![]() |
ماذا نحن فاعلون اتجاه دارفور التي تجرنا اليها امريكا
بسم الله الرحمن الرحيم
مهزلة بكل المقايس تلك الاحداث التي بدات تعصف بالسودان وخاصة في ولايه دارفور بين عشية وضحاها ,فنحن نشهد الان اللمسات النهائيه لمرحلة الاعداد والتهيئه لنفس السيناريو المجرم لانتهاك حرمات المسلمين واحتلال اراضيهم , فكما حدث مع العراق ومن قبله افغانستان, يبدا الشيطان الامريكي بخلق الزور في بلد اخر المراد احتلاله, ثم تاتي مرحلة الاعداد والتهيئه للراي العام العالمي وذلك بتسليط الاضواء على هذا البهتان وجعله مادة اعلاميه خصبه تتناقلها وسائل الاعلام ليل ونهار وتلوكه السنة الكذابين في كل مكان حتى تصبح قضيه عالميه يشترك في مناقشتها باقي العصابه الدوليه المجرمه. ومن ثم ينزلق الامر الى مجلس الامن بسرعه وخفيه ليصدر قرار الادانه المعد سلفا ,ليصبح السودان بموجب هذا القرار ارضا مستباحه للقوات الامريكيه والدوليه(بالقانون)وفي حالة الرفض من قبل الحكومة السودانيه فالعواقب معروفه ومفهومه.حصار وتجويع ومن ثم غزو بفضل هذا السيناريو المتقن والذي يتكرر معنا معشر(الخراف) المرة تلو المرة ,اصبح العالم كله يتحدث الان عن خطر الابادة الجماعيه لمواطني ولاية دارفور السودانيه,وحرض على اجتياح السودان بعض الجماعات المتطرفه الامريكيه والتي لاتعرف( اصلا ) اين تقع ولاية دارفور, والتفاصيل لاتهم كثيرا هؤلاء.. ولو كانت مهمة كانت استطاعت امريكا ان توفر لهذه الولايه من الكميات الكبيرة من الرز الامريكي الذي يرمى بالبحر سنويا بمئات الاطنان للمحافظه على سعر الرز ,او كانت بعض الدول العربيه والاسلاميه التى تملك استثمارات في الخارج تحويلها واستثمارها في السودان وغير السودان من الدول العربيه والاسلاميه الفقيره . ولكن المهم ان هناك مسلمين(سمان) يراد لهم الذبح,واراضي جديدة تبحث لها عن مستعمرين والتهمة جاهزه بلغ صداها ما بلغ اليل والنهار,,ولذلك فالكل جاهز ومتحفز الان للانقضاض على هذا البلد المسلم,حتى ان البريطانيون صرحوا انهم على استعداد لارسال جنودالى السودان وصرح الكونكرس الامريكي مؤخرا على قرار (جديد) يصف مايحدث في غرب السودان بانه ابادة جماعية تحتاج للتدخل الفوري (وما يحصل في فلسطين والعراق وافغانستان اليس بابادة جماعية بحق شعب تحت الاحتلال رغما عنه).لذلك فقرار التدخل العسكري او العقوبات الاقتصاديه هي قرارات امريكيه بالدرجه الاولى ومجلس الامن يتبناها او يقوم بتعديلها بعيدا عن المضمون وتكون مقبولة من كل الاطراف والايدي المساعدة طبعا متوفره وجاهزه هي دول عربيه واسلاميه مجاوره الى السودان. ولكن السؤال المهم ؟؟؟لماذا السودان اعد للمرحلة القادمه.. ياتي السودان في مقدمة الدول المرصوده في اجندة الامريكين, فالامريكين من خلال سعيهم المستمر للسيطرة والهيمنه على التوجهات السياسيه للبلاد الاسلاميه يقسمون عالمنا الاسلامي الى فريقين.. فريق يمكن احتوائه سياسيا وتقليم اظافره بسهولة ويسر,اما بسب العمالة الواضحة لبعض الحكام,او باسلوب الابتزاز والتهديد لعروشهم الذي يؤتي ثماره عند اقل ضغط تمارسه امريكا على تلك الحكومات. اما عن الفريق الثاني ..فهو فريق العناد والمكابرة مع السيد الامريكي(ولايلزم ان يكون هذا الاباء اسلاميا او دينيا,وانما يكون كرها للابتزاز او رفضا للهيمنه)او لنقل شكلا من اشكال الجعجعه, المهم يتعامل الامريكيون مع هذا الفريق باسلوب العداء المفرط, والذي يحتم عليهم مواجهتة بالقوة العسكريه او الاقتصاديه لكسر شوكتهاو استاصاله اذا لزم الامر كما حصل مع العراق و افغانستان. فالسودان هي الطرف الجنوبي للكيان الاسلامي,ولذلك تفتيت هذا البلد الى دويلات غربيه (زنوج) وجنوبيه (نصرانيه) سيؤدي لانهيار هذه البوابه ويصبح من السهل اختراق هذا الكيان,اماالعراق هو البوابه الشماليه وافغانستان مع باكستان تمثلان الطرف الشرقي لكياننا المسلم,ولاشك ان الطرف الغربي لكياننا الاسلامي والمتمثل في موريتانيا ودول المغرب العربي ينتمون الى الفريق الاول والذي امكن السيطره عليه سياسيا بالترغيب او الترهيب. نحن لسنا في معرض الحديث عن مدى كذب هذه الادعاءات الغربيه بان هناك ابادة جماعيه تحدث الان في دارفور فهي دولة عربيه مثل باقي الدول التى ابتلانا الله بحكامها المهوسون بالعروش على حساب شعوبها,وان الحكومة مسئولة عنها بالدرجه الاولى,فهذا الكلام الواهي لن يخرج عن دائرة الكذب المحض,وكلنا يذكر كيف كان الامريكيون والبريطانيون يحدثونا بالامس عن اكذوبة الاسلحة العراقيه التى تبيد نصف العالم اذا ما استخدمها العراق ,فهذا هو الذي يحدث الان .. نفس الشيطان الامريكي يلدغنا للمرة الثالثه من نفس الجحر. السؤال المهم ..ماذا نحن فاعلون اتجاه هذه المصيبه التي يجرنا اليها الامريكيون واعوانهم. وفي محاولة منا للاجابه على هذا السؤال ,اعرض تصريحا مصريا رسميا على لسان وزير خارجيتها ,يتقدم فيه التماس شفوي شديد المذلة ,مصحوبا باسمى ايات الخزي والعار,موجه الى العصابه الامريكيه والبريطانيه يطلب منهم (التروي) وعدم التسرع في استصدار قرار من مجلس الامن ضد الحكومة السودانيه..مصر التي يمس امنها القومي بشكل مباشر هذا الترتيب الشيطاني والتواجد الكثيف الى اعداء الامة الاسلاميه من المدخل الجنوبي تكتفي بطلب التروي من القاتل وتاجيل موعد الذبح واذا كان هذا الرد المصري فاننا لم نسمع من اي بلد اخر سوى صمت القبور اي ان الكل قد اتفقوا على بيع القضيه السودانيه كما بيعت قبلها القضيه الفلسطنيه والعراقيه والافغانيه والشيشانيه. الامريكيون واعوانهم قد احاطوا بالكيان الاسلامي من كل جانب..فمتى نفيق من هذه السكرة القاتله؟؟؟. |
لا تخاف من شئ واطمئن ياعبود
صحيح أن الدول الاسلامية مقصرة ولكن المنظمات التبشيرية نشطة جدا فعددها أكثر من 25 منظمة تبشيرية .. وبابا الفاتيكان هب لمساعدة مسلمي دارففور وأرسل رئيس الأساقفة الألماني للضغط على الحكومة المانية لارسال منظمات اغاثته والدخول في السودان وتجد كثير من منظمات الكاثوليك وهبت البروتستانت معهم بالمساعدة |
الاخ الحبيب
عبود اعزك الله تعالى وبارك فيك يبدو ان الزعماء العرب لا يهمهم الا كراسيهم وفى هذا السبيل قد يتركون امريكا تدمر اى شىء بل كل شىء واتصور شخصيا اذا سمحت لى ان الحكام غير قادرين على فعل شىء ايا كان فلقد ركعوا وسجدوا جميعا تحت قدم الكافر ابن الكافر بوش ولا ارى اى مخرج من هذا النفق المظلم الا ان تأتى معجزة من السماء او احدى ايات الله الكونية العظيمة لتدمر امريكا اما عن بلادنا وحكامنا والحال هكذا فلا امل يرجى الا من باقة المجاهدين الطاهرين الذين يمرغون انف حسالة البشر بتراب الارض ويذيقونهم الذل والهوان والموت والعذاب فى الدنيا واستكمالا لموضوعك الحساس هذا لدى عدة اخبار تسير وفق الخط الصليببى الصهيونى المرسوم لبلد عربى شقيق ينتظر المقصلة الصليبية *** بمساندة الموساد... متمردو دارفور يتمسكون بالعمل العسكري *** في تصعيد مفاجئ سبق جولة المفاوضات الجديدة بين الحكومة السودانية ومتمردي دارفور التي من المقرر أن تبدأ بعد غد بالعاصمة النيجرية أبوجا، أعلنت حركة 'العدل والمساواة' تمسكها بالحل العسكري والعمل المسلح حتى إسقاط النظام الحاكم في الخرطوم. ووفقًا لما نقله المركز السوداني للخدمات الصحفية [smc]، قال رئيس الحركة المتمردة 'خليل إبراهيم' في حوار مع الفضائية الإريترية أمس السبت: إن الفصائل المسلحة في دارفور قطعت عهدًا على نفسها لإسقاط النظام في الخرطوم بالسلاح. وشن خليل هجومًا عنيفًا على قيادات الأحزاب السودانية، خاصة محمد عثمان الميرغني رئيس التجمع الديمقراطي والحزب الاتحادي الديمقراطي، متهمًا التجمع بإعاقة ما وصفه بنضال حركات دارفور، معلنًا رفض العدل والمساواة لمباحثات القاهرة بين الحكومة والتجمع المعارض. وبشأن تحالف حركته وفصيل 'الأسود الحرة' قال خليل إبراهيم: إن الفصيلين سينسقان معًا لـ'حرب التحرير' الجديدة بشرق السودان، مشيدًا بالدعم الذي تقدمه الحكومة الإريترية لمسلحي دارفور، مؤكدًا أن أسمرا تقدم دعمًا سياسيًا وأن من حقها أن تقدم أية مساعدات أخرى تراها مناسبة. وعلى صعيد متصل، قالت مصادر مقربة من المعارضة الإريترية: إن الرئيس الإريتري طالب بتسريع فتح جبهة جديدة في شرق السودان لمساندة الجبهة المفتوحة في غرب السودان، وإن لقاءً تم بين الأسود الحرة وحركة العدل والمساواة وخبراء من الموساد الصهيوني ومسؤولي الجيش في إريتريا لتهيئة الظروف لذلك،.، ******** وهذا سيدى الفاضل خبر آخر يسير فى نفس الاتجاه *** وزير الخارجية البريطاني غدًا في السودان *** أعلنت وزارة الخارجية البريطانية تبعًا لما جاء في صحيفة الثورة اليمنية أن وزير الخارجية البريطاني جاك سترو سيتوجه غدًا الاثنين إلى السودان ويمكن أن يتوجه إلى دار فور الثلاثاء.. إلا أنها رفضت تأكيد الجزء الثاني من الزيارة لوكالة فرانس برس لأسباب أمنية. وسيلتقي سترو بمسؤولين في الحكومة السودانية في مطلع أسبوع حاسم بالنسبة إلى دارفور غرب السودان. إذ يفترض أن تستأنف المفاوضات بين الحكومة السودانية ومتمردي دارفور غدًا في أبوجا في نيجيريا وسيقدم تقرير أولي عن الوضع الأمني والإنساني في دارفور إلى مجلس الأمن الدولي خلال الأسبوع المقبل. وتفيد أرقام الأمم المتحدة أن النزاع في دار فور تسبب بنزوح نحو 2.1 مليون شخص منذ فبراير انتقل 180 ألفًا منهم إلى تشاد المجاور وخلفت المواجهات بين 30 و50 ألف قتيل. وتعهد رئيس الوزراء البريطاني توني بلير في يوليو بالحصول من الحكومة السودانية على تعهد باتخاذ كل الإجراءات الضرورية للسيطرة على ميليشيات الجنجويد والتأكد من أن المساعدة تصل إلى سكان دارفور. وسيتوجه وزير الخارجية الهولندي برنار بوت ممثلاً للاتحاد الأوروبي خلال الأيام المقبلة إلى دار فور، كما سيزور دارفور توني هال ممثل الولايات المتحدة في منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة الفاو ويأتي ذلك في ظل اهتمام دولي مبالغ فيه بأحداث دارفور وبضغوط قوية على الحكومة السودانية لمصلحة المتمردين . ****** ****** ****** ولى عود على موضوعك القيم الغيور الطيب ولكن الالم يعتصر قلبى على حال الامة كلها ولم ابكى فى حياتى مثلما ابكى دما الان ولا حول ولا قوة الا بالله |
قضية دارفور مهمة جدا ولا تقل اهمية عن باقي قضايانا فالسودان جزء هام في وطننا العربي والاسلامي
فشكرا لكم لطرحكم الموضوع والاهتمام بالقضية وشكرا للمشرفين على تثبيته.......... الولايات المتحدة تريد السيطرة على كل الموارد العالمية فنجدها تذهب للمناطق الغنية بالمواد الطبيعية كالنفط وغيره ......... ونحن للاسف نساعدها بذلك ونهي لها الظروف لتسيطر على الاقتصاد العالمي وبالتالي نكون اكثر المتضررين ......... |
أخى الحبيب عبود
========== نعم يا اخى كما قلت ( كالخراف) لقد ورد بخاطرى الآن منظر ُحفر فى ذاكرتى .. فى طفولتى وأنا أغدو يوميا إلى مدرستى كنت أمر على جزار ..دائما أراه يربط بقرتين أوثلاثة فى الوتد..فيأخذ إحداهن و بمنتهى المهارة والسرعة يشدها من وثاقها فيطرحها ارضا .. وبلا شفقة و لا رحمة أمام أختيها يهريق دمها فتصاب البقرات بالهياج .. وكنت أتعجب لعودتهن إلى أكلهن بمنتهى البرود بالرغم من علمهن بمصيرهن .. طبعا تعلم مقصدى يا أخى .... صبرا .. لالالالا..لا تقول أن مقصدى أن حال البقرات كحالنا .. لالالا حالنا ليس كهذه البقرات .. بل هن أحسن منا حالا .. نسيت أن أخبرك أنى لم أراهن يساعدن الجزار أو يتحالفن معه سوف ترى يا أخى مسارعة مصر و المملكة و الشام وكل الحكومات التى تدعى الأسلام سترى أنها أول من ينفذ قرارات هيئة الرمم الملتحدة ... وسوف يستمر التحالف الشيطانى بين تلك الحكومات مع أمريكا على ذبح السودان .. و إن غدا لناظره لقريب الهلالى |
نسيت أن أقول لك يا أخى أن الأمل فى الله كبير ..
سيكون ذلك إن شاء الله على يد المجاهدين ... أسامة و أصحابه .. أو من مشى على دربهم .... لا أمل فى الحكومات .. الأمل عندنا نحن يا أخى .. فى أمة محمد صلى الله عليه وسلم .... عبود لا أمل إلا بضرب من يعيقنا عن أمريكا ... ثم ضرب أمريكا . الهلالى |
إقتباس:
إن كان الأمر كما يقول الهلالي فدار فور سيتم إحتلالها بالتأكيد فما دخل مسيلمة وأتباعه في أمر إلا كانوا ممهدين لإحتلال الأمريكان وما أفغانستان والعراق إلا شواهد على ذلك وعجبي ... :cool: |
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة الوافـــــي
إلا كانوا ممهدين لإحتلال الأمريكان وما أفغانستان والعراق إلا شواهد على ذلك اذا ما وافقتك الراي في ما طرحت بان المجاهدين كانوا سببا في احتلال البلاد العربيه والاسلاميه .. فان الشيخ اسامه بن لادن كان فعلا موجودا في افغانستان وتحت حماية طالبان, واحتلت افغانستان بعد احداث سبتمبر الملفقه على المسلمين .فما دخل احتلال الامريكان الى العراق وبعد ان اثبتت التقارير الصادره من البيت الابيض والمخابرات الامريكيه ان لاصلة بين النظام العراقي السابق وبين الشيخ اسامه بن لادن فلماذا احتل العراق . |
إقتباس:
إن كنت تراها ملفقه فاعلم أنك بهذا القول ترتكب خطأ كبيرا قد يصل إلى الوقوع في الحرام في عرف الخوارج ، لأنك تجرأة وخطأت مسيلمة في أمر تبناه فمسيلمة بلسانه إعترف بعلاقته بالحادثة ، وهلل وصفق وأنشد وولول وجاهد مع أبنائنا الذين أغواهم ببضع كلمات وخطب وقليل من الأشرطه وإن أردت أن أفصل في هذا القول فعلت ولكنني أخشى أن يخرج الموضوع عن هدفه وما وددت أن أشتت موضوعا أبدا وأما بشأن العراق فقد إتخذها الخوارج مكانا للتدريب وما تلك المعسكرات التي كانت في الشمال إلا شاهدا على ما أقول وأسأل عنها ( الزر .... قاوي ) تحياتي :) |
الإخوة الأفاضل سأضع بين يديكم هذا الموضوع ، وفيه كل شيء عن هذه القضية التي أسأل الله أن يعديها على خير ويحفظ أبناء المسلمين في كل مكان وأن يحقن دمائهم . دارفور.. حينما ( يتباكى ) الجاني المجرم على الضحيّة !!! ( موضوع مهم ) |
إقتباس:
وأنا أأكد على ما قال أخي الوافي , فلن يحل مشكلة دارفور سوى ولى أمرنا المنصور بعبدالله ثم الله . |
إقتباس:
الحمد لله وجدت ( مِن ) ردك أمراً صدقت فيه فعندما تتصدى هذه البلاد وحكامها لأمر فهم بإذن الله قادرون على إيجاد الحلول لها وليست دار فور بمستعصية على من نذروا أنفسهم لأمتهم وفق الله خادم الحرمين لكل خير ، وشدّ أزره بعضده عبد الله والحمد لله الذي أنعم علينا ..:) |
حسبنا الله ونعم الوكيل
اخي عبود اختصر كلامي واله اننا نعيش في زمن الاوغاد
|
لارجاع الموضوع لأصله
يا عرب.. السودان في خطر
بقلم: كمال شاتيلا رئيس المؤتمر الشعبي اللبناني
منذ أن تولّت أمريكا وبريطانيا إحتكار وضع الحلول لمشكلة السودان وأبعدتا مصر والجامعة العربية، أطلقنا تحذيرات على الفضائيات المصرية وفي التحركات الشعبية التي نظمها المؤتمر الشعبي في لبنان، وكشفنا المخطط الصهيوني لتقسيم السودان، وقلنا منذ حوالي السنة: ان اتفاق ماشاكوس بين حكومة السودان والانفصاليين الجنوبيين يمنح حق تقرير المصير لهؤلاء، وهذا يعني حق الانفصال بعد ست سنوات. وكشفت أيضاً ستائر التآمر الأمريكي البريطاني الصهيوني، وقلنا: ان التحرك الانفصالي في الجنوب المدعوم استعمارياً هو حلقة في سلسلة مخططات تتناول محاولات لتقسيم مصر والسعودية والعراق والجزائر، في اطار ما يسمى اعادة تشكيل العالم العربي التي طرحها كولن باول وزير خارجية امريكا منذ العام 2002، وهي الاطار المنوي تطبيقه في دائرة مشروع الشرق الأوسط الكبير. ونبهنا مراراً من أن منح "تقرير المصير للانفصاليين الجنوبيين"، سيؤدي الى تحريك أثنيات وأعراق أخرى في السودان بتحريض أمريكي لاستكمال عملية تقسيم وتقاسم السودان، وليتم بعدها الانتقال الى مشروع تقسيم مصر كما طالب كثير من أعضاء الكونغرس الامريكي. فعلى الرغم من التنازلات التي قدمتها حكومة السودان في حوارها مع الانفصاليين، والتي شملت توزيع الثروة النفطية وحق إصدار عملة جنوبية خاصة والاحتفاظ بالجيش الانفصالي ومشاركة الانفصاليين في السلطة السودانية على أعلى المستويات، برغم كل هذه التنازلات فإن امريكا تقود اليوم حملة عالمية ضد حكومة السودان، وتبدو في حالة إستعداد للتدخل العسكري في هذا البلد بحجة حماية أهالي دارفور. لقد سلّح الامريكيون عصابات من دارفور أسموا أنفسهم بجبهة تحرير السودان، وأخذوا يغيرون على مراكز الدولة والجيش بأسلوب انفصالي، متمتعين أيضاً بدعم الانفصاليين الجنوبيين. الاّ أن هذه الحركة الانفصالية في دارفور جوبهت بأهالي الجنجديد العرب لمنع التصرفات الانفصالية. صحيح انه وقعت نتيجة هذا الصراع المسلّح ضحايا ولاجئين وهاربين وصلوا الى تشاد، لكن المسبّب الأول لهذه المشكلة هو امريكا التي تصرّ على تقسيم السودان وفتح جبهة خلفية لمصر لاستخدامها واضعافها فضلاً عن الجبهة الاسرائيلية والاستنزاف الاقتصادي الاجتماعي في مصر!.. واذا مررنا سريعاً على خلفية تداعي الأوضاع في السودان الذي تم اضعافه واستنزافه ليصل الى ما وصل اليه، فإن أحد الأسباب يكمن في تولي الشيخ حسن الترابي السلطة لسنوات، فطرح الحل الطائفي لمشكلة الجنوب مما فاقم الأزمة واتخذ خطاً معادياً لمصر، وهي البعد الاستراتيجي الحامي لوحدة السودان وعروبته. بل إنه وصل بغروره الى حد اعتبار السودان ساحة الثورة الاسلامية العالمية، فإشتبك مع العرب والمحيط وسبّب للسودان العزلة وزيادة اشعال النيران في الجنوب وفي الشمال، خاصة وأنه أمّم الحياة السياسية وصادر حقوق الاحزاب والحركات واحتكر السلطة وابدى كل عداء للعروبة من منطلق طائفي فئوي. وحينما تمّ اقصاء الشيخ الترابي من السلطة بقرار حكومي وبرئاسة الرئيس البشير، كانت حلقات التآمر التقسيمي على وحدة السودان قد اكتملت، وقد تأخرت الحكومة في الانفتاح السياسي واعادة استقطاب القوى الحية السودانية، فدخلت المفاوضات وحالة الوحدة الوطنية مضطربة مما زاد من حجم الضغوطات الأمنية على الحكومة. ويضاف الى عملية إضعاف السودان، ان الحكومة تأخرت أيضاً في ترميم علاقاتها العربية وقبلت الدخول الى المفاوضات بدون جبهة عربية متضامنة عملياً معها. ولا بد من القول أيضاً إن دولاً عربية أساسية ابتعدت عن هموم السودان ولم تكن مواقفها منسجمة مع موجبات التضامن العربي مع بلد يتعرض الى الاستنزاف والتآمر التقسيمي، خاصة وإن هذا التآمر يمثل تهديداً مباشراً لوحدة الأمن القومي العربي. نحن كعرب نواجه الآن مشروع كارثة جديدة، بعد استعمار العراق أميركياً. فالولايات المتحدة التي تتعرّض لخسائر استراتيجية في العراق دماً ومالاً وخططاً سياسية، تعاند الوقائع حينما تفتح جبهة جديدة في السودان، لكن ما يشجّعها على مواصلة تدمير الكيانات الوطنية العربية لمصحلة مشروع الشرق الاوسط الكبير هو تراخي النظم العربية وانصرافها لشؤونها الخاصة بدون ادراك مخاطر الانعزالية القطرية التي لا تحمي كياناً ولا تحقق تنمية! فالكل مطلوب رأسه حسب التوقيت المناسب الذي يحدده البيت الابيض، لأن جوهر المخطط الامريكي هو تدمير وإعادة تشكيل وليس إصلاحاً أو ترميماً. اننا نخاطب ما تبقى من ضمائر مسؤولين عرب، نخاطب النخب النضالية في الأمة لأن تتحرك بكل وسائل التضامن مع السودان، فالوقت لا يسمح بمحاسبة حكومة السودان ولا يسمح الوقت بالانتظار والرهان على الزمن. فالسودان بلد عربي يتعرض للتدمير الانفصالي، بلد عربي يتعرض لالغاء هويته العربية الاسلامية، بلد يتعرّض "للصوملة" والفوضى والانحلال. ان السودان الذي شكل تاريخياً الإطلالة العربية على افريقيا، السودان الذي تحرر من الاستعمار البريطاني، السودان الذي يضم خيرة العرب المؤمنين والمثقفين، يتعرض للتقسيم العرقي والمذهبي والطائفي بخناجر الصهاينة والمستعمرين. ان كل عربي حرّ الضمير، ملتزم بالدفاع عن كيان الامة، لا بد ان ينخرط بشكل أو بآخر في عملية الدفاع عن حرية ووحدة وعروبة السودان. نداء مخلص نوجّهه الى الأمة: ناصروا السودان وتضامنوا معه وساعدوه مادياً ومعنوياً، ليتغلّب على كل مخططات التقسيم والهيمنة الاستعمارية. |
Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.