أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية

أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com/index.php)
-   خيمة الثقافة والأدب (http://hewar.khayma.com/forumdisplay.php?f=9)
-   -   العراق و ما بعد العراق! (http://hewar.khayma.com/showthread.php?t=30556)

محمد الشنقيطي 22-03-2003 05:19 PM

العراق و ما بعد العراق!
 
(1)


على التلفاز ِ ! و انكشفَ الحجابُ
و بانَ المَـكـْرُ إذ ْ فـُـتـِـحَ الكتابُ

بأرض الرافدين يجوسُ عُلـْجٌ
و بابٌ بعدهُ في القهر ِ بابُ

و أرملة ٌ و أطفالٌ و شيخ ٌ
تدوسهمُ الجنازرُ و الكلابُ

و ينزفُ جرحنا من بعدِ جرح ٍ
و لا واس ٍ و قد عظمَ المصابُ

و مخلصُ ما درى كيفَ انتصارٌ
و خائنُ و الضميرُ بهِ خرابُ

و أصواتٌ تصيحُ بدون ٍ فِـكـْر ٍ
عواطفُ لا يطالُ بها جوابُ

فبينا الناسُ في صمت ٍ تـُـعِـدُّ
منابرنا على بعض ٍ سبابُ

فكلٌ عارفٌ فطنٌ نبيهٌ
و بحرٌ لا يشقّ لهُ عًـبابُ

و شتى في الهوى كلٌ بليلى
و ليلاه ُ هي الشهْدُ المذابُ

نخوِّنُ كلَّ مختلفٍ بنهج ٍ
فكلٌ في دواخِـلِـهِ الصوابُ

شتاتٌ كالقطيع ِ و كلِّ راع ٍ
نزيهٍ من تشتتنا يهابُ (2)

و كمْ من ناصر ٍ عنـّـا تخـلـّى
و غبنا عن قضايانا فغابوا

و أهلُ الفكـْر ِ من نثر ٍ و شعْر ٍ
و أغلبهمْ إذا مُـحِصوا سرابُ

هياجٌ بالكلام ِ و ليسَ فينا
كتومٌ سائسٌ فـَـطِـنٌ مهابُ

شعوبُ الأرض ِ في سر ٍ بناءٌ
و نحنُ بمعول ِ الهدم ِ احترابُ

و لولا حولنـا صهيون ُ ذئبٌ
لكنا نحنُ للبعض ِ الذئابُ

كراهتنا لبعض ٍ من قديم ٍ
على قهْر ٍ هو الأمرُ العجابُ

**

و كرسيُّ الزعيم ِ بألفِ ألفٍ
يموتُ الكلُّ فـَهْوَ لهُ الرِّقابُ

فموتوا إننا كلٌ فداءٌ
لهذا أو لذاكَ و لا عِـتابُ

و " بالروح ِ " و جسم ٍ بلْ " دمانا "
" نـُـفـَـديكَ " و لوْ عَـمَّ الخرابُ

فأنتَ أ سيدي معنى و جودي
و ما وطنٌ سواكَ و لا تـُرابُ

***

فتحنا بابنا جهلا ً و طيشـًا
و من يفتحْ عليهِ لهُ العذابُ

( و جرم ٍ جرّهُ سفهاءُ قوم ٍ
و حلَّ بغير ِ جارمهِ العذابُ )(4)

***

لعلَّ لفكرنا اليومَ انتعاشٌ
لنصلحَ ذاتنا (3) ذاكَ الطـِّــلاّبُ

بناءُ الفردِ في نهج ٍ سليم ٍ
هو الحصنُ المتينُ هو الصوابُ

و إلا ّ ما نراهُ فسوفَ يمضي
بوعدٍ بعدَ ما يمضي إيابُ

******



(1) هذه القصيدة لن تعجب أحدا فالعقل العربي يكره الخطاب العقلاني و يفضل الخطاب الموجه إلى العاطفة!

(2) لقد كان السيد سوار الذهب الرئيس السوداني السابق رجلا فائق الإخلاص و النزاهة إلا أنه كان عاقلا ً أيضا! فلما قلب الفكر في عدم إمكانية قيادة العقلية السائدة في "الشارع" لفرض عاطفيته و تشتته تنازل عن الحكم طواعية! " هل ينطبق علينا المثل العامي المضروب للدجاج ( لا ينساق و لا ينقاد)؟

(3) – أ - " إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم" . ب " كيفما تكونوا يول عليكم "

(4) البيت المقوس لأبي الطيب المتنبي في وضع ٍ افضل مما نحن فيه!



*

ريان الشققي 23-03-2003 12:14 AM

لا تقلق، كما أنه لا غنى عن العاطفة فإنه لا غنى عن العقل أيضاً.

يا أمتي خاب الأملْ
من بعد ما هجم الفشلْ

لا تفرحي فيما مضى
لا تحزني وقت الأجل

من تحت أنقاض الدجى
هذا خنوع أم وجل؟

من فوق أكوام الردى
هذا هراء أم جدل

من صرخة الآلام خّدرتِ ...
... المشاعر والمقل

من راعه خطواته
كيف استوى كيف انتقل

نبضاته مستاءة
تهنو وتشكو من ملل

والمركب المهزوم يطفو
ثم يغطس في عجل

لا ثقب فيه يعيبه
بل مااحتوى أو مااشتمل




يا أمتي نزح الأمل
يا أمتي حلّ الزلل

لا الدمع يجديني ولا
أسف على قلبي انجدل

محمد الشنقيطي 23-03-2003 01:40 PM

تصويب
 

البيت
فتحنا بابنا جهلا ً و طيشـًا
و من يفتحْ عليهِ لهُ العذابُ

صوابه
فتحنا بابنا جهلا ً و طيشـًا
و من يفتحْ عليهِ إذاً حسابُ

حاولنا التعديل و لكن قفل علينا الباب مبكرا!!
لكم الشكر

محمد الشنقيطي 23-03-2003 01:44 PM

*
أخي الكريم ريان الشقيي
لك الشكر الجزيل على المداخلة و الأبيات الجميلة
سلمت و لا فض فوك
*

العنود النبطيه 24-03-2003 12:51 AM

الى متى الصمت يا أُمتـــــي؟؟؟

الى متى يريحنا ان نضع اللوم على الحكام؟؟؟

الى متى نبحث عمن يتحمل العبء عنا ليرتاح بقايا ضميرنا؟؟؟

الى متى ومن ننتظر !!!

أفيقي يا أُمتـــــي

أفيقي يا أُمتـــــي

أفيقي يا أُمتـــــي

فالنوم على الهوان وتجرع كأس الذل ابدا لم يخلق لنا

طعم المرار لم يُخلق لافواهنا ، وفراش العبيد لم يخلق لاجسادنا ولباس الخزي لم يخلق لرؤوسنا

فأفيقي يا أمةً حكمت الدنيا بالعدل والانصاف والسماحة ولكنها لم تتوانى عن السيف في زمنٍ ما له الا السيف

فأفيقي ي أُمة تستند الى تاريخٍ مجيد

أفيقي يا أُمتـــــي
أفيقي يا أُمتـــــي
أفيقي يا أُمتـــــي فقد طااااااااااال زمن الخنوع

محمد الشنقيطي 30-03-2003 04:51 PM


*
الأخت العنود النبطية
أشكرك أولا للمرور و المداخلة
أسئلتك و غيرها تحتاج الى وقفة!
هذه الايام نحن مشغولون جميعا بما نرى و نسمع!
لي بإذن الله عود اليك و الى مداخلة أخي ريان
لكما تحاتي
*

العنود النبطيه 03-04-2003 05:44 AM

إقتباس:

الرسالة الأصلية كتبت بواسطة محمد الشنقيطي

*
هذه الايام نحن مشغولون جميعا بما نرى و نسمع!

*


استاذي الفاضل محمد الشنقيطي

بالله عليكم ... متى ننتقل من الاكتفاء باستخدام افعال الرؤيا والاستماع وننقل من الاكتفاء بها الى افعال اخرى نعمـــــــل بها شيئا لامتنا وديننا وشعبنا الذي يُقتل في العراق وفلسطين على ايدي نجسه ظالمة حاقدة لا تراعي ذمة ولا ظميرا وليس لديها حرمات او محرمات

متى!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

محمد الشنقيطي 04-04-2003 09:25 AM

*

الأخت العنود النبطية
الحالة العربية تكاد تكون ميئوس منها إلا إذا تداركنا الله بجيل عقلاني جديد!
إن الموضوع طويل عريض و يحتاج إلى مجلدات و عدد كبير من الخبراء المختصين في آلية الفكر و مؤسِّساتِـهِ ثم إعادة صياغة هذا الفكر و أسسه من جديد.
العلة ليست فينا نحن
وليست في الحكام
العلة في هذا العقل في رؤوسنا و رؤوسهم. إنها علة مشتركة و نحن و هم ضحية هذا العقل و هذا التفكير المؤسس لأفعالنا و ردود فعلنا و تصوراتنا.
هذا و سوف أورد لك بعض النقاط السريعة لكي تعرفي بعض الخطوط العريضة لهذا الفكر المعوق ( بفتح و كسر الواو المضعفة معا ). و بما أن الفكر العربي المعاصر خرج من التجربة الناصرية و اليسارية إلى البعثية ثم استقر به الأمر إلى اعتماد الأطروحة الإسلاموية و القطرية كآلية لتحقيق النهضة أو الكفاح المسلح فجدير بنا أن ننظر إلى أسباب فشل الأطروحات اليسارية و الناصرية و البعثية ثم نحاول استكناه ما إذا كان الطرح الإسلاموي سوف يكتب له النجاح. أنا لن أذهب هنا إلى تحليل المسار و المعوقات التي تعايشت معها تلك الأطروحات إذ من السهل أن يتصدى لي أي ( خيموي ٍ أو زائر للخيمة ) هنا بإحدى نظريات المؤامرة لنعلق عليها جميعا أسباب فشلنا ثم ننخرط بعد ذلك في شيء من البكاء الجماعي و جلد الغير.
إذا بدلا من الدخول في متاهات التحليل دعينا نتأمل فقط هذه الحقائق التي سوف أبدؤها من الناحية التاريخية من لحظة انتقال محمد صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى. و يلزم هنا و قبل ذلك أن أوضح أن فشلنا الكبير هو في وضع آلية عادلة مقبولة من الجميع في أمر تداول السلطة كما سترين. كما يلزم التنويه إلى أن أمر الحكم و تداول السلطة هو من الأمور التي تركها الشارع للناس في عموم القول " و أمرمكم شورى بينكم "

• قبل أن يدفن محمد صلى الله عليه وسلم نشأ الخلاف بين المهاجرين و الأنصار في أمر السلطة و الحكم و بعد شئ من الخصومة الشديدة بين الطرفين في سقيفة بني ساعدة أستقر الأمر على عرض من المهاجرين للأنصار بأن: " منا الأمراء و منكم الوزراء" و آلت البيعة إلى أبي بكر الصديق رضي الله عنه من المهاجرين من قريش. و من الجدير بالملاحظة أن المهاجرين استبدوا بعد ذلك بالسلطة و لم يتم تعيين وزير واحد من الأنصار.
• بمجرد استلام أبي بكر الصديق الحكم ثارت عليه قبائل عربية فيما هو معروف بحروب الردة و التي هي في حقيقتها نزاع بين ربيعة و مضر في أمر النبوة و ما يترتب عليها من أمر السلطة و الحكم. فقد أرادت ربيعة أن يكون لها نبي مثلما لمضر نبي. و كانت النتيجة أن ادعى كل من مسيلمة (من بني حنيفة ) و سجاح ( من بني تميم ) النبوة. و هكذا تقدمت ربيعة بمشروع نبي و نبية ردا على مشروع مضر. و لقد حسمت حروب الردة ببقاء السلطة و الحكم في قريش من مضر. و اقترح عمر على أبي بكر رضي الله عنهما أن يشغل العرب بتوجيههم للفتوح.
• كانت الرياسة في قريش في الجاهلية تقاسما أحيانا و نزاعا أحيانا بين فخذي بني هاشم و بني عبد شمس. و لقد كان كل من أبي بكر و عمر رضي الله عنهما من فخذين آخرين من قريش و لعلهما بذلك أجلا الصراع المحتوم في قريش ذاتها.
• كان الصراع شديدا في أمر تعيين الخليفة الثالث و لقد بدأ النزاع المحتوم و المؤجل بين بني هاشم و بني عبد شمس بعد تعيين الخليفة الثالث عثمان بن عفان رضي الله عنه و هو من بني أمية. و أدى النزاع إلى اغتيال الخليفة عثمان رضي الله عنه. ( لا حظي سلمك الله أن عمر قتل و عثمان قتل أيضا و سوف يقتل بعدهما على كرم الله وجهه و سف يستشري القتل بعد ذلك! و سوف يكون لي تعليق في هذا الأمر لاحقا إن شاء الله.
• بويع علي بن أبي طالب كرم الله وجهه بالخلافة و بدأت الفتنة الكبرى بخروج بعض من قريش و أنصارهم على البيعة بقيادة أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنها و من هنا بدأت الفرق و النحل و تشعبت أوجه الصراع. و بالرغم من أن عليا انتصر في موقعة الجمل فان النزاع استمر بحجة الأخذ بدم عثمان ( قميص عثمان الشهير ) كوجه من أوجه الصراع بين الأمويين و الهاشميين في أمر الحكم ( ولم تكن قريش تريد لبني هاشم الإستئثار بالنبوة و السلطة معا)! و لقد كان للداهيتين معاوية بن أبي سفيان و عمرو بن العاص دور حاسم في أن يستأثر الأمويون بالحكم. و لكن الصراع أستمر. و أستمر الهاشميون في المطالبة بالحكم يتزعمهم الحسن و الحسن إبنا فاطمة الزهراء رضي الله عنهم أجمعين. ثم حدثت الكارثة المأساوية في كربلاء بقتل الحسين رضي الله عنه و التي لا تزال ذيولها تخيم على عدم إمكانية لم شمل المسلمين في الإنقسام الكبير بين السنة و الشيعة ناهيك عن دور الخوارج في تشعب الصراع و التخلي عن الإمام علي بن أبي طالب. و حسم الأمر مؤقتا لصالح الأمويين بتنازل الإمام الحسن بن أبي طالب رضي الله عن المطالبة بالحكم حقنا للدماء.
• أستمر الأمر لبني أمية قرنا من الزمن و نيفا في ظل صراع دائم و مطالبة العلويين بالحكم. لا حظي أن دائرة المطالبة أنحصرت في العلويين على نزاع بين العلويين أنفسهم. و أستمرت الدعوة العلوية إلى أن شاءت الإرادة الإلهية أن تتزامن رئاسة أحد أبناء عبد الله بن عباس رئاسة حزب الدعوة العلوية مع لحظة سقوط الحكم الأموي. و سقطت الدولة الأموية و انتقلت الخلافة إلى بغداد و لكنها لم تنتقل إلى الفرع العلوي الهاشمي و إنما انتقلت إلى الفرع العباسي منه!
• و استمرت الدعوة العلوية أثناء الحكم العباسي. و لكن الأمر الحاسم هنا كان ابتداء النزاع العربي الفارسي. و بدون الدخول في الشروح و التفاصيل أنوه إلى دور كبير للفرس في مناصرة الدعوة العلوية ثم مساندة و تأسيس الخلافة العباسية. و بالطبع أصبح للفرس نفوذ على الخلافة انتهت بأن كان للبرامكة نفوذ يكاد يعلو على نفوذ الخليفة. استبد عليهم الخليفة هارون الرشيد و قضى على نفوذ البرامكة. و قد ضعف نفوذ الفرس المباشر على الخليفة ولكنه لم يقض عليه. و كان لا بد لهذا الصراع أن يحسم.
• حدث هذا الحسم الكبير بين العرب و الفرس في الصراع بين الأمين ( و أمه عربية) و أخيه المأمون ( و أمه فارسية ) و انتهى الأمر في صراع السلطة بأن قتل المأمون أخاه الأمين و كان من نتائج ذلك أن رجحت الكفة الفارسية و تضعضع النفوذ العربي و تلاشى.
• تنبه الخليفة المعتصم إلى خطورة نفوذ الفرس عليه فاستقوى بأخواله الأتراك لمجابهة النفوذ الفارسي على قصر الخلافة. استطاع الأتراك تحييد نفوذ الفرس. و لكن نتج عن ذلك أن تحول النفوذ كليا إلى الأتراك و استبدوا بالخلافة و أنشئوا منصب سلطان من الأتراك بيده مقاليدالحكم الحقيقي و كانوا يقتلون و يسحلون و يقلعون عين الخليفة و يقومون بتعيين غيره. استمر الأمر كذلك إلى سقوط بغداد بيد المغول و انتهاء الخلافة العباسية. و كما تعرفين فقد انتقلت الخلافة نفسها بعد ذلك كليا من يد العرب ( حتى الرمزية منها ) إلى يد الأتراك في الأناضول و الآستانة. و انتهت هذه الخلافة كليا على يد كمال أتاتورك بأيد استعمارية و صهيونية بعد الحرب العالمية الأولى.

ملاحظات:
• في تاريخ الخلافة الراشدة قتل ثلاثة خلفاء هم عمر و عثمان و على رضي الله عنهم أجمعين و أنا أعتقد و الله أعلم أن سبب عدم قتل أبي بكر رضي الله عنه أيضا هو أن الله سبق و أن أعطاه حصانة ربانية من القتل في قوله تعالى " ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا". إن من نزل في حقه قوله تعالى " إن الله معنا " جدير بألا يقتل! و هذا في اعتقادي من الإعجاز القرآني.
• أن ما ورد من ذكر في قتل للحكام و المطالبين بالحكم هو أمر يسير إذا ما قورن بعدد محاولات الاغتيال التي لم يكتب لها النجاح.
• إن الإغتيال كان و لا يزال جزءً لا يتجزأ من فكر متواجد بيننا دائما و يكفي ذكر فرقة الحشاشين و رئيسهم الحسن بن صباح و قلعة الموت في توضيح ذلك. حتى أن فكرة الاغتيال المؤسسي المبرمج ارتبط بهذه الفرقة لدرجة أن كلمة " assassination" الإنجليزية و التي تعني الإغتيال و التي دخلت بقية قواميس العالم ترجع إلى كلمة " الحشاشين " في أصلها منذ القرون الوسطى!
• العقل العربي لا يجنح إلى مجابهة الفكر بالفكر و لكنه يجنح إلى قطع رأس حامل الفكرة معتقدا أنه بذلك يقتل الفكرة ذاتها. و الحقيقة أننا عندما نقطع رأس حامل الفكرة تنبت نفس الأفكار في عدد مضاعف من الرؤوس! و هكذا تستمر الفكرة و يستمر القتل. أكبر دليل على ذلك محاولة قريش قتل الفكرة الإسلامية بقتل حامل الفكرة! كما أنتشرت أفكار التطرف و التكفير في العصر الحديث باضطهاد و قتل حاملي الفكرة بدلا من قتل أفكارهم بالحوار النير المبين. و لقد تنبه على كرم الله وجهه إلى ضرورة و أسس الحوار مع التطرف عندما وجه عبد الله بن عباس رضي الله عنه في قضية الحوار مع الخوارج إذا قال له:
" لا تجادلهم بالقرآن فأنه حمال أوجه! أنت تقول و هم يقولون! و لكن جادلهم بالسنة". و خلاصة توجيه الإمام على رضي الله عنه للمتمعن فيه هو أن الحوار إنما يكون على الثوابت التي لا مجال للأخذ و الرد فيها و الحوار في ما عدا ذلك إنما هو من قبيل النفخ في قربة مخروقة!

* العقل العربي كسول و لا يحب تحليل المعاني و الأفكار و لذلك لا يجهد نفسه في تمحيص الفكرة و إنما يستغني عن ذلك بالسؤال " من قال ذلك؟" فان كان القائل يناسب هواه تصبح الفكرة جميلة وإذا كان القائل لا يناسب هواه تصبح الفكرة قبيحة. فالفكرة إذا في العقل العربي لا تنفك عن ماهية قائل الفكرة و تسمتد معناها من شخصية قائلها أيا كانت و مهما تكن! بدلا من أن يتمعن الفكرة ذاتها! و لقد حاول علي بن أبي طالب كرم الله وجهه إالغاء هذا التوجه بقوله المشهور : " يعرف العلم بالرجال و لا يعرف الرجال بالعلم ". و رغم أن تراثنا يقول: " خذوا الحكمة من أفواه المجانين " فإننا نرفضها حتى و لو كانت من أفواه العقلاء إلا إذا جاءت وفق هوانا من أفواه ٍ نهواها!

الخاتمة
الأخت العنود النبطية
إن أمر الإجابة على سؤالك يحتاج إلى مجلدات و مجلدات. و ما أوردت سالفا هو جزء صغير جدا من الصورة الكبيرة و التفاصيل الكاملة.
كل تلك التفصيل و الصور تعود أسبابها إلى بناء الفكر العربي و أسس عمله. و الحقيقة أن كل ذلك يعود إلى أمر مهم في ثقافتنا المؤسسة لعملية تفكيرنا.
إن هذه الحقيقة المؤسسة لكل ما ذكرت و ما لم أذكر هي ببساطة في مقولتنا المؤسسة لفكرنا:

" أنا و أخوية على ابن عمي و أنا و ابن عمي على الغريب"
و الحقيقة الكبيرة خلف هذه المقولة البسيطة تعكس العملية الفكرية الي تجري خلف الكواليس داخل أذهاننا و هي:

" أنا على أخوية و أنا و أخوية على ابن عمي و أنا و ابن عمي على الغريب"
إنها عقلية تكفل إستمرار الصراع الدائم على السلطة ما دام هناك عربيان على الأقل! أحدهما حاكم و الآخر محكوم!

و لذلك ترين الآن في العراق أن المعارضة أصبحت صدامية و بمجرد انسحاب الغزاة فسوف ترتد المعارضة على صدام كما سيبدا صدام في التفكير عن ضحيته القادمة من فرقة أبناء عمومته المؤسسة لحكمه من أسرة " آل المجيد"

أما بالنسبة لإمكان نجاح الطرح الإسلاموي فإنني أعتقد انه سيفشل تماما كما فشل الطرح النهضوي و الناصري و اليساري و البعثي و القطري ذلك أن الأمر لا يعتمد على الطرح و مؤسِّساته الفكرية بقدر ما يعتمد على حامل و منفذ الفكرة. سوف يفشل الطرح الإسلاموي ليس بسبب قصور في المفاهيم الإسلامية و لكن بسبب معوقات أسس التفكير و التفعيل في العقلية العربية.

لا أملك أطروحات بديلة و لكنني فقط أفكر بصوت عال.

للعنود النبطية و للمخيمين هنا تحياتي

***

ريان الشققي 05-04-2003 12:21 AM

أخي محمد
أوافقك في الطرح وأسلوبه

لم يبق لي من أمتي امر
حتى حسبت بانها قفرُ

ليس القعود بسلوة نزلت
ما للثواء بسلوتي بشر

لكن وقفي يستجيب إلى
ما ينطوي فيلفه العمر

جاء الغريب فأرضنا سلبت
زرع الأذى وحصاده الشر

ما أصعب العيش الوضيع وقد
عظم الذين شعارهم خمر

وهلال قوم قد خبا خجلا
والشمس مالت والثرى قرُّّ
::
::
::
هناك تكملة لشحذ الهمم ولكني أتركها لمقام آخر

محمد الشنقيطي 05-04-2003 02:25 PM

*
أخي الكريم الأستاذ ريان
أشكركم على الدعم و المساندة في زمن الخذلان!
أخي أنتظر القصيدة الثنالثة قبل الرد شعرًا لعلي أصيد ثلاث عصافير بحجر!
لكم تحياتي
**

محمد الشنقيطي 05-04-2003 02:28 PM


الإخوة و الأخوات الأكارم
رد الأستاذ عاقد الحاجبين على الموضوع في أحد المنتديات فأرتأيت أن أورد لكم رده و ردي عليه:
==============================
رد الأستاذ عاقد الحاجبين:

اشكرك اخي الكريم . ولكنني لا اؤيد نظرتك فيما طرحت في بداية ردك حول جعل المسألة دنيوة بحتة فيما بين صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الذي قالفيهم(اصحابي كالنجوم بايهم اقتديتم اهتديتم).
المسألة ليست صراعا محتدما على السلطة بقدر ماهو صراع في افضل الطرق لاستمرار نهج الرسول في عهد الخلفاء الراشدين.
وحروب الردة تنسب لمن انشأوها ولايمكن ان تكون هنالك طريقة افضل من التي تعامل بهاسيدنا ابوبكر الصديق.
اما تعبيرك بانه اراد لعمر ان (يشغل)المسلمين بالفتوحات فهذا تفسير يبرر من فكرة استشراقية ولكنه لا يبرر من فهم عميق لمجريات الامور واتخاذ القرارات في تلك الايام ومبررات القتال في مفهوم الجيل الاول. واظنك تعلم ان الدعوة الى الله من اهم واجبات الخليفة ووصول كلمته الى اقاصي الدنيا هو امر يسأل عنه يوم الحساب.وتبسيط المسألة بهذا الشكل فيه الكثير من الاحجاف بحق قوم قال احدهم (لو عثرت دابة على دجلة لخشيت ان يسألني الله عنها لم لم تعبد لها الطريق).

ولن اخوض اكثر من ذلك في موضوع قلت بنفسك انه يحتاج الى مجلدات وربما لن نوفيه ما يستحق من بحث . وكل يرى رأيا مختلفا في مسالة الصراع بعد الخلافة الراشدة وانتهاء عصر الصحابة. ولكن ارى ان سرد التاريخ يكون سردا امينا اذا ذكرت الاحداث دون تبريرها كما يتفق ووجهة نظر السارد بعد اكثر من الف عام.. لا سيما انه مجتمع فتي ناشئ اخذت تستجد عليه الامور بشكل مضطرد لم يعهده في تاريخه. ولذلك فالقتل والاختلاف امر غير مستبعد . وهو موجود في كل الامم التي كانت تنتخب قائدها. فقد وجد في الفراعنة والاغريق واليونانيين وكان على نطاق اوسع بكثير من المسلمين ولعل مقولة عدلت فامنت فنمت اكبر دليل.

مسالة العقل العربي داء مزمن . وكنت محقا من وجهة نظري في اننا نربط الافكار باصحابها .. وهذا لا يمكن نسبته بحال من الاحوال الى بداية جيل الاسلام الاول . بل هو مما استجد بعدهم والحوادث تدل على انهم كانوا يمتلكون ادبا في فن الاختلاف يصعب ان تجده في اي جيل اخر.. ولكن الفتن من منافقين وذوي المصالح هي ما يدمر كل شئ في نهاية الامر.

تحية لجهدك وحضورك. وشكرا لك.
================
و كان ردي:
أخي الكريم أتفق معكم و أختلف في آن واحد فيما يتعلق بنهج الصحابة رضي الله عنهم أجمعين! كيف؟
أولا: إن قول النبي صلى الله عليه وسلم " أصحابي كالنجوم..الخ " هو نبوءة و تهيئة للخلاف القادم بين الصحابة رضي الله عنهم. فأنا معكم في الإتباع و أختلف معكم في أن أي واحد منهم يملك حصانة أو قدسية دون غيره. فالمسألة دينية بحته فيما أنزل على الشارع و دنيوية بحتة فيما عداه و قد قال صلى الله عليه وسلم " أنتم أعلم بأمور دنياكم". أخي الكريم إن جعل الخلاف بين الصحابة أمر ديني يقودنا إلى تكفير بعض الصحابة أو الأخذ الجارح عليهم بينما النظر إلى الأمر كما هو على أساس أنه اختلاف مباح في الإجتهاد في المصالح المشرعة يخرجنا من تخطئة الصحابة و تكفيرهم على أسس دينية.
ثانيا: و مما سبق نستخلص أن المعصوم هو محمد صلى الله عليه وسلم فيما يتعلق بالوحي المنزل عليه أما أصحابه فهم مجتهدون من أصاب في اجتهاده فله أجران و من أخطأ فله أجر واحد على ما أتفق عليه أغلب أهل المذهب السني و المذاهب الأخرى مما لا يكفرون بعض الصحابة.
ثالثا: أنا على رأي إمام دار الهجرة مالك بن أنس في قوله: " كلكم يؤخذ منه و يرد عليه إلا صاحب هذا المنبر. و أشار إلى منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم" و هذا يعني أن كل الصحابة يؤخذ منهم و يرد عليهم في اجتهادا تهم الشخصية التي تمت إلى الرأي الشخصي فيما يخص المصالح العامة مما لم يرد فيه نص قاطع. و لذلك فينبغي أن نحصر القدسية التشريعية في من كان ينزل عليه الوحي و على ما أنزل عليه. ثم إن محمدا صلى الله عليه منزه فيما يتعلق بالوحي و ما عداه فغير منزه فيه مثل الاجتهاد في أمور الناس و أحيل في هذا الأمر إلى سؤال سلمان الفارسي قبل غزوة الخندق هل كان رأي الرسول صلى الله عليه وسلم في أمر الإعداد للحرب منزل أم إجتهاد فلما أجاب الرسول صلى الله عليه و سلم بأنه إجتهاد منه أشار سلمان الفارسي بحفر الخندق. و أحيل أيضا إلى موضوع تحديد المهور و رد المرأة على عمر و قوله رضي الله عنه الشهير: " أخطأ عمر و أصابت إمراة " أو كما قال.

أما اعتراضكم أخي الكريم حول ما ورد عن رأي عمر في إشغال البعض من العرب بأمر الفتح فإنني شخصيا أعتقد أنه من عبقريات عمر مع ملاحظة ما يلي:
أولا: أمر الفتوحات كان بدأ ببدء محمد صلى الله عليه وسلم تجهيز جيش العسرة. فمحمد صلى الله عليه وسلم هو المحرك الأول للفتوحات الإسلامية و ليس غيره.
ثانيا: إن توجيه العرب حديثي الإسلام إلى الفتوحات توجه إستراتيجي بارع من عدة أوجه. التوجه الأول أن العمود الفقري لجيش الفتوحات من قيادة و جند موكل إلى رجال تأسسوا في المدرسة النبوية في المدينة فلا خوف إذا من تأثير سلبي للمسلمين الجدد على توجهات الجيش الفاتح.
ثانيا: التوجه الثاني أن العبقري عمر بن الخطاب رضي الله عنه فطن إلى ضرر البطالة من ناحية و الجبهات الداخلية المعوقة و الطاقات المعطلة فأشار بتوجيه المسلمين الجدد إلى الفتوحات للقضاء على البطالة و الجبهات الداخلية و ليتأثر المسلمون الجدد بالقدوة التي سوف يجدونها أمامهم في القادة و الجند العريقين في الإسلام. إن هذه البراعة من عمر بن الخطاب سوف تحتاجها كافة المجتمعات الإسلامية الحالية التي تشتكي من فقر و بطالة متزايدة. أنا لا اقترح توجهات عسكرية أو حربية و لكنني أحذر من الإنعكاسات السلبية القادمة لجيل متزايد من الشباب الفقير العاطل. لا بد إذا من عبقري جديد يجد لنا كيف نستغل هذه الطاقات المعطلة و التي إذا لم يتم يحل وضعها سوف تتسبب في زلازل إجتماعية كبرى. و إذا كان بعض المستشرقين أساء فهم توجهات هذا الصحابي الجليل فقد أوضحت هنا بعد نظرته الإصلاحية الفذة.

أما ما أوردتم من ضرورة النظر إلى التاريخ من منطلقات حقائق و إمكانيات العصر الذي وقع فيه الحدث فهذا لا خلاف عليه و أشكركم على التتويه إليه. لقد كان الأوائل يجتهدون و يصيبون و يخطئون وبذلك حققوا إنجازات عظيمة و لعل أكبر كارثة حلت بنا هي قفل باب الإجتهاد تحقيقا لأهواء بعض الحكام في عصور الإنحطاط.

و خلاصة ما أردت الذهاب إاليه في هذا الخصوص هو أن الصحابة رضي الله عنهم غير معصومين. هم مجتهدون مخلصون يثاب المصيب بأجرين و المخطئ بأجر واحد. كما أن أمر الحكم أمر متروك للناس و لا يخفى عليكم أنه لو كان هناك تشريع في أمر الحكم لما اختلف الصحابة في سقيفة بني ساعدة. إن ذلك الإختلاف في حد ذاته برهان أن أمر الحكم متروك للناس و بذلك ابتدع الصحابة فكرة الخلافة و التي هي بدعة حسنة جزاهم الله عنها خيرا و لقد كانت الحل الأنسب في ذلك الوقت لحقيق المصالح المشرعة.
و ختاما فنحن في هذا العصر في أمس الحاجة إلى التقارب ورأب الصدع و ألا يطالب بعضنا البعض في أمر الإختلاف إلا بأركان الإسلام الخمسة. من إتفق معنا فيها فهو منا و نترك خلافتنا الأخرى يحاسب بها الله من يشاء يوم القيامة فيعذب من يشاء و يغفر لمن يشاء " إن الله لا يغفر أن يشرك به و يغفر ما دون ذلك لمن يشاء ". أما الإختلاف فهو من سنن الله في كونه " و لن تجد لسنة الله تبديلا". إن أهم ما نحتاج إليه هو إستيعاب هذا الإختلاف و قبوله كحقيقة واقعة و أن يعذر بعضنا بعضا فيما نختلف عليه فلعل لطرف تأويل يخفى على الطرف الآخر و ألا نسارع في التسفيه و التضليل و التكفير.
هذا و يلزمني التنويه بأنني لست مختصا لا بالتاريخ و لا بقضايا الشرع و لكنني أستجيب لأمر الله في تدبر خلق الله و شئون خلقه و النظر حسب إمكاني فيما يصلح من شأننا.
أشكركم أخي الكريم و ما أردت إلا الإصلاح و بالله التوفيق
============

ريان الشققي 06-04-2003 12:15 AM

من قصيدة (حضارة وكمال):
:::
::::
ولّى زمان حضارة وتشتتت
أرجاؤه فتعاقبت أهوالُ

والركب مال إلى السفوح تهاويا
تدفعه قسرا طغمة أنذالُ

وبه سنون قد تألق وجهها
ومآلها مثل الغثاء زوال

يا أمة نسيت حضارة مجدها
حرنت فطاح الخيل والخيال

وتعاقبت حقب على أرجائها
وطئت معالم دربها الأنعال

بات التفاخر بالحضارة مغنم
لكأنه دون الاريجة هال

اليوم نبني والبناء مضعضع
دون القواعد لا تُشد حبال

:::
:::
فكرٌ فما جاء الزمان بمثله
من نهلةٍ رشف العباد فنالوا .


Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.