أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية

أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com/index.php)
-   الخيمة الإسلامية (http://hewar.khayma.com/forumdisplay.php?f=8)
-   -   غزواته وبعوثه ( صلى الله عليه وسلم ) (http://hewar.khayma.com/showthread.php?t=40549)

الوافـــــي 06-08-2004 06:07 PM

غزواته وبعوثه ( صلى الله عليه وسلم )
 
من كتاب
الفصول في اختصار سيرة الرسول
صلى الله عليه وسلم

لمؤلفه / أبو الفداء إسماعيل بن كثير

عدد غزاوته وبعوثه ( صلى الله عليه وسلم )
** أما غزواته فروى مسلم من حديث عبدالله بن بريدة بن الحصيب الأسلمي عن أبيه قال غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم تسع عشرة غزوة قاتل في ثمان منهن وعن زيد بن أرقم قال غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم تسع عشرة غزوة كنت معه في سبع عشرة وأما محمد بن إسحاق فقال كانت غزواته التي خرج فيها بنفسه سبعا
** وكانت بعوثه وسراياه ثمانيا وثلاثين وزاد ابن هشام في البعوث على ابن اسحاق والله اعلم

.. يتبع ..

الوافـــــي 06-08-2004 06:19 PM

غزوة أحـــد

وهذا مشتمل على غزوة أحد ( مختصرا )
وهي وقعة امتحن الله عز وجل فيها عباده المؤمنين واختبرهم وميز فيها بين المؤمنين والمنافقين وذلك أن قريشا حين قتل الله سراتهم ببدر وأصيبوا بمصيبة لم تكن لهم في حساب ورأس فيهم أبو سفيان بن حرب لعدم وجود أكابرهم وجاء الى أطراف المدينة في غزوة السويق ولم ينل ما في نفسه فشرع يجمع قريشا ويؤلب على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى المسلمين فجمع قريبا من ثلاثة آلاف من قريش والحلفاء والأحابيش وجاؤوا بنسائهم لئلا يفروا ثم أقبل بهم نحو المدينة فنزل قريبا من جبل احد بمكان يقال له عينين وذلك في شوال من السنة الثالثة .
واستشار رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه بالخروج اليهم أم يمكث في المدينة فبادر جماعة من فضلاء الصحابة ممن فاته الخروج يوم بدر الى الاشارة بالخروج اليهم وألحو عليه صلى الله عليه وسلم في ذلك وأشار عبدالله بن أبي سلول بالمقام بالمدينة وتابعه على ذلك بعض الصحابة فألح أولئلك على رسول الله صلى الله عليه وسلم فنهض ودخل بيته ولبس لأمته وخرج عليهم وقد أنثنى عزم أولئك فقالوا يا رسول الله إن أحببت أن تمكث في المدينة فافعل فقال ما ينبغي لنبي إذا لبس لأمته أن يضعها حتى يقاتل .
وأتي عليه الصلاة والسلام برجل من بني النجار وذلك يوم الجمعة واستخلف على المدينة ابن ام مكتوم وخرج الى أحد في ألف فلما كان ببعض الطريق انخذل عبدالله بن أبي في نحو ثلاثمائة الى المدينة فاتبعهم عبدالله بن عمرو بن حرام والد جابر رضي الله عنهما يوبخهم ويحضهم على الرجوع فقالوا لو نعلم أنكم تقاتلون لم نرجع فلما أبوا عليه رجع عنهم وسبهم
واستقل رسول الله صلى الله عليه وسلم بمن بقي معه حتى نزل شعب أحد في عدوة الوادي الى الجبل فجعل ظهره الى أحد ونهى الناس عن القتال حتى يأمرهم فلما أصبح تعبأ عليه الصلاة والسلام للقتال في أصحابه وكان فيهم خمسون فارسا
واستعمل على الرماة وكانوا خمسين عبدالله بن جبير الاوسي وأمره وأصحابه أن لا يتغيروا من مكانهم وأن يحفظوا ظهور المسلمين أن يؤتوا من خلفهم
وظاهر صلى الله عليه وسلم بين درعين وأعطى اللواء مصعب بن عمير أخا بني عبدالدار وجعل على إحدى المجنبتين الزبير بن العوام وعلى المجنبة الأخرى المنذر بن عمرو المعنق ليموت
واستعرض الشباب يومئذ فأجاز بعضهم ورد آخرين فكان ممن أجاز سمرة ابن جندب ورافع بن خديج ولهما خمس عشرة سنة وكان ممن رد يومئذ أسامة بن زيد بن حارثة وأسيد بن ظهير والبراء بن عازب وزيد بن أرقم وزيد بن ثابت وعبدالله بن عمر وعرابة بن أوس وعمرو بن حزام ثم أجازهم يوم الخندق
وتعبأت قريش أيضا وهم في ثلاثة آلاف فيهم مائتا فارس فجعلوا على ميمنتهم خالد بن الوليد وعلى الميسرة عكرمة بن عمرو وكان أول من بدر من المشركين أبو عامر الفاسق واسمه عبد عمرو بن صيفي وكان يسمى الراهب فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم الفاسق وكان رأس الأوس في الجاهلية وكان مترهبا فلما جاء الاسلام خذل فلم يدخل فيه وجاهر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالعداوة فدعا عليه صلى الله عليه وسلم فخرج من المدينة وذهب الى قريش يؤلبهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه من الحنق ووعد المشركين أنه يستميل لهم قومه من الأوس يوم اللقاء حتى يرجعوا إليه فلما أقبل في عبدان أهل مكة والأحابيش تعرف الى قومه فقالوا له لا أنعم الله لك عينا يا فاسق فقال لقد أصاب قومي بعدي شر
ثم قاتل المسلمين قتالا شديدا وكان شعار أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ أمت امت وابلى يومئذ أبو دجانة سماك بن خرشة وحمزة عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وكذا علي بن أبي طالب وجماعة من الأنصار منهم النضر بن أنس وسعد بن الربيع رضي الله عنهم أجمعين
وكانت الدُّولة أول النهار للمسلمين على الكفار فانهزموا راجعين حتى وصلوا الى نسائهم فلما رأى ذلك أصحاب بن قمئة وعتبة بن أبي وقاص وقيل إن عبدالله بن شهاب الزهري أبا جد محمد بن مسلم بن شهاب هو الذي شجه صلى الله عليه وسلم وقتل مصعب بن عمير رضي عنه بين يديه فدفع صلى الله عليه وسلم اللواء الى علي بن أبي طالب رضي الله عنه ونشبت حلقتان من حلق المغفر في وجهه صلى الله عليه وسلم فانتزعهما أبو عبيدة بن الجراح رضي الله عنه وعض عليهما حتى سقطت ثنيتاه فكان الهتم يزينه وامتص مالك بن سنان والد أبي سعيد الخدري الدم من جرحه صلى الله عليه وسلم

.. يتبع ..

الوافـــــي 06-08-2004 06:21 PM

تابع غزوة أحــــد

وأدرك المشركون النبي صلى الله عليه وسلم فحال دونه نفر من المسلمين نحو من عشرة فقتلوا ثم جالدهم طلحة حتى أجهضهم عنه صلى الله عليه وسلم وترس ابودجانة سماك بن خرشة عليه صلى الله عليه وسلم بظهره والنبل يقع فيه وهو لا يتحرك رضي الله عنه
ورمى سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه يومئذ رميا منكئا فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ارم فداك أبي وأمي
وأصيبت يومئذ عين قتادة بن النعمان الظفري فأتى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فردها عليه الصلاة والسلام بيده الكريمة فكانت اصح عينيه وأحسنهما
وصرخ الشيطان لعنه الله بأعلى صوته إن محمدا قد قتل ووقع ذلك في قلوب كثير من المسلمين وتولى أكثرهم وكان أمر الله ومر أنس بن النضر بقوم من المسلمين قد ألقوا بأيديهم ما تنتظرون فقالوا قتل الرسول صلى الله عليه وسلم فقال ما تصنعون في الحياة بعده قوموا فموتوا على ما مات عليه ثم استقبل الناس ولقي سعد بن معاذ فقال يا سعد والله إني لاجد ريح الجنة من قبل أحد فقاتل حتى قتل رضي الله عنه ووجدت به سبعون ضربة
وجرح يومئذ عبدالرحمن بن عوف نحوا من عشرين جراحة بعضها في رجله فعرج منها حتى مات رضي الله عنه
وأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم نحو المسلمين فكان اول من عرفه تحت المغفر كعب بن مالك رضي الله عنه فصاح بأعلى صوته يا معشر المسلمين أبشروا هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأشار إليه صلى الله عليه وسلم أن أسكت واجتمع إليه المسلمون ونهضوا معه الى الشعب الذي نزل فيه فيهم أبو بكر وعمر وعلي والحارث بن الصمة الأنصاري وغيرهم فلما اسندوا في الجبل أدركه أبي بن خلف على جواد يقال له العود ثم زعم الخبيث أنه يقتل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما اقترب تناول رسول الله صلى الله عليه وسلم الحربة من الحارث بن الصمة فطعنه بها فجاءت في ترقوته ويكر عدو الله منهزما فقال له المشركون والله ما بك من بأس فقال والله لو كان ما بي بأهل ذي المجاز لماتوا أجمعون إنه قال إنه قاتلي ولم يزل به ذلك حتى مات بسرف مرجعه الى مكة لعنه الله
وجاء علي رضي الله عنه الى رسول الله صلى الله عليه وسلم بماء يغسل عنه الدم فوجده آجنا فرده وأراد صلى الله عليه وسلم أن يعلو صخرة هناك فلم يستطيع لما به صلى الله عليه وسلم ولأنه ظاهر يومئذ بين درعين فجلس طلحة تحت حتى صعد وحانت الصلاة فصلى جالسا
ثم مال المشركون الى رحالهم ثم استقبلوا طريق مكة منصرفين اليها وكان هذا كله يوم السبت واستشهد يومئذ من المسلمين نحو السبعين منهم حمزة عم رسول الله صلى الله عليه وسلم قتله وحشي مولى بني نوفل وأعتق لذلك وقد أسلم بعد ذلك وكان أحد قتلة مسيلمة الكذاب لعنه الله وعبدالله بن جحش حليف بني أمية ومصعب بن عمير وعثمان بن عثمان وهو شماس بن عثمان المخزومي سمي بشماس لحسن وجهه فهؤلاء أربعة من المهاجرين والباقون من الأنصار رضي الله عنهم جميعهم فدفنهم في دمائهم وكلومهم ولم يصل عليهم يومئذ عبدالله بن جبير قالوا يا قوم الغنيمة فذكرهم عبدالله بن جبير تقديم رسول الله صلى الله عليه وسلم اليه في ذلك فظنوا أن ليس للمشركين رجعة وأنهم لا تقوم لهم قائمة بعد ذلك فذهبوا في طلب الغنيمة وكر الفرسان من المشركين فوجدوا تلك الفرجة قد خلت من الرماة فجازوها وتمكنوا وأقبل آخرهم فكان ما أراد الله تعالى كونه فاستشهد من أكرمهم الله بالشهادة من المؤمنين فقتل جماعة من أفاضل الصحابة وتولى أكثرهم
وخلص المشركون الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فجرح في وجهه الكريم وكسرت رباعيته اليمنى السفلى بحجر وهمشت البيضة على رأسه المقدس ورشقه المشركون بالحجارة حتى وقع لشقه وسقط في حفرة من الحفر التي كان أبو عامر الفاسق حفرها يكيد بها المسلمين فأخذ علي بيده واحتضنه طلحة بن عبيد الله
وكان الذي تولى أذى رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرو وفر يومئذ من المسلمين جماعة من الأعيان منهم عثمان بن عفان رضي الله عنه وقد نص الله سبحانه على العفو عنهم فقال عز وجل ( إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا ولقد عفا الله عنهم إن الله غفور حليم ) .
وقتل يومئذ من المشركين اثنان وعشرون وقد ذكر سبحانه هذه الوقعة في سورة آل عمران حيث يقول ( وإذ غدوت من أهلك تبوئ المؤمنين مقاعد للقتال والله سميع عليم ) الآيات

.. يتبع ..

الوافـــــي 07-08-2004 05:39 AM

غزوة الأبـــــواء

كانت غزوة الأبواء أول عزاة غزاها رسول الله صلى الله عليه وسلم
وكانت في صفر سنة اثنتين من الهجرة خرج بنفسه صلى الله عليه وسلم حتى بلغ ودان فوداع بني ضمرة بن بكر بن عبد مناة بن كنانة مع سيدهم مخشي بن عمرو ثم كر راجعا الى المدينة ولم يلق حربا وكان استخلف عليها سعد بن عبادة رضي الله عنه ،
ثم بعث عمه حمزة رضي الله عنه في ثلاثين راكبا من المهاجرين ليس فيهم أنصاري الى سيف البحر فالتقى بأبي جهل بن هشام وركب معه زهاء ثلاثمائة فحال بينهم مجدي بن عمر والجهني لأنه كان موادعا للفريقين
وبعث عبيدة بن الحارث بن المطلب في ربيع الآخر في ستين أو ثمانين راكبا من المهاجرين ايضا الى ماء بالحجاز بأسفل ثنية المرة فلقوا جمعا عظيما من قريش عليهم عكرمة بن أبي جهل وقيل بل كان عليهم مكرز بن حفص فلم يكن بينهم قتال إلا أن سعد بن أبي وقاص رشق المشركين يومئذ بسهم فكان أول سهم رمي به في سبيل الله
وفر يومئذ من الكفار إلى المسلمين المقداد بن عمرو الكندي وعتبة بن عزوان رضي الله عنهما فكان هذان البعثان اول راية عقدها رسول الله صلى الله عليه وسلم
ولكن اختلف في أيهما كان أول
وقيل إنهما كانا في السنة الأولى من الهجرة
وهو قول ابن جرير الطبري
والله تعالى أعلم

.. يتبع ..

الوافـــــي 09-08-2004 07:58 AM

غزوة الحديبية

لما كان ذو القعدة من السنة السادسة خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم معتمرا في ألف ونيف وقيل وخمسمائة وقيل وأربعمائة وقيل وثلاثمائة وقيل غير ذلك فأما من زعم أنه إنما خرج في سبعمائة فقط غلط
فلما علم المشركون بذلك جمعوا احابيشهم وخرجوا من مكة صادين له عن الاعتمار هذا العام وقدموا على خيل لهم خالد بن الوليد الى كراع الغميم وخالفه صلى الله عليه وسلم في الطريق
فانتهى صلى الله عليه وسلم الى الحديبية وتراسل هو والمشركون حتى جاء سهيل بن عمرو فصالحه على أن يرجع عنهم عامهم هذا وأن يعتمر من العام المقبل فأجابه صلى الله عليه وسلم الى ما سأل لما جعل الله عز وجل في ذلك من المصلحة والبركة وكره ذلك جماعة من الصحابة رضي الله عنهم منهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه وراجع أبا بكر الصديق في ذلك ثم راجع النبي صلى الله عليه وسلم فكان جوابه صلى الله عليه وسلم كما أجابه الصديق رضي الله عنه وهو أنه عبدالله ورسوله وليس يضيعه وهو ناصره وقد استقصى البخاري هذا الحديث في صحيحه فقاضاه سهيل بن عمرو على أن يرجع عنهم عامه هذا وأن يعتمر من العام المقبل على أن لا يدخل مكة إلا في جلبان السلاح وأن لا يقيم عندهم أكثر من ثلاثة أيام وعلى أن يأمن بينهم وبينه عشر سنين فكانت هذه الهدنة من أكبر الفتوحات للمسلمين كما قال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه وعلى أنه من شاء دخل في عقد رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن شاء دخل في عقد قريش وعلى أنه لا يأتيه احد منهم وإن كان مسلما إلا رده إليهم وإن ذهب أحد من المسلمين إليهم لا يردونه إليه فأقر الله سبحانه ذلك كله إلا ما استثنى من المهاجرات المؤمنات من النساء فإنه نهاهم عن ردهن الى الكفار وحرمهن على الكفار يومئذ وهذا أمر عزيز ما يقع في الأصول وهو تخصيص السنة بالقرآن ومنهم من عده نسخا كمذهب أبي حنيفة وبعض الأصوليين وليس هو الذي عليه أكثر المتأخرين والنزاع في ذلك قريب إذ يرجع حاصله الى مناقشة في اللفظ
وقد كان صلى الله عليه وسلم قبل وقوع هذا الصلح بعث عثمان بن عفان رضي الله عنه الى أهل مكة يعلمهم أنه لم يجئ لقتال أحد وإنما جاء معتمرا فكان من سيادة عثمان رضي الله عنه أنه عرض عليه المشركون الطواف بالبيت فأبى عليهم وقال لا أطوف بها قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يرجع عثمان رضي الله حتى بلغه صلى الله عليه وسلم انه قد قتل عثمان فحمي لذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم دعا أصحابه الى البيعة على القتال فبايعوه تحت الشجرة هناك وكانت سمرة وكان عدة من بايعه هناك جملة من قدمنا أنه خرج معه الى الحديبية الا الجد بن قيس فإنه كان قد استتر ببعير له نفاقا منه وخذلانا وإلا أبا سريحة حذيفة بن أسيد فإنه شهد الحديبية وقيل إنه لم يبايع وقيل بل بايع وكان أول من بايع يومئذ أبو سنان وهب بن محصن أخو عكاشة بن محسن وقيل ابنه سنان بن أبي سنان وبايع سلمة بن الأكوع رضي الله عنه يومئذ ثلاث مرات بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم له بذلك كما رواه مسلم عنه
ووضع صلى الله عليه وسلم إحدى يديه عن نفسه الكريمة ثم قال وهذه عن عثمان رضي الله عنه فكان ذلك أجل من شهوده تلك البيعة
وأنزل الله عزوجل في ذلك لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك
وقال صلى الله عليه وسلم لا يدخل ممن بايع تحت الشجرة النار فهذه هي بيعة الرضوان
ولما فرغ النبي صلى الله عليه وسلم من مقاضاة المشركين كما قدمنا شرع في التحلل من عمرته وأمر الناس بذلك فشق عليهم وتوقفوا رجاء نسخه فغضب النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك فدخل على أم سلمة فقال لها ذلك فقالت أخرج أنت يا رسول الله فاذبح هديك واحلق رأسك والناس يتبعونك يا رسول الله فخرج ففعل ذلك فبادر الناس الى موافقته فحلقوا كلهم الا عثمان بن عفان وأبا قتادة الحارث بن ربعي فإنهما قصرا ذكره السهيلي في الروض الأنف
وكاد بعضهم يقتل بعضا غما لأنهم يرون المشركين قد ألزموهم بشروط كما أحبوا وأجابهم صلى الله عليه وسلم إليها وهذا من فرط شجاعتهم رضي الله عنهم وحرصهم على نصر الإسلام ولكن الله عزوجل بحقائق الأمور ومصالحها منهم
ولهذا لما انصرف صلى الله عليه وسلم راجعا الى المدينة أنزل الله عز وجل عليه سورة فتح مكة بكمالها في ذلك
وقال عبدالله بن مسعود إنكم تعدون الفتح فتح مكة وإنما كنا نعده فتح الحديبية وصدق رضي الله عنه فإن الله سبحانه وتعالى جعل هذه هي السبب في فتح مكة
كما سنذكره بعد إن شاء الله تعالى

.. يتبع ..

الوافـــــي 16-08-2004 03:26 AM

غزوة السويق

لما رجع أبو سفيان الى مكة وأوقع الله في أصحابه ببدر وبإبنه
نذر أبو سفيان الأ يمسّ رأسه بماء حتى يغزو رسول الله صلى الله عليه وسلم
فخرج في مائتي راكب
فنزل طرف العريض ، وبات ليلة واحدة في بني النضير عند ( سلام بن مشكم )
فسقاه ونطق له من خبر الناس ثم أصبح في اصحابه
وأمر بقطع أصوارا من النخل
وقتل رجلا من الأنصار وحليفا له .. ثم كرَّ راجعا
ونذر به رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج في طلبه والمسلمون
فبلغ قرقرة الكدر وفاته أبوسفيان والمشركون وألقوا شيئا كثيرا من أزوادهم من السويق فسميت غزوة السويق
وكانت في ذي الحجة من السنة الثانية للهجرة
ثم رجع صلى الله عليه وسلم الى المدينة
وقد كان استخلف عليها أبا لبابة

.. يتبع ..

muslima04 17-08-2004 08:30 AM

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته،

جزاك الله خيرا

الوافـــــي 17-08-2004 04:00 PM

أختي الكريمة / muslima04

شكرا لمرورك من هنا .. :)
وجزاك الله خيرا على طيب دعواتك

تحياتي

:)


الوافـــــي 17-08-2004 04:19 PM

غزوة الطائف

رئيس هوزان هو ( مالك بن عوف النصري ) حين انهزم جيشه دخل مع ثقيف حصن الطائف
ورجع صلى الله عليه وسلم من حنين فلم يدخل مكة حتى أتى الطائف فحاصرهم فقيل بضع وعشرون ليلة وقيل بضع عشرة ليلة
قال ابن حزم وهو الصحيح لا شك قلت ما أدري من اين صحح هذا بل كأنه أخذه من قوله صلى الله عليه وسلم لهوزان حين أتوه مسلمين بعد ذلك لقد كنت أستأنيت بكم عشرين ليلة
وفي الصحيح عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال فحاصرناهم أربعين يوما - يعني ثقيفا- فاستعصوا وتمنعوا وقتلوا جماعة من المسلمين بالنبل وغيره
وقد خرب صلى الله علي وسلم كثيرا من أموالهم الظاهرة وقطع أعنابهم ولم ينل كبير شيء فرجع عنهم فأتى الجعرانة فأتاه وفد هوزان هنالك مسلمين وذلك قبل أن يقسم الغنائم فخيرهم صلى الله عليه وسلم بين ذراريهم وبين أموالهم فاختاروا الذرية
فقال صلى الله عليه وسلم أما ما كان لي ولبني المطلب فهو لكم قال المهاجرون والأنصار وما كان لنا فهو لرسول الله صلى الله عليه وسلم وامتنع الأقرع بن حابس وعيينة بن حصن وقومهما حتى أرضاهما وعوضهما صلى الله عليه وسلم
وأراد العباس بن مرداس السلمي أن يفعل كفعلهما فلم توافقه بنو سليم بل طيبوا ما كان لهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم فردت الذرية على هوزان وكانوا ستة آلاف فيهم الشيماء ينت الحارث بن عبد العزى من بني سعد ابن بكر بن هوزان وهي أخت رسول الله صلى الله عليه وسلم من الرضاعة فأكرمها وأعطاها ورجعت إلى بلادها مختارة لذلك
وقيل كانت هوزان متوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم برضاعتهم إياه ثم قسم صلى الله عليه وسلم بقيته على المسلمين وتألف جماعة من سادات قريش وغيرهم فجعل يعطي الرجل المائة بعير والخمسين ونحو ذلك
وفي صحيح مسلم عن الزهري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطى يومئذ صفوان بن أمية ثلاثمائة من الإبل وعتب بعض الأنصار فبلغه فخطبهم وحدهم وامتن عليهم بما أكرمهم الله من الإيمان به وبما أغناهم الله به بعد فقرهم وألف بينهم بعد العدواة التامة فرضوا وطابت أنفسهم رضي الله عنهم وأرضاهم
وطعن ذو الخويصرة التميمي واسمه حرقوص فيما قيل على النبي صلى الله عليه وسلم في قسمته وصفح عنه صلى الله عليه وسلم وحلم بعد ما قال له بعض الأمراء ألا نضرب عنقه فقال لا ثم قال إنه سيخرج من ضئضئ هذا قوم يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم فأينما لقيتموهم فاقتلوهم فإن في قتلهم أجرا لم قتلهم
واستعمل صلى الله عليه وسلم مالك بن عوف النصري على من أسلم من قومه وكان قد أسلم وحسن إسلامه
وامتدح رسول الله صلى الله عليه وسلم في قصيدة ذكها ابن إسحاق
واعتمر صلى الله عليه وسلم من الجعرانة
ودخل مكة فلما قضى عمرته ارتحل إلى المدينة
وأقام للناس الحج عامئذ عتاب بن أسيد رضي الله عنه فكان أول من حج بالناس من أمراء المسلمين

.. يتبع ..

الوافـــــي 22-08-2004 05:41 AM

غزوة العشيرة

غزوة العشيرة ويقال بالسين المهملة ويقال العشيراء
حيث خرج بنفسه صلى الله عليه وسلم في أثناء جمادى الأولى حتى بلغها
وهي مكان ببطن ينبع
وأقام هناك بقية الشهر وليالي من جمادى الآخرة
ثم رجع ولم يلق كيدا .
وكان استخلف على المدينة أبا سلمة بن عبد الأسد
وفي صحيح مسلم من حديث أبي إسحاق السبيعي قال قلت لزيد بن أرقم كم غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( تسع عشرة غزوة أولها العشيرة أو العشيراء )

.. يتبع ..

الوافـــــي 27-08-2004 07:28 AM

غزوة بحران

خرج صلى الله عليه وسلم في ربيع الآخر يريد قريشا
واستخلف ابن ام مكتوم فبلغ بحران معدنا في الحجاز ثم رجع ولم يلق حربا

غزوة بني قينقاع

نقض بنو قينقاع أحد طوائف اليهود بالمدينة العهد وكانوا تجارا وصاغة وكانوا نحو السبعمائة مقاتل فخرج النبي صلى الله عليه وسلم لحصارهم واستخلف على المدينة بشير بن عبد المنذر
فحاصرهم صلى الله عليه وسلم خمس عشرة ليلة ونزلوا على حكمه صلى الله عليه وسلم فشفع فيهم عبدالله بن أبي بن سلول لأنهم كانوا حلفاء الخزرج وهو سيد الخزرج فشفعه فيهم بعد ما ألح على رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانوا في طرف المدينة
قتل كعب بن الأشرف وأما كعب بن الأشرف اليهودي فانه كان رجلا من طيء وكانت امه من بني النضير وكان يؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين ويشبب في اشعاره بنساء المؤمنين وذهب بعد وقعة بدر الى مكة وألب على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى المؤمنين فندب رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلمين الى قتله فقال من لي بكعب بن الأشرف فإنه قد آذى الله ورسوله
فانتدب رجال من الأنصار ثم من الأوس وهم محمد بن مسلمة وعباد بن بشر بن وقش وأبو نائلة واسمه سلكان بن سلامة بن وقش وكان أخا كعب بن الأشرف من الرضاعة والحارث بن أوس بن معاذ وأبو عبس بن جبر
وأذن لهم صلى الله عليه وسلم أن يقولوا ما شاؤوا من كلام يخدعونه به وليس عليهم فيه جناح
فذهبوا اليه واستنزلوه من أطمه ليلا وتقدموا إليه بكلام موهم التعريض برسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمأن اليهم فلما استمكنوا منه قتلوه - لعنه الله - وجاؤوا في آخر الليل وكانت ليلة مقمرة فانتهوا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو قائم يصلي فلما انصرف دعا لهم
وكان الحارث بن أوس قد جرح ببعض سيوف أصحابه فتفل عليه الصلاة والسلام على جرحه فبرأ من وقته ثم أصبح اليهود يتكلمون في قتله
فأذن صلى الله عليه وسلم في قتل اليهود

.. يتبع ..

الوافـــــي 29-10-2004 02:55 PM

غزوة بدر الأولى

ثم خرج بعدها بنحو من عشرة أيام الى بدر الأولى وذلك أن كرز بن جابر الفهري أغار على سرح المدينة فطلبه فبلغ واديا يقال له سفوان في ناحية بدر ففاته كرز وقد كان قد استخلف على المدينة زيد بن حارثة رضي الله عنه وبعث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه في طلب كرز بن جابر فيما قيل والله أعلم وقيل بل بعثه لغير ذلك بعث عبدالله بن جحش ثم بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عبدالله بن جحش بن رئاب الأسدي وثمانية من المهاجرين وكتب له كتابا وأمره ألا ينظر فيه حتى يسير يومين ثم ينظر فيه ولايكره أحدا من أصحابه ففعل ولما فتح الكتاب وجد فيه إذا نظرت في كتابي هذا فامض حتى تنزل نخلة بين مكة والطائف وترصد بها قريشا وتعلم لنا من أخبارهم فقال سمعا وطاعة وأخبر اصحابه بذلك وبأنه لا يستكرههم فمن أحب الشهادة فلينهض ومن كره الموت فليرجع وأما هو فناهض فنهضوا كلهم فلما كان في أثناء الطريق أضل سعد بن أبي وقاص وعتبة بن غزوان بعيرا لهما كانا يعتقبانه فتخلفا في طلبه وتقدم عبدالله بن جحش حتى نزل بنخلة فمرت به عير لقريش تحمل زبيبا وأدما وتجارة فيها عمرو بن الحضرمي وعثمان ونوفل ابنا عبدالله بن المغيرة والحكم بن كيسان مولى بني المغيرة فتشاور المسلمون وقالوا نحن في آخر يوم من رجب الشهر الحرام فإن قاتلناهم انتهكنا الشهر الحرام وإن تركناهم الليلة دخلوا الحرم ثم اتفقوا على ملاقاتهم فرمى أحدهم عمرو بن الحضرمي فقتله وأسروا عثمان والحكم وأفلت نوفل ثم قدموا بالعير والأسيرين قد عزلوا من ذلك الخمس فكانت أول غنمية في الإسلام وأول خمس في الإسلام وأول قتيل في الإسلام وأول أسير في الاسلام إلا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنكر عليهم ما فعلوه وقد كانوا رضي الله عنهم مجتهدين فيما صنعوا واشتد تعنت قريش وإنكارهم ذلك وقالوا محمد قد أحل الشهر الحرام فأنزل الله عزوجل في ذلك يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير وصد عن سبيل الله وكفر به والمسجد الحرام وإخراج أهله منه أكبر عند الله يقول سبحانه هذا الذي وقع وإن كان خطأ لأن القتال في الشهر الحرام كبير عند الله إلا أن ما أنتم عليه أيها المشركون من الصد عن سبيل الله والكفر به وبالمسجد الحرام وأخراج محمد وأصحابه الذين هم أهل المسجد الحرام في الحقيقة أكبر عند الله من القتال في الشهر الحرام ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل الخمس من تلك الغنيمة وأخذ الفداء من ذينك الأسيرين

غزوة بدر الصغرى

وقد كان أبو سفيان يوم أحد عند منصرفه نادى موعدكم وإيانا بدر العام المقبل فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض أصحابه أن يجيب بنعم فلما كان شعبان في هذه السنة نهض رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أتى بدرا للموعد واستخلف على المدينة عبد الله ابن عبد الله بن أبي فأقام هناك ثماني ليال ثم رجع ولم يلق كيدا وذلك أن أبا سفيان خرج بقريش فلما كان ببعض الطريق بدا لهم الرجوع لأجل جدب سنتهم فرجعوا وهذه الغزوة تسمى بدرا الثالثة وبدر الموعد

.. يتبع ..

الوافـــــي 29-10-2004 02:57 PM

غزوة بدر الكبرى

نذكر فيه ملخص وقعة بدر الثانية وهي الوقعة العظيمة التي فرق الله فيها بين الحق والباطل وأعز الإسلام ودمغ الكفر وأهله وذلك أنه لما كان في رمضان من هذه السنة الثانية بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن عيرا مقبلة من الشام صحبة أبي سفيان صخر بن حرب في ثلاثين أو أربعين رجلا من قريش وهي عير عظيمة تحمل أموالا جزيلة لقريش فندب صلى الله عليه وسلم الناس للخروج إليها وأمر من كان ظهره حاضرا بالنهوض ولم يحتفل لها إحتفالا كثيرا إلا أنه خرج في ثلاثمائة وبضعة عشر رجلا لثمان خلون من رمضان واستخلف على المدينة وعلى الصلاة ابن ام مكتوم فلما كان بالروحاء رد أبا لبابة واستعمله على المدينة ولم يكن معه من الخيل سوى فرس الزبير وفرس المقداد بن الأسود الكندي ومن الإبل سبعون بعيرا يعتقب الرجلان والثلاثة فأكثر على البعير الواحد ورسول الله صلى الله عليه وسلم وعلي مرثد بن أبي مرثد الغنوي يعتقبون بعيرا وزيد بن حارثة وأبو كبشة وأنسة موالي رسول الله صلى الله عليه وسلم وحمزة يعتقبون جملا وأبو بكر وعمر وعبدالرحمن ابن عوف على جمل آخر وهلم جرا ودفع صلى الله عليه وسلم اللواء الى مصعب بن عمير والراية الواحدة الى علي بن أبي طالب والراية الأخرى الى رجل من الأنصار وكانت راية الأنصار بيد سعد بن معاذ وجعل على الساقة قيس بن أبي صعصعة وسار صلى الله عليه وسلم فلما قرب من الصفراء بعث بسبس بن عمرو الجهني وهو حليف بني ساعدة وعدي بن أبي الزعباء الجهني حليف بني النجار الى بدر يتحسسان أخبار العير وأما أبو سفيان فإنه بلغه مخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وقصده إياه فاستأجر ضمضم ابن عمرو الغفاري مستصرخا لقريش بالنفير الى عيرهم ليمنعوه من محمد وأصحابه وبلغ الصريخ أهل مكة فنهضوا مسرعين وأوعبوا في الخروج ولم يتخلف من اشرافهم أحد سوى أبي لهب فإنه عوض عنه رجلا كان له عليه دين وحشدوا ممن حولهم من قبائل العرب ولم يتخلف عنهم أحد من بطون قريش إلا بني عدي فلم يخرج معهم منهم أحد وخرجوا من ديارهم كما قال الله عزوجل بطرا ورئاء الناس ويصدون عن سبيل الله وأقبلوا في تحامل وحنق عظيم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه لما يريدون من أخذ عيرهم وقد أصابوا بالامس عمرو بن الحضرمي والعير التي كانت معه فجمعهم الله على غير ميعاد لما أراد في ذلك من الحكمة كما قال تعالى ولو تواعدتم لا ختلفتم في الميعاد ولكن ليقضي الله أمرا كان مفعولا الآية ولما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم خروج قريش استشار أصحابه فتكلم كثير من المهاجرين فأحسنوا ثم استشارهم وهو يريد بما يقول الأنصار فبادر سعد بن معاذ رضي الله تعالى عنه فقال يا رسول الله كأنك تعرض بنا فوالله يا رسول الله لو استعرضت بنا البحر لخضناه معك فسر بنا يا رسول الله على بركة الله فسر صلى الله عليه وسلم بذلك وقال سيروا وأبشروا فإن الله قد وعدني إحدى الطائفتين ثم رحل رسول الله صلى الله عليه وسلم ونزل قريبا من بدر وركب صلى الله عليه وسلم مع رجل من أصحابه مستخبرا ثم انصرف فلما أمسى بعث عليا وسعدا والزبير الى ماء بدر يلتمسون الخبر فقدموا بعبدين لقريش ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم يصلي فسألهما أصحابه لمن أنتما فقالا نحن سقاة لقريش فكره ذلك أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وودوا أن لو كانا لعير أبي سفيان وأنه منهم قرييب ليفوزوا به لأنه اخف مؤونة من قتال النفير من قريش لشدة بأسهم واستعدادهم لذلك فجعلوا يضربونهما فاذا آذاهما الضرب قالا نحن لأبي سفيان فاذا سكتوا عنهما قالا نحن لقريش فلما انصرف رسول اله صلى الله عليه وسلم من صلاته قال والذي نفسي بيده إنكم لتضربونهما إذا صدقا وتتركونهما إذا كذبا ثم قال لهما أخبرني أين قريش قالا وراء هذا الكثيب قال كم القوم قالا لا علم لنا فقال كم ينحرون كل يوم فقالا يوما عشرا ويوما تسعا فقال صلى الله عليه وسلم القوم ما بين التسعمائة الى الألف وأما بسبس بن عمرو وعدي بن أبي الزغباء فإنهما وردا ماء بدر فسمعا جارية تقول لصاحبتها ألا تقضيني ديني فقالت الأخرى إنما تقدم العير غدا أو بعد غد فأعمل لهم وأقضيك فصدقها مجدي بن عمرو فانطلقا مقبلين لما سمعا ويعقبهما ابو سفيان فقال لمجدي بن عمرو هل أحسست أحدا من أصحاب محمد فقال لا إلا أن راكبين نزلا عند تلك الأكمة فانطلق أبوسفيان الى مكانهما وأخذ من بعر بعيرهما ففته فوجد فيه النوى فقال والله هذه علائف يثرب فعدل العير الى طريق الساحل فنجا وبعث الى قريش يعلمهم أنه قد نجا هو والعير ويأمرهم ان يرجعوا وبلغ ذلك قريشا فأبى ذلك أبو جهل وقال والله لا نرجع حتى نرد ماء بدر ونقيم عليها ثلاثا ونشرب الخمر وتضرب على رؤوسنا القيان فتهابنا العرب أبدا فرجع الأخنس بن شريق بقومه بني زهرة قاطبة وقال إنما خرجتم لتمنعوا عيركم وقد نجت ولم يشهد بدرا زهري إلا عما مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب بن عبدالله والد الزهري فإنهما شهداها يومئذ وقتلا كافرين فبادر رسول الله صلى الله عليه وسلم قريشا الى ماء بدر ونزل على أدنى ماء هناك فقال له الحباب بن المنذر بن عمرو يا رسول اله هذا المنزل الذي نزلته أمرك الله به أو منزل نزلته للحرب والمكيدة قال بل منزل نزلته للحرب والمكيدة فقال ليس هذا بمنزل فانهض بنا حتى نأتي أدنى ماء من مياه القوم فننزله ونعور ما وراءنا من القلب ثم نبني عليه حوضا فنملؤه فنشرب ولا يشربون فاستحسن رسول الله صلى الله عليه وسلم منه ذلك وحال الله بين قريش وبين الماء بمطر عظيم أرسله وكان نقمة على الكفار ونعمة على المسلمين مهد لهم الأرض ولبدها وبني لرسول الله صلى الله عليه وسلم عريش يكون فيه ومشى صلى الله عليه وسلم في موضع المعركة وجعل يريهم مصارع رؤوس القوم واحدا واحدا ويقول هذا مصرع فلان غدا إن شاء الله وهذا مصرع فلان وهذا مصرع فلان قال عبدالله بن مسعود فوالذي بعثه بالحق ما أخطأ واحد منهم موضعه الذي أشار إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم

.. يتبع ..

الوافـــــي 29-10-2004 03:03 PM

وبات رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك الليلة يصلي الى جذم شجرة هناك وكانت ليلة الجمعة السابع عشر من رمضان فلما أصبح وأقبلت قريش في كتائبها قال صلى الله عليه وسلم اللهم هذه قريش قد أقبلت في فخرها وخيلائها تحادك وتحاد رسولك ورام حكيم بن حزام وعتبة بن ربيعة أن يرجعا بقريش فلا يكون قتال فأبى ذلك أبو جهل وتقاول هو وعتبة وأمر أبو جهل أخا عمرو بن الحضرمي ان يطلب دم أخيه عمرو فكشف عن إسته وصرخ واعمراه فحمي القوم ونشبت الحرب وعدل رسول الله صلى الله عليه وسلم الصفوف ثم رجع الى العريش هو وأبو بكر وحده وقام سعد بن معاذ وقوم من الأنصار على باب العريش يحمون رسول الله صلى الله عليه وسلم وخرج عتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة والوليد بن عتبة ثلاثتهم جميعا يطلبون البراز فخرج إليهم من المسلمين ثلاثة من الأنصار وهم عوف ومعوذ ابنا عفراء وعبدالله بن رواحة فقالوا لهم من أنتم فقالوا من الأنصار فقالوا أكفاء كرام وإنما نريد بني عمنا فبرز لهم علي وعبيدة بن الحارث وحمزة رضي الله عنهم فقتل علي الوليد وقتل حمزة عتبة وقيل شيبة واختلف عبيدة وقرنه بضربتين فأجهد كل منهما صاحبه فكر حمزة وعلي فتمما عليه واحتملا عبيدة وقد قطعت رجله فلم يزل طمثا حتى مات بالصفراء رحمه الله تعالى ورضي عنه وفي الصحيح أن عليا رضي الله عنه كان يتأول قوله تعالى هذان خصمان اختصموا في ربهم في برازهم يوم بدر ولا شك أن هذه الآية في سورة الحج وهي مكية ووقعة بدر بعد ذلك الا أن برازهم من أول ما دخل في معنى الآية ثم حي الوطيس واشتد القتال ونزل النصر واجتهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في الدعاء وابتهل ابتهالا شديدا حتى جعل رداؤه يسقط عن منكبيه وجعل ابو بكر يصلحه عليه ويقول يا رسول الله بعض مناشدتك ربك فإنه منجز لك ما وعدك ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اللهم إن تهلك هذه العصابة لا تعبد في الأرض فذلك قوله تعالى إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين ثم أغفى رسول الله صلى الله عليه وسلم إغفاءه ثم رفع رأسه وهو يقول أبشر يا أبا بكر هذا جبريل على ثناياه النقع وكان الشيطان قد تبدى لقريش في صورة سراقة بن مالك بن جعشم زعيم مدلج فأجارهم وزين لهم الذهاب الى ما هم فيه وذلك أنهم خشوا بني مدلج أن يخلفوهم في أهاليهم وأموالهم فذلك قوله تعالى وإذ زين لهم الشيطان أعمالهم وقال لا غالب لكم اليوم من الناس وإني جار لكم فلما تراءت الفئتان نكص على عقبيه وقال إني برئ منكم إني أرى ما لا ترون وذلك أنه رأى الملائكة حين نزلت القتال ورأى ما لا قبل له به ففر وقاتلت الملائكة كما أمرها الله وكان الرجل من المسلمين يطلب قرنه فإذا به وقد سقط أمامه ومنح الله المسلمين أكتاف المشركين فكان أول من فر منهم خالد بن الأعلم فأدرك فأسر وتبعهم المسلمون في آثارهم يقتلون ويأسرون فقتلوا منهم سبعين وأسروا سبعين وأخذوا غنائمهم فكان من جملة من قتل من المشركين ممن سمى رسول الله صلى الله عليه وسلم موضعه بالأمس أبو جهل وهو أبو الحكم عمرو بن هشام لعنه الله قتله معاذ بن عمرو بن الجموح ومعوذ بن عفراء وتمم عليه عبدالله بن مسعود فاحتز رأسه وأتى به رسول الله صلى الله عليه وسلم فسر بذلك وعتبة وشيبة ابنا ربيعة والوليد بن عتبة وأمية بن خلف فأمر بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فسحبوا إلى القليب ثم وقف عليهم ليلا فبكتهم وقرعهم وقال بئس عشيرة النبي كنتم لنبيكم كذبتموني وصدقني الناس وخذلتموني ونصرني الناس وأخرجتموني وآواني الناس ثم أقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بالعرصة ثلاثا ثم ارتحل بالأسارى والمغانم وقد جعل عليها عبدالله بن كعب بن عمرو النجاري وأنزل الله في غزوة بدر سورة الأنفال فلما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصفراء قسم المغانم كما أمره الله تعالى وأمر بالنضر بن الحارث فضربت عنقه صبرا وذلك لكثرة فساده وأذاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فرثته أخته وقيل ابنته قتيلة بقصيدة مشهورة ذكرها ابن هشام فلما بلغت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فيما زعموا لو سمعتها قبل أن أقتله لم أقتله ولما نزل عرق الظبية أمر بعقبة بن أبي معيط فضربت عنقه أيضا صبرا ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم استشار أصحابه في الأسارى ماذا يصنع بهم فأشار عمر بن الخطاب رضي الله عنه بأن يقتلوا وأشار أبو بكر رضي الله عنه بالفداء وهوي رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال أبو بكر فحلل لهم ذلك وعاتب الله في ذلك بعض المعاتبة في قوله تعالى ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة والله عزيز حكيم الآيات وقد روى مسلم في صحيحه عن ابن عباس رضي الله عنهما حديثا طويلا فيه بيان هذا كله فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم فداءهم أربعمائة أربعمائة ورجع رسول الله صلى الله عليه وسلم الى المدينة مظفرا منصورا قد أعلى الله كلمته ومكن له وأعز نصره فأسلم حينئذ بشر كثير من أهل المدينة تقية ومن ثم دخل عبد الله بن أبي بن سلول وجماعته من المنافقين في الدين

.. يتبع ..

الوافـــــي 08-11-2004 02:59 PM

غزوة بني المصطلق

غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم بني المصطلق من خزاعة في شعبان من السنة السادسة وقيل كانت في شعبان سنة خمس والأول أصح وهو قول ابن إسحاق وغيره واستعمل على المدينة أبا ذر وقيل نميلة بن عبدالله الليثي فأغار عليهم وهم غارون على ماء لهم يسمى المريسيع وهو من ناحية قديد الى الساحل فقتل من قتل منهم وسبى النساء والذرية وكان شعار المسلمين يومئذ أمت أمت وكان من السبي جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار ملك بني المصطلق وقعت في سهم ثابت بن قيس بن شماس فكاتبها فأدى عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم وتزوجها فصارت أم المؤمنين فأعتق المسلمون بسبب ذلك مائة بيت من بني المصطلق قد أسلموا
وفي مرجعه صلى الله عليه وسلم قال الخبيث عبدالله بن أبي سلول لئن رجعنا الى المدينة ليخرجن الاعز منها الأذل يعرض برسول الله صلى الله عليه وسلم فبلغها زيد بن أرقم رسول الله صلى الله عليه وسلم وجاء عبدالله بن أبي معتذرا ويحلف ما قال فسكت عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أنزل الله عزوجل تصديق زيد بن أرقم في سورة المنافقين

.. يتبع ..

الوافـــــي 08-11-2004 03:00 PM


قصة الإفك

وكان في هذه الغزوة من الحوادث قصة الإفك الذي افتراه عبدالله بن أبي هذا الخبيث وأصحابه وذلك أن أم المؤمنين عائشة بنت الصديق رضي الله عنها كانت قد خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه السفرة وكانت تحمل في هودج فنزلوا بعض المنازل ثم أرادوا أن يرتحلوا أول النهار فذهبت الى المبرز ثم رجعت فإذا هي فاقدة عقدا لأختها أسماء كانت أعارتها إياه فرجعت تلتمسه في الموضع الذي كانت فيه فجاء النفر الذين كانوا يرحلون بها فحملوا الهودج حملة رجل واحد وليس فيه أحد فرحلوه على البعير ولم يستنكروا خفته لتساعدهم عليه ولأن عائشة رضي الله عنها كانت في ذلك الوقت لا تحمل اللحم بل كانت طفلة في سن أربع عشرة سنة فلما رجعت وقد أصابت العقد لم تر بالمنزل أحدا فجلست في المنزل وقالت إنهم سيفقدونها فيرجعون إليها والله غالب على أمره وله الحكم فيما يشاء وأخذتها سنة من النوم فلم تستيقظ إلا بترجيع صفوان بن المعطل السلمي ثم الذكواني فكان قد عرس في أخريات القوم لانه كان شديد النوم كما جاء ذلك عنه في رواية ابي داود فلما رأى ام المؤمنين قال إنا لله وإنا إليه راجعون زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم أناخ بعيره فقربه إليها فركبته ولم يكلمها كلمة واحدة ولم تسمع منه إلا ترجيعه ثم سار بها يقودها حتى قدم بها وقد نزل الجيش في نحر الظهيرة فلما رأى ذلك الناس تكلم المنافقون بما الله مجازيهم به وجعل عبدالله بن أبي الخبيث مع ما تقدم له من الخزي في هذه الغزوة يتكلم في ذلك ويستحيله ويظهره ويشيعه ويبديه وكان الأمر في ذلك كما هو مطول في الصحيحين من حديث الزهري عن سعيد بن المسيب وعروة بن الزبير وعلقمة بن وقاص الليثي وعبيدالله بن عبدالله بن عتبة كلهم عن عائشة رضي الله عنها الصديقة بنت الصديق المبرأة من فوق سبع سموات مما اتهمها به أهل الإفك في هذه الغزوة في قوله تعالى إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم الآيات فلما أنزل الله تعالى ذلك وكان بعد قدومهم من هذه الغزوة بأكثر من شهر جلد الذين تكلموا في الإفك وكان ممن جلد مسطح بن أثاثة وحمنة بنت جحش وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل ذلك صعد على المنبر فخطب المسلمين واستعذر في عبدالله بن أبي وأصحابه فقال من يعذرني من رجل بلغني أذاه في اهلي والله ما علمت على أهلي إلا خيرا وذكروا رجلا ما علمت عليه إلا خيرا وما يدخل على أهلي إلا معي فقام سعد بن معاذ أخو بني عبد الاشهل فقال يا رسول الله أنا أعذرك منه فإن كان من الأوس ضربت عنقه وإن كان من إخواننا من الخزرج أمرتنا ففعلنا أمرك فقام سعد بن عبادة فقال كذبت لعمر الله لا تقتله ولا تستطيع قتله ولو كان من رهطك لما أحببت أن يقتل فقال أسيد بن الحضير والله لنقتلنه فإنك منافق تجادل عن المنافقين فتثاروا الحيان حتى كادوا يقتتلون فلم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم يخفضهم ويسكنهم حتى سكنواالحديث وهكذا وقع في الصحيحين ان المقاول لسعد بن عباد هو سعد بن معاذ وهذا من المشكلات التي أشكلت على كثير من أهل العلم بالمغازي فإن سعد بن معاذ لا يختلف أحد منهم أنه مات إثر قريظة وقد كانت عقب الخندق وهي سنة خمس على الصحيح ثم حديث الإفك لا يشك أنه في غزوة بين المصطلق هذه وهي غزوة المريسيع وقال الزهري في غزوة المريسيع وقد اختلف الناس في الجواب عن هذا فقال موسى بن عقبة فيما حكاه البخاري عنه إن غزوة المريسيع كانت في سنة أربع وهذا خلاف الجمهور ثم في الحديث ما ينفي ما قال لأنها قالت وذلك بعد ما أنزل الحجاب ولا خلاف انه نزل صبيحة دخوله صلى الله عليه وسلم بزينب بنت جحش وقد سأل صلى الله عليه وسلم زينب عن شأن عائشة في ذلك فقالت أحمي سمعي وبصري قالت عائشة وهي التي كانت تساميني من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وقد ذكر أهل التواريخ أن تزويجه بها كان في ذي القعدة في سنة خمس فبطل ما كان ولم ينجل الإشكال وأما الإمام محمد بن إسحاق بن يسار فقال إن غزوة بني المصطلق كانت في سنة ست وذكر فيها حديث الإفك إلا أنه قال عن الزهري عن عبيدالله بن عبدالله عن عائشة فذكر الحديث قال فقام أسيد بن الحضير فقال أنا أعذرك منه لم يذكر سعد بن معاذ قال أبو محمد بن حزم وهذا الصحيح الذي لا شك فيه وذلك عندنا وهم وبسط الكلام في ذلك مع اعترافه بأن ذكر سعد جاء من طرق صحاح قلت وهو كما قال إن شاء الله وقد وقع من هذا النمط في الحديث مما لا يغير حكما أحاديث ذوات عدد وقد نبه الناس على أكثرها وقد حاول بعضهم أجوبة لها فتعسف
والله سبحانه وتعالى أعلم

تحياتي

:)

muslima04 21-01-2005 09:20 AM

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين ومن والاهم بإحسان إلى يوم الدين.

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته،

للرفع بإذن الله تعالى،،

الوافـــــي 26-01-2005 03:16 PM

الأخت الفاضلة / مسلمة

جزاك الله خيرا على رفعك للموضوع

تحياتي

:)

الوافـــــي 26-01-2005 03:21 PM

غزوة بني النضير

نهض رسول الله صلى الله عليه وسلم بنفسه الكريمة الى بني النضير ليستعين على دية قتيلين لما بينه وبينهم من الحلف ، فقالوا نعم
وجلس صلى الله عليه وسلم هو وأبو بكر وعمر وعلي وطائفة من أصحابه رضي الله عنهم تحت جدار لهم فاجتمعوا فيما بينهم وقالوا من رجل يلقي بهذه الرحا على محمد فيقتله
فانتدب لذلك عمرو بن جحاش لعنه الله
وأعلم الله رسوله بما هموا به
فنهض صلى الله عليه وسلم من وقته من بين أصحابه فلم يتناه دون المدينة
وجاء من أخبر أنه رآه صلى الله عليه وسلم داخلا في حيطان المدينة
فقام أبو بكر ومن معه فاتبعوه فأخبرهم بما أعلمه الله من أمر يهود فندب الناس الى قتالهم
فخرج واستعمل على المدينة ابن ام مكتوم
وذلك في ربيع الأول فحاصرهم ست ليال منه
وحينئذ حرمت الخمر كذا ذكره ابن حزم ولم أره لغيره ودس عبدالله بن ابي بن سلول وأصحابه من المنافقين الى بني النضير أنا معكم نقاتل معكم وإن أخرجتم خرجنا معكم فاغتر أولئك بهذا فتحصنوا في أطمهم
فأمر صلى الله عليه وسلم بقطع نخيلهم وإحراقها
فسألوا رسول الله أن يجليهم ويحقن دماءهم على أن لهم ما حملت إبلهم غير السلام
فأجابهم الى ذلك فتحمل أكابرهم كحيي بن أخطب وسلام بن أبي الحقيق بإبلهم وأموالهم الى خيبر فدانت لهم
وذهبت طائفة منهم الى الشام ولم يسلم منهم الا رجلان وهما أبوسعد بن وهب ويامين بن عمير بن كعب وكان قد جعل لمن قتل ابن عمه عمرو بن جحاش جعلا لما كان قد هم به من الفتك برسول الله صلى الله عليه وسلم فأحرزا أموالهما
وقسم رسول الله صلى الله عليه وسلم أموال الباقين بين المهاجرين الأولين خاصة إلا أنه أعطى أبا دجانة وسهل بن حنيف الأنصاريين لفقرهما وقد كانت أموالهم مما أفاء الله على رسوله فلم يوجف المسلمون بخيل ولا ركاب
وفي هذه الغزوة أنزل الله سبحانه سورة الحشر
وقد كان عبدالله ابن عباس رضي الله عنهما يسميها سورة بني النضير

تحياتي

:)

الوافـــــي 04-05-2005 06:50 PM

غزوة بني سليم

نهض بنفسه الكريمة صلى الله عليه وسلم لغزو بني سليم فمكث ثلاثا ثم رجع ولم يلق حربا وقد كان استعمل على المدينة سباع بن عرفطة وقيل ابن ام مكتوم

تحياتي

:)

الوافـــــي 04-05-2005 06:52 PM

غزوة بني قريظة

نهض صلى الله عليه وسلم اليهم وامر المسلمين أن لا يصلي أحد صلاة العصر وقد كان دخل وقتها إلا في بني قريظة فراح المسلمون أرسالا وكان منهم من صلى العصر في الطريق وقالوا لم يرد رسول الله صلى الله عليه وسلم ترك الصلاة إنما أراد تعجيل السير وكان منهم من لم يصل حتى غربت الشمس ووصل الى بني قريظة ولم يعنف صلى الله عليه وسلم واحدا من الفريقين

واستخلف على المدينة ابن ام مكتوم ونازل حصون بني قريظة وحصرهم خمسا وعشرين ليلة وعرض عليهم سيدهم كعب بن أسد ثلاث خصال إما أن يسلموا ويدخلوا مع محمد في دينه وأما أن يقتلوا ذراريهم ويخرجوا جرائد فيقاتلوا حتى يقتلوا عن آخرهم أو يخلصوا فيصيبوا بعد الأولاد والنساء وأما ان يهجموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه يوم سبت حين يأمن المسلمون شرهم فأبوا عليه واحدة منهن وكان قد دخل معهم في الحصن حيي بن أخطب حين انصرفت قريش لأنه كان أعطاهم عهدا بذلك حتى نقضوا العهد وجعلوا يسبون رسول الله صلى الله عليه وسلم ويسمعون أصحابه ذلك فأراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يخاطبهم فقال له علي رضي الله عنه لا تقرب منهم يا رسول الله خشية أن يسمع منهم شيئا فقال لو قد رأوني لم يقولوا شيئا فلما رأوه لم يستطع منهم أحد أن يتكلم بشئ

ثم بعث صلى الله عليه وسلم أبا لبابة بن عبد المنذر الأوسي وكانوا حلفاء الأوس فلما رأوه قاموا في وجهه يبكون رجالهم ونساؤهم وقالوا يا أبا لبابة كيف ترى لنا أننزل على حكم محمد قال نعم فأشار بيده الى حلقه يعني أنه الذبح ثم ندم على هذه الكلمة من وقته فقام مسرعا فلم يرجع الى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى جاء مسجد المدينة فربط نفسه بسارية المسجد وحلف لا يحله إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده وأنه لا يدخل أرض بني قريظة أبدا فلما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك قال دعوه حتى يتوب الله عليه وكان من أمره ما كان حتى تاب الله عليه رضي الله عنه

ثم إن بني قريظة نزلوا على حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم ليلتئذ ثعلبة وأسيد ابنا سعية وأسد بن عبيد وهم نفر من بني هدل من بني عم قريظة والنضير وخرج في تلك الليلة عمرو بن سعدي القرظي فانطلق فلم يعلم أين ذهب وكان قد أبى الدخول معهم في نقض العهد ولما نزلوا على حكمه صلى الله عليه وسلم قالت الأوس يا رسول الله قد فعلت في بني قينقاع ما قد علمت وهم حلف إخوتنا الخزرج وهؤلاء موالينا فقال ألا ترضون أن يحكم فيهم رجل منكم قالوا بلى قال فذاك الى سعد بن معاذ وكان سعد إذ ذاك قد أصابه جرح في أكحله وقد ضرب له رسول الله صلى الله عليه وسلم خيمة في المسجد ليعوده من قريب فبعث إليه صلى الله عليه وسلم فجئ به وقد وطأوا على حمار وإخوته من الأوس حوله محيطون به وهم يقولون يا أبا عمرو أحسن في مواليك فلما أكثروا عليه قال قد آن لسعد أن لا تأخذه في الله لومة لائم فرجع رجال من قومه الى بني عبد الأشهل فنعوا إليهم بني قريظة فلما دنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قوموا إلى سيدكم فقام إليه المسلمون فقالوا يا سعد قد ولاك رسول الله صلى الله عليه وسلم الحكم في بني قريظة فقال عليكم بذلك عهد الله وميثاقه أن الحكم فيهم كما حكمت قالوا نعم قال وعلى من ها هنا وأشار الى الناحية التي فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو معرض عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إجلالا له فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم فقال سعد إني أحكم فيهم أن يقتل مقاتلتهم وتسبى ذراريهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد حكمت فيهم بحكم الله من فوق سبعة أرقعة فأمر رسول الله أن يقتل من أنبت منهم ومن لم يكن أنبت ترك فضرب أعناقهم في خنادق حفرت في سوق المدينة اليوم وكانوا ما بين الستمائة إلى السبعمائة وقيل ما بين السبعمائة الى الثمانمائة ولم يقتل من النساء أحد سوى امرأة واحدة وهي بنانة امرأة الحكم القرظي لأنها كانت طرحت على رأس خلاد بن سويد رحى فقتله لعنها الله وقسم أموال بني قريظة على المسلمين للراجل سهم وللفارس ثلاثة أسهم وكان في المسلمين يومئذ ستة وثلاثون فارسا ولما فرغ منهم استجاب الله دعوة العبد الصالح سعد بن معاذ وذلك أنه لما أصابه الجرح قال اللهم إن كنت أبقيت من حرب قريش شيئا فأبقني لها وإن كنت رفعت الحرب بيننا وبينهم فافجرها ولا تمتني حتى تشفيني من بني قريظة وكان صلى الله عليه وسلم قد حسم جرحه فانفجر عليه فمات منه رضي الله عنه وشيعه رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون وهو الذي اهتز له عرش الرحمن فرحا بقدوم روحه رضي الله عنه وأرضاه وقد استشهد يوم الخندق ويوم قريظة نحو العشرة رضي الله عنهم آمين بعث عبدالله بن عتيك الى قتل أبي رافع سلام بن أبي الحقيق ولما قتل الله وله الحمد كعب بن الأشراف على يد رجال من الأوس بعد وقعة بدر وكان أبو رافع سلام بن أبي الحقيق ممن ألب الاحزاب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يقتل مع بني قريظة كما قتل صاحبه حيي بن أخطب رغبت الخزرج في قتله طلبا لمساواة الأوس في الأجر وكان الله سبحانه قد جعل هذين الحيين يتصاولان بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم في الخيرات فاستأذنوا رسول الله صلى الله عليه وسلم في قتله فأذن لهم فاشتد له رجال كلهم من بني سلمة وهم عبدالله بن عتيك وهو أمير القوم بأمره صلى الله عليه وسلم وعبدالله بن أنيس وأبو قتادة الحارث بن ربعي ومسعود ابن سنان وخزاعي بن أسود حليف لهم فنهضوا حتى أتوه في خيبر في دار جامعة فنزلوا عليه ليلا فقتلوه ورجعوا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم ادعى قتله فقال أروني أسيافكم فلما اروه قال لسيف عبدالله بن أنيس هذا قتله إذ رأى فيه اثر الطعام وكان عبدالله بن أنيس قد أتكأ عليه بالسيف حتى سمع صوت عظم ظهره وعدو الله يقول قطني قطني يقول حسبي

تحياتي

:)

الوافـــــي 21-10-2006 12:16 AM

غزوة بني لحيان

خرج الرسول صلى الله عليه وسلم بعد قريظة بستة أشهر
وذلك في جمادى الاولى من السنة السادسة على الصحيح قاصدا بني لحيان
ليأخذ ثأر أصحاب الرجيع المتقدم ذكرهم فسار حتى نزل بلادهم في واد يقال له غران
وهو بين أملج وعسفان فوجدهم قد تحصنوا في رؤوس الجبال
فتركهم وركب في مائتي فارس حتى نزل عسفان
وبعث فارسين حتى نزلا كراع الغميم ثم كرا راجعين
ثم قفل صلى الله عليه وسلم الى المدينة

تحياتي

:)


Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.