أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية

أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com/index.php)
-   الخيمة المفتوحة (http://hewar.khayma.com/forumdisplay.php?f=7)
-   -   كيف إنقلب حالنا !! (http://hewar.khayma.com/showthread.php?t=30504)

اليمامة 19-03-2003 04:22 PM

كيف إنقلب حالنا !!
 
ماالذي نواجهه .. وماهو مصيرنا .. وماالذي سنواجهه

كيف إنقلب حالنا من دولة آمنه الى دولة لانعرف ماذا سنكون عليه بعد عدة أيام وماذا سنكون في العام القادم .. ومن سيكون معنا ومن سيكون ضدنا

رياح التغيير تهب من حولنا عاصفه قاصفة تستهدف أول ماتستهدف عقيدتنا ..حقوقنا .. كرامتنا .. حريتنا .. وحدتنا

هل نستطيع مواجة هذه الأعاصير بحجمها صمودا ودفاعا.. أم أم أننا سوف نتأثر ونتعثر ولن نقوى على البقاء .

هل يستمر تخاذلنا ..
هل نكون صناعا للأحداث ام متأثرين به !
هل يكون لقاءنا لقاء دفاع ودفع لكل عوامل الضعف والإنقياد والتبعية !
هل نستطيع أن نكون حراسا على إرادتنا دون أن نكل او نمل

كيف ندفع البلاء عن بلادنا ؟!!

الكثير منايتجه بشكل دائم الى الحرم المكي الشريف للصلاة والدعاء ..
الرسائل تصلنا تنصح بالدعاء والصلاةوقراءة القرآن

ان كنا شعوبا وحكومات ضعفاء مسلوبي الإرادة لماذا لانلجأ الى الله حيث لاسبيل لنا للنجاه الا بعونه عز وجل

لماذا لانستوعب مضمون هذا الحديث ( إن البلاء و الدعاء يلتقيان بين السماء و الأرض فيعتلجان إلى يوم القيامة ) وقول ابن عباس : لا ينفع الحذر من القدر .. و لكن الله يمحو بالدعاء ما يشاء من القدر .
لماذا لانلجأ الى الصدقة والاعمال الصالحة لننجي أنفسنا بمشيئة الله ومما يدل على ذلك ماجاء في الحديث : " إن الصدقة تدفع ميتة السوء " و روي " من حديث علي مرفوعاً : باكروا بالصدقة ، فإن البلاء لا يتخطاها " خرجه الطبراني و في حديث آخر : " إن لكل يوم نحساً ، فادفعوا نحس ذلك اليوم بالصدقة " ، فالصدقة تمنع وقوع البلاء بعد انعقاد أسبابه ، و كذلك الدعاء . و في الحديث : " إن البلاء و الدعاء يلتقيان بين السماء و الأرض فيعتلجان إلى يوم القيامة " . خرجه البزار و الحاكم و خرج في الترمذي .

إن كنا غير قادرين على الحرب لضعف وهوان فيجب أن لاننسى أن الدعاء هو سلاحنا الوحيد رجالا ونساء شيوخا وأطفالا .. فمن أفضل ثمرات الدعاء أنه سبب لنزول الرحمة ودفع البلاء .

السلفيالمحتار 19-03-2003 06:15 PM






فضل الله المجاهدين باموالهم وانفسهم على القاعدين درجة

وكلا وعد الله الحسنى
وفضل الله المجاهدين على القاعدين اجرا عظيما

النساء اية 95

ولو ارادوا الخروج لاعدوا له عدة ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم وقيل اقعدوا مع القاعدين , اية رقم 46 التوبة

وإذا انزلت سورة ان امنوا بالله وجاهدوا مع رسوله استاذنك اولوا الطول منهم وقالوا ذرنا مع القاعدين , اية رقم 86 سورة التوبة

واعدو لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به ,

لو تأملنا هذه الايات لرأينا ان الله يحثنا على مواجهة الاخطار بالجهاد والدفاع عن الاسلام , بالعمل وليس الدعاء ,,



مثل الشخص الذي يأتي للامتحان يسأل الله ان ينجحه وهو لا يدري ماهو

موضوع الاختبار ولا في اي درس يمتحن ,,

تحياتي لكم ولكم تحياتي


ابو حمد 20-03-2003 08:20 AM

والله كلام جميل أختي اليمامة
والله ثم والله إننا مقصرون
هل من من سأل نفسه ولو للحظة واحدة
ماذا قدمت أنا؟!!!
ماذا أعددت أنا؟!!!
هل أنا راضي عن نفسي ؟!!!
والله لو أجبنا عن هذه الأسئلة سوف نعرف الكثير
وهذا بلا شك ابتلاء من الله
فياليتنا نرجع إلى ربنا
وهل نحن مستعدون لملك الموت ؟!!!
الله المستعان
وعليكم بسهام الليل الدعاء الدعاء الدعاء

السلفيالمحتار 20-03-2003 04:21 PM



لا شلك يا بو حمد انكم مقصرين , وان الدعاء لا يجدي نفعا بدون عمل

عذا الجمعة وصلاة الجمعة فأدعوا , ولكن اتمنى ان لا تفتوا بان المظاهرات

بدعة او خروج على الوالي او انها من اعمال الشيطان والغرب ,,

والله يحفظ لك ولدك حـــمـــد

ادعو ليلكم نهاركم كي تخدروا شعوبكم بدعاء لا يغنيه عمل ,,

عجبي من دنيا مليانه عجب وامة ضحكت من جهلها الامم ,

موضة الدعاء هذه الايام مليانه في السوق , !!!

ابو حمد 20-03-2003 04:41 PM

أصبح الدعاء موضة يارافضي
ولكن كيف يؤثر عليك الدعاء اساسا وانتم تدعون الحسين من دون الله
أسأل الله العظيم أن يهلك الرافضة الضالين المضلين الذين اتبعوا من ضحكوا عليهم من اجل المادة يامساكين

السلفيالمحتار 20-03-2003 06:05 PM



من أجل المادة ,

الحمد لله نحن نعرف علماءنا , منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ,

لم يركبوا السيارات الفاخرة , ولم يهادنوا السلطان , ولم يتملكوا القصور , ولم يلبسوا الشماغات على آخر موضة , والشماغ ليس من صنع
ايديهم , بل صنع انجلترا اي صليبيين مسيحيين ,
ولبس ثياب صنعتها اليابان ايدي وثنيين ,

أنا لم اتمنى ان ادخل معك في مهاترات صبيانية ولكنى ارى انك تطاردني
من صفحة الى صفحة وانت مصر على الخوض على ذلك
وانا احتراما للاخرين ساكت عن الرد عليك ,
ولكن يا بو حمد حفظك الله من كل سوء , لو ان امريكيا اراد ان يصرعك لهببنا لنجدتك , نعم لنجدتك , واعلم ان الرافضة هرًّبت الفين وخمسمائة
من الافغان العرب الى العراق كما ذكرته منتدى المفكرةالاسلامية والشرق الاوسط , وانظر الى من هم قد بنوا الحضارة الاسلامية من ادباء وعلماء
وأثروا المكتبات بعلمهم , انهم هم من اطلقتم عليهم الزنادقة وهم احفاد سلمان الفارسى الذي قال عنه الرسول سلمان منا اهل البيت ,,,

لاتتطاولوا علينا نحن الشيعة الرافضة لاننا نحن في الثريا ولا يهمنا مصيبتكم , ولسنا انتم على طارينا , فعليكم باصلاح انفسكم ولا تشغلوا انفسكم في غيركم ,,
انتم تقرأون في كتب مترجمة بايدي استخباراتية امريكية وعملاء مندسين ارادوا ان يفرقوا الامة الى مذاهب كي تسهل مهمتهم فلا تكونوا انتم لعبة
لهم ,

ونحن لا نعبد الامام الحسين من دون الله , والكل هنا سيحدد مقدار افترائك على الله , كذبا وزورا , وستجعل من نفسك اضحوكة للأخرين على ردودك ,
كن عاقلا وتعقًّل , ,,,, وستنبئك الايام بما تجهل ,



ولك تحياتي ,,





أقول لك ان السلطات في الخليج اعطت الاوامر الى علماء المساجد والمشايخ الذين يستلمون رواتبهم نظير خدمة الخطب في صلاة الجمعة بحث الناس على الدعاء في البيوت وملازمة منازلهم بالدعاء دون الحاجة الى التعبير عن
مشاعرهم بالخروج الى الشوارع ,
وانظر الى الدول العربية الجماهير تتحرك , اما انتم الذين تتشدقون بالاسلام فتمنوا الموت ان كنتم صادقين ,
ولهذا اناقلت ان الدعاء هو موضة على هذا الاساس, فلو كان الدعاء يكفي
لاكتفى رسول الله صلى الله عليه واله بالدعاء دون الحاجة لمجاهدة مشركي مكة والطائف واهل نجد وما حولها ,
فلا تخدروا الشعوب بكلمة الدعاء وانتم تقلبون الحقائق راسا على عقب ,,

ابو حمد 20-03-2003 07:27 PM

اقرأ يارافضي
إقرأ يامن جعلتم التقية والكذب شعاركم
إقرأ يامن ضللتم عن الحق والإسلام بريء منكم

قال مالك : الذي يشتم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ليس لهم اسم أو قال : نصيب في الإسلام . السنة للخلال ( 2 / 557 ) .

وقال ابن كثير عند قوله سبحانه وتعالى : ( محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعاً سجداً يبتغون فضلاً من الله و رضواناً سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة و مثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطئه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار .. )

قال : ( ومن هذه الآية انتزع الإمام مالك رحمة الله عليه في رواية عنه بتكفير الروافض الذين يبغضون الصحابة رضي الله عنهم قال : لأنهم يغيظونهم ومن غاظ الصحابة رضي الله عنهم فهو كافر لهذه الآية ووافقه طائفة من العلماء رضي الله عنهم على ذلك ) . تفسير ابن كثير ( 4 / 219 ) .

وهذه هي فتوى صريحة صادرة من الإمام مالك، والمستفتي هو أمير المؤمنين في وقته، والإمام مالك يلحق الرافضة في هذه الفتوى بالكفار الذين يغتاظون من مناقب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكل من ذكر الصحابة بالخير فهو عدو لدود لهذه الشرذمة، قبحهم الله أينما حلوا وارتحلوا،

الإمام أبو حنيفة رحمه الله
إذا ذكر الشيعة عنده كان دائماً يردد: (مـن شــك فـي كـفـر هـؤلاء، فـهـو كـافـر مـثـلـهـم).

الإمام الشافعي (عبد الله بن إدريس) رحمه الله
قال : ( ليس لرافضي شفعة إلا لمسلم ) .و قال الشافعي: (لم أر أحداً من أهل الأهواء أشهد بالزور من الرافضة!) الخطيب في الكفاية و السوطي

الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله
رويت عنه روايات عديدة في تكفيرهم .. روى الخلال عن أبي بكر المروذي قال : سألت أبا عبد الله عمن يشتم أبا بكر وعمر وعائشة؟ قال : (ما أراه على الإسلام).

شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله
قال رحمه الله : (( أما من اقترن بسبه دعوى أن علياً اله أو أنه كان هو النبي وإنما غلط جبريل في الرسالة فهذا لاشك في كفره. بل لا شك في كفر من توقف في تكفيره.


والبقية تأتي لاحقا

السلفيالمحتار 20-03-2003 08:06 PM


ولماذا انت متحامل ومتعصب , فان كنت لا تتحمل الردود فتوقف عن الافتراءات , هداك الله الى :o

ومن كلامك الزمك بم الزمت به نفسك , فتقول انت يا من تختفي و تحتمى خلف اليمامة ,
قال مالك : الذي يشتم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ليس لهم اسم أو قال : نصيب في الإسلام . السنة للخلال ( 2 / 557 ) .
فمن الذي شتم الامام علي صفحات التاريخ , لم تقول رايك فيه بل قلتم عنه اجتهد فاحطأ. وانه فقيه ,

وأراك تستشهد بابن كثير ولا تستشهد باحفاد الرسول او احد من اهل بيته ,

وهذه هي فتوى صريحة صادرة من الإمام مالك، والمستفتي هو أمير المؤمنين في وقته، فمن هو أمير المؤمنين في عهد الامام مالك ؟؟؟؟؟؟؟؟


إدريس) رحمه الله
قال : ( ليس لرافضي شفعة إلا لمسلم ) .و قال الشافعي: (لم أر أحداً من أهل الأهواء أشهد بالزور من الرافضة!) الخطيب في الكفاية و السوطي

ألم تقرأ اشعاره ماذا كان يقول

ان كان حب ال محمد رفض
فليشهد الثقلان اني رافضي

وكان يقول حبهم في القرآن فرض انزله
اوه كثير ابياته في الرافضة فكيف اصدق فتوى عن الامام الشافعى تخالف اشعاره , والاشعار خير معبر عن ما في القلوب


الإمام أبو حنيفة رحمه الله
إذا ذكر الشيعة عنده كان دائماً يردد: (مـن شــك فـي كـفـر هـؤلاء، فـهـو كـافـر مـثـلـهـم).
لقد تتلمذ ودرس على امام الرافضة الامام جعفر الصادق سلام الله وصلواته عليه وعلى أبائه , وقال
لولا السنتان لهلك النعمان


الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله
رويت عنه روايات عديدة في تكفيرهم .. روى الخلال عن أبي بكر المروذي قال : سألت أبا عبد الله عمن يشتم أبا بكر وعمر وعائشة؟ قال : (ما أراه على الإسلام). جيدولماذا السائل استثنى الامام علي

ولكن لي سؤالا وفيمن الذي لم يكتفي بشتم الامام علي بل وخرج عليه وحاربه بالسيف ,؟



شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله
قال رحمه الله : (( أما من اقترن بسبه دعوى أن علياً اله أو أنه كان هو النبي وإنما غلط جبريل في الرسالة فهذا لاشك في كفره. بل لا شك في كفر من توقف في تكفيره.
ونحن الشيعة نكفر فيمن يؤله الامام علي , اما قصة تخطيء جبريل , فنحن معروفون بتنزيه الملائكة من الزلة والخطأ ما عدا ابليس ,
هذه من الائاعات التي اكل عليها الدهر يابو حمد المتبع لكل هوى تتبع

الأفضل ان تتركنى انا بعيدأ عن الحوار الاسلامي , واتركنى اتفرغ الى
كتابة الشعر والقصائد ومشاركة اهل العراق في مصيبتهم بالعنجهية الامريكية
اقول اتركنى وان شئت ان للتهجم فاذهب الى الخيمة الاسلامية وناظر هناك
واكتب ما تشاء , اما مواضيع تحرقها انت وبالتالي احرقها انا بردي لك

اعتقد انها غير مبررة ومضيعة الوقت ,


ومجمل القول
أتمنى انك استشهدت بالقرآن ورسوله او قول معصوم اما الاراء فانها تحتمل الصح والخطا

السلفيالمحتار 20-03-2003 08:14 PM

على العموم : هناك منتديات للحوارات الطائفية والمذهبية تستطيع ان تفرغ مشاحناتك فيها

انا لن اجاري جهلك ابدا للرد بالرد حيث احتقر نفسى واصف نفسى بالجاهل خاصة في وقت الصورايخ والمدافع تحصد الاطفال العراقيين العرب ,

ابو حمد 21-03-2003 01:31 PM

هل هذا استسلام ؟؟؟

السلفيالمحتار 21-03-2003 02:28 PM



لقد عجزت انت عن مجاراتي حتى لم تستطع انت عن التعليق لكل ما احتج به عليك ,

اما رأية الاستسلام فان جهلك قد غلبنى ,

والحكيم السلفي المختار يقول وهذا ينطبق عليك

اياك ومحاججة الجاهل الاحمق
إن قلت نعم او لا فانه ينهق

أقول لك ان الصواريخ العراقية تنهال على الكويت وقد مرت بالقرب من راسى في الوقت الذي أرى اطفال العراق لم يناموا بسبب الهجمة الشرسة
الامريكصهيونية ومن ارضى تنطلق هذه القوات وانت تريدني ان افضى لك

وتذكرني بذلك الاحمق الذي سال عبد الله بن عباس سلام الله عليهما عن حكم قتل
الذبابة في الحرم بينمافي الوقت نفسه الامام الحسين صلوات الله عليهم اجمعين يقتل في كربلاء ,

اليمامة 23-03-2003 10:02 AM

الأخ ابو حمد

جزاك الله خير

ان أقل مايمكن أن نقوم به هو الدعاء وسأنسخ لكم ماكتبه الشيخ حمود بن عقلاء الشعيبي رحمه الله عن قنوت النوازل ردا على أحد المسؤولين

نقل ابن القيم في كتاب الصلاة في فصل في صفة القنوت : قال إسحاق الحربي : سمعت أبا ثور يقول لأبي عبد الله احمد بن حنبل : ما تقول في القنوت في الفجر ، فقال أبو عبد الله : إنما القنوت في النوازل ، فقال له أبو ثور : أي نوازل اكثر من هذه النوازل التي نحن فيها ؟ قال : فإذا كان كذلك فالقنوت .

ونحن نقول اليوم : ما أكثر نوازل المسلمين فكيف يضّيق أمر القنوت لهم ويحجّم أو يُسيَّس والله تعالى يقول : ( والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض ) وقال تعالى ( والذين آووا ونصروا أولئك بعضهم أولياء بعض ) .

علما بأن القنوت له مقاصد عظيمة كثيرة يختلف عن مجرد الدعاء لهم في السجود أو الخطب أو غيرها ، حيث إن من أهدافه ومقاصده المشاركة المعنوية وحفز الهمم والاهتمام بالمسلمين وإظهار التعاطف والتعاون ، ويتقوى بذلك المجاهدون وهذا مشاهد وملموس وسمعناه كثيرا من المجاهدين أنهم يفرحون بدعاء إخوانهم المسلمين إذا كان علنا في القنوت بل إنهم دائما يطالبون بذلك ، قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى في فتح الباري في فصل القنوت : ( وظهر لي أن الحكمة في جعل قنوت النازلة في الاعتدال دون السجود مع أن السجود مظنة الإجابة أن المطلوب من قنوت النازلة أن يشارك المأمومُ الإمام في الدعاء ولو بالتأمين ومن ثم اتفقوا على أن يجهرَ به ) والقنوت نوع استنصار ونصرة وقد صح عن علي بن أبي طالب لما قنت في حروبه قال : إنما استنصرنا على عدونا . رواه ابن أبى شيبه 2/103 رقم 6981 .

بل إن هناك من أهل العلم من قال بوجوب قنوت النوازل وقال إنه فعل الأئمة ، فقد ذكر ابن عبد البر في الاستذكار 6/202 بسنده عن يحي بن سعيد انه كان يقول : يجب الدعاء إذا وغلت الجيوش في بلاد العدو ( يعني القنوت ) قال : وكذلك كانت الأئمة تفعل .

وبعد ..

فسنذكر إن شاء الله تعالى المآخذ عليكم فيما ذهبتم إليه في مسألة القنوت .

أولا :
في المسألة الثالثة من كلامكم قلت : إنه ليس من مفهوم قنوت النازلة عند الصحابة والسلف إذا وقعت نازلة في طرف من بلاد المسلمين قنت الجميع .... وقلت أيضا : والصحابة رضوان الله عليهم لم يكن من هديهم أنه إذا وقعت نازلة في طرف بلاد المسلمين قنت جميع المسلمين ... وأن من تمام بحث المسألة أن قنوت النوازل لكل أهل بلد بحسبه . إهـ

ومقتضى هذا الكلام أنه إذا وقعت نازلة في المسلمين في أي طرف من أطراف البلاد الإسلامية أنه لا يقنت إلا أهل تلك النازلة ، لأن القنوت لكل أهل بلد بحسبه !!

ويَردُ على كلامكم هذا عدة أدلة :
أ – أين دليل التخصيص ومنع ماعدا أهل النازلة ، والمُخصِّـص مطالب بالدليل .

ب – يُرَدُّ عليكم باستدلالكم نفسه ، حيث استدللتم بقصة قنوت النبي صلى الله عليه وسلم للقراء لما قتلوا ، والقراء قتلوا في أطراف الدولة الإسلامية ، بل قتلوا في مكان خارج ولاية الدولة الإسلامية ، مما يدل انه يُقنت لما هو ليس بأطراف الدولة الإسلامية فحسب بل ما هو خارجها .

ج – قصة قنوته صلى الله عليه وسلم للمستضعفين في مكة ( وكان ذلك بعد صلح الحديبية وفتح خيبر كما قاله ابن تيمية في الفتاوى ( 23/105 ) فقد روى أبو هريرة رضي الله عنه قال : وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم حين يرفع رأسه يقول : سمع الله لمن حمده يدعو لرجال فيسميَهم بأسمائهم فيقول : اللهم انج الوليد بن الوليد وسلمة بن هشام وعياش بن أبي ربيعة والمستضعفين من المؤمنين ، اللهم اشدد وطأتك على مضر ، واجعلها عليهم سنين كسني يوسف . متفق عليه .

قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم ومكة حينئذ دار كفر ، فقنت لأناس ليسوا في أطراف الدولة الإسلامية بل في بلاد الكفر .

د – قصة الخرمية ، وكانوا في أطراف الدولة الإسلامية في شمال فارس قرب أذربيجان ، فقد جاء في كتاب المغني لابن قدامة في فصل القنوت وقت النوازل قال الأثرم سمعت أبا عبد الله ( أحمد بن حنبل ) سئل عن القنوت في الفجر فقال : لو قنت أياما معلومة ثم يترك كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم . قال أحمد : أو قنت على الجرمية ، وذكر هذه الرواية ابن القيم في كتاب الصلاة فقال قال الاثرم : سمعت أبا عبد الله يقول : القنوت في الفجر بعد الركوع ، وسمعته قال لما سئل عن القنوت في الفجر فقال إذا نزل بالمسلمين أمر قنت الإمام وأمّن من خلفه ، ثم قال : مثل ما نزل بالناس من هذا الكافر ، يعني بابك الخرمي الخارجي إهـ . وقد قاتلهم المأمون ثم المعتصم فقضى عليهم . فهذه واقعة في أطراف الدولة الإسلامية . والقنوت كان في بلد الإمام احمد .

ومما يدل على العموم وأنه لكل نازلة في أي بلد من بلاد المسلمين أن الصحابة الذين رووا أحاديث قنوت النوازل ، وأشهر من روى ذلك أنس وأبو هريرة أنهما فعلا القنوت بأنفسهما ، بل وحثوا الناس على الاقتداء بهما كما فعل أبو هريرة وسوف يأتي إن شاء الله بعد قليل ، بل إنهما رويا أحاديث القنوت بألفاظ عامة تدل على العموم ، وقد جاء عن أنس فيما روى عنه ابن خزيمة قال إن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يقنت إلا إذا دعا لقوم أو دعا على قوم ، وهذه ألفاظ عموم ، وفي الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد أن يدعو على أحد أو يدعو لأحد قنت وهذه الفظ عموم .

هـ - كلام أئمة المذاهب الفقهية المعروفة فإنهم كلهم يذكرون أنه إذا وقع نازلة بالمسلمين ويذكرون كلمة ( بالمسلمين ) بالألف واللام الدالة على العموم في أي طرف أو جزء من بلاد المسلمين وإليك نصوصهم :

1 – الحنابلة :
قال ابن قدامة في المغني : فصل فإن نزل بالمسلمين نازلة فللإمام أن يقنت في صلاة الصبح نص عليه أحمد . وتابعه علي هذا صاحب الشرح الكبير : المغني والشرح الكبير 1/788 .

وقال في زاد المستقنع : ويكره قنوت في غير الوتر إلا أن تنـزل بالمسلمين نازلة غير الطاعون فيقنت الإمام في الفرائض ، وجميع كتب الحنابلة تنص على لفظة ( المسلمين ) في النازلة ثم تذكر الروايات عن الإمام احمد فيمن يقنت وهي أربع روايات .

2- المالكية :
ذكر ابن عبد البر في الاستذكار 6/201 في باب القنوت في الصبح مذهب مالك وانه يرى القنوت ، وقال ابن رشد في بداية المجتهد في فصل أقوال الصلاة في المسألة التاسعة ، قال : ومذهب مالك أن القنوت في صلاة الصبح مستحب 1/131 وذكر الزرقاني في شرح الموطأ في باب القنوت في الصبح أن هذا معتقد مالك القنوت في الصبح 1/223 .

وجاء في المدونة الكبرى 1/103 وذكر مذهب مالك القنوت في الصبح بالدعاء على الكفار والاستعانة بالله عليهم . بل إن مالكا يرى دوام قنوت النوازل في الفجر كما قال ابن العربي في شرحه للموطأ في كتابه القبس 1/348 في ذكر رأي مالك في قنوت النوازل ، قال ابن العربي : ورأي احمد بن حنبل أن قنوت النبي صلى الله عليه وسلم إنما كان لسبب فيما كان ينزل بالمسلمين والأحكام إذا كانت معلقة بالأسباب زالت بزوالها ورأي مالك والشافعي أن ذلك من كلَب العدو ومقارعته معنى دائم فدام القنوت بدوامه إهـ .

وقال ابن تيميه في الفتاوى 23/106 :
قول مالك القنوت في النوازل مشروع دائما والمداومة سنة وان ذلك يكون في الفجر قبل الركوع بعد القراءة سرا . وهذا يدل أن المالكية يرون قنوتا دائما ولكل إمام جماعة في صلاة الفجر فما بالك بوقت النازلة بالمسلمين .

3- الشافعية :
قال في المهذب : وأما غير الصبح من الفرائض فلا يقنت فيه من غير حاجة فإن نزلت بالمسلمين نازلة قنتوا في جميع الفرائض ، قال النووي في المجموع شرح المهذب على الكلام السابق ، قال : والصحيح المشهور الذي قطع به الجمهور إن نزلت بالمسلمين نازلة كخوف أو قحط أو وباء أو جراد ونحو ذلك قنتوا في جميعها وإلا فلا . 3/493 ، وذكر النووي نفس كلامه السابق في شرح مسلم في باب استحباب القنوت بجميع الصلاة إذا نزلت بالمسلمين نازلة والعياذ بالله اهـ . وقال الغزالي في الوسيط 2/133 وإذا نزلت بالمسلمين نازلة و أرادوا القنوت في الصلوات الخمس جاز ، وقاله الشيرازي الشافعي في التنبيه 1/33 وقاله الشربيني الشافعي في الإقناع 1/141 . بل إن الشافعية من أوسع المذاهب في القنوت كالمالكية يرونه دائما في النوازل وغير النوازل .

4- الحنفية :
قال ابن عابدين في حاشيته 2/11 في مطلب القنوت في النازلة ، قال : إن نزل بالمسلمين نازلة قنت الإمام في صلاة الجهر .... ونقل عن الطحاوي في القنوت إن وقعت فتنة أو بلية فلا بأس به ( وراجع إعلاء السنن 6/95 ) . وقال في حاشية الطحطاوي على مراقي الفلاح 1/252 : إذا نزل بالمسلمين نازلة قنت في صلاة الفجر ، وهو قول الثوري واحمد . وقال اللكنوي في كتابه التعليق الممجد 1/636 ، قال : إن قول أبى حنيفة وأصحابه لا قنوت في شيء من الصلوات إلا في الوتر وإلا في نازلة . وقال في البحر الرائق للحنفية 2/48 : وإن نزل في المسلمين نازلة قنت الإمام في صلاة الجهر . وذكر التهانوي في إعلاء السنن 6/84 ، 95 أن عين مذهب الحنفية والجمهور هو القنوت في النوازل مؤقتا . وبعض الحنفية يرى أن القنوت للنوازل منسوخ كالطحاوي في شرح معاني الآثار وينقله عن بعض أئمة الحنفية 1/254 مع أن كلام الطحاوي هذا ناقشه التهانوي في إعلاء السنن 6/96 وبين اختيار المذهب وهو القنوت .

والخلاصة من هذا النقل من أقوال المذاهب التدليل على أن القنوت لكل نازلة تحصل في المسلمين أن يقنت الجميع ، وليس القنوت لكل بلد بحسبه ، وقد مر بك ألفاظ كلام العلماء الدالة على العموم وليس فيها أدنى كلام في تخصيص كل بلد بنازلته ، أما كلام العلماء المستقلين فقد قال ابن حزم في المحلى 4/ 138وما بعدها ، المسألة رقم 459 : إن القنوت فعل حسن . وقال الشوكاني في نيل الأوطار 2/345 : القنوت عند النوازل مشروع عند النازلة ، وقال في السيل الجرار 1/229 : إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يفعله إذا نزلت في المسلمين نازلة فيدعو لقوم أو على قوم ، أما كلام ابن تيميه وبن القيم فكثير فمنه مافي الفتاوى 23/111 : والقنوت فيها إذا كان مشروعا كان مشروعا للإمام والمأموم والمنفرد . بل إن ابن تيميه له رسالة مستقلة في القنوت في مشروعيته وعموميته ، وكذا ابن القيم في زاد المعاد جعل فصلا مستقلا في هديه صلى الله عليه وسلم في قنوت النوازل . وقال الصنعاني في السبل 1/378 رقم 288 قال : فالقول بأنه يسن القنوت في النوازل قول حسن . ومما يجمع خلاصة كلام المذاهب قول اللكنوي في كتابه التعليق الممجد 1/636 : ولا نزاع بين الأمة في مشروعية القنوت ولا في مشروعيته للنازلة إنما النـزاع في بقاء مشروعيته لغير النازلة ، ونقل ابن عبد البر في الاستذكار 6/202 عن يحي بن سعيد أن القنوت إذا دخلت جيوش المسلمين هو فعل الأئمة .

ثانيا :
ذكرتم في المسألة الثانية أن النبي صلى الله عليه وسلم لما قنت لم يأمر مساجد المدينة بالقنوت – قنوت النوازل – ولم يأمر مسجد قباء ومسجد ( زريق ) ومسجد العالية .

والجواب : نفْيكم هذا يحتاج إلى إثبات خاص فهل هناك دليل صريح انه قال لهم لا تقنتوا أو انهم قنتوا فنهاهم ، فالنفي مثل الإثبات يحتاج إلى دليل لأن النفي قضية سلبية تحتاج إلى برهان كالقضية الموجبة وكون المستدل ليس لديه دليل على القضية المعينة لا يلزم منه انتفاء تلك القضية إذ قد تكون ثابتة بدليل لم يعلمه المستدل كهذه القضية إذ من المعلوم قطعا أن الصحابة رضي الله عنهم لا يخالفون قول الرسول ولا فعله ، وقد ثبت عنه انه قنت فلا بد أن يقتدوا به في ذلك القنوت ، يدل على هذا قصة استدارة أهل مسجد قباء حينما أبلغوا أن الرسول صلى الله عليه وسلم استقبل الكعبة ففعلوا ذلك عندما علموا من غير أن يأمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك.

اليمامة 23-03-2003 10:04 AM

ويقال أيضا لكم على وجه التنزل إذ لم يأت حديث بالأمر فأيضا لم يأت حديث بالنهي إنما هو شيء مسكوت عنه ، والمسكوت عنه يرجع فيه للقواعد والأصول ، والأصل أن الصحابة يقتدون بالرسول صلى الله عليه وسلم ، قال تعالى ( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة ) والأصل في الرسول انه مُتَبع ، وما فعله شرع يعمل به مالم يدل دليل على خصوصيته به وإلا على كلامكم يلزم منه لوازم باطلة تؤدي إلى تعطيل بعض الشرائع فيقال صلاة التراويح فعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسجده بعض الليالي وفعلها عمر رضي الله عنه في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم ولا تفعل في المساجد الأخرى لأنه لم يرد دليل أن المساجد الأخرى اُمرت بذلك ، ومثلها صلاة الكسوف صلاها الرسول صلى الله عليه وسلم والخلفاء بعده ولم يأت دليل انه أَمر المساجد الأخرى ، وكذا صلاة الخوف ، فعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم فأين الدليل أنه أمر السرايا والجيوش الأخرى بصلاتها ، ويقال أيضا البلاد التي فتحها رسول الله صلى الله عليه وسلم أين الدليل أنه أمر مساجدهم بإقامة الجمعة وغيرها من الشعائر الظاهرة ، وهكذا من اللوازم الباطلة التي ليس المخرج منها إلا أن يقال الأصل الاقتداء بفعله صلى الله عليه وسلم ، والأصل أن الصحابة والمسلمين فعلوا ما فعله صلى الله عليه وسلم إلا إذا جاء دليل خاص بالمنع أو النهي لا مجرد السكوت وعدم النقل .

ثالثا :
ذكرتم في المسألة الثانية قولكم إنما قنت هو عليه الصلاة والسلام شهرا ، ولهذا استدل به عدد من الأئمة منهم الإمام أحمد أنه إنما يقنت الإمام الأعظم في المسجد الأعظم ما يقنت كل مسجد ، وقلت أيضا إن السنة ظاهرة في انه لا يقنت في البلد الواحد إلا مسجد واحد فقط وهو المسجد الأعظم في البلد .

والجواب : ما هو الدليل أنه لا يقنت إلا الإمام الأعظم ؟!! وأنه لايقنت إلا مسجد الإمام الأعظم فقط !! بل إن فقه الصحابة رضي الله عنهم على أن القنوت ليس من خصائص الإمام الأعظم ومسجده فقط ، بل ثبت عن أنس بن مالك وأبى هريرة وابن عباس والبراء بن عازب ومعاوية وأبى موسى أنهم قنتوا ، وليسوا بالإمام الأعظم ومسجدهم ليس بمسجد الإمام الأعظم كما سوف نذكره إن شاء الله بعد قليل :

أ – فقد صح عن انس بن مالك رضي الله عنه انه كان يقنت في صلاة الفجر رواه ابن المنذر في الأوسط 5/ 209 وغيره ، علما بأن أنسا ممن روى أحاديث قنوت النازلة فكان بفعله هذا يرى أنها ليست من خصائص الإمام الأعظم ولا مسجده ، بل صح عنه رضي الله عنه أن بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قنتوا في صلاة الفجر فذكر هنا انه فعل جمع من الصحابة والمقصود بذلك قنوت النازلة .

ب – وجاء عن أبي هريرة رضي الله عنه انه كان يقنت في الظهر والعشاء الآخرة وصلاة الصبح رواه الطبراني في تهذيب الآثار مسند ابن عباس 1/345 رقم 576 فيدعوا للمؤمنين ويلعن الكفار ، وقال لأقرِّبن بكم صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم متفق عليه ، وفي رواية عند الطحاوي في شرح الآثار 1/241 ( لأرينكم ) ، فصلى بهم وقنت حتى يعلّمهم أن القنوت مشروع لكل إمام في النازلة ولذا قال : لأرينكم ، مع انه ليس بالإمام الأعظم ومسجده ليس بالمسجد الأعظم ، علما بأن أبا هريرة رضي الله عنه ممن روى أحاديث القنوت للنازلة ، فهذا فهمهم رضي الله عنهم ، بل فعله هو بنفسه تدريبا لأصحابه عليها . قال ابن القيم في زاد المعاد : ولا ريب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم فعل ذلك ( أي القنوت ) ثم تركه ، فأحب أبو هريرة أن يعلمهم أن مثل هذا القنوت سنة . اهـ

ج – صح عن البراء بن عازب انه كان يقنت . رواه بن أبي شيبة 2/106رقم 7016 و صفحة 108 رقم 7034 ، وعبدالرزاق في مصنفه 3/109وابن المنذر في الأوسط 5/209 والبيهقي في سننه 2/206 مع أن البراء ممن روى أحاديث قنوت النازلة .

د – صح عن ابن عباس رضي الله عنه انه صلى الغداة في إمارته على البصرة فقنت . رواه بن أبي شيبه 2/105 رقم 7003 وعبدالرزاق في مصنفه 3/113 وبن المنذر في الأوسط 5/209 علما بأن ابن عباس في البصرة كان أميرا لعلي بن أبي طالب ، فلما قنت علي بن أبي طالب رضي الله عنه لما حارب أهل الشام قنت ابن عباس تبعا له ذكر ذلك الطحاوي في شرح معاني الآثار 1/252 في باب القنوت ، وذكره التهانوي في إعلاء السنن 6/ باب القنوت ، وقال الكاندهلوي في كتابه أوجز المسالك 3/175 نقلا عن الدار قطني عن سعيد بن جبير ، قال أشهد أني سمعت بن عباس يقول : أن القنوت في صلاة الفجر بدعة . إلا إذا نزل بالمسلمين نازلة ، فانظر إلى كلام بن عباس هذا وما فيه من عمومية القنوت للنوازل ، بل لا يَبعد أن يكون هذا الكلام له حكم الرفع .

هـ - جاء عن معاوية رضي الله عنه أنه قنت في صفين وما بعدها ، يقنت هو ومن معه مع أنه ليس الإمام الأعظم في ذلك الوقت ، وذكر قنوته الطحاوي في معاني الآثار وكذا الطبري في تاريخه 3/113 ، قال البيهقي في كتابه معرفة السنن في فصل القنوت : وقنت معاوية في الشام يدعو في صفين ، فأخذ أهل الشام عنه ذلك .

ز – وروى الطحاوي في شرح معاني الآثار عن أبي موسى الأشعري أنه قنت وذكره عنه ابن القيم في زاد المعاد ورواه بن أبي شيبة 2/105 رقم 7001 بسنده عن عبد الله بن معقل قال : قنت في الفجر رجلان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم علي وأبو موسى .

فهؤلاء ستة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بعضهم ممن روى أحاديث قنوت النازلة وفعلها ، وكلهم يرون أن لغير الإمام الأعظم فعله ، فأين المخالف لهم من الصحابة ممن منع قنوت النوازل أو رأى انه خاص بالإمام الأعظم أو مسجده .

أما الخلفاء الراشدون فقد صح عن أبي بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم انهم قنتوا في النوازل فعن العوام بن حمزة سألت أبا عثمان عن القنوت فقال بعد الركوع قلت عمن ؟ قال عن أبي بكر وعمر وعثمان . رواه بن أبي شيبة 2/106 رقم 7011 وابن المنذر في الأوسط 5/210 وحسنه البيهقي في معرفة السنن 2/79وقال ابن تيميه في الفتاوى 23/108 أن النبي عليه الصلاة والسلام قنت لسبب نزل به ثم تركه عند عدم ذلك السبب النازل ، فيكون القنوت مسنونا عند النوازل ، وهذا القول هو الذي عليه فقهاء أهل الحديث وهو المأثور عن الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم .. ثم قال : فسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين تدل على شيئين ، أحدهما : أن دعاء القنوت مشروع عند السبب الذي يقتضيه ، وقال ابن القيم في الزاد في هديه صلى الله عليه وسلم في القنوت : إن المروي عن الصحابة في قنوت النوازل قنوت الصديق رضي الله عنه في محاربة مسيلمة وعند محاربة أهل الكتاب ، ( راجع كتاب إعلاء السنن 6/83 ) أما قنوت عمر فقد ذكره ابن تيميه في الفتاوى 23/108 وابن القيم في الزاد انه قنت لما حارب النصارى . وقال ابن تيميه في الفتاوى 23/108 وكان عمر إذا أبطأ عليه خبر جيوش المسلمين قنت ، ونقل الكاندهلوي في أوجز المسالك 3/176 عن كتاب الآثار لمحمد بن حسن قال : كان عمر رضي الله عنه إذا حارب قنت وإذا لم يحارب لم يقنت رواه الطحاوي وإسناده حسن .

وكذا علي بن أبي طالب رضي الله عنه قنت لما حارب من حارب من الخوارج ، قاله ابن تيميه في الفتاوى 23/103 ، وقنت أيضا لما حارب أهلَ الشام في صفين ، قال البيهقي في كتابه معرفة السنن في فصل القنوت أن عليا قنت في حرب يدعو فأخذ أهل الكوفة ذلك عنه .

فهذا هدي الخلفاء الراشدين والصحابة المرضيين ، بل لو قال قائل انه لا يعرف لهم مخالف لكان هو عين الصواب ، وهو مذهب الناس في زمن علي بن أبي طالب وعليه أهل الكوفة تبعا له ، و أهل البصرة تبعا لأبن عباس ، وأهل الشام تبعا لمعاوية فقد روى محمد بن الحسن في الآثار عن إبراهيم النخعي بسند صحيح ، قال : إن أهل الكوفة إنما اخذوا القنوت من علي حينما حارب وأهل الشام اخذوا القنوت عن معاوية ، ذكره صاحب إعلاء السنن 6/88 ،وهو فعل الأمراء زمن انس رضي الله عنه كما ذكر ذلك ابن حزم في المحلى 4/141 رقم 459 وقال : فإن قيل فقد روي عن انس انه سئل عن القنوت : أقبل الركوع أم بعده ؟ فقال : قبل الركوع ، قال ابن حزم : إنما اخبر بذلك انس رضي الله عنه عن أمراء عصره اهـ والشاهد أن فعل القنوت للنوازل من فعل أمراء عصر انس رضي الله عنه وليس خاصا بالإمام الأعظم .

اليمامة 23-03-2003 10:05 AM

وقبل ذلك هو فعل الناس زمن عمر حيث قنت عدة مرات ،وهو فعل الناس زمن أبي بكر حيث فعله فيهم ، فأي إجماع اعظم من هذا وجاء في الاستذكار 5/170 أن أبا عبدالرحمن السلمي قنت في الفجر يدعو على قطري بن الفجاءة الخارجي ( وأبو عبدالرحمن هذا مقرئ الكوفة من أولاد الصحابة اخذ القرآن عن عثمان وعلي رضي الله عنهما ، ورواه ابن أبي شيبة 2/109 رقم 7047 ، وقنت من التابعين أيضا نفر كثير ليسوا بأئمة ومساجدهم ليست بمسجد الإمام الأعظم ، وقال ابن عبدالبر في الاستذكار 5/172 : ( ومِن فعل الصحابة وجلة التابعين بالمدينة في لعن الكفرة في القنوت أخذ العلماء لعن الكفرة في الخطبة الثانية من الخطبة والدعاء عليهم ) . وممن نقل الإجماع الكاندهلوي في أوجز المسالك في شرح موطأ مالك 3/ 177 قال النيموي : تدل الأخبار على أن النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه لم يقنتوا في الفجر إلا في النوازل ، وقال اللكنوي في كتابه التعليق الممجد 1/636 ولا نزاع بين الأمة في مشروعية القنوت ولا في مشروعيته للنازلة إنما النزاع في بقاء مشروعيته لغير النازلة ، ونقل بن عبدالبر في الاستذكار 6/202 عن يحي بن سعيد أن القنوت فعل الأئمة ، وذكر ابن أبي شيبة برقم 7006 بسنده عن ابن أبي ليلى قال : القنوت سنة ماضية ، وقال ابن تيميه في الفتاوى 23/108 أن القنوت مسنون عند النوازل وهذا القول هو الذي عليه فقهاء أهل الحديث وهو المأثور عن الخلفاء الراشدين . وقال التهانوي في إعلاء السنن 6/96 واما دعوى نسخ القنوت في الفجر مطلقا فتردها آثار الصحابة وقنوتهم بعد وفاته صلى الله عليه وسلم أحيانا ، ونقل عن صاحب كتاب الحجة البالغة : وكان النبي صلى الله عليه وسلم وخلفاءه إذا نابهم أمر دعوا للمسلمين وعلى الكافرين بعد الركوع أو قبله اهـ .

وبعد هذا يقال أيضا لماذا يخصص القنوت بالإمام الأعظم ومسجده مع أن اصل القنوت دعاء واستنصار ، فتكثير من يدعو من المقاصد الشرعية ، ومن أسباب قبول الدعاء لا سيما وانه قد يوجد في غير مسجد الإمام من هو اقرب للإجابة وافضل ، وقد قال صلى الله عليه وسلم : وهل تنصرون إلا بضعفائكم ، بل قد يكون الإمام أو مسجده فيه من موانع قبول الدعاء ما يفوّت الهدف من القنوت وهو تحري الاستجابة ، ثم يقال ليس في تعدد مساجد القنوت ضرر في ذلك ، وليس هو مثل إقامة الحدود ونحوها التي في تعددها مفاسد ، ولذا تخصص بالإمام أو نائبه لمنع المفاسد .

ويقال أيضا : لو كان قنوت النازلة خاص لكان النبي عليه الصلاة والسلام لما قنت في قصة القراء لقال للصحابة بعد الصلاة إن هذا الدعاء خاص بالإمام أو نحو ذلك لأن تأخير البيان عن وقت الحاجة لا يجوز ، فلو كان هناك مخصص لبينه المصطفى المبلغ عليه الصلاة والسلام .

ومن أعجب الأمور أنكم تقولون عند النوازل : ادعوا في الخطب والمحاضرات ولا تدعوا في الصلاة إلا بإذن الإمام فتمنع الناس مما هو مشروع لهم بالإجماع ثم تحثهم على أمر آخر وإن كان جيدا ومطلوبا لكن المشروع أولى منه ، وأخشى أن يجيء وقت لا قدر الله فيقال : وأيضا الخطب والمحاضرات لا يدعى إلا بإذن الإمام ، أو انه خاص بالإمام ولا حول ولا قوة إلا بالله .

رابعا :
قلتم في المسالة الثانية :
إن القنوت للإمام الأعظم استدل به عدد من الأئمة منهم الإمام احمد على أنه إنما يقنت الإمام الأعظم في المسجد الأعظم !

ويقال لكم إن الإمام احمد له عدة روايات في المسألة ، فقد قال المرداوي في الإنصاف 2/175 لما ذكر عن احمد انه يقنت الإمام قال : وعنه يقنت نائبه بإذنه ، وعنه يقنت إمام جماعة ، وعنه كل مصل . اختاره تقي الدين ، وقال في المحرر وهل يشرع لسائر الناس ؟ على روايتين .

والله تعالى يقول ( وان تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول ) ومن البحث السابق وعمل الصحابة يتضح اقرب الروايات للسنة وهدي الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته العموم

ونفيد فائدة هنا وهي أن المتتبع لأقوال أهل العلم حسب اطلاعنا في الكتب المتيسرة بين أيدينا وحسب البحث السابق أن القول بأن قنوت النوازل خاص بالإمام الأعظم انه من مفردات الحنابلة في إحدى الروايات .

ثم اختياركم لهذا القول على خلاف مراد الإمام احمد ، فإن معنى الإمام الأعظم عند احمد وغيره هو الخليفة الواحد الذي يحكم المسلمين جميعا ، وهذه هي فائدة صفة الأعظم ، واليوم ليس إمام اعظم يحكم المسلمين كلهم ، فعلى هذا القول الذي اخترتموه وأردتم تطبيقه هذا اليوم على غير مراد الإمام احمد الذي اخترت قوله وهو إحدى الروايات يؤدي إلى تعطيل القنوت تماما ، وهذا القول لم تسبقوا إليه ولا حول ولا قوة إلا بالله .

واخيرا ..
نحن اليوم نعرف اختلاف أهواء الحكام وماهي توجهاتهم فربط القنوت للنوازل بهم يجعل قضايا المسلمين خاضعة للسياسة و مصالح الحكام ، وأنت ترى في الواقع اليوم تخاذل كثير من الحكام وعدم نصرتهم للمسلمين في نوازلهم بل انهم يخجلون من دعم قضايا الجهاد والمجاهدين ، فكيف ينتظر منهم أن يأذنوا بالقنوت لهم إلا أن وافق مصالحهم وأهواءهم .

كتبت هذا لكم لكي تراجعوا أنفسكم فيما قلتم وتعودوا إلى هدي الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة والعلماء بعده وتعلنوا للناس ذلك وإلا سوف نعلن هذا الرد للناس لبيان ما هو الحق في المسألة ونحن بالانتظار ..

نسأل الله لنا ولكم التوفيق والهداية .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم .


Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.