أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية

أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com/index.php)
-   القسم الإسلامي (http://hewar.khayma.com/forumdisplay.php?f=39)
-   -   رمضانيات (http://hewar.khayma.com/showthread.php?t=36209)

دايم العلو 08-10-2003 06:31 AM

رمضانيات ..
 
بينما كنت ألملم أوراقي وأجمعها ، إذ بي

أجد كمية لا باس بها من القصاصات والكتابات التي كتبتها والقيتها في

الإذاعة الصباحية أيام الدراسة .. وكانت عن شهر رمضان المبارك ..

نسال الله ان يبلغنا هذا الشهر الكريم ويكتبنافيه من الصائمين القائمين ..

وسوف أنقلها هنا لتعم الفائدة ،، ولا مانع لدي من مشاركتم لي بردود عن

هذا الشهر الكريم .. لعل الله أن يفعنا بما نقول ونسمع ..


وللجميع تحياتي

دايم العلو 08-10-2003 06:36 AM

تدور عجلة الزمن وتتوالى الأيام والشهور فنلتق بضيف عزيز على القلوب ، يأتي كل عام في موعده ومع تكرار مجيئه فقد ظل ضيفاً خفيفاً على النفوس ومحلاً للحفاوة والتكريم ، تنتظره قلوب المؤمنين بلهفة وفرحة ودعاء لله أن يبلغهم إياه ولا يقف الموت حاجزاً بينهم وبينه…
وهذا الضيف أبر من أي ضيف فهو يحل في كل قلب وبيت ويجلب معه أبواب السعادة ، وطرائق الخير ونفحات الإيمان هو ضيف يسمو بنفوسنا ويكشف عنا ذلك الركام من الآثام والخطايا

فأهلاً ومرحباً بك يارمضان …

حييت يارمضان الخير أملاً
للمسلمين وذخراً ليس ينتقل

دايم العلو 08-10-2003 06:40 AM

رمضان شهر التنافس في الطاعة

شهر رمضان شهر الطاعة والعبادة ـ فقد كان صلى الله عليه وسلم يحث أصحابه

في هذا الشهر الكريم على التنافس في مرضاة الله وعبادته …. نعم ليس

بالتنافس في المأكل والمشرب ـ أو في كثرة النوم وضياع الوقت وهدره بلا

فائدة … بل تسابق إلى الطاعات من تلاوة القرآن وكثرة الركوع والسجود

والأذكار ـ تسابق إلى الجود والبذل والعطاء ـ والاستماع لدروس أهل العلم

ومجالسة الأخيار وغيرها .. فليكن لك أخي في هذا التنافس نصيب ،، وفقنا

الله وإياك إلى كل خير.

الوافـــــي 09-10-2003 04:02 AM

الصوم وعقيدة المسلم

كتب / نبيل فولي محمد

تمتد معاني العقيدة الإسلامية في نسيج فعل المسلم، وتبدو خلفية لجميع ما يأتيه وما يدعه، والإيمان في ذاته معنى مستكن في نفس صاحبه، لا يدري صدقه أو كذبه إلا الله تعالى، وقد عاتب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أسامة بن زيد عتابًا شديدًا لما قتل رجلاً نطق بالشهادة عندما تمكن منه أسامة في قتال، فقال له النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ "هل شققت عن قلبه.."؟!

ولكن الإسلام لم يكتف بأن يقول إن الإيمان سر، فكل واحد يمكن أن يدعي أن في قلبه هذا السر، فيسهل تخريب المجتمع المسلم والاندساس بين صفوفه، كما تصبح شخصية المسلم شيئًا مائعًا لا يميزه عن غيره شيء ذو بال، ولذلك فرض الله جل وعلا أن تكون هناك شواهد بارزة ظاهرة لهذا الإيمان، هي ليست قاطعة بأن صاحبها مؤمن حقًا، إلا أنها شواهد مرجحة لذلك: "إذ رأيتم الرجل يعتاد المساجد، فاشهدوا له بالإيمان".

كما أن أداء الشعائر بصورة علنية يقدم للعالم صورة مرئية للإسلام، ويسهم في الدعوة إلى الله، ولو لم يقصد المسلم، وقد كان هذا مجلبة لخير كثير، وخاصة في مجتمعات الغرب، وكان كذلك بابًا واسعًا للتنكيل بالمسلمين، في البلاد الشيوعية السابقة خاصةً، لأنهم يعلمون سطوة المظهر الاجتماعي الأسر والصوت المرتفع لهوية المسلم، حينما يؤدي المسلمون شعائر دينهم: من صلاة وصيام وحج وذبح أضاح.

إفراد المعبود:

القاعدة العقدية الأساسية لأداء الشعائر في الإسلام تستند إلى كلمة الشهادة: لا إله إلا الله، فهذه الكلمة إفراد للمعبود سبحانه، الذي لن يكون المسلم عبدًا له حقًا، إلا إذا أولاه مطلق الطاعة، فلا يرد له أمرًا، ولا يتعدى له حدًا، وإن أنساه الشيطان رجع واستغفر.

فالله تعالى حينما يفترض على المسلم صيام شهر رمضان _شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه…) ـ فإن العبودية تقتضي التزام الأمر، لا رده، ولا المجادلة حوله.. وليس هذا مصادرة للعقل الإنساني، بل نحن نفكر ونفهم من الداخل، دون أن يعنى التفكير أننا نتشكك، بل نحن فقط مجرد باحثين عن حكم الله تعالى (العليم الحكيم).. وماذا يدعون إلى التشكك وقد أدركنا بالحجج القاطعة منذ البداية بأن الخطاب الذي نسمعه من القرآن إنما و كلام الجليل تعالى، الذي تعبدنا له بشعائر الصيام وغيره؟

حكمة المعبود:

وهناك قاعدة أخرى عامة تتصل بالشعائر جميعها وبإيمان المسلم، وهي اتصاف أفعال الخالق تعالى كلها بالحكمة، فأعمال الشرع التي نعبد الله تعالى بها لا غموض فيها، ولا شبه بينها وبين طقوس الأديان الأخرى التي لا يدرك لها معنى، وإنما أمور الشرع الإسلامي إما أن لها حكمًا ظاهرة باهرة، وإما أنها مطلوبة لهدف عام، هو اختبار مدى طاعة العبد لربه، حتى ولو لم تبد له حكمة فيما يؤمر به وينهي عنه ذلك لأن مدى الدين أوسع من مدى العقل، وليس من الصواب أن نحبس الدين داخل معطيات العقل المحدودة.وحتى هذه العبادات التي لا تبدو لها حكم ظاهرة ومباشرة لدى الناس، قد نجد لها حكمًا عميقة لدى آخرين، وما لا نجد له حكمة مباشرة عند أحد، فلا يبدو أبدًا نوعًا من الأعمال أو الطلاسم الغامضة التي لا تلتقي معها أي من المدارك البشرية.

وبالتطبيق على الصيام نجد لبعض أعماله حكمًا ظاهرةً، ولبعضها الآخر لا نجد مثل ذلك، فالصيام ـ أولاً ـ يلفت الإنسان إلى وجوه تميزه التي تسمو به عن مشابهة السوائم والعجماوات، فلا يكون كل طلبه أن يشبع غرائزه، بل هو يقوم بمهمة الإنسان المتميزة ـ حتى عن مهمة الملائكة أنفسهم ـ فيعبد الله ويعمر أرضه، أي ينفذ أوامر الكتاب المقروء (القرآن) ويحاول النفاذ إلى قوانين الخالق في كتابه المشهود (الكون) ليستعملها فيما ينفع، وهو في كل عابد: حينما يسجد لله عابد، وحينما يزرع شجرة عابد.. حينما يسبح الله على أسابعه تسبيحةً عابد، وحينما يمسك أنابيب الاختبار في معمله عابد.. وكذا حينما يرتل القرآن، وحينما يحرس أبواب الوطن..

والصوم شعيرة تؤدي في مدى زمني محدد (أيامًا معدودات): لا هي بالقصيرة فتمر بلا أثر، ولا هي بالطويلة فتمل أو تؤلف الألف الذي يضيع أثر الفريضة الجليلة ـ وتلك حكمة عظيمة.

ومن حكم الحكيم سبحانه في فرض الصيام أيضًا أنه ليس امتناعًا عن أنواع معينة من الطعام ـ كما هو في بعض الأديان الأخرى ـ لأن الأطعمة يمكن أن يسد بعضها مسد بعض، فلا يؤتي الصيام أثره التربوي.

وكذلك ينفع الصيام الجسد، فيخرج العديد من أجهزته الحيوية عن عملها الراتب الذي تقوم به طوال العام لتواصل بعد ذلك دورها الوسائلي بيسر أكثر، فلا يصبح الجسد عبئًا يعطل الإنسان، فيحمل همومه كلما هم بعمل من أعمال الاستخلاف التي أنيطت به: العبادة بالأعمال، والعبادة بالإعمار.

وإذا سألنا أنفسنا: ما الحكمة في اختيار شهر رمضان بالذات لتؤدى فيه عبادة الصيام؟ ـ أتى الجواب واضحًا في قول الله تعالى: (شهر رمضان الذي أنزل فيها القرآن …) فنزول القرآن مناسبة جليلة، وليس هنالك احتفالً به أنسب من أداء شعيرة الصيام، التي تسموا بالروح والقلب، وتقلل من سلطان الجسد، وهذا هو الجو المناسب للقرآن.

ولكن إذا سألت: لماذا أنزل القرآن في هذا الشهر بالذات؟ لم تجد إجابة، إلا أنها مطلق إرادة الله تعالى، ولو نزل في غير شهر رمضان لبقي السؤال: لماذا نزل في هذا الشهر بالذات؟

أما لماذا اختير الصيام دون غيره من الشعائر الموسمية ـ الحج والزكاة ـ ليرتبط بنزول القرآن، أو ليبدو كاحتفال بنزول القرآن؟ ـ فلهذا من الحكم أعظمها؛ إذ إن الزكاة عمل موسمي حولي يتفاوت موعده من مزك إلى آخر ولا يستطيعها كل أحد، وأما الحج فمرتبط باستطاعة لا تتوافر إلا في قلة، كما أنه فريضة العمر، بينما الصيام تتسع فيه دائرة الاستطاعة، وتضيق جدًا دائرة العجز عنه، كما أنه عمل موسمي يناسب أن يحتفل المسلمون من خلاله بالقرآن ونزوله.

زادهم إيمانًا:

إن الإيمان بمعنى التصديق بعقائد معينة ـ في ذاته ـ لا يزيد ولا ينقص، ولكن الذي يزيد وينقص هو الثقة المحيطة بهذا التصديق، أو درجة اليقين التي تميز تصديقًا عن آخر، فترى تصديق البعض بعقائد الدين كالرماد الذي لا يصبر على أي ريح، وترى تصديق آخرين تسليمًا بغير دليل (العامة) وتتسامى المقامات حتى تجد تصديقًا صاحبة كالمعاين لما في الغيب، ولذلك قال أحد السلف: "لو كشف لي الغيب ما ازددت يقينًا" ويسبق ذلك قول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في الحديث الصحيح عن الإحسان: " أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك".

وزيادة الثقة فيما يصدق به المؤمن من العقائد: لها علاقة مباشرة بأعمال الإسلام وشعائره، وعلاقة تبادلية تكتسب فيها العبادات وذاقها الخاص من قوة الإيمان، ويزداد المؤمن يقينًا وثقة بما يؤمن به من خلال حفظه ومحافظته على شعائر الإسلام، وهنا لا ينفك الإيمان عن العمل، يقول المازني صاحب الشافعي: "الإيمان قول وعمل، وهما شيئان ونظامان وقرينان، لا يفرق بينهما: لا إيمان إلا بعمل، ولا عمل إلا بإيمان".

والعلاقة التبادلية بين الصيام والإيمان ـ زيادة ونقصًا فيهما ـ تبدو في المقارنة بين صيام إنسان وآخر، فصاحب الإيمان القوى أرعى لحرمة الصيام، وأكثر صونًا لمقامه، كما أن الصيام يربي النفس على (المراقبة) وهي معنى من معاني العقيدة: حينما يرتفع صاحبها في مقامات التصديق والإيمان، فيرقى إلى درجة "الإحسان" كما أن الصوم فيه تضحية بترك المطعم والمشرب وشهوة الفرج، وحرص أكثر على عدم مخالفة أوامر الله تعالى وكما ضحيت من أجل أحد زدت به صلة وارتباطًا، والصائم يضحي من أجل مولاه، ولا يشعر في ذلك بامتنان على ربه، بل يقوى لديه الإحساس، بنعم المنعم سبحانه وتعالى.

وللصيام بعض الخصوصيات في الإسلام، جاء كثير منها في السنة فعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: ( من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه".

وفي البخاري عن أبي هريرة ـ أيضًا ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: "الصيام جنة، فلا يرفث ولا يجهل، وإن امرؤ قاتله أو شاتمه فليقل: إني صائم ـ مرتين ـ والذي نفسي بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، يترك طعامه وشرابه من أجلي، الصيام لي، وأنا أجزي به، والحسنة بعشر أمثالها".

يقول القرطبي عن حديث: " إلا الصوم فإنه لي، إن كل أعمال العباد مناسبة لأحوالهم إلا الصوم فإنه مناسب لصفة من صفات الله" وكأن الصائم يتقرب إلى الله بأمر هو متعلق بصفة من صفات الله لذلك نسب الله الصوم إلى نفسه ونسب جزاء الصوم إليه سبحانه وتعالى.

تحياتي

:)

دايم العلو 09-10-2003 05:15 AM

أخي الوافي : جزاك الله خيرا على هذا النقل ، الذي يوضح حقيقة الصوم ، وأن الأصل في العبادات توقيفية سواء ظهرت لنا الحكمة من تشريعها أو لم تظهر .



خص الله شهر رمضان عن غيره من الشهور بكثير من الخصائص والفضائل منها

1 / خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك .
2 / تستغفر الملائكة للصائمين حتى يفطروا .
3 / يزين الله في كل يوم جنته ويقول : يوشك عبادي الصالحون أن يلقوا عنهم المؤونة والأذى ثم يصيروا إليك .
4 / تصفد فيه الشياطين .
5 / تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق فيه أبواب النار .
6 / فيه ليلة القدر وهي خير من ألف شهر ، من حرم خيرها فقد حرم خيراً كثيراً .
7 / يغفر للصائمين في آخر ليلة من رمضان .

دايم العلو 11-10-2003 06:46 AM

الفوائد والدروس المستفادة من الصوم

1 / الصوم طاعة لله وأداء لفرائضه .
2/ الصوم منهج للتغيير وأسلوب ممتاز للتدريب .
3 / الصوم يربي الإرادة والعزيمة كما يربي النفس على الصبر .
4 / يحقق الوحدة بين المسلمين .
5 / الصوم يربي النفس على تقوى الله ومراقبته ويعين على الإخلاص .
6 / الصوم يحفظ النفس من المعاصي ، لأن الجوع والعطش يهذبان النفس ويكسران الشهوة .
7 / الصوم يهذب أنفس الأغنياء ويجعلهم يشعرون فعلياً بما يعانيه الفقراء والجوعى .
8 / في الصيام صحة للجسم ووقاية من أمراض كثيرة كما ثبت ذلك طبياً
.

Almusk 12-10-2003 03:13 AM

كيف نستقبل رمضان ؟
س: ما هي الطرق السليمة لاستقبال هذا الشهر الكريم ؟

ينبغي للمسلم أن لا يفرط في مواسم الطاعات , وأن يكون من السابقين إليها ومن المتنافسين فيها , قال الله تعالى : { وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ} الآية ( المطففين : 26 )
فاحرص أخي المسلم على استقبال رمضان بالطرق السليمة التالية :
• الطريقة الأولى : الدعاء بأن يبلغك الله شهر رمضان وأنت في صحة وعافية , حتى تنشط في عبادة الله تعالى , من صيام وقيام وذكر , فقد روي عن أنس بن مالك – رضي الله عنه – أنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل رجب قال ( اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان ( رواه أحمد والطبراني ) . لطائف المعارف . وكان السلف الصالح يدعون الله أن يبلغهم رمضان , ثم يدعونه أن يتقبله منهم .
** فإذا أهل هلال رمضان فادع الله وقل ( الله أكبر اللهم أهله علينا بالأمن والإيمان والسلامة والإسلام , والتوفيق لما تحب وترضى ربي وربك الله ) [ رواه الترمذي , والدارمي , وصححه ابن حيان ]

• الطريقة الثانية : الحمد والشكر على بلوغه , قال النووي – رحمه الله – في كتاب الأذكار : ( اعلم أنه يستحب لمن تجددت له نعمة ظاهرة , أو اندفعت عنه نقمة ظاهرة أن يسجد شكراً لله تعالى , أو يثني بما هو أهله ) وإن من أكبر نعم الله على العبد توفيقه للطاعة , والعبادة فمجرد دخول شهر رمضان على المسلم وهو في صحة جيدة هي نعمة عظيمة , تستحق الشكر والثناء على الله المنعم المتفضل بها , فالحمد لله حمداً كثيراً كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه .


يتبع

Almusk 12-10-2003 04:51 AM

الطريقة الثالثة : الفرح والابتهاج , ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يبشر أصحابه بمجئ شهر رمضان فيقول : ( جاءكم شهر رمضان , شهر رمضان شهر مبارك كتب الله عليكم صيامه فيه تفتح أبواب الجنان وتغلق فيه أبواب الجحيم ... الحديث . ( أخرجه أحمد ) .
وقد كان سلفنا الصالح من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم والتابعين لهم بإحسان يهتمون بشهر رمضان , ويفرحون بقدومه , وأي فرح أعظم من الإخبار بقرب رمضان موسم الخيرات , وتنزل الرحمات .

• الطريقة الرابعة : العزم والتخطيط المسبق للاستفادة من رمضان , الكثيرون من الناس وللأسف الشديد حتى الملتزمين بهذا الدين يخططون تخطيطاً دقيقاً لأمور الدنيا , ولكن قليلون هم الذين يخططون لأمور الآخرة , وهذا ناتج عن عدم الإدراك لمهمة المؤمن في هذه الحياة, ونسيان أو تناسى أن للمسلم فرصاً كثيرة مع الله ومواعيد مهمة لتربية نفسه حتى تثبت على هذا الأمر ومن أمثلة هذا التخطيط للآخرة , التخطيط لاستغلال رمضان في الطاعات والعبادات , فيضع المسلم له برنامجاً عملياً لاغتنام أيام وليالي رمضان في طاعة الله تعالى , وهذه الرسالة التي بين يديك تساعدك على اغتنام رمضان في طاعة الله تعالى إن شاء الله تعالى .


يتبع

Almusk 12-10-2003 04:53 AM

• الطريقة الخامسة : عقد العزم الصادق على اغتنامه وعمارة أوقاته بالأعمال الصالحة , فمن صدق الله صدقه وأعانه على الطاعة ويسر له سبل الخير , قال الله عز وجل : { فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ } [ محمد : 21}

• الطريقة السادسة : العلم والفقه بأحكام رمضان , فيجب على المؤمن أن يعبد الله على علم , ولا يعذر بجهل الفرائض التي فرضها الله على العباد , ومن ذلك صوم رمضان فينبغي للمسلم أن يتعلم مسائل الصوم وأحكامه قبل مجيئه , ليكون صومه صحيحاً مقبولاً عند الله تعالى : { فَاسْأَلوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ } [ الأنبياء :7}

• الطريقة السابعة : علينا أن نستقبله بالعزم على ترك الآثام والسيئات والتوبة الصادقة من جميع الذنوب , والإقلاع عنها وعدم العودة إليها , فهو شهر التوبة فمن لم يتب فيه فمتى يتوب ؟" قال الله تعالى : { وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } [ النور : 31].

• الطريقة الثامنة : التهيئة النفسية والروحية من خلال القراءة والاطلاع على الكتب والرسائل , وسماع الأشرطة الإسلامية من { المحاضرات والدروس } التي تبين فضائل الصوم وأحكامه حتى تتهيأ النفس للطاعة فيه فكان النبي صلى الله عليه وسلم يهيء نفوس أصحابه لاستغلال هذا الشهر , فيقول في آخر يوم من شعبان : جاءكم شهر رمضان ... إلخ الحديث أخرجه أحمد والنسائي ( لطائف المعارف ).


يتبع

Almusk 12-10-2003 04:54 AM

الطريقة التاسعة : الإعداد الجيد للدعوة إلى الله فيه , من خلال :
1- تحضير بعض الكلمات والتوجيهات تحضيراً جيداً لألقائها في مسجد الحي .
2- توزيع الكتيبات والرسائل الوعظية والفقهية المتعلقة برمضان على المصلين وأهل الحي .
3- إعداد ( هدية رمضان) وبإمكانك أن تستخدم في ذلك ( الظرف) بأن تضع فيه شريطين وكتيب , وتكتب عليه (هدية رمضان) .
4- التذكير بالفقراء والمساكين , وبذل الصدقات والزكاة لهم .

• الطريقة العاشرة : نستقبل رمضان بفتح صفحة بيضاء مشرقة مع :
أ‌- الله سبحانه وتعالى بالتوبة الصادقة .
ب‌- الرسول صلى الله عليه وسلم بطاعته فيما أمر واجتناب ما نهى عنه وزجر .
ج- مع الوالدين والأقارب , والأرحام والزوجة والأولاد بالبر والصلة .
د- مع المجتمع الذي تعيش فيه حتى تكون عبداً صالحاً ونافعاً قال صلى الله عليه وسلم :( أفضل الناس أنفعهم للناس ) .

** هكذا يستقبل المسلم رمضان استقبال الأرض العطشى للمطر واستقبال المريض للطبيب المداوي , واستقبال الحبيب للغائب المنتظر.
فاللهم بلغنا رمضان وتقبله منا إنك أنت السميع العليم .


منقول

والسلام

لطيف 12-10-2003 07:30 AM






رمضان شهر الصيام

:heartpump:heartpump:heartpump:heartpump

دايم العلو 15-10-2003 08:49 AM

أخي المسك : بارك الله فيك على هذه الإضافة النافعة المفيدة ،
أخي لطيف ، شكرا لك لمرورك على الموضوع ..


أحداث عظيمة وقعت في شهر رمضان المبارك

1 / في رمضان بعث النبي صلى الله عليه وسلم .
2/ فيه أسلمت خديجة بنت خويلد ، وهي أول من آمن بالرسول صلى الله عليه وسلم
من الناس .
3 / فيه فرضت زكاة الفطر ، وشرعت صلاة العيدين .
4 / وفيه كانت وفاة فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم عام 11 هـ
5 / وفيه وفاة أم المؤمنين عائشة ـ رضي الله عنها ـ عام 58 هـ .

العم صابر 18-10-2003 05:49 AM

رمضانيات
 
رمضانيات


بسم الله الرحمن الرحيم

أدعو المشرف على الخيمة الأستاذ / يتيم الشعر و جميع الأعضاء المحترمين أن يخصصوا هذا الموضوع للحديث عن شهر رمضان المبارك . وكل عام و أنتم بخير.

العم صابر 18-10-2003 06:36 AM

[HR]
أفكارلشهررمضانالكريم
[HR]

- العب وامرح مع الأطفال
إقامة بعض المسابقات والألعاب المسلية للأطفال مثل:
1- أسئلة وأجوبة سهلة.
2- بعض الألعاب كالتراكيب القطع(PAZEII) ففيها شيء من تحريك العقل ورؤية نتائج أعمالهم.
3- القيام لترتيب المنزل ومساعدة الأم والأب.
4- تخبئة شيء في المنزل والقيام بالبحث عنه من قبل الصغار ورصد جائزة بسيطة لمن وجدها .


العم صابر 18-10-2003 07:00 AM

اقتراحاتعمليةللأهلفيرمضان


عرض بعض البرامج المناسبة لهم على سبيل المثال :-
1- حث الأهل على قراءة القران ومحاولة ختمه والتدبر في قراءته.
2- قراءة كتيب, قصص, حِكَم, سيرة, مواقف وغيرها يتم الحصول عليها من المكتبات العربية عموماً والإسلامية خصوصاً.
3- تعريفهم ببعض المواقع الإسلامية وبيان أهميتها (في الإنترنت).
4- مشاهدة بعض أفلام الفيديو الهادفة يتم شراؤها من خلال التسجيلات الإسلامية.
5- سماع أشرطة سواء محاضرات أو كلمات أو غيرها مما هو مفيد وهادف يتم شراؤها والحصول عليها من التسجيلات الإسلامية.
6- المشاركة في بعض الأعمال الدعوية النسائية القائمة لخدمة الإسلام فهي ليست حكراً على أحد دون أحد من المسلمات , وغيرها الكثير.
7- القيام بزيارة الجمعيات الخيرية النسائية والمساهمة معهم فيما أمكن, أو المستشفيات وصلة الرحم.

دايم العلو 18-10-2003 07:01 AM

الفتوحات والغزوات الإسلامية التي وقعت
في شهر رمضان المبارك


1 / معركة بدر الكبرى التي سماها الله تعالى يوم الفرقان وكانت سنة 2 هـ .
2 / تم فيه الفتح الأكبر ـ فتح مكة ـ عام 8 هـ والقضاء على الوثنية وتحطيم الأصنام
3 / فيه فتحت بلاد الأندلس عام 92 هـ .
4 / وقعت فيه معركة عين جالوت عام 658 هـ .

العم صابر 18-10-2003 07:14 AM

البوفيهالدعوي


عمل بوفيهات أو عربات للقهوة والتمر أوقات الفطور في رمضان مع توزيع مطوية وشريط مناسب مثل:
1- مطوية للتعريف بالإسلام والتعريف بشهر رمضان وفضائله وأهميته ومنزلته.
2- شريط (قصص من الواقع لنبيل العوضي) ( ذكريات تائب لمحمد العريفي) (قصص مؤثرة لإبراهيم الفارس) أو غير ذلك.
3- أوتوزيع ترجمة للمصحف الشريف وذلك بأن يكون لديهم الاستعداد وتوفير أكبر قدر من اللغات حسب الإمكانية و يتم شراؤه من :-
1- المكاتب والمكتبات الإسلامية.
2- التسجيلات الإسلامية.
3- السؤال عن مصادرها عن طريق أئمة المساجد.
4- البحث عنها من خلال الإنترنت.
5- أو توزيع نشرة للتعريف بأعمال ودور المكاتب والمؤسسات والجمعيات الخيرية الإسلامية وترك أرقام هواتفها.



المصدر / موقع الشيخ الدويش

طريق_الموت 18-10-2003 03:59 PM

آمين

دايم العلو 20-10-2003 08:20 AM

شكرا لك أخي طريق الموت على مرورك


خسر كثيرا ..

 من أضاع سنة الضحى في النوم بعد السهر المتواصل .
 من حرم نفسه لذة العبادة في هذا الشهر الكريم .
 من أضاع أجر صيامه بالغيبة بحجة النقد البناء .
( من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه )
رواه البخاري
 من ترك مساعدة والديه بحجة تعب الدراسة وتعب الصوم ‍‍‍!!

يتيم الشعر 22-10-2003 07:28 AM

أنــا و رمضـان . . . و شوشو
حلقات مسلسلة بقلم : إيمـان الحسيني




اعتدت الجلوس في غرفتي ليلا أمضي وقتي متصفحا للشبكة العنكبوتية ، وكانت هذه الليلة لا تختلف عن مثيلاتها في شيء ، أو هكذا اعتقدت أنا ....
نظرت إلى التاريخ واكتشفت أنه لم يتبق سوى أسبوع وحد فقط لحلول شهر رمضان المبارك ، سعدت جدا وبدأت في تصفح المواقع الدينية لأقرأ كل ما له صلة بهذا الشهر الكريم ، بالطبع لقد قرأت هذه المواضيع من قبل ولكنني مع كل رمضان أشعر بأنها جديدة كالهلال تماما ، وحمدتُ الله أن فترة زيارة الشهر الفضيل هذا العام لن تكون فترة امتحانات التيرم في الكلية حتى أستطيع أن أتفرغ للعبادة بشكل جيد .

وأثناء انهماكي في تصفح الإنترنت شعرت بحركة غريبة داخل غرفتي وتعجبت لأنني أسكن هنا وحدي نظرا لظروف التحاقي بالجامعة ... لم اُعر الأمر انتباها في البداية ولكنني أصبحت كالتمثال فوق الكرسي عندما رأيت الضوء بدأ يخفت تدريجيا في الغرفة من تلقاء نفسه ولمحت شبحا آتيا إلي من جهة الحائط المقابل لي ليجلس أمامي !!!!
أصبحت يداي كقطعة الخشب فوق ذراعي الكرسي وظللت فترة من الزمن متسمرا مكاني ، فارغ الفاه ، جاحظ العينين ، تسري القشعريرة في بدني كله ... حتى كسر هذا الشبح حاجز الصمت بسؤاله :
- إزيك يا آدم عامل إيه ؟
صرخت فزعا : مين ؟ أنت مين ؟ ودخلت هنا إزاي ؟!!!!!
أجابني بمنتهى الهدوء : إهدى بس واقعد مكانك ، ماتخافش ، أنا واحد صاحبك ... صاحبك من زماااان .
- صاحبي إزاي ومنين ؟!!!! أنت دخلت الشقة إزاي وجيت منين ؟!!!
- يا ابن الحلال إهدى كده بس واقعد مكانك وأنا هافهمك كل حاجة .

جلست وجسدي كله يرتعد خوفا وأحاول تذكر ما أحفظه من الآيات القرآنية ولكن خوفي غلبني فظللت صامتا حتى قال هو :
- أنا هأقولك أنا مين بس توعدني إنك تحافظ على هدوءك ، ومافيش داعي للدربكة اللي أنت عاملها دي كلها ... اتفقنا ؟
أجبته وأنا أتصبب عرقا من الخوف : اتفقنا .
اعتدل في جلسته على الكرسي ووضع ساقيه فوق مكتبي وقال بكل ثقة : أنا يا عم آدم أبقى إبليس ... الشيطان يعني .

شعرت أن تنفسي توقف للحظات من الصدمة والخوف ، وبدأت أحاول من جديد في تذكر أي آية قرآنية ولكن نظراته لي جعلتني عاجزا عن تذكر البسملة ، وكأنه يعرف ما أفكر فيه فظل ناظرا إلي بعينيه الحمراوتين ليشتت تفكيري عن ذكر الله ، وعندما شعرت بالعجز التام أمامه قررت خوض التجربة ومحاولة التحدث معه ، لعلي أنجو بنفسي :
- طب حضرتك بتعمل هنا إيه ؟ وعاوز إيه مني ؟!!!!
أجابني بثقة : أنا جيت أزورك واسلم عليك قبل رمضان ما يبدأ .
فسألته : اشمعنى يعني قبل رمضان ما يبدأ ؟!!!
أجابني وقد ارتسمت على وجهه نظرات الأسى والغضب : علشان هاكون محبوس في الشهر ده كله ... أنت مش في الدنيا دي ولا إيه ؟
- آه صحيح ، ده الشياطين بتتحبس في رمضان .
- سيبنا بقى من السيرة دي وخلينا في المهم .
تعجبت من كلماته قائلا : المهم ؟!!! وإيه هو بقى المهم ؟!!!
أجابني وقد عادت إليه ثقته بنفسه : " المهم " هو الأسبوع اللي فاضل ده .
- ماله الأسبوع اللي فاضل ده ؟!!!
نظر إلي بلؤم شديد قائلا : ناوي تعمل فيه إيه ؟
- عادي يعني هاعمل فيه إيه ؟!!!
- مش ناوي تستغله في أي نشاط ترويحي ؟
- نشاط ترويحي ؟!! إزاي يعني ؟
- أنت عارف إن كلها أسبوع ورمضان يدخل ومش هتبقى ملاحق ما بين صوم وصلاة وقرآن ... والمفروض إنك تكون مستعد للمجهود ده كله .
- عندك حق فعلا المفروض أستعد من دلوقتي ، لازم أبدأ أواظب على الصلاة في المسجد وأحوش مبلغ صغير من مصروفي للصدقة ولازم كمان .....
قاطعني مستنكرا وغاضبا : حيلك حيلك ... هو أنت كده تبقى بتستعد لرمضان ؟!!!
لاحظ ارتسام علامات التعجب على وجهي فبادرني بالحديث اللين : أنت كده تبقى بترهق نفسك وتحملها فوق طاقتها .
أجبته متعجبا : باحملها فوق طاقتها !!!! إزاي بقى ؟!!!
أجابني بنبرة ثقة عالية : أيوة بتحمل نفسك فوق طاقتها ، لإنك على ما هيجي رمضان هتلاقي نفسك تعبت من كتر العبادة وزهقت وهتسيب كل حاجة ... مش ده برضه اللي بيحصل معاك لما تفضل فترة طويلة تذاكر من غير ما ترتاح ؟
أجبته وأنا في حيرة من أمري : أيوة فعلا أنا لما باذاكر كتير من غير ما ارتاح في النص بآجي قبل الامتحانات وازهق وأمل وابطل أذاكر ... بس المذاكرة حاجة والعبادة حاجة تانية !!!!
- مين بقى قال كده ؟!!! هما الاتنين واحد ، وعلى رأي المثل : ساعة لقلبك وساعة لربك .

شعرت أنه على حق فقلت له : عندك حق ، طب أنت إيه فكرتك عن الاستعداد لشهر رمضان يعني ؟
ارتسمت على وجهه ابتسامة كبيرة وكأنه قد وجد ضالته بعد عناء شديد ثم قال : المفروض إنك تروّح عن نفسك وتستمتع بوقتك وتنسى شوية العبادة اليومين دول ، بحيث لما ييجي شهر رمضان وتبدأ العبادة تاني تلاقي نفسك راجعلها بشوق وقوة .
- كلام معقول ... بس أنفذه إزاي بقى ؟ ......



تـابع حلقات ( أنا و رمضان و شوشو )
http://www.egyptsons.com/misr/showth...threadid=10378

[HR]
منقول

يتيم الشعر 23-10-2003 11:49 PM




http://www.ramadan.com.eg/


دايم العلو 24-10-2003 09:20 AM

من فتاوى الصيام


1 / من أكل أو شرب في نهار رمضان دون عذر فقد أتى كبيرة عظيمة من الكبائر وعليه التوبة والقضاء .
2/ إذا نسي فأكل وشرب فليتم صومه فإنما أطعمه الله وسقاه وإذا رأى من يأكل ناسياً فعليه أن يذكره .
3 / من أفطر وهو يظن الشمس قد غربت وهي لم تغرب فعليه القضاء .
4 / الذي يصوم ولا يصلي فهو كافر ، لأن ترك الصلاة كفر ولكن لا يؤمر بترك الصيام لأن الصوم لا يزيد الإنسان إلا خيراً فلعله يعود للصلاة والتوبة من تركها .
5 / من أخر قضاء رمضان حتى دخل رمضان آخر فعليه مع القضاء كفارة وهي إطعام مسكين عن كل يوم ، مقدار نصف صاع .
6 / من فسد صومه بشيء من المفطرات وهو لا يعلم أن هذا الشيء يفطر الصائم فلا شيء عليه لأنه جاهل .
7 / من تمضمض أو استنشق ودخل الماء في جوفه دون قصد فلا شيء عليه .
8 / استعمال السواك سنة في رمضان وغيره وفي أي وقت .
9 / يجوز للصائم أن يستعمل الطيب ، إلا البخور لأن له جرم يصل إلى المعدة وهو دخانه
10 / يجوز استعمال معجون الأسنان مع الحرص على عدم وصول طعمه إلى المعدة
.

يتيم الشعر 25-10-2003 03:06 AM

طنطاويات
 

قالوا: ألا تكتب عن ذكريات رمضان(1)؟ قلت: أي رمضان؟ أهو رمضان واحد حتى أكتب عن ذكرياته؟ لقد رأيت رمضان، وكان على المائدة طبق فيه "المشمش الحموي" الذي ملأه الله عسلاً والذي لا نظير له في غير الشام، أي أنني رأيته في قلب الصيف، ثم رأيته في وسط الشتاء، ثم درت معه خمس دورات، من الشتاء إلى الصيف، ومن الصيف إلى الشتاء، وكل دورة في خمس عشرة سنة، فعن أي الرمضانات أتكلم؟.
لقد اختلطت في نفسي الذكريات، لما تعددت الأحداث، وتتابعت المشاهد، وكثرت الأسفار والرحلات، ألا ترون إلى الرائي (التلفزيون) حين يتفنن المخرج أو المصور، فيضع صورة فوق صورة، فترى المحدث أو المغني أمامك يواجهك، تختلط صورته هذه بصورته الجانبية، ويدخل معها مشهد من مشاهد الطبيعة، يعرض ذلك كله معاً، فلا تستطيع أن تميز شيئاً من شيء، بعد أن اختلطت في الصورة الأشياء!!.
لقد كنا في دمشق، قبل الحرب العالمية الأولى، نصلي العشاء وننام فتخلو الطرق إلا من أعقاب السابلة، أو من أهل الليل... وما أهل الليل إلا الفساق والعشاق واللصوص، يسكن كل شيء ويلفه الليل بثوبه الأسود.
ننام بعد العشاء لنصحو قبل الفجر، وإن غلبنا النوم – وللنوم سلطان- قمنا قبل طلوع الشمس لندرك صلاة الفجر، ما كنا قد ألفنا السهر، ولا تعودنا شر عادة حين جعلنا ليلنا نهاراً ونهارناً ليلاً، كأننا نخالف سنة الله، وطبائع الأشياء، والله قد جعل الليل لباساً، والنهار معاشاً.
وكنا ننام على الأرض، ما كانت السرر إلا عند الأغنياء، وما كانت أسرتنا منهم، فكنا نمد الفرش في الليل لنطويها في الصباح، ثم نضعها في "اليوك"، وإن لم تعرفوا ما هو اليوك فإن ثلاثة أرباع أهل الشام لم يعودوا يعرفونه، إنه مثل الخزانة في الجدار، لكن بغير باب، ومن غير رفوف، نصف فيها الفرش المطوية بعضها فوق بعض، ويسدل على اليوك ستارة كانوا يعتنون بنقشها وتطريزها.
فاحسست يوماً وأنا نائم حركة عند فراشي، وكان عمري خمس سنين، سنة 1332هـ. ولكني كنت واعياً، فنهضت فإذا خوان الطعام، وكنا إذا أردنا الطعام مددنا الخوان على الأرض، ووضعنا فوقه الصواني والصحون فعجبت أشد العجب، وأحسست بمثل ما يحس به من يكشف شيئاً جديداً لم يكن معروفاً، ما لم يستبدلون بالمنام الطعام؟ ما لهم يأكلون ليلاً وعهدي بالفطور أنه في النهار؟.
وطار نومي من شدة العجب، وسألت بنظرات عيني الحائرة، والدهشة المرسومة على وجهي.. وسمعت المؤذن، لكن لم يكن يؤذن كما أسمعه كل يوم، بل كان يسرع، ينطق الجملة "حي على الصلاة" مثلاً، ثم يمد لام الصلاة، ويرخي صوته بها، ثم يرجه رجاً، ثم يعود فيمده، فإذا بلغ المد أقصى مداه، علا بصوته علواً مفاجئاً ورجه رجة سريعة، ثم صعد به أكثر فأكثر ثم أخفاه حتى ينتهي الصوت فوق، فتشعر كأنه طيارة ارتفعت حتى اختفت بين السحب وضاع أثرها.
وأنا كما قلت لكم من قبل: أوتيت أذناً لاقطة، فإن سمعت نغمة، فلا أنساها، قد لا أستطيع أداءها، ولكن إذا سمعتها بعد ذلك عرفتها، لذلك أكشف الألحان التي يدعيها الملحنون وهي قديمة، كلحن "بلادي بلادي منار الهدى" الذي أحفظه منذ صغري.
وكثرت عليّ العجائب تلك الليلة، فسمعت الباب يقرع! الباب يقرع في هذه الساعة من الليل؟ وسمعت رجلاً يضرب بالقضيب على طبلة معه، ضرباً موزوناً، وينادي: يا شيخ أحمد أفندي، يا شيخ مصطفى أفندي (وهما اسما جدي وأبي) قوموا لسحوركم.. ثم يقول كلاماً ظريفاً ما حفظته من أول مرة، ولم يشأ أهلي أن يدعوني في حيرتي، ففسروا لي ما خفي عني، قالوا إن هذا هو "المسحر" يدعو الناس للقيام للسحور، لأنه قد جاء رمضان، وإن هذا الأذان العجيب بنغمته هو أذان السحور، فما دام صوت المؤذن مسموعاً فإن الأكل يجوز، فإن انتهى فهو "الإمساك"، أما أذان الفجر للصلاة، فيؤن به داخل المسجد، والعادة عندنا في الشام، وفي أكثر البلاد، أن يكون الإمساك قبل الفجر بربع ساعة أو بعشر دقائق، مع أن الأكل يجوز بلا خلاف حتى يطلع الفجر.
قالوا ولكني لم أفهم شيئاً، ما السحور؟ وما الصيام. وما رمضان؟ إن للأطفال يا أيها القراء قاموساً خاصاً بهم. وأكثر – إن لم أقل كل- الذين يحدثون الأطفال في الإذاعة، وفي الرائي، أو يكتبون لهم في المجلات، أو يؤلفون لهم الكتب لا يدرون ما هو قاموس الأطفال، فيكلمونهم بما ليس في معجمهم (أي قاموسهم). ذهب مرة أحد أحفادي مع أبيه الذي يعمل مديراً في شركة كبيرة في جدة، فسألته، ماذا يصنع أبوك؟ قال: عنده براد (ثلاجة) يضع فيها الأوراق، أوراق في براد؟ إن كان يعني صندوق الحديد، لأن البراد أو الثلاجة هو الذي في قاموس الطفل، وهؤلاء الإخوان يكلمون الأطفال بأسلوب الجاحظ، لكن من غير بلاغة الجاحظ. وأنا أتمنى على من يريد أن يحدث الأطفال، أن يجمع جماعة منهم من سن من يريد أن يحدثهم، ثم يتلكم فإن تركوا ما هم فيه، وأقبلوا عليه، وفهموا منه، فقد نجح.
وسمعت مرة في الرائي مذيعة تزعم أنها تحدث الأطفال، فتلقي عليهم كلاماً غريباً عنهم، بعيداً منهم، ثم ترقق صوتها وتتلطف في كلامها وتقول: فهمتم يا أعزائي الأطفال. وأنا واثق أن أعزاءها الأطفال لم يفهموا شيئاً، فهم كأطفال برنامج "ظلال القرآن" يحفظونهم جواب السؤال الذي سيلقى عليهم، فإذا رددوه كما حفظوه، قيل للمعلق: ما رأيك؟ فخطب خطبة طويلة، ثم قال: إن هذا الطالب مع أنه تلميذ ابن عشر سنين لا طالب(2)، قد أجاد وأحسن. ماذا أجاد وقد حفظته أنت الجواب؟ هذا مع أني في أشد العجب وأكبر الإعجاب، بحفظ هؤلاء الأطفال وحسن تلاوتهم.
وعفواً، لقد خرجت عن الخط، وهذه عادتي، أو علتي لم أعد أستطيع منها فكاكاً فاحتملوني عليها.

***********

قالوا: جاء رمضان فلم نعد نستطيع الأكل بالنهار! افتدرون ما الذي فهمته – سنة 1332- وأنا طفل من هذا الكلام؟ فهمت أن رمضان هذا مخيف، يمنع الناس من الأكل، فلا يأكلون إلا ليلاً لئلاً يراهم. ولو قالوا لي: إن رمضان شهر من الشهور، والله الذي خلقنا ورزقنا قال لنا، لا تأكلوا فيه شيئاً، من الفجر إلى المغرب، وأن من أطاع يدخله الجنة، وهي بستان عظيم، وبيت كبير، فيه كل شيء لذيذ، إذا طلبته وصلت إليه، والذي لا يطيع يضعه في النار..
لو قالوا هذا لفهمته، أو فهمت أكثره، وإن لم أفهمه كله، وكان لنفسي ذخيرة إيمانية، أستمد منها الخير طول العمر، ولكن الأطفال مظلومون يقال لهم دائماً مالا يفهمون.
ورأيتهم يستعدون للخروج من الدار. قال جدي: تذهب معنا يا علي إلى المسجد؟ ففرحت، وقلت: نعم ومشينا في الطرق المعتمة إلا من ضوء مصابيح الكهرباء الصغيرة التي جاء بها الوالي ناظم باشا (وفي كتابي "قصص من الحياة" قصة عنه) كما جاء بالترام قبل ذلك بقليل، ووصلنا المسجد.
وكنت قد جئت المسجد قبل هذه، ولكني وجدته هذه المرة اسطع أنواراً، وأكثر ناساً وأبهى رونقاً، ولما رجعوا إلى البيت ناموا. ما هذا؟ أأنا اليوم في بلاد العجائب. نأكل في الليل وننام في النهار، والمؤذن يؤذن بنغمة غريبة ولكنها حلوة.. ورجل يضرب بطبلته في الحارة ويقرع الأبواب على الناس في البيوت؟ لم أفهم شيئاً ولكني كنت مبتهجاً مسروراً، كالذي يذهب إلى مدينة جديدة لا يعرفها، يكشف جديدها، أو كالذي يحلم حلماً، يرى فيه ما يسر ولا يدرك سر ما يرى.
ثم غلبني النوم فنمت، ولما نهضت، قلت: ألا نفطر؟ فضحكوا وقالوا: نحن في رمضان، فكيف تأكل؟ ألست صائماً؟ قلت: وهل يراني رمضان إن أكلت؟ وماذا يعمل بي إن رآني؟ قالوا: بل يراك رب رمضان، يراك الله.
وكنت أدرك إدراكاً مبهماً أن الله الذي لا نراه هو خلقنا، وعنده جنة فيها ما شئت من السكر والحلوى واللعب وكل ما أريد، يضع فيها من يحبه ومن يصلي ومن يسمع كلام أمه، وكلام أبيه، ولا يكذب، أدركت ذلك من كثرة ما أسمعه من أهلي.
ففهمت أننا لا نمتنع عن الطعام خوفاً من رمضان، بل لأن الله لا يريد أن نأكل في النهار في هذه الأيام.
وسكت راضياً وأنا أفكر في المكأفأة التي سأنالها من الله.
ولكني جعت، فسألت: إلى متى أبقى بلا طعام؟ قالوا: حين تسمع الأذان؟ قلت: الأذان الطويل؟ أعني أذان السحور، قالوا: لا، بل الأذان العادي.
وجعلت أذني إلى المئذنة، وطال عليّ الانتظار، ووقت الانتظار عادة طويل مهما قصر، حتى سمعته فأسرعت أقول: هذا الأذان، قالوا: صحيح فتعال لتأكل.
وأكلت أكلة ما ذقت إلى يومها أطيب منها، أما قال الشاعر

أعدت الراحة الكبرى لمن تعبا

لذلك يفرح الصائم بفطره، والفرحة الكبرى الكبرى يوم يلقي ربه، اللهم اجعلني يومئذ من المسرورين أنا ومن قال من القراء، آمين، وجميع المسلمين.


--------------------------------------------------------------------------------
( 1)نشرت هذه الحلقة في رمضان سنة 1403هـ
( 2)من بلغ الجامعة سمي طالباً ومن كان في الابتدائية أو المتوسطة فهو تلميذ.
|1|2|


يتيم الشعر 08-11-2003 05:24 AM

رمضان يتحدى العولمة


رمضان جديد يطل على أمة الإسلام وأهل الإسلام في مزيد من التقهقر والانقسام نتيجة الأحداث السياسية الجارية في العالم ، فبين فريق مؤيد للقوى الدولية التي تفرض نفسها إلهاً جديداً على الدول والشعوب تحكمهم وتخضعهم لسياساتها وتتدخل في شئونهم الداخلية ، وبين فريق آخر رافض لسياسة الذل والمهانة وما يتبع ذلك من إلغاء للشخصية الإسلامية الحرة التي لا تؤمن إلا بوجود رب واحد يحكم هذا الكون وفق دستور وسنن ثابتة .

وفي ظل هذا التناقض تفكرت في رمضان هذا العام ورأيت فيه معانٍ جديدة لم تظهر لي سابقاً ، ورأيت في هذا الشهر خطاباً جديداً متحدياً يمكن أن يستنبط منه إثبات جديد على وحدانية الخالق ونفاذ حكمه على العالم الذي أوجده .

وخطاب التحدي هذا لا ينحصر في رمضان وحده بل يمكن للمتفكر أن يلحظه في كل العبادات على الإطلاق ، وإن كان في رمضان أكثر وضوحاً ، فإذا تفكرنا في الحج مثلاً نجد في مظاهر الانقياد والأخوة والتعاون لإرادة الله سبحانه وتعالى تحدياً للعولمة التي تدعو إلى الفردية ونبذ الآخر ، إلا أن هذا التعاون لا نلمسه عند المسلمين كافة وذلك لكون هذه العبادة غير مفروضة إلا على من استطاع إليها سبيلاً.

أما عبادة الصوم في رمضان فإنها تتميز بتنوع العبادة وشموليتها ، ويتجلى هذه التنوع بصيام الليل وقيام النهار والصدقة والتعاون وغير ذلك مما سيتم الحديث عنه لاحقاً إن شاء الله تعالى ، كما تتجلى الشمولية في قدرة هذا الشهر على توحيد المسلمين في أنحاء العالم كافة ، وتجديد ولائهم ، حتى العصاة منهم ، لله الواحد مثبتين بذلك عالمية الإسلام التي لا يمكن أن ينافسه فيها أية عقيدة أو فكر بشري مهما بلغت درجة رقيها وتقدمها .

من هنا جاءت خواطري هذه حول كيفية تحدي رمضان للعولمة .
ففي رمضان إثبات لحاكمية الله سبحانه وتعالى على العباد ، فالمسلم في هذا الشهر يجدد انتماءه لله الواحد القهار ، الحاكم بأمره ، السّان لكافة القوانين الدنيوية والأخروية ، المرتكزة على قاعدتي الطاعة والعبادة ، لقوله تعالى : ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون * ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون ) ، الذاريات : 56-57 ، والمبنية على حرية الاختيار التي لا تحرم المختار حقه في التمتع بالحياة الدنيوية مع تحمله لما يترتب على ذلك من ثواب وجزاء وذلك على القاعدة المستقاة من قوله تعالى : (لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي ) : البقرة : 256.

وهذا الأمر هو على نقيض حاكمية العولمة التي تفرض سيطرتها على الإنسان بالقوة والإكراه ، فارضة عليه طاعة قوانين وضعية لا تؤمن له أدنى مستويات العيش الكريم من جهة ، وتساعد غيره على إحكام سيطرته على موارده البشرية والمادية من جهة أخرى ، وذلك دون أي مقابل لهذه الطاعة اللّهم إلا مزيداً من الانكسار والذل والحرمان.

وفي رمضان أيضاً تحد كبير للعولمة الفكرية التي تبث أفكاراً غربية تروج لفكرة التمتع بالشهوات المادية والجسدية دون أية ضوابط أو تحمل للمسئولية ، مدّعين أن إطلاق العنان للشهوات يساعد على حصول الإنسان على حريته وسعادته ، في حين أن الصوم يثبت أن السعادة والحرية الحقيقيتين لا تكون بالتمتع بالشهوات بل في الترفع عنها ، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما قال : " ما ملأ ابن آدم وعاء شراً من بطن ، بحسب ابن آدم لقيمات يُقمن صلبه ، فإن كان لا محالة فثلث لطعامه ، و ثلث لشرابه ، وثلث لنَفَسه " ، رواه الترمذي .

لهذا جاءت أقوال بعض العلماء في الماضي والحاضر تؤكد على أن السعادة ليست في التمتع بالشهوات وإنما في ضبطها ووضعها الموضع الصحيح الذي لا يحط من إنسانية الإنسان ، فقد قال أحد علماء الإسلام: "إن السعادة كلها في أن يملك الرجل نفسه ، والشقاوة في أن تملكه نفسه " . وأكبر دليل معاصر على عدم وجود ترابط بين المادة والسعادة ما أشار إليه أحد علماء الغرب وهو " روبرت رايت الباحث في جامعة بنسلفانيا " من أنه لا تلازم بين مسار المال والرخاء المادي مع السعادة ،إذ تبين أن الدول الفقيرة أكثر سعادة من الدول الغنية التي تتمتع بكل أسباب الرفاه المادي.

وفي رمضان أيضاً تحد كبير للعولمة الاقتصادية التي تسعى لفرض نظام موحد قائم على الفردية ونبذ الآخر وإغراقه بالديون والضرائب التي تزيده تبعية وفقراً في الوقت نفسه الذي تزيده هو استغلالاً وغنى ، وهذا الكلام ينطبق مع الفكرة "الأساسية للرأسمالية التي تقوم على القول بأنه من لا يستطيع كسب قوته ينبغي أن يموت !!! وهناك أصوات في الغرب الاقتصادي تنادى بأن المليار من فقراء العالم الثالث ، كما يطلق على المجتمعات ذات الاقتصاد المتخلف ، زائدون عن الحاجة لذا يجب الخلاص منهم لأن البقاء هو للأقوى " .

لهذا جاء الصوم في هذا الشهر لينقد هذه النظرية وليثبت حق الفقير بمال الغني إن كان عن طريق الصدقة أو عن طريق الزكاة ، فقال تعالى : ( وفي أموالهم حق للسائل والمحروم ) ، الذاريات ، آية 19. وقال أيضاً : ( خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها ) ،التوبة ، 103.

هذا ويوضح رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه المسؤولية التي تقع على عاتق المؤمن بتوجيهه للمؤمن أن يتصدق بفضل ماله على أخيه ، فقال صلى الله عليه وسلم : " من كان معه فضل ظَهر فليَعُد به على من لا ظهر له ، ومن كان معه فضل من زاد ، فليعد به على من لا زاد له " رواه مسلم .

وإذا كان هذا الحكم عاماً في كل الأوقات فهو أشد رسوخاً في شهر رمضان حيث تكثر فيه الأحاديث التي تشجع على إفطار الصائم والتصدق على الفقراء والمساكين ، وقد ورد في السنة النبوية الشريفة عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت:" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم جواداً وكان أجود ما يكون في رمضان، وكان يأتيه جبريل فيتدارسان القرآن ، فلَرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة" ، رواه البخاري .

هذا من ناحية الصدقة وإطعام الفقير والسكين ، أما بالنسبة للزكاة فإن في قيام كثير من المسلمين بأداء فريضة الزكاة في مثل هذا الوقت من كل عام مساهمة في رفع الضيم عن الفقير وابن السبيل ومساهمة في إعمار وتنشيط بعض المرافق الضرورية من أجل رفع مستوى حياة المسلم وإشعاره بإنسانيته .

وفي رمضان أيضاً تحد آخر للعولمة الاجتماعية التي تسعى إلى عزل الإنسان عن أسرته ومجتمعه ، فيأتي الاجتماع العائلي على الطعام ليوحّد العائلة المفتتة من جديد ، وليظهر تمسك المسلم بنظامه الاجتماعي القائم على حب أفراد العائلة لبعضهم البعض ، وسعيهم لمرضاة رب العالمين وحده الذي حدد لهم أهدافهم في الحياة .

فإذا أخذنا المرأة التي هي ركن البيت المسلم نجدها في رمضان أكثر تحدياً لنظام العولمة الذي يحاول ان يفرض عليها مبادئه الداعية إلى رفض نظام الأسرة التقليدي القائم على القوامة والطاعة وما إلى ذلك من مفاهيم تسعى إلى تقويض بنى الأسرة ، فنجد المرأة في هذا الشهر مهما كان انشغالها تسعى إلى تأمين اللقمة الطيبة لعائلتها دون أي مبالاة بمن يجد في العمل المنزلي إنقاصاً لكرامتها .

وإذا أخذنا الزوج ورب الأسرة وجدنا في اجتماعه اليومي بأسرته وتركه العمل والجري وراء لقمة العيش تأكيداً على مبدأ المودة والرحمة التي تبنى عليها الأسرة المسلمة ، وينعكس هذا اللقاء اليومي لمدة شهر راحة واطمئناناً على أفراد الأسرة وخاصة الأولاد الذين قد يعانون من قلة هذه اللقاءات خلال السنة ، وصدق الشاعر حين قال :
ليس اليتيم من انتهى أبواه من همّ الحياة وخلفاه ذليلا
إن اليتيم هو الذي تلقى له أماً تخلّت أو أباً مشغولا

كما تأتي العلاقات الاجتماعية بين أفراد المسلمين وتزاورهم وتوادهم في رمضان ، لِيُثبت أهمية تماسك المسلمين فيما بينهم وتراصهم الذي حث عليه الإسلام، ويتجلى هذا الأمر في تصرفات المسلم المتنوعة ، والتي منها :
1- امتلاء المساجد ودور العبادات بالمسلمين من مختلف الأعمار والجنسيات مثبتين المساواة بين المسلمين كافة ، قال رسول الله عليه الصلاة والسلام : " الناس سواسية كأسنان المشط لا فرق بين عربي وأعجمي إلا بالتقوى " ، ومثبتين أيضاً تمسكهم بالجماعة التي بيّن فضائلها رسول الله عليه الصلاة والسلام بقوله : " ما من ثلاثة في قرية ولا بدو لا تقام فيهم الصلاة إلا قد استحوذ عليهم الشيطان . فعليكم بالجماعة ، فإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية " ، رواه أبو داود .
2- امتناع المسلم عن إيذاء أخيه المسلم أو الإساءة إليه ولو بالكلمة ، وقد جاء هذا النهي على لسان رسول الله عليه الصلاة والسلام الذي قال : " إذا كان أحدكم صائماً ، فلا يرفث ولا يجهل ، فإن امرؤ قاتله أو شاتمه فليقل : إني صائم " ، أخرجه مسلم .
3- مسارعة المؤمن إلى إدخال الفرح والسرور على قلوب الآخرين عبر أي عمل خيري تطوعي ، وإن كان عن طريق إطعام الضيف في رمضان ، كل ذلك بهدف اكتساب الثواب في الدنيا والآخرة ، قال عليه الصلاة والسلام مبيناّ فضل من فطّر صائماً : " من فطّر صائماً كان له مثل أجره ، غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئ "، رواه الترمذي .

هذا وقد بين الشهيد سيد قطب فرح الإنسان وسعادته بعطاء الآخرين بقوله : "بالتجربة عرفت أنه لا شيء في هذه الحياة يعدل ذلك الفرح الروحي الشفيف الذي نجده عندما نستطيع أن ندخل العزاء أو الفرح إلى نفوس الآخرين " .
هذا الفرح بالعطاء أثبته علماء الغرب ولكن الفرق بيننا وبينهم أنهم يحدّدون هذا العطاء بدولارات قليلة وذلك تخفيفاً لعقدة الذنب التي قد يمكن أن يشعروها تجاه الفقراء ، وقال " روبرت رايت " : إذا وجدت أنك لا تستطيع النعاس حزناً على حال عمال أُغلق مصنعهم في سري لانكا وأصبحوا بلا عمل نتيجة لبطء طفيف طرأ على العولمة ، هناك سبل يمكن اتباعها لتخفيف إحساسك بالانزعاج من ذلك ، ومن هذه السبل أن تتبرع ببعض النقود للمؤسسات الخيرية التي توزع الطعام والغذاء على الشرائح الأشد فقراُ في العالم ".

د. نهى قاطرجي


يتيم الشعر 15-11-2003 01:31 AM

النفحات الإلهية في العشر الأواخر
د. محمد موسى الشريف



نحن في شهر كثيرٌ خيره، عظيم بره، جزيلة ُ بركته، تعددت مدائحه في كتاب الله تعالى وفي أحاديث رسوله الكريم عليه أفضل الصلوات والتسليم، والشهر شهر القران والخير وشهر عودة الناس إلى ربهم في مظهر إيماني فريد، لا نظير له ولا مثيل.
وقد خص هذا الشهر العظيم بمزية ليست لغيره من الشهور وهي أيام عشرة مباركة هن العشر الأواخر التي يمن الله تعالى بها على عباده بالعتق من النار، وها نحن الآن في هذه الأيام المباركات فحق لنا أن نستغلها أحسن استغلال، وهذا عن طريق مايلي:

• الاعتكاف في أحد الحرمين أو في أي مسجد من المساجد إن لم يتيسر الاعتكاف في الحرمين، فالاعتكاف له أهمية كبرى في انجماع المرء على ربه والكف عن كثير من المشاغل التي لا تكاد تنتهي، فمتى اعتكف المرء انكف عن كثير من مشاغله، وهذا مشاهد معروف، فإن لم يتيسر للمرء الاعتكاف الكامل، فالمجاورة في أحد الحرمين أو المكث ساعات طويلة فيهما أو في أحد المساجد.

• أحياء الليل كله أو أكثره بالصلاة والذكر، فالنبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل العشر أيقظ أهله وأحيا ليله وشد المئزر، كناية عن عدم قربانه النساء صلى الله عليه وسلم وإحياء الليل فرصة كبيرة لمن كان مشغولاً في شئون حياته –وأكثر الناس كذلك- ولا يتمكن من قيام الليل، ولا يستطيعه، فلا أقل من يكثر الناس في العشر الأواخر القيام وأحياء الليل، والعجيب أن بعض الصالحين يكون في أحد الحرمين ثم لا يصلي مع الناس إلا ثماني ركعات مستنداً على بعض الأدلة وقد نسى أن الصحابة والسلف صلوا صلاة طويلة كثير عدد ركعاتها، وهم الصدر الأول الذين عرفوا الإسلام وطبقوا تعاليمه أحسن التطبيق فما كان ليخفى عليهم حال النبي صلى الله عليه وسلم ولا تأويل أحاديثه الشريفة وحملها على أقرب المحامل وأحسن التأويلات.

• ولا ينسى أن في العشر الأواخر ليلة هي أعظم ليالي العام على الإطلاق وهي ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، بمعنى أن لو عبد المرء ربه 84 سنة مجداً مواصلاً فإصابة ليلة القدر خير من عبادة تلك السنوات الطوال، فما أعظم هذا الفضل الإلهي الذي من حرمه حُرم خيراً كثيراً، والمفرط فيه فد فرط في شيءٍ عظيم، وقد اتفقت كلمة أكثر علماء المسلمين أن هذه الليلة في الوتر من العشر الأواخر، وبعض العلماء يذهب إلى أنها في ليلة السابع والعشرين، وقد كان أبي بن كعب رضي الله عنه يقسم أنها ليلة السابع والعشرين كما في صحيح مسلم.

• الأكثار من قراءة القران وتدبره وتفهمه، والإكثار من ذكر الله تبارك وتعالى، فهذه الإيام محل ذلك ولا شك.

• والعجب أنه مع هذا الفضل العظيم والأجر الكريم يعمد لناس إلى قضاء إجازتهم التي توافق العشر الأواخر في الخارج فيُحرمون من خير كثير، وليت شعري ما الذي سيصنعونه في الخارج إلا قضاء الأوقات في النزه والترويح في وقت ليس للترويح فيه نصيب بل هو خالص للعبادة والنسك فلله كم يفوتهم بسبب سوء تصرفهم وضعف رأيهم في صنيعهم، فالعاقل من وجه قدراته و أوقاته للاستفادة القصوى من أيام السعد هذه.

• ولا ينبغي أن ننسى في هذه العشر أن لنا إخواناً في خنادق الجهاد والعدو قد أحاط بهم وتربص، ونزلت بهم نوازل عظيمة، فلا ينبغي أن ننساهم ولو بدعاء خالص صادر من قلب مقبل على الله تعالى، وصدقة نكون نحن أول من يغنم أجرها، ولا ننسى كذلك الفقراء والمساكين خاصة وأن العيد مقبل عليهم.

أسأل الله تعالى التوفيق في هذه العشر، وحسن استغلال الأوقات، والتجاوز عن السيئات، وإقالة العثرات، إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصل اللهم وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين.
المصدر : شبكة الأحــرار


Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.