْتَنِع "بِاَللَّهِ أَنْ أَكُون مِنْ الْجَاهِلِينَ" الْمُسْتَهْزِئِينَ.

( قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا فَارِضٌ وَلَا بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ فَافْعَلُوا مَا تُؤْمَرُونَ )
فَلَمَّا عَلِمُوا أَنَّهُ عَزَمَ
"قَالُوا اُدْعُ لَنَا رَبّك يُبَيِّن لَنَا مَا هِيَ"
أَيْ مَا سِنّهَا .
"قَالَ" مُوسَى "إنَّهُ" أَيْ اللَّه "يَقُول إنَّهَا بَقَرَة لَا فَارِض"
مُسِنَّة هَرِمَة .
"وَلَا بِكْر"
وَلَا صَغِيرَة ضَعِيفَة .
"عَوَان"
النَّصَف الَّتِي قَدْ وَلَدَتْ بَطْنًا بَعْد بَطْن وَلَيْسَتْ بِنَعْتٍ لِلْبِكْرِ.
"بَيْن ذَلِكَ"
أَيْ بَيْن الْبِكْر وَالْهَرِمَة .
"فَافْعَلُوا مَا تُؤْمَرُونَ"
وَاذْبَحُوا الْبَقَرَة الَّتِي أَمَرْتُكُمْ بِذَبْحِهَا تُصَلُّوا بِانْتِهَائِكُمْ إلَى طَاعَتِي بِذَبْحِهَا إلَى الْعِلْم بِقَاتِلِ قَتِيلكُمْ .

{ قَالُوا اُدْعُ لَنَا رَبّك يُبَيِّن لَنَا مَا لَوْنهَا }
أَيْ لَوْن الْبَقَرَة الَّتِي أَمَرْتنَا بِذَبْحِهَا .
وَهَذَا أَيْضًا تَعَنُّت آخَر مِنْهُمْ بَعْد الْأَوَّل .

{ صَفْرَاء }
سَوْدَاء شَدِيدَة السَّوَاد .

{ فَاقِع لَوْنهَا }
يَعْنِي خَالِص لَوْنهَا وَالْفُقُوع فِي الصُّفْر نَظِير النُّصُوع فِي الْبَيَاض وَهُوَ شِدَّته وَصَفَاؤُهُ .

{ تَسُرّ النَّاظِرِينَ }
تُعْجِب هَذِهِ الْبَقَرَة فِي حُسْن خَلْقهَا وَمَنْظَرهَا وَهَيْئَتهَا النَّاظِر إلَيْهَا .

"قَالُوا اُدْعُ لَنَا رَبّك يُبَيِّن لَنَا مَا هِيَ"
أَسَائِمَة أَمْ عَامِلَة.

"إنَّ الْبَقَر"
أَيْ جِنْسه الْمَنْعُوت بِمَا ذُكِرَ .

"تَشَابَهَ عَلَيْنَا"
لِكَثْرَتِهِ فَلَمْ نَهْتَدِ إلَى الْمَقْصُودَة.

{ وَإِنَّا إنْ شَاءَ اللَّه لَمُهْتَدُونَ }
فَإِنَّهُمْ عَنَوْا : وَإِنَّا إنْ شَاءَ اللَّه لَمُبَيَّن لَنَا مَا الْتَبَسَ عَلَيْنَا وَتَشَابَهَ مِنْ أَمْر الْبَقَرَة الَّتِي أُمِرْنَا بِذَبْحِهَا .

تابعونا بارك الله فيكم ؛
السبت 17 / 3 / 2007 م.

sayed555 19-03-2007 10:54 PM

تابع سورة البقرة ( الاية 71 / 75 )

"قَالَ إنَّهُ يَقُول إنَّهَا بَقَرَة لَا ذَلُول"
أَيْ هِيَ بَقَرَة صَعْبَة غَيْر رَيِّضَة وغَيْر مُذَلَّلَة بِالْعَمَلِ .

"تُثِير الْأَرْض"
تُقَلِّبهَا لِلزِّرَاعَةِ - وَكَانَتْ تِلْكَ الْبَقَرَة وَحْشِيَّة - وَلِهَذَا وَصَفَهَا اللَّه تَعَالَى بِأَنَّهَا لَا تُثِير الْأَرْض وَلَا تَسْقِي الْحَرْث أَيْ لَا يُسْنَى بِهَا لِسَقْيِ الزَّرْع وَلَا يُسْقَى عَلَيْهَا .

"وَلَا تَسْقِي الْحَرْث"
الْأَرْض الْمُهَيَّأَة لِلزِّرَاعَةِ.

"مُسَلَّمَة"
مِنْ الْعُيُوب وَآثَار الْعَمَل.

"لَا شِيَة فِيهَا"
أَيْ لَيْسَ فِيهَا لَوْن يُخَالِف مُعْظَم لَوْنهَا , هِيَ صَفْرَاء كُلّهَا لَا بَيَاض فِيهَا وَلَا حُمْرَة وَلَا سَوَاد .

"قَالُوا الْآن جِئْت بِالْحَقِّ"
نَطَقْت بِالْبَيَانِ التَّامّ فَطَلَبُوهَا فَوَجَدُوهَا عِنْد الْفَتَى الْبَارّ بِأُمِّهِ فَاشْتَرَوْهَا بِمِلْءِ مِسْكهَا ذَهَبًا.

"فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ"
لِغَلَاءِ ثَمَنهَا.
وَفِي الْحَدِيث : (لَوْ ذَبَحُوا أَيّ بَقَرَة كَانَتْ لَأَجْزَأَتْهُمْ وَلَكِنْ شَدَّدُوا عَلَى أَنْفُسهمْ فَشَدَّدَ اللَّه عَلَيْهِمْ).

{ فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا }
يَعْنِي فَاخْتَلَفْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ .

{ وَاَللَّه مُخْرِج مَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ }
وَاَللَّه مُعْلِن مَا كُنْتُمْ تُسِرُّونَهُ مِنْ قَتْل الْقَتِيل الَّذِي قَتَلْتُمْ ثُمَّ ادَّارَأْتُمْ فِيهِ .

"فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ"
أَيْ الْقَتِيل.

{ بِبَعْضِهَا }
أَيْ بِبَعْضِ الْبَقَرَة الَّتِي أَمَرَهُمْ اللَّه بِذَبْحِهَا فَذَبَحُوهَا .
عَنْ مُجَاهِد قَالَ : ضُرِبَ بِفَخِذِ الْبَقَرَة , فَقَامَ حَيًّا .

{ كَذَلِكَ يَحْيَى اللَّه الْمَوْتَى }
مُخَاطَبَة مِنْ اللَّه عِبَاده الْمُؤْمِنِينَ وَاحْتِجَاج مِنْهُ عَلَى الْمُشْرِكِينَ الْمُكَذِّبِينَ بِالْبَعْثِ وَأَمَرَهُمْ بِالِاعْتِبَارِ بِمَا كَانَ مِنْهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ مِنْ إحْيَاء قَتِيل بَنِي إسْرَائِيل بَعْد مَمَاته فِي الدُّنْيَا .

{ وَيُرِيكُمْ آيَاته لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ }
وَيُرِيكُمْ اللَّه أَيّهَا الْكَافِرُونَ الْمُكَذِّبُونَ بِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبِمَا جَاءَ بِهِ مِنْ عِنْد اللَّه مِنْ آيَاته .
وَآيَاته : أَعْلَامه وَحُجَجه الدَّالَّة عَلَى نُبُوَّته - لِتَعْقِلُوا وَتَفْهَمُوا أَنَّهُ مُحِقَ صَادِق فَتُؤْمِنُوا بِهِ وَتَتْبَعُوهُ .

{ ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبكُمْ }
يَعْنِي بِذَلِكَ كُفَّار بَنِي إسْرَائِيل و قَسَتْ قُلُوبكُمْ : أَيْ جَفَتْ وَغَلُظَتْ وَعَسَتْ .

{ مِنْ بَعْد ذَلِكَ }
مِنْ بَعْد أَنْ أَحْيَا الْمَقْتُول لَهُمْ الَّذِي ادَّارَءُوا فِي قَتْله . فَأَخْبَرَهُمْ بِقَاتِلِهِ وَمَا السَّبَب الَّذِي مِنْ أَجْله قَتَلَهُ .

( فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً )
أَوْ أَشَدّ قَسْوَة فَصَارَتْ قُلُوب بَنِي إِسْرَائِيل مَعَ طُول الْأَمَد قَاسِيَة بَعِيدَة عَنْ الْمَوْعِظَة بَعْد مَا شَاهَدُوهُ مِنْ الْآيَات وَالْمُعْجِزَات فَهِيَ فِي قَسْوَتهَا كَالْحِجَارَةِ الَّتِي لَا عِلَاج لِلِينِهَا أَوْ أَشَدّ قَسْوة .

{ وَإِنَّ مِنْ الْحِجَارَة لَمَا يَتَفَجَّر مِنْهُ الْأَنْهَار }
وَإِنَّ مِنْ الْحِجَارَة حِجَارَة يَتَفَجَّر مِنْهَا الْمَاء الَّذِي تَكُون مِنْهُ الْأَنْهَار فَاسْتَغْنَى بِذِكْرِ الْمَاء عَنْ ذِكْر الْأَنْهَار.
وَالتَّفَجُّر : التَّفَعُّل مِنْ فَجَّرَ الْمَاء .

{ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّق فَيَخْرُج مِنْهُ الْمَاء }
يَعْنِي بِقَوْلِهِ جَلَّ ثَنَاؤُهُ وَإِنَّ مِنْ الْحِجَارَة تَشَّقَّق وَتَشَقُّقهَا : تَصَدُّعهَا .

{ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِط مِنْ خَشْيَة اللَّه }
وَإِنَّ مِنْ الْحِجَارَة لَمَا يَهْبِط : أَيْ يَتَرَدَّى مِنْ رَأْس الْجَبَل إلَى الْأَرْض وَالسَّفْح مِنْ خَوْف اللَّه وَخَشْيَته .

{ وَمَا اللَّه بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ }
وَمَا اللَّه بِغَافِلٍ يَا مَعْشَر الْمُكَذِّبِينَ بِآيَاتِهِ وَالْجَاحِدِينَ نُبُوَّة رَسُوله مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والمتقولين عَلَيْهِ الْأَبَاطِيل مِنْ بَنِي إسْرَائِيل وَأَحْبَار الْيَهُود عَمَّا تَعْمَلُونَ مِنْ أَعْمَالكُمْ الْخَبِيثَة وَأَفْعَالكُمْ الرَّدِيئَة وَلَكِنَّهُ يُحْصِيهَا عَلَيْكُمْ فَيُجَازِيكُمْ بِهَا فِي الْآخِرَة أَوْ يُعَاقِبكُمْ بِهَا فِي الدُّنْيَا .

"أَفَتَطْمَعُونَ"
أَيّهَا الْمُؤْمِنُونَ وَالْهَمْزَة لِلْإِنْكَارِ أَيْ لَا تَطْمَعُوا فَلَهُمْ سَابِقَة بِالْكُفْرِ.

"أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ"
أَيْ الْيَهُود.

"وَقَدْ كَانَ فَرِيق"
طَائِفَة.
"مِنْهُمْ"
أَحْبَارهمْ.

"يَسْمَعُونَ كَلَام اللَّه"
فِي التَّوْرَاة.

"ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ"
يُغَيِّرُونَهُ.

"مِنْ بَعْد مَا عَقَلُوهُ"
فَهِمُوهُ .

{ وَهُمْ يَعْلَمُونَ }
أَيْ يَعْلَمُونَ أَنَّهُمْ فِي تَحْرِيفهمْ مَا حَرَّفُوا مِنْ ذَلِكَ مُبْطِلُونَ كَاذِبُونَ . وَذَلِكَ إخْبَار مِنْ اللَّه جَلَّ ثَنَاؤُهُ عَنْ إقْدَامهمْ عَلَى الْبَهَت .

تابعونا بارك الله فيكم ؛
الثلاثاء 20 / 3 / 2007 م.

sayed555 24-03-2007 01:56 AM

تابع سورة البقرة ( الاية 76 / 80 )

"وَإِذَا لَقُوا"
أَيْ مُنَافِقُو الْيَهُود .

"الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا"
بِأَنَّ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَبِيّ وَهُوَ الْمُبَشَّر بِهِ فِي كِتَابنَا .

"وَإِذَا خَلَا"
رَجَعَ.

"بَعْضهمْ إلَى بَعْض قَالُوا"
أَيْ رُؤَسَاؤُهُمْ الَّذِينَ لَمْ يُنَافِقُوا لِمَنْ نَافَقَ .

"أَتُحَدِّثُونَهُمْ"
أَيْ الْمُؤْمِنِينَ.

"بِمَا فَتَحَ اللَّه عَلَيْكُمْ"
أَيْ عَرَّفَكُمْ فِي التَّوْرَاة مِنْ نَعْت مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

"لِيُحَاجُّوكُمْ"
لِيُخَاصِمُوكُمْ وَاللَّام لِلصَّيْرُورَةِ.

"بِهِ عِنْد رَبّكُمْ"
فِي الْآخِرَة وَيُقِيمُوا عَلَيْكُمْ الْحُجَّة فِي تَرْك اتِّبَاعه مَعَ عِلْمكُمْ بِصِدْقِهِ.

"أَفَلَا تَعْقِلُونَ"
هُوَ خِطَاب مِنْ اللَّه تَعَالَى لِلْمُؤْمِنِينَ .
أَيْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ أَنَّ بَنِي إِسْرَائِيل لَا يُؤْمِنُونَ وَهُمْ بِهَذِهِ الْأَحْوَال .

{ أَوَلَا يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّه يَعْلَم مَا يُسِرُّونَ }
يَعْنِي مَا أَسَرُّوا مِنْ كُفْرهمْ بِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَكْذِيبهمْ بِهِ وَهُمْ يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدهمْ .

{ وَمَا يُعْلِنُونَ }
يَعْنِي مَا أَعْلَنُوا حِين قَالُوا لِلْمُؤْمِنِينَ آمَنَّا .

( وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ )
أَيْ وَمِنْ أَهْل الْكِتَاب قَالَهُ مُجَاهِد : وَالْأُمِّيُّونَ جَمْع أُمِّيّ وَهُوَ الرَّجُل الَّذِي لَا يُحْسِن الْكِتَابَة .

{ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَاب إلَّا أَمَانِيّ وَإِنْ هُمْ إلَّا يَظُنُّونَ }
أَيْ لَا يَعْلَمُونَ وَلَا يَدْرُونَ مَا فِيهِ مِنْ حُدُود وَأَحْكَام وَفَرَائِض كَهَيْئَةِ الْبَهَائِم --- وَهُمْ يَجْحَدُونَ نُبُوَّتك بِالظَّنِّ .

" فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْد اللَّه لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا "
هَؤُلَاءِ صِنْف آخَر مِنْ الْيَهُود وَهُمْ الدُّعَاة إِلَى الضَّلَال بِالزُّورِ وَالْكَذِب عَلَى اللَّه وَأَكْل أَمْوَال النَّاس بِالْبَاطِلِ وَالْوَيْل وَالْهَلَاك وَالدَّمَار.
وَيْل صَدِيد فِي أَصْل جَهَنَّم.
أو الْوَيْل وَادٍ فِي جَهَنَّم لَوْ سُيِّرَتْ فِيهِ الْجِبَال لَمَاعَتْ .
عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ الوَيْلٌ جَبَل مِنْ نَار .

عَنْ قَوْله تَعَالَى فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَاب بِأَيْدِيهِمْ قَالَ : نَزَلَتْ فِي الْمُشْرِكِينَ وَأَهْل الْكِتَاب وَقَالَ : السُّدِّيّ كَانَ نَاس مِنْ الْيَهُود كَتَبُوا كِتَابًا مِنْ عِنْدهمْ يَبِيعُونَهُ مِنْ الْعَرَب وَيُحَدِّثُونَهُمْ أَنَّهُ مِنْ عِنْد اللَّه فَيَأْخُذُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا.

( فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ )
قِيلَ مِنْ الْمَآكِل . وَقِيلَ مِنْ الْمَعَاصِي . وَكَرَّرَ الْوَيْل تَغْلِيظًا لِفِعْلِهِمْ .
وَوَيْل لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ يَقُول مِمَّا يَأْكُلُونَ بِهِ النَّاس السَّفَلَة وَغَيْرهمْ .

( وَقَالُوا )
يَعْنِي الْيَهُود .

( لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةً )
وَعَنْ اِبْن عَبَّاس : زَعَمَ الْيَهُود أَنَّهُمْ وَجَدُوا فِي التَّوْرَاة مَكْتُوبًا أَنَّ مَا بَيْن طَرَفَيْ جَهَنَّم مَسِيرَة أَرْبَعِينَ سَنَة إِلَى أَنْ يَنْتَهُوا إِلَى شَجَرَة الزَّقُّوم .

وَقَالُوا : إِنَّمَا نُعَذَّب حَتَّى نَنْتَهِي إِلَى شَجَرَة الزَّقُّوم فَتَذْهَب جَهَنَّم وَتَهْلِك .

وَعَنْ اِبْن عَبَّاس أَيْضًا وَقَتَادَة : أَنَّ الْيَهُود قَالَتْ إِنَّ اللَّه أَقْسَمَ أَنْ يُدْخِلهُمْ النَّار أَرْبَعِينَ يَوْمًا عَدَد عِبَادَتهمْ الْعِجْل فَأَكْذَبَهُمْ اللَّه كَمَا تَقَدَّمَ .

{ أَتَّخَذْتُمْ عِنْد اللَّه عَهْدًا }
أَخَذْتُمْ بِمَا تَقُولُونَ مِنْ ذَلِكَ مِنْ اللَّه مِيثَاقًا فَاَللَّه لَا يَنْقُض مِيثَاقه وَلَا يُبَدِّل وَعْده وَعَقْده أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّه الْبَاطِل جَهْلًا وَجَرَاءَة عَلَيْهِ ؟
أَيْ أَسْلَفْتُمْ عَمَلًا صَالِحًا فَآمَنْتُمْ وَأَطَعْتُمْ فَتَسْتَوْجِبُونَ بِذَلِكَ الْخُرُوج مِنْ النَّار ! أَوْ هَلْ عَرَفْتُمْ ذَلِكَ بِوَحْيِهِ الَّذِي عَهِدَهُ إِلَيْكُمْ .

( فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ )
تَوْبِيخ وَتَقْرِيع .أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّه الْبَاطِل جَهْلًا وَجَرَاءَة عَلَيْهِ ؟

تابعونا بارك الله فيكم ؛
السبت 24 / 3 / 2007 م.

sayed555 27-03-2007 02:37 PM

تابع سورة البقرة ( الاية 81 / 85 )

{ بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَة }
تَكْذِيب مِنْ اللَّه الْقَائِلِينَ مِنْ الْيَهُود : { لَنْ تَمَسّنَا النَّار إلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَة } وَإِخْبَار مِنْهُ لَهُمْ أَنَّهُ يُعَذِّب مَنْ أَشْرَكَ وَكَفَرَ بِهِ وَبِرُسُلِهِ وَأَحَاطَتْ بِهِ ذُنُوبه فَمُخَلِّده فِي النَّار ; فَإِنَّ الْجَنَّة لَا يَسْكُنهَا إلَّا أَهْل الْإِيمَان بِهِ وَبِرَسُولِهِ , وَأَهْل الطَّاعَة لَهُ , وَالْقَائِمُونَ بِحُدُودِهِ .

{ وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَته }
اجْتَمَعَتْ عَلَيْهِ فَمَاتَ عَلَيْهَا قَبْل الْإِنَابَة وَالتَّوْبَة مِنْهَا .

فَأُولَئِكَ }
الَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئَات وَأَحَاطَتْ بِهِمْ خَطِيئَاتهمْ أَصْحَاب النَّار هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ .

{ أَصْحَاب النَّار }
أَهْل النَّار .

{ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ }
يَعْنِي فِي النَّار خَالِدُونَ - مُقِيمُونَ - لَا يَخْرُجُونَ مِنْهَا أَبَدًا .

{ وَاَلَّذِينَ آمَنُوا }
أَيْ صَدَّقُوا بِمَا جَاءَ بِهِ مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .

{ وَعَمِلُوا الصِّلْحَات }
أَطَاعُوا اللَّه فَأَقَامُوا حُدُوده , وَأَدَّوْا فَرَائِضه , وَاجْتَنَبُوا مَحَارِمه .

{ أُولَئِكَ }
الَّذِينَ هُمْ كَذَلِكَ .

{ أَصْحَاب الْجَنَّة هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ }
يَعْنِي أَهْلهَا الَّذِينَ هُمْ أَهْلهَا { هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } ; مُقِيمُونَ أَبَدًا .
أَيْ مَنْ آمَنَ بِمَا كَفَرْتُمْ بِهِ وَعَمِلَ بِمَا تَرَكْتُمْ مِنْ دِينه , فَلَهُمْ الْجَنَّة خَالِدِينَ فِيهَا ; يُخْبِرهُمْ أَنَّ الثَّوَاب بِالْخَيْرِ وَالشَّرّ مُقِيم عَلَى أَهْله أَبَدًا لَا انْقِطَاع لَهُ أَبَدًا .

( وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ )
وَاخْتُلِفَ فِي الْمِيثَاق هُنَا , فَقَالَ مَكِّيّ : هُوَ الْمِيثَاق الَّذِي أُخِذَ عَلَيْهِمْ حِين أُخْرِجُوا مِنْ صُلْب آدَم كَالذَّرِّ .
وَقِيلَ : هُوَ مِيثَاق أُخِذَ عَلَيْهِمْ وَهُمْ عُقَلَاء فِي حَيَاتهمْ عَلَى أَلْسِنَة أَنْبِيَائِهِمْ .

( لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ )
وَعِبَادَة اللَّه إِثْبَات تَوْحِيده , وَتَصْدِيق رُسُله , وَالْعَمَل بِمَا أَنْزَلَ فِي كُتُبه .

( وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا )
وَالْإِحْسَان إِلَى الْوَالِدَيْنِ : مُعَاشَرَتهمَا بِالْمَعْرُوفِ , وَالتَّوَاضُع لَهُمَا , وَامْتِثَال أَمْرهمَا , وَالدُّعَاء بِالْمَغْفِرَةِ بَعْد مَمَاتهمَا , وَصِلَة أَهْل وُدّهمَا .

( وَذِي الْقُرْبَى )
وَالْقُرْبَى : بِمَعْنَى الْقَرَابَة .
أَيْ وَأَمَرْنَاهُمْ بِالْإِحْسَانِ إِلَى الْقَرَابَات بِصِلَةِ أَرْحَامهمْ .

( وَالْيَتَامَى )
الْيَتَامَى وَهُوَ جَمْع يَتِيم.
وَالَيْتُمْ فِي بَنِي آدَم بِفَقْدِ الْأَب , وَفِي الْبَهَائِم بِفَقْدِ الْأُمّ .

" الْمَسَاكِين "
أَيْ وَأَمَرْنَاهُمْ بِالْإِحْسَانِ إِلَى الْمَسَاكِين , وَهُمْ الَّذِينَ أَسْكَنَتْهُمْ الْحَاجَة وَأَذَلَّتْهُمْ . وَهَذَا يَتَضَمَّن الْحَضّ عَلَى الصَّدَقَة وَالْمُؤَاسَاة وَتَفَقُّد أَحْوَال الْمَسَاكِين وَالضُّعَفَاء .
عَنْ أَبِي هُرَيْرَة عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( السَّاعِي عَلَى الْأَرْمَلَة وَالْمِسْكِين كَالْمُجَاهِدِ فِي سَبِيل اللَّه - وَأَحْسِبهُ قَالَ - وَكَالْقَائِمِ لَا يَفْتُر وَكَالصَّائِمِ لَا يُفْطِر ) .

( وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا )
وَقُولُوا لِلنَّاسِ قَوْلًا ذَا حُسْن .

{ وَأَقِيمُوا الصَّلَاة }
وَإِقَامَة الصَّلَاة تَمَام الرُّكُوع وَالسُّجُود وَالتِّلَاوَة وَالْخُشُوع وَالْإِقْبَال عَلَيْهَا فِيهَا .

{ وَآتُوا الزَّكَاة }
إيتَاء الزَّكَاة مَا كَانَ اللَّه فَرَضَ عَلَيْهِمْ فِي أَمْوَالهمْ مِنْ الزَّكَاة , وَهِيَ سُنَّة كَانَتْ لَهُمْ غَيْر سُنَّة مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ; كَانَتْ زَكَاة أَمْوَالهمْ قُرْبَانًا تَهْبِط إلَيْهِ نَار فَتَحْمِلهَا , فَكَانَ ذَلِكَ تَقْبَلهُ , وَمَنْ لَمْ تَفْعَل النَّار بِهِ ذَلِكَ كَانَ غَيْر مُتَقَبَّل .

{ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إلَّا قَلِيلًا مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ }
خِطَاب لِمَنْ كَانَ بَيْن ظَهْرَانَيْ مُهَاجِر رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ يَهُود بَنِي إسْرَائِيل , وَذَمّ لَهُمْ بِنَقْضِهِمْ الْمِيثَاق الَّذِي أُخِذَ عَلَيْهِمْ فِي التَّوْرَاة وَتَبْدِيلهمْ أَمْر اللَّه وَرُكُوبهمْ مَعَاصِيه .

"وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقكُمْ"
وَقُلْنَا.

"لَا تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ"
تُرِيقُونَهَا بِقَتْلِ بَعْضكُمْ بَعْضًا .

"وَلَا تُخْرِجُونَ أَنْفُسكُمْ مِنْ دِيَاركُمْ"
لَا يُخْرِج بَعْضكُمْ بَعْضًا مِنْ دَاره .

"ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ"
مِنْ الْإِقْرَار--- أَيْ بِهَذَا الْمِيثَاق الَّذِي أُخِذَ عَلَيْكُمْ وَعَلَى أَوَائِلكُمْ .

"وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ"
مِنْ الشَّهَادَة --- أَيْ شُهَدَاء بِقُلُوبِكُمْ عَلَى هَذَا.
وَقِيلَ : الشَّهَادَة بِمَعْنَى الْحُضُور - أَيْ تَحْضُرُونَ سَفْك دِمَائِكُمْ وَإِخْرَاج أَنْفُسكُمْ مِنْ دِيَاركُمْ .

{ ثُمَّ أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ }
وَجْهَانِ : أَحَدهمَا أَنْ يَكُون أُرِيدَ بِهِ : ثُمَّ أَنْتُمْ يَا هَؤُلَاءِ .

{ تَقْتُلُونَ أَنْفُسكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقًا مِنْكُمْ مِنْ دِيَارهمْ }
مُتَعَاوَنِينَ عَلَيْهِمْ فِي إخْرَاجكُمْ إيَّاهُمْ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَان .
وَالتَّعَاوُن : هُوَ التَّظَاهُر .

( تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِمْ )
مَعْنَى " تَظَاهَرُونَ " تَتَعَاوَنُونَ , مُشْتَقّ مِنْ الظَّهْر ; لِأَنَّ بَعْضهمْ يُقَوِّي بَعْضًا فَيَكُون لَهُ كَالظَّهْرِ .

( بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ )
وَالْإِثْم : الْفِعْل الَّذِي يَسْتَحِقّ عَلَيْهِ صَاحِبه الذَّمّ .
وَالْعُدْوَان : الْإِفْرَاط فِي الظُّلْم وَالتَّجَاوُز فِيهِ .

{ وَإِنْ يَأْتُوكُمْ أُسَارَى تَفَادَوْهُمْ }
الْيَهُود يُوَبِّخهُمْ بِذَلِكَ - وَيُعَرِّفهُمْ بِهِ قَبِيح أَفْعَالهمْ الَّتِي كَانُوا يَفْعَلُونَهَا .

{ وَهُوَ مُحَرَّم عَلَيْكُمْ }
فِي كِتَابكُمْ.

{ إخْرَاجهمْ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَاب وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ }
أَتُفَادُونَهُمْ مُؤْمِنِينَ بِذَلِكَ - وَتُخْرِجُونَهُمْ كُفْرًا بِذَلِكَ ؟
فَكَانَ إخْرَاجهمْ كُفْرًا وَفِدَاؤُهُمْ إيمَانًا .

( فَمَا جَزَاء مَنْ يَفْعَل ذَلِكَ مِنْكُمْ )
يَعْنِي بِالْجَزَاءِ : الثَّوَاب وَهُوَ الْعِوَض مِمَّا فَعَلَ مِنْ ذَلِكَ وَالْأَجْر عَلَيْهِ .

{ إلَّا خِزْي }
وَالْخِزْي الذُّلّ وَالصَّغَار .

{ فِي الْحَيَاة الدُّنْيَا }
يَعْنِي فِي عَاجِل الدُّنْيَا قَبْل الْآخِرَة .

{ وَيَوْم الْقِيَامَة يُرَدُّونَ إلَى أَشَدّ الْعَذَاب }
وَيَوْم تَقُوم السَّاعَة يُرَدّ مَنْ يَفْعَل ذَلِكَ مِنْكُمْ بَعْد الْخِزْي الَّذِي يَحِلّ بِهِ فِي الدُّنْيَا جَزَاء عَلَى مَعْصِيَة اللَّه إلَى أَشَدّ الْعَذَاب الَّذِي أَعَدَّ اللَّه لِأَعْدَائِهِ .

( وَمَا اللَّه بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ )
يَعْنِي عَمَّا يَعْمَلهُ الَّذِينَ أَخْبَرَ اللَّه عَنْهُمْ أَنَّهُ لَيْسَ لَهُمْ جَزَاء عَلَى فِعْلهمْ إلَّا الْخِزْي فِي الْحَيَاة الدُّنْيَا , وَمَرْجِعهمْ فِي الْآخِرَة إلَى أَشَدّ الْعَذَاب .

تابعونا بارك الله فيكم ؛
الاربعاء 28 / 3 / 2007 م.


Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.