أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية

أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com/index.php)
-   الخيمة المفتوحة (http://hewar.khayma.com/forumdisplay.php?f=7)
-   -   المطروح في الساحة الآن ليس الأدب بل قلة الأدب!! (http://hewar.khayma.com/showthread.php?t=26260)

~~ ظايم الضد ~~ 20-09-2002 12:16 PM

المطروح في الساحة الآن ليس الأدب بل قلة الأدب!!
 
المفكر والكاتب الكبير د.محمد عباس في حوار ساخن مع الساخر :
!!!!..( ليتكم تقراءون الحوار كاملاً )..!!!!

** المخابرات الأمريكية جهاز عمره ألف عام، تغيرت أسماؤه ، وتعددت بلاده و خططت لكي تكون وزارة ثقافة العالم.

** أرنست هيمنجواى كان عميلا للمخابرات الأمريكية، وكان أجره على تجنيد العميل تسعين دولارا.

** يوسف القعيد: (تومرجي).. محمود السعدنى: (مكوجي).. ابراهيم أصلان: (ساعي بريد) و غالى شكرى دبلوم زراعة ..!!

** أدونيس وجابر عصفور والغذامي وكمال أبو ديب ، وصبيانهم كصلاح عيسي والغيطاني والقعيد،... كتاب (السلطة)..!!

** إنني أرمز بالديوث لكل مفكر ينكر المؤامرة..!!

** أدوات الحوار قنابل نووية وصواريخ وسلاح دمار شامل...

** مشاريع الجابري و أركون مشاريع مشوهة هدفها علمنة الإسلام.. أما مشروع حنفى فهو إفراغ الإسلام من محتواه كله..!!

** المطروح في الساحة الآن ليس الأدب بل قلة الأدب!!

** القضية قضية شاملة لا يمكن حلها بالتقسيط..!!!

** انتصارنا على الغرب حتمى حتمية التاريخ..!! بل حتمية القدر الإلهى الموعود.

** الخطأ الأمريكي القاتل كشف عورة الحضارة الغربية القبيحة وبيّن كم هى هشة وخسيسة..

** أمريكا التي قتلت الملايين لم تنس ثأر 18 أمريكيا قتلوا في الصومال.

** عندما تنغرس فيك نصل سكين الجلاد فتصرخ.. فهل تكون ساعتها متشائما..؟!


"الساخر" : كثيرا ما يردد بعض المفكرين المتأثرين بالآخر مقولة " العلم محايد " تبريرا منهم في نقلهم لكثير مما يتم توصيله للمتلقي العربي ، ودعوة منهم في التلاقح الحضاري وقبول الآخر..!!
ترى إلى أي مدى تصدق عبارتهم الآنفة ..!!؟؟ وماذا يمكن أن ينتج عنها.؟؟


بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى صحابته والتابعين.
سؤالك يبدو في الظاهر سهلا، كما يبدو أن فقرة أو حتى جملة تكفى للإجابة عليه، لكنني أقول لك، أن الأمر كان يمكن أن يكون كذاك، لو أننا نمر بظروف طبيعية، لو أننا لا نمر بعد صدامنا الطويل بالغرب بحالة من الانهيار الكامل تعقب مرحلة من الانبهار الكامل وذلك يحتم علينا أن نراجع معنى كل كلمة بل وكل حرف قبل أن ننزلق إلى سراديب خادعة، ومتاهات ليس وراءها سوى سراب يحسبه الظمآن ماء.
دعنى أضرب لك مثلا في البداية، مثلا يوضح كيف تكون الإجابة في ظاهرها سهلة، وفى حقيقتها دونها خرط القتاد.
لو أنني سألك عن عنوانك، فالإجابة من أسهل ما يكون، سطر أو بعض سطر يكفى، اسم البلد، اسم المدينة، اسم الشارع، رقم البناية، والدور ثم الشقة. يبدو أن هذا هو كل شئ، وليس ثمة شئ آخر، ولا متسع لمزيد.
هكذا تبدو الأمور في الظاهر، لكن دعنا نناقش الإجابة في ظروف غير طبيعية، ظروف انهيار كتلك التى نمر بها، و إننى أعتذر مقدما عن الإطالة في الإجابة عن سؤالك الأول، لكن هذه الإجابة قد تحمل شفرة الإجابة عن الأسئلة كلها، ولتعلم، وليعلم القراء معنا أن هذه الإطالة مهما طالت إنما هي اختصار مخل.


>> تابع

~~ ظايم الضد ~~ 20-09-2002 12:32 PM

ولنعد إلى السؤال:
أين تسكن..؟!!
يجب أن تبدأ بذكر اسم البلد.. القطر.. الوطن..
فإن كنت مشردا لا وطن له.. إن كانوا قد سرقوا وطنك كما حدث في فلسطين والشيشان والفليبين وكشمير و .. و.. و.. فبماذا تجيب.
وبماذا تجيب إن كانوا قد غيروا اسم الوطن، فجعلوه – على سبيل المثال - اسرائيل بدلا من فلسطين، فبماذا تجيب. وبماذا تجيب لو أنهم كانوا قد قسموا الوطن إلى أوطان.. فأصبحت الشام أربعة، والجزيرة عشرة ، وبلاد المسلمين بضعة وخمسين.
وهب أنك تخلصت من هذه العقبة الأولى.. وتريد أن تذكر اسم المدينة.. فماذا تفعل لو أنهم غيروا اسم مدينتك.. وهب أنك تخطيت هذه العقبة أيضا.. فكيف تذكر اسم الشارع ورقم البناية إذا كانوا قد قصفوا مدينتك حتى لم يعد فيها حجر قائما؟! ولا شارع باقيا؟؟!!..
سوف أتوقف عند هذا الافتراض، ومرة أخرى أنبه القارئ إلى أنني أختصر اختصارا مخلا.. لكنني أنبهك، إلى أن السؤال الذي يبدو بسيطا تماما قد تكون الإجابة عنه بالغة الصعوبة حتى الاستحالة، و أريد أن أنبه القارئ أيضا أنني ما ضربت المثل السابق عبثا، و إنما أردت من القارئ أن يقيس عليه، لأن حالتنا الفكرية والثقافية والسياسية لا تختلف عن ذلك المثل، فكل شئ مدمر وكل شئ منهار وكل شئ قد تغير اسمه، ولكى تصل إلى فكرة، أو إلى الإجابة على سؤال فإنك لن تسير في طرق ممهدة، و إنما ستبش بأظافرك بين الأنقاض، لعلك بعد الجهد الجهيد تصل إلى ما تريد. أقول لعلك، ففي وسط هذا الخراب الشامل تزل الأقدام وتضل الأفهام.
هل أطلت؟!
عذرا إذن..!!
ولنعد الآن إلى سؤالك: العلم محايد..
علينا في المتاهة، في الأرض الخراب، بين شظايا التاريخ ومزق الكتب وضلالات الفكر أن نبحث عن الإجابة.. لكن علينا قبل ذلك أن نترجم السؤال.. نعم أن نترجمه.. فالعلم الذي تقصده قد يكون غير العلم الذي أفهمه.. وكذلك الحياد.
نعم.. فقد انتهزوا فرصة الفوضى الشاملة والانهيار الشامل ليغيروا الأسماء.
إذن دعنى أرد على سؤالك بسؤال:
أي علم تقصد؟ العلم بمعناه في القرآن والسنة وقواميسنا العربية، وهو يشمل ضمن ما يشمل العلم في كل الدنيا حتى في الصين، أم أنك تقصد العلم بمفهومه الغربى، علم فرنسيس بيكون وديكارت وهيجل وسبنسر وماركس و دارون؟..
سأجيب عنك – وعنى وعن كل القراء- فقد بلغ بنا الانهيار جميعا أننا حين نقصد العلم لا نقصد إلا مفهومه الغربى.
نقصد المنهج العلمى واليقين الذى لا يتولد إلا بمعرفة الحقيقة بالتجربة والمشاهدة، ذلك المنهج الذى يناقض يقين القلب والحدس والروح، يقين ما وراء الحواس التى لا يمكن إخضاعها للتجربة، يقولون أن المنهج العلمى العلمانى حقيقى لأنه يرى الحقيقة ويجربها .. أما منهج الدين الذى لا يقوم على أى أساس علمى فباطل لأنه كله مبنى على قياس واستقراء..
القضية التى يطرحها أولئك المنهجيون العلمانيون خطأ، لأنها لا تقوم على أسس علمية، ثم أنها تناقض نفسها، إنها لا تنفى وجود أشياء لم تجرب مباشرة كما لا تنفى القياس..
يصرخ "وحيد الدين خان" في كتابه : " الإسلام يتحدى" أن التجربة لا تعد حقيقة لمجرد أنها شوهدت، كما أن القياس ليس باطلا لمجرد أنه قياس..
إن إمكانية الصحة والبطلان موجودة فيهما على حد سواء..
منذ آلاف الأعوام يستعمل الناس السفن الشراعية ويصنعونها من الخشب، كانت الحقيقة العلمية المبنية على المشاهدة تقضى بضرورة ذلك لأنه لن يطفو على الماء إلا ما هو أخف منه، وخرج على الناس من يقول أن السفن ستصنع ذات يوم من الحديد فأنكر الناس مقالته واتخذوه هزوا، اتهموه بالجهل، بالابتعاد عن المنهج العلمى للتفكير، وجاء أحد من يدعون منهج العلم التجريبى فى جمع من الناس لكى يثبت لهم جهل الجاهل الذى ادعى أن الحديد سيطفو، أتى صاحبنا بإناء ضخم و ألقى فيه بنعل من الحديد فغاص، هلل الناس للعالم ونبذوا الجاهل، كانت تجربة علمية رآها الناس بأعينهم، وعلى الرغم من ذلك، كانت التجربة العملية التى شاهدتها العين باطلا لا حقيقة، فقد صنعت السفن بعد ذلك من الحديد فلم تغص فى الماء وطفت، وثبت أن العالم المغرور كان جاهلا رغم تجربته العلمية التى – برغم مشاهدة الناس لها - عبرت عن باطل وخطأ لا يثير الآن سوى سخرية وتفكه..
فى بداية القرن العشرين كنا نملك تليسكوبا ضعيفا راقبنا به الكون، رأيناه، فكان تصورنا عنه بالغ الاختلاف عما رأيناه بعد ذلك بعقود باستعمال تليسكوب قوى.. كانت التجربة تنفى التجربة وتصمها بالزيغ والبطلان.. ويعلم الله ماذا سنرى بعد عشرات العقود الأخرى عندما نكتشف تليسكوبا أقوى..
التجربة والمشاهدة إذن ليستا وسيلتى العلم القطعيتين والعلم لا ينحصر فى الأمور التى شوهدت بالتجربة المباشرة، لقد اخترعنا الكثير من الأدوات للملاحظة الواسعة النطاق وللدراسة، ولكن الأشياء التى نلاحظها بهذه الوسائل كثيرا ما تكون أمورا سطحية ومتغيرة بتغير درجة دقة وتقدم الوسائل التى نلاحظها بها، أما النظريات التى نتوصل إليها بناء على هذه المشاهدات فهى أمور لا سبيل إلى ملاحظتها، والذى يطالع العلم الحديث يجد أن أكثر آرائه تفسير للملاحظات و أن هذه الآراء لم تجرب مباشرة وإنما تم الوصول إليها بالقياس.. ذلك أن بعض الملاحظات يدفع العلماء إلى الإيمان بوجود بعض حقائق لم تثبتها التجربة المباشرة، إن أى عالم من علماء عصرنا لا يجرؤ أن يخطو خطوة علمية واحدة دون الاعتماد على ألفاظ مثل القوة أو الطاقة أو الطبيعة أو الجاذبية أو الإشعاع أو الموجات الكهرومغنطيسية.. لكن أى عالم على ظهر الأرض لم ير مباشرة القوة أو الطاقة أو الطبيعة أو الجاذبية أو الإشعاع أو الموجات الكهرومغنطيسية..!!.. إن هذا العالم لا يستطيع تفسير هذه الألفاظ وما تعنيه إلا بالاستنباط والقياس.. وهى نفس الطريقة التى يصل بها المؤمن إلى الإيمان بالله….!!!! كلاهما قد صاغ كلمات تعبر عن وقائع معلومة لكى يبين عن علل غير معلومة .. كلاهما لا يستطيع أن يرى أو يمسك ما آمن به.. وكلاهما يؤمن إذن بما لم ير.. يؤمن بعلل غير معلومة.. علل غيبية..
أليست تلك هى التهمة التى طالما واجهنا بها المتشدقون بالنهج العلمى الرافضون للغيبيات؟!..
أجل، فى معظم الأحوال لا يرى العالم الحقيقة مباشرة بل يصل إليها بالقياس والاستنباط والاستنتاج. والعلم الحديث لا يجرؤ على الادعاء أن الحقيقة محصورة فيما علمناه من التجربة المباشرة. إن ذرة الهيدروجين عبارة عن نواة تحتوى على بروتون واحد ومدار يدور فيه إليكترون واحد ، تلك حقيقة لا يجرؤ أى واحد من البشر على إنكارها، رغم أن أى واحد من البشر لم يرها قط.. !!.. ولا حتى بأقوى مجهر فى العالم..
يقول الدكتور إليكسيس كاريل: " إن الكون الرياضى شبكة عجيبة من القياسات والفروض، لا تشتمل على شئ غير معادلة الرموز التى تحتوى على مجردات لا سبيل إلى تفسيرها " ..
ويقول الدكتور ا. مانديرا: " إن الوقائع المحسوسة هى أجزاء من حقائق الكون، غير أن هذه الحقائق التى ندركها بالحواس قد تكون جزئية وغير مرتبطة ببعضها البعض، فلو طالعناها منفصلة عن أخواتها فقدت معناها مطلقا، أما إذا درسناها فى ضوء الحقائق الكثيرة التى علمناها مباشرة أو بالاستنباط فإننا سندرك حقيقتها.."
ثم يستطرد مانديرا قائلا: " إننا نرى أن الطير عندما يموت يقع على الأرض، ونعرف أن رفع الحجر على الظهر صعب، ويتطلب جهدا، ونلاحظ أن القمر يدور فى الفلك ، ونعلم أن الصعود إلى الجبل أصعب من النزول منه، ونلاحظ حقائق كثيرة كل يوم لا علاقة لإحداها بالأخرى فى الظاهر، ثم نتعرف على حقيقة استنباطية هى قانون الجاذبية ، وهنا ترتبط جميع هذه الحقائق فنعرف للمرة الأولى أنها كلها مرتبطة إحداها بالأخرى ارتباطا كاملا داخل النظام، وكذلك الحال لو طالعنا الوقائع المحسوسة مجردة فلن نجد بينها أى ترتيب، فهى متفرقة ، غير مترابطة، ولكن حين نربط الوقائع المحسوسة بالحقائق الاستنباطية فسنخرج بصورة منظمة للحقائق "..
إن الجاذبية لا يمكن رؤيتها قطعا، وكل ما شاهده العلماء لا يمثل فى ذاته قانون الجاذبية، و إنما هى أشياء أخرى، اضطروا لأجلها منطقيا أن يؤمنوا بوجود هذا القانون..
إن نيوتن .. مكتشف قانون الجاذبية .. يتحدث عن اكتشافه قائلا: " إنه لأمر غير مفهوم أن نجد مادة لا حياة فيها ولا إحساس وهى تؤثر على مادة أخرى، مع أنه لا توجد أى علاقة بينهما"..
يا قراء ..
هل ينكر منكم أحد قانون الجاذبية؟!..
الجاذبية.. تلك النظرية المعقدة غير المفهومة.. والتى لا يوجد أى سبيل إلى مشاهدتها مباشرة .. نعتبرها اليوم – جميعا – حقيقة علمية بلا جدال..
لماذا ؟!..
لأنها تفسر بعض ملاحظاتنا ..
ليست الحقيقة العلمية إذن هى ما علمناه مباشرة بالتجربة.. بل هى اعتقاد يقينى فى وجود حقيقة لا نراها تربط وتفسر ما نراه..
ماذا تسمون إنسانا لا يؤمن بنظرية الجاذبية..
الحقيقة التى لا نراها ولكنها تربط وتفسر ما نراه ..
ماذا تطلقون على الكافر بها والذى يعلن أنه لن يؤمن بها إلا إذا رآها..
ماذا تطلقون على الأحمق الذى يرفض الربط بين تجلياتها وظواهرها ونتائجها..ويعتبرها غيبا يتنافى الإيمان به مع المنهج العلمى..
أى قدر من الاتهامات الهائلة يمكن أن نواجه به هذا الأحمق الغبى المأفون ..
هل تسمح لى أيها القارئ وهل يغفر لى الله تجاوزى إن أنا استبدلت كلمة الله بكلمة الجاذبية..
***
أعلم أنني أطلت كثيرا..
و أعلم أيضا أن الموضوع يستحق إطالة أكثر بكثير.. فبين الخرائب والمدن المقصوفة والمبانى التى لم يبق فيها حجر على حجر علينا أن نفحص كل حجر.
أعلم أنني قد أطلت.. ولكننى لا أجيب على سؤال بقدر ما أقدم للقارئ منهجا يجيب به على ما يتراءى له من الأسئلة.
***
أعود إلى سؤالك، و أعود إلى سؤالك عن سؤالك: أي علم تقصد.
لقد أثبت لك أن مفهوم العلم المتداول بيننا خاطئ من أساسه.
والآن أريد أن أقول لك أن كل النظريات العلمية الغربية – النظريات لا التطبيقات – قد نتجت من خلفية نظرية ملحدة، أنكرت الغيب كله، وبنت كل افتراضاتها على ذلك، وذلك أمر يطول الحديث فيه، لكننا نؤجله الآن، نؤجله بعد أن اهتز يقيننا بما نعلمه عن العلم.
وننتقل إلى اللفظ التالى: محايد..
و أطمئن القارئ أنني لن أطيل و إنما أسأل: الحياد يكون بين أمرين كما أن الانحياز يكون إلى أي منهما. فما هما الطرفان اللذان تتصور أن العلم يحايد بينهما..
فكر يا أخى قليلا..
فكروا يا قراء في الإجابة..
فمعظمكم لم يخطر له السؤال على بال قط..
هل وجدتم إجابة جاهزة؟ أم لم تجدوا شيئا..
ولكن الإجابة واضحة وجلية..
المقصود هو الحياد بين عالم الغيب وعالم الشهادة..
المقصود هو الحياد بين الإيمان وبين الكفر..
وذلك كذب وخداع.. فكما قلت أن النظريات العلمية الغربية كلها قد بنيت على خلفية نظرية هي الكفر.
***
هل أدركت الآن يا أخى وهل أدركتم يا قراء أن عبارة: حيادية العلم " هي عبارة كاذبة ومخادعة فما هو علم ولا هو محايد..!!
***
تبقى نقطة أخيرة لا نستطيع أن نغادر خرائب الفكر في بلادنا دون أن نتطرق إليها..
لقد كنا وما زلنا في أشد الحاجة إلى التطبيقات العلمية في الغرب دون خلفياتها النظرية، لكننا – للمأساة – اكتفينا باستيراد الخلفيات النظرية دون العلم التطبيقى.
كنا وما زلنا نحتاج إلى علوم الطبيعة والكيمياء والفلك والهندسة والطب والجيولوجيا، كنا وما زلنا نحتاج إلى علوم الذرة والنواة والقنابل الذرية والهيدروجينية والصواريخ وكل ما ندافع به عن وجودنا المهدد وكرامتنا المسحوقة، لكننا تركنا كل ذلك – وهو يمثل حقائق نسبية وجزئية على أي حال- لنستورد منهم ما هو هلاوس وضلال مطلق، استوردنا منهم علوم النفس والاجتماع والسياسة. وكان لدينا منها ما يكفينا وما يكفى العالم.. وكان كل ما لدينا منها صواب وكان كل ما لديهم منها خطأ.
نحن لم نختلف على استيراد علوم و تكنولوجيا الفضاء والذرة والصاروخ والزراعة، نحن اختلفنا وندين بكل ما نملك استيراد علوم ونظريات علم النفس والتطور والاجتماع والعلمانية والحداثة. أليس مأساويا أننا أهملنا تماما الجزء المتعلق بطبيقات حقيقية لعلم حقيقى ورحنا نتشاجر حول نظريات مختلف عليها حتى في بلادها، ومرفوضة تماما من عقيدتنا وديننا.


>> تابع

~~ ظايم الضد ~~ 20-09-2002 01:03 PM

هل تعتقد يا أخى – وهل تعتقدون يا قراء – أنني أطلت..؟..
أم توافقوننى فيما ذهبت إليه في أول الإجابة على السؤال: أنني أختصر اختصارا مخلا.
على العموم..
سأمنع نفسي من المواصلة.. وسأكتفى بهذا القدر في الإجابة على هذا السؤال عن حيادية العلم.



"الساخر" : حالة التغريب الثقافي التي تعيشها الأمة في الحقبة المعاصرة إلى من يمكن أن تشير بأصبع الاتهام فيها..؟؟

ليست أصابع اتهام.. ربما كان الأمر عند البعض مجرد البعض - قبل أحداث 11 سبتمبر مجرد أصابع اتهام.. الآن هناك يقين.. فالمسئول هو المخابرات المركزية الأمريكية وعملاؤها في بلادنا ز وعندما أقول المخابرات الأمريكية فإننى أقصد جهازا عمره ألف عام، تغيرت أسماؤه ، وتعددت بلاده، لكنه احتفظ بنفس وظيفته. بدأ الأمر منذ لويس التاسع الذي أسر في المنصورة، ليتحول بعدها إلى قديس وليرسم لهم خطة الغزو الثقافى لبلادنا.
إننى أحيلك إلى كتب أجنبية ككتاب الكاتبة البريطانية: "فرانسيس ستونز": " من يدفع أجر العازف: المخابرات الأمريكية والحرب الثقافية الباردة" وفيه تكشف أن المخابرات الأمريكية قد خططت لكى تكون هى بنفسها وزارة ثقافة العالم، وقد اعتبروا هذا المخطط هو المشروع التالى بل والأهم من مشروع مارشال الشهير، وبهذا المشروع تمكنت المخابرات الأمريكية من أن تجعل من نفسها وزارة ثقافة العالم، فأصبحت تفرض سطوتها على الأدب والفن والموسيقى والفن والسينما ، ولقد مارست ذلك دون أن يشعر الرأى العام بشىء. فى نفس الوقت، بل وربما قبله كانت المخابرات السوفيتية تقوم بنفس الدور. وتقول الكاتبة الإنجليزية أن هناك الكثيرين من الشعراء والكتاب والفنانين والمؤرخين فى أوروبا ما بعد الحرب العالمية قد استعملوا كأسلحة سرية للمخابرات الأمريكية.
دعنا نتحدث بصراحة.. في عالمنا الإسلامي لا توجد عندنا حكومات بل أجهزة حكم محلى تتلقى أوامرها من واشنطن. ولهذه الأنظمة وسائل عديدة تسيطر بها، من الجيش الذي تم إفساده بتفريغه من الطاقات الفكرية الخلاقة و بالعمولات، والأمن الذي تم تحويله إلى وحوش بلا خلق ولا عقل ولا ضمير. الجناح الثالث هو جناح المثقفين. إذ تم منذ البداية تهميش المثقفين المسلمين وحصارهم حصارا محكما، وإطلاق العنان لكل مثقف يهاجم الإسلام. لا أعنى أنهم جميعا عملاء لأجهزة الأمن. هناك البعض منهم مثقف فعلا وموهوب فعلا، و أولئك نجحت أجهزة الأمن في توظيفهم أو على الأقل احتوائهم، لكن في الجانب الآخر، هناك عملاء التقطتهم أجهزة الأمن وتعهدتهم وربتهم ثم ولتهم المناصب الثقافية الكبرى.
أرجوك ألا تندهش.. وتذكر ما كشفت عنه وثائق المخابرات الأمريكية مؤخرا من أن واحدا من أعظم الروائيين في العالم وهو أرنست هيمنجواى كان عميلا للمخابرات الأمريكية، وكان أجره على تجنيد العميل تسعين دولارا.
نعود إلى الساحة الثقافية في عالمنا العربي والإسلامي.. بل نعود إلى رأسه: مصر.
سوف يستبد بك الذهول عندما تنظر إلى من يتصدرون الحركة الثقافية فيها.. إلى خبراتهم وشهاداتهم..
فمثلا : صلاح عيسى: كان كاتبا في قسم شرطة السيدة زينب أعواما طوالا.. جمال الغيطانى: عامل فنى في صناعة السجاد.. يوسف القعيد: تومرجى.. محمود السعدنى: مكوجى.. ابراهيم أصلان: ساعى بريد: بوسطجى.. إبراهيم سعدة: شهادة متوسطة في الساحة والفنادق.. سمير رجب: لم يحصل على الثانوية العامة.
بل إن الأمر يتجاوز ذلك إلى سيطرة أجهزة الأمن على كليات ومعاهد بعينها: مثل معهد التعاون بالقاهرة ومعهد الكفاية الإنتاجية بالزقازيق، حيث يدفعون بالبعض للحصول على شهادات جامعية لزيادة الدور الثقافى الموكول إليهم. يحصل البعض منهم على الشهادة الجامعية بامتحانات صورية.
من الذين حصلوا على الشهادة الجامعية من هذه المعاهد: المذيعة الشهيرة نجوى ابراهيم، والكاتبة في مجلة روز اليوسف فاطمة سيد أحمد، وكانت كاتبة على الآلة الكاتبة في الجيش، فتعهدها جهاز ما حتى حصلت على الشهادة الجامعية، بل والدكتوراه بعد ذلك، لتشغل مكانا مرموقا في مجلة روز اليوسف، تدافع فيه عن إسرائيل بحرارة لا تتصور، وتهاجم المقاطعة، وتهاجم حزب الله وتتهمه بأنه : عملاء وخونة وكفرة.
لعلكم تذكرون أيضا غالى شكرى الذي دفع به جهاز ما إلى دولة شرقية حصل منها على دكتوراه صورية ( فهو لم يحصل على شهادة جامعية أصلا) وعندما تقدم بهذه الشهادة الجامعية إلى جامعة القاهرة كي يلتحق بها.. كانت الإجابة أن ذلك لا يجوز لأن أعلى شهادة حصل عليها وتعترف بها الجامعة هي دبلوم الزراعة المتوسط.
غالى شكرى هذا قاد حركة الثقافة في مصر أكثر من عقد من الزمان، وتولى رئاسة تحرير أكبر المجلات الثقافية، بل و الصفحة الثقافية في الأهرام نفسه.
غالى شكرى هذا وهو شيوعى طالما دبج مقالات المديح في العراق غير موقفه فجأة، ليؤيد الكويت ويهاجم العراق هجوما ضاريا، وكانت مكافأته: شقة فاخرة على النيل.
نعم يا أخى ويا قراء: انحراف الثقافة في بلادنا ليس انحراف خطأ في الفكر بل عمل مخابرات. لكنه لا يتم كما تعودنا في أعمال المخابرات من وراء الكواليس. كان ذلك يحدث عندما كان لدينا حكومات ودول، أو حتى أشباه حكومات و أشباه دول، الآن ليس عندنا أي من ذلك، لدينا أنظمة حكم محلية تدار مركزيا من واشنطن. وهكذا فإن ما يتقرر في أروقة المخابرات، تتلقفه أنظمة الحكم المحلى، لتوزعه على كل اختصاص، على الأمن والإعلام والثقافة.. وعلى التعليم. نعم .. حتى جامعاتنا فسدت وأفسدت و أُفسدت.
ولست أنسى أبدا عندما كتبت عن تاريخ الدولة العثمانية، تاريخنا نحن وليس التاريخ المشوه الذي كتبه الغرب عنا، أن جاءنى خريج من كلية آداب جامعة القاهرة، جاءنى يبكى وهو يقول: أنا متخصص في التاريخ، ومع ذلك لم أدرس شيئا مما قلت، لقد خدعونا وضللونا ودرسوا لنا الأكاذيب.
أعتقد أنني بهذا أجبت..

>>تابع

~~ ظايم الضد ~~ 20-09-2002 01:15 PM

"الساخر" : بما أن اللغة تعتبر من أهم مكونات الهوية العربية الإسلامية ..؟؟ هل يمكن أن يكون مشروع النهضة مبتدئا منها وبها..؟؟ أو يمكن تنحيتها..!!؟؟

الأمر أخطر بكثير مما يبدو..
ولكى ندرك أهمية اللغة العربية فى وجود الأمة العربية فلنسأل أنفسنا سؤالا غريبا: هل كان للغة العربية أن تقاوم الهجمات العسكرية والثقافية العاتية لولا نزول القرآن؟.. وهل كان يمكن للأمة أن تستمر مع انقراض لغتها؟.. أم أن ما كان سيحدث أن يبقى منا شراذم كالهنود الحمر.
إننى واثق أن القارئ سيشعر بالقشعريرة المرعبة لهذا الخاطر: ماذا لو لم ينزل القرآن؟.. ومع قليل من التمحيص سيدرك القارئ أنه كتاب حافظ على وجود أمة.. ولولاه ما بقيت.
ما نفاجأ نحن باكتشافه أدركه الغرب منذ زمان طويل وسلط سهامه على اللغة العربية، لم يسلطها على اللغات الصينية أو اليابانية أو الهندية أو حتى التركية والفارسية، كان التركيز على اللغة العربية، لأنه يدرك أنه إن نال منها فقد نال من القرآن، و إن نال من القرآن فقد انتهت مقاومتنا تماما.
بدأ الهجوم على الفصحى مع الاحتلال البريطانى لمصر على يد مهندس ري انجليزى كان من ادعاءاته المضحكة أن الفارق بين اللغة العامية واللغة الفصحى مثل الفارق بين اللغة الإيطالية واللغة اللاتينية، و أن العامة لا يفهمون على الإطلاق أى حديث بالفصحى، ورغم الكذب الفاجر فقد اتبعه بعض الكتاب المصريين والعرب منهم أحمد لطفى السيد وسلامة موسى، وكان من تلامذتهم بعد ذلك لويس عوض وغالى شكرى والاتجاهات اليسارية عموما.
المحزن، أن دعاة القومية ، الذين أصروا على تنحية الدين كعامل رئيسى فى وحدة الأمة، ووضعوا اللغة مكانه، كانوا هم أكثر من أساء إلى اللغة.
الكتاب الخونة أيضا، راحوا يشجعون العامية وهم يدركون أن يسلبون الأمة روحها، ويهدمون الأساس الذى روجوا به للقومية العربية.
اللغة ليست مجرد وسيلة للتخاطب، بل هى وعاء ثقافة الأمة ووسيلة التواصل بين أبنائها.
يقول أشهر النقاد فى العالم ت اس اليوت أن ثقافة الأمة هى دينها.
واللغة وعاء الثقافة..
لذلك فإن مجهود القضاء على اللغة العربية قد اقترن دائما بمحاولة القضاء على الإسلام.
ما ذكرناه هو بعد هام من أبعاد الهجوم على اللغة.
وثمة بعد آخر لا يقل خطورة.
وهو قضية العلاقة بين اللفظ والمعنى..
ولنبدأ بطرح القضية التى نقلها إلينا الحداثيون والعلمانيون و أدعياء الثقافة والتنوير من عباد الغرب والشيطان..
والقضية قضية لغوية.. وهى تنحصر فى التساؤل عن العلاقة بين اللفظ ومعناه أو كما يقول الحداثيون: العلاقة بين الدال والمدلول، ثم يتطور السؤال إلى: هل سبق اللفظ المعنى أم سبق المعنى اللفظ؟!!..
ما هى العلاقة بين الصوت الذى ينطلق من الحنجرة واللسان والفم وبين ما يعبر عنه هذا الصوت.
هل وجدت الأشياء أولا ثم أطلقت عليها الأسماء؟ ولماذا إذن لا تتشابه الأسماء فى اللغات جميعا؟. أم أن اللغة وجدت أولا بحيث أن مدلول اللفظ يكون كامنا فيه؟..
أطرح عليك هذا السؤال الذى يطرحه جهابذة عباد الشيطان:
لو أن الناس جميعا اتفقوا على إطلاق اسم: " لكب" على الكلب، هل كانت صفات الكلب ستتغير؟ أو أنهم أطلقوا اسم: " رشجة" على الشجرة.. أو أى اسم آخر.. لو أنهم سموها: " ذئبا " أو "كلبا" أو "ماء" فهل كان الأمر سيختلف. ثم: هل تمثل كلمة "الشجرة" الشجرة نفسها ، أم أنها تعنى غيابها؟ تعنى أننا عجزنا عن الإتيان بالشجرة فأتينا بكلمة بدلا منها، وبهذا يتضافر الحضور والغياب. ويصل هؤلاء إلى أن الناس اتفقت اعتباطيا على معنى كل لفظ، و أنه لا توجد علاقة على الإطلاق بين اللفظ ومعناه. و أن المجتمعات البشرية هى التى أعطت المعنى لكل لفظ.
لن نسوق إليهم الآن حجتنا اليقينية أن الله سبحانه وتعالى علم آدم الأسماء كلها.. هم أقل و أضأل من أن نسوق إليهم دليلا من القرآن الكريم.. ثم أننا نريد أن نكشف منطقهم من خلال منطقهم ذاته.
الفصل بين اللفظ ومعناه، أو بين الدال والمدلول كان بدايات أفكار البنيوية والتفكيكية التى انتشرت فى بدايات القرن العشرين على يد فلاسفة الغرب مثل دريدا وسوسير ورولان بارت وجاك كوهين وياكوبسون وغيرهم. بدأت بفصم عرى لا يتصور أن تنفصم، لكن هذا الانفصام كان نتيجة حتمية للفلسفة الإلحادية، ذلك أن الإنسان لا يتبوأ مكانه السامى إلا بإيمانه بالله. فإذا فقد الإيمان بالله ضاع، وتحول إلى مجرد حيوان، ووجب علينا أن نناقش الأصوات المنطلقة منه- من الحيوان- ولكان منطقيا أن نشك فيما إذا كانت هذه الأصوات المختلفة تعبر عن أى معنى.
كان منطقيا أن يتلو الكفر بالله الكفر بالإنسان أيضا.. ليكون مجرد حيوان..
وكان منطقيا أن تسقط كل القيم.. فالقيم لا تستمد قيمتها إلا من الله ومن كتبه ومن رسله.. و إلا فماذا يجعل الصدق خيرا وهو قد يضر؟ وماذا يجعل الكذب شرا وهو قد يفيد.. وماذا يجعل القتل جريمة وانتهاك الأعراض عارا والظلم سبّة؟!..
أدى الكفر بالله، وجحود نعمته علينا بتعليمنا الأسماء إلى فصم العري بين اللفظ ومعناه.. لكن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد.. لأن الحضارة المادية الملحدة التى عبدت المادة والعلم والعقل من دون الله ما لبثت أن اكتشفت قصورها جميعا وعجزها عن تلبية احتياجات الإنسان أو تقليل شقائه.
وهكذا أدت الفلسفات الإلحادية فى النهاية إلى سقوط الأرباب التى اتبعها أسلافهم فى القرن التاسع عشر لعبادتها من دون الله: المادة والعلم والعقل.
ولقد أدت العملية التفكيكية فى نهايتها إلى تجاوز الكفر بعالم الغيب إلى الكفر بعالم الشهادة! وسيطرت الفلسفة الألمانية وتكفلت ظاهرية هوسيرل وتأويلية هايدجر وجادامر برفض أى سلطات مرجعية، وكما يعبرون هم فقد انفرط عقد العالم بعد أن فقد كل شئ الإحالة إلى مرجع ثابت وموثوق به.
يرى ميشيل فوكوه أن كل عصر معرفى جديد يزيح العصر المعرفى السابق، وفى مرحلة معرفية سابقة تمت إزاحة المقدس من مركز الوجود ليحل محله العلم والعقلانية، أما فى المرحلة الأخيرة فقد أزيح العقل لتحل محله اللغة، ليصبح الشك وانعدام اليقين هو الحقيقة الوحيدة المطلقة، ويصبح لا ووجود حقيقيا لأى شئ خارج إطار اللغة.
لكن اللغة نفسها مراوغة والعلاقة بين اللفظ والمعنى فيها علاقة اعتباطية..
إذن: فقد انتهى كل شئ..!!..
أعرف أن الكلام صعب وغامض، بل أعرف أكثر من ذلك أن صعوبته لا ترجع إلى عمقه، بل إلى أنه هراء، سفسطة مجانين ، قد تبدو منهم هنا وهناك لمحات مبهرة كما تبدو من أى مجنون، نعم هراء أحمق مجنون يريدون منا أن نستبدله وهو الأدنى بالذى هو خير، أناس طمس الله على قلوبهم و أعمى بصائرهم فلا يفقهون، لكن المهم هنا، أن هذه الفلسفات النظرية تنجم عنها تطبيقات عملية نتلظى بنارها ونكتوي بنيرها.
الخطير فى الأمر.. الخطير جدا.. أن هذه الفلسفات والأفكار لا تدور فى فراغ.. بل إنها أشبه بدائرة التوصيلات الكهربائية والإليكترونية التى تشتريها مع أى جهاز كهربى تشتريه مع الجهاز فى كتيب يشرح تحول النظريات إلى تطبيقات. وهو كتيب لا يفهمه إلا الخبراء، وبالنسبة للشخص العادى فإن كلماته ورسوماته أشبه بالشفرة، لذلك فما من أحد منا يراجع خرائط التوصيلات الكهربائية والإليكترونية تلك – لجهاز تليفزيونه على سبيل المثال!. إنك تقتنى الجهاز واثقا فى أن من وضع هذه الرسوم لم يخدعك من ناحية، ومن ناحية أخري فإنك غير محتاج بالضرورة لفهم تلك الرسوم والخرائط كى تستطيع تشغيل أو مشاهدة جهازك التليفزيونى.
العلاقة يا قراء بين الفلسفات النظرية والتطبيقات العملية لها تشبه تماما ذلك المثل الذى طرحته عليكم.. تشبهه وتكاد تتطابق معه إلا فى شئ واحد.. وهو أنك لم تقتن جهازا للتلفاز بل قنبلة موقوتة ستنفجر فيك وتقتلك وتدمر بيتك وتشرد أهلك.. ومن هنا وجب عليك الرجوع إلى الرسوم لاكتشاف الخطر.
فلنتناول على سبيل المثال أحد التطبيقات العملية للفلسفة السابقة وللقضية اللغوية التى بدأنا بطرحها. تلك القضية الغامضة المكتوبة برموز كالشفرة لا يفهمها إلا مختص.
قلنا أنه لا وجود لشىء خارج اللغة ( والعبارة تبدو فى الظاهر بريئة، ويبدو أن معناها يفوق قدرتنا على الفهم، أو أنها بلا معنى، والواقع أنها بعد فك رموز شفرتها تعنى إنكار الذات الإلهية والأنبياء جميعا، كما يتضمن معناها فى ذات الوقت الكفر بالعلم والعقل) . كما قلنا أن ارتباط المعنى باللفظ هو ارتباط اعتباطى لم يرسخه إلا اتفاق الناس عليه آمادا طويلة، و أنه لذلك يمكن أن يتغير، لكن بشرط أن نفرض قطيعة معرفية مع الماضى كله، وهذا لا يعنى إلا الكفر.
كان هذا هو رسم الدائرة الإليكترونية الغامض الصعب والآن لننتقل إلى التطبيق.
إذ يترتب على ذلك أن كلمة الشذوذ الجنسي مثلا تحمل معنى اعتباطيا لفعل كريه يحتقره الناس، لكن هذه الكراهية والاحتقار لا تنجم من الكلمة ولا من الفعل بل من اتفاق اعتباطى طال عليه الأمد حتى أصبح كالحقائق الراسخة وما هو بحقيقة وما هو راسخ، لقد اكتسبت الصفة معانيها السلبية المهيمنة المهينة عن طريق استخدامها المستمر والمتكرر لإهانة الشواذ والتنديد بهم حسب قيم دينية و أعراف اجتماعية ومنتجات ثقافية تفرض معايير معينة، وترى الكاتبة الأمريكية الشهيرة جوديت باتلر فى كتابها: "مشاكل الجنوسة" أن على الشواذ والسحاقيات أن يصفعوا المجتمع بالكلمة بصفة متكررة ومستمرة، لأنهم بذلك سينجحون فى تغيير الأعراف المتحجرة وتفكيكها وتحطيمها، وبذلك تفقد كلمة شاذ " GAY" أو سحاقية : " LESBIAN " قدرتها على الإهانة، وربما يصل الأمر، كما يقول الدكتور عبد العزيز حمودة إلى استعمال هذه الصفات فى سياق المدح..!!
هل جال بخاطرك أن هذه العبارة البريئة الموجزة: " لا وجود لشيء خارج اللغة" يمكن أن تسفر عن هذا التطبيق البشع.. إباحة الشذوذ وتمجيده..
لن نتكلم الآن عن علاقة ذلك بقيام الغرب بالضغط على الدول الإسلامية لتعيين وزير شاذ أو رئيسة تحرير سحاقية، لن نتكلم عن ذلك فالعلاقة واضحة، لكننا نتكلم عن أمر آخر، أمر يدخل فى صميم همومنا.
ذلك أنه إن كانت تلك القضية اللغوية والخلفيات الفلسفية قادرة على قلب المعنى بهذه الطريقة، وإن كانت حققت نجاحات هائلة فى بلادهم، كما حققت نجاحا لا ينكر على أيدى الحداثيين والعلمانيين والتنويريين والتغريبيين فى بلادنا، إذا كانت قد نجحت فى ذلك، فلماذا لا تنجح أيضا فى وصم العمليات الاستشهادية بالعار والإثم الشديد، وفى اعتبار الجهاد معصية نظامهم الشيطانى الكبرى التى تستحق كل وسائل السحق والمحق.
نعم .. إن كانت قد نجحت فى ذلك فلماذا لا تنجح فى تحويل الحق إلى باطل والباطل إلى حق..
نعم.. لم تكن تلك أفكارا هائمة فى الفراغ بل كانت رسم الدائرة الإليكترونية الجهنمية المشفرة..
نعم.. و ما قالته جوديت باتلر فى مجال يقوله بوش فى مجال آخر.. وما نادى به دريدا يطبقه شارون ممتطيا نفس الفكرة والمنهج.
كل ذلك منطقى – بمنطق الشيطان – بالنسبة لهم ولتاريخهم الدينى والسياسي والاجتماعى. لكنه بالنسبة لنا كارثة ومصيبة وداهية وخيانة للأمة وتفتيت لها، فلماذا ساقنا حداثيونا إلى هذا المنعطف الوعر.
يقولها فلاسفة الغرب بوضوح أنه لا سبيل للتقدم إلا بالقطيعة المطلقة مع التراث، ومنه اللغة أما كتابنا الجهابذة كأدونيس وجابر عصفور والغذامى وكمال أبو ديب ، وصبيانهم كصلاح عيسي والغيطانى والقعيد، وكل كتاب السلطة، فيرون أن مجتمعاتنا لم تنضج النضج الكافى بعد، لذلك فهم يراوغون – بل يكذبون - فى إيصال المعنى إلينا. وبدلا من تلك الجملة الصريحة الواضحة القاطعة الناطقة بالكفر فإن الحداثيين فى عالمنا الإسلامى يستعملون جملا أخرى من نوع: "تحطيم القوالب المتحجرة الثابتة لمنظومة القيم البالية". وما يقصدون إلا القرآن والسنة. إلا الإسلام.
يصرخ الدكتور عبد العزيز حمودة فى كتابه المرايا المقعرة : أن هذا هو الرعب القادم، بل الرعب القائم، رعب فقدان الهوية كلها.. رعب ينتقل بنا من تفكيك اللغة إلى تفكيك الوطن.. ومن سيولة الأفكار إلى انهيار الأمم..رعب التلاشى والفناء تحت وطأة ضربات ساحقة غادرة .. بالتآمر مع حداثيينا..
هذا ما أريد أن أصل إليه..

>> تابع

~~ ظايم الضد ~~ 20-09-2002 01:37 PM

كان الحداثيون عندنا منذ زمان طويل يمهدوننا لتقبل منهج غريب علينا ، منهج شاذ وخطر، نبت من فلسفات شاذة ومريضة، كافرة ملحدة، ليس بالله فقط، بل بالإنسان أيضا، فلسفات ليس لها مبادئ ولا قيم، فلسفات لا تعرف العقل ولا المنطق، ولم تسمع عن العدل والرحمة والإنصاف، فلسفات لم تقتصر على التعامل مع الإنسان كحيوان بل كشيطان مريد. فلسفات مجرمة أنبتت شخصيات مجرمة كشارون وبوش..
لم تكن وظيفة حداثيينا إلا تلك.. وما منحوا الشهرة والمجد والانتشار الذائع إلا من أجل أن يقوموا بهذا الدور.. وكانت المخابرات الأمريكية هى التى تمول كل ذلك.
كان الإسلام هو العقبة الكئود أمام الحداثة.. وكان عليهم أن يفرضوا القطيعة بيننا وبينه كى ينفردوا بنا..
ولكى يفرضوا القطيعة كان عليهم أن يمحوا اللغة العربية كي نقرأ التاريخ الإسلامي وتراثه و أدب العرب بأعينهم لا بأعيننا.
فى كتاب: " حصوننا مهددة من داخلها" يكشف الدكتور محمد محمد حسين أمر الحداثيين والعلمانيين والمستغربين ودعاة التنوير والثقافة، يكشف دسائسهم التى يلقون عليها حجبا كثيفة من الرياء. والنفاق ، حين يندسون بين صفوف الأمة، يتظاهرون بالغيرة على إسلامنا وعلى عروبتنا ، حين تنطوي ضمائرهم على فساد العقيدة وحين يعملون لحساب العدو الذي يستعبدنا ولحساب الصهيونية الهدامة التي لا تريد أن تبقى على بناء قديم .
يصرخ الدكتور محمد حسين: هؤلاء هم أخطر الأعداء ، وهم أول ما ينبغى البدء به في تطهير الحصون وتنظيف الدار ، لأن الأعداء والمارقين ظاهر أمرهم لا يخفون، وهم خليقون أن ينفروا الناس ، فهم كالمريض الظاهر يتحاشاه الناس ولا يقتربون منه . أما هؤلاء فهم كالمريض الذي لا يظهر المرض على بدنه ، فالمخالطون لا يحتاطون لأنفسهم في مخالطته .
ويتهم الدكتور حسين أعداء الأمة هؤلاء من المنافقين والضالين والمضللين بأنهم يزينون للأمة الباطل زاعمين لها أنه هو سبيل النهضة ، ويوهمونها أن كثيرا من عاداتها الصحيحة الأصيلة هى من أسباب تخلفها وضعفها ، ويزجون بها فيما رسمته عصابتهم من قبل وما قدرته من طرق ومسالك " .
ويكشف الدكتور حسين أن هؤلاء المنافقين قد اشتراهم الغرب كى يكونوا حراسا على أوطاننا التى حولوها إلى سجون. فيقيموا فيها معبدا يسبح كهنته بحمد آلهتهم التى يعبدونها من دون الله . وينكل بالذين ينبهون النائمين والغافلين والمخدوعين ..
تحت رعاية الحداثيين – عبدة الشيطان - كنا ننتقل من الإيمان إلى الكفر تحدونا سياط حداثيينا قبل سياط جلادينا وقبل سياط شارون وبوش. كانوا يقيمون دعائم مملكة الكفر.. وكانوا قد تسلحوا بمقولة قاطعة خدعوا بها الأمة فاستجابت أو رضخت.. ذلك أنهم وهم يقيمون مملكة الكفر منعونا من استعمال السلاح الوحيد الذى كان يمكن أن يحمينا من مكرهم .. ألا وهو الحكم عليهم بالكفر.. و أصبح التكفير رجعية وتخلفا، وأصبح التخلف جمودا، و أصبح الجمود أصولية، و أصبحت الأصولية تطرفا وأصبح التطرف إرهابا.. و أصبح الاستشهاد انتحارا كما أصبح الطفل الذى يحمل حجرا يهدد الأمن والسلام العالميين أما استخدام الطائرات والدبابات فى سحق المدنيين فهو دفاع مشروع عن النفس.
لكن.. لماذا نرفض كل ذلك وقد اقتنعنا من قبل بالقطيعة مع التراث .. وباعتباطية العلاقة بين اللفظ والمعنى..؟!!
إننى أريد أن أعود هنا إلى نقطة هامة.. وهى أن القارئ العادى، وحتى المثقف، عندما يقرأ شيئا من تلك الأبحاث التى يروجها الحداثيون كقضايا لغوية أو فكرية أو فلسفية، فإنه فى أغلب الأحوال ينصرف عنها، تحت راية أنه علم لا ينفع وجهل لا يضر، فإذا حاول الفهم، فإنه فى أغلب الأحوال لن ينجح فى الفهم، ليس لقصور فى عقله، ولكن لأن الحداثيين فى بلادنا كما ذكرت يكذبون، يتحدثون بمنطق العصابات التى تتحدث بشفرة لا يفهمها إلا أفراد العصابة، فإذا حدث أن سمع حديثهم شخص من خارج العصابة فإنه لن يفهم أبدا ما يعنونه. هذه الآلية الخبيثة المجرمة تمكنهم من التسلل إلى قلب الأمة كما يتسلل الصدأ إلى الحديد. فى سرية، وفى خفاء، دون إعلان، ودون فهم، ويستمر الأمر على ذلك المنوال حتى ينهار البناء فجأة.
تعامل الحداثيون فى بلادنا مع القراء كما تعامل الباطل مع الحق فى القصة الشعبية المتوارثة المشهورة.. حين كان الحق والباطل على سفر وكانا لا يملكان إلا بعيرا واحدا فاختلفا على من يركبه.. واتفقا على الاحتكام إلى أول من يلتقيان به.. وظلا يسيران حتى لقيا رجلا سليم النية خالى الطوية – تماما كقرائنا – وهنا سارع الباطل إليه ليسأله:
- ما رأيكم يا شيخنا: من الذى يمشى.. الحق أم الباطل؟..
و أجاب الرجل على الفور:
- طبعا الحق هو الذى يمشى..!!
وخسر الحق القضية..!!
خسر الحق القضية كما خسرتها الأمة حين حكم الحداثيون عليها بأن الغرب هو الذى يركب والإسلام هو الذى " يمشى:"!!..
نعم.. تعامل حداثيونا مع الأمة بهذه الطريقة.. و أخفوا عنها طول الوقت الخلفيات الفلسفية الإلحادية لفكرهم وللقضايا التى يطرحونها ، بل تعمدوا الكذب الصريح والتضليل الواضح فى أحيان كثيرة، تعمدوها مثلا عندما خلطوا ما بين الحداثة كفلسفة كافرة مجرمة علينا أن نحاربها جميعا، وبين التحديث كهدف علينا أن نسعى جميعا إليه.. وتعمدوها عند الخلط ما بين العلمانية والعلم.. وبين التشريع الإلهى والبشرى .. وبين التحرير والتعهير.. وبين التنوير والتزوير.. ويتصل بذلك كله محاولتهم تقويض بناء اللغة، وبناء الشعر، وما الشعر الحداثى و أدونيس، والشعر النبطى إلا أمثلة على ذلك.
كانت السلطة تساعدهم وكان الغرب يسيدهم كما يسيد العدو كل خائن لأمته: قارنوا مثلا الفارق فى التعامل من السلطة ومن الغرب معا مع شخصيتين: مع الشيخ عمر عبد الرحمن فك الله أسره والدكتور نصر حامد أبو زيد قبح الله وجهه.
كان الاستثناء الهائل الذى زلزل الحداثيين هو القضية التى عرفت بأزمة الوليمة.. كانت كالدخان الذى يخرج الثعالب من الجحور.. وربما تقبع القيمة الحقيقية لهذه القضية، فى أنها كشفت للناس الشفرة التى يستعملها الحداثيون، جعلتهم يتحدثون إلى الناس بنفس الألفاظ التى يتحدثون بها إلى بعضهم البعض.. إلى أفراد العصابة.. وهكذا تم كشفهم الاكتشاف الكامل والنهائى.. ووضحت للناس أن ما يحملونه فرحين ليس جهاز تلفاز أو لعبة إليكترونية سيسعدون بها بل لغما شديد الانفجار سيدمرهم.. أسقطت تلك القضية الأقنعة عن الوجوه الشائهة.. و أدرك الناس لأول مرة أن حرية الفكر لم تكن تعنى أبدا حرية الفكر.. ولا حتى حرية الكفر.. بل كانت تعنى التآمر على إيمان الناس وتحويلهم إلى الكفر.. ومن لم يتحول أبيح دمه..
وفهم الناس لأول مرة أن الإبداع يعنى أشد الألفاظ بذاءة وسوقية.. و أن الإبداع يزيد كلما وجهت هذه الألفاظ البذيئة والسوقية إلى مقدساتنا.. فإذا وصل الأمر إلى سب الذات الإلهية والسخرية من الرسول المصطفى صلوات الله وسلامه عليه، و إلى إهانة القرآن الكريم فقد وصل إلى عالم الذرى ..
أدرك الناس المعنى وفهموا الشفرة واكتشفوا أنهم لا يتعاملون مع مبدعين ولا مفكرين ولا فلاسفة و إنما مع حثالة بشرية مرتدة خائنة وعميلة وسافلة ومنحطة..
بعد هذا الانفجار توالت الاكتشافات..
وكما سقط العقل والعلم والمادة فى عالم الحداثيين راحت رموزهم تسقط رمزا خلف رمز.. فى فلسطين وأفغانستان والشيشان وكشمير و.. و.. و..
سقط وهم الديمقراطية وتبدى وجهها دون قناع كمسخ مشوه مروع ومقزز ورهيب ..
سقطت فكرة العدالة البشرية عندما أسفرت عن ظلم وحشى مجنون ..
سقطت منظومة ادعاء حقوق الإنسان عندما سحقت حقوق الإنسان بمباركة فلاسفة العالم ومنظماته الدولية..
سقطت المنظومة الغربية كلها تحت حوافر الغبى المجنون جورج بوش، وهو يبيح لنفسه ما حرمه الله سبحانه وتعالى على نفسه، الظلم، نعم سقطت المنظومة والمجنون الغبى يعلن الحرب على الإسلام ويريد منا تعديل القرآن إن لم يمكن إلغاؤه، سقطت والغبى المجنون يعتبر الوحشية رقيا والقتل تحضرا، والاستهانة بأرواح مئات الآلاف حضارة، سقطت والغبى المجنون يدعم السارق ضد المسروق منه، والجلاد ضد ضحيته، وأيقظ الغبى المجنون ما كانت آلات إعلامهم الجبارة قد نجحت فى إيهام العالم به من أن القيم البشرية المطلقة قد حلت محل المقدسات جميعا..
والغبى المجنون اعتبر العالم معرضا للخزف فراح يجوس فيه ويحطم أو أنه تصرف كقرد تسلل إلى متجر فراح يبدل أماكن لافتات الأسماء دون أن يبدل معها الأشياء فإذا الشجاعة جبن وإذا الجبن شجاعة وإذا الديموقراطية ذات أنياب.. و إذا الشجرة " رشجة" و إذا الكلب " لكب أو بكل" ..!!
لقد علم الله آدم الأسماء كلها وهذا الغبى المجنون على رأس صف طويل من الحداثيين يحسبون أنهم قادرون على تغيير تلك الأسماء التى علمناها الله..والغبى المجنون لا يفهم أنه ليس له إلى ذلك من سبيل إلا إذا استطاع أن يأتى من المغرب بالشمس التى يأتى بها الله من المشرق..
نعم فى خلال ثلاثة أعوام سقط ما ظل الغرب – وحداثيونا – يضللونا به ثلاثة قرون..
يا قراء: إن ما يفعله بوش وشارون ليست مجرد تصرفات مجنون فقد عقله و إنما هى النتيجة لفكر شاذ وفلسفات مريضة و أفكار مجرمة تعتمد كلها على الكفر بالله.. وعلى القطيعة مع التراث وعلى تدمير اللغة العربية..
ونفس هذا الفكر الشاذ والفلسفات مريضة و الأفكار مجرمة هى تماما ما راح حداثيونا ينثرونها فى أمتنا كالوباء..
نعم يا قراء.. خدعنا الحداثيون وخانونا..
ولم يكونوا يناقشون قضايا: العلم فيها لا ينفع والجهل بها لا يضر..
لقد تآمروا علينا وخانونا.. وكان المنهج الذى حاولوا ترويجه طيلة الوقت هو نفس المنهج الذى اتبع لتبرير الاستعمار و الإبادة والظلم.. كما اتبع لنزع سلاح الأمة الوحيد فى المواجهة: ألا وهو عقيدتها وهويتها والتى لا يمكن لها أن تحافظ عليهما ما لم تحافظ على لغتها..

>>تابع

~~ ظايم الضد ~~ 20-09-2002 01:51 PM

"الساخر" : في لقاء مع أحد النقاد العرب المعاصرين قال :
(( لدينا أخلاق فكتورية جعلتنا نهمش نصف اللغة )) هل الأخلاق تقف حجر عثرة في اكتشاف اللغة..؟؟ وهل يمكن اعتبار هذه دعوة للإباحية من خلال اكتشاف وتفجير اللغة..؟؟


يا لها من وقاحة..
أخلاق فيكتورية؟.. لن نتساءل عن الأخلاق الإسلامية فأمثال هذا الناقد على عداوة مبدئية معهما.. مع الإسلام والأخلاق معا..
نهمش نصف اللغة؟
لكننى سوف أثبت لكم أنه كذاب أيضا..
سأعرض عليكم بعض ما جاء فى كتاب أصدرته وزارة الثقافة المصرية عن عشرين شاعر حداثى، وزارة الثقافة، وليس مجلة حمراء ولا صحيفة صفراء، ولكم أن تتخيلوا ما يفعله القطاع الخاص، ولكم أن تتساءلوا بعد أن تقرءوا أى نصف آخر للغة يريد هذا الناقد الوقح أن يحييه:
هذه المقتطفات مما يقولون أنها شعرهم الجديد.. وليست شعرا ولا نثرا وإنما إفرازات نفوس مريضة شاذة..
فلنقرأ نماذج من هذا الشعر:

" وكأن الله سيعمل منذ اختفت الأرض جميعا
تحت رؤوس الناس
جليسا للأطفال
يعلمهم آداب الحب
وفقه اللغة ".. .
**
مراكز عبادة بنيت مناصفة..
بين عرق الرجال والمومسات..
**
سماوات بأعضاء تناسلية..
وآلهة..
تنتف شعرها بسكر رخيص..
**
لن تخسر شيئا إذا ألغيت الرحلة ..
يمكنك أن تستغنى عن الله ..
وتكلمنى..
**
فلنبدأ الحفلة الآن..
ليرقص القتلة واللواطيون..
مع الملوك والقديسين..
ولتبارك العاهرات هذا العرس بدلا من الكهنة..
ليكون لهذه الليلة نسل جميل..
أرغب أن يخرج من هذه القصيدة كلب..
أتملقه بحلمة راقصة..
أغريه بحرف ناعم..
بواو كذنب كلبة مستعدة للمضاجعة..
يصور أكثر الكلبات شيقا فى التاريخ..
كلب أو أى تسلية أخرى..
حتى نهاية القصيدة..
ماذا يمكن أن أفعل غير هذا..
أجذب الرب من رقبته وأدعوه إلى الرقص..
**
الأبدية ستدلى أثداءها وتقول:
خذوا الله..
أخيرا سيقدم شفتيه..
**
فهل تعرف الآن أنى تشبهت بالأولين..
وأحرمت ثم سعيت..
وطوفت بالبيت سبعا..
وطوفت حتى تفجر بين ذراعى ماء..
فيممت صوب الصفا..
وتصايحت: زَمْ-زَمْ
**
لماذا تغير مجرى الكلام؟
لأنى سليل بلال..
تلقيت وحيا فرددت أنى ارتددت..
وأذنت فى الناس حتى يكونوا العصاة..
**
وكيف يكون شكل الله فى ملكوته الخالى؟
سوى من سقط تفاح وثعبان وتسبيح الملائكة الرتيب..
ونحن نهبط فى الضحى العالى..
ونجمع فى مباحات الحياة..
من غير إثم أو صلاة..
**
"العضو الناشز تحت فضاء البطن جميل ..
هذا ما سواه الأب الله.."
**
" واتخذى من كلمات الله غطاء مثل البحر إذا ما نفد البحر فليست تنفد فاتخذت "
"يأتيهن النبق من السدر المخضود.. أفرد جسمى فوق فراشى من عهن منفوش .."
**
" فالتحمت
واتكأ عليها كوع الله
واحدث ثقبا
يكفى أن يدخله الرجل
فتحمل عنه الوحدانية
كل شظايا الكون " ...
**
"وأنا مرح دون مناسبة أصرخ فى البرية يا قوم قد زهق الحق وجاء الباطل ، إن الباطل كان فعولا "..
**
" رأيت يد الله تأخذ من طينتى وتكور نهديك
تأخذ من طينتى وتدور فخذيك
تأخذ من طينتى وتقبب سرتك"..
**
" رأى طائرين على نهد عاشقة يسفدان ، رأى كيف تخرج من سرة امرأة جنتان. رأى امرأة وهي تدعك نهدين مندلعين بماء الذكورة "..
**
“.زملينى أنا العاشق المرتبك"
"دثرينى وخلى نهودك تحرث قلبى بنصلين من وبر"..
**
زمّلونى.. زمّلونى..
من حروفى ومن فنونى..
فى مغارات المحاولة..
البلابل دخّلونى..
**
" زملونى زملونى يا خاصتى الأقربين
واخضعوا مليا مليا فى حضرة البنفسج اللعين"..
**
"دثرينى دثرينى
ورطبى لى جبينى
النار فى عيونى
والريح فى يقينى
**
"شعائر دهن الثدى بالمانجو والتقاطه باللسان
**
وإن أبطأت قليلا ..
فاستيقاظك
يسعى خلف عسيلتها
و إذا ما بلغ الذروة
يسند كفا فوق الحوض..
وكفا تحت الإبط
يعلق ساقا فوق الكتف اليمنى
ساقا فوق الأخرى
ينتزع الأشواق جميعا
كيما تصعد فى ناموس الكون
**
ولا تذكروه بحواء
حتى تعود من البوتيك
ومعها السوتيان والكيلوت
معها المانجو"
**
" يصلح أن يلتصق بأعشاب الإبطين ، وأعشاب صالحة أخرى
دم لايتنزل من أعماق الفرج"
**
"كيف يكون لعابك غير لعاب العضو"
**
" السائل المنوى الأصابع الإبط اللسان القضيب
الرعايا الأسرى الرعايا
ها ها ها
هى هى هى "
**
" لن أسألك عن العجوز الذى كان يقرصك/ فى ثديك الأيمن(..) / فقط . . / ساكون حذرا من الدبابيس التى تكمش فتحة السوتيان / من القطط التى ترعى صمتك / وتمسح فروتها فى نهديك / خلسة / بمكر / خاص . . جدا
**
ثمة شياطين ملهمة / فكى شرائط الستيان / واتركيها تلفلف الفضاء على جسدك
**
يقبلها، يأخذ من ريقها، وتأخذ وترتخى وسيدها، يفرك حلمتها فتوسع عينها وتميل مع حركته ، تتألم وتنتشى. حتى تنز بمائها فتصرخ..
خذنى..
أريد أن أشعر بثقلك علىّ..
**
"سنذهب إلى أمهاتنا إذن
بلا أوسمة
بملابس داخلية غير مبقعة"..
**
"رغم الأفخاذ المتسلخة تعودين أجمل لكننى فقدت عادة الاشتهاء.."
**
" أبعدى نهديك : جبلين شاهقين
بينهما ثعالب ظمأى إلى جسدى
أبعدى فخذيك :
بينهما مستنقع ملىء بالكلاب المسعورة"..
أبعدى .
أنت وسخ..
جبال عينيك لا تلد إلا الحيات "
**
"عورة أمى تنكشف / ولكنها تلملم الروث "..
***
هل هذا هو الإبداع الذى يمثل نصف اللغة الذى يتباكى عليه الناقد الوقح..؟!..
لكن من المؤكد أن الناقد الوقح لا يقصد أيا من ذلك، لأنه كله منشور، إنما يريد الساقط ما هو أكثر.
هل الأمر مجرد إنقاذ نصف اللغة من التهميش؟..
أم أن الكارثة أبعد وليس ذاك إلا جزءا من المؤامرة الكبرى على أمة لاإله إلا الله محمد رسول الله..
أذكركم يا قراء بأضلاع المؤامرة: الاستشراق والتبشير والاستعمار، ثم التعليم والإعلام والثقافة.
أذكركم يا قراء بأن ميليشيات الثقافة التى تطالب اليوم بانتهاك كل المحرمات والجرأة على كل المقدسات كانت حتى عقود قليلة تواجه مستنكرة بمنتهى الاشمئزاز من يخالف تعليمات صنميهما ماركس ولينين اللذان حرما الموسيقى الكلاسيك وتمثال فينوس باعتبارها رموزا امبريالية..
تذكروا يا قراء أن اللغة ليست مجرد وعاء ثقافة الأمة بل هى وهج وجدانها وبصمات تميزها وهويتها وتجاربها فوق أنها مستودع القرآن الكريم والحديث الشريف وتراث الأمة.. و أنهم فى الغرب عبر وكلائهم الخونة قد حرصوا دائما على محاولة تدميرها كى يعزلونا عن ماضينا المجيد.. وما أقوله ليس مجرد استنتاج شخصى بل تعج به كتب لا تنشرها وزارة الثقافة ولا تذكرها وسائل الإعلام.. يأتى فى هذا الإطار محاولات الاستعمار الدؤوبة لنشر العامية وكتابة اللغة بحروف لاتينية و.. و.. و.. ولقد نجحوا فى بقاع كثيرة من عالمنا الإسلامى..
وتذكروا يا قراء أنه عند ترجمة الإنجيل فقد رفض المستعمر أن يقوم على ترجمته أدباء مسيحيون كبار خشية أن تساعد ترجمته الفصيحة على تدعيم اللغة العربية..
إن عزل الأمة عن تيار لغتها الحقيقية يعزلها عن ماضيها وعن دينها المتمثل فى القرآن والحديث النبوى الشريف..
فهل يتصور منكم أحد يا قراء أن من يعتبر هذا الكلام الفاحش البذىء -الذى أوردنا منه مجرد نماذج- يستطيع أن يقرأ بعدها القرآن أو الحديث أو التراث..
يا ناس: الأمر ليس خبط عشواء بل خطة هائلة ومؤامرة كاملة..
هل تريدون نموذجا آخر من الفحش المنشور..
في رواية بيضة النعامة لرؤوف مسعد تبدأ الرواية - وهى سيرة ذاتية أكثر منها رواية - بفصل من أقل من صفحتين بعنوان المطاردة ، يكاد أن يكون منقولا من مذكرات شريف حتاتة: " النوافذ المفتوحة"، عن خادم يمارس الجنس مع طفل الأسرة، بتواطؤ مشترك، وما أن تفرغ من الاشمئزاز الأولى حتى تفاجأ بعنوان يقول : " كيف خدعت أمى الصعيدية الرب فى الأعالى" ، ثم عنوان آخر " :هل يمكن السير فى مظاهرة بدون ملاحظة أرداف من أمامك من البنات؟" ثم يتلو ذلك طوفان من الجنس المكشوف لا يمكن لبشر سوى أن يفعله فى حياته مهما بلغت بذاءته، وليس هذا أدبا و إنما قلة أدب، ونحن لسنا ضد الحرية التى يحتاجها أديب حقيقى كى يصوغ رؤاه، لكنها تلك الرؤى التى يعبر عنها أدب يقترن بنماذج السلوك المتحضرة المقبولة من مجتمع ما، ثم إن الأدب كما يعرفه الدكتور محمد عنانى فن جميل يتوسل باللغة، دعنا إذن من ركاكة أسلوب رؤوف مسعد، و أخطائه النحوية والإملائية ولغته العامية، دعنا من افتقاد الحبكة، دعنا من نوع الحكايات نفسها، واجلس فى أى ماخور يرتاده حثالة السفلة وستسمع منهم حكايات لا تقل تشويقا و إثارة وفحشا عن حكايات رؤوف مسعد، أو تابع أى قناة جنس لترى كل ما أورده رؤوف مسعد كتابة بالصورة والصوت على شاشتك ، دعك من مأساته كيسارى ماتت أوثانه وخانه من جعلهم فى مصاف الأنبياء ، وحطمه نظام سجون فى بلاده، يسعى إلى تحطيم ضحاياه وتحويلهم إلى مسوخ بشرية، ذلك كله ليس ما أفزعنى، المهم، المفزع والجديد ما وصل إليه رؤوف مسعد حين راح فى روايته أو سيرته يدافع عن الشذوذ الجنسى، فى بلد الأزهر والشهداء والقديسين، يدافع رؤوف مسعد عن الشذوذ الجنسى، ويدين اليساريين أصدقاءه ويتهمهم بالنفاق، لأنهم فى مجالسهم الخاصة يذهبون إلى ما يذهب إليه، لكنهم للجبن وبقايا البرجوازية فيهم وافتقادهم الشجاعة مثله لا يجرءون على مواجهة المجتمع بأفكارهم تلك..
يصف الكاتب – على سبيل الإشادة وليس الاستنكار- كيف تبدأ علاقات الشذوذ فيقول:
" تبدأ الأشياء الصغيرة فى النمو، اهتمام كل منهما بالحياة اليومية للآخر، خلق واحة مشتركة فى بحر الرمال هذا،ثم بداية البوح التدريجى، إنه يبدأ بالبوح الجسدى، تلامس الأصابع، تشابك الأيدى، اهتمام الواحد بجسد الآخر، و إذا أسعدهما الحظ فإنهما لا ينكشفان تحت النظرات الفضولية المستريبة، إذا أسعدهما الحظ فبإمكانهما أن يسكنا فى زنزانة واحدة و أن ينقلا برشيهما ليتجاورا أثناء النوم، ليقوم أحدهما فى النهاية بالحركة المؤجلة، ويخطئ من يظن أنها علاقة مشابهة لتلك الموجودة فى جرائم غير جرائم الرأى، ليس هنا أى مجال للمقارنة، إن الجسد يتجرد هنا من فعل ليصبح حالة، من إفراز إلى بوح، ليس هنا فاعل ومفعول به، بل واحد وواحد فى حالة متساوية ومتشابهة من الرغبة فى مساعدة الآخر على تخطى الحبسة .."..
يتحدث رؤوف مسعد بعد ذلك عن لقائه بصديق يسارى فاتحه فى أنه سيكتب فى هذا الموضوع لكن الصديق يحذره، لا من بشاعة الفكرة بل من التشهير، فيخيب أمله فيه، فقد اتخذ هذا الموقف رغم أنه كاتب كبير .."..
"التقيت اليوم مع صديقى (ص) قلت له أننى أود أن أكتب كتابا عن فكرة استخدام الجسد فى أغراض مختلفة، قلت إنى أود أيضا أن أكتب عن السجناء الذين كان معى فى الواحات وقبلها في سجن القناطر وفى سجون أخرى عن العلاقات التى تتم بين المسجونين وبعضهم البعض، لم تعجبه فكرة الحكى فى هذا الموضوع قال : إن المباحث وغيرها من الجهات المعادية سوف تنتهز الفرصة لمزيد من التشنيع على الشيوعيين والديموقراطيين الذين يدخلون إلى السجون فى بلدنا بانتظام، حاولت أن أشرح له فكرتى، وهى أن الجسد هو الشىء الوحيد الذى يبقى للسجين بعد أن تأخذ منه إدارة السجن كل شىء أوراقه كتبه خطاباته ملابسه وحتى شعر رأسه باختصار هويته لا يبقى له من نفسه سوى عقله وجسده قلت له: حتى الجسد تحاول الإدارة أخذه منه .. الحمامات الجماعية والمراحيض التى ليس لها أبواب.. جرادل الخراء فى الزنزانة المغلقة لأكثر من عشرين ساعة فى اليوم.. باختصار سحب كل الخصوصية.. الخطابات تمر على الإدارة و أنت ترسلها و أنت تستقبلها .. إذن فمحاولة استخدام الجسد بوساطة السجين السياسى - و أكدت هنا على السياسى للحفاظ على آدميته المهدرة والتمسك بمساحة من الرغبة فى الحب المتبادل فى العطاء لشخص بعينه.. لاحظ هنا مبدأ الاختيار المنعدم تماما فى الحياة اليومية فى السجن.. كل هذا يعطى السجين فرصة شديدة الخصوصية فى التعبير بجسده ومن خلاله وعن تمسكه بنفسه وبروحه .. هو لم يقتنع مع أنه كاتب مهم.." ..
أعتقد أن القارئ مثلى، فى خضم عارم من الاستياء والاستنكار والاشمئزاز والقرف لا يحتاج إلى أي تعليق منى..
***

>>تابع

~~ ظايم الضد ~~ 20-09-2002 02:04 PM

فى كتاب آل شاتيلييه: "الغارة على العالم الإسلامى" يصف كيف وضع العالم الغربى العالم الإسلامى داخل أسلاكه حيث أحكم حصاره كى يحول دون تحرك فعالياته الثقافية..
***
يترتب على ذلك أن المثقفين المستغربين – فضلا عن أنهم ليسوا مثقفين لا بالمفهوم الغربى ولا بالمفهوم الإسلامى- ليسوا هم الذين يمثلون الأمة ، لقد انفصلوا عن أمتهم وانفصلت أمتهم عنهم، تغربوا فاغتربوا. ولقد نشرت صحيفة الأسبوع المصرية بحثا عن توزيع كتب هذه النخبة المثقفة المستغربة، وكانت أقوال الناشرين مذهلة، فمعظم هذه النخبة المثقفة لا توزع كتبهم على الإطلاق، قال ناشر أن كتاب واحد من أساطينهم قد وزع ثلاثة نسخ، وقال الآخر أنه يتحدى أى واحد من تلك النخبة المفروضة على الأمة أن يتجاوز توزيع أى كتاب له 300 نسخة..
ولو أن الأمر ترك لآليات المجتمع والثقافة دون تزوير لسقط أفراد هذه النخبة المثقفة على الفور.. تماما كما سقط جيش أنطوان لحد فى جنوب لبنان بعد أن تخلت عنه إسرائيل – على العموم فإنهم ليسوا سوى جيش أنطوان لحد آخر مزروع فى قلب الأمة الإسلامية- لكن أعداء الأمة قد وجدوا حلا لاغتراب نخبتهم عن الأمة وانصراف الأمة عنهم، ففى الصحف الحكومية، ومعظم الصحف فى العالم الإسلامى حكومية بصورة أو بأخرى، فيها متسع لهؤلاء الملفوظين من أمتهم، فيها – كما فى التليفزيون والمؤتمرات – متسع لفرضهم فرضا ولإقصاء غيرهم ممن يملكون فكرا يمكن أن يتفاعل مع هذه الأمة..


***
هل تريدون نماذج أخرى من الفحش ترد على الناقد الوقح الذي يتباكى لأننا نهمش نصف اللغة؟
صحيفة الميدان، العدد 385 ، نشرت دراسة للصحافى وحيد رأفت يفضح فيها إنتاج أولئك الحداثيين، وكيف أن شاعرا كبيرا قرأ قصيدة أحدهم فكتب مقالا فى مجلة روز اليوسف - المعروفة بتوحهاتها الحداثية - يصرخ فيه : شعر هذا أم شذوذ.
وتواصل صحيفة الميدان - وهى حداثية!- : شاعر آخر كتب قصيدة عن زواج أبيه بعد موت أمه من امرأة أخرى .. يعبر فيها عن سعادته لأن أباه سيمارس معها الجنس من المؤخرة.. شاعر ثالث منهم ماتت جدته ودخل يغسل جثتها مع أبيه ولفت نظره أنه يراها عارية لأول مرة فمد يده إلى فرجها.
وتواصل صحيفة الميدان لتنقل إلينا حكاية ديوان " ليكن" لهدى حسين والتى أسست فى ديوانها مدرسة جديدة فى الشعر هى مدرسة شعر المراحيض. إنها تشرب القهوة مع عشيقها فى المساء فتغرق فى التأمل : كيف ستطرز هذه القهوة برازها فى الصباح!!.. وفى قصيدة (!!) أخرى تصف ممارسة الجنس بينما تمسك شرجها كى لا يفرغ فضلاته!!.
وتواصل الصحيفة وصفها لهؤلاء الأدباء الذين تطبع لهم وزارة الثقافة مثل هذه الأعمال فيذهبون ليدخنوا الشيشة على البارات فإذا ما هاجمهم أحد صرخوا فى وجهه: أنت ضد جرية الإبداع.

***
ثم يزعم الوقح أننا همشنا نصف اللغة، وهذا الوغد لا يهدف إلا إلى تهميش النصف النظيف الباقى كي تحل محله مثل هذه اللغة الساقطة.
***
مع الانهيار الشامل لم يعد لدينا نقاد حقيقيون إلا كاستثناء. الموجودون فى الساحة هم مزيج من العملاء والخونة والمأجورين لترويج اتجاه ودحض آخر.. حتى لقد شاعت مقولة تقول: " النقد مقابل النقد" وهى تعنى أن الناقد لم يعد يكتب نقدا إلا إذا حصل مقدما على نقود، و أن اتجاه نقده تحدده كمية هذه النقود.


>>تابع

~~ ظايم الضد ~~ 20-09-2002 02:35 PM

"الساخر" : في الآونة الأخيرة ومع ظهور كثير من الروايات التي تتعرض للذات الإلهية والضجة الإعلامية حولها هنا أسئلة تتبادر من خلالها:
· ما الهدف من وراء مثل هذه الكتابات غير السوية ..؟؟
· هل المفكرون الإسلاميون بحملتهم ضد هذه الروايات ساهموا بطريقة غير معتمدة في ترويجها وانتشارها..؟؟


الهدف هو الإسلام. ليس الإسلام كديانة من الديانات، بل لأنه الدين، نعم هو الدين ولا دين سواه، الدين الوحيد والقادر على مواجهة انحراف التاريخ ومنعه.
لقد حكيت لك في إجابة سابقة عن نماذج الأدب – أو على الأحرى قلة الأدب والعهر والفجور- الذي يروجون له ويريدون أن يسود.
إن أفدح الأخطاء التى يمكن أن نقع فيها أن نتصور أمر هذه الكتابات التى وصفتها أنت بأنها غير سوية هي أمر اختلافات رؤى ومذاهب. أو حتى مجرد انحراف في الأدب والفكر.
الأمر أخطر من هذا بكثير .. ولقد علق عليه أستاذنا العلامة محمود شاكر رحمه الله بأن هذا الانحراف إنما يرفع اللثام عن أخطر ميدان من ميادين الصراع الحضارى والعسكرى والدينى بيننا وبين الغرب، وهو ميدان الثقافة والأدب والفكر جميعا، ويزيده خطرا : أن الذين تولوا كير هذا الصراع ، والذين ورثوهم من خلفهم ، إنما هم رجال منا، من بنى جلدتنا ، من أنفسنا، ينطقون بلساننا، وينظرون بأعيننا. ويسيرون بيننا آمنين بميثاق الأخوة فى الأرض أو فى الدين، أو فى اللغة أو فى الجنس ويزيد الأمر بشاعة : أن الذين هم هدف للتدمير والتمزيق والنفس لا يكادون يتوهمون أن ميدان الثقافة والأدب والفكر أخطر ميادين هذه الحرب الخسيسة الدائرة على أرضنا من مشرق الشمس إلى مغربها ، ولا أن هذه المعارك ليست فى حقيقتها أدبية أو فكرية أو ثقافية، بل هى معارك سياسية، تتخذ الثقافة والأدب والفكر سلاحا ناسفا لقوى متجمعة، أو لقوى هى فى طريقها إلى التجمع ، ولا أن أمضى سلاح فى يد عدونا هو سلاح الكلمة الذى يحمله رجال من أنفسنا ينبثون فى كل ناحية ، ويعملون فى كل ميدان وينفثون سمومهم بكل سبيل.

إن أبسط كتاب فى علم السياسة والاجتماع يقول أنك لكى تهدم مجتمعا عليك أن تدمر إيمانه بالله كخطوة أولى.. وتلك تمهد الطريق للخطوة الثانية وهى نشر الفاحشة والعهر.. وتلك تمهد للخطوة الثالثة: وهى انهيار ذلك المجتمع..
ليست مجرد " كتابات غير سوية " بل إنه المنهج.. منهج متعمد مقصود.. منهج أخطبوطى ينفذ بالضبط تعاليم المستشرقين والمبشرين والاستعمار فى صورته الحديثة.. منهج يدرك أن أخطر ما فى الإسلام والقرآن هو ذلك الإيمان اليقينى الذى يجعل من المسلمين بشرا يمكن أن يتفوقوا حتى على الملائكة ويجعل من المنافقين أشبه بالخنازير والقردة.. وتلك هى النقطة التى تثير عجب وحنق المنافقين عندما يلاحظون استعلاءنا عليهم مهما أدبرت عنا الدنيا وأقبلت عليهم.. استعلاء البشر على الخنازير.. ولقد أدرك الغرب منذ قرون أنه هزم فى المواجهة المسلحة مع الحضارة الإسلامية.. وأنه لا سبيل أمامه إلا إفراغ الإسلام من محتواه.. ولقد استعان على ذلك حينا بالاستعمار حتى اطمأن إلى أنه ربى بيننا نخبة فاسدة مفسدة فتركها لتنوب عنه.. وهم منا لكن قلوبهم قلوب ذئاب..
ليس مجرد انحراف فكرى.. بل مخطط شامل جعل الثقافة فى بلدنا تهدف إلى ثلاثة أشياء لا تنسوها:
أن تكون حرية التفكير مرادفة للكفر..
وأن تكون حقوق المرأة مرادفة للعهر..
وأنه بعد نشر الكفر والعهر سيكون المجتمع الإسلامى قد غرق فى غيبوبة فقد معها كل مناعة.. ليسهل التطبيع بعد ذلك مع إسرائيل والانسحاق أمام الغرب..
لا تنسوا يا قراء الاختراق الذى حدث للثقافة فى بلادنا فعكس اتجاهها ليتلخص فى تلك النقاط : التكفير.. والتعهير.. والتطبيع..
ولكى يصل الاختراق الثقافى إلى مبتغاه كان عليه أن يميط القداسة عما هو مقدس و أن يستعمل أشد الألفاظ سوقية وفحشا.. وأن يمد هذا الاستعمال إلى الألفاظ التى أحاطتها هالات القداسة استعمالا فاجرا يميط عنها القداسة..
أولئك الكتاب الذين تربوا فى أحضان الفكر الغربى الاستشراقى الاستعمارى التبشيرى الذى يحمل للإسلام كل الحقد والازدراء.. غيلان يُروّج لفكرها بالأبناط الضخمة والأبواق الضخمة … وفى نفس الوقت يُحاصر أو يُصادر كل فكر آخر … فهؤلاء الكتاب الكبار يلعبون بالنسبة لفكر التغريب دورا أشبه بدور "البودى جارد" أو البلطجى… إنهم لا ينتمون بالضرورة ولا بالطبيعة إلى العالم الذى يدافعون عنه … لكنهم يتكفلون بحمايته وفتح الطريق أمامه وبمنع الآخرين من الاحتكاك به … ثم أنهم مأجورون …!!.
منذ قرنين فضح نابليون العلاقة بين حملة المشروع العلماني في الوطن العربي والدول الإستعمارية في رسالته إلى كليبر حيث قال : ( اجتهد في جمع 500 أو 600 شخص من المماليك أو من العرب ومشايخ البلدان لنأخذهم إلى فرنسا فنحتجزهم فيها مدة سنة أو سنتين يشاهدون فيها عظمة الأمة الفرنسية ويعتادون على تقاليدنا ولغتنا ، وعندما يعودون إلى مصر يكون لنا منهم حزب ينضم إليه غيرهم ) ، ويضيف نابليون ( كنت قد طلبت مرارا جوقة تمثيلية وسأهتم اهتماما خاصا بإرسالها إليك ، لأنها ضرورة للجيش وللبدء في تغيير تقاليد البلاد ) . منذ ذلك الحين ، ومسلسل العلاقات المنحرفة لا ينقطع ،كل الأسماء التى تم تلميعها وتضخيمها كانت خادمة لأغراضهم عدوة لله وللأمة، من رفاعة الطهطاوى إلى قاسم أمين إلى سلامة موسي إلى بدايات طه حسين مرورا بلويس عوض الذي فضحه العلامه محمود شاكر في كتابه ( أباطيل وأسمار ) وبيّن ارتباطه كعميل بدوائر الاستعمار ، وما فعله جلال كشك من فضح العلاقة المريبة بين الأحزاب الشيوعية المصرية خصاصا والعربية عموما وبين الصهيونية واسرائيل في كتابه ( الحركات السياسية في مصر 1945-1952) . كما اعترف الدكتور رفعت السعيد في كتابه ( ثلاثة لبنايين في القاهرة ) بأن كل من ولي الدين يكن وشبلي شميل وهما من أوائل العلمانيين العرب وكانا موالين للإحتلال البريطاني. وغالي شكري وجماعة مجلة حوار بأكملها تلك المجلة التي تمولها المخابرات الأمريكية كما يقول الإستاذ محمد جلال كشك . كما تمول فورد كونديشن حركة تحرير المرأة ( نوال السعداوي ) وقد افتضح الأمر على يد عضوات هذه الحركة أنفسهن داخل اروقة المؤتمر الذي عقد سنة 1986 حيث تساءلن عن تمويل المؤتمر فاعترفت نوال السعداوي بأن مؤسسة فورد كونديشن الأمريكية وكذا هيئة المعونة الأمريكية بالقاهرة وجمعية نوفيك الهولندية ومكتب اكستوان بالقاهرة هم الذين مولوا المؤتمر . وكان فرج فودة يدعو الغرب جهارا نهارا للتدخل في مصر عسكريا ويدعو إلى التحالف مع إسرائيل وضرب السودان ، وكانت علاقته بالسفير الإسرائيلي أكثر من مشهورة . ومن هنا فإننا لا نستغرب استغاثة الكاتب ( أحمد البغدادي ) بأمريكا للتدخل في شؤون ثقافتنا ، وكذلك طلب الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي ( د. أحمد بشاره ) من الأمم المتحدة أن تتدخل للإشراف على الانتخابات الكويتية . إن العلمانية أصلا نشأت في حضن الاحتلال وهذا الأمر له دلالته ، لأن الاحتلال في حد ذاته اعتداء على الحرية والنهضة والتقدم والعدالة فحري به أن يتخذ له أولياء يواصلون خطة استلاب نهضة الأمم وحريتها وخصوصياتها . ومن الملاحظات المهمة أن العلمانيين في الوطن العربي ، لا يجمعهم إلا أمران فقط : الأمر الأول : وهو الارتباط المشبوه بالأجنبي ، وهم فيما وراء هذا مختلفون أشد الاختلاف ، فمنهم القومي واليساري والليبرالي ويختلفون في تعريف مفهوم التقدم والاصلاح والنهضة وفي تحديد المسار الذي يسعون إلى توجيه المجتمع نحوه . الأمر الثاني : هو رفض الأهداف العامة التي يدعو إليها التيار الإسلامي ويقفون في خندق واحد لمواجهة ما يسمونه الخطر الإسلامي.
خان المثقفون وفقهاء السلطان دورهم..
وأصبحت المشكلة أصعب..
فبدلا من أن ترسم الثقافة للسياسة المعايير والقيم والمثل الأعلى، راحت السياسة، ويا ليتها سياسة سوية، ترسم للثقافة معاييرها ومثلها وقيمها الدنيا .
ليس مجرد انحراف فكرى بل هو امتداد للصهيونية فى عالمنا العربى و الإسلامى، وياله من عار أن ينتقل بعض المثقفين من العداء المطلق لجبروت ووحشية الحضارة الغربية تحت لواء ماركس ولينين إلى العداء المطلق للحضارة الإسلامية تحت لواء بوش وبلير ، تماما كالجوارى الذين ينقلون كل ولائهم ووفائهم من المغلوب إلى الغالب رافعين لواء العداوة المستعرة للاتجاه الإسلامى، دامغين كل فصائله بالإرهاب، ومنكرين أيضا حتى آراء المستنيرين حقا فى أن الإرهاب – إن كان حقا إرهابا وهو ليس ذلك - ليس إلا محصلة طبيعية للفساد السياسى والخلل الاجتماعى، وعجز السلطة، لا عن القمع، بل عن الفهم، لذلك يحاربون كل مخلص ويرفعون كل خئون، لأنهم ينظرون إلى الأمة، بأعين أمريكا و إسرائيل، يشاركون فى هدم الوطن، وحصار قلاعه الشريفة التى مازالت صامدة للحصار رافعة لواء المقاومة.

الجزء الثانى من سؤالك: هل ساهمنا في نشرها بالهجوم عليها؟
لكنها شهرة الخزى والعار، شهرة أبى لهب عندما فضحه القرآن.
الغريب أن من أطلق هذه الدعوة هم المثقفون العلمانيون أنفسهم، وكأنما أصابهم الحزن بسبب الشهرة التى أصابت تلك الأعمال التى يدافعون عنها.
هل تلاحظ هذا التناقض.. منتهى السفه والخسة والقدرة المذهلة على الكذب، على قول الشىء ونقيضه، يدافعون عن الفجر والعهر، ثم يتهموننا بنشرة، وكأن الجريمة ليس ارتكاب الفاحشة بل الحديث عنها!!. وكأنهم – هم الأبرياء الأطهار – يتمنون ألا تشتهر تلك الأعمال وتنتشر.. التى لم تكن تشتهر وتنتشر لولا أننا – نحن الإسلاميون الحمقى – قد لأتينا في وقت غير مناسب وفى تصرف غير عاقل لنهاجمها فنشهرها.. أما هم فعقلاء و أبرياء براءة الذئب.. بل براءة الخنازير.. ولم يسألهم أحد: يا عبدة الشيطان فلماذا دافعتم عن هذه الأعمال منذ البداية..


>>تابع

~~ ظايم الضد ~~ 20-09-2002 02:46 PM

"الساخر" : يتهم بعض الكتاب المفكرين الإسلاميين بأنهم قاصري النظرة وتسيطر على تفكيرهم نظرية المؤامرة ويتحدثون عن النوايا أكثر من حديثهم عن واقع العمل إلى أي مدى تصدق هذه التهمة وكيف يمكن مناقشتها..؟؟

زوج مخدوع وزوجة خائنة وعاشق داعر ورجل ديوث يستضيف العاهرين لارتكاب الفاحشة في بيته ويحصل على الثمن... وبعد هذا كله وحوله كله : الناس..
من مِن كل هؤلاء سينكر الجريمة ومن سيعترف بها..
ومن الذي سيواجه الزوج المخدوع باتهامه في كل مرة يشك فيها بأنه قاصر الفكر ويتبنى نظرية المؤامرة. من سينكر العلاقة الآثمة؟ من سوى الزوجة الخائنة والعشيق الداعر والديوث.
دعنى أكون صريحا معك.. إننى أرمز بالديوث لكل مفكر ينكر المؤامرة..
فبعد كل هذا الذي يحدث على امتداد ساحة العالم الإسلامي وبعد كل هذا التاريخ لا يمكن أن ينكر فكرة المؤامرة إلا ديوث مشارك في المؤامرة، ومستفيد منها، أو أحمق مأفون لا يؤبه له.
كان يمكن أن أستفيض في الإجابة لأعدد الدلائل على حقيقة المؤامرة وليس عن نظرية المؤامرة. لكنني أعرف أن من ينكرونها هم أشد ثقة بوجودها منا. فهم يروها رأى العين، بل ويشاركون فيها.
مرة أخرى إن إنكارهم ليس سوى صورة من إنكار الزانية أنها تزنى والداعر أنه يدعر والديوث أنه يتستر على كل ذلك.. وبأجر..
إنى آسف لقسوة الكلمات لكنني أسمى الأشياء بأسمائها.



"الساخر" : من بعد الأحداث الأخيرة نقصد أحداث سبتمبر ظهرت أصوات كثيرة تدعو إلى فتح قنوات الحوار مع الآخر ، ومع المذاهب الفكرية داخل الجسد الواحد..وصرح الكثيرون بأن أزمتنا أزمة حوار...
ما موقف الدكتور من هذه القضية ..!!؟؟ وهل من الممكن يراد من هذه الدعوات تذويب قضايانا الفكرية خاصة وأن من المفكرين الإسلاميين من يدعو إلى فتح أبواب الحوار بشكل كبير..!!


أي حوار؟..أي حوار ونحن لا نمتلك أدواته..
و أدوات الحوار قنابل نووية وصواريخ وسلاح دمار شامل وصناعة متقدمة وزراعة حديثة وحضارة إن لم تتفوق فإنها تنافس..
من أدوات الحوار أيضا أمة تملك إرادتها.. وليس أمة مشرذمة استولى القراصنة على شظاياها وراحوا يأتمرون بأمر الآخر.
مثل هذا لا يسمى حوارا و إنما يسمى مفاوضات استسلام.
والآن.. السلطة في أيديهم.. والثروة مرهونة لديهم وكذلك الإرادة.. فلم يبق ما نتفاوض على تسليمه سوى الإيمان والإسلام والقرآن.. ورفات الرسول صلى الله عليه وسلم الذي كان من مخططاتهم أن ينقلوه إلى متحف اللوفر.
فيم ستحاور؟..
فيم ستحاور هؤلاء الكفار؟..
وعندما أقول الكفار هنا أعنيها تماما.. هؤلاء الناس لا يؤمنون بالوحى ولا بالرسالة ولا بالقرآن.. وهم يصفون الرسول صلى الله عليه وسلم – جل عن الإساءة – بأقبح النعوت والصفات.. ( من المحزن والمفجع أن دعارنا – أقصد بعض مثقفينا – يتفقون معهم في ذلك) .. إنهم يرون كما صرح الخنزير بوش أن الإسلام ديانة زائفة.. وما حوارهم معنا إلا لإقناعنا بذلك..
إن مجرد بداية الحوار على هذه الأرضية خيانة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم.


>>تابع

~~ ظايم الضد ~~ 20-09-2002 02:53 PM

"الساخر" : وأمريكا ( اللعينة ) وقد ألقت قناع ( الإقناع ) .. وبدت بوجهها القبيح .. وتوارت عن ذلكم ( الحياد ) المصطنع .. وبدأت في الزج بكامل ثقلها في خدمة شارون المأفون علانية .. ودون خجل .. أو حتى تقدير لدولنا العربية البائسة .. فهل ترى أن موقفها جاء ردة فعل طبيعية بعد 11 سبتمر .. أم أنها رياح التغيير ...؟



لا يا أخى..
قد يختلف معى البعض.. لكنني أرى أن أحداث 11 سبتمبر هي صناعة أمريكية..
أنا لا أكذب اشتراك الأبطال المسلمين الشهداء فيها.. لكنها لو كانت قد تمت بالصورة التى قالها الأمريكيون فقد كان هناك من يعلم من الجهات الأمريكية نفسها وتركتهم يكملون العملية لاستغلالها.
تماما كما أرى أن البطل العظيم الشهيد خالد الإسلامبولى حين قتل السادات فإنه حين فعل ذلك فعله تحت غطاء الموقف السلبى للمخابرات الأمريكية.. علموا ولم يمنعوا.. وذلك بالطبع لا ينقص من بطولة خالد الإسلامبولى..ومثله لا ينقص من بطولة شهداء 11 سبتمبر.
إن القارئ يمكن أن يجد مزيدا من التفاصيل في كتابى: بل هي حرب على الإسلام، والذى صودر في مصر. وأيضا في كتابى: الوعى ينزف من ثقوب الذاكرة، وكلاهما منشور على موقعى على الإنترنت:
www.mohamadabbas.net

دعنا من ذلك كله..
فسواء حدثت أحداث 11 سبتمبر أم لم تحدث فقد كانت أمريكا ستتصرف بنفس الطريقة..
بل وسواء وجد شارون أم لم يوجد.. بل سواء وجدت إسرائيل أم لم توجد لتصرف بوش بنفس الطريقة..
ما تفعله أمريكا هو بالضبط ما كانت تفعله لندن وباريس وبون وروما و مدريد منذ ألف عام.. في مؤامرة مستمرة على الإسلام. والمحزن أن هذه المؤامرة مكتوبة ومنشورة.. وقد نوهت قبل ذلك في مقالاتى المنشورة في صحيفة الشعب المصرية أن الخطة القادمة لضرب العراق قد نوقشت علنا عام 1935!! نعم.. لا يوجد خطأ في التاريخ: عام 1935. قبل ولادة السفاح لدولة إسرائيل.. بل لقد كان إنشاء المملكة الأردنية عام 1922 جزءا من المخطط الكبير الذي راح يتكامل خلال القرن العشرين. فقد أنشئت الأردن عام 1922 لكي تكون درعا ووقاية لإسرائيل التى لم تولد إلا بعد أكثر من ربع قرن. وكان المقصود من خلق الدولة الأردنية أن تكون عازلا بين إسرائيل من جهة، وبين الزخم الدينى للسعودية من جهة، والزخم البشرى للعراق من جهة أخرى. بعد ذلك في عام 1935 تمت مناقشة الأماكن المطروحة للفلسطينيين، وتم اقتراح تقسيم العراق إلى ثلاث مناطق: شمال كردى وجنوب شيعى ووسط من السنة، ولكى يزرعوا القلاقل في الوسط السنى فقد قرروا أن ينقلوا كل الفلسطينيين إليه. في نفس الوقت ستستولى إسرائيل على أجزاء واسعة من الأردن، وسيضم الباقى إلى سوريا بعد قيام انقلاب عسكرى أمريكى بها، أما الملك عبد الله ، ملك الأردن ، فسوف ينتقل ليحكم الحجاز. وفى السعودية، سيقتصر حكم آل سعود على نجد، أما المنطقة الشرقية فسوف تضم إلى جنوب العراق وسوف تضم إلهما الكويت، كل هذا تم مناقشته منذ سبعين عاما.. وهو منشور في الكتب لا في أضابير المخابرات.
الخطة قديمة إذن.. لكن العميان فينا لا يريدون أن يروا..



"الساخر" : ياسر عرفات .. هل تعتقد أنه قام بدوره كما ينبغي في ( تقبيل ) أيدي سفاكي دماء شعبه .. ؟ أم أنه ( قصر ) ولم يفِ بوعده في تصفية ( ما ) يسمون بالرجال المخلصين في حماس و الجهاد ..؟


لن أقول في ياسر عرفات كلمة واحدة..إن الجريمة المنسوبة إليه – وأوافقك – هي جريمة التقبيل.. نعم .. جريمته قبله.. فكيف أستطيع أن أتحدث عنه قبل أن أتحدث عن أقرانه من ملوك ورؤساء و أمراء وجريمتهم الزنا واللواط..!!
نعم.. ياسر عرفات سئ جدا.. لكنه أفضل من الباقين جميعا.. على الأقل كان يعانى وهو يمارس جرائمه.. أما حكامنا فقد كانوا يمارسونها باستمتاع.. وفخر.. ونشوة..



"الساخر" : العراق .. خطوة شيطانة العصر القادمة .. هل تعتقد أن ( العرب ) قادرون على انتهاك هذه الخطوة اللعينة ..؟ أم أنهم وكعادتهم لا يرغبون في ( التدخل ) في سياسة القمع النصرانية ..؟


من ناحية أن العرب قادرون فهم بالفعل قادرون..وهذه هي المصيبة.. فلو أنهم غير قادرين لالتمسنا الأعذار لهم.. بل دعنى أقرأ لك المستقبل لا قراءة عراف بل قراءة مؤمن.. سيقدر العرب ذات يوم وسيجمعون المسلمين على كلمة واحدة وسيهزمون أمريكا و أوروبا و إسرائيل.. نعم يقدرون.. لو أنهم اتحدوا.. إن أمريكا تتردد وتتحسب من مواجهة العراق فقط.. فما بالك لو أن كل الدول العربية اجتمعت على كلمة رجل واحد.. رجل واحد حقيقى كالملا عمر و أسامة بن لادن رضى الله عنهما.. رجل حقيقى وليس مخنثا أو شبه رجل رمت به المؤامرة فصار رئيسا أو ملكا أو أميرا.. لا أقول لك أن العرب يستطيعون التفوق التكنولوجى على أمريكا.. لكن أمريكا حين تدرك أنها ستنزف وتجرح وتفقد آلاف القتلى في معركة فسوف تتراجع على الفور.. إنها – من سوء حظها لا تستطيع قتل مليار وربع مليار مسلم.. كما لا تستطيع احتلال أرضهم جميعا في نفس الوقت.. ولو توحدت كلمتنا لاستطعنا بإمكانياتنا الحالية فرض إرادتنا.. ولتبخرت إسرائيل.. .


>>تابع

~~ ظايم الضد ~~ 20-09-2002 02:58 PM

"الساخر" : في زمن العلمنة .. والأمركة .. هل صار من الفرض على كل شيخ جليل أن يلوث سيرته .. بجمركة سريعة لـ ( فتاواه ) عبر بوابة أصحاب القرار ..؟!

وذلك أيضا جزء من المؤامرة.. وهى لم تبدأ الآن بل منذ قرون.. وهى إخضاع الدين للحاكم ليكون وسيلة لا غاية..
والحمد لله على ابتكار شبكة الإنترنت فقد فكت جزءا من الحصار عن العلماء الحقيقيين..
والحديث في ذلك يطول.. لكنني أشعر أنني أطلت على القراء أكثر مما يجب.. وربما أقل مما يجب .. لكنهم لا يحتملون ما هو أكثر..
س. يرى بعض المتابعين أن الخطاب الإسلامي يقع دائما في المواقع الخلفية ..وأن مهمته الدفاع والرد وليس خطاب مبادرة وإنتاج وتجديد للثقافة مما جعل الخطاب الليبرالي والماركسي يأخذ زمام المبادرة...
ترى أين يقع الخطاب الإسلامي على خارطة الوعي العربي..!!؟؟
مواقع خلفية..
ليراليون..
ماركسيون..
علمانيون..
لماذا لا نختصر الأمر.. فالقضية كلها إما إيمان و إما كفر..
ولقد ثبت الآن باعترافات قيادات الأحزاب الشيوعية العربية أن الماركسية في العالم العربي وكلها بدأت شحما ولحما ودما على أيدى اليهود الصهاينة و كانت اختراقا لفكرة الدولة الإسلامية الواحدة وإهدارا للمرجعية الإسلامية تمهيدا لتفتيت البلاد الإسلامية وتمكينا لوجود إسرائيل..
الليبرالية والعلمانية فعلت نفس الشيء و إن كانت أكثر مراوغة ودهاء..
لكنهم اتفقوا جميعا على التحالف مع أشد النظم العسكرية بطشا والقبلية تخلفا على حصار الصوت الإسلامي الحقيقي.
أنت تقول أن الخطاب الإسلامي يقع في المواقع الخلفية..
لكنه لا يقع هناك.. بل هو محاصر هناك ومحبوس هناك..
ودعنى أطرح عليك قضية غريبة:
عندما أقول أن حكامنا خونة وعملاء وصنيعة الغرب فإننى لا أظن أن أحدا من القراء سيعترض أو يتردد..
وعندما أقول لك أن جهاز الأمن الغبى الباطش الجبار هو صنيعة الحاكم وأنه لا يحقق الأمن للدين ولا للوطن بل لأعداء الدين والوطن فإننى أظن القراء جميعا سيوافقوننى فيما ذهبت إليه..
لكن القراء سيتراجعون وينقسمون ويختلفون عندما نبدأ الحديث عن الكتاب والمفكرين.. مع أنهم صنيعة الإثنين معا: الحاكم الطاغوت عروس المسرح.. والأمن الغبى الباطش..
كما قلت لك منذ البداية.. أنت لا تعيش في جو طبيعى يبرز الكفاءات.. أنت تعيش ما هو أسوأ حتى من الغزو العسكري والفكرى.. أنت تواجه احتلالا استيطانيا كذلك الذي حدث في أمريكا الشمالية واستراليا.. احتلال استيطانى يبغى إبادتك وإحلال الغير مكانك.. لا يستطيع الغرب وكل صنائعه الآن أن يفعل ذلك على المستوى العسكرى.. لكنه يحاوله على المستوى الفكرى.. إنه لا يحاورك ولا يناقشك بل يسفه فكرك ويمنعه ويحبسه ويقتل أصحابه..
في أزمة الوليمة كنا في صحيفة الشعب وحدنا تقريبا.. وكانت صحف السلطة السوداء والصفراء والحمراء تهاجمنا هجوما ضاريا وتشيع عنا كل ما استطاعت من أكاذيب.. أكثر من خمسين صحيفة كانت تهاجمنا يوميا.. في الأسبوع الرابع أدركوا أنهم خسروا المعركة فأغلقوا صحيفة الشعب..!!..
ولم يكن الأمن هو الذي بادر بالإغلاق.. و إنما كان من تسميهم بالماركسيين والليبراليين هم الذين طالبوا بذلك و ألحوا عليه.
ولكى أوضح لك الأمر أكثر .. دعنى أقص لك حكاية حزينة تشرح لك الأمر كله..
بعد أحداث الوليمة بعام فوجئت بصحيفة الأهرام تنشر مقالا لفاسق يتهم فيه أئمة الحديث جميعا بالتخريف..( ومنهم الإمام البخارى)..
واتصلت بعدد من الشيوخ الأجلاء في الأزهر.. الشيوخ لا الموظفين.. ورغم أنني لا أوافقهم في الرأى الذي ذهبوا إليه فإننى أتفهم دوافعهم.. فهل تعرف ماذا كانت دوافعهم للصمت؟..
كان رأيى أن نقف و أن ندافع و أن نهاجم..
وكان رأيهم أننا كإسلاميين محاصرون تماما و أن كل منافذ النشر في أيدى أعدائنا.. و أننا لو دخلنا المعركة بهذه الصورة فإنهم سينشرون حججهم ولن ينشروا لنا شيئا.. فإن نشروا لنا سيشوهون ما نكتب.. و أنه .. لذلك كله فهم يفضلون الصمت عن الدخول في معركة خاسرة..
ترى هل أجبت على سؤالك : أين يقع الخطاب الإسلامي..
إنه محاصر مأسور مشوه.. باسم الحرية والديموقراطية والإخاء والمساواة وبمباركة أمريكا و إسرائيل والأمم المتحدة.. والليبراليين والماركسيين..!!
..


"الساخر" : هناك مشروعات فكرية سميت بمشاريع النهضة..مثل مشروع الجابري نقد العقل العربي ومشروع أركون ..وحنفي وغيرهم..!!
أين مشروعات الإسلاميين في خطاب النهضة في وقتها الراهن... وأين دراساتهم النقدية التقويمية للمشروعات العقلانية المطروحة في المشهد الثقافي..؟؟


مشاريع الجابرى و أركون مشاريع مشوهة هدفها علمنة الإسلام..أما مشروع حنفى فهو إفراغ الإسلام من محتواه كله.. ولا أحسب أن المجال يتسع لمناقشة التفاصيل..
أما عن إجابة الجزء الثانى من سؤالك فإن المشروعات الإسلامية موجودة وثرية وعميقة وكفيلة باكتساح الجميع لو سمح لها بالانتشار والحوار والصحف والمنابر..
إن مشاريع التغريبيين والعلمانيين والماركسيين والليبراليين لا تصمد أسبوعا واحدا أمام طرح الإسلاميين لو منحت لهم الحرية..
تماما كما يحدث في الانتخابات.. فعند توفر الحد الأدنى من الحرية فإن الإسلاميين يكتسحون..

س. لو انتقلنا إلى ساحة الإبداع والأدب ... ماذا يمكن أن يقدم الأدب لقضيتنا..؟؟
الأدب؟
المطروح في الساحة الآن ليس الأدب بل قلة الأدب!! .. وسيطرة أعداء الإسلام على كل منابر الثقافة لا تدع مجالا لأى أديب إسلامى..
القضية قضية شاملة لا يمكن حلها بالتقسيط..
ولقد عرضت لك في إجابات سابقة نوع الأدب الذي تريده تلك الطغمة الفاسدة المنحرفة التى تسيطر على مقاليد الثقافة.


>>تابع

~~ ظايم الضد ~~ 20-09-2002 03:10 PM

"الساخر" : لماذا يعتبر الأدب الإسلامي المعاصر أدب حزائني متشائم يهتم بتصوير ظلام المعاصر ... ولا يستشرف المستقبل..؟؟

عندما تنغرس فيك نصل سكين الجلاد فتصرخ.. فهل تكون ساعتها متشائما..؟!
ومع ذلك فالأدب الإسلامي يقوم بدوره في الحدود المتاحة له رغم كل أنواع التجاهل والحصار والتنكيل..


"الساخر" : الكتابات الإباحية شعرا ورواية ... هل يمكن عزو انتشارها إلى غياب إنتاج إسلامي يهذب الغريزة وفق التصور الإسلامي..؟؟

لا يا أخى.. فأنت ما زلت تنظر إلى إنتاج تلك الفئة المنحرفة كأدب.. وهو في غالبيته ليس أدبا .. بل فحش وعهر وفجور.. وهو تطبيق لتعليمات ولدراسات أعدت في كواليس المخابرات.. وما لا يسير على هذا المنوال يتم حصاره وحجبه ومقاطعته أو اعتباره ليس أدبا.
الكتاب الموجودون في الساحة ليسوا كتابا حقيقيين.. ولا هم الانتخاب الطبيعى للأصلح.. إنهم مفروضون من السلطة.. نفس السلطة التى تعين ضابط أمن الدولة هي التى تعين مثقف أمن الدولة وتحدد حجمه وانتشاره وذيوعه.. أحسب أن هذه باتت بديهيات.. ثم أن غالب مثقفينا ليسوا امتدادا للأزهر والفجالة حيث الكتب والمكتبات.. بل هم امتداد لشارع محمد على وشارع الهرم حيث الحانات والراقصات ..
الخديعة الكبرى التى تجعل الناس تفرق بين ضابط أمن الدولة ومثقف أمن الدولة أن الأخير يمثل في أحيان كثيرة دور المعارض للنظام السياسي.. و أقول يمثل بكل ما تعنيه الكلمة.. ليس لأحد منهم مشروع فكرى.. المشروع الوحيد الذي يتفقون عليه ويتفقون فيه مع السلطة هو مشروع محاربة الإسلام و إقصائه..
لست أقول أن كل كتابنا كذلك.. بل أتحدث عن الكتاب الذين تضعهم السلطة على رقابنا.. ففي الجو الفاسد الذي نعيش فيه.. الجو الذي يشبه ماء نهر ملوث.. لا ترى على سطحه إلا السمك الفاسد والميت.. السمك الحى يلوذ بالأعماق بعيدا عن التلوث..
لا أقصد أن كل الظاهرين على الساحة كذلك. فهناك قلة تعد على أصابع اليد الواحدة، كتاب حقيقيون لديهم الموهبة، لكنهم في حالة تصالح بصورة ما مع السلطة.. أذكر منهم على سبيل المثال نجيب محفوظ.. لكن دعنى أسألك و أسأل القراء سؤالا: لو أن نجيب محفوظ كان كاتبا إسلاميا.. هل كانوا سيسمحون له بكل هذا الذيوع والانتشار؟!.
الانتاج الإسلامي إذن ليس غائبا بل هو مغيب.


"الساخر" : ساحة النقد تعج بمصطلحات ورؤى فكرية... يصر البعض على ضرورتها وأنها آلات معرفية ليس لها علاقة بالمنهج الفكري لذلك يمكن توظيفها في أي ثقافة ... أين يقف الدكتور محمد من هذه الرؤية ...!!؟؟ وهل يمكن عزل الآلة عن المنهج..؟؟


هذا سؤال هام وخطير..
وسأضطر للإطالة مرة أخرى..
في رائعة أليكس هيلي "الجذور" يسرد الكاتب تفاصيل مرعبة عن الطريقة التي كان يتم بها ترويض العبيد. والكاتب يعود لأصول أفريقية مسلمة، وقد فضحت الرواية تاريخ الرجل الأوروبي الأمريكي، وأماطت اللثام عن الكثير من التصرفات المشينة التي كان يقوم بها التجار البيض، وسرقتهم للسود الأفارقة من قراهم وبيوتهم، وترحيلهم لأوروبا وأمريكا، وبيعهم للإقطاعيين هناك، الذين كانوا يسخرونهم في فلاحة الأرض، وفي استغلال طاقتهم أبشع استغلال، وليس ذلك موضوعنا الآن، لكن الموضوع الذي نريد أن نركز عليه، هو أن العبد لم يصبح عبدا إلا حينما اقتنع أنه عبد و أن الرجل الأبيض سيد، لم يصبح عبدا إلا عندما استسلم لمصطلحات عدوه، كان يستطيع أن يثور ويرفض ويستشهد، لكنه لم يفعل، بل وحاول أن يطبق معايير الرجل الأمريكي عن العبد الطيب، والتي دعمها ذلك الرجل الأبيض جلده والأسود قلبه بآيات من الإنجيل، وهكذا أصبح الخاطف المجرم سيدا، ومعلما، بل ومبشرا مسيحيا، و أصبح على العبد الذي قبل مصطلحات عدوه أن يجتهد ويجتهد ويجتهد كي يطبق المواصفات التي وضعها الأمريكي الأبيض المجرم للعبد الطيب.
ذلك مثل، ولنضرب مثلا آخر يوضح لنا خطورة الاستسلام لمصطلحات الآخرين.
منذ بداية التسعينيات بدأ الغرب بقيادة الولايات المتحدة يضع في بطاقات الطيران مصطلحا جديدا لبيان نوع الراكب: ذكر أو أنثى، فقد كانت الكلمة التي تستعمل قبل ذلك هي: الجنس: SEX ، وفجأة اختفي ذلك المصطلح ليحل محله كلمة أخري هي : GENDER، ولقد كنت شخصيا واحدا ممن ارتابوا في الأمر، وفى رحلة علمية إلى الولايات المتحدة الأمريكية سألت العديدين عن مغزى ذلك التغيير، وكانت الإجابة الخادعة الخائنة الكاذبة أن اللفظ الجديد أرق، و أنه يستبعد ظلال السمعة السيئة للمصطلح الأول في مجالات أخري. بل وتطوع أحدهم بمزيد من التفسير، ليقول أن السمعة التاريخية المرعبة لأمراض كالبرص والزهري والسل قد دفعت بالمراجع الطبية إلى تغيير أسمائها كي لا تزعج الناس.
ولاحظ أيها القارئ ادعاء الرقة والتسامى ذاك، ولاحظ أيضا ذلك الغموض المتعمد في تعريف المصطلحات، حيث يتعمدون سربلة المصطلح بالغموض الذي يدعى رقة الملائكة، والذي يسفر في النهاية عن شيطان رجيم. فسرعان ما ظهر المغزى لاستعمال كلمة GENDER بدلا من كلمة SEX – خاصة في مؤتمري السكان اللذان انعقدا في القاهرة ثم في بكين –. فكلمة SEX تعني الوضع التشريحي البيولوجي، تعني ببساطة وبتحديد كامل – و أنا آسف يا قراء لاستعمال الكلمات التالية – أن الرجل هو من له خصيتان وعضو ذكري و أن المرأة من لديها ثديان وفرج. أما كلمة GENDER فلا يهمها الوضع البيولوجي التشريحي!! .. فقد تكون رجلا لكنك تشعر بمشاعر الأنثى، أو العكس، أو جميع التباديل الممكنة. وتحت هذا المصطلح، تم تحميل مجموعة هائلة من المعايير الفاسدة التي تتحدي الطبيعة والعقل وشرع الله. فتحت راية هذا المصطلح ليس في كل أنواع الشذوذ ما يخجل، إنه أمر طبيعي، وعلى كل إنسان أن يعترف به لا أن يخفيه، بل له أيضا أن يباهي به ويفتخر، في شريعة الشيطان!!.

قبولنا، وقبول العالم لاستبدال المصطلح القديم واستعمال المصطلح الجديد يعني القبول بكل تضمينات المصطلح الجديدة، يعنى الرضا بالشذوذ بل والتشجيع عليه، ويعنى ما هو أكبر و أخطر، وهو ما حدث بعد ذلك بالفعل، حين وصلت الأمور إلى تهديد مؤسسة الأسرة، فلم يعد شرطا للأسرة أن تتكون من رجل وامرأة، بل يمكن لها أن تتكون من رجل ورجل أو امرأة وامرأة، بل ودخل الأطفال والحيوانات والدمي فىالمعمعة أيضا!!.
ذلك هو إجرام الشيطان..
وذلك هو إجرامنا وخطيئتنا القاتلة عندما نقبل المصطلحات التي يضعها لنا الغرب.
وثمة مثل أخير – وليس بأية حال الأخير- يتعلق بتلك الدعاوى المبهرة التي انطلقت عن رعاية الطفولة وحقوق الطفولة وعام الطفل وراعية الأطفال .. و..و..و.... ثم أسفر الأمر كله عن إجرام فاحش.. فالأمر يتعلق بضرورة تعليم الأطفال الجنس!!.. وضرورة منع الكبت الجنسي!!.. وضرورة إباحة الزنا - يسمونه الحب أو العلاقات السوية أو عدم القهر الجنسي!!-.
لقد ضربت هذه الأمثلة كي أوضح خطورة قبول المصطلح الذي يضعه لنا الغرب، لأن قبوله يعني القبول بما يعنيه.
ضربت مثلا بما سبق، وفى مخيلتي طوال الوقت لم تبرح أبدا مصطلحات كالأصولية والتطرف والتشدد والانغلاق والرجعية والظلامية والتأسلم والإرهاب..
كان مجرد قبولنا التعامل بهذه المصطلحات خطأ هائلا وجريمة كبري.. وكان يعني أننا استسلمنا قبل أن تبدأ المعركة.. و أننا اخترقنا حتي النخاع.. تماما كما كان قبولنا بأن نقرأ تاريخنا عبر المستشرقين وأن نرمي ديننا بالمثالب التي وجهها إليه الرهبان والقساوسة.
لقد أدرك الغرب منذ زمان طويل أن ما لايستطيع بولس الوصول إليه يستطيعه محمد!! و أن ما لا يقدر جورج علي لإقناع المسلمين به يستطيعه سيد أو مصطفي و أن ما لا يقدر عليه كوهين أو دافيد يقدر عليه رفعت السعيد!!..

ولا أريد اليوم أن أتناول الكلاب المسعورة والخنازير المأجورة الذين اصطنعهم الشيطان والغرب بيننا ، يتحدثون بألسنتنا ، وتشملهم حصانة الإسلام، فيتحدثون باسمه، مدلسين علينا، لأنهم ينكرون أنهم خرجوا من الإسلام وباعوه منذ زمان طويل.
يبدأ الواحد من هؤلاء بلا أي موهبة ولا قيمة، يعجز عن صياغة فكرة، يحركه جشع بلا حدود، وفجأة يتم التقاطه وتجنيده كي يكتب ضد الدين، فإذا باسمه يطبق الآفاق، و إذا بجمعيات أجنبية تتابعه وتشد به، و إذا بصحف اليساريين في الداخل تتحدث عنه بنوع من التقديس، والأنكي من هذا كله أن مؤسسات الدولة تحتضنه وتغدق عليه، و الأمثلة كثيرة وما نصر حامد أبو زيد وفرج فودة وعبد الله باجبير و أدونيس إلا مجرد أمثلة على ذلك، وكل منهم يمثل انعكايا لتسليمة نسرين وسلمان رشدى وحيدر حيدر.
الأمر لا يتعلق بخلاف فكري، بل يتعلق بخائن حصل علي الثمن وباع، خيانة عظمى، لأنها خيانة لله والأمة بل وللوطن أيضا، وفى الوقت الذي تعتبر فيه شبهة التفكير بالقيام بانقلاب على نظام الحكم جريمة خيانة عظمى عقوبتها الإعدام بعد محاكمة صورية، فإن محاولة الانقلاب على الله جل وعلا تقابل من السلطة بالإعجاب والتقريظ وفتح مؤسسات الدولة كمنابر يبث من خلالها أمثال هؤلاء السم في كيان الأمة.
لا أريد أن أتورط في الحديث طويلا عن أمثال هؤلاء، عن خنزير مأجور منهم زور لنفسه شهادة الدكتوراه ليسبق اللقب اسمه، خنزير لم يركع لله ركعة ويجاهر بقصص ممارساته للزنا والفجور والمخدرات، خنزير مأجور لا يجيد إلا الكذب وترديد أقوال المستشرقين ومع ذلك فإن الدولة أفردت له المجلات والصحف وتولى اليساريون الأشرار تلميعه وتقديمه كمثقف، وجاءته الأموال من حيث لا ندري ليكتب موسوعات كلها كذب وعفن وطعن في الدين تهلل لها النخبة العفنة.
هذا الخنزير المأجور، والأفعى السامة التي زرعتها أمريكا بيننا خرج الآن من حجره ليطالب بالتوقف عن جوهر الإسلام و أحكام القرآن وبمساواة الذكر والأنثى في الميراث كي نتجنب غضب أمريكا.. وما هو- وأمثاله كثيرون يشكلون جل النخبة التي اصطنعتها النظم الحاكمة- إلا غرس نجس من زرع أمريكا ظل كامنا بيننا في انتظار هذه اللحظة التي يتردد فيها المقدام ويجبن الشجاع ويتقدم الرويبضة.. يتقدم لكي يهدم بناء مقدسا نكص أصحابه عن الاستشهاد دونه.
ولا أريد – أيضا - أن أتورط في الحديث طويلا عن خنزير مأجور آخر والذي قدمته لنا صحيفة كبير المنافقين وعميل المخابرات الروسية لمدة عشرين عاما على أنه شيخ يلبس عمامة ضخمة وما هو إلا شيطان رجيم.. لن أتحدث عن أولئك الآن.. بل أتحدث عن الشجعان والأبطال والمفكرين والكتاب الذين ينتمون إلي صف الإسلام لا إلي صف أبى جهل و أبي لهب.. أصرخ في عمالقة الفكر الإسلامي المأسورين والمحجوبين .. أصرخ فيهم : اثبتوا فإننا على الحق.. اثبتوا فإن النصر قادم بإذن الله.. اثبتوا حتى لو بقى الواحد منكم على حجر في البيداء وحده.. اثبتوا فالجمع ينهزم والحكام يخونون والمنافقون يسودون والأفاعي تنشط.. اثبتوا ولا تناوروا.. لأنكم إن ناورتم وظننتم أن المناورة مرونة تنحنون فيها حتى تمر العاصفة فقد لا تستطيعون النهوض من الانحناء أبدا.. اثبتوا .. اثبتوا فإنى والله أخاف عليكم أن تكونوا ممن يمرقون من الإسلام دون أن تشعروا.. فاثبتوا.. اثبتوا.. اثبتوا.. و إياكم والوقوع في فخ المصطلحات أو الفصل بين المنهج والتطبيق.
المنهج مثل المخ البشرى والآلات المعرفية كالأطراف التى تطبق وتنفذ الإشارات التى تأتيها من المخ.. والوقوع في فخ المصطلحات خطير جدا..
رغم أن تجنب الوقوع فيه يسير جدا لو خلصت النوايا و آمنت القلوب..
فقشرة الذهب الرقيقة التى تغطى المعدن الرخيص لا تخدع خبيرا، قد ينخدع بها البسطاء والسذج والعامة، حين يحتال المحتالون عليهم فيبذل المساكين أنفس ما يملكون مقابل ما لا قيمة له، بل إنهم في الغالب يستدينون ، ليكتشفوا بعد فوات الأوان أنهم فقدوا كل شئ، لا ليصلوا إلى نقطة الصفر، بل دونها، حين يطالبهم الدائنون بسداد الديون، أما أعلى الأصوات دفاعا عن المعدن المزين المغشوش فهي أصوات مجموعة من الصبيان استأجرهم المحتال و أجزل لهم العطاء كي يروجوا بضاعته المغشوشة.
خدش واحد يكسر القشرة الرقيقة كان كفيلا بكشف عملية النصب والاحتيال لكن أصوات الغلمان المستأجرين غيبت العقل و أضاعت الحرص ودفعت إلى الهاوية.
نعم.. خدش واحد..
***



>>تابع

~~ ظايم الضد ~~ 20-09-2002 03:18 PM

لا أقصد مما أقول إلا ما فعلته الحضارة الغربية معنا، وما الغلمان المستأجرون إلا بعض كتابنا ومفكرينا..
وسؤال واحد كان كفيلا دائما بكسر القشرة المزيفة البراقة لنكتشف الخدعة.. لكننا بين الخيانات والعمالات والضجيج والتشويش لا نسأله..
نعم.. عرّضوا أي بناء فكرى من الحضارة الغربية للسؤال الأول وسوف يبدأ البناء في الانهيار على الفور.
***
لنأخذ على سبيل المثال دعاوى حرية المرأة..
ولنخدش القشرة البراقة المزيفة بسؤال يقول: أي امرأة؟ هل هي الزوجة أم الأم أم الإبنة أم الجدة؟..
سوف نكتشف على الفور أن دعاوى حرية المرأة لا تقصد أي واحدة من هؤلاء!! وهن جميع أنماط النساء اللائى نعرفهن..!!. يبقى نوع واحد لا نعرفه والحمد لله..
تنكسر القشرة ويطفح المعنى على الفور ليتضح أن الدعوى لا تقصد إلا امرأة في عمر الإغراء، خلال عقد أو عقدين من عمرها، وهى لا تقصد حقها في الطهر بل في العهر، ولا تقصد حق أبنائها في أم فاضلة ولا أمها في ابنة بارة، ولا زوجها في زوجة رؤوم عفيفة تصون أولاده وبيته، كل هذا غير مطروح على الإطلاق. المطروح فقط تعهير المرأة، ولتسقط مؤسسة الأسرة إلى غيابات الضياع ولترتفع نسبة الطلاق إلى أربعين في المائة في بعض بلادنا وليتشرد الأطفال وليصدق الحديث النبوي الشريف فيصبح الحر قيظا والولد غيظا، فكل ذلك هين مقابل أن تتعرى المرأة وتتحرر!!..
على إحدى القنوات الفضائية كانت أستاذة جامعية، سافرة، من الداعيات لتحرير المرأة، تتحدث عن الموجات الثلاث لتحرير المرأة عبر قرن مضى، وكانت تؤيد الموجة الأولى وتتحفظ على الثانية وتعترض على الثالثة، وكانت تكتشف الحقيقة فتصرخ: هل ظللنا مائة عام نناضل كي نتعرى.. لماذا لم نفعل ذلك منذ البداية.. وما كان أسهله؟!..
***
قشرة أخرى.. وخدش آخر.. وسؤال..
الغلمان، صبيان المحتال، طالما نظروا إلينا بتعال وازدراء ونحن ننادى بالاحتشام والعفة..
أنتم أيها الإسلاميون منغلقون متحجرون لا تفكرون إلا في الجنس.. أنتم لا تعرفون سمو الفكر ولا تعدد ما يمكن أن يدور بين رجل وامرأة دون أن يكون الشيطان ثالثهما إلا في عقولكم .. ( تجاهل الفسقة أنه حديث نبوي شريف).. وتعالت هتافات الغلمان وضوضائهم.. ثم تحولت الضوضاء بعد ذلك – تحت رايات الأمم المتحدة – إلى قوانين تلزم وتعاقب من لا يطبقها حول حرية ممارسة الجنس خارج مؤسسة الزواج.. ولم ينخفض صوت الغلمان درجة واحدة.. وراحوا يروجون للعهر باسم الحرية الشخصية ونسوا اتهاماتهم لنا و أصبح العهر حقا يحاربوننا عليه.
في الموجة الثالثة كان النداء لترويج حرية الشذوذ..
انشرخت القشرة.. وكانوا هم الدعار والداعرات الذين ملأت الفاحشة وجدانهم ودنست أرواحهم طيلة الوقت..
إلا أننى أريد أن أذكركم هنا يا قراء: أن هؤلاء الفاسقين المنافقين، عندما اتهموا المسلمين بأنهم لا يفكرون إلا بالجنس، وعندما ادعوا لأنفسهم العفة والترفع والتسامى، في نفس الوقت واللحظة، لم يكونوا يزنون فقط، بل كانوا يلوطون أيضا، وراجعوا سيرهم الشخصية، و ما أريد أن أثبته هنا، أنهم لم يُخدعوا فخُدِعوا، بل شاركوا في مؤامرة شيطانية هائلة، كانوا يدركون منذ بدايتها نهايتها، وكانوا يرومون منها نقض عرى الإسلام عروة بعد عروة.
كانوا يدركون منذ البداية، لكنهم لفرط خستهم استتروا خلف الإسلام ولبسوا عباءته وادعوا أنهم يقولون ما يقولونه حين يقولونه انطلاقا من الدين الصحيح.
***
قشرة أخرى ولمعان آخر: الديموقراطية: حكم الشعب وبالشعب وللشعب، تنكسر القشرة، فإذا بالديموقراطية المزعومة ليست إلا حكم العملاء والخونة والغلمان للشعب بمعونة أجهزة الأمن، التى حلت محل بوارج المستعمر..
نعم .. أجهزة الأمن التى اقتصرت وظيفتها الأولى على ما كانت تقوم به جيوش الاحتلال من قهر للأمة وتنكيل بالشرفاء وسحق للأبطال وتمجيد للخونة.
نعم .. انكسرت قشرة الديموقراطية المزيفة فإذا أخشى ما يخشونه هو إجراء انتخابات حرة نزيهة في أي بقعة من بقاع عالمنا الإسلامي لأنهم يعلمون – رغم التشويه والتزوير و ادعاءات الباطل – ماذا ستختار الشعوب.. و إذا أقرب المقربين إليهم المزورون والعملاء و أما عدوهم من حكامنا فمن يفكر في انتخابات حرة.
حكم الشعب بالشعب وللشعب..
اختارت شعوبهم اللواط فأرادوا فرضه علينا..
اختارت شعوبهم نهب ثرواتنا واحتلال بلادنا وتسفيه أحلامنا وضياع ديننا فأرادوا من شعوبنا الانصياع لإرادة شعوبهم.
ونكتشف بعد أن صدقنا الخدعة والفرية أنهم يقصدون من حكم الشعب وبالشعب وللشعب : حكم الشعب المسلم بالشعب الصليبي والصهيونى ولمصلحة الشعب الصليبى الصهيونى.
***
قشرة أخرى ولمعان آخر.. الوطنية..
ويتصايح الغلمان الخونة عبيد المحتال بالصياح والأناشيد والأهازيج التى تمجد الوطنية.. وتعليها ولا تعلى عليها بحيث يكون أي صوت معارض أو كاشف: خيانة للوطن.. وما هو خيانة بل هم الخونة.. فإن ألقيت بسؤال وحيد تمزقت كل دعاواهم كبيت العنكبوت..
والسؤال يقول: في عالمنا العربي والإسلامي.. لماذا لم تُمجّد إلا وطنية الأقطار بالحدود التى رسمتها اتفاقية سايكس بيكو.. وخنازير العلمانية الذين يسبحون بحمد أي كاتب غربى ويكادون يسجدون أمامه تراهم يستعيدون حدود سايكس بيكو عندما يكون الكاتب أو المفكر أو الداعية مسلما.. فتجد خنزيرا من مصر يحتج على ندوات الشيخ على الجفرى في مصر وتجد خنزيرا سعوديا يحتج على دعوة عمرو خالد لإلقاء محاضرات في جدة.
لماذا لا يغنى الغلمان الخنازير لوطن بحدود الشام.. أو للدولة العربية الكبرى.. ولن تبلغ بنا الآمال أن ندعوهم للتغني بدولة حدودها الإسلام..
***
وبالرغم من ذلك كله لم يكف الغلمان عن التصايح أبدا..
تنكشف الخدعة وراء الخدعة.. والجريمة بعد الجريمة .. والفضيحة تلو الفضيحة.. لكن أحدا لا يلقى القبض على عصابة الغلمان و أسيادهم أبدا.. وتظل الدائرة تدور..
***
الأمثلة السابقة، نموذج لما حدث في كل القضايا الأخرى..
في الحرية والإخاء والمساواة والديموقراطية والحداثة والاستنارة والتحضر..
كانت القشرة البراقة الخادعة تخطف الأبصار وكان الغلمان – صبيان المحتال المأجورين – يذهلون العقول.. وكانت الأمة تفقد كل ما تملك مقابل سراب حسبته الأمة تحضرا، و مقابل احتيال محتال وخديعة غلمان.. وكانت تستبدل ببيتها المكين.. بيت عنكبوت..
***
كيف نفصل بين المنهج و أدواته.. أو بين الخلفية النظرية وتطبيقاتها العملية..
دعنا نعود مرة أخرى إلى مثل الزوجة والعشيق والديوث..
فلا يفصل ما بين المنهج و آلاته إلا ديوث..
ولكى أضرب لك مثلا مباشرا فاجعا فدعنى أستشهد بهذه الفقرة من كتاب الدكتور عبد الوهاب المسيرى: سيرة غير ذاتية وغير موضوعية:
يقول الدكتور المسيرى:
"ويصل هذا الاتجاه الفني فيما يسمى " سنف موفيز" ولا أعرف ترجمة لهذه العبارة، ولكن لعل وصفها يعطي فكرة عن محتواها . وهي أفلام يختلط فيها العنف والجنس بطريقة متطرفة، وكثيرا ما تنتهي ببطلة الفيلم في حالة نشوة جنسية ويتم قتلها في اللحظة التي تقذف فيها . ومثل هذا المنظر يتكرر في الأفلام الإباحية "العادية" ، ولكن في السنف موفيز يتم الذبح بالفعل.
نعم تقتل بطلة الفيلم.
وكان يتم الإعلان عن الفيلم بعبارة "صور في أمريكا اللاتينية ، حيث العمالة رخيصة" . وكل لبيب متوحش بالإشارة يفهم.
ومخرجو مثل هذه الأفلام يدافعون عنها من منظور الإبداع والحرية والثورة . .إلخ وقد قام بعض المثقفين الليبراليين المدافعين عن حرية الرأي المطلق بمظاهرة ضد دور السينما التي تعرض مثل هذه الأفلام. ولكن جريدة وول ستريت جورنال قامت بتعنيفهم لموقفهم هذا ، وبينت لهم أن ما يحدث إنما هو نتيجة طبيعية للموقف النسبي المتسيب من الفن والجنس وإنكار الحدود باسم الحرية المطلقة والإبداع غير المتناهي!"..
انتهى الاستشهاد بالدكتور المسيرى..
فهل تمرض أيها القارئ الآن مثلى؟ وهل تفزع؟ وهل تجزع؟ وهل تتقيأ؟..
كان من أكثر ما آلمنى، فوق المرض، إحساس ذبيح بخيانة تلك الحثالة المنحطة من المثقفين الذين ينادون بالحداثة والنسبية ويعلون الحضارة الغربية وينتقدون الإسلام.. ويخدعوننا بانفصال المنهج عن أدواته وتطبيقاته.
رحت وفى قلبى ألم لا يوصف أتساءل: أهذا هو الدين الذي يريدون منا أن نجفف منابع الإسلام ونتبعه.. أهذه الحداثة هي مصدر زهوهم وتعاليهم وصلفهم وكبريائهم ونظرتهم إلينا بازدراء.. ازدراء شيطان كافر مجرم.. ازدراء كلب مسعور لا يهدأ حتى يعقر الآخرين لينقل المرض المميت إليهم..
أجل.. كلب مسعور..
كلب مسعور ليس له إلا ميزة واحدة.. أنهم في إمبراطورية الشيطان لا يدعون الإيمان.. وهم يروجون للكفر ويعترفون أنهم كفرة ملحدون.
وعلى هذا فإنهم أفضل من مثقفينا الحداثيين الذين يتبعون ذات الحداثة والنسبية والكفر لكنهم يبطنون الكفر ويظهرون الإيمان..
ملأني الإشفاق عليكم يا قراء.. إشفاق لحد الألم..
ملأني لأن تلك الخنازير المأجورة قد خدعتكم طويلا وغررت بكم طويلا.
والكاتب المثقف حقا، يجد أن من واجباته أن يكون عنصر توصيل جيد لقرائه، فهو ينقل لهم الفكر الأصعب بأسلوب أسهل كى يفهموه ويستوعبوه.. وهو قد يظل أعواما يكتب ويفكر كى يعطى لقرائه كتابا يقرؤونه في يوم أو بعض يوم.. وقد يظل يبحث بالأسابيع والشهور كى يلخص بحثه ذاك في مقال يقرأه القارئ في ساعة أو بعض ساعة..
الكاتب المثقف الحقيقي يفعل ذلك..
أما القارئ فهو يستأمن الكاتب على عقله.. و هذا أخطر من المريض الذي يستأمن الطبيب على جسده.. فإن خان الكاتب فإنه يصبح أشد سوءا من طبيب تأتمنه فينقل إليك المرض أو يسرق عضوا من أعضائك..
وهذا هو ما فعلته بنا النخب المثقفة المستغربة المأجورة..
الخنازير المأجورة..
أولئك الذين سوغوا لنا سب الذات الإلهية.. فكل شئ نسبى..
و أولئك الذين حالفوا أعداءنا علينا.. مقابل رشوة بالمال أو الشهرة أو اللذة..
وأولئك هم الذين راحوا يؤيدون أمريكا في حربها ضد الإسلام والمسلمين..
أولئك الذين عجزوا عن المواجهة فمارسوا الخداع حتى كاد الناس يصدقونهم ويعتقدون أن : "الحداثة من الإيمان" و"أن النسبية من الإسلام" وأن العلمانية " مذهب يجوز التعبد عليه"!!..
أولئك الذين عجزوا عن كشف خبيئة نفوسهم فرحوا يدسون أفكارهم النجسة في صفحات الصحف والمجلات وفى أفلام السينما ومسلسلات التلفاز وفى تغيير مناهج التعليم وفى الرقابة والحظر على خطباء المساجد كى لا يفضحوهم ويكشفوا أمرهم..
أشفقت عليكم يا قراء كثيرا.. ذاك الإشفاق المؤلم.. أشفقت عليكم.. على الألم والعناء الذي أصبح على القارئ أن يكابده حتى يطمئن أن الكاتب الذي يقرأ له ليس خنزيرا مأجورا، أشفقت على من يكابد منكم ليصل إلى الحقيقة بينما من استأمنه على الطريق يضلله..أشفقت على من يعانى حتى يطهر نفسه من دنس الخنزير المأجور.. و أشفقت أكثر على من يضلون الطريق فيخسرون الآخرة.
***
والحكاية طويلة ومريرة.. حاول الغرب طيلة الوقت تزويرها و إخفاءها.. لكنه يكرر نفس الأخطاء والجرائم خطأ بعد خطأ وجريمة بعد جريمة.. لذلك فإننا نستطيع رغم الكذب والتزوير والتشويه والتحريف أن نقرأ تاريخ الماضي فيما يحدث الآن..
فالغرب لم يتب عن جرائمه.. وهو يواصل عبادة الشيطان بهمة لا تعرف الكلل وبثأر لا يعرف الارتواء.. إن أمريكا التي قتلت الملايين لم تنس ثأر 18 أمريكيا قتلوا في الصومال.. قتلوا لأنهم اعتدوا وقتلوا مئات الصوماليين.. ونفس ما حدث مع العراق وأفغانستان يحدث مع أي بلد في العالم يجرؤ علي الاعتراض .. ونفس المنهج الشيطاني الذى فضل القتل علي الأسر يفضل أن يسحق عدوه ويدمره عن أن يقبل استسلامه أو انسحابه. لقد انسحبت العراق من الكويت منذ عشرة أعوام ومع ذلك لم يتوقف القصف والتدمير.
الخطأ الأمريكي القاتل أنه كشف عورة الحضارة الغربية القبيحة وبين كم هى هشة وخسيسة.. وهى لم تعاملنا بكل هذا الصلف والازدراء إلا لأننا نكصنا عن الجهاد فى سبيل الله وأن تكون مرجعيتنا هى الإسلام لا الأمم المتحدة.. وهى الحلال والحرام وليس المصلحة..
ولو لمس الغرب الصليبي من عالمنا الإسلامي استعدادا حقيقيا للمقاومة والحرب الحقيقية لتبدل الصلف إلى تزلف والازدراء إلى نفاق.. ولتسترجعوا ما حدث بعد حرب أكتوبر 73 .


>>تابع

~~ ظايم الضد ~~ 20-09-2002 03:23 PM

"الساخر" : واخيراً كيف يمكن للمثقف العربي أن يعيش حالة التوافق المشروع والمنطقي بين التراث والعصر الذي يعيش فيه..؟؟

ليس ثمة مشكلة حقيقية في التوافق بين بين التراث والعصر.. لا توجد مشكلة على الإطلاق بل توجد علاقة كالعلاقة القائمة بين جذور الشجرة و ساقها و أغصانها وثمارها.. فالتراث ليس ضد المعاصرة.. نعم وهذه الثنائية البغيضة التى استدرجنا إليها المنافقون خاطئة وكاذبة..
ربطوا العلمانية بالعلم والربط خاطئ ويحمل نواياهم الخسيسة لخداع الأمة..
خلطوا مابين الحداثة والتحديث وذلك فجر وجرأة على الكذب لا تتصور.. فكلنا مع التحديث وكلنا ضد الحداثة..
التناقض الموهوم بين التراث والمعاصرة أيضا وهم خلقته الفئة الضالة..
هل حدث تناقض بين التراث وبين الدولة العباسية مثلا وهى التى قادت العلم في العالم قرونا..
هل حدث ذلك التناقض في الأندلس..
لماذا نتصور وجوده الآن إذن؟
هل تريد منى أن أجيب عليك؟
نعم.. حدث هذا التناقض لأن عبدة الشيطان خلقوه.. بل اختلقوه ليمزقوا عقولنا و أرواحنا.. إنهم لا يملون أبدا.. ويعيدون كل الحيل القديمة في أشكال جديدة.. وما هذه الحيلة إلا تكرار سخيف لثنائيتهم السابقة عن الصراع والتناقض بين الدين والعلم.
ولنعد إلى أصل الكلمات كي نكشف أكاذيبهم وزيفهم..
ماذا يعنون بالتراث؟..
التراث هو ثقافتنا عبر التاريخ.. هو القرآن والسنة النبوية الشريفة وتراث الفقهاء وهو الاكتشافات العلمية لأسلافنا..
والآن.. ماذا تعنى المعاصرة.. ؟..
هل تعنى مكارم الأخلاق والسمو الروحى وتهذيب النفس ونظافة الجسد وطهارة الروح؟
إذن لا تناقض..
هل تعنى حقوق الجار.. وحقوق البيئة.. والمجتمع وحقوق الآخرين؟..
إذن لاتناقض..
هل تعنى إعلاء قيم الحق والعدل والخير والجمال..
إذن لا تناقض..
هل تعنى تحديث كل مناحى الحياة من الإبرة إلى الصاروخ؟..
إذن لا تناقض..
هل تعنى الاستمتاع الحلال ..
إذن لا تناقض..
هل تعنى ارتداء أحدث الأزياء مادامت محتشمة وليس فيها تقليد أعمى للكافر..
إذن لا تناقض..
هل تعنى التقدم العلمى والتكنولوجى؟..
إذن لا تناقض..
هل تعنى الأسلحة النووية وعلوم الفضاء؟..
إذن لا تناقض..
فهل أدركتم يا قراء من أين يأتى التناقض..
التناقض يأتى من أن كلاب جهنم هؤلاء عندما يقصدون المعاصرة لا يقصدون أيا من ذلك.. بل يقصدون العلمانية والعولمة والحداثة واللذة وتعهير المرأة.. يقصدون الديموقراطية التى تبيح اللواط إذا ما وافق مجلس الشيوخ عليه.. يقصدون تجاربهم الفاشلة ونظرياتهم الفاسدة بداية من وهم الليبرالية الذي أشاعته أعتى الدول الاستعمارية ( هل تلاحظون التناقض) إلى الدارونية إلى الماركسية.. إلى.. إلى..
وبهذا المفهوم فإننا نعترف بوجود تناقض كامل وشامل بين مفهومنا ومفهومهم..
نعم .. تناقض شامل.. لا بد أن ينتج عنه صدام مروع..
والحقيقة أن الغرب ليس أمامه مجال للاختيار.. فنفس الحتمية التي تحتم علينا جهاده تحتم عليه أن يحاربنا.. ففي العقيدة الإسلامية.. العقيدة الإسلامية فقط .. نفي لكل مقولات الغرب الحضارية.. نفي كامل لأسس حضارة تحاول أن تحول الإنسان إلي حيوان والعالم إلي غابة..
نعم ..
العلاقة بين الحضارة الإسلامية والحضارة الغربية كالعلاقة بين النور والظلام.. لايمكن لهما أن يتواجدا معا .. ولابد لأحدهما من الغلبة علي الآخر.. وصراع الحضارات قائم وكل من ينكره إما ساذج و إما متواطئ. إلا أن غلبة الإسلام تحمل معها حضارته التي حافظت على الآخر دائما بل ودافعت عن عقيدته. أم الغرب.. فلا يعرف إلا التبعية الكاملة أو التدمير الكامل.
نحن لا ننكر مكان الغرب ولا مكانته ولا مساهمته.. لكن عليه أن يعود لحجمه الطبيعي، وليس أكثر منه.
إن غلبة النور علي الظلام تحكمها نواميس الله لذلك فهي لا تعني إلا كشف تزويره للحقائق وطمسه للأشياء ثم يدع الأحياء لاختياراتهم.. ولجهادهم الذي يتركز لا في الاستعمار ولا في الإبادة بل في أن يخلوا ما بين العباد وما بين الله..
أما قضاء الظلام علي النور فلا يحكمها إلا المعايير المزدوجة للعقل النفعي البراجماتي .. لذلك فإنه لا يمكن أن يتم إلا باستئصال جذوة هذا النور وتجفيف منابعه.. فإن كانت قلوب المسلمين المؤمنين هي مكمن الجذوة ومنبع النور فلابد إذن للغرب من القضاء عليهم.. علي الأشياء والأحياء جميعا.. وهو برغم الخلل الصارخ في ميزان القوي لصالح الغرب أمر يستحيل علي الغرب إنجازه.. وهذا العجز هو بذاته ما يحمل أكثر من أي شئ آخر بذور انهيار حضارة الغرب المزيفة.
نعم..
ما أريد أن أقوله للقراء في نهاية هذا الحديث أن انتصارنا على الغرب حتمى حتمية التاريخ.. حتمية انتصار الخير على الشر.. بل حتمية القدر الإلهى الموعود.



سلام

عسى&ى&ى ماشر 23-09-2002 07:02 AM

الاخ ضايم

ارى انك اجهدت نفسك كثيرا ولكن لا احد مهتم بما اجهدت نفسك فيه

او بالاصح كثره الصفحات ربما كان لها التاثير

وربما ايضا قله الاهتمام

عن نفسي فقد طبعتها لاقراها على تروي

اشكرك اخي ضايم

وبعد قراءتي للموضوع ربما يتغير الشكر الى نقد

من يدري ؟

~~ ظايم الضد ~~ 24-09-2002 02:00 PM

مرحباً بك اخي عسى وبنقدك .

اما اعضاء هذا المنتدى بما فيهم مراقبيه فأنا اعرف بهم ،،
وقد اكون متأكد انهم قراءوه قبل ان انقله لهم ،،:SLEEP: :SLEEP:

فهم على ثقافة عاليه وبخاصة في مثل هذه المواضيع .:confused: :confused:

الم يقل الشاعر ..
يا أمة ضحكت من جهلها الامم .

سلام

Code-Blue 01-10-2002 07:57 AM

:rolleyes:

القوس 01-10-2002 08:30 AM

ليتك والله ترسله لي ايميل ..طويل

استوقفني ما قاله عن الجابري والحقيقة ان الجابري من الرواد في نقد العقل العربي ويكاد يكون الوحيد الذي ابدع يليه في ذلك طرابيشي في كتابه نقد نقد العقل العربي .... والجابري كثيرا ما كان يستشهد
بابي حامد الغزالي وابن عربي وان كانو متصوفين الا ان لهم نظريات في فلسفة العقل .....

~~ ظايم الضد ~~ 03-10-2002 09:33 AM

القوس :

اجعل قارون يقراءة بدل عنك ،

ثم يكون لك فكرة مناسبة عن الموضوع ، أما الأن فأنت تهرف بمالا تعرف .

كيف لفت نظرك وانت لم تقراءة !!!.

اقووووووول : ممكن

سبحان مغير الاحوال

سلام

عسى&ى&ى ماشر 03-10-2002 03:52 PM

لاتعليق

:D


Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.