أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية

أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com/index.php)
-   الخيمة المفتوحة (http://hewar.khayma.com/forumdisplay.php?f=7)
-   -   الأخ ( الأسد ) شكرا لك على النصيحة (http://hewar.khayma.com/showthread.php?t=2226)

أسعد الأسعد 25-07-2001 02:37 PM

الأخ ( الأسد ) شكرا لك على النصيحة
 
الأخ الكريم الأسد ..
يسعدني أن أتوجه إليك بجزيل الشكر على النصيحة التي قدمتها للشيعة ، فأنت عندما قدمت النصيحة للشيعة ليعتنقوا المذهب السني فإنك تريد الخير لهم لأنك ترى الخير في المذهب السني .. وهذا أمر طبيعي ومنطقي فبما أنك تدين بالمذهب السني فأنت ترى أن المذهب السني هو المذهب الصحيح الذي ينبغي اعتناقه ، فكل شخص لابد وأن يعتقد بصحة دينه ومذهبه ، بل وحتى على مستوى الأفكار والآراء فإن كل من يتبنى فكرة معينة فلابد وأن يعتقد بصحتها.. وهذا كما قلت لك أمر طبيعي ومنطقي. أما الشيء غير الطبيعي وغير المنطقي فهو أن يصر الشخص على الاعتقاد بشيء ثبت لديه فساده .. أو أن يرفض الاعتقاد بشيء ثبتت لديه صحته .. لا لشيء سوى أن ذلك يخالف معتقده الذي تربى عليه منذ صغره .

إن غاية ما نتمناه أن يخضع الجميع لما يتم إثباته وقام عليه الدليل ، أما الإصرار والبقاء على المعتقد حتى عندما يتم إثبات فساده أو رفض معتقد معين حتى عندما يتم إثبات صحته فذلك هو التعصب .. والتعصب هو مرض خطير على النفس وعلى الفكر وعلى الدين .. نسأل الله أن يقينا شر هذا المرض وأن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه ويرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه.

لذلك أدعوك عزيزي الأسد ( إن أحببت ) لأن تبحث معي بكل حياد وبشكل علمي أهم نقطة يختلف فيها الشيعة مع السنة ألا وهي ( الإمامة ) لكي نرى أي الرأيـيـن هو الرأي الصائب فـنـتـبـعه دون تعصب وحتى نـثـبـت للجميع أننا عندما نعتـنـق عقيدة فإننا نعـتـنـقها عن دليل وحجة لا عن وراثة وتعصب ولك مني أن ألتزم لك بتقديم الأدلة من خلال القرآن الكريم ومن خلال الأحاديث الواردة في صحاحكم وتفاسيركم وكتب التاريخ السنية أي من خلال القرآن الكريم الذي هو حجة على الجميع ومن خلال المصادر السنية فقط.


أما بخصوص النصيحة التي قام بكتابتها الشيخ ( أبو بكر جابر الجزائري ) والتي قمت أنت مشكورا بتقديمها إلى الشيعة فأستطيع القول أن الشيخ الجزائري كتبها وهو حـبـيـس المنهج السني .. ذلك المنهج الذي يصادق على صحة جميع الأحاديث التي جاءت في الصحاح ويجعلها ( جميعا ) صالحة لأن تكون حجة لإثبات ما احتوته وإلزام من هو على مذهب هذه الصحاح أن يقبل بها .. وإذا لم نقل جميع الأحاديث التي في جميع الصحاح فعلى الأقل نستطيع القول جميع الأحاديث التي في صحيحي البخاري ومسلم وأما من هو على المذهب الحنبلي فلابد وأن يضم إلى هذين الصحيحين مسند الإمام أحمد بن حنبل.

إذن فصحيحا البخاري ومسلم حجة لازمة لكل من هو على مذهب أهل السنة ويصح الاحتجاج بأي حديث من هذين الصحيحين وكذلك من يتعبد بالمذهب الحنبلي فإن مسند الإمام أحمد بن حنبل حجة عليه فيما احتواه من أحاديث فلو أن أحد احتج بأي حديث من هذه الصحاح فحجته لازمة ولا فكاك ولا فرار منها.

هذا بالطبع حسب المنهج السني ولكن الأمر يختلف تماما في المذهب الشيعي فليس في المذهب الشيعي أي كتاب للحديث تقول الشيعة بصحة جميع ما يحتويه بل كل ما تقوله الشيعة أن كتب الحديث التي لديها تحتوي على أحاديث كثيرة ومختلفة في قوتها وثبوتها فمنها ما هو ثابت ومتواتر ومنها ما هو ضعيف ومردود وأن كل من أراد أن يميز بين هذه الأحاديث عليه أن يكون عالما فقيها ملما بالقواعد العلمية لعلم الحديث وما يتصل به من علوم أخرى كعلم الرجال وغير ذلك ليكون قادرا على التمييز بين تلك الآلاف من الأحاديث .

وعلى ذلك فإن من يأتي من خارج المذهب الشيعي ويفتح كتب الحديث الشيعية ثم يختار منها ما يشاء ويريد أن يحتج بها على الشيعة فإنه بذلك قد أخطأ الطريق وجعل نفسه أضحوكة أمام علماء الشيعة بل وأمام عموم الشيعة ممن لديهم بعض الاطلاع والمعرفة الدينية .. وما نراه من البعض ممن يقوم بسرد أحاديث من الكتب الشيعية ظنا منه أنه بذلك يقيم الحجة على الشيعة فإنه في الحقيقة قد أقام الحجة على نفسه من حيث لا يدري بأنه جاهل لا يعرف المنهج الصحيح لأقامة الحجج .. لذلك أقول لمن أراد أن يقيم الحجة على الشيعة ولمن أراد أن يناقشهم في معتقداتهم عليه أن يعتمد على الكتب العقائدية التي كتبها علماء الشيعة ليرى بنفسه ما خلص إليه علماء الشيعة وما يقولونه وما يعتقدونه وما قرروه ..

وإذا أراد أن يكون منصفا مع نفسه ( قبل أن يكون منصفا معنا ) فعليه أن لا ينظر إلى الأقوال الشاذة بل ينظر إلى ما هو مشهور عند الشيعة وما هو مسلم به عندهم ، هذا إن أراد أن يكون منصفا وحياديا وساعيا للحق أما إذا كان ساعيا لإثارة الفتنة وزرع الحقد فسوف نجده يتمسك ببعض الأقوال الشاذة التي صدرت عن البعض والتي لا تمثل الرأي الشيعي الحقيقي ويترك القول المشهور الذي يقول به آلاف العلماء .. وأظن أن من الواضح لدرجة البداهة أن ليس من الإنصاف تقديم رأي عالم واحد أو اثنين على رأي المئات والآلاف من العلماء ..

لذلك فمن أراد أن يناقش معتقدات الشيعة لابد له من معرفة عقائدهم من مصادرها الحقيقية. والمكتبات مليئة بالكتب التي تبين عقائد الشيعة بمستويات مختلفة حتى أن هناك كتب عقائدية موجهة للأطفال. ومن الكتب التي تعبر بشكل صحيح عن الفكر الشيعي وخاصة العقائدي كتاب ( أصل الشيعة وأصولها للشيخ كاشف الغطاء ) وكتاب ( هوية التشيع للشيخ أحمد الوائلي ) وكتاب ( المراجعات للسيد عبد الحسين شرف الدين ) وهناك أيضا مجموعة كبيرة من الكتب تبحث في العقائد الأساسية كالتوحيد والنبوة والإمامة والمعاد …الخ
لذلك من أراد التعرف على معتقدات الشيعة الحقيقية عليه بمثل هذه الكتب أما كتب الحديث فلن يستفيد منها شيئا لأنه لا يعرف أي الأحاديث مقبولة لدينا وأيها مرفوضة.

على أنني أستبعد أن يكون الشيخ الجزائري وغيره ممن كتبوا متهجمين على الشيعة أن لا يكونوا مدركين لهذا الأمر لأن ذلك من الأمور الواضحة والتي لا يمكن أن تغيب عنهم وعلى هذا الأساس فأنا أرى أن مثل هذه المؤلفات التي تطعن في عقائد الشيعة ليست موجهة أصلا للشيعة لإرشادهم فهي ليست كتبا إرشادية البتة وإنما هي كتب موجهة لعوام أهل السنة الذين لا يفرقون بين كتب الحديث وغيرها من الكتب الفقهية والعقائدية ولا يسألون أنفسهم ما رأي علماء الشيعة في هذه الأحاديث التي يستدل بها هؤلاء الكتاب وكل ذلك من أجل تعميق القناعة لديهم ( أي لدى عوام أهل السنة ) بفساد معتقدات الشيعة وزيادة الحقد في نفوسهم لتحقيق أغراض سياسية . ومما يعزز هذا الظن أن كل من يكتب تلك الكتابات نراه قد رمى نفسه في أحضان السلاطين لينعم بعطاياهم ورضاهم ..

وللحديث بقية .. هذا إن لم يحذف الموضوع من أساسه والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين

محمد سلمان 26-07-2001 06:22 AM

شكرا لك على كل ما قدمته من توضيح لعل ذلك يساهم في أن يفهم كل طرف الطرف الآخر ويساهم في جعل الحوار مبنيا على أسس صحيحة ونحن في انتظار الخيمة الإسلامية لنرى حوارا بناء إنشاء الله

جعفر علي 26-07-2001 08:24 PM

الأخ أسعد الأسعد
تطرقت في مقالتك إلى التعصب وأوضحت أن للتعصب صورتين الصورة الأولى هي الإصرار على الاعتقاد بشيء معين حتى مع إثبات فساده والصورة الثانية هي رفض الاعتقاد بشيء حتى مع إثبات صحته . وأنا أوافقك في هذا التعريف للتعصب ولكن مع شيء من التشاؤم وسبب هذا التشاؤم هو أن التعصب بصورتيه نراه مستفحلا لدى معظم الناس فالقليل القليل الذين يقبلون أن يعترفوا بخطأ آرائهم أو أفكارهم وأما على مستوى العقيدة فإن درجة الاستفحال تكون أكبر وأكبر لقد وصل التعصب لدى البعض لدرجة أن يتم له إثبات خطأ رأيه أو فكرته أو عقيدته إثباتا ليس بعده إثبات ولكنه يبقى أسير تلك العقيدة الفاسدة التي ورثها وتربى عليها رغم إثبات فسادها فهل تشاركني هذا التشاؤم ؟؟

أسعد الأسعد 27-07-2001 06:34 AM

أخي الفاضل
مهما صعبت الأمور يبقى الأمل قائما

جعفر علي 28-07-2001 04:41 AM

أخي أسعد
سوف ترى بنفسك كيف أن التعصب قد استفحل وتحكم في بعض الجماعات وبعدها سوف تشاركني التشاؤم

مسلم مسالم 29-07-2001 09:33 AM

بسمه تعالى،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

لقد وفى الأخ أسعد الأسعد بالرد،

ولن فليسمح لي الأخ الأسد أن أوجه له أنا أيضاً نصيحة،

نصيحتي هي:
1)أن تتق الله
2) أن تقرأ كتاب كشف الحقائق رد على هذه نصيحتي إلى كل شيعي للشيخ آل محسن http://masder.domainvalet.com/book10/book10001.zip
3) أن تقرأ كتاب "وقفة مع الجزائري في نصيحته لكل شيعي" لحسن عبد الله http://almasder.domainvalet.com/book7/book7128.zip
4) أن تبعد عن التعصب عند قراءة هذين الكتابين!!

[ 29-07-2001: المشاركة عدلت بواسطة: مسلم مسالم ]

صالح عبد الرحمن 29-07-2001 11:49 PM

الأخ أسعد الأسعد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه هي المشاركة الأولى لي في هذا ، لكن سبق لي ان اطلعت على مواضيعك أثناء دخولي كزائر وأعجبني استنادك إلى الحجة والبرهان في النقاش وهذا ما دفعني للتسجيل في هذا المنتدى لأجل الدخول معك في نقاش حول القضية التي حددتها أنت وهي ( الامامة ) ، إذا قبلت عرضي بمناقشتك فاعرض أدلتك بشكل واضح ومفصل ، وسأناقشها بإذن الله تعالى دليلا دليلا حتى نتبين وجه الصواب في هذه المسألة الهامة ،قال تعالى : { الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه . أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الألباب }.
جعلنا الله وإياكم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، اللهم آمين .

صالح عبد الرحمن 29-07-2001 11:53 PM

ارجو المعذرة ، كلمة المنتدى سقطت بالخطأ ( المشاركة الأولى في هذا المنتدى ) .

أسعد الأسعد 30-07-2001 05:37 AM

الأخ العزيز صالح عبد الرحمن
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد سعدت كثيرا باستعدادك للنقاش حول ( الإمامة ) كما سعدت أن أرى أسلوبك اللبق في طلب النقاش وهذا يدل على خلقك الرفيع وحبك للحق كما يدل على أنك تحمل بين جنبيك علوم ومعارف يحسن بنا أن نستفيد منها
لذلك أقول لك سوف أجيبك طلبك فانتظرني وبارك الله فيك ..

صالح عبد الرحمن 30-07-2001 01:48 PM

أخي العزيز
أشكرك جزيل الشكر على حسن الرد وقبول العرض .
خذ ما يكفيك من الوقت ، وفقنا الله جميعا الى القول السديد.
إن أحببت فافتح لهذا النقاش موضوعا جديدا .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أسعد الأسعد 31-07-2001 09:27 AM

الرسالة الأولى :
الأخ الكريم صالح عبد الرحمن
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وأرجو المعذرة لتأخري عليك فالمشاغل كثيرة وقبول الأعذار من شيم الأبرار وعلى كل حال إليك هذه الرسالة :

لقد اتفق جميع المسلمين على ضرورة أن يتولى أحد الصحابة الأمر بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وآله ولم يقل أحد بجواز أن يبقى الأمر بعد رسول الله بدون خليفة يرعى مصالح الأمة ،، وهذا معناه أن ( الإمامة ) أو ( الخلافة ) من الضروريات التي لا يمكن الاستغناء عنها ولا يمكن أن يبقى هذا المنصب شاغرا بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وآله بأي حال من الأحوال.

ونظرا لضرورة هذا المنصب وخطورته فلا يمكننا أن نتصور أن يتركه الله سبحانه وتعالى أو رسوله صلى الله عليه وآله دون بيان .. وكلنا يعلم أن الرسول صلى الله عليه وآله حينما خرج لغزوة تبوك خرج بدون الإمام علي عليه السلام وأبقاه في المدينة ليقوم بإدارة شؤونها أثناء غيابه صلى الله عليه وآله وقال له: ( لا ينبغي أن أذهب إلا وأنت خليفتي ) رواه مسلم في حديث المنـزلة في باب فضائل الإمام علي عليه السلام. فإذا كان لا ينبغي للرسول أن يخرج من المدينة خروجا مؤقتاً دون أن يترك أحدا يخلفه ويقوم مقامه فيها فكيف ينبغي له أن يخرج من الدنيا بأسرها دون أن يترك من يخلفه ويقوم مقامه من بعده ؟ وها نحن نرى العالم كله يفعل الشيء نفسه فحينما يغادر الحاكم دولته لفترة مؤقتة لابد من تكليف أحد ليقوم مقامه.

ولهذا فنحن الشيعة نعتقد أن ترك بيان هذا الأمر فيه تقصير من الله سبحانه وتعالى أومن الرسول صلى الله عليه وآله وحاشا لله وحاشا للرسول أن يصدر منهما أي تقصير ولهذا فنحن نرى أن الله تعالى قد بين هذا الأمر في القرآن الكريم كما بينه الرسول في أحاديثه امتثالا لأمر الله تعالى.

فأما في القرآن الكريم فإن الآية الكريمة الآتية تثبت ذلك. قال تعالى : ( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ) الآية 55 المائدة.
ومعلوم أن المقصود من ( الذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ) هو الإمام علي عليه السلام وقد صرح بذلك جملة من أئمة التفسير عند تفسيرهم هذه الآية نذكر منهم : أبو إسحاق الثعلبي والطبري والرازي والخازن وأبو البركات والنيسابوري والواحدي في أسباب النزول وابن كثير في البداية والنهاية وابن حجر في الصواعق والشبلنجي في نور الإبصار وغيرهم من أعلام أهل السنة.

أما من حيث المعنى فإن هذه الآية قد ابتدأت بأداة الحصر ( إنما ) وموضوع الحصر هنا ( الولاية ) فالآية إذن حصرت الولاية في ثلاث جهات ذكرتهم على الترتيب : الله ثم الرسول ثم الإمام علي والذي عبرت عنه الآية بـ ( الذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ).
والولاية هنا غير الولاية المذكورة في بعض الآيات مثل : ( والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض ) بدليل أن في تلك الآية استخدم الله سبحانه وتعالى أسلوب الحصر أي أنه حصر الولاية في هؤلاء الثلاثة بينما الولاية في الآيات الأخرى غير محصورة وهذا معناه أن هذه الولاية غير تلك .
ولو سألنا أنفسنا ما المقصود هنا من ( ولاية الله ) فإن الجواب سيكون أن المقصود من ( ولاية الله ) هي كون أمر المؤمنين بل أمر جميع العباد بيد الله سبحانه وتعالى فله الأمر وله النهي وليس للناس إلا الامتثال والطاعة التامة له سبحانه وتعالى.
ثم جاءت ولاية الرسول صلى الله عليه وآله معطوفة على ولاية الله سبحانه وتعالى لتأخذ نفس المعنى وهو أن للرسول الولاية المطلقة على الناس جميعا وعليهم الامتثال لأوامره ونواهيه فهو بذلك ولي أمرهم والأولى بهم من أنفسهم.
ثم جاءت ولاية الإمام علي معطوفة بلا أي فاصل على ولاية الله وولاية الرسول لتأخذ نفس المعنى في كونه عليه السلام ولي أمر المسلمين وأن له الأمر والنهي وأن على الناس الامتثال لأوامره ونواهيه.

وما يؤكد هذا المعنى الحديث المشهور عند الشيعة والسنة وهو قول الرسول في خطبة الوداع وما نسميه نحن الشيعة حديث الغدير : ( أيها الناس إن الله مولاي وأنا مولى المؤمنين وأنا أولى بهم من أنفسهم فمن كنت مولاه فهذا مولاه اللهم والي من والاه وعادي من عاداه ) وهذا الحديث رواه الإمام أحمد بن حنبل في مسنده وابن حجر في صواعقه وفي غيرهما من المصادر السنية .. ونلاحظ هنا أن الرسول صلى الله عليه وآله قد حصر الولاية في ثلاث جهات تماما كما حصرها الله تعالى في تلك الآية.

ما سبق كان مثالا على الآيات التي تحدثت عن ولاية الإمام علي عليه السلام وهناك غيرها وغيرها قد نحتاج لذكرها في مشاركات قادمة.

وأما الأحاديث التي نستدل بها على أن الإمام علي عليه السلام هو الإمام الذي عينه الرسول صلى الله عليه وآله فهي كثيرة وهي على أنواع :

النوع الأول : وهو تلك الأحاديث التي خصت الإمام علي بالخلافة والولاية بشكل مباشر وذلك مثل الحديث الذي ذكرناه قبل قليل وكذلك حديث الدار وحديث أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى.
النوع الثاني : وهو تلك الأحاديث التي تحدثت عن فضل الإمام علي عليه السلام وانه أفضل الصحابة مطلقا ووجوب اتباعه. كحديث سد الأبواب إلا باب علي وحديث علي مع الحق والحق مع علي وغير ذلك من الأحاديث الكثيرة.
النوع الثالث : وهو تلك الأحاديث التي تحدثت عن فضل أهل البيت وأنهم أفضل الناس بعد رسول الله ووجوب التمسك بهم وطاعتهم كحديث لا تعلموهم فإنهم أعلم منكم وحديث الثقلين وحديث أهل بيتي فيكم كسفينة نوح.
وسوف نتعرض لهذه الأحاديث في المشاركة القادمة إنشاء الله تعالى.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

صالح عبد الرحمن 01-08-2001 01:48 AM

أخي العزيز
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل أبدأ بالتعقيب على ما ورد في رسالتك الأولى أم تريد أن تعرض كامل أدلتك أولا ؟
لم يكن هناك من حاجة لأن تتقدم بأي عذر للتأخير فقد قلت لك خذ ما يكفيك من الوقت، أما العذر الذي قدمته ( المشاغل ) فما أرجوه أنك لم تقصد به التقليل من أهمية هذا النقاش خاصة أن المسألة التي هي محل نقاشنا ( الامامة ) في غاية الأهمية بل هي أساس كل مسائل الخلاف.
ولأهمية هذه المسألة أكرر طلبي بل رجائي بأن تفتح موضوعا جديدا خاصا بنقاش هذه المسألة، وليكن عنوانه ( الامامة ) أو أي عنوان آخر ترغب فيه .
النقاش كما تعلم يحتاج إلى صبر والى التضحية ببعض الوقت ، وثواب ذلك عند الله عظيم إن قصدنا به رضوان الله سبحانه وتعالى.
اللهم اجعلنا ممن لا يبتغون من أعمالهم سوى نوال رضوانك .

أسعد الأسعد 03-08-2001 09:39 PM

الأخ الكريم صالح عبد الرحمن
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد أسفت غاية الأسف لغلق موضوع الإمامة حيث حرمنا هذا الإقفال من الاستفادة مما تحمله من علم كما أنني أرى أنه من غير الإنصاف أن تمنع من حقك في الرد فكما سنحت لي الفرصة كي أكتب رسالتي فمن الإنصاف أن تمنح أنت نفس الفرصة للرد وعلى ذلك أرجو أن ترسل ردك الذي كتبته عبر هذا الموضوع قبل إغلاقه ..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

صالح عبد الرحمن 05-08-2001 05:14 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الفاضل أسعد الأسعد
أشكرك جزيل الشكر على تجاوبك مع اقتراحي بفتح موضوع جديد للنقاش ثم على دعوتك لي لأخذ فرصتي في الرد عليك بعد ما تم اغلاق الموضوع ، وأعتذر عن تأخير الرد ، والسبب أمران أحدهما كان لا بد لي من محاولة فهم ما يجري في الخيمة من خلال الاطلاع على المواضيع المطروحة، وثانيهما قمت باعادة صياغة الرد من جديد ، فارجو قبول عذري، راجيا من المولى العلي القدير ان تظل مشاعر الأخوة الاسلامية هي السائدة على جو هذا النقاش.


بإذن الله تعالى سأقوم بمناقشة جميع أدلتك التي سقتها في رسالتك، والطريقة التي اقترح أن نتبعها في هذا النقاش هي مناقشة المسائل مسألة مسألة حتى اذا انتهينا من واحدة انتقلنا للأخرى، فإذا وافقت على الاقتراح فلن أتقدم بتعقيبي الثاني قبل أن تقوم بالرد على تعقيبي الأول أو تُسلم بما جاء فيه. وأما إذا لم توافق فسوف أبعث بردودي على جميع ما ورد في رسالتك على التتابع ان شاء الله تعالى ثم أنت بعد ذلك تقوم بالرد.

التعقيب ستجده في الخيمة السياسية بناء على طلب مراقب هذه الخيمة.


Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.