أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية

أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com/index.php)
-   الخيمة المفتوحة (http://hewar.khayma.com/forumdisplay.php?f=7)
-   -   قال الإمام السيوطي عن المولد النبوي الشريف: (http://hewar.khayma.com/showthread.php?t=31456)

متعبد 12-05-2003 02:57 AM

قال الإمام السيوطي عن المولد النبوي الشريف:
 
ألّف الإمام الحافظ جلال الدين السيوطي رسالة سماها:
(حسن المقصد في عمل المولد) وهي مطبوعة ضمن كتابه
(الحاوي للفتاوي)،
نقل فيها انتقادات المنكرين، وأجوبة المقرّين،
ثم أبدى رأيه خلال مناقشتهم في أدلتهم وسنورد ملخصاً لما جاء فيها:

قال الامام السيوطي:


{الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى، وبعد:
فقد وقع السؤال عن عمل المولد النبوي في شهر ربيع الأول،
ما حكمه من حيث الشرع؟
وهل هو محمود أومذموم؟ وهل يُثاب فاعله أو لا؟
الجواب عندي: أن أصل عمل المولد الذي هو اجتماع الناس
وقراءة ما تيسر من القرآن،
ورواية الأخبار الواردة في مبدأ أمر النبي صلى الله عليه وسلم، وما وقع في مولده من الآيات، ثم يُمَدّ لهم سِماطٌ يأكلونه وينصرفون من غير زيادة على ذلك، هو من البدع الحسنة التي يُثاب عليها صاحبها لما فيه من تعظيم قدر النبي صلى الله عليه وسلم، وإظهار الفرح والإستبشار بمولده الشريف}.
ثم أورد الإمام السيوطي قول الفاكهاني الذي ينكر عمل المولد
ويصفه بقوله:
(بالبدعة المذمومة، وأنه لا أصل له في الكتاب أوالسنة، ولم يُنقل عن أحد من الصحابة أو التابعين أو علماء الأمة، وأننا لو أدرنا عليه الأحكام الخمسة لقلنا: إما أن يكون واجباً أو مندوباً أو مباحاً أو مكروهاًأومحرّماً، فهو ليس بواجب إجماعاً، ولا مندوباً، لأن حقيقة المندوب ما طلبه الشرع من غير ذم على تركه، وهذا لم يأذن فيه الشرع، ولا فعله الصحابة ولا التابعون المتدينون، و لامباحاً لأن الإبتداع في الدين ليس مباحاً، فلم يبق إلا أن يكون مكروهاً أو حراما). ثم أورد الفاكهاني قول الإمام أبي عمرو بن العلاء حيث قال: (الشهر الذي ولد فيه صلى الله عليه وسلم هو بعينه الشهر الذي توفي فيه، فليس الفرح فيه بأولى من الحزن فيه)). انتهى
ويرد الإمام السيوطي بقوله:
أما قوله: (لا أعلم لهذا المولد أصلاً في كتاب ولا سنة) فيُقال عليه:
نفي العلم لا يلزم نفي الوجود، وقد استخرج له إمام الحفاظ ابن حجر أصلاً من السنة، واستخرجت له أنا أصلاً ثانياً وسيأتي ذكرهما بعد هذا.
وقوله: (بل هو بدعة أحدثها البطالون) إلى قوله: (ولا العلماء المتدينون، فيُقال عليه:
قد تقدّم أنه أحدثه ملك عادل عالم، هو: (المظفر) صاحب اربل، وقصد به التقرب إلى الله تعالى، وحضر عنده فيه العلماء والصلحاء من غير نكير منهم، وارتضاه ابن دحية رضي الله عنه وصنف له من أجله كتاباً، فهؤلاء علماء متدينون رضوه وأقروه ولم ينكروه، وقوله: (ولا مندوبا) يُقال عليه: إن الطلب في المندوب تارة يكون بالنص،
وتارة يكون بالقياس، وهذا وإن لم يرد فيه نص ففيه القياس على الأصلين الآتي ذكرهما.
وقوله: (ولاجائز أن يكون مباحاً)، كلام غير مسلّم، لأن البدعة لم تنحصر في الحرام والمكروه، بل قد تكون أيضا مباحةً ومندوبة وواجبة، قال النووي في تهذيب الأسماء واللغات: البدعة في الشرع هي إحداث مالم يكن في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي منقسمة إلى حسنة وقبيحة، وقال الشيخ عز الدين بن عبد السلام في القواعد:
البدعة منقسمة إلى واجبة ومحرمة ومندوبة ومكروهة ومباحة، والطريق في ذلك أن تعرض البدعة على قواعد الشريعة ، فإذا دخلت في قواعد الإيجاب فهي واجبة...... الخ ، وروى البيهقي باسناده في مناقب الشافعي عن الشافعي قال: المحدثات من الأمور ضربان، أحدهما ما أُحدث مما يُخالف كتاباً أو سنة أو أثراً أو إجماعاً فهذه البدعة الضلالة، وما أحدث من الخير لاخلاف فيه لواحد من هذا
فهذه محدثة غير مذمومة، وقد قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه في قيام شهر رمضان: (نعمت البدعة هذه) يعني أنها مُحدثة لم تكن، وإذا كانت فليس فيها ردّ لما مضى. هذا آخر كلام الشافعي.
وقوله: ( أنه شهر وفاته صلى الله عليه وسلم أيضا)، فيقال:
أن ولادته صلى الله عليه وسلم أعظم النعم علينا، ووفاته أعظم المصائب لنا،
والشريعة حثت على إظهار شكر النعم، والصبر والسكون والكتم عند المصائب، وقد أمر الشرع بالعقيقة عند الولادة وهي إظهار شكر وفرح بالمولود، ولم يأمر عند الموت بذبح ولا غيره، بل نهى عن النياحة والجزع، فدلت قواعد الشريعة على أنه يحسن في هذا الشهر إظهار الفرح بولادته صلى الله عليه وسلم دون إظهار الحزن فيه بوفاته.
ثم ينقل السيوطي قول الإمام ابن حجر عندما سُئل عن عمل المولد فقال: أصل عمل المولد بدعة لم تُنقل عن أحد من السلف الصالح من القرون الثلاثة، ولكنها مع ذلك قد اشتملت على محاسن وضدها، فمن تحرى في عملها المحاسن وتجنب ضدها كان بدعة حسنة وإلا فلا، قال: وقد ظهر لي تخريجها على أصل ثابت وهو ما ثبت في الصحيحين من أن النبي صلى الله عليه وسلم قَدِم المدينة فوجد اليهود يصومون يوم عاشوراء، فسألهم فقالوا: هو يوم أغرق الله فيه فرعون ونجى موسى، فنحن نصومه شكراً لله تعالى، فيُستفاد منه فعل الشكر لله على ما منّ به في يوم معين من إسداء نعمة أودفع نقمة، وأي نعمة أعظم من النعمة ببروز هذا النبي، نبي الرحمة في ذلك اليوم؟
ثم يقول الإمام السيوطي – رحمه الله -:
وقد ظهر لي تخريجه على أصل آخر وهو ما أخرجه البيهقي عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم عقّ عن نفسه بعد النبوة، مع أنه ورد أن جدّه عبد المطلب عقّ عنه في سابع ولادته، والعقيقة لاتُعاد مرة ثانية، فيُحمل ذلك على أن الذي فعله صلى الله عليه وسلم إظهار للشكر على إيجاد الله تعالى إياه رحمة للعالمين وتشريع لأمته، ثم رأيت إمام القراء الحافظ شمس الدين بن الجزري قال في كتابه المسمى: (عرف التعريف بالمولد الشريف) ما نصه: قد رؤي أبو لهب بعد موته في النوم فقيل له ما حالك؟ فقال في النار، إلا أنه يُخفف عني كل ليلة اثنين، وأمص من بين أصبعي ماء بقدر هذا – وأشار لرأس أصبعه – وأن ذلك باعتاقي لثويبة عندما بشرتني بولادة النبي صلى الله عليه وسلم، وبارضاعها له -الحديث موجود في البخاري-
في كتاب النكاح، ورواه عروة بن الزبير مرسلاً} فإذا كان أبو لهب الكافر الذي نزل القرآن بذمه جوزي في النار بفرحه ليلة مولد النبي صلى الله عليه وسلم به، فما حال المسلم الموحد من أمة النبي صلى الله عليه وسلم يُسرّ بمولده، ويبذل ما تصل إليه قدرته في محبته صلى الله عليه وسلم؟ لعمري إنما يكون جزاؤه من الله الكريم أن يُدخله بفضله جنات النعيم، وقال الحافظ شمس الدين بن ناصر الدمشقي في كتابه المسمى: (مورد الصادي في مولد الهادي): قد صحّ أن أبا لهب يُخفف عنه عذاب النار في مثل يوم الإثنين لإعتاقه ثويبة سروراً بميلاد النبي صلى الله عليه وسلم، ثم أنشد:
إذا كان هذا كافراً جاء ذمّه*** وتبت يداه في الجحيم مخلدا
أتى أنه في يوم الإثنين دائماً*** يُخفف عنه للسرور بأحمدا
فما الظن بالعبد الذي طول عمره*** بأحمد مسروراً ومات موحدا .

انتهى كلام السيوطي

متعبد 12-05-2003 03:02 AM

ملاحظة

انا وضعت كلام الامام السيوطي هنا بسبب اني وجدت موضوعا ينقل فيه مؤلفه كلاماعن بعض المعاصرين ولو اقتضى الامر ما انزلنا الموضوع هنا واسمحوا لي ان ادعوا "إخواني المسلمين" بمناسبة ذكرى يوم المولد النبوي ان يتقوا الله فمن يتق الله فهو حسبه ومن يتق الله فهو وكيله والسلام عليكم

الوافـــــي 12-05-2003 03:16 AM

أليس من الأولى أن نبكي دما على ذكرى وفاته صلى الله عليه وسلم
بدل أن نرقص طربا في تلك الموالد ؟؟

اللهم أهدنا للحق جميعا

تحياتي

:)

الـــــــــدانه 12-05-2003 04:25 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سؤال ليتك تجاوبه يا متعبد

هل احيا الصحابة رضوان الله عليهم المولد النبوي ؟؟



----------
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

متعبد 12-05-2003 05:43 AM

الاخ الوافي

لو انك قرأت ما قاله الامام السيوطي لما سألت ما سألت

فانظر اخي كيف ان الشرع الحنيف سن لنا فيه ان نعمل العقيقة لاظهار الفرح بالمولود الجديد ولم تسن العقيقة للوفاة ومثل هذا يقاس على ذاك

متعبد 12-05-2003 05:50 AM

الاخت الدانة

الصحابة لم يحتفلوا بالمولد الشريف كما انهم لم يضعوا النقط في المصحف الشريف :) كما انهم لم يبنوا المحاريب المجوفة في المساجد

ان تحريم عمل المولد على الاصل الذي عُمِلَ عليه معناه انكم تحرمون احد الامور الرئيسة التي يقوم عليها المولد
1 - قراءة القرآن
2 - مدح النبي صلى الله عليه وسلم
3 - اطعام الفقراء واكساء المحتاجين
4 - اظهار الفرح بمولد النعمة المهداة سيد الخلق وحبيب الحق سيدنا محمد النبي المصطفى


ان تحريم المولد معناه تحريم واحد من هذه الامور العظيمة في الاسلام لان المولد عبارة عن اجتماع الناس لفعل هذه الامور

وان قال قائل نحن لا نحرمها لكن نحرم تخصيص هذا اليوم بفعلها فكذلك لا يقبلها منه مسلم على وجه هذه البسيطة

يبقى الاحتمال الثالث وهو انكم تتكلمون عن عادات انتشرت بعيد الاستعمار البريطاني لبعض البقاع حيث صار بعض الناس من جهلهم يخلطون بعض العادات الفاسدة بعمل المولد فهذا فعلا انتشر في اكثر من محلة ومصر وسلطت عليه الاضواء في الاعلام حتى ظن الكثيرون ان المولد هو ما يرونه امامهم والحقيقة ان المولد هو عبارة عن فعل ما سلف تبيانه وهذا هو الاصل الذي مدحه علماء اهل السنة والجماعة رضوان الله عليهم

يبقى امرا وانا ابحث لكم عن مخرج فيه وهو اني اتمنى ان تكونوا قصدتم الرد علي انا في ردكم ولم تقصدوا ان تتهجموا على الامام السيوطي صاحب الفضل والصيت الطيب والعلم الديني المبارك

السلام عليكم

الوافـــــي 12-05-2003 06:11 AM

متعبد

كنت أود لو أنك ذكرت عِظم الخطب الذي أصاب الأمة بموته صلى الله عليه وسلم والذي يصادف يوم مولده
وأتيت لي بالعقيقة دليلا على الفرح بالرغم من إني أذكرك بموته صلى الله عليه وسلم
دع السيوطي ودع غيره
فهم كتبوا وكتب غيرهم
وإن كنت لا تعتقد إلا في المتقدمين
فأفعال أبو بكر وعمر وعثمان وعلي خير مماكتبه السيوطي وغيره
وكفانا إستخدام ( القرآن ، والإدعاء بإظهار حبه عليه الصلاة والسلام وغير ذلك من الأمور ) لنبرر الخطأ
فحبه صلى الله عليه وسلم ليس له مكان محدد أو زمان محدد
وليس له طريقة محددة أو كيفية محددة
وإن أردت أن أورد لك ألف دليل ودليل لأوردت لك
ولكنني أخاطب فيك المسلم بعيدا عن كل ما نقوله لنثبت أننا على صواب
هل من محبته صلى الله عليه وسلم أن يخصص له يوم لمدحه ؟؟
هل من محبته أن يرقص الراقصون على صوت الدفوف والطبول وكأنهم سكارى أو معتوهين ؟؟
هل من محبته أن يكون الغناء تعبيرا عن حبه ؟؟
لست أجادلك في المولد
فهو عندي حرام كحرمته عند عامة المسلمين إلا من ( أبى )

وانظر إلى هذه الخطبة العظيمة التي ألقاها الشيخ / سعد البريك
بعنوان (( فراق الحبيب محمد صلى الله عليه و سلم ))

الخطبة الأولى :
الحمد لله مذكر المنهمكين في شهواتهم بالمقابر .. ومنبه الراقدين في غفلاتهم بالزواجر ( وهو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله )
أحمده على أجلّ الإنعام وأقله ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وصفيه وخليله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا أما بعد ..
فيا عباد الله ..
اتقوا الله تعالى حق التقوى واستعدوا لما أنتم مقبلون عليه ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ).
معاشر المؤمنين ..
إن الله كتب الفناء على كل شيء فكل شيء هالك إلا وجهه ، وحكم بالموت حتى على أحب الخلق إليه محمدا وأنبيائه ورسله فقال عز وجل ( كل نفس ذائقة الموت ) وقال جل وعلا لحبيبه محمد صلى لله عليه وسلم مخاطبا له ولامته ( أينما تكونوا يدركم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة ) فبالجملة ( كل نفس ذائقة الموت ) وكل نفس لا بد أن تشرب المنون صغيرة أم كبيرة ، ملكة أم فقيرة ، وزيرة أم حقيرة .
لقد اصطفى الله نبيه ، هذا النبي العربي الأمين المأمون صاحب الجاه العريض ، والعرض المصون ، ومع هذا القرب وهذه المنزلة - التي لا يبلغها الواصلون - نعى الله إلى نبيه نفس نبيه الكريمة وأنذره ريب المنون ، وسلاّه بمن مات من قبله من المرسلين فقال ( إنك ميت وإنهم ميتون )
عباد الله ..
لقد أنزل الله عز وجل قوله ( إذا جاء نصر الله والفتح * ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا * فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا * ) فقال صلى الله عليه وسلم : " لقد نُعيتْ إليّ نفسي ". وعن أم سلمة رضي الله عنها قالت :( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في آخر أمره لا يقوم ولا يقعد ولا يذهب ولا يجيء إلا قال :" سبحان الله وبحمده" ) . وعن عائشة رضي الله عنها قالت : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُكثر من قول " سبحان الله وبحمده و أستغفر الله وأتوب إليه" فقلت : يا رسول الله أراك تكثر من قول (سبحان الله وبحمده وأستغفر الله وأتوب إليه ) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"أخبرني ربي أني سأرى علامة من أمتي فإذا رأيتُها أُكثر من قولي سبحان الله وبحمده وأستغفر الله وأتوب إليه ، فقد رأيتُها ( إذا جاء نصر الله والفتح ) ).

ثم نزل على النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن نزلت هذه السورة ما يدل على قرب رحيله ، نزل عليه قول الله ( اليوم أكملت لكم دينكم ) ، فعاش صلى الله عليه وسلم بعدها (80 يوما ) ، وقيل عاش أقل من ذلك .
وما زال الحبيب صلى الله عليه وسلم يعرّض لأمته باقتراب أجله ودنو فراقه لهذه الدنيا ، فقد خطب الناس في حجة الوداع قائلا :
" يا أيها الناس خذوا عني مناسككم ، فلعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا " ، وطفق يودع الناس ، فقالوا هذه حجة الوداع ، فلما رجع من حجته إلى المدينة جمع الناس فخطبهم وقال
"أيها الناس إنما أنا بشر مثلكم يوشك أن يأتيني رسول ربي فأُجيب " ، ثم حض على التمسك بكتاب الله ، وأوصى بأهل بيته خيرا ، قال ابن رجب : ( وكان ابتداء مرضه صلى الله عليه وسلم في أواخر صفر ) ، وذكر ابن هشام وغيره في السيرة عن أبي مُويهبة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أبو مُويهبة ( بعثي رسول الله صلى الله عليه وسلم - أي أيقظني من جوف الليل - فقال :" إني أمرت أن أستغفر لأهل هذا البقيع ، فانطلق معي " ،فانطلقت معه فلما وقف بين أظهرهم قال :"السلام عليكم أهل المقابر ، ليهنأ لكم ما أصبحتم فيه مما أصبح الناس فيه ، فقد أقبلت الفتن كقطع الليل المظلم - كقطع الليل المظلم - يتبع آخرها أولها ، الآخرة شر من الأولى " قال : ثم أقبل عليّ فقال: " يا أبا مُويهبة إني قد أوتيت مفاتح خزائن الدنيا والخلد فيها ثم الجنة فخُيرت يبن ذلك ، وبين لقاء ربي والجنة "، فقال أبو مُويهبة : بأبي أنت وأمي خذ مفاتيح خزائن الدنيا والخلد فيها ثم الجنة ، فقال : " لا والله يا أبا مُويهبة لقد اخترت لقاء ربي والجنة " ، ثم استغفرَ لأهل البقيع ثم انصرف .
فبُدء رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بدأه وجعه الذي قبضه الله فيه ، وقالت عائشة رضي الله عنها: رجع رسول الله صلى الله علبه وسلم من البقيع فوجدني وأنا أجد صداعا في رأسي وأنا أقول وارأساه ، فقال صلى الله عليه وسلم : " بل أنا والله يا عائشة وارأساه " ، قالت : ثم قال : " وما ضرك يا عائشة لو متِ قبلي فقمتُ عليكِ وكفّنتكِ وصليتُ عليكِ ودفنتكِ " ، قالت عائشة : والله لكأني بكَ لو قد فعلتَ ذلك ، لقد رجعتَ إلى بيتي فأعرستَ فيه ببعض نسائكَ ، قال : فتبسم صلى الله عليه وسلم .)
وروى الدارمي : أنه خرج صلى الله عليه وسلم وهو معصوب الرأس بخرقة حتى أهوى على المنبر فاستوى عليه فقال : " والذي نفسي بيده إني لأنظر الحوض من مقامي هذا " ، ثم قال : " إن عبداً خيره الله بين أن يؤتيه زهرة الدنيا ما شاء ، وبين ما عنده ، فاختار ما عند ربه " ، فبكى أبو بكر رضي الله عنه وقال : يا رسول الله فديناك بآبائنا وأمهاتنا ، وقال : فعجبنا ، وقال الناس: انظروا إلى هذا الشيخ يخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عبد خيره الله بين أن يؤتيه زهرة الدنيا ما شاء ، وبين ما عنده ، وهذا الشيخ يعنون أبا بكر - يقول : فديناك بآبائنا وأمهاتنا ، قال : فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو المُخيّر ، وكان أبو بكر أعلمنا به ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن أمنّ الناس علي في صحبته وماله
أبو بكر ، ولو كنتُ متخذاً من الأرض خليلاً لاتخذتُ أبا بكر خليلاً ولكن أخوة الإسلام ، لا يبقى في المسجد خَوخَة إلا سدت إلا خوخة أبي بكر " -رواه الشيخان -
قالت عائشة رضي الله عنها : لما ثقل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، واشتد وجعه استأذن أزواجه رضوان الله عليهن أن يُمَرّضَ في بيت عائشة فأُذن له ، فخرج وهو بين رجلين تخط رجلاه في الأرض - خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من بيت ميمونة إلى يبت عائشة وهو محمول يحمله العباس بن عبد المطلب وعلي بن أبي طالب قد أثقله الوجع ورجلاه صلى الله عليه وسلم تخطان في الأرض - .
وفي رواية : أنه صلى الله عليه وسلم قال لنسائه : " إني لا أستطيع أن أدور في بيوتكن فإن شئتن أذنتن لي في البقاء عند عائشة " . وفي رواية : أنهن قلن : يا رسول الله قد وهبنا أيامنا لأختنا عائشة . وقيل أن فاطمة رضي الله عنها خاطبت أمهات المؤمنين بذلك ، فدخل بيت عائشة يوم الاثنين ، وكان أول مرضه صلى الله عليه وسلم الصداع ، ثم نزلت به الحمى واشتد ، حتى روي عنها رضي الله عنها أنها قالت : ما رأيتُ أحداً كان أشد عليه الوجع من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كانت عليه قطيفة ، فكانت حرارة الحمى تصيب من يضع يده من فوق القطيفة فقيل له في ذلك - فقيل للنبي صلى الله عليه وسلم عن شدة حرارة ما نزل به من الحمى - فقال صلى الله عليه وسلم : " إنا كذلك معاشر الأنبياء يُشدد علينا البلاء ويُضاعف لنا الأجر " . وعن عبد الله قال : دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يوعك فقلت : يا رسول الله إنك توعك وعكاً شديداً ، قال : " أجل إني أوعك كما يوعك رجلان منكم " ، قلت : ذلك أن لك أجرين ؟ قال: " أجل ،كذلك ما من مسلم أوذي بشوكة فما فوقها إلا كفّر الله بها سيئاته كما تحط الشجرة ورقها . )
ولهذا من شدة ما نزل به من الوجع ، وما نزل به من الحمى وحرارتها يقول : " أهريقوا علي من سبع قرب لم تُحلّ أوكيتهن لعلي أعهد إلى الناس " ، قالت عائشة : فأجلسناه في مخضب ثم طفقنا نصّب عليه من تلك القرب حتى طفق - بأبي هو وأمي - يشير إلينا بيده "أن قد فعلتُن " . وكان صلى الله عليه وسلم يقول : " لا أزال أجد ألم الطعام الذي أكلت بخيبر ، لا أزال أجد ألم الأكلة التي أكلت بخيبر فهذا أوان انقطاع أظهري من السم ".

وذلك أن يهودية دعت نبينا صلى الله عليه وسلم ، وكانت تعلم أحب مواضع اللحم إليه فسمّت ذلك الموضع حقداً وبغضاً وكراهيةً على نبينا صلى الله عليه وسلم .


يتبـــــع ...

الوافـــــي 12-05-2003 06:19 AM

تكملة ( الخطبة الأولى )

عن ابن عباس رضي الله عنه قال : لما نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إذا جاء نصر الله والفتح )- إلى آخرها - قال صلى الله عليه وسلم : " نُعِيتْ إلي نفسي " ، فأقبل إلى منزل عائشة والحمى عليه . قال بلال رضي الله عنه فلما أصبحتُ أتيت إلى حجرة النبي صلى الله عليه وسلم فناديت : السلام عليكم يا أهل بيت النبوة .. الصلاة . - جاء بلال يؤذِن النبي بالصلاة ليقم بلال الصلاة ليؤم النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال صلى الله عليه وسلم لفاطمة : " مُري بلالاً يقرئ أبا بكر السلام ويقول له يصلي بالناس " ، قال بلال : فرجعت باكيا وأنادي : وا سيداه ..وا نبياه وا سوء منقلباه ليت بلال لم تلده أمه . ثم أتيت المسجد فوجدت أبا بكر محتبسا بالناس ، فبلّغت أبا بكر السلام والرسالة قال بلال : فأقمت الصلاة فلما بلغت ( أشهد أن محمدا رسول الله ) غلبني البكاء ، فبكيت وبكى الناس فتقدم أبا بكر رضي الله عنه فأم الناس ، واستفتح الفاتحة ثم قرأ ، فلما نظر إلى موضع أقدام النبي صلى الله عليه وسلم خنقته العبرة فبكى وبكى الناس من خلفه ، فلما سمع النبي صلى الله عليه وسلم ضجة الناس بالبكاء قال لفاطمة : " ما هذه الضجة التي في المسجد ؟ " ، فالت فاطمة : إن المسلمين فقدوك وقت الصلاة . ثم وجد النبي صلى الله عليه وسلم خفةً في بدنه ، فتوضأ وخرج متوكئاً على الفضل بن عباس وأسامة بن زيد علي بن أبي طالب فلما رأى المسلمون نبيهم .. لما رأى المسلمون حبيبهم .. لما رأى المسلمون نوراً تدفق إلى المسجد في إقبال النبي صلى الله عليه وسلم وأحسوا بمجيئه جعلوا ينفرجون حتى وصل النبي ، فوقف بإزاء أبي بكر وصلى بالناس ، فلما فرغ رقى المنبر يخطب في الناس ، فحمد الله وأثنى عليه ثم أقبل للناس بوجهه الكريم كالمودع لهم فقال : " ألم أبلغكم الرسالة ، وأؤدي الأمانة والنصيحة ؟ " ، قالوا : بلى يا رسول الله قد بلّغت الرسالة ، وأديت الأمانة ونصحت الأمة وعبدت الله حتى أتاك اليقين ، فجزاك الله أفضل ماجزى نبي عن أمته . ثم نزل فودع أصحابه ، وعاد إلى عائشة .

وذكر القسطلاني ( في المواهب اللدنية ) قال : نعي إلى النبي صلى الله عليه وسلم نفسه قبل موته بشهر فلما دنا الفراق يقول الراوي : دخلنا على النبي صلى الله عليه وسلم - والراوي هو عبد الله بن مسعود - في بيت أمنا عائشة فنظر إلينا ودمعت عيناه ، فقال : " مرحبا بكم ، حيّاكم الله ، آواكم الله ونصركم الله ، أوصيكم بتقوى الله وأستخلفكم الله عليكم وأحذركم الله إني لكم منه نذير مبين ألا تعلوا على الله في عباده وبلاده فإنه قال لي ولكم ( تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علواً في الأرض ولا فساداً والعاقبة للمتقين ) . وكان عنده صلى الله عليه وسلم سبع دنانير فأمر عائشة رضي الله عنها أن تتصدق بها ، ثم قال بعد أن وضعها في كفه وهو ينظر إلى سبعة دنانير يقول : " وما ظن محمد بربه لو لقي الله محمداً ربه وهذه عنده " . ثم تصدق بها كلها .

وعن فاطمة رضي الله عنها قالت - لما صار يتغشاه الكرب -: وا كرب أبتاه . قال صلى الله عليه وسلم : "ليس على أبيك كرب بعد اليوم " .
وجاء عنه أنه صلى الله عليه وسلم قال : " لا إله إلا الله إن للموت لسكرات ، اللهم أعني على سكرات الموت ، اللهم أعني على كُرَب الموت " ، ولم يزل صلى الله عليه وسلم في مرضه هذا ، ثم هبط جبريل عليه السلام وجلس عند رأسه وقال إن الله يقرئك السلام ويقول : ( كيف تجد نفسك - وربك أعلم بالذي تجد منك - فقال صلى الله عليه وسلم : " أجدني يا جبريل مغموما ..أجدني يا جبريل مكروبا ثم أتاه جبريل عليه السلام في اليوم الثاني فقال له مثل ذلك ، فقال :" يا جبريل إن ملك الموت قد استأذن وأخبرني بالخبر، قال : ( يا محمد إن ربك مشتاق ، وأنت تعلم ما أراد منك ربك ) ". ثم إنه صلى الله عليه وسلم لما قُبضت روحه ... وصعدت روحه الشريفة إلى الملأ الأعلى ، والرفيق الأعلى إلى ربنا عز وجل ... لما صعدت روحه الشريفة دخل عليه الناس وكان قبل موته صلى الله عليه وسلم قد استأذنت فاطمة فأذن لها ، وقال : " ادني مني يا فاطمة " فانكبت عليه تبكي بكاءً طويلا وعيناها تذرفان وما تطيق الكلام ، ثم أدنت رأسها فانكبت على والدها صلى الله عليه وسلم فأكبت تقبله ثم عاد صلى الله عليه وسلم يناديها ، فرفعت رأسها وهي تبتسم ، قال الذين شهدوا : فرأينا عجبا ، أكبت فاطمة على أبيها تبكي ثم رفعت رأسها تبتسم . فكان آنذاك أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبرها بدنو أجله وفراقه الدنيا فبكت ، ثم دعا النبي صلى الله عليه وسلم ربه أن يجعلها أول أهله لحوقا به وأن يجعلها معه في منزلته ودرجته صلى الله عليه وسلم فتبسمت ، فقال جبريل حينئذ : عليك السلام يا رسول الله هذا آخر ما أنزل به إلى الأرض فقد طوي الوحي ، وما كان لي حاجة بال دنيا إلا حضورك إنما كنت صاحبي في الدنيا .

وعن عائشة رضي الله عنها أنه قالت : أُغمي على رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجري ، فجعلتُ أمسح وأدعو له بالشفاء فلما أفاق قال : " أسأل الله الرفيق الأعلى مع جبريل والملائكة " .

وذكر الواقدي أن بعض الصحابة قالوا : يا نبي الله من الذي يلي غُسلك ؟ - من يغسلك؟ - قال : " رجل من أهل بيتي " ، قالوا : ففيما نكفنك ؟ قال : " ففي ثيابي هذه " ، قالوا : كيف الصلاة عليك منا ؟ وبكينا قال : " غفر الله لكم وجزاكم عن نبيكم خيرا ، إذا غسلتموني وكفنتموني فضعوني على سريري في بيتي هذا على شفير قبري ثم اخرجوا عني ساعة ، فإن أول من يصلي علي جبريل عليه السلام ، ثم ميكائيل ، ثم ملك الموت ومعه جنود من الملائكة بأجمعِهم ، ثم ادخلوا عليّ فوجا فصلوا علي وسلموا تسليما ويبدأ بالصلاة عليّ رجال من أهل بيتي ، ثم نسائهم ثم أنتم " ، ثم اشتد به الأمر صلى الله عليه وسلم ، حتى أن وجهه الشريف ليرشح بالعرق .

قالت عائشة رضي الله عنها : ما رأيتُ رشحا من أحد قط مثلما رأيت من النبي صلى الله عليه وسلم ، وما وجدتُ لذلك رائحة أطيب منه ، فكنت أقول : بأبي أنت وأمي ما تلقاه من الرشح ؟ فقال :" يا عائشة إن نفس المؤمن تخرج في الرشح وإن نفس الكافر تخرج كالحمار " ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم بين يديه ركوة من ماء فجعل يدخل يديه ويقول : " لا إله إلا الله إن للموت لسكرات ، لا إله إلا الله إن للموت لسكرات " ، ثم لفظ صلى الله عليه وسلم يديه وهو يقول :" اللهم الرفيق الأعلى " حتى قضى نحبه .

وكان آخر ما قال صلى الله عليه وسلم : " لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد " - من عنايته بالتوحيد صلى الله عليه وسلم - وكان وهو يعالج سكرات الموت يحرض ويؤكد على التوحيد ، ثم قال : " اشتد غضب الله على قوم جعلوا قبور أنبيائهم مساجد " ، وكان من آخر ما قال صلى الله عليه وسلم : " الصلاة الصلاة .. الصلاة الصلاة ، وما ملكت أيمانكم " .
-هذه الصلاة يا عباد الله التي ضيعها كثير من المسلمين فلا يشهدونها ، ويؤخرونها عن وقتها هي من أواخر ما قال صلى الله عليه وسلم -.

وروى ثابت عن أنس رضي الله عنه أنه قال : لما ثقل النبي صلى الله علبه وسلم جعل يتغشاه الكرب فقالت فاطمة : وا كرب أبتاه ، فقال صلى الله عليه وسلم : " ليس على أبيك كرب بعد اليوم " ، فلما مات صلى الله عليه وسلم قالت : يا أبتاه إلى جبريل ننعاه ...، فلما دفن قالت : كيف طابت أنفسكم أن تحثوا التراب على نبيكم - صلى الله عليه وسلم -.

وقد تولى غسله صلى الله عليه وسلم أهل بيته ومنهم عمه العباس وعلي والفضل وأسامه بن زيد وصالح مولاه رضي الله عنهم وتولى على رضي الله عنه غسل وجهه بنفسه وأسنده إلى صدره وعليه قميصه وهو يقول : بأبي أنت وأمي ما أطيبك حيّا وما أطيبك ميتا . وأنزله عمه العباس في قبره وعلي وقثم بن العباس .
وكانت وفاته صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين ، فلما مات صلى الله عليه وسلم أظلم ذلك اليوم في المدينة ، وعلت الأصوات ، وبكى الناس ، واضطرب المسلمون اضطرابا شديدا فكان منهم من دُهش ومنهم من خلّطَ في كلامه وخَلَط ، أما عمر رضي الله عنه فإنه قال : إن رسول لم يمت وإنما وعده ربه كما وعد موسى عليه السلام ، وهو آتيكم . وقيل قال عمر رضي الله عنه : أيها الناس كفوا ألسنتكم عن رسول الله - من هول الفاجعة .. من شدة المصيبة ،لم يصدق أن نبيه مات - فإنه لم يمت ، والله لا أسمع أحدا يذكر أن رسول الله قد مات إلا علّمته بسيفي .

ومنهم من أخرس فلم يطق الكلام ، وسكت عثمان بن عفان فلم يطق الكلام أبدا ، وجعل يأخذ بيده فيجيء ويذهب ، ومنهم من أقعده فلم يطق القيام كعلي بن أبي طالب رضي الله عنه إلا أبا بكر فقد ثبّته الله فأقبل مسرعا رضي الله عنه وكان في بني الحارث بن الخزرج فدخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم والنبي صلى الله عليه وسلم ميّتٌ مسجى فكشف عن وجهه الشريف واكبّ عليه وجعل يقبّل وجهه مرارا ويقول وهو يبكي : إنا لله و إنا إليه راجعون مات والله رسول الله ، مات والله رسول الله ثم قال : بأبي أنت وأمي ما كان الله ليذيقك الموت مرتين أما الموتة التي كتبت عليك فقد متها .
ثم دخل المسجد وعمر يتكلم والناس مجتمعون على عمر فتكلم أبو بكر وشهد أن لا إله إلا الله ثم حمد الله وأقبل الناس إلى أبي بكر وتركوا عمر رضي الله عنه ، قال أبو بكر من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات ومن كان يعبد رب محمد فإن الله حيّ لا يموت ثم تلا قول الله ( وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل ..) فاستيقن الناس كلهم بموته وكأنهم لم يسمعوا هذه الآية إلا ذلك اليوم فتلقاه الناس منه فما سُمع أحد إلا يتلوها .

فيا عباد الله من عظمت عليه مصيبته فليتذكر مصيبة المسلمين في موت نبيهم وفراق إمامهم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم ، إن الجمادات تصدعت من ألم فراق الحبيب فكيف بقلوب المؤمنين ، أليس الجذع الذي كان يخطب عليه صلى الله عليه وسلم قبل أن يُعَدَّلَه المنبر لما ترك النبي الخطابة عليه وانتقل إلى المنبر لما فقد الجذع قدم النبي صلى الله عليه وسلم صاح صياحا وحنّ حنينا - وهو جماد - حتى نزل النبي صلى الله عليه وسلم من منبره واعتنق الجذع فجعل يهدأ كالصبي الذي يُسكّن عنه بكاؤه وقال صلى الله عليه وسلم : " والذي نفسي بيده لو لم ألتزمه لحن إلى يوم القيامة "، فكيف بأعين لا تدمع وقلوب لا تتألم حينما تذكر فراق النبي صلى الله عليه وسلم .
عباد الله ..
أعدوا لما لقيه نبيكم ، ولو نجا منه أحد لجا منه خير البريّة محمد صلى الله عليه وسلم ( كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة )
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم .
أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه من كل ذنب إنه هو الغفور الرحيم


يتبــــع ..

الوافـــــي 12-05-2003 06:21 AM

(( الخطبة الثانية ))

الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيما لشأنه ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه صلى الله عليه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين ... أما بعد ..
فيا عباد الله اتقوا الله حق التقوى ، تمسكوا بشريعة الإسلام وعضوا بالنواجذ على العروة الوثقى واعلموا أن خير الكلام كلام الله وخبر الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة وكل بدعة في الدين ضلالة وكل ضلالة في النار ، وعليكم بجماعة المسلمين فإن يد الله مع الجماعة ومن شذّ شذّ في النار - عياذاً بالله من ذلك - .

عباد الله ..
إن لنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة في حياته وفي ميتته صلى الله عليه وسلم فعلاً وقولاً وفي جميع أحواله ، ففي ذلك عبرةٌ للمعتبرين ، وتبصرةٌ للمتبصرين إذ لم يكن أحداً أكرم على الله من نبيه ، إذ كان خليل الله وحبيبه ونجيه وصفيه ورسوله ونبيه ، فانظروا يا عباد الله هل أمهل الموت نبينا خير خلق الله عند انقضاء مدته ؟ وهل أخر الموت نبينا ساعة بعد حضور منيّته ؟ بل أرسل إليه الملائكة الكرام الموكلين بقبض أرواح الأنام ،فجدّوا بروحه الزكية الكريمة لينقلوها إلى رحمة ورضوان وخيرات حسان ، بل إلى مقعد صدق بجوار الرحمن ، فاشتد مع ذلك في النزع كربه صلى الله عليه وسلم ، وتغير لونه ، وعرق جبينه حتى بكى لمصرعه الزكي من حضره ، وانتحب لشدة حال ما أصابه من السكرات من شاهد منظره ، وقد امتثل الملك ما كان به مأموراً ، فهذا حاله صلى الله عليه وسلم أصابه الموت ونزل به ، ونزلت به سكرات الموت ونزلت به الحمّى واشتدت وهو يجعل يده في الماء ويمسح على وجهه ، ويقول : " إن للموت لسكرات " ، هذا مع أنه عند الله صاحب المقام المحمود ، والحوض المورود ، وهو أول من تنشق عنه الأرض ، وصاحب الشفاعة العظمى يوم الزحام ..

فالعجب أنا لا نعتبر بما حصل لنبينا صلى الله عليه وسلم ، ولسنا على ثقة أن ننجو \.. هيهات هيهات ، ستخرج الأرواح وتذهب الأفراح ، ونلقى كُربات الموت والوفاة ، ولا يستطيع أحد أن يسترجع ما فات والكل على النار واردون ، ثم لا ينجو من النار إلا المتقون ( وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا * ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فبها جثيا * ) إننا سنلقى كرب الوفاة يا عباد الله ونحن سنلفى ما نحن مقدمون عليه ، فلنتفكر في الراحلين ، ولنعتبر بالسابقين ولنتأهب فإننا في أثر الماضين ..

أين الأخلاء والأخوان وأين الأصدقاء والأقرباء ، وأين الآباء والأمهات وأين الأجداد والجدات رحلوا عنا إلى أعجب الأوطان ، وبنوا في القلوب بيوت الأحزان ، فمن الذي طلبه الموت فأعجزه ؟ من الذي تحصّن في قبره فما أبرزه ؟ من الذي سعى في منيّته فما أعوزه ؟ من الذي أمّل طول الأجل فما حجزه ؟ أي عيش صفا وما كدّره الموت ؟ أي قدم سعت وما عثّرها الموت ؟ أي غصن علا على ساقه وما كسره الموت ؟ أما أخذ الآباء والأبناء والأجداد والأحباب ؟ أما ملأ القبور والألحاد ؟ أما حال بين المريد والمراد ؟ أما سلب الحبيب وقطع الوداد ؟ أما أرمل النسوان وأيتم الأولاد ؟ أما تتبّع قوم تُبع وعاد ؟ وعادَ على عاد ؟ ما هذا الانزعاج عند موت الأحباب ؟ وهل للبقاء سبيل للناس ؟ وهل يصح البناء مع تضعضع الأساس ؟

يا حزيناً لفراق أترابه ، كئيبا لرحيل أحبابه ، تبكي ذهابهم غافلاً عن ذهاب نفسك .
كان الإمام أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري في درسه ، وطلابه من حوله ، فنُعي إليه وبلغه موت أبي عبد الرحمن محمد بن عبد الله الدارمي - صاحب السنن - فأطرق البخاري باكياً وتحد دمعه على خديه ثم قال :


إن تبق تُفجع بـالأحبة كلهم ....... وفراق نفسك لا أبتا لك تفجعُ
*****

عزاءٌ فما يصنـع جـــازعُ ........ ودمع الأسى أبـد ضائـــعُ
بكى الناس من قبــل أحبابهم ........ فهل منهم اليوم أحــدٌ راجعُ
عرفنا المصاب قبل الوقــوع ........ فمـا زادنـا الـحادث الواقع
تدلى ابن عشريــن في قـبره ........ وتسعــون صاحبــها رافعُ
وللمـرء لو كان يُنجي الفرار ........ في الأرض مضطـرب واسـعُ
ومَنْ حتفـــهُ بين أضلاعه ........ أينفعــه أنـــــه دارعُ
يُسلِّم مهجتــه ســـامحاً ........ كمــا مــدّ راحتـه البائعُ
ولو أن مــن حـدث سالما ........ لما خسـف القـمــر الطالع
وكيف يـوقّى الفتى ما يخاف........ إذا كــان حاصــده الزارع


هذا هو المصير يا معاشر الغافلين ، واللحود هي المنازل بعد الترف واللين والأعمال الأقران ، فاعملوا ما يزين ، والقيامة موعدنا فتنصب الموازين ، والأهوال العظام ، فأين المفكر الحزين ، إنما توعدون لآت وما أنتم بمعجزين .
اللهم اجعلنا ممن أفاق لنفسه ، وفاق بالتحفّظ أبناء جنسه ، وأعد عدّةً تصلُحُ لرمسه ، واستدرك في يومه ما ضاع في أمسه ، واجعلنا اللهم بطاعتك عاملين ، وعلى ما يرضيك مقبلين ، وآمنّا من الفزع الأكبر يوم الدين ، وثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ، واجعلنا من أهل شفاعة حبيبنا سيد المرسلين ، واغفر اللهم لنا ولآبائنا وأقاربنا وارحمنا وأبنائنا وكافة المسلمين ، واجعلهم لنا من الشافعين يا رب العالمين .
اللهم أعز الإسلام والمسلمين ، ودمر أعداء الدين وأبطل كيد الزنادقة والملحدين .
اللهم نفس كرب المكروبين ، وفرج هم المحزونين ، وأقض الدين عن المدينين .
اللهم أصلح أحوالنا وولي علنا خيارنا ، واكفنا شرارنا ، وانصر اللهم إخواننا في كل مكان يا رب العالمين .
اللهم صلي على محمد .. اللهم صلي على محمد ، وعلى آله وأزواجه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين .


إنتهى

متعبد 12-05-2003 07:43 AM

لا تندفع ولا تذم الامام السيوطي فهو من اكابر علماء اهل السنة والجماعة لو كنت تعلم وهو وامثاله من علماء الامة هم من نقلوا الينا الدين كابرا عن كابر وثقة عن ثقة فان تقع في غيبتهم فهذا اثم كبير وذنب عظيم

انظر ما يقوله الامام ابن حجر رضي الله عنه:

قال الإمام ابن حجر عندما سُئل عن عمل المولد: أصل عمل المولد بدعة لم تُنقل عن أحد من السلف الصالح من القرون الثلاثة، ولكنها مع ذلك قد اشتملت على محاسن وضدها، فمن تحرى في عملها المحاسن وتجنب ضدها كان بدعة حسنة وإلا فلا، قال: وقد ظهر لي تخريجها على أصل ثابت وهو ما ثبت في الصحيحين من أن النبي صلى الله عليه وسلم قَدِم المدينة فوجد اليهود يصومون يوم عاشوراء، فسألهم فقالوا: هو يوم أغرق الله فيه فرعون ونجى موسى، فنحن نصومه شكراً لله تعالى، فيُستفاد منه فعل الشكر لله على ما منّ به في يوم معين من إسداء نعمة أودفع نقمة، وأي نعمة أعظم من النعمة ببروز هذا النبي، نبي الرحمة في ذلك اليوم؟

لقد قلتَ يا الوافي بنص كلامك: دعك من السيوطي! وانا اقول لك اسأل الله لك الهداية
ولكن ماذا عن ابن حجر؟
وماذا عن البيهقي؟
وماذا عن النووي؟
وماذا عن العز بن عبد السلام؟
وماذا عن مشايخ السيوطي؟

الوافـــــي 12-05-2003 01:26 PM

متعبد

ومن قال لك إني أذم السيوطي ؟؟
وأين ذممته ..؟؟
أنا كتبت التالي :-
إقتباس:

دع السيوطي ودع غيره
فهم كتبوا وكتب غيرهم
وإن كنت لا تعتقد إلا في المتقدمين
فأفعال أبو بكر وعمر وعثمان وعلي خير مماكتبه السيوطي وغيره
وكان يجب أن تأخذ الكلام كاملا دون أن تجتزئه
غفر الله لك
ثم إن أبو بكر وعثمان عندي أفضل من السيوطي
وما أتيت بشيء من عندي بل هو قول رسول الله صلى الله عليه وسلم
خير أمتي قرني ثم الذين يلونهم ثم الذي يلونهم ( أو كما قال )
ولن تخالفني في هذا كما أظن
وما ذكرت ذلك لك إلا لأنك تستشهد بالسيوطي وأنا أستشهد بأبي بكر وعمر وعثمان
فأيهم ترجح كفته ومنزلته ..؟؟
وأما دعوتك لي بالهداية فجزاك الله خيرا عليها فقد أحسنت فيها
وأناشدك الله أن تسألها لي عقب صلاة الفجر غدا أيضا
فهل تتوقع أن أغضب من دعوة خيرة ممن لا أعرفه إلا هنا ..!!
وأكرر ما قلته سابقا
لم يكن لمن ذكرت من العلماء وأنا أجلهم وأقدرهم وأحترمهم
أقول لم يكن لهم ذكر ولم يرتفع شأنهم لولا أنهم أخذوا عن المتقدمين
ومن أفضل من أبي بكر وعمر وعثمان وعلي في هذا الباب

أعتقد أن ما عنيته قد وصلك تفسيره
ولي عندك دعوة بالهداية في ظهر الغيب أنتظرها منك

شكرا

:)

عربيّ 13-05-2003 01:31 AM

كل عام وانتم بخير

ذكرى المولد النبوي الشريف ذكرى مباركة عظيمة
وصلى الله علي صاحبها افضل الصلاة واتم التسليم

الـــــــــدانه 13-05-2003 07:36 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بحث قيم عن الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم تجدوه على هذا الرابط


http://www.saaid.net/mktarat/Maoled/4.htm


-------
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

متعبد 13-05-2003 07:44 AM

في صحيح مسلم من حديث أبي قتادة قال "سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صيام الاثنين؟ فقال: (((ذاك يوم ولدت فيه)))

فهذا أوضح دليل على استحباب فعل الخير تبركا بمولده صلى الله عليه وسلم.

متعبد 13-05-2003 07:54 AM

فتوى دار الإفتاء بدبي عن المولد الشريف
 
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وكفى ، والصلاة والسلام على خير خلقه الذين اصطفى ، وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجهم واقتفى. يقول المولى عز وجل : (( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله و قولوا قولا سديدا )) ويقول المصطفى صلى الله عليه وعلىآله وسلم: (( من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت )). أما بعد: فإن الواجب على كل مسلم أن يبين الحقائق للناس حتى يسيروا على بصيرة وهدى, وليس على عمى وتضليل, فالحق أبلج كالشمس في رابعة النهار, وهذا أوان الشروع في الموضوع: فإننا نسمع ونرى في هذه الأيام تلك الوريقات والتي شحنت بالأكاذيب والأباطيل و التدليس على البسطاء وقليلي الفهم والعلم من عامة الناس, حول ما يختص بالمولد النبوي الشريف, فوجب على من لديه القدرة على التبيين أن يبين حتى لا يدخل في الوعيد الوارد في طلبة العلم. جهل وقلة علم ! : يقول المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم: (( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد )) ، ويقول: (( إياكم ومحدثات الأمور, فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة)). قال (( المعارض )) : إن لفظة (كل) الواردة في الحديث من ألفاظ العموم , تشمل جميع أنواع البدع بدون استثناء فهي ضلالة. وبقولهم وتجرئهم هذا هم يرمون علماء الأمة بالابتداع, وعلى رأسهم سيدنا عمر رضي الله عنه وأرضاه, فإن قلتم إننا لم نقصد صحابة رسول الله, قلنا لكم : بل قصدتم, وذلك بقولكم ((جميع أنواع البدع دون استثناء)), فإن قلتم إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أقره على ذلك نقول لكم سوف نأتيكم بأفعال أخرى فعلها الصحابة و التابعون بعد وفاته صلى الله عليه وآله وسلم, فهل تتهمونهم بالبدعة و الضلال أم ماذا ؟! فإليكم أفعالهم رضي الله عنهم : (1) جمع القرآن : حديث زيد بن ثابت رضي الله عنه قال: (( قبض النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولم يكن القرآن جمع في شئ)). نقول : عمر هو الذي أشار على أبي بكر رضي الله عنه بجمع القرآن في مصحف حين كثر القتل بين الصحابة في واقعة اليمامة، فتوقف أبو بكر وقال : كيف نفعل شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ قال عمر: هو والله خير( انظر إلى قوله: هو والله خير)، فلم يزل عمر يراجعه حتى شرح الله صدره له، وبعث إلى زيد بن ثابت فكلفه بتتبع القرآن وجمعه، فال زيد: فو الله لو كلفوني نقل جبل من الجبال، ما كان أثقل علي مما كلفني به من جمع القرآن ، ثم قال: كيف تفعلون شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ ، قال : هو خير . فلم يزل أبو بكر يراجعني حتى شرح الله صدري. والقصة مبسوطة في صحيح البخاري. (2) تأخير مقام إبراهيم عليه السلام عن البيت: أخرج البيهقي بسند قوي عن عائشة رضي الله عنه قالت: إن المقام كان في زمن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وفي زمن أبي بكر ملتصقا بالبيت، ثم أخره عمر . ( أي لما رأى الناس قد كثروا فأراد أن يوسع عليهم ) . قال الحافظ ابن حجر في الفتح: ولم تنكر الصحابة فعل عمر، ولا من جاء بعده فصار إجماعا، وكذاك هو أول من عمل عليه المقصورة الموجودة الآن. (3) زيادة الأذان الأول يوم الجمعة: ففي صحيح البخاري عن السائب بن زيد قال: كان النداء يوم الجمعة أوله إذا جلس الإمام على المنبر على عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأبي بكر وعمر رضي الله عنهم . فلما كان عثمان زاد الأذان الثالث. باعتبار إضافته إلى الأذان الأول و الإقامة، ويقال له أول باعتبار سبقه في الزمان على أذان الجمعة، ويقال له ثاني بإسقاط اعتبار الإقامة. (4) الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم التي أنشأها سيدنا علي رضي الله عنه وكان يعلمها للناس : ذكرها سعيد بن منصور ، وابن جرير في تهذيب الآثار ، وابن أبي عاصم ، ويعقوب بن شيبة في أخبار علي، والطبراني وغيرهم عن سلامة الكندي. (5) ما زاده ابن مسعود في التشهد بعد(ورحمة الله وبركاته) : كان يقول : السلام علينا من ربنا. رواه الطبراني في الكبير ، ورجاله رجال الصحيح كما في مجمع الزوائد. (6) زيادة عبد الله بن عمر البسملة في أول التشهد: وكذا ما زاده في التلبية بقوله: (( لبيك وسعديك ، والخير بيديك ، والرغباء إليك والعمل..)) ، وهو مبسوط في صحيح البخاري، ومسلم . ... إلخ من زيادة الصحابة وعلماء وفضلاء الأمة . فكل هؤلاء ابتدعوا أشياء رأوها حسنة لم تكن في عهد المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم ، وهي في العبادات، فما قولكم فيهم؟ وهل هم من أهل الضلال والبدع المنكرة أم ماذا؟ (( نبئوني بعلم إن كنتم صادقين)) . أما ادعاؤكم الباطل بأنه لا يوجد هناك في الدين شيئا يسمى بدعة حسنة فإليكم أقوال جهابذة علماء الأمة ، والذين يعول على كلامهم، فضلا عن حثالة ليس لها غرض إلا التفريق بين المسلمين وإشعال نار الفتن بينهم، في الوقت الذي نحن فيه بحاجة إلى جمع شتاتهم. 1 - قال العلامة وحيد عصره وحجة وقته، وشارح صحيح مسلم الإمام الحافظ النووي رضي الله عنه في صحيح مسلم (6-2) ما نصه: قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (( كل بدعة )) هذا عام مخصوص ، والمراد غالب البدع ، وقال أهل اللغة: هي كل شيء عمل على غير مثال سابق، وهي منقسمة إلى خمسة أقسام. وقال كذلك في (تهذيب الأسماء واللغات) : البدعة - بكسر الباء - في الشرع هي إحداث ما لم يكن في عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم . وهي منقسمة إلى حسنة وقبيحة. وقال أيضا: والمحدثات - بفتح الدال - جمع محدثة، والمراد بها : ما أحدث وليس له أصل في الشرع.. ويسمى في عرف الشرع بدعة، وما كان له أصل يدل عليه الشرع فليس ببدعة، فالبدعة في عرف الشرع مذمومة بخلاف اللغة، فإن كل شيء أحدث على غير مثال يسمى بدعة سواء كان محمودا أو مذموما . اهـ 2 - قال أمير المؤمنين في الحديث الحافظ شيخ الإسلام ابن حجر العسقلاني ، شارح البخاري ، المجمع على جلالة قدره ما نصه : وكل ما لم يكن في زمنه صلى الله عليه وآله وسلم يسمى بدعة، لكن (منها) ما يكون حسن و(منها) ما يكون خلاف ذلك . اهـ 3 - وروى أبو نعيم عن إبراهيم الجنيد قال: سمعت الشافعي يقول: البدعة بدعتان: بدعة محمودة، وبدعة مذمومة، فما وافق السنة فهو محمود، وما خالف السنة فهو مذموم . وروى الإمام البيهقي في مناقب الشافعي رضي الله عنه ، قال : المحدثات من الأمور ضربان : ما أحدث مما يخالف كتاباً أو سنة أو أثراً أو إجماعاً فهذه بدعة الضلال ، وما أحدث من الخير لا خلاف فيه لواحد من العلماء ، وهذه محدثة غير مذمومة ، وقد قال عمر رضي الله عنه في قيام شهر رمضان : نعمت البدعة أنها محدثة لم تكن ، وإذا كانت ليس فيها رد لما مضى . هذا آخر كلام الشافعي رضي الله عنه من تهذيب الأسماء واللغات للإمام النووي (ص 21 ، ج3) في البدع من هذا . اهـ وقال سلطان العلماء العز بن عبد السلام رضي الله عنه في آخر كتابه (القواعد) ما نصه : البدعة منقسمة إلى واجبة ، ومحرمة ، ومندوبة ، ومكروهة ، ومباحة . قال : والطريق في ذلك أن تعرض البدعة على قواعد الشريعة فإن دخلت في قواعد الإيجاب فواجبة ، وإن دخلت في قواعد التحريم فمحرمة ، أو الندب فمندوبة ، أو المكروه فمكروهة ، أو المباح فمباحة . اهـ فهؤلاء ممن ذكرنا قد قسموا البدعة إلى أقسامها المذكورة . فانظر بالله عليك أخي المسلم : أين قولهم أن لفظة (كل) من ألفاظ العموم تشمل كل أنواع البدع دون استثناء ! . من قول هؤلاء الأئمة وعلى رأسهم الإمام الحافظ النووي حيث قال: إن لفظ (كل) هو عام مخصوص. وأين قولهم: إنه ليس ثم شيء في الدين يسمى بدعة حسنة وقول أئمة المسلمين كما رأيت وعلى رأسهم الإمام الجليل صاحب المذهب الإمام الشافعي رضي الله عنه ، بل وقد تقرر عند العوام فضلا عن العلماء. من قوله صلى الله عليه وآله وسلم كما في صحيح مسلم : (( من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيء )) ... الحديث. والمعنى : إنه يسن للمسلم أن يأتي بسنة حسنة وإن لم يفعلها الرسول صلى الله عليه وآله وسلم من أجل زيادة الخير والأجر. ومعنى سن سنة : أي أنشأها باجتهاد واستنباط من قواعد الشرع أو عموم نصوصه. وما ذكرناه من أفعال الصحابة والتابعين هو أكبر دليل على ذلك . نشأة الاحتفال بمولده صلى الله عليه وآله وسلم : مهد المغرضون لنشر باطلهم ولو بالتدليس كعادتهم على عامة المسلمين وقليلي الفهم منهم ، حيث قالوا بالحرف الواحد : (( إن الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية (11 ـ 172) قال : إن الدولة الفاطمية العبيدية المنتسبة إلى عبيد الله بن ميمون القداح اليهودي ، والتي حكمت مصر من سنة (357 ـ 567 هـ) أحدثوا احتفالات بأيام كثيرة ، ومنها الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم . اهـ هذا ما نقلوه عن الحافظ ابن كثير . وحسب المرجع الذي أشاروا إليه نقول لكم : كذبتم والله!! فإننا وجدنا ما ادعيتموه على الحافظ وما نقلتموه عنه إنما هو عين الكذب والافتراء والتدليس والخيانة في النقول عن علماء الأمة. وإن كنتم مصرين على ذلك فنقول لكم: أخرجوه لنا إن كنتم صادقين. وأين أنتم من ادعائكم بأنكم ستناقشون هذه القضية بعدل وإنصاف وتجرد عن كل هوى بل إنه عين التعصب المخزي والهوى الممقوت. فكيف نأمن بعد ذلك - يا أخي المسلم - لمثل هؤلاء في نقولهم عن علماء الأمة.

متعبد 13-05-2003 07:57 AM

وإليك - أخي المسلم - الرأي الحقيقي للحافظ ابن كثير في عمل المولد ونشأته، والذي أخفاه من يدعي مناقشة الموضوع بعدل وإنصاف. قال الحافظ ابن كثير في (البداية والنهاية) 13-136 طبعة دار المعارف، ما نصه : لملك المظفر أبو سعيد كوكبري ، أحد الأجواد والسادات الكبراء والملوك الأمجاد ، له آثار حسنة ( انظر إلى قوله : آثار حسنة ) وكان يعمل المولد الشريف في ربيع الأول ، ويحتفل به احتفالاً هائلاً ، وكان مع ذلك شهماً شجاعاً فاتكاً عاقلاً عالماً عادلاً ، رحمه الله وأحسن مثواه ... إلى أن قال : وكان يصرف في المولد ثلاثمائة ألف دينار .اهـ فانظر رحمك الله إلى هذا المدح والثناء عليه من ابن كثير إذ أنه وصفه بأنه عالم، عادل، شهم، شجاع، إلى قوله: رحمه الله وأحسن مثواه، ولم يقل: زنديق، فاسق، مرتكب للفواحش والموبقات كما هي دعوى المعارض فيمن يقول بعمل المولد الشريف!! وأحيل القارىء إلى نفس المرجع فهناك كلام أعظم مما ذكرت في حق الإمام الجليل لم أنقله خوف الإطالة. وانظر الى قول الحافظ الذهبي في (سير أعلام النبلاء) (22-336) عند ترجمة الملك المظفر ما نصه : كان متواضعاً، خيراً ، سنياً، يحب الفقهاء والمحدثين . اهـ

أقوال أئمة الهدى في الاحتفال بالمولد :

(1) الإمام الحجة الحافظ السيوطي : عقد الإمام الحافظ السيوطي في كتابه (الحاوي للفتاوى) باباً أسماه (حسن المقصد في عمل المولد) ص189، قال في أوله : وقع السؤال عن عمل المولد النبوي في شهر ربيع الأول ، ما حكمه من حيث الشرع ؟ وهل هو محمود أم مذموم ؟ وهل يثاب فاعله أم لا ؟ والجواب عندي : إن أصل عمل المولد الذي هو اجتماع الناس وقراءة ما تيسر من القرآن ورواية الأخبار الواردة في بداية أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم وما وقع في مولده من الآيات ، ثم يمد لهم سماط يأكلونه ، وينصرفون من غير زيادة على ذلك - هو من البدع الحسنة التي يثاب عليها صاحبها لما فيها من تعظيم قدر النبي صلى الله عليه وآله وسلم وإظهار الفرح بمولده الشريف.

(2) ابن تيمية : قال في كتابه ( اقتضاء الصراط المستقيم ) طبعة دار الحديث ص 266 السطر الخامس من الأسفل ، ما نصه : وكذلك ما يحدثه بعض الناس إما مضاهاة للنصارى في ميلاد عيسى عليه السلام ، وإما محبة للنبي صلى الله عليه وآله وسلم وتعظيماً له، والله قد يثيبهم على هذا الاجتهاد .. قال : فإن هذا لم يفعله السلف ، مع قيام المقتضى له ، وعدم المانع منه . اهـ فهذا قول من ترك التعصب جانبا وتكلم بما يرضي الله ورسوله صلى الله عليه وسلم . أما نحن فلا نفعل المولد إلا كما قال ابن تيمية : (محبة للنبي صلى الله عليه وآله وسلم وتعظيما له ) نسأل الله أن يثيبنا على هذه المحبة و الاجتهاد . ولله در القائل :

دع ما ادعته النصارى في نبيهم ---- واحكم بما شئت مدحا فيه واحتكم ِ
وانسب إلى ذاته ما شئت من شرف---- وانسب إلى قدره ما شئت من عظم
فإن فضل رسول الله ليس له --- حــد فيعرب عنـه نـاطـق بـفـم

(3) شيخ الإسلام وإمام الشراح الحافظ ابن حجر العسقلاني : قال الحافظ السيوطي في نفس المرجع السابق ما نصه : وقد سئل شيخ الإسلام حافظ العصر أبو الفضل ابن حجر عن عمل المولد فأجاب بما نصه : أصل عمل المولد بدعة لم تنقل عن السلف الصالح من القرون الثلاثة ، ولكنها مع ذلك اشتملـت على محاسن وضدها ، فمن تحرى في عملها المحاسن وتجنب ضدها كانت بدعة حسنة ، وقد ظهر لي تخريجها على أصل ثابت ، وهو ما ثبت في الصحيحين من أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قدم المدينة فوجد اليهود يصومون يوم عاشوراء فسألهم، فقالوا : هو يوم أغرق الله فيه فرعون ، ونجى موسى ، فنحن نصومه شكرا لله ، فيستفاد منه فعل الشكر لله على ما من به في يوم معين من إسداء نعمة ، أو دفع نقمة ... إلى أن قال : وأي نعمة أعظم من نعمة بروز هذا النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، نبي الرحمة في ذلك اليوم ، فهذا ما يتعلق بأصل عمله ، وأما ما يعمل فيه : فينبغي أن يقتصر فيه على ما يفهم الشكر لله تعالى من نحو ما تقدم من التلاوة والإطعام والصدقة وإنشاد شيء من المدائح النبوية والزهدية المحركة للقلوب .. إلى فعل الخير والعمل للآخرة . انتهى كلامه رحمه الله . فهذه الاستنباطات هي التي قال عنها المعارض إنها استدلال باطل وقياس فاسد ، وأنكرها ، فليت شعري من الناكر ومن المنكور عليه!!

(4) الإمام الحافظ محمد بن أبي بكر عبد الله القيسي الدمشقي : حيث ألف كتباً في المولد الشريف وأسماها : (جامع الآثار في مولد النبي المختار) و (اللفظ الرائق في مولد خير الخلائق) ، وكذلك (مورد الصادي في مولد الهادي) صلوات الله وسلامه عليه.

(5) الإمام الحافظ العراقي : وقد سمى كتابه في المولد النبوي (المورد الهني في المولد السني).

(6) الحافظ ملا علي قاري : فقد ألف كتابا في المولد النبوي العطر أسماه: ( المورد الروي في المولد النبوي).

(7) الإمام العالم ابن دحية : وسمى كتابه (التنوير في مولد البشير والنذير) صلى الله عليه وآله وسلم.

(8) شمس الدين بن ناصر الدمشقي: وهو صاحب كتاب (مورد الصادي في مولد الهادي) صلى الله عليه وآله وسلم

(9) الإمام الحافظ شمس الدين بن الجزري : إمام القراء ، وصاحب التصانيف التي منها(النشر في القراءات العشر)، وسمى كتابه : (عرف التعريف بالمولد الشريف).

(10) الإمام الحافظ ابن الجوزي : حيث قال في المولد الشريف : إنه أمان في ذلك العام ، وبشرى عاجلة بنيل البغية والمرام .

(11) الإمام أبو شامة (شيخ الحافظ النووي) : قال في كتابه (الباعث على إنكار البدع والحوادث ـ ص23) ما نصه : ومن أحسن ما ابتدع في زماننا ما يفعل كل عام في اليوم الموافق لمولده صلى الله عليه وآله وسلم من الصدقات ، والمعروف ، وإظهار الزينة والسرور، فإن ذلك مشعر بمحبته صلى الله عليه وآله وسلم وتعظيمه في قلب فاعل ذلك ، وشكرا لله تعالى على ما من به من إيجاد رسوله الذي أرسله رحمة للعالمين .اهـ

(12) الإمام الشهاب أحمد القسطلاني (شارح البخاري) : حيث قال في كتابه ( المواهب اللدنية ـ 1/148 ـ طبعة المكتب الإسلامي) ما نصه : فرحم الله امرءا اتخذ ليالي شهر مولده المبارك أعياداً ، ليكون أشد علة على من في قلبه مرض وإعياء داء . اهـ وكذلك ممن ألف وتكلم في المولد: الإمام الحافظ السخاوي ، والإمام الحافظ وجيه الدين بن علي بن الديبع الشيباني الزبيدي .. وغيرهم الكثير ممن لا يتسع المجال لاستقصائهم . فبالله عليك أخي المسلم .. - هل كل هذا الكم من علماء الأمة وفضلائها والذين يقولون بعمل المولد ، وألفوا الكتب والمؤلفات في هذا الباب زنادقة أحفاد عبد الله بن سبأ اليهودي ؟! وهل هؤلاء العلماء والذين يدين لهم العالم بأجمعه ، على ما صنفوه من الكتب النافعة في الحديث والفقه والشروحات وغيرها من العلوم .. وهل هم من الفجار مرتكبي الفواحش والموبقات؟!‍‍‍‍ .. وهل هم - كما يزعم المعارض - يشابهون النصارى في احتفالهم بميلاد عيسى عليه السلام ؟!‍ وهل هم يقولون بأن المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم لم يبلغ ما ينبغي للأمة أن تعمل به ؟! إننا نترك لك - أخي المسلم - الإجابة على هذه الأسئلة !! ادعاء باطل : قال المعارض : لو كان الاحتفال بالمولد من الدين لبينه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم للأمة أو فعله في حياته أو فعله أصحابه رضي الله عنهم ، ولا يقول قائل أن الرسول صلى الله عليه وآله نسلم لم يفعله تواضعاً منه فإن هذا طعن فيه عليه الصلاة والسلام . انتهى كلام المعارض . والجواب : إن كل ما لم يفعله الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أو الصحابة من بعده لا يعتبر تركهم له تحريماً ، والدليل على ذلك قول المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم : ((من سن في الإسلام سنة حسنة ...)) الحديث ، وفيه أكبر دليل على الترغيب في إحداث كل ما له أصل من الشرع وإن لم يفعله المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم وصحابته رضوان الله عليهم . قال الشافعي رضي الله عنه : كل ما له مستند من الشرع فليس ببدعة ولو لم يعمل به السلف ، لأن تركهم للعمل به قد يكون لعذر قام لهم في الوقت ، أو لما هو أفضل منه ، أو لعله لم يبلغ جميعهم علم به . اهـ فمن زعم تحريم شيء بدعوى أن النبي صلى الله عليه وآله نسلم لم يفعله فقد ادعى ما ليس له دليل ، وكانت دعواه مردودة . ونحن نقول لكم : بناء على القاعدة التي أصلتموها. وهي أن من أحدث ما لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أو صحابته فقد ابتدع في الدين . يفهم أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يكمل الدين لهذه الأمة ، , وأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يبلغ ما ينبغي للأمة أن تعمل به .. ولا يقول أو يعتقد ذلك إلا زنديق مارق عن دين الله . ونقول : من فمك ندينك . فقد بدعا في أصل العبادات مسائل كثيرة لم يفعلها صلى الله عليه وآله وسلم ولا الصحابة ولا التابعون ولا حتى تابعي التابعين .. فعلى سبيل المثال لا الحصر: 1 - جمع الناس على إمام واحد لأداء صلاة التهجد بعد صلاة التراويح في الحرمين الشريفين وغيرهما من المساجد . 2 - قراءة دعاء ختم القرآن في صلاة التراويح ، وكذلك في صلاة التهجد . 3 - تخصيص ليلة (27) لختم القرآن في الحرمين وأكثر مساجد العالم الإسلامي . 4 - قول المنادي بعد صلاة التراويح ( صلاة القيام أثابكم الله ) .

متعبد 13-05-2003 07:58 AM

5 -بدعة القول : إن التوحيد ينقسم إلى ثلاثة أقسام : توحيد ألوهية ، وتوحيد ربوبية ، وتوحيد أسماء وصفات. والعياذ بالله. فهل هذا حديث شريف ، أو قول أحد من الصحابة أو أحد من الأئمة الأربعة؟! .. إلى غير ذلك مما لا يتسع المجال لذكره من تخصيص هيئات للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وجامعات إسلامية ، وجمعيات لتحفيظ القران ، ومكاتب دعوة وإرشاد ، وأسابيع احتفال المشايخ ‍، ومع ذلك فنحن لا ننكر هذه الأشياء إلا أن الكثير منها هو من البدع الحسنة التي ينكر هؤلاء القوم على من يفعل أمثالها ثم يفعلونها . ففعلكم لهذه المبتدعات التشريعية التي لم يفعلها الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فيه تعارض واضح مع قاعدتكم التي تقول : إن العبادات توقيفية ، وإن كل ما لم يفعله الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ولا أصحابه رضوان الله عليهم فهو بدعة (سيئة) فلربما تكونون ممن أذن لكم بالتشريع من دون الناس!! .. ادعى المعارض أن أكثر من يحيي هذه الموالد من الفسقة والفجار ، وهذا كلام ساقط إن دل فإنما يدل على معدن قائله ، وهو غيض من فيض ، وليس لنا من جواب عليه إلا قول المولى عز وجل: ( قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين ) . وهل كل من ذكرناهم من الأئمة الأعلام في نظر المعارض من الفسقة والفجار؟! . لا أستبعد أن يقول بذلك!! سبحانك هذا بهتان عظيم . نقول كما قال القائل :

وإذا أراد الله نشر فضيلة طويت أتاح لها لسان حسود

إشكالات عند المعارض : استشكل المعارض - هداه الله - بعض الألفاظ وادعى أنها شركيات ، ومنها قول العارف بالله الإمام البوصيري : يا أكرم الخلق مالي من ألوذ به سواك عند حلول الحادث العمم ولا ندري كيف حصل لديه هذا الإشكال ، وكيف لم يتمعن في قول الإمام البوصيري (عند حلول الحادث العمم) ، وبدورنا نحن نسأل القارىء ما هو الحادث العمم ؟! (العمم) أي الذي يعم الكون بأسره من أنس وجن .. بل وجميع الخلائق ، فلن يخطر ببال أي إنسان إلا أن يكون هذا الحادث هو يوم القيامة . وبعد إيضاح هذا الإشكال لدى المعارض يكون المراد من قول الإمام البوصيري : هو طلب الشفاعة منه صلى الله عليه وآله وسلم يوم القيامة وذلك لأنه ليس لنا أحد نلوذ به ونتوسل به ونستشفع به إلى الله سوى خير البرية عليه الصلاة والسلام في ذلك المقام الذي يقول فيه الرسل والأنبياء : نفسي نفسي ، ويقول هو عليه الصلاة والسلام : أنا لها أنا لها . وبهذا يظهر أن ما استشكله المعارض مردود عليه ودال على جهله وذلك بسبب عمى البصر والبصيرة نسأل الله العافية .

ومثال آخر لمثل هذا القول المشكل عند العامة من الناس ، ما نقله الإمام الجليل الكمال بن الهمام الحنفي - صاحب فتح القدير في مناسك القاري ، وشرح المختار ، من السادة الأحناف - لما زار الإمام أبو حنيفة المدينة وقف أما القبر الشريف وقال : يا أكرم الثقلين يا كنز الورى جد لي بجودك وارضني برضاك أنا طامع في الجود منك ولم يكن لأبي حنيفة في الأنام سواك

نوايا خبيثة : يقول المعارض : إنه يحصل في المولد اختلاط الرجال بالنساء ، واستعمال الأغاني والمعازف وشرب المسكرات ... ، وقد كذب والله ، حضرنا مئات الموالد فلم نر اختلاطا ، ولم نسمع معازف ، أما شرب المسكرات ، (((فنعم رأينا سكراً ولكن ليس كسكر أهل الدنيا ، وجدنا سكر المحبة لرسول الله صلى اله عليه وآله وسلم ، ذلك السكر الذي يغلب على الإنسان ، كما حصل لسيدنا بلال رضي الله عنه عندما حضرته المنية حين امتزجت حلاوة المحبة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مع سكرات الموت ، فكان يقول وهو في تلك السكرات : غداً ألقى الأحبة محمداً وصحبه

جهل فاضح : يقول المعارض : إن يوم ولادته صلى الله عليه وآله وسلم هو نفس يوم وفاته ، فالفرح فيه ليس بأولى من الحزن ، ولو كان الدين بالرأي لكان اتخاذ هذا اليوم مأتماً ويوم حزن أولى . ونقول : ما شاء الله على هذه الفصاحة العرجاء !! ، والتي سيجيبكم عليها العلامة جلال الدين السيوطي كما في (الحاوي للفتاوي ص193) طبعة دار الكتب العلمية) حيث قال ما نصه : إن ولادته صلى الله عليه وآله وسلم أعظم النعم ، ووفاته أعظم المصائب لنا ، والشريعة حثت على إظهار شكر النعم ، والصبر والسكون عند المصائب ، وقد أمر الشرع بالعقيقة عند الولادة ، وهي إظهار شكر وفرح بالمولود ، ولم يأمر عند الموت بذبح (عقيقة) ولا بغيره ، بل نهى عن النياحة وإظهار الجزع ، فدلت قواعد الشريعة على أنه يحسن في هذا الشهر إظهار الفرح بولادته صلى الله عليه وآله وسلم دون إظهار الحزن فيه بوفاته . اهـ

والحمد لله رب العالمين وسلام على المرسلين

الـــــــــدانه 13-05-2003 08:15 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


كتب متعبد
في صحيح مسلم من حديث أبي قتادة قال "سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صيام الاثنين؟ فقال: (((ذاك يوم ولدت فيه)))

فهذا أوضح دليل على استحباب فعل الخير تبركا بمولده صلى الله عليه وسلم.


أقول

اذا نظرنا لهذا الحديث نجد أنكم خالفتم سنة المصطفى وهي الصوم !!!!


فهذا حجة عليكم لا لكم




-------
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

المتيم المجهول 13-05-2003 08:47 AM

إقتباس:

أقول

اذا نظرنا لهذا الحديث نجد أنكم خالفتم سنة المصطفى وهي الصوم !!!!

عفوا اخت ( سلوى ) ... كنت قرأت الموضوع ..

لكن لدي استفسار ما هي المخالفة التي تقصدينها ؟؟ وما دخل الصوم بالمولد ؟؟

بصمة أمل 13-05-2003 11:51 AM

يا عالم ،، يا هوووووووه

لا تتعبوا انفسكم مع هؤلاء القوم ...

وانظروا من يتصدر للدفاع عنهم ،، واحكموا .

جهال لا يمكن ان يفكروا بإستخدام نعمة الله على عبادة (العقل )..

فعلى هذا عاشوا وعليه يموتوا .

كثروا من :SLEEP::SLEEP::SLEEP:

الـــــــــدانه 13-05-2003 01:21 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الاخ المتيم المجهول


اولا الرسول صلى الله عليه وسلم لم يخصص يوم في السنة !

ثانيا لم يحيي مولده بالذكر والحضرة وتوابعها !



---------

سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

الـــــــــدانه 13-05-2003 02:13 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قال نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم (كل بدعة ضلالة)

اولا لفظ (كل) من الفاظ العموم وقد جزم اهل اللغة بان فائدة هذا اللفظ هو
رفع احتمال التخصيص اذا جاء مضافا الى نكرة او جاء للتأكيد(1)

ثانياًمن احكام لفظ (كل)عند اهل اللغة والأصول انها لاتدخل إلا على ذي جزئيات وأجزاء ومدلولها في الموضعين الإحاطة بكل فرد من الجزئيات أو الاجزاء(2)

ومن أحكامها أيضاً عندهم أنها إذا أضيفت الى نكرة كقوله تعالى ((كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ)) وقوله سبحانه وتعالى ((وكل شيء فعلوه في الزبر))
وقوله جل وعلا ((وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَآئِرَهُ فِي عُنُقِهِ ))وقوله تعالى ((إِنَّ اللَّه عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ))وقوله تعالى ((كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ ))

فانها تدل على العموم المستغرق لسائر الجزئيات وتكون نصا ً في كل فرد دلت
عليه تلك النكرة ,مفرداً كان او تثنية او جمعاً ويكون الاستغراق للجزئيات
بمعنى ان الحكم ثابت لكل جزء من جزئيات النكرة , وقد يكون مع ذلك الحكم
على المجموع لازماً له (3)
وعند تطبيق هذا الحكم اللغوي الاصولي على الحديث النبوي (كل بدعة ضلالة)
نجد ان (كل) اضيفت الى نكرة وهو لفظ بدعة فيطبق عليها المعنى الذي ذكره
اهل الاصول واهل اللغة , وعليه فلا يمكن ان تخرج اي بدعة عن وصف الضلال
,و(كل) الواردة على لفظ بدعة هي نفسها الواردة على لفظ امرئ وشيء وإنسان
ونفس ,في الآيات السابقة فهل يستطيع المحسن للبدع ان يزعم وجود فارق بين
لفظ (كل)في قوله ((كل بدعة ضلالة ))ولفظ (كل) في الآيات السابقة وما شابهها
وهل يستطع ان يقول بخروج شيء من عموم قوله سبحانه ((ان الله على كل شيء قدير))كما يقول بخروج البدعة الحسنة-على حد زعمه -من عموم قوله صلى الله
عليه وسلم ((كل بدعة ضلالة))


(1)تحذير المسلمين ص76,والقواعد والفوائد الاصولية لابن اللحام 178
(2)الابهاج في شرح المنهاج 2/94,والتمهيد لابي الخطاب 2/17-26
(3) الابهاج في شرح المنهاج 2/94



من كتاب حقيقة البدعة واحكامها

--------
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

متعبد 13-05-2003 07:10 PM

ليس صحيحا ما جزم أهل الأصول بهذا، ولفظ الحديث لا دلالة فيه، لقوله عليه الصلاة والسلام: كل عين زانية.

والمراد غالب العيون لأن عيون الأنبياء ومن عصمه الله مستثناة. فلا دلالة فيها على العموم.

فارس نجد 14-05-2003 11:19 AM

مجرد وجهة نظر
 
لا أدري لماذا هذا الاستهجان للاحتفال بالمولد النبوي , فنحن سنوياً نحتفل باليوم الوطني و احتفلنا قبل فترة قريبة بمرور 20 سنة على تسلم الملك الحكم و لم يتكلم عن ذلك أي من المشايخ .

ماالضرر من أحياء ذكرى النبي بالذكر و القرآن و سرد فضائله -ص- و سيرته .

طبعاً أنا أعارض احياء الذكرى بالرقص و الغناء كما يفعل بعض الجهلة فأصبح المولد النبوي مثل أعياد الميلاد (الكريسمس) عند الغرب .

أعتقد أن ايجابيات احياء ذكرى النبي -ص- (بالأذكار و السيرة طبعاً) أكثر من سلبياتها (ان وجدت) .

المتيم المجهول 14-05-2003 12:18 PM

أخي فارس نجد ... لو أن لديهم ربع ما لديك من تفكير ... لاختلف الأمر

بس العقول ( مقفلة ) والجهل ( متفشي ) ... الله يهدي الجميع

السلفيالمحتار 14-05-2003 12:24 PM



نحن يوميا نحتفل بذكرى الرسول صلى الله عليه واله وسلم في صلواتنا وكل لحظة نذكر له حديثا ,

وبالنسبة لتخصيص ذلك اليوم والفرح بمولده وتعريف الاخرين اصحاب الديانات الاخرى بان الرسول لا يزال يسري في دمائنا , وان نحتفل به ونفخر به يزيدنا شرفا ولا نقــــــــــصا.

وقد لا يعرف البعض سيرة الرسول الا في هــذه الموالد ولولاها لعاش الجاهل الامي الذي لم يدخل المدرسة غير عارفا بسيرته صلى الله عليه واله

وانا اوافق وشارك الاخ فارس نجد في رأيه وفي كل لكمة قالــها ,

الموالد قراءة قرآن , التحدث عن سيرته , التهليل واظهار المحبة للرسول
والفرح في يومه والتذكير بقيمه ومبادئه الخ


اما اذا كان هز بطن ورقص فهـــــــذا الامر بدون الاحتفال بالرسول
هــــــــو ذنب لا يغتفر , سواء كان مناسبة او غير مناسبة ,


اما لو قلنا عنه بدعة فقد يقول امرؤ ان الحج بالطائرة بــدعة
وان الشوارع المسفلتة والمشى عليها بدعة ,
وان المابكروفونات على المساجد بـــــــــــــدعة
وان زخرفتها بـــــــــــــــــــــــــــــــدعة
وان لــــــــــــعب الكرة بـــــــــــــــدعة نشأت عند الغرب

والكل ضلالة والضلالة في النار .

والبعض قد تأوٍّل في تفسير , ليس منا من احدث في امرنا هــــــذا

مع العلم ان المعنى واضح كوضح الشمس ,
اي ان كل من غير وبــدّل في سنّتنا وشرائعنا واحكامنا هو ليس منا
كمن اباح مثلا شرب الخمر او جعل الصيام عشرة ايام ,
اما انه يؤول على ان كل بدعة ضلالة هو ما قلته انا سابقا
وليس المراد هو ان كل فكرة او صنيعة جديدة هي البدعة والشرك كما
يـــــــذهب البعص في فهم ذلك ,


تحياتي

عربيّ 14-05-2003 12:36 PM

فارس نجد:
قولك قول حكيم وبارك الله فيك

وانا اؤيد السلفي المحتار فيما ذهب اليه وازيد:
ان اولادناواهالينا نذكرهم في كل المناسبات الاسلامية بمعاني تلك المناسبات وما فيها من عبر وعظات

واقول للمتيم المجهول لا فض فوك يا استاذ

واقول للجميع اعاد الله علينا الذكرى بالخير واليمن والنصر واليقظة

عربيّ 14-05-2003 12:43 PM

اخي المتيم المجهول
رجاء لو تضع رابط الكلمة القيمة للشيخ بشكل اوضح وبرد مفرد لتكن الفائدة اعظم
وشكرا اخي

الوافـــــي 14-05-2003 04:37 PM

هذا رد على الحبيب بن علي الجفري ، حيث ذكر كلاما في آخر شريط له بعنوان ( مقاصد المؤمنة وقدوتها في الحياة ) عن المولد .
و ذهب إلى مشروعيته و حشد لذلك الأدلة من القرآن و السنة - زعم ذلك - التي لبّس بها على السامع من عامة الناس .
و قد قام الأخ الفاضل عادل بن علي بن أحمد الفريدان بالرد عليه

_______
بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله نحمده و نستعينه و نستغفره و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له و من يضلل فلا هادي له ، و أشهد أن لا إله إلا الله و حده لا شريك له و أشهد أن محمدا عبده ورسوله

هذه وقفات مع الحبيب علي الجفري الذي تكلم عن المولد النبوي في شريط مسموع في آخره بعنوان ( مقاصد المؤمنة وقدوتها في الحياة ) و قد ذكر عدة مسائل تتعلق بالمولد النبوي انتهى في آخره بأن عمل المولد النبوي و ما يحصل فيه إنما هو سنة مؤكدة و ليس ببدعة و استدل على قوله هذا بأمور نذكرها إن شاء الله تعالى و سأورد كلامه نصا كما قال بألفاظه و سأقف مع كل مسألة منها مبينا بطلان ما ذهب إليه مستعينا بالله و حده لا شريك له و بنصوص القرآن الكريم و صيح السنة النبوية الشريفة و ما أجمع عليه سلف الأمة من الصحابة و التابعين و من تبعهم بإحسان من الأئمة الأعلام ، و أسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى و صفاته العلا أن يرينا الحق حقا و أن يرزقنا اجتنابه و لا يجعله ملتبسا علينا فنضل . و أن لا يجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا إنه رؤوف رحيم

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

1 ) قال الجفري : المولد سنة من سنن الرسول صلى الله عليه وسلم ، و هو سنة مؤكدة ، لا نقول مباح بل سنة مؤكدة .اهـ.

الرد عليه : السنة ما سنه الرسول صلى الله عليه وسلم أو سنه أحد الخلفاء الراشدين لقوله صلى الله عليه وسلم : (( عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين ... )) الحديث

المهديين هم : أبو بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم أجمعين ، أما ما سوى ذلك فهو من المحدثات التي حذر منها الرسول صلى الله عليه وسلم و أخبر أنها شر وضلاله . ومن ذلك المولد .
فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يأمر به و لم يفعله و لم يأمر به أحد من الخلفاء الراشدين ، و لم يفعله أحد من الصحابة رضي الله عنهم أجمعين و لا التابعين و لا تابعيهم بإحسان ، و على هذا فهو بدعة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

ويلزم على القول بأن الاحتفال بالمولد سنة مؤكدة ثلاث لوازم سيئة :

أولا : أن يكون الاحتفال بالمولد من الدين الذي أكمله الله لعباده و رضيه لهم .
و هذا معلوم البطلان بالضرورة ، لأن الله تعالى لم يأمر عباده بالاحتفال بالمولد و لم يأمر به رسوله صلى الله عليه وسلم و لم يفعله ، و لم يفعله أحد الخلفاء الراشدين ، و لا غيرهم من الصحابة و التابعين و تابعيهم بإحسان ، بل لم يكن معروفا عند المسلمين إلى أن مضى عليهم عدة قرون فحينئذ ابتدعه سلطان إربل وصار له ذكر عند الناس .وعلى هذا فمن زعم أن الاحتفال بالمولد من الدين فقد قال على الله وعلى كتابه وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم بغير علم ، و الله تعالى يقول : ( قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا ن وأن تقولوا على الله مالا تعلمون ) الأعراف : 33
و قال صلى الله عليه وسلم : (( من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ))

ثانيا : من اللوازم السيئة أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم ، و أصحابه رضي الله عنهم ، قد تركوا العمل بسنة مؤكدة ، و هذا مما ينزه عنه الرسول صلى الله عليه وسلم و أصحابه رضي الله عنهم .

ثالثا: من اللوازم السيئة أن يكون المحتفلون بالمولد قد حصل لهم العمل بسنة مؤكدة لم تحصل للنبي صلى الله عليه وسلم ، و لا لأصحابه رضي الله عنهم ، و هذا لا يقوله من له أدنى مسكة من عقل ودين .

ملاحظة مهمة : ظاهر جدا من كلام الجفري أنه لا يعرف مصطلحات أهل العلم فهو يهرف بما لا يعرف ، فقوله عن المولد سنة مؤكدة .
فالسنة المؤكدة عند أهل العلم هي التي عملها الرسول صلى الله عليه وسلم وداوم عليها ، فهل يقول الجفري و أمثاله أن الرسول صلى الله عليه وسلم عمل المولد وداوم عليه ؟! .

الوافـــــي 14-05-2003 04:39 PM


2 ) قال الجفري : ما هو المولد ؟ عبارة عن فرح لله و رسوله . ما حكم الفرح في الله و رسوله ؟ قال تعالى : (( قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا )) الله أمرنا بالفرح و ذكر أهل التفسير فضل الله و فضل رسوله صلى الله عليه وسلم . اهـ .

الرد عليه : أولا : تفسير الآية بما فسره به الجفري من قبيل تفسير كلام الله تعالى على ما لم يفسره به السلف الصالح و الذي ينبغي أن تفسر به الآية هو ما فسره الأئمة الأعلام .

قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره لهذه الآية : أي بهذا جاءهم من الله من الهدى ودين الحق ، فليفرحوا فإنه أولى ما يفرحون به . اهـ .
ولا يوجد في كلام السلف تفسير الآية بما فسربه الجفري

ثانيا : لم يأمر الله تعالى عباده أن يخصوا ليلة المولد بالفرح و الاحتفال ، و إنما أمرهم أن يفرحوا بما أنزله على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم من الهدى و دين الحق ، و يدل على ذلك الآية التي قبلها قال تعالى : (( يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين )) آية 57 ثم قال تعالى (( قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون )) سورة يونس : 57،58
و فضل الله هو الإسلام و رحمته القرآن وقيل العكس و كلاهما من فضل الله و رحمته و بهذا فسرها ابن عباس و أبو سعيد الخدري و زيد بن أسلم و الضحاك و مجاهد و قتاده

ثالثا : أن رحمة الناس لم تكن بولادة النبي صلى الله عليه وسلم ، و إنما كانت ببعثه و إرساله إليهم قال تعالى : (( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين )) الأنبياء : 107 و لم تتعرض الآية لولادته صلى الله عليه وسلم .

و من السنة في صحيح الإمام مسلم رحمه الله عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : (( إني لم أبعث لعانا ، وإنما بعثت رحمة )) .

و روى الإمام أحمد و أبو داود بإسناد حسن عن سلمان رضي الله عنه قال : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب فقال : (( أيما رجل من أمتي سببته سبة أو لعنته لعنة في غضبي فإنما أنا من بني أدم أغضب كما يغضبون ، وإنما بعثني رحمة للعالمين فاجعلها عليهم صلاة يوم القيامة )) .

الوافـــــي 14-05-2003 04:41 PM

3 ) قال الجفري : انتظر ، فكرة المولد مسألة ذات شقين : الشق الأول : فكرة الاحتفال بمولد النبي هل يحتفى بها أولا . هل هي محل استحسان في الشريعة أولا ؟ الشق الثاني : ما يدور داخل المولد .
أولا : الاحتفال بالمولد : الفكرة لها مشروعيتها قال صلى الله عليه وسلم : ( هو يوم ولدت فيه ) ليس فقط نحن نحتفل به ، الكائنات كلها تحتفل بالمولد .

الرد عليه : تقدم قريبا للرد على هذا الاستدلال و بينت ما فيه من الخطأ مما يغني عن إعادته مرة أخرى هنا .

ـــــــــــــــــ

4) قال الجفري : الجهلة مطموسي البصيرة يقولون أن مولد النبي صلى الله عليه وسلم ليس فيه ميزة لكن الميزة في بعثته ، هؤلاء لم يفقهوا عن الله ، فأقول لهم : بالله عليكم ملك كسرى سقط في ليلة الولادة أم البعثة ، النار التي اطفأت وكانت تعبد من دون الله أطفأت يوم الولادة أو البعثة ؟ الأصنام التي اكفأت على وجوهها ليلة البعثة أو الولادة ؟ المظاهر في الكون التي اهتزت كلها بعد أن بزغ صلى الله عليه وسلم لم تحصل إلا لتكون لصالح يوم الولادة .
الرد عليه : ما ذكره الجفري قد ذكر بعض أهل العلم منهم ابن كثير _ رحمه الله _ في البداية والنهاية وذكره غيره . وحدوث هذه الأمور لا يدل إطلاقا على مشروعية إقامة المولد فلا صلة بينهما ويقال أيضا : هل النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته كانوا عالمين بما حدث عند مولده صلى الله عليه وسلم أم لا ؟ فإن كانوا عالمين _ ولا أظن الجفري _ يقول غير عالمين _ فلماذا لم يقيموا المولد المبدع الذي عليه الجفري واتباعه ، اترى النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن عالما بالفضل المترتب على ذلك أم يقال أن الصحابة لم يعرفوا قدر النبي صلى الله عليه وسلم فلم يقيموا له مولدا تكريما له صلى الله عليه وسلم ؟! إن ما دعاه الجفري من الربط بين المولد وتغير بعض الأحوال الكونية والحوادث الأرضية ثم الاستدلال بذلك بمشروعية إقامة المولد لا يصح الاستدلال به أبدا .

الوافـــــي 14-05-2003 04:44 PM

5) قال الجفري : و بعد ذلك ، هل بلغت هذه الأمة من التردي والجدوى من الإساءة في معاملتها للنبي صلى الله عليه وسلم أنها تتساءل هل يستحق أن نفرح بولادته صلى الله عليه وسلم أو لا نفرح ، ما هذا التدين الذي وصلت إليه الأمة ، هذه منزلة الرسول صلى الله عليه وسلم في الدنيا حتى نرى هل يستحق أو لا يستحق أن نفرح بولادته ؟ ماهذا الكلام ؟ .

الرد عليه : إن الجفري _ هداه الله _ يريد منا أن نشرع شرعا لم يأمر الله به ولا رسوله صلى الله عليه وسلم عن طريق تحريك مشاعرنا تجاه النبي صلى الله عليه وسلم ، وقد تقرر سابقا أن المشرع هو الله سبحانه وتعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم لا بالذوق والعاطفة .
ثم إن كنا قد أسأنا كما زعم الجفري للنبي صلى الله عليه وسلم فإن الصحابة والتابعين وتابع التابعين قد أساءوا أيضا للنبي صلى الله عليه وسلم بعدم إقامة المولد ، فهل يقول بذلك الجفري ؟!وكذلك نقول إن الأمة لم تتدنى بسبب تركها لإقامة الموالد وإنما تدنت عندما نشأ فيها من لا يعرف دين الإسلام بالأدلة أمثال الجفري وأتباع الصوفية الذين يشرعون للناس أمورا ما أنزل الله بها من سلطان ويتركون هدي المصطفى صلى الله عليه وسلم وهدي الخلفاء الراشدين من بعده رضي الله عنهم وحقيقة الإساءة للنبي صلى الله عليه وسلم هو اتهامه صلى الله عليه وسلم بأنه لم يبلغ عن ربه عز وجل شيئا أوحاه إليه بل هذه هي حقيقة نسب الخيانة لجنابه صلى الله عليه وسلم _ وينزه عنها _ إن إحداث شيء في الدين ومنها إقامة الموالد لهو دليل واضح على اتهام الرسول صلى الله عليه وسلم ، فإذا كان هو لم يقم هذا المولد ولا صحابته من بعده ... حتى جاء الجفري ومن قبله ومن بعده من يقول أن عدم إقامة الموالد إساءة للنبي صلى الله عليه وسلم فأيهما أولى بالإساءة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم من شرع دينا لم يشرعه الله ورسوله أم من اقتفى أثره واتبع سبيله فلم يحدث شيئا في دين الله .
فإن كان للجفري حجة فليسمعنا إياها ويقول قد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أقام المولد أو أحد من صحابته ... ، وننظر أينا المسيء لجناب المصطفى صلى الله عليه وسلم
وإن منزلة النبي صلى الله عليه وسلم لدى المسلمين الموحدين في الدنيا وتوقيره وعدم رفعه فوق منزلته التي أنزله الله فيها واتباع سبيله والتأسي به وإقامة سنته صلى الله عليه وسلم وتعليمها للناس ، فما صح عنه صلى الله عليه وسلم عملنا به ودعونا إليه وما لم يصح نفيناه عنه وتركناه وحذرنا منه .

الوافـــــي 14-05-2003 04:47 PM

6) قال الجفري : هذه مقابلة تقابلها من قام على أطراف قدميه لينقذنا من نار جهنم . هذا الذي هو مشغول في قبره بي وبك ؟! يستحق أن نحتفل به أولا ؟ أن نقوم بذكر ولادته أولا ؟! ما هذا الكلام ، ما هذا الهراء الذي نال الأمة ،ما هذا العبث والسفه الذي نال هذه العقول الضيقة . أين معاني الاتصال بمحبته .

الرد عليه : كلام الجفري هذا يحتاج منا أن نقف معه وقفات
الأولى : وقوف المصطفى على أطراف قدميه في الصلاة كان كما قال صلى الله عليه وسلم ( أفلا أكون عبدا شكورا ) قام صلى الله عليه وسلم ليعلم اتباعه أ، العبد مهما بلغ من العبادة إلا أنه ينبغي له أن يتذلل لربه وخالقه ولا يأمن مكر الله فيه ، قام صلى الله عليه وسلم على قدميه الشريفتين وليس على أطراف قدميه كما قال الجفري _ شكرا لله عز وجل كما ذكر ذلك لعائشة حينما سألته عن ذلك ن وواجب الأمة بعده الإقتداء به والتأسي به .
لا أن نستدل بذلك على أنفسنا فعمله صلى الله عليه وسلم لنفسه وعمل أتباعه لأنفسهم كما قال تعالى (( وأن ليس للإنسان إلا ما سعى )) النجم :39 .
فهل يقول الجفري أن قيام الرسول صلى الله عليه وسلم على قدميه ينفع اتباعه فيزاد من حسناتهم وينجيهم من الحساب والجزاء ؟! لا أظن عاقلا يقول ذلك وأظن أن الجفري واحدا من هؤلاء العقلاء وما أشبه هذه المقولة بمقولة النصارى إن عيسى عليه السلام صلب لينقذ البشرية ويكون فداء لها . ثم قوله : ( لينقذنا من النار ) سبحان الله العظيم ما أجرأ الجفري على الله تعالى حين نسب دخول الجنة والنجاة من النار للرسول صلى الله عليه وسلم ، نعم الرسول صلى الله عليه وسلم مبلغ عن الله وبشيرا ونذيرا من عند الله سبحانه وتعالى من أطاعه دخل الجنة ومن عصاه دخل النار .
أما أن نقول قام على قدميه لينقذنا من النار .. فهذا غلط عظيم وإلا ترتب على ذلك عدم قيامنا بما أوجب الله علينا من شرائع الدين اعتمادا على قيام الرسول صلى الله عليه وسلم على قدميه .
روى الإمام البخاري رحمه الله في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن إعرابيا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : دلني على عمل ، إذا عملته دخلت الجنة . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( تعبد الله ولا تشرك به شيئا ، وتقيم الصلاة المكتوبة ، وتؤدي الزكاة المفروضه ، وتصوم رمضان )) قال : والذي نفسي بيده لا أزيد على هذا . فلما ولى . قال النبي صلى الله عليه وسلم : (( من سره أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا )) .
هذا كلام الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم ، فهل يفهم الجفري وأتباعه حقيقة هذا الدين .؟!

الثانية :قوله ( هذا الذي هو مشغول في قبره بي وبك ) قال تعالى : (( وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفأن مت فهم الخالدون )) الأنبياء :34 .
و قال تعالى : (( وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفأن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم )) آل عمران : 114 .
فرسول الله صلى الله عليه وسلم و بقية الأنبياء _ عدا عيسى بن مريم فقد رفع _ قد جرت عليهم سنة الموت كبقية البشر . وأما حديث (( الأنبياء _ صلوات الله وسلامه عليهم _ أحياء في قبورهم )) لا فهو حديث صحيح يدل على حياتهم البرزخية وأرواحهم عند الرفيق الأعلى ولا يفهم منه آن الحياة الرسول صلى الله عليه وسلم ومن قبله من الأنبياء والرسل صلوات الله وسلامه عليهم أحياء حياة حقيقية يأكلون ويشربون ...وإنما هي حياة برزخية لا يعلم حقيقتها إلا الله سبحانه وتعالى وورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( أفضل أيامكم يوم الجمعة : فيه خلق آدم وفيه قبض وفيه النفخة ، وفيه الصعقة ، فأكثروا علي من الصلاة فيه فإن صلاتكم معروضة علي )) ، قالوا : وكيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرمت _ يقولون بليت _ فقال : (( إن الله قد حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء عليهم السلام )) .
و قال صلى الله عليه وسلم : (( ما من أحد يسلم علي إلا رد الله علي روحي حتى أرد عليه السلام )) فالحديث الأول فيه دلالة على عرض ( الصلاة والسلام ) على نبينا صلى الله عليه وسلم وهذا يدل دلالة واضحة على أن جسده صلى الله عليه وسلم طري مطرا ، وروحه في الرفيق الأعلى في أعلى عليين مع أرواح الأنبياء .
والحديث الثاني فيه دلالة على اتصال روحه الشريفة بجسده لرد السلام على من سلم عليه من قبره ومن بعد . فالروح لها اتصال بالبدن في القبر وإشراف عليه ، وتعلق به بحيث يرد سلام من سلم عليه وروحه في الرفيق الأعلى . ولا تنافي بين كونها في الرفيق الأعلى وجسده في الأرض فشأن الأرواح غير شأن الأبدان ، فإذا كان النائم روحه في جسده وهو حي ، وحياته غير حياة المستيقظ ، فإن النوم شقيق الموت ، فهكذا الميت إذا أعيدت إليه روحه إلى جسده كانت له حال متوسطة بين الحي والميت كحال النائم المتوسطة بين الحي والميت . فهذا حاله صلى الله عليه وسلم في قبره وهذه عقيدة أهل السنة والجماعة في نبيها محمد صلى الله عليه وسلم فأين هذا من قول الجفري ( إنه مشغول بي وبك ) 0
ولا ندري ماذا يقصد الجفري بشغل النبي صلى الله عليه وسلم في قبره فإن كان غير ما ذكر فهو من أبطل الباطل0

الوافـــــي 14-05-2003 04:51 PM

يتبع سابقه
الثالثة: وصفه لكل من يمنع إقامة المولد ( بالعقول الضيقة ) 0
يا سبحان الله كيف يزن الجفري الأمور المتعلقة بشرع الله إن الذين يصفهم الجفري بالعقول الضيقة هم من وقفوا عند قول الله تعالى وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم وسلموا بذلك ولم يزيدوا على شرع الله شيئا من مستحسن العقول ، أما هو وأتباعه -بطريق الأولى- فهم أصحاب العقول الواسعة التي تشرع لأنفسها ولأتباعها كل ما يمليه عليه عقولهم و أهواؤهم الضالة المضلة0 ويكفي في الرد على مثل هذه المقولة ما قدمته لك في مقدمة هذا الرد ففيه الكفاية والبيان0

الرابعة: قوله: ( أين معاني الاتصال بمحبته ) لا ندري ماذا يقصد الجفري بقوله هذا ، هل يقصد اتصال الروح بالروح فهذا مذهب الاتحادية من الصوفية الباطلة ، إن حقيقة محبة الرسول صلى الله عليه وسلم هي: طاعته فيما أمر و اجتناب ما نهى عنه و زجر وأن لا يعبد الله إلا بما شرع0
فمن فعل هذا كانت محبته للرسول صلى الله عليه وسلم متصلة كاملة ومن أخل بها أخل بمحبة المصطفى صلى الله عليه وسلم ، فحقيقة المحبة الطاعة و الإتباع كما قال تعالى : (( قل إن كنتم تحبون الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم )) 0 آل عمران : 31 0
فيها ولادته 0ماهذا الكلام أهذه منزلته 0

ونقول: ما زال الجفري -هداه الله- يقيس الأمور الشرعية بعقلة القاصر وذوقه الفاسد0
نعم الصحابة قدموا أرواحهم لله رخيصة ولإعلام كلمة التوحيد لا لمقام النبي محمد صلى الله عليه وسلم وآلا كانوا عابدين للرسول صلى الله عليه وسلم وحاشاهم من ذلك0
فإن كان الجفري يتأسف ويستكثر عدم إقامة المولد فإن الواجب عليه أن يتبع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما فعلوا فيقف حيث وقفوا ، لا أن يبتدع عبادة من عقله ثم يقول :إذا لم نقدر أن نبذل الأرواح علينا أن نقيم الموالد0

الوافـــــي 14-05-2003 04:53 PM

سأكمل الموضوع لاحقاً
بإذن الله

الـــــــــدانه 14-05-2003 05:13 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

متعبد (كل) للعموم

أما ماذكرته (كل عين زانية )عامة وليست مخصوصة أما الانبياء فيعلمون مافي النظر من اثم !!


فارس نجد ايضا الاحتفالات التي ذكرتها من البدع ..وأن سكت كثير من العلماء عنهم !

المتيم المجهول

اي عقول مقفلة تتكلم عنها !!

التي تحلل البدع تحت مسمى حسنة أم التي تعمل بقوله صلى الله عليه وسلم

(كل بدعة ضلالة)


الرافضي المحتار
انت دينك كله مبني على البدع ..فرأيك ليس له أهمية ايها المحتال


---------
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

الـــــــــدانه 14-05-2003 05:17 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


لماذا لاتصومون كما كان الرسول صلى الله عليه وسلم يصوم الاثنين ويقول ذلك يوم ولدت فيه!!!بما في معنى الحديث !

لماذا احياءه بالبدع والخزعبلات التي ما انزل الله بها من سلطان

ثم انه صلى الله عليه وسلم كان يصوم كل اثنين ولم يخصص اليوم في السنه !!



---------
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

متعبد 14-05-2003 05:27 PM

يعني إذا كان خاليا من الخزعبلات التي تسمينها واقتصر فيه على قراءة القرءان وذكر بعض الأحاديث عنه صلى الله عليه وسلم وذكر شىء من سيرته الطاهرة والترغيب والترهيب، تجيزينه؟

طبعا هذا كله خير، والله تعالى يقول: وافعلوا الخير.

الـــــــــدانه 14-05-2003 05:49 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نعم أجيزه في كل ايام السنه وليس في يوم مخصص !

نحن نقرأ لاولادنا عن سيرته صلى الله عليه وسلم
ونربيهم على حبه ..ونحكي لهم كم قاسى في سبيل نشر دعوته بإبي هو وأمي عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ...نكثر يومياً من الصلاة والتسليم عليه

مثلنا وقدوتنا وحبيبنا وشفيعنا يوم الدين صلى الله عليه وسلم

ثم القرآن هل نقرأه يومياً أم نهجره ليوم المولد ثم نقرأه في ذلك اليوم !

والاحاديث أيضاً نحن نتذاكرها كل يوم في حياتنا ولا تكاد تخلو جلساتنا من ذكر أحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم
والترغيب والترهيب في كل امور حياتنا أيضاً

انا أعترض فقط على تخصيص يوم المولد عن سائر الايام بقرأة القرآن والذكر
فلماذا لانجعل ايامنا جميعها ذكر مشروع


------------
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

المتيم المجهول 15-05-2003 07:48 AM

حسنا أختي الدانة ... ومن قال أن الإحتفال بالمولد يكون فقط في يوم واحد في السنة ؟؟؟ ومن قال أن القرآن يهجر ولا يقرا الا في ذلك اليوم ؟؟؟

هو يجب ان يكون بصفة مستمرا .. لكن اظهار الفرح في ذلك اليوم يكون أعظم وألزم فـكما قال صلى الله عليه وسلم ( ذاك يوم ولدت فيه) ...


Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.