أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية

أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com/index.php)
-   الخيمة السياسية (http://hewar.khayma.com/forumdisplay.php?f=11)
-   -   إن كنت لا تهتم بالسياسة والأدب أنصحك بعدم فتح هذا الموضوع (http://hewar.khayma.com/showthread.php?t=10921)

السنونو المهاجر 30-03-2001 05:10 PM

إن كنت لا تهتم بالسياسة والأدب أنصحك بعدم فتح هذا الموضوع
 
أجريت مقابلة مع شاعر ومثقف عربي له موقف مما يجري من حوله من أحداث… وحرصا منا على بقاء هذا المثقف الرائع على قيد الحياة مرتديا جلده بلا تمزيق ورتق عمدنا على إسقاط اسمه الصريح واستعضنا عنه بــــ "س". أجوبته مرفقة بتعليقاتكم
وأسئلتكم التي سوف تشكل قوام كتاب:
- تقترحون اسمه
- تصممون غلافه
- تقترحون كيف ولمن نحول ريعه….
- تبرعت سلفا دار نشر عربية مهجرية بطباعته.
عدد المشاركات وحجمها غير محدد...
__________
يناقش هذا الموضوع في منتديات: الخيمة، السقيفة، والخواطر على حد سواء.

وإليكم المقدمة ونص المقابلة التي أجريت على الماسنجر مع الشاعر والكاتب "س":

السنونو المهاجر 30-03-2001 05:14 PM

المقدمــــــة
السلام عليكم
شكرا لأخي السنونو الذي دلني على موقعكم.
وقد اطلعت على عدة مواضيع ، كما أن أخي السنونو طلب الإجابة على عدة أسئلة رأيت معها أن أتناول كافة هذه المواضيع تناولا شاملا.
أهم ما يتميز به الإنسان التفكير وجاء الإسلام في تركيزه على التفكير موافقا للفطرة البشرية، وإن كثرة الآيات الحاضة على التفكير السليم تضعه في المقامة الأولى من الواجبات، وليس بين الأئمة اختلاف في أنه لا واجب يترتب على من فقد القدرة على التفكير0
واجب بهذه الأهمية لا بد له من أركان، والذي أراه من استقراء القرآن الكريم وسيرة الرسول عليه السلام أن ركن التفكير السليم هو النظر إلى أي أمر في إطاره العام، والتحرر من النظرة إلى الأمور من خلال أطر محدودة، تستوي في ذلك الدعوة إلى التوحيد في القرآن الكريم التي هي أصل لما سواها من وجهة نظر إسلامية مع أي جزئية أخرى، والشواهد على ذلك كثيرة جدا ، ومن القرآن الكريم فإن قصة إسلام سيدنا إبراهيم عليه السلام ترينا كيف أن ظاهرة طبيعية عادية عندما نظر إليها في إطارها العام قادت إلى التوصل إلى وجود الخالق عز وجل، وبينت سورة الكهف الفارق في الحكم على الأشياء باختلاف الإطار الذي ينظر إليه منها، فقتل الطفل وخرق السفينة في الإطار المعرفي لسيدنا موسى عليه السلام شر، وهي في إطار علم الله تعالى الخير ذاته. وقد يقول قائل إن بناء المساجد خير وهذا غير صحيح على إطلاقه ، بل قد يكون هدم مسجد خيرا في إطار ما، فقد هدم الرسول مسجد الضرار، وقد يقول قائل إن الصوم في رمضان خير من الإفطار، وقد قال الرسول عليه السلام في غزوة في رمضان:" ذهب المفطرون بالأجر كله" لما قدموه من حسن البلاء. بل إن لنا في سؤال الحباب بن المنذر رضي الله عنه للرسول عليه السلام عن موقع الجيش في غزوة بدر إن كان وحيا أم رأيا وفي جواب الرسول له وأخذه باقتراحه ما يبين أن المكانة التي أولاها الإسلام للتفكير.
وقد ألمت بالمسلمين نوائب قللت لديهم من أهمية هذه الفريضة (التفكير السليم) بل ووضعتها أحيانا في موقف صور على أنه مناهض للإيمان، وحاشا لله أن يكون دينه كذلك. وقد بدأت أوائل ذلك بعد الفتنة التي ذر قرنها والتي انتهت بنقض أحد ركني الخلافة وهو البيعة (الصحيحة طبعا لا الشكلية) وانقسم المسلمون في ردهم على ذلك إلى قسمين :
الأول مثّله سيدنا الحسين وعبد الله بن الزبير رضي الله عنهما، وقالا بأن ذلك خروج على النهج الإسلامي في الحكم، وهو شر يستوجب القتال - ولديهم أدلتهم الشرعية- وقد قاتلا حسب نظرتهما الكلية للأمور.
والثاني مثّله عبد الله بن عمر الذي كان له نفس رأيهما في طبيعة ما حدث، ولكنه وحسب نظرته الكلية للأمور قال بأن ذلك شر أخف من شر الفتنة، وأخذ بأخف الشرين وله في ذلك دليله الشرعي. وقد كان كما قال. والقول بأن الخروج عن منهج البيعة شر أخف من الفتنة، يقتضي العمل لتغيير هذا الشر والرجوع إلى البيعة الشرعية مع محاولة تجنب الفتنة ، ولكن جاء بعده من وضع الأمور في إطار مصلحته فقال بأن الوراثة خير ثم جاء من قال إنها سنة ثم فرض، وتوقف أثر الكوارث الناجمة عن هذه الأحكام الصادرة عن المصلحة والهوى عند حد معين، لأن الحاكم الذي خيطت هذه الأحكام على مقاسه كان من الأمة ، وكان ولاؤه لها سواء كان ذلك بدافع الإيمان أو دافع المصلحة، ثم كانت الطامة الكبرى عندما جيرت هذه الأحكام الصادرة عن أطر لا علاقة لها بالشرع لتخدم نواطير أقامهم المستعمر لينوبوا عنه في رعاية مصالحه والعمل على استبقاء تجزيء الأمة بعد هدم خلافتها الجامعة لها. أو إن شئت أن تقول دولتها المركزية فلا بأس.
وقد رأيت الإخوان هنا يتحدثون عن المشكل الكردي وتطرق السنونو إلى مشكلة فلسطين وقرأت لليعسوب عن مشكل النصارى العرب ولو في المنتديات، فلتسمحوا لي بعرض هذه المشاكل الثلاث وبعض المواضيع الأخرى في الإطار الكلي الذي ينسجم والتفكير الإسلامي.



الشربينى 30-03-2001 05:14 PM

هذا الشاعر او المفكر قد يكون من بين هؤلاء الذين ستراهم فى هذا الموقع الذى لدعوك لزيارته http://www.geocities.com/ashahed2000/gaded.htm

السنونو المهاجر 30-03-2001 05:17 PM

أولاً: فلسطين : هذا الأسم موجود منذ القدم وهو يدل على منطقة جغرافية ما في الشام عرضية لا طولية تقع على جانبي نهر الأردن، والأردن كذلك كإقليم جغرافي ما في الشام يقع على جانبي نهر الأردن شمال فلسطين،ومدينة صفد سنة 1913 كانت تابعة لولاية بيروت، ولم يكن لأي من هذه الأسماء أي مدلول سياسي أو ثقافي منفصل عن سائر الولاية الشامية التي كانت بدورها مجرد ولاية في دولة الإسلام. ولما أريد إنشاء دولة لليهود في المنطقة تمت فبركة هذا الكيان من الأقاليم الثلاث فلسطين والأردن وبيروت (لبنان) وعزل غربي النهر ليتلائم ومقاس المصالح اليهودية.
وفي إطار التفكير الإسلامي رفض ذلك السلطان عبد الحميد، كما تعامل معه الشريف حسين في إطاره العربي ثم في الإطار السوري عقد سنة 1922 مؤتمر في دمشق جاء في أحد قراراته :" يستنكر ممثلو الديار السورية فصل جنوب غرب سوريا وتسميته بفلسطين تمهيدا لتسليمه للصهيونية". فانظر كيف تم تكريس هذا الإطار للقضية. وبعض من قدس هذا الاسم فيما بعد هم الذين وضعوه في إطار أثيري معزول عن ارتباطه حتى بالمسمى المصطنع، ذلك أنهم ألغوا ميثاقهم وألغوا بعد ذلك 80% من المسمى وكلما فرطوا في الأرض تشبثوا بالأثير. وتيسر لهم ذلك بعد أن تم ضرب المرجعية الإسلامية ثم العربية واختراع مرجعية جديدة وإحلال العواطف محل الفكر.
ثانيا -المشكل الكردي:
عاشت الشعوب الإسلامية جميعا في دار الإسلام أمة واحدة متآخية، وعندما أدرك الكافر المستعمر أن عظمة هذه الأمة تنبع من وحدتها المنبثقة من عقيدتها تم التخطيط لضرب العقيدة في جانبها التطبيقي تمهيدا لضرب الوحدة، وتم ذلك للإستعمار بالقضاء على الخلافة العثمانية التي كانت تمثل الرمز والإطار لوحدة الأمة وهويتها، وتمت الهجمة على الأمة لتكريس تفتيتها بإحلال القوميات محل الرابط الإسلامي، وتم توجيه سهام ثلاث قوميات إلى الإسلام مرة واحدة من ذات المصدر الأوروبي الصليبي، وهذه القوميات هي العربية والتركية والصهيونية، ونشأ عن ذلك ولا يزال يتبلور وينشأ رد فعل لدى الشعوب المسلمة الأخرى في المنطقة، التي فرضت عليها مرجعية قومية أخرى بعد أن تمت تنحية المرجعية الإسلامية، ومن هذه الشعوب المسلمة الشعب الكردي والشعب البربري، وكانت هذه الشعوب تفخر بالعروبة باعتبارها مرادفا للإسلام، وأبلت في الجهاد في سبيل الإسلام أحسن البلاء، وذادت بذلك عن دار العرب وبلادهم، فلما نزع الإسلام عن العروبة واكتست العروبة الزي العلماني، صارت هذه الشعوب ترى نفسها بالمقياس ذاته صاحبة حق في قوميات خاصة بها، ولا ينبغي أن نغفل أن من مكر بالإسلام لدى العرب والأتراك مارس نفس الدور لدى الأكراد والبربر. والنظرة الكلية للأمور تقتضي رفض الإطار الذي أفرز هذا الواقع من أساسه، وينشأ عن التسليم بهذا الإطار الإنسياق مع المخطط المعادي بوعي أو بدون وعي.
ثالثا : المسيحيون العرب:
عاش المسيحيون العرب في دار الإسلام وشاركوا في أحداثه الجسام جزءا من هذه الدار، وحمايتهم فرض على المسلمين، لهم ما لنا وعليهم ما علينا ، لا تمييز ضدهم إلا فيما يتصل بالأمور التعبدية التي تقتضي الإيمان برسالة محمد عليه السلام، ومنها الخلافة ، فوظيفة الخليفة الأولى تطبيق شرع الله وحمل الدعوة الإسلامية ولا يمكن أن يعهد بهذا لمن لا يؤمن بهذه الدعوة، وكذلك الزكاة فهي عبادة، وتتناسب مع الثروة، وتعني مساواة النصارى بالمسلمين في فرضها عليهم إكراههم على شعيرة من دين الإسلام، ولا إكراه في الدين، ولهذا تؤخذ منهم الجزية، يستوي في مقدارها الغني والفقير منهم، أي أن الجزية لا تزيد بزيادة الثروة0 والذي يهم النصارى من دين الإسلام هو هذه النواحي التطبيقية من سياسة واقتصاد واجتماع، ولهذا فإنهم يتعاملون مع هذه النواحي من الإسلام تأييدا أو معارضة، وهم بذلك أوعى عليها من كثير من المسلمين الذين جرى تضخيم جوانب تتعلق ببعض أحكام الإسلام في الجانب النظري وفي بعض المسائل مثل الحيض والنفاس ونواقض الوضوء واللحية والمسواك في أذهانهم على حساب جوانب أخرى من الإسلام تتناول الحكم والخلافة والعلاقات الدولية والاقتصاد، ولدى طمس الإطار الكلي رأينا ممن يسمون شيوخا ضيقا بحلق اللحية يفوق ضيقهم بوجود قواعد عسكرية أجنبية في بلادهم، بل ورأينا الحكام في كل بلاد العالم يحاسبون على الفساد، إلا في ديار المسلمين حيث يغطى هذا الفساد بفتاوى حاشا لله أن تكون من دينه. وما ذلك إلا من الخطأ في الإطار الذي فرض على الأمة الاعتراف بشرعية الدولة القطرية وحاكمها، وما هي إلا مستعمرة مموهة باسمك الاستقلال وما حاكمه إلا ناطور -دون العميل- لأسياده من الكفار، وبذلك صار الإسلام في خدمة أعدائه، نظرا لخطإ التفكير والإطار والمرجعية.
والناظر إلى نصارى العرب يراهم في المواقف التي تتناول مصير الأمة أقرب إلى نهج الإسلام من كثير من المسلمين ومن الأمثلة على ذلمك
1- الدكتور سعد الدين إبراهيم دعا إلى مؤتمر في القاهرة منذ سنوات لدراسة مشكلة الأقليات في العالم العربي، ومنهم الأقباط في مصر ، فرد عليه الدكتور يونان لبيب بما يلي :" نحن لسنا أقلية ، فنحن مسيحيون دينا مسلمون وطنا وحضارة " بالله عليك هل يحيط بهذين البعدين من الإسلام كثير من شيوخ الخواجات الذين يدعونهم بالسلاطين.
2- أعلن شيخ الأزهر أنه لا يخشى زيارة اليهود في عقر (((دارهم))) في فلسطين ، والبابا شنودة قال بحرمة ذلك ورفض الزيارة بتأشيرة من اليهود الغاصبين، ، والصلح مع اليهود أفتاه شيوخ مصر والسعودية وسواهما من مشايخ الخواجات وأسماه أحدهم ( بالهدنة المطلقة) التي يجوز للمسلمين نقضها فيما بعد، أسوة بالرسول، تصور إرضاء سادتهم صوروا الرسول عليه السلام ناكثا للعهود، ولم يفت بذلك البابا شنودة. فأيهما موقف الإسلام؟؟
3- صدرت قبل حرب الخليج طبعة عن الولاء والبراء وأفتى شيخها بضرورة خروج الخدم والسواقين من المشركين، وبعد حرب الخليج صدر إسلام منقح في طبعة جديدة يحل ما حرمته طبعة محمد عليه السلام،وجرى غمر الشارع بنشرات عن التدخين والبوكمن واللحية والشبشب وتقصير الثياب وما إلى ذلك من المواضيع، فقارن هذا الكم من المنشورات مع كتاب الدكتور إدوار سعيد (الاستشراق) أيها خدم الإسلام أكثر
4- لا أنكر هنا جهود المخلصين من العلماء وهم كثر بحمد الله فليس هذا مجال البحث. وإنما أردت تبيين أهمية التفكير في تحديد الإطار ومن ثم في الوصول للنتائج.
رابعا : الجهاد بالسلاح
قد يفاجئ ما يلي كثيرا من الناس، ولكن المفاجأة تزول إذا وضعنا الأمور في سياقها العام وفكرنا فيها ضمن إطارها الكلي. والمتدبر لحياة الرسول عليه السلام وللأدلة الشرعية يجد مرحلتين للجهاد، الأولى تقتصر على الجهاد باللسان ، بل ويمنع فيها الجهاد بالسيف وهي تلك الممتدة من البعثة حتى إقامة الدولة الإسلامية في المدينة، بدليل قوله تعالى في (النساء - الآية 77): " ألم تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم وأقيموا الصلاة واتوا الزكاة فلما كتب عليهم القتال إذا فريق منهم يخشون الناس كخشية الله أو أشد خشية وقالوا ربنا لم كتبت علينا القتال لولا أخرتنا إلى أجل قريب قل متاع الدنيا قليل والاخرة خير لمن اتقى ولا تظلمون فتيلا." فهاهنا حالتان الأولى مكية أمر المسلمون فيها بكف أيديهم والثانية مدنية أمروا فيها بالقتال، والدلائل من السيرة النبوية في مكة تترى بأن أحدا من المسلمين قبل الهجرة لم يدفع الأذى عن نفسه بالقوة فضلا عن أن يدفعه عن غيره، والفارق بين الحالتين أن مكة لم تكن دارا للإسلام، تسودها شريعته، والثانية أنه بقيام دولة المسلمين في المدينة - وليس بالأغلبية العددية - أصبحت المدينة دار إسلام ذات سيادة ففرض عليها الجهاد، والمتأمل في حال العالم اليوم ونحن منه ، يجد عظمة هذا التشريع الإسلامي وحكمته. فالعلة المستقاة من الآية والسيرة أن الله تعالى أمر في حال غياب دولة الإسلام كما في العصر المكي وعصرنا الحاضر بأن يقتصر الجهاد على بذل الجهد العقيدي الدعوي إثراء للثقافة والفكر وعملا بهما لا بسواهما لإقامة دولة الإسلام التي ترفع راية الجهاد بالسلاح. أما الحكمة فلعلها لم تتضح بهذا الشكل الناصع إلا في أواخر هذا القرن الميلادي، ذلك أنه منذ إقامة أول دولة للإسلام في المدينة لم يخل التاريخ من دولة مركزية تتبنى مصالح المصلحين والدعوة للإسلام، حتى هدم الخلافة العثمانية. حيث فقد المسلمون وللمرة الأولى في تاريخهم الدولة التي تقوم على هوية إسلامية حيث جزئت دار الإسلام إلى كيانات قطرية هم كل منها في أحسن الحالات لا يتعدى حدودها ونشأ عن ذلك ما تعانيه الأمة من فقدان الدولة الراعية والصراعات القطرية والقومية والمصلحية المختلفة، وولاء حكام هذه الأقطار للكافر المستعمر، وتنحية العمل بكتاب الله. والناظر إلى كافة ما سمي حركات تحرير وثورات شعوب ليس في العالم الإسلامي وحده بل في كل العالم المسمى ثالثا يجد أن أي ثورة لم تقم أو تحرز أي تقدم دون ارتباطها بدولة من الدول أو أكثر، ولما كانت السياسة مظهرا من مظاهر الصراع بين الدول الكبرى تمارسه مباشرة كما في الحربين العالميتين أو مداورة بالدول العميلة، فإن كل الصراعات التي حملت أسم ثورات كانت في الحقيقة صراعا بين الدول الكبرى بواسطة عملائها. بحيث أن كل من رفع السلاح كان مرتبطا أدرك ذلك أو لم يدركه. وللاختصار فسأقتصر على ضرب الأمثلة ن العالم الإسلامي، فجهاد المسلمين الأفغان الذي استقطب خيرة الشباب والطاقات الإسلامية انتهى أداة في يد أمريكا لتحطيم روسيا، والدول الإسلامية التي كانت منابرها تتباكى على نصرة الإخوة في أفغانستان ودفعت المليارات في الحرب، هي التي لا تحرك ساكنا لدفع غائلة الجوع عنهم، وقد آلمني قول الشيخ القرضاوي أن الأفغان يحتاجون إلى خمسين ألف دولار لتشغيل مركز لتعليم العربية. ومثال آخر وهو الثورات الكردية المتتالية التي ساعد على قيامها الظلم القومي الجاهلي الذي تعرض له الأكراد، والتي كانت تدعمها هذه الدولة الإقليمية أو تلك، تبعا لخطط أسيادها، وقد كانت هذه الثورات وبالا على الأكراد لعدم استقلاليتها في المقام الأول، وما اتفاق الشاه وصدام ببعيد حيث شطبت حركة البرازاني التي دامت سنوات في أربع وعشرين ساعة، وتسليم عبد الله أوجلان لتركيا يصب في هذ الخانة، ومثال ثالث وهو المؤامرة التي سميت ثورة فلسطينية، والتي أسفرت عن قيام تمثيل شرعي وحيد لهذا الكيان المصطنع وأهله مهمته حمل وزر تصفية القضية بدليل قول هاني الحسن :" أننا في حركة فتح تخوض منذ 1965 - قبل سقوط الضفة وغزة - معرمة حياة أو موت لتحضير الشعب الفلسطيني للتعايش مع إسرائيل" والأحداث أكير تصديق لقوله. وقد فقدت الأمة أهم خاصية في دينها وهي خاصية التفكير الكلي ووضع الأمور في الإطار الكلي وإعطائها حكم الشرع، ولكن اليهود اهتدوا بمنهج التفكير الكلي الإسلامي حين أرادوا فلسطين فوجدوها جزءا من دولة الخلافة فتآمروا لتحطيم المركز فدان لهم المركز المحطم وأطرافه. وحتى الإنجازات الإيجابية المحدودة التي أحرزتها الأمة في حالات نادرة تعتبر توكيدا لهذا الخط، ففي جنوب لبنان ما كان أبطال حزب الله ليستطيعوا عمل شيء دون الدعم السوري والإيراني، وما يكون لهم أن يتخطوا الخط الذي رسمته التشابكات والمصالح الدولية التي سمحت بذلك. وهذا حديث آخر.
وهكذا تتضح حكمة الإسلام حين جعل استلام دفة القيادة شرطا للجهاد بالسلاح ذلك أن الإيمان طاقة، ويستغلها من يمسك بزمام الأمور، وإيمان بلا بصيرة التفكير طاقة تسيرها العواطف لخدمة الأعداء. فالدولة للجهاد كالوضوء للصلاة كلاهما فرض ومراعاة ترتيبهما فرض كذلك.



السنونو المهاجر 30-03-2001 05:18 PM

خامسا : نشاطات المساعدات والوعظ والإرشاد
لا شك أن أي عمل يبتغى به وجه الله ويهدي إلى أي سبيل من سبل الخير فيه أجر، ولكن الخطير في الأمر أن نضحي بالإطار الاستراتيجي الكلي في سبيل إنجاز جزئي، يكون عندئذ بمثابة الحق الذي يراد به الباطل، فتعليم نواقض الوضوء فرض، ولكن صرف السنين من الدراسة على هذا الجانب بهدف صرف الأنظار عن الأمور الشرعية الأخرى ذات العلاقة بالحياة والحكم شر مستطير. وكذلك المساعدات التي تجمع للمسلمين هنا وهناك خير ولكن استغلالها لإطفاء الشرعية على أنظمة حكم معينة وصرف الأنظار عن العلاج الناجع الوحيد لمآسي المسلمين وهو قيام دولتهم المركزية أو خلافتهم شر مستطير، وضع في هذا الإطار كل الجهود التي يقوم بها علماء الأجهزة الدينية في سلطات الخواجات القطرية على امتداد بلاد المسلمين. ومن شأن التفكير الكلي في حالة فلسطين أن يسـأل هل أنظمة الدول المحيطة بفلسطين مسلمة أم كافرة، فإن كانت مسلمة فالجهاد فرض على جيوشها، لا على الأطفال، وإن كانت كافرة متضامنة مع وحارسة لكيان يهود فماذا يسمى ما يحدث في فلسطين ؟
والآن إلى الإجابة على أسئلة الأخ السنونو ضمن هذا الإطار الكلي من التفكير الذي يفرضه الإسلام ، والذي بدونه كانت الإجابة ستكون مزيدا من الضياع والضرب في التيه.

السنونو المهاجر 30-03-2001 05:23 PM


الأخ ))س((
تحية طيبة وبعد…
أرسل لك نسخة المسودة من الأسئلة التي نستجدي لها أجوبة من المثقفين العرب…. الأسئلة بحاجة إعادة ترتيب.

أسئلة تنتظر إجابات أو جواب ؟

يقول السنونو المهاجر:
تحية للشاعر والمثقف العربي المعروف في أوساط الشبكة العنكبوتية باسم ))س((…
أخي ))س((… سأطرح عليك أسئلة متشعبة، متباينة، مزعجة… واعتقادا مني أنها تشغل حيزا فراغيا في ذهن كل وطني وحر مهما كانت تلاوينه… فهل نتعاون لتسمية المسميات باسمائها ووضعها كأساس للحوار العربي نضيف عليه ونحذف منه وفقا لما يراه المتحاورون في الشبكة؟
يقول ))س((:
على الرحب والسعة
المقدمة……………. تضاف لاحقا.
يقول السنونو المهاجر:
والله هذا يجعلني أخرج من جلدي وأتهكم على غير عادتي
يقول ))س((: أهلا وسهلا
يقول السنونو المهاجر:
ألا توافقني القول أن الدفاع عن مصالح الغرب عموما وأمريكا خصوصا يتم باسم الله… الغبار النووي الذي سيشوه الولادات لسنوات تم باسلحة غربية وباسم الله.. تجويع أطفال العراق باسم الله…
يقول ))س(( : الأمة العربية :
إنْ حــاربَ اللهَ أَقوامٌ بجهلِهِمــــو فحرْبُها الــلهَ دينٌ فــيهِ تِبْيــانُ
أبْنــاءُ تَنْـمِيَةٍ1 صـاروا أئِـــمَّتـها ولابــنِ تَـيْـمِـيَـةٍ سِجْنٌ وسـجّـأنُ
يُسـاقُ للشَّـنْقِ فيــها سيِّدٌ قُـــطُبٌ ويـعتلــي سدَّةَ الإفْــتاءِ طَــنْطانُ
قدْ أشـرعتْ لزُنــاةِ الأرضِ سوأَتـها يُفـتي لهـا العُهْرَ شيخٌ وهو سكـرانُ
قدْ عُمِّـمَ الفِســقَ لا تقـوى ولا ورَعٌ علــيهِ من خِلَعِ السّلْطـــاتِ قُفْطانُ
يُفْتــي بعشرينَ عن عِــلْمٍ وعنْ سَفَهٍ لا لــستَ تُفتي ولــكن أنت َفَتّانٌ
في زُمْرةٍ من عباءاتٍ مُــعَــمَّــمَةٍ تُــفْتي لـسَيِّدِها ما شـاءَ سُلْطــانُ
تُفتـي لهُ أَنَّ إســــرائيلَ جــارَتُهُ وأّنَّ خـيْراً من الإخـوانِ جــيرانُ
يدعو لتــــــقريبِ أديانٍ وآلهةٍ إلى الرِّســـالةِ والقيّومِ أقنـــانُ
باسمِ الإلــــــهِ تولّوْهمْ بلا حــرجٍ كــــأنَّما أولياءُ الله مِــــركانُ
تـــعلِّم الناسَ أمريكا حـــقوقَهمو أَأُعْطيَ الــحَقَّ كالهنديِّ إنسـانُ ؟

يقول السنونو المهاجر:
ألا ترى أنهم جهلوا الدين يقتصر على الجنابة والغسل والدفن ودخول المسجد باليمنى أم اليسرى… هل هذا هو الإسلام؟ لم يطل المصحف تزوير لفظي لكن طال الإسلام تجويف جذري؟
يقول ))س((: نعم ، نعم ثم نعم
يقول السنونو المهاجر:
أعتقد أن تسيس الإسلام تم لصالح الوالي كما كانت الكنيسة الرومانية في القرون الوسطى
يقول ))س((: الوالي مصطلح شرعي يرمز إلى من يعينه الخليفة واستعمال هذه الكلمة يقتضي وجود دولة إسلامية، وأعتقد أنك تسأل عن الحاكم القطري، وإن أردت أن تختصر اسمه في كلمة واحدة تعكس الواقع السياسي الحاضر فهي كلمة (عميل) أو (ناطور). أما عبارة تسييس الإسلام فقد يفهم منها أن لا سياسة في الإسلام، تعالى الله عن أن يشرع لنا دينا يتعلق بالحيض والنفاس يكون هو ربنا فيهما ،ويترك الألوهية والربوبية في مجال السياسة الذي يتعامل مع مصير المسلمين بل والبشرية لسواه من الآلهة.
إن السياسة في صلب الإسلام كما هي في صلب كل فكر ومعتقد،
إن النواطير وعلماءهم يحرفون الكلم، فهؤلاء الحكام مغتصبون للحكم، يستعينون من تجار الإسلام بمن يضفي عليهم الشرعية ويسخر الإسلام لهم.
يقول السنونو المهاجر:
ما قولك بخصوص من يعارضني فهو خصم ديني…؟ الشكليات طغت وتم تجاهل الأصول… حتنى العبادة تعبد باسم وبطريقة هذا الحاكم أو ذاك… أن مفتي البلاط يبرر لهذا الحاكم ما لايبر… يعني غسيل الأدمغة طال المواطن العادي وتعداه للنخبة.. ألا ترى أن المثقف العربي مصاب بالدوار؟ ألا ترى أن هذا الشيخ أو ذاك من الرموز الحكومية صارت مكانتهم فوق القرآن والرسول ويعبد الله فقط من منظاره…!
يقول ))س((: نعم نعم ثم نعم
يقول السنونو المهاجر:
هل يمكن لفكر ما أن يحاكم بالمنطق التجريدي بعيدا عن السياسة كما يريد الوالي وصحبه…؟ ألا ترى أن الوالي يقول على لسان مفتي البلاط: أيها الشعب نم قرير العين ونحن نفكر عنك ونعطيك وصفات جاهزة لكل شيء حتى طريقة شي الرغيف ووصفة الطبخ نستوردها لك جاهزة فلا تزعج دماغك…. حسبك تقديم السمع والطاعة وأن تعبد الله من خلالنا؟
يقول ))س((:دين أو فكر بلا سياسة أفيون للشعوب

يقول السنونو المهاجر:
من المحرمات: الغناء، سماع الموسيقى، الرسم والنحت وغيرها… وعليه اقتناء التماثيل حرام فما بالك بأصنام بوذا….!
يقول ))س((: أصنام بوذا لا تضر ولا تنفع، والأصنام البشرية المزيفة للدين تضر ولا تنفع، وهي أولى بالتحطيم.
يقول السنونو المهاجر:
يقولون أن الإسلام سياسة ولكنهم يمنعون ممارستها من قبل المواطن… فصار مفهوم الإسلام السياسي عن معظمنا عبارة عن السمع والطاعة للوالي فحسب؟
يقول ))س((: صدقت - بالنسبة لمن يعترف منهم بأن في الإسلام سياسة.
يقول السنونو المهاجر:
كان الوالي (الناطور ) في وقت من الأوقات جاهلا وظالما ومنحرفا يتصرف بغباء وجهل منقطع النظير… أما اليوم يتصرف بعمالة وخيانة مبيتة. فهل سقطت موضوعة (وأطيعوا أولي الأمر منكم..) أم أن ما لقيصر لقيصر وما لله فهو لله..؟
يقول ))س((: (وأطيعوا أولي الأمر منكم.)؟؟
الآية (59- النساء ):" يا أيها الذين امنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا"
فأين (وأطيعوا أولى الأمر)؟؟، فقوله تعالى " أطيعو الله " ثم " أطيعوا الرسول" فرض الطاعة لهما ابتداءً، ولكن بالنسبة لأولي الأمر " وأولى الأمر " بدون (وأطيعوا) ربط طاعة الرعية لهم بطاعتهم لله ورسوله، وهذا ما حدى بأبي بكر رض الله عنه عنه إلى القول :" أطيعوني ما أطعت الله فيكم فإن عصيت الله فلا طاعة لي عليكم" . فلا طاعة لنواطير الكفار، فهم عملاء لولاة أمر الكفر ، بل الأصل تخليص العباد منهم برد شرعية الحكم للأمة لتبايع خليفتها .

يقول السنونو المهاجر:
إن كان أخوك جاهلا قد يحاول نفعك فيضرك أكثر من عدوك.. لقد تم توظيف علماء دنيا ودين لخدمة البلاط وغسل أدمغة الشعب… فهل بوسع النخبة القليلة المثقفة فعل شيء…؟ هل يتم استنهاض الهمم على الطوى؟ أم أن التغيير يتم بأمر الوحي دون أن نغيير ما بأنفسنا؟
يقول ))س((: يا أخي من المثقفين من يستحقون أن يوصفوا (بمغسولي الأدمغة ) ماذا تسمي هتافات وتصفيق (1500) مثقف فلسطيني لإلغاء ميثاقهم وتقليص ما أسموه موطنهم بتنـزيلات الأوكازيون العقاري الفلسطيني بنسبة (80%) في استقبالهم لكلنتون والحبل على الجرار.
تغيير ما بأنفسنا هو الأساس شاملا بل بادئا بالحكم.
يقول السنونو المهاجر:
مفتي البلاط وكيل الوالي (العميل) باسم الرب على رقابنا
السياسة الحقيقية قولا وفعلا هي حكرعلى : الوالي، البلاط، الحاشية، وكل ما لا يبرر أو لا يقبله العقل العربي المتجلد يقوم بتلميعه وتنسيقه مفتي البلاط وكل شيء على ما يرام...
صار الدين مهنة يستغلها مماسيخ القبيلة وزبانية الوالي(الناطور)
يقول ))س((:صدقت
يقول السنونو المهاجر:
يا أخي والله قساوة الحجاج أحلى من العسل مقارنة بتعبد فهد والأسد وصدام وباقي القطيع
يقول ))س((: نعم
يقول السنونو المهاجر:
يقول المنطق أنه لو كانت قسوة الوالي للحفاظ على كرسيه لاعتنى بنا كخشب ومسامير صدئة، لكن الواضح أنه ينفذ أوامر خارجية ويسقط المطر على العراق والكويت ممزوج باليورانيوم.
يقول ))س((: إنما نحن غثاء
يقول السنونو المهاجر:
الاستعمار بأنواعه عاملنا كشعب مستعمر وعندما أراد المستعمر اقتراف ما تترفع عنه إنسانيته منحنا اسم الإستقلال… لكن الوالي (الناطور) يعاملنا كأسرى حرب. وعليه: نخلص للنتيجة أن تبديل النظام جملة وتفصيلا أفضل من البحث في ترقيع ورتق ما فتق. عاملنا المستعمر كبشر وقسا علينا… أما هم فيعاملونا أسوأ من الحيوانات…
يقول ))س((:صحيح
يقول السنونو المهاجر:
الترقيع أقصد تنازل مؤقت كما فعل الأسد حين سمح بتأسيس منتديات ثقافية ولما ظهر أنها قد تستشري منعها
يقول ))س((:لا يستقيم الظل والعود أعوج
يقول السنونو المهاجر:
في دولة اسكندنافية كالسويد فقدت مادة الكاكاو لمدة اسبوع من السوق فقدمت الحكومة استقالتها… الحاكم الأردني فقد القطاع والضفتين وتابع المفاوضات على تصفية الصفقة… الذي تخلى عن الجولان يتباكى على استردادها بشرط اقتطاع 80% من ميزانية الدولة لجيوب الضباط.. الذي شرد العراقيين وتسبب بجلب القوات المتحالفة للخليج يسجل كل يوم ملفات خزي وعار يتشدق بأم المعارك والانتصارات الموهومة… الذي استعان باليورانيوم على طرد جار معتد ينكر وجود أي ذرة يورانيوم تعكر صفاء الخليج من ماء وسماء…
يقول ))س((: كلنا في نبذ منهج الإسلام عرب
يقول السنونو المهاجر:
هل اعتاد المواطن العربي الذل ولا يعرف طعم الكرامة؟ صار للذل فقهاء ومنظرون تعج بهم الحظيرة العربية.
يقول ))س((: يقول عمربن الخطاب :" نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فما ابتغينا العزة بغيره إلا أذلنا الله"
هل يخطر العزّ لو حلماً بذهنكمو -- أما لذلكمُ اللجس شطآن
يقول السنونو المهاجر:
أريد أن أعرف أين هو دور المثقف العربي ... وهل القلم العربي أيضا مأجور.... هل صار الكل من كتبة وشعراء ملكا للبلاط....؟ سؤالي: هل تم ترويض المثقف العربي نهائيا...؟ هل صار يهز الذنب بأوامر من فوق؟
يقول ))س((: يا أخي الأصل نوعية الثقافية وهويتها،
فمعظم أجهزة الحكم من المثقفين إياهم
يقول السنونو المهاجر:
الفساد في كل البلاد يودي بالحكومات وبعض الملايين بدلت حكومات ووزراء… عندنا تسرق البلايين بأوامر الحاكم ولتغطية الأمر يتم قتل الفاعل المباشر ويشاع أنه أنتحر… وبهذا انتهت المشكلة… كيف كان يسرق ولا تعرفون به؟ من يشرف عليه أنا أم أنتم؟ وتستمر الوجوه ذاتها…



السنونو المهاجر 30-03-2001 05:25 PM

يقول ))س((:ما علاقة العصابات بالحكومات؟
يقول السنونو المهاجر:
الأموال العربية التي تصرف على مومسات الملاهي الأوربية وطاولات القمار في مونتي كارلو وحدها كافية لشراء العلاج وسد رمق أطفال السودان لسنوات
يقول ))س((:الحمد لله أنهم صرفوها على المومسات لأن ما لم يصرف عليهن مول حروبا بلغت تكاليفها في حربي الخليج الأولى والثانية (1200مليار ) دولار، كرست لضرب وحدة الأمة وهدم بناها وتمويل الغرب وبالتالي لحماية إسرائيل. الصرف على المومسات هو أخف الضرر في غيبة الإسلام
يقول السنونو المهاجر:
هل كانت جدتك في جهلها البريء تتحدث عن الصهيوني التقدمي، اليميني، اليساري، الشرقي، الغربي و…؟ هل الثقافة والعلم تفقد المرء هويته؟
يقول ))س((:أرأيت الثقافة وغسيل الدماغ كيف يختلط اسماهما أحيانا؟
يقول السنونو المهاجر:
ما هي نظرتك للخضوع لرأي الأكثرية إن كانت النخبة التي تسعى للتغيير أقلية؟
يقول ))س((: يا أخي الذي يحدث التغيير الجذري لصالح الأمة دائما هي النخبة المنتمية لأمتها فكرا وولاءً، وهذا صحيح عبر التاريخ، والكثرة تأييدها عاطفي في المقام الأول، وهذه العاطفة قابلة لأن يستغلها المخلص والعميل. والمرجعية في الإسلام للدليل الشرعي، ولكن الرقابة على ذلك للأكثرية.
يقول السنونو المهاجر:
هناك أصوات تنادي لإقامة خلافة إسلامية … فهل تعتقد أن عمر بن الخطاب سيولد من جديد… ألا تعتقد أن التطور استلزم وجود هذا الرهط المنبطح من الحكام؟ هل يعقل تجاوز رؤية الأكثرية والتي أسست أحزاب ومنظمات ومؤسسات كل منهم ينوي الاستحواذ على السلطة والتفرد بالحكم؟ أين دور القيادة في هذا الكم الهائل المتلاطم؟
يقول ))س((: الجواب يتعلق بمدى إيماننا بأن هذا الدين من عند الله أم لا وأنه فرض علينا أم لا أن نعمل بموجبه، عمر بن الخطاب نتاج القرآن وعندما يسود يأتي من هو مثل عمر. التطور الانتكاسي أدى إلى هؤلاء ومن سيء ستسير الأمور للأسوأ، حتى الانهيار المرتقب.
يقول السنونو المهاجر:
لنا في أفغانستان والجزائر وفلسطين عبرة جديرة بالوقوف مليا على تجربتها والطريق التي قطعتها… فهل لك أن تسلط الضوء على موضوعي الوحدة الإسلامية والوحدة العربية وكيف تراها في حقبة ما يسمى بالنظام العالمي الجديد والعولمة... ؟
يقول ))س((:الأصل هل نؤمن بالقرآن أم لا ، من كان يؤمن بأنه من عند الله وصالح لكل زمان ومكان فإن تصوره للجواب نابع من ذلك. إن الإسلام ضروري لا لإنقاذ المسلمين فحسب بل لإنقاذ البشرية مما تعانيه من ضلال وظلم وتسلط لا يخفف منها تزييفها بتسميات شتى.
يقول السنونو المهاجر:
هل نضحي بجوع العراق أم بصدام؟
يقول ))س((: لا تسأل الشاة عن مصيرها لا أقصر ذلك على أهلنا في العراق فكلنا تلك الأغنام.
يقول السنونو المهاجر:
هل نشكك بالوحدة اليمنية ويقتتل العرب هناك أم نبحث عن سبل رأب الصدع وتنحية الطغاة؟
يقول ))س((:لا شرعية للدولة القطرية وكل وحدة تخفف من شرها، أنا سعيد بالوحدة اليمنية ولكنها لن تغير من واقع الأمة شيئا.
يقول السنونو المهاجر:
هل تضم لبنان إلى سوريا قسرا أم يقرر اللبنانيون أر وحدتهم؟
يقول ))س((:أن تضم سوريا لبنان أو تضم لبنان سوريا خير وبركة، ولكنه لا يغير شيئا من حال الأمة، ليت أيّاً من أيٍّ يضم أيّ شيء
يقول السنونو المهاجر:
هل تصير الكويت محافظة عراقية أم ولاية أمريكية؟
يقول ))س((: كلنا ولايات أمريكية مع فقداننا لحقوق المواطنة الأميريكة.
يقول السنونو المهاجر:
هل تصير الجمهوريات ل وراثية أم نشعلها حربا أهلية؟
يقول ))س((: "وأن احكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك، فإن تولوا فاعلم أنما يريد الله أن يصيبهم ببعض ذنوبهم" صدق الله العظيم
يقول السنونو المهاجر:
هل تدخل اسرائيل في قوام الجامعة العربية أم نرفض الصلح على طريقة شارون؟
يقول ))س((:الجامعة العربية مؤسسة أقامها الإنجليز لمنع الوحدة، وهي من أدوات المنظومة العربية وسواء دخلتها إسرائيل أم هيمنت عليها أم عملا على التوازي ، فالنظام الإقليمي العربي الإسرائيلي متضامن لمنع نهضة الأمة ووحدتها خدمة لمصالح الكافر المستعمر.
يقول السنونو المهاجر:
هل الصحراء الغربية مغربية أم جزائرية أم عربية؟
يقول ))س((:نكتة في ظل التفكير السليم
يقول السنونو المهاجر:
هل العرب عازمون على التغيير وأخذ دورهم في صياغة الحضارة الإنسانية التالية أم التناطح يشغلنا عن هذا؟ هل العولمة توحد العرب فيما بينهم أم كل على حدة مع الغرب؟
يقول ))س((: إذا كانت كل ميزانيات الدول العربية أقل من ميزانية إيطاليا، وتقل عن موازنة بعض الشركات، فأي دور يمكن أن يكون للعرب في ظل هذا الواقع إلا دور الأغنام أو الأبقارالحالبة أو اللاحمة. حتى يكون لهم دور يجب أن يكون لهم كيان، ولو أمكن لدولة منهم أن تمتلك إرادتها لسارت إلى الأمام، ولكن أنظر إلى كوريا الجنوبية كيف دخلت التصنيع، بفتات شركات المقاولات الكورية التي أدخلتها أمريكا إلى دول النفط، ولم تدخل دول النفط ذاتها مجال التصنيع الجاد لأنها لا تملك إرادتها.
يقول السنونو المهاجر:
هل نؤسس خلافة إسلامية شاملة أم اتحاد الدول العربية العلمانية؟
هل مطلب الوحدة تلقلص وهمي أم ضحك على الذقون؟
يقول ))س((:العرب أمة لا يوحدهم إلا دين، وفهمي للحكم الشرعي أنه الخلافة المركزية، قد تقوم وحدات كاريكاتيرية كما حصل من دون الإسلام كما تعرف ذلك وأعرفه.
يقول السنونو المهاجر:
هل الوحدة الإسلامية حلم وهمي أم واقع؟
يقول ))س((:هل تؤمن بالقرآن، إن آمنت به فلا واقع مقبولا سواها، ثم إليك ما جاء في مسند أحمد من حديث الرسول عليه السلام :" ‏حدثنا ‏ ‏سليمان بن داود الطيالسي ‏ ‏حدثني ‏ ‏داود بن إبراهيم الواسطي ‏ ‏حدثني ‏ ‏حبيب بن سالم ‏ ‏عن ‏ ‏النعمان بن بشير ‏ ‏قال ‏:
‏كنا قعودا في المسجد مع رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏وكان ‏ ‏بشير ‏ ‏رجلا ‏ ‏يكف ‏ ‏حديثه فجاء ‏ ‏أبو ثعلبة الخشني ‏ ‏فقال يا ‏ ‏بشير بن سعد ‏ ‏أتحفظ حديث رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏في الأمراء فقال ‏ ‏حذيفة ‏ ‏أنا أحفظ خطبته فجلس ‏ ‏أبو ثعلبة ‏ ‏فقال ‏ ‏حذيفة ‏ ‏قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ثم تكون خلافة على منهاج النبوة فتكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء الله أن يرفعها ثم تكون ‏ ملكا ‏ ‏عاضا ‏فيكون ما شاء الله أن يكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ثم تكون ملكا ‏ ‏جبرية ‏ ‏فتكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ثم سكت "

"

السنونو المهاجر 30-03-2001 05:29 PM

يقول السنونو المهاجر:
هل الأقليات الأخرى عائق أمام وحدتنا القومية؟
يقول ))س((: إن كنا نتكلم في إطار إسلامي فالقومية داء علينا أن نتخلص منه لا علاج نصبو إليه، صحيح أن الداء انحدر من القومية إلى القطرية إلى تمزيق القطر الواحد طوائف وفئات بمسميات شتى، ولكن العلاج هو الإسلام لا غير، وفي ظله فإن الأقليات الأخرى مضمونة الحقوق "لها ما لنا وعليها ما علينا" من حفظ هذه الأقليات من الإندثار، وكيف استمرت لليوم في بلاد المسلمين، ولماذا انقرض المسلمون من الأندلس، الإسلام رحمة للبشرية جمعاء مسلمها وكافرها، وهو المؤتمن على كرامة الإنسان وحريته كائنا من كان هذا الإنسان. فليس الأقليات حجر عثرة، بل أزيد بأن بعض الأقليات الطائفية التي أساءت إلى مجموع الأمة لا يحميها من ثأر العامة عندما تحركهم هذه القوة أو تلك في إطار صراع القوى إلا دولة الخلافة.

يقول السنونو المهاجر:
هل نلقي باليهود في اليم أم نقبل أياديهم طلبا للصلح؟
يقول ))س((:تعني هل يلقون بنا في الصحراء أم يذبحوننا أم يستعملوننا عمالة رخيصة وسوقا لهم.
القوم منا يقبلون أقدامهم منذ قاموا، بأي أيد أقام الإستعمار دولة يهود، أليست الجيوش السبعة هي التي أقامت إسرائيل، أليست هذه الأنظمة بأجهزتها الأمنية والعسكرية والدينية هي التي كرست فرقة الأمة وحمت إسرائيل ومكنت لها، ثم صاروا يقولون لنا هم متفوقون علينا، ماذا كانت تفعل هذه الأنظمة منذ نصف قرنت، كانت تحرس دولة اليهود وتكرس تمزق الأمة وتكتم أنفاس شعوبها وتُحَيْوِنُها، ثم أنشأت منظمة تحرير (ههههههههههه) فلسطينية لتكون الممثل الشرعي الوحيد الذي يتولى إسدال الستار على الفصل الأخير من المهزلة.
يقول السنونو المهاجر:
هل نتحاور هنا من أجل التفاهم أم من أجل افتعال استعراض العضلات وتبيان تفوق بعضنا على بعض؟
يقول ))س((:قلت رأيي
يقول السنونو المهاجر:
هل الحوار بالضرورة يجب أن يتمخض عن منتصر ومنهزم أم لتبادل الآراء واحترام الطرف الآخر… وووو… وأسئلة كثيرة أخرى تبعث على الحيرة والغثيان… هل من يساعدني لفهمها…؟

يقول ))س((:لا بد من الحوار أليست هذ طريق الرسول عليه السلام، ولا بد من إظهار الاحترام لكل الآراء .
يقول السنونو المهاجر:
هل تعمل الإتجاهات اللإسلامية في العالم العربي لتولي مقاليد الحكم عن طريق مغازلة الحكومات التي تغتصب السلطة؟
يقول ))س((:الإتجاهات الإسلامية التي تحترم الدول القطرية ودساتيرها جزء من هذه الأنظمة، وهي والحاكم في مركب واحد. وإذا كانت الديوقراطية -حقيقية أو مزورة - هي الحل فما حاجتنا للإسلام ؟؟
يقول السنونو المهاجر:
هل تعتمد كل دولة قطرية على نفسها وتصالح الدول المتخاصمة من الجوار العربي ثم الإسرائيلي دون أخذ رأي أولي أمر العرب من الفرنجة؟
يقول ))س((:اتفقنا أن هذه عصابات بأسماء دول ولا بد من التعامل مع هذا الواقع من منطق رفضه جملة وتفصيلا والعمل على تقويضه
يقول السنونو المهاجر:
العولمة والتيارات الدينية…. هل أمريكا ترشح الأخوان مثلا لقيادة العالم العربي لولوج النظام العالمي الجديد؟
يقول ))س((: بعد هم الخلافة سوقت بريطانيا الفكرة القومية بتياري الهاشميين ونصارى الشام في حزب البعث، وعندما دخلت أمريكا الحلبة صنعت وامتطت التيار الناصري، وكان هناك الكثيرون ممن المخلصين من القوميين ولكن المقدرات كانت في أيدي هذه الفئات العميلة، اللغة السائدة الآن في الشارع السياسي هي لغة الإسلام ، وطبيعي أن تحاول القوى المستعمرة الكافرة تسخير هذا الجناح أو ذاك في صراعاتها فيما بينها. وهذا لا ينفي وجود المخلصين، وإذا أردت أن تعرف ولاء أية حركة فانظر إلى الدول التي تتعامل معها. وعموما فالأمريكان يركزون على خلق تيار فكري يمكنهم من مقاومة التجذر الإنجليزي في المنطقة، والإنجليز لديهم عراقة في المنطقة وهم رغم ضآلة إمكانياتهم إلا أنهم كفاءتهم عالية ي خلق موجة ما ثم امتطائها، كما حصل مع الثورتين العربية والفلسطينية وقلدهم الأمريكان بعد ذلك في أفغانستان. ونجحوا.
يقول السنونو المهاجر:
تعالت النداءات بمقاطعة البضائع الأمريكية… وهذا جميل… كيف تقاطع ولا تنتج؟ هل يقبل العرب بالعودة للناقة والبعير والهودج بدل المرسيدس الوثير؟ هل نقاطع الصناعة الغربية عموما والإسرلئيلية خصوصا بما فيها الكومبيوتر والإنترنيت؟
يقول ))س((: أخي النظام العربي كله في داخل المعدة الغربية عموما والأمريكية خصوصا قاطع أو لا تقاطع فأنت في وما تملك في بطنهم. ولست شيئا مستقلا عنهم. ودعوى المقاطعة تحمل أحيانا بعدا آخر كما في مقاطعة البضائع الإسرائيلية، فهي تضفي طابع الشرعية على الاعتراف بإسرائيل وكأن الحكام يقولون لنا دعوا الاعتراف وركزوا على التطبيع، ضحكت من المشايخ الذين كانوا يدعون إلى مقاطعة الببسي وعقدت صفقات مع أمريكا بالبلايين فخنسوا.
يقول السنونو المهاجر:
هل من لا يؤمن يقتل؟ هل الجزية فرض عين؟ هل هدم ثمثال بوذا بمثابة الخطوة الكبرى؟
يقول ))س((: يقول تعالى :" لا إكراه في الدين " والخطر على الإسلام من مزيفيه أكثر من الكافرين به.
يقول السنونو المهاجر:
هل بدأنا ممارسة قوميتنا في بداية العولمة… هل نحن تحفة هندية ؟ الحفاظ القسري على القوميات واللغات… أم أنتهى عصر القوميات؟
يقول ))س((:لا تجتمع القومية والفكر ذو الامتداد الإنساني، هل تقبل للإسلام في هذا أن يقصر عن الشيوعية ؟
يقول السنونو المهاجر:
هل ديمقراطية هذا أن يعدل الدستور بساعات ويرفع الطبيب إلى قائد جيوش؟
يقول ))س(( :ديموقراطية العالم الغربي تحترم ذاتها من حيث المظهر بمعنى أن الكل في التصويت سواء، ولكن من يمتلك فيها المال يصنع ويوجه الرأي العام. و[ديموقراطياتنا] شأنها شأن [دكتاتورياتنا] و[إسلامنا المزيف] فاقدة لكل احترام فلا هي تحترمنا ولا تحترم ذاتها في حقيقة أو مظهر.
وبودي هنا أن أبين أن الديموقراطية (في نظافتها) نظام كفر لأن التشريع فيها من حق الشعب، والتشريع في الإسلام لله لا لسواه. والانتخابات آلية يمكن للمسلم والشيوعي والعلماني أن يستعملها . وأعجبني ما قرأته للمفكر محمد عمارة عندما قال إن السلطات في الإسلام أربع لا ثلاث وهي السلطة التنفيذية ممثلة بالخليفة والقضائية بالقضاء والرقابية بالأمة، والتشريعية وهي لله وللأمة جهازها من العلماء بآلية معينة لممارسة ذلك وليس لأحد الخليفة أو سواه سلطة في التشريع.
ثمة نقطة أن الديموقراطية كما يطالبنا بها الغرب هي حذاء بمقاس قدمه، أنظر إلى الدول التي ترضى عنها أمريكا - يا سلام - وفي الجزائر ماذا حصل ندما انتخب الشعب ممثليه وفقا للطريقة الغربية ألم تقف فرنسا أم الديموقراطيات أو خالتها مع العسكر ليضبطوا الحذاء الديموقراطي على مقاس أقدام مصالحهم.



السنونو المهاجر 30-03-2001 05:35 PM

أخي الكريم "س"
لك مني جزيل الشكر والآن أترك التعقيب على أسئلتي وأجوبتك للأخوة المحاورين… لإغناء الموضوع وتعم الفائدة إن شاء الله.
شاركوا أيها الأخوة بإضافة أسئلة جديدة أو أجوبة وتعليقات على ما ورد أعلاه.…


الشيخ أبو الأطفال 31-03-2001 11:01 AM

السلام عليكم.
أخي الشيخ السنونو المهاجر بارك الله فيك وفي الاخ // س // والموضوع يحتاج الى قرأت متجددة و متأنية ولنا عودة ان شاء الله
----------------- اخوكم الشيخ أبو الأطفال

عمروش 01-04-2001 11:22 AM

http://hewar.khayma.com/Forum5/HTML/000752.html
السلام عليك يابو الطفال كيف تريد من حكامكم يقولو لا للقردة
ولخنازير وهم اذناب لهم
---------------------------------
لله دركم جميعا، وأخص الأخ مجاهد الذي أوجز فأبدع.
إن الواقع في أمتنا من تفصيل الكافر المستعمر، والدولة القطرية محض جريمة، كائنا من كان حاكمها، وواقع المنطقة في غاية الإتقان والتنسيق والقبح، كالخنزير فدولنا أعضاؤه والكيان اليهودي رأسه، وهل يملك العضو إلا الاستجابة للدماغ، وحمايته ودرء الشر عنه؟ هذا بنيان مرصوص الجوهر في خدمة مصالح المحتلين من أقام منهم ومن ارتحل ظاهرا بعد أن أوكلوا للنواطير مهمتهم. ومخطئ من يظن أن هذه الأنظمة القطرية قد فشلت، فالفشل والنجاح مقياسهما إنجاز الشيء أو عدمه لما وجد من أجله. وهذه الأنظمة وقطرياتها إنما وجدت لهدف واحد هو منع عودة الأمة إلى وحدتها ونهضتها تحت راية الخلافة. وقد نجحت في ذلك نجاحا منقطع النظير، بدليل الظواهر التالية وهي غيض من فيض، وليت إخواني يكملون ما لم أذكره من مظاهر نجاحها:
1- ألم تكرس واقع التجزئة القطري الذي أقامه الإستعمار، والتي زعمت أنها تحررت منه.
2- ألم تدخل جيوشها إلى فلسطين وتقم دولة إسرائيل.
3- ألم تحرس هذه الدولة نصف قرن حتى قوي عودها، ثم تلتفت إلينا قائلة ما البديل لهزيمتنا.
4- ألم تحول بلادنا إلى مزارع ومراتع للآل والمستعمر، وتعامل العربي كأجنبي.
5- ألم تضطهد كل من قال لا إله إلا الله بحق.
6- ألم تخترع دينا جديدا وتوظف له أحبارا وكهنة يحلون القواعد الأجنبية والصلح مع إسرائيل ويعطون الشرعية للنواطير والعملاء ويرون في الخلافة فتنة، ويبدعون في فقه التطبع مع الواقع.
7- ألم يصرفوا في حربي الخليج ألف ومائتي بليون دولار؟
8- ألم تقصف إسرائيل بعضهم فانتقم من أخيه.
9- ألم يمنهجوا الدعارة والخمور والانحلال الخلقي في بلادنا.
10- ألم يدعموا حركة ((حتف )) ويجعلوها دون سواها ممثلا شرعيا وحيدا لرأسه اليهودي صلاحية بيع فلسطين في أوسلوا (الألف لواو الجماعة )
11- أما أصبح الإنسان العربي من بطشهم يخاف من ظله.
12- أما غسلوا أدمغتنا فغدونا نستمتع بغَنَمِيّتنا؟
13- ألم ينقل إعلامهم أن بوكاسا له أربعة قصور ؟؟؟؟؟؟ هاهاهاهاها
14- ألم يقل أحدهم ليتني أقضي شهيدا كأخي رابين؟
15- ألم تصبح (الفعللة) القطرية دينا يبعد به العربي ويستقبل به الأمريكي؟
16- ألم نصبح ننسب إلى غير خصى آبائنا ونفتخر بخصية ناطور .
17- ألم يصبح أمراء المؤمنين وخدام الشرف كما تعلمون .
أكملوا يرحمكم الله.
ما جدوى قمة خنزير - أعضاء الخنزير بما فيها رأسه كيان واحد مؤتمره في انعقاد دائم منذ 1924 .لا بد من ذبح الخنزير

سلاف 02-04-2001 07:33 AM

لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
"لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم" صدق الله العظيم

الشيخ أبو الأطفال 03-04-2001 11:46 AM

السلام عليكم.
بعد قراءة سريعة للموضوع احببت ان اطرح بعض الاسئلة على السيد / س/ وتتكفل اخي السنونو المهاجر بنقلها
كيف يمكن للاسلام ان يصل أو / يعود / الى سدة الحكم ؟
هل الديمقراطية كفر ؟كيف ؟ ألا يخدم هذا الطرح انظمتنا الاحادية الشمولية ؟
اذا كانت هناك صحوة اسلامية فهل هي متواصلة ام انها تتراجع ولماذا؟
ولنا عودة ان شاء الله

السنونو المهاجر 03-04-2001 04:51 PM

لك وبقية الأخوة هذا الحق ... ما أن يصلني الرد حتى يأخذ مكانه في هذه الخيمة.

سمير العمري 03-04-2001 11:15 PM


ما شاء الله تبارك الله ....

لم أجد بداً من الرد على هذا الجهد الطيب وتقديم الشكر الجزيل للضيف السيد (س) والمضيف الرائع هذا السنونو المهاجر إلى رحاب الحق والحقيقة ..... بوركتما وبورك جهدكما فما تركتما لنا مجالاً دون أن تشبعاه تمحيصاً وتفصيلاً ولا أجد هنا إلا أن أقول :


نكأتَ بها بما أســلفتَ جرحــاً

************* بذلتُ الجهـــدَ لمْ أبلـغْ مـــداها

فمـــا أبقى على قومي رئيسٌ

************* وما أبقى الملوكُ على حِمــاها

تقدَّمتِ الصــفوفَ جبـــاهُ ذلٍّ

************* تســوسُ بإمرة الباغي شِــياها

وخلف الصفِّ صفٌّ من شيوخٍ

************* قصورُ الملكِ تفتيهم رِضـــاها

أقاموا الدين ســلطاناً لظلــمٍ

************* بفتوى المُحكَمات على هـواها

فما الإســلامُ إشــراكٌ بربٍّ

************* ومـــا ندري نبيـــاً بعـــد طــه

تجمَّعتِ الوفودُ على سرابٍ

************* وفي عمَّان قد باعــــوا ثـراها

أقرُّوا في البيان بنودَ جُبنٍ

************* كما أُمِرُوا وما كتبـــوا سواها

ألا يا بؤس ما كتبوا وقالوا

************* ويا بئس البنـــود ومن تــلاها

أما أنفوا الخنوع وما أصابوا

************* أما ملُّــوا بما أحنــوا الجبـاها

وما نالوا بما كتبوا وقالوا

************* من الإذلال غير الوجه شـاها

شقيتُ أخي وشعري في همومي

************* ومثلك أصـرخ الأحـزان آهــــا

فآهـــاً ثُمَّ آهـــاً ثُمَّ آهــــاً

************* وآهـــــاً ثُمَّ آهـــــاً ثُمَّ آهـــــــا

فليتَ الآه تشفي يا صديقي

************* وليتَ الدمع يطفئ مِنْ لظـاها

تناسوا بالهوان جراحَ شعبٍ

************* تعبَّقتِ المشـــاعرُ من دِمَــاها

تصــدُّوا للعــدو بكلِّ عزمٍ

************* فنالوا المجدَ صقراً في سماها

أيسعى الطفل للأمجاد ليثاً

************* ويخنــعُ مَنْ تمتَّــعَ في رُبَـاها

كفى صمتاً على الإذلال شعباً

************* لـه التاريــخُ أصــغى ثمَّ باهى

وأمَّـا اليوم فالزعماء تزري

************* بكلِّ عزيمــــةٍ والمجد تــــاها

أيصنعُ في الفلبين انتصارٌ

************* ونحن نخاف أن نسقى ضناها

فلا كانت حيــاةٌ دون عــزٍّ

************* ولا كان الجبان ومَنْ رجـــاها

أبالأقوال تحريرٌ ونصــرٌ

************* وبالتفريــط قد دارت رحـــاها

أفي التسليم أمجادٌ وفخـــرٌ

************* وما نُعطى الدنيَّـــة مِنْ عُـلاها

قضى الرحمن في الآيات أمراً

************* فليتَ المرء يعقـــلُ محتـــواها

بأنَّ الله لا يقضـــى لقـــــومٍ

************* بلا تغييرِ أنفســــهم خُـــــطاها

فيا شعب العروبة إنْ تثوروا

************* على الطغيــان لا تنســـوا إلها

هو المولى فلا السلطان يبقى

************* ولا الفتــوى وإن طالتْ لِحَاها


هو المولى المستعان فحسبنا الله نعم الوكيل ودعاؤنا أن يفكر المسلمون في الكرامة والتغيير بإصلاح النفوس وإخلاص النية ثم بتنظيف الحمى من الغثاء ثم الأعداء لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا..


YY 04-04-2001 12:19 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
http://www.al-waie.org/arabic/issue/167/htm/167w01.htm

كلمة الوعي

الخلافةَ ... الخلافةَ،

أعيدوها أيها المسلمون

في 3 آذار سنة 1924م، هدمت الخلافة الإسلامية على يد اليهودي المتمسلم مصطفى كمال، عميل الإنكليز وصنيعتهم، وحلت الطامة الكبرى على المسلمين، وفتح باب المصائب والبلايا عليهم من كل جانب، وسيم المسلمون العذاب في مختلف البلاد التي تقاسمتهم واستضعفتهم وأعملت المجازر والتشريد بهم... وبعد هدم الخلافة جزئت دولة المسلمين وتحطمت وحدتهم وذهبت قوتهم، وأصبحوا مطمع كل لئيم، وغاض حكم الله عن الأرض، وغاب العدل والخير وانحسر المعروف وفي المقابل ساد الكفر وانتشر الظلم والشر والمنكر... ذلك أن سقوط الخلافة يعني انفلات الحزام الذي يجمع المسلمين في شتى أقطار العالم، وانهيار الكيان السياسي الذي يوحد المسلمين جميعهم ـ وهم اليوم ربع سكان الكرة الأرضية تقريباً ـ تحت راية واحدة، مع ما يلحق ذلك من انحسار للحق وانتشار للباطل.

وإننا نجد ارتباطاً واضحاً بين هدم الخلافة الإسلامية وبين ضياع فلسطين، وقيام كيان يهود عليها. فدولة المسخ هذه لم تكن لتوجد لو كانت الخلافة قائمة، وكلنا يعرف موقف الخلافة الإسلامية زمن العثمانيين، وهي في أشد حالاتها ضعفاً، وكلنا يذكر قولة السلطان عبد الحميد الثاني عن فلسطين عندما ردّ الوفد اليهودي الذي جاء يفاوضه من أجل بيع فلسطين لهم فقال: «إني لا أستطيع أن أتخلى عن شبر واحد من أرض فلسطين. فهي ليست ملك يميني... بل ملك الأمة الإسلامية... وإذا مزقت دولة الخلافة يوماً فإنهم يستطيعون آنذاك أن يأخذوا فلسطين بلا ثمن» وهذا فعلاً ما حدث ففلسطين ضاعت بعد هدم الخلافة ولن يعيدها من جديد إلا دولة الخلافة وأن يهود لن يقاتلهم ويقتلهم إلا مسلمون، عباد لله، يحقق الله سبحانه فيهم ما تأذّن به من أنه سيرسل عليهم من يسومهم سوء العذاب، وأنه لن يحجبهم من المسلمين حجر ولا شجر.

إن الغرب الكافر هو الذي هدم الخلافة وليس يهود، فيهود أضعف من أن يتمكنوا من فعل ذلك بأنفسهم، ولكن حقد اليهود على المسلمين وكيدهم ومكرهم وقبولهم بأن يكونوا رأس حربة لهذا الغرب الكافر، ورضاهم بأن يكونوا جزءاً من خطته في ضرب المسلمين وإسقاط دولتهم هو الذي جعل اليهود والنصارى ]بعضهم أولياء بعض[... فالغرب الكافر هو الذي مكّن لليهود، وكان حبله هو الذي يمدهم بالحياة والقوة والاستمرار.

إن الغرب الرأسمالي المستعمر الكافر إنما لعب لعبته وضرب ضربته لأنه يعلم أنه لن تقوم له قائمة إذا لم يقضِ على الخلافة. وبما أن الغرب صاحب مصلحة مستمرة في بلادنا، ولأن بلاد المسلمين تنعم بخيرات وفيرة وكنوز دفينة وثروات هائلة كانت مصلحته تقضي بأن لا تقوم للإسلام خلافته. ولأن المبدأ الإسلامي مبدأ عالمي بعقيدته وأنظمته فإنه يشكل في نظر الغرب خطراً حضارياً عليه وتهديداً حقيقياً له، لذلك وحفاظاً على مبدئه وحضارته كان حريصاً على هدم الخلافة... لذلك عمل الغرب، وما زال يعمل بالوسائل والأساليب نفسها، وإن اختلفت بعض التفاصيل.

إن الأدوات التي استخدمها الغرب لضرب الإسلام وهدم خلافته ما زالت تعمل، والأساليب التي اتبعها ما زالت تتَّبع، ولكن تغيّرت الوجوه وتقدم الخطاب وتطور الكيد. وبما أن المسلمين بدأوا يثوبون إلى دينهم ويصحون على واقعهم... فقد أصبحت هذه الأدوات والأساليب غير فاعلة، وغير مؤثرة، وأصبحت معزولة، وأصبح وضعها شبيهاً بوضع الأنظمة المهترئة وصارت بانتظار السقوط، وسقوطها مرهون بإقامة الخلافة الإسلامية لأن تلك الأنظمة قائمة بقوة غير ذاتية، ولا تتمتع بتأييد شعبي بل مفروضة فرضاً من الغرب الذي يمسك بزمام الأمور. نعم، لقد بدأت الأمور تتبدل، فلم تعد القومية ولا الوطنية، ولا الديمقراطية ولا طريقة العيش الغربية تستهوي المسلمين بالرغم من كل وسائل الإعلام والفضائيات التي يسخرونها لمصلحتهم، ولم تعد الأحزاب والجمعيات، ولا من يسمون أنفسهم بالمثقفين يحظون بأية شعبية بل صارت معزولة عن الأمة منكفئة، تنعق كالبوم للخراب، ولم تعد فتاوى علماء السلاطين، تنطلي على المسلمين كما كانت من قبل. وصارت وحدة المسلمين مطلبهم، وعودة الحياة الإسلامية مسعاهم، وصار الحكام لعنة كل لسان لأنهم سبب استمرار الفساد والظلم وكل بلاء عليهم، حتى مشاكل المسلمين في الشيشان وكشمير، والفلبين، والصين، والبوسنة، وكوسوفا... وما أكثرها. وهي مرشحة للمزيد، فإنها بانتظار حلها عن طريق إقامة الخلافة الإسلامية.

إن وعي الأمة على هذا، وعودتها إلى دينها، وتحققها من أن الغرب هو المريض، وهو الذي يحتاج لمن يداويه، هو من مبشرات هذا الدين لهذه الأيام. وإنه كما استقبل العالم الإسلامي نبأ إلغاء الخلافة الإسلامية، وسقوط التاج عن رؤوسهم، وهدم البنيان الذي كان يؤويهم، بألم وحزن؛ فإنه الآن ينتظر، والحمد والمنة والفضل لله وحده، استقبال أسعد خبر له في حياته، وهو إقامة دولة الخلافة من جديد، واستئناف الحياة الإسلامية من جديد، والاستظلال بظلها والتنعم بخيرها، والعيش بعزها، وأخذ الدور من جديد في قيادة العالم قيادة تنجيه من الشقاء الذي هو فيه.

لقد أسعد الله سبحانه وتعالى المسلمين من قبل بأسعد خبر عندما أذن بإقامة دولة الإسلام على يد أحب الخلق إليه سيدنا محمد r، نبي الرحمة والملحمة، مع أصحابه من المهاجرين والأنصار الذين رضي الله عنهم... وإن المسلمين المخلصين الواعين اليوم يأملون من الله سبحانه أن يكرمهم بأكرم خبر وأسعده بإقامة الخلافة الإسلامية من جديد.

إن تاريخ 3 آذار سنة 1924م يجب أن يمحى وتمحى كل آثاره من حياة المسلمين. فالأمم الحية هي التي تعمل على تسجيل أيام العز، لا تسجيل أيام الذل والقهر، وهي إن احتفظت بهذا التاريخ في ذاكرتها فلكي تمحوه لا لتخلّده... ولكي تنطلق منه لإيجاد تاريخ جديد لعودة الخلافة من جديد بإذن الله.

لقد شاء الله سبحانه أن نعيش في مرحلة أحب عمل فيها إلى الله هو العمل لإقامة الخلافة، لإقامة الدين، فلتشحذ الهمم لهذا الهم، وهنيئاً لمن أسهم في هذا الفرض. قال تعالى: ]هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره الكافرون[
___________________________________________
]إنَّ اللّهَ لا يغيِّرُ ما بقومٍ حتى يغيِّروا ما بأنفسهم[

http://www.al-waie.org/arabic/issue/167/htm/167w03.htm

قال صلى الله عليه وآله وسلم: «يوشكُ أن تداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلةُ إلى قصعتها فقال قائل: ومن قلَّة نحن يومئذٍ؟ قال: بل أنتم يومئذٍ كثير ولكنكم غثاءٌ كغثاء السيل، ولينزَعَنَّ الله من صدور عدوِّكم المهابة منكم، وليقذفَنَّ الله في قلوبكم الوَهْن، فقال قائل: يا رسول اللهِ وما الوَهْنُ؟ قال حبُّ الدنيا وكراهية الموت» رواه أبو داود.



وها هو الكفر يتكالب على الأمة من كل جانب، وهي ترى ذلك، وتشعر بالظلم والقهر أكثر من أيِّ وقتٍ مضى. وكلُّ دول العالم تمعن في إذلال المسلمين وقهرهم والقبض على مقدراتهم، والسياساتُ المتبعة على كافة الصعد، وبرامجُ الإعلام ومناهج التعليم تحارب الإسلام وتكيد له ]يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يُتمَّ نوره ولو كره الكافرون[.

المسلمون يكرهون ما هم فيه، ويسألون الله تعالى تغيير الحال، وأن يبعث لهم قائداً يخلِّصهم مما هم فيه، ويقيم حُكم الله، ويعز الإسلام والمسلمين. ولكن، هل ينزل هذا القائد من السماء؟ هل يأتي بغير سعي وعمل ليقول: أنا الذي كنتم تنتظرونه، ولقد استجاب الله دعاءكم وأرسلني إليكم؟ كلا، فإن النتائجَ المرجوَّةَ مشروطةٌ بالعمل لها، وبالإيمان. قال تعالى: ]إنَّ الله لا يغيِّر ما بقومٍ حتى يغيِّروا ما بأنفسهم[، وقال: ]إن تنصروا الله ينصركم[، وقال: ]وكان حقاً علينا نصر المؤمنين[.

إن الحكام هم البلاء، وهم سبب هذا الذل والشقاء. ولكنَّ هذا لا يعفي الناس من المسؤولية، ومن الإثم والحساب. فلا يجوز لهم السكوتُ على هذا البلاء، ولا أن يخافوا الحكام بدل أن يخافوا الله، وليس من الإيمان خشيةُ الحكام وجلاوزتهم أكثر من خشية الله. قال تعالى: ]فلا تخافوهم وخافونِ إن كنتم مؤمنين[، وقال: ]أتخشونهم فالله أحق أن تخشوه إن كنتم مؤمنين[.

والأمر مربوط بالإيمان، ]إن كنتم مؤمنين[، الإيمان الذي يضعف ويضعف لتصبح الكثرة غثاءً كغثاء السيل، وليحل محله الوَهْن. فحب الدنيا وزينتها ولو أغضب الله، والخوف من الموت والبلاء ولو في سبيل الله يؤديان إلى الجبن والعجز والذل والشقاء.

يقول الله تعالى: ]إن الله لا يغيِّر ما بقومٍ حتى يغيِّروا ما بأنفسهم[. ولقد وقع الخطأ في فهم هذا النص عند كثيرين، فقصروا معنى ]يغيِّروا ما بأنفسهم[ على بعض أحكام العبادات كالصلاة وحضور الجماعات وقراءة القرآن...، وعلى التفقه أو العمل ببعض الأحكام.

إن معنى ]يغيِّروا ما بأنفسهم[ هو أن يلتزموا بكل ما أمر الله به وأن ينتهوا عن كل ما نهى الله عنه، وكلها يجب الالتزام بها، فكيف يُربط التغيير ببعض الأعمال ويُفصلُ عن غيرها؟ وكيف يُجعل الالتزامُ ببعض الأحكام طريقاً إلى تطبيق غيرها، وليس الالتزام بغيرها ـ مثلاً ـ طريقاً إلى تطبيقها؟ إنَّ هذا كله خطأ ترجع أسبابه إلى عدم فهم الإسلام، وإلى التضليل الذي رَوَّج لفصل الدين عن الحياة وعن السياسة وعن الدولة، وإلى تضليل علماء السلاطين وأضرابهم الذين يشترون بآيات الله ثمناً قليلاً، وإلى الجبن واليأس من ضعيفي الإيمان والذين في قلوبهم مرض.

إن الذي أمر بالصلاة أمر بإقامة الخلافة، والذي أمر بالصيام وبالزكاة أمر بالحكم بما أنزل الله وبوحدة الأمة، والذي أمر بالصدق والأمانة أمر بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. والذي نهى عن الزنا والربا والسرقة نهى عن التحاكم إلى قوانين وأنظمة الكفر وعن طاعة أي مخلوق في معصية الخالق، والذي حرم الخمر والميسر حرم الحكم بغير ما أنزل الله وحرم السكوت عليه.

والتغيير الذي أمر به الله، يتناول كل عمل حتى تكون كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا السفلى، ولا يُغني أو يجزِئُ أيُّ حكم عن حكم آخر. وكما لا تجزئ الصلاة عن الزكاة، ولا الزكاة عن الصيام، ولا قراءة القرآن عن غيرها من العمل الصالح، فكذلك لا يجزئ الالتزام بأي من هذه الأحكام عن حمل الدعوة لإزالة المنكرات وعلى رأسها منكرات الحكام، ولا عن إقامة الخلافة والحكم بما أنزل الله.

فالنص يقول: ]يغيروا ما بأنفسهم[ و(ما) من ألفاظ العموم، فلا يصح قصر تطبيق النص على بعض أفراده بغير دليل شرعي. ولا يصح التخصيص بغير مخصص. وإذا كان لا طاقة لهم بتغيير المنكرات أو بعضها، فوراً وحالاً، فعليهم أن يعملوا بجِدٍّ من أجل تحصيل القدرة على ذلك والقيام بالتغيير، فالنص يقول: ]حتى يغيِّروا[، والتغيير قد يتم مباشرةً وفي الحال، وقد يقتضي تخطيطاً وعملاً دؤوباً وصبراً وجمع الجهود وتحمل المشاق. ولا يجوز السكوت على المنكر وترك العمل لتغييره، فضلاً عن الرضى به، فالرضى به خروج من الإيمان، قال صلى الله عليه وآله وسلم: «من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان» رواه مسلم وغيره. والفهم الخطأ للتغيير يؤدي إلى ترك العمل لأجله، وعلى وجه الخصوص إلى ترك الأعمال التي من شأنها التغيير، ولن ينفع بعد ذلك دُعاء القاعدين. قال صلى الله عليه وآله وسلم: «والذي نفسي بيده لتأمُرُنَّ بالمعروف ولتنهوُنَّ عن المنكر أو ليوشكنَّ الله أن يبعث عليكم عقاباً منه ثم تدعونه فلا يستجاب لكم» رواه الترمذي. وقال تعالى: ]لُعِنَ الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى بن مريم ذلك بما عَصَوْا وكانوا يعتدون @ كانوا لا يتناهَوْن عن منكرٍ فعلوه لَبِئسَ ما كانوا يفعلون[.

ومما ينبني على هذا الفهم الخطأ الاكتفاء بالقيام ببعض الأعمال، كبعض أعمال العبادات والأعمال الخيرية كإقامة مؤسسات أو جمعيات تقوم بتعليم الفقه والتفسير أو تحفيظ القرآن الكريم، أو تجمع المساعدات للمحتاجين، أو تقيم الخطب والدروس في بعض المناسبات أو غير ذلك من أعمال الخير والبر، حيث يَتوهَّمُ القائمون بهذه الأعمال أن هذا هو طريق التغيير، ويحاولون إقناع أنفسهم بذلك وأنهم بهذه الأعمال يقومون بواجبهم تجاه التغيير. وهذا خطأ. بل إن مِن هؤلاء من قد يأمر بمنكر أو يقوم به، وينهى عن واجب أو يمنع غيره من القيام به، بحجة المحافظة على ما يقوم به هو من أعمال، فيصبح التعرض لظلم الحكام ولأنظمة الكفر وقوانينه وسياساته خطاً أحمر عندهم. فترى من هؤلاء من يثني على الحاكم وعدله وإخلاصه مع علمه بكفره أو فجوره وظلمه، وتراه يدعو إلى انتخاب وتأييد من يحكم بغير ما أنزل الله، أو من يقوم بأعمال التشريع ولا يقيم للإسلام وزناً، مع علمه بحرمة ذلك ويجادل بالباطل لِيُدْحِضَ به الحق، أو تراه يهنئ الكفار والفجار بمناصب يحاربون فيها الإسلام، أو يَؤُمُّ الناس ويدعوهم لصلاة الجنازة على كافرٍ من الحكام... أو تراه يمنع إلقاء درس أو دعوة حق في مؤسسته أو في المسجد أو حتى على باب مسجد له فيه صلاحية، توجُّساً وخيفةً من جواسيس الحكام. متذرعاً بما يتوهمه من عواقب وخيمة بنظره، أو بضرورة استمرار أعماله الخيرية أو الدعوية أو...

وإن الحكام ومَن خَلفَهم أو معهم من شياطين الإنس والجن لَيَهُمُّهُم أن يحصُر المسلمون أعمالهم بما لا يؤثر فيهم. ويريدون أن يكون المسلمون ومُوَجِّهوهم أدواتٍ بأيديهم، يُثَبِّتون بهم حكمهم.

لذلك، فإن هذا الفهم الخطأ للنص يشكل خطراً على الأمَّة، إذ هو يثبِّطها ويشدُّها إلى الوراء بدل أن يدفعَها لإحداث عملية التغيير، ويحوِّلها إلى أداةٍ في يد عدوِّها تعينه على نفسها، فتصارع نفسها بدل أن تصارعه وتصرعه.

إن التغيير لا يحصل بأعمال لا تؤدي إليه، فلا يحصل النصر بالدعاء، ولا يُهزمُ العدو بطلب العلم أو بالصلاة، ولا يؤدي عمل تحفيظ القرآن أو جمع المساعدات للفقراء أو إنشاء صفحة إسلامية على الإنترنيت أو إنشاء مدرسة أو معهد لدراسة الإسلام إلى وحدة الأمة ولا إلى إقامة الحكم بما أنزل الله ولا إلى إحياء فريضة الجهاد، ولا يدفع أيٌّ من هذا الفتنَ المتلاحقة على المسلمين في كل مكان. فمثل هذه الأعمال لها مواقيتها وقيمتها الشرعية حسب أدلتها، ولكنها لا تجزئ عن غيرها مما هو مطلوب ولا تؤدي إلى التغيير الذي أمر الله به.

وإنه لمن العجز المذموم والتعلق بالدنيا والهروب من الحق أن يزعم المتذرعون أن هذه الأعمالَ خطوةٌ على طريق التغيير. فإن الاكتفاء بهذه الأعمال فضلاً عن جعلها بديلاً عن العمل الصحيح والهادف للتغيير، هو ضلالٌ وتضليلٌ وعاملُ تخدير للأمة، إذ يُحْكِمُ قبضة عدوِّها عليها، ويضيِّع الجهود في أعمال لا يلبث أصحابها أن يدركوا أنها صارت هي أيضاً خطاً أحمر، وأنهم ينبغي أن يحافظوا على ما تبقى مما هو دونها، حسب ذرائعهم.

والله سبحانه وتعالى حين أمر بتغيير المنكر وإيجاد المعروف والحكم بما أنزل جعل شريعته كاملةً شاملةً لكل نواحي الحياة، وجعل لعملية التغيير طريقةً يجب اتباعها. وقد بيَّنها النبي صلى الله عليه وآله وسلم حين قام بعملية التغيير، وناله وأصحابه فيها ما نالهم من أذىً. وجاءت آيات القرآن وأعمالُ الرسول تبيِّن الأعمالَ والمواقفَ الشرعية لأجل عملية التغيير، والأعمالَ والمواقف التي يحرم اتخاذها في هذا السبيل. والحيدُ عن هذه الأحكام، وتركُ التقيُّدِ بها والقيامُ بما يخالفها فسقٌ ومناقض لمعنى قوله تعالى: ]يغيِّروا ما بأنفسهم[.

إن أنظمةَ الكفر هي رأس المنكر، وإقامة سلطان الإسلام هو رأس المعروف، وهو واجب قطعي. وإقامة الخلافة هي تاج الفروض، بها تسقط أنظمة الكفر في بلاد المسلمين ويقوم سلطان الإسلام وتُحيى فريضة الجهاد ويقام بجميع الفروض ويُعَزُّ الإسلام وأهلُه. قال صلى الله عليه وآله وسلم: «إنما الإمامُ جُنَّةٌ يقاتَل من ورائه ويُتقى به» رواه مسلم. وعدم القدرة على القيام بهذا الفرض في زمن ما أو حالٍ ما يوجبُ العمل الجادَّ لتحصيل الاستطاعة وإقامته، ولو كان في ذلك مشاق وأذىً.

وعلى ذلك، فإن قصر التغيير على بعض الأعمال، وخاصةً تلك التي لا تغير الواقع هو خطأ أكيد وواضح، بل هو انحراف خطير في الفهم ويؤدي خدماتٍ كبيرةً لأعداء الإسلام.

وما يقدمه الضالون من الجبناء وعلماء السلاطين وذوي المنافع الخاصة من أعذار لأجل السكوت على الحكام ومنكراتهم أو الرضا بالواقع، أو لموالاة الكفار، ومن إضفاء مبررات على مداهنتهم للحكام وعلى منكراتهم كل ذلك كذب ونفاق، وليس له قيمة شرعية، وليس هو الدافع الحقيقي لمواقفهم، وما الدافع الحقيقي لذلك إلا كما قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «الوَهْن، حب الدنيا وكراهية الموت». وهو مَرَضٌ في القلب ينمو كلما ضعف الإيمان، وهو هوىً مُضِلٌّ يختم على قلب صاحبه فلا يتدبَّرُ القرآن ولا يعرف طعم الإيمان.

إنهم يبررون انحرافهم بعجزهم وبواقع الأمة وضعف إمكاناتها وقلة خياراتها، وبقوة الكفر وحجم جموعه وعظم إمكاناته وكثرة خياراته. وكأن هذا الزعم مبرر شرعي لتغيير أحكام الشريعة وتحريفها ولموالاة الكفار ولليأس والاستسلام. وهذا المبرر كذب، وإنما الحقيقة تكمن في قوله تعالى: ]إن كنتم مؤمنين[ فهذا الفرق في ميزان القوى والإمكانات يدفع المؤمنين إلى قوة في الإيمان والثبات واللجوء إلى الله وطاعته، هكذا أخبرنا الله عن المؤمنين الذين أثنى عليهم، أما أصحاب المعاذير الذين يسارعون إلى إرضاء الكفار فهؤلاء لا حظ لهم في الآخرة، وهم معولُ هدم في الأمة، وعقبة في طريق تمسكها بدينها وفي طريق التغيير الذي أمر الله تعالى به. قال تعالى: ]الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل @ فانقلبوا بنعمةٍ من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتَّبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم @ إنما ذلكم الشيطان يُخَوِّفُ أولياءَه فلا تخافوهم وخافونِ إن كنتم مؤمنين @ ولا يحزُنْك الذين يسارعون في الكفر إنهم لن يضروا الله شيئاً يريد الله ألاَّ يجعل لهم حظاً في الآخرة ولهم عذاب عظيم[.

نعم، إنه ضعف في الإيمان، مرضٌ في القلب، يورث حب الدنيا وكراهية الموت، ويؤدي إلى حسابات دنيوية لا أثر فيها للإيمان بالغيب والصلة بالله، يَنْسَوْن فيها الله ويَضلُّون فيزيدهم ضلالاً ومرضاً. إنه الإيمان ومن زاغ عنه ضل. قال تعالى: ]نسُوا الله فنسيهم[، ]نسُوا الله فأنساهم أنفسهم[، ]في قلوبهم مرضٌ فزادهم الله مرضاً[، وضعوا في الميزان قوى الكفر الكبيرة بنظرهم مقابل إيمان ضعيف، فيئسوا وقنطوا، وجعلوا يُقْنِعون أنفسهم بضلالهم ويوالون الكفار أو يضللون المسلمين والله تعالى يقول: ]ولا تيأسوا من رَوْحِ الله إنه لا ييأس من رَوْحِ الله إلا القوم الكافرون[، ويقول: ]قال ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون[، ويقول: ]فترى الذين في قلوبهم مرضٌ يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرةٌ فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمرٍ من عنده فيصبحوا على ما أسرُّوا في أنفسهم نادمين[.

إنه لا يقوم بهذا التغيير ولا يسعى إليه أو يتَّبع طريقته من لم تكن منطقة إيمانه سالمة. وإيجادُ هذا الإيمان هو أولى خطوات هذا التغيير، وتوسيعُ دائرته في الأمة هو القوة الدافعة لإحداث التغيير.

إن من عقيدة المسلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئَه، وما أخطأه لم يكن ليصيبَه، وأن الأجل بيد الله وحده، والرزق من عند الله وحده، وأن الإيمان شرط للنصر، وقد دلت مئات الآيات على هذا المعنى للإيمان وآثاره من نصر وتمكين وعِزٍّ وسكينة وطمأنينة وأمن بتوفيق من الله سبحانه وهدىً للمؤمنين. ]أفلا يتدبَّرون القرآن أم على قلوب أقفالها[.

قال تعالى: ]ما أصاب من مصيبةٍ في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتابٍ من قبل أن نبرأها[. وقال: ]قل لن يصيبنا إلا ما كتبَ الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون[، وقال: ]وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتاباً مؤجَّلاً[، وقال: ]وما من دابَّةٍ في الأرض إلا على الله رزقُها[، وقال: ]وكان حقاً علينا نصر المؤمنين[، وقال: ]وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم[، وقال صلى الله عليه وآله وسلم: «نَفَثَ روح القدس في رُوعي أن لن تموت نفس حتى تستوفيَ رزقها وأجلها وما قُدِّر لها» هذه النصوص ـ وغيرها كثير ـ يؤمن بها كل مسلم، وعليه أن يتذكر معانيها ويستحضرها بشكل دائم ويلتزم بها في أعماله، ولو فعل ذلك فلن يكون في قلبه الوَهْن، وأول من يجب أن يتصف بهذا الإيمان حَمَلَة الدعوة، العاملون للتغيير ولإقامة حكم الله في الأرض، والدعوة إلى الإسلام. ولذلك تجب الدعوة إلى هذا الإيمان وجعله أساساً للدعوة والتذكير به. ]وذكِّر فإن الذكرى تنفع المؤمنين[.

إن المبررين لانحرافاتهم في موالاة أنظمة الكفر، أو لتغيير أحكام الإسلام بدل العمل لتغيير أنظمة الكفر، هؤلاء ساقطون في امتحان الله لما في قلوبهم، إذا قُرئ عليهم القرآن لا يتدبَّرون، وإذا ذكِّروا بآياته لا يتذكرون، ويخوِّفهم الشيطان فيخافون، لأنهم تولَّوا الشيطان ولم يتولَّوا الله سبحانه، فيخشَوْن ما يتوهمونه من عواقب ونتائج، مع أن الله سبحانه وتعالى يقول: ]والعاقبة للمتقين[، ويقول: ]ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون[.

فلا يجوز اليأس ولا الانحراف، ولا تيئيس المسلمين أو توهينهم بحجة الضعف أو بطش الحكام. فهذا ليس له قيمة شرعية، ولا يغير وجوب العمل للتغيير، ولا يغير وجوب الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم. أما قوى الكفار وكيدهم وما هو ليس بيد المسلمين أو طاقتهم فذلك موكول إلى الله عز وجل. قال تعالى: ]ومن يَتَّقِ الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكَّل على الله فهو حسبه[، وقال: ]أليس الله بكافٍ عبدَه ويخوفونك بالذين من دونه[، وقال: ]إن الله يدافع عن الذين ءامنوا[، وقال: ]وقد مكروا مكرهم وعند الله مكرهم وإن كان مكرهم لِتزولَ منه الجبال[، وقال: ]ومكروا مكراً ومكرنا مكراً وهم لا يشعرون فانظر كيف كان عاقبة أمرهم أنا دمرناهم وقومهم أجمعين @ فتلك بيوتهم خاويةٌ بما ظلموا إن في ذلك لآية لقومٍ يعلمون @ وأنجينا الذين ءامنوا وكانوا يتقون[، ويقول: ]إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرةً ثم يُغلَبون[، ويقول: ]الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله أضل أعمالهم[.

فالذين يعرضون عن أمر الله متذرعين بالحرص على الإسلام أو بالوسطية أو الاعتدال وإن ظهروا بزي العلماء، إنما هم جبناء وعملاء ومرجعهم الوَهْن وضعف الإيمان، وهؤلاء يحكمون على أنفسهم بالشقاء في الدنيا والآخرة. قال تعالى: ]ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشةً ضنكاً ونحشره يوم القيامة أعمى @ قال رب لِمَ حشرتني أعمى وقد كنت بصيراً @ قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى[.

والذين يؤمنون بالله وكتابه ويتدبرون آياته، يرون بإيمانهم ما لا تراه العيون. ويلتزمون بما يأمرهم به إيمانهم، ويثبتون على الحق وقول الحق، يجتثون به الباطل ولا يحسبون للنتائج أي حساب، وهي بيد الله وحده، هؤلاء يزيدهم الله إيماناً ويؤمِّنهم ويهديهم ويُثَبِّتُهم في الدنيا والآخرة. قال تعالى: ]الذين ءامنوا ولم يلبِسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون[، وقال أيضاً: ]ألم تَرَ كيف ضرب الله مثلاً كلمةً طيبةً كشجرةٍ طيبةٍ أصلها ثابت وفرعها في السماء @ تؤتي أُكُلَها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون @ ومَثَلُ كلمةٍ خبيثةٍ كشجرةٍ خبيثةٍ اجتُثَّت من فوق الأرض ما لها من قرار @ يُثَبِّتُ الله الذين ءامنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ويُضِلُّ الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء[.

إن الأذى في سبيل الله وانغلاق السبل وشدتها أمام حَمَلَة الدعوة، إنما هو ابتلاء من الله وامتحان للإيمان. قال تعالى: ]ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقصٍ من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين[ وقال: ]لَتُبْلَوُنَّ في أموالكم وأنفسكم ولتسمَعُنَّ من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذىً كثيراً وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور[، وقال: ]ألم @ أحسب الناس أن يُتركوا أن يقولوا ءامنا وهم لا يفتنون @ ولقد فتنّا الذين من قبلهم فَلَيَعْلَمَنَّ الله الذين صدقوا وَلَيَعْلَمَنَّ الكاذبين[.

وشتان بين الصادقين والكاذبين في الإيمان. فالصدقَ الصدقَ في الإيمان ]يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين[.

وحذارِ حذارِ من محرفي الدين وعلماء السلاطين اليائسين الذين يصورون أن استئناف الحياة الإسلامية بإقامة دولة الخلافة أمر خيالي أو بعيد، فإنما هؤلاء فتنة، ولقد نهاهم الله عن تحريف الدين حيث قال: ]ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون[، ونهاهم عن تزييف الحق وكتم العلم فقال: ]ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون[، وتوعدهم على ضلالهم فقال: ]أفرأيتَ من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وخَتَمَ على سمعه وقلبه وجعل على بصره غِشاوةً فمن يهديه من بعد الله أفلا تَذَكَّرون[ q



السنونو المهاجر 04-04-2001 12:58 AM

يقول السنونو المهاجر:
الأخ "س" هلا وضحت ما ذهب إليه الشيخ أبو الأطفال في منتدى حوار الخيمة؟
يقول “س”:
مضى حين كانوا يقولون الاشتراكية هي الاسلام، والآن يقولون الديموقراطية. نعلم أن توحيد الله في ثلاث: العقيدة والشعائر والشرائع
والتشريع حق من حقوق الله لا سواه
الديموقراطية التشريع فيها للشعب - وهذا كفر. أما الانتخابات فيستوي فيها (كآلية ) أي نظام. وهذا ما عنيته بأن الإسلام فيه أربع سلطات / التنفيذية والقضائية والتشريعية والرقابية. يوجد تشابه في الرقابية بين الإسلام والديموقراطية. ولهذا يجوزز للمسيحي أن يشارك في الرقابية ، ولا يجوز له أن يشارك في التشريعية لأنها تستند إلى القرآن الذي لا يؤمن به
هل من سؤال بخصوص هذا ؟
أما استبداد الحكام فهذا أمر آخر. وعلاجه الإسلام. أما إن كانت الديموقراطية هي الحل فلا داعي للإسلام أصلا
كيف يمكن للاسلام ان يصل أو / يعود / الى سدة الحكم … الإسلام كل متكامل ولا وجود حقيقيا له إن لم يكن في الحكم. شأنه شأن أي فكر آخر
أنظر للشيوعية ما وجوده الآن. وكذلك لا وجود لإسلام بلا حكم إلا في الكتب.
يقول السنونو المهاجر:
ألا ترى أن الإسلام تم تحجيمه فقط في إطار الكتاب ولم يخرج عتبة المساجد والكتاتيب؟
يقول “س”:
ليس تحجيمه فحسب بل تزويره وتسخيفه وتحقيره
هذا دين جاء ليقود البشرية ، ولا تستطيع أن تتقدم للبشرية به إلا بنموذج أرقى مما لديها وهنا خطورةالفكر. حولو الناس إلى مساطيل ودراويش. اذا كانت هناك صحوة اسلامية فهل هي متواصلة ام انها تتراجع ولماذا؟
- الصحوة الإسلامية الحالية صحوة مشاعر وعواطف
يقول السنونو المهاجر:
كيف يمكننا أن نبرهن للآخرين أن ديننا صحيح ليتبعوه... كيف يمكننني أن أشرح للأوربي أن هذا الدين له فيه حصة ويحل مشاكله وبذات الوقت يراني بعيدا عن ديني ومشاكلي تكاد لا تحصى؟
يقول “س”:
صدقت
ولكن ذلك يتم على مستويين
- الأول فردي قدر المستطاع وهو ذو تأثير ضئيل
- والثاني بقيام مجتع يطبق الإسلام ويبرزه واقعا راقيا معاشا للبشرية.
أنظر إلى طالبان تدعمها السعوديو وباكستان يعني أمريكا ومعظم أعضائها مخلصون. ولكنهم يقدمون للبشرية نموذجا منفرا.
نرجع للصحوة - المطلوب من الجماهير هذا التجاوب العاطفي ولا تطيق الجماهير أكثر من هذا. وهو قابل للإستغلال من الإسلاميين ومن أعداء الإسلام. وبدون قيادة مستنيرة التفكير ، لا جدوى من الصحوة.
يقول السنونو المهاجر:
لكن أمريكا ساندت المجاهدين الأفغان في العهد السوفياتي ليخدموا مصالحها أما بعد تفكك المعسكر الشرقي تحول الأفغان إلى عصابات وكفرة، لمجرد أنهم لا يخدمون الدور المناط بهم.
يقول “س”:
أخي واقع الصراع في منطقتنا. أنه في الدائرة الغربية
يقول السنونو المهاجر:
هل عرب أمريكا المتشبثين بالبيرق الإسلامي هم من سيرفع راية الإسلام؟
يقول “س”:
والأمريكان يحضرون الوعاء فيستغلهالإنجليز. عرب أمريكا يرفعون راية إسلام أمريكا. وهو إسلام تسطيلي، يخدم أمريكا، يحل حلالها ويحرم حرامها
يقول السنونو المهاجر:
وهكذا اختلط الحابل بالنابل ولم يعد المرء يميز الصالح من الطالح
يقول “س”:
ويوظف الله تعالى ورسوله مع السي آي أي
بقيت نقطة إقامة الدولة
دين من عند الله أهم إنجازه إقامة دوله وتأسي أمة وتغيير تاريخ البشرية. ويقول في كتابه ( وما فرطنا في الكتاب من شيء ). إن كان يعني أنه لم يفرط في نواقض الوضوء (ولكنه لم يبين لنا كيف نقيم دولته ) فهذا مزاح ثقيل لا يليق بمخلوق بله خالق
أهم ما عمله الرسول كان إقامة الدولة، ولكن الناس يصلون خمس فرائض في اليوم ويحجون مرة كل عام، فبقيت هذه الأحكام غضة في أذهانهم والإسلام أقام دولته مرة واحدة، واستمرت هذه الدولة - خادمة دوليا - لمصلح المسلمين على ما شاب مؤسسة الخلافة من انحراف حتى 1924. ولهذا غابت أحكام الشرع في كيفية إقا متها عن أذهان المسلمين، وهي أوضح الأحكام في كتاب الله وسنة رسوله، أضف إلى هذا التيار الذي يرى في الإسلام دينا كهنوتيا لا علاقة له بالحكم أو السياسة.
يقول السنونو المهاجر:
شكرا لك وسدد الله خطاك….!
انتظر مني أسئلة أخرى على بريدك….
يقول “س”:
على الرحب والسعة… تحياتي للجميع.


الشيخ أبو الأطفال 04-04-2001 10:32 AM

السلام عليكم.
بارك الله فيك اخي السنونو المهاجر وفي الأخ / س / و جزاه خيرا .
لكن اردت ان يوضح أكثر بالنسبة للسؤال عن كيفية عودة الاسلام للحكم ما هي الاليات التي تمكن الاسلام من العودة للدولة خاصة في ضوء كلامه عن الدولة والجهاد؟
ولنا عودة ان شاء الله

الشيخ أبو الأطفال 04-04-2001 10:54 AM

السلام عليكم
الأخ سمير العمري بارك الله فيك قلت فابدعت ما شاء الله .
.
.
.
فعلا...

فلا كانت حيــاةٌ دون عــزٍّ

************* ولا كان الجبان ومَنْ رجـــاها

أبالأقوال تحريرٌ ونصــرٌ

************* وبالتفريــط قد دارت رحـــاها

أفي التسليم أمجادٌ وفخـــرٌ

************* وما نُعطى الدنيَّـــة مِنْ عُـلاها

السنونو المهاجر 04-04-2001 08:03 PM

- الأخ "س" أحييك على تصميمك على الاستمرار في الحوار من خلف الستار رغم المصير المحتم فيما لو علم (الوالي) – عفوا الناطور بأن خلف أسوار القبيلة فقط الذكور والنعاج… هناك أيضا رجال..
- الشربيني – موقع جميل وفيه جيش من الأقلام- السيوف المشرعة، ولكن هذا لا يعفيك من الإدلاء بدلوك في هذه الجلسة الحوارية…
- الأخ عمروش لسني بصدد تقييم ما خطت يمناك، ولكن فهمي المتواضع يجعلني أقول لله درك… وهل من مزيد..؟
- الأخ سلاف – ما بخلت وما اسهبت.
- الأخ المشرف الشيخ أبو الأطفال - شكرا على هذه الجهود لتفعيل الموضوع قيد الدرس الذي نحسبه على غاية من الأهمية… لا تبخل بالأسئلة التي ستجد الجواب حتما.
- سمير العمري – خيرا قلت كلمات رائعة…
- الأخ YY ما كتبته أعلاه بمثابة أجوبة على أسئلة لم تطرح بعد… وبذلك سددت ثغرات عديدة… لم تقصر..
- الأخوة جميعا… بالرغم من غنى الموضوع لازال الحوار يفتقر للرأي الآخر… ولئلا نتشبه بالوالي الذي لايسمح ولا يقبل ولا يحتمل أي رأي يعارض رأيه… اعتاد على قول (نعم) ويشجب كل أنواع اللاءات ويقمعها. أتمنى أن يشارك أحدهم ويسوق الحجج والأدلة بمنطق وعقلانية كما فعل الأخوة أعلاه… لكن للأسف النواطير لا يدخلون معركة يعرفون نتيجتها مسبقا…
كما لا يمكن تجاهل دور الذين يصفقون بسبب وبلا سبب للوالي وحاشيته دون وعي… نهيب بالمعسكر المقابل ليدلي بدلوه ويدافع عن مواقفه مفندا مزاعمنا… ولهذه الغاية وضعت روابط في العديد من المواقع وأرسلت رسائل كثيرة أدعو فيها أعضاء الطرف الآخر للمشاركة في هذا الحوار…
تعالوا نضيف أسئلة، تعالوا نحاول الإجابة على الأسئلة….!


السنونو المهاجر 09-04-2001 12:53 AM

الرسالة التالية وصلتنا بالبريد من الأخ "س" مشكورا
________________________________
السلام عليكم وبعد
ليس هناك سوى حرف واحد ونقطة واحدة.
هذه الأوضاع بحكوماتها وأنظمتها أوضاع كفر ، والإيمان بالله يقتضي تفعيل الإسلام ببعده السياسي المؤدي وجوبا إلى توحيد الله في الحكم بإقامة الخلافة، والحكم بما أنزل الله فريضة ولم يفرض الإسلام شيئا إلا وبيّن السبيل إليه. وكما أن تجديد الوضوء إذا انتقض يتم حسب ما بيّنه لنا الرسول عليه السلام عملا بقوله تعالى :" وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا" فكذل تجديد الحكم بما أنزل الله إذا انتقض. وأهم ما في سيرة الرسول عليه السلام هو عمله في هذا السبيل قبل الهجرة وبعدها، إلا أنه جرى ويجري طمس ذلك وخاصة لدينا نخن السنة وذلك بتأثير الحكام الذين جعلوا الحكم وراثيا وزيفوا البيعة لطمس معالم أهمية دور الأمة ابتداء من يزيد وحتى نهاية الدولة العثمانية. وكانت الطامة الكبرى بعد انهدام دولة الخلافة التي وإن طمست أمر البيعة إلا أن السيادة ظلت للشريعة فيما عدى ذلك واستمرت هذه الدولة راعية لمصالح المسلمين. وكانت الطامة الكبرى في الأوضاع التي أنشأها الكفار في بلاد المسلمين بلا شرعية وبلا سيادة بل وبلاء كامل للكافر وعمل ضد مصالح المسلمين ووحدتهم . وأفرز هذا الواقع تجار الدين من ذوي العمائم واللحى ممن برعوا فيما يسمى بفقه الواقع، الذي ظاهر دعواه ضرورة التعامل مع هذا الواقع لحين عودة الخلافة، وحقيقته إضفاء الشرعية على الواقع القائم وتكييف الإسلام على هيئة هذا الواقع وجعل العمل لرفض هذا الواقع فتنة وتطرفا لا يرضاه الله ورسوله (وأمريكا وإسرائيل ) ألا ساء ما يصفون. وقد يقول قائل إن الزمن تغير ولا بد من العمل على إعادة الخلافة بطريقة غير التي اتبعا الرسول، وهذا مخالفة للشرع، إذ أنه وإن كان لا ينكر تغير الزمان والأوضاع إلا أن القول بتغير أحكام الشرع طيقا لذلك ينسف الإسلام من أصوله جملة وتفصيلا. صحيح أن تغير الزمان يسدعي تغيرا ولكنه في الأسلوب وليس في الأحكام، فالوضوء مثلا كان بالإبريق أو من وعاء والآن يتم من حنفية، ولكن ظل كما قرره الرسول عليه السلام، وهذا لا يسمى تغيرا في أحكام الوضوء، بل في أسلوبه، وكذلك العمل لتجديد الحكم بما أنزل الله إنما يكون بتغير الأسلوب لا ذات الطريق، فبينما كان الرسول عليه السلام يبلغ دعوته شفويا يجري التبليغ الآن شفويا وخطيا وبالنشرات والإذاعة والتلفاز والإنترنت وسواها ولكن المحتوى ذاته، والمراحل ذاتها والطريق ذاته.
وأحكامنا لإعادة دولة الإسلام مشتقة من العهد المكي إذ لا دولة الآن للإسلام، كما أنه لم تكن له دولة في العهد المكي، ووضعنا وبالتالي أحكامنا تختلف عن أي وضع وأحكام في أي عهد آخر، لوجود دولة للإسلام في كل تلك العهود، وكان يجرى موافقتها أو الدعوة إلى إصلاحها من منطلق أنها دولة إسلامية ملتزمة أو منحرفة عن الإسلام، وليس من منطلق أنها دولة كافرة، ينطبق ذلك على على كل الحركات والمعارضات في تلك العهود بما فيها موقف سيدينا الحسين وعبد الله بن الزبير. فاستئناف الحكم إنما يكون بعد توقفه، والإصلاح يكون أثناء قيامه.
والتغيير يكون بالعمل من خلال فئة أو جماعة أو حزب أو حركة تتوجه للأمة داعية إلى التوعية بالإيمان بالله ورسوله ومقتضيات ذلك الإيمان في مجال العمل للحكم بما أنزل الله. أسوة بالرسول عليه السلام فهو كان يعمل للحكم بما أنزل الله منذ البداية في مكة، وإلا فعلى ماذا كان يطلب النصرة من القبائل والطائف ومن ثم من الأنصار أكانت نصرة لتمكين سيادة شرع الله في الحياة أم للصلاة والصوم وقد كان يمارسهما دون حاجة لنصرة أحد.
وليس مسموحا لهذه الفئة أن يكون لها في هذه المرحلة أي نشاط آخر أو هدف آخر سوى العمل لإعادة الخلافة، بالعمل الدعوي في مجال الفكر والعقيدة والتكتل فحسب، وليس مسموحا لها برفع السلاح، وقد تقدم الحديث عن الأدلة الشرعية وعن الحكمة في هذا الباب. وذلك يتضمن رفض الواقع السياسي الكافر القائم، وعدم العمل من خلال إقرار دساتيره وإضفاء الشرعية على ما يدعى بديموقراطياته وأمراء مؤمنيه وطويلي الأعمار فيه. إذ كفره ثابت بتنحية شرع الله وبالولاء للكافر المستعمر. يستوى في ذلك الأقطار الواقعة تحت الاحتلال المباشر المنتشر كفلسطين أو المباشر القابع في القواعد كالسعودية أو الاحتلال المقنع بالاستقلال كسائر بلاد المسلمين.
سوف تصطدم هذه الفئة بالسخرية والاضطهاد وهذه سنة الله، ولكن المصائب ستترى على الأمة إلى أن تستجيب طائفة منها لدعوى هذه الفئة فتحكم كتاب الله وبذلك تلد دولة الإسلام على شكل خلافة لكل المسلمين بادئة بقطر أو أكثر. وهنا دور الإيمان بالغيب ، أنظر إلى سيرة المصطفى عليه السلام كيف ظل يطلب النصرة ولا يستجاب له إلى أن جاءه الأنصار ساعين إليه مبايعين له. وانظر إلى قوله تعالى :" وأن احكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك فإن تولّوا فاعلم أنما يريد الله أن يصيبهم ببعض ذنوبهم" فربض المصائب بتولي المسلمين ولو جزئيا - (بعض) - عن الحكم بنا أنزل الله.
وينبغي أن لا يغيب عنا أن هذا الإسلام دعوة لخير البشرية لا لأمة ولا لون، وأن المحلي لدينا مترابط بهذا المعنى مع الدولي، سواء بحركة الإسلام لتقويض الحواجز المادية دون دعوته أو بتحرك القوى الكافرة الغربية (الرومية) خاصة لإجهاض عودته إدراكا منها لطبيعته. وهكذا فبينما نشترك كمسلمين مع سوانا من شعوب ما يسمى بالعالم الثالث في استغلال الاستعمار لنا ، إلا أنه يخصنا بالعمل على استبعاد وحدتنا ونهضتنا وحتى تصنيع هذه الأقطار التابعة له مخافة أن تؤول هذه الصناعات إلى دولة الإسلام القادمة بإذن الله. ومقارنة بين كوريا الجنوبية والدول العربية والخليجية أو السعودية خاصة تثبت ذلك، إذ أن التصنيع في كوريا بفتات أموال النفط التي جنتها شركات المقاولات الكورية التي أدخلت بقرار سياسي أمريكي، فانظر ما سمح لكوريا الجنوبية بفعله من الفتات، وما عاد به علينا نفطنا من المآسي إذ كلفت حربا الخليج ألف ومائتي بليون دولار، بذلت في الهدم المادي والمعنوي وبث البغضاء والإقليمية والطائفية بين أبناء الأمة، وإذ تبلغ الأموال العربية المودعة في بنوك الغرب تسعماية بليون دولار هي لهذه الدول بالاسم لا غير. إن الواقع الراهن بدوله القطرية وحكامها تتويج لجهود الغرب التي قصد بها عكس نتائج معركة اليرموك التي أدخلت قوة الإسلام إلى الغرب والتي امتدت منذئذ مرورا بالحروب الصليبية وانتهاء بهذه الأوضاع التي طور بها الغرب حملته الصليبية لتبدو بهذا القناع من الاستقلالات الزائفة والتي تعني حقيقة التشطير، وهذا الواقع الصراع الحقيقي فيه بين الأمة بتطلعاتها للوحدة تحت راية الإسلام من جهة وبين الاستعمار ونواطيره وإسرائيله وعلمانييه وقومييه وعلماء عملائه مجتمعين من جهة ثانية، وما عدا ذلك من صراعات فهي صراعات ثانوية بين دول الكفر الكبرى على مصالحها في بلادنا بوساطة نواطيرها، ولكنها في الإطار العام السابق.
إن تعدد الحركات الإسلامية واختلافها في ظل المطاردة والاضطهاد ودعاوى علماء العملاء والتشطير أمر طبيعي والعمل على علاته التي لا مجال لتلافيها بالكامل خير من القعود، وهذه حالة مؤقته تنتهي آثارها السلبية شرعا بمبايعة خليفة للمسلمين، أقول تنتهي آثارها السلبية أما تعدد مناير وفئات العمل السياسي في الدولة الإسلامية القائم على الولاء لله ورسوله فأمر إيجابي بدونه تأسن الحياة وتنعدم رقابة الأمة على الخليفة.
وأشهر فئتين إسلاميتين تعملان على أساس هذا المفهوم هما حركة الإخوان المسلمين وحزب التحرير، ومن أراد معرفة المزيد وتباين وجهات النظر واتفاقها حول ما تقدم فهاهنا عنوانا صفحتيهما
http://www.al-ikhwan-al-muslimoon.org/ http://hizb-ut-tahrir.org/
وأنا انصح بقوة بقراءة كتاب الشهيد سيد قطب فهو مختصر واف في هذا المجال وقد كان على الشبكة على الموقع : http://asunnah.com/bo/m3alm-4.html
ومقدمته بالانجليزية على الموقع : http://www.islamworld.net/qutb/mile.html
وقد وجدت منه هذه المقتطفات من الموقع: http://www.alsaha.com/sahat/Forum2/HTML/004384.html
إن هناك مسافة هائلة بين اعتبار الإسلام منهجاً إلهياً ، جاء ليقرر ألوهية الله في الأرض ، وعبودية البشر جميعاً في الأرض ، وعبودية البشر جميعاً لإله واحد ، ويصب هذا التقرير في قالب واقعي ، هو المجتمع الإنساني الذي يتحرر فيه الناس من العبودية للعباد ، بالعبودية لرب العباد ، فلا تحكمهم إلا شريعة الله ، التي يتمثل فيها سلطان الله ، أو بتعبير آخر تتمثل فيها ألوهيته .. فمن حقه إذاً أن يزيل العقبات كلها عن طريقه ، ليخاطب وجدان الأفراد وعقولهم دون حواجز ولا موانع مصطنعة من نظام الدولة السياسي ، أو أوضاع الناس الاجتماعية .. أن هناك مسافة هائلة بين اعتبار الإسلام على هذا النحو ، واعتباره نظاماً محلياً في وطن بعينه فمن حقه أن يدفع الهجوم عليه في داخل حدوده الإقليمية !
هذا تصور .. وذاك تصور .. ولو أن الإسلام في كلتا الحالتين سيجاهد .. ولكن التصور الكلي لبواعث هذا الجهاد وأهدافه ونتائجه ، يختلف اختلافاً بعيداً ، يدخل في صميم الاعتقاد كما يدخل في صميم الخطة والاتجاه .
إن من حق الإسلام أن يتحرك ابتداء ، فالإسلام ليس نحلة قوم ، ولا نظام وطن ، ولكنه منهج إله ، ونظام عالم .. ومن حقه أ، يتحرك ليحطم الحواجز من الأنظمة والأوضاع التي تغل من حرية ((الإنسان)) في الاختيار ، وحسبه أنه لا يهاجم الأفراد ليكرههم على اعتناق عقيدته ، إنما يهاجم الأنظمة والأوضاع ليحرر الأفراد من التأثيرات الفاسدة ، المفسدة للفطرة ، المقيدة لحرية الاختيار .
من حق الإسلام أن يخرج ((الناس)) من عبادة العباد إلى عبادة الله وحده .. ليحق إعلانه العام بربوبية الله للعالمين ، وتحرير الناس أجمعين وعبادة الله وحده لا تتحقق - في التصور الإسلامي وفي الواقع العملي - إلا في ظل النظام الإسلامي ، فهو وحده النظام الذي يشرع الله فيه للعباد كلهم ، حاكمهم ومحكومهم ، أسودهم وأبيضهم ، قاصيهم ودانيهم ، فقيرهم وغنيهم ، تشريعاً واحداً يخضع له الجميع على السواء .. أما في سائر الأنظمة ، فيعبد الناس العباد ، لأنهم يتلقون التشريع لحياتهم من العباد ، وهو من خصائص الألوهية ، فأيما بشر ادعى لنفسه سلطان التشريع للناس من عند نفسه ، فقد ادعى الألوهية اختصاصاً وعملاً ، سواء ادعاها قولاً أم لم يعلن هذا الادعاء . وأيما بشر آخر اعترف لذلك البشر بذلك الحق فقد اعترف له بحق الألوهية ، سواء سماها باسمها أم لم يسمها !
والإسلام ليس مجرد عقيدة ، حتى يقنع بإبلاغ عقيدته للناس بوسيلة البيان ، إنما هو منهج يتمثل في تجمع تنظيمي حركي يزحف لتحرير كل الناس ، والتجمعات الأخرى لا تمكِّنه من تنظيم حياة رعاياها وفق منهجه هو ، من ثم يتحتم على الإسلام أن يزيل هذه الأنظمة بوصفها معوقات للتحرير العام ، وهذا - كما قلنا من قبل - معنى أن يكون الدين كله لله ، فلا تكون هناك دينونية ولا طاعة لعبد من العباد لذاته ، كما هو الشأن في سائر الأنظمة التي تقوم على عبودية العباد لعباد !
إن الباحثين الإسلاميين المعاصرين المهزومين تحت ضغط الواقع الحاضر وتحت هجوم الاستشراق الماكر ، يتحرجون من تقرير تلك الحقيقة ، لأن المستشرقين صوروا الإسلام حركة قهر بالسيف للإكراه على العقيدة ، والمستشرقون الخبثاء يعرفون جيداً أن هذه ليست هي الحقيقة ، ولكنهم يشوهون بواعث الجهاد الإسلامي بهذه الطريقة .. ومن ثم يقوم المنافحون - المهزومون - عن سمة الإسلام ، بنفي هذا الاتهام ، فيلجأون إلى تلمس المبررات الدفاعية ! ويغفلون عن طبيعة الإسلام ووظيفته ، وحقه في ((تحرير الإنسان)) ابتداء .
وقد غشى على أفكار الباحثين العصريين - المهزومين - ذلك التصور الغربي لطبيعة ((الدين)) .. وأنه مجرد ((عقيدة)) في الضمير ، لا شأن لها بالأنظمة الواقعية للحياة ، ومن ثم يكون الجهاد للدين ، جهاداً لفرض العقيدة على الضمير !
ولكن الأمر ليس كذلك في الإسلام ، فالإسلام منهج الله للحياة البشرية ، وهو منهج يقوم على إفراد الله وحده بالألوهية - متمثلة في الحاكمية - وتنظيم الحياة الواقعية بكل تفصيلاتها اليومية ! فالجهاد له جهاد لتقرير المنهج وإقامة النظام ، أما العقيدة فأمر موكول إلى حرية الاقتناع ، في ظل النظام العام ، بعد رفع جميع المؤثرات .. ومن ثم يختل الأمر من أساسه ، وتصبح له صورة جديدة كاملة .
وحيثما وجد التجمع الإسلامي ، الذي يتمثل فيه المنهج الإلهي ، فإن الله يمنحه حق الحركة والانطلاق لتسلم السلطان وتقرير النظام ، مع ترك مسألة العقيدة الوجدانية لحرية الوجدان ، فإذا كف الله أيدي الجماعة المسلمة فترة عن الجهاد ، فهذه مسألة خطة لا مسألة مبدأ ، مسألة مقتضيات حركة لا مسألة عقيدة .. وعلى هذا الأساس الواضح يمكن أن نفهم النصوص القرآنية المتعددة ، في المراحل المتجددة ، ولا نخلط بين دلالتها المرحلية ، والدلالة العامة لخط الحركة الإسلامية الثابت الطويل .
لا اله إلا الله منهج حياة
العبودية لله وحده هي شطر الركن الأول في العقيدة الإسلامية المتمثل في شهادة : أن لا إله إلا الله ، والتلقي عن رسول الله ( - في كيفية هذه العبودية - هو شطرها الثاني ، المتمثل في شهادة أن محمداً رسول الله .
والقلب المؤمن المسلم هو الذي تتمثل فيه هذه القاعدة بشطريها ، لأن كل ما بعدهما من مقومات الإيمان ، وأركان الإسلام ، إنما هو مقتضى لها ، فالإيمان بملائكة اله وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره ، وكذلك الصلاة والزكاة والصيام والحج ، ثم الحدود والتعزير والحل والحرمة والمعاملات والتشريعات والتوجيهات الإسلامية .. إنما يقوم كلها على قاعدة العبودية لله وحده ، كما أن المرجع فيها كلها هو ما بلَّغه لنا رسول الله ( عن ربه .
والمجتمع المسلم هو الذي تتمثل فيه تلك القاعدة ومقتضياتها جميعاً لأنه بغير تمثل تلك القاعدة ومقتضياتها فيه لا يكون مسلماً .
ومن ثم تصبح شهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمد رسول الله ( ، قاعدة لمنهج كامل تقوم عليه حياة الأمة المسلمة بحذافيرها ، فلا تقوم هذه الحياة قبل أن تقوم هذه القاعدة ، كما أنها لا تكون حياة إسلامية إذا قامت على غير هذه القاعدة ، أو قامت على قاعدة أخرى معها ، أو عدة قواعد أجنبية عنها :
((إن الحكم إلا لله ، أمر ألا تعبدوا إلا إياه ، ذلك الدين القيم)) ... [يوسف : 40]
((من يطع الرسول فقد أطاع الله))... [النساء : 80]
* * *
هذا التقرير الموجز المطلق الحاسم يفيدنا في تحديد كلمة الفصل في قضايا أساسية في حقيقة هذا الدين ، وفي حركته الواقعية كذلك :
إنه يفيدنا أولاً في تحديد ((طبيعة المجتمع المسلم)) .
ويفيدنا ثانياً في تحديد ((منهج نشأة المجتمع المسلم)) .
ويفيدنا ثالثاً في تحديد ((منهج الإسلام في مواجهة المجتمعات الجاهلية)).
ويفيدنا رابعاً في تحديد ((منهج الإسلام في مواجهة واقع الحياة البشرية)) .
وهي قضايا أساسية بالغة الخطورة في منهج الحركة الإسلامية قديماً وحديثاً .
* * *
إن السمة الأولى المميزة لطبيعة (المجتمع المسلم) هي أن هذا المجتمع يقوم على قاعدة العبودية لله وحده في أمره كله .. هذه هي العبودية التي تمثلها وتكيفها الشهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمداً رسول الله ( .
وتتمثل هذه العبودية في التصور الاعتقادي ، كما تتمثل في الشعائر التعبدية ، كما تتمثل في الشرائع القانونية سواء .
فليس عبداً لله وحده من لا يعتقد بوحدانية الله سبحانه :
((وقال الله لا تتخذوا إلـهين اثنين ، إنما هو إلـه واحد فإياي فارهبون . وله ما في السماوات و الأرض وله الدين واصباً . أفغير الله تتقون ؟)) ... [النحل : 51 - 52]
ليس عبداً لله وحده من يتقدم بالشعائر التعبدية لأحد غير الله - معه أو من دونه :
((قل : إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين ، لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين)) ... [الأنعام : 162 -163]
وليس عبداً لله وحده من يتلقى الشرائع القانونية من أحد سوى الله ، عن الطريق الذي بَلَّغَنَا لله به ، وهو رسول الله ( :
((أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله ؟)) ... [الشورى : 21]
((وما آتاكم الرسول فخذوه ، وما نهاكم عنه فانتهوا)) ... [الحشر : 7]
هذا هو المجتمع المسلم ، المجتمع الذي تتمثل العبودية لله وحده في معتقدات أفراده وتصوراتهم ، كما تتمثل شعائرهم وعباداتهم ، كما تتمثل في نظامهم الجماعي وتشريعاتهم .. وأيما جانب من الجوانب تخلف عن الوجود فقد تخلف الإسلام نفسه عن الوجود ، لتخلف ركنه الأول ، وهو شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله ( .
ولقد قلنا : إن العبودية لله تتمثل في ((التصور الاعتقادي)) .. فيسحن أن نقول ما هو التصور الاعتقادي الإسلامي ..إنه التصور الذي ينشأ في الإدراك البشري من تلقيحه لحقائق العقيدة من مصدرها الرباني ، والذي يتكيف به الإنسان في إدراكه لحقيقة ربه ، ولحقيقة الكون الذي يعيش فيه - غيبه وشهوده - ولحقيقة الحياة التي ينتسب إليها - غيبها وشهودها - ولحقيقة نفسه .. أي لحقيقة الإنسان ذاته .. ثم يكيف على أساسه تعامله مع هذه الحقائق جميعاً ، تعامله مع ربه تعاملاً تتمثل فيه عبوديته لله وحده ، وتعامله مع الكون ونواميسه ومع الأحياء وعوالمها ، ومع أفراد النوع البشري وتشكيلاته تعاملاً يستمد أصوله من دين الله - كما بَلَّغَهَا رسول الله ( - تحقيقاً لعبوديته لله وحده في هذا التعامل .. وهو بهذه الصورة يشمل نشاط الحياة كله .
* * *
إن هذا المجتمع لا يقوم حتى تنشأ جماعة من الناس تقرر أن عبوديتها الكاملة لله وحده ، وأنها لا تدين لغير الله .. لا تدين بالعبودية لغير الله في الاعتقاد والتصور ، ولا تدين بالعبودية لغير الله في العبادات والشعائر .. ولا تدين بالعبودية لغير الله في النظام والشرائع .. ثم تأخذ بالفعل في تنظيم حياتها كلها على أساس هذه العبودية الخالصة .. تنقي ضمائرها من الاعتقاد في ألوهية أحد غير الله - معه أو من دونه - وتنقي شعائرها من التوجه بها لأحد غير الله - معه أو من دونه - وتنقي شعائرها من التلقي عن أحد غير الله - معه أو من دونه - .
عندئذ - وعندئذ فقط - تكون هذه الجماعة مسلمة ، ويكون هذا المجتمع الذي أقامته مسلماً كذلك .. فأما قبل أن يقرر ناس من الناس إخلاص عبوديتهم لله - على النحو الذي تقدم - فإنهم لا يكونون مسلمين .. أما قبل أن ينظموا حياتهم على هذا الأساس فلا يكون مجتمعهم مسلماً .. ذلك أن القاعدة الأولى التي يقوم عليها الإسلام ، والتي يقوم عليها المجتمع المسلم - هي شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ( - لم تقم بشطريها ..
وإذن فإن قبل التفكير في إقامة نظام اجتماعي إسلامي ، وإقامة مجتمع مسلم على أساس هذا النظام .. ينبغي أن يتجه الاهتمام أولاً إلى تخليص ضمائر الأفراد من العبودية لغير الله - في أية صورة من صورها التي أسلفنا - وأن يتجمع الأفراد الذين تخلص ضمائرهم من العبودية لغير الله في جماعة مسلمة .. وهذه الجماعة التي خلصت ضمائر أفرادها من العبودية لغير الله ، اعتقاداً وعبادة وشريعة ، هي التي ينشأ منها المجتمع المسلم وينضم إليها من يريد أن يعيش في هذا المجتمع بعقيدته وعبادته وشريعته التي تتمثل فيها العبودية لله وحده .. أو بتعبير آخر تتمثل فيها شهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمداً رسول الله ( .
هكذا كانت نشأة الجماعة المسلمة الأولى التي أقامت المجتمع المسلم الأول .. وهكذا تكون نشأة كل جماعة مسلمة ، وهكذا يقوم كل مجتمع مسلم .
إن المجتمع المسلم إنما ينشأ من انتقال أفراد ومجموعات من الناس من العبودية لغير الله - معه أو من دونه - إلى العبودية لله وحده بلا شريك ، ثم من تقرير هذه المجموعات أن تقيم نظام حياتها على أساس هذه العبودية .. عندئذ يتم ميلاد جديدي لمجتمع جديد ، مشتق من المجتمع الجاهلي القديم ، ومواجه له بعقيدة جديدة ، ونظام للحياة جديد ، يقوم على أساس هذه العقيدة ، وتتمثل فيه قاعدة الإسلام الأولى بشطريه .. شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ( ..
وقد ينضم المجتمع الجاهلي القديم بكامله إلى المجتمع الإسلامي الجديد وقد لا ينضم ، كما أنه قد يهادن الجديد أو يحاربه ، وإن كانت السنة قد جرت بأن يشن المجتمع الجاهلي حرباً لا هوادة فيها ، سواء على طلائع هذا المجتمع في مرحلة نشوئه - وهو أفراد أو جماعات - أو على هذا المجتمع نفسه بعد قيامه فعلاً - وهو ما حدث في تاريخ الدعوة الإسلامية منذ نوح ( ، إلى محمد ( ، بغير استثناء .
قوة الاعتقاد والتصور ، وقوة الخلق والبناء النفسي ، وقوة التنظيم والبناء الجماعي ، وسائر أنواع القوة التي يواجه بها ضغط المجتمع الجاهلي ويتغلب عليه ، أو على الأقل يصمد له !
حين تكون الحاكمية العليا في مجتمع لله وحده - متمثلة في سيادة الشريعة الإلـهية - تكون هذه هي الصورة الوحيدة التي يتحرر فيها البشر تحرراً كاملاً وحقيقياً من العبودية للبشر .. وتكون هذه هي ((الحضارة الإنسانية)) لأن حضارة الإنسان تقتضي قاعدة أساسية من التحرر الحقيقي الكامل للإنسان ، ومن الكرامة المطلقة لكل فرد في المجتمع .. ولا حرية - في الحقيقة- ولا كرامة للإنسان - ممثلاً في كل فرد من أفراده - في مجتمع بعضه أرباب يشرعون وبعضه عبيد يطيعون !
ولا بد أن نبادر فنبيِّن أن التشريع لا ينحصر فقط في الأحكام القانونية - كما هو المفهوم الضيق في الأذهان اليوم لكلمة الشريعة - فالتصورات والمناهج ، والقيم والموازين ، والعادات والتقاليد .. كلها تشريع يخضع الأفراد لضغطه ، وحين يصنع الناس -بعضهم لبعض - هذه الضغوط ، ويخضع لها البعض الآخر منهم في المجتمع ، لا يكون هذا المجتمع متحرراً ، إنما هو مجتمع بعضه أرباب وبعضه عبيد - كما أسلفنا - وهو - من ثم - مجتمع متخلف .. أو بالمصطلح الإسلامي .. ((مجتمع جاهلي)) !
والمجتمع الإسلامي هو وحده المجتمع الذي يهيمن عليه إلـه واحد ، يخرج الناس فيه من عبادة العباد إلى عبادة الله وحده ، وبذلك يتحررون التحرر الحقيقي الكامل ، الذي ترتكز إليه حضارة الإنسان ، وتتمثل فيه كرامته كما قدرها الله له ، وهو يعلن خلافته في الأرض عنه ، ويعلن كذلك تكريمه في الملأ الأعلى ..
* * *
وحين تكون آصرة التجمع الأساسية في مجتمع هي العقيدة والتصور والفكرة ومنهج الحياة ، ويكون هذا كله صادراً من إلـه واحد ، تتمثل فيه السيادة العليا للبشر ، وليس صادراً من أرباب أرضية تتمثل فيها عبودية البشر للبشر .. يكون ذلك التجمع ممثلاً لأعلى ما في ((الإنسان)) من خصائص .. خصائص الروح والفكر .. فأما حين تكون آصرة التجمع في مجتمع هي الجنس واللون والقوم الأرض .. وما إلى ذلك من الروابط ، فظاهر أن الجنس واللون والقوم الأرض لا تمثل الخصائص العليا للإنسان .. فالإنسان يبقى إنساناً بعد الجنس واللون والقوم الأرض ، ولكنه لا يبقى إنساناً بعد الروح والفكر ! ثم هو يملك - بمحض إرادته الحرة - أن يغير عقيدته وتصوره وفكره ومنهج حياته ، ولكنه لا يملك أن يغير لونه ولا جنسه ، كما إنه لا يملك أن يحدد مولده في قوم ولا أرض .. فالمجتمع الذي يجتمع فيه الناس على أمر يتعلق بإراداتهم الحرة واختيارهم الذاتي هو المجتمع المتحضر .. أما المجتمع الذي يجتمع فيه الناس على أمر خارج عن إرادتهم الإنسانية فهو لمجتمع المتخلف .. أو بالمصطلح الإسلامي .. هو ((المجتمع الجاهلي)) !
والمجتمع الإسلامي وحده هو المجتمع الذي تمثل فيه العقيدة رابطة التجمع الأساسية ، والذي تعتبر فيه العقيدة هي الجنسية التي تجمع بين الأسود والأبيض والأحمر والأصفر والعربي والرومي والحبشي وسائر أجناس الأرض في أمة واحدة ، ربها الله ، وعبوديتها له وحده ، والأكرم فيها هو الأتقى ، والكل فيها أنداد يلتقون على أمر شرعه الله لهم ، ولم يشرعه أحد من العباد !
إن المجتمع المتحضر .. الإسلامي .. لا يحتقر المادة ، ولكنه لا فقط يعتبرها هي القيمة العليا التي تهدر في سبيلها خصائص ((الإنسان)) ومقوماته ! .. وتهدر من أجلها حرية الفرد وكرامته .. إلى آخر ما تهدره المجتمعات الجاهلية من القيم والفضائل والمحرمات لتحقيق الوفرة في الإنتاج المادي !
وحين تكون ((القيم الإنسانية)) و ((الأخلاق الإنسانية)) التي تقوم عليها ، هي السائدة في مجتمع ، ويكون هذا المجتمع متحضراً ، والقيم الإنسانية والأخلاقية الإنسانية ليست مسألة غامضة مائعة وليست كذلك قيما ((متطورة)) متغيرة متبدلة ، لا تستقر على حال ولا ترجع إلى أصل .
إنها القيم والأخلاق التي تنمِّي في الإنسان خصائص الإنسان التي يتفرد بها دون الحيوان ، والتي تُغَلِّب فيه هذا الجانب الذي يميزه ويعزوه عن الحيوان ، وليست هي القيم والأخلاق التي تنمِّي فيه تُغَلِّب الجوانب التي يشترك فيها مع الحيوان .
وحين توضع المسألة هذا الوضع يبرز فيها خط فاصل وحاسم ((وثابت)) لا يقبل عملية التمييع المستمرة .
إن الإسلام يقرر قيمه وأخلاقه هذه ((الإنسانية)) - أي التي تنمِّي في الإنسان الجوانب التي تفرقه وتميزه عن الحيوان - ويمضي في إنشائها وتثبيتها وصيانتها في كل المجتمعات التي يهيمن عليها سواء كانت هذه المجتمعات في طور الزراعة أم في طور الصناعة ، وسواء كانت مجتمعات بدوية تعيش على الرعي أو مجتمعات حضرية مستقرة ، وسواء كانت هذه المجتمعات فقيرة أو غنية .. أنه يرتقي صعداً بالخصائص الإنسانية ، ويحرسها من النكسة إلى الحيوانية .. لأن الخط الصاعد في القيم والاعتبارات يمضي من الدرك الحيواني إلى المرتفع الإنساني .. فإذا انتكس هذا الخط - مع حضارة المادة - فلن يكون ذلك حضارة ! إنما هو ((التخلف)) أو هو ((الجاهلية)) !
وحين تكون ((الأسرة)) هي قاعدة المجتمع ، وتقوم هذه الأسرة على أساس ((التخصص)) بين الزوجين في العمل ، وتكون رعاية الجيل الناشئ هي أهم وظائف الأسرة على هذا النحو - في ظل المنهج الإسلامي - تكون هي البيئة التي تنشأ وتُنَمَّى فيها القيم الأخلاقية ((الإنسانية)) التي أشرنا إليها ، ممثلة في الجيل الناشئ ، والتي يستحيل أن تنشأ في وحدة أخرى غير وحدة الأسرة ، فأما حين تكون العلاقات الجنسية (الحرة كما يسمونها) والنسل (غير الشرعي) هي قاعدة المجتمع .. حين تقوم العلاقات بين الجنسين على أساس الهوى والنزوة والانفعال ، لا على أساس الواجب والتخصص الوظيفي في الأسرة .. حين تصبح وظيفة المرأة هي الزينة والغواية والفتنة .. وحين تتخلى المرأة عن وظيفتها الأساسية في رعاية الجيل الجديد ، وتُؤْثِر هي - أو يُؤْثِر لها المجتمع - أن تكون مضيفة في فندق أو سفينة أو طائرة ! .. حين تنفق طاقتها في ((الإنتاج المادي)) و ((صناعة الأدوات)) ولا تنفقها في ((صناعة الإنسان)) !! لأن الإنتاج المادي يومئذ أغلى وأغز وأكرم من ((الإنتاج الإنساني)) ، عندئذ يكون هنا هو ((التخلف الحضاري)) بالقياس الإنساني .. أو تكون هي ((الجاهلية)) بالمصطلح الإسلامي !
وقضية الأسرة والعلاقات بين الجنسين قضية حاسمة في تحديد صفة المجتمع .. متخلف أم متحضر ، جاهلي أم إسلامي ! .. والمجتمعات التي تسود فيها القيم والأخلاق والنزعات الحيوانية في هذه العلاقة لا يمكن أن تكون مجتمعات متحضرة ، مهما تبلغ من التفوق الصناعي والاقتصادي والعلمي ! إن هذا المقياس لا يخطئ في المقياس لا يخطئ في قياس مدى التقدم ((الإنساني)) ..
* * *
وأخيراً فإنه حين يقوم ((لإنسان)) بالخلافة عن ((الله)) في أرضه على وجهها الصحيح : بأن يخلص عبوديته لله ويخلص من العبودية لغيره ، وأن يحقق منهج الله وحده ويرفض الاعتراف بشريعة منهج غيره ، وأن يُحَكِّم شريعة الله وحدها في حياته كلها وينكر تحكيم شريعة سواها ، وأن يعيش بالقيم والأخلاق التي قررها الله له ويسقط القيم والأخلاق المدعاة ، ثم بأن بتعرف بعد ذلك كله إلى النواميس الكونية التي أودعها الله في هذا الكون المادي ، ويستخدمها في ترقية الحياة ، وقي استنباط خامات الأرض وأرزاقها وأقواتها التي أودعها الله إياها ، وجعل تلك النواميس الكونية أختامها ، ومنح الإنسان القدرة على فض هذه الأختام بالقدر الذي يلزم له في الخلافة .. أي حين ينهض بالخلافة في الأرض على عهد الله وشرطه ، ويصبح وهو يفجر ينابيع الرزق ، ويصنع المادة الخامة ، ويقيم الصناعات المتنوعة ، ويستخدم ما تتجه له كل الخبرات الفنية التي حصل عليها الإنسان في تاريخه كله .. حين يصبح وهو يصنع هذا كله ((ربانيا)) يقوم بالخلافة عن الله على هذا النحو - عبادة الله . يوم إذ يكون هذا الإنسان كامل الحضارة ، ويكون هذا المجتمع قد بلغ قمة الحضارة.(إ.هـ)


الشيخ أبو الأطفال 09-04-2001 11:34 AM

السلام عليكم.
شكرا لك اخي السنونو وللأخ س ...والحق قرأت الرسالة واحتاج الى قرأتها من جديد و ربما لمرات عديدة ...ولنا لقاء اخر ان شاء الله

جمال حمدان 10-04-2001 01:56 AM


أكوهين لهم اضحى خدينا

.......... ليحمي من أخ ( مستضعفينا)

وصار الكفر يرتع قرب مهد

....... لمن للنور يهدي العالمينا

لحى الله المنافح عن فجور

.......... ومن القى له ودا ولينا

وقال الله من والى عدوا

...... فذا منهم غدا دنيا ودينا

كانهم بقايا قينقاع

.............. وحيات تصب السم فينا

فخذهم يا إلهي اخذ عاد

...........وثامود , ومن ترك السفينا

الدكتور2000 10-04-2001 07:37 AM

جميع الاخوة والأخوات:
السلام عليكم ورحمة الله والبركات

أجمل ما في الموضوع أعلاه الحوار الراقي الهادئ الهادف. والأسئلة الواعية القاصدة.

و(الخيمة السياسية) تبرهن للمرة الألف أن في الأمة {رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله}، وأن ذكر الله تعالى لا يقتصر على (اللسان) وإنما يمتد ليغطي كل مساحات الحياة. وأن الاختلاف الفطري والتعددية الفكرية الاجتهادية جزء لا يتجزأ من ساحتنا الإسلامية.

بارك الله لنا فيكم جميعاً.

وللحديث بقية فيما طرح آنفاً، إن شاء الله.

YY 10-04-2001 07:43 AM

أعجبني جدا التركيز على التفكير واعتباره فريضة قبل وبعد الإسلام، فأما قبل إسلام المرء فمهمته أن يقود الإنسان إلى الاعتقاد بالشهادتين، وأما بعد إسلامه فالنظر إلى الأمور في سياقها العام لمعرفة حكمها الشرعي، وكمثال على أثر ذلك في النظر إلى قضية واحدة من قضايا المسلمين، فإن التفكير الشرعي لمعرفة الحكم الشرعي في السياق، أنه إن كانت الدول المحيطة بفلسطين دولا إسلامية أو تعتبر نفسها كذلك، فإن فرض الجهاد يقع عليها جيوشا وحكومات، وأما من تحت حكم اليهود فحكمهم حكم الأسرى وليس الجهاد فرضا عليهم، وإن لم تكن هذه الدول وحكوماتها إسلامية وجب على المسلمين إزالتها وإقامة الخلافة التي تتولى جهاد اليهود وسواهم، وقد يقول قائل ولكن من تحت الاحتلال قد يتطوع زيادة على الفريضة فيجاهد رغم أن ذلك ليس فرضا عليه، والجواب أن ذلك صحيح ولكن خطورته تأتي من ناحيتين، الأولى أنه لا جدوى منه إن كانت الدول المحيطة بفلسطين والسلطة الفلسطينية حامية لليهود، بل إنها ستستغله لتثبيت دولة يهود، والثانية وهي الأخطر بالخروج عن إطار التفكير الإسلامي الشمولي في هذه القضية بهذا القول أو بالقول بل إن الجهاد يبقى فريضة على أهل فلسطين، أن ذلك يتم في إطار جزئي من شأنه جزئيته هذه أن تعكس الحكم الشرعي تماما بالزعم أن الجهاد فرض على الأسير ويسقط عن الدول والجيوش، وهذا هو الحاصل . ومن يتابع إعلام وعلماء العملاء الذين يقتصرون في الحض على التبرع أو المقاطعة أو الضغوط إنما في واقع الحال يعفون هذه الدول من فريضة الجهاد بالزعم أنها تؤديه على هذه الأشكال المزيِّفة بل المعطلة له. وقس على هذا أثر الخروج عن إطار التفكير الكلي الذي فرضه الإسلام على سائر قضايا المسلمين. وما تجره النظرة الجزئية من تزييف لدين الله بل وتسخير له لخدمة أعداء الله.
______________________________________
وبخصوص التغيير ووضع النقتط على الحروف أعجبني هذا المقال:سُنة التغيير
http://www.al-waie.org/arabic/issue/168/htm/168w08.htm بعد أن أصبح التغيير الجذري أمراً يفرض نفسه على المسلمين ولا يوجد أي بديل أو خيار غير العمل الجاد لتغيير الواقع الذي شهد بفساده جميع الناس حتى من القائمين عليه.واحتارت التكتلات الإسلامية والدعاة إلى التغيير أي السبل تسلك خاصة أنها تزعم بأنها جربت كل الطرق ولم تفلح. لذا كان لا بد من وقفة نحاول أن نضع فيها النقاط على الحروف وخصوصا بعد أن فشلت الحركات التي بنت منهجها على أسس غير مدروسة بعمق، أو على التجارب الفاشلة التي جرت الويلات عليها وعلى من لحق بها، بل وأغلبها كان انطلاقا من رد فعل على حدث سرعان ما انطفأ. ويطالعنا اليوم فريق من المنظرين للدعوة بضرورة اتباع سنن التغيير بشكل مجمل غير مفهوم، ولا يعتمد هؤلاء على شيء، اللهم سوى بعض الأدلة العامة من غير غوص في أعماقها وبدون إسقاط لها على الواقع بشكل عملي يؤدي إلى تغييره والخلاص منه كما يعتمد هؤلاء على السمعة التي أكسبتهم إياها الوسائل الإعلامية المسمومة التي تبرزهم أنهم رواد النهضة والفكر الإسلامي في العصر الحديث. ولهؤلاء وأمثالهم ولمن يتأثر بهم لا بد من توضيح يزيل الغشاوة ويري كيفية الخلاص.

====================================

لهذا أقول وبالله التوفيق لا شك بأن دوافع التغيير في واقع الأمة الإسلامية كثيرة جدا وخصوصا أن حالة الانحطاط قد ظهرت بأسوأ أشكالها وأحدها، فالظلم والطغيان قد تجاوزا كل حد يطاق والفقر بات يعشعش في أغلب بلاد المسلمين، وأما الذل والصغار والخذلان فالمسلمون يتنشقونها صباح مساء فضلا عن أعراض تنتهك ومقدسات تستباح مع عجز وشلل وقلة حيلة عند أمة تتجاوز المليار مسلم وهذا أمر عجيب يدفع بقوة لإيجاد طريق للخلاص. وللحديث في هذا الموضوع المهم والمصيري لا بد من بذل الجهد الذي يميط اللثام عن وجه الحقيقة حتى تنجلي ويتبصر بها حاملو لواء التغيير. لذلك كان لزاما علينا التعمق الكافي في فهم واقع ما نريد أن نغيره وإلى ماذا.

ولتبسيط الأمر فإنني أقول إن الواقع المأساوي الذي تعيشه الأمة الإسلامية يتمثل بالوضع التالي: التشرذم والانقسام إلى أكثر من خمسين دولة أو شبه دولة. التبعية للغرب الكافر وبشكل مقزز. ضياع كثير من بلاد المسلمين ومقدساتهم واحتلال الكفار لها كفلسطين وغيرها. الثروات الهائلة المنهوبة من الذهب والنفط وغيرها من الأشياء التي لا تعد ولا تحصى على امتداد العالم الإسلامي الثري. وعلى رأس هذه الكوارث سيادة قوانين وأنظمة جاهلية تشقي الإنسان وتسلك به موارد التعاسة والهلاك وتؤدي به إلى حالة الانحطاط التي نراها ونعيشها.

إن هذه المآسي هي مما يلم بالمسلمين اليوم وهي مخالفة للأحكام الشرعية الثابتة. ومن كمال الإسلام وتمامه أنه شرع أحكاماً لتمنع حصول مثل هذه المخالفات فمثلاً: أمر الإسلام بإيجاد خليفة واحد لكل المسلمين وقتال من ينازعه الأمر يقول الرسول: «إذا بويع لخليفتين فاقتلوا الآخر منهما» كما يقول: «لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث... والتارك لدينه المفارق للجماعة». وكذلك أجمع علماء المسلمين قاطبة أنه في حال احتل شبر من أراضي المسلمين توجب على جميع المسلمين الجهاد لاسترداد ما تم احتلاله. ومن هنا نجد أن الإسلام شرع أنظمة وقوانين وأوجد في الوقت نفسه أحكاما لمنع الاستهتار بالشريعة ولإبقائها حية في واقع الأمة. ونرى ذلك جلياً واضحاً في الحدود فمثلاً للحفاظ على العقيدة الإسلامية من العبث سن الإسلام تشريعاً يقول فيه الرسول: «من بدل دينه فاقتلوه». وحرم السرقة وجعل عقوبة فاعلها قطع اليد وهكذا…

ولكن هذه الأحكام التي تمثل الدستور والقوانين للمنهج الإسلامي الشامل لأرجاء المجتمع تحتاج إلى من لديه السلطة والقدرة على تنفيذها ومن هنا يأتي دور الدولة التي تعرف بأنها الكيان السياسي والتنفيذي التي ترعى شؤون الناس ومن هنا كانت الحاجة الملحة لإقامة الخـلافة والتي تمثل الشكل الشرعي لنظام الحكم السياسي والتنفيذي في الإسلام والتي بها تقام أحكام الإسلام وتصان، ولها الأهمية الكبرى في حياة المسلمين، وهي عبارة عن لفظ له مدلوله في الشرع وهو بعبارة موجزة السلطان المناط به تطبيق الشرع في حياة المسلمين. ولذلك كانت إقامة هذا السلطان الواجب شرعاً تاجاً للفروض لأنها تقام به وتبنى عليه. ولهذا قال الإمام الغزالي: الدين أس والسلطان حارس فما لا أس له فمنهدم وما لا حارس له فضائع.

ولذا فإننا نرى أن واقع ما أصاب الأمة الإسلامية من مآسٍ سبق ذكرها كان من جراء فقدان السلطان الذي يحكِّم الشرع وهذا ما يصل إليه الحس السوي، إذ إنها أعراض تظهر نتيجة لغياب المناعة الطبيعية التي تصون هذا الدين المتمثلة بالدولة الإسلامية. وهذا ما رأيناه جليا في حياة المسلمين زمن النبي، فشتان بين واقع المسلمين قبل وجود سلطان للإسلام في المدينة وبعدها، إذ تحولت حالة الاستضعاف إلى قوة وعز ودخول الناس في دين الله أفواجا. وكذلك تغير حال المسلمين من عز وسؤدد عندما كانوا يستظلون بدولة الإسلام إلى حال مبكٍ بعد أن زالت هذه الدولة. هكذا يتبين لنا أن العلاج الشرعي لمصاب المسلمين هو بإقامة هذه الدولة. ولكن إذا أدرك الطبيب المرض ووصف له الدواء فان هذا لا يكفي إذ عليه أن يرشد المريض من أين يستطيع إحضاره.

والسؤال الذي يطرح نفسه هنا وهو لب موضوعنا: كيف يحصل التغيير الذي يحدث النهضة؟ عند المسلمين، وبخاصة وأن الحل الشرعي وهو إقامة الخـلافة الإسلامية أصبح أملاً، بل أمنية وحلماً، وكأن الأحداث المأساوية التي مرت على الأمة سحقتها ومعستها حتى أصبحت لينة طرية طيعة لتطبيق الإسلام عليها، تنتظر أن تعود للإسلام دولته وللمسلمين عزهم ومجدهم. ومن هنا جاء الإسلام ليبصرنا بأن الله جل شأنه نظم سنناً للكون والحياة ومنها سنة للتغيير في المجتمعات لا بد من الوقوف عندها وفهمها على حقيقتها حتى يتأتى الأخذ بها وتتحقق السنة الربانية حينها بإذنه وفضله. ومن سار على هدي هذه السنة، لاحظ إرهاصات الفجر وانبثاقه في حين يغرق الغافلون عنها في سبات عميق بينما الصبح جد قريب.

يقول الله تعالى: ]إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم[ سورة الرعد آية 13 يقول ابن كثير في تفسيره ... عن جهم عن إبراهيم قال أوحى الله إلى نبي من أنبياء بني إسرائيل أن قل لقومك إنه ليس من أهل قرية ولا أهل بيت يكونون على طاعة الله فيتحولون منها إلى معصية الله إلا حول الله عنهم ما يحبون إلى ما يكرهون ثم قال إن تصديق ذلك في كتاب الله ]إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم[ وقد ورد هذا في حديث مرفوع... حدثنا الهيثم بن الأشعث السلمي حدثنا أبو حنيفة اليماني الأنصاري عن عمير بن عبد الملك قال: خطبنا علي بن أبي طالب على منبر الكوفة قال: كنت إذا أمسكت عن رسول الله r ابتدأني وإذا سألته عن الخبر أنبأني وإنه حدثني عن ربه عز وجل قال: "قال الرب وعزتي وجلالي وارتفاعي فوق عرشي ما من قرية ولا أهل بيت كانوا على ما كرهت من معصيتي ثم تحولوا عنها إلى ما أحببت من طاعتي إلا تحولت لهم عما يكرهون من عذابي إلى ما يحبون من رحمتي" ويقول الإمام القرطبي في تفسيره أخبر الله تعالى في هذه الآية أنه لا يغير ما بقوم حتى يقع منهم تغيير، إما منهم أو من الناظر لهم، أو ممن هو منهم بسبب؛ كما غير الله بالمنهزمين يوم أحد بسبب تغيير الرماة بأنفسهم، إلى غير هذا من أمثلة الشريعة؛ فليس معنى الآية أنه ليس ينـزل بأحد عقوبة إلا بأن يتقدم منه ذنب، بل قد تنـزل المصائب بذنوب الغير؛ كما قال r: وقد (سئل: أنهلِك وفينا الصالحون؟ قال: نعم إذا كثر الخبث). انتهى. ويقول الإمام الطبري في تفسيره... وقوله: ]إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم[ يقول تعالى ذكره: إن الله لا يغير ما بقوم من عافية ونعمة فيزيل ذلك عنهم ويهلكهم حتى يغيروا ما بأنفسهم من ذلك بظلم بعضهم بعضا واعتداء بعضهم على بعض، فتحل بهم حينئذ عقوبته وتغييره. انتهى.

لقد جئت بهذه التفاسير الجليلة للحد من العبث باستخدام هذه الآية من قبل بعض المعاصرين الفضائيين بشكل غريب، بل وغير مفهوم، ويتصورون أنهم يحيون هذا النص القرآني بينما هم في الحقيقة يخنقونه بسوء فهمهم واستخدامهم له بعيدا عن مؤداه. فتراهم يبنون منهجا سفسطائيا فذلكيا لا يمت إلى النص أو الواقع بصلة، بل والعجيب أنهم يدعون أنهم ينطلقون من هذه الآية ليبرروا بها منطقهم المعوج. وتراهم يخلطون بين الأشياء حتى تصوروا أنهم أتوا بما لم يأتِ به الأوائل. فهم يقولون بأن المجتمع يتألف من عدد معين من البشر وإذا فسد هؤلاء فسد المجتمع وإذا صلحوا تم صلاحه. وبالتالي فإن أساس أي مجتمع هو الفرد، فإن وجد الفرد الصالح وجد المجتمع الصالح والعكس بالعكس. ولهذا لا بد من الاهتمام بالفرد وتربيته حتى يصبح صالحا فيقوم بالتالي بإصلاح غيره وهكذا حتى يشمل جميع أفراد المجتمع وبذلك يصير المجتمع صالحا. وبنفس المنطق ولكن على شكل أوسع فإن الفرد يقوم بإصلاح أسرته الصغيرة زوجته وأولاده وبالتالي كل يصلح من عنده فينقلب المجتمع المكون من الأسر الصالحة إلى مجتمع صالح. بل وقد تمادى بعضهم بشكل لافت للنظر إذ أخذ بالآلة الحاسبة وأخذ يجمع ويضرب فانتهى بالتالي إلى أن المجتمع يصبح صالحا تماما بعد فترة كذا ! إثر التراكم التلقائي لصلاح الأفراد.

وللأسف فقد وجد هذا الطرح من يتبناه ولفترة طويلة من الزمن وما زال يعرض ويروج له ويؤكد أنه علينا تغيير ما في النفوس وإقامة دولة الإسلام فيها حتى تقام على الأرض مع مجازية هذا التعبير وعدم صلاحيته لاتخاذه منهجا عمليا لتكتل يسعى إلى التغيير. فإن هذا المنهج في التفكير سطحي، وهو فاسد ابتداء لأنه يعامل البشر معاملة الجماد، وبالتالي يطبق عليها قانون الأرقام. فمثلاً النجار يقول إنه يستطيع صنع كرسيين يوميا هذا يعني أنه يملك القدرة على إنتاج ثمانية كراسي في أربعة أيام. بينما حامل الدعوة قد يكسب لدعوته عضوا جديدا في فترة معينة، وقد لا يعاود كسب أحد في نفس المدة بل وقد يخسر من سبق وانضم إليه. فنحن نعلم أن الفرد قد يصبح مؤمنا ويمسي كافرا وهذا لا يرجع لسوء التربية أو حسنها فإن هذا حصل مع أتباع أنبياء ومرسلين وهم خير مربين. هذا وإذا أردنا أن نطبق قانون الأرقام فقد نخرج بنتيجة متناقضة وهي أن من يحمل الدعوة للباطل وهم كثر وبيدهم إمكانيات إعلامية ومالية هائلة بل وبيدهم السلطة التي تفرض مناهج التعليم وقوانين المجتمع وهم يدعون إلى غيهم وضلالهم منذ أمد بعيد فإن ما يجب أن نراه اليوم هو مجتمعات منسلخة عن الإسلام تماما. وكذلك فإن سيدنا نوح وهو من أولي العزم من الرسل لبث في قومه حوالي الألف سنة يدعوهم بها إلى الله ولاشك بأنه كان مربيا فاضلا وداعيا صادقا وكان يدعو قومه ليلا ونهارا سرا وإعلانا وبالرغم من كل ذلك ما آمن معه إلا قليل. بل حتى إن زوجه كانت من الغابرين، وولده كان من الغاوين. بل إن من الأنبياء من يأتي يوم القيامة وليس معه تابع. وهذه الأمور لها واقع محسوس فكثيرا ما نرى من يعتبر من حملة الدعوة وأشد خصومه أقرب الناس إليه. ولو كان الأمر تلقائيا لآمن أبو لهب وهو عم الرسول ولآمنت قريش وهي قومه وعشيرته. بل على العكس من ذلك كانوا أشد الناس خصومة له وعداء لدعوته.

من هنا كان لابد من إدراك معنى الآية الكريمة على النحو الذي فسرها بها العلماء أئمة التفسير لا أدعياؤه فإننا نرى أن الآية تلفت النظر إلى إدراك مواطن الخلل في الواقع المراد تغييره وبذل الجهد لتغييره حتى يحصل التغير. فإنه كما جاء فيما سبق أنه وقع خلل في الترتيب الحربي في معركة أحد مما أدى إلى تحول ميزان المعركة إلى الخصم وعملية الإصلاح هنا تكون بإعادة سد الثغرة وليس بالذهاب إلى الصوامع لتهذيب الأنفس. ولذلك فانه لابد من إزالة المظالم والاعتداءات التي بدرت من أصحابها حتى تسترد العافية والسلامة وينقلب الشقاء إلى نعيم. لذلك فانه لا بد من التركيز على مواطن الخلل وإصلاحها وليس تغافلها أو القفز عليها أو تهميشها.

وبدراسة واقع الأمة الإسلامية نجد أنها تكتوي بنار التبعية للوحش الغربي الذي يستمتع بخيراتها، وأنها تصبو إلى الخلاص بالإسلام ودولته. وإذا ما تركت الأمة واختيارها فما من شك أنها ستختار الإسلام حكما فيها. ولكن هناك من يكبلها ويمنعها من ذلك بالحديد والنار وكي الظهور وضربها بالسياط. وهذا المانع هو السلطة الحاكمة، التي تفرض على الأمة أفكار الغرب وحضارته، وتقوم بإقصاء الإسلام عن واقع الحياة بكل ما أوتيت من جبروت وطغيان. وهذا أمر ظاهر للعيان لا يمكن أن يغفل عنه عاقل. والشواهد على ذلك حاضرة في كل بلاد المسلمين من تركيا إلى تونس وسوريا وأوزبكستان... فإذا ما أردنا أن نسلك سنة التغيير لا بد أن نتوجه إلى تغيير هذه الأنظمة الحاكمة التي تستولي على مقدرات الأمة وطاقاتها، وذلك بالتوجه لأهل القوة فهو الأمر الذي يتوافق مع سنة الله في التغيير لكي يتحقق التغير ويعود السلطان للأمة لكي تبايع خليفة ليحكم بكتاب الله وسنة رسوله.

كما أنه يجب أن يلفت النظر إلى أن باطل الغرب الكافر الذي يتحكم ببلاد المسلمين لا يستند إلى قوة عقيدته وليس لأنه يلتزم الحق بل لأنه يستند إلى القوة المادية حيث يستثمر الغرب كل شيء حتى قوى المسلمين بسبب عمالة الحكام وخيانتهم. وبما أن الإسلام لا بد من ظهوره وسيادته على البشر وهو الذي يحقق الطمأنينة للبشر ولكنه حالياً لا يستند إلى قوة تحميه فهو ضائع محفوظ ببعض الكتب وبعض العقول بينما باطل الغرب الذي يدمر الإنسانية ظاهر ومسيطر لأن له قوة تحميه. من هنا أيضا كان لا بد من البحث عن قوة لتطبيق الإسلام وحمايته وحمله للآخرين لذلك لا بد من سلوك طريق كسب أهل القوة لنصرة هذا الدين وتمكينه في الأرض. وهذا عين ما فعله الرسول عليه الصلاة والسلام حين استعداه زعماء مكة فأخذ يتقصد أهل القوة من القبائل في الجزيرة العربية يدعوهم للإسلام ولتمكينه من الحكم بينهم بما أنزل الله كما أمره الله تبارك وتعالى. فهذه السنة واجبة الاتباع حتى يتحقق التغيير المنشود كما تحقق على يدي النبي محمد صلى الله عليه وسلم بإقامته للدولة الإسلامية في المدينة المنورة بعد أن استجاب له بعض أهل القوة في المدينة المنورة فسحب بذلك هذه القوة من سلطان أبي بن سلول رأس المنافقين الذي كان سيتوج ملكاً على المدينة ومن ثم قام باستخدام قوة أهل المدينة لفتح مكة وضم باقي أنحاء الجزيرة العربية. هكذا علمنا الشرع اتباع السنن الربانية وهو ما يتطابق مع حقائق الأشياء وليس بالكلام المجمل غير المفهوم والتوجه بالإصلاح حيث لا يمكن أن يُؤتي أُكُلاً أو ينضج ثمراً. ربنا أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه q

أبو بـلال




سلاف 14-04-2001 12:38 PM

http://hewar.khayma.com/Forum3/HTML/001714.html

YY 26-05-2001 09:30 PM

جريدة الشرق الأوسط
العدد 8212
الأربعاء 23/5/‏2001‏-‏
الصفحة 5
جاء فيها بالحرف الواحد

"وقبل حوالي السنة ونصف السنة رفع ديراني دعوة أمام محكمة تل أبيب المركزية ضد دولة إسرائيل يتهمها فيها بممارسة أساليب تعذيب وحشية ضده في المعتقل كي يعترف بمكان احتجاز رون أراد. ويقول ديراني في شكواه إنه تعاون مع المحققين من البداية وقال كل ما يعرفه. لكنهم استمروا في تعذيبه من دون رحمة. وقد بلغ التعذيب قمة الوحشية، عندما نفذت فيه جريمة اغتصاب. وسمّى ديراني الضابط المسؤول عن ارتكاب هذه الجريمة، وهو الرائد جورج الذي جلب جنديا أقدم على تلك الفعلة البشعة. ويوضح في الدعوى أن هذه الجريمة تركت في نفسه جروحا لا يمكن أن تندمل، وطعنته في الصميم، وحطمت مشاعره الإنسانية وكرامته، وأحدثت تعقيدا في حياته، لا يمكن الشفاء منه."

السنونو المهاجر 27-05-2001 01:59 PM

تحية شكر وتقدير لكل من ساهم بتفعيل هذا الموضوع…
____________________
لابد وأن الموضوع قابل للإضافة والتعديل.. ولن يكتمل – الكمال لله وحده – وعليه أيها الأخوة نزمع على نسخه وتبويبه بمساعدة الأخ (س) ومن ثم تنضيده وتصفيفه… فما هي ملاحظاتكم التالية..
يمكنكم مطاعة الموضوع وما توصل إليه الأخوة في النقاش على الروابط التالية:
حوار الخيمة العربية: http://hewar.khayma.com/cgi-bin/ulti...c&f=5&t=000765
السقيفة: http://www.sakifah.com/vb/showthread.php?threadid=3478
الخواطر: http://www.11hh.com/vb/showthread.php?s=69bc7b914eb5981a723558c4620b3744& threadid=1379
منتدى الإصلاح الإسلامي: http://www.islah.org/vboard/showthread.php?s=8fcce4d81681bd2a4bbec5af2ae4c4d2& threadid=1545

تحياتي للجميع
أخوكم/ السنونو المهاجر.

ALAMEER99 27-05-2001 04:09 PM

بسم الله ... وبه نستعين
أما بعد :-
جزى الله الجميع على الخير خيرا ... وكفى
إنه سميع مجيب
ودمتــــم ،،،

عمروش 23-06-2001 05:33 PM

أستميح أخي الأمير عذرا لإضافة هذه المادة التي أرى أنها ذات علاقة بموضوعنا. http://attawhid.com/kufr_duna_kufr.htm

وروى ابن أبي حاتم عن ابن عباس، في قوله: {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون} قال: ليس بالكفر الذي تذهبون إليه. ورواه الحاكم في مستدركه، وقال صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه(1). انتهى كلام ابن كثير رحمه الله، وكان آخر ما قاله من كلام طويل تفسيرا لقوله تعالى: {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون}.
ـــــــــــــــــ
قال أحمد شاكر رحمه الله:
(1) الحاكم 2/313، ولفظه: "إنه ليس بالكفر الذي تذهبون إليه، إنه ليس كفرا ينقل عن الملة {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون} كفر دون كفر". ووافقه الذهبي على تصحيحه.

وهذه الآثار عن ابن عباس وغيره، مما يلعب به المضللون في عصرنا هذا، من المنتسبين للعلم، ومن غيرهم من الجرآء على الدين: يجعلونها عذرا أو إباحة للقوانين الوثنية الموضوعة، التي ضربت على بلاد الإسلام.

وهناك أثر عن أبي مجلز في جدال الإباضية الخوارج إياه، فيما كان يصنع بعض المراء من الجور، فيحكمون في بعض قضائهم بما يخالف الشريعة، عمدا إلى الهوى، أو جهلا بالحكم. والخوارج من مذهبهم أن مرتكب الكبيرة كافر، فهم يجادلون يريدون من أبي مجلز أن يوافقهم على ما يرون من كفر هؤلاء الأمراء، ليكون ذلك عذرا لهم فيما يرون من الخروج عليهم بالسيف. وهذان الأثران رواهما الطبري: 12025، 12026. وكتب عليهما أخي السيد محمود محمد شاكر تعليقا نفيسا جدا، قويا صريحا. فرأيت أن أثبت هنا نص أولى روايتي الطبري، ثم تعليق أخي على الروايتين:

فروى الطبري: 12025، عن عمران بن حدير، قال: "أتى أبا مجلز ناس من بني عمرو بن سدوس، فقالوا: يا أبا مجلز، أرأيت قول الله {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون} أحق هو؟ قال: نعم، قالوا: {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون} أحق هو؟ قال: نعم، قالوا: {ومن مل يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون} أحق هو؟ قال: نعم، فقالوا: يا أبا مجلز، فيحكم هؤلاء بما أنزل الله؟ قال: هو دينهم الذي يدينون به، وبه يقولون، وإليه يدعون، فإن هم تركوا شيئا منه عرفوا أنهم قد أصابوا ذنبا. فقالوا: لا والله، ولكنك تفْرَق! قال: أنتم أولى بهذا مني! لا أرى، وإنكم ترون هذا ولا تحرّجون! ولكنها أُنزلت في اليهود والنصارى وأهل الشرك، أو نحوا من هذا".

ثم روى الطبري:12026، نحو معناه. وإسناداه صحيحان. فكتب أخي السيد محمود، بمناسبة هذين الأثرين ما نصه:

"اللهم إني أبرأ إليك من الضلالة. وبعد، فإن أهل الريب والفتن من تصدروا للكلام في زماننا هذا، قد تلمس المعذرة لأهل السلطان في ترك الحكم بما أنزل الله، وفي القضاء في الدماء والأعراض والأموال بغير شريعة الله التي انزلها في كتابه، وفي اتخاذهم قانون أهل الكفر شريعة في بلاد الإسلام. فلما وقف على هذين الخبرين، اتخذهما رأيا يرى به صواب القضاء في الأموال والأعراض والدماء بغير ما أنزل الله، وأن مخالفة شريعة الله في القضاء العام لا تكفر الراضي بها، والعامل عليها.

والناظر في هذين الخبرين لا محيص له من معرفة السائل والمسئول، فأبو مجلز (لاحق بن حميد الشيباني السدوسي) تابعي ثقة، وكان يحب عليا رضي الله عنه. وكان قوم أبي مجلز، وهم بنو شيبان، من شيعة علي يوم الجمل وصفين. فلما كان أمر الحكمين يوم صفين، واعتزلت الخوارج، كان فيمن خرج على علي رضي الله عنه طائفة من بني شيبان، ومن بني سدوس بن شيبان بن ذهل. وهؤلاء الذين سألوا أبا مجلز، ناس من بني عمرو بن سدوس (كما في الأثر:12025)، وهم نفر من الإباضية (كما في الأثر:12026)، والإباضية من جماعة الخوارج الحرورية، هم أصحاب عبد الله بن إباض التميمي، وهم يقولون بمقالة سائر الخوارج في التحكيم، وفي تكفير علي رضي الله عنه إذ حكّم الحكمين، وأنّ عليا لم يحكم بما أنزل الله في أمر التحكيم. ثم إنّ عبد الله بن إباض قال: إنّ من خالف الخوارج كافر ليس بمشرك، فخالف أصحابه، وأقام الخوارج على أنّ أحكام المشركين تجري على من خالفهم.

ثم افترقت الإباضية بعد عبد الله بن إباض الإمام افتراقا لا ندري معه ـ في أمر هذين الخبرين ـ من أي الفرق كان هؤلاء السائلون، بيد أنّ الإباضية كلها تقول: إنّ دور مخالفيهم دُور توحيد، إلاّ معسكر السلطان فإنه دار كفر عندهم. ثم قالوا أيضا: إنّ جميع ما افترض الله سبحانه على خلقه إيمان، وأنّ كل كبيرة فهي كفر نعمة، لا كفر شرك، وأن مرتكبي الكبائر في النار خالدون مخلدون فيها.

ومن البيِّن أنّ الذين سألوا أبا مجلز من الإباضية إنما كانوا يريدون ان يلزموه الحجة في تكفير الأمراء، لأنهم في معسكر السلطان، ولأنهم ربما عصوا أو ارتكبوا بعض ما نهاهم الله عن ارتكابه. ولذلك قال لهم في الخبر الأول (رقم: 12025): "فإن هم تركوا شيئا منه عرفوا أنهم قد أصابوا ذنباً"، وقال لهم في الخبر الثاني: "إنهم يعملون بما يعملون ويعلمون أنه ذنب".

وإذن، فلم يكن سؤالهم عما احتج به مبتدعة زماننا، من القضاء في الأموال والأعراض والدماء بقانون مخالف لشريعة أهل الإسلام، ولا في إصدار قانون ملزم لأهل الإسلام، بالإحتكام إلى حكم غير حكم الله في كتابه وعلى لسان نبيه صلى الله عليه وسلم. فهذا الفعل إعراض عن حكم الله، ورغبة عن دينه، وإيثار لأحكام أهل الكفر على حكم الله سبحانه وتعالى، وهذا كفر لا يشك أحد من أهل القبلة على اختلافهم في تكفير القائل به والداعي إليه.

والذي نحن فيه اليوم، هو هجر لأحكام الله عامة بلا استثناء، وإيثار أحكام غير حكمه في كتابه وسنة نبيه، وتعطيل لكل ما في شريعة الله، بل بلغ الأمر مبلغ الإحتجاج على تفضيل أحكام القانون الموضوع على احكام الله المنزلة، وادعاء المحتجين لذلك بأن أحكام الشريعة إنما نزلت لزمان غير زماننا، ولعلل وأسباب انقضت، فسقطت الأحكام كلها بانضائها. فأين هذا مما بيناه من حديث أبي مجلز والنفر من الإباضية من بني عمرو بن سدوس!!

ولو كان الأمر على ما ظنوا في خبر أبي مجلز، أنهم أرادوا مخالفة السلطان في حكم من احكام الشريعة، فإنه لم يحدث في تاريخ الإسلام أنْ سنّ حاكم حكما وجعله شريعة ملزمة للقضاء بها. هذه واحدة. وأخرى: أن الحاكم الذي حكم في قضية بعينها بغير حكم الله فيها، فإنه إما أن يكون حكم بها وهو جاهل، فهذا أمره أمر الجاهل بالشريعة. وإما ان يكون حكم بها هوى ومعصية، فهذا ذنب تناله التوبة، وتلحقه المغفرة. وإما أن يكون حكم به متأولا حكما خالف به سائر العلماء، فهذا حكمه حكم كل متأول يستمد تأويله من الإقرار بنص الكتاب، وسنة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم.

وأما أن يكون كان في زمن أبي مجلز أو قبله او بعده حاكم حكم بقاء في أمر جاحدا لحكم من أحكام الشريعة، او مؤثرا لأحكام اهل الكفر على أحكام أهل الإسلام، فذلك لم يكن قط. فلا يمكن صرف كلام أبي مجلز والإباضيين إليه. فمن احتج بهذين الأثرين وغيرهما في غير بابها، وصرفها إلى غير معناها، رغبة في نصرة سلطان، أو احتيالا على تسويغ الحكم بغير ما أنزل الله وفرض على عباده، فحكمه في الشريعة حكم الجاحد لحكم من أحكام الله: أن يستتاب، فإن أصر وكابر وجحد حكم الله، ورضي بتبديل الأحكام = فحكم الكافر المصر على كفره معروف لأهل هذا الدين. وكتبه محمود محمد شاكر".

المصدر: عمدة التفسير، لأحمد شاكر رحمه الله. تفسير الآية 44 من سورة المائدة.

كوكتيل 27-06-2001 01:21 AM

السلام عليكم :
الظاهر انكم تناقشون شهادة دكتورة لاحد الاعضاء ..

مانقطعكم ..
في أمان الله
وبالتوفيق والنجاح .

hsn 28-06-2001 01:31 AM

اولا : نحن ياجماعه في عصر السرعه . ولا يجب أن نغالط الحقيقة هذه . مع العلم أن الموضوع شيق .. ولكن ....
( خير الكلام ماقل ودل ) ولا أظن أن احد يختلف على ذلك 0
إذاً فالافضل أن يُطرح على حلقات وليس سردا , لصعوبة قراءة الموضوع في وقت واحد 000
كما ان في الحلقات شئ من الاثارة 000000
:confused:

علي الخش 20-07-2001 09:06 PM

موضوع يستحق الرفع ...

عمروش 14-04-2002 01:12 PM

رأيت في هذا الموضوع ما يعين على تفسير ما يجري من أحداث فرفعته.

الكسعي 10-07-2002 05:34 AM

قديم متجدد
 
هل المضمون قديم أم تاريخ كتابته فقط؟

العنود النبطيه 16-12-2003 03:46 AM

إقتباس:

الرسالة الأصلية كتبت بواسطة عمروش
رأيت في هذا الموضوع ما يعين على تفسير ما يجري من أحداث فرفعته.

ولي عودة،

لن اشترط حضور الشاعر (س)
ولكني اشترط حضور السنونو المهاجر

السنونو المهاجر 03-01-2004 08:59 PM

طالما المسألة تكمن في اشتراط مشاركتي فهأنذا بأمركم، مع اني أحبذ الجلوس في الظل كيلا استجير من الرمضاء بالنار..
تحياتي لجميع المساهمين
:)

عائد 04-01-2004 04:14 AM

و بما انه عندي تكليف من صاحبي فساكون مع المنتظرين لمعرفة القصة و صاحبنا الاكس المجهول ....من يتفضل و يلخص لنا حيثيات الموضوع ؟؟؟ طبعا ليس لها الا الطائر السنونو و الى حينها


فلتتواصل الكوابيس

السنونو المهاجر 10-01-2004 07:19 PM

رحم الله الشيخ الشاب أبي الأطفال..
كان رجلا طيبا أيام زمان..:)

العنود النبطيه 12-01-2004 03:56 AM

اخي السنونو

لم اعرفك الا جريئا مقداما:p

لا تهاب الغوص في بحور المواجهات

أم انك كصاحبنا الجماهيري اتعضت من درس صدام;)

لن نسمح لك لتستجير بفيء ولا تتظلل فما حولك الا غربال

فنحن كماانت كل الجهات صارت في وجوهنا نار

كما كل الالوان توحدت في الاسود

اخي السنونو

لصاحبك (س ) نظرة شمولية فيما يخص التفكير والخلافة

وبعد هذه التغيرات التي حدثت في عالمنا العربي

وانقلاب موازين وسقوط قيادات وتراجع مفاهيم
وتغيير مناهج ودساتير وعقائد
هل يمكن لك ان ترسل الى صاحبك
فيعيد لنا قراءة الواقع الحالي حسب المعطيات والتغيرات
وهل له ان يوضح لنا كيفية استغلال الوضع الراهن في اعادة الحكم الاسلامي

فهو صاحب رؤية ويظهر ان لديه برنامج عمل لو اتيح له المجال
ليشعل سراجا ينير للسائرين على طريق الحرية
وسنحافظ على جلده من السلخ وان صار فلدينا خبراء رتق
فلتقر عينه لأن "خلف أسوار القبيلة ليس فقط الذكور والنعاج… بل هناك أيضا رجال"


Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.