أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية

أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com/index.php)
-   الخيمة الإسلامية (http://hewar.khayma.com/forumdisplay.php?f=8)
-   -   لمن لا يعرف امام أهل السنة رحمه الله (http://hewar.khayma.com/showthread.php?t=32865)

ابو رائد 07-07-2003 01:35 PM

لمن لا يعرف امام أهل السنة رحمه الله
 
عبد العزيز بن عبد الله بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن باز مولده: ولد في ذي الحجة سنة 1330هـ بمدينة الرياض وكان بصيرا ثم أصابه مرض في عينيه عام 1346هـ وضعف بصره ثم فقده عام 1350هـ. طلبه للعلم: حفظ القرآن الكريم قبل سن البلوغ ثم جد في طلب العلم على العلماء في الرياض ولما برز في العلوم الشرعية واللغة عين في القضاء عام 1350هـ ولم ينقطع عن طلب العلم حتى اليوم حيث لازم البحث والتدريس ليل نهار ولم تشغله المناصب عن ذلك مما جعله يزداد بصيرة ورسوخا في كثير من العلوم، وقد عني عناية خاصة بالحديث وعلومه حتى أصبح حكمه على الحديث من حيث الصحة والضعف محل اعتبار وهي درجة قل أن يبلغها أحد خاصة في هذا العصر وظهر أثر ذلك على كتاباته وفتواه حيث كان يتخير من الأقوال ما يسنده الدليل. مشائخه: تلقى العلم على أيدي كثير من العلماء ومن أبرزهم:

(1) الشيخ محمد بن عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن الشيخ محمد بن عبد الوهاب قاضي الرياض.

(2) الشيخ صالح بن عبد العزيز بن عبد الرحمن بن حسن بن الشيخ محمد بن عبد الوهاب.

(3) الشيخ سعد بن حمد بن عتيق قاضي الرياض.

(4) الشيخ حمد بن فارس وكيل بيت المال في الرياض.

(5) سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم بن عبد اللطيف آل الشيخ مفتي المملكة العربية السعودية، وقد لازم حلقاته نحوا من عشر سنوات وتلقى عنه جميع العلوم الشرعية ابتداء من سنة 1347هـ إلى سنة 1357هـ.

(6) الشيخ سعد وقاص البخاري من علماء مكة المكرمة أخذ عنه علم التجويد في عام 1355هـ.

--------------------------------------------------------
آثاره: منذ تولى القضاء في مدينة الخرج عام 1357هـ وهو ملازم للتدريس في حلقات منتظمة إلى يومنا هذا ففي الخرج كانت حلقاته مستمرة أيام الأسبوع عدا يومي الثلاثاء والجمعة ولديه طلاب متفرغون لطلب العلم من أبرزهم:

(1) الشيخ عبد الله الكنهل.

(2) الشيخ راشد بن صالح الخنين.

(3) الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك.

(4) الشيخ عبد اللطيف بن شديد.

(5) الشيخ عبد الله بن حسن بن قعود.

(6) الشيخ عبد الرحمن بن جلال.

(7) الشيخ صالح بن هليل وغيرهم. في عام 1372هـ انتقل إلى الرياض للتدريس في معهد الرياض العلمي, ثم في كلية الشريعة بعد إنشائها سنة 1373هـ في علوم الفقه والحديث والتوحيد، إلى أن نقل نائبا لرئيس الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة عام 1381هـ. وقد أسس حلقة للتدريس في الجامع الكبير بالرياض منذ انتقل إليها ولا زالت هذه الحلقة مستمرة إلى يومنا هذا وإن كانت في السنوات الأخيرة اقتصرت على بعض أيام الأسبوع بسبب كثرة الأعمال ولازمها كثير من طلبة العلم، وأثناء وجوده بالمدينة المنورة من عام 1381هـ نائبا لرئيس الجامعة ورئيسا لها من عام 1390هـ إلى 1395هـ عقد حلقة للتدريس في المسجد النبوي ومن الملاحظ أنه إذا انتقل إلى غير مقر إقامته استمرت إقامة الحلقة في المكان الذي ينتقل إليه مثل الطائف أيام الصيف, وقد نفع الله بهذه الحلقات.


--------------------------------------

مؤلفاته:

(1) مجموع فتاوى ومقالات متنوعة صدر منه الآن ثلاثة أجزاء وقت تحرير هذه النبذة

(2) الفوائد الجلية في المباحث الفرضية.

(3) التحقيق والإيضاح لكثير من مسائل الحج والعمرة والزيارة (توضيح المناسك)

(4) التحذير من البدع ويشتمل على أربع مقالات مفيدة (حكم الاحتفال بالمولد النبوي وليلة الإسراء والمعراج وليلة النصف من شعبان وتكذيب الرؤيا المزعومة من خادم الحجرة النبوية المسمى الشيخ أحمد)

(5) رسالتان موجزتان في الزكاة والصيام.

(6) العقيدة الصحيحة وما يضادها.

(7) وجوب العمل بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم وكفر من أنكرها.

(8) الدعوة إلى الله وأخلاق الدعاة.

(9) وجوب تحكيم شرع الله ونبذ ما خالفه.

(10) حكم السفور والحجاب ونكاح الشغار.

(11) نقد القومية العربية.

(12) الجواب المفيد في حكم التصوير.

(13) الشيخ محمد بن عبد الوهاب دعوته وسيرته.

(14) ثلاث رسائل في الصلاة:

(أ) كيفية صلاة النبي صلى الله عليه وسلم

(ب) وجوب أداء الصلاة في جماعة.

(جـ) أين يضع المصلي يديه حين الرفع من الركوع.

(15) حكم الإسلام فيمن طعن في القرآن أو في رسول الله صلى الله عليه وسلم .

(16) حاشية مفيدة على فتح الباري وصل فيها إلى كتاب الحج.

(17) رسالة الأدلة النقلية والحسية على جريان الشمس وسكون الأرض وإمكان الصعود إلى الكواكب.

(18) إقامة البراهين على حكم من استغاث بغير الله أو صدق الكهنة والعرافين.

(19) الجهاد في سبيل الله.

(20) الدروس المهمة لعامة الأمة.

(21) فتاوى تتعلق بأحكام الحج والعمرة والزيارة.

(22) وجوب لزوم السنة والحذر من البدعة. هذا ما تم طبعه ويوجد له تعليقات على بعض الكتب مثل: بلوغ المرام، تقريب التهذيب للحافظ ابن حجر (لم تطبع)، تحفة الأخيار ببيان جملة نافعة مما ورد في الكتاب والسنة الصحيحة من الأدعية والأذكار (طبع)، التحفة الكريمة في بيان كثير من الأحاديث الموضوعة والسقيمة، تحفة أهل العلم والإيمان بمختارات من الأحاديث الصحيحة والحسان، إلى غير ذلك.

-----------------------------------

الأعمال التي يزاولها غير ما ذكر:

(1) صدر الأمر الملكي بتعيينه رئيسا لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد إلى جانب ذلك:

(2) عضوا لهيئة كبار العلماء.

(3) رئيسا للجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء التي أصدرت هذه الفتاوى.

(4) رئيسا وعضوا للمجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي.

(5) رئيسا للمجلس الأعلى العالمي للمساجد.

(6) رئيسا للمجمع الفقهي الإسلامي بمكة المكرمة التابع لرابطة العالم الإسلامي.

(7) عضوا للمجلس الأعلى للجامعة الإسلامية في المدينة المنورة.

(8) عضوا في الهيئة العليا للدعوة الإسلامية, ولم يقتصر نشاطه على ما ذكر فقد كان يلقي المحاضرات ويحضر الندوات العلمية ويعلق عليها ويعمر المجالس الخاصة والعامة التي يحضرها بالقراءة والتعليق بالإضافة إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي أصبح صفة ملازمة له. نفعنا الله بعلمه ووفقه لمزيد العلم النافع والعمل الصالح.

------------------------------------

ابو رائد 07-07-2003 01:38 PM

سئل رحمه الله قبل وفاته بأربع سنوات ( متى كانت اخر اجازه اخذتها من العمل؟ )

فأجاب / من ستون عاما لم اذكر اني اخذت اجازه !!

------------------------------------

نقل عن الشيخ القطان ان الشيخ ابن باز لم يتغد مع اهله منذ خمسين عاما , فكان يتغدى كل يوم مع المساكين وطلاب الحاجه والفتوى .

ابو رائد 07-07-2003 01:51 PM

لقد كان سماحته على قدر كبير من فهم مقاصد الشريعة وأهدافها والفهم الحقيقي للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ونشر العلم وتقدير وفهم مسئولية الدولة وكان في هذا كله مرجعا للجميع من الكبار والصغار والعلماء وعامة المسلمين وكان لكل هؤلاء الرجل الذي يبذل جل وقته لقضاء حوائج الناس وإرشادهم حتى أصبح مثلا أعلى وقدوة حسنة للجميع العالم والعامي الكبير والصغير الرئيس والمرءوس مجمعا عليه إجماع لا يقبل الشك ولا الاختلاف فكان بذلك نادرة زمانه وعالم عصره وإمام وقته.

د. عبد الله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ

----------------------------------

زرته في بيته في الطائف عقب صدور أمر تعييني وزيرا للحج وسألته أن يوصيني فكان الكلام ينطلق من قلبه بصدق ويجري على لسانه بعفوية فوقعت في قلبي وصاياه بردا وسلاما وحفظت ذاكرتي نصائحه بارتياح وامتنان.

أما أنا فكنت أحب الشيخ - رحمه الله- بكل صفاته ولكن الذي حببني فيه أكثر صفتان متلازمتان رزقهما الله له هما: تواضعه تواضع العلماء، وزهده في مباهج الدنيا وزخرفها، فكان بهاتين الصفتين أنموذجا للعالم المسلم القدوة.


د. محمود بن محمد سفر

--------------------------------

إلى جانب أنه نقي السريرة طاهر القلب. قوله صورة لعمله يحسن الظن بالناس لأنه يراهم بمرآة نفسه ويصدر في ذلك عن نبعه الصافي وطبعه الصدوق وخلقه الرائع ، وما تربى عليه من تنشئة ربانية تحفها المعرفة من كل جانب وتحيطها أنوار العلم من جميع الجوانب ، وهو إضافة إلى تلك السجايا الكريمة فإنه كريم النفس سخي اليد ، فلقد كان بيته مفتوحا - في أي بلد يحل فيه -يقصده طلاب العلم والسائلون عن الأحكام الشرعية والممثلون للجمعيات الدعوية في الخارج فهو مقصد كل ذي حاجة يستقبل القاصدين بكل خلق كريم ويستضيف الغرباء في بيته ، وكل ما يصل إلى يده من دخل مادي ينفقه ابتغاء مرضاة الله تعالى فقد طبعه الله على الكرم المتميز فكان منزله موئل القادمين وإكرام الضيوف ، فهو لا يأكل زاده وحده بل يشاركه الكثيرون من قاصديه ، وحتى عندما أصيب بمرض دخل على أثره المستشفى نصحه الأطباء بأن يخصص لنفسه طعاما تتوافر فيه عناصر تغذية معينة فلم يوافق على أن يخص نفسه بغذاء خاص أو ينفرد للأكل وحده ، وإنما يأكل مع الجموع الكثيرة التي تفد إليه وتتحلق حول مائدته وكان هذا دأبه طيلة حياته.

أ. عبد العزيز بن عبد الله السالم

--------------------------------------

إن "ابن باز" هذا اسم عال في سماء العصر وعنوان بارز في رجال الجيل يسمو على التلقيب بالألقاب (ابن باز) يترفع عن التحلية بالنعوت والعرب بفطرتها الصاخبة تنكر حاجة الأعلام للألقاب حتى قالوا: (وهل يخفى القمر!!).

والنيران: الشمس والقمر يذكران من غير حلية أو لقب ، وأنت خبير بأن من الأسماء نكرات موغلة في التنكير لا يزيدها التعظيم بالألقاب والتفخيم بالنعوت إلا نكرة وخفاء وضمورا ، يموت أصحابها وما عرفوا وما ذكروا.

وقد يموت أناس لا تحسهم

كأنهم من هوان الخطب ما وجدوا


والأصالة العربية تنزع إلى التجريد فتتعلق بالجواهر والمعاني فتنادي عظماءها بأسمائهم المجردة ثقة بنفسها وثقة بعظيمها.

وإنه ليكفي علمنا وشيخنا أن يدعى (ابن باز) فله تكوينه السوي وفقهه الواثق وروحه المتوثبة في قيم خلقية صافية ، ترفعت على الشهوات نفسه ، وتحلت بالإيثار خليقته ، يصرف عمل صافية ، ترفعت على الشهوات نفسه ، وتحلت بالإيثار خليقته ، يصرفه عقل دارك وقلب يقظ ، مرفود بالركانة والزكانة والنظرة الشاملة والتصور الكلي غير محبوس في أفق خاص أو دائرة ضيقة إنه للأمة كلها وللدين كله.

يجمع بين الهمة العالية والخشوع والخضوع ، سر الإعجاب أنه متواضع في بساطة مع كم من القيم والمثل العليا. رجل فذ يحمل المسئولية بقوة ويرسم المنهج بكفاءة.

معهد عام ينهل منه الوارد فقها في الدين وفصلا في المعضلات بضاعته في ذلك الآية والحديث والسند والرواية والفقه والدراية ، فهو صاحب حجة وقائم بدليل ومستمسك بالوحيين .

عمله وإدارته جهاد يبذل الشفاعة ويقضي الحاجة ويعين على ثوابت الحق . في منزله بيت كرم رفيع العماد تسطر أفعاله في الجود مع حاتم طيئ وهرم بن سنان.

هو في هذا أو ذاك يحمل هموم الأمة على كاهله ويتزاحم الناس على بابه ويسير الناس في ركابه والمطالب تحيط به من كل جانب .

تمر به العواصف العاتية وهو ثابت كالطود الأشم وتنزل النوازل فإذا الشيخ يتلقفها باليمين.

لشدة الحق في سماحة سماحته معلم وللدعاة في وسطية مسلكه منهج.


د / صالح بن حميد ( رئيس مجلس الشورى السعودي )

------------------------------------

الوافـــــي 07-07-2003 01:58 PM

أبو رائد

جزاك الله خيرا على ما كتبت في حق شيخنا ووالدنا الكبير / عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى
ووالله إن الكلمات لا توفيه حقه ومنزلته
نسأل الله أن يرحمه رحمة واسعة جزاء ما قدمه للإسلام والمسلمين
وأن يحشرنا معه في زمرة الأنبياء والصديقين والشهداء
إنه ولي ذلك والقادر عليه

تحياتي

:)

ابو رائد 07-07-2003 01:59 PM

منذ أن وعت أعيننا على الدنيا شعرنا أنك لست كأي أب عادي أينما نتوجه وحيثما نسير يشار إلينا بالبنان ونحاط بالأبصار ، أدركنا أن ما نحمله من اسم هو سبب التفاف الناس حولنا ، ولكن ما ماهية هذا الاسم وما حقيقته؟

هو ما يعجز القلم عن كتابته واللسان عن وصفه!! إنه المثال الحي النموذجي للرجل المتكامل في جميع جوانبه: جانب العبادة ، والعلم ، والزهد ، والورع ، والحلم ، والصبر بكل ما تعنيه تلك الجوانب من معنى. وفوق كل ذلك هو الأب الحنون العطوف الرحيم ، فعلى الرغم من كثرة مشاغله والأعباء الملقاة على كاهله وما تحمله من هموم الأمة الإسلامية منحنا الكثير من عطفه وحبه وحنانه دون أن يفرق بين أي ابن من أبنائه ، بل كان العدل من أهم سماته في تعامله معنا كأبناء ، وفي تعامله مع زوجته عدلا يقل نظيره في هذا الزمن.

رحمك الله يا أبي ، وأسكنك فسيح جناته في الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.


هند بنت عبد العزيز بن باز

------------------------------------

وقد قمت بزيارته في حياته عدة مرات فرأيت من أمره عجبا. إنه يذكرني بالسلف الصالح من الصحابة والتابعين ، رأيته يعمل 18 ساعة في اليوم في سبيل الله دون كلل أو ملل ، فمنذ صلاة الفجر يجلس للناس ويحدثهم إلى الشروق وبعد صلاة الشروق يأكل معهم طعام الإفطار وعامتهم من طلبة العلم . ويظل سائر يومه يستقبل الناس من كل الأجناس ومن كل البلاد ، وعامة جلسائه ساعة غدائه من الفقراء والمساكين .

وأخبرت أنه لم يتغد مع أهله منذ 50 عاما ، فقد آثر أن يعيش مسكينا مع المساكين قريبا من شكواهم متحسسا لحاجاتهم شافعا في قضائها. ولا تستغرب أن تشاهد معه على بساط التواضع الأمير بجوار الفقير ، فالناس عنده سواء . وآخر ما يفكر بمصلحة نفسه. زرته يوما وهو مريض في رجله والطبيب واقف على رأسه ساعة يستأذنه كل حين في علاجه ، لكن حاجات الناس وأسئلتهم جعلت الطبيب ينتظر طويلا إلى أن ودعناه والطبيب لم يعالجه.


الشيخ / أحمد القطان

--------------------------------------------

أرسل إليّ الشيخ -رحمه الله- منذ أكثر من ربع قرن كتابا يخبرني فيه أن وزارة الإعلام عرضت عليه كتابي "الحلال والحرام في الإسلام" هل يفسح له لدخول السعودية أو لا يفسح ، وأنه يود ألا يحرم القراء في السعودية من كتبي التي "لها ثقلها في العالم الإسلامي" على حد تعبير الشيخ ، وأن المشايخ لهم ملاحظات على الكتاب تتحدد في ثماني نقاط ذكرها ، وأنه يرجوني أن أعيد النظر فيها ، فإن اجتهاد الإنسان قد يتغير من وقت لآخر.

ورددت يومها على الشيخ برسالة رقيقة قلت له فيها: إن أحب علماء الأمة عليّ ألا أخالفه في رأي هو الشيخ ابن باز ، ولكن قضت سنة الله ألا يتفق العلماء على رأي واحد في كل المسائل ، وقد اختلف الصحابة بعضهم مع بعض ، واختلف الأئمة بعضهم مع بعض ، فما ضرهم ذلك شيئا ، اختلفت آراؤهم ولم تختلف قلوبهم وبعض هذه المسائل الثماني اختلف الناس فيها من قديم ، مثل قضية وجه المرأة أهو عورة أم ليس بعورة؟ وقضية الغناء بآلة وبغير آلة ، ما حكمه؟ وسيظل الناس يختلفون فيها إلى ما شاء الله ، ويرد بعضهم على بعض ، ولا حرج في ذلك ولا إنكار في مسائل الخلاف ، وهذا من سعة هذا الدين وصلاحيته لكل زمان ومكان.

وهناك قضايا فهمت عني خطأ ، فقد قيل: إني أبحت التدخين ، أو ترددت في الحكم عليه ، مع أني معروف بالتشدد في هذا الأمر ، ومن قرأ كتابي أو غيره تبين له ذلك بجلاء ، ومثل ذلك قضية جواز المودة مع الكافر ، وأنا لم أجز المودة مع كافر لو كان محادا محاربا لله ولرسوله وللمؤمنين ، إنما المودة مع المسالم الذي له حق على المسلمين ، ولهذا أجاز الشرع للمسلم أن يتزوج كتابية مع ما افترض أن يكون بين المرء وزوجه من مودة ورحمة.

استجابة تاريخية

وقلت في نهاية رسالتي للشيخ: أرجو ألا يكون خلافي في بعض المسائل سببا في منع كتابي من دخول السعودية ، وقد استجاب الشيخ -رحمه الله- فيما ظهر لي- إلى رغبتي ، وسمح لكتابي وغيره بدخول سوق السعودية.

واتصل حبل الود بيني وبين العلامة ابن باز في مناسبات كثيرة ، في مؤتمرات رابطة العالم الإسلامي ، وفي المجلس الأعلى للجامعة الإسلامية في المدينة المنورة ، وكنت عضوا فيه ، وكان الشيخ نائبا لرئيسه ، إذ كان رئيسه هو ولي عهد السعودية الأمير فهد بن عبد العزيز -حفظه الله- في ذلك الوقت ، وفي مجلس المجمع الفقهي لرابطة العالم الإسلامي التي أتشرف بعضويته ويرأسه الشيخ ، وفي المؤتمرات العلمية والدعوية العالمية التي أقيمت في السعودية ، مثل المؤتمر العالمي للاقتصاد الإسلامي في مكة المكرمة ، والمؤتمر العالمي للدعوة والدعاة في المدينة المنورة ، ومؤتمر مكافحة المسكرات والمخدرات والتدخين في المدينة المنورة أيضا.

نهج الاعتذار

أبى الشيخ على نفسه ألا يغادر السعودية ، وكم دُعي من أقطار وجهات شتى ، ولكنه اعتذر ، وعندما أقيم المؤتمر العالمي للسنة والسيرة في دولة قطر في افتتاح القرن الخامس عشر الهجري ، وجهنا إليه الدعوة وألححنا عليه ، ولكنه قال: إنه كان يود الاستجابة للدعوة ، ولكن هذا يفتح عليه أبوابا لا يستطيع سدها ، وأصر على موقفه ونهجه في الاعتذار.

لم أر مثل الشيخ ابن باز في وده وحفاوته بإخوانه من أهل العلم ، ولا في بره وإكرامه لأبنائه من طلبة العلم ، ولا في لطفه ورفقه بطالبي الحاجات من أبناء وطنه ، أو أبناء المسلمين عموما ، فقد كان من أحسن الناس أخلاقا ، الموطئين أكنافا الذين يألفون ويؤلفون.

ولقد رأيته في المجمع الفقهي يستمع وينصت إلى الآراء كلها ، ما يوافقه منها وما يخالفه ، ويتلقاها جميعا باهتمام ، ويعلق عليها بأدب جم ، ويعارض ما يعارض منها برفق وسماحة دون استعلاء ولا تطاول على أحد ، شاديا في العلم أو متناهيا ، متأدبا بأدب النبوة ، متخلقا بأخلاق القرآن.

لا أعرف أحدا يكرهه

لا أعرف أحدا يكره الشيخ ابن باز من أبناء الإسلام إلا أن يكون مدخولا في دينه أو مطعونا في عقيدته ، أو ملبوسا عليه ، فقد كان الرجل من الصادقين الذين يعلمون فيعملون ، ويعملون فيخلصون ، ويخلصون فيصدقون ، أحسبه كذلك والله حسيبه ، ولا أزكيه على الله تعالى.


الشيخ / يوسف القرضاوي

---------------------------------------

يجيب كل سائل ويحل معضلات المسائل ، ما رأيت أسرع منه إجابة ، ولا أوقع على المقصود ، جواب بلا إطالة ، مقنع لا يُدفع. قد أحاط بالأدلة ، وجمع الأقوال ، فانقطعت بجوابه الحجج. قنع الناس بكلامه فلا تردد بعد قوله ، ولا جهل بعد فتواه. أجمع على قبول قوله العلماء والعامة. فكان المرضي عند الجميع. علم واسع ، ورأي سديد ، وعقل راجح ، وفراسة صادقة. إن علم أجاب ، وإن أشكل عليه الأمر لجأ إلى الله داعيا ذاكرا مسبحا مستغفرا متضرعا أن يلهمه الصواب ، فنعم العالم الورع التقي الزاهد.

د/ عبد الله بن حافظ الحكمي

الوافـــــي 07-07-2003 02:00 PM

وبالمناسبة

سأنشر هنا بإذن الله تعالى في هذه الخيمة كتاب

( الإنجاز في ترجمة الإمام عبد العزيز بن باز )

تحياتي

:)

ابو رائد 07-07-2003 02:04 PM

نذكر المساجد التي سعى في بنائها بالتعاون مع ولاة الأمر وأهل الخير التي تعد بالمئات في داخل المملكة وخارجها. كان آخرها في يوم وفاته على مكتبي ثلاثة مساجد قد بدأ -يرحمه الله- في إجراءات تعميرها. حرص على ذلك ، وفرّغ لهذا العمل موظفا يتابع معاملاتها في مكتبه الخاص.
نذكر حثه على أداء الصلاة فيها جماعة. وعدم التهاون ، ولن ننسى كلما ردد المؤذن: الله أكبر ، الله أكبر ، حي على الصلاة ، حي على الفلاح. دعوته الدائمة إلى إجابته: البدار البدار ، الإسراع الإسراع. أذكر وصيته يوم جئت أقرأ ورقة فور انتهاء المؤذن من الأذان. فسأل: لم أسمع الأذان ، هل أذن؟ فقلت: نعم الآن أذن. فقال: أتعمل وقد أذن ، الصلاة الصلاة.

نذكر مواعظه في المساجد تتردد فيها ، الحث على الخير ، والترغيب فيه ، والدعوة إلى كل عمل صالح ، والتحذير من كل شر ومنكر ، وعظ مؤثر ، ونصيحة مشفق تلامس شغاف القلوب لا لبلاغتها ولكنه الصدق في النصيحة. ومن لم يسمع منك الوصية الخالدة ، جماع كل وصية (يا عبد الله: عليك بتقوى الله) هي بدء كل موعظة وختامها (يا عبد الله عليك بتقوى الله). جعلنا الله ممن انتفع بعلمه وكان لدعوته سامعا مطيعا.

نذكر المدارس التي شارك في تأسيسها في مختلف بقاع الأرض ، والمدارس التي ساهم في استمرارها ، والمدارس التي سعى في إعانتها ، والمدارس التي جعل لها مقررات سنوية ، أو تحمل فيها رواتب بعض المدرسين.. أذكر واحدا من أهم أعماله التي حرص عليها واهتم بها تلك هي رعاية دار الحديث الخيرية بمكة المكرمة أشرف على عملها ، وكفل طلابها ، وأقام لها المباني الحديثة ، وعين فيها المدرسين الأكفاء ، ووفر ميزانيتها ، وحرص على تميزها واستقلالها حتى غدت شهادتها العالية تعادل الشهادة الجامعية ، وطلابها من مختلف بلاد الدنيا. الشرط المهم في قبولهم الرغبة في طلب العلم والدعوة إلى الله.


د/ عبد الله بن حافظ الحكمي

------------------------------------------------

ابو رائد 07-07-2003 02:10 PM

شكر ااخي وجزاك الله خيرا

فالشيخ قضى كل وقته في سبيل الدفاع عن العقيده الاسلامية والدعوه الى الله على بصيره

ونتألم ان نجد بعد كل هذا من ابناء المسلمين يطعنون فيه وفي عقيدته !!

فجزاه الله عنا كل خير واننا والله والله لنحبه في الله ولله ... والله والله لم يسمع بنبأ وفاته أحد حتى الأطفال ومن هم بعيدون عن الدين الا تألموا برحيل هذا العلم ,,, والله والله لم اجد أحدا يكرهه فالكل يكن له التقدير والاحترام والمحبه ,,, كيف لا وهو أمامنا وامام أهل السنه والجماعه,,,

ولا تعقد انه يوجد احد يزايد على الشيخ في حبه لدينه واخلاصه له واعماله خير شاهد وحب المسلمين له خير دليل

فرق بين من يحارب البدعه ,,,,, ومن يدعوا للبدع والمنكرات ( لااااااا يستوون )




والله الهادي الى سبيله

ابو رائد 07-07-2003 02:15 PM

إذا قيل "الشيخ" عرف الناس الرجل المقصود...
جاءه اللقب من الجموع...
لم يحصل عليه من جامعة...
ولم تنعم به هيئة...
ولم يصدر بتحديده مرسوم...
كان -الشيخ- كبيرا.. "
وكان كبيرا جدا...
كان كبيرا بعلمه...
وكان كبيرا جدا بتواضعه...
وكان الشيخ كريما...
وكان كريما جدا...
كان كريما بماله...
وكان كريما جدا بنفسه...
وكان الشيخ طيبا...
وكان طيبا جدا...

كان طيبا...
لا يخدع أحدا...
وكان طيبا جدا...
لا يغضب من أحد خدعه...
كان بعض اجتهاداته موضع خلاف أما نزاهته الفكرية فكانت محل إجماع...
قولا واحدا...
ذات يوم...
قرع الباب بمنزلي في حي "الروضة" بالرياض...
وفتحت زوجتي الباب وجاءت ، مذهولة ، تخبرني أن -الشيخ- عند الباب يستأذن في الدخول...
وذهلت بدوري...
كان البعض -غفر الله لنا ولهم- قد دقوا بين الشيخ وبيني "عطر منشم"...
ونقلوا إليه ما نقلوا مشوها...
ومحرّفا...
وخارج سياقه...
وكان بيني وبين الشيخ عتاب لم يخل من حدّة...
وتحمل الشيخ الحدّة...
كما يتحمل الأب الصبور نزوات الابن المشاغب...
وهُرعت...
استقبل الشيخ...
رغم الحمّى التي كانت -وقتها- زائرة ثقيلة...
بلا حياء...
قال الشيخ أنه سمع بمرضي وجاء يعودني...
وتحدثنا طويلا...
وقال عن عملي في وزارة الصحة ما يخجلني حتى بعد هذه السنين أن أردده...
ودعا لي...
وخرج...
وذهبت ، ذات مساء ، أزوره...
وكان يجيب على أسئلة الرجال والنساء...
كعادته بعد صلاة المغرب...
عبر هواتف أربعة لا تنقطع عن الرنين... ...
ثم خلا لي وجهه...
وتحدثنا ما شاء الله أن نتحدث...
وقبل أن أخرج قلت مترددا: - يا سماحة الشيخ! هل تسمح لي بإبداء نصيحة شخصية؟ وابتسم وقال:
"... تفضل! تفضل!".
قلت: - هذه الفتاوى الفورية على الهاتف...
ثم أحجمت عن الكلام...
تقديرا...
واحتراما...
واتسعت ابتسامة الشيخ...
وقال: "تكلم! تكلم!". قلت: - هذه الفتاوى الفورية على الهاتف...
ألا يُحسن أن تؤجل حتى تُكتب وتُدرس؟ وقال الشيخ: "جزاك الله خيرا"!.
أنا لا أفتي إلا في المعلوم من الدين بالضرورة...
أو في الأمور البسيطة التي يحتاجها عامة الناس في حياتهم اليومية...
أما ما يحتاج إلى بحث وتمحيص...
فليس مكانه الهاتف".
وشكرت له سعة صدره....
وخرجت...
ومرت الأيام...
والأعوام...
نلتقي بين الحين الطويل...
والحين...
وكان...
كل مرة...
يحييني تحية الوالد الشفوق...
رغم العطر المسموم...
الذي لم يكف تجار الوقيعة عن تسويقه...
وجاء احتلال الكويت...
وخاف من خاف...
وسعى للغنيمة من سعى...
وطمع في الزعامة من طمع...
وانتهز الفرص من انتهز...
وانتظر الناس "كلمة الشيخ"...
ووقف الشيخ...
وقال ما يعتقد أنه الحق...
ولم يبال بردود الفعل العنيفة...
وبدأ الشيخ الضئيل عملاقا في عباءته الصغيرة...
والزوابع تدور حوله...
مزمجرة...
هادرة...
شرسة...
كل زوبعة تحاول أن تجرف الشيخ معها...
وكان الشيخ الضئيل صامدا كالجبل الأشم...
جاءت الزوابع...
وذهبت...
وثارت العواصف...
وهدأت...
وبرنامج الشيخ لا يتغير...
الصلاة...
والدروس في المسجد...
وتلاميذ بلا عدد...
الدوام في المكتب...
ومراجعون بلا حساب...
وضيوف الغداء...
وضيوف العشاء...
والباب المفتوح أمام الجميع...
واللسان العفّ حتى مع المخالفين الذين لا يعرفون عفة اللسان...
والهاتف لا ينقطع عن الرنين...
و"الشيخ"...
يجيب...
ويجيب...
ويقضي كل لحظة من لحظات الصحو معلما...
أو متعلما...
أو عابدا...
يحمل هموم المسلمين في كل مكان...
حتى ليكاد ينوء بها جسمه الضئيل...
لا يقول إلا ما يعتقد أنه الحق...
ولا يرجو رضا أحد سوى الله... ...
ومات "الشيخ"...
ذهب بهدوء...
كما عاش ببساطة...
وترك الجموع الواجمة...
تصلي على جنازة الرجل الذي لم يتأخر يوما عن الصلاة على جنازة مسلم...
معروفا كان أو مغمورا...
رحم الله "الشيخ" الضئيل...
العملاق...
عبد العزيز بن عبد الله بن باز...
وأسكنه بعد سجن الدنيا الضيق...
جنة عرضها السماوات والأرض...
أحسبه -ولا أزكي على الله أحدا...
أحبَّ لقاء الله...
وأرجو -وأستغفر الله أن أقول ما ليس لي به علم- إن الله أحبَّ لقاءه...


د / غازي القصيبي

ابو رائد 07-07-2003 02:19 PM

ستظل ترن في أذني ، كلماته الأخيرة ، قبل وفاته بيومين عندما قال: سأستخير الله في الأمر ، وقد استخار الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله- ربه ، فاختار له ، جواره الكريم محفوفا بالدعاء الصادق ، والحزن العميق ، والشعور بالفقدان العظيم .

كان -رحمه الله- عفيفا ، نظيف اليد واللسان . ولم يكن لعانا ، أو سبابا معينا للشيطان على من خالفه. كان ، منتهى غضبه ، وقليلا ما كان يغضب ، أن يدعو ، لمن أغضبه ، أو خالفه ، بالهداية ، والصلاح.

* وكان ، حريصا ، على أن يُظهر جانب الرحمة ، والتيسير ، والنصح والتوجيه ، في ما يصدر عنه من آراء.
* وكان ملتزما في فتاواه ، ما يظنه ، ويعتقده ، حقا ، وعدلا ، والتزاما بما هو متيقن منه ، أمام الله ، ورسوله ، والمؤمنين.
* وقد لا تقع ، بعض هذه الفتاوى ، والآراء عند البعض ، الموقع الذي يرغبونه وقد لا يصادف منهم هوى. ولكن الجميع كانوا يعلمون عن يقين أن فتاوى ، فقيدنا الكبير ، وآراءه ، كانت تصدر عن نفس تقية ، صافية ، مؤمنة ، لا غرض فيها ، ولا رياء ولا تصنُّع.

الجميع كانوا يعلمون ، أن هذا الرجل ، قد بذل حياته ، للعلم ، والنصح ، وللناس جميعا ، مضحيا ، بكثير من المطالب الدنيوية ومظاهرها ، مكرسا ، برنامجه اليومي ، من الفجر حتى بعد صلاة العشاء ، لطلب العلم ، وبثه ، والتداول فيه. كانت لحظاته الأثيرة لنفسه ، عندما كان يقوم ، في جوف الليل متهجدا -رحمه الله- ، فقيدنا الجليل ، العالم ، التقي ، الزاهد ، عبد العزيز بن عبد الله بن باز الذي كان يمشي ، رويدا... لكنه لم يكن يطلب صيدا ... إلا صيد الآخرة.


د / انور الجبرتي

--------------------------------

قال عنه مفتي لبنان: إنه العالم المجاهد الذي قضى حياته في خدمة كتاب الله عز وجل وسنة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم وفي خدمة قضايا الأمة العربية والإسلامية والحفاظ على حقوقها والتمسك بتعاليم الإسلام وقيمه السامية.

ووصفه زعيم حركة حماس بأنه عالم المرحلة ، ووصفه شيخ الأزهر بأداء الرسالة في خدمة دينه وأمته على الوجه الأكمل ، وقال عنه مفتي سوريا: إنه كان ركنا صادقا في النصح وأداء المشورة لأهلها لا يرغب ولا يرهب هادفا الذود عن حياض الإسلام.

وهكذا تتدفق شهادات العلماء والقادة والمفكرين ، وفي النعي الرسمي للمملكة تجلت فاجعة البلاد بتعبير قادتها عن فداحة المصاب إنه بحق درع البلاد أمام سهام الشبهات ، رجل لا يهتم بأضواء المسئولية ولا ببوارق الجاه ولا برنين المال ، يقول كلمة الحق لا يخشى بذلك لومة لائم ، اعتمدت الدولة عليه في كل المحافل الإسلامية وندبته لمواجهة الأعاصير واحتملت به أمام موجات التغريب وسهام التبدلات السريعة وفقدت بفقده ركنا قويا حمالا من أركان الدولة وخفت ومن ورائها الأمة للصلاة عليه والدعاء له وصلت عليه جموع المسلمين في كل أنحاء المعمورة داعية مترحمة باكية شاكية إلى الله خلو موقعه القيادي في ظروف عصيبة.


د/ حسن الهويمل

صلاح الدين القاسمي 07-07-2003 02:24 PM

بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على سيدنا محمد عبدك و رسولك النبي الأمي و على آله و صحبه و سلم .
_____________
1 - يا أخي * ابو رائد * : ليس من أخلاقنا الإسلامية القدح في اخلاق العلماء و المشائخ كالشيخ ابن باز رحمه الله وغيره ...
و لكن يا سيدي ...نحن نناقش البعض من آرائهم و أفكارهم على ضوء الواقع العلمي و العقلي و الشرعي ...و هذا جائز يا أخي .
فبالله عليك ...لا نخلط بين الأمرين .
2 - كتب المدعو الواعي الوافي ما يلي :
إقتباس:

وبالمناسبة سأنشر هنا بإذن الله تعالى في هذه الخيمة كتاب ( الإنجاز في ترجمة الإمام عبد العزيز بن باز ) تحياتي
أي نعم ...انشر ذلك .و لم لا ؟؟؟
و انا بدوري سأنشر أمهات فتاوي الشيخ - تحياتي ;)
__________________


و إلى اللقاء القريب بإذن الله تعالى .

ابو رائد 07-07-2003 02:27 PM

إنني لا أنسى موقفا شاهدت فيه الشيخ الغالي في رمضان عام 1412 هـ قبل موعد المغرب وهو يغادر صحن الحرم بعد أن وعظ وأفتى والناس يلاحقونه ، وكان رغم عنائه وتعبه يقف ويجيبهم ، لقد رأيته وكان ريقه ناشفا ، وفما يابسا ، وشفته متفطرة من الصيام والتعب والحديث.
ولكنه رغم كل ذلك لم يعتذر ولم يرد سائلا.


حمد القاضي

----------------------------

ابو رائد 07-07-2003 02:34 PM

[poet font="Tahoma,4,white,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/3.gif" border="ridge,4,indigo" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="5" num="0,black" filter=""]
خفقان قلب الشعر ، أم خفقاني

أم أنه لهب من الأحزان

ماذا يقول محدثي؟ أحقيقة

ما قال ، أم ضرب من الهذيان؟!

ما لي أرى ألفاظه كحجارة

ترمي بها الأفواه للآذان

"الشيخ مات" عبارة ما خلتها

إلا كصاعقة على الوجدان

أو أنها موج عنيف جاءني

يقتاد نحوي ثورة البركان

يا ليتني استوقفت رنة هاتفي

قبل استماع نداء من ناداني

أو أنني أغلقت كل خطوطه

متخلصا من صوته الرنان

"الشيخ مات" أما لديك عبارة

أخرى ، تعيد بها اتزان جناني

قل لي -بربك- أي شيء ، ربما

أنقذتني من هذه الأشجان

قل لي -بربك- أي شيء ، قال لي

عجبا لأمرك يا فتى الفتيان

أنسيتَ أن الموت حق واقع

ونهاية كتبت على الإنسان؟!

أنسيتَ أن الموت حق واقع

وجميع من خلق المهيمن فان

أنسيتَ ؛ لا والله لكني إلى

باب الرجاء هربت من أحزاني

"الشيخ مات" صدقتَ ، إني مؤمن

بالله ، مجبول على الإذعان

الشيخ ، لا بل قلعة العلم التي

ملئت برأي صائب وبيان

هو قلعة العلم التي بنيت على

ثقة بعون الخالق المنان

وأمامها هزمت دعاوى ملحد

وارتد موج البغي والبهتان

وتطايرت شبه العقول لأنها

وجدت بناء ثابت الأركان

أنست بها نجد ، ومهبط وحينا

واسترشد القاصي بها والدَّاني

هو قلعة ظلت تحاط بروضة

خضراء من ذكر ومن قرآن

صان الإله بها عقيدة أمة

في عصرنا المتذبذب الحيران

ماذا تقول قصائد الشعر التي

صارت بلا ثغر ولا أوزان؟!

ماذا تقول عن "ابن باز" إنها

ستظل عاجزة عن التبيان

ماذا تقول عن التواضع شامخا

وعن الشموخ يحاط بالإيمان؟

ماذا تقول عن السماحة والنهى

عن فقه هذا العالم الرباني؟

مات "ابن باز" للقصائد أن ترى

حزن القلوب ، وأدمع الأجفان

في عين "طيبة" أدمع فياضة

تلقى دموع الطائف الولهان

"والخرج " تسأل و "الرياض" و "مكة"

عن قصة مشهورة العنوان

عن قصة الرجل الذي منحت له

كل القلوب مشاعر اطمئنان

ما زلت أذكر صوته يسري إلى

أعماقنا بمودة وحنان

يُفتي وينصح مرشدا وموجها

ومعلما للناس دون توان

"نور على الدرب" ارتوى من فقهه

وسرت منابعه إلى الظمآن

يا رب قد أصغت إليك قلوبنا

وتعلقت بك يا عظيم الشان

"الشيخ مات" عليه أندى رحمة

وأجل مغفرة من الرحمن


.
[/poet]


د/ عبد الرحمن العشماوي

ابو رائد 07-07-2003 02:42 PM

[poet font="Tahoma,4,white,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/21.gif" border="ridge,4,indigo" type=2 line=200% align=center use=ex length=NaN char="" num="0,black" filter=""]
جل المصاب وزاد همي الخبر

حل المشيب بنا والغم والسهر

شل القلوب أسى والبين مثلمة

والأرض مظلمة يجتاحها قتر

يمضي الزمان على هم أقلبه

لو صب في جبل لصدع الحجر

تجري السنون ولا شهر نسائله

مضى محرمها وقد بدا صفر

أيامها دهر وليلها سنة

لم يحيني طرب فيها ولا سمر

عفا الإمام ولم تخبو مآثره

عبد العزيز وهل يخفى لنا القمر؟!

شيخ العلوم أبو الأشياخ مجتهد

فذّ أريب نجيب وصفه درر

قطب الحديث وطود يا أخا ثقة

طب القلوب له قدر ومعتبر

ندُّ الزمان ولا مين يكذبني

في الحاضرين ولا ما ادعي هذر

لم يثنه ملل عن كل مكرمة

يدعو بها وكذا لم يثنه كبر

من كان فيه هوى يشنا به علما

فهو الصفيق وفي إيمانه نظر

إني لفي كمد ، إني لفي وجل

الشوق مضطرم والحزن يستعر

هل من دليل إلى شيخ يشاكله

أو من قريب له يبدو لنا الخبر؟

رباه يا أملي قد هدّني حزن

وضمني قلق واشتد بي ضجر

جسمي لمرتعش والنفس مكلمة

والقلب منه دمي يرغي ويعتصر

البال منكسف والحال منهكة

والدمع منحدر والنفس تنفطر

إني لفي عجب من حبه ثمل

لو بحت عنه هنا لاستنكر البشر

واها لطلعته واها لبسمته

فبحره غدق ووجهه قمر

أوقاته سند يدليه في ثقة

يروي الحديث ولا يعلو ويفتخر

إن جئت مشتكيا أرضاك في عجل

أو جئت ملتمسا عونا فمقتدر

شجاع أمتنا وصدقه علم

النصح مذهبه لا الجبن والخور

أما النحيب إذا خاف الإله فذا

لزيم هيئته وهكذا سبروا

كم قالها حكما كم قالها عبرا

كم قالها ووعى ذا الفرد والأسر

ما عاب ملتزما ما اغتاب منحرفا

تبرى سريرته وما به وحر

كم كان مطلعه والقلب في فرح

قد غاب مشرقه في الجنة النظر

من للبخاري إذا طل الصباح ومن

يفري الصحيح إذا شيخ الورى قبروا

من للبلوغ وللأوطار منفرد

لله ما ذهبت أيامها هدر

من للفتاوى إذا ما غاب عالمها

من للقرآن إذا ما أشكل السور

من للغيور إذا تمضي متارسه

من للدعاة كذا للحق ينتصر

يا طائرا فرحا في الجو مفترشا

بلغ مقالة من بالخطب يحتضر

بلغ مقالة من بالفال مكتنف

جفت مدامعه أو كاد ينفجر

لا بد من أمل في الله مرتقب

فعهده بلج ووعده سحر

إني على ثقة أن ينجلي خلف

إني لمرتقب للصبح ينتشر

لله كم ترح يمضي وكم فرح

يأتي وكم سعد يتلوهما كدر

إن العزاء لنا إيمان من علموا

أن الإله قضى والنافذ القدر

إن الحياة لنا ممر معترك

فساقط بشر وسالم نفر

كم عالم سلبت نفسا له غير

كم هالك كمدا بالحزن قد غبروا

رب العباد ألا فاجعل منازله

علو الجنان له قصر به نهر

واجعل مقاعده تروي مراقده

ومد ملحده فيما حوى البصر

إن العزاء لبيت الباز في علم

عوضتموا خلفا والله فاصطبروا

وفي الختام خذوا من حرقتي مثلا

يمضي الكتاب فلا يبقى ولا يذر

لو كان من أحد ينجو على حذر

من موتها لنجا عدنان أو مضر

لكنه أجل لا بد مكتمل

يصلاه مخترم خباب أو عمر

لا تركنن إلى الأسباب معتمدا

فالاعتماد على الأسباب محتقر

تأتي المنون على أرواحنا غير

والنفس ذائقة للموت يا بشر

ثيابها كفن وطيبها حنط

وضوءها غسق وبيتها حفر

إما إلى سعة في القبر بادية

أو في ثرى حفر ميعادها سقر

لله كم ملك بالسؤل مؤتمر

لله كم ملك أعمالنا خبروا

من منكر ونكير ما لنا هرب

عما يراد لنا كلا ولا وزر

للنار مؤتمن فمالك حرس

وللجنان يرى رضوان يأتمر

رباه إن لنا في عفوكم أملا

ما خاب ملتمس والذنب يغتفر

أنت الملاذ لنا من كل حادثة

أنت العياذ لنا من كل من حقروا

ثم الصلاة على المختار سيدنا

ما طاف معتمر أو حج مفتقر


.
[/poet]

شعر: فضيلة الشيخ سعد بن إبراهيم الشريم إمام وخطيب المسجد الحرام

ابو رائد 08-07-2003 12:45 PM

وفي حياة سماحته مواقف كثيرة منها ما يناسب ذكره، ومنها ما أحتفظ به وهو كثير. ومما يناسب ذكره أن ضيفا من تلاميذه الأفاضل، أفريقي متجنس، بات عنده، فقام سماحة الشيخ آخر الليل للتهجد، وكانت غرفة الضيف بعيدة عن مقر الماء، وفي هذه الساعة يندر من يكون مستيقظا، وهو يكره الإزعاج، فذهب - سماحته - بنفسه إلى مقر الماء بالإبريق، رغم أنه كريم العينين، وملأ الإبريق وجاء به إلى مقر باب غرفة الضيف ثم أيقظه برفق لعلمه بالرغبة في ذلك.

ثم ذهب عن الباب، حتى لا يحرج الضيف، فخرج الضيف مسرعا، فرأى الشيخ - رحمه الله - قد ولى وترك الإبريق عند الباب من خارجه، والضيف من أهل العلم، وهو من تلاميذ الشيخ.



كتاب ( الايجازفي ترجمة حياة ابن باز )

ابو رائد 08-07-2003 12:49 PM

قوة الحفظ

ومما تميّز به سماحته - رحمه الله - قوة الحافظة، وسرعة البديهة، واستحضار مسائل العلم بفهم واسع، ووفرة في العلم، وشدة في الذكاء، وغزارة في المادة العلمية، فهو - رعاه الله - صاحب ألمعية نادرة، ونجابة ظاهرة.

وإن نعمة الحفظ، وقوة الذاكرة، هما من الأسباب القوية - بعد توفيق الله عز وجل - على تمكنه من طلبه للعلم، وازدياد ثروته العلمية، المبنية على محفوظاته التي وعتها ذاكرته في مراحل التعلم والتعليم، وقد حباه الله من الذكاء وقوة الحفظ وسرعة الفهم، مما مكنه من إدراك محفوظاته العلمية عن فهم وبصيرة.

ومما يؤكد على ذلك أنه ربما سُئِلَ عن أحاديث منتقدة في الكتب الستة وغيرها من كتب السنة فيجيب عليها مع تخريجها والتكلم على أسانيدها ورجالها، وذكر أقوال أهل العلم فيها، وهو ممَّن منَّ الله عليه بحفظ الصحيحين واستحضارهما، ولا يكاد يفوته من متونهما شيء.

ومما يؤكد ويبرهن على قوة حافظته وحضور بديهته، أنه في كلماته ومحاضراته ومواعظه تجده كثير الاستدلال بالنصوص القرآنية، والأحاديث النبوية، وأقوال أهل العلم الشرعية، يأتي عليها بسياقها ولفظها وتمامها، وهكذا في اجتماعات هيئة كبار العلماء، تجده يذكر المسألة وأقوال أهل العلم فيها مبينا الجزء والصفحة والكتاب المنقول عنه القول.

وثم أمر آخر يؤكد قوة حافظته أنه يميز بين أصوات محبيه الذين يقدمون للسلام عليه، مع كثرتهم عددهم، وقد حدَّثني بعض من عاصر الشيخ قديما وحديثا أنني قدمت للسلام عليه بعد مدة من الزمن طويلة، فبادرته بالسلام، فعرفني من أول وهلة، ورد عليَّ السلام مناديا باسمي، وهذا دأبه في أغلب من يقدمون عليه للسلام.

وأيضا مما يؤكد قوة ذاكرته أنك تجده يورد القصص القديمة التي حصلت قبل ستين سنة أو أكثر كأنه مطلع عليها، ينظر إليها ويتأمل في أمرها، وهذا أمر معلوم عند من خالط الشيخ وعرفه تمام المعرفة.


نفس الكتاب

ابو رائد 08-07-2003 12:55 PM

[poet font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/18.gif" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
كبير أن تكون لنا.. المصابا

لقد متعتنا.. حِججا.. عذابا

لقد أشبعتنا.. حبا.. وعلما

وكنت الزاد.. والشهد المذابا

ألست ضمير أمتنا أمينا

ترد ضلال من في الغي شابا

وكنت بكل داعية.. حفيا

تقوم نهج من يرجو الصوابا

كبرت مجاهدا ورعا تقيا

مضيئا في تألقه شهابا

ملأت سنين عمرك مستنيرا

منيرا.. حجة.. سمحا جنابا

عظيما في تواضعكم.. حليما

بسطت لكل معضلة جوابا

رحلت.. وكنت ملء القلب أنسا

وملء العين.. أصدقهم خطابا

لقد فزَّعت.. كل الناس حبا

فكيف وأنت أزمعت الغيابا

إمام العلم.. أوجعت المآقي

وحزنك أسبل العين انسكابا

رحلت.. وأمة الإسلام.. تشكو

من الأحداث.. أنكاها.. عذابا

تمور بهم مآسيهم.. وتبلو

عزائمهم.. وقد هابوا الصعابا

خبت روح الجهاد.. وبئس قوم

أمالوا عن جهادهم.. الركابا

لهم في كل ناحية.. شريد

ومصلوب.. وأيتام "غلابى"

أبا العلماء.. والفقراء.. إنا

نكاد نعيش دنيانا.. اغترابا

رحلت.. وفي القلوب هواك يسري

وحبك نبتة طابت.. وطابا

حلتت شغافها حبا.. وعفت

- عن الدنيا - خلائقك احتسابا

بسطت لهم.. بعلمك فيض غيث

فجاء.. ألذَّ ما عرفوا شرابا

وألقيت المهابة.. في جلال

على العلما.. فأصبحت المهابا

وداعك.. في النفوس له أوار

وفقدك هز من حزن شبابا

أرى.. كرسي فتواك.. استجاشت

به العبرات.. ينتظر الإيابا

ومحراب.. تعطره.. بآي

من الذكر الحكيم.. إليك ثابا

وطلاب.. تحروك اشتياقا

تعلمهم.. وتلقيهم خطابا

أرى الجمع العظيم بكل فج

تسيل جموعهم فيه انصبابا

كأنهم إلى لقياك ساروا

لتسمعهم من التشريع بابا

وتفتيهم.. وتقرئهم دروسا

وتمنحهم من العلم اللبابا

يتاماك.. المنابر مطرقات

ومن عشقوا إلى العلم الكتابا

بذلت لهم.. مواعظ نيرات

أزالت عن بصائرهم حجابا

قلوب المسلمين تزف نعشا

إلى من لا يخيِّب.. من أنابا

أرى "الحرم الشريف" يموج خلقا

كأن هديرهم.. عجبا عجابا

لئن رفعوا على الأكتاف نعشا

فقد حملت قلوبهم المصابا

أليس إمام سنتهم مسجى

وأن رحيله.. قد صار قابا

.. وأن له.. إلى الرحمن وفدا

-بإذن الله- لن يخشى الحسابا

قلوبهم.. إذا يحثون تُربا

لتغبط في محبته.. الترابا

إمام العلم والرأي المجلي

لك العتبى ولم تأت العتابا

وداعا - يا حبيب الناس- إنا

بفقدك.. نسأل الله الثوابا


.
[/poet]

أحمد بن صالح الصالح "مسافر"

إسلام 08-07-2003 06:50 PM

عندما سئلت هذا السؤال خطر على بالي انه الامام أحمد بن حنبل

على العموم رحم الله الشيخ

ابو رائد 08-07-2003 07:11 PM

نعم



أحمد ابن جنبل امام السنه والجماعه بلا منازع ( رضي الله عنه ورحمه)

وانا قصدت ابن باز امام السنه في عصره وزمانه ( رحمه الله)



شكرا على الملاحظه

ابو رائد 09-07-2003 12:41 PM

[poet font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/2.gif" border="groove,2,purple" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=" dropshadow(color=sandybrown,offx=4,offy=4)"]
يا شيخ يكفيك أنَّ النـــاس قـــد شـــغلوا
بالمغـــريات وأنــت الثابــت الـــوافي

أغراهم المـال والدنيـــــــــا تجاذبــــ
ـهم ما بين مـنتعل منهم ومن حــــــافي

مجــالس اللـغو منداهم وروحتهــــــــم
أكل اللــحوم كأكـــل الأقط في العـــافي

وأنـت جـالست أهــل العـلـم فـــانتظمت
لــك المــعـالي ولم تـولع بــإرجـــاف

بين الصــحيحـين تغــدو في خمــائلها كما غدا
الظــل في إشراقهــــــا الضـــــافي

يكــفي محياك أن القلــــب يعمــــــره
مـن حبــكم ولديّ أضعــاف أضعــ،ـاف

أراك كالــضوء تجـــري في محـــاجرنـــا
فلا تــراك عيون الأجلف الجــــــــاف

كالشدو أشواقي وتــــــــأسرهـــــا
بنغمة الوحي من طـه ومن قـــــــــافي

ما أنصفتــك القــوافي وهي عـــــــاجزة
وعذرها أنها في عصتـر إنصــــــــــافي



[/poet]

د/ عائض القرني

ابو رائد 09-07-2003 01:00 PM

( شيخنا قريب الدمعة يبكي كثيرا حتى إن بكاءه يصل إلى حد الجياش الشديد، فهو يبكي عند ذكر الوعد والوعيد، ويبكي عند حصول بعض المصائب لبعض المسلمين، ويبكي عند حصول بعض الغرائب في الدين التي هي من أعظم المصائب، ويبكي عند ذكر السلف الصالح وأحوالهم في الزهد والتقشف، ويبكي حين تذكر شيوخه وإخوانه الذين ماتوا قبله، أو حين تحل بهم أقدار الله )

أحد طلاب الشيخ

ابو رائد 09-07-2003 01:08 PM

( بكى عند قصة تخلف كعب بن مالك رضي الله عنه عن غزوة تبوك، وبكى عند حديث الإفك وقصة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها في ذلك، وبكى عند حديث جرير بن عبد الله البجلي الذي رواه أحمد (ساعاتي ج 1/ 75 - 77) في قصة الأعرابي الذي أسلم ثم وقصته دابته فقال عليه الصلاة والسلام: (عمل قليلاً وأجر كثيراً)، وبكى عند بيعة الأنصار رضي الله عنهم للنبي r في بيعة العقبة الثانية، كما تأثر كثيراً عندما قريء عليه من زاد المعاد باب فتح مكة، وكان يكثر فيه من الصلاة على الرسول r ، وغير ذلك مما يطول)


أحد طلاب الشيخ


-------------------------------------

(إنه ما رأى الشيخ متأثراً كما رآه عندما قرأت عليه حادثة الإفك إذ تأثر الشيخ وبكى طويلاً، وقد غلبه البكاء مرة عندما قرئت عليه مقولة أبي بكر رضي الله عنه عندما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من كان يعبد محمداً فإن محمداً قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت).


أحد طلاب الشيخ

-------------------------------------

( قيل للشيخ على حديث (إن أبي وأباك في النار) أخرجه مسلم، قيل له في شرحه من بعض الطلاب إن الرسول صلى الله عليه وسلم إنما قال ذلك للرجل لتطييب نفسه لا غير، فالتفت الشيخ مغضباً وقال: يطيب نفسه بعذاب أبيه؟)

(الموقف الذي غضب فيه الشيخ حتى ظهر ذلك عليه، هو أنه عندما عارضه سائل في مسألة بعد أن ذكر الشيخ فيها الأدلة من الكتاب والسنة، فقال السائل: يقول فلان كذا، فغضب الشيخ وقال: ليس لأحد قول بعد كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم)

(نعم أجد غضبه عندما يتناول الكلام عن الشرك والمشركين وكيف وقعوا فيه خاصة وهم يقرؤون القرآن ويدَّعون الإسلام واتّباع سيد المرسلين، ونشعر بغضبه وهو يفند المبتدعين وأمثالهم)


أحد طلاب الشيخ

ابو رائد 09-07-2003 01:16 PM

( من كلماته في دروسه:
1- فهو يقول سبحان الله كثيراً، خاصة حين يسأل عن شيء واضح من بعض الطلبة.
2- إذا غضب يقول لتلميذه أو سائله: سبّح.
3- كثير الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم جداً جداً.
4- دائماً نسمع الشيخ يكثر من الحوقلة ويردد لا حول ولا قوة إلا بالله العظيم.
5- الوصية بالتقوى يكررها على مسامعنا بكثرة (اتقوا الله) (عليكم بتقوى الله).


أحد طلاب الشيخ


---------------------------------

( أخلاق شيخنا مع خصومه مضرب مثل.. فإذا ذكر لشيخنا كلام أحد من العلماء المعاصرين والشيخ يخالفه، وكان المخالف من أهل السنة: فإن شيخنا يصفه بقوله: أخونا فلان (وهذا يذكره الشيخ قليلاً أو نادراً) لأنه لا يتعرض لذكر أحد عادة، وإن كان قول المخالف ضعيفاً ربما قال الشيخ: عفا الله عنه.
والذي أعلم من منهج شيخنا مع خصومه العدل والنصح.. وشيخنا حفظه الله لم أسمع منه سبة ولا شتماً فإذا بالغ ربما قال: عامله الله بنا يستحق (وذلك في حق أهل الانحراف).


أحد طلابه

--------------------------------

ابو رائد 09-07-2003 01:34 PM

( وها هي السيارة تنطلق ذات مرة بهذا الإمام من الرياض إلى مكة أو العكس.. ولما أشارت عقارب الساعة إلى الثانية عشر من منتصف الليل.. قال الشيخ: ما رأيكم لو نِمنَا هنا ثم في الصباح نكمل السفر؟ فوافق الجميع.. إذ إن التعب قد بلغ منهم غايته.. والكل يريد أن يستريح.. وما أحلى النوم بعد التعب! فارتمى الجميع.. ليستسلموا لنومٍ هادئ.. ولكن هنالك رجل التمس راحةً غير راحة النوم.. ولذةً غير لذ’ النوم!. إنه: الإمام ابن باز!.

فها هو يطلب ماءً.. ويتوضأ.. ثم يقوم متهجداً في صلاة يرجو ذخرها غداً.. ويصلي الإمام العابد ما شاء الله له من الليل.. ثم ينام بعدها.. وكان العجب من نصيب أولئك النفر عندما قاموا إلى صلاة الفجر.. ليجدوا ذلك الإمام الذي تركوه قائماً يصلي؛ فإذا بهم يرونه أيضاً مرة أخرى قائماً يصلي!! كان آخرهم نوماً وأولهم قياماً!! .

لم تشغله الدنيا بزخرفها.. ولا ألهته عن تلك المكارم بزهرتها.. وأنى للدنيا أن تملك قلباَ ملكه الزهد. والورع وحب الصالحات؟!

وفي سنة 1402هـ قررت هيئة جائزة الملك فيصل العالمية منح الجائزة للإمام عبد العزيز بن عبد الله بن باز، وهي جائزة عظيمة.. ليست بالسهلة! ولعل النفوس تحدثت يومها: أين سيضع هذا الإمام هذه الجائزة؟!

ولكن الجواب كان سريعاً! فها هو الإمام يقف شامخاً في الحقل الذي أقيم بهذه المناسبة.. والكل يومها متشوق إلى معرفة مصير تلك الجائزة! وإذا بالإمام الزاهد يعلنها بأريحية بازية.. وزهادة عمرية:

"..فإني أبذلها أيضاً، وأهديها أيضاً إلى دار الحديث الخيرية الأهلية المكية؛ معونة لها على ما تقوم به للخدمة الإسلامية، فإن دار الحديث الخيرية الأهلية بمكة تخدم المسلمين أيضاً، وتخدم أبناءهم في سائر أرجاء المعمورة من أفريقيا وآسيا وغيرهما..".

يقول الشيخ ناصر الزهراني: "أتيته في يومٍ من الأيام فأخذت أتوسل إليه، وأترجاه وأحاول معه أن يوافق لي على السعي في شراء هذا المنزل الذي يسكنه بمكة، فهو ليس له؛ بل هو مستأجر!.

فحاولت إقناعه، وقلت له: لا أريد منك إلا الموافقة، والباقي عليَ.

فقال لي: اصرف النظر عن هذا الأمر، أي شئ تحتاجه مني في مساعدة، أو شفاعة للمسمين فلا تتردد، أما لي أنا فلا!!".

حقيق بمن كانت تلك أخلاقه؛ أن يزرع الله حبه في قلوب العالمين.. أرأيت كيف أن همه دائماً: أن يسعد المسلمون؟! سهر.. حتى يسعد المسلمون.. وتعب.. حتى يرتاح المسلمون.. وأفتى.. ودرس.. وكتب.. حتى يتعلم المسلمون..

فكان- رحمه الله- لا يُرى إلا في تدريس، أو نصيحة، أو إجابة لمستفتٍ ، أو قضاء لحاجة سائل، أو مجيباً عبر الهاتف، ولم يعرف عنه- رحمه الله- أنه أخذ إجازة خلال عمله! فوقته كله عمل ودعوه، حتى خلال سير السيارة من عمله إلى منزله، فالقراءة عليه مستمرة! وبقي هكذا حتى آخر أيامه- رحمه الله-.

ها هي رسالة تأتي ذات مرة من الفلبين إلى مكتب سند المحتاجين.. والرسالة من امرأة تقول فيها: "إن زوجي مسلم أخذوه النصارى، وألقوه في بئر، وأصبحت أرملة، وأطفالي يتامى، وليس لي أحد بعد الله عز وجل، فقلت: لمن أكتب له في هذه الأرض لكي يساعدني؟ قال الناس لي: لا يوجد إلا الشيخ عبد العزيز بن باز! فآمل أن تساعدني".

فكتب الشيخ إلى الجهات المسؤولة لمساعدتها؛ فجاءت الإجابة: "إنه لا يوجد بند لمساعدة امرأة ألقي زوجها في بئر، فالبنود المالية محددة".

ولكن السماحة.. والجود.. وإغاثة الملهوف كانت فوق ذلك؛ فأتت الإجابة من ذاك الإمام إلى أمين الصندوق: "اخصم من راتبي عشرة آلاف ريال وأرسله إلى هذه المرأة!".

وهنالك.. وفي أدغال أفريقيا؛ ذهب وفد سعودي في إحدى المهمات، فجاءت إلى الوفد امرأة عجوز، وقالت لأحدهم: أنتم من السعودية؟

فقال: نعم!.

فقالت: أبلغ سلامي إلى الشيخ ابن باز!

فقال: كيف عرفتيه؟!

فقالت: لقد كنت أنا وزوجي عائلة نصرانية وأسلمنا، ولكن طاردنا أقرباؤنا وضاقت بنا الدنيا، فسألت عن مساعد بعد الله، فقالوا: مالك بعد الله إلا ابن باز! فكتبت إليه وكنت لا أتوقع وصول الرسالة، ولكن فجأة إذا بالسفارة السعودية تتصل بي وتطلبني بمراجعتها، وإذا بسماحته قد أرسل لها بمساعدة عشرة آلاف ريال، فهذا الرجل كان له فضل بعد الله في ذلك، بعد أن عرف أننا في بلاء ونحن مسلمون!.

وذات مرة دخل أحد الناس على هذا الإمام فقال له: يا سماحة الشيخ، بعض الفضلاء يرون أنك إذا جلست مع الناس وقت الغداء والعشاء وغيرها؛ أنه يجلس معك العاملون والموظفون والعرب والعجم والفقراء ودهماء الناس، وأن في هذا حرجٌ من بعض كبار الضيوف والزوار، فنحن لا نقترح عليك ترك إطعام الناس، وفتح المنزل لهم، ولكن ليكن لهم مجلس خاص، ومكان خاص لأكلهم وشربهم، وأنت وخواص ضيوفك يوضع طعامكم في مكان خاص! فتغير وجه الشيخ من هذه المقولة.. فقال: (مسكين! مسكين ! صاحب هذا الرأي، هذا لم يتلذذ بالجلوس مع المساكين والأكل مع الفقراء! أنا سأستمر على هذا، وليس عندي خصوصيات، والذي يستطيع أن يجلس معي أنا وهؤلاء الفقراء والمساكين يجلس، والذي لا يعجبه وتأبى نفسه فليس مجبوراً على ذلك !".)
أزهري احمد محمود

-------------------------

( ياله من جرح فاق كل جرح.. وياله من حزن هان عنده كل حزن.. وياله من يوم ما أشده على المسلمين.. يوم أن قيل: مات ابن باز!

يا أمة غاب عنها بدرها الساري

وجفّ من أرضها سلسالها الجاري
طاشت عقول بنيها من فجيعتها

بحادثٍ يلهب الأحشاء بالنار

أكثر من ثمانين عاماً من عمر هذا الإمام قضاها في الدعوة إلى الله تعالى.. وخدمة دينه الحق.. والنصيحة للمسلمين. أكثر من ثمانين عاماً مضت في الطاعات!

وفي يوم الخميس.. السابع والعشرين من المحرم، سنة أربعمائة وعشرين بعد الألف.. كان الخبر الذي هز أركان الدنيا!

وفاة الإمام القدوة المجدد.. شيخ الإسلام.. عبد العزيز بن عبد الله بن باز!. صفحة ما أزهاها قد طويت.. وعين ما أعذبها قد غارت.. لقد كان هذا الإمام قوياً على حادثات الزمان.. لا تضعضعه الآلام.. ولا تهزه الأوجاع.. اجتمع عليه ضعف الكبر.. ووخزات الآلام والمرض.. وهو ماضٍ في طريقه.. أنسته آلام المسلمين آلامه.. وأنسته أوجاع المسلمين أوجاعه..ولكن!!

رأيت المرء تأكلهُ الليالي

كأكل الأرض ساقطة الحديد
وما تبغي المنية حين تأتي

على نفسِ ابن آدم من مزيد
أكثر من ثمانين عاماً؛ ملئت بالأعمال الهائلة.. لو كلفت بها الجبال الراسيات لتضعضعت لها!! لقد كان هذا الإمام صبوراً.. لا يشتكي أوجاعه لأحد.. ولا يبدو عليه ألم المرض وشكواه.. وظل- رحمه الله- إلى آخر يوم في حياته؛ يعلم الخير.. ويقضي حوائج المسلمين.. حتى وهو على سرير "المستشفى العسكري" في "الهدا" في مرضه الأخير!.

وتبدأ معنا رحل الفراق لهذا الإمام.. وهو بالطائف إذا أحس بإجهاد المرض، ورفض- رحمه الله- السفر إلى الخارج للعلاج، وحزن- رحمه الله- لعدم تمكنه من حج عام 1419هـ، إذ إن الأطباء نصحوه أن صحته لا تسمح له بذلك، وحزن الكثير لعدم رؤيته بينهم في حج ذلك العام.. فلقد كان لوجوده- رحمه الله- بين المسلمين بهاءً يزاد على بهاء تلك الأيام المباركة؛ التي يتوافد فيها العباد لحج بيت الله الحرام..

ولكن بعد الحج أصر- رحمه الله- على الذهاب إلى مكة، فمكث فيها عشرة أيام، بدأت معه وعكة المرض، فنقل إلى "مستشفى الهدا العسكري" بالطائف، ومكث به أياماً.. ثم خرج ليواصل مشواره الطاهر!

بعد خروجه من المستشفى مساء الثلاثاء، لم يسكن إلى الراحة! بل عقد مجلسه بمنزله يوم الأربعاء، وباشر لقاءه مع المراجعين، وتابع المعاملات والفتاوى، ولم يلاحظ عليه أي تغير في ذاكرته واستيعابه؛ وكانت تلك الجلسة هي الجلسة الأخيرة؛ التي جلس فيها كعادته في مجلسه العامر.. يوجه بكلمات نصحه الغالية.. ويستقبل الفتاوى عبر الهاتف!.

ثم صلى بعدها صلاة العشاء مع أسرته، وتحدث معهم في مجلس أسري يزينه سماحته رحمه الله تعالى.. وفي تمام الساعة الثانية عشر ليلاً شعر ببعض الآلام في القلب، وضيق في التنفس، وفي الثالثة صباحاً اشتدت به الوعكة؛ فنقل إلى مستشفى الملك فيصل بالطائف؛ ليفارق بعدها الحياة.

وقبل وفاته كان يردد: سبحان الله؛ والحمدلله، والله أكبر.. كلمات لطالما ملأ بها ليله ونهاره.. ولطالما رطب بها لسانه.. لقد كان صباح الخميس صباحاً شديداً على المسلمين!

وفي مكة تم غسله وتكفينه بمنزله في العزيزية، وشارك في غسله مجموعة من المشايخ والمحبين..

"ورؤي وجهه وقد اكتسى بعلامات من الضياء، والنور الساطع، فكان بياضه شديداً يأخذ بالأبصار، ويبهر الألباب!".

وهنالك وفي الحرم الطاهر.. حيث بيت الله الحرام؛ توافد المسلمون من كل مكان.. ليشهدوا تشييع جنازة الإمام.. شيخ الإسلام.. الذي شهد له بالعلم الموافق والمخالف!.

فيا لله! من يوم ما أشد الزحام فيه! امتلأ المسجد الحرام بالخلق! وضاقت ساحاته عن حمل الناس! وقد قدر عدد من شهده بمليونين! الكل يلهج بالدعاء والاستغفار لهذا الإمام..

يوم الجنائز أنت أكبر شاهدٍ

للمفترى والعالم الرباني
تروي جنازتكم جنازة أحمد

أعني ابن حنبل أو فتى حرَّانِ
وكانت الصلاة على الجنازة بعد صلاة الجمعة.. من يوم ثمان وعشرين من شهر الله المحرم من سنة ألف وأربعمائة وعشرين..

فرحم الله ابن باز في المرحومين.. وأنزله منازل الشهداء والصديقين.. وأعلى مقامه بمرافقة النبيين..)
أزهري احمد محمود


Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.