أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية

أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية (http://hewar.khayma.com/index.php)
-   الخيمة الإسلامية (http://hewar.khayma.com/forumdisplay.php?f=8)
-   -   الصلاة الإجبارية في المملكة السعودية (http://hewar.khayma.com/showthread.php?t=40700)

أبوذر 25-08-2004 03:49 AM

الصلاة الإجبارية في المملكة السعودية
 
السلام عليكم أيها الأطايب ورحمته وبركاته
أما بعد فأني أخوكم من إحدى دول القارة السوداء أتيت للعربية السعودية في عمل تجاري تفاجأت بأمر غريب وهو إغلاق المحلات إجبارياً وقت الصلاة. حتى لو كان صيدلية أومحطة بنزين. الأمر الغريب هو أن إغلاق الصلاة يكون لمدة نصف ساعة على الأقل. بالرغم من أن الصلاة لاتستغرق أكثر من خمس الى عشر دقائق. بل أن الأدهى والأمر ماحصل لي في الرياض على طريق الأمير عبدالله حيث توجد أعداد كبيرة من المطاعم. يذهب موظفوا المطاعم للمسجد وبعد انتهاء الصلاة ينتظر الجميع (موظفين وزبائن وحتى الكفار منهم) ينتظرو انمتهاء النصف ساعة.

الى متى هذا التخلف هل الصلاة على عهد الرسول (ص) والصحابة رضي الله عنهم كانت اجبارية؟
قد يقول قائل أنه لابد من اعطاء الموظف بريك للصلاة. وأنا أتفق لكن ماذا بالنسبة لمن لايصلي بل يستغ الوقت في التدخين (وهو أمر محرم عند مطاعية السعودية) ثم ان صلاة العصر وقتها وقت الغداء ووقت صلاة العشاء هو وقت العشاء (الدينر).
ثم ماضرورة إغلاق الصيدليات والأمور الضرورية الأخرى؟
تكلمت مع حلاق في الرياض فقال لي أنه يضطر لطرد الزبائن قبل حلول موعد الصلاة بنصف ساعة فإذا كان الوقت بيت نهاية صلاة المغرب وبداية صلاة العشاء هو أقل من الساعة في بعض الأيام يعني ذلك هدر وقت كان بالإمكان للشعب إستغلاله.

الطامة الكبرى اللتي نزلت على رأسي ولم أصدقها من الحلاق وأتمنى أن يكون مخطئاً هو قوله لي أنه لوتأخر في حلاقة أحدهم فإنه يضطر الى اجباره مغادرة الحلاق بنصف شعر محلوق مخافة من إقدام الهيئة (إف بي آي) المملكة على توقيفهم.

مارأي السادة في الصلاة الإجبارية؟ هل أنت معها أم ضدها؟

الوافـــــي 25-08-2004 04:16 AM

في البداية هل أنت مسلم ....؟؟؟؟

وبعدها يكون لك الجواب

دايم العلو 25-08-2004 04:36 AM

إقتباس:

مارأي السادة في الصلاة الإجبارية؟ هل أنت معها أم ضدها؟


:confused::confused::confused:
:confused::confused:
:confused:

يتيم الشعر 25-08-2004 01:41 PM

أخي الكريم كاتب الموضوع

لم أفهم حقيقة ماذا يكون " الأدهى و الأمر " الذي أثار حفيظتك .. لكني سأجيبك أن الصلاة يا صديقي إجبارية في الإسلام وقد وقَّت الشارع لكل صلاة زماناً لأدائها ..

مساهم 25-08-2004 06:41 PM

العجيب مسمي نفسه أبو ذر !؟

تعالوا الآن واسمعوا يا من ترون هذه الدولة وحكامها محلاً للشر والفساد ..

انظروا العالم من حولكم كيف ينظرون لدولتكم التي تريدون إفسادها بأيديكم تحن سذاجة الإصلاح الوهمي ..

إلى متى ستظلون مطية للغشاشين والمنافقين الذين يتباكون عند الإصلاح وتظنون فيهم الخير والإستقامة .. وما هم إلا مغرضين سياسيين يفرحون لزوال الحكم .. لا لأجل الدين كما تعتقدون أيها المساكين .. بل ليرتقي أحدهم على سدة الحكم ليفعل بالدولة ما يشاء ..

آآآآه .. متى قومي يعلمون .. متى قومي يصحون ... متى قومي يعون ..

ملك 27-08-2004 01:54 PM

بسم الله والصلاةوالسلام علىرسول الله

يااخى الكريم وهل الموضوع اصبح طامة كبرى لان المحلات تغلق ابوابها لمدة نصف ساعه للصلاة الصلاة ياخى فريضه على كل مسلم وهى عماد الدين ومن اقامها فقد اقام الدين وهل النصف ساعه فتره طويله حتى يصبح الموضوع طامه كبرى يا
يا اخى الفاضل يكفى ان تعرف ان الصلاة هى الركن الثانى من اركان الاسلام
وهى التى تفرق بين المسلم وغير المسلم والصلاة واجبه ادا دخل ميعادها حتى لواغلقت المحلات ساعه
اتق الله يا اخى

ahmednou 28-08-2004 02:11 PM


لقد فرضت الصلاة علينا نحن المسلمين خمسون صلاة في اليوم والليلة..
ثم خففت إلى خمس صلوات..
خمسون صلاة.. كيف كنا نعمل أي عمل غير الصلاة في الدنيا؟؟

ولماذا فرض الله عز وجل خمس صلوات في اليوم والليلة وفي الجامع؟؟

وماذا يريد الله عز وجل منا بالضبط؟؟


ولماذا ترك الصحابة أموالهم ومساكنهم وأولادهم وأزواجهم وبلادهم، من أجل الله ورسوله.. وقال تعالى لهم إن كان أي شيء من ذلك أحب إلى قلوبهم من الله ومن رسوله صلى الله عليه وسلم ومن الدعوة إليه يسموا بالفاسقين...ونحن يشق علينا أن نضحي بأوقات قليلة لله عز وجل؟؟
{قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره، والله لا يهدي القوم الفاسقين}


كل هذه الأسئلة لن يفهم الإجابة عليها من يعيش في بلاد الغرب الكافر، أو من يريد أن يتشبه بالكفار في معايشهم وأوقاتهم..

نحن أمة فرض الله عز وجل عليها لا مثلما فرض على الناس من قبل، ولكن مثلما فرض على أنبياء الله من قبل.. وكذلك فرض علينا من الدعوة مثلما فرض على أنبياء الله.. لماذا؟ حتى يكون نورنا يوم القيامة مثل نور الأنبياء...
ولأنه لا نبي بعد نبينا صلى الله عليه وسلم..
لقد ترك الصحابة رضوان الله عليهم مزارعهم ومصانعهم ومحلات الحلاقة كلها في بلادهم، وعلموا أن لهم وظيفة غير هذه الوظائف.. لقد أخرجوا للناس، لا لأنفسهم: {كنتم خير أمة أخرجت للناس}، وكلفوا بوظائف غير وظائف الناس:{تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله}...

فمن فهم ذلك جيدا، علم لماذا أصبح هؤلاء رعاة للأمم، وملكهم الله عز وجل ملكي فارس والروم، واستأمنهم على أديان الناس وأموالهم وأعراضهم..
ولماذا نحن قد أصبحنا في الذلة والضعف والاستضعاف والتخلف والرجعية إلخ...

يا أخي... من غدا إلى المسجد أو راح أعد الله له في الجنة نزلا كلما غدا أو راح... وهذا النزل هو المسكن والقصر والخيمة والمأكولات والفرش من الذهب والفضة والحور العين.. وهذا كله لو قدرته بمقدار أموال أهل الدنيا، لزاد عن ملايين ملايين ملايين ملايين ملايين ملايين ملايين المليارات..

فهل يعجبك أن يخسر أحد كل هذا المقدار الضخم من العملات الصعبة التي لن يكون هناك غيرها يوم القيامة، الحسنات، من أجل عشرة ريالات أجرة الحلاق، أو من أجل أن شعره لم يقص كله..
ولو وقف أمير في آخر الشارع وقال من أتى الآن ووقف نصف ساعة لأعطيته ألف ريال.. لتسابق الجميع وسارعوا وفروا من بعضهم إلى الأمير، ولنسي الحلاق المقص في شعر المحلوق، ولنسي المحلوق شعره وما به من مقص…

مشكلتنا أننا قد آمنا وأيقنا وصدقنا على أجور الدنيا ومنافعها… أما أجور الآخرة فنحن في غفلة عنها.. نحن نقول بألسنتنا أننا نؤمن بالآخرة وأجورها.. ولكن على الحقيقة أعمالنا تقول إننا لفي شك من أجور الآخرة مريب…

ولذلك رحمنا الله عز وجل، فأرسل إلينا من يذكرنا من العلماء والصالحين في المملكة بهذه الأعمال..

ويوم القيامة، تعترف بفضل هؤلاء الذين يجبرون الناس على ما ينفعهم، ويمنعونهم مما يضرهم… لو أن رجلا أجبرك على السير في طريق معين وأنت كاره.. ثم حصلت من هذا الطريق مائة مليون ريال وأضاع عليك عشرة ريالات أجرة الحلاقة أو أكثر من ذلك مهما بلغت فهي دراهم معدودة… هل تكره هذا الرجل مرة أخرى، أم تشكره؟؟؟

أبوذر 29-08-2004 02:49 AM

أعتذر إخواني المؤمنين من عدم تمكني من الرد لظروف طارئة لكني سأحاول أن لا أتأخر بعد اليوم.

ردا على أول مشارك حول ديني فأعتقد أني بينته صراحة وهو أني مسلم حنبلي أقيم صلواتي الخمس وحججت البيت ولله الحمد فليس اعتقادي بخطأ أسلوب هيئة الأمر بالمعروف يكون ذريعة للتشكيك حول كوني مسلما.

أيها الأخوة الأفاضل أنا مع الصلاة جماعة خمس مرات في اليوم ولاأمانع بل هذا أمر له من الحسنات كما ذكرتم الشيئ الكثير.

ليس لي إشكال على الصلاة لكن إشكالي حول كونها إجبارية. أخي الكريم هل تعلم سبب عدم ردي هذه الأيام الثلاثة؟

يقول صديق لي سعودي حاورته حول هذا الموضوع:
لقد كنت في مهمة من بنك وهو بنك أي بي إن أمر للذهاب الى البنك السعودي الهولندي وهو أحد بنوك أي بي إن أمرو العالمية. ذهبت الى البنك الهولندي فرع المصيف في مدينة الرياض يوم الأربعاء لكي نتعاون حول منتج إسلامي جديد وهو اليسر. بعد عدة اجتماعات في الإدارة الإقليمية في شارع الضباب ذهبت كما ذكرت لكم الى فرع المصيف. أتت صلاة المغرب, فسارع موظف الأمن بإغلاق الشبابيك وكأننا حرامية خيفة أن يراتا أحد ونحن في الفرع في وقت الصلاة!
أقمنا الصلاة وانتهينا بعد خمسة عشر دقيقة من بدء الأذان لكنكم تعرفون أن الصلاة تأبى إلا أن تكون 35 دقيقة!
بعد انتهاء الصلاة توجه كل الى عمله والشبابيك مغلقة فمن غير قصد فتحت أحد الشبابيك وإذا بجمس الهيئة قادم (الغريب أنه يأمر الناس بالصلاة وقت الصلاة وهو لم يصلي).
دخلوا الفرع وعلى حسب لهجتكم حنشلونا جميعا في سياراتهم! انتهى كلام صديقي

أقول ماهذا ؟ هل كان الصحابة برفعة مقامهم يأتون بخيولهم ويحنشلوا الناس الذين لم يغلقوا للصلاة!
لا بد أن يكون لنا في الرسول عليه الصلاة والسلام وصحبه الكرام أسوة حسنة.
صلوا لكن لا تغلقوا الصيدليات
أقسم بالله العظيم أني جلست على باب صيدلية في مدينة الثقبة شارع فلسطين وقد كانت قدمي تنزف بغزارة حتى فقدت كميات كبيرة من دمي لمدة تتجاوز النصف ساعة.

الصلاة لا تتجاوز العشر دقائق وقال رسول الله (ص) جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا هل تتوقف أمور الدولة كل يوم خمس مرات بالرغم من إمكانية تتابع الموظفين في الصلاة.

أعني أنه في الصيدلية مثلا بإمكان الموظف الأول البدئ في الصلاة بينما الآخر على الكونتر ثم العكس بالعكس.
هذا مثال فقط ثم من للمحلات النسائية لم تغلق والمرأة لا تصلي 7/10 أيام كل شهر إذا أتتها الدوؤة
إذا سافرنا نحن المسلمين نجمع بين صلاة المغرب والعشاء فلم أجبر أنا المسافر من إنتظار صلاة العشاء حتى أعيد ملئ سيارتي بالوقود؟

هناك الكثير من الأمثلة لكن خلاصة القول أن الصلاة لايجب أن تكون إجبارية وبهذا الشكل.

ناهيك عن أسلوب الهيئة .. هل يعقل إجبار هندوسي (هداهم الله أو لعن من لم يسلم منهم) أن يجبر على الصلاة الإسلامية في مراكز الهيئة؟
هدانا الله جميعا وجمعنا على الصراط المستقيم وجمعنا في دار الخلد في جنته الواسعة
وأيد الله إخواننا المجاهدين في كل مكان

آمين


اليمامة 30-08-2004 10:14 AM

بصراحة دائما ماتُذكر السلبيات وتضخم وتُحجب الإيجابيات
وسأجيبك وأنا أعيش في البلد وسأفسر لك الموضوع من وجهة نظر شخصية
المحلات عندنا عندما تُغلق للصلاة قدمت ايجابيات كثيرة :
* تعويد الباعة والمشترين على أداء صلاة الجماعة .. وحتى تعرف مدى الفائدة من ذلك ابحث عن فوائد صلاة الجماعة على الفرد والمجتمع .
* نظمت وقتنا نحن كمشترين فنحن مثلاً نراعي أن الوقت قصير جدا بين صلاة المغرب والعشاء فأصبحنا نراعي هذه النقطة جيدا وننظم وقتنا على هذا الأساس .. كما أننا نراعي طول الوقت بين الصلاة والاقامة في العشاء فنصلي العشاء عندما يتم الآذان ثم نغادر المنزل .
* أن كثيرا من الوافدين تعودوا على الصلاة في المسجد وبحمد الله لازموا هذه العادة بعد مغادرتهم وهذه نقطة من النقاط التي قد لاتقيس عظم فائدتها إذا كنت ممن يقتنص السلبيات .
* كل المراكز والأسواق خصصت مساجد داخلها للرجال والنساء ووقت الصلاة لاتسمع صوت أغاني أو شتائم احتراما للآذان والصلاة .
* قد تجبرني ظروفي للتسوق في وقت يقطعه وقت الصلاة وأذهب بشكل عادي لأنني مطمئنه أنني سأصلي في مسجد داخل المركز مهيأ لذلك .
* ان هذا تعويد منا لغيرنا من غير المسلمين ليحترموا شعائرنا ويعرفون أن لله حقا يجب أن نؤديه في أي مكان .. ولا ننظر للموضوع كنظرتك السلبية
* فيما يخص الصيدليات .. فصيدليات المستشفيات لاتغلق وفي ذلك حل للاشكال
* أما رجال الهيئة فهم يأمرون بالصلاة ويدورون لأنهم مكلفون شرعا بالأمر بالمعروف للناس لاداء الصلاة ويؤدي البقية منهم الصلاة في جماعة أخرى مع الناس بإمامة جديدة .

في المقابل كنت أنا المدعوة اليمامة في العام الماضي في دولة عربية وأتت صلاة العصر وخرجنا من المكان الذي نحن فيه لنصلي فلا مكان للصلاة إلا في منزلك أو في المساجد في الأحياء وعانينا لنبحث عن مسجد ونصلي بعد انتهاء الجماعة حيث لامكان للصلاة في المراكز التجارية أو المطاعم وليس هنالك أي تذكير للقيام بهذه الشعيرة الهامة

ولكي تصل لنتيجة :
اجمع السلبيات واجمع الايجابيات وانظر كفة أيهما ترجح

مساهم 30-08-2004 02:45 PM

إقتباس:

بعد انتهاء الصلاة توجه كل الى عمله والشبابيك مغلقة فمن غير قصد فتحت أحد الشبابيك وإذا بجمس الهيئة قادم (الغريب أنه يأمر الناس بالصلاة وقت الصلاة وهو لم يصلي).
دخلوا الفرع وعلى حسب لهجتكم حنشلونا جميعا في سياراتهم! انتهى كلام صديقي
بعدي والله ..

ahmednou 04-09-2004 07:28 AM

جزاك الله خيرا أخي أبا ذر، ولكن بمناسبة أنك حنبلي فعلماء الحنابلة القدماء لم يرخصوا في الصلاة في غير المسجد والأدلة الشرعية معهم قوية جدا...

ولا مانع من أن تطلع على المقالة التالية، لعل يكون فيها الجواب الكافي..

ahmednou 04-09-2004 07:31 AM

الخطأ في حساب سعر العملة
 
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.. أما بعد:

فلو أن شابا قد ولد في جزيرة بعيدة لا يتعامل أهلها المعاملات المالية إلا بالذهب فقط، ولا يعرفون أي شيء عن العملات الورقية ولا يعتبرونها قيمة مالية.. ثم سافر هذا الشاب إلى المملكة السعودية مثلا، وعاش فيها عشرين سنة ظل يجتهد ويجد ويتعب نفسه ويستغل جميع وقته وجهده لتحصيل الريالات، حتى استطاع تحصيل مائة مليون ريال..
ثم رجع إلى جزيرته وهو يتخيل أنه سوف يعيش أفضل حياة على الجزيرة بما معه من الريالات.. ولكنه عندما وصل أراد أن يشتري قصرا، فقيل له ماذا معك من ذهب، فقال معي ملايين الريالات سوف أشتري بها أفضل قصر في الجزيرة.. فقيل له إن كل ما معك لا يساوي شيئا عندنا، إننا لا نتعامل إلى بالذهب فقط.. فقال فأعطوني بيتا وخذوا ما معي، فقالوا أيضا: لا .. فقال فسأشتري به كوخا صغيرا حقيرا.. فقيل له: لا… فعاش في العراء… وأراد أن يشتري طعاما ليسد جوعته، فقال له صاحب المطعم كم معك من ذهب، فقال معي ملايين الريالات.. فقال صاحب المطعم: لا تساوي عندنا شيئا، لن أعطيك أي طعام.. وحاول أن يشتري رغيفا واحدا من الخبز كذلك، فلم يجد من يبيع له رغيفا واحدا.. فعاش في العراء والبرد والمطر والجوع والعري، فأراد أن يرجع ليغير ما معه من عملات إلى ذهب، فسأله صاحب المركب كم معه من ذهب، فقال: ليس معي أي ذهب، ولكن معي ملايين الريالات.. فقال له صاحب المركب كذلك: فلن تركب لأننا لا نتعامل إلا بالذهب فقط.. وهكذا عاش في الجوع والعطش والبرد حتى هلك…
فهذا، كل ما أخطأ فيه هو الخطأ في حساب سعر العملة…


الحياة التي نعيشها اليوم ليست هي الحياة الحقيقية، إنما هي معبر أو ترانزيت أو لجنة امتحان، أو فترة محددة مثل الغربة التي كان يعيشها صاحبنافي المثال السابق، أو فترة لتحصيل العملة المطلوبة للحياة الحقيقية وهي الحياة بعد الموت، أو الدار الآخرة…

والبعض أو قل جميعنا يخطئ نفس الخطأ الذي وقع فيه الشاب المذكور في المثال السابق، وهو الخطأ في حساب سعر العملة..
أي ينشغل بجمع مئات وآلاف وملايين الريالات واليورو والجنيهات [لا للدولارات لأنها في المقاطعة حتى تكف أمريكا عن حرب الإسلام وغزو بلاد الإسلام] … فإذا كان يوم القيامة، قيل: أين المتقون..؟؟ لم
يقل: أين أصحاب الملايين من الريالات؟؟ ولا أين من وصل إلى القمر والمريخ؟؟ ولا أين من اخترع أحدث الاختراعات؟؟

والعملة هنا هي الحسنات، والحسنات فقط، لا الجنيهات ولا الريالات والدينارات.. فمن معه هذه العملة استطاع أن يشتري في الجنة قصرا من ذهب، أو بيتا من فضة، أو خيمة من لؤلؤ.. على حسب ما معه من مقدار هذه العملة.. وأما من ليس معه هذه العملة، فيقول: أنا الذي عندي في البنك ملايين الجنيهات، فيقال له: هل معك من حسنات؟ فإذا قال: لا، يقال له: لا قيمة لك.. ويقول: أنا الذي وصلت إلى القمر، فيسأل: هل معك من حسنات؟ فإذا قال: لا، يقال له: العملة الوحيدة هنا هي الحسنات..
ويستوي في ذلك رئيس الشركة العالمية الذي من معه مائة مليون جنيه، مع صاحب محل الحلاقة الذي معه عشرة جنيهات، فكل ذلك يوم القيامة لا يساوي قيمة كلب ميت..

فحينئذ يتذكر كل واحد: لقد سمعت الأذان، ولكني انشغلت بجمع الدينارات والدراهم، عن الحسنات لأنني ظننت أن من معه جنيه يساوي جنيها، ومن معه عشرة جنيهات يساوي عشرة جنيهات، ومن معه نصف جنيه يساوي نصف جنيه.. ولكن اتضح لي الآن أن من معه حسنة يساوي حسنة، ومن معه عشرة حسنات يساوي عشرة حسنات، ومن معه ألف حسنة يساوي ألف حسنة.. ولم أذهب إلى المسجد لأنني نسيت أن العملة التي سوف أحتاجها لمعيشتي هي الحسنات التي أتحصل عليها من: إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطا إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة.. وكنت أسخر ممن يفعل هذا وينشغل عن جمع الجنيهات والريالات والدراهم والدينارات.. ولطالما سمعت أن الصلاة هي الفلاح في كلمات الآذان: حي على الصلاة حي على الفلاح، فقد كنت أسمعها في اليوم والليلة عشر مرات، ولكني لم أصدق، أو نسيت، أو كنت كالسكران لا يسمع ولا يعقل ولا يريد أن يسمع ولا يريد أن يعقل…

لقد أخطأت في حساب سعر العملة التي سوف تكون في الحياة الحقيقية… {يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم}..

ابو رائد 04-09-2004 09:50 PM


سبحان الله

أصبحت الصلاة تخلفا عند البعض !!

يا كاتب الموضوع أنت تتكلم بمنطق ( البزنس ) وترى أن إغلاق المحلات وقت الصلاة تضيع عليك بعض الريالات , لذا أنت متحسر على النصف ساعه التي تقضيها وأنت تلعن في رجال الهيئة وفي البلد وثقافة البلد وكأنك أتيتنا من أفريقيا لتعلمنا الحضارة المزعومة وتنشلنا من التخلف والرجعية والإنغلاق ...

نعم بنظرك الصلاة تخلف ولا تحتاج لأكثر من خمس دقائق ولكن فروع البنوك التي تحفظ أسماءها ومواقعها تستاهل كل الوقت لتمتير شوارع الرياض طولا وعرضا للهث وراءها وتحويل الراتب وما إدخرته للدنيا الزائلة...

اذا لم تقتنع بفائدة أغلاق المحلات التجارية وقت الصلاة فعلى الأقل إحترم ثقافة المجتمع السعودي والذي أجمع على إفتخاره بتطبيق شعائر الدين ظاهرة ولا نخجل من ديننا لا منك ولا من غيرك ياحنبلي زمانك ...

وأذكرك ونفسي بهذا الحديث

قال عليه الصلاة والسلام : [ لقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام ثم آمر رجلا فيؤم الناس ثم أنطلق برجال معهم حزم من حطب إلى رجال لا يشهدون الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم] متفق عليه .

وهذا

ويقول عليه الصلاة والسلام [ من سمع النداء فلم يأت فلا صلاة له إلا من عذر] أخرجه ابن ماجة والدارقطني والحاكم بإسناد على شرط مسلم .

أبوذر 05-09-2004 08:40 AM

إقتباس:

ولا نخجل من ديننا لا منك ولا من غيرك ياحنبلي زمانك ...



سامحك الله أتدعوني لأن أحترم عاداتكم وهذا ماتقوله هداك الله

الأخت العزيزة اللتي أرسلت الرد كان كلامها منطقيا ويدل على ثقافة صلبة وفقها الله لقد بينت لي الكثير من إيجابيات الصلاة لكن الجميع متفق على كون الصلاة أمر ايجابيا بدون أي نقاش

إخواني الأعزاء الصيدليات تغلق عندكم وحتى صيدليات المستشفيات وقد سألت الصيدليات التالية
- صيدلية مستشفى الدكتور سليمان الحبيب الطبي
- صيدلية مستشفى المملكة
- صيدلية عيادة الدكتور مشاري
فأخبروني مع استغرابهم من سؤالي بالطبع!

أيهما أهم انقاذ الأرواح أم الصلاة (إسألوا أهل الذكر قبل الرد)
أنا لن أدعوا لفتح دكاكين البيض والحلاقين والسباكين وقت الصلاة
أما أدعوا لفتح الأمور الضرورية كالصيدليات والمستشفيات ومحطات الوقود مع الحرص على أداء العمال الصلاة

أنا لست ضد الصلاة

وأرجوا يا إخوتي
المسلمين أن تحسنوا الظن بي فأنا ماأتيت للمملكة إلانفورا من الفحشاء في بلادي وحبا لأن أتقرب من بيت الله ومن قبر رسوله الطاهر
فلهذا فقد أخطأ من ادعى أني الهث وراء الأموال في البنوك (راجع ما كتبته انت وما كتبته أنا)

وادعوا لي بالهداية

غــيــث 05-09-2004 09:50 AM

الله يهديك...

الحنين 06-09-2004 09:35 AM

:(
فلتأتوا يا من تحاربون المملكة وانظروا لما يحصل

عموما اختي اليمامة جزيتي خيرا لدررك الفذة التي نطقتِها

أبوذر 13-09-2004 03:55 AM

هداني الله وإياكم

ahmednou 13-09-2004 10:14 AM

خطأ تقييم في المعرفة
 
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم..

يحكى أن رتبة كبيرة في الشرطة كان يركب سيارته مع بعض أصحابه ويلبس لبسا عاديا.. فأراد هو وصاحبه دخول الخلاء، فوجدا مخفرا للشرطة… فقال لصاحبه ادخل معي هنا للدخول في دورة مياه المخفر…
وعند الباب سألهما الشرطي: أين تذهبان؟؟ ممنوع الدخول هنا.. فرد الرتبة الكبيرة: سوف ندخل دورة المياه… فضحك الشرطي وسخر منهما وقال: هل فتحناها دورة مياه؟ هذا قسم للشرطة يا ناس، أما عندكما أي نظر، اذهبا فورا وإلا سلطت عليكما سلاحي، ممنوع الدخول، وأخذ يسخر ويضحك ويسب كيفما شاء، اذهبا أيها الكذا والكذا… ثم قال له الرتبة: أما تعلم من أنا؟؟؟ قال: ومن تكون؟ وزير الداخلية، وأخذ يضحك ويسخر… ولكن عندما أخرج له الرتبة كارنيه الشرطة، وتبين للشرطي أنه رتبة كبيرة، حينئذ اصفر وجه واخضر واحمر واسود ثم ازرق.. ووجل قلبه كما توجل قلوب المؤمنين لذكر الله، واقشعر جلده كما يقشعر جلد الذين يخشون ربهم عند سماع كلامه… وكاد يسقط على الأرض من الرعب… ثم قال لهما: أنا لم تربيني أمى التربية الصحيحة، أنا حمار، أنا سافل، أنا كذا وكذا… أرجو أن تسامحني، أرجو أن تعفو عني يا بيه…

والسؤال هنا: لماذا تغيرت معاملة الشرطي للرتبة على الرغم من أن كليهما لم يتغير في قوته ووظيفته…؟
والإجابة وهي النظرية التي أقصدها هنا: أن معاملة من تعامله تختلف على حسب معرفتك لقوته ومكانته…


وتطبيق هذه النظرية علينا.. ولله المثل الأعلى… عندما نسمع النداء للصلاة يختلف رد الفعل باختلاف معرفة البشر بربهم… فالبعض تراه يغلق جميع أعماله وينهي جميع مشاغله، ويلغي جميع مواعيده.. ويذهب إلى الصلاة بنشاط غير عادي فرح مسرور، لأنه سوف يلتقي بمن يعرف جيدا، إلى الملك الذي خلقه وخلق السماوات والأرض ورباه وأطعمه وسقاه وشفاه وهداه..
وآخر يستهتر ويستهزئ بالذين يذهبون للصلاة ويغلقون دكاكينهم وأعمالهم، ودنياهم الحقيرة التافهة، ويذهب إلى الصلاة ولكن وهو كسلان..

لماذا يختلف رد فعل البشر؟؟ لاختلاف معرفة البشر بمن يطلب منهم الحضور للقائه… فالأول علم أن من يناديه هو من بيده ملكوت كل شيء، خالق كل شيء، بكل شيء عليم، على كل شيء قدير، بيده ناصية كل دابة، وما من دابة إلا عليه رزقها، الذي خلقنا فهو يهدينا والذي هو يطعمنا ويسقينا والذي يميتنا ثم يحيينا والذي جعل الشفاء بالدواء أو بدون الدواء، بالصيدليات أو بدون صيدليات، فهو خالق كل شيء: الأطباء والصيادلة والصيدليات والأدوية… منجي إبراهيم من النار بلا ماء، مغرق فرعون بالماء الذي نجى به موسى عليه السلام.. لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء.. من يملك الرزق والشفاء والهداية والقوة وأنه هو أضحك وأبكى وأنه هو أمات وأحيا وأنه هو أغنى وأقنى، بيده الغنى والسعادة والضحك والبكاء والموت والحياة..
والثاني: كالسكران الذي ظل يسخر من رئيسه وحاكمه وهو لا يدري أن ذلك قد يسبب له المشاكل والمتاعب.. وكلنا لا يسلم من ذلك..


وهكذا: الخطأ في المعرفة يؤدي إلى الخطأ في ترتيب الحياة والمعاملة..

أبوذر 14-09-2004 01:11 AM

مادام هذا هو الإسلام
هذا دين اليسر:confused:
ومادامت ردودي جلها إما أن تلغى من قبل هيئة الرقابة بالمعروف الموقرة
فليس بإمكاننا الحوار
سأذهب الى منتدى تكون الحرية فيه أن يتكلم الطرفان وليس الطرف ال(((((فلاني))))) فقط
وبهذا أكون أرحت الكثير فبورك في نقاش جماعة كلهم على رأي وإياكم أن تناقشوا بقية الشوافع والحنابل فنحن (وكما قيل للنبي) نسحر الناس


وأتمنى أن تتحلى إدارة الموقع بشيئ من الشجاعة وتترك لي هذا الرد فقط وأن لا تلغيه كما ألغت الكثير في الماضي



والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
المشرف

ذكرنا لك سابقا في أكثر من موضوع
أن الجدل في الأمور الطائفية والمذهبية والشعوبية ممنوع هنا
وآن لنا أن نرقى بحواراتنا بعيدا عن هذه الأمور

ahmednou 20-09-2004 07:05 AM

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله:
أما بعد، فيحكى أن:

كانت ليلى ترسل كل يوم طعاما شهيا لقيس، فتغير الخادم الذي كان ترسل معه الطعام، فأخذ الخادم الجديد الطعام وذهب يسأل عن قيس، فانتهز لص هذه الفرصة فقال له: أنا قيس.. فكان كل يوم يأخذ الطعام، ويعطيه للص بدلا من قيس.. وفي ذات مرة أرادت ليلى أن تختبر حب قيس لها، فقال للخادم خذ هذا السكين وقل لقيس إني أريد قطعة لحم من جسدك.. فذهب الخادم وكالعادة قال اللص له أنا قيس، فأعطاه السكين، فقال اللص: ما هذا؟ أين الطعام؟ فقال الخادم: إن سيدتي تقول لك إنها تريد قطعة من جسدك فاقطعها بهذه السكين.. فحينئذ بهت اللص ثم قال للخادم: أنا لست قيسا، أنا اسمي كذا وكذا، وأما قيس فهو الشاب الذي يجلس هناك، وأشار إلى قيس الحقيقي… فذهب الخادم إلى قيس فقال له: إن سيدتي تريد قطعة من جسدك، فقال قيس له: اذهب إليها وقل لها من أين مكان تريدين؟ من يدي أم من رجلي أم من قلبي أم من كبدي أم من عيني؟..
فهذا الاختبار قد كشف قيس الصادق من قيس الكاذب.. أو قل المحب الصادق من المحب الكاذب.. فالكاذب رفض أن يضحي، والصادق قال: أنا على استعداد للتضحية وبالوسيلة التي تريدينها يا ليلى..


والمقصد من هذه القصة هو تأصيل نظرية وقاعدة، وهي أن من أحب أحدا أو شيئا فإنه يكون على أتم الاستعداد للتضحية من أجله، ولو بقطعة من جسده.. وعلى استعداد أن يتحمل من أجله المشاق والمتاعب..

فإذا أردت أن تعرف ما هو أحب شيء إليك، فاعمل هذا الاختبار لنفسك، أي راقب تصرفات نفسك وتفكيرها.. ما هو الشيء الذي تضحي من أجله وتصرف فيه وقتك وعمرك وتفكيرك..؟؟ فيكون هذا الشيء هو محبوبك معبودك..


نحن نرى أن أحدنا يمكن أن يسافر إلى بلد غريب ويذوق ألم الغربة عدة سنوات ويهجر أهله وأصحابه وربما أيضا زوجته وأولاده من أجل تحصيل الدنانير والدراهم…

ونرى كذلك في بعض البلاد العربية الإسلامية التي نشر فيها عملاء الصهيونية الهوس الكروي، أو الخبل الكروي، البعض قد يذهب إلى المباراة قبل موعدها بعدة ساعات لينال ثواب الصف الأول [الصف الأول هنا ليس في الصلاة وإنما في الاستاد]

ولي صديق تزوج فتاة فأحبها، وكان قبل الدخول يزورها في قريتها التي تبعد عن قريته مسافة، وكان بين القريتين صحراء، فحكى لي أن الذئب قد طلع عليه يوما في الصحراء بعد أن تعطلت سيارته..

فمشاعر النماذج السابقة هي الحب الشديد الذي يؤدي إلى أن يغير المرء حياته ونظام معيشته من أجل من يحب.. والحب الذي يتحمل من أجله من يحب المشاق والمتاعب شدائد الأمور، ولا يسأم ولا يضجر ولا يمل بل يحب المشقة لأنها سوف توصله إلى محبوبه…


وكانت هذه المشاعر عند الصحابة الكرام أيضا، بنفس المقدار، ولكنها كانت في حب الدين وأعمال الدين وحب الآخرة وأعمال الآخرة..
فنرى بضعهم يترك أمواله ليهاجر، وبعضهم يترك زوجته وعياله، وبعضهم يترك كل شيء من مصنع أو متجر أو شركة أو [محل حلاقة] ليدعو إلى الله عز وجل في بلاد الفرس والروم… وإذا طالبهم القرآن أو النبي صلى الله عليه وسلم بذلك:{انفروا خفافا وثقالا وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون}(التوبة).. {إلا تنفروا يعذبكم عذابا أليما ويستخلف قوما غيركم ولا تضروه شيئا والله على كل شيء قدير}(التوبة)… {قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين} (التوبة24)
لم يجلسوا في مكانهم ويقولوا مثلما نقول: الدين يسر، إن الله غفور رحيم…

فهم يتركون من أجل ما يحبون، كما نحن نترك من أجل ما نحب.. ولكن الفرق ههنا هو في: ما هو الأمر الذي كانوا يحبون فمن أجله يضحون؟ وما هو الذي نحب ومن أجله نضحي.؟



نحن لسنا على استعداد أن نغير من أمور حياتنا ودنيانا أي شيء ولو صغير من أجل الدين، ولا نريد أن نضحي بأي شيء من أجل الدين..
والخلل ههنا في أن قيمة الدين عندنا رخيصة، وقيمة الأموال والمساكن والدنانير والدراهم والزوجات والأولاد والمراكب والمصايف ثمينة… فلا يمكن أن نترك ما هو رخيص عندنا من أجل ما هو ثمين في قلوبنا..

أما الصحابة فعلى العكس تماما.. الدين شيء ثمين، والدنيا شيء رخيص، فتركوا الرخيص من أجل الثمين..

نحن لسنا على استعداد أن نفرغ للدين وللآخرة عاما كاملا، ولا شهرا كاملا ولا يوما كاملا، لتعلم العلم الشرعي والتفقه في الدين أو لعبادة أو لدعوة غير المسلمين للدخول في الإسلام وتعريفهم بالله..
ولكننا على أتم استعداد أن نفرغ للدراهم والدنانير والزوجة والأولاد والمصايف أياما وشهورا وأعواما بلا سأم ولا ضجر ولا ملل.. ولا نقول: المصايف يسر لا تتعب نفسك لحصيلها، الدنانير والدرهم يسر لا تفرغ كثير من الوقت لجمعها، الزوجة والأولاد يسر لا تضيع وقتك معهم..


عندما واصل النبي صلى الله عليه وسلم الصيام في رمضان، وجد أن الصحابة رضوان الله عليهم يواصلون مثله، دون أن يأمرهم بذلك..
ولما نهاهم عن الوصال… لم يقولوا مثلما نقول عندما نريد أن نهرب من أي تكليف شرعي: لعل ذلك من خصوصيات النبي صلى الله عليه وسلم، ما لنا وهذا الأمر، نحن لم نؤمر بذلك، بركة يا جامع، لا يعنينا هذا الأمر.إلخ….
ولكنهم قالوا: إنك تواصل.. أي إن أمر الدين هنا يأخذونه بنشاط ومحبة فلذلك يتحملون المشاق من أجله… ولا يسمحون لأنفسهم أن يسبقهم أحد بعبادة إلى الله عز وجل، فهذا هو مجال التنافس والتسابق والفرار..

أما نحن الآن فنتسابق على أي شيء دنيوي وله نعلن النفير العام، ونوجه كل طاقاتنا وقوتنا ومالنا لأمور الدنيا بنشاط ومحبة وإن كان فيه بعض المشاق والتعب والإرهاق لأننا نحب ذلك… فإذا جاء أمر الدين ووجدنا أنه سوف يغير بعض حياتنا وقد يمس بعض أمور ديننا قلنا: الدين يسر، لم يأمر الله بهذا، أأنتم أفضل عبادة من النبي صلى الله عليه وسلم.. إلخ هذا الكلام الذي كله تثبيط وتكاسل وتثاقل…

إننا والحمد لله عندنا دين مثلما كان الصحابة عندهم دين، ولكن الفرق أن الدين عندنا شيء هامشي في الحياة، لا نقدمه على أي أمر من أمور الدنيا، بل نؤخره على جميع أمور الدنيا ولا نضحي بشيء من دنيانا لأجله أبدا… وأفضلنا من جعل الدين كالعباءة أو الجلباب الذي يلبسه في رمضان، فإذا انقضى رمضان انقضى نظام الدين، وتحولنا إلى نظام الدنيا وإن كان مخالفا لنظام الدين..

أما الصحابة الكرام فلم يكن الدين عندهم شيئا خارجيا عن جسمهم، لقد كان الدين عندهم كما ورد:"دينك دينك لحمك دمك" لقد كان مثل دمهم ولحمهم لا يفرطون في أي شيء منه كما لا يفرط عاقل في أي شيء من لحمه ودمه…


Powered by vBulletin Version 3.5.1
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.